هذة هى الطبعة الثالثة من كتاب ( دليل الطقوس الكنسية على مدار السنة التوتية ) . نقدمها لك أيها القارئ العزيز بعد أن نفذت الطبعتان السابقتان بسبب إقبال القراء على هذا الكتاب الذى يعتبر مرجعا ً هاما ً للتسبحة ورفع البخور والقداسات على مدار السنة القبطية كلها بما فيها من أصوام وأعياد ومناسبات أخرى ،و لا غنى لأى كاهن أو شماس عنه.
طقس القداس الإلهى منها عذب لا ينضب من التأملات الروحية العميقة ، لأن كل حركة وكل كلمة فى القداس لها معنى روحى عميق . كتب كثيرون فى هذا الموضوع وما زال موضوعا ً بكراً للتأملات والتفاسير المتعمقة لحركاته وكلماته سواء السرية منها أو الجهرية .
أبوغلمسيس أو أبوغلامسيس هي كلمة (أبوكالسيس - أبو كلبسيس) اليونانية، ومعناها (سفر الرؤيا) وتطلق اصطلاحًا على ليلة سبت الفرح (سبت النور) التي يقرأ فيها سفر الرؤيا كله وهي أول كلمة في سفر الرؤيا ومعناها استعلان أو إعلان (وهي أول كلمة في رؤيا يوحنا اللاهوتي) ويقصد بكلمة أبو غلمسيس سفر الرؤيا.
زيت أبو غلمسيس:-
وهذا الزيت يستخدم ونحن نقرأ سفر الرؤيا في ليلة أبو غلمسيس. وكذلك يُدهَن به كل من العروسين في سر الزواج المقدس، ويطلق عليه اسم "الزيت الساذج".
هذا الكتاب الذى بين يديك أيها القارئ العزيز هو نقطة صغيرة من بحر عميق أعنى حياة الأب الراحل الراهب القس أوغريس السريانى الذى عاش بيننا كملاك الله وفارقنا فى هدوء الملائكة ليلة 2يناير 2002م. عاش أبونا أوغريس أربعين سنة فى الرهبنة فى إختفاء تام وفى إنكار ذات عظيم بعد رهبنته بمدة قبل نعمة القسيسية فقط ولم يقبل رتبة القمصية رغم الإلحاح عليه بقبولها وكان يقول ( السماء فيها 24قسيساً،ولم يذكر الكتاب المقدس اسم القمامصة ،ولم يتطلع فى كل حياته إلى أى مناصب كنسية سواء داخل الدير أو خارجه.
السير العطرة للأبرار المعاصرين تنشط الحياة الروحية للسائرين فى طريق الملكوت ،وتشجع المجاهدين فى الحياة الروحية ، لأنهم يجدون أمامهم النماذج الحية القريبة منهم والتى عاشت فى نفس زمانهم وظروفهم وبيئتهم وقابلتهم نفس المعوقات ولكنهم جاهدوا وصمدوا وانتصروا ونالوا الأكاليل المعدة للغالبين.ونقدم لك الأن أيها القارئ العزيز سيرة أحد هؤلاء الأبرار المعاصرين الذين عاشوا بيننا ورأيناهم بأعيننا وقد تنيح منذ سبع سنوات فقط ، إنه الراهب القمص أرمانيوس السريانى .
أيوب الصديق شخصية عظيمة ومثال يحتذى به فى الصبر والاحتمال وقوة الإيمان والتمسك بالله فى أصعب الظروف ، حتى أن معلنا يعقوب الرسول يوجه أنظارنا اليه لنتعلم منه هذه الفضائل الهامة قائلاً " ها نحن نطوب الصابرين . قد سمعتم بصبر أيوب ورأيتم عاقبة الرب معه لأن الرب كثير الرحمة ورءوف(يع11:5)
الحياة الرهبانية هى كمال الحياة المسيحية ،و لأن الحياة المسيحية حياة سماوية ، فالرهبنة إذن سامية جدا ً . والراهب الذى يحياها يصبح بشرا ًسماويا ً . لذا يسمى الرهبان بشر سمائيين ،و ملائكة أرضيين . وهذا السمو فى الحياة الرهبانية ، جعلهم قريبين جداً من الله، فأحبهم وتعلقت نفسه بهم حتى صيرهم بنين مدللين له ،و اختارهم ميراثا ً له . (مز4:47)، ( مز 12:33).
كان أبونا يوسف السريانى علامة بارزة فى دير السريان حتى أصبح من أعمدة الكنيسة بالدير ،وتتلمذ على يديه كثيرون من رهبان الدير . كان عصاميا ً ، لا يسمح لأحد أن يخدمه حتى فى شيخوخته وضعف نظرة .ستقرأ فى هذا الكتاب عن احتماله الطويل ،وصلاته الدائمة ،وعطائه الكثير ،ومحبته الغامرة.