مقالات

Large image

عبارة عن جزء مؤلف يعمل على علاج موضوع محدد من ناحية تأثر الكاتب به. • المقال هو أداة الصحفي التي يعبر بها عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية. • المقال فن نثري يبين الكاتب فيه قضية معينة أو فكرة ما بأسلوب منظم ومشوق. • المقال فن ملخص بالكلمات و العبارت حول مسألة بالتلميح أو التصريح. • المقال نوع من النثر الفني يتم عرض موضوع معين بشكل متسلسل مترابط يبين فكرة المؤلف وينقلها إلى القارىء والسامع نقلاً ممتعاً ومؤثراً. المقال هو لسان حال المواطنين وصلة الوصل بينهم وبين الحكام والحكومات.

المقالات (2468)

12 يوليو 2025

المسيحى مكرس عيد الرسل

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين فلتحل علينا ورحمته الان وكل اوان والى دهر الدهور كلها امين تعيد الكنيسه احبائي في هذا الصباح المبارك بعيد استشهاد ابائنا الرسل بطرس وبولس و لانهم رموز للاباء الرسل اصبح اليوم عيد للاباء الرسل جميعهم تكريم لهم تذكار لنا بهم لكي يكونوا بالنسبه لنا ليس مجرد اشخاص بل مناهج بالنسبه لنا كنيستنا القبطيه الارثوذكسيه اسمها كنيسه رسوليه معنى كلمه رسوليه تحيا بفكر ومنهج الاباء الرسل معنى انها كنيسه رسوليه انها امتداد لكنيسه الاباء الرسل تعيش بنفس فكرهم ونفس روحهم ونفس منهجهم كنيسه رسوليه ممتده من السيد المسيح الى الأباء الرسل الى عصرنا الحالى في ضمير الكنيسه وفي طقسها ان الاب البطرك يرمز للاباء الرسل لانه هو امتداد للرسل. فتجد ان رقم الاب البطرك 118 معناه انة ال 118 لمار مرقس التسلسل موجود ما زال في ذهننا اننا امتداد لمارمرقس ومار مرقس عينه ربنا يسوع المسيح وكان معاين له وكان عايش فترات طويله ومواقف كتيرة معه احنا اسمنا كنيسه رسوليه لابد ان نعيش في بفكر وروح الاباء الرسل فكر الاباء الرسل لديهم فكر زرعوا فيهم السيد المسيح وعاشوا به واستمروا به لاخر لحظه في حياتهم غالبية الاباء الرسل استشهدوا فكانت ثمره جهاد خدمتهم ختمت بدمائهم لكى تكون علاقة جهادهم وفخرهم لابد ان نكون نحن ايضا لنا نفس المنهج لابد ان تكون لنا الحياة الرسولية لابد ان يكون لنا الفكر الرسولي الشهاده الرسوليه التقوى الرسوليه التخلي الرسولي والترك الرسولي الرسل احبائي مجرد ما تبعوا ربنا يسوع المسيح قالوا له ها نحن قد تركنا كل شيء وتبعناك وهو ايضا قال لهم انه انا ارسلتكم مثل حملان في وسط ذئاب لا تحملوا مزودا ولا احذيه ولا تسلموا على احد في الطريق واي بيت دخلتموا قولوا اولا سلام لهذا البيت بدأ أن يعطيهم كيف ان يكرزوا و كيف ان يكون ليس لهم بيت او ماوى وكيف ان لا يهتموا بما يأكلون اويشربوا او يلبسوا كلوا من الذي يقدم لكم ما هذه الحياه هل الحياه الرسوليه نحن نعيشها اقول لك ممكن ان نعيشها حتى ولو بدرجات بدلا ما يقول لنا ما يكونش لكم بيت اقول لك عيش في بيت لكن اجعلة بسيط عيش في بيت ولكن ولكن لا يكون قلبك فى البيت وعندما يقول لهم لا تكنزوا لكم كنوزا على الارض لابد ان تطيع عيش بالالتزامات التي عليك لكن كن مكتفيا وشاكرا وراضيا حياه ابائنا الرسل لو اختصرناها في كلمه نجدها حياه مخصصة للمسيح حياه مكرسة للمسيح على لابد احبائي على كل مسيحى ان يحيا مكرسا من يوم معموديتنا احبائي ونحن علينا الختم الختم علامه الملكيه التخصيص من يوم ما عمدنا احبائي والكنيسه تتعامل معنا على اننا اواني طاهره للمسيح مالكنا من يوم ما عندنا والكنيسة بتتعامل مع كل واحد فينا على انه اناء من الاواني المقدسه الخاصة بالمذبح انتم هياكل الله نفس الميرون الذي يدشن به اواني المذبح هو نفس الميرون الذي يرشم به المؤمنين في ختم المعموديه كل انسان فينا مختوم بختم الميرون علامه تخصيص وتقديسه للة المشكلة عندما نفقد تقديسنا مش لسه هنفكر نحن مكرسين للة ام لا نحن مكرسين بالحقيقه في المعموديه يقول لك احفظهم ان يكونوا اواني طاهره ابناء للنور وارثين للملكوت اجعلهم ان يحفظوا الخاتم بغير سارق والثياب بلا اضمحلال ابونا الكاهن في المعموديه ينفخ في وجهه يقول اقبل الروح القدس وكون اناء مختار طاهرا ليسوع المسيح ملكا كل واحد فيكم اناء طاهر يسوع المسيح ملكنا كل واحد فينا مدهون بالميرون بمعنى انه مخصص ليسوع المسيح ملكنا اذا نحن مكرسين للمسيح هو دعانا لانه مش كل العالم كده لكن نحن المدعوين المدعو له رساله المدعو رساله يعيش بمقتداها وفكراها وحقيقتها مثل الرسل تعيش للمسيح بولس الرسول كان متبتل وبطرس متزوج زوجة معلمنا بطرس الرسول كانت امرأة تقية جدا وكانت سباقة فى اعمال الكرازة والخير وكانت تخدم المسيحين المتهودين وكانت تعرض نفسها لمخاطر كثيره لانها من اشراف واغنياء اليهود وتعرضت لتعذيب وسجن وتعرضت للاستشهاد قبل معلمنا بطرس الرسول زوجه بطرس استشهدت قبل بطرس القديس بطرس حضر استشهاد زوجته القديسه بلوتيلا وكانت انسانه قويه العزم جدا بينما كان ينظر اليها القديس بطرس الرسول ليشددها في الايمان ليثبتها على الاستشهاد كانت هي تثبتة على الايمان وتحسة على الاستشهاد كان بطرس يسند زوجته في طريق الاستشهاد وهي كانت تعده لطريق الاستشهاد كيف ان هذه الفكره تتاصل فينا كيف ان القديس وزوجه القديس بطرس الرسول تصرخ في وسط الموكب اثناء الاستشهاد وتقول للقديس بطرس اشهد لربنا والهنا اكرز به في كل مكان وتقولة ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح وهو يرد عليها ويقول لها ربنا ومخلصنا يسوع المسيح التكريس احبائي لا يتوقف على الزواج او عدم الزواج أو على الشغل او عدم الشغل لا الاباء الرسل كانوا يشتغلوا ومعلمنا بولس الرسول كان عندما وجد ان الناس ممكن يفكروا فى أنفسهم أنهم اصحاب فضل عليه رفض أن ياخذ منهم اى شىء وقال لهم الله لا يريد مالك بل اياك ربنا مش عايز فلوسك عاوزك انت قال لهم نحن لم نطمع في احد لم ناخذ شيئا من احد انتم تعلمون ان حاجتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتين اليدين العرف اليهودي كان لابد ان يعلم ابنه حرفه والذي كان لا يعلم ابنه حرفه كان لابد ان يعلمه كيف ان يكون سارق بعيد عن انه كان دارس فلسفه او علوم لابد من حرفه معلمنا بولس كان لديه حرفه صناعه الخيام رغم انة كان فيلسوف مفكر بولس الرسول لو كان سلك فى مسلكة الحقيقى فى الحياة كان اصبح من مجمع اليهود أو من الولاة أو الحكام ولكنة قال ما كان لى ربحا هذا حسبتة نفايا من اجل فضل معرفة المسيح الذى يعرف المسيح احبائي العالم يصغر في عينه جدا وتهون عليه كل شيء ولا المال ولا العائله ولا الزوجه ولا الاولاد ويصبح المسيح هو الاعلى ويكون عايش من اجله هذه هي احبائي الفكره التي لابد ان نعيش من اجلها لابد ان تسأل نفسك هل انت عايش من أجل المسيح ام من اجل ماذا احبائى لابد ان تعيش للمسيح وبالمسيح يكون لك علاقه بزوجتك واولادك وكل شيء تعمله من خلال المسيح احيانا لا انا بل المسيح يحيا فى فكر التكريس احبائى الذى عاشوا الاباء الرسل والتى تحياة الكنيسة هو ليس فكر خاص بجماعة لا هو فكر خاص بينا جميعنا فكر خاص بينا جميعا لاننا جميعا مدعوين لنعيش هذه الحياه كتير ناس داعيت لهذه الحياه وتراجعوا وياما ناس استمروا كل انسان فينا مدعو ان يعيش هذه الحياه يكملها للكمال لانه قال الذين سبقوا فعرفهم سبق فعينهم برهم ومجدهم ممكن جدا يكون جميعنا مدعون ومعينين لكن لا نكمل الطريق ربنا احبائي مش هو الذي يرجع معنا من الطريق نحن الذين نرجع معه كل انسان فينا احبائي ربنا دخل معه في عهد ودخل معه في وعد وقال له احمل عهدي واحمل وعدي واحمل رسالتي وانا اجعلك نور ومثل ما قال لابونا ابراهيم هتكون مباركا تتبارك فيك جميع قبائل الارض وهم نسل المسيح كل واحد فينا في عيد الاباء الرسل يعيش هذا الحياة الرسولية كيف تشهد للمسيح كيف تنادى علية تعبده في خفاءك قد ايه انت عايش لمين أعيش لنفسى او للمسيح لايصح الخلط بين الاثنين انا والمسيح لا تستمر بل الذي يستمر لا انا بل المسيح مين الاول نحن احبائي نحن الاول في كل شيء كل واحد فينا بيفكر في نفسه قوي ياكل ويشرب ايه ومعك ايه بكره في المسيح كانه عايز يقول له انا هرضيك على الهامش المسيح احبائي عندما يملك على قلب الانسان يستقطبة بالكمال وتكون الحياه مركزها المسيح ومحورها المسيح وكل ما فيها للمسيح عندما اكل يشعر انه اكل مع المسيح وعندما مشى يشعر انه مشى مع المسيح وعندما يشتغل اشتغل مع المسيح المسيح يكون هو الوجود والكيان هو التفكير هو الحاضر الماضي هو كل شيء احبائي الاباء الرسل عاشوا هذه الحياه الذي كان متزوج والذي كان غير متزوج هو عايش للمسيح لا يهمه كيف ان يعيش او كيف ان يكرز لا يخاف شيئا وهو يعلم انه يستشهد معلمنا بولس الرسول كان كل شويه يدخل لمدينه يعرض للخطر كان متوقع ان معلمنا بطرس الرسول ان يموت في اي لحظه عشان كده قال من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح هو يعلم نفسه انه غنم للذبح لكن متى الذبح لا يعلم حتى كان يستغل فرصه وجوده في السجن للكرازه ياتي به الحراس مخصوص كان يتعاملون مع معلمنا بولس الرسول على انهم من المسبيين الخطر المساجين الخطر على امن البلد المساجين الخطر على الحاكم والوالي نفسه وكان الذي يدرس شويه في هذه العصور كان يجد ان الاباء الرسل كان يشكلوا خطر على اقتصاد البلد النقطه الاقتصاديه نقطه تزعج الولاة جدا جاءوا ينادوا بإله اخر غير الاله الذي يعبده وكل الحياه الاقتصاديه قائمه على العباده مواسم واعياد لليهود فهو يلغي في اعياد اليهود والمواسم والاعياد تماثيل كانت المدينه كلها تنقلب عليه كان لا يتبعه الا القليل جدا الذين يريدوا المسيح بعمق بولس كان يهدد امن بلد بأكملها فكان عندما يسجن كان يسكن سجن سياسي سجن خطير جدا كان يعمل له نبطشيه للحراسه يجعله عسكري او مجموعه من العساكر تحرسه كل ست ساعات معلمنا بولس الرسول كان يستغل هذه الفرصه بان الحراس الذين يجلسون معه لحراسته كان يكتب رسائل وعندما يكتب رسائل ويريح شويه يكلمهم عن المسيح في اخر الست ساعات يكون بيوصف البيت الذي به معموديه لكي يعمدوا يجعل الحراس حتى يعتمد والمسيح بداخله حتى وهو داخل السجن وهو مسجون يكرز في صلاه وتسابيح نحن كتير احبائى الظروف ونفوسنا تعطلنا لا تستقيم الحياة فى المسيح ويكون المسيح على الهامش المسيح لابد ان يشغل القلب كله كل الفكر كل المشاعر لابد ان يستقطبك لابد ان انت تشعر لا انت بل المسيح المسيح عايش بداخلك من يوم ما دخلنا المعمودية ونحن بنلبس المسيح انتم الذين قد اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح انت المسيح بداخلك يسير لك فكر المسيح مشاعر المسيح يسير لك كلام المسيح لابد ان تعمل اعمال المسيح مع كل انسان استغل الفرصه انك المسيح انت المسيح فى عملك انت المسيح في بيتك احبائي كلنا مدعوين ان نكون رسل قصد المسيح من حياتنا اننا نملا العالم كرازة نملا العالم نور هل المسيح جاء لان يكون الملكوت مكسور على جماعه معينه لا هو احب العالم وفدى العالم ينقص الذين يؤمنون به كيف يؤمنوا بلا كارز من هو الكارز لابد من ناس ترسل ومن الذي ارسل نحن الذين ارسلنا عشان كده احبائي اقدر اقول في عيد ابائنا الرسل ونحن ننظر لمحبتهم ونرى سيرتهم تملا قلوبنا بالغيره لابد ان تعيش للمسيح فى الخفاء فى بيتك في فكرك فى مذبحك الداخلى فى عقلك وشخصك وكيانك الداخلى تعيش للمسيح فعندما تفعل ذلك سيظهر عليك جدا من الخارج جاهد الجهاد الحسن حفظت الايمان لابد ان يكون هذا منهج لنا وتكون هذه سيرتنا جميعنا ربنا يعطينا بركه ابائنا الرسل وسيرتهم ونكون ماشيين على طريقهم يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولا الهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
10 يوليو 2025

بدعة نسطور

من هو نسطور؟ ميلاده ونشأته في خريف سنة 425 توفي اتيكوس أسقف القسطنطينية وبهذا شغر الكرسى القسطنطينى. فرشح بعض الأكليروس كلٌ من بروكلوس سكرتير اتيكوس وفيليبوس أحد كهنة العاصمة الذى عُرِفَ بشغفه بالآثار وباهتمامه بتاريخ المسيحية. ولكن الشعب آثر سيسينيوس أحد كهنة الضواحي الذي اشتهر بمحبة المسيح وبتواضعه وزهده وعطفه على الفقراء. فتم انتخابه في الثامن والعشرين من شباط سنة 426. ثم اختار الله له ما عنده فاصطفاه لجواره في ليلة عيد الميلاد سنة 427. وعاد كلٌّ من بروكلوس وفيليبوس إلى سابق نشاطهما. ولكن الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني آثر الخروج من هذا الخلاف المحلى بإختيار أحد الذين لا يعرفهم كلا الفريقين وإختيار عن خلف للأسقف المتنيح لسينسينيوس من خارج العاصمة فاتجهت أنظاره نحو أنطاكية، نحو الراهب نسطورويوس رئيس أحد أديارها الذي كان قد اشتهر بفضله وفصاحته.وقد عُرِفَ بشغفه بالآثار وباهتمامه بتاريخ المسيحية، ولم يستطع المؤرخون الاتفاق على أصله أو مكان وزمان ميلاده, ولكن يؤرخ ذلك بالربع الأخير من القرن الرابع, وهناك من يظن انه سوري أو فارسي، وأما بعض النساطرة فيظنون انه من اصل يوناني ويقول الأنبا إيسوذورس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج 1 ص 483: " ولد نسطوريوس في الربع الأخير من القرن الرابع الذى من مرعش (وهى مدينة جرمانيقية، وهى الآن مرعش بشمال سوريا) من أبوين سوريين وفارسيين، وهو ابن عم ثيودوريطس المؤرخ أسقف قورش، ترهبن فى دير مارابروبيوس بجوار أنطاكية Euprepius (أنطاكية تقع في شمال غرب سوريا على ضفاف نهر العاصي قرب مصبه) ".. درس اليونانية ومبادئ العلوم في مرعش ثم انتقل إلى أنطاكية وهناك تشبع بمبادئ مدرسة إنطاكية اللاهوتية, وتتلمذ على يد الفيلسوف العظيم ثيودوروس الموبسيوستي وكذلك أخذ العلوم الدينية وفى أنطاكية. قدم نذر الرهبنة فى دير Euprepius يوبريبيوس في ضواحي أنطاكية. ثم سيم كاهناً على مذابح كنيسة أنطاكية وكلّف بتفسير الأسفار المقدسة لتفوقه في اللغة والأسلوب،من هناك عيّن شماساً ثم قسيساً فى كاتدرائية أنطاكيا. ككاهن، وعظ كثيراً وبقبول ملحوظ، مع تمتعه أيضاً بسمعة كونه ناسكاً صارماً وكثيراً ما أظهر حماساً عظيماً.. ورغبة فى مدح الجموع له خاصة فى عظاته. (11) وسرعان ما حصل على شهرة واسعة كواعظ قدير, كما كان يتسم بأنه رجل مخلص وأمين ويتسم بالتقوى الرهبانية, وروح الحماس المشتعلة ضد كل الهرطقات, وجمال صوته وسمع به من فى القسطنطينية فوقع اختيار السلطات على نسطوريوس، فقام إلى القسطنطينية في أوائل سنة 428.وهذا ما دفع به في عام 428م لينتقل القسطنطينية ليشغل منصب رئيس أساقفتها لأن الإمبراطور ثيودوريوس الثاني قرر أن يختار أجنبيا للجلوس على كرسي القسطنطينية التي كانت تعد بحق وقتها روما الجديدة. وكان الجميع ينتظرون في القسطنطينية منه أن يكون استمرارا ليوحنا فم الذهب، واسترجاع لموقفه العظيم في مواجهة الأريوسية والنوفاتية، وجاء في "أسطورة" سريانية أن نسطوريوس عرّج في طريقه إلى القسطنطينية على معلمه القديم الأسقف ثيودوروس فأقام عنده في موبسوستي يومين كاملين. وأن ثيودوروس شيعه حتى مشهد القديسة تقلا وقال له عند الوداع: "إني أعرفك يا بُني. لم تلد امرأة أشد حماساً منك. فعليك بالاعتدال إن رمت النجاح في معالجة الاختلافات في الرأي". فأجاب نسطورويس: "ولو عشت أنت يا سيد في زمن المسيح لقيل لك وأنت أيضاً ذاهب". نسطور رئيس أساقفة القسطنطينية فور تولي نسطور منصب أسقف القسطنطينية في 10 أبريل/ نيسان 428م أظهر غيرة شديدة في مواجهة أي هرطقة, أظهر إعجاباً عظيماً بعمل الوعظ، حتى انه قال فى عظته الأولى موجهاً كلماته للإمبراطور على مسمع من الجمهور: "هبني بلادا بدون هرطقة, أمنحك السماء بديلا. إستأصل أيها الإمبراطور الهراطقة، وأنا أستأصل معك جنود الفرس وأملكك فوق ذلك جنة الخلد (يقصد الملكوت) ".(12) وبعد ذلك بأيام قليلة اندفع نسطوريوس في سبيل الإيمان القوي فقام بحملة مسعورة ضد الأحزاب والمذاهب والشيع والهرطقات الدينية. وكان أول هجومه جماعة الأريوسيين. فاستصدر أمراً بإغلاق كنيسة الآريوسيين في القسطنطينية في الأسبوع الأول من رئاسته وفي الثلاثين من أيار صدرت أوامر أمبراطورية تستأصل الهرطقة في جميع مظاهرها وأنواعها، فشلمت في حكمها: الآريوسيين والمقدونيين والأبوليناريين والنوفاتيين والأفنوميين والفالنتينيين والمونتانيين والمركيونيين والبوربوريين والمصلّين والأفخيتيين والدوناتيين والبولسيين والمركلوسيين والمانويين والمكدونيين والأربعت عشرية وغيرهم صمم على حرم الأريوسيين من الكنيسة الصغيرة التى كانوا لا يزالون يمتلكونها فى القسطنطينية والتى كانت قد أقفلت، فأمر بإقتياد شعبها الأريوسيين ليشعلوا النار فيها بأنفسهم، والتى بسببها نال نسطور من الهراطقة ومن كثير من الأرثوذكس لقب "حارق متعمد"ونُفِّذت هذه الأوامر بحزم، فأغلقت كنائس هؤلاء المبتدعين وأدى إغلاقها إلى استعمال العنف في بعض الأحيان وإلى خسائر في الأرواح وقام بالعديد من حملات الهدم والحرق فى سبيل تحقيق هدفه كما قام بحرب شعواء ضد بعض العادات والتقاليد المعروفة والمقبولة في المدينة. مثل المسارح والغناء والرقص والملاهي كما هاجم أيضا تطرف الرهبان والأكليروس. بداية البدعة النسطورية فى رسالة ليوحنا أسقف أنطاكية، يؤكد نسطور أنه فى وقت وصوله إلى القسطنطينية وجد خصوماً (متضادين) موجودين فعلاً. لقّب أحد أطرافهم القديسة