
عاوز أتكلم معاكم على عيد الصليب الكنيسة تحتفل بعيد الصليب مرتين في السنة
- المناسبة الأولى في "10 برمهات " و هو عيد اكتشاف الصليب أو عيد ظهور الصليب لما سافرت الملكة القديسة هيلانة والدة الملك قسطنطين لزيارة أورشليم و اهتمت بالبحث عن صليب السيد المسيح و قبره فقدموا لها رجل متقدم في الأيام أسمه يهوذا اخبرها أن قبر السيد المسيح يوجد بالجلجثة لأن زعماء اليهود لما رأوا آيات و عجائب كثيرة تحدث منه أرادوا أن يخفوا الصليب و أرادوا أن يخفوا القبر المقدس فنادوا إلى الشعب كله بأن يلقوا بفضلاتهم على الصليب و على القبر المقدس و استمروا على ذلك نحو 200 سنه حتى تحول المكان إلى كوم كبير من القمامة و أمرت الملكة هيلانة بإزالة هذا الكوم و قاموا بإزالته بالفعل من على القبر المقدس و عن الثلاث صلبان و اللوح اللي كتب عليه بيلاطس " يسوع الناصري ملك اليهود و علشان يعرفوا اى الثلاث صلبان هو الصليب المقدس صليب المسيح وضعوا الصلبان على نعش ميت كانت جنازته تمر في ذلك الوقت وضعوا الصليب الأول و الثاني لم يحدث شيء و عندما وضعوا عليه الصيب الثالث قام الميت في الحال فعلموا انه هو الصليب الذي صلب عليه مخلص العالم كله .
- المناسبة الثانية في " 17 توت " و هو تذكار تكريس أول كنيسة على أسم الصليب و أحنا هنتناول دلوقتى أمرين الأمر الأول رشم الصليب و الثاني حمل الصليب
بالنسبة لرشم الصليب يتضح لينا معنى القوة رشم الصليب على وجهنا يعطينا قوة لان ذلك هو مكتوب " أن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهو قوة الله " لا أظن يا أحبائي انه توجد أعظم من هذا القوة التي تم بها الفداء على عود الصليب بولس الرسول اللي كان يوم من الأيام مضطهد للكنيسة يقول أما من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب عن العالم و زى ما اختبر بولس قوة الصليب في حياته قال كده " أن كلمة الصليب عن الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهو قوة الله "
لما نرشم الصليب و نقول بسم الآب و الابن و الروح القدس الإله الواحد آمين نعلن أيماننا بالله الواحد و نعلن أن هذا الإله الواحد مثلث الأقانيم الأب لما بنرشم الصليب نعلن أيماننا بالله الواحد و نعلن أيماننا بأن الله الواحد مثلث الأقانيم كائن بذاته ده اللي بنسمى الأب نعطف بكلمته ده اللي بنسمى الابن الحي بروحه ده اللي بنسمى الروح القدس عندما نرشم الصليب أيضا نعلن أيماننا بسر التجسد فعندما نقول بأسم الآب و نحط أيدينا كده على رأسنا و الابن نحط أيدينا على بطننا فهذا يشير إلى سر التجسد من السيدة العذراء مريم و لما نعلن أيماننا بالتجسد فهذا معناه أيماننا بكل مراحل التجسد من العذراء مريم و الصلب و الموت و القيامة و صعوده إلى السموات و جلوسه على يمين الآب و إرسال روحه القدس المعزى في رشم الصليب أيضاً يا أحبائي بنعلن أيماننا بالخلاص الذي تم على عود الصليب نحن عندما ننقل اليد من الشمال إلى اليمين هذا يعنى أننا نقلنا من التدبير الشمالي إلى التدبير اليميني من الهلاك إلى الخلاص و هو ده اللي تم على عود الصليب بالفداء الذي نقلنا من حالة الموت إلى الحياة الحقيقة يا احبائى رشم الصليب عملية تحوى معاني عظيمة و كثيرة و الإنسان الذي يرشم الصليب بإهمال أو برخاوة و بعدم تقدير أو فهم فإنه لا يحصل على كل البركات و الفوائد الموجودة في رشم الصليب و على العكس فان الإنسان الذي يرشم الصليب بفهم و تأنى و روحانية هذا يدرك وينال القوة العظيمة الموجودة في الصليب .
السيد المسيح كلمنا عن حمل الصليب فالسيد المسيح يدعونا كل يوم لحمل الصليب لما تقدم الشاب الغنى للسيد المسيح و قال له ماذا اعمل لأرث الحياة الأبدية السيد المسيح قال له أنت تعرف الوصايا لا تزني لا تقتل لا تسرق لا تشهد بالزور أكرم أباك و أمك فأجاب و قال له يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي يقول الكتاب المقدس فنظر إليه يسوع و أحبه و قال له يعوزك شيء واحد اذهب بع كل مالك و أعطى للفقراء فيكون لك كنز في السماء و تعالى اتبعني حاملاً الصليب الحقيقة يا أحبائي حمل الصليب أمر لازم و واجب بالنسبة إلى كل واحد و إلى كل واحده السيد المسيح لما قال للجموع إن أراد احد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني أكثر من هذا فإن السيد المسيح يضع حمل الصليب شرط أساسي للتلمذة و التلمذة لا تعنى إن أنا أكون واحد من تلاميذ المسيح أو من الرسل لكن كل واحد يؤمن بالسيد المسيح و يتبع طريق المسيح هو تلميذ للسيد المسيح و لذلك نقرا كثيراً في سفر أعمال الرسل أن بولس الرسول أثناء تبشيره في المدن كان يقول انه وجد هناك تلاميذ و هذا يعنى انه وجد هناك ناس يؤمنون بالحياة المقدسة مع الله و يتبعون هذا الطريق و من لا يحمل صليبه و يأتي ورائي فلا يقبل أن يكون لي تلميذاً وصية السيد المسيح لتلاميذه قال لهم اذهبوا و تلمذوا جميع الأمم فتلميذ المسيح طوال حياته يتعلم و ينموا في التعليم و عندما تشعر انك تلميذ حقيقي للمسيح فانك تحتاج كل يوم أن تتعلم شئ جديد عن الحياة مع الله لذلك هناك فرق بين تلميذ يتجاوب و يطيع و يخضع و بين تلميذ لا يفعل شئ من هذه الأشياء الذين لا يؤمنون بتعليم الكنيسة و يظنون في أنفسهم أنهم قد أصبحوا مثل الآباء القديسين يعيشون روح التلمذة و السيد المسيح وضع شرط في حياة التلمذة و هو حمل الصليب " من لا يحمل صليبه و يأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً .
مرة أخرى يقول السيد المسيح دعانا كلنا لحياة التلمذة لكي نحقق حياة التلمذة لابد من حمل الصليب و إن كان هناك فئة تطلق عليهم الكنيسة لقب لباس الصليب هم فئة المجاهدين اللذين وصلوا في جهادهم إلى حمل فضائل الصليب فلذلك الكنيسة تضع إما صورة السيد المسيح المصلوب فوق الهيكل لندرس معنى الصليب حمل الصليب يعنى حمل ما يحوى الصليب من فضائل و معاني روحية و هذا ما نريد أن نعيشه و السيد المسيح لما يقول " ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه " و لذلك عندما نري الصليب و المسيح عليه لا يوجد حب أعظم من هذا أول شئ نحس بيه يشع من الصليب هو حب بلا حدود لا يمكن لأي إنسان يا أحبائي أن يعلن انه تلميذ للسيد المسيح يعنى حامل للصليب إذا كان في قلبه كراهية لإنسان أخر وفى قلبه أي كراهية أو ضغينة فانك لن تتعلم بعد معنى الصليب بالتالي لم تصبح بعد تلميذ للسيد المسيح الحب معناه يا أحبائي البذل لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن بيه و لتكن له الحياة الأبدية لابد إن أحنا نتعلم كيف نبذل حياتنا من أجل الآخرين و نبذل وقتنا و نبذل جهدنا و نبذل كل ما أعطانا الله من نعم و بركات لكي ما نستطيع فعلاً أن نكون حاملين للصليب .
الكتاب المقدس بيعلمنا انه أتكلم عن السيد المسيح انه كلمة الله و هو الله المتجسد لكنه اخلي ذاته ليحتمل أي شئ من اجلنا هو ده إخلاء الذات و لذلك يا أحبائي نحن نرفع قلبنا إلى الله و نقول له يا رب أنت تعرف ضعفنا و تعرف نقصنا و تعرف احتياجنا إليك أنت دعوتنا لنكون تلاميذ لك و لذلك يا رب لا تسمح أن يكون بيننا من هو خارج عن هذه الدعوة المقدسة أجعلنا أن نحمل صليبك و أن نعيش في فضائل الصليب لا تكون معاني الصليب كلمات نقولها بل حياة نعيشها كل يوم و نتذوق حلاوة هذه الحياة و نقول له يا رب أنت تستطيع أن تقودنا في موكب نصرتك من قوة إلى قوة و من مجد إلى مجد حتى نصل إلى ملء قامة المسيح نقول له يا رب أعطينا أن نختبر حياة الأيماتة لنقول مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في ما أجمل يا أحبائي هذه الكلمات الجميلة لما يقول كده " صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في " فما أحيا لان في جسدي أحياء في الأيمان بابن الله الذي أحبني و بذل ذاته من اجلي يا أحبائي نحن لا نريد أن هذه الفرصة تمر علينا دون أن نشعر بالحقيقة بعمل الله في حياتنا و بقوة الله في حياتنا كل فكرنا و كل تصرفاتنا لكي يكون كل شئ في حياتنا من اجل اسمه القدوس العظيم لألهنا كل مجد و كرامة إلى الآن و إلى الأبد أمين
نيافة المتنيح الحبر الجليل الأنبا أرسانيوس مطران المنيا و أبوقرقاص