
1- كان لابد ان يقوم لأن موته كان مجرد وضع مؤقت لأداء رسالة مزدوجة حينما مات لم يكن بخطية لأنه لم تكن له خطية ولكنه قبل أن يموت عوضا عنا، لكي يفدينا بموته «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ»(رو3: 25،24) كانت هذه هي الرسالة الأساسية للموت الفداء وماذا أيضا؟ كان لابد بعد الفداء أن يذهب ويبشّر الراقدين على الرجاء، ويفتح باب الفردوس، وينقلهم من الجحيم إلى الفردوس (1بط3؛ أف4).
2- لكي يتمم النبوات يقول الكتاب«مِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيرًا مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، وَيُقْتَلَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ»(مت16) وبعد معجزة التجلي«وَفِيمَا هُمْ نَازِلُونَ مِنَ الْجَبَلِ أَوْصَاهُمْ يَسُوعُ قَائِلًا "لاَ تُعْلِمُوا أَحَدًا بِمَا رَأَيْتُمْ حَتَّى يَقُومَ ابْنُ الإِنْسَانِ مِنَ الأَمْوَاتِ"»(مت17)«ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ»(مت17)«هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ» (مت20، لو9) وهكذا قال الملاك للمرأتين «فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ لَيْسَ هُوَ ههُنَا، لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ»(مت28: 6،5) راجع أيضًا ما قاله الرب لتلميذي عمواس (لو24) وكما نقول عن ذلك في قانون الإيمان"وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب"ومن الرموز للقيامة في العهد القديم قصة ذبح إسحق وقصة يونان.
3- كان لابد ان يقوم لكي ما يؤكد الحياة التي بعد الموت«وَلكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ بِإِنْسَانٍ، بِإِنْسَانٍ أَيْضًا قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ، هكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ فِي رُتْبَتِهِ الْمَسِيحُ بَاكُورَةٌ، ثُمَّ الَّذِينَ لِلْمَسِيحِ فِي مَجِيئِهِ»(1كو15).
4- كان لابد ان يقوم لكي يعزي التلاميذ ويقويهم ويؤسس المسيحية كان لابد ان يقوم لكي يزيل النتائج المرعبة التي نتجت عن صلبه، حيث خاف التلاميذ واختفوا في العلية، وتشتت باقي المؤمنين خائفين من اليهود، وأنكر البعض وشك البعض فكان لابد أن يقوم المسيح لكي يقوم بعملية ترميم لإيمان المؤمنين، ويشجعهم لكي يستمروا في إيمانهم، ويصمدوا أمام اضطهادات اليهود وهكذا كانت قيامته أكبر دافع لهم على الكرازة، إذ مكث معهم أربعين يومًا يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله، يضع لهم قواعد الإيمان ويسلمهم الأسرار والطقوس «فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ»(مت28) «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا»(مر16) لو لم يقم المسيح، لكان المسيح واحدًا من الذين نُفِّذ فيهم حكم الموت بالصليب لو لم يقم المسيح لكان مجرمًا مستحقًا الصلب (أمثال الخمسة ملوك الذين حاربهم يشوع (6:5)، أو مثل هامان وأولاده العشرة) إن الصليب والقيامة أمران متلازمان غير منفصلين عن بعضهما ففي الصليب لم تفارقه قوة القيامة، وفي القيامة احتفظ بآثار الصلب.
نيافة الحبر الجليل الأنبا تكلا مطران دشنا وتوابعها