العذراء بلقب "والدة الإله" وآخر بأنها مجرد "والدة إنسان". وحتى يتم التوسط بينهما قال إنه اقترح عبارة "والدة المسيح" معتقداً أن كلا الطرفين سوف يرضى بها (13)... من ناحية أخرى فإن سقراط يقص أن "الكاهن أنسطاسيوس صديق نسطور، الذى أحضره معه إلى القسطنطينية قد حذَّر سامعيه يوماً ما، فى عظة أنه لا يجب أن يطلق أحد على مريم لقب والدة الإله qeotokoV (ثيئوتوكوس) لأن مريم كانت إنسانة والله لا يمكن أن يولد من إنسان". (14) لقد تدخل نسطور فى النزاع القائم وأراد التوفيق فسقط فى هرطقة ولما كان تعبير والدة الإله تعبيراً مقبولاً شعبياً لتكريم السيدة العذراء فهى أم لامخلص هذا الهجوم على المعتقد القديم والمصطلح الكنسى المقبول حتى ذلك الوقت، قد سبب هياجاً عظيماً وإضطراباً وسط العامة من الشعب الذين يحبون العذراء ويتشفعون بها والإكليروس. وتقدّم نسطور نفسه ودافع عن خطاب صديقه فى عدة عظات. وإتفق أحد الأطراف (المتضادة) معه، وعارضه الأكثرية العظمى من الشعب والإكليروس بما فيهم الأساقفة حيث أنه لم يذهب معه من أساقفته إلا 16 أسقفا إلى مجمع أفسس ولكن يؤكد المؤرخون أن نسطور مع صديقه أنسطاسيوس كانا أول من أثار هذه البدعة. فبعض من عظاته التى لا زالت محفوظة جزئياً هى كافية لتأكيد الخط الهرطوقى الذى تمادى فيه، فقد بدأ بالقول أن مريم لم تلد إلاهاً ومن ثم بنى على هذا الهراء نظرياته الأخرى عن المسيح ذاته وعلاقة الكلمة بالجسد فى السيد المسيح. ففى خطبته الأولى هتف بعاطفة "إنهم يسألون إن كان من الممكن أن تدعى مريم والدة الإله. لكن هل لله أم إذاً؟ فى هذه الحالة يجب أن نعذر الوثنية التى تكلمت عن أمهّات للآلهة، لكن بولس لم يكن كاذباً حينما قال عن لاهوت المسيح (عب7: 3) أنه بلا أب، بلا أم، بلا نسب. (+) لا يا أصدقائى لم تحمل مريم الله.. المخلوق لم يحمل الخالق إنما حملت الإنسان الذى هو أداة اللاهوت. لم يضع الروح القدس الكلمة، لكنه أمد له من العذراء المطوبة، بهيكل حتى يمكنه سكناه.. أنا أكرِّم هذه الحُلة التى استفاد منها من أجل ذاك الذى احتجب فى داخلها ولم ينفصل عنها.. أنا أفرِّق الطبائع وأوحِّد التوقير. تبصَّر فى معنى هذا الكلام. فإن ذاك الذى تشكّل فى رحم مريم لم يكن الله نفسه لكن الله إتخذه.. وبسبب ذاك الذى إتَّخَذَ فإن المُتَّخَذْ أيضاً يدعى الله." (15) أما خطبته الثانية فتبدأ بتعبير لاذع ضد أسلافه، كما لو أنه لم يكن لديهم الوقت لقيادة الناس نحو معرفة أعمق بالله. ومن هنا يتحول ثانية إلى موضوعه الرئيسى أن المسيح له طبيعة مزدوجة وكرامة موحَّدة. فيقول: "حينما تتكلم الأسفار المقدسة عن ميلاد المسيح أو موته فهى لا تدعوه الله أبداً بل المسيح أو يسوع أو الرب... مريم إذاً يمكن أن تدعى خريستوتوكوس CristotokoV (والدة المسيح) وحملت ابن الله بقدر ما حملت الإنسان، الذى بسبب اتحاده (يقصد اتحاد فى الكرامة وليس فى الطبيعة كما سبق أن ذكر فى خطابه الأول.) بابن الله (بالمعنى الخاص) يمكن أن يدعى إبن الله (بالمعنى الأوسع). وبنفس الطريقة يمكن أن يقال أن إبن الله مات وليس أن الله مات.. إذن فلنحفظ اتصال الطبيعتين fusewn thrwmen sunafeian الغير مختلط ولنعترف بالله فى الإنسان وبسبب هذا الإتصال الإلهى نوقر ونكرّم الإنسان المعبود مع الله الكلى القدرة." (16) فى خطابه الثالث يقول: "إن الأريوسيين يضعون اللوغوس فقط تحت الآب لكن هؤلاء الناس (الذين يعلِّمون بالثيئوتوكوس qeotokoV ويتكلمون عن ميلاد الله) يضعونه تحت مريم أيضاً، مؤكّدين أنه أحدث منها، ومعطين اللاهوت خالق الكل، أماً زمنية كأصل له. إذاً لم يكن ذاك الذى حملته إنساناً إنما الله الكلمة، إذاً لم تكن هى أم ذاك الذى ولد، لأنه كيف تكون هى أم ذاك الذى له طبيعة مختلفة عنها؟ لكن إن كانت تدعى أمه، إذاً فإن ذاك الذى ولد ليس ذو طبيعة إلهية، لكنه إنسان حيث أن كل أم تحمل من له نفس جوهرها (مادتها). لم يولد الله الكلمة إذاً من مريم، لكنه سكن فى ذاك الذى ولد من مريم." من السهل أن نرى أن نسطور قد تبنّى وجهة نظر معلمه ثيئودور الموبسويستى.. وقد أنذره كثير من كهنته بالإنسحاب من شركته ووعظوا ضده. وصرخ الشعب "لدينا إمبراطوراً، لكن ليس لدينا أسقفاً". والبعض ومنهم علمانيون تكلّموا ضده علناً حينما كان يعظ، وبالأخص شخصاً بإسم يوسابيوس وهو بلا شك نفس الذى صار فيما بعد أسقف دورليم، والذى على الرغم من كونه علمانياً فى ذلك الوقت، إلا أنه كان أول من كانت له نظرة ثاقبة وعارض الهرطقة الجديدة. لهذا السبب استعمل نسطور له ولآخرين لقب "الرجال البؤساء" (17) وإستدعى الشرطة ضدهم، وتم جلدهم وسجنهم، وهؤلاء الآخرين هم بالتحديد بعض الرهبان، الذين وصل إلينا فى أيامنا هذه (المتكلم هنا هو المؤرخ هيفيلى عن المرجع الذى ذكره.) إتهامهم الموجه للإمبراطور ضد نسطور. (18) وفقاً لهذا التقييم للأمر، فإن نسطور لم يجد النزاع قائماً بالفعل فى القسطنطينية، ولكنه. ولقد كان -لكن بطريقة أكثر حذراً- أن دخل بروكلوس أسقف سيزيكوس ضمن القائمة. كان فيما سبق، كاهناً على القسطنطينية، وعين بواسطة البطريرك سيسنيوس أسقفاً لسيزيكوس. لكن سكان تلك المدينة لم يقبلوه، ولذلك استمر يعيش فى القسطنطينية. فبدعوة من نسطور للوعظ فى إحدى أعياد العذراء عام 429 استغل الفرصة ليصف، فى حضوره، الكرامة والوقار الذى لمريم كوالدة الإله فى كثير من العبارات البليغة والمأخوذة من الكتاب المقدس، وليدافع عن العبارة الموضوعة للمساءلة فى أسلوب ماهر (19)... وللحديث بقية
المزيد
09 يوليو 2025

