العظات

صلاح الله الجمعة الأولى من شهر أمشير

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين .تحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . من ألقاب ربنا يسوع المسيح "الراعي الصالح"،كلمة صالح لها معاني كثيرة،فمن الممكن أنه عندما نجد رجل يصنع الخير نقول عليه هذا الرجل صالح،ويمكن أنه عندما نجد شخص يساعدفقراء نقول عليه رجل صالح،فأي عطاء يمكن نقول عليه صلاح، لكن ربنا يسوع راعي صالح وكنيستنا تحب جداً أنها تلقبه بكلمة مخلصنا الصالح، صالح هنا في اللغة اليونانية تعطي معنى أجمل كثيراً من مجرد أنه يعطي،فهو يعطي وعطائه لايتوقف أبدا على المعطى له،هو يعطي دون شروط،دون حدود،يعطي حتى دون أن نسأله، يعطي حتى لمبغضيه، كل هذا في كلمة صالح، هناك شخص يعطي إذا سأله أحد،وشخص يعطي وإن لم يسأله أحد،فهذا أجمل،هناك شخص يعطي ويعرف أن الذي يعطيه لا يستحق،وشخص يعطي ويعرف أنه لا يستحق وبالإضافة إلى ذلك فهو يكرهه لكن أيضاً يعطي له، كل هذا في الصالح لذلك يقول"أنا هو الراعي الصالح"، صالح تعني أن مسئولية الخراف هي مسئوليته هو،هو الذي يطعمهم في ميعادهم،يسقيهم في ميعادهم،يخرجهم للتنزه في ميعادهم،وإن ضاع أحدهم يشعر أن هذه مسئوليته وليس لأنه هو شقي، من الصفات السلبية للخروف أن فهمه قليل،بمعنى أن أسهل شيء على الخروف أنه يضل، بمجرد الخروف أن يجد طعام يلهى به، هناك بعض الحيوانات عندما تأتي لتأكل تأكل وترفع أعينها لترى أين هي؟، لكن الخروف لا أبدا فهو يأكل ويضع وجهه في الطعام وليس له أي علاقة بشيء آخر، إذا الغنم كله تركه وذهب هو يأكل ولا يشعر بمن حوله،وهنا من المسئول أن يهتم به؟، الراعي،الراعي هو الذي يتابعه، لذلك فيمثل الخروف الضال،تجد عبارة يمكن أنت تعجب منها يقول لك "راع أضاع خروفا"، وصف الضياع ليس للخروف لكنه للراعي هو الذي أضاعه،لذلك عندما شعر بالمسئولية أغلق على 99 خروف وذهب يبحث على الخروف الذي ضل منه،وطوال فترة البحث عنه هو يشعر أنه خطأه ليس خطأ الخروف،كون أن الخروف ضل ليس سبب من الخروف لأنه هو لم يدرك، راع صالح،راعي صالح يبذل نفسه عن الخراف،صالح ما أجمل أن يختبر الإنسان في حياته صلاح الله !،أنت صالح يارب،صالح في كل ما تفعل، صالح في معاملاتك معنا، صالح مع جنس البشر، صالح مع خليقتك كلها،ترعى كل إنسان وتعطى دون أن يسأل، صالح بل تعطي أيضا للجاحدين،وتعطيل لملحدين،وتعطي للذين ينكرون وجودك، الذين يهاجمونك أنت تعطيهم، كثيراً ما نجد أشخاص كانت تشكك في وجود الله،كثيراً أناس تهاجم الوجود الإلهي،تقول لي هذه أقصى درجة،من المفترض أن الله يمسك بهؤلاء الأشخاص تحديداً ويكون له تصرف آخر فهو يهاجم وجوده، الكيان الإلهي،الذي مثل هذا يجلب له مرض،ولا يحضر له طعام، أو شراب،لايعطي له شمس،لا يعطي له رزق، لا يعطي له حياة، ولايعطي له نفس،يقول لك أبدا يعطيه، بينما هو يهينه هو يعطيه،يشرق شمسه على الأبرار والأشرار،يعطي لماذا؟ لأنه صالح هناك قصة خيالية هي غير حقيقية يقال أن من كثرة محبة الله لموسى ومن كثرة محبة موسى لله تودد موسى إلى الله أن يأخذ حكم العالم ولو للحظات،هي قصة خيالية من الخيال اليهودي،فيقول الله سمح له،فيقول لك أثناء حكم موسى للعالم أي كأنه هو المسئول عن كل تصرفات البشر يقول لك موسى يجدشخص يفعل شئ خطأ فيحكم عليه بالرجم،يجد شخص يخطئ أو يزني فيشق الأرض لتبتلعه،يجدشخص يفعل شيءخطأ على سبيل المثال يسرق من مكان مقدس فيحضر له نار،يقول لك الله قال له هذا يكفي أنت بهذه الطريقة ستنهي لي على البشر وفي لحظات،تنهي لي على البشر كلهم في لحظات، تصوروا نحن يا أحبائي إذا كان الله ينتظر لنا الخطية وكل شخص فينا فعل خطية يعاقبه في حينها، لذلك يقولوا له"أنت صالح يارب لأننا بقينا ناجين إلى الآن"،كوننا أحياء إلى اليوم، من الآيات التي كان يحبهاالمتنيح البابا كيرلس السادس آية في سفر مراثي ارميا تقول "أنه من إحسانات الرب أننا لم نفنى"،أنت صالح يارب أننا بقينا حتي الآن،كونك أنت يارب متأني علينا رغم تعدياتنا وأخطائنا، يقول لك لأني أنا صالح، هل تظن أنه يتعامل معك بفكرك؟هل يتعامل معك جيدعندما أنت تكون جيد وعندما تكون ردئ أكون أنا ردئ؟،أم أنني أعمل عقلي بعقلك،لا أنا القديم الأيام،دائما يقول لك أن الكبير يكون إدراكه أوسع، يستطيع أن يحتمل أكثر، يستطيع أن يكون ناضج في تفكيره، يستطيع أن يكون متأني،فهل الكبير هنا مقصود به الجد مثلاً؟،يقول لك لا فهو قديم الأيام،هو منذ الأزل،صالح بمعنى أنه يعطي دون أن نسأله، يعطي قبل أن نطلب، يعطي أكثر مما نسأل أو نطلب أو نفهم أو نفتكر،يعطي وإن كنا غير مستحقين، يعطي حتى للذين يهينوه،للذين ينكروا وجوده،هناك شاب قاللي أنا حزين لأنه يوجد أناس تهاجم وجود الله، أنا حزين أن أشخاص مثل هؤلاء تظل تقول أن الله غير موجود، ويقرأ أشياء في مواقع على الإنترنت تهاجم الوجود الإلهي،يقول لك أنا حزين،إذا كان هذا الشاب حزين فالله ماذا يفعل؟!،يظل يسأله أسئلة تنكر وجود الله، يدخلون مع الناس في حوارات يقول لهما الأثبات أن الله موجود؟ يقول له أن الشمس تسطع يقول لك أن هناك قوة خارقة غير طبيعية،أقول له جسدنا هذا ونظامه وحركتنا، يقول لك قوة فسيولوجية،وكل شيء يقوم بتحليله،يقول له على أمور كثيرة، يقول له أسألك سؤال هل الله يستطيع أن يفعل صخرة لا يستطيع تحريكها؟ فالولد يندهش ويسأل نفسه هل الله يعمل صخرة ولا يستطيع تحريكها؟أم أن الله يستطيع عمل صخرة ويستطيع أن يحركها،وإلابذلك يكون هناك شيء الله لا يقدر عليه أن يفعله صخرة ولا يستطيع أن يحركها،ويظلوا في جدال، يريد أن يثبت له أن هناك شيء الله لا يقدر عليه،يجعل الولد يقول أن الله لا يفعل صخرة لا يقدر أن يحركها، وكأنه يريد أن يقول له في النهاية أن الله لا يستطيع،إلى هذه الدرجة الإنسان استخدم العقل الذي أعطاه الله له لإنكار وجود الله،إذن يارب ماذا تفعل في هؤلاء الناس؟! إني أطيل أناتي عليهم،تعطي لهم!،تجعلهم أحياء إلى الآن!،تعطيهم حريات!،تعطيهم أمكانيات!،ما هذا يارب؟!،أنت صالح يارب، صالح هو الرب، صالح بمعنى العطاء المطلق الذي لا يتوقف أبدا علي شخص،معطاء، صالح، راعي صالح،بينما الله يعطي لشعبها لشريعةويعطي لموسي النبي لوحي العهد ويأمر بما يليق بقداسته وكيف يسلك شعبه في قداسة ويحافظ عليهم من تيارات العالم ويعطيلهم الشريعة، هو فوق يظل يفكر بإجتهاد وبحب كيف يؤمن شعبه من شرور أنفسهم للعالم،بينما شعبه أسفل قالوا أنهم ينكروا وجوده،يقول لك موسى مات هيا نعود ثانية فموسى كان وهم،نحن لابد أن نعاود، نريد أن نعود للأكل، الشرب، الكرات، البصل،الثوم، السمك، ويظلوا يشتهوا شروراً لدرجة أنهم أقنعوا هارون أن يصنع لهم عجل ويعبدوه،بينما أنت يارب تعطي الشريعة على الجبل هم يهينوك،وهم يعبدون عجلا مسبوكا، ومع ذلك أنت تتأنى عليهم،ولازلت أيضاً تعطي لموسى الشريعة،تخيلوا يا أحبائي أن المن والسلوى لم تتوقف ليوم واحد رغم كل إهانات الشعب طوال الرحلة،كم مرة يقولون نريد أن نرجع إلى مصر، كم مرة يقولوا لموسى النبي أخرجتنا إلى البريةلتميتنا،ليس لناطعام،وليس لنا خبز، نريد أن نرجع إلى مصر،بينما هم يقول لك ربنا أنهم يشتكوا شرور في أذاني،يظلوا يتكلمون معي بكلام صعب داخل أذني،يريد أن يقول هل تعتقد أنني لا أسمع، لا فإني سامع،أقرأ سفر العدد يقول"في أذني"كلام بمعنى الذي يقول لك أن الكلام ثقب أذاني،بينما هم يشكوا شرور في أذني الرب والرب سامع، غداً صباحا لا تعطي لهم المن أجعلهم يموتوا من الجوع، أبدا بل يعطيهم صباحاالمن يأكلوا المن ثم يعودوا ينكرون أيضاً وجود الله،يأكلون المن ويقولوا نريد أن نرجع إلى مصر،نريد أن نأكل، لكنكم تأكلون من يده!،أنتم تأكلون كل يوم بمعجزة،الله يريد أن يريكم صلاحه وحبه المطلق، أنت صالح يارب، وبالرغم من كل شرورهم في كل يوم يعطيهم عمود النار في الليل،وعمودالسحاب في النهار، يرون العمود ويرون الأكل الذي يأكلونه ومع ذلك يقول لك نريد أن نرجع،أنت صالح يارب،أنت صالح يارب لأنك تطيل أناتك على الإنسان إلى هذه الدرجة،أنت صالح يارب لأن قلبك هذا متسع للكل رغم كل التعديات التي تراها، رغم أن عيناك تفحص أعناق الظلام، أحيانا عندما يرى الإنسان وضع ما لايعجب به فإنه يتضايق،عندما يرى شخص يفعل شيءخطأ يقول لك كيف تصمتون عليه،فهو لابد أن يطرد،لكن الله يقول لك لاأنا أطيل آناتي فهذا الإنسان ضعيف،أنا أعرف ضعفه، أنا متأني عليه،أنا أثق أنه سوف يعود،وله زمن وأنا متأني عليه وفاتح له الباب لكي يأتي في أي وقت، عندما يعود الابن الضال أبوه لن ينطق بكلمة، لن يطرده،لن يعاقبه، لن يأخذ من حقوقه شيئا، بل أعطاه أكثر مما يستحق لماذا؟ لأنه صالح، قلب أب صالح،أنت صالح يارب،أنا هو الراعي الصالح، أنا الذي أطلب الضال، أسترد المطرود، أجبر الكسير، أعصب الجريح، أنا، أنا أرعى غنمي وأربضها، راعي صالح.لذلك يا أحبائي الكنيسة لا تجد أجمل من فصل الراعي الصالح لكي تقرأه لنا في تذكارات الآباء البطاركة والرعاة،لماذا؟ لكي يقول لك لابد أن الراعي يكون قلبه بحسب قلب الله، لابد أن يكون قلبه صالح، ما معني صالح؟ صالح أي يعطي، صالح بمعنى يحتمل، صالح بمعنى لا يتوقف عطاؤه على المعطي له،ما هذا الصلاح؟!، يقول لك كلما تقترب من الله كلما يكون قلبك بحسب قلب الله يكون قلبك صالح، تعلم لماذا أنت كثيراً ما تحب الانتقام؟! ،لماذا نكون كثيراً شرسين؟! يقول لك لأن قلبك بعيد على قلب الله،بمجرد أن يكون قلبك بحسب قلب الله تقتني صلاح الله،لذلك من ضمن ثمار الروح القدس "الصلاح"، الروح القدس عندما يعمل في الإنسان يجعل الإنسان صالح، صالح بمعنى أنه يعتبر ان عليه واجبات وليس له حقوق،بمعنى أنك تجد أحد ما يقول لك هذا الشخص لم يسأل علي فأنا أيضاً لا أسال عليه، يقول لك شخص لم يعطني فأنا أيضاً لا أعطيه، شخص يجعلني عدوه أنا أيضا أجعله عدوي، أقول لك لاعندما يكون قلبك بحسب قلب الله تجد فكرك تغير،لماذا؟ لأنه عندما تأتي لتنظر لنفسك أنت ستجد نفسك كثير التعدي، كثيرالخطايا، تجد أنك كثير الابتعاد عن الله، أنظر ماذا يفعل الله معك؟ تجده يعطيك طعامك في حينه الحسن،تجده يعتني بك، يهتم بك،يهتم بمشاكلك،يهتم بأمورك الخاصة جداً،لماذا؟ لأنه صالح، صالح أنت يارب،أنت صالح يارب،جميل الانسان يا أحبائي الذي يقترب من صلاح الله،أن تقل إلى الآباء القديسين،و تجد شخص مثل معلمنا بولس الرسول يقول لك أنه يقف طوال الليل وغداً صباحا سوف يتحاكم ماذايفعل؟! الشخص الذي يتحاكم غداً؟ أي أن الذي من حقه طلبة يطلبها يقول له يارب قويني، يارب انصرني على الناس الذي أنا أقف أمامهم،يارب أعطني إجابه تقنعهم، تعرف أبدا، معلمنابولس الرسول لم يشغله نفسه ولكن شاغله الذين يحاكموه كيف يخلصون؟، كيف يعرفوا الله؟،يقول له أنا طلبت من أجلك، أنا طوال الليل أنا أصلي لك أنت، لكي الله يقنعك أنت،هل من المعقول شخص سيحاكم في اليوم التالي وينتظر الإعدام أو الموت يكون منشغل بالشخص الذي سوف يحاكمه،يقول لك نعم، أنا جلست أصلي له طوال الليل لكي يجعله الله يؤمن به، أنا طلبت من الله أن أذهب لروما لكي أحاكم في روما ليس لكي أحاكم في روما أنا من الممكن أنني كنت أحاكم في أورشليم ويصدر القرار، أنا الذي جعلني أقول أنا رافع دعوه إلى قيصر لأنني أريد أن أذهب إلى روما لأنني في الحقيقة كنت أريد أن أذهب أكرز في روما،لم أستطيع أن أذهب لها وأنا حر،أذهب لها وأنا سجين،أذهب لها وأكرز فيها وأنا سجين،ما هذا القلب؟! وأنت سجين، تنشغل بخلاص الآخرين، لأن قلبه بحسب قلب الله، قلب صالح،يسأل من أجل مضايقيه ومضطهديه، شاهدنا القديس اسطفانوس عينه مفتوحة على السماء يقول له يارب لا تقم لهم هذه الخطية،لا تحسبها عليهم، يقولون أن هناك أباء شهداء كثيرين كان يبحث عن طريقة يموت بها دون أن يميته شخص، بمعنى أنه يقول لك لأنن يخائف عليك لتأخذ ذنبي ستصبح أنت قاتل، فأنا لاأريدك تميتني إذن ماذا يريدون؟! يريدون أن يروا طريقة يموتون بها ويستشهدون بها لكن بدون أن يكون هناك شخص له سبب،على سبيل المثال قد يقولون لهم يمكن أن تضعونا في مكان متهدم وهذا المكان يقع علينا ونحن نموت فتكونوا لا ذنب لكم،يظلوايفكرون في كيفية أن المضطهد لايهلك بسببه،يقول لك أن أحد القديسين من الذي كان يدخل عليه البربر بدأ يدخل في صراع يستشهد أم لا؟فقالوا له لماذا؟ أجابهم أخشى أن يهلك أحد بسببي، أناخائف، أنا لست خائف على نفسي أنا خائف على الشخص الذي يمكن أن يهلك بسببي،ما هذا القلب؟ هذا القلب الصالح، قلب صالح بحسب صلاح الله،إذن اقترب من الله ولاتظل تفكر كثيراً في نفسك، أبدا بل فكر في كيف تعطي،كيف تبذل، وكيف لايكون في نفسك شيء تجاه أي مبغض لك لماذا؟ صلاح، صلاح الله،أنت صالح يارب،الشخص الصالح يلتمس أعذارا، الشخص الصالح يلتمس العفو،الشخص الصالح يكون في قلبه بر جاء من بر المسيح،هذا الكلام صعب على طبيعة البشر ولكن قال لك"بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيء" لذلك ربنا يسوع يحب يشبه نفسه بالراعي، الراعي الذي يبذل نفسه عن الخراف،أنظرإلى راعي أمين والذئب قادم، الذئب هذا متوحش، تجد الراعي أول شئ يفعله يجمع خرافه في مكان آمن ويغلق عليهم ، يكون بذلك مثل جدار، مثل سور،مثل باب،يغلق عليهم،ويقف هوعلي الباب لماذا؟ لكي يكون هو أول شخص يتقابل هذا الذئب،لكن هذا الذئب من الممكن أن يفترسك؟ يقول لك نعم لكن أنا أبذل نفسي عن الخراف،إذا أكلني الذئب فهو يأكلني ويشبع لكن لا يأكل خرافي،هذا هوالراعي الصالح، لدرجة أنه يقول لك أنه إذاعرف هذا الراعي أن هناك ذئب موجود في المنطقة يدخل الغنم كله الحظيرة ويقف هوعلي الباب،فلنفترض أنه يريد أن ينام، شعر بالتعب، يقول لك عندما يريد أن ينام، ينام علي الباب،لن يدخل في مكان ليستريح فيه،لا بل ينام علي الباب،يجعل جسمه هوالذي يتصدى الباب لكي إذا دخل الذئب يدخل من عليه،يكون هو أول شخص يقابله.لذلك الله قال لك أنا هو باب الخراف،هو الباب، هو الذي تدخل من خلاله،وهوالذي يقف يحرسك ويحميك، وعندما قال هذا الكلام لم يقوله فقط، لكن قاله وفعله،بذل نفسه عن الخراف،ماذا فعل؟علق على الصليب، ومات من أجل خطايانا،البار من أجل الأثمة، هو ليس له ذنب لكن لأنه راع صالح لم يشاء أن تهلك خرافه ولكن أراد أن يقدم نفسه عوضا عنهم، لكنهم مذنبين! أنا لكي أرفع خطاياهم، لكن أنت لا تستحق هذا أنت تستحق كل خير، أنتم وضع سرورا لله،أنت لك كل المجد والإكرام كيف تهان؟!يقول لك من أجلهم،لكن هل أنت تستحق؟ يقول لك أستحق من أجلهم،لأنني الآب وضع علي إثم جميعكم، ما هذا الصلاح؟! هو صالح لذلك يقول من أجل صلاح واحدمما لم يكن كونت الإنسان،ما الذي جعل الله يكوننا؟!الصلاح، ما الذي جعل الله يعتني بنا؟ الصلاح،ماالذي جعل الله يفكر في خلاصنا؟ الصلاح، ما الذي جعله ليس مجرد أن يفكر ولكن يبذل ابنه الوحيد عنا؟الصلاح. لذلك جميل أننا نكلم الله أنه هو مخلصنا الصالح،جميل أنني أتأمل في صلاح الله معي،أنظر إليه في حياتك، شاهد صلاح الله في حياتك، شاهد ماذا أنت تفعل؟،وشاهد ماذا يفعل الله؟، أنظر إلى أي درجة الله معتني بك،أنظر إلي أي درجة الله يمد يده في حياتك، شاهد صلاح الله معك،أفترض إنسان يقول لك هل أنا أستحق أقول لك هذا من صلاح الله، من صلاح الله في كل تجربة، كل ضيقة،من صلاح الله، أنت تعرف إذا كانت حياتنا لا توجد بها ضيقات فنحن نكون متكبرين،طماعين،خطافين،هذه التجارب هي التي تجلب إلي الإنسان قليل من الانكسار،والاتضاع،والاحتمال،فإذا كان كل شئ سهل بالنسبة للإنسان فإنه يتغطرس،الإنسان منذ أن خلقوه ويريد أن يكون إله،ولا زالت تعمل فيه هذه الطبيعة القاسية الشرسة أنه يريد أن يكون إله،ما الذي يضبطه قليلاً؟؛ الضعف البشري، التجارب،الأحزان،هذه بالنسبة له أدوية، فهي بالنسبة له وسائل شفاء،هي وسائل تقويم،فمن صلاح الله أن يجرب أي إنسان لأنه يمكن جداً أن يجلب مرض للجسدمن أجل شفاء النفس.ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

عذارى أقوى من الرجال الجمعة الرابعة من شهر طوبة

تُعيد الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصبح المُبارك بإستشهاد 3 عذارى و أممهم القديسة صوفيا , 3 بنات صغيرات (12 سنة و11 سنة و 9 سنين) بستيس و هلبيس و آغابى , قصدت الكنيسة يا أحبائى أن ترفع من قيمتهم جدا , و من المهروف إننا عندما نحتفل بإستشهاد أو إنتقال أى عذارى , نقرأ فصول عذارى اليوم و كأن الكنيسة جعلت من هؤلاء إيقونة لكل العذارى , عندما يأتى أى يوم ثانى , سوف نحتفل فيه بإنتقال عذراء أو إستشهاد تجد الكنيسة تقرأ لك نفس قراءة 30 طوبة , الأمس كانت نياحة قديسة اسمها القديسة أكسانى , فيقول لك تُقرأ قراءات 30 طوبة , فعندما ترى فى اغلابية العذارى , تجد إنه تُقرأ قراءة 30 طوبة , الذى هو اليوم و كأنت الكنيسة أحبت أن تجعل منهم نموذج , فمن المعروف إن القراءات فى الكنيسة تتغير , فالأنبياء لهم قراءة والبطاركة لهم قراءة , الملائكة لهم قراءة , الرهبان لهم قراءة , السيدة العذراء لها قراءة و العذلرى لهم قراءة و كل الشهداء مثلا مستلفين من واحد كل البطاركه على نوعين تلاقى مستلفين من اثنين من الانبياء مستلفين من واحد العذارى مستلفين من بتوع ثلاثين طوبه ثلاث بنات صغار ومعهم امهم قدام جبروت والى بتهديد برعب بقلوب بسيطه ونفوس بريئه بنت 12 سنه هى اكبرهم و 11 سنه هذه بعد الاخرىوالصغيره 9 سنوات والعجيب ان امهم كانت توعظهم وتقويهم وتثبتهم وتقول لهم اياكم يغريكم بمجد العالم اياكم يميل قلبكم سوف تتعرضون لعذاب تحملوا وتقول هناك مجد سماوى منتظركم سيغريكم ولاتنظروا ولا تلتفتوااللى سيقول سوف اتزوجك واخر سيقول سوف يعطيكى كذا وكذا ولا تلتفتوا لكل ده شوف دور ام مع بناتها وهم يستشهدوا قديسه عجيبه والقسوه الشنيعه انه يذبح بناتها امام اعينها مثل بالضبط الام دولاجى واطفالها انهم ذبحوا فوق ارجلها جبابره هؤلاء القديسات مقتنعين انه يوجد هناك مجد سماوى لايوصف هناك مشهد تانى رائع انا عايزك تتخيل معايا كرامه الاربعه فى السماء شكلها ايه شوف بستيس وهلبيسواغابي وشوف امهم صوفيا دى كرامتها ايه ياما الانسان يا احبائى بيفكر فى الارض فقط وياما الانسان يتعب من الالم وهو على الارض وهذا يحرمه من امجاد سماويه كثيره وتعالى ناخذ الموضوع بشكل تاني لوكانوا ضعفوا ولو كانت امهم قالت لهم تعالو يا بنات نحن لايوجد فى يدينا شىء واحنا ربنا اكيد سوف يسامحنا هناك افراد كانوايضعفوا وهناك اخرون اشدصعوبه وهم من انكروا الايمان وبع مضى عصور الاضطهاد طلبت ان ترجع والكنيسه قبلتهم والقديس كبريانوس يكتب كيف نتعامل مع المرتديين الذين يريدون ان يرجعوا لكن الكنيسه لا تذكر كل هؤلاء الذين ضعفوا وكان ممكن من الذين ضعفوا يؤثرون فى الاخرين كان ممكن جدا ان صوفيا كان احد اقاربها انكر الايمان وهى سوف تقول انا يعنى احسن من فلان ! طيب حتموتى طيب عيالك سوف يتعذبوا طيب انتى استشهدى لكن اشفقى على اولادك انا سوف اقدمهم عذارى هدايا هو فى اجمل من انى اقدم نفوسهم له وهىتوعظهم وتقويهم ماهى هذه القوه ؟ هى قوه الحياه الابديه التى تعمل فى القلب ولاتستثقل الالم نلاقى البنات واقفين صامدين ويقولوا للبنت الكبيره سوف ازوجك شاب من اكابرالبلد اكيد البنت عندها حب للمظهر حب طبيعىنقول نعذرها هى لسه مقبله على العالم لسه غصن جديد سهل جدا انه يكسر يهتز تقول ابدا لدرجه انه من شده القسوه انه قطع ثدييها طيب بنت زى هذه الموقف هذا يتعمل فيها ويحضر ماء ساخن ويضعها بداخله علشان تنسلخ على مراى من الام والاختين الاخرتين يشاهدوا وهو يطلعها من الماء ويعرض عليها الانكار مره اخرى وتقول هى لا فيقوم بقطع رقبتها ويحضر التاليه وهى ذات ال 11 سنه من العمر هلبيس ويقول لها شوفتى الى حصل لاختك احنا مش بنهذر يقول لها انكرى وتقول له لا ويقول لها سوف يحدث لكى اكثر والكلام ما فيهوش هذار والانسان يستطيع بالمسيح يسوع ان يهزم جيوش غرباء ان يهزم حد السيف بالايمان اللى جواه وبتقواه يستطيع ان يخزي كل هؤلاء وفى الاخر ايه حيموت ما انا عارف ان اخر حاجه تقدرتعملهاانت تموتنى ولكن فلتكن اراده الله انا لى اشتهاء ان انطلق واكيد العذالرى دول فى قلبهم وفى عقلهم سير مئات والوف من الشهداء مهم لهم قدوه احنا كمان نكون مثلهم مثل ما هم وصلوا اليه كماننثبت وابنت وهى بتتعذب امها كانت تصلى لها فى نفسالوقتتنظر اليهالتعضضها بالنظرات الممتلئه بالايمان وكانها تقول لها تمسكى بالمواعيد تمسكى برب المجد لا تضعفى لا تتضايقى ارفعى عينيكى الى السماء سوف ترين عزاء والام اكثر واحده كانت قلقه بشأنها كانت البنت الصغيره 9 سنوات كانت الام قلقه بشأنها جدا لانها صغيره طفله بسهوله ينضحك عليها وهذه اكثر واحده اتعذبت واكثر واحده ثبتت واكثر واحده ربنا اتمجد فيها وربنا اراد ان يعزيهم يرموها فى النار يلاقوا ناس ماشيين معها ويطفئوا النار يضعوها فى ماء مغلى تطلع منه سليمه يضعوها فى المعصره المعصره تنكسر والذين يشاهدون التعذيب كلهم يامنوا والملك يقطع رقبه كل الناس ووعد البنت ثانيه وضغط عليها ثانيه والبنت ثابته وفى الاخر يقطع رقبتها وبعد هذا لا يموت امهم انا مش حموتك انا حخليكى كده انا حخليكى تتحصرين عليهم انا حموتك موت ادبى القديسه تلم اجساد البنات وترفعهم الى الله وتقول له انت قبلت اجساد هؤلاء من فضلك خذنى معهم فتموت وتنطلق مع بناتها هناك سمه لهذا العصر وهى سمه التدليل النفس المدلله لا تقدر ان تكون نفس ثابته مع المسيح النفس التى لا تستطيع ان تقول لا لنفسها النفس التى تاخذ من متع العالم الكثير والكثير احنا كثير من الحيان ندلل اولادنا فيكبروا عندهم شيء من الرخاوه إين الرجاء فى الحياه الابديه اين قوه الايمان اين الالم من اجل المسيح يقول الشخص انا بالكثير ممكن استحمل انا ممكن استحمل الالم فى نفسى لكن فى اولادى لا نحن نقول اذا حبيت اولادك حبهم فى المسيح يسوع لو كان فى علاقه صح بينك وبينهم لا تكون علاقه ملكيه انت لازم تعرف ان هؤلاء الاولاد ربنا هو من اعطاهم لك فانت تحبهم فيه ومن خلاله وكل دورك معاهم وكيف تساعدهم على الوصول الى الابديه ويتمسكوا بخلاص انفسهم وتكون معين لهم فى هذا الطريق ومن مساوىء التدليل ان احنا نكون معطلين لابنائنا لا تصوم لا تذهب لاتذهب الى القداس فى الصباح الباكر ولو بنت او ولد ربنا افتقدهم بنعمه يمكن تلاقى الذين حولها ينتهروها او يوبخوها ليه اصل فى الحقيقه الكيان لم يشبع بربنا لما الاقى كيان اخر شبعان بربنا له كل المجد لان الانسان لسه لم يصل الى هذا الكيان اما القديسه صوفيا فهى كيان شبعان بربنا اما هم فكانوا عايشين المسيح ان عشنا فللرب نعيش ان متنا فللرب نموت ان عشنا وان متنا فللرب نحن مش حقدر اقولك انا مش خايف لانى انا بشر لكن انا حرفع عينى باستمرار نحو السماء وبينما انا ساتالم بالجسد سارفع عينى قلبى الى فوق وسوف ارى ما لا يرى انت شايف سيف ودم وانا شايف امجاد سماويه وعرش الهى واجناد ملائكيه انت سامع اصوات بكاء ونحيب وانا سامع ترانيم الملائكه وتسابيح شوف بقى انت عايز تختار اى موقف ايه المجد ده اقولك هما دول العذارى الحكيمات والكنيسه تقول اخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس هما دول العذارى اللى قلبهم منور بالمسيح الكنيسه فى عصر الاستشهاد قدمت لنا نماذج رائعه للمؤمنين وعمل النعمه فى النفس وراينا اد ايه اقتدار النعمه فى النفس يعنى بعد ما يقطع رقبه البنت لازم هو يموت يعنى يا ابونا عاجبك التقطيع والرؤوس التى تقطع اقولك اصل احنا عنينا على الارض لكن ربنا عايز يعدنا للسماء, فإختلاف وجهات النظر , إنك تُريد مملكة أرضية و أنت تُريد سُلطان و إنك تُريد إن الله يأخذ حقك بطريقتك , و الله يُريد أن يأخذ حقط بطريقته هو , فما هى هذة الطريقة ؟؟ يُثبت المؤمنين , تقول لى , هل هذا العذاي يُثبت ؟؟ أقول لك نعم إنه يُثبت , فالله يختار منهم أجمل النوعيات , فيقول المزمور " يُدخلن إلى الملك عذارى فى أثرها , جميع صاحباتها له يُقدمن , يدخلن إلى هيكل الملك و يكون لك أبناء عوضا عن أبائك " فأنت ترى ناس تُذبح و هُم فى الحقيقة يدخلن إلى الملك ,فهذا هو الفرق بين الفكر الأرضى و الفكر السمائى , فرق كبير من إنك تقول له " هيا يا رب أوقف له يده أو أقطع له رقبته , فهناك فرقكبير من إنك تقول له يا رب أنت الذى تنتأم و من إنك تقول له يا رب إقبل هذة النفس و أعطينى نصيبها و أفطُمنى عن العالم و عن محبة العالم و عن مسرات العالم و إجعل إشتياقاتى كلها فيك أنت , فكم يا أحبائى عندما يكون الكيان شبعان بالله , النفس تكون مُبتهجة حتى بأى ألم , من قريب كانت تجلس معى فتاة فيها نعمة الله و حلوة خالص و قالت لى يا أبونا أنا أعرف إننى شخصيتين , أنا أحب الله و أحب التسبحة و أصلى و أخدم و كل شئ و لكن فى نفس الوقت , تجدنى أحب الأغانى و أعرفها و حفظاها و كل الذى يعرفنى و يرانى هنا و يرانى هنا , يقول لة أنتى 2 و لست واحد , فقالت لى لماذا أنا كذلك؟؟ فقلت لها لإنك يوجد بداخلك الله و لكنك لست شبعانة منه و لست ملآنه الكيان كله لم يمتلأ بالله , فلا تيأسى من نفسك و ظلى كلما تحبى الله , كلما ترفضى الناحية الأخرى , من الممكن أن أجبر عليك أنك ترفض هذا و أنت لست بشبعان أو ملآن من الرب يسوع المسيح , و لهذا الداخل يجب أن يشبع , يجب أن يمتلئ عندما يمتلئ و يشبع , النفس تكون مُبتهجة بعظمة ربنا فيها و تجعله يستطع بغنى و قوة يغلب و لا يشعر أبدا إنه قليل و لا يشعر بصغر نفس و يقول لك أنا قليل و لا يقول لك إشمعنا أنا , ليس لديه هذا الصراع , لماذا ؟؟ لأن الله مُلهيه بفرح قلبه , هذة هى بهجة الإنسان السعيد بعمل الله فى داخل قلبه , شوفوا الأُم التى تحب أبنائها فى المسيح و شوفوا فى الناحية الأُخرى الأم التى تُحب أولادها لنفسها , شوفوا الفرق بين العاطفة البشرية و العاطفة الروحية , هُناك فرق كبير , العاطفة البشرية عاطفة أنانية إستهلاكية , تجعل الشخص يُحب أولاده لسي لأنهم أولاده و لكن هلشان نفسه , كان مرة واحد من الحكماء قال : هذة الحياة مُتقلبة جدا , فقال لك لماذا ؟؟ فقال لك : أنا من 30 سنة كنت أحب أبويا و أمى و من 15 سنة كُنت أحب زوجتى و الآن أُحب أولادى و بعدما أولادى يكبروا و يتركونى , من الذين سوف أحبهم؟؟! سوف لا أجد , فالإنسان الذى سوف يضع عواطفه فى البشر أو الذى سوف يضع إتكاله على هذة الحياة , سوف يجد هذة الدنيا مُتقلبة , أما من ملأ كيانه بالله سوف يُحب كل الناس فى المسيح يسوع , سوف لا يشعُر أبدا إن هُناك أحد تركه لأنه مُطمأن إنه فى حضن إلهه , مُطمأن إن الله هو راعى نفسه , لا يحصُل على سلامه أو كيانه من بشر أو من أحد أو من الذين حوله و بالنسبة له , هم كيانه فى المُجتمع , ولا يعتبر إن ولاده هم الأمان بالنسبة له فى المُستقبل , و لكنه كيانه فى المسيح و أمانه فى المسيح , فهذة هى القديسة صوفيا , و هذا هو كل إنسان فهم عطايا الله صح , الذى يُحب أولاده يحبهم فى الرب , القديسة تُقدم أولادها كأنهم قرابين لله , كأنهم ذبائح ناطقة كأنهم أوانى مجد لله , و تقول له يا رب , هاأناذا و الأولاد الذين أعطيتنى إياهم, فها هم يا رب أنت أعطتهم لى و أنا أقدمهم لك , أقدمهم لك كهدايا , أقدمهم لك كبذور , أُقدمهم لك تقدمات مُفرحة , فما رأيك أنت؟؟ وجهة نظرك فى أولادك يجب أن تتغير و مُعاملتك معهم يجب أن تتغير , يجب أن تأخذ بالك جيدا من رعايتك الروحية لهم و تقول أنا غاية فرحى إننى أقدمهم إلى الله كنذور و كعذارى و كنفوس تُحب الله بكل قلبها , فكم يا أحبائى إن النفس تُرفع فى بيتها بإستمرار و يُصلوا لها و هم نفسهم يركعوا و يُصلوا , فالكُبار يُصبحوا نماذج للصُغار , فليس من الممكن إن هؤلاء البنات يفعلوا هذا و أُمهم تكون مُبتعدة عن الله , إذا فهى كانت نموذج فى البيت , كانت إنسانة مُصلية , إنسانة مُحبة لله مُحبة للإنجيل , مُحبة للقديسين و جاءت بأولادها على هذا الشكل , فعندما أتى هذا الإمتحان الصعب , ثبته . و لهذا يا أحبائى جميل إن سير القديسيين لا تمر علينا بهذة الطريقة , فسير الفديسيين بالنسبة لنا بيا أحبائى كنوز و علامات , هذة أشياء حتى تُجدد عهودنا مع الله , هذة سير حتى تُفيقنا و توقظنا , فالكنيسة تحتفل لك بواحد أو 2 أو 3 أو 4 , فلماذا كل هذا ؟؟ حتى تقول لك , إحيا بنفس هذا المنهج و بنفس الفكر , هؤلاء هم النماذج و الله يريدك أن تكون مثلهم. فتقرأ لك الكنيسة فصول و تناولك و تمنحك نعمة الغُفران و تُعطى لك نعمة و قوة و أسرار , أِسلك فى القداسة , لا تُحب العالم , حب الله , إخلى ذاتك , قف للصلاة و إذا وقعت فى ضيقة , تعالى و إصرخ , جهز نفسك لنوال الأبدية و تربحها , عندما يكون الإنسان يا أحبائى بإستمرار لديه هذا الفكر , تجده , مثلما يقول لك: "المُستعدات دخلن معه إلى العُرس " , تجد إنسان يعد نفسه بإستمرار , الله يُعطى لنا يا أحبائى أن تلتهب قلوبنا بغيرة أعمال كل هؤلاء و نُقدم له نفوسنا على مذبح الحُب الإلهى , نفوس مرضية و مقبوله أمامه , نُقدم له ذبائح عبادات , ذبائح أصوام , نُقدم له أيادى مرفوعة , "لأن بذبائح مثل هذة يُسر الله " ربنا يُكمل نقائصنا و يُسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور كلها آمين.

القديسون فى حياتنا الجمعة الثانية من شهر طوبة

باسم الأب و الأبن و الروح القدس الإله الواحد آمين قلتحل علينا نعمته و بركته الإن و كل أوان و إلى دهر الدهور كلها آمين . { عجيب هو الله فى قديسيه , إله إسرائيل هو يُعطى قوة و عزاء لشعبه و الصديقون يفرحون و يتهللون أمام الله و يتنعمون بالسرور } الفترة التى نحن بها الآن يا أحبائى فترة مقدسة مليئة بأعياد القديسين و الشهداء . نحن اليوم فى 16, و فى أول يوم فى طوبة نجد إستشهاد القديس إسطفانوس و 3 طوبة , إستشهاد أطفال بيت لحم و يوم 4 طوبة هو نياحة القديس يوحنا الحبيب , فبالطبع القديسون لديهم شأن كبير فى الكنيسة و يوم 13 طوبة هو إستشهاد القديسة العذراء العفيفة دميانة , يوم 14 طوبة , نياحة القديس مكسيموس و 15 طوبة هو نياحة القديس دوماديوس , 21 طوبة نياحة السيدة العذراء مريم , 22 طوبة نياحة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس , كوكب من القديسيين و النساك و العذارى و الأباء و الرسل , القديس الشيخ الروحانى يقول { شهية هى أخبار القديسيين فى مسامع الودعاء مثل المياه الغروث الجدد } فتجد إن الغرث الجديد يكون عطشان للمياه . أخبار القديسيين يجب أن تكون شهية بالنسبة لنا , ما الذى تفعله بنا ؟؟, تعطى لنا حرارة روحية , فإذا قرأت فى سيرة القديسين مكسيموس و دوماديوس , تمتلئ غيرة و حب لله و ثقة و يقين , إن الله هو كفايتك و إن الله هو غناك و فرحك, فمكسيموس لديه 16 سنة و دوماديوس 14 سنة , فيأخذوا القرار و هما فى هذا العمر الصغبر أن يتركوا قصروالدهم و يخرجوا حتى يسكنوا فى مغارة صغيرة فى البرية قافلة قاحلة من قصر إلى مغارة , فيُقال عنهم إنهم كانوا يتنعمون بالسرور , و يقولوا عنهم , إنهم عملوا لعمل المشاريع للسفن , فواحد من كثرة محبته لهم , كتب عليه اسمهم , فعندما كتب اسمهم , فدُل عليهم و أمهم عرفت بهم فذهبت لزيارتهم , فعندما ذهبت أمهم لتزورهم , كانت متدينة , قالت له : { يا ابنى , أنت وجعت قلبى عليك , و أنا لا أستطيع أن أعيش , فإقترحت عليه أن يأتى هو , و هى قابلة إنهم يتعبدوا , قابلة إنكم تكونوا بتوليين و لكن تأتوا و أنا أقيم لكم مكان للعبادة , تعالوا و أنا سوف أقيم لكم قصر حتى تتعبدوا فيه , أو غرف تسكنوا فيها و تغلقوا على أنفسكم} فقالوا لها لالا, نحن هنا مؤتاحين جدا , من المهم إنك تصلى لنا , وبعدما خرجت من عندهم جلست تبارك الله , الذى جعل فى قلب أبنائها هذة الإشتياقات العميقة , أستطيع أن أقول لك إنه عندما يجلس الله فى داخل القلب , يجعله يمتلئ فرحا , ليس من المهم , إين يسكن أو ماذا يأكل أو يشرب ؟؟ فإذا رأيت ولد لدية 16 سنة , ترى ما هى إهتماماته , أكل و شرب و فسحة و جاه , وعندما يكون أبوه ملك , سوف يتفاخر بهذا أمام كل الناس , و لكن ما الذى يجعل ولد لديه 16 سنة , يترك كل هذا و يأخذ قرار مثل هذا ؟! فأقول لك , بالتأكيد إها محبة الله هى التى جعلت فى هذا الولد هذة الإشتياقات, فقال :{نعم أيها الحب الإلهى لقد سلبت منهمكل شئ , لأنك ملات كل شئ , و لهذا الفترة التى نحن فيها الآن , لا تجعلوا القديسون يمرون عليكوا و خلاص , القديسيين فى الكنيسة يا أحبائى هم ليسوا بمجرد ناس شرفين و لكنهم مثال يجب أن نقتضى به , فيقولوا لنا تعالوا , إقتربوا إلى المسيح , المسيح ينتظركم , نحن منتظرينك , نحن شاعرين بك نحن أعضاء فى جسد واحد , فتقول لهم و لكننا نعيش فى زملن غير زمانكم و الجسد و الشهوات والمال والضيق و الإضطهاد , فأقول لك , تعالى شاهد قديس اليوم واحد مثل فيلوثاؤس , شاهد كم من إغراءات تعرض إليها, و شاهد كم كان قوى و كيف إنه غلب و أنتصر , تري واحدة مثل الشهيدة العفيفة دميانة , شوف حلقات الإضطهاد و الضيق و العذلبلت الشرسة التى تعرضت لها القديسة , يضربوها بدبابيس أو شواكيش ,ويحفروا لها رأسها ليضعوا بها زيت مغلى , أمور بشعة لا تُتحتمل مجرد ذكرها و لكن كيف إها غجتازت كل هذة الأمور , و على هذا كله , نأتى نحن و نقول الضيق و الإضطهاد, أقول لك لا , فعندما تدخل محبة الله القلب , تُنسي الإنسان كل هذا , الله يلهيهم بفرح قلوبهم , القديسون فى حياتنا يا أحبائى واقع , القديسون فى حياتنا سند , علامات مضيئة على الطريق , هذا هو المنهج فليسوا مجرد تذكارات و كل مرة , نقول اليوم عيد فلان و نعمل له أكسياس و خلاص , ولكن يجب أن يكون هذا بمشاعر , سير القديسيين يجب أن تمنح الإنسان تقوى و خشوع , تُلهب القلب بمحبة الله , تُطفئ نيران الشهوات , تفطم الإنسان من كل محبة غريبة , فتقرأ السيرة , و تجد قلبك تحرك إلى الصلاة , يقول لك عن مكسيموس و دوماديوس عندما يصلوا تجد لهيب نار صاعد إلى السماء من فمهم , فيقولوا عن دوماديوس الأخ الاصغر , فيقول إن الشياطين تظل تُحارب فيه طويلا و تُجلب عليه كمية ذباب كبيرةجدا حوله , ولكن يقول لك , أما مكسيموس فكانت لا تستطيع أن تقترب إليه , فالقديس أبو مقار عندما رأهم قال إنى رأيت ذباب كثير حول دوماديوس و لكن كان هناك ملاك يبعد عنه هذا الذباب , فأنت تُصلى بحرارة , بإشتياق ترفع قلبك ويدك لله و إن حاربتك الشياطين ثق إنه هناك ملائكة تستطيع أن تُدافع عنك و تجد الله هو الذى يعطيك نعمة الصلاة , فلهذا سير القديسيين هى التى تُنشط فينا الحواس الروحية التى دبلت من سلطان الخطايا , تنشط فينا , الإشتياقات إلى الله التى تضعف من تيارات العالم المختلفة و لهذا أستطيع أن أقول لك إنه من الجميل جدا إنك تجدد فى نفسك إحساسك بالإستشهادأو إحساسك بالقداسة , فتجدها أعتطتك غلبة و علامات مضيئة و لهذا لا تستغب عندما يقول لك كونوا قديسيين , أحبائى نحن أعضلء فى جسد واحد الذى هو المسيح , فإذا نحن ورثة و لكن ما الذى سوف نرثة من المسيح ؟؟ سوف لا يعطى لنا قطعة أرض أو قرشين و لكن المسيح ورّثا بره , فعندما ورثنا بره , أصبح لدينا نفس نوع القداسة التى للقديسيين و فى نفس الوقت نحن لدينا الروح القدس و فة نفس الوقت نحن لدينا الوصايا و فى نفس الوقت نحن أعضاء فى نفس الجسد , فكل هذة مقومات للقداسة , وهذا الكلام ليس لبعض من الناس و البعض الآخر لا و لكن لكل المؤمنين , فيقول :{ لأنكم قدإغتسلتم بل تبررتم بل تقدستم }, نحن تقدسنا , ما الذى يجعل هناك فرق كبير بيننا و بين القديسيين ؟؟ نحن و ليس هما , لأننا مربوطين و مسلمين أنفسنا للضعف و لكن تعالى عندما يقترب قلبك من الله , تشعر إنك إقتربت من القديسيين جدا , و تشعر إنهم عيلتك و أسرتك و أهلك , فلماذا نحن عندما ندخل الكنيسة نسجد و نقبل أيقونات القديسيين , للإحساس أنهم أسرتك و عيلتك , فليس من الممكن إنك تدخل على بيت و لا تُسلم على أقاربك , فأنت تدخل الكنيسة تقبل إيقونة السيدة العذراء و الشهيد مارجرجس و القديس الظانبا أنطونيوس و مارمينا و الباكيرلس , كأنك تحتضنهم بحب و حرارة لأنهم عائلتك , هم جزا منك و هم هنا منتظرينك و أنت اتى حتى تقول لهم أنا حامل لنفس سيرتكم و حامل لنفس صفاتكم و أرجوكم ساعدونى و راعونى لأنى ضعيف , يقول لك { لستم بعد نزلاء و لا غرباء بل رعية بيت اهل الله } فقال لك {نظيرالقدوس الذى دعاكم كونوا أنتم قديسيين فى كل سيرة } فلابد أن تسير أنت أيضا على نفس المنهج و هذة الروح الإلهية , نقس صلواتهم , نفس تسابيحهم , نفس إبتهالاتهم ,و لهذا كنيستنا اسمها كنيسة مارجرجس و الأنبا أنطونيوس , فالكنيسة تملى تُسى على اسم الشهداء و القديسيين و العذارى و النُساك , لأنهم جزأمننا و نحن جزأ منهم ,و الكنيسة شاملة الكل , الكنيسة أم للكل , كل واحد فينا قطعة , و اليوم الذىتسلك فيه بروح غير روح القداسة , تكون سرت حسب الجسد , تكون قطعة غريبة عن الجسد و لكنك أنت من الجسد , أنت من نفس المنهج و الإهتمام , فقال لك { كلنا من روح واحد } فنحن أخذنا روح القداسة و لهذ ا أستطيع أن أقول لك إن سير القديسيين تحوى الإرادة الإلهية و الفكر الإلهى و ما الذى يريده الله من الإنسان , هذة هى الصورة التى يريدها الله من الإنسان , فيقول هذا هو الإنسان الذى أنا خلقته , الذى يعبدنى و يحبنى و يفضلنى عن مباهج العالم , هذا هو الذى يُعلن صدق محبة الأنسان , هذا الذى يُعلن عمل الله فى الإنسان , هذا الذى يؤكد عطيا الله للإنسان التى تنسكب على الإنسان بغنى و لهذا أستطيع أن أقول لك , عندما يأتى عليك تذكار قديس , إمسك فى سيرته , لأن هذا علامة مضيئة على الطريق , توصلك , كأنك تسير فى الطريق وهناك علامات تعلن لك عن الباقى من المسافة , فهؤلاء أيضا علامة , تؤكد لك { لأن الله لايترك نفسه بلا شاهد}, هؤلاء شهود, علامات مضيئة , إنهم يجددوا فينا الإشتياقات الروحية حتى توصلنا إلى الطريق , تملى نقول الطريق صعب و كرب و ضيق و طويل , يقول لك , كل شوية سوف أعطى لك علامة , فتخيل عندما تخرج من إسطفانوس تجد أطفال بيت لحم ثم تجد يوحنا الإنجيلى و تخرج من يوحنا الإنجيلى تجد الست دميانة , ثو تجد مكسيموس ثم دوماديوس ثم السيدة العذراء ثم الأنبا أنطونيوس,فما كل هذة العلامات , فكل شوية يقولوا لك , تعالى إكمل و عيش في هذا الطريق , نحن معك لا تقلق و لا تخاف , صور مشرقة , علامات مُضيئة , أناجيل مُعاشة نماذج حية , يقول لك , أنا إنسان عشت فى نفس ظروفك و تحدياتك و فى جسدك و فى نفس سنك و ضيقك و شهولتك و بنعمة أعتطنى إننى أغلب و لكننى كان لدى لون من ألوان الجدية , لون من ألوان ثبات العزم , أنا وضعت فى قلبى أن أكسب الأبدية و لكى أكسب اللأبدية , كان لابد أن يكون لى منهج أعيش به , فيقول لك , إن القديسيين تجد فيهم كل ما تريده , فإذا كان يوجد واحد بيننا الآن , يريد أن يعيش بمنهج فائق فة محبة الله و يُقد علاقات حارة و أصوام زائدة , أقول لك , إنك لديك الكثير من القديسيين , إشتهوا هذة الحياة و عاشوها , فلديك الكثير من الأمثلة , فهناك الأنبا أنطزنيوس و القديسين مكسيموس و دوماديوس و أبو مقار و القديس أرسانيوس , فتتعلم منهم الصلاة و الصمت و غلبة العالم , فإنها بالحقيقة , مناهج حية , وتأخذ واحد منهم صديق لك , ما من مجال من الممكن أن يكون الله مُعطيك نعمة و تجد نموذجا له فى تاريخ الكنيسة , فلنفترض واحد مثلا يريد أن يختبر قوة التوبة فى حياته , فترى القديس العظيم الأنبا موسى الأسود قتلاى قوة التوبة فى حياة هذا الرجل , فكيف إنها غيرته و بدلته و مثله القديس أوغسطينوس و ترى كيقف إنه غُلِب و أنتصر و تحول و ترى مريم المصرية وقوة توبتها و ثبات عزمها 17 سنة تُجاهد ضد حروب الجسد التى كان الشيطان قبل ذلك يوقعها فيها و هى صامدة و لا تسقط , فأى هدف تُريد إنك تصل له , سوف تجد نموذجه فى كنيستك , الواحد فينا يحب جدا أن يفهم الكتاب المقدس بعمق و يدخل إلى أعماقه ,فترى الكثير من القديسيين فى هذا المجال , ترى واحد مثل القديس يوحنا ذهبى الفم و كيف إنه شرح الإنجيل , وإدخل جواه و كل آية تجد ليها معنى و تجد لها أفراح و القدسي جيروم و القديس أُوغسطينوس له تفسيرات عظيمة فى الكتاب المقدس , فكل واحد مننا , الله أعطى له علامة بداخله , يقول له كمل فيها و سرخلفها حتى تصل , واحد فينا الله أعطى له إنه يدرس فى اللاهوت و فى العقائد , فترى القديس أثناثيوس الرسولى و قوة إيمانه الذى فأساس قوة إيمانه و وضوح اللاهوت عنده هو تقواه و أيضا القديس كيرلس الكبير , يُفهمك من هى السيدة العذراء بالظبط , فهو الذى عمل الثؤتوكيات القديس كيرلس الكبير و رد على مبتدعين و حارب شكوك قوم ترك معوجة , فما من منهج أنت تحبه و تجد لنفسك قدوة و مثال يأخذ بيدك , يباركوك يا رب فى كل مكان فى كل زمن , فلا يترك نفسه بلا شاهد , هل أنت تعتقد إن كل هؤلاء القديسيين كانوا فى جيل واحد , أبدا فىكل جيل حتى جيلنا الحالى و الكنيسة التى نحن نعيش فيها الآن و الناس التى توجد الآن فيهم قديسيين و لهذا أستطيع أن أقول لك إن الكنيسة لا تخلوا أبدا من روح القداسة و لكن عندما ينتهى من الكنيسة روح القداسة , فلم تكن كنيسة , أصبحت عالم و لكن لا الكنيسة موجودة و لكن من الممكن إن كل عصر يختلف فى عدد الشموع المضيئة التى توجد فيه , فمن الممكن أن تجد جيل فيه وفرة من القديسيين و هناك جيل يكون قليل فى عدد القديسيين , فإدرس تاريخ الكنيسة و من طرق دراسة تاريخ الكنيسة , قرن قرن أو بطرك بطرك و سوف تجد إن روح القداسة لا تختفى من الكنيسة أبدا عبر كل هذة القرون و الأجيال و لذلك عندما نقرأالإبركسيس , نقول , { لم تزل كلمة الرب تنمو و تعتز و تزداد فى كل بيعة يا أبائى و إخوتى} فكلمة الرب تظل شغالة فى كل بيعة و روح القداسة ستظل مستمرة حتى يوم المجئ الثانى و يقول لنا الله {تعالوا إلى يا مباركى أبى }إياك أن تفت عليك سيرة قديس بدون أن تأخذ منه فضيلة ,من الأمور التى من الممكن أن نقول عليها مؤسفة فى جيلنا هذا إن الماس مسكت بالقديسين حتى يعملوا لهم نعجزات فقط , فبدأوا يروا البابا كيرلس حتى يعمل لهم معجزات و لكنهم ليس لديهم أى أهتمام أن يعرفوا سيرته و لا حياته و لا صلاته و لا نسكه و لا أصوامه و لا تجرده و لكن أهم شئهو نجحنى , إعطى لى هذا, و مع ذلك هم يسمعونا فى طلباتنا و لكننا يجب أن نرى ما هو أهم من ذلك و ما هو أعمق من هذا و ليس مجرد قضاء حاجاتك , فالقديس بالنسبة لك هو علامة فى طريق خلاصك أو شئ يلهب قلبك أو شئ يُعطى لك نعمة لإستقرار الطريق و قدوة يجعلك أن تقول إن هذا هو الشئ الذى أنا أحبه و هذة هى الحياة التى أنا إخترتها , فمثلما أنت أعنت هذا القديس و نعمتك سكنت فيه بغنى حتى غبلب نفسه و غلب مجتمعه , إعطى لى أنا أيضا نعمة حتى أغلب نفسى و أغلب مجتمعى. { عجيب هو الله فى قديسيه} ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

يوحنا المعمدان - برمون الغطاس الجمعة الأولى من شهر طوبة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحدآمين فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان إلى دهر الدهور كله آمين. نحن في برمون الغطاس تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا مار لوقا الإصحاح ٣ والذي يحدثنا عن بداية ظهور يوحنا المعمدان فيقول"وفي السنة الخامسة عشرة من ولاية طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية،وهيرودس رئيس ربع على الجليل، وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس،وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا، كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية" لماذا أعطانا الكتاب المقدس هذاالتمهيد؟أول اسم طيباريوس قيصر واليروما، وبعد ذلك هيرودس والي اليهودية الذي في أورشليم،يريد أن يؤكد على أن أورشليم محتلة ومقسمة،وكل قسم فيها له والي،ويعطي لك اسماء الولاة تنقسم اليهودية كلها إلى أربعة أقسام وكل قسم له والي مثلما تجد لكل مدينة محافظ فيقول لك محافظ مدينة ،ومحافظ مدينة يريدك أن ترىكم أن الدولة الرومانية كانت تضع يدها تماماً على اليهودية،فيعطي لك أول اسم واليروما رغم أنه رجل بعيد عن الأمور لكن يقول لك هو المتحكم الأول هو قيصر روما، ثم بدأ يقول لك اسماء رؤساء الولايات يقول لك رئيس ربع، ورئيس ربع تعني ربع البلد هذا هو المحافظ لها أو الوالي لها،فأحب أنت شاهد أسماء كل الولاة الموجودين،ثم قال لك أيضا في أيام رئيسي الكهنة حنان وقيافا أي أنه وصف لك حال الدولة المدنية ويقول لك أيضا حال الدولة الدينية،كان رئيسي الكهنة حنان وقيافا، ومن كثرة تحكم الدولة الرومانية في الدولة اليهودية كانوا هم الذين يتحكموا في رئيس الكهنة ويعين من قبلهم،بمعنى أن يكون رئيس الكهنة رجل موالي لروما، رئيس الكهنة هذا يتعين بكلمة من قيصر ويترك منصبه بكلمة من قيصر،كان قيافا آتي بالواسطة وكان حنان هو رئيس الكهنة الرئيسي خلعوا حنان ووضعوا قيافا، فتضايق حنان فقالوا إذن أنتم الإثنين معا، ويكونوا هما الإثنين يتجسسوا على بعض،انقسامات،ولايات،تحكمات، في وسط كل هذه الظلمة يقول لك كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية بعيد عن كل هذه الضوضاء بينما هم منقسمين وبينما هم متصارعين،وبينما هم محتلين بينما هم في ذليتم تعيوحنا بحرية البرية،وبكلمة الله الساكنة فيه يقول لك كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية لذلك يا أحبائي عندما نقرأ الكتاب المقدس تقول كان من المفترض الفصل من بعد هذه التفاصيل التي ذكرت في البداية فهو يريد أن يقول لنا كانت كلمة الله على يوحنا كان من الممكن أن يبدأ به الإصحاح وكفى،فما الداعي أن يذكر ولاية وكان القيصر،و رئيس ربع على،لا فهو يريد أن يصف لك الحالة يريد أن يقول لك أنظر إلى ما بلغ إسرائيل من ذل، أنظر إلى ما بلغ إسرائيل من انقسام ومذلة وتحكم، أنظر إلى ما وصلت إليه إسرائيل من عبودية، وكل هؤلاء بما فيهم رؤساء الكهنة لايوجد بينهم أحد يتمتع بكلمة الله إلا يوحنا الذي أين يجلس؟!يقصد أن يقول لك أنه كان يجلس في البرية يقصد أن يقول لك أن إسرائيل وصلت لحالة من الذل والانقسام والمذلة شديدة جداً لكن هذه كانت إحدى علامات ظهور المخلص هي من علامات ظهور المخلص أنك لما اشتدت الحياة في الظلام يزداد الاحتياج للنور،وكلما زادت حياة العبودية يزداد الاحتياج للحرية لذلك وصف لك الحدث وأحضره لك بالتفصيل،وكلما كانت كلمة الله غائبة من هذا الوسط كله كلما كان لابد أن الله يعلن أن كلمته لها شهود،ولها أمناء وإن كانوا مخفيين في البرية إلى هذا يارب أنت لا تنظر إلى رتبة إلى هذا يارب أنت لاتبالي بكرامة بشرية إلى هذا يارب أنت من الممكن جداً أن تكون كلمتك على شخص عادي ساكن برية في قفر ولا تكن كلمتك على رئيس كهنة! يقول لك نعم جداً أنا كلمتي تستقر في إنسان متضع في إنسان مشتاق في إنسان محب في إنسان مخلص في إنسان هدفه واضح هذا هو يوحنا المعمدان كلمة الله عليه يريد أن يقول لك في وسط كل هذه الظلمة هناك نور،وإن كان النور قليل جداً فهو يريد أن يقول لك لا تنخدع جداً بالمظاهر لاتنخدع جداً بالولاة والرؤساء لا يكون المظهر هو الذي يأخذ عينك وقلبك لا فهناك مشهد آخر مشهد إلهي الله يهتم به جداً ما هو؟! يقول لك إنسان القلب الخفي يقول لك خفاء الإنسان من داخل أعماق الإنسان أعماق الإنسان هي التي يهتم بها الله يقول لك الذي مدحه من الله وليس من الناس أعماق الإنسان التي نظر إليهاالله ليس رئيس كهنة أو والي لا أبدا يقول لك لا لهذه الرتب ولكن الإنسان ينظر إلى العينان أما الله هو ينظر إلى القلب عندما جاءوا ليختاروا ملك اختاروا شخص يكون طويل وعريض،قال لك شاول رجل هيبة فهو شخصية حلوة جدا،قال لهم لا،قال لك الله ينظر إلى القلب،قال له أنا أريد داود فهذا غلام صغير قال لك لا هذا هو هذا هو ما أريده هناك أحكام عند الله لذلك تكون كلمة الله على يوحنا في البرية في وسط هذا الذل في وسط هذه المهانة في وسط هذا الانقسام قال لك نعم لكن أيضا الله أعطى للأمه اليهودية وعد أنه سيأتي منها المخلص قال لك لا يزيل قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون بمعنى أنه يظل القضيب موجود فيها لكن سيكون قد اقترب أن يزول هنا الأمة اليهودية اقتربت أن تندثر لأن التحكم الروماني فيها عالي جداً قال لك لا يزول قضيب من يهوذا حتى يأتي شيلون الذي هو ملك السلام الذي هو ربنا يسوع المسيح يوحنا الصوت القادم لكي يهيئ للكلمة الذي يعد للرب شعب مستعد جاء لكي يمهد يقول لك فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا المسيح يعمل بطرق خفية وسرية في يوحنا العالم الذي حوله كله عالم متصارع عالم منقسم اجعل لك خفاء مع الله اجعل كلمة الله تعمل في قلبك لا تهتم كثيراً ولا تنشغل كثيراً بكل ما حولك لا تنشغل كثيراً لا تركز جداً على السلبيات التي حولك لا تظل تنقد في كل هذاالأحوال أنت عملك أن تكون منصت لكلمة الله التي داخلك عملك وإن كنت في برية إلا أنت مثمر لله أنت قادر أن تجعل البرية فردوس طالما أنت في قلبك كلمة الله هذا هو الذي حدث الناس الذين يعيشون في قصور الإمبراطورية يعيشون في ظلمه،ويوحناالذي يعيش في هدوء وسكون البرية يتمتع بعذوبة وجمال الحياة مع الله ليس المهم مكان معيشتك ليس المهم المكان الذي تسكن فيه ليست مهمة الرتبة التي أنت فيها ليست مهمة المكانة الاجتماعية التي تأخذها لايهم مظهرك لايهم راتبك، المهم ماذا يوجد بداخلك يوحنا رجل فقيرجداً مظهره محتقر ولكن داخله يقول لك "كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية"، أهتم أن قلبك يكون مشغول بكلمة الله، أهتم أن يكون بينك وبين الله حديث في الخفاء أهتم ان يكون قلبك مضيء حتى إذا كنت في وسط ظلمة عندما نقرأ مثل الزوان والحنطة نجد أشخاص قد زرعوا حنطة وأتى أناس ليلا وزرعوا لهم زوان فقال أصحاب الحقل من الذي وضع الزوان هنا؟!،وقالوا أنجدونا نحن لدينا زوان فقالوا لابد أن نزيل الزوان من وسط الحنطة لكي لا تفسدها،وجدنا المثل يقول لك لا بل دعوهم ينميان معا،لماذا؟!، قال لك اجعل هذابجوار ذاك،الله أحب أن يكون النور بجوار الظلمة الخير بجوار الشر الحق بجوار الباطل الله أحب ذلك النور بجوار الشرير لكن وبعد ذلك قال لك دعوهم ينميان معا إذن ماذا نفعل؟!يوحنا المعمدان ماذا يفعل في وسط هذه الظلمة كلها قال لك كن أن تصوت الله كن صوت حق كن صوت شاهد كن أمين كن شمعة في وسط الظلمة هناك عبارة لسيدنا البابا تقول "ليس عملك أن تخلع الزوان ولكن عملك أن تنمو كحنطة" ليس عملك أن تخلع الزوان هناك أمور كثيرة ليست في أيدينا فنجد شخص يقول لك لأن الناس يفعلوا إلخ،هذا ليس في أيدينا أنت تتكلم في أشياء ليست بأيدينا اصلاحها ليس بأيدينا أن نصلح المجتمع نصلح الإعلام إلخ، لكن ما الذي في يدي؟!ليس عملك أن تنزع الزوان لكن عملك أن تنمو كحنطة هذاعملك عملك الرئيسي أنك تنمو كحنطة هذا يوحنا المعمدان في وسط هذه الظلمة كلها هو لا ينشغل بشيء غير كلمة الله التي يعمل الله بها في خفاء في قلبه جميل جداً أن البريةالمقفرة، اليابسة يحولها بعلاقته مع المسيح إلى فردوس ممتلئ بالأشجار المثمرة،وهذا جمال عمل الله في الإنسان الله يعمل في هدوء في صمت في خفاء،ومثلما نقول لأنه في كل زمان يباركك كل أحد الله لا يترك نفسه بلا شاهد أبدا لكن يكونوا قليلون أبحث في المجتمع الذي نحن نعيش فيه ستجد له شهود كثيرين لكنهم في الخفاء صوتهم منخفض مظهرهم ليس جذاب لن يأخذوا مناصب عالية لايملكون سيارات فخمة مظهرهم من حيث التقييمات البشرية مظهر يمكن أن يصل لدرجة الاحتقار مثل يوحنا لذلك اهتم بخفاء قلبك أنت فكان صوت يوحنا الذي كلمة الله داخله كان يهيئ بها الطريق يهيئ للرب شعب كان صوت يضوي في البرية خذ في اعتبارك أن نشأة يوحنا المعمدان في البرية جعلته إنسان صلب جعلته إنسان يستطيع أن يتحدى الصعاب لذلك قال لك"فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا، قال لك كما جاء في سفر أشعياء "صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، قوموا طرقه كل واد يمتلئ،وكل جبل وأكمة ينخفض تصير المعوجات مستقيمة،والوعر يصير طرقا سهلة،ويعاين كل ذي جسد خلاص الله" في وسط هذه الظلمة!،يقول لك نعم فأنا أتي تو أعلم أن لدي مهمة محددة في وقت قصير جداً، أنا أمامي ستة أشهر وأريد أن أعد الطريق للمخلص فجاء ينادي بصوت صارخ تخيل أنت شخص في وسط هذا الجو الذي يمتلئ ظلمة انقسامات حب عالم حب ظهور شخص يصرخ ويقول لك أعدوا طريق الرب اصنعوا سبل مستقيمة ما هذا الصوت؟! هل تظن أن هذا الصوت يمكن أن يقبله أحد إلا إذا خرج من قلب منشغل بالله،وقلب فيه بهجة وقوة الحياة مع الله يقول لك لاهذا قلب منشغل بالله بشارة عجيبة جدا يريد أن كل إنسان يتمتع بالله،وخذ في اعتبارك أنه يقول لهم على أنكل وادي يمتلئ، وكل جبل وأكمه ينخفض الوادي هو الأشياء القليلة الجبل هو العالي مع من يتحدث؟! يتحدث مع الكل يريد أن يقول لك أنت إنسان تشعرأنه ليس لك نصيب في الله أبدا أنت وادي منخفض الله يملئك لكن هل أنت تشعر أنك تستغنى عن الله ومتشامخ وليس لديك أي شيء ينقصك أنت بذلك حسنا جدا مكتفي جداً يقول لك إذن أنت بذلك تنخفض،وكأنه يخاطب الأمة اليهودية ويخاطب باقي الأمم باقي الأمم أنتم تقولون أنكم بعيد عن الله ولا تعرفون الله أنتم منخفضين لافالله قادر أن يملئكم الله يحضركم أنتم متشامخين الأمة اليهودية تقول أننا أبانا هو إبراهيم وأننا نعرف الله،ونحن لا يوجد مثلنا شخص الناس التي نفوسها متشامخة الله يجعلها تنخفض فجاء يقول لك "وكل بشر وكل ذي جسد يعاين خلاص الله"خذ في اعتبارك بشارة معلمنا لوقا كتبت في اليونان أي للغرباء بمعنى أن سكانها أساسا غيرمؤمنين فهو يريد أن يقول لهم أن خلاص الله للكل لا أحد يقول أن الله لنا نحن فقط لا فهو لكل ذي جسد دعوة يوحنا موجهه لكل نفس لكي ما تتمتع كل نفس بصوت الله داخلها النفوس المنخفضة يملأهم الرجاء النفوس المتشامخة يخفضها فهذه هي كلمة الله،وأحياناً أنت تجد نفسك صغيرة تقرأ الإنجيل تجد الله أعطاك آية تفرحك وترفعك أحياناً يأخذك الغرور قليلاً تجدآية أتت لك لتنزلك في الحال لذلك انتبه هذا التوازن هوعمل نعمة الله الذي يعمل فيك أحياناً تشعرأنك قوي وروح الله يذكرك ويقول لك أنت ضعيف أحياناً عدو الخير يقول لك أنت لا قيمة لك تقول له لا أنا قوي،الله يعمل معك بذلك وبذلك لذلك أحد الآباء القديسين يقول لك "طلبت من الله قوة فأعطاني ضعفاً لكي أعلم كيف أتكل عليه" لكي أتعلم كيف أتكل على الله أنا طلبت قوة لكن هو أعطاني ضعف الجسد الذي نحن فيه لا يوجد أضعف منه الإغراءات التي حولنا موجودة ونحن ضعاف إذن ماذا بعد ذلك هل هذا الضعف يجعلنا نقف عند حد الضعف؟ يقول لك لا أبدا الله لم يقصد أنك تقف عند الضعف لكنه يريد أن يحول ضعفك لقوة لكن القوة تكون منه هو لكي تخبر برحمته الغير المحدودة وخلاصه الذي فعله الله معك لذلك هنا يقول له إذا كنت أنت وادي ستمتلئ إذا كنت أنت جبل أو أكمه ستنخفض كل البشر تأتي وتسجد أمامك يعاين كل ذي جسد خلاص الله يمجدوا اسمك يارب أشخاص كثيرين جداً أتوا لكي يعتمدوا يوحنا عندما نادى بالمعمودية وعندما أنذر وجد أعداد غفيرة أتت لكي تعتمد إذن هيا قم بتعميدهم يا يوحنا قال لاهي ليست قصة معمودية بمفردها،ولكن لابد أن أحدثهم أولا عن التوبة جميل يوحنا لا يأتي ليقول لك ذلك حسنا جداً الجموع أتت الآن هيا لأعمدهم لا بل قال لهم الآن لابدأن تتوبوا أنتم كيف تهربون من الغضب الآتي،وقال لهم كلمة "يا أولاد الأفاعي"انتبه أن يوحنا تربى في البراري منذ نشأته لوقت ظهوره لإسرائيل فإعتاد على أن في البرية يوجد أفاعي،ويعلم ماهي حيلها،وخدعها فهذه الكلمة هو أتي بها من البيئة التي عاش فيها،إذن ما هي الأفعى؟ يقول لك الأفعى هذه خبيثة جداً،يقول لك هي تتلون وتحب سكنى الجحور تحب الظلمة،والأفعى هكذا فهي يمكن جداً أنها تقتل أولادها يقول لك الأفعى عندما تأتي لتلد أولادها قبل أن يخرجوا من بطنها يكونوا قد أكلوا بطنها فهي كائن غادر ويزحف على بطنه إشارة إلى أنه كائن ترابي، لذلك الكنيسة دائما تقول لنا"أعطيتكم السلطان أن تدوسوا الحيات والأفاعي" حيل عدو الخير المختلفة فالحية والأفعى هم حيوانات تعرض الإنسان لخطر بطريق ماكر هذه هي حيل العدو فيقول لهم أنتم تسيرون بهذه الخداعات أنتم أتيتم لتعتمدوا لكن أنا لابد أن أنادي لكم بالتوبة أنتم تعيشون على الغدر على الانتقام يقول لهم مثلما الحية تأكل أولادها أنتم أيضا قتلتم أحبائكم أنتم لا تبتدأوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم أولادا لإبراهيم من هذه الحجارة، لاتتكل على الشكل لكن اهتم بجوهرعبادتك وجوهرحياتكم مع الله يقول لك الله قادر أن يقيم من الحجارة أولاد لإبراهيم يريد أن يقول أن الله يمكن أن يأتي بأي شخص ويجعله يكون ابن الموعد انتبه إلى أن الله قادر أن يقيم من الحجارة أولادا لإبراهيم هذه نبوة عننا نحن نحن كنيسة الأمم نحن الذين كنا أغراب واعتبرنا حجارة وجعلنا أولاد لإبراهيم نحن اليوم أولاد إبراهيم مع أننا لسنا من نسله لكن أصبحنا من نسله بحسب الأعمال بحسب الإيمان بحسب البر بما أن لنا إيمان إبراهيم دعوة إبراهيم بر إبراهيم نكون نحن نسله يكون الله قادر فلا تفتخروا بموضوع النسب فقط يقول لك لا بل أنت لابد أن يكون لك أعمالك فلذلك هو يقول لهم هيا تعالوا قالوا له إذن ماذا نفعل يارب؟ ماذا نفعل يا يوحنا؟ قال لهم من له ثوبان يعطي من ليس له من له طعام فليفعل أيضا هكذا بدأ يعطيهم خطوات عملية للتوبة، وهو قال لهم أن الفأس وضعت على أصل الشجرة،يريد أنه يقول له قد انتهى الأمر جميل أن الإنسان يسمع هذه الإنذارات ويقدم توبة قل له يارب أنت ناظر إلى أعمالي فماذا أقدم لك يقول لك أصنع ثمار تليق بالتوبة أجعل التوبة تشغل حياتك باستمرار حول التوبة من فكرة إلى عمل لكي تكون مستحقة للبركات مثلما فعل يوحنا المعمدان يقول له الفأس وضعت على أصل الشجرة يريد أن يقول لك أنتبه هناك دينونة،وعندما تكون شجرة لا تعطي ثمر مرة وإثنين وثلاثة والله ينذرها يقول لك هي بذلك تشغل الأرض باطل فلابد من إزالتها يارب أنا ابنك منذ قديم الزمان،وأنا معمد،واسمك دعي عليا هل أنا يوجد في ثمر أم لا هل أنا أمين وشاهد لك أم لا هل أنا محسوب عليك باطلا أنني ابنك وكفى ذلك أم أنا ابن أمين لك لذلك يا أحبائي الكنيسة تقرأ علينا هذا الفصل وهي تمهدنا للاحتفال بالغطاس تمهدنا للاحتفال بعيد العماد تمهدنا للاحتفال بعيد الظهور الإلهي يريد أن يقول لك تريد أن تحتفل بالظهور الإلهي لا تهتم بالمظاهر اصنع توبة اجعل كلمة الله تكون في خفاء اجعل كلمة الله تكون فاعلة فيك اصنع ثمار تليق بالتوبة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

قوة الاية الجمعة الأولى من شهر كيهك

في تذكار البابا أبرآم بن زرعة رقم 62 سنة ( 975 – 978 ) .. في عصر الدولة الفاطمية التي حكمت مصر حوالي 200 سنة وكانت فترة مؤلمة جداً على الكنيسة .. فترة ضيق واضطهاد للمسيحيين لأن الولاة الفاطميين كان لديهم كره شديد للديانة المسيحية .. وكان الإضطهاد جماعي وشرس .. وكان هدفهم إبادة المسيحيين وهدم الكنائس وفرض ضرائب باهظة عليهم .. وطلبوا إرتداء صلبان ثقيلة جداً .. ومنع تسمية المسيحيين بأسماء مسيحية .. وأخلوا ديوان المدينة من الوظائف المسيحية .. الله يعلم بكل ما تمر به الكنيسة .. فهو الراعي الصالح الذي يدبر فأرسل آباء ليكونوا معينين للشعب ومنهم البابا أبرآم الذي تعرض لأمور كثيرة جداً نريد أن نركز على أن الإنجيل يركز على بعض الأمور التي تُرى على أنها غير طبيعية .. هو يعطي في داخلها نعمة وقوة في تنفيذها .. الوالي المعز لدين الله الفاطمي والي مصر كان لديه وزير يهودي أسلم وأراد هذا الوزير إحراج المسيحية لأن الديانتان اللتان إعتنقهم يحملوا كره شديد للمسيحية .. أراد أن يأتي بمجموعة من اليهود ويقيم حوار مع الأنبا أبرآم .. وبما أن الأنبا أبرآم رجل صلاة .. بسيط .. لا يحب الحوار أو الفلسفة مما جعله يأتي بأسقف يمتلك نعمة الكلمة والحوار ومثقف ومشهور في تاريخ الكنيسة وهو الأنبا ساويرس بن المقفع .. أسقف الأشمونين .. جلس للحوار مع اليهود وظل المعز يسمع هذا الحوار ربما يجد ما يجعله يبرر ما يفعله في حق المسيحيين وقال * حتى يكون لنا زريعة في إضطهادهم * بدأ بن المقفع بقوله * كيف أتحدث مع أحد اليهود .. فالثور أفضل منه ؟ * .. فسؤل * لماذا تقول هذا الكلام ؟ * .. فأخرج بن المقفع الآية الموجودة في سفر أشعياء والموجودة في التوراة التي تقول { الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف .. شعبي لا يفهم } ( أش 1 : 3 ) .. وبدأ بن المقفع شرح جميع النبوات التي وُردت في التوراة وتحققت ومع ذلك رفضوا المسيح .. وبسبب الإحراج الشديد الذي وُضعوا فيه أرادوا الإنتقام منه .. وذهبوا يبحثون في كتب العهد القديم وأعمال الرسل والرسائل كي يهتدوا لآية تضع بن المقفع في نفس الحرج من المعروف الإنسان الذي يقرأ الكتاب المقدس ولا يوجد في داخله الروح القدس سيصطدم بآيات كثيرة تستوقفه .. فإستوفقتهم الآية التي تقول { لو كان لكم إيمان مثل حبة خردلٍ لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل ولا يكون شئ غير ممكن لديكم } ( مت 17 : 20 ) فسأل المعز البطرك عن هذه الآية وقال له * إن كان إيمانكم صحيح إنقلوا الجبل .. وإن كان غير صحيح سنعرف * .. ذهب البابا وجمع جميع الشعب والكهنة والرهبان وأمرهم بالصوم والصلاة ثلاثة أيام ووضع أمامهم الأمر ومدى خطورته مما جعل الشعب كله تذلل أمام الله .. أُنظر قوة الآية وما تحمله .. فإن كل كلمة في الإنجيل هي رسالة سماوية مسنودة بنعمة تنفيذها .. مهما كانت صعوبتها نعرف أن البابا أبرآم كان ضعيف البنيان .. فبعد ثلاث أيام من الصوم أغشى عليه ووقتها جاءته السيدة العذراء وقالت له * لا تقلق .. فإن صلوات شعب المسيح وصومهم يهز السماء والأمر سُمع في السماء .. فإن دموع شعبي لا تُنسى ولكم ما تريدون .. أخرج الآن من الباب الخلفي ستجد أمامك رجلاً حامل جرة ماء فإمسك به لأنه الرجل الذي ستتم على يديه معجزة نقل الجبل * .. وبالفعل قام البابا وتقابل مع هذا الرجل البسيط وقال له عما قالته السيدة العذراء فقال له سمعان * أنا رجل فقير ومسكين .. أنا أستيقظ مبكراً وآتي بالماء إلى الأسر الفقيرة وبعدها أذهب إلى عملي ( كان عمله تصليح الأحذية ) .. وفي الغروب أرجع إلى بيتي وأتناول القوت الضروري وأمضي الليل في الصلاة .. وما زاد عن رزقي أتصدق به للفقراء * .. حقاً إن السماء ترصد كل واحد فينا وما هو قلبه وأهدافه .. قال له سمعان أيضاً * أن من كثرة عثرات عينيه قلعتها * .. أي أنه نفذ كلام الإنجيل وهذا دليل على قوة الآية .. فالآية تقول { إن أعثرتك عينك فاقلعها وألقها عنك }( مت 18 : 9 ) .. وهذا من الصعب تنفيذه خرج البطرك ومعه الجميع من شعب وكهنة ورهبان وشمامسة مع المجامر والصلبان وكأنهم يحتفلون بالعيد .. ألحان وتواني رغم أنهم ربما يُحكم عليهم كلهم إن لم يستطع البطرك نقل الجبل .. وقف الجميع للصلاة أمام الجبل وتلاوة كيرياليصون وهم في سجود .. عند سجودهم يتحرك الجبل .. وإذا تقدموا خطوة يتقدم الجبل .. وإذا وقفوا يقف الجبل .. وإذا سجدوا يتحرك الجبل وهكذا .. هذه هي قوة الآية التي تقدر أن تنقل الجبل نصل أحياناً إلى درجة تجعلنا لا نصدق الإنجيل .. فهذا دليل عملي .. الكنيسة عاشته والمجتمع عاشه وموقن أن الدولة عاشت هذا الحدث مما جعل الدولة تُخرج من ميزانيتها لترميم الكنائس منذ هذا الوقت من التاريخ .. دولة المعز الذي كان يفكر دائماً كيف يهدم الكنائس .. في عهده رُممت الكنيسة المعلقة .. وكنيسة أبو سيفين القديمة .. رغم أن الناس قاومت سياسة الدولة ورفضوا هذا الترميم إلا أن المعز وقف أمام الكنيسة وطلب منهم أن تُلقى الأساسات ويبدأ العمل الله لا يريد أن يستعرض قوته ولكن يريد أن يحيا أولاده في مجد .. خير دليل على هذا سمعان الخراز الذي ينفذ الوصية .. الله ينظر إلى القلوب .. ينظر إلينا بحسب وصايانا يقول القديس إيرينؤس { لا يخلص الكاهن بشرفه ولكن يخلص إن سلك حسب شرفه } { إن الإسم والشكل لا يُخلصان } .. عِش لكي تُرضي إلهك في الخفاء .. عِش فتخلص من أنانيتك .. لرسالة حب من أجل الآخر سمعان لم يمتلك قدرات أو أقوال .. ولكنه فكر أن يأتي بجرة ماء للفقراء .. فأبسط العمل له قيمة كبيرة عند الله فإنه ينظر من هيكل قدسه أعمالنا البسيطة بإتضاع .. توسل إلى الروح القدس أن تحيا آية تناسب حياتك .. إن كنت تحب العالم .. أو تحب المال .. إن أحببت أب أو أم فإن الآية وقوتها كما نقلت الجبل فبسهولة جداً جبل الآثام التي بداخلنا ينتقل بقوة روح الله المذخر لينا في الإنجيل ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

من أراد ان يكون أولا فليكن اخر الكل الجمعة الرابعة من شهر هاتور

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائى فى هذا الصباح المُبارك يا أحبائى فصل من بشارة مُعلمنا مار مرقس إصحاح 10 , عندما أتى إليه التلميذان "يوحنا و يعقوب ابنا زبدى " و طلبوا منه مرة ثانية الطلب الذى طلبوه منه قبل ذلك , كانوا طلبوا منه طلب يخُص موضعهم و كرامتهم بين التلاميذ " لا يًريدوا أن يكونوا ناس عادية " و يبدو إنهم وسطوا أمهم فى هذا الطلب و جعلوها تقول لربنا يسوع " حقق هذا الطلب لابنى يعقوب و يوحنا " , فكأن ربنا يسوع يُريد أن يجعلهم يطشفوا الذى بداخلهم أمام المجموعة , فقال لهم :" ما الذى تُريدوا منى أن أفعله؟؟" فقالوا له :" أعطنا ان نجلس واحد عن يمينك و الآخر عن يسارك فى مجدك ". بالطبع هذا الطبلب ليس المقصود به بإنهم يجلسوا معه فى الابدية و لكن هم كانوا قصدهم و هُم هُنا على الأرض أن يعطوا لهم كرامة و هم فى وسط أخوتهم , فقال لهم يسوع :" لستُما تعلمان ما تطلبان " لأن طلبكم هذا منالمُفترض أن يكون طلب أبدى و ليس أرضى و يكون فى المجد الأبدى و لكى تأخذوا هذة الكرامة فى المجد الأبدى , من المُفترض أن يكون لكم جِهاد و حمل صليب و صبر و ألم مثلما أنا سأتألم , فقال لهم :" لستما تعلمان ما تطلبان , أتستطيعا أن تشربا الكأس التى أشربها أنا " هل لديكوا إستعداد أن تجتازوا فى الألم الذى أنا أتألمه , و لاعجيب يا أحبائى إنهم طلبوا منه هذا الطلب مُباشرة بعدما كان يُكلمهم عن الآلام المُزمع أن يتألم بها , فواحد يقول لهم :" ابن الإنسان سيُتفل فى وجهه و يُصلب و يُسلم إلى أيدى أثمة و يُهان و يُجلد و يُصلب و كم يكلموه عن أن يجلسوا واحد عن يمينه و الآخر عن يساره فى مجده فقال لهم :" أما الكأس التى أنا اشربها فتشربامها و الصبغة التى أنا اصطبغ بها فتصطبغان بها و أما الجلوس عن يمينى و عن يسارى فليس لى أن اعطيه إلا للذين أعد لهم ". يُريد أن يقول لهم :" هذا هو موضوع جهادكم ". فالعشرة عندما سمعوا هذا الكلام تضايقوا و قالوا فى نفسهم اشمعنا هؤلاء الذين طلبوا هذا الطلب و لماذا هذا التمييز , يقول لك :" و لما سمع العشرة ابتدؤا يتذمرون على يعقوب و على يوحنا " فأتى ربنا يسوع و قال لهم التعليم الذى هو يُريد أن يقوله لهم , فقال لهم :" أنتم تعلمون إن الذين يحسبون رؤساء الأمم يسودونهم" فهذا الرئيس الكبير يسود " و أن عُظمائهم يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم " فأنتم غير الأمم , فيس معنى إن واحد كبير يكون هذا الذى يسود لأ أنتم غير ذلك ," بل من أراد أن يصير فيكم عظيما يكون خادم و من أراد أ يصير فيكم أولا يكون للجميع عبدا " هل أنتوا تتنافسوا على من يكون فيكم الأول ؟؟ أنا أريد إن الحكاية تتحوا , أنا اريد منكم أن تتنافسوا على من يكون فيكم فى الآخر , من الذى يضع نفسه تحت الكل , من الذى يكون فيكم عبد للكل ,"لأن ابن الإنسان أيضا لم يأتى ليُخدم بل ليخدم و ليبذل نفسه فدية عن كثيرين ". ابن الإنسان جاء لكى يكون فى النهاية . مرة واحد قال إذا أحببنا أن نُرتب الناس فى الكنيسة , كيف سنُرتبهم ؟؟ فطبعا قالوا :" الكاهن و بعد ذلك الشماس و بعد ذلك الشعب " فبعد ذلك واحد قال :" و الأسقف و البطرك , إين سنضعهم ؟؟" فقالوا له :" البطرك ثم الأسقف ثم الكاهن ثم الشماس ثم الشعب " , فقال لهم :" لا فى الحقيقة الأمر بالعكس , الشعب ثم الشماس ثم الكاهن ثم الاسقف ثم البطرك "فقالوا له:" كيف هذا ؟؟" فقال لهم:" من هو هدف كُل هذا المنظومة " أى إذا يوجد كاهن بدون شعب , ما الذى سيفعله ؟؟ لا شئ , لا يفعل شئ , إذا الذى جعله كاهن الشعب و بالنسبة للأسقف , سيكون على من اسقف ؟؟؟ على الشعب و على الكهنة , إذا نمرة واحد فى المنطومة هو المخدوم , فيقول لهم :" أنتم لا يكون لكم هذا الفكر , ليس مُجرد إنك أصبحت رسول , معناها إنك أصبحت الكبير , بل الذى أراد فيكم أن يكون فيكم الكبير , يكون الأصغر , الذى أن يكون خادم يكون عبد , الذى أراد أن يكون الأول يكون الآخر " هذة القاعدة التى وضعها السيد المسيح , مُختلفة كثيرا عن الأشياء الوروثة , فكثير من القواعد قلبها المسيح . جاء ليخدم و يبذل نفسه فدية عن كثيرين , إذا أخذت لمحة فى حياة ربنا يسوع المسيح , فتجد تقريبا فى 3 سنين وبضعة 6 أشهر غير مفاهيم الإنسان كُلها , فى مدة بسيطة جدا جاء يخدم و لكنه يجدم بُحب و بأمانة , ببذل , جاء ليضع نفسه من أجل الجميع و لهذا خدمته كانت جذابة جدا . أنا أريدك أن تتخيل معى إن ربنا يسوع أتى لكى يأخُذ مملكة أرضية أو كرامة أرضية " يلبس ثياب ناعمة و يجلس على كراسى عالية و فى مجالس مُزينة و يجمع له حاشية من الناس الحُكام , فماذا سيكون تأثيره؟؟ و إن كان له تأثير , فسيكون بالكثير على المجموعة التى حوله و ستكون هذة المجموعة مُنافقة له و لا تتأثر به , و على هذة المجموعة و مُجرد إنه يزول , تجد كل شئ نُسى , و لكن ربنا يسوع قال لهم :" مملكتى ليست من هذا العالم" انا أتى لأملك و لكن سأملك على القلوب و على الأفكار , انا آتى لأغير مفاهيمكم , أنتوا لديكوا مفاهيم عن العظمة , لديكوا مفاهيم عن الملكية , لديكوا مفاهيم عن التسلط و أنا آتى لأقول لكم :" أما أنتم فلا يكُن فيكم هذا الفكر". أنتم شئ آخر , أنتم البير فيكم هو الأخير , أنتم العظيم فيكم هو الخادم , هو الذى يجعل نفسه عبد للجميع و رأينا هذا الكلام فى ربنا يسوع عندما وجدناه هو نفسه يُنفذه على نفسه , فقاله و نفذه , قاله و عمله وجدناه ينحنى و يغسل ارجل تلاميذه , هذة المُهمة كانت تكون لأردئ العبيد , فالعبيد نفسهم كانوا مقامات , فمثلا العبد مُثقف يأخذ أوضاع مُهمة , و العبد القديم كانوا يرقوه و أكثر واحد يعمل الأعمال التى يقولوا عنها "dirty work " , التى هى الغسيل و هذة الأشياء , العبد الجاهل و العبد الحديث ,أى أحدث عبد و أجهل عبد هو الذى يعمل هذة الأشياء, فهو يقول لهم :" أنا أريدكوا أن تعتبرونى , أحدث عبد أو أجهل عبد فيكواكلكوا , أنا الذى لا أستطيع أن أعمل شئ ". جاء يقول لهم :" أنا أنحنى و اغسل الأرجل " و لهذا بُطرس الرسول عندما أتى المسيح ليغسل قدميه , قال له :" هذا لا يصح , لايصح " فقال له ربنا يسوع :" إذا لم أغسل قدميك سوف لا يكون لكنصيب معى فى ملكوت السموات". أتى ليؤسس وضع جديد , ما هى الكرامة ؟؟ الكرامة ليست إنك تحسب نفسك رئيس على أخوتك , الكرامة إنك تجهل نقسك للكل خادما أو عبدا , هذة هى الكرامة . و لهذا القديس أوغسطينوس, كان عندما يُصلى من اجل المخدومين كان يقول لربنا :" أطلب إليك يا رب من أجل سادتى عبيدك" أى هُم عبيدك أنت و لكن بالنسبة لى هُم سادتى , ما هذا ؟؟؟ هذا هو أحساسه , فالمسيح عندما أتى أسس هذا الفكر, اسس فكر إن الكبير كبير بإنه يُعلن مسؤليته و جدمته و إنحناؤه للآخرين , هذا هو الكبير . و لكن ليس معنى الكبير أن يكون مُتسلط , التسلط معناها غستخدام السُلطة فى غير موضعها , فهذا هو التسلط , و لكن ربنا يسوع قال لنا :" لا تستخدموا سلطاتكوا فى غير موضعها " أنتوا سُلطانكوا سُلطان حُب , أنت سُلطانك سُلطان روحى , أنت سُلطانك سُلطان توبة و إرشاد , انت سُلطانك سُلطان أبدى , من أجل الملكوت حتى تأتى بكثيرين إلى المجد . فهو يضه فيهم مفاهيم . هل أنتوا تتسابقوا على من فيكم يكون الأكبر؟؟؟. لالمأكن أتمنى أن أرى هذا الكلام منكم و لهذا قال لهم :" شاهدونى أنا " فتجدوا يسوع لا تنتظر الجموعأن تأتى إليه كان يذهب و إليها , فشاهد الأماكن التى ذهب لها يسوع , ستجدها من فوق خالص لتحت خالص , الذى يأخُذ باله من جُغرافية الكتاب المُقدس , فآخر قطعة فوق , حاجة اسمها " جليل الأمم" أو يسموها " قيصرية فيلبس " هذا المكان فوق خالص , فبهذا بدأنا أن ندخل على حدود سورية , فوق خالص و حتى الأسفل , لأن أورشليم فى الجنوب . إذا أخذت بالك من خدمة يسوع فى ال3 سنين و نصف , تجده , صاعد, هابط بين هذة الأماكن , يذهب إلى كل الأماكن , ذهب إلى السامرة , مع إنها بلد رفضاه , ناس يقولوا لك :" نحن لا نُريضك " , لا نُريد أن نتعامل معك و إذا تعالمل معهم يعمل لنفسه مُشكلة لأن اليهود لا يُعاملوا السامريين و لكن يسوع يقول لك :" يجب أن أجتازها ". كفر ناحوم تُرحب به فترات و تطرده فترة , الناصرة , هذة هى البلد التى نشأ فيها و تربى فيها فكانت أكثر بلد تُرفضة , يقولوا له :" نحن نعرفك , من و أنت كُنت صغير , فأنت لاآن و تعمل علينا كبير ". و لهذا قال لهم :" لا يوجد نبى مقبول فى وطنه " و لكن يا رب و بعدين و أورشليم , ما الذى حدث بها , فكان دائما يُهان فى أورشليم و هذة هى البلد التى تأمروا عليه فيها و صلبوه , فيا رب و بعدين , إلى إين ستذهب ؟؟ يقول لك :" أنا أجول اصنع خيرا , ليس من المُهم هم أن يُرحبوا بى , فأنا لا أذهب إلى أماكن حتى أوضع فيها على الأكتاف , انا ذاهب من أجل إننى أهان , أنا آتى لأبذل نفسى فدية عن كثيرين , أنا آتى و أنا أعلم إننى فى النهاية سأصلب , أن آتى و أنا أعلم إننى سأهان . فهو بذلك يضع قانون جديد للخدمة , يضع قانون جديد للإنسان المسيحى . ليس مُجرد إنه يُريد أن يكون واحد معبود من الكل , أبدا . فتجده يذهب إلى قيصرية فيلبس و يذهب إلى الأمم و يذهب إلى الجليل و يذهب إلى الناصرة و يذهب إلى كفر ناحوم و يذهب إلى أورشليم , فى كل وقت فى مكان و فى مكان يضع بصمة , فى كل مكان يقول كلمة حياة فتجد الجموع تزدحم حوله , لأن الناس مُشتاقة إلى هذة الكلمات , الناس ذهقت من الرياء و النفاق ,الناس ذهقت من الملوك و الأباطرة الذين يلبسون من الحرير و الجالسين على عروش , و الخُدام تتهافت عليهم . يقولوا لك :" هذا الرجل بسيط جدا , هو ليس له إين يسند رأسه " و لكن على قدر بساطته فى مظهره , على قدر عُمقه فى جوهره , على قدر قوة تأثير كلامه , فتجده إنهم كانوا يتهافتوا على سماع كلامه , فتجدوا ما من مكان كان يذهب إليه يسوع , إنهكان يزدحم جدا و يقول لك :" و كان الناس تكاد أن تدوس على بعضها البعض " الناس تكون مثل ما يقولوا " بالضرب " . لأنهم وجدوه جذاب , سمعوا فيه تعاليم لم يسمعوه من قبل , فالناس كلها تتكلم بعظمة أو الناس كلها تتكلم عن وضعها و عن كرامتهو عن طاعتها و الذى لا يسمع كلمته يعمل فيه و هكذا , فوجدوا فيه كلام مُختلف , منهج مُختلف تماما , يقول له :" إن الذى يُريد أن يكون عظيم , يكون الآخر " فيقولوا :" لا , لا ,لا " هذا كلام أول مرة نسمعه . كل الحُكماءو كل دارسي جميع الأديان أجمعوا إنه لا يوجد فى التاريخ كله من تكلم عن الإتضاع إلا يسوع فكل الناس تُريد أن تجذب الذين حولها بالعظمة , فتجد الشخص عندما يسمع عن كيف إن الناس تُقدرو و تكرمومة , تجد الإنسان يحب أن يسمع أشاء مثل هذا . و لكن عندما يأتى واحدو يقول لك :" من أراد أن يكون فيكم أولا فيكن لكم اخرا " , كلام جديد , كلام لا يُستوعب من شخص يُريد أن يعيش فى المُلك الزمنى و لكن يأتى يسوع و يقول لك :" أنت مملكتك ليس من هُنا , غناك ليس من هُنا , كرامتكح ليست من هُنا, أنت من المُفترض إلا تبحث عن إنك تكون فى البداية هُنا , أنت من المُفترض أن تبحث و تعمل على كيف إنك تكون فى الأول فى الأبدية و فى الملكوت , هذة هى كرامتك . و إذا أردت أن تأخذ منهج حتى تعيش به لكى تصل ؟؟ أنظر إلى أنا , أنا قُلت لك :" من أراد أن يكون أولا يكون فليكن لكم اخرا" و أنا بالفعل فعلت هذا , فتجد ربنا يسوع المسيح سُلطانه سُلطان حُب , ملكوته ملكوت إتضاع , كلامه يُسيطر عليك , و لكن بدون أن يُغصب عليك , تجد إنه أثر قلبك دون أن يُقيدك , تجد إنه أخذ فكرك دون ان يُرهبك , لماذا ؟؟هذا عمل المسيح فى حياتنا , آتى ليجعلك تتنازل عن أمورأرضية و تجد نفسك برضاك تتنازل عن الأمور الأرضية , لأنك فى الحقيقة أخذت عوضا عنها 100 ضعف من أول عندما تأخذ قرار التنازل , فعندما تقول أنا سأسامح ,تجد نفسك امتلأت بالسلام , فى لاأمر الذى كُنت تُريد أن تسأر به لكرامتك , أول عندما تقول , سأعطى , تجد نفسك بدأت أت تشعر بسُلطان على المال و بدأت تشعر بالغنى الحقيقى , أول عندما تقول سأصلى , تبدأ أن تشعر بسيادة الروح على الجسد و بدأت تشعر بكيانك الإنسانى و كيانك الإلهى الذى لا يشبع إلا فى خالقه , أول عندما تقول أنا سأترك شئ من المُمتلكاتالأرضية , تجد عوضها أضعاف , أضعاف و لذة روحية و هُن اتجد الإنسان الروحى بداخلك يكبر , يكبر و ينمو و ينمو , هذا هو العجب , هذا هو العجب فى شخص المسيح الذى علمنا كيف نعيش الحياه و كيف أن نسمو فيها و فى نفس الوقت نذهب إلى خدمة , هذة هى روح الإتضاع . و لهذا المسيح آتى ليؤسس ملكوت الإتضاع , ملكوت الإنحناء , ملكوت غسل الأرجل و ليس ملكوت السيطرة . فهُنا يقول لتلاميذه :" أنتم تُريدوا أن تُرتبوا نفسكوا , من هو الكبير ؟؟" أنا سأقول لكم :" الكبير أكثر واحد يخدم منكوا , الكبير أكثر واحد فيكوا يبذل , الكبير أكثر واحد يجعل نفسه فى النهاية . كان يوجد تلميذ من التلاميذ , ذهب إلى ابوه الروحى و قال له :" قُل لى كلمة لاحيا " قال له :" ضع نفسك تحت الخليقة كلها و أنت تحيا ". تُريد أن تأخذ كلمة لتعيش بها " ضع نفسك تحت الخليقة كُلها و انت تحيا " فنفس الكلمة هنا قال :" من أراد أن يصير فيكم عظيما , لفيكُن لكم خادما ". و لهذا لا تتعجب عندما تأتى لتقرأ فى سير القديسين فتجد الذى ترك أمواله و الذى ترك مركزه و الذى ترك كرامته و الذى خلع رُتبه و الذى ألقى بنياشينه على الأرض و الذى ترح أموال , ما هذا ؟؟؟ هذة بالفعل ناس المملكة السمائية نبتت بداخلها , أخذوا القرار بسهولة , بدون نزاع , ففى الحقيقة شهوة الملكوت عندما تملك على كل القلب , تهون على الإنسان أشياء كثيرة . فتأمل فى الملكوت الأبدى المُنتظرك , تقول ياه , ما الذى أنا مُتمسك به هذا و لهذا عندما يأتوا و يُحبوا أن يسايسوا طفل ماسك شئ خطر عليه و أنت خائف على هذا الطفل , فمن الصعب جدا أن تأخذ هذة اللعبة منه و لكن بسهولة جدا تُحضر له شئ أحلى منه فتجده ألتفت إليها و انبهر بها و الذى كان مُمسك به تجده القاها فى الأرض و جرى خلف اللعبة الأخرى . فنجن مثل هذا , طالما نحن لا نرى الأمور الأبدية و طالما إننا لا نرى الملكوت المُنتظرنا و مُتمسكين بالأرض جدا و مُتلذذين بها , أول ما الأبدية تعمل فينا و اول ما نعلم المصير و أول ما نرى المجد الأبدى , فننظر إلى الأشياء التى فى الارض و نقول ما هذا ؟؟ ما هذا الذى أنا مُتمسك به ؟؟ هذة كلها تفاهات , هذا تُراب , هذة كلها زائلة. واحد من الأباء القديسين قال لربنا :" أعطينا يا الله ألا نركن إلى الظل كأنه حق " . هذا ظل , هذة لها أمور زائلة . هُنا يقول لهم لا تُفكروا فى كرامة الأرض , اجعل لديك غيرة على كرامتك السمائية , هذا هو االذى يكون لك غيرة فيه , فواحد مثل يوحنا المعمدان أتى و هو يلبس وبر الأبل , شوف الإنسان الذى عملت فيه الأبدية , تجده بسيط فى مظهره و لكن عميق فى جوهره . السيدة العذراء بسيطة جدا جدا , شكلها بسيط جدا و لكن هى بداخلها العرش الكاروبينى الإلهى , حاملة الإله . ما هذا؟؟ مظهرها لا يدّل على هذا . فيقول لك لا , إنه ليس بالمظهر و لا بالإمكانيات , فشاهد يسوع , بالمذود الذى ولد فيه و المكان الذى تربى به و البيئة التى عاش فيها فابوه نجار من أبسط المهن التى كان يعملوا بها جماعة اليهود , يعيش فى منتهى البساطة و ليس له مكان , ليس له رزق , ليس له ناس يعرفها من السُلطات التى حوله , أبدا . و لكن ما الذى يملكه ؟؟ هو عايش الأبدية على الأرض , آتى لينشر الملكوت . عندما يأتى ليتكلم , يتكلم عن الملكوت و يأتى يتكلم مع ناس يُكلمهم عن التوبة , يُكلم ناس , يُكلمهم عن الإستعداد, هذا هو السلاح , هذا هو الذى يملكه , هذة هى ملكة خدمته و لهذا تد الذى أتى يُريد سُلطة , تجده لا يأخذ هذا الكلام فقال لهم :" أنتوا تُريدوا أن تجعلوا واحد عن يمينى و الآخر عن يسار , هذا هو الذى عمالين تعيدوا و تزيدوا و توسطوا أمكوا فى طلبكم , و لكن أنا لم أكن أتمنى أن أسمع منكوا هذا الكلام و لكن إذا أردتوا , انا سأسمعكوا الإجابة ". ما هى الإجابة ؟؟ يجب أن تشرب من الكاس, يجب أن تصطبغ بالصبغة , يجب أن تكون أنت فى النهاية و كلما أنت تكون حببإنك تكون فى الناية , تجد ربنا هو الذى يُعطيك الكرامة مثل القديس ماراسحق قال :" من سعى وراء الكرامة هربت منه و من هرب منها بمعرفة تسعى هى وراؤه و يقول لك عن المُتنيح البابا كيرلس كان آخذ هذا القول شعار لحياته , لم يكُن حابب للكرامة ولا ساعى للكرامة , فأحب أن يعمل يختفى تماما و يذهب بعيد عن عيون الناس , فإذا ذهبن غلى الطاحونة , عندما تتامل فى مصر القديمة فى هذا الوقت , تجد إن هذا المكان , كان مكان مُتطرف , كانت قطعة للمدافن و الصراعات و لا يوجد فيها شئ أبدا و بعد ذلك عندما يجد ناس كثيرة بدأت تُقبل على هذة الطاحونة , تجده يذهب إلى مكان ىخر , فى مكان فى الخلف دير البراموس بعيدا جدا . أنا أريد أن ابعد , أنا أريد أن تكون كرامتى من عندك أنت , لا أريد كرامة الناس , فعندما هرب من الكرامة , الكرامة أتت خلفه اصبح هو أول واحد فى الكنيسة . فيجب ان أعلم ان ايضا إننى آخر واحد و يجب أن اعلم إننى خادم للكل , فكان البابا كيرلس , يجلس و يضحك على نفسه ويقول " العيل أصبح بطرك " فما هذا الأحساس الذى بداخله ؟؟ إحساسا إنه خادم للكُل و يكون للجميع عبدا , هرب من الكرامة , فسعت هى خلفه , هو إنسان غير ساعى للكرامة و لا إنه يتسلط, لا فهو يهرب. و لهذا قال لك :" تعلم من سيدك , تعلممنهأعك تعيش هذا الإتضاع و اعرف ما من خطية أساسها الكبرياءو ما من فضيلة إلا و أساسها الإتضاع . فتعالى و شوف الإنسان المُحب للعالم , فأساس محبة العالم هو الكبرياء , انا أريد هذا و ذاك و أن كذا و أنا كذا . دافع الإنسان و سعيه لإسباع شهواته هى ذاته . ليس من المهم من هو الطرف الآخر , ذاته هو أهم شئ عنده , انا أريد و أريد . فبالنسبة للعطاء , يقول , أنا الذى أريد هذة الأموال إنها تكون ملكى أنا وحدى , فتعالى شاهد الإنسان المُتضع , الإتضاع يُساعده على العطاء و العفة و ترك العالم و الصلاة و إنك تتقدم روحيا , فيقولوا إن الإتضاع :" هو أرض حاملة جميع الثمار " ربنا يُعطينا أن يكون لنا نصيبا فى ملكوت السماء بأن نكون هُنا آخر الكل , و نحيا بإتضاع كسيدنا و مُخلصنا يسوع المسيح .ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته , لإلهنا النجد الدائم إلى الأبد . آمين.

راعى الخراف الجمعة الثانية من شهر هاتور

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، فلتحل علينا نعمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة في تذكار نياحة الآباء البطاركة إنجيل الراعي الصالح وهو فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح العاشر. نريد أن نتحدث قليلاً في شعورنا بأن ربنا يسوع هو الراعي الصالح بالنسبة لنا، يؤكد علينا حقيقة أنه هو الراعي الصالح، نحن خراف في القطيع المقدس، وهو الراعي لنا، هو الذي عينه علينا، يهتم بكل أحد، هو الذي يطلب، هو الذي يغذي، هو الذي يرشد، هو المسئول، لذلك نلاحظ أنه في مثل الخروف الضال عندما ضاع الخروف لم ينسب ضياع الخروف للخروف ولكن نسب ضياع الخروف للراعي، قال لك راع أضاع خروف، الخروف الذي ضاع يعتبره مسئولية الراعي، أنا هو الراعي الصالح شعور جميل أنني أشعر أنني خروف في القطيع المقدس هو الذي يرعاني، يقودني، يهذبني، يوجهني، يغذيني، يشبعني، جميل جداً أني أثق في هذا الراعي، أثق في صلاحه، أثق في محبته، أثق في توجيهه، أشعر أن هناك أمان، يقول لك أن الرعاة لكي تنتبه على أغنامها تظل ترعاهم نهارا وليلا، لكن كيف يرعونهم ليلا فهم يحتاجوا إلى أن يناموا؟! لكي ينام الراعي لابد أن تنام الخراف أولا، لنفترض أن الذئب جاء ليلاً يقول لك كان الراعي ينام عند باب الحظيرة، يضع جسده على الباب لكي إذا جاء ذئب يمر عليه فيستيقظ، لذلك قال لك أنا هو باب الخراف، باب الخراف تعني أنني أنا الجالس علي الباب والمسئول على حراستك، أي نام أنت وأنا أبذل نفسي عنك، جميل أنني أثق في هذه الرعاية، إحساسي أنني لي راع صالح مهتم بي، معتني بي، معتني بشئوني، أمور كثيرة يمنعها عني وأنا لا أشعر، مخاطر كثيرة يحميني منها وأنا لا أدري، أنا هو الراعي الصالح، وانتبه من كلمة صالح هذه الكلمة تحب الكنيسة أن تطلقها علي شخص ربنا يسوع المسيح أننا نقول مخلصنا الصالح، الصالح لها معاني كثيرة، الصالح أي الإنسان الذي يفعل الخير لأنه خير، وهناك إنسان آخر يفعل الخير من أجل ذاته ومن أجل مديح الناس، وهناك إنسان يفعل الخير من أجل أن يأخذ مقابله خيراً، كل هؤلاء من الممكن أن نقول عليهم رجل صالح، نجد إنسان يظل يوزع مال على الفقراء من الممكن أن يكون صالح ولكن يمكن أن يكون يفعل هذا لذاته، يمكن أن يفعل هذا من أجل تبادل المصالح، لكن كلمة راعي صالح كلمة صالح التي تطلق علي ربنا يسوع المسيح التي هي "أغاثو"، الأغاثو هذه معناها الصلاح من أجل الصلاح، العطاء الذي بلا شروط، الذي لا يتوقف على شخصية المعطي إليه، لا يتوقف عليه أبدا، أي لا يختار أشخاص يستحقوا أن يعطيهم، لا فكون أنه صالح هو يعطي للكل وبسخاء، نحن نقول "المشرق شمسه على الأبرار والأشرار"، الله لا يختار فئة معينة ويقول هؤلاء الناس أنا أعطي لهم طعام، كسوة، أما الناس الآخرين الأشرار لا أعطيهم ماء، كسوة، هواء، حياة، وأنتقم منهم، وأفنيهم، أبدا، فقد رأينا أن الله يتأنى علي الكل، أن الله يعطي الجميع بسخاء، حتى وإن كان الإنسان الذي أمامه لا يستحق، لأنه صالح، كيف أختبر في حياتي أنه صالح؟، لماذا صالح؟، لأنه يرعاني ويقودني في كل مراحل حياتي حتى في مراحل اضطهادي هو يرعاني، يقودني، يعتني بي، حتي إذا ابتعدت هو لا يبتعد لأنه راعي صالح، يبذل نفسه عن الخراف. اختبارنا لرعاية الله لنا يا أحبائي تعطي لي ثقة، فرح، سلام، ... إلخ، إحساس الإنسان المسئول عن نفسه هذا قوي جداً، كل شيء يقول أنا، لا بل أنا أثق في الراعي الذي يقودني، ما سر سلام الإنسان؟ من أين جاء سلام الإنسان؟ جاء من الراعي الصالح الذي يعتني به. نري اليوم في قصة البابا زخارياس جاء شخص يحاول يهدده لكنه لم يستجب، فقال له سوف ألقيك للسباع، فعندما ألقاه للسباع وجد أن السباع لا تؤذيه، ولأنه مقتنع أنه لا يوجد إله يعتني لهذه الدرجة، فقال لك من المؤكد أن هذا الرجل أعطى رشوة إلى حارس السباع ليأكلهم ويشبعهم، وعندما ألقينا هذا البطريرك لن يقتربوا إليه، فأحضر حارس السباع وعاقبه وطرده، وأحضر حارس غيره، ولم يطعم السباع أيام كثيرة ولكي يزيد من شراسة السباع أحضر خروف وذبحه، وأتى بدم الخروف ولطخ ثياب البطريرك به وألقاه للسباع، سباع جائعة، شئ مثير بالنسبة لهم جداً، فلم تؤذيه. أنا هو الراعي الصالح، من هذا؟، من الذي يرعى إلى هذه الدرجة؟،أنا وأنت لابد أن نطمئن أن لنا راعي صالح، يقول لك المعتني بكل أحد، من معتني بكل أحد، حتى وإن كان هذا الإنسان لا يستحق هذه الرعاية لكن الله يتعامل من منظوره الإلهي الأبوي، أنه مسئول عن كل نفس، يا لفرح الإنسان الذي يعيش مطمئن أن له راعي صالح، يا لفرح الإنسان الذي يشعر أن الأخطار تحاوطه وهو مطمئن، يقول لك "إن قام علي قتال ففي هذا أنا مطمئن"، لماذا يكون مطمئن؟ لأنه يرعاه، راعي صالح، يرعاني، يقودني، يهتم بشئوني، يهتم بنفسي، يهتم بخلاص نفسي، يهتم بالأمور التي من الممكن أن تقلقني، يهتم بمشاكلي، راعي صالح، أنظر في تاريخ الكنيسة عن رعاية الله، أنظر إلى أي درجة العذابات والاضطهادات، وأنظر إلى أي درجة هناك ملوك وأباطرة فرغوا أنفسهم تماماً لمقاومة المسيحيين، أنظر كم من ملك أقسم ألا يبقي مسيحي على وجه الأرض، هناك ملوك تفرغوا تماماً لهذه القضية، لكن هناك راعي صالح، نعم هناك أعداد استشهدت لكنهم كانوا بالنسبة للكنيسة لم تحسب أنفسهم أنهم خسارة، ولكن كانوا بالنسبة للكنيسة هم مكسب، كانوا سر ثبات الكنيسة، لدرجة أن الآباء يقولوا لنا أن دماء الشهداء هي بذار للكنيسة، هم كانوا البذرة، هؤلاء نحن نعيش علي إيمانهم إلى الآن، عندما أشعر بالضعف، أو نفسي تشعر بالضعف، اقرأ سيرة شهيد فأقول أنا بالفعل ليس لدي حق كيف أخاف، مضغوط، إنني ليس لدي استعداد أقبل أي ألم من أجل سيدي، أنظر ماذا فعل آبائي قد صاروا بذار للكنيسة، صاروا سر قوة ليس سر هزيمة، راعي صالح، أنظر كم من حاكم مختل العقل، حاكم مفتري، حاكم ظالم، كم من حاكم وضع في قلبه ألا يبقي مكان للعبادة، هدم كنائس، حرق كنائس، هاجم أديرة، إذن ماذا بعد ذلك؟ يقول لك أنا هو الراعي الصالح، راعي يرعى شعبه، يرعى قطيعه، يعتني، يهتم، يحيط. جميل الإنسان الذي يثق في هذا الراعي، أنظر إلى شعبه في العهد القديم من كان يرعاهم، تخيل أنت عندما يكون من اثنين مليون إلى ثلاثة مليون فرد يريدون أن يأكلوا، يشربوا لمدة 40 عام، من يرعاهم؟ أنا الراعي الصالح، من يقودهم؟ أنا أقودهم، أنا أشبعهم، أنا أغذيهم، كيف تغذيهم؟ يقول لك أنا راعي صالح هذا موضوعي أنا، عندما يغيب الإنسان عن وعيه الروحي، يغيب عن ضميره، وعن عقله، ويشعر أنه ليس هناك راعي صالح يبدأ في القلق، والخوف، لكن طالما تشعر أنه هناك راعي صالح كن مطمئن، يقول لك "لأنه هو سلامنا"، يقول لك "أنا أرعي غنمي وأربضها"، يقول السيد الرب "أنا أطلب الضال، أسترد المطرود، أجبر الكسير، أعصب الجريح، أنا أرعي غنمي وأربضها يقول الرب"، يقول لك "يكمن الحملان إلي حضنه، ويقود المرضعات"، أي أنه حتى المبتدئين، المرضعات هم الذين لازالوا في البداية، يقول لك يقودهم، يحملهم، يقوتهم، كل فرد فينا عند الله غالي، كل فرد عند الله معروف، له طريقة خلاص، وله اهتمامات الله يعرفها جيداً، من التدريبات الجميلة التي يعطيها للإنسان أن تزداد عليه التجارب فيقول لك الله تركني، الله لا يتذكرني، ماذا أكون أنا في وسط هذا الكون كله؟!، أقول لك عندما تأتي إليك مثل هذه الأفكار فكر في حياتك كلها، كم أعتني بك الله، أرجع للماضي قليلاً، راجع في حياتك، أبحث عن أعمال حسنة فعلها الله معك، بارك عمل الله في حياتك، لا تنكر، لا تجحد، لا ترفض، تأمل في رعاية الله لك، كل شخص فينا من الممكن أن يكتب كتاب عن ذكرياته مع الله، وكم فعل الله معه ووقف معه في مواقف عديدة، نحن كآباء كهنة نسمع أمور كثيرة من الناس يقول لك هذا الموضوع كان صعب جداً لكن نشكر الله أنه لم يتركنا، أنا لا أعرف هذا الموضوع كيف انقضى بيد الله، كثيراً ما نسمع عن أمور صعبة جداً ليس لها حلول لكن نجد الله رفعها، تأمل في حياتك الشخصية انت، في رعاية الله لك على مستواك الشخصي، كم أعتني بك الله، كم أهتم بك، كم أنقذك، كم دبر لك، تأمل، تأمل عمل الله في حياتك. أحياناً نعطي تدريب بسيط ونقول أكتب خمسة أشياء فعلها الله معك، تذكر خمسة أشياء فقط، تذكر أعمال صالحة أعطاها الله لك، تذكر عطاياه لك، كون أن الله اختارك أنك تكون مسيحي هل هي ليست عطية؟!، فهو أعطاك ميراث ملكوت السموات، كون أن الله أعطاك حق أن تأكل من جسده ودمه، كون أن الله أعطاك معرفة روحية، كون أن الله يجلسك الآن داخل بيته، كون أن الله يحتملك رغم زيغانك، كون أن الله يغفر لك، كون أن الله أعطاك عقل، يعطيك قوة، صحة، بيت، أولاد، عطايا كثيرة جداً الإنسان كثيراً ما ينساها، يقول لك أنا هو الراعي الصالح، تذكر صلاحي، تذكر عطاياي، تذكر أعمالي معك، أن الإنسان ينسى عطايا الله معه فهي علامة جحود، ثبت أن إحساس الأنسان تجاه الله لا يتوقف على الله أكثر ما يتوقف على الإنسان نفسه، بمعنى إذا شعرت أنا أن الله بعيد جداً عني فهذا الشعور ناتج من أنني أنا الذي بعيد عن الله، أذا شعرت أن الله قريب جداً مني فهذا ناتج من أنني أنا قريب من الله، وإذا شعرت أن الله قاسي جداً فهو ناتج من قساوتي أنا، إذا شعرت أن الله حنين جداً فهذا ناتج من حناني أنا، أذن معرفتي عن الله هي مرآه من واقعي أنا، لذلك يمكن أن تجد أنسان متكبر يقول لك الله هذا من يكون؟!، أما الإنسان المتضع يظل يشكر في الله وعطاياه، تجد الإنسان معرفته عن الله جاءت منه هو، نتاج لحالته هو، نرى شخص مثل القديس أوغسطينوس في بداية حياته كان متحدي لله، متحدي، وكان يسخر من أمه، عندما يجدها تصلي يقول لها لمن تصلي؟!، تقول له لله، يقول لها أين هو؟!، أثبتي لي من هو الله الذي تتكلمي عنه هذا؟!، ألا تظلي تعيشين في هذا الوهم؟!، فما الذي تفعليه هذا؟!، تأتي له ذات مرة وتقول له يا ابني لقد حلمت بحلم جميل، فيقول لها بماذا حلمت؟!، تقول له حلمت بأنني وأنت واقفين معا في مكان واحد فهذا يعني أنك ستأتي إلى الله، أنا مطمئنة بهذا الحلم، لكنه من قساوة قلبه قال لها ومن قال لك أني انا الذي أتي إليك، أنا من المستحيل أن آتي إليك، وبما أنك حلمتي هذا الحلم فأنتي تأتي إلي، بمعنى أنك أنتي سوف تبتعدي عن الله ليس أنا الذي أقترب إليه، أليس أنا وأنتي أصبحنا في مكان واحد لا يمكن أن يكون مكانك أنتي سيكون مكاني أنا، لاحظ كم كانت قساوته؟!، شاهد القديس أوغسطينوس عندما أختبر عمل الله في حياته، شاهد إحساسه بأمه في حياته، أصبح يكرمها جداً، الذي كان يحتقرها جداً، من الذي تغير أمه أم هو الذي تغير؟!، هو الذي تغير، احساسه بالله تغير تماماً، من أين جاء؟، هل الله الذي تغير؟ لا بل أوغسطينوس هو الذي تغير، شعر أن له راعي صالح، أنا هو الراعي الصالح، يحتويني، يتأنى علي، يحدثني، يصبر علي إلى الزمن المحدد، لدرجة أنه كان يخاطب الله ويقول له يارب أنا شاعر أنك كنت تارك الدنيا كلها ومتفرغ لي أنا فقط، هل وصل لهذه الدرجة؟ أقول لك نعم، وصلت به الدرجة إلى أن الله ينشغل به ويدبر له كل شيء من أجل خلاصه، كان يقول لله أنت اختبر وجودي برعايتك وكأنه لا يوجد في الكون آخر سواي، لا يوجد إلا أنا، اختبر وجودي برعايتك، راعي صالح وكأنه لا يوجد في الكون آخر سواي، تسهر علي وكأنك نسيت الخليقة كلها، نسيتهم، أصبح لا يوجد عندك غيري، تهبني عطاياك وكأني أنا وحدي ينبوع حبك، ما هذا؟! أنت كنت في البداية تقول أنه لا يوجد إله، يقول لك لا هذا كان أولا، لا تذكرني بجهلي، فأنا شعرت أن الله هو لي أنا فقط، شعرت أن الله هو الراعي الصالح لي أنا فقط، يهتم بي، انا شاعر أنه يضعني علي ركبتيه ويحتضني ويترك الباقيين، هذا احساس الرعاية عندما يدخل داخل كيان الإنسان، تشعر أن الله يهتم بك انت فقط بصفة خاصة جداً، أنا هو الراعي الصالح أبذل نفسي عن الخراف، تأمل رعاية الله لك، تأمل احتضان الله لك، تأمل احتمال الله لك، تأمل احتواء الله لك، هو الضامن لك، هو الساتر عليك، هو الذي أعانك وأعالك في الفترة الماضية كلها، هو الذي يقوت بالخير عمرك، هو الذي يشبع بالخير عمرك، فلماذا تشعر بالقلق؟ إذا كان لك راعي صالح مثل هذا، طالما لك راعي صالح مثل هذا اطمئن، اطمئن وعندما يأتي عدو الخير يحاول أن يحاربك بقلق أو خوف لا تفكر في نفسك لكن فكر في الراعي الصالح، فهو لم يرعى فقط فرد أو اثنين بل يرعى الخليقة كلها، فهو دبر أمور الكون كله. يقول لك عن شيخ وتلميذه كانوا ذاهبون لقضاء مهمه معينه فكان الشيخ يشعر بالقلق لا يستطيع أن ينام ظل يسير في الحجرة وتلميذه نائم، فتلميذه استيقظ وجده يظل يسير، فظل يفكر ماذا يفعلون في مهمتهم، فتلميذه قال له هل تثق أن الله دبر العالم كله منذ الخليقة إلى الآن قال له أثق، قال له هل تثق أن الله سيدبر العالم كله من الآن حتي المجيء الثاني قال له أثق، قال له دعه يدبر الأمور الآن، الذي دبر الأمر الذي مضى هذا كله أتظن انه لا يستطيع أن يدبر الآن؟!، قال له دعه يدبر الأمر الآن ، فقال له أنا تعلمت منك، فمن الآن أنت المعلم وأنا التلميذ. دعه يدبر أمرك، الذي دبر القديم والجديد، الذي احتوى والذي احتمل، والذي تأنى والذي دافع، لا تظن أن هذه قصص لكي نفتخر بها بإله غير موجود لا، هذه ليست قصص لكنها تسليم حياة، لكي تقول الله الذي أعبده بروحي في الإنجيل، الله إلهي أنا، ليس إله الثلاثة فتية فقط، ليس إله يوسف فقط الذي حفظه في الغربة، ليس إله شعب العهد القديم فقط الذي عالهم في البرية القفرة أربعين سنة، ليس إله مار جرجس فقط، لا هو إلهي أنا، إلهي أنا الذي أثق في محبته، أثق في أبوته، أثق في رعايته، أنا هو الراعي الصالح.ربنا يعطينا أن نختبر صلاح الله في حياتنا، نختبر رعاية الله في حياتنا.يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك الجمعة الخامسة من شهر بابة

تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من إنجيل مارمرقس الرسول الأصحاح العاشر من الآية 35 – 45 .. { وتقدم إليه يعقوب ويوحنا ابنا زبدي قائلين يا مُعلم نريد أن تفعل لنا كل ما طلبنا .. فقال لهما ماذا تريدان أن أفعل لكما .. فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك .. فقال لهما يسوع لستما تعلمان ما تطلبان .. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا .. فقالا له نستطيع .. فقال لهما يسوع أما الكأس التي أشربها أنا فتشربانها وبالصبغة التي أصطبغ بها أنا تصطبغان وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أُعطيه إلا للذين أُعد لهم .. ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .. فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم .. فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً .. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين } ففي إحدى المرات قام يعقوب ويوحنا بالطلب من أمهم أن تتوسط لأجلهما عند يسوع المسيح وذلك لكي يُشاركوه في مجده فأحدهم يجلس عن يمينه والآخر يجلس عن يساره .. فهم خجلوا أن يقولوا مرة أخرى طلبهم من ربنا يسوع فقالوا له " ما طلبنا " .. ولكن ربنا يسوع أحب أن يكشف أفكارهم أكثر فقال يسوع { ماذا تريدان أن أفعل لكما .. فقالا له أعطنا أن نجلس واحد عن يمينك والآخر عن يسارك في مجدك } .. فإن حذفنا كلمة " في مجدك " فلا يحدث شئ .. فقال لهما يسوع { لستما تعلمان ما تطلبان .. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا وأن تصطبغا بالصبغة التي اصطبغ بها أنا .. فقالا له نستطيع } مارمرقس في الأعداد التي قبلها من نفس الأصحاح من عدد 30 – 35 كان ربنا يسوع يتكلم عن آلامه المُزمع أن يجتازها .. فيقول { ابن الإنسان يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت ويُسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه } .. وهم كانوا بيسمعوا هذا الحديث منه .. فكان ربنا يسوع يتكلم عن الصليب والموت .. يتكلم عن الآلام .. يتكلم عن الضيق الذي سوف يجتازه .. يتكلم عن الكأس الذي سيشربه فكان من الأولى أن يطلبا أن يجتازوا معه هذه الآلام ولكنهم طلبوا أن أحدهم يجلس عن يمينه والآخر عن يساره .. فكثيراً ما كان يتكلم معهم الرب يسوع عن أشياء وهم يُفكرون في أشياء أخرى .. فهو مثلاً كان يتكلم عن الروح القدس وهم يقولوا له " ولا سمعنا أن هناك روح قدس " .. ومرة أخرى قالوا له " أرنا الآب " ( يو 14 : 8 ) فقال لهم يسوع " أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) .. " من رآني رأى الآب " ( يو 14 : 9 ) فكانت هناك مفارقات عجيبة .. فالتلاميذ يفكروا بطريقة وربنا يسوع يفكر بطريقة أخرى .. فلا يوجد مجد بدون ألم .. فأحياناً يتوه الإنسان عن ذهنه هذه الحقيقة وهي الألم والضعف وهو يريد فقط المجد .. ولكن المجد لا يأتي أبداً إلا بالألم .. القيامة لا تأتي أبداً إلا بالصليب .. فهو أعلن مملكته على الصليب .. أعلن كمال حبه على الصليب .. الصليب هو دليل حبه العملي .. فهم هنا سمعوا عن الصليب العملي ولكنهم لم يتلامسوا معه .. ففيما هو يتكلم عن الصليب يتكلموا هم عن المجد .. فيوحنا ويعقوب لن يُدركوا المجد إلا لما يجتازوا معهُ الصليب في سفر الأعمال الأصحاح 12 كان يعقوب أول الشهداء .. { فقتل يعقوب أخا يوحنا بالسيف } .. فهو يقول أنا كنت بطلب مجد ولكن عندما رأيت الآلام فأيقنت أن الألم هو الذي يوصل للمجد .. فهو واثق أن من خلاله يصل إلى المجد .. فإن الباب الذي يؤدي هو باب مجد وألم .. هو باب قيامة وصليب كل الأباء الرسل إستشهدوا على إسم ربنا يسوع ما عدا القديس يوحنا الحبيب .. الله حفظه لرسالة معينة .. عاش لأخر القرن الأول فهو كان قريب جداً من المسيح فظهرت بدع كثيرة تقول إنه إنسان وليس إله .. فكتب إنجيل يوحنا المملوء بالبشارة الإلهية .. تظهر بدعة تقول إنه إله وليس بشر فيوحنا يكتب الرسائل ليؤكد إنه إنسان فيقول { الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ... الحياة أُظهرت }( 1يو 1 : 1 – 2 ) .. { كل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فليس من الله }( 1يو 4 : 3 ) .. يتكلم عن الأبدية والسماء فيكتب سفر الرؤيا .. لقد سمح الله أن يطوِّل عمر يوحنا وأن لا يستشهد حتى في عصر نيرون وإنه يعاصر البدع ويكتب إنجيله ليؤكد على لاهوت المسيح .. يكتب رسائله ليؤكد على ناسوت المسيح .. ويُنفى إلى جزيرة بطمس ليكتب لنا سفر الرؤيا .. فهو الأن قد انفتحت عينيهِ على أسرار كثيرة فيقول لو أعطاني مجد فإني مشتاق إلى شركة آلام المخلص عجيب يارب في تأنيك على التلاميذ .. فهو كان يمكن أن يغضب أو يثور .. فهو كان يتكلم عن الآلام والصلب والموت وهم يتكلمون عن المجد .. فهو محتاج إلى روح تكون مُشاركة في آلامه وليس من يتكلم عن المجد .. { لستما تعلمان ما تطلبان } .. فهم لا يعرفون ما هي النفقة .. أن تشربوا الكأس التي أنا أشربها وأن تصطبغا بالصبغة التي أنا أصطبغ بها .. فهم أجابوه " نستطيع " .. ولكن ليس لهم استعداد للتعب ولكنهم عندما عاشوا معه في فترة آلامه الفعلية أسلموا أنفسهم للألم فلذلك يجب أن نسأل أنفسنا هل كلامي عن الصليب نظري ؟ هل أنا واقف على حدود الكلام لكن عندما يأتي الألم أرفضه وأطلب المجد ؟ إن البركة كلها مخفية وراء الألم .. أن تشرب من الكأس التي أنا أشربها .. أن تصطبغ بالصبغة التي أصطبغ بها أنا .. الصبغة هي ألم .. دم .. إهانة .. تعري الصبغة في الكنيسة أُطلقت عليها المعمودية .. بالطميس تعني الصبغة التي هي المعمودية .. فهي الصبغة المقدسة .. فأنت الأن تقدر لأن أنت فيك صورتي .. ملامحي .. لأن أنت فيك صاحب الوجه المُتفل عليه .. فيك صاحب الوجه المضروب عليه .. فيك صاحب الرأس الذي وُضِع عليه إكليل الشوك .. فيك صاحب اليدين المُسمرتين تِقدر أم لا تستطيع ؟ هم قالوا نستطيع .. ولكن إثبتوا .. كل التلاميذ إغتاظوا .. لماذا أنتم تطلبون هذا الطلب ؟ ولكن ربنا يسوع كان يقول كلكم غير فاهمين .. كلكم غير حاسين بيَّ ولكن سوف أُبقي عليكم وأحتملكم .. { ولما سمع العشرة ابتدأوا يغتاظون من أجل يعقوب ويوحنا .. فدعاهم يسوع وقال لهم أنتم تعلمون أن الذين يُحسبون رؤساء الأمم يسودونهم وأن عظماءهم يتسلطون عليهم .. فلا يكون هكذا فيكم } هناك فرق بين الرئاسة والتسلط :- الرئاسة : هو أن يستخدم الرئيس ما فيه من سلطان . التسلط : هو أن يستخدم الرئيس ما لا في سلطانه ويتجاوز حدود سلطانه . العالم يستخدم الرئاسة والتسلط .. { من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً .. ومن أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً } .. فتعالى إلى أي فرد يضع هذا الفصل من الإنجيل أمامه أو يأمر تلاميذه بهذا الكلام .. من في التاريخ كله تكلم بهذا التعليم ؟ فهناك ناس وأشخاص قرأت الكتاب المقدس فسجدت .. الكلام إخترق أعماقهم .. الكلام إصطدم بالعقل البشري .. الكلام يخلع الإنسان العتيق .. فالإنسان يريد أن يتقوى .. يكبر .. يتسلط .. يكون له نفوذ .. ولكن الكنيسة تقول { من أراد أن يصير فيكم أولاً يكون للجميع عبداً لأن ابن الإنسان أيضاً لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فديةً عن كثيرين } هو يبذل نفسه عن كل الجهالات .. عن الكتبة والفريسيين .. فهم أفراد يريدوا مصلحتهم .. يمشون معه لمجرد الأكل .. معجزة .. حتى تلاميذه لم يُدركوه .. لم يفهموه .. ومع هذا لقد أحبهم الرب يسوع .. فهل أنت تتبع المسيح في فكره .. في منهجه ؟ فالإنسان يبحث في العالم عن كرامة .. مركز .. مال .. نفوذ .. إنتصار .. ولكن الرب يقول عكس فكري تماماً تصطبغ بالصبغة التي أصطبغ أنا بها .. تشرب الكأس التي أشربها .. فعندما كنت وسطكم كنت خادم فخلعت ثوبي ووضعت منطقة في وسطي وطلبت أغسل أرجلكم .. في التقليد اليهودي كان هناك العديد من العبيد بدرجات في البيت الواحد وكانوا يُقسمون العبد القديم .. العبد لديه مواهب .. لديه مهارات .. العبد المغضوب عليه وهو الذي كان يتقدم ويمسح الرِجل .. يغسِل ويِمسح .. فهل أنت تقبل أن تكون مثل سيدك أصغر عبد .. هل تستطيعان ؟أكثر شئ يغضِب ربنا مننا هي ذاتنا ومحبتها .. أن نحب أن نكون أولاً .. فلذلك يقول ربنا إسمع كلام الإنجيل ونصيحته " تريد أن تكون الأول كن أخر الكل " .. أحد الأباء ذهب إلى مرشده الروحي فقال له قل لي كلمة لأحيا بها .. فقال له " ضع نفسك تحت كل الخليقة وأنت تحيا " ربنا يجعلنا تلاميذ تابعين سامعين عاملين للمسيح لا بالكلام ولكن بالفعل نعمل منهجه في داخلنا فنحبه ونتمثل به ونتبعه ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

معرفة الثالوث الجمعة الثالثة من شهر بابة

تقرأ الكنيسة علينا اليوم فصل من إنجيل معلمنا مار لوقا البشير إصحاح 10 .. فالتلاميذ أرسلهم ربنا يسوع للخدمة وعندما رجعوا بلغوه بثمر الخدمة فلما رجعوا وحدثوه بما فعلوا فربنا يسوع سُر بما فعلوه .. ﴿ في تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال ﴾ ( لو 10 : 21 ) .. فأنا أشكرك لأنك أخفيت أمر الكرازة عن الفلاسفة .. عن الحكماء .. عن الأبرار في أعين أنفسهم .. عن الكتبة .. عن الفريسيين .. ﴿ نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك والتفت إلى تلاميذه وقال كل شيءٍ قد دُفع إليَّ من أبي وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾( لو 10 : 21 – 22 ) .. فعلاقة الآب في الإبن والآب والإبن في الروح القدس فهم ثالوث ولكن في نفس الوقت واحد .. الآب في الإبن = 1 × 1 = 1 .. الإبن في الآب = 1 × 1 = 1 .. فكثيراً ما نتكلم عن الوحدانية وقليلاً ما نتكلم عن الثالوث ويمكن أن يكون هذا بسبب البدع التي تنقض أو تهاجم الوحدانية فتجعلنا نقلل الكلام عن الثالوث .. ولكن الكلام عن الوحدانية لا يلغي الثالوث نحن لا ننكر أن الثلاثة أقانيم واحد ولكن لكل أقنوم له صفته .. له فعله .. له عمله .. له ما يميزه .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن الآب هو الإبن هو الروح القدس ولكن لكلٍ منهم صفة ذاتية تختلف بينهم ومع ذلك هم الثلاثة واحد . الآب خالق الإبن مولود الروح القدس منبثق فالصفة الألوهية تجمع الثلاثة أقانيم ولكن هناك صفة ذاتية .. فالصفة الألوهية مثل يعرف كل شئ .. غير محدود .. فهو ينطبق على الثلاثة .. الإبن هو آب ولكن ليس هو الآب .. فعندما نقول الآب مولود خطأ الآب منبثق خطأ الإبن آب خطأ الإبن منبثق خطأ الروح القدس إبن خطأ الثالوث واحد والوحدانية لا تلغي الثالوث .. مثل مثلث متساوي الأضلاع .. أ = ب = ج .. ولكن ليس * أ * هو * ب * هو * ج * .. فلو قلنا أنهم واحد أصبحت نقطة وليس مثلث . أ ب ج الصفة الإلوهية تجمع كل أقنوم من الثالوث ولكن هناك صفة ذاتية تخص كل أقنوم .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ .. فهناك صفات للإبن وهناك صفات للآب .. فالإبن مثلاً في شكل عجز .. في شكل ضعف .. إنه الله ولأنه أخذ شكل جسد .. عبد فحمل ضعفاتنا وأخذ شكلنا فهو شابهنا في كل شئ ما خلا الخطية وحدها .. فعندما نرى الإبن في أي صورة من الضعف لا ينبغي أن نُعثر بل نباركه أكثر لأنه مبارك .. هو الذي شابهنا في كل شئ فهو أخذ ما منا من ضعف .. فيسوع ضعف .. تألم .. أُهان .. أخذ شكا ضعف .. فهو أخذ صفة إنسانية لكي يحقق أقنومه كإبن .. يحقق أقنومه لأجل خلاصنا .. فالصفة الإلوهية لا تلغي الصفة الذاتية .. كونه إبن لا تلغي صفته كإله .. فالروح القدس منبثق لا يلغي صفته كإله وكونه إله لا يلغي روح قدس مميز فالثلاثة شكلوا مثلث متساوي الأضلاع في كل شئ فهناك تمايز في الأقانيم ولكن وحدتها لم تلغي الثالوث .. الآب اختارِك .. الروح القدس ظللِك .. الإبن تنازل وتجسد منِك .. الثالوث يعمل في وحدانية ولا يعمل أقنوم بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. فعندما يحل الروح القدس يعمل من خلال الآب والإبن .. فالإبن لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الآب والروح .. الآب لا يعمل شئ من خلال نفسه بل من خلال الإبن والروح .. القديس كيرلس يقول ﴿ أن كل شئ يفعله الآب بالإبن عن طريق الروح القدس ﴾ .. الآب يريد أن يخلق فالإبن يوجد الشئ .. الله قال فليكن نور( تك 1 : 3 ) عن طريق الروح القدس .. جعل نور عن طريق كلمته الإبن الله يفدي فيرسل الفادي وبركة الفداء تُنقل إلينا عن طريق الروح القدس﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ﴾ .. فتريد أن تعرف الآب إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الروح القدس إعرف الإبن .. تريد أن تعرف الإبن إعرف الآب فالثلاثة يوجهوك لبعض لأنهم ثالوث في واحد .. فنحن لا نعرف الشمس بدون ضوئها .. حرارتها .. الشمس كفعل فإننا نتعامل معها كنور .. كحرارة .. كقرص شمس .. فنحن لا نستطيع أن نقول أن النور هو الحرارة وإن كنا نفصل النور عن الحرارة .. فهل يمكن أن نقول أن اليوم الطقس حار فنريد الشمس بنورها ولكن ليس بحرارتها ؟ ولكن هذا لا ينفع .. أو تقول أريد أن الشمس تدفيني ولا أريد حرارتها ؟! فالآب والإبن والروح القدس ثالوث في واحد ولكن الوحدة لاتلغي التمايز .. فالإبن هو الذي جاء في شكل متجسد .. هو الذي ولد من بطن السيدة العذراء .. هو الذي يدين .. هو الذي فدى الروح القدس هو الذي يعطينا روح الفهم والمعرفة .. روح الصلاة .. يعزينا .. فالآب يعزيك عن طريق الإبن فيبعث لك الروح القدس .. لا يلغي أبداً إنهم متمايزين في فعلهم فالإنسان هو نفس .. جسد .. روح .. فهم ثلاثة في واحد لا يمكن أن نفصلهم .. فالنفس نفس .. الروح روح .. الجسد جسد .. فلا يمكن أن نفصله وعند الإنفصال يصبح لا شئ فيموت .. فعندما ينفصل الروح يكون ميت .. يكون لا شئ .. فإنها طبيعة الله .. وحدانية الله أن الله واحد فقط أقنوم الله هو واحد فإن هناك وحدة ولا يكون في تكامل لأنه ليس يمكن أن نتعامل معك إنك جسد فقط ولكن إنك في نفس الوقت روح ونفس . فالإنسان جسد + نفس + روح فالنفس تتأثر بالجسد والروح الجسد يتأثر بالنفس والروح الروح يتأثر بالجسد والنفس فهم يعملوا معاً ولا نستطيع أن نلغي أحدهم فهم يعملوا معاً القديس أثناسيوس يقول ﴿ إن هناك ينبوع يخرج منه تيار والتيار فيه ماء ﴾ .. فالينبوع به ماء .. التيار به ماء فكلاهما به ماء ولكن دور الينبوع غير دور التيار .. وكذلك أيضاً في الأقانيم فكل أقنوم له دوره .. له فعله .. له تأثيره .. له عمله .. فكل مسيحي مدعو له الشركة في الثالوث القدوس .. فكنيستنا تعلمنا وهي تقول ﴿ لك المجد مع أبيك الصالح والروح القدس ﴾ .. ﴿ محبة الله الآب ونعمة الإبن الوحيد وشركة وموهبة الروح القدس ﴾ .. فنرشم الصليب ﴿ الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين ﴾ .. فأحياناً كثيرة ندخل في علاقة مع الإبن دون الآب أو الروح القدس .. فيجب أن تكون لنا شركة مع الروح القدس .. ﴿ ليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له ﴾ فإنه كلما تقترب من معرفة الآب تجد نفسك تقترب من معرفة الإبن .. وكلما تقترب من معرفة الآب والإبن تقترب من معرفة الروح القدس فإنهم متكاملين ولا يعملوا بمعزل عن بعض .. فالإبن يدين والروح القدس لا يعزي بدون الآب والإبن .. الإبن يفدي والروح القدس ينقل لنا بركات الفداء .. فأي أقنوم لا يعمل عمله بمعزل عن الأقانيم الأخرى .. ففي سر المعمودية يأخذ عمل الآب .. الإبن .. الروح القدس في سر التناول الذي يقدس الأسرار ويحولها الروح القدس يُقدم السر نفسه الإبن عن طريق الآب في القداس حضور الثالوث الآب يدبر الإبن ينفذ الروح ينقل فشركة الثالوث القدوس شركة هامة لسلامة علاقتنا بربنا .. فعندما نريد أن نأخذ أي فضيلة نطلبها من الثالوث القدوس .. فعندما ننظر إلى أي صفة في الله نراها عن طريق الثالوث . مثل صفة الحكمة الله الآب الحكيم الإبن الحكمة الروح القدس روح الحكمة مثل صفة القوة الآب القوي الإبن القوة الروح القدس روح القوة صفة الطهارة الآب الطاهر .. القدوس الإبن القداسة الروح القدس روح القداسة فكل ما نريده في الآب نجده في الإبن ويُنقل عن طريق الروح القدس .. فلنطلب كل طِلبة من الآب ويعملها الإبن وينقلها لنا الروح القدس .ربنا يعطينا علاقة بالثالوث القدوس ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمتهولإلهنا المجد إلى الأبد آمين

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل