س 6: هل ولدت العذراء إنساناً لأنها لا يمكن أن تلد الله؟ فالله، كما بينا، لا يولد مثل البشر فهو فوق المادة والحس والجنس!؟

20 ديسمبر 2021
Large image

العذراء ولدت يسوع المسيح، ويسوع المسيح هو كلمة الله وهو نفسه ابن الإنسان، أنه الإله المتجسد، عمانوئيل، الله معنا، القدوس الحق " القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو35: 1)، " ابن العلي " (لو32: 1) وقد خاطبتها اليصابات بعد أن سجد الطفل الذي في بطنها لمن كان في بطن العذراء: " أم ربي " (لو43: 1)، فقد " ارتكض الجنين (يوحنا المعمدان) بابتهاج في " بطن اليصابات (لو44: 1) لربه وخالقه الحال في بطن العذراء ليتخذ لنفسه جسدا، وعلمت هذه الحقيقة اليصابات بالروح القدس فهتفت " من ابن لي أن تأتى أم ربي إلى " ولدت العذراء الإله المتجسد فهي لم تلد إنساناً عادياً لأن الملاك بشرها أنها ستحبل وتلد بالقدوس ولم تلد الله بلاهوته، لأن الله لا يلد ولا يولد ولا يتوالد وهو فوق الحس والجنس، أنه روح وواحد لا شبيه له ولا مثيل ولا اله غيره ليس له والد أو والده فهو الدائم الوجود وعله كل وجود. كما أنها لم تلد اثنين الهاً وإنساناً، إنسان ولد منها وإله مر بأحشائها، إنما ولدت الإله المتجسد الذي هو اله وفي نفس الوقت إنسان، أنها لم تلد اللاهوت ولكن اللاهوت هو الذي حل في أحشائها واتخذ لنفسه منها وفيها جسدا فولدت الناسوت المتحد باللاهوت، ولدت الناسوت متحدا باللاهوت، ولدت كلمة الله المتجسد قال قداسة البابا شنوده الثالث متسائلا " من الذي ولدته العذراء؟ هل ولدت إلها فقط؟ أم ولدت إنسانا فقط؟ ولدت إلها و إنسانا؟ أم ولدت الإله المتجسد؟ " وأجاب قداسته " من المستحيل أن تكون قد ولدت إلها فقط لأنها ولدت طفلا رآه الكل. ولا يمكن أن تكون ولدت إنسانا فقط، لأن هذه هرطقة نسطور. ثم ما معني قول الكتاب الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعي ابن الله (لو35: 1) وما معني أن ابنها يدعي عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا (مت23: 1)؟ وما معني قول اشعياء النبي " لأنه يولد لنا ولد ونعطي ابنا، وتكون الرياسة علي كتفه ويدعي اسمه عجيبا مشيرا لها قديرا أبا أبديا رئيس السلام " (اش6: 9)؟ إذا هو لم يكن مجرد إنسان، وإنما كان ابن الله وعمانوئيل وإلها قديرا والعذراء أيضا لم تلد إنسانا وإلها وإلا كان لها ابنان، الواحد منها اله، والآخر منها إنسان لم يبق إلا أنها ولدت الإله المتجسد " أنه ابن مريم وابن الله وكلمته، صورة الله، الله معنا. أنه اله وإنسان في أن واحد، شخص واحد مسيح واحد طبيعة واحدة من طبيعتين بغير اختلاط أو امتزاج أو تغيير أو استحالة أو انفصال، أو افتراق، أنه الإله المتجسد الذي هو اله بلاهوته وإنسان بناسوته. له خصائص وصفات اللاهوت وخصائص وصفات الناسوت مع أنه واحد مسيح واحد " يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الإنسان يسوع المسيح " (1تي5: 2) الذي قال عنه يوحنا الرسول والإنجيلي " هذا هو الإله الحق والحياة الأبدية " (1يو20: 5) وهذا الإيمان هو ما آمنت به الكنيسة منذ نشأتها الأولى قال القديس اغناطيوس الإنطاكي تلميذ بطرس الرسول " يوجد طبيب واحد هو في الوقت نفسه روح وجسد (اله وإنسان) مولود وغير مولود. الله صار جسدا، حياه حقيقية في الموت من مريم ومن الله " وقال يوستينوس الشهيد (110165م) " لقد صار المسيح إنسانا بواسطة العذراء ... أما مريم العذراء فأمنت وابتهجت عندما بشرها الملاك فالقدوس الذي يولد منها هو ابن الله " وقال ايريناؤس (120 202م)" إذا لم يكن المسيح اله حق وإنسان حق لأصبح خلاصنا مستحيل " فالمسيح باعتباره الإله المتجسد فقد جمع في شخصه الإلهي بين الإله والإنسان، اللاهوت والناسوت. فهو من حيث لاهوته واحد مع الأب في الجوهر ومع حيث ناسوته فهو شريك للإنسان، لنا في اللحم والدم (عب 14: 2) وكل ما يتصل بنا. أنه اله من حيث لاهوته وإنسان من حيث ناسوته جاء في ثاؤطوكية لأحد " الله الكلمة ... صار إنسانا بغير افتراق. واحد من اثنين. لاهوت قدوس بغير فساد مساو للآب، وناسوت طاهر بغير مباضعة مساو لنا في التدبير "وجاء في ثاؤطوكية الثلاثاء" التي ولدت لنا الله الكلمة الذي صار إنسانا لأجلا خلاصنا. وبعد أن صار إنسانا هو الإله أيضا "وجاء في ثاؤطوكية الخميس " هو اتحاد الاثنين: لاهوت وناسوت. ولهذا سجد له المجوس، ساكتين وناطقين بلاهوته "وجاء في قانون الإيمان الاثناسيوسي " لأن الإيمان المستقيم هو أن نؤمن ونعترف بأن ربنا يسوع المسيح ابن الله، هو اله وإنسان معا ... هو اله مولود من جوهر الأب قبل العالمين. وهو إنسان مولود من جوهر أمه في العالم. هو اله تام، وهو إنسان تام ذو نفس ناطقة وجسد بشري "وقال القديس اثناسيوس الرسولي" الكلمة نفسه الذي ولد من مريم فقد اتخذ منها جسدا وصار إنسانا، إذ هو بطبعه وجوهره كلمه الله، أما من جهة الجسد فهو إنسان من نسل داود ومن جسد مريم " وقال القديس كيرلس الاسكندري عمود الدين البطريرك والعشرين (404 435): " وماذا يمكن أن يكون ذاك الذي ولد عن العذراء، إلا مثلنا في مظهره وطبيعته؟ لكن بالإضافة إلى أنه إنسان هو أيضا الإله الحقيقي "وقال أيضا: " نقر، حسب إقرار الكنيسة الجامعة، أن الله كاملا اتخذ الإنسان كاملا "وقال ساويرس بن المقفع أسقف الاشمونين (ولد حوالي 915م)" أن المسيح خالق ورازق، وحي، وعالم، من حيث هو اله ونقول " أن المسيح أكل وشرب وقتل ومات"، من حيث هو إنسان " نعم أنه إله من جهة لاهوته وهو أيضا إنسان من جهة ناسوته، