العظات

حزنكم يتحول الى فرح

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان والي دهر الدهور كلها أمين . تقرأ علينا يا أحبائي الكنيسة فصل من بشارة معلمنا يوحنا البشير الإصحاح ١٦، سأتناول معكم آية واحدة فقط حيث يقول "يتحول حزنكم إلى فرح" أحيانا يا أحبائي نرى الطريق الروحي مؤلم، نراه متعب، لا يوجد به فرح ، لكن يوجد به حزن، فيقول لك صوم بمعنى مجموعة أغذية أنت تحبها ولكن لن تتناولها، يقول لك أستقيظ مبكرًا لكي تصلي باكر، وأنت عائد من عملك متعب ولكن لابد أن تصلي قبل النوم، شخص لديك خصومة معه يقول لك لا أغفر، لكن أنا لا أريد أن أغفر، وأنا أريد أن أنام، وأنا أريد أن آكل، وأنا أريد أن أرتاح، فتجد الطريق الروحي أحيانا يوجد به ألم، لكن أنا أريدك أن تجرب ، جرب ، جرب تكون غاضب من شخص وتغفر، جرب تعطي، جرب تستيقظ مبكراً وتصلي ، جرب إنك تريد أن تنام وتقول لا بل أنا سأستيقظ وأحضر القداس ، ثم تعالى وقل لي ماذا يكون إحساسك وأنت عائد من القداس؟ ستقول أنا كنت سأحزن جداً أذا لم أحضر القداس وضاع علي التناول، فأنا ماذا أستفيد أذا كنت دائما غاضب من هذا الشخص، أنا سامحته وإنتهى الموضوع من داخلي أنا بذلك استرحت، يتحول حزنكم إلى ماذا؟ إلى فرح، لكن تعالى وقل أنا اليوم لا أريد أن أصوم، أريد أن أفطر وأتناول كل ما أريده، ستجد نفسك نادما فقد أكلت ولكن ماذا استفدت؟! ثم بعد ذلك ستسأل نفسك لماذا أنا هكذا؟، ولماذا أهم شيء لدي بطني؟، ولماذا أنا أهم شيء لدي نفسي؟، أنا من المفترض أن أكون غير ذلك. لكن جرب أن تصوم مشكلتنا الأساسية هي أننا كثيراً ما نمارس الحياة الروحية بطريقة روتينية كبيرة تفقدنا معناها، أحضر قداس بشكل روتيني يفقدني معناه، أصلي بروتينية تفقدني معناها، أقول كلمة يارب ارحم، كلمة كيرياليسون، كلمة جميلة لكن من داخلي لا يوجد إحساس كلمة يارب ارحم، لا يوجد بداخلي إحساس يارب إرحمني، أقول "أبانا الذي" لكن ليس لدي شعور أبدا بكلمة لتكن مشيئتك ، نقولها بطريقة روتينية ، صائم روتين مجرد أننا قمنا بتغيير بعض الأكل بدلاً من هذا أصبح هذا، بماذا تشعر؟ يجيب لم أشعر بشيء أبدا، لماذا؟ "من الروتين"، فكن حذر من الروتين ، قاوم الروتين، حاول وأنت تفعل أي شيء أن يكون لديك ما يقول عليه الأباء كلمة "إدراك" ، تصور وأنت تقف في القداس يكون لديك إدراك، أن السماء تكون مفتوحة قدامك الآن، وربنا يسوع المسيح بمجده، بقدرته الإلهية، حاضر على المذبح، وسوف يعطينا جسده مكسور لغفران خطايانا، هذه لحظة سماوية، إنه سر عظيم سننال به غفران خطايانا، سوف نسبح، سوف نمجد، سوف نقول هلليلويا، سوف نقول يا رب ارحم ، الإدراك هو أن تدرك معنى ما تفعل، ارفع قلبك فعليا، وعندما تصوم فلتصم بالروح ، ولا يكون مجرد عمل جسداني، ستجد حزنك يتحول إلى فرح. الطريق ضيق نعم ضيق، وحقا ربنا يسوع المسيح لم يعدنا ولم يخدعنا ولم يقل لنا أنه واسع ، هو قال لنا الطريق ضيق، وقال ستتكبدون حزناً ، تصور أن شخص يريد أن يفعل لنفسه شعبية ويسأل أشخاص كثيرة هل يقول لهم الطريق ضيق، أو يوجد به حزن بالعكس فهو يقول لهم الدنيا ستكون جميلة، لا بل قال في العالم سيكون لكم ضيق، قال الطريق الروحي ضيق، القديس أبو مقار يقول لأولاده : فإن البئر عميقة لكن مائها طيب وحلو ولذيذ ، فعلاً الطريق ضيق لكن المدينة مليئة بأفراح وسرور، الشخص عندما يكون ذاهب إلى مشوار لشخص يحبه ، ويكون الطريق مزدحم ، ويكون قد تأخر في الطريق ، لكن عندما يصل للشخص ويراه ينسي تعب المشوار، يتحول حزنك إلى فرح بالإدراك. حاول أن تقوم بتنبيه نفسك وعقلك وقلبك واشتياقك باستمرار لأي عمل روحي تفعله، فإذا أعطيت لن أكون خاسر -لا- بل أنا رابح ، أنا بحسابات البشر فقدت عشور، فأنا أعطيت واحد والباقي لدي تسعة ، بعدما كنت أمتلك العشرة ، يقول لك لا، وأنت تعطي هذا الواحد كن فرح لأن الذي تعطيه فيه سر البركة، لأنه يوجد به سر الحب أنت تقول لله: يارب أنت أهم مني، أنا أحبك يارب، أنا أحب بيتك، وأحب أولادك، لا أريد أن أعيش لنفسي ، أدرك ما تفعل ، "الإدراك". والإدراك مهم جداً، لأن الروتين آفة تأكل أي ثمر، تصبح حياة الشخص بلا معني، كن حذر فإن هذا الروتين مشكلة كبيرة أيضاً في حياتنا العامة ، فالشخص عندما يذهب عمله بشكل روتيني، ويجلس مع زوجته روتين ، ويجلس مع أولاده روتين، ويأكل روتين، وينام روتين، الحياة وقتها تفقد معناها. لذلك هناك الآن علم يعالج الناس من كثرة الاكتئاب واسم هذا العلم: "العلاج بالمعنى" حاول أن ترى أنت لماذا تفعل هذا الشيء؟، أنت جالس الآن مع بيتك هذه لحظات جميلة سعيدة، افرح بأولادك، وافرح بزوجتك، إجلسوا مع بعضكم البعض ، تحدثوا مع بعض، احكوا مع بعض، أتركهم يحدثونك عن مشاكلهم فيكون الكلام هو العلاج بالمعنى إن الحياة لها معنى، حياتك أنت لها معنى، أنت ذاهب للسماء وتشهد لله في فترة أيام غربتك على الأرض لكن هناك معني، الصوم يوجد به معني ما هو المعني أني أقدم ذبيحة من جسدي، إنني أنصر الروح على الجسد ، أنني أقول لجسدي لا لن تأكل هذا، وأيضا لن تأكل نهائي في فترات الانقطاع، سيكون هناك فترة لن تأكل بها إطلاقاً وهذا هو الصوم المنقطع ، وعندما آكل سأقوم بأكل أنواع معينة حتى لو كنت لا أميل لها أنا مقتنع بذلك المعنى. نجتهد يا أحبائي أن يكون لدينا هذا الإدراك ، أن يتحول حزنكم إلى فرح ، هلم ننظر للناس التي عندما سلكت الباب الضيق والطريق الضيق هذا على مدار حياتها ستجد حياته كانت مقدمة للحياة الأبدية، ستجد بداخله فرح قال عنه معلمنا بطرس الرسول "فرح لا ينطق به" ، بمعني أنه لا يستطيع التعبير عنه ، تصور كل شخص منا حياته بعد ثلاثين سنة مثلاً أو بعد عشرين سنة ، ما كمية الرضا التي تكون بداخله عن أيامه؟ يا ألهي من المفترض أن يكون لديك رضا كامل ، أنا يا ربي أرضيتك على قدر استطاعتي في أيامي ،على قدر استطاعتي، على قدر طاقتي، لكن تصور اذا قضينا عمرنا كله نعيش لأنفسنا فقط، فما المعنى؟، المعنى الأيام تمر، الأيام تمر، وعندما يكون الإنسان غير مدرك لأشياء كثيرة تجد الاشياء الكثيرة فقدت معناها، يعيش الإنسان في نظرة ضيقة، وحياة ضيقة، وحياة مؤلمة، لأن الإنسان عندما يظن أنه سوف يعيش لنفسه، يسعد نفسه، فبذلك هو يتألم أكثر، لكن عندما يعيش وهو غالب لنفسه، فبذلك هو يبدأ أن يتذوق معنى الحياة، قديس من القديسين قال أنا ليس لي عدو إلا ذاتي ، ليس لدي أعداء، فعدوي هو أنا، لماذا أنا؟! لأن كلمه أنا تعني أني أريد أن أعيش في شهواتي، أعيش أناني، أعيش مادي، أعيش آخذ، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي ، لا يكره شيء أبدا، لا يكره شخص أبدا، ليس لي عدو إلا ذاتي ولا أكره إلا خطاياي، يتحول حزنكم إلى فرح. فترة مقدسة مباركة فترة الصوم يا أحبائي، أستغلها، فنحذر من صوم الأكل فقط، هيا نصوم صوم الروح، هيا نصوم بالمعنى، لابد أن أكون فاهم إنني أنا الذي أقود ، فالقيادة للروح وليس للجسد، هيا أستطيع أن أقول للجسد لا لكي أنتصر عليه، لكي عندما يقول لي عن رغباته أو شهواته الذي يريد أن يحققها، فإن الروح وقتها تكون قد قويت وتستطيع أن تقول للجسد لا، فبذلك أنت قدمت ذبيحة، ووقتها يتحول حزنكم إلى فرح. ربنا يعطينا حياة مرضية نتخلص فيها من الروتين، ويكون هناك معنى لحياتنا، يتحول حزننا إلى فرح، يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين.

الخراف تتبع الراعى

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين ، تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلي دهر الدهور كلها آمين . في تذكارات انتقال الآباء البطاركة تقرأ علينا الكنيسة يا أحبائي فصل من بشارة معلمنا يوحنا إصحاح ١٠ وهو انجيل الراعي الصالح، فصل ممتلئ بالمعاني وسوف أتناول معكم نقطة واحدة فقط، نأخذ نقطة واحدة فقط عن الخراف التي تتبع الراعي، نحن كأننا مثل الخراف التي لابد أن تتبع الراعي، نتبعه بكل أمانة، بكل حب، بكل ثقة نتبعه. أمور كثيرة في حياتنا تجعلنا نضل، ضغوط كثيرة تتعبنا، تضعفنا، ظروف، ضغوط وما أكثرها، ما أكثرها في هذا الزمان وفي كل زمان، ما الذي يجعل الخروف يتبع الراعي؟، ما الذي يجعلنا نسير خلفه؟، ما الذي يجعلنا نكون مطمئنين؟، كيف أسلم حياتي بكل أموري لإلهي بالضبط مثل الخروف المستسلم لراعيه؟، كيف؟ سأقول لكم ثلاث كلمات، بمنتهى الاختصار نجد أن الذي يجعل الخروف يتبع الراعي ثلاث نقاط وهم :- ١- ثقته فيه . ٢- يراه باستمرار مطمئن . ٣- أنه يسمع صوته . ١- ثقته فيه : نريد أن نكون مطمئنين ونحن نسير مع ربنا يسوع المسيح ضع هؤلاء النقاط الثلاث في قلبك، فهو الراعي لك، لا يكن لديك شعور قوي جداً أنك أنت مسئول عن نفسك، لن تستطيع، لا تعرف، ليس في قدرتك، أنت لا تقدر، فأنت عندما تحمل ستجد الحمل يأخذك وتسقط، فماذا نفعل؟! لابد أنه هو يقودك، إلى مراعي خضر يربضني هو، فالخروف يسير خلف الراعي تقريباً، ويكون هو لا يعلم أين يذهب، لكن الراعي يقود الخروف، معروف عن الخروف أن بصره ضعيف، إمكانياته الفكرية قليلة جداً، ودائما وهو سائر ينظر إلى الأرض، لا ينظر إلى فوق، ولأنه لا ينظر إلى فوق غالباً تجده لا يعرف أين هو؟، لذلك يقال أن أسهل حيوان يضل الطريق هو الخروف، أسهل حيوان غير باقي الحيوانات والتي لديها وعي كبير جداً، فجميعنا نعرف أن القطة أو حيوان آخر من الممكن أحياناً أن يعود بمفرده من بلد لأخرى، فهي تعرف أن تربط نفسها بالمكان، لكن الخروف لا يمكنه ذلك، لكنه مطمئن أنه يسير خلف الراعي. الثقة، أحبائي نحتاج جداً أن نثق في ترتيب وتدبير ورعاية الله لنا، نحتاج قليلاً أن نقول له يارب أنا لا أعرف، أنا لا أستطيع، يارب لتكن مشيئتك، يارب اجعلني دائما أتكل عليك بكل قلبي، كثير من الظروف محبطة، محزنة، مخجلة، أشياء كثيرة من أخطر حروب الإنسان منذ الدهر منذ القدم حرب الخوف، التوتر، القلق على غداً ويظل يزيد، ومثلما أنتم ترون الآن كل فترة تأتي ثورة، يأتي وباء، يأتي غلاء، ... إلخ، كل هذا يجعل الإنسان يشعر بالقلق، أقول لك صدق أن الحل في الثقة في الله، ليس في أنك تدخر نقود، أو أن تفعل أي شيء آخر أبدا، فالذي يدخر النقود يأتي بعد فترة ويقول لك تصور أن ثروتي انخفضت النصف دون أي تصرف خاطئ مني، جاءت لي من هنا ثم حدث ارتفاع الأسعار، إذن ما هذا؟! الذي تعب فيه عمره كله!، معذرة لأن الله يريد أن يقول لنا لا تتكلوا على الغنى أو على المال، ليس هذا الذي يعطيكم الاطمئنان، كن واثق في أنا، أنا الراعي الصالح، كن واثق في كلمتي، كن واثق في أنا، أحياناً الإنسان يريد أن يتخلص من تقلبات الزمن وضغط الحياة لكن أريد أن أقول لك هذا جزء من التدبير الإلهي لحياتنا، الله يقصد ذلك، هو يقصد ذلك، لماذا يقصد هذا؟ يقصد ذلك لأنه يريد أن يقول لك أنا أحاول أعمل معك عملية وأنت تعمل عكسها، بمعنى أني مثل غطاء يتحرك لشيء، أنا أظل أحركه في إتجاه أنه يفتح وأنت تظل تحركه في إتجاه أنه يربط، أنا أظل أفتح وأنت تظل تربط، الله يظل ينزعنا من الأرض، يمشي بالغطاء في هذا الاتجاه أن يفتح، لكننا ماذا نفعل؟! نريد أن نربط، هو يريد أن يفتح ونحن نريد أن نربط، نحن نريد أسفل وهو يريد أعلى، ثق فيه، أذهب خلفه، ثق فيه أنه إلى مراع خضر يربضك، قل له يارب أنت تعلم الصالح لي أكثر مني، يا رب دبر حياتي بحسب إرادتك، يارب لتكن مشيئتك، يأتي لك أصوات مخيفة، سوف تتعب قل له لتكن مشيئتك، لن يكون معك قل له لتكن مشيئتك، إذا حدث لك شيء قل له لتكن مشيئتك، أولادك لتكن مشيئته، هم أولاده هو، أجب على كل ما يقلقك بتدبير وإرادة الله. ٢- يراه باستمرار مطمئن : عينه عليه، طالما أنت عينك على المسيح لا تخف، لا تخف شاهد المسيح في كل تصرفاتك، ابحث عنه، اجعل دائما المسيح لا يغيب عن عينيك، ولا عن وعيك في أصغر الأحداث، وأنت تأكل فأنت تشاهد المسيح الذي يعطيك الطعام، وأنت تعمل فأنت تشاهد المسيح الذي يبارك في العمل، وأنت تنام تشاهد المسيح وهو يحتضنك وهو يستر عليك، وأنت في كل أعمالك شاهد المسيح، ابحث عن المسيح في كل عمل حتى في وجوه الناس ستشاهد المسيح، المسيح موجود لكن أعيننا هي التي لا تميزه وإدراكنا بطيء، الخروف يكون مطمئن جداً إذا رأى الراعي حتى وإن كان من بعيد، حتى إذا كان يجلس، أنا أريد أن أقول لك أنه يكون مطمئن حتى إذا كان الراعي نائم، هو مطمئن طالما هو عينه عليه، أجعل عينك على المسيح ولا تضل، "جعلت الرب أمامي كل حين، عن يميني كي لا أتزعزع" أنت يارب أمامي، وجهك يسير أمامي، كن يارب أمامي، أنا أقودك، بني إسرائيل في البرية كان يسير أمامهم، طالما هما يشاهدون العامود أمامهم فهم بذلك مطمئنين نحن نسير في الاتجاه الصحيح، رغم أنهم لا يعرفون كيف يسيرون؟ لم يعرفوا متي يصلوا؟ لكن طالما عينك على عامود السحاب دائما، عينك عليه دائما، شاهد، ابحث عن المسيح في كل أمر، ابحث عن المسيح في كل أحداث وأمور حياتك، ضع عينك عليه، عندما أعيننا تبعد عنه، عندما أعيننا تنحرف عن المسيح فنحن بذلك نسير في طريق آخر، نحن بذلك ضللنا. ٣- أنه يسمع صوته : من خلال الإنجيل، أحد القديسين يقول لك "لا تعمل عملا إلا ويكون لك عليه شاهد من الكتاب المقدس"، هل الذي تفعله تابع الوصية أم لا؟ نعم، أحب الناس، أخدم، أعطي، أقوم بتربية أولادي، أعمل كل هذا في إرضاء الله، كل هذا يرضي كلمة ربنا، اجعل كلمة ربنا أمامك باستمرار، سراج لرجلي كلامك نور لسبيلي، "الكلمة" أسمع صوته دائما، ما أجمل الشخص الذي لديه أذن تميز صوت الله، ما أجمل الشخص الذي يكون محفوظ بالآية، ما أجمل الشخص الذي يحفظ الآية والآية تحفظه، يسمع الصوت، الخروف عندما يسمع الصوت حتى إذا كان الراعي ينادي على أغنام أخرى لكن مجرد أنه يسمع الصوت يكون مطمئن، خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها وهي تعرفني، إذا أحضرت عدة قطعان من الخراف، وكل راعي قال كلمة فقط ينادي لهم تجد الخراف كلها تذهب تجاه صوت راعيها، فيعرفوه من صوته. نحن أيضا كذلك، كلمة ربنا التي تحكمك للخلاص، كلمة ربنا التي تقود، كلمة ربنا التي ترشد، احذر أن يكون إنجيلك مغلق، احذر أن تكون أذنيك لا تسمع كلمة الله، احذر أن تسير بتفكيرك أو بمشيئتك أنت أو بكلام الناس، بل سر بالإنجيل، الذي يسير بالإنجيل يقول له مستعد قلبي يا الله مستعد قلبي، ما الذي يحكمك؟ تحكمك الآية، لك دستور إلهي، الناس تفعل، الناس تذهب وتأتي، يسخرون من بعضهم، يأخذون من بعض، وتائهين، أنت بكلمة الله، أنتم الذين بكلمة الله محفوظين، الخروف مطمئن لصوت الراعي ، مميز صوت الراعي، يسمعه ، يتبعه، ثلاثة نقاط، ثلاثة أمور يعطوا لنا الطمأنينة في وسط هذا الزمن الصعب وهم الثقة، الرؤية، السمع، ثق في قيادته ولا تكون متردد، ثق، سلمنا فصرنا نحمل، طوبي لجميع المتكلين عليه.. ١- ثق . ٢- أبحث عنه في كل عمل فعندما تراه تطمئن . ٣- اسمع صوته فتتبعه . ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

انت هو المسيح ابن الله الحي

بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين اليوم أحبائي تذكر الكنيسة مجمع نيقية الذي اجتمع فيه 318 أسقف في عام ٣٢٥م لمقاومة بدعه آريوس. إذ أن ما قاله آريوس يمكن ان نسمعه الي الآن لأنه في الحقيقة أمر يمس العقل والإدراك حيث قال إن المسيح ليس هو الله ، وإن الآب أكبر من الابن ، وإن المسيح ليس مساوي للآب في الجوهر بل ان المسيح اقل من الآب. لذلك فقد اجتمعت الكنيسة وأقرت بأن المسيح هو الله وإن كنا نقول أن المسيح ابن الله فهذا ليس معناه إنه أقل منه. من أكثر المشكلات يا أحبائي التي تواجه الحقائق الإلهية تتلخص في أمرين :- الأمر الأول:- هو إن الإنسان يريد ان يفهم هذا الكلام بعقله. الأمر الثاني:- هو عجز اللغة. بالنسبة للأمر الأول: قال لا يستطيع احد ان يقول المسيح رب إلا بالروح القدس فالأمر لا يأتي بالإقناع العقلي ونحن نفسر أمثال تحتاج إيمان بعمل الروح القدس الداخلي. وأن نقول مثلما قال معلمنا بطرس عندما قال لهم السيد المسيح "من يقول الناس إني أنا؟" فأجاب معلمنا بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله الحي. الأمر الثاني خطير جدا: وهو عجز اللغة، فاللغة يا أحبائي تقوم بالتعبير عما لا نستطيع التعبير عنه، وتقوم بوصف غير الموصوف. عندما يقال كلمة إبن سرعان ما يفهم منها معنيين ، والإثنين خطأ في الفهم اللاهوتي المعنى الأول: عندما اقول ابن معناها انه يوجد واحد كبير وواحد صغير هذه اللغة، اللغة قامت بتوصيل هذا المعنى لدينا. المعنى الثاني: انه يوجد انفصال بمعني ان الآبن عندما يولد من والديه ويخرج من بطن الام فبذلك ينفصل. اما الآب والآبن غير ذلك فهي ولاده غير منفصلة ولاده متصلة ،الآب والآبن ليس معناه إن هناك أحدهم كبير والآخر صغير، فالآبن موجود منذ الأزل ولكن في ملء الزمان أخذ جسدا ليس معنى ذلك انه عندما أخذ جسد فبدايته كانت أزليه ، لكن هذه هي بدايته بحسب التجسد وأيضا قبل ذلك هو موجود .مثلما أنا الآن اتحدث اليكم فأنا احدثكم بكلام موجود في عقلي لكن انت لا تراه فهو موجود في عقلي منذ زمن طويل لكني أعبر عنه الآن ليس معنى ذلك انه اتولد الآن، فهو اتولد الآن لكي يعبر لك عن شيء لكن هذا الشيء موجود داخلي وعندما تحدثت الآن بهذا الكلام معني ذلك انه خرج من عقلي، لكنه مازال موجود في عقلي ، وفي نفس الوقت أنا تحدثت به الآن فبذلك خرج ... لذلك انت سمعته و رأيته و شعرت به. + هكذا يا أحبائي ضعف اللغة يقوم بإعطاء سوء فهم لأمور لاهوتية كثيرة، لذلك يا احبائي اجتمع الآباء لوضع صياغة إن الابن هذا نور من نور إله حق من اله حق مولود من الآب قبل كل الدهور. فانه لم يولد الآن فعندما أراد الله ان يخلصنا هذا الذي من اجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء ، فهو موجود مثلما نصلي ونقول كائن في حضن ابيه منذ الأزل. + إيماننا يا احبائي بربنا يسوع المسيح هو أساس لحياتنا كلها، فأنا من أعبد؟ أنا أعبد ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح إبن الله الحي لابد ان تقال هذه الجملة الكبيرة. هو ربي وهو إلهي وهو مخلصي يسوع المسيح ابن الله الحي هذا إعلان إيماني في المسيح يسوع لذلك ربنا يسوع المسيح سأل هذا السؤال لئلا يكون تلاميذه غير مدركين من هو ولئلا يكون الناس غير مدركين. وفي الحقيقة أن الذي توقعه ربنا يسوع المسيح حدث - لماذا حدث ذلك؟ - لأنه عندما سأل هذا السؤال وجد اجابات عجيبة. اجابوا وقالوا له انت يوحنا المعمدان. لأن يوحنا المعمدان كما تعلمون إن هيرودس قطع راسه فهم متوقعين أن يوحنا المعمدان سيأتي مرة اخري. فقال أأنت يوحنا المعمدان الذي بعدما قطعت رأسه جاء إلينا مرة أخري. ثم شخص آخر قال له انت ايليا. وشخص آخر قال انت ارميا. أنتم بذلك غير مدركين . وشخص آخر قال له أنت أحد الانبياء. نحن إيماننا بربنا يسوع المسيح أنه هو يسوع المسيح ابن الله الحي. لذلك يا احبائي اذا كانت فكرة إيماننا بربنا يسوع المسيح تزعزت قليلا. فبهذا إيماننا كله تزعزع، وإيماننا عندما يتزعزع معناه إن أساس المنزل تزعزع وهذه مشكلة كبيرة جدا. فمثلا مشكلة اذا سقطت طوبه من جدار المنزل انها مشكلة لكنها ليست بمشكله كبيرة لكن المشكلة الكبيرة موجودة في أساس المنزل الذي غير واضح ألا وهو إيماننا. لذلك قال اليك بهذا نغلب العالم بإيماننا. بمن نؤمن؟ نؤمن بيسوع المسيح ابن الله الحي الذي هو مساوي للآب في الجوهر، فأن الذي آتي الينا ليس شخص اخر ولا انفصل عن الآب. لكنه آخذ جسدآ لكي يأتي إلينا ويفدينا ويعلمنا، فلكي يعلمنا ينبغي ان يصير إنسان ولكي يفدينا لابد ان يصير إنسان ليصلب فلابد ان يصبح لحم ودم لكي يفدينا فداء كامل ويدفع ثمن خطايانا آخذ شكلنا وآخذ جسدنا وآخذ طبعنا وحمل على نفسه طبيعة بشريتنا الضعيفة. وأخذها في نفسه لكي ينجينا من الموت، ذاك الذي له سلطان الموت وهذا ما حدث. + لذلك يا أحبائي قامت الكنيسة بعمل اجتماع مكون من 318 أسقف والعجيب يا أحبائي انهم عندما ارادوا تعداد الأساقفة وجدوا أنهم ٣١٩أسقف فيقومون بقراءة الأسماء المكتوبة يجدوهم ٣١٨ فيسألون من منكم لم يكتب اسمه؟ فيجيبوا كلنا كتبت أسماءنا. فيقوموا بالتعداد مرة اخري الي ان ايقنوا وقالوا 31٩ لكن المكتوبين 318 فمن هذا الحاضر؟! معناه أنه ربنا يسوع المسيح بنفسه حاضر، هو الذي قاد الكنيسة لأنه اذا كانت الكنيسة تنازلت عن هذه الحقيقة، حقيقة ان المسيح هو إبن الله وحقيقة انه مساوي للأب في الجوهر لأصبحنا الآن غير مسيحيين اذا قلنا إن المسيح ليس هو الله نحن بذلك نقضنا لأن معني ذلك انه اصبح بشر وعندما أصبح بشر فمن يفدي؟ يفدي نفسه فبما اننا قبلنا كلمة إنه بشر فقط، ليس إله فهذا يعني إن الخلاص لم يكتمل بمعني إنه اذا فدى فأنه فدى نفسه لأنه بشر لكن هو أخذ شكل البشر هو ليس بشر فهو اله "عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" لكنه فقط أخذ جسد هو اخذ شكل العبد - فلماذا أخذ شكل العبد ؟ - اخذه من أجل خلاصنا من أجل فدائنا انه أتي في الزمن لكي يقدس الزمن واتي في شكل الجسد لكي يقدس الجسد وعلمنا وصنع معجزات وعجائب لكي يعلن للعالم كله إنه غالب للجسد وغالب للمرض وغالب للشيطان وغالب الموت وغالب للطبيعة. اذا قمت بالتركيز ودرست معجزات ربنا يسوع المسيح وقمت بتصنيفها ستجد حوالي ستة وثلاثين معجزة تقريبا والستة وثلاثين معجزة يوجد فيها عده انواع : قدرة على مغفرة الخطايا ، قدرة على شفاء الأمراض، قدرة على قيامة الموتى، قدرة على الطبيعة ، قدرة على الجسد، قدرة على المرض ، قدرة على الشيطان ... شيطان وجسد ومرض وطبيعة وموت ، فمن هذا الذي يقوم بكل هذه المعجزات فهو فعل ذلك لكي يعلن لهم إنه ليس مجرد إنسان عادي لذلك الكثير من المعجزات التي فعلها ربنا يسوع المسيح جعلتهم يقولون بالحقيقة هذا ابن الله هذا لا يمكن ان يكون إنسان عادي. جاء الي العالم بطريقة غير طبيعية . لم نري أبدا شخص يأتي الي الدنيا بدون زواج لا يوجد في جميع البشر. جاء للعالم بطريقة غير طبيعية وعاش حياة غير طبيعية و مات بطريقه غير طبيعية و قام قيامه غير طبيعية إنه فريد .لماذا؟ لأنه اله تجسده عجيب حياته عجيبة موته عجيب قيامته اعجب وفي النهاية ختم كل هذا أمام التلاميذ، وامام الدنيا كلها. انه قام من الموت وصعد الي الأب في السماء فمن هذا؟ لذلك يا أحبائي إيماننا بربنا يسوع المسيح لابد ان يكون إيمان قوي بداخلنا. تؤمن بمن؟ بيسوع المسيح ابن الله الحي المساوي للآب في الجوهر، الذي لم يحسب خلسه أن يكون مساوي لله. قال معلمنا بولس الرسول في رساله فيلبي لم يحسب خلسه. ما معني لم يحسب خلسه ؟ تعني أنه لم يأخذ شيء لم يمتلكه. لم يقم بسرقة شيء ان يكون مساوي لكنه أخلى ذاته أخذا شكل العبد صائرا في الهيئة كإنسان واطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة. فما هذا يا احبائي عمل ربنا يسوع المسيح . + من الأشياء التي تزعزع الإنسان وتزعزع ايمانه إنه اذا رأي ربنا يسوع المسيح في موقف ضعف فمثلا عندما قال جاع ،عطش ،تألم ، صرخ ، بكي ، اكتئب ، صار عرقه كقطرات دم ...إلخ فكل هذا الكلام يقول لك انتبه كل هذا الكلام من أجل تدبير الخليقة عندما تجد موقف ربنا يسوع المسيح يظهر فيه بهذا الشكل. قم بكتابه هذه الجملة " هذا من أجلي و نيابة عني". لماذا جاع ؟ لماذا صرخ؟ لماذا صلى؟ تذكر وقل من أجلي و نيابة عني لأنه جاء فقط لكي يقوم بفدائي أنا. ولكي يفديني لا بد ان يأخذ طبعي أنا بكل ضعفاته الذي لم يعرف خطيه صار خطية لأجلنا لكي نصير نحن بر الله فيه. لذلك يا أحبائي اجتمعت الكنيسة ووضعت صياغة للإيمان لكي تثبت في قلوب أولادها من هو المسيح. + من الأشياء التي كان ربنا يسوع المسيح يريد أن يثبتها بعد قيامته هذه الحقائق ، لأنه بالفعل يوجد اشخاص أعثرت في الصليب فجاء يمشي بجوار اثنين من تلاميذه (تلميذي عامواس) فسألهم من هو هذا فأجابوا بتعريف لكن ربنا يسوع المسيح كان يريد ان يؤكد على حقيقه لاهوته قالوا تعريف ضعيف جدا، سألهم من هو يسوع؟ قالوا له إنسانا نبيا مقتدرا في القول والفعل أمام الله والناس وهذا لا يكفي أبدا. ليس هو يسوع لا يكفي أبدا أننا نؤمن ان يسوع هذا إنسان نبيا مقتدرا في القول والفعل عند الله والناس. يوجد اشخاص كثيرة تؤمن بهذا، ان يسوع هذا شخص فريد وكان لديه قدرات خارقة. لا لا هو ليس مجرد ذلك. لا فهو إبن الله الحي، فهو الله مساوي الاب في الجوهر. ربنا يثبت في قلوبنا أحبائي حقيقة إيماننا به وباستمرار نأكدها وأرجوكم عندما نقف نصلي قانون الإيمان لا نتلوه بدون فهم. لابد ان نقوله ونحن نفهم أن - هذا الذي من أجلنا نحن البشر من أجل خلاص نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس وصلب - كل كلمه في قانون الايمان أقولها وأنا مدرك لمعانيها. ربنا يدينا إنه يثبت في قلوبنا حقيقه ان يسوع المسيح هو ابن الله الحي يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد ابديا امين

يدعو خرافه الخاصة باسماء

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تعلمنا الكنيسة يا أحبائي في تذكارات آبائنا البطاركة أن تقرأ لنا فصل يتكرر علينا كثيراً وهو انجيل الراعي الصالح فصل من بشارة معلمنا يوحنا الإصحاح (10)،وسوف نتناول نقطة واحدة فقط صغيرة وهي عندما يقول يدعو خرافه الخاصة بأسماء، أي أن الراعي يعرف قطيعه رغم أننا نشاهد أن هذا القطيع كبير جداً ومزدحم جداً وأشكالهم جميعاً تشبه بعضهم البعض، لكن هو كراعي يعرفهم كل واحد بتفاصيله، ويعطي لهم أسماء، فينادي على كل خروف باسمه وهكذا يعطيهم أسماء، وبالطبع الخراف تميز جداً صوت الراعي، أي أنهم وهم يسيرون ويكون عددهم كثيرين وواحدة منهم ذهبت يسار قليلاً فينادي عليها أو يرفع صوته عليها فتأتي على الفور ناحيته، نفس الأمر يحدث حينما يريد الله أن يطمئنا عليه، يريد أن يقول أن عيني عليكم جميعاً، وأعرفكم، وأعرف كل واحد فيكم باسمه، وشكله، وظروفه، وبيته، وعائلته، ومشاكله وكل شيء.أحياناً كثيرة يا أحبائي نفقد اليقين في هذه النقطة، هل الله يشعر بي؟!،هل الله يعرفني أنا تحديداً؟!،هل أنا في وسط هذه الدنيا كلها معروف عند الله باسمي؟!،هل من المعقول أن الله يعرف ظروفي؟!،أحياناً لا نصدق كل ذلك، أقول لك اذن تعالي أنظر إلى نفسك هكذا من منا يشبه الآخر بالضبط؟! فالأخوات التوأم لا يشبهوا بعض بالضبط، لكن ليس فقط من يشبه الآخرفي كل الشعب الذي في الكرة الأرضية الذي يقرب على ثمانية مليار نسمة هل يوجد بينهم شخص يشبه الآخر؟!،هل أنت يارب خلقت كل إنسان وظللت تفعل له ملامح خاصة قال لك نعم كل إنسان، كل فرد أنا أعرفه باسمه، واعرفه بظروفه،واعرف اهتماماته، يدعو خرافه الخاصة بأسماء أحبائي هذه النقطة عندما يعرفها الشخص منا فإنه يطمئن جداً، أي أنك يارب تعرفني، تعرف اسمي، تعرف ظروفي، تعرف حالتي، يقول لك بالطبع فأنا الذي فعلت لك لون بشرتك، أنا الذي فعلت لك لون عينيك، أنا أعطيتك مواهب، أنت قلبك من الداخل به أشياء أنت لا تعرفها لكن أنا أعرفها، أنت الرئتين من داخلك بهما أشياء لا تعرفها ولكن أنا أعرفها، أنت الكليتين من داخلك بهما أشياء أنت لا تعرفها ولكن أنا أعرفها، أنا أعلم، أنا أعلم عنك ما لا تعلمه أنت، في سفر أشعياء يقول "أنا دعوتك باسمك أنت لي" ذات مرة سيدة تقول لي من أكثر الألقاب التي أحبها وعندما أقوله اطمئن جداً هو "أنت ضابط الكل"، عندما أقول كلمة ضابط الكل يحدث لي اطمئنان، في بعض الأحيان الإنسان يأتي له فكر أن الدنيا تسير صدفة، تسير كما تسير، لا أبدا فالشمس تشرق في أوقات بالثواني، تشرق، تشرق مقاسة بدقة شديدة جداً، أحياناً يا أحبائي عدو الخير يود أن يطمس من أعيننا هذه الحقيقة لكن عندما يعرفها الإنسان تجد الصلة بينه وبين الله تتوطد جداً، وتقوى جداً، وتكبر جداً، أنت أبي قال لك نعم أنا أرعاك هنا في زمن الحياة، أرعاك وأرسلك إلى مراعي خضر، المراعي الخضر هي الكنيسة، مياه الراحة هي ينابيع الروح القدس، إلى أن أطمئن عليك لكي أرسلك لتبيت في الحظيرة، ما هي الحظيرة؟ الحياة الأبدية، بمعنى أنه الآن يرعانا إلى أن يطمئن علينا أننا دخلنا الحظيرة، يريد أن يعود بنا مرة أخرى للحياة الأبدية، نحن وجودنا في السماء وسوف نذهب أو نرحل إلى السماء مروراً بالأرض، إذن من يرعانا في فترة الأرض؟ هو، كثيراً يا أحبائي أشخاص تشكك في هذا الكلام، في العهد القديم في سفر صفنيا يقول لك كلمة صعبة جدًا يقول أنه يوجد أناس تقول "أن الرب لا يحسن ولا يسيء" بمعنى أنه - عذراً في التعبير- كقلته لا يفعل شيئاً، لا يحسن ولا يسيء! لا فأنت لا تعلم من هو، لا فهو ضابط الكل، وهو كان يثبت لهم في العهد القديم أنه هو الذي يحرك التاريخ يوم أن يريد يسبي الشعب كان هو الذي يجعل الملك الوثني الأممي نبوخذنصر يتحدث في قلبه يجعله يسبيهم، وعندما يريد أن يرجعهم يتحدث في قلب ملك وثني اسمه كورش ملك فارس لكي يرجعهم، يريد أن يقول لهم أنا صانع التاريخ وإن كان من حيث الشكل يتواجد ناس لكن أنا الذي أحركهم ما أجمل يا أحبائي أن يكون لدينا يقين أن الله يعرفني، وعارف ظروفي، وعارف أموري، واتحدث مع ضابط الكل الذي يعرفني ويعرف حدودي ويعرف مشاكلي ويعرف نفسيتي ويعرف همومي ويعرف أحزاني، يعرف، لكن لابد أن أكون منتبه أنه مهتم جداً بخلاصي، مهتم جداً جداً أن أذهب للسماء، وأمور الحياة ليست بنفس القدر من الاهتمام لديه لأن الذي يشغله بالأكثر الأبدية، يشغله بالأكثر أنني أذهب للسماء،حتي إذا كان عن طريق ضيق الحياة،أنا بالطبع غير مقتنع بهذا الكلام أنا أريد الحياة الجميلة والسهلة والواسعة، يقول لك نعم أنا سوف أرعاك في الحياة لكن أهم شيء لدي أن أرسلك للحظيرة، أهم شيء لدي أن أرجعك للأبدية، هذا قصد الله يا أحبائي من حياتنا.ما أجمل أن الشخص يكون متأكد أن حياته هذه كلها في يد الله، وهو ضابط الكل وهو الذي عيناه تراقب كل شيء وفاحص القلوب والكلى وفاحص الأعماق، الكلى هي من أكثر الأعضاء العميقة في جسم الإنسان، مختبئة لأنها حساسة جداً، الله خبأها يقول لك هو فاحص الكلى، قل له أنت تعرف قلبي وتفحص كليتاي، الكلى العميقة جداً الذي خبأها الله في الداخل جداً هو يعرفها ويعرف كل ما فيها، ما هذا؟!، نريد أن نتأكد أن الله راعي نفوسنا، نريد أن نشكر الله علي محبته ورعايته لنا، نريد أن نشعر أنه يهتم بنا ويعتني بنا، نريد أن نقول له أنا متأكد أنك شاعر بي وتعرفني وأنا أقول لك أنا أطلب ملكوتك وأنا أريدك تعطني توبة، وأريدك تعطني رحمة،أريدك أن تجعلني في قطيعك أكون طائع لك،وأكون واثق فيك وواثق في محبتك، كثيراً ما تأتي علينا ظروف كثيرة في هذه الحياة تشككنا في هذه الأمور، كثيراً ما تتضايق الناس وتتألم من أمور كثيرة ويظلوا يقولوا لماذا تركنا الله؟، لماذا؟،هل هو موجود،هل هو يعرف، هل هو يشعر بي، إذن لماذا يحدث لي كل ذلك؟!لأن في الحقيقة يا أحبائي هو يعتني بنا جداً خصوصًا لأجل خلاص نفوسنا، من الممكن أن نكون مهتمين بالأكثر بالزمنيات لكن هو في الحقيقة يهتم بالأكثر بالأبديات، ما يعنيه جداً، ما يعنيه جداً مستقبلنا الأبدي، مثلما بالضبط عندما يكون هناك طفل مهتم جداً أن يلعب وأبيه مهتم جداً أنه يذاكر فأن أبيه يرى ما هو ألاهم أما الطفل فإنه يرى الآن فقط، نحن كذلك مع الله بالضبط، نحن نرى الآن لكن هو يرى ألاهم، عندما يتأكد الإنسان أن الله يرعى نفسه وضابط أمور حياته فيقول في كل أمور حياته أشكرك يارب، أشكرك على تدبيرك، أشكرك على افعالك التي أراها والتي لم أراها يحكى عن أبونا بيشوي كامل الله ينيح نفسه أنه كان مريض سرطان وأنتم تعلمون أن مرض السرطان مؤلم جداً وأدويته وعلاجه يسقط الشعرفكان شعر لحيته يسقط فكانت تاسوني أنچيل زوجته تتأثر عليه نفسياً وتبكي كثيراً عندما تجد شعره يسقط، وإذا كان يجلس ووجدت عدة شعور على ملابسه،فذات مرة وجدها تبكي فوضع يده على رأسه فسقط في يده كمية من الشعر فقال لها أريد منك أن تعرفي لي عدد هؤلاء يا أنجيل، فبالطبع هي تريد أن تقول له ما هذا الذي تقوله؟!، لكن كل الذي يهمه أنه شغلها وقال لها أتعرفي هذا الشعر لا يوجد فيهم شعرة واحدة سقطت إلا بأذن، أخذت أذن،تأمل عندما يكون الإنسان لديه هذا اليقين رغم أنه في شدة وضيق، فهو قال لك "شعور رؤوسكم محصاة"، هو يعلم، يدعو خرافه الخاصة بأسماء.ربنا يثبت داخلنا يقين أننا معروفين لديه، وأننا محبوبين لديه، وأننا مهمين لديه، وأنه يرعانا في الزمن لكي ما يطمئن علينا في الأبدية ويدخلنا إلى الحظيرة يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

اذهبن الى الباعة و ابتعن لكن

بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها آمين . في تذكار القديسات عموما في سنكسار اليوم سواء الراهبات أو الشهيدات تقرأ علينا الكنيسة انجيل العذارى الحكيمات وهو فصل معروف من بشارة معلمنا متي الاصحاح 25 الذي يتحدث عن العذارى الحكيمات اللذين أخذوا زيت في مصابيحهن مع انيتهن أما الجاهلات عندما فرغ الزيت لديهم وجاء العريس فقاموا بالذهاب الي الحكيمات وقالوا لهم إعطونا من زيتكن فقالوا لهم كلمة ثقيلة نريد ان نتحدث عليها قالوا لهن: "اذهبن إلى الباعة وابتعن لكن". فمن هم الباعة؟ الباعة هم :- ١-القديسين ٢-المعلمين ٣-الفقراء ١- القديسين: الباعة هم القديسين فبقراءة سير القديسين يحدث تشبع بتجارة عظيمة من سير ونماذج ومواقف تشبه حياتنا تماما، لذلك يقول اذهبن الي الباعة والحقيقة أن كنيستنا ممتلئة بالباعة (كل يوم عيد قديس وإثنين وثلاثة وأربعة)، ممتلئة بالتجار الناجحين، ممتلئة بأشخاص نستطيع أن نأخذ منهم. فالباعة معناها : عندما أقول لك أنا أذهب للبائع لأني أريد شيء، فإني اذهب للشخص الذي يقوم ببيعه، لذلك أقول لكم: أذهبوا للقدسين أقتنوا منهم " تقوي أو تواضع أو محبة او تطبيق وصايا ". اذهبوا للأنبا انطونيوس، اذهبوا للأنبا بيشوي، أذهبوا لأبو مقار، أذهبوا للأنبا موسى الأسود، أذهبوا للقديسين مكسيموس ودوماديوس ، أذهبوا للست دميانه ، فهؤلاء هم الباعة فلا يصح أن يكون هؤلاء الباعة موجودين ولا نشتري منهم، بمعني ان يكون هناك محلات مفتوحة، واضعين بضاعتهم، ويقولوا لكم أشتروا. + القديسين وسيرهم لابد أن تكون لنا منهج "أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" وكل شخص منا قلبه يميل لفضيلة معينة ستجد الكنيسة مليئة بنموذج وأثنين وثلاثة يقوموا بتعليمك هذه الفضيلة . ٢- المعلمين : فيوجد الكثير من المعلمين في الكنيسة مثل القديس اثناسيوس، القديس كيرلس الكبير، والقديس ديسقورس، وأقوال الأنبا انطونيوس، وأقوال وعظات القديس مكاريوس...إلخ الكنيسة ممتلئة بالباعة فهم يوجد لديهم البضاعة ونحن محتاجين، إذن فالباعة موجودين صدقوني يا أحبائي لو لم يوجد باعة كنت أقول لنا عذرنا ، مثلما يكون هناك شخص يبحث عن شيء علي سبيل المثال دواء غير متوفر، فيظل يبحث في كل الصيدليات ولا يجده، الباعة لا يوجد لديهم، بينما لا يوجد هذا الوضع في العرف الروحي لأن الباعة لديهم ولديهم كثيراً وبوفرة وهم يقولون لك اتفضل البضاعة وأنت تسأل كم أدفع؟ فيجيبون لن تدفع شيء مادي لكنك تدفع فقط اشتياقك لهذا الشيء. تصور معي أن شخص لديه سوبر ماركت كبير، به كل أنواع البضائع ويقول لك قل فقط ماذا تريد؟ فمن هم الذين يقولوا لك هذا ؟ هم الباعة في الكنيسة هما القديسين يقولوا لك مثلا أنت ماذا تريد؟ تريد ان يكون لديك رحمة لديك الأنبا آبرام، تريد أن تتعلم الصلاة لديك الأنبا بيشوي، تريد ان تتعلم التقشف والزهد والنسك لديك القدسيين مكسيموس ودوماديوس. ماذا تريد أن تتعلم؟ تريد أن تتعلم الإنجيل لدينا قديسون حبوا الإنجيل الباعة هم القديسين. والمعلمين تركوا لنا كنوز ولازالت الكنيسة بها معلمين لازالت الكنيسة غنية ، أتذكر ذات يوم أحد الشبان قدم لي هدية بها هارد ديسك للكمبيوتر وكانت سعة هذا الهارد كبيرة جداً (واحد تيرا) قلت له: لماذا كل هذا؟ قال لي هذه جميع عظات البابا شنودة وجميع عظات أبونا بيشوي كامل وجميع عظات أبونا بولس جورج وجميع عظات أبونا تادرس يعقوب وجميع عظات أبونا لوقا سيداروس وكل عظات .... فأجبته لماذا كل هذا متي سنسمع كل هذا الكلام نحن سوف نسمعه في السماء، فالكنيسة غنية مليئة معلمين وممتلئة بالآباء ومليئة نماذج وتقول لك أتعلم من هؤلاء الباعة. ٣- أخواتنا الفقراء: هؤلاء في الظاهر نحن نعطيهم لكن في حقيقة الأمر نحن الذين نأخذ منهم نحن، لا نعطيهم لكن نأخذ منهم الكنيسة ممتلئة من هؤلاء الباعة والذي يريد أن يبحث عن فقير سيجد، فمن الممكن يكون أحد أقربائك، ومن الممكن ان يكون أحد جيرانك، ومن الممكن أن يكون شخص رأيته فقلبك تحرك إليه. الكنيسة ممتلئة بالباعة فكم من فقير ومحتاج ومريض ومتألم فكل هؤلاء باعه. ففي العالم تكون المحلات مزدحمة بالمشترين لكن في الحياة الروحية تكون الحقيقة عكس ذلك ، الباعة كثيرون والمشترين قليلين . تخيل أن القدسيين جميعهم كل قديس لديه محل، ومعلمين الكنيسة كل معلم لديه محل، والفقراء كل فقير لديه محل، ولا يوجد اشخاص يريدون الشراء لذلك يقول لك احترس سيأتي وقت تسأل فيه عن الذي اشتريته؟ وعن الذي أخذته؟ فتجيب لا يوجد وقتها يغلق الباب -ربنا لا يسمح بهذا- فهيا بنا من الآن نتاجر ونجمع، من الآن نطرق على باب القدسيين ونطلب منه هذه الفضيلة ونقول لهم اذا سمحت أنا محتاج هذه الفضيلة، هيا بنا نطرق على باب المعلمين ونقول لهم علموني أنا محتاج، هيا نطرق على باب الفقراء ونقول لهم أنا الذي محتاج أن اساعدكم، فأنا وقتما أعطيك شيء فأنا الذي أخذ وليس أنت الذي تأخذ. ربنا يعطينا ان نكون دائماً حريصين أن نجد الباعة ونطرق ابوابهم ونأخذ منهم لكي نربح وان نجمع لنفوسنا زيت يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما والي الابد امين

خطورة الإدانة وعلاجها

بسم الاب والابن والروح القدس إله واحد أمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل اوان والي دهر الدهور كلها امين إنجيل اليوم وهو فصل من بشارة معلمنا مار لوقا البشير الإصحاح ٦ والذي يتضمن مجموعة مبادئ مهمة سنتحدث اليوم عن واحدة منها فقط يقول" ما بالك تنظر القذي الذي في عين أخيك ولا تفطن الخشبة التي في عينك وكيف تستطيع أن تقول لأخيك يا أخي دعني إخرج القذي من عينك وأنت لا تبصر الخشبة التي في عينك يا مرائي إخرج الخشبة أولا من عينك وحينئذ تبصر جيداً أن تخرج القذي من عين أخيك". يتحدث عن خطيه كثيراً ما نفعلها فنحن لا نركز علي خطايانا أو ضعفانتا ولكننا نركز على خطايا الآخرين ، في بعض الأحيان يا أحبائي عندما يجتمع البعض فتكون التسلية لديهم ان يتحدثوا على الآخرين وهذه التسلية يجدوا فيها لون من ألوان اللذة يجلسوا ويتحدثون بكل ما هو رديء، وقليلا ما هو جيد ، يتحدثون بالأكثر على السلبيات، وفي حقيقه الامر هذه الخطية خطيرة جدا، وسوف نتحدث اليوم عن نقطتين :- ١- خطورتها ٢- علاجها ١- خطورتها : إلي اي حد هذه الخطية دون غيرها تهين الله، تغضب الله، تنزع نعمة ربنا من الإنسان الذي يقع فيها، ووقتها ربنا يرفع عنه رحمته. يالها من كلمات صعبة جداً (ينزع النعمة ... يرفع الرحمة) - فلماذا؟ - لأن الله يتوقع أن أترفق أنا بأخي مثلما هو مترفق بي، فعندما يجدني أنا قاسي على أخي فيقول الرب انا اترفق عليك وانت قاس على اخيك . + لذلك يقول القديسين : إن الذي ينشغل بخطايا أخيه ولم ينشغل بخطاياه فيكون كمن يبكي على ميت غيره ويطلق ميته، فمثلاً إنسان لديه ميت يتركه ويقوم بالبكاء على موتي الآخرين، فإن الإنسان الذي يركز على خطايا الآخرين يفقد القدرة والقوة على إصلاح نفسه، فإذا انت متطلع دائما على أخطاء الآخرين فلن تلتفت لأخطائك، فأنا أري نفسي دائما بريء ومن المخطئ؟ الآخرين ، في الحقيقة في بعض الأحيان يصل شعور الإنسان ان جميع الناس هم المخطئين ، بداية من كل الأشخاص الذي يعرفهم في دائرة علاقتنا الضيقة أولا أسرتنا، بعد ذلك أوسع قليلاً في عملنا، بعد ذلك في جيراننا، بعد ذلك في الكنيسة ،بعد ذلك في البلد، بعد ذلك في العالم وهكذا لأنه يري جميع الناس خاطئين، لذلك فأن هذا الأمر يغضب الله ويعري الإنسان من النعمة ويدفعه للهلاك خاصة عندما يدين ويشهر وخاصة عندما يحتقر، لذلك الله يقول لك " يا مرائي أخرج أولا الخشبة" ، يريد ان يقول لك اذا كانت عين أخيك فيها قذي، كلمه قذي بمعني (سلاية)، فأنت نفسك عينك لا يوجد بها سلاية بل خشبة. تصور معي ان هناك شخص يوجد عمود خشب بعينه، وعين أخيه بها سلاية وأنا الذي عيني بها لوح الخشب، أريد أن أخرج السلاية الموجودة في عين اخي. فهو يريد ان يقول لك انظر انت اولا نفسك، فأنك من الأساس نظرك ضعيف لذلك يقول لك ياليتك دائما تركز على نفسك، لماذا لا نحكم على شرورنا وندين انفسنا التي نعرف خطاياها وضعفاتها تماما. أنا اعرف أني لدي ألف ضعفه ... مائه الف ضعفه، وأخي هذا أنا اري فيه شيء، انت تري ضعفه واحدة ولا ترى في نفسك مائه ضعفة لذلك أستطيع أن أقول لك انه يوجد خطورة في الإدانة فبها الإنسان يصبح عاري من نعمة ربنا، وفي الحقيقة الإنسان عندما يدين الآخرين هو يغتصب حق الله ويأخذ دور الله لأن الذي له حق الإدانة هو من؟ هو الديان الذي له حق الدينونه. أستطيع أن اقول لك ان الله يعلم ظروف كل شخص ويعلم حدود كل شخص ويعلم إمكانيات كل شخص ويعلم ضعفات كل شخص، لذلك أستطيع أن أقول لك لكي تعرف مدي خطورة هذه الخطية فأنها تؤدي إلى تخلي الله عن الإنسان، معلمنا بولس الرسول قال" انت الذي تدين غيرك تحكم علي نفسك" فعندما تدين غيرك فأنت تحكم على نفسك بالخطأ. لماذا؟ لأنك انت الذي تدين غيرك انت تفعل تلك الامور بعينها، انت الذي تتحدث عن ان هذا الشخص يحب المال وأنت أيضا تحب المال، انت تتحدث ان هذا الشخص فعل أمر خطأ فانت تفعل مثله واكثر. لذلك أود ان اقول لك إن الشخص الذي يكون ملتفت لغيره لابد أن يأخذ في اعتباره إن هذا الأمر يهين الله. + لذلك قال أحد القديسين لسانك كأنه مصنوع بلسان حداد مثل السكين الذي ينهش في الناس فيقول لك احترس لئلا يكون لسانك كذلك ينهش في الناس لكن لابد ان تكون مجتهد جدا ان تكون أمين ومدقق في الكلام لدرجة أن احد القديسين يقول لك إياك أن تدين أحد من الناس لئلا يبغض الله صلاتك، وقديس أخر قال الذي يدين فقد هدم سوره بنقص معرفة. السور الذي هو حصنك قال لك الإنسان الذي يطلق لسانه على الناس بكل جيد وردئ لن يؤهل لنعمة الله يقول لك لا تدن أحدا ولا تقع بإنسان وعندئذ سيهب الله لك الراحة والهدوء دائما. + فأعلم إن خطية الإدانة هذه خطية خطيرة جدا اذن ماذا افعل ؟ تأتي هنا النقطة الثانيه ٢- علاجها : أول شيء اعلم إن الحكم لله، الدينونة للديان هو الذي يعرف الضعفات والنقائص والحدود والإمكانيات. وهذا الشخص ماهي مشكلته بالضبط، وهذا الشخص ما هي نشأته، وهذا الشخص لماذا يقول هذا. لابد ان اكون مدرك إن الحكم لدي الله ليس كحكمي، فأنا لا اري إلا هذا الفعل أما الله فهو يعرف الحدود ويعرف الدوافع ويعرف القلب ويعرف الأعماق، وان الموضوع لديه ليس قوانين وأحكام مطلقة، فهو عالم الخفايا فمن الممكن ان شخص يفعل شيء وشخص أخر يفعل نفس الشيء لكن لدي الله الأمر مختلف تماما. يحكي قصة انه ذات يوم يوجد مركب بها عبيد معروضين للبيع ومن ضمن هؤلاء العبيد مجموعة من البنات منهم بنتين توأم فأتت أسرة تقيه محبه لله يريدون ان يربوا بنت في مخافة ربنا فقاموا بشراء هذه البنت ثم اخذوها لكي يعلموها الصلاة والصوم والتسبيح والميطانيات والقديسين والكنيسة والقداسات والتسبحة فهم يأملون أن يقوموا بتربيه هذه البنت فتصبح بنت المسيح، وأتت مجموعة أخرى قاموا بشراء البنت الثانية لكن هذه المجموعة كانت عملها فرقة رقص يعملوا في المجون والسكر والخلاعة فتربت هذه البنت على ذلك، فأصبحت تفعل خطايا لأنها تربت علي ذلك ، والبنت الثانية تصلي وتصوم فهي أيضا تربت علي ذلك، فسأل أحد القديسين هل الله سيدين هذه البنت مثل أختها هل تعتقد انه يدينهم مثل بعض؟ بالطبع لا لأن هذه البنت التي تفعل الخطية مظلومة ومن المؤكد أن البنت الأخرى الظروف هي التي ساعدتها لكي تصبح كذلك. لذلك اريد ان أقول لك لا تحكم على أحد. + الكتاب المقدس يقول " لا تحكموا حسب الظاهر " فعندما تجد نفسك سوف تدين غيرك ردد قولين :- ١-هو لمولاه : معلمنا بولس الرسول قال "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" بمجرد ان تأتي لتدين أحد تذكر "هو لمولاه " + ماذا تعني "هو لمولاه"؟ تعني على سبيل المثال ان هناك شخص يعمل لدي أسرة تسكن أمامنا وهذا الشخص نحن نراه إنه لا يرتب ولا ينظف فهذا ليس دورنا إن نقول له نظف مثلا، ليس دورنا ان نقول له لماذا انت جالس هكذا طوال النهار، ليس دورنا لأنه "هو لمولاه" فالشخص الذي قام بتوظيفه هو الذي يعلم، فمن الممكن ان يكون الشخص الذي قام بتوظيفه يقول لك من قال لك انه يعمل بالنظافه أن وظيفته أمن، أنا أريده جالس فقط . فأنت تعتذر وتقول أنا لم أكن اعلم أنا توقعت ان هذا الراجل كسلان طول النهار جالس بدون عمل. لا بل "هو لمولاه " عندما تري شخص يتصرف تصرف لا يروق لك فمن الممكن أن يكون هذا التصرف لا يعجبك أنت لان هذا طبعك ومن الممكن ان يكون يعجبه لأن هذا هو طبعه فلابد أن تقول "هو لمولاه " وفي الحقيقة أن معلمنا بولس عندما يقول "لماذا تدين عبد غيرك هو لمولاه" فهو يريد ان يقول كما باللغة الدارجة "وانت مالك" هو لمولاه الشخص الذي انت تتكلم عليه "هو لمولاه". ٢- هو أبر مني : يعلمنا الآباء كلمة جميلة جداً أود أن تتذكرها دائما وهي: "هو أو هي أبر مني". معناها سريعا من الكتاب المقدس في سفر التكوين الاصحاح 38 ستجد قصة رجل اسمه يهوذا لديه ثلاثة بنين اثنين منهم كبار والثالث طفل صغير والولد الكبير تزوج بامرأة ولم يأتي منها بنسل فمن المفترض ان الولد الذي يليه يتزوج نفس المرأة لكي يأتي بنسل ولكن هذا الولد رفض لم يكن يريد ان يأتي بنسل من هذه السيدة -هذه السيدة اسمها ثامار- فذهبت ليهوذا وقالت له انا الآن لا يوجد لي نسل فماذا افعل؟ فأجابها اذهبي الي بيتك أو اذا كنتي تريدين ان تنتظري الولد الصغير الي ان يكبر (فهذا طبعا نوع من أنواع الذل أو الاستخفاف). فالبنت لشهوة قلبها ان يعطيها الله نسل انتظرت فعلا الولد الصغير ولكن الولد الصغير رفض أن يتزوجها. وكان يهوذا الأب ذاهب لكي يجز الغنم خارج المدينة وهذا موسم يوجد به فرحة وبعض الاحتفالات موسم جز الغنم يجلب لهم خير كثير وعندما كان يسير في الطريق فكان يهوذا للأسف مستهتر قليلا فقامت ثامار وتخفت في زي بنات يفعلوا خطية الزنا وصنعت الخطية معه وهو لم يكن يعلم إنها ثامار ثم قالت له ماذا تعطيني فقال لها سوف أعطي لك معزة فقالت له انني لن انتظر لتأتي من جز الغنم هناك فأنا أريد منك شيء رهن إلي ان تأتي بالمعزة فأخذت منه العصاة الذي كان يمتلكها والخاتم وقالت له اتركهم معي الي أن تأتي بالمعزة أولا. وعندما ذهب من عندها ذهبت هي الأخرى فأرسل رسوله بالمعزة فرجع له وقال أنا ذهبت اسأل عن هذه السيدة لم أجدها فرجعت بالمعزة فبذلك هي احتفظت بالعصاية والخاتم وبعد شهور ذهبوا اليه وقالوا له: هوذا زوجة ابنك الأرملة حامل فقد زنت، قال لهم تخرج خارجا وتحرق بالنار أمام الجميع يالها من فضيحة اما هي فقالت لهم أنا فقط أريد ان أستأذنكم في شيء، أريد أن أرسل له العصاية والخاتم فأرسلت له العصاية والخاتم وعندما رآها قال "هي أبر مني". هي لم تخطئ ولكنها قصدت ان تأتي بنسل لأن حياتها كلها كانت متوقفة على فكرة انها تقيم نسل لكن هو أخطأ هو الدافع لديه كان شر لكن الدافع لديها كان خير. إذن عندما تقوم بإدانة الآخرين تذكر "هو أبر مني" هو فعلا يفعل شيء خطأ لكن من الممكن أن يكون الدافع لديه غير الدافع لدي "هو ابر مني ، هي ابر مني" فعندما تجد شخص لا يروق لك وستبدأ بالتحدث عنه تذكر كلمتين "هو ابر مني" و "هو لمولاه". احذر إن تجد نفسك تسترسل وتتحدث عن الآخرين بأمر ردئ، احذر ان تأخذ حكم الله ومكان الله. فعندما أتوا للمسيح بالمرأة التي امسكت في ذات الفعل سترها ووقف وقال لهم من منكم بلا خطية يرميها أولا بحجر. منذ قديم الزمن كان الشخص الذي يفعل خطأ في العرف اليهودي يرجم. الرجم عند اليهود شيء قاسي جدا يحفر له حفرة بطوله ويوقفوه على رأس الحفرة بظهره وبمجرد أن الحكم يحكم عليه يأتوا بالشهود، فالشاهد الأول يقول أنا رأيت هذه السيدة في يوم معين ووقت معين مع شخص معين في مكان معين، والشاهد الثاني يقول أنا رأيت هذه السيدة في نفس المكان يقوموا بتجهيز الشهود الأوائل وبالأخص الاول والثاني أول شئ يحدث بعد صدور الحكم فيقوموا بدفع الرجل او السيدة وهو ينظر اليهم بوجهه وظهره للحفرة فبذلك يقع داخل الحفرة ومن الممكن عند وقوعه أن يحدث كسر في رقبته ويموت هذا من البداية قبلما يقومون بضربه فاذا لم يمت يقوم الشاهد الأول يلقي أول حجر والشاهد الثاني يلقي ثاني حجر وبعد ذلك من حق كل الموجودين ان يلقون بالحجارة بعد الشاهد الأول والثاني. وهنا في هذا الموقف السيدة موجودة والحفرة موجودة والشهود موجودين والحجارة موجودة والشاهد الأول مجهز يده ومجهز نفسه تماما والشاهد الثاني والباقين جميعهم مجهزين الحجارة. لكن ربنا يسوع رأي هذا الموقف فأتي بالسيدة وأوقفها خلفه وقال لهم من حيث إنها تستحق الرجم فهي فعلاً تستحق لكن أنا أريد ليس الشاهد الأول الذي يلقيها بأول حجر بل الذي يلقيها بأول حجر يكون شخص بدون خطية فنظروا بعضهم لبعض فلم يجدوا فرأيناه هو الذي ستر خطيتها قال لها "أما ادانك أحد... ولا أنا آدينك... أذهبي بسلام". + إذن عندما تجد شخص يفعل خطية استره عندما تجد إنسان لديه ضعفات كثيرة لا تتحدث عنه، اذا كنت تستطيع ان تصلح أصلح. لكن لا تأخذ مكان الله لا تتكلم على غيرك فأنت بذلك تأكل في لحم غيرك ، وعندما تتكلم على غيرك فانت بذلك لن تري خطاياك وأنك بذلك لن تنظر الخشبة التي في عينك وتظل تدقق وتتكلم على القذي التي في عين أخيك. لذلك استطيع أن أقول لك انه عندما يأتي اي موقف ستبدأ الناس تتحدث فيه في الإدانة فقل كلمتين "هو لمولاه" و "هو أبرمني ". ربنا يعطينا إن نكون مدققين وألا تكون التسلية الوحيدة لدينا التحدث عن الآخرين فهذا شيء لذيذ بالنسبة لنا وفي النهاية شخص يقول نحن لم نقل شيء خطأ نحن نروي أشياء حدثت بالفعل لكن الله يقول لك أستر، فعندما يجد الله إنسان يستر ينعم عليه بستره. ذات يوم كان هناك راهب في دير يفعل خطيه فحكموا عليه أن يخرج من الدير فوجدوا راهب قديس يعتبر أب اعتراف الرهبان اسمه القديس بيساريون يجهز نفسه هو أيضا لكي يذهب مع الراهب. فرأوا الراهب الأول ذاهب بالقفة وبعدها وجدوا القديس بيساريون ذاهب خلفه بالقفة التي تخصه، فقالوا له لماذا تذهب أنت؟ فأجابهم وانا أيضا خاطي. ربنا يعطينا أن نعلم الي أي حد الله يستر علينا فنتعلم نحن أيضا نستر على الآخرين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لألهنا المجد الدائم امين.

السماء تبدأ من الأرض

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد آمين تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها آمين . تحتفل الكنيسة اليوم بعيد عظيم وهو عيد نياحة أمنا السيدة العذراء سيدتنا وملكتنا كلنا، (21 طوبة) نستطيع أن نقول عليه أن هذا هو الاحتفال الكبير في السماء بأمنا السيدة العذراء، بينما العيد الذي نحتفل به في شهر أغسطس هو تذكار صعود جسدها، لكن عيد نياحتها هو 21 طوبة، كل يوم (21) من الشهر القبطي نحتفل فيه بتذكار العذراء فهو مأخوذ من 21 طوبة أي أن هذا هو التذكار الرئيسي لنياحة السيدة العذراء ومعها أيضاً قديسة عظيمة وهي القديسة إيلارية ابنة الملك زينون، سواء أمنا السيدة العذراء أو القديسة إيلارية أو التذكار الذي نحن فيه اليوم الذي يخص تذكار الأربعين كلها تدور حول فكرة واحدة وهي فكرة الغربة على الأرض، هي فكرة أننا هنا نعيش بشكل مؤقت، أي حياة تنتهي لا تكون حياة، أي زمن ينتهي لا يكون زمن، الحياة الحقيقية لا نقول عليها حياة وتنتهي، الحياة آتية من الاستمرار، من الشيء الحي، لكن أشياء تنتهي لا نسميها حياة، فما هي الحياة الحقيقية التي لا تنتهي؟ هي الحياة الأبدية أما نحن الآن في مقدمة الحياة الأبدية، نحن الآن في بداية الحياة الأبدية، نحن نستطيع أن نقول عليها مرحلة التأهيل للحياة الأبدية، فالشخص يذاكر فترة بعدها يأخذ شهادة ليعمل بها عمره كله، نحن الآن في فترة المذاكرة التي نأخذ بها الشهادة لنحتفل بها باقي العمر كله، العمر في الحقيقة يبدأ الآن من الأرض للحياة الأبدية وتستمر في السماء في سفر التثنية الله قال لهم سوف أعطيكم أيام تعيشوها كأيام السماء على الأرض، نحن من المفترض الآن يا أحبائي أن نتدرب على الحياة السماوية، ولنا شفعاء وأولهم أمنا السيدة العذراء ولنا معونة إلهية من الروح القدس ولنا توجيهات من الكتاب المقدس ولنا حياة ربنا يسوع المسيح كل هذا لكي نعيش حياة سماوية ونحن على الأرض، ما هي الحياة السماوية؟ نلخصها في ثلاثة كلمات: ١-الحضور الدائم في حضرة الله: في السماء سوف نكون معه للأبد، نكون معه دائمًا. ٢- التسبيح والتمجيد. ٣- الفرح الذي لا ينطق به. نحن مدعوين من الآن لنعيش هؤلاء الثلاثة نقاط، وبمجرد أن نبتعد عن هؤلاء الثلاثة فبذلك ابتعدنا عن السماء فبذلك ابتعدنا عن نصيبنا الأبدي ابتعدنا عن الحياة الأبدية. ١- الوجود الدائم في حضرة الله : على المسيحي يا أحبائي أن يحيا دائمًا في حضرة الله، في الكنيسة، في منزله، في الشارع، في عمله، في كل مكان،"جعلت الرب أمامي في كل حين"، من يجعل الله أمامه باستمرار قد بدأت معه السماء من الآن فهو ليس منتظر السماء لكي يعيشها بل يعيشها من الآن وهو على الأرض، نحن لا ننتظر السماء نحن نعيش السماء من الآن، كلما ثبت في وعي الإنسان وثبت في إدراكه حقيقة الوجود الدائم في حضرة الله فقد بدأت السماء، قد بدأت الحياة الأبدية على الأرض، يقولون أن الشخص الذي يشعر أنه هو والله فقط في هذه الحياة هذا هو الشخص الذي بدأت معه الحياة الأبدية، إن لم تشعر أنك أنت والله فقط في هذه الحياة أنت بعيد عن الراحة في كل مكان، البار القديس يوسف الصديق عندما وضع في تجربة مع امرأة فوطيفار تريد أن تغويه يدخل في الخطية قال لها "كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله" سألته أين هو الله فأجاب موجود الآن، موجود وسطنا، شخص يقول لك هذه لحظة شر، لحظة شيطان، لا فالله موجود في كل لحظة، اجعل الله يملك على فكرك وكيانك ووجدانك ومشاعرك وحضورك واجعل الله يسبقك في كل مكان أنت قد بدأت معك الحياة الأبدية، أنت أخذت نقطة، أخذت عربون، أخذت مقدمة من الحياة الأبدية، عندما يذهب شخص لشراء شيء ويقولون له هذه ثمنه (......) جنيهاً فيقول لهم خذ هذا جزء من الجنيهات عربون فقط، نحن الآن نأخذ مقدمة الحياة الأبدية، نأخذ عربون الحياة الأبدية، الله يريد أن نتذوق الحياة الأبدية لكن بشرط متى يدفع الشخص عربون؟ عندما يكون صادق ولديه نية كاملة أن يأخذ هذه الأشياء،الله يعطينا هذا العربون عندما يجد لدينا النية الصادقة، عندما تأتي الكنيسة وتقول "أهدينا يارب إلى ملكوتك" تكون نابعة من قلبك، تئن في صلاتك وتقول اهدينا يارب إلى ملكوتك،اهدينا يارب لملكوتك، الإنسان الذي تأخذه الحياة ومكتفي بأمور هذه الحياة، ويلهى عن الحياة الأبدية هو يعلن من الآن أنه غريب عن الحياة الأبدية، ويعلن من الآن أنه لا يستحق الحياة الأبدية لأنه في الحقيقة يقيمها في أعماقه أنها لا تستحق فيقول أنك أنت تقول لا تستحق الحياة الأبدية أن تأخذ كياني ووجداني وشخصي ووقتي إذن أنت لا تستحق الحياة الأبدية،لكن بمجرد أن أقول الحياة الأبدية تستحق وأنا أعطيها من قلبي ومن فكري فأنت بذلك تستحق الحياة الأبدية. 2- التسبيح :إلى أي درجة أحب التسبيح؟، إلى أي درجة أحب معية القديسين؟،إلى أي درجة أحب الحياة السماوية؟، إلى أي درجة أحب الكنيسة؟،إلى أي درجة أحب صلوات الكنيسة؟،"إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس نحسب كالقيام في السماء"، يقول "أعطيت الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم" ونحن لا نزال علي الأرض، أنت ونحن على الأرض أعطيتنا تسبيح السيرافيم، في القداس يقول "الذي ثبت قيام صفوف غير المتجسدين في البشر، الذي أعطى الذين هم على الأرض تسبيح السيرافيم"، أي ونحن جالسين الآن إذا كان بين كل رجل والآخر مسافة أو سيدة والآخرى مسافة ففي المسافات الفارغة يوجد سمائيين جالسين، ونحن نصلي يوجد وسطنا سمائيين، بين كل اثنين يوجد واحد سماوي يصلي معنا، وأصواتنا تصعد مع أصواتهم ممتزجة بهم، الذي يحب التسبيح يشعر بهذا الكلام، عندما يقول كلمة آجيوس يمتلئ قلبه بالحضور الإلهي،عندما يقول نسبحك نباركك نمجدك نشكرك نسجد لك نخدمك نعترف لك ننطق بمجدك هذا بدأت معه السماء من الآن، هذا الذي يحب التسبيح ما أصعب يا أحبائي أن يذهب شخص لبلد أو مكان وهو يجهل لغته تماماً، تكون مسألة صعبة جدًا إذا ذهب مكان يسألوه حتى عن اسمه لا يعرف السؤال، يقولوا له (what is your name ? ) فلا يعرف،تخيل أنت شخص يسأله أحد عن سؤال فيصمت، لا يعرف يجاوبه أو يجاوب على سؤال آخر هذا من البداية فهل بعد ذلك يكمل معه الحديث؟، على سبيل المثال يقول له اجلس هنا يقول لا أفهم، يقول لها عمل هذا أو افتح الصنبور،اقفل، حرك هذا الكرسي، لا يعلم ما هذا، فنحن أيضاً كذلك إذا لم نكون معتادين على التسبيح فإننا نكون غرباء عن السماء ونحن علي الأرض، متفوقين في لغة الأرض، عرفنا نعمل، وعرفنا نربح، وعرفنا نتحدث مع الآخرين،وعرفنا نتحدث مع بعض، وعرفنا .... ، .... ، .... إلخ، هذا جيد لكن كيف أجهل لغة البلدالتي كل أشواقي إليها، لغة البلد التي أنا متأكد أني مهاجر لها وذاهب إليها، أظل اجهز طوال الوقت وأنا جالس هنا أجهز أوراقي، أجهز فكري، وأظل مشغول، جميعنا معنا جواز السفر للسماء، معنا التأشيرة، كلنا لنا الحق، كلنا السماء تراسلنا وتقول لنا سوف تأتوا، وكلما نودع أحد من أحبائنا نشعر أنه سيأتي يوم ونلحق به، عندما شخص تأتي له كل هذه الدعاوي للهجرة وكل هذه التأمينات للهجرة ولا يفكر في المكان الذاهب إليه فيكون بذلك لا يريده، لا يريده غير منشغل به،التسبيح معناه أني منشغل بالسماء، كلما ارتبط الإنسان بالأرض أكثر كلما أعلن عدم رغبته في السماء، كلما ارتبط بالماديات، كلما ارتبط بالأرضيات، كلما ربط نفسه أكثر بأمور الأرض، كلما تعلق أكثر بالأرض كلما نسي السماء وصارت السماء هي الغريبة، في حين أن الحقيقة المؤكدة هي السماء وكل الذي في الأرض الله علمنا أنه زائل وأنه مؤقت، التسبيح، الوجود السماوي، ما هو نصيبي في السماء؟، ما هو مكاني في السماء؟،أين المكان الذي أنا ذاهب إليه؟. أتذكر رجل بسيط جاء في فترة يحضر تبرعات كثيرة يحضر اليوم مبلغ ما، ثم الأسبوع القادم، ثم الأسبوع الذي يليه لدرجه أن العطايا أصبحت زيادة كثيراً، هذا الكلام حدث معي أنا شخصيا فشعرت بالقلق على الرجل لئلا يكون في حالة من عدم الاتزان، شعرت بالقلق لئلا بعدما يتوفى هذا الرجل فأولاده يجدوه غير تارك لهم شيء يقولوا هذا أعطي الكنيسة يحزنوا ويقولون ما الذي جعل بابا يفعل هذا، وكيف أن أبي الكاهن يأخذهم منه، فقد جاء إلي فكر قلق، فذات مرة جاء هذا الرجل وأحضر لي مبلغ فقلت له عم فلان شكراً جزيلاً لك وهذا كثير وربنا يعوضك وأنت فعلت كثيرا جعل جزءًا معك، واجعل شيء لأولادك وأنا أقولها له وأضع احتمال أنه يكون في حالة من عدم الاتزان الفكري أو النفسي، وجدته في كامل الوعي يقول لي أبونا أنا عشت على الأرض غني وأريد أن أعيش في السماء غني،ماذا يعني ما هو يفعل؟ يقوم بعملية تحويل، أنت واعي جيداً أنت فاهم ماذا تفعل؟. الإنسان يا أحبائي الذي يتعلق بالسماء تقل في عينه جداً أمور هذه الدنيا، يشعر أنه من التفاهة أننا نخسر بعض لأجل ماديات، ومن التفاهة أننا نتعلق بأمور زائلة، وأنه لا يليق أني اجعل قلبي في هذه الأمور، التعلق بالسماء يشفينا من أمور كثيرة جدًا. ٣- الفرح الكامل :من أكثر الأمور التي تفصلنا عن السماء هي الهم والغم والأحزان، يقول لك عن السماء أنها الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد، طالما نحن نعيش في حزن وكآبة فنحن غرباء عن السماء، لكن أمور الأرض وأمور الحياة ممتلئة بالهم والحزن يارب نرتفع فوق منها، يارب أنت ترفعها عننا، يارب أنت تجعلنا غير خاضعين لها. الكتاب المقدس يا أحبائي والحياة في المسيح لا تعدنا أبدا بحياة ناعمة، ولا يخدعنا أبدا بأننا طالما نحن مع الرب لا تواجهنا المشاكل أبدا، لم يقل لنا هذا أبدا، قال لنا في العالم سيكون لكم ضيق، هو قال لنا هناك ضيق، الحياة مع ربنا ليست مجرد أدوية مسكنة لا هذا واقعي، لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم، نحن لا نقول أنه لا يكون هناك ضيقات لكننا لنا وعد أننا سوف نرتفع فوق منها، لا نقول أن الدنيا لا يكون فيها شيء لا فهو قال لنا "ستتكبدون حزناً ولكن يتحول حزنكم إلى فرح"، لماذا هو قال ذلك، قال لنا في العالم سيكون ضيق، قال العالم يفرح وأنتم ستحزنون وعدنا وقال لنا وفهمنا ورأيناه عندما جاء ربنا يسوع وعاش على الأرض لم يعيش حياة ناعمة لكنه عاش حياة بلا مأوى، عاش في ضيق، عاش في فقر،عاش في ألم، كل تجربة نشكو منها هو عانى منها كالاتهامات الباطلة، الخيانة، ليس له أين يسند رأسه، ليس له مكان يأويه،تألم، تآمروا عليه، اتهموه زور،ظلم، كل ما نشكو منه هو اجتازه لكي يقول لنا ارتفعوا فوق هذا الكلام الحياة السماوية حياة فرح، ليس فرح لأنه لا يوجد آلام،لكن فرح لأننا قد غلبنا الألم، فرح لأننا تجاوزناه لأننا أدركنا البركات التي في داخله ومن هنا بدأت الحياة السماوية علي الأرض،أعطيتكم أن تعيشوا أيام السماء على الأرض، أمنا السيدة العذراء كانت تعيش وترى كل الأحزان التي يمكن أن نجتازها، لكن من داخلها سلام السماء، وفرح السماء، وحب السماء، لم نراها أبدا في نزاع مع أحد، لم نراها أبدا في حالة اضطراب إلى الصليب والقيامة والصعود، هو تركها لكي تثبت الكنيسة وتثبت التلاميذ هذه يا أحبائي الحياة السماوية ونحن في تذكار الأربعين نأخذ درس أن هذا الرجل نفسه عاش الحياة السماوية، عاش الوجود في حضرة الله، كان يحب بيت ربنا والتسبيح، يحب الفرح والسلام، لا يحب الهم، لا يحب الكلام الكثير،لا يدخل في نزاعات، رجل سلام، إذن ما هذا؟ هذا معناه أنه يحب السماء على الأرض، سلامي أغلى من النزاع،سلامي أغلى من الاضطراب ربنا يعطينا يا أحبائي حياة الاستعداد ويعطينا الحياة السماوية، بركة أمنا السيدة العذراء يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينابنعمته لإلهنا المجد دائمًا أبديا آمين .

الله محب البشر الصالح

بالطبع نحن سعداء برؤيتكم لأن هناك أشخاص من بينكم لم نراها منذ فترة طويلة وبالتأكيد أنه كانت لديهم مراجعة، فإن هذه الفترة وهي فترة ما قبل الامتحانات يكون الشخص فيها مرتبك، مشتت، غير متذكر، متشكك وبداخله أفكار كثيرة قد تكون أكثر من أفكار المذاكرة نفسها، مثلاً كم عدد الدرجات التي أحصل عليها؟، بماذا سوف ألتحق؟، هل سيقف الله معي أم أنه مثلما أنا كثيراً ما لا أكون معه فهو أيضا لا يكون معي؟!، أفكار كثيرة مشوشة، الشخص مننا يظل يحسبها بعقله، هل الله سيجد الفرصة التي يقول لي فيها أنا أريد أن آخذ حقي منك!، أحيانا هناك أشخاص تظن أن الله يفعل هكذا، ويظل مذبذب ثم تأتي إليه لحظة يقول فيها أنا لا أتذكر أي كلمة في الكمياء، ولا كلمة في الفيزياء، ... إلخ، لا يوجد شيء أبدا، أريد أن أقول لك أن كل هذا كلام طبيعي، إذن ماذا نفعل؟ أولا أريدك أن تنتبه أن الله لا يمكن أبدا يأتي لشخص يقول له هيا بنا لأنهي معك حسابات، هذا الكلام بيننا وبين بعضنا نحن البشر، لكن الله اسمه محب البشر الصالح، أتعرف ما معني كلمة صالح؟ الصلاح يقصد به أنه لا يتعامل مع من أمامه بالمثل، بمعنى أن الله يشرق شمسه لكل البشر حتى الذين يقولوا أنه غير موجود، وكل الشعوب سواء التي تعبد النار، البقرة، وكل هذه الأشياء الغريبة التي تندهش لها جدا، الله يعطي لهم خير، يطعمهم، يسقيهم، يشرق لهم الشمس، ويعطيهم كل شيء، يعطيهم الصحة وكل نعمة، الله ليس من النوع المنتقم، الله ليس من النوع الذي يقول للبشر أنا أفعل معكم ....، ....،.... إلخ، الله ليس كذلك، الله يحبنا وإن كان من الممكن أن يجربنا لكن تجاربه لا تحتاج إلى امتحان أو درجات، لا ليست هذه أبدا، بدليل أنك من الممكن أن تجد الطالب الأول أو الثاني على الجمهورية غير مسيحي، نقول يارب أأنت تترك أولادك هكذا؟!، يقول لك لا معذرة هذا موضوع آخر، ليس موضوع تصفية الحسابات، لابد أن تثق في الله أنه يحبك، إذا سمحت لابد أن تثق في الله أنه يحبك، ولابد أن تثق في شيء آخر أن الله صانع الخيرات، ولابد أن تثق في شيء ثالث وهو أن الله ضابط الكل، مدبر كل شيء، لابد أن تثق أن الله يحبك، الله يدبر لك أمورك أكبر من حدود عقلك الضيقة، لكن ما موضوع الامتحانات؟! هذا موضوع أن تذاكر فيه وتحصل معلومات وأشياء تفييدك، فلابد أن تذاكر جيدا وتفعل كل ما هو عليك بكل أمانة وكل إخلاص وتفعل كل ما عليك واترك المتبقي علي الله بكل ارتياح، الله يريد أن يقول لك اجتهد وافعل كل ما عليك، وهناك كلمة الآباء يعلموها لنا ويقول لك "الله يطلب منك أن تفعل ما تستطيع ليفعل هو معك ما لا أنت تستطيع"، كل ما تستطيع أن تفعله فأفعله، والذي لا تقدر عليه أتركه على الله، لكن هناك عدد من الأسئلة بداخلي تضايقني، أنا لم أكن أمين جداً في المذاكرة في الفترة الماضية، لقد لهوت كثيراً، قمت بالتقصير، شخص آخر يقول لك أنا أفكر في التأجيل، أفكر أني أقسم المواد الدراسية، أقول له لا بل أنهي، هناك طالب آخر يقول لك أنه كان يعتقد أنه لن يوجد امتحانات بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا فكان لا يبالي، فيفاجئ أنه هناك امتحانات يقول لك انتبه! أي أفكار تقصير جاءت لك قبل ذلك الحل لها هو الآن، أي تقصير أنت كنت فيه في الفترة الماضية الحل الآن، إذا كان متبقي على الامتحانات من الآن أسبوعين أو ثلاثة فقل يارب قويني في هذه الفترة فالله يعمل فيها ما لا أنت تتصوره، الله يبارك في القليل، الله يبارك جداً في القليل، أن تكون أمين كل يوم تجد الله أعطاك كثيراً جداً، لكن أنت اتعب وأفعل ما عليك بأقصى طاقة لديك، لا تقصر أبدا، عندما جاء التلاميذ إليه يقولون نريد أن نشبع الجموع قال لهم أعطوهم ليأكلوا، قالوا له ليس لدينا، وقالوا له هناك كمية قليلة جداً نخجل منها ولا نعرف كيف نقولها لك وهي أن هناك فقط خمسة أرغفة وسمكتين، هل يصلحوا؟!، هل يصلحوا خمس خبزات وسمكتين على خمسة آلاف فرد ماعدا النساء والأطفال؟!، أم هذه كمية من المفترض أن لا نحتسبهم ولا نتحدث عليهم لأنهم طعام طفل صغير والدته أعطته له، كمية بسيطة جداً، قالوا له ليس لنا إلا خمسة أرغفة، قال لهم أحضروهم لي، أنا أريدهم لكي أشبع بهم الجموع، ما هم الخمس خبزات وسمكتين؟ هم ما لديك، هذا كل ما لديك، كل الذي تملكه، هو قليل جداً ويشعرك بالخجل لكن أعطيهم له في يده، إذا سمحت كل قدرتك الذهنية والجسدية وكل تركيزك هذه الفترة لا تقصر فيها أبدا لأنه لا يصح، لا يصح أن يكون معي خمس خبزات وسمكتين وأعطي له خبزتين وسمكة مثلاً، وأقول له خذ هؤلاء تصرف بهم فأنت تعرف أن تفعل كل شيء، يقول لي لا، أنا أريد كل ما معك، ما هو أقصي تركيزك، أقصى وقتك، أقصي سهر يمكن أن تسهره، أقصى شخص يستيقظ مبكراً، اجتهد بالورقة والقلم التي تذاكر بها، ما هو التركيز الذي تذاكر به، أفعل أقصى مجهود لديك والباقي علي الله، أريد أن أقول لك صدقني أن هذه الفترة يمكن أن تكون من أجمل فترات حياتك التي تلتصق بها بالله، التي أنت تشعر فيها بمليء ضعفك، التي تشعر فيها أنك في احتياج شديد لله، انتبه لأني بمجرد أن أشعر أني أفضل، وأشعر أني أستطيع، سأشعر أن الله غير مهم بالنسبة لي، لكن حينما أشعر أني لست الأفضل ولا استطيع، وقتها من سيكون المهم بالنسبة لي؟ أنت يارب، فكثيراً ما اعتمدت علي نفسي، كثيراً ما كنت أرى نفسي أني أفضل ومتفوق وأعرف، أقول لك لا أنا الآن علمت يارب أني لا شيء، أكثر الأشخاص الذين يستطيعوا تجدهم يقولون علي أنفسهم أنهم لا شيء هم أنتم، لا أعرف، لا أستطيع، يارب قويني، يارب أنا ضعيف . لذلك أستطيع أن أقول لك أن هذه الفترة جميلة في أنك تختبر عمل الله معك، وجود الله في حياتك، وتكون فترة جميلة ولذيذة ومفرحة، ليست فترة نكد أو حزن أو شخص يكتئب ويغلق الكتاب ويقول لك لن أدخل الامتحان والذي يقول لك سوف أدخل بعض المواد، لا أنت أفعل ما عليك واترك الباقي علي الله، كم تحصل من الدرجات؟ الله يدبر لك الخير، انتبه ليس شرط أن يكون كل الناس أطباء، ليس شرط، ليس شرط أن تكون كل الناس في شيء واحد لا، فالله من جماله علينا خلق فينا تنوع، جعل مهندس، مدرس، محامي، صيدلي، محاسب، طبيب، لأنه إذا محونا من البلد أي فئة سوف تشعر أن المجتمع به خلل، أي فئة حتي إذا كانت الممرض ستصبح هناك مشكلة إذا مستشفى كبيرة ولا يوجد بها محاسب فهذه مشكلة كيف تحاسب المرضى؟ كم تأخذ منهم؟، وإذا كان ليس هناك أحد يشتري هذه الطلبات كلها كانت مشكلة، كل واحد الله أعطاه مكان لابد أن يكون أمين فيه، هذا هو المطلوب، فإن الشخص المميز في الكلية العادية أفضل من الشخص العادي في الكلية المميزة، أو يمكن أن نقول عليها إذا شخص في كلية متقدمة جداً لكن لم ينجح ويظل يفشل، حتى هو أمام نفسه صورته تظل تهتز، أذن نحن مطلوب منا أن نكون أمناء جداً، نردد دائما الآية التي تقول "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني"، لذلك آخر نقطة أريد أن أقولها لكم أريد أن أنصحكم طوال وقت المذاكرة بأن تفعلوا أربع أمور: ١- أرشموا على نفسكم علامة الصليب كثيراً، يأتي إليك خوف، قلق، اضطراب، عدم مذاكرة، غير ملم، لا تفهم، ارشم علي نفسك علامة الصليب بهدوء أو يمكن بأحد أصبعك ترشم على ذهنك علامة صليب فيكون هذا سند ومعونة لك . ٢- ردد اسم يسوع بمعنى قل يارب يسوع المسيح أعني، يارب يسوع المسيح قويني، قل يارب يسوع المسيح وضع الكلمة التي تريدها، يارب يسوع المسيح بارك في الوقت، يارب يسوع المسيح فهمني، يارب يسوع المسيح دبر حياتي بحسب إرادتك، يارب يسوع المسيح اسندني، يارب يسوع المسيح ....إلخ، الذي يرشم صليب ويقول كلمة يارب يسوع المسيح يمتلئ من ينبوع نهر سلام فيض .. فيض .. فيض . ٣- ردد آية، آية صغيرة مثلاً "أنا هو لا تخافوا"، أو "أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني"، تقل آية، آية صغيرة هكذا، "الرب نوري وخلاصي ممن أخاف"، أنا هو لا تخافوا، أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني، قل آية، عندما تقل أية تجد نفسك تشددت يقول لك لا تخف تشدد وتشجع، يقول لك أنا دعوتك باسمك أنت لي، يا رب ما هذا؟ هذه شحنة طاقة جميلة جداً، يمكن أيضاً أن تكتب مجموعة آيات أمامك مثلاً طوبي لجميع المتكلين عليك، الرب فادي نفوس عبيده وكل من اتكل عليه لا يعاقب، الرب نوري وخلاصي ممن أخاف، أنا هو لا تخافوا، أستطيع كل شيء في المسيح يسوع الذي يقويني ، طوبي لجميع المتكلين عليه، عندما تقول آية تأخذ طاقة كبيرة جداً ووعود من ربنا جميلة . ٤- تتشفع بقديس أو بقديسة، حينما تذاكر وتشعر باضطراب قل يا أمي يا عذراء، يا مار جرجس، يا أبو سيفين، يا مار مينا، يا بابا كيرلس، يا ست دميانة، يا ملاك ميخائيل، تنادي علي قديس أو قديسة، يا أنبا أنطونيوس، يا أنبا موسي، يا أنبا بيشوي، فهي لم تعد فكرة مذاكرة وكفى لكن أصبحنا مثل الصلاة التي نصليها "لكي نكون بمعسكرهم محفوظين"، أنت لن تجلس بمفردك، واشعر بالسعادة جداً عند ذهابي لزيارة شباب أو شابات أجد كثيراً منهم يضعون صور قديسين حولهم أكثر من خمسين صورة ليطمئن بهم . ثق أنك في يد الله، ثق أن الله يحبك، ثق أن الله ضابط الكل، ثق أن الله صالح لا يأتي الآن ويقول لك أنا أتركك لا الله لا يترك أحد إلا الذين يتركوه، والله لم يتركه لا بل أنا عندما تركته أشعر أني أنا تركته، وأشعر أن الله ليس معي، لكن أنا الذي تركته ليس هو، نحن إذا كانت الشمس مشرقة الآن وقمنا بغلق الشباك ووضعنا علي أنفسنا غطاء للتدفئة في البيت ستشعر أن البيت مظلم جداً، رغم أن الشمس مشرقة لكن أنا الذي منعتها ليست هي التي تمنع نفسها عنا، أحياناً نشعر مع الله أنه غير موجود لكن هذا غير صحيح، لذلك أحد القديسين يقول له يارب "إن تركتك فلا تتركني"، أذن هذه الفترة فترة جميلة، ترى فيها إلى أي قدر الله معك، إلى أي درجة الله صالح، هذه الفترة تكتشف فيها ضعفك، وعندما تكتشف فيها ضعفك تحتاج جداً لله، تمسك بالله جداً، تمسك في وعوده، تمسك في صلاحه، تمسك بضابط الكل، افعل كل ما هو عليك، أبذل أقصي طاقة لديك، قدم له الخمس خبزات وسمكتين الذين معك، وأنت تذاكر ترشم صليب، تردد اسم يسوع، تردد آية، تتشفع بقديس أو قديسة، بماذا ألتحق؟ الذي يريده الله، أنا يارب أريد ....،....،.... لكن لتكن مشيئتك، المهم أن أكون معك، المهم أكون أمين، المهم أمجد أسمك، في أي مكان أمجد اسمك.ربنا يبارك فيكم، يحافظ عليكم، نحن نصلي لأجلكم، ونتذكركم لن ننساكم أبدا، وكل الناس تصلي لكم .ربنا يملئكم بالسلام، يعطيكم روح اجتهاد، روح أمانة، روح تدقيق، ونفرح بكم ونفرح بنتائجكم، لكي تكونوا صورة جميلة لربنا يسوع المسيح في كل مكان . لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

الإيمان الخماسين المقدسة

بسم الآب والابن والروح القدس إله واحد أمين .تحل علينا نعمته ورحمته وبركته الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور كلها أمين . الأسبوع الأول من الخماسين يا أحبائي هو أسبوع الإيمان لأنه حقيقة القيامة والتي واجهت كثير جداً من الشكوك من البداية بمجرد أن تعرف موضوع أن المسيح قام كثيرون كانوا لا يصدقوا، وهذا الأسبوع تحديداً من أكثر الفترات التي ظهر فيها ربنا يسوع المسيح لكثير من التلاميذ لكي يؤكد ويثبت حقيقة القيامة، منذ لحظة أن عرفت القيامة وجدنا البعض يصدق والبعض لا يصدقوا، البعض ترك البلد والبعض الآخر عاد مرة ثانية،لدرجة أن اثنين من تلاميذه الذين هم تلميذي عمواس قالوا لك إن بعض النسوة حيرننا إذ قلناأنه قد قام،أي أن نساءقالوا، انتبه من كلمات نساء قالوا هذه فإنها تحمل كثير من الشك، نساء قالوا أنه قام نعم لكن أنتم ماذا تقولون؟،نجدشخص مثل معلمنا بطرس آخذ سبعة من التلاميذ وذهبوا ليصطادوا فأنت يا بطرس لم تصطاد منذ وقت طويل يزيد عن الثلاث سنوات فهل تعود للصيد مرة أخرى؟ وكأن قصة المسيح قدانتهت كثيراً يا أحبائي ما تواجهت القيامة بتشكيك لكن ربنا يسوع المسيح يظهر وبأشكال كثيرة وفي أماكن كثيرة ويؤكد على أن الذي مات هو الذي قام، وكان يريهم جراحاته لكي يصدقوا ولكي يثبت،نحن هذا الأسبوع نريد أن نثبت في قلبنا حقيقة القيامة،لأنه من الممكن أن نكون مصدقين لكن بدرجة ضعيفة،من الممكن أن نكون مصدقين لكن ليس باقتناع كامل،ليس فقط على قيامة المسيح بل على أنناقمنا، لابد أننا أيضا نصدق أننا قمنا، لابد أننا أيضا نقتنع أننا قمنا،ليس فقط المسيح قام، لابد أني أقول مع توما ربي وإلهي، لابد أني أقول مع التلاميذ ففرحوا التلاميذ إذ رأوا الرب،لابد أني أسجد مع كل من رأى حقيقة القيامة، لابد أن أصدق أن القبر فارغ، لابد أن أصدق أن الذي مات هو الذي قام،هذا الكلام مهم جداً لذلك نلاحظ أن أول آحاد القيامة هو أحد توما، لماذا؟لأنه يقول لك لابد أن تبدأ رحلة الخماسين بالتصديق الكامل،الإيمان الكامل وطوبى للذي آمن ولم يرى،لابد يا أحبائي أن يكون لدينا تصديق كامل لحقيقة القيامة لذلك التحية المسيحية والأسلوب المسيحي ليس فقط في فترة الخماسين، تثبيت حقيقة القيامة إخرستوس آنيستي.. آليثوس آنيستي،المسيح قام .. بالحقيقة قام،أؤمن، أؤمن، أؤمن، تثبيت حقيقة القيامة يا أحبائي كانت هي أساس الكرازة كلها، لأنه إذا انتهت حياة ربنا يسوع المسيح عند الصليب فقط يكون أتم الفداء لكنه غلب،غلب من الموت،هو أتم الفداء لكن معناه أن الموت قوى عليه، لكن المسيح مات وقام فبذلك نقول له أكملت التدبير بالجسد،أكمل التدبير،القيامة هي التي عينت أن المسيح هو ابن الله بالحقيقة،القيامة هي التي أعلنت ألوهية المسيح،تخيل عندما نكون أتباع للمسيح ونكون مقهورين وضعفاء وشاهدنا هوهو يصلب،شاهدنا هوهو يظلم، وقلوبنا تعتصر من الألم عليه،ومتحيرين، هل هو كان إله أم هو كان إنسان؟!، من أين جاء؟!، وهل كل النبوات التي قيلت عنه صحيحة أم خاطئة؟!، في حيرة شديدة جداً، والمسيح مات ووضع في القبر لكنه قام،سوف يتحول كل ضعف فينا لقوة، وكل إنسان كان مختبئ في مكان يخرج ويقول المسيح قام، وكل إنسان لم يكن يعرف المسيح يريد الآن أن يبحث عنه،يريد أن يقول أين هو؟ أنا أتبعه،فهوالإله الحقيقي، القيامة أعلنت ألوهية السيد المسيح لأنه لا يوجد أحد أقام نفسه بنفسه، ربنا يسوع المسيح يعتبر أنه أكبر إنسان عاش على الأرض أخذ حكم ظلم، لأن أي إنسان يأخذ حكم ظلم إذا فحصته قليلاً ستجده هو نفسه حتى إذا كان برئ من الحكم الذي أخذه لكنه مذنب في أمور أخرى،لكن ربنا يسوع المسيح بار بالكامل،البار بالكامل يأخذ أقصى عقوبة بالكامل، من هنا تأتي شناعة القضية نفسها،البار بالكامل يأخذ حكم ظالم بالكامل، ستجد هذه القضية التي وضعت عليه وضعت عليه بظلم، مثلما قال أشعياء "ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه"،الذي ظلم هذا وضع في قبر وأهين، قام ياللبهجة،ويالنور الخبر عندما يدخل داخل القلب،نرى وقتها ماذا يكون شكل تبعيتك للمسيح؟ بعدما كنت تعرف أنه مصلوب فتعرف أنه قام،ماهي رؤيتك الآن للمسيح؟ تغيرت تماماً، إيمانك وتصديقك للمسيح تغير تماماً، تعاليم المسيح السابقة التي كنت تسمعها قبل القيامة تختلف عن الآن، المعجزة التي كنت تعرفها قبل القيامة غير الآن، كل أعمال المسيح إذا قمت بوضعها في ضوء القيامة سوف تختلف تماماً، تختلف تماماً لأنك أنت الآن تتعامل مع معلم جاء من السماء، تتعامل مع معلم هو ابن الله الذي نزل من السماء من أجل خلاص العالم، هذا هو، هو الذي آتي إلينا من السماء لكي ما يرفعنا مرة أخرى إلى السماء،هو الذي جاء ليرفع عنا عقوبة الموت، هوالذي جاءليرفع عنا نيرالخطية،هو الذي يجعلنا نتبع لحياة جديدة اسمها آدم الجديد، الإنسان الجديد، هو الذي قال أن الإنسان الأول من التراب لكن الإنسان الثاني الرب من السماء،من هو الإنسان الأول الذي من التراب؟هو آدم،الإنسان الثاني الرب من السماءهو ربنا يسوع المسيح حقيقة القيامة يا أحبائي عندما تدخل داخل القلب وتصدق تجعل كل مشكلةلديك تكون بسيطة،لا تكن مهموم،لا تكن حزين، لا تكن خائف لأنك ثابت في المسيح الذي غلب،الذي غلب الموت، غلب الشر، غلب الظلم، غلب الأرض، الذي ارتفع وقال أنا متى ارتفعت اجذب إلي الجميع أثبت في المسيح،تعالى ابحث عن أشياء تعطيك فرح في الحياة فلن تجد، تعالى أبحث عن أشياء تعطيك سلام، اطمئنان، أبحث عن أشياء تعطيك هدوء، العالم كله الآن يا أحبائي وليس من الآن فقط بل منذزمن طويل لكنه قد ازداد الآن أن الناس كلها تبحث عن أشياء لتفرحها،الناس تشتهي حتى أن تأخذ مخدر لكني نسي الدنيا قليلاًويستريح، الناس تفكر في الانتحار لكي يقول لك أنه يريد أن ينتهي من هذا الهم، مساكين لأنهم لم يعرفوا أن مفتاح الحياة في رئيس الحياة،هو قال ذلك "فيه كانت الحياة"،فيه كانت الحياة عندما أبعد عنه فأنا ابتعدت عن الحياة فأصبح أنا ميت، تجد الإنسان لن يعرف أن يعيش،وبالطبع هو لن يعرف أن يعيش فماذايفعل؟يظل يشكو،يشكو مثلاً من زوجته، من أولاده،من العمل، من الغلاء،من البلد، من الناس، من الجو، من الحر، من البرد وأي شيء الإنسان غيرمحتمل أي شيء،لماذا؟ لأن توقعاته أنهم نال ممكن أن يأخذ راحة أو سلام أقول لك صدقني صدقني لا تتعب نفسك كثيراً، وفر على عمرك بدلاً من أن تكتشف الحياة بعد ١٠أو٢٠ أو ٣٠سنة تراها الآن،أن هذه غايةالحياة،معلمنا بولس الرسول قال "لي الحياة هي المسيح"، عيش المسيح، عيش المسيح، "أما نحن لنا فكر المسيح"، اجعل المسيح يكون أمام عينك باستمرار، تأمل في كلامه وفي تعليمه،ليست تأمل فقط لكن تحاول أن تعيشها،اقترب من منهجه،اقترب من فكره،اقترب من مشاعره، اقترب من كلامه تجدالحياة اختلفت معك تماماً، وأنتتتعامل مع كل هذا فينور القيامة التيغلب بها المسيح، تذوق هذهالغلبة،تذوق هذهالفرحة،تذوق هذاالانتصار ربنا يعطينايا أحبائي فترة القيامة ونحن لازلنا في بدايتها أن نكون فرحين ومتمتعين وثابتين يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد دائما أبديا آمين .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل