
1- خيمة الاجتماع: ثيؤتوكية الأحد تدعو القديسة مريم "القبة الثانية وقدس أقداس خيمة الاجتماع الخ..." ويلاحظ أنه في البشارة يقول الملاك جبرائيل: "قوة العلي تظللك (ابيسكيازين)" لو1: 35، مستخدما نفس الفعل "ابيسكيازين" (في العبرية شكن أي يسكن) الذي استخدم في خيمة الاجتماع حيث كان الله يسكن في وسط شعبه، وهو ذات الفعل الذي استخدم في لحظات تجلي السيد المسيح حيث كان الرب حاضرا وسط اثنين من أنبيائه وثلاثة من تلاميذه حيث كانت السحابة تظللهم. جاء في سفر الخروج (40: 35) أن موسى لم يكن قادرا على دخول الخيمة، لان الرب سكن "شكن" فيها ومجد الرب ملأها، أما القديسة مريم فهي الخيمة الحقيقية التي سكن الرب فيها وسط شعبه. أن موسى لم يستطع أن يدخل الخيمة بسبب مجد الله، فمن يقدر أن يقدر أن يتفهم سر القديسة التي حملت الله نفسه في أحشائها المقدسة؟
"من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التي صنعها موسى على جبل سيناء؟!
شبهوك بها، يا مريم العذراء،القبة الحقيقية،التي في داخلها الله".ثيؤتوكية الأحد
2- تابوت العهد: شبهت القديسة مريم بتابوت العهد المصنوع من الخشب الذي لا يسوس مغشى بالذهب من الداخل والخارج."وأنت يا مريم العذراء،متسربلة بمجد اللاهوت من الداخل والخارج".ثيؤتوكية الأحد
تابوت العهد الذي يمثل حضرة الله، وبقى في بيت عوبيد آدوم ثلاثة شهور قبلما يحضره داود إلى بيته (2 صم 6)، والقديسة مريم الحاملة للرب نفسه بقيت ثلاثة شهور في مدينة اليهودية. كان حمل التابوت يبعث في الشعب فرحا، وجعل داود يرقص أمام الرب (2صم6، 1 آي 15: 29)، وهكذا وصول القديسة مريم بعث في اليصابات الفرح وركض الجنين –يوحنا المعمدان- في أحشاء أمه مبتهجا. والعجيب أن الفعل الخاص بركض الجنين (سكيرتان) في لوقا 1: 41، 44، هو بعينه الذي استخدم عند فرح داود ورقصه أمام التابوت، وهو عادة يستخدم في الكتاب المقدس ليعبر عن رقصات الفرح المصاحبة لحضور الرب (مز 114: 4، 6، حكمة 9: 9، ملاخي 4: 2) والخاص بالفرح السماوي (لو 6: 23). حقا أن القديسة مريم _ تابوت الله الحقيقي، صارت سر فرح كل الخليقة: "السلام لوالدة الإله،تهليل الملائكة!"
ثيؤتوكية الثلاثاء
"تكلموا بكرامات من أجلك يا مدينة الله،لانك أنت مسكن جميع الفرحين" ثيؤتوكية الأربعاء
3- غطاء التابوت: كان غطاء التابوت يسمى في العبرية "شكينا أو مسكن"، إذ كان يمثل كرسي الرحمة الخاص بالله، يظلله كار وبان. وكان الله يظهر بين الكار وبين في لون أزرق رمز السماء، ومن هناك أعتاد الله أن يتحدث مع موسى. القديسة مريم هي هذا الغطاء، رمز الكنيسة، حيث يجلس الله على عرش رحمته وسط شعبه، وهي ممتلئة بالخليقة السماوية كاروبا الذهب مصوران مظللان على الغطاء بأجنحتهما كل حين يظللان على موضع قدس الأقداس في القبة الثانية وأنت يا مريم ألوف ألوف وربوات ربوات يظللان عليك" مسبحين خالقهم،وهو في بطنك هذا الذي أخذ شبهنا... ثيؤتوكية الأحد
4- قسط المن : أنت هي قسط الذهب النقي،المن الخفي في داخله،خبز الحياة الذي نزل إلينا من السماء،
وأعطى الحياة للعالم وأنت أيضا يا مريم حملت في بطنك،المن العقلي الذي أتى من الآب.ولدته بغير دنس،وأعطانا جسده ودمه الكريمين فحيينا إلى الأبد..."ثيؤتوكية الأحد
في العهد القديم عال الله شعبه بالمن، أما الآن فيعطينا المن العقلي الذي نزل من السماء في أحشاء العذراء. وكما يقول الرب نفسه: "آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا. هذا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان. أن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" يو6: 49_51. يليق بنا أن نعرف أن القديسة مريم لم تكن مجرد إناء، بل تقبل المن المخفي جسده منها.