الخادم الروحي الذي يعمل الله به

إن الله يعمل باستمرار من أجل خلاص البشر وهدايتهم.. وهو يعمل من خلال خدامه الروحيين وبواسطتهم. فمن هو الخادم الروحي الذي يعمل الله فيه وبه، ويعمل الله معه؟ إنه الخادم الذي يهتم جدا بأبديته، ولا ينسى نفسه في محيط الخدمة ولا تصبح الخدمة بالنسبة إليه هي كل شيء، وفي سبيلها يضحى حتى بروحياته! والكتاب يعلمنا أهمية وضع خلاص النفس أولا، في قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك فإنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تي 4: 16) وهكذا وضع ملاحظة النفس قبل التعليم، وخلاص نفسك قبل الذين يسمعونك وهذا واضح لأن الخادم المهتم بخلاصه هو الذي يستطيع أن يخلص الآخرين أيضًا والعكس صحيح لأن الخادم الذي لا يهتم بروحياته. لا يمكن أن يقدم الروحيات لغيره، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. كما أن الخدمة هي تعبير عن الحب الذي فيك نحو الله والآخرين والذي يفقد هذا الحب، لا يكون خادمًا. وهناك عبارة أخرى مخيفة نضعها أمامنا في خدمتنا وهي قول القديس بولس الرسول أيضًا: "أخضع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1كو 9: 27) عجبا هذا القديس العظيم الذي صعد إلى السماء الثالثة (2 كو 12: 2، 4) والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10) وصنع آيات وقوات وعجائب يقول لئلا بعد ما كرزت لآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا!! إن الاهتمام بخلاص النفس شيء هام، وقد دعا إليه الرب في رسائله إلى رعاة الكنائس التي في آسيا ما أعجب قوله لملاك ساردس "إن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت"!! ويقول أيضا "كن ساهرا.. وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعرف في أي ساعة أقدم عليك" (رؤ 3: 1 – 3) وكذلك يقول لملاك كنيسة لاوديكية "لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤ 3: 16) ويقول لملاك كنيسة أفسس "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى فأذكر من أين سقطت وتب.. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" رؤ 1: 4-5) فإن كان الرب قد قال هذا عن الذين دعاهم ملائكة وكواكب، وكانوا في يده اليمنى (رؤ 2: 1) فماذا نقول نحن عن أنفسنا. ألا نهتم بخلاصنا؟! أقول هذا لئلا تتملكنا الكبرياء فنظن أننا حقا خدام. وربما يحاربنا المجد الباطل، لأن لنا أولادا في الخدمة، لنا تلاميذ ولنا فصول، ولنا اسم الكنيسة إننا من جماعة الخدام أو جماعة الكارزين!! والرسول يقول "حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" فإن كان بولس العظيم يحتاج إلى تدقيق وإحتراس وإلى أن يضبط نفسه ويقمع جسده ويستعبده فكم بالأولى نحترس نحن ونهتم بخلاصنا لهذا يحتاج الخادم إلى اتضاع كبير في قلبه لئلا تأخذه الكبرياء، ويظن أنه شيء ويسقط.. صدقوني يا إخوتي، إنني أتعجب كثيرا كلما أتأمل قديسًا عظيمًا مثل بطرس الرسول الذي كان واحدًا من الثلاثة الكبار الذين كان ينفرد بهم السيد المسيح في جلساته الخاصة، والذين قال عنهم القديس بولس الرسول أنهم أعمده الكنيسة (غل 2: 9) بطرس هذا يقول له السيد المسيح "ولكنني طلبت من أجلك لكيلا يفنى إيمانك؟!" (لو 22: 22) يفنى إيمانك؟! ما أخطر هذه العبارة ليتك تقول يا رب "لكيلا يضعف إيمانك"! أما أن عبارة يفنى إيمانك تقال لبطرس الرسول، ويحتاج إلى صلاة من السيد المسيح نفسه، فهذا أمر خطير أو هو درس لنا لنسهر ونحترس نعم نحترس لأن الخطية قيل عنها أنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26) والخادم الروحي يحترس ليس فقط من الخطايا الدقيقة كالهفوات والسهوات، وإنما حتى من النجاسات التي تحارب المبتدئين!! وهو مهما نما في الروحيات يعامل نفسه كمبتدئ، ولا يتحدث عن نفسه كخادم يدرس البعض على يديه إن القديس أرسانيوس الكبير، معلم أولاد الملوك، رجل الوحدة والصمت والصلاة والدموع، يقول عن نفسه "إنني لم أبدأ بعد، هبني يا رب أن أبدأ "ليتنا نتمثل بهذا القديس في خدمتنا. الخادم الروحي ينظر لنفسه كمبتدئ، ليس فقط في الخدمة، بل كمبتدئ أيضا في الحياة الروحية الكلام الذي يقوله في الدرس يرى إنه موجه إلى نفسه هو، قبل أن يوجه إلى تلاميذه وإن وعظ يرى أنه يعظ نفسه والناس. بل يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس. إنه لا يظن في نفسه أنه قد بلغ شيئًا، ولا يظن أن الكلام الذي يقوله قد صار حياة عند سامعيه بل يصلي أن يعطيهم الرب نعمة أن يستفيدوا من كلامه، أو يستفيدوا من النعمة التي يعطيهم الرب إياها يصلي أن يعطيهم الرب شيئًا عن طريقه ولا أقول يأخذوا منه، بل يأخذوا عن طريقه، إنه يخلط درسه بالصلاة لكي لا يكون هو وحده الذي يتكلم، بل ليتكلم الرب، ويكون هو أيضًا سامعًا مع تلاميذه. الخادم الروحي لا يحسب نفسه أنه قد صار قديما في الخدمة أو قائدًا أو أمينًا بل يضع أمامه باستمرار قول السيد المسيح: "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15:5) إذن لابد أن يأخذ من الله، لكي يعطي إنه يقول للرب أنا يا رب لا أعرف. لقد أخذوني وجعلوني خادمًا من غير استحقاق ومن غير إعداد بل جعلوني خادمًا وهم لا يعرفون دواخلي ولا ضعفاتي. أنت الذي تعرف. أنا يا رب لم أصل بعد إلى القدوة التي أفيد بها آخرين، ولم أنفذ بعد هذه الوصايا التي أقولها للناس أو التي ينبغي أن أقولها وأخشى أن تنطبق على عبارة: "أيها الطبيب اشف نفسك" (لو 4: 23). الخادم الروحي يلتقي بالله قبل أن يلتقي بالمخدومين. ويقول له: "ليس يا رب من أجل ضعفاتي تمنع نعمتك عن هؤلاء. ليس بسبب أخطائي الشخصية وبعدى عن روحك القدوس. تمنع روحك عن هؤلاء وما ذنبهم؟! ليس من أجلي تعطيهم. بل من أجل محبتك لهم أعطهم من أجل أنك أبوهم من أجل أنه تهمك أبديتهم. من أجل حاجة هؤلاء الصغار إليك أعطهم عن طريقي، أو عن طريق غيري، ليس الخادم هو المهم. إنما المهم أن تعطيهم أعمل في قلوبهم حينما أكلمهم وأعمل في قلوبهم حتى دون أن أكلمهم لتكن خدمتي لهم صلاة إن لم تكن حياة فليست لي حياة، أعطيهم منها قدوة،وليست لي صلاة أعطيهم منها قدرة ولكنني في ضعفي أطلب إليك من أجلهم أطلب أن تعمل أنت فيهم من أجل محبتك لهم أنا لست أحسب أن لي معرفة أقدمها لهم. وحتى إن كان لي، فالمعرفة وحدها لا تكفي ولا تخلص. أمنا حواء كانت لها معرفة بالوصية وسقطت (تك 3: 2-6) المهم هو الروح الموجود في الكلام كما قال السيد الرب "الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة" (يو 6: 63) إن كانت الخدمة كلاما فما أكثر الكلام.. المهم هو الروح الذي يؤثر ويعطي على قوة العمل والكلام لا يخلص، إن كان منا، أما إن كان من الرب، فكلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب 4: 12) ووظيفتنا كخدام أن نأخذ من الله كلامًا لكي نعطيه للناس وليس أن نعطيهم من فراغنا. إنما نأخذ ملئا من الله، نفيض به عليهم. وما أجمل قول الإنجيل عن السيد المسيح "ومن ملئه، نحن جميعا أخذنا" (يو 1: 16) الخادم الروحي ليس مجرد بوق يحدث صوتا إنما هو حياة روحية تنتقل إلى الغير. والتلاميذ يأخذون من حياة المدرس من أسلوبه ومعاملاته وسلوكه، ويمتصون منه شيئا كان الكتبة والفريسيون يعلمون وقد جلسوا على كرسي موسى (مت 23: 2) وكان السيد المسيح يعلم، فيبهت الناس من تعليمه لأنه يعلمهم بسلطان (مر 1: 27) كلماته كانت لها قوة وتأثير وسلطان كانت كلمات من نوع آخر، لذلك قالوا ما سمعنا من قبل كلامًا مثل هذا ولما تكلم السيد المسيح عن التناول من جسده ودمه، وتحير البعض وتركوه فقال لتلاميذه: "ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟!". أجابه بطرس "يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية هو عندك" (يو 6: 68) جميلة هذه العبارة "كلام الحياة الأبدية" هذا هو المطلوب من الخادم. يذكرنا بعبارة الملاك الذي قالها لكرنيليوس عن طريق بولس الرسول "وهو يكلمك كلاما به تخلص.." (أع 11: 14) نعم، هذا هو الفرق بين خادم وخادم: أحدهم يقول كلاما، بلا تأثير بلا قوة بلا فاعلية. أما الخادم الروحي فيكلمك كلامًا به تَخْلُص كلاما يغير الحياة كلها، ويشعر سامعه أنه قد نخس في قلبه، كما حدث لليهود في يوم الخمسين حينما سمعوا عظة من بطرس (أع 2: 37). وحينما ينخس في قلبه لا يستطيع أن يرفس مناخس (أع 9: 5) حتى لو قاوم الكلمة حينا، يعود إليها مرة أخرى أو تعود هي إليه. ويجد مناخسًا في قلبه يذكره بها. وهكذا قال الرب عن كلمته: "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلى فارغة. بل تعمل ما سررت به، وتنجح فيما أرسلتها له" (أش 55: 11) حقا إن كلمة الرب لا ترجع فارغة إن لم تأت بنتيجة الآن، تأتي بها فيما بعد صدقوني، حتى الكلام الذي قاله الرب ليهوذا الإسخريوطي، لم يرجع فارغا بل ندم يهوذا بعد تسليمه للرب، وأرجع المال الذي أخذه ثمنا له. وقال "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) لكن مشكلته إنه يأس من شدة تأنيب ضميره له، فمضى وخنق نفسه الخادم الروحي ينبغي أن تكون كلمته هي كلمة الرب ولكي يأخذ هذه الكلمة من الله يلزمه أن تكون حياته ثابتة في الله تكون له علاقة بالله، يستطيع بها أن يأخذ منه وتكون له دالة مع الله، يمكنه بها أن يقول له "لا أتركك إن لم تباركني" (تك 32: 26) أو يقول له "لا أتركك حتى آخذ منك ما أعطيه لهؤلاء" هذه هي الخدمة الروحية التي يعمل فيها الله. وليست هي مجرد كلمات يقرأها الخادم في كتاب ثم يرددها بدون تأثير في آذان غيره وينتهي الأمر لقد أمر السيد تلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي (لو 24: 49) الخدمة الروحية يلزمها هذه القوة، قوة الله العامل فينا بروحه القدوس. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
08 يوليو 2025

رسائل القديس بطرس

دعوة لحياة القداسة يدعونا القديس بطرس الرسول في رسائله إلى حياة القداسة { نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة لأنه مكتوب كونوا قديسين لاني انا قدوس} ( 1بط15:1-16) وقداسة فى العبرية " قدش " معناها شيء مفرز ومخصص لله. وكان يكتب على عمامة رئيس الكهنة في العهد القديم على صفيحة من ذهب " قدس للرب "وكانت العشور تسمى قدس للرب،وهكذا ينبغى أن نقدس هيكلنا الداخلى للرب مجاهدين ضد الخطية والشهوات ومتى ضعف المؤمن وسقط عليه أن يقوم ويعترف بضعفه ويسعى للسير فى طريق الفضيلة، واضعا أمام عينيه أنه غريب فى هذا العالم. وقدوس باليونانية تعني اللا أرضى. وبهذا نفهم أننا مخصصين لله لكى نحيا فى السماويات، ولا يشغل التفكير في الملذات الأرضية، بل المجد المعد لنا فى السماء (كو 1:3-4) ويساعدنا على ذلك أن نميت أعضائنا التي على الأرض (كو 5:3) وهذا هو عمل النعمة مع المجاهدين لأرضا الله أن المثال الذي نضعه أمامنا في السير في طريق الكمال هو الاقتداء بالمسيح وليس إنسان { كونوا كاملين كما أن أباكم الذى فى السموات هو كامل } (مت 5 : 48). والمقصود كما أن الله أبوكم قدوس سماوى، عيشوا حياتكم حياة سماوية مقدسة في كل سيرة وفى كل تصرف، وفي كل معاملة وفى كل أمر، حتى فى أفكاركم الخفية. فكوننا أولاد للآب السماوى يستدعي منا سلوك وقور فى حياتنا الزمنية نقدم فيه ثمر الإيمان {ولهذا عينه وانتم باذلون كل اجتهاد قدموا في إيمانكم فضيلة وفي الفضيلة معرفة. وفي المعرفة تعففا وفي التعفف صبرا وفي الصبر تقوى وفي التقوى مودة اخوية وفي المودة الأخوية محبة.} ( 2بط 5:1-7). جهادنا له جانبان، جهاد سلبى أى الإمتناع عن كل خطية والهروب من الفساد { اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة }(2 بط 1 : 4). وجهاد إيجابى كالصلاة والصوم واعمال البر. لقد دعانا الله لنرث المجد المعد لنا ونكون شركاء الطبيعة الإلهية فالأمر يستحق كل اجتهاد من جانبنا وأن نحمل كل صليب يسمح به الله، وأن نقدم أجسادنا ذبيحة حية، ونقدم فى إيماننا فضيلة وفي المودة الأخوية محبة فالفضائل تبدأ بالإيمان وتنتهى بالمحبة، وقد لخصها القديس بولس الرسول بقوله {الإيمان العامل بالمحبة} (غل 6:5). أما بطرس الرسول فيفصلها ويشرح كيف تنبع المحبة من الإيمان. فالفضائل ليست منفصلة عن بعضها فنقدم في إيماننا فضيلة، وفي الفضيلة معرفة وفي المعرفة وتعفف وصبر وتقوى ومحبة فالفضائل سلسلة مترابطة الواحدة منها تقود لأخرى. المحبة والخدمة القديس بطرس الرسول يؤكد أن المسيحية تدعو الى المحبة قمة الفضائل و رباط الكمال، والمحبة تبدأ فى نطاق الأسرة والأقارب وتمتد لضيافة الغرباء ثم خدمة الكنيسة ومحبة كل أحد، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة { ولكن قبل كل شيء لتكن محبتكم بعضكم لبعض شديدة، لأن المحبة تستر كثرة من الخطايا} (1 بط 8:4). فإن كانت الصلاة الدائمة هي غاية العبادة لكن لا نَفْعَ لها ما لم تستند إلى إيمان عامل بالمحبة لإخوتنا فنحبهم محبة نابعة من أعماق القلب الداخلية. لأن المحبة تستر أخطاء الغير وعيوبهم، فيستر الله علينا ويغفر خطايانا، ويمتعنا بصلاة هادئة مقبولة لدى الله، وبهذا يزداد اتحادنا بالرب. والمحبة تدفعنا الى اضافة الغرباء { كونوا مضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة} (1 بطر 9:4). فلكي يستقبلنا الله في السماء و يستضيفنا في أحضانه الأبديّة بفرح وبسرور، علينا أن نفتح قلوبنا وبيوتنا لأخوتنا الغرباء، فنستضيفهم بلا دمدمة، أي بلا تذمر بل بفرح وكرم ومحبة حقيقيّة. والمحبة الأخوية تبدأ من البيت لذلك يوجه الرسول بطرس وصيته بالمحبة في الأسرة كنموذج به نمتد بالمحبة للغير المحبة الأسرية تقوم على الطاعة والاحترام بين الزوجين، فالطاعة تدفع الرجل لمحبة زوجته المطيعة وحب الرجل يدفع المرأة لطاعة زوجها بالأكثر، وبهذا يحل السلام في الأسرة. وإن كان بعض الرجال عنفاء ولا يطيعون الكلمة فالمرأة المسيحية تجذب زوجها للإيمان بسلوكها الحسن. الزوجة تقدم الطاعة حتى للزوج العنيف لتربحه بالطاعة في خوف الله وفي حشمة وعدم تبرج وأحترام من المؤمنة نفسها وجسدها كجسد مقدس فى الرب ويطلب الرسول أن تهتم النساء بالزينة الداخلية كالوداعة والقداسة والهدوء والمحبة والطاعة والطهر هكذا ترضى الزوجه الله أولاً وتكون مصدر جذب للزوج كما كانت سارة تطيع ابراهيم. فيقول القديس بطرس { كَذَلِكُن أَيَّتُهَا النِّسَاءُ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ،مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ. وَلاَ تَكُنْ زِينَتُكُنَّ الزِّينَةَ الْخَارِجِيَّةَ مِنْ ضَفْرِ الشَّعْرِ وَالتَّحَلِّي بِالذَّهَبِ وَلِبْسِ الثِّيَابِ، بَلْ إِنْسَانَ الْقَلْبِ الْخَفِيَّ فِي الْعَدِيمَةِ الْفَسَادِ، زِينَةَ الرُّوحِ الْوَدِيعِ الْهَادِئِ، الَّذِي هُوَ قُدَّامَ اللهِ كَثِيرُ الثَّمَنِ..... كَذَلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً كَالْوَارِثَاتِ أَيْضاً مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ. وَالنِّهَايَةُ، كُونُوا جَمِيعاً مُتَّحِدِي الرَّأْيِ بِحِسٍّ وَاحِدٍ، ذَوِي مَحَبَّةٍ أَخَوِيَّةٍ، مُشْفِقِينَ، لُطَفَاءَ (1بط 1:3-9). ويوصي الرسول بطرس الزوج ان يترفق بزوجته ويكرمها. فهى شريكة له ووارثة معه ملكوت السموات و حتى لا تتأثر حياتهم الروحية لكي لا تعاق صلواتكم فإن الخطية أو العناد أو سوء تفاهم أو عدم مودة، أو العنف الأسري كفيل بأن يعيق الصلوات. أن الذين لا يعرفون روح التسامح لن يختبروا غفران الله لتعدياتهم. المحبة تميز الأسرة المسيحية وتحفظ حياة الشركة والسلام و تجعلنا نبتعد عن الشر و تلتصق بالخير ونرث البركة والنصيب السماوي المحبة لابد أن يكون لها ثمر صالح فلا يوجد في الكنيسة إنسان قط بلا موهبة، سواء كان طفلاً أو شيخًا، رجلاً أو امرأة، كاهنًا أو علمانيًا، بتولاً أو أرملاً أو متزوجًا. لأننا جميعًا أعضاء في جسد المسيح، ولا يمكن أن يكون في هذا الجسد عضو خامل وبلا عمل لهذا يوصي القديس بطرس الرسول قائلا { ليكن كل واحدٍ بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضًا، كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة. إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله، وإن كان يخدم أحد، فكأنه من قوة يمنحها الله، ليتمجد الله في كل شيء بيسوع المسيح، الذي له المجد والسلطان إلى أبد الآبدين. آمين } ( 1بط 10:4-11) الله يوزع علينا المواهب بالقدر الذي يرى فيه خلاصنا والنعمة تحتاج منا إلى أضرامها والأمانة في استثمار الوزنات المعطاة لنا لخدمة الكنيسة والمجتمع لكي يتمجد الآب في كل شيء بيسوع المسيح صاحب المجد والسلطان، أمين. القمص أفرايم الأنبا بيشوى
المزيد
07 يوليو 2025

القديس بولس الرسول رسول الجهاد ومدرسة الفضائل

نشأته وإيمانه بالسيد المسيح .. وُلد شاول سنة 8 أو 9 م في طرسوس كيليكية التي تقع فى تركيا حالياً والتى كانت مركزا فلسفياً هامًا بعد أثينا والأسكندرية، لأب يهودى من سبط بنيامين ومن عائلة غنية وحاصل على الجنسية الرومانية ودُعي اسمه شاول أي المطلوب وهناك قضى طفولته حتى صار يافعًا وبعد أن تعلم اليونانية واللاتينية وثقافة بلده جاء إلى اورشليم ليتعلم الناموس كفريسي مدقق عند قدمى أعظم معلمى عصره " غمالائيل " فدرس العهد القديم والتقليد اليهودى مما أهَّله للتبشير بين اليهود والأمم وتعلم حرفة صنع الخيام كما يأمر التلمود " فإن من لا يعلم ابنه حرفة فإنه يقوده للسرقة" وقد اعتمد على حرفته هذه كعمل اليدين له فى بادية الشام وأثناء تنقلاته حتى لا يكون ثقلاً على أحد { أنتم تعلمون أن حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان} (أع 20 : 34). وهكذا دعى الخدام للتعلم منه فيما بعد { في كل شيء أريتكم أنه هكذا ينبغي أنكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع أنه قال مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ} (اع 20 : 35) كان أولاً مضطهِداً لكنيسة الله { واضطهدتُ هذا الطريق حتى الموت مقيِّدًا و مسلمًا إلى السجون رجالاً ونساء (اع 22 : 4){ أنا الذي لست أهلاً لأن اُدعىَ رسولا لأني اضطهدتُ كنيسة الله }(1كو 15 : 9) . شَهد فى أورشليم استشهاد القديس استفانوس وكان حارساً لثياب الذين رجموه ولقد أثر فيه بالتأكيد هذا المشهد العجيب فى مغفرة استفانوس شهيد المسيحية الأول لراجميه وسلامه العجيب وهذا ما اختبره بنفسه فى تعرضه للرجم فيما بعد والاضطهاد من أجل اسم المسيح الحسن { فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه.وأما هو (استفانوس) فشخص الى السماء و هو ممتلئ من الروح القدس فراى مجد الله و يسوع قائما عن يمين الله. فقال ها أنا انظر السماوات مفتوحة وابن الانسان قائما عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة. وأخرجوه خارج المدينة ورجموه والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلي شاب يقال له شاول. فكانوا يرجمون استفانوس وهو يدعو ويقول ايها الرب يسوع اقبل روحي. ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم يا رب لا تُقِم لهم هذه الخطية واذ قال هذا رقد} أع 54:7-60 لم يتقابل شاول مع الرب يسوع أثناء خدمته على الأرض ومع هذا دُعي ثالث عشر الرسل. وكان مقاوماً لتلاميذ المسيح والمؤمنين به كخطر على الديانة اليهودية { وأما شاول فكان يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا ونساء ويسلمهم الى السجن} أع 3:8 .ولما علم ان الكنيسة فى دمشق نمت وكثر عدد المؤمنين فيها { اما شاول فكان لم يزل ينفث تهديدًا وقتلا على تلاميذ الرب فتقدم الى رئيس الكهنة. وطلب منه رسائل الى دمشق الى الجماعات حتى اذا وجد اناسا من الطريق رجالا او نساء يسوقهم موثقين الى اورشليم} أع 1:9-2. وفى الطريق الى دمشق ظهر له الرب يسوع المسيح وغير مجرى حياته ليصبح رسولا للجهاد والكرازة باسم المسيح { وفي ذهابه حدث انه اقترب الى دمشق، فبغتة ابرق حوله نور من السماء. فسقط على الارض وسمع صوتا قائلا له شاول شاول لماذا تضطهدني. فقال من انت يا سيد فقال الرب انا يسوع الذي انت تضطهده صعب عليك ان ترفس مناخس. فقال وهو مرتعد ومتحير يا رب ماذا تريد ان افعل فقال له الرب قم وادخل المدينة فيقال لك ماذا ينبغي ان تفعل. واما الرجال المسافرون معه فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون احدا. فنهض شاول عن الارض وكان وهو مفتوح العينين لا يبصر احدا فاقتادوه بيده و ادخلوه الى دمشق. وكان ثلاثة ايام لا يبصر فلم ياكل ولم يشرب. وكان في دمشق تلميذ اسمه حنانيا فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب قم واذهب الى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلا طرسوسيا اسمه شاول لانه هوذا يصلي.وقد رأى في رؤيا رجلا اسمه حنانيا داخلا وواضعا يده عليه لكي يبصر. فاجاب حنانيا يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في اورشليم. وههنا له سلطان من قبل رؤساء الكهنة ان يوثق جميع الذين يدعون باسمك. فقال له الرب اذهب لان هذا لي اناء مختار ليحمل اسمي امام امم وملوك وبني اسرائيل. لأني سأريه كم ينبغي ان يتالم من اجل اسمي. فمضى حنانيا ودخل البيت ووضع عليه يديه وقال ايها الأخ شاول قد ارسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس. فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشور فأبصر في الحال وقام واعتمد. وتناول طعاما فتقوى وكان شاول مع التلاميذ الذين في دمشق اياما} أع 3:9-19. وبعد ان قضى بعد الوقت فى بادية الشام أخذ يبشر بالإيمان بيسوع المسيح ربا ومخلصاً { ثم خرج برنابا الى طرسوس ليطلب شاول ولما وجده جاء به الى انطاكية. فحدث انهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة وعلّما جمعا غفيرا ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا} (اع 11 : 26) . ثم ذهب الى أورشليم وتقابل هناك مع المعتبرين أعمدة من الرسل، بطرس ويوحنا ويعقوب { فاذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب و صفا ويوحنا المعتبرون انهم اعمدة اعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للامم وأما هم فللختان }(غل 2 : 9). خدمة القديس بولس الرسول على مدى حوالى الثلاثة عقود جال القديس بولس الرسول ومنذ اهتدائه للإيمان وحتى استشهد فى روما على يد نيرون فى 67 م ، جال مبشرا وكارزاً بإنجيل المسيح فى أسيا واوربا من قرية ومدينة الى أخري باسفاراً واخطاراً مراراً كثيرة وكان منهجه الروحى {أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ } ( غلا2: 20). {كونوا متمثلين بي ، كما أنا أيضاً بالمسيح } ( 1كو11 : 1). كان منقادا لروح الله القدوس كما قال عنه الكتاب {أما شاول الذى هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس} (أع 13)‏. وليس فقط ممتلئاً من الروح القدس، بل كان الروح يقوده فى كل تحركاته إذ نقرأ فى سفر الأعمال دعوة الروح القدس له للخدمة، {افرزوا لى برنابا و شاول} (أع 13). وكان الروح القدس يسمح له بالكرازة فى أماكن و يمنعه فى مواضع أخرى ونقرأ ‏‎‏وبعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية منعهم الروح القدس ان يتكلموا بالكلمة في آسيا‎‏ (أع 16). ‏‎{ وظهرت لبولس رؤيا في الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول اعبر الى مكدونية واعنا. فلما راى الرؤيا للوقت طلبنا ان نخرج الى مكدونية متحققين ان الرب قد دعانا لنبشرهم} أع 9:16-10 و ليس فقط فى التحركات بل فى التعليم كان مسوقاً بالروح القدس إذ يقول { و كلامي و كرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الانسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة. لكي لا يكون ايمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله. لكننا نتكلم بحكمة بين الكاملين ولكن بحكمة ليست من هذا الدهر ولا من عظماء هذا الدهر الذين يبطلون. ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الاشياء الموهوبة لنا من الله. التي نتكلم بها ايضا لا بأقوال تُعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات} 1كو 4:2-5،13،14) وهكذا نتعلم كخدام المسيح لا ندرس الإنجيل فقط ولكن يجب أن يكون مثل بولس الرسول عاملاً بالانجيل فى حياته منقاداً بالروح القدس { لان كل الذين ينقادون بروح الله فاولئك هم ابناء الله }(رو 8 : 14) قضى القديس بولس كل حياته في الخدمة بأمانة واجتهاد فى الأسفار فى جميع الأجواء والأراضى والظروف.‏ لذلك يجب أن يعرف الخادم أنه لا يوجد خدمة مريحة. لنسمع لعينة من الأتعاب التى واجهها القديس بولس الرسول برضى وفرح من أجل الكرازة { من اليهود خمس مرات قبلتُ أربعين جلدة إلا واحدة. ثلاث مرات ضُربت بالعِصِي، مرة رُجمت، ثلاث مرات انكسرت بي السفينة ليلا ونهارا قضيت في العمق. باسفار مرارا كثيرة باخطار سيول باخطار لصوص باخطار من جنسي باخطار من الامم باخطار في المدينة باخطار في البرية باخطار في البحر باخطار من اخوة كذبة. في تعب وكد في اسهار مرارا كثيرة في جوع وعطش في اصوام مرارا كثيرة في برد وعُري. عدا ما هو دون ذلك التراكم عليّ كل يوم الاهتمام بجميع الكنائس. من يضعف وانا لا اضعف من يعثر وانا لا ألتهب} 2كو 24:11-29. ويقول يشوع بن سيراخ يا إبني إن أقبلت لخدمة الرب الإله فاثبت على البر والتقوى واعدد نفسك للتجربة (إبن سيراخ 2: 1)، و لقد كان هذا تحقيقاً لقول السيد ‏المسيح لحنانيا عن بولس الرسول سأريه كم ينبغي ان يتألم من اجل اسمي. ومع كل هذه الأتعاب كان القديس بولس فرحاً فى الرب ودعانا للفرح الروحي { كحزانى و نحن دائما فرحون كفقراء ونحن نغني كثيرين كأن لا شيء لنا و نحن نملك كل شيء }(2كو 6 : 10). ولقد لخص مدى أخلاصه فى الكرازة فى أجتماعه بقسوس افسس { و من ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان.اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. و الان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك.غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا و شدائد تنتظرني. و لكنني لست احتسب لشيء و لا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي و الخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله } أع 17:20-24. القديس بولس مدرسة الفضائل لقد تسلم وعاش وعلم القديس بولس رسالة الإيمان كما تسلمها من الرب يسوع وروحه القدوس إذ يقول لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضاً (1كو 11: 23)‏وكانت تعاليمه لها روح تعاليم السيد المسيح نفسها فمن المخلص وبوحى روحه تعلمها وكان أميناً فى تسليمها {إذ يقول ‏لذلك انت بلا عذر ايها الانسان كل من يدين. لانك في ما تدين غيرك تحكم على نفسك} (رو 2: 1) و التى تقابل {لا تدينوا لكي لا تدانوا. لانكم بالدينونة التي ‏بها تدينون تدانون . وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم }(مت 7: 1، 2) و يقول أيضاً {لانه ان عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن ان كنتم بالروح تميتون اعمال ‏الجسد فستحيون }(رو 8: 13) و التى تقابل من تعاليم السيد {فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من اجلي يجدها} (مت 16: 25).‏ { لانني تسلمت من الرب ما سلمتكم ايضا ان الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها اخذ خبزا. و شكر فكسر و قال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لاجلكم اصنعوا هذا لذكري.كذلك الكاس ايضا بعدما تعشوا قائلا هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري.فانكم كلما اكلتم هذا الخبز و شربتم هذه الكاس تخبرون بموت الرب الى ان يجيء} اكو23:11-26.إن القديس بولس الرسول كتب 109 إصحاحاً فى 14 رسالة شاهداً ومفصلاً لكلمة الله المقدسة. وما تسلمه من الرب سلمه لمن أمنوا علي يديه لاسيما لتلاميذه الذين اوصاهم بان ان يكونوا أمناء فى تسليم شعلة الإيمان للآخرين { و ما سمعته مني بشهود كثيرين اودعه اناسا امناء يكونون اكفاء ان يعلموا اخرين ايضا }(2تي 2 : 2) كان القديس بولس قلباً ملتهباً بمحبة الله { من سيفصلنا عن محبة المسيح اشدة ام ضيق ام اضطهاد ام جوع ام عري ام خطر ام سيف. كما هو مكتوب اننا من اجلك نمات كل النهار قد حسبنا مثل غنم للذبح. و لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا. فاني متيقن انه لا موت و لا حياة و لا ملائكة و لا رؤساء و لا قوات و لا امور حاضرة و لا مستقبلة.و لا علو و لا عمق و لا خليقة اخرى تقدر ان تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا} رو 35:8-39. ولقد قدم حياته قربانا لله الذى أحبه ومنذ ان تقابل مع الرب فى الطريق الى دمشق والى ان قدم دمه الطاهر شهادة لأيمانه كانت حياة صلاة حب لله من اجل الكنيسة وبنيانها { متضرعا دائما في صلواتي عسى الان ان يتيسر لي مرة بمشيئة الله ان اتي اليكم} (رو 1 : 10). { نشكر الله كل حين من جهة جميعكم ذاكرين اياكم في صلواتنا} (1تس 1 : 2). ولهذا طلب منا كما تعلم من سيده ان نصلى ولا نمل { صلوا بلا انقطاع }(1تس 5 : 17) . { فاطلب اول كل شيء ان تقام طلبات و صلوات و ابتهالات و تشكرات لاجل جميع الناس} (1تي 2 : 1) ان القديس بولس هو مدرسة للفضائل عاش ما علم به تحقيقا لدعوة الله المقدسة له { فقلت انا من انت يا سيد فقال انا يسوع الذي انت تضطهده.ولكن قم وقف على رجليك لاني لهذا ظهرت لك لانتخبك خادما وشاهدا بما رايت وبما ساظهر لك به. منقذا اياك من الشعب ومن الامم الذين انا الان ارسلك اليهم.لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات الى نور ومن سلطان الشيطان الى الله حتى ينالوا بالايمان بي غفران الخطايا و نصيبا مع المقدسين} أع 15:26-18.ولهذا دعانا للثبات فى الإيمان { اسهروا اثبتوا في الايمان كونوا رجالا تقووا }(1كو 16 : 13). { مع المسيح صلبت فاحيا لا انا بل المسيح يحيا في فما احياه الان في الجسد فانما احياه في الايمان ايمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لاجلي }(غل 2 : 20). مصليا من اجل ان {يحل المسيح بالايمان في قلوبكم }(اف 3 : 17){الى ان ننتهي جميعنا الى وحدانية الايمان ومعرفة ابن الله الى انسان كامل الى قياس قامة ملء المسيح }(اف 4 : 13) ويدعونا ايضا للجهاد الروحي حاملين ترس الإيمان {حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة }(اف 6 : 16) انه رجل الغيرة الملتهبة من أجل خلاص البعيدين والقريبين ومن غيرته على خلاصنا يقول { فإني أغار عليكم غيرة الله ، لانى خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح . ولاكننى أخاف أنه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد أذهانكم عن البساطة التى للمسيح} 2كو2:11-3.ومن أجل غيرته على خلاص بني جنسه يقول { فإنى كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتى وانسبائي حسب الجسد} رو 3:9. تحمل فى غيرة وانكار لذاته ، اسمعه كيف يتكلم باتضاع قلب { وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. و اخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا.لاني اصغر الرسل انا الذي لست اهلا لان ادعى رسولا لاني اضطهدت كنيسة الله.و لكن بنعمة الله انا ما انا و نعمته المعطاة لي لم تكن باطلة بل انا تعبت اكثر منهم جميعهم و لكن لا انا بل نعمة الله التي معي.فسواء انا ام اولئك هكذا نكرز و هكذا امنتم} 1كو 7:15-11أخيرا نسمعه يلخص حياته بالنصيحة لتلميذه تيموثاوس { نا اناشدك اذا امام الله و الرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الاحياء و الاموات عند ظهوره و ملكوته.اكرز بالكلمة اعكف على ذلك في وقت مناسب و غير مناسب وبخ انتهر عظ بكل اناة و تعليم.لانه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مستحكة مسامعهم.فيصرفون مسامعهم عن الحق و ينحرفون الى الخرافات.واما انت فاصح في كل شيء احتمل المشقات اعمل عمل المبشر تمم خدمتك. فاني انا الان اسكب سكيبا و وقت انحلالي قد حضر.قد جاهدت الجهاد الحسن اكملت السعي حفظت الايمان. و اخيرا قد وضع لي اكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل و ليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره ايضا} 2تي 1:4-8. أذكروا مرشديكم .. اليك يا الهنا الصالح نقدم الشكر والتسبيح على نعمة الإيمان التى تسلمناها من أبائنا الرسل القديسين ومن بينهم قديسنا وكارزنا القديس بولس الرسول شاكرين محبته وذاكرين اتعابه من أجل نشر الإيمان . وكما علمنا هذا الكاروز العظيم {اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم} (عب 13 : 7). فاننا ننظر الى نهاية سيرته الطاهرة ونتمثل بإيمانه وغيرة وجهاده ومحبته السلام لك يا رسول الجهاد ومدرسة الفضائل ، ايها الكارز بالأيمان الأقدس الذى دعوتنا اليه . داعيا ايانا ان نخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحتة النور ونجاهد الجهاد الحسن من أجل الرجاء الموضوع أمامنا ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله . السلام لك يا ابانا القديس يا من لم يفتر بدموع ان ينذر كل أحد لكى نسلك بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء ، مفتدين الوقت فى هذه الأيام الشريرة السلام لك يا معلمنا اسلحة الحرب الروحية لننتصر على محاربات الشيطان { اخيرا يا اخوتي تقووا فيالرب و في شدة قوته. البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.فان مصارعتنا ليست مع دم و لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات. من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير و بعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق و لابسين درع البر. و حاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة. و خذوا خوذة الخلاص و سيف الروح الذي هو كلمة الله. مصلين بكل صلاة و طلبة كل وقت في الروح و ساهرين لهذا بعينه بكل مواظبة و طلبة لاجل جميع القديسين} أف 10:10-18 السلام لك يا من دعانا الى حياة المحبة والايمان والرجاء { المحبة تتانى و ترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر و لا تنتفخ.و لا تقبح و لا تطلب ما لنفسها و لا تحتد و لا تظن السوء.و لا تفرح بالاثم بل تفرح بالحق. و تحتمل كل شيء و تصدق كل شيء و ترجو كل شيء و تصبر على كل شيء.المحبة لا تسقط ابدا ، اما الان فيثبت الايمان و الرجاء و المحبة هذه الثلاثة و لكن اعظمهن المحبة} 1كو 4:13-8،13. أطلب من الرب عنا ايها الرسول القديس بولس الرسول ان يقوى إيماننا ويلهب قلوبنا بالمحبة ويملأ حياتنا بالرجاء ويغفر لنا خطايانا . القمص أفرايم الانبا بيشوى
المزيد
06 يوليو 2025

طقس الأعياد السيدية الثلاثة الكبرى

يحتفل في كل يوم 29 من كل شهر قبطي ما عدا شهري طوبه وأمشير بتذكار الأعياد السيدية الثلاثة الكبرى، بالطقس الفرايحي الذي يمتاز بالنغم المطرب الذي يليق بالأعياد والأفراح الروحية ولا يكون فيه صوم انقطاعي ولا ميطانيات metanoia. وهي كالآتي: عيد البشارة الذي يقع في 29 برمهات. عيد الميلاد الذي يقع في 29 كيهك. عيد القيامة الذي كان في سنة صلب السيد المسيح وقيامته في 29 برمهات أيضًا. الطقس: تسبحة عشية: تُصَلَّى تسبحة عشية كالمعتاد مع إضافة إبصالية واطس أو آدام الخاصة بالعيد، كما تقال الإبصالية باللحن الفرايحي ثم يقال الطرح الخاص بالبشارة قبل ختام التذاكيات. في رفع بخور عشية وباكر: تقال أرباع الناقوس الخاصة بالبشارة والميلاد والقيامة كذلك الذكصولوجيات ومرد الإنجيل والختام. تسبحة نصف الليل: تصلي التسبحة كالمعتاد على أن تقال "تين أويه إنثوك"، كما يقال المجمع بطقس الأعياد السيدية وتقال الذكصولوجيات والإبصاليات والدفنار ثم ختام التذاكيات فختام التسبحة. في القداس: تُصَلَّى مزامير الساعة الثالثة والسادسة فقط قبل تقديم الحمل وتقال الليلويا فاي بيه بي ولحن طاي شوري وتقال الهيتنيات على النحو التالي الأولى للقديسة العذراء مريم والثانية للقيامة والثالثة للملاك غبريال (البشارة) والرابعة للسبعة رؤساء الملائكة والخامسة للميلاد والسادسة ليوسف ونيقوديموس والقديسة مريم المجدلية والسابعة للرسل القديسين والثامنة لمار مرقس الرسول والتاسعة لمار جرجس ثم تكمل كالمعتاد ومرد الأبركسيس ``Pra[ic الخاص بالبشارة والميلاد والقيامة كذلك مرد الإنجيل والأسبسمس الآدام أو الواطس ويكون التوزيع جامعًا للأعياد الثلاثة بحيث يقال ربع لكل عيد بعد كل ربع من مزمور التوزيع والختام أيضًا يكون جامعًا للأعياد الثلاثة. لا يحتفل بيوم 29 تذكار الأعياد السيدية الثلاثة في شهري طوبه وأمشير لأنهما يقعان خارج فترة حمل القديسة العذراء بالسيد المسيح، كما أنهما يرمزان لنبوات الناموس والأنبياء التي سبقت مجيء السيد المسيح تذكار الأعياد السيدية الكبرى الثلاثة (البشارة والميلاد والقيامة) تتم الصلاة بالطقس الفرايحي وتظل قراءات اليوم كما هي إلا إذا وقع يوم أحد فتقرأ فصول 29 برمهات بدل فصول الأحد الخامس لأنها متكررة إذا وقع عيد البشارة (29 برمهات) في المدة من جمعة ختام الصوم إلى اثنين شم النسيم swm `nnicim لا يحتفل به لأن هذه المدة تحمل أحداثًا سيدية هامة غير متكررة إذا وقع عيد سيدي كبير أو صغير يوم أحد تقرأ فصول العيد بدل فصول الأحد لا تقال الألحان الحزايني وإذا كان هناك ترحيم على الأموات فيكون دمجا وليس باللحن الحزايني. وكذلك في أيام الآحاد والأعياد السيدية.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل