المقالات
11 ديسمبر 2025
شهر كيهك شهر السهر والتسبيح
ان التسبيح عمل من أعمال الروحانيين نشا فيه الملائكة وبخاصة السارافيم والكنيسة من فرط اهتمامها بالتسبيح وضعت نظام التسبحة اليومية بعد صلاة نصف الليل كل يوم ولا يزال هذا اللون من العبادة الجميلة متبعاً في الأديرة وفي كل الكنائس أيام القداسات وصلوات التسبحة محفوظة في كتاب معروف باسم الابصلمودية ، ومحفوظة أيضاً في قلوب المرتلين والشمامسة بالحانها وموسيقاها والتسبيح كما تحفظه الكنيسة في صلوات الابصلمودية ، تحفظه في صلوات الأجبية فصلوات الأجبية حافلة بعبارات التسبيح وإن لم تكن ملحنة مثل تسبحة نصف الليل التي يساعد فيها اللحن على مزيد من العاطفة وعلى شركة المصلين معاً وتداول اللحن بينهم في اتساق روحي وموسيقى يضاف الى هذا تسابيح شهر كيهك في الابصلمودية الكيهكية وكان المؤمنون خلال شهر كيهك يسهرون كل ليلة في الكنيسة من بعد صلاة الغروب حتى الفجر في الألحان والتسابيح والمدائح اللائقة بهذا الشهر المبارك إلى أن تنتهى الليلة بصلاة القداس الالهى ويتناول الجميع من الأسرار المقدسة .
ان التسبيح يشجع على السهر .
والسهر يشجع على التسبيح وكلاهما يشجع على قضاء الليل كله في بيت الله كما قيل في المزمور وفي الليالى ارفعوا أيديكم ايها القديسون وباركوا الرب بينما يكون الليل بالنسبة إلى البعيدين عن الله مجالا للهو والعبث يكون الليل بالنسبة إلى القديسين وقتاً روحياً حافلا بالصلاة والتسبيح والاستعداد للتناول وغالبية الكنائس الآن تهتم بسهرة كيهكية مساء السبت تنتهى بقداس الأحد إذ رأى أنه ليس بإمكان الكل السهر كل ليلة فخصصت عشية الأحد ونحن بالتسبيح خلال شهر كيهك إنما نستعد لاستقبال ميلاد السيد المسيح وحلوله في وسطنا لذلك تتضمن التسابيح كل ما يتعلق بالتجسد الإلهى من نبوات ورموز وأخبار في العهد القديم وعند اخوتنا الكاثوليك يسمون هذا الشهر المبارك بالشهر المريمي انه على آية الحالات فترة روحية عميقة نغنى فيها للرب أغنياتنا الروحية وهو يذكرنا إلى حد ما باسبوع البصخة المقدسة الذي يسبق القيامة المجيدة وانشغالنا فيه بالتأملات والالحان ولكن لكل من الميلاد والقيامة ما يناسبه استعدوا من الآن لشهر كيهك ببرامج روحية يمكن أن تناسب كل مرحلة من السن حتى يستفيد أطفالنا كما يستفيد الكبار أيضاً بحياة التسبيح واستعدوا أيضاً بحفظ الألحان والتسابيح وخصصوا تلك الأيام للرب وتعودوا التسبيح .
مجلة الكرازة العدد التاسع والاربعون عام 1980
المزيد
04 ديسمبر 2025
كل عيد نستقبله بصوم
العيد نعمة وبركة من الرب وفرح و نحن نستقبل هذه البركة بالصوم بالصوم نعد أنفسنا روحياً لكيما نستقبل البركة والنعمة يقترب مؤهلة بالصوم نتذلل أمام الله لكى من أجل انسحاق قلوبنا ينعم علينا بما يريده لنا من الخير يرفض الطعام في الصوم ، إنما ترفض الجسد نرفض المادة ونرتقع بهذا فوق مستوى العالميات ونقترب إلى الله الذي يهينا وبركة العيد وفاعليته في حياتنا وفي حياة الكنيسة
و حينما نصوم هكذا قبل العيد فإننا حينها نعيد إنما نعيد بتعفف ولا تستهوينا في العيد أفراح العالم وملاذه وتبقى ثمار الصوم واضحة في فرحا بالصوم نحيا بالروح وبهذا يمكننا أن نشترك مع الروحانيين سواء الملائكة أو أرواح القديسين فيشاركوننا العيد بهذه المشاعر كلها نستقبل عيد الميلاد بهذا الجو الروحي نستقبل كلمة الله متجسداً فى يوم ميلاده وكما صام اليهود وتطهروا وتقدسوا قبل أن يستقبلوا كلمة الله على جبل حوريب كذلك نحن في استقبال الكلمة الأزلى النور الحقيقي تعد أنفسنا بالصوم وليس بالصوم فقط وإنما بالتسابيح التى يمتلئ بها شهر كيهك وسهراته الروحية وكل التذكارات الجميلة الخاصة بالميلاد نعد انفسنا روحاً، كما لو كان الرب سيحل في قلب كل واحد منا وليس في المزود ببيت لحم
ولكن يحلو هنا أن نسأل سؤالا :
هل بالصوم نستقبل العيد أم أن الصوم نفسه هو العيد ليس العید هو التنعم بالطعام فهذا تفکیر جسدانی والعيد الحقيقي هو تنعم الروح والروح تتنعم في الصوم.
مجلة الكرازة العدد الثامن والاربعون عام 1980
المزيد
30 أكتوبر 2025
بدعة يهوذا
ملخص البدعة
بدعة بسبب بحث خاطئ عن السبعين أسبوعاً المذكورة فى دانيال هذه البدعة ظهرت فى عصر البابا ديمتريوس الأول البطريرك رقم 12 وقد ذكرها المؤرخ يوسابيوس القيصرى بإختصار فقال " يهوذا الكاتب: فى ذلك الوقت ظهر كالتب آخر أسمه يهوذا، وكتب بحثاً عن السبعين أسبوعاً المذكورة فى سفر دانيال، ووصل بتاريخه إلى السنة العاشرة من حكم ساويرس (الأمبراطور الرومانى) وقد ظن أنه وقت مجئ ضد المسيح، الذى كثر الحديث عنه قد أقترب، وذلك لأن الثورة الفكرية التى أحدثها الإضطهاد على شعبنا أدت إلى أنحراف تفكير الكثيرين " وقال أيضاً الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة عن هذه البدعة: " ثم أن أنساناً يهودياً كاتباً أسمه يهوذا، كان يقرأ فى كتاب رؤيا دانيال النبى وذلك فى العاشرة من ملك ساويرس (ألمبراطور الرومانى) وكان يسوف (يزيف) السنين والتواريخ إلى زمان الدجال (المسيح الدجال) بقصد ويقول أن الوقت قد أقترب من أجل أفعال ساويرس الأمبراطور العدو (يعتقد أنه جعل ساويرس هو المسيح الدجال
المزيد
23 أكتوبر 2025
بدعة يمبليخوس العيطوري
قام في النصف الثاني من القرن الثالث في خلقيس (مجدل عنجر) يمبلخوس العيطوري يدعو إلى الافلطونية الجديدة ويدافع عنها ويعطي الناحية الدينية في الافلاطونية الجديدة المقام الأول. وهو تلميذ بورفيريوس أخذ عنه في روما ودرس الرياضيات على اناتوليوس وعاد إلى وطنه الأصلي يعلم في اباميه وفي مجدل عنجر. فقال بصدور الموجودات بعضها عن بعض. ورأى أن افلوطين حين سمَّى الواحد الأوحد خيراً بالذات قيَّده بصفة فوضع فوقه واحداً غير معين ووضع بعده العالم المعقول فأصبح لديه "حدود" ثلاثة. وجعل العالم المعقول ثلاثة حدود أيضاً العقل والصانع وبينها القدرة الالهية. وجعل للعالم الاستدلالي ثلاث حدود أخرى الآب والقوة والفهم.
المزيد
16 أكتوبر 2025
بدعة هيراكس
من هو هيراكس؟
أصله من ليونتوبوليس كان كاتباً ينسخ الكتب ويصنعها وأشتهر بالعلم والتقوى نتيجة لما يقرأه من كتب
فكرة بدعته
وقد شارك مانى فى بدعته ولكنه خالفة فى أمور كثيرة، وكان تعليمه هو
عمل المسيح العظيم أن بسن شريعة جديدة أكمل وأدق من شريعة موسى.
جزم بأن المسيح منع تابعيه عن الزواج واللحم والخمر وكلما تتلذذ به الحواس أو الجسد من الأشياء التى سمح بها موسى ثم منع أن يدخل الأطفال ملكوت السموات التى لا يستحقها إلا الذين قاوموا الجسد وشهواته.
وأعتقد أيضاً أن ملكى صادق ملك ساليم الذى بارك أبراهيم هو الروح القدس.
أنكر قيامة الأجساد وفسر الكتاب المقدس ولا سيما الأسفار التاريخية تفسيراً تشبيهياً
المزيد
09 أكتوبر 2025
بدعة هرقل
البدعة المونوثيليتيه
المونوثيليزم كلمة تعنى فى اللغة اليونانية الرغبة الواحدة one will" وهو فكر يفسر كيفية العلاقة بين الجسد والكلمة فى شخص السيد المسيح وقد نشأت هذه العقيدة فى أرمينيا وسوريا سنة 629 ب. م وهذا التعليم يقول أن السيد المسيح له طبيعتين (الكلمة والجسد) ولكن له رغبة واحدة بعد الإتحاد فى بداية نشر هذا الفكر عن طريق المرسوم الذى أصدره هرقل كانت كنيسة القسطنطينية وبطريركها هو أول من وافق عليه بل أنه شارك فى إعداد مرسوم الإمبراطور هرقل الذى عرف بأسم (إكثيسيس Ecthesis) أما كنيسة روما فقد أرسل بطريركها موافقته الخطية إولكن أعتبر ها الفكر فيما بعد ذلك هرطقة وهذه البدعة كان الإمبراطور هرقل يريد إجبار أقباط مصر على قبولها ولم تحظى البدعة المونوثيليتيه Monotheletism بدعة الإمبراطور البيزنطى هرقل (610- 642) بدراسة مستفيضة من الكنيسة القبطية بالرغم من أن هذه البدعة قد قسمت الإمبراطورية البيزنطية وكانت من الأسباب التى مهدت لسهولة إحتلال الإسلام الشرق الأوسط إحتلال إستيطانى فقد كانت مصر منقسمة بها كنيستين كنيسة أقلية غنية هى الكنيسة الملكية الخلقودينية والكنيسة القبطية اللاخلقيدونية أى التى لا تعترف بمجمع خلقيدونية وقد كره الأقباط السياسة التى كان يعامل بها البيزنطيين المصريين الأقباط لهذا فقد وقفوا موقف المتفرج فى الحرب التى جرت على أرضهم بين العرب القريشيين المسلمين الغزاة والبيزنطيين المسيحيين الغزاة وشعر الإمبراطور هرقل أن الشعوب فى أمبراطوريته منقسمة ولما كانت مصر جوهرة التاج البيزنطى ومزرعة القمح بها أكبر عدد من السكان لهذا كان يريد أن يجمع شعبها مع شعبه فى كنيسة واحدة وعقيدة واحدة غير منقسمة تحت رئآسة البطريرك سرجيوس بطريرك القسطنطينية بحجة أنه بطريرك عاصمة الإمبراطورية.
واعد الإمبراطور البيزنطى هرقل (610- 642) مشروع للوحدة عرف ب (المونوثيليتيه Monotheletism) وطبع هرقل مرسوم إدارى عرف بإسم (إكثيسيس Ecthesis) وعندما أرسل هذا الأمر الإدارى لمصر لفرض الوحدة الإجبارية وذلك بوضع خطة مكونة من شقين
أولا عدم ذكر مجمع خلقيدونيه سبب المشكله والخلاف، والذى يقر بوجود طبيعتين، والذى يعد مخالفا لعقيده الأقباط •
ثانيا فرض الوحده بإستعال الوسائل المتاحه وغير المتاحه الترغيب ثم التهديد او إستعمال العنف إذا أدى الأمر الى ذلك، وبالقول ان المسيح له مشيئه واحده أو رغبة واحدة أو طاقة واحدة بدلا من تعبير القديس البابا المصرى كيرلس " طبيعه واحده،للإله الكلمة المتجسد" وعرف هذا العرض ب (المونوثيليتيه Monotheletism) وطبع هرقل مرسوم إدارى عرف بإسم (إكثيسيس Ecthesis) وحمل كيروس المرسوم الإمبراطورى وصل كيروس الى الإسكندريه وبدأ بتنفيذ الخطه المتفق عليها فعقد إجتماعات وإتصل بمختلف الإتجاهات الفكريه التى رفضت هذا المرسوم خاصة أنه صدر من إمبراطور علمانى سياسى كما أن البطريرك أولوجيوس Eulogius الملكى الدخيل (580-607) التابع للقسطنطينية كان قد كتب كتاباً ضد المونوثيليتيه Monotheletism او تعليم الرغبة أو الإرادة أو المشيئة الواحدة ولكن خطابه لم يناقشه كيروس ولا سرجيوس Sergius بطريرك القسطنطينية
إكثيسيس Ecthesis هو عبارة عن أمر إدارى أى خطاب كتبه الأمبراطور البيزنطى هرقل فى سنة 638م وقد حمل هذا العرض أو الأمر الإدارى إلى الإسكندرية كيروس Cyrus of Alexandria وقد غير كلمة طبيعة واحدة بعد التجسد التى يؤمن بها الأقباط إلى مشيئة واحده المونوثيليتيه monotheletism وقد عارض هذا الرأى صوفرنيوس Sophronius وماكسيموس المعترف Maximus the Confessor وقد أرسل هرقل هذا الخطاب بالعقيدة الجديدة موقعاً من كيروس بطريرك الأسكندرية الملكى وأركاديوس الثانى فى قبرص وقد أيد أسقف روما هوناريوس الأول Honorius I عقيدة المشيئة الواحدة monothelitism ولكنه مات فى نفس السنة وخلفه الأسقف سيفرينوس Severinus الذى إعترض على خطاب هرقل فعزل من كرسيه حتى سنة 640 م كما أعترض الأنبا بنيامين على كرسوم الإمبراطور هرقل (إكثيسيس Ecthesis) وقال أن الإمبراطور حاكم مدنى ليس له دخل بالدين وعرضه أيضا الراهب الملكى صفرونيوس الذى سافر بحراً للقسطنطينية خصيصاً لإثناء الأمبراطور عن هذا الفكر إلا أن الإمبراطور رفض فعاد عن طريق البر ليزور المدينة المقدسة أورشليم وعندما شاهده أهلها وكانوا يعقدون إجتماعا ليختاروا بطريركاً فإختاروه بالإجماع لحسن سمعته وسيرته الفاضلة وإعتبروا أم وجوده فى هذه اللحظة علامة إلهية وهو البطريرك الذى عاصر غزو العب المسلمين للمدينة المقدسة وإحتلالهم لها وقد حاول البيزنطيون جمع شمل الكنيسة اتى أنقسمت فى العالم حول الخلاف على طبيعة السيد المسيح فى مجمع خلقيدونية فى منتصف القرن الخامس الميلادى فسقطوا فى بدعه جديدة وكان مجمع خلقيدونية قرر أن المسيح ليس له طبيعة واحدة بل طبيعتين منفصلتين ومتميزيتين وكل واحده لها عملها وكان البيزنطيين أصحاب الطبيعتين ضد أصحاب الطبيعة الواحدة موحده يسمون مونوفيستيس والتى أبتدع هذا الفكر هو أوطاخى وكان بعض الأباطرة البيزنطيين فى القرن السادس يشجع سراً المصريين مثل أناستاسيوس الأول والبعض الاخر يضطهدهم أثناء حكمه مثل الأمبراطور جستين او جوستين الثانى في بداية القرن السابع الميلادي، كان الحكم والسلطة الدينية في القسطنطينية، وكانت الكنيسة فى القسطنطينية التى تتبع قرارات مجمع خلقيدونية وكانت تتمتع بدعم السلطة السياسية أى بدعم الإمبراطور البيزنطى. ومع ذلك، وهذا وضعها في خلاف مع الذين رفضوا قرارات مجمع خلقيدونية فسموا لا خلقيدونيين وكانوا أغلبية الشعب في مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين وأرمينيا. وهذا التقسيم كان يشكل خطرا في الامبراطورية التي كانت تحت التهديد من الساسانية الفارسية، وخصوصا أن الخلقيدونيين فى القسطنطينية نظروا إلى اخوتهم المسيحيين اللاخلقيدونيين أنهم يشكلون أكثر خطرا وتهديدا من أي الغازي الفارسى. وبالتالي فإن الأباطرة في القسطنطينية كانت دائما تسعى إلى إيجاد وسيلة وطريقة للتقارب لرأب صدع في الكنيسة وبالتالى للمحافظة على وحدة الدولة ومنع أعداء الإمبراطورية من الاستفادة من الانقسامات الداخلية وفى أثناء حكم الإمبراطور هرقل إتفق مع البطريرك سرجيوس بطريرك القسطنطينية على الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين وإيجاد صيغة لاهوتية ترضى الطرفين فأصدروا فكراً جديداً بأن للسيد للمسيح طاقة واحدة وكان ذلك خلال منتصف 630S. وقد كسب هذا المذهب الجديد موافقة البعض فى البداية، فقد وافق البابا هوناريوس الأول Honorius I وقام بإعطاء موافقته الخطية للإمبراطور، وكان من الواضح أن بطريرك روما كان يرى أن المشكلة بين الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين تكمن فى المصطلحات، وليس اللاهوت.ولكن مالبث أن هذا الموقف التوفيقي بين المذهبين المسيحين المنقسمين قد قوبل بمعارضة شديدة من قبل بطريرك القدس صفرونيوس Sophronius وكان المذهب الجديد رفض من المجمع الكنسي في قبرص ولكن بطريرك القسطنطينية سرجيوس لم يتراجع عن موقفة فقد كان يطمع فى السلطة الكنسية على الجزء الشرقى من الإمبراطورية البيزنطية، وإشترك هو والإمبراطور هرقل في 638 بإعداد صيغة معدلة تعديلا طفيفا، ودعا هذا التعديل ب، Ecthesis. وهذا التعديل كان في مسألة الطاقة المسيح لم تكن ذات الصلة. بدلا من ذلك، فقد أقروا بأن المسيح يمتلك طبيعتين، وقال انه له رغبة واحدة فقط. وهذا هو مفهوم Monotheletism، وأرسلت ال Ecthesis كفتوى أو أمر بالقبول لجميع أربعة ابطاركة (لمتروبولية) الشرقي. علقت نسخة من هذا المنشور في صحن الكنيسة آيا صوفيا، وفى ديسمبر كانون الاول 638 توفى سرجيوس الأول بطريك القسطنطينية، وبدا الأمر كما لو كان هرقل قد تكون فعلا تحقيق هدفه، مع بطاركة الشرق الموافقة على الصيغة، وكسب الكثير من الأتباع في الشرق، بما في ذلك من كيروس أو سيروس Cyrus of Alexandria الإسكندرية الذى كان قد عينه الإمبراطور هرقل بطركا ملكيا تابعاً له فى مصر وأركاديوس الثانى Arkadios الثاني من قبرص ولكن بعض هؤلاء البطاركة لم يكونوا من الكنائس الوطنية ومن أهل البلاد الأصليين ولكنهم كانوا دخلاء تابعين للمحتل البيزنطى مثل كيروس ولكن حدث في روما أنه فى خلال 638 توفي البابا بهونوريوس الأول الذي كان قد بدا لدعم البدعة المونوثيليتيه Monotheletism. وأصبح سيفيرنيوس بطريركاً Severinus الذى قام بإدانة Ecthesis إدانة صريحة، فمنع من الجلوس على المقعد البطريركى حتى سنة 640. ثم أقيم البابا يوحنا الرابع الذى رفض مذهب ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism تماما، مما أدي إلى حدوث انقسام كبير بين النصفين الشرقي والغربي للكنيسة الكاثوليكية. عندما وصلت إلى الإمبراطور هرقل أخبار من إدانة البابا يوحنا الرابع، كان فى وقتها أصبح الإمبراطور هرقل كبيراً فى السن ومريضاً، وكانت هذه الأخبار ومعها أخبار الغزو العربى الإسلامى لأراضى الإمبراطورية التي سارعت فى وفاته، وقد أعلن فى كلمات تلفظ بها فى آخر أنفاسه أن الجدل كله كان بسبب سرجيوس، وبأن البطريرك ضغط عليه ليعطي موافقته وهو غير راضى أو راغب أو موافق على منشور Ecthesis الذى يحتوى على هذه الهرطقة وهذه كانت المحاولة الأخيرة لتحطيم اللاخلقيدونيين (على غير االخلقزدنيين) للكنيسة البيونطية بواسطة حلا لاهوتياً إعتقدوا أنه وسطا ولكنه فى الحقيقة بدعة، أما المناطق التي كانت شعوبها غير خلقودينية سرعان ما سيطرت عليها الجيوش الإسلامية التي تدفقت من رمال العربية السعودية والتى بدأت في عام 643. ولم يكن فى وسع المحتلين الجدد المسلمين لترك غير الخلقيدونيين فى مصر والشام إلى ممارسة شعائر دينهم في سلام، والتي تناسبهم وهؤلاء أى الغير خلقيدونيين إستراحوا من مطاردة البيزنطيين الخلقيدونيين فلم تعد لديهم أحد ينغص حياتهم لتحويل معتقدهم حيث أنكسر التسلسل الهرمي للكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية كما منعت سياسياً من التأثير القوى لتحويل غير الخلقيدونيين وضمهم بالقوة لمعتقدهم وأصبح الحاجة إلى التوصل إلى حل توفيقي لاهوتى لتقريب الكنائس ووحدتها اختفى، ولكن نرى اليوم أنه بإختفاء السياسة وحب الرئاسة السلطة إنتهى فى العصر الحديث أصبح هناك حواراً بين جميع الكنائس فى العالم لعل يكون هناك ولو وحده فى الإيمان ولكن ليس فى الإدارة وهذا أمل من العسير تحقيقة وظل بعض الأباطرة البيزنطيين يحاولوا الإنتهاء من مشكلة ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism. كونستانس الثاني constans II، حفيد هرقل لم يكن مؤيدا ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism وعزم على وضع حد للنزاع مع الغرب حولها. وبالتالي فإنه أمر بوقف كل المناقشات حول عقيدة المونوثيليتيه Monothelite كما أمر بوقف كل االتغييرات اللاهوتية لتكون كما كانت قبل اندلاع الجدل فى Monothelite، وإصدار له '''' الأخطاء المطبعية في 648 لهذا الغرض. وتجاهل الغرب إتجاه الإمبراطور كونستانس الثاني constans II بوقف المناقشات اللاهوتية وإرجاعها لما قبل ecthesis ومضى إلى أبعد من هذا فقد حدث أن أدان مجمع لاتران سنة 649 قرارات المونوثيليتيه Monotheletism فغضب كونستانس الإمبراطور الذي أمر بإختطاف ومحاكمة البابا مارتن لي ومكسيموس المعترف. وإزادت الاضطهادات من المدعين العامين المتحمسين ولم تتوقف هذه الإضطهادات إلا فى سنة 668 بسبب وفاة الإمبراطور كونستانس الثانى، وأدينت ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism رسميا في الاجتماع الثالث لمجلس القسطنطينية (للمجلس المسكوني السادس، 680-681) لصالح Dyothelitism، والذي وضع حدا لقضية ecthesis.
المزيد
02 أكتوبر 2025
بدعة نيقولاوس
النيقولاويون
يذهب البعض إلى أنهم أتباع نيقولاوس الأنطاكي أحد الشمامسة السبعة الذين رسمهم الرسل وأن نيقولاوس هذا ضل في الإيمان وخرج عن الكنيسة. ولكن مراجع أصحاب هذا الرأي متأخرة ونصوصها مبهمة وغامضة. فلا بد والحالة هذه من الاعتراف بأننا لا ندري من هم هؤلاء بالضبط. وهناك آخرون يقولون أن الاسم نيقولاوس هو رمز فقط. وآخرون يقولون أن اسمهم يعود لشخص اسمه نيقولاوس مجهول الهوية وأسسس هذه البدعة أو الهرطقة شخص أسمه نيقولاوس كان أحد الشمامسة وسننقل ما جاء عنه فى كتاب لمؤرخ فى القرون الأولى للمسيحية تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م) ص 159-160
1 - وفى هذا الوقت ظهرت الشيعة المسماة بشيعة النيقولاويين ولم تستمر إلا وقتاً قصيراً، وقد ذكرها الإنجيل فى رؤيا يوحنا، وأعضاء هذه البدعة يفتخرون بأن الذى بدء هذا الفكر هو نيقولاوس أحد الشمامسة الذين أقامهم الرسل مع أستفانوس لخدمة الفقراء ويخبرنا عنه أكليمنضس السكندرى فى الكتاب الثالث من مؤلفه المسمى "ستروماتا " (فى هذا المؤلف يحاول أن يثبت بأن الأسفار اليهودية أقدم من أى كتابة يونانية .)
2 - " يقولون أنه كانت له زوجة جميلة، وإذا أتهمة الرسل بالغيرة والحسد بعد صعود المخلص، أخذ زوجته وأوقفها فى وسطهم وسمح لأى واحد أن يتزوج بها، لأنه قال أن هذا كان يتفق مع القول المعروف عنه أن المرء يجب أن يذل جسده، أما الذين أتبعوا هرطقته وقلدوا حماقته وكل ما فعله وقاله إنما أتبعوه كعميان يتبعون أعمى فإرتكبوا الزنى بلا خجل ولا حياء .
3 - ولكنى علمت أن نيقولاوس لم يعرف أمرأة اخرى غير زوجته التى تزوجها، وأن بناته أستمرين فى حالة العذراوية حتى سن الشيخوخة، أما أبنه فلم يتدنس، وإن صح عنه أعنه عندما أحضر زوجته (التى كان غيوراً فى محبتها) وسط الرسل فقد كان واضحاً أنه ينبذ شهوته، وعندما أستخدم تعبير " إذلال الجسد " كان يشهر سيف ضبط النفس فى وجه تلك الملذات التى تقتفى البشرية أثرها بإلحاح، لأننى أعتقد أنه، إتماماً لوصية المخلص .. لم يشأ أن يعبد سيدين .. الشهوة والرب
4 - " ويقال أن متياس أيضاً نادى بنفس التعليم أننا يجب ان نحارب الجسد ونذله، وأن لا نرخى له العنان بملذاته، بل يجب أن نقوى للروح بالإيمان والمعرفة " أما تعليمهم التي استوجب هذه الانذارات الشديدة اللهجة فإنها قد تكون نوع من الانتيمونية. وقد يكون الزنى المشار إليه في هذا الفصل من الرؤيا هو النوع الذي عُبر عنه بالكلمة اليونانية Porneia أي التزاوج بين الأقرباء الذي نهى عنه الناموس وهم أتباع تيار غنوسي إباحي في جماعة أفسس وبرغامون. وتوجه رؤيا يوحنا الحبيب ما بين السنة 75 والسنة 85 انذاراً إلى ثلاثة من الكنائس السبع التي في آسية إلى تيتيرة وبرغامون وأفسس انذارات بوجوب الابتعاد عن النيقولاويين الذين يتمسكون بتعليم بلعام الذي علّم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني اسرائيل "حتى يأكلوا من ذبائح الأوثان ويزنوا". وتأخذ الرؤيا على ملاك كنيسة تيتيرة أنه يدع المرأة ايزابل الزاعمة أنها نبية تعلّم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الأوثان ولا سيما أنها أمهلت مدة لتتوب من زناها فلم ترضَ أن تتوب ولذا فهي تُطرح في فراش واللذين يزنزن معها في ضيق شديد أن لم يتوبوا من أعمالهم. "ولسائر في تيتيرة من جميع الذين ليس لهم هذا التعليم والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان أني لا ألقي عليكم ثقلاً آخر ولكن تمسكوا بما هو عندكم إلى أن آتي" (رؤ2: 14 و18-26) لم تستمر هذه البدعة كثيراً لأنها مخالفة للتعليم المسيحى بشريعة الزوجة الواحدة - ومن نظر لأمرأة ليشتهيها فقد زنى فى قلبه وقد طردوا من الكنيسة وتكلم عنهم الإنجيل بأنهم هرطقة
أقوال الاباء عن هذه البدعة
أما الأخير في قائمة الرسل فهو نيقولاوس. اسم يوناني معناه "المنتصر علي الشعب".
يرى البعض مثل القديسين ايريناؤس وأبيفانيوس أن بدعة النيقولاويين (رؤ 2: 6، 15) تُنسب إلى الشماس نيقولاوس:
1. يقول القديس ايريناؤس [النيقولاويون هم أتباع نيقولا أحد الشمامسة السبع (أع 5: 6)، وهؤلاء يسلكون في الملذات بلا ضابط ويعلمون بأمور مختلفة كإباحة الزنا وأكل المذبوح للأوثان.]
2. يبرئ القديسان إكليمنضس الإسكندرى وأغسطينوس نيقولاوس من البدعة وينسبانها لأتباعه. ويعلل البعض نسبة هذه الهرطقة إليه ترجع إلي تأويل كلماته، فقد قال بأن الذين لهم زوجات كأنه ليس لهم، أي يحيا مع زوجته بالروح ينشغلان بالأكثر بخلاصهما ونموهما الروحي والشهادة لإنجيل الخلاص. لكن بعض أتباعه قاموا بتأويل كلمته، ظانين أنه نادى بأن من له زوجة فليهجرها ويصير كمن بلا زوجة، ويسمح إن تكون مشاعًا.
3. يرى العلامة ترتليان والقديس جيروم أنه لما أختير للشموسية امتنع عن الاتصال بزوجته، وبسبب جمالها عاد إليها. ولما وبَّخوه على ذلك انحرف في البدعة إذ أباح الزنا. جاء رد الفعل في كتابات العلامة ترتليان حيث قال: "كل الأشياء مشترك بيننا فيما عدا زوجتنا" Omnia indiscreta apud nos praeter upores القديس جيروم: نيقولاوس أحد الشمامسة السبعة، والذي في فسقه لم يعرف الراحة ليلاً أو نهارًا، انغمس في أحلامه الدنسة.
4. يرى آخرون أنه كان يغير على زوجته جدًا بسبب جمالها، فلما ذمَّه البعض بسبب شدة تعلقه بها أراد أن يظهر العكس فأباح لمن يريد أن يأخذها، فسقط في هذه البدعة.
لا تسقط مسؤليته انحراف نيقولاوس على الرسل القديسين. في رسالة وجهها القديس جيروم إلى الشماس سابينيانوس Sabinianus يدعوه إلى التوبة وألا يتكل على أن الذي سامه أنه أسقف قديس: أتوسل إليك أن ترحم نفسك. تذكر أن حكم الله سيحل عليك يومًا ما تذكر أي أسقف هذا الذي سامك. لقد أخطأ هذا القديس في اختياره لك، لكنه سيكون بريئًا (ربما لأنه ندم على سيامته)، والله نفسه ندم أنه سمح شاول ملكًا (1 صم 15: 11) وُجد حتى بين الاثنى عشر رسولاً يهوذا خائنًا. ووُجد نيقولاوس الأنطاكي شماسًا مثلك (أع 6: 5)، نشر الهرطقة النيقولاوية وكل وسيلة للدنس (رؤ 2: 6، 15).
القديس جيروم: يلاحظ أن السبعة يحملون أسماء يونانية، ولعلهم أقيموا لخدمة المتذمرين من اليونانيين بشيء من التعاطف معهم، ولم يكن من بينهم شخص واحد يهودي بالمولد لقد كان الاثنا عشر تلميذًا عبرانيين، لذلك اُختير السبعة من اليونانيين لتحقيق شيء من المساواة والشعور بالتزام الكل بالعمل واضح أن عمل السبعة لم يدم كثيرًا، فقد استشهد استفانوس ثم حدث ضيق شديد على الكنيسة، وتشتت الشعب خارج أورشليم يكرزون بالكلمة، بينما بقي الرسل في أورشليم.
المزيد
25 سبتمبر 2025
بدعة نيبوس
بدعة الألف سنة
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " نيبوس وبدعته "
1 - وعلاوة على كل هذه فإنه هو الذى كتب أيضاً الكتابين عن المواعيد، أما سبب كتابتهما فهو أن نيبوس أحد أساقفة مصر نادى يأن المواعيد التى أعطيت للأتقياء فى الأسفار الإلهية يجب أن تفهم بروح يهودية، وأنه سوف يكون هنالك ألف سنة تقضى فى تمتع جسدى على هذه الأرض.
2 - وإذ توهم بأنه يستطيع أن يدعم رأيه الشخصى من رؤيا يوحنا كتب كتاباً عن هذا الموضوع عنوانه " تفنيد الرأى القائل بتفسير الكتاب مجازياً "
3 - ويقاوم ديونيسيوس هذا الكتاب فى كتابيه عن "المواعيد" ففى الأول يبين رأيه عن العقيدة، وفى الثانى يتحدث عن رؤيا يوحنا، وإذ يذكر أسم نيبوس فى البداية يكتب عنه ما يلى:
4 - ولأنهم يقدمون مؤلفاً ل نيبوس، يعتمدون عليه كلية، كأنه قد أثبت أثباتاً قاطعاً أن هنالك سيكون ملك المسيح على الأرض، فإننى أعترف بتقديرى ومحبتى ل نيبوس من نوا أخرى كثيرة، لأجل أيمانه ونشاطه وأجتهاده فى الأسفار المقدسة، ولأجل تسابيحه العظيمة التى لا يزال الكثيرون من الأخوة يتلذذون بها، ويزداد أحترامى له لأنه سبقنا إلى راحته على أن ألحق يجب أن يحب ويكرم قبل كل شئ، ومع أننا يجب أن نمتدح ونصادق على كل ما يقال صوابا، دون أى تحيز، فإننا يجب أن نمتحن كل ما يبدو أنه لم يكتب صواباً و ونصححه.
5 - لقد كان يكفى أن يكون موجوداً لشرح رأيه شفوياً وأقناع مقاوميه دون حاجه إلى تدوين مناقشاته كتابة، ولكن نظراً لأن البعض يظنون أن مؤلفة لا غبار عليه، ونظراً لأن بعض المعلمين يعتبرون أنه لا أهمية للناموس والأنبياء، ولا يتبعون الأناجيل، ويستخفون بالرسائل الرسولية، وينتظرون إلى المواعيد - وفق تعليم هذا الكتاب - كأنها أسرار خفية، ولا يسمحون لأخوتنا البسطاء بتكوين آراء سامية رفيعة عن ظهور ربنا المجيد الإلهى، وقيامتنا من ألأموات، وأجتماعنا إليه، وتغييرنا على صورته، بل بالعكس يدفعونهم إلى أن يرجوا أمور تافهة زمنية فى ملكوت الرب، أموراً كالموجودة الآن - نظراً لأن هذا هو الموقف، فمن الضرورى أن نناقش أخانا نيبوس كأنه موجود." وبعد ذلك يقول:
6 - ولما كنت فى أقليم أرسينوى حيث سادت هذه التعاليم زمناً طويلاً كما تعلم، الأمر الذى نشأ عنه أنشقاق بل أرتداد كنائس برمتها دعوت قسوس ومعلمى الأخوة فى القرى والأخوة الذين أرادوا أيضاً الحضور ونصحتهم بفحص هذا الأمر علانية.
7 - وإذ قدموا إلى هذا الكتاب، كأنه سلاح ماض وحصن لا يغلب، وجلست معهم من الصباح إلى المساء ثلاثة أيام متوالية، جاهدت لتصحيح ما كتب.
8 - وأغتبطت بمثابرة وإخلاص الأخوة ودماثة خلقهم إذ كنا نبحث بالترتيب وبهدوء المسائل والصعوبات التى تحت البحث، والنقط التى أتفقنا عليها، وقد تحاشينا كلية، من دون نزاع، الدفاع عن أى رأى كنا نعتقده سابقاً، إلا إذا أتضحت صحته، كما أننا لم نتجنب أى أعتراض، وأجتهدنا على قدر أستطاعتنا أن نثبت ونؤيد الأمور المعروضة علينا وإن أقنعتنا بالبراهين المقدمة لم نخجل من تغيير آرائنا وموافقة الآخرين، بالعكس أننا بكل أخلاص ونزاهة، وبقلوب مكشوفة أمام الرب، قبلنا كل ما أيدته بالبراهين تعاليم الأسفار الإلهية.
9 - وأخيراً أعترف منشئ وباعث هذا التعليم - ويدعى كوراسيون - على مسمع كل الأخوة الحاضرين، وشهد لنا بأنه لن يتمسك بعد يهذا الرأى أو يناقشة، أو يذكره أو يعلم به، إذ أقتنع أقتناعاً كلياً بفساده،،ابدى بعض الخوة الآخرين سرورهم بالمؤتمر، وبروح الصفاء والوفاق التى أظهرها الجميع.
من كتاب المؤرخ القس منسى عن هرطقة نيبوس:
من هو نيبوس؟
كان نيبوس أسقفاً لأيبروشية أرسينو عاصمة محافظة الفيوم، وقد كانت له صفات وأخلاق جيدة فكان شعبه يحترمه احتراماً زائداً، وفى اثناء تعليمه لشعبه أكد إقتراب الوقت الذى يملك فيه المسيح ألف سنة على الأرض كأحد ملوك العالم مفسراً ما قيل فى سفر الرؤيا عن المجئ الثانى تفسيراً حرفياً، وكتب كتاباً أسماه " مضادة المتغزلين " وأزدرى بمن يقاومون فكره عن الأف سنة، وأعترض فيه على من يعتقدون أن ما جاء فى سفر الرؤيا يدخل تحت باب المجاز، فوجدت هرطقته أرضاً خصبة لأنه أجهد نفسه فى أقناع رعيته بتلك البدعة فقبلوها بدون فحص.
أصل هذه البدعة
ولم يكن أعتقاد نيبوس فكراً جديداً فقد أنتشر فى عهد العلامة أوريجانوس فقاومة وأستطاع إفناؤه حيث انه فسر الايات التى تصرح بملك المسيح ألف سنة أنها تشير إلى الفراح السمائية الروحية المناسبة لطبيعة الأرواح التى تقوم كاملة وهذا لا يكون فى هذا العالم بل العالم الآتى وقصد نيبوس إحياء هذه العقيدة مرة أخرى بعد إضمحلالها، ثم بعد موت نيبوس أخذ رجل أسمه كراسيوس على عاتقه إحياء هذه البدعة وكان رجلاً غنياً من الأشراف وخبيراً وذو سطوة وحدث أن البابا ديونيسيوس كان يتفقد رعيته فى الأقاليم سنة 255 م وذهب إلى أرسينوى عاصمة الفيوم فى ذلك الوقت، فعرض تابعوا هذه الهرطقة عليه أن يحكم فيها فإستعمل الحكمة المتناهية وجذبهم إليه باللطف والرقة، فعقد مجمعاً لمدة ثلاثة ايام متوالية، ذكر أتباع هذه الهرطقة حججهم التى رددها على مسامعهم نيبوس وبعدها كتب البابا رسالة بها نبذة فى " المواعيد الإلهية " فند فيها آراء نيبوس ودحض فيها تلك الأفكار ولم يكتف البابا ديونيسيوس بذلك بل وضع شرحاً لسفر لارؤيا قاعدته أنه لا يجب أن يفسر عبارات هذا السفر تفسيراً حرفياً، لأنه عبارة عن رموز وتنبؤات بعضها تم وبعضها سيتم فى وقته ويقول بعض المؤرخون أن هذا البابا كان يرى أن يوحنا الرسول ليس هو الذى كتب سفر الرؤيا بل وضعه يوحنا آخر غير أنه أعترف بأنه سفر موحى من الرب الإله يجب قرائته مع الحذر الكلى.
المزيد
18 سبتمبر 2025
بدعة نوفاتوس
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " نوفاتوس، طريقة حياتة، وهرطقته "
1 - بعد هذا أنتفخ نوفاتوس، وهو قس فى كنيسة روما، فى عجرفته على هؤلاء الأشخاص كأنه لم يعد لهم أى رجاء فى الخلاص، حتى ولو عملوا كل ما يتصل بالتحديد الحقيقى التقى، ثم تزعم شيعة أولئك الذين فى كبرياء أوهامهم دعوا أنفسهم "كثارى" وهى كلمة يونانية معناها " تقى"
2 - وعلى أثر ذلك أنعقد مجمع كبير جداً فى روما من ستين أسقفاً، وعدد وافر من القسوس والشمامسة، وفى الوقت نفسه تناقش رعاة الأقاليم الأخرى على حدة فى أماكنهم فيما يجب أن يعمل، فصدر قرار بالإجماع بأن نوفاتوس، ومن أشتركوا معه، ومن شايعوه فى رأيه عديم الإنسانية المبغض للأخ، يجب أن تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها،، وأنهم يجب أن يشفوا أمثال هؤلاء الأخوة الذين سقطوا فى التجربة، ويقدموا لهم أدوية التوبة.
3 - وصلت إلينا رسائل كرنيليوس أسقف روما إلى فابيوس أسقف كنيسة أنطاكية، تبين ما تم فى مجمع روما، وما رؤى مناسباً فى أعين جميع الذين فى إيطاليا وأفريقيا والأقطار المجاورة، وصلت أيضاً رسائل أخرى كتبت باللغة اللاتينية، منسوبة إلى سيبريان ومن معه فى أفريقيا، وهى تبين أنهم أتفقوا على ضرورة مساعدة من سقطوا فى التجرية، كما أتفقوا على أنه يقطع من الكنيسة الجامعة مبتدع الهرطقة وكل من أشتركوا معه.
4 - وأرفق بهذه رسالة أخرى لكرنيليوس عن قرارات المجمع، وهناك رسائل أخرى عن أخلاق عن أخلاق نوفاتوس، خليق بنا أن نقتبس منها بعض الفقرات لكى يعرف شيئاً عنه كل من يطلع عليها.
5 - وفى الكلمات التالية نرى كرنيليوس يحدث فابيوس عن نوفاتوس (المبتدع): " وأريد أن أحدثك لكى تعرف لكى تعرف كيف أن هذا الرجل أشتهى الأسقفية منذ زمن طويل، ولكنه اخفى هذه الرغبة الجامحة وأيقاها لنفسه فقط، مستخدماً أولئك المعترفين الذين ألتصقوا به منذ البداية كستار لتمرده.
6 - " وأن مكسيموس، أحد قسوسنا، وأربانوس، الذى حصل مرتين على أعظم شرف بإعترافه، وسيدونيوس وكيليرينوس، وهو رجل تحمل كل أنواع العذاب بشهامة نادرة وبفضل نعمة الرب، وتغلب على ضعف الجسد بقوة إيمانه، وقهر الخصم بإقتدار - هؤلاء فضحوه وكشفوا حيله ونفاقة وأضاليله وأكاذيبه وصداقته الزائفة، فرجعوا إلى الكنيسة المقدسة، وصرحوا بحضور الكثيرين من الأساقفة والقسوس وعدد وفير من العلمانيين بكل حيلة وخبثه وشرورة التى أخفاها زمناً طويلاً، وقد فعلوا هذا ببكاء وأسف شديد، لأنهم كانوا قد تركوا الكنيسة وقتاً ما بسبب إغراءات ذلك الوحش الماكر الخبيث "... وبعد ذلك بقليل يقول.
7 - " وكان غريباً جداً أيها الأخ الحبيب، ذلك التغيير الذى رأيناه يحدث فيه فى وقت قصير، لأن هذا الشخص الغريب جداً، الذى أقسم بأغلظ الإيمان أن لا يسعى للأسقفية، ظهر بغتة كأسقف كأن ماكينة قد قذفت به بيننا.
8 - " لأن هذا المتصلف، المدعى الدفاع عن عقيدة الكنيسة، إذ حاول الحصول على الأسقفية التى لم تعط له من فوق، أختار أثنين من رفاقه تنازلا عن خلاصهما، وأرسلهما إلى ركن صغير مهمل فى إيطاليا، لعله ببعض الحجج المزورة يستطيع أن يخدع ثلاثة أساقفة سذج وفى غاية البساطة، فأكدوا وشددوا بأنه من الضرورى أن يذهبوا سريعاً إلى روما مع أساقفة آخرين حتى يمكن حسم كل نزاع قام هناك بوساطتهم ووساطة أساقفة آخرين.
9 - " وعندما وصلوا أغلق عليهم مع بعض اشخاص آخرين مثله، لأنهم كما قلنا كانوا فى غاية البساطة، وفى الساعة العاشرة، إذ سكروا وأعتلت صحتهم، أجبرهم بالقوة أن يرسموا أسقفاً بوضع الأيدى بطريقة مزيفة باطلة، ولأن الأسقفية لم تأت إليه أنتقم لنفسه وأختلسها بالحيلة والخيانة.
10 - وبعد ذلك بوقت قصير عاد إلى الكنيسة أحد هؤلاء الأساقفة باكياً ومعترفاً بتعديه، ونحن تحدثنا معه كما إلى أحد العلمانيين، وتشفع من أجله كل الشعب الحاضرين، ثم رسمنا خلفين للأسقفين الآخرين، وأرسلناهما إلى حيث كانا.
11 - ولم يدر هذا المنتقم من الأنجيل أنه يجب أن يكون هناك أسقف واحد فى كنيسة جامعة ، ومع ذلك فإنه لم يجهل (فكيف كان ممكناً أن يجهل) أنه كان فيها 46 قسيساً، وسبعة شمامسة مساعدين ، وأثنان وأربعون قندلف وأثنان وخمسون طاردى الأرواح النجسة وقارئون وبوابون، وأكثر من ألف وخمسمائة أرملة وشخص فى ضيقة ينعمون كلهم بنعمة ورحمة السيد.
12 - على أن كل هذا الجمع الغفير، اللازمين فى الكنيسة، وكل الذين كانوا بنعمة الرب أغنياء وممتلئين، وكل الشعب الذى لا يحصى، هؤلاء كلهم لم يستطيعوا أن يرجعوه عن غطرسته ووقاحته أو يردوه إلى الكنيسة.
13 - بعد قليل يضيف أيضاً هذه الكلمات: " وأسمع لى أن اقول اكثر: بسبب أى أعمال أو تصرفات كانت له الجرأة لكى يناضل من أجل السقفية؟ هل لأنه نشأ فى الكنيسة منذ البداية، وتحمل آلاماً كثيرة فى سبيل النضال عنها، وجاز وسط أخطار كثيرة من أجل المسيحية؟ يقيناً أن هذا لم يحصل.
14 - ولكن الشيطان الذى دخله وسكن فيه طويلاً كان هو علة أعتقادة، وإذ أسلمه طاردوا الأرواح حل به مرض شديد، ولما بدأ كأنه أوشك على الموت قبل المعمودية بالرش على السريسر الذى كان مضجعاً عليه، إن جاز لنا القول أن شخصاً كهذا قبل المعمودية.
15 - وعندما شفى من مرضه لم يقبل الأشياء الأخرى التى يفرضها قانون الكنيسة، حتى ولا ختم الأسقف، وإن كان لم يقبل هذا فكيف يمكن أن يكون قد قبل الروح القدس؟
16 - بعد ذلك بقليل يقول ايضاً: " وفى وقت الأضطهاد أنكر انه قس، وذلك بسبب الجبن والخوف على حياته، لأنه لما توسل إليه الشمامسة ورجوه أن يخرج من الغرفة التى حبس نفسه فيها، ويقدم المساعدة اللازمة كما كان يحتمه الواجب على القس أن يساعد الأخوة الذين فى الخطر والمحتاجين للمساعدة، لم يأبه لتوسلات الشمامسة، بل أنصرف فى غضب، وقال أنه لا يرغب فى أن يكون قساً بعد، إذ كان معجباً بفلسفة أخرى.
17 - وعلاوة على أشياء أخرى قليلة أضاف الكلمات التالية: " لأن هذا الشخص العجيب ترك كنيسة الرب التى إذ آمن حسب فيها أهلاً للقسيسية بفضل الأسقف الذى رسمه قسيساً، وقد أعترض على هذا كل الأكليروس، وكثيرون من الشعب، لأنه كان لا يحل أن يقبل أيه رتبة كهنوتية، شخص رش على فراشة بسبب مرضه كما تم له، ولكن ألسقف طلب أن يسمح له برسامة هذا الشخص فقط.
18 - ثم يضيف إلى ذلك جريمة أخرى هى أسوأ جرائم هذا الشخص كما يلى: " وعندما قدم القرابين، ووزعها على كل واحد، ألزم ذلك الرجل الشقى وهو يناوله أن يحلف بدل البركة، وإذ أمسك يديه بكلتا يديه لم يرد أن يطلقه إلا بعد أن حلف بهذه الكيفية (وقد أردت أن أثبت كلماته): أحلف لى بجسد ودم ربنا يسوع المسيح أن لا تتركنى ولا ترجع إلى كرنيليوس.
19 - " ولم يشأ الشقى أن يذوق قبل أن يربط نفسه بهذا الرباط، وبدلاً من أن يقول آمين وهو يتناول الخبز قال لن أعود إلى كرنيليوس "
20 - وبعد ذلك يقول أيضاً: " ولكن اعلم أنه قد أصبح الآن مجرداً ومهجوراً، لأن الأخوة يتركونه كل يوم ويرجعون إلى الكنيبسة، وموسى أيضاً، الشهيد المبارك، الذى أستشهد بيننا أستشهاداً مجيداً عجيباً، إذ شهد جرأته وحماقته وهو لا يزال حياً، ورفض الأختلاط به أو بالقسوس الخمسة الذين فصلوا أنفسهم معه عن الكنيسة "
21 - وفى ختام رسالته يقدم قائمة عن الأساقفة الذين اتوا إلى روما، وحكموا على سخافة نوفاتوس، مع ذكر أسمائهم فى الإيبوشيات التى كانوا يرأسونها.
22 - ويذكر أيضاً من لم يحضروا إلى روما، ولكنهم عبروا بالرسائل عن موافقتهم على آراء هؤلاء الفلاسفة، ويذكر أسمائهم والمدن التى أرسلوا منها رسائلهم، وقد كتب كرنيليوس هذه المور إلى فابيوس أسقف أنطاكية.
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " هرطقة نوفاتوس ": " ونحن بحق نشعر بالكراهية نحو نوفاتوس الذى قسم الكنيسة ودفع ببعض الأخوة إلى الكفر والتجديف، وادخل تعاليم كفرية عن الرب (الذات) واخرى على ربنا يسوع المسيح الكلى الرأفة، مدعياً بأنه غير رحيم، وعلاوة على كل هذا فإنه يرفض المعمودية المقدسة، ويقلب الإيمان والأعتراف اللذين يسبقانها, ويمنع عنهم كلية الروح القدس، أن كل هنالك رجاء أن يبقى معهم أو يعود إليهم وفيما يلى ما كتبه الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة عن هرطقة وبدعة نوفاتوس.. فى موضوع قبول الذين أنكروا ألإيمان بالمسيح فى الرسالة إلى فابيوس أسقف أنطاكية قال: " وممن كان أنكروا فى الشدة جماعة عادوا غلينا فقبلناهم بفرح لمعرفتنا بفرح من يريد توبة الخاطئ ولا يريد موته حتى يرجع فيحيا." فبعد أن ذكر هذا الموضوع ذكر هرطقة وبدعة نوفاتوس فقال عنها: " وكان قس (نوفاتوس) من أهل روما قد أفتخر وقال: " ليس يجوز أن نقبل أحداً ممن أنكر المسيح فى زمان الشدة والإضطهاد ورجع إلى الرب لأجل أنهم سقطوا ولم يصبروا بل يصيروا من ضمن المخالفين (للأيمان) وكان يسمى الذين تثبتوا " الأنقياء " وكان هذا القس رئيساً على جماعتهم فإجتمع بروما مجمع (محلى) حضره ستون أسقفاً وقساً وشمامسة بسبب هذا القس وغيره وكتبوا غلى كل مكان بما جرى منه وكان أنسان يسمى نواتوس مساعداً لهذا القس كان يساعده على إخراج كل من يريد الرجوع إلى البيعة (الكنيسة) فمضى يمنعهم أن يقدموا للناس الدواء وهو التوبة والندامة والصوم والسهر والبكاء والتضرع إلى الرب فى المغفرة فكتب كهنة روما إلى كهنة أنطاكية بما جرى فجاوبوهم وأتفقوا جميعاً أن يقبلوا العائدين إلى البيعة (الكنيسة) ويغفروا لهم ويعاونوهم على التوبة لأن الرب هو الذى يقبلهم، ثم أخرجوا القس المفتخر والمتعاظم على هؤلاء العائدين وأحضروا لهم كتب نواس نواتوس بمساعدتهم وعرفوا ما كتبه نواتوس لأجلهم، ثم حدث أن نواتوس أغتصب الأسقفية بغير أستحقاق وأقام ثلاث سنين، ورسم كهنة قوما جهالاً لا يعرفون شيئاً، ثم وهمهم أنه رئيس أساقفة، فكانوا يكرمونه لأجل ذلك حتى وصلت أخباره إلى روما فصار بينهم أختلاف وفرقة كبيرة، ثم اجتمع بعد ذلك جماعة من الأساقفة، وأبطلوا جميع ما كان نواتوس فعله بكذبه، وأعلموا كا الذين قبلوه أنهم قوم ساذجون لا معرفة لهم، وأن كل من أوسمه وعمله لا صحة له، وحينئذ تقدم واحد ممن أوسمه نواتوس وأعترف بخطيته وبكى فقبلوه وسامحوه، وكاتبوا رسائل عن نواتوس الكراسى وحذروهم من قبول نواتوس ولا شئ من تعليمه، وكان عدد من أشتهر أمره ووسمهم 47 قساً وسبعة شمامسة وسبعة أبودياقنين وسبعة أغنسطس وبوابين، وعمل أعمال أشياء أخرى لا حاجة إلى ذكرها وكتب البابا ديوينيسيوس إلى جميع المواضع (البلاد) كتباً (رسائل) يأمر بقبول من يرجع عن إنكاره وجعل هذا قانوناً يبقى لكل من يعود عن غلطة ويكتشف أنه مخطئ، وكتب أيضاً إلى قونون أسقف الأشمونيين كتاباً له شخصياً دوناً عن ألاخرين بهذا المعنى
كتب المؤرخ القس منسى فى كتابه تاريخ الكنيسة القبطية:" وفى ذلك الحين مات فابيانوس أسقف روما وأقيم كرنيليوس خلفاً له فإستولى روح الحسد على نوفاسيوس أحد كهنة روما وأسكر أسقفين وجعلهما يوسمانه أسقفاً على كرسى روما، وما أن بلغ أمنيته حتى نشر بدعة جديدة مؤداها رفض توبة الذين يجحدون الإيمان أو يقعون فى أثم كبير وبوجوب إعادة العماد الذى يتم على أيدى الهراطقة، وكذلك عماد الأرثوذكسيين الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة التائبين، ولما علم نوفاسيانوس أن كرنيليوس أحتج عليه لدى ألأساقفة أرسل للبابا ديونيسيوس البطريرك الأسكندرى رسالة يقول له: " إن الشعب أرغمنى على قبول الأسقفية، فأرسل إليه البابا ديونيسيوس رسالة يقول فيها.
ديونيسيوس يهدى سلامه إلى أخيه نوفاسيوس: وبعد.. فإذا صح ما قلته وصدق أعتذارك فى أنك قبلت الوظيفة بطريقة غير قانونية ضد رغبتك فعليك أن تبرهن ذلك بأن تترك هذه الوظيفة برغبتك وتعتز لها بإرادتك لأن الواجب علينا أن نحتمل كل شئ ونذوق كل هوان وعذاب لا أن نسئ إساءة تؤثر فى كنيسة المسيح التى أفتداها بدمة وأعلم هداك الرب أن المجد الأسمى والشرف الأعظم يكونان لنا كاملين إذا نحن متنا شهداء لأجل الكنيسة من أن نسهل لأبنائنا تقديم الذبائح للأوثان وإنكار الإيمان... ومن رأيى أن الذى يموت شهيداً لأجل الكنيسة فهو يفيد الكنيسة ونفسه ايضاً، والنتيجة أنك أقنعت أخوانك وحملتهم على اتمام مبادئ الأتفاق والوئام فتكون حسناتك قد زادت عن سيئاتك، وإلا إن لم تستطع التأثير عليهم وخالفوا وساطتك فأعمل على الأقل لخلاص نفسك زأهرب بها، وفى الختام أهديك تحيتى وسلامى على امل أنك راغب فى السلام عامل على توطيد دعائمه بإسم ربنا يسوع المسيح " أ. ه
وكتب هذا البابا إلى جميع الكراسى المسيحية لكى يقطعوا الشركة مع نوفاسيانوس، وظر على أكليروس كنيسة رومية معاملته وأوصاهم بالتمسك بكرنيليوس أسقفهم الشرعى حتى كانت نتيجة سعيأن أعتزل نوفاسيانوس الكرسى الرومانى وتركه ل كرنيليوس الذى عقد مجمعاً حرم فيه خصمه والبدعة التى جاهر بها.
المزيد