5- المنارة الذهبية: أنت المنارة الذهب النقي،الحاملة المصباح المتقد كل حين الذي هو نور العالم غير المقترب إليه الذي تجسد منك بغير تغيير كل الرتب العلوية لم تقدر أن تشبهك أيتها المنارة الذهبية الذي في بطنك يا مريم العذراء، أضاء لكل إنسان آت إلى العالم لأنه هو شمس البر، ولدته، وشفانا من خطايانا..." ثيؤتوكية الأحد
هكذا صارت القديسة مريم أعظم من كل الطغمات السمائية، لأنها حملت النور الحقيقي أضاء ولم تستطع خليقة ما أن تعاين جوهره!
6- العليقة المتقدة نارا: العليقة التي رآها موسى في البرية،والنار مشتعلة فيها ولم تحترق أغصانها،هي مثال مريم العذراء غير الدنسة،التي أتى وتجسد منها كلمة الآب ونار لاهوته لم تحرق بطن العذراء وأيضا بعدما ولدته بقيت عذراء.ثيؤتوكية الخميس
العليقة ليس فقط لم تحترق بل كانت مخضرة ومزهرة بجمال (حز3: 1- 3) كما جاء في الطقس الأرمني: "أنت اشتعلت بالشمس كالعليقة ولم تحترقي، بل قدمت للبشر خبز الحياة، وتشفعت فينا لكي يغفر لنا المسيح خطايانا"صلاة البركة
ويقول القديس أفرام السرياني: "حملت في أحشائها السيد المسيح، كعليقه جبل حوريب التي حملت الله في لهيبها" وجاءت كلمات السيد المسيح موجهة إلى أبيه بخصوص أمه في لحظات انتقالها كما رواها البابا ثيؤدوسيوس الإسكندري تقول: "تقبل مني يا أبي الصالح،العليقة التي حملت نار اللاهوت ولم تحترق.أقدمها لك يا أبي، هبة ملوكية اليوم،ألا وهي نفس أمي البتول".
7- عصا هرون: مرتفعة أنت بالحقيقة أكثر من عصا هرون،أيتها الممتلئة نعمة،ما هي العصا إلا مريم؟!
لأنها مثال بتوليتها.حبلت وولدت بغير زرع بشر،ابن العلي، الكلمة الذاتي.ثيؤتوكية الأحد
العصا التي بلا حياة أزهرت (عد 17: 8) رمزا للقديسة مريم التي أنجبت "الحياة".
8- سلم يعقوب: أنت هي السلم الذي رآه يعقوب ثابت على الأرض، ومرتفع إلى السماء،والملائكة نازلون عليه.ثيؤتوكية الثلاثاء
9- الجبل العقلي: كلمة الله الآب الحي،نزل ليعطي الناموس على جبل سيناء هو أيضا نزل عليك، أيها الجبل الناطق هذا هو الحجر الذي رآه دانيال، قد قطع من جبل.ولم تلمسه يد إنسان البتة،هو الكلمة الصادر من الآب،آتى وتجسد من العذراء بغير زرع بشر، حتى خلصنا.ثيؤتوكية الثلاثاء
رموز أخرى:
قدمت لنا التسابيح اليومية رموز ومثالات أخرى للقديسة مريم مثل مجمرة هرون، باب حزقيال، فلك نوح، مدينة الله، السحابة المنيرة التي يجلس عليها الله (أش 19)، أورشليم الجديدة إلخ...
القمص تادرس يعقوب ملطى كاهن كنيسة مار جرجس سبورتنج
عن كتاب القديسة مريم في المفهوم الأرثوذكسي