الدينونية

02 سبتمبر 2024
Large image

بِتتعوّد الكنيسة يا أحِبّائِى وَ نحنُ فِى نهايِة عام قبطِى أنْ تقرأ لنا فصُول عَنْ نِهايِة العالم ،وَ عَنْ الدينُونة ، فالسنة مرّت وَ هذا إِنذار لنا أنّ هذا هُوَ نِهاية لِحياتنا ، وَ بِإِستمرار أخِر إِسبُوعين فِى السنة القِراءات تدُور حُول علامات المجىء الثانِى وَ إِستعلان مجيئه بِما أنّنا فِى نِهاية العام وَ الكنيسة تُرِيد أنْ تُكلّمنا عَنْ الدينُونة ، فأُرِيد أنْ نتكلّم اليوم عَنْ الدينوُنة يمكِن كثيرِين بِيهربوا مِنْ الكلام عَنْ الدينُونة لأنّهُ مُخِيف ، وَ لكِنْ لابُد أنْ ننتبِه إِليهِ ،وَ لابُد أنْ نعرِف أنّهُ تُوجد نِهاية ، وَ تُوجد مُجازاة للأشرار وَ مُكافأة لِلأبرار نقُول جُزء مِنْ سِفر الرؤيا إِصحاح 6 : 15 – 16[ وَ مُلُوكُ الأرضِ وَ العُظماءُ وَ الأغنِياءُ وَ الأُمراءُ وَ الأقوِياءُ وَ كُلُّ عبدٍ وَ كُلُّ حُرٍّ أخفوا أنفُسهُمْ فِي المغايِرِ وَ فِي صُخُورِ الجِبالِ وَ هُمْ يقُولُونَ لِلجِبالِ وَ الصُّخُورِ أسقُطِي علينا وَ أخفِينا عَنْ وجهِ الجالِس على العرشِ وَ عَنْ غضبِ الخرُوفِ ] فأكثر ناس بِنُعطِيهُمْ عظمة وَ كرامة فِى هذا الدهرِ يقُول عنهُمْ كانُوا بِيختبِأوا فِى صُخُور الجِبال مِنْ وجه الجالِس على العرش ، نحِب أنْ نأخُذ فِكرة بسيِطة عَنْ دينُونة يسُوعَ نأخُذ أولاً:-
1- مفهُوم الدينُونة :-
فهل أنت يارب ستأتِى لِتُدِين أولادك وَ تُدِين العالم ،وَ ستُفرِّق العالم إِلَى أبرار وَ أشرار ؟ وَ هل الصُورة التَّى تعّودنا عليها صُورة الحمل الهادِىء الّذى لاَ يصيِح ، الّذى[ قصبة مرضُوضةً لاَ يقصِفُ وَ فتيِلةً مُدخِّنةً لاَ يُطفِىءُ ] ( مت 12 : 20 ) فهل ستكُون بِنَفْسَ وداعتك أم ستأتِى غاضِب مُنتقِم ؟ فهل نستوعِب أنّ ربِنا تخرُج مِنْ فمِهِ كلِمات لعنة وَ يقُول إِبعدوا عنِى يا ملاعيِن ،فإِنْ كان ربّ المجد يسُوعَ قَدْ غفر لِصالِبيه حماقتهُمْ وَ قال[ يا أبتاهُ إِغفِر لهُمْ لأنّهُمْ لاَ يعلمون ماذا يفعلُون ] ( لو 23 : 34 ) ، فهل أنت يارب تسترِيح وَ مراحمك تسترِيح عِندما تقُول [ فحيِنئِذٍ لَمْ أعرِفكُمْ قط إِذهبوا عنِّى يا فاعِلِي الإِثْمِ] ( مت 7 : 23 ) ؟ هل أنت يارب ستكُون راضِى تماماً عَنْ دينُونتك ؟ وَ هل ستكُون أحشاءك مُسترِيحة وَ أنت سامِع صُراخ الخُطاه وَ بُكاءهُمْ ؟ فهُوَ ليس فقط بُكاء وَ لكِنْ صرِير الأسنان ففِى إِنجيِل يُوحنا إِصحاح 12 يقُول آية ذهبيَّة ،قال [ لأِنِّى لَمْ آتِ لأدِين العالم بل لأُخلِّص العالم ] ( يو 12 : 47 ) ، فأنت مُخلِّص وَ ليس ديَّان ، وَ لكِنْ بعدها قال [ مَنْ رذلنِى وَ لَمْ يقبل كلامِى فلهُ مَنْ يدِينُهُ ، الكلامُ الّذى تكلّمتُ بِهِ هُوَ يدِينُهُ فِى اليوم الأخيِر ] ( يو 12 : 48 ) كلامِى هُوَ الّذى سيُدِينه ، وصيَّة ربِنا هى التَّى ستُدِينه ، وَ لكِنْ هل فِى الدينُونة سنتذّكر أعمالنا ؟! فتُوجد ثلاث أُمور ستُذّكِرنِى بِأعمالِى :-
أ- الزمن سيُرفع .
ب- الجسد الضعِيف سنكُون قَدْ تخلّصنا مِنهُ ، وَ مِنْ سِمات الجسد الضعيِف هُوَ النِسيان ،فَلاَ يوجد زمن وَ لاَ يوجد نِسيان .
ج- سنكُون فِى حضرِة الله .
أ- الزمن سيُرفع :-
فهذا هُوَ الجو المُحِيط بِالدينُونة ،فأحداث عُمر الفرد ستكُون مُتواصِلة ،وَ كأنّها فِى لحظة واحدة ، فحياتِى كُلّها ستكُون أمامِى كُلّها فِى لحظة واحِدة ،وَ سأكُون فِى وعى كامِل ، فالوعى الّذى سيكُون عِندنا فِى الأبديَّة سيفُوق أىّ وعى نحنُ قَدْ مررنا بِهِ على الأرض وَ سأكُون فِى وعى كامِل لِكُلّ أحداث حياتِى ،وَ لِكُلّ سقطاتِى ،وَ لِكُلّ ضعفاتِى وَ سهواتِى ،وَ ستمُر فِى لحظة واحِدة ،وَ لِذلِك يقُول [ مُخيِف هُوَ الوقُوعُ فِي يديِ الله الحىِّ ]( عب 10 : 31 ) ، كم أنّ الحياة الماضية كُلّها ستكُون حاضِرة أمامِى الآن ، وَ فِى نُور وجُود الله سيكُون لها رؤية أُخرى تخيّل عِندما تتواجد ضعفاتِى فِى حضرِة الله ، فالشيء القبيِح لاَ يظهر عِندما يكُون فِى وسط شيء قبيِح ، وَ لكِنْ لو رميت قشرة لب فِى مكان نظيِف فإِنّهُ سيكُون شيء غرِيب ، فنحنُ خطيتنا أمام حق الله ستكُون أفظع وَ ستظهر قباحتها أكثر ممّا نتخيّلها 0
ب- لاَ يوجد نِسيان :-
مُمكِنْ أنْ نكُون الآن بِننسى ، فالنِسيان داخِل مِنْ خلال الزمن ، وَ لكِنْ فِى الأبديَّة سنكُون فِى يقظة شامِلة ، خالية مِنْ كُلّ سهو ، وَ ستُعرض علينا فِى لحظة واحِدة أمام نُور وَ حق الله ، كم أنّها يا أحِبّائِى ستكُون لحظة مُرعِبة ، كم أنّ نُوره عِندما يدخُل إِلَى كياننا ستكُون الخطيَّة خاطِئة جِدّاً ، وَ سيكُون فِى لُون مِنْ ألوان الخِزى وَ لِذلِك لاَ تتعّجب مِنْ الملُوك وَ الأُمراء عِندما يقُولُوا[ لِلجبال وَ الصُخُور أسقُطِى علينا وَ أخفِينا عَنْ وجه الجالِس على العرش وَ عَنْ غضب الخرُوف] ( رؤ 6 : 16 ) ، غير قادِر أنْ ينظُر ، غير قادِر أنْ يحتمِل نُور حق ربِنا ، فِى حِين هُوَ عايِش فِى ظُلمة ، فماذا سيفعل معنا ربنا يسُوعَ ؟! وَ لِمَنَ ستكُون الدينُونة ؟! فيوم ظهُوره نقُول عنهُ فِى القُدّاس [ وَ ظهُوره الثانِى الآتِى مِنْ السَّموات المخُوف المملوء مجداً ] 0
ج- سنكُون فِى حضرِة الله :-
السيِّد المسيِح هُوَ الوحيِد المُستحِق أنْ يُدِين لأنّهُ هُوَ القداسة الفائِقة ، هُوَ النُور الحقيقِى ، لأنّهُ أخذ جسدنا وَ شاركنا فِى اللحم وَ الدم ، هُوَ سيُدِين الطبع البشرِى ، وَ لِذلِك أعطى حق الدينُونة للإِبن ، فأعماله وَ قداسته تشهد لهُ فالحق الّذى فِى ربِنا يسُوعَ يكفِى أنْ يُعطيهِ الحق بأنْ يُدِيننِى بِدُون أنْ أعترِض ،بل بِالعكس أخضع لِدينونتهُ جِدّاً لأنّهُ هُوَ الّذى غلب الموت وَ دان الخطيَّة ، فعِندما أكُون أنا إِنسان مُحِب لِذاتِى وَ مُحِب لِشهواتِى مُجرّد أنْ أقِف أمامه أشعُر بِالدينُونة ، لأنّهُ هُوَ القداسة الكامِلة ، وَ هُوَ الحق وَ هُوَ الحياة وَ هُوَ النُور ، لأنّ ما مِنْ موقِف أقع فِيه إِلاّ وَ هُوَ غلبهُ ،وَ يقُول لك لِماذا ؟ فأنا غلبت ، أنا أخذت نَفْسَ جسدك فلِماذا تُغلب ؟!
وَ لِذلِك كم أنّ ظهُوره سيكُون مُخيِف ،وَ سيحدُث أمرين :-
الأبرار:- سيمتلِئوا فرحاً وَ تهليلاً ، وَ ستكُون الدُنيا لَمْ تسعهُمْ ، ففرحِة العرُوس بِعريسها لاَ تُقاس بِفرحِة الأبرار بِالمسيِح ، إِنَّها فرحة لاَ يُعبّر عنها 0
وَ لِلأشرار:- ستكُون رُعب ، وَ ستكُون كارثة ، وَ هُمْ سوف لاَ يستطيِعُوا أنْ ينظُرُوا إِليهِ ، وَ لِذلِك يقُولُوا [ لِلجبال أسقُطِى علينا وَ لِلآكام غطّيِنا ] 0
وَ لِذلِك وَ هُمْ كانُوا يعيِشُون فِى دنس وَ يعيِشُون لِلعالم ، عِندما ينظُروه هُوَ الفائِق القداسة فإِنّهُ سيُدِين نجاستهُمْ وَ سيرتعبُوا ، مِثل النتيِجة لِلتلميِذ البليِد فإِنّهُ يكُون يوم حزِين وَ كآبة ، وَ لكِنْ لِلمُجتهِد يكُون يوم تتوِيج ، يوم فرح وَ مسرّة وَ لِذلِك تتذّكرُوا القِصَّة التَّى فِى لوقا 8 وَ هى قِصَّة الشخص الّذى كان عليهِ شيَّاطيِن كثيرة ، وَ كانت تُرِيد أنْ تخرُج مِنهُ ، وَ قالُوا له أمُرنا أنْ ندخُل فِى قطيِع الخنازِير ، فالشيَّاطِين غير قادِرة على أنْ تتقابل مَعْ قداستِهِ ، الإِنسان الّذى يعيِش فِى الشرّ سوف لاَ يحتمِل أنْ ينظُر ربنا يسُوعَ فنحنُ كُلُنا فِى إِشتياق لِهذِهِ اللحظة بأنْ نراه ، الكنيسة مُتوّقِعة أنْ تراه ، الكنيسة كُلّها مُترّقِبة أنْ تراه ، الكنيسة مُشتاقة أنْ تراه ، وَ لكِنْ الأشرار0لاَ0فسوف لاَ يحتمِلُوا أنْ يروه وَ لِذلِك الإِنسان عِندما يعيِش فِى القداسة سيكُون يوم مجىء ربنا يسُوعَ يوم بهجة ،وَ لِذلِك كُلّ مجد ربِنا يسُوعَ هُوَ للأبرار ، الكُلّ سيراه ، حتَّى الّذين طعنوه سيروه ، فالّذى طعنهُ هُوَ واحِد فقط وَ لكِنْ هُنا يقُول الّذين طعنوه فإِنّ كُلّ خطيَّة هى طعنة لِربّ المجد يسُوعَ ، وَ فِى وقتها سنتذّكر كلامه ، وَ سنتذّكر لُطفه ، وَ سنتذّكر حنان ربنا يسُوعَ ، وَ سيشمل البار ، وَ لكِنْ الخاطىء ستكُون حنان ربِنا يسُوعَ وَ لُطفه نار عليه وَ لَمْ يستطع أنْ يحتمِلهُ [ شدّة وَ ضيِق وَ غضب على الّذين فعلُوا الخطيَّة ] ، وَ لكِنْ للّذين فعلُوا البِر[ مجد وَ كرامة وَ سلام 00] ( رو 2 : 10 ) رؤية ربنا يسُوعَ ستجعل ناس فِى ضيِق ، وَ ستجعل ناس أُخرى تكُون فِى محّبتِهِ ،وَ لِذلِك الكنيسة تقُول لهُ " كيرياليسُون 00يارب إِرحم " ، وَ لِذلِك فالإِنسان الّذى يعيِش فِى البِر رؤية ربنا يسُوعَ ستكُون بِالنسبة لهُ فرحة وَ مُكافأة ، وَ لِذلِك النَّاس الّذين يعيِشُون فِى الشرّ يطلبُون الموت وَ هُمْ فِى حضرِة الحياة ، وَ الحياة هُوَ ربّ المجد يسُوعَ ، فهُوَ يوم مُرعِب لِلخاطِىء وَ يوم مُبهِج لِلبار فِى سِفر يُوئِيل يتكلّم فِى إِصحاحين عَنْ يوم الرّبّ ، وَ كم أنّهُ يوم ظلام وَ قِتام لِلأشرار ، وَ يوم مُفرِح لِلأبرار ، فالإِنسان الّذى يعيِش فِى القداسة سيكُون مُكافأة لهُ ، وَ كم يكُون فِى تأمُل فِى حضرِة الله ، وَ كم تكُون سعادِة الإِنسان عَنْ كُلّ أتعابه الماضية فيكفِى فقط أنْ يراه ، أجمل مُكافأة هى أنّنا نكُون معهُ وَ نراه وَ نُعايِن وجههُ ، وَ نرى إِستعلان مجده وَ نفهم أسراره 0
وَ لكِنْ ما هى الأُمور التَّى ستُدِيننا ؟
1- الوصيَّة :-
وصيَّة ربِنا يسُوعَ ستدُيننا كسيف ذو حدين ، ستُدِيننا بِحزمٍ فائِق لاَ نتخيّله أبداً وَ لاَ نتّوقعه أبداً الوصيَّة التَّى تأخُذ شكل التحايُل وَ التَّى بِتتودّد إِلينا ، فِى يوم الدينُونة ستأخُذ شكل القاضِى ، فالوصيَّة التَّى تقُول لك يا حبيبِى أرجُوك صلِّى ، وَ التَّى تقُول لك لو سمحت إِعطِى العشُور فِى يوم الدينُونة ستجِد الوصيَّة مكتوبة بِأحرُف مِنْ نور وَ تُدِين الإِنسان الّذى كان لاَ يفعلها فأنا مُمكِنْ أنْ أعرِف الحُكم الّذى علىَّ قبل أنْ يصدُر ، لأنّ نص القانُون يقُول كذه وَ يُدِين الإِنسان ، الحق الّذى فِى الوصيَّة يا أحِبَّائِى سيقِف فِى صُورة مُرعِبة وَ حازِمة وَ بِخاصةً للإِنسان الّذى يُحِب العالم وَ الإِنسان الّذى كان مُتهاوِن فِى الصلاة ، وَ سيقُول لهُ الله أنا قُلت لك[ وَاظِبُوا على الصَّلوةِ ساهِرِينَ] ( كو 4 : 2 ) ،وَ كُلّ إِنسان كان لاَ يعيِش بِالمحبَّة سيقُول لهُ أنا قُلت [ أحِبُّوا أعداءكُمْ ] ( لو 6 : 27 ) ، وَ كُلّ إِنسان كان يُحِب العالم يقُول لهُ أنا قُلت [ لاَ تُحِبُّوا العالم وَ لاَ الأشياء التَّى فِى العالم ] ( 1 يو 2 : 15 ) الوصيَّة ستأخُذ صُورة القاضِى الحازِم ، وَ ستكُون فِى شكل جدِيد ، فهذا حق ربِنا ،وَ ستلبِس الوصيَّة صُورة القضاء ، وَ هى سوف لاَ تُدِيننا فقط على أنّنا كسرناها وَ لكِنْ أيضاً على كم مرّة تحايلت علينا أحد القديسيِن يقُول[ ستأتِى الوصيَّة وَ تُطالِبنا بِثمن توّسُلاتِها السابِقة ] ، كثيراً ما قدّمت الوصيَّة توّسُلات ، وَ آباء الإِعتراف شِبه بِتتوّسل ، وَ يقُولُوا لك يا إِبنِى صلِّى يا إِبنِى إِعطِى إِعطِى ربِنا حقوقه ، وَ لِذلِك الحق الّذى كُنّا نُقدّمه فِى صُورة توّسُلات سيأتِى فِى شكلٍ جدِيد ، سيأتِى بِقوّة جبّارة ، فِى صُورة فائِقة 0
2- منظر ربِنا يسُوعَ المصلُوب :-
حق جِراحاته ستكُون فِى حد ذاتها ستُدِين الأشرار ، فِى سِفر الرؤيا يقُول عنهُ أنّهُ[خرُوفٌ قائِمٌ كأنّهُ مذبُوحٌ ] ( رؤ 5 : 6 ) ، لِكى تكُون جِراحاته شاهِد عَنْ حُبّه الّذى لاَ يُعبّر عنهُ ، وَ عَنْ غُفران للّذى يُرِيد أنْ يتوب ، وَ عَنْ الدينُونة للّذى لاَ يُرِيد أنْ يتوب ، فيقُول لك لِماذا أنت مُصّمِمْ على الخطيَّة وَ أنا قدّمت لك كُلّ هذا الحُب ، ففِى ناس بِتستهيِن بِدم الله ، وَ لِذلِك البِر الّذى نحنُ مدعُويِن أنْ نعِيشه هُوَ بِر بِحسب قلب الله منظر ربِنا يسُوعَ وَ إِكليِل الشُوك وَ جرح جنبه وَ جرح رجليه وَ جرح يديه سيكُون منظر فظيِع لِلأشرار ، فالّذى كان يفعل الخطيَّة كأنّهُ يُعيِد موته مرّة أُخرى ، لأنّ الخطيَّة هى مُوت ، وَ هُوَ مات مِنْ أجلِنا 0
3- الأبرار وَ الأنبياء وَ الشُهداء وَ القديسيِن سيُوقِفهُمْ عَنْ يمينه مِنْ أجل دينونتنا :-
حتَّى يقُول لك فها هُمْ مِنْ كُلّ النوعيات ، الشيُوخ وَ السيِّدات وَ المُتزّوجيِن وَ غير المُتزّوجيِن وَ العذارى وَ البتوليين ، ناس أُمراء ، ناس رُتب مِنْ كُلّ الطبائِع سيُوقِفهُمْ عَنْ يمينه ، لأنّ مُمكِن واحِد يقُول لهُ أنا كُنت دكتور وَ كُنت مشغُول جِدّاً فإِنّهُ سيقُول لهُ أُنظُر فهذا فُلان كان أيضاً دكتور ، فهُوَ سيُدِيننا بِأنفُسنا وَ سيأتِى الأبرار وَ هُمْ النَّاس الناجحة كإِعلان عَنْ صِدق مواعِيده ، وَ أنّ الوصيَّة ليست مُستحيِلة ، وَ أنّ الوصيَّة مُمكِنْ أنْ تكُون مُعاشة بِالجسد ، وَ لِذلِك سيوقِف الأبرار بِجانِبِهِ وَ يُدِينُوا العالم فكُلّ وصيَّة نعيشها يُكافِئنا عنها ، وَ كأنّ ربنا يُرِيد أنْ يقُول لك أنا أُرِيد أنْ تكُون واحِد مِنَ الّذين سأُدِين بِهُمْ العالم الأبرار يا أحِبَّائِى الدينُونة سوف لاَ تُرعِبهُمْ وَ لاَ تُخِيفهُمْ ، وَ الخُطاه سوف لاَ يجِدوا راحة إِلاّ فِى بُكاءهُمْ وَ صرِير أسنانهُمْ ، كم أنّ الخطيَّة مُتعِبة لِدرجِة أنّهُ يقُول لك أنّهُمْ لاَ يرتاحُون إِلاّ فِى الظُلمة ، فهُمْ لاَ يُحِبُّوا أنْ يروا الأبرار ، ياه عقُوبة صعبة وَ لكِنْ هُمْ الّذين حكموا على أنفُسهُمْ ، وَ سوف لاَ يحتمِلُوا أنْ يكُونوا فِى حضرِة ربِنا ، فالعذاب أهون لنا مِنْ أنْ نجلِس أمامك وَ لِذلِك الإِنسان المُنشغِل بِالحياة وَ بِهمومها لابُد أنْ يُفكِّر فِى الدينُونة ،لأنّهُ [ الحُكمْ هُوَ بِلاَ رحمةٍ لِمَنْ لَمْ يعملْ رَحمَةً00] ( يع 2 : 13 ) ، الكنيسة بِتضع لنا الدينُونة كُلّ يوم فِى صلاة النُوم [ هوذا أنا عتيِد أنْ أقِف أمام الديَّان العادِل ] ، فأهم شيء هُوَ أنّ الإِنسان يتُوب فالدينُونة الآن وَ المجِىء الثانِى هُوَ الآن وَ العِقاب هُوَ الآن ، فالإِنسان لابُد أنْ يستعد لِلأبديَّة يا أحِبَّائِى ، لأنّهُ سيكُون يوم مُبهِج لنا إِنْ عِشنا فِى البِر وَ سيكُون يوم مُفزِع لو عِشنا فِى الشرّ ربِنا يجعلنا نكُون مِنْ القطيِع الّذى عَنْ يمينه لِكى نفرح بِلِقاءه ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية

عدد الزيارات 283

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل