يتناول الأب سيداروس في هذا الكتاب موضوعًا لاهوتيًّا هو شغف اختصاصه وجوهره، ونعني: "الأنثروبولوجيا المسيحيّة". ويعرض علينا من خلال النصوص الكتابيّة لروايتي الخلق والسقوط في العهد القديم النظرة الأنثروبولوجيّة للتقليد الكتابيّ. ويلجأ بعدها إلى آباء الكنيسة شرقًا وغربًا، بلغتهم وفلسفتهم وفكرهم واهتماماتهم، لتطبيق منهجهم على عصرنا اليوم، بكلّ الغنى الّذي قدّموه إلينا عبر قرونٍ من التساؤلات الروحيّة - اللاهوتيّة، عن هويّتهم الإنسانيّة. وبذلك يقودنا الكاتب المتمرّس في العلوم اللاهوتيّة لنكتشف بدورنا هويّتنا، أي صورة الله، وكيف نحيا على مثاله.
"تكملةً لِما سبق في المُجلّد الأوّل، حيث تحدّدت معالم الإنسان على صورة الله كمثاله، نُصوّب نظرنا، في هذا المجلّد، نحو زلّة الإنسان وخلاصه، بوعد من الله وتحقيق منه. وسنقتفي هنا، كما في المجلّد السابق، المنهج نفسه، إذ ننطلق من روايات زلّة الإنسان كما وردت كتابيًّا في سِفر التكوين، ونستشفّ آثارها، ونستعين بقراءة آباء الكنيسة فيها، لِما تمثّله من بالغ الغِنى الأنثروبولوجيّ والثيولوجيّ، ثمّ نُحكّم العقل بقراءة مُعاصرة في الفلسفة والعلوم الإنسانيّة حول بعض القضايا المطروحة على الساحة الفكريّة".
يكتسي علم لاهوت الأديان أهميّة استثنائيّة في ظلّ أوضاعنا العربيّة الراهنة، إذ لا بدّ من معاينة الأوضاع الواقعية بتفكير عميق في طرق تجاوز الصعاب، وفي توطيد علاقات الجوار. يتناول الكتاب قضيّتيَنْ: هل من خلاصٍ لغير المسيحيّين؟ وما وضع الأديان غير المسيحيّة في خلاص مؤمنيها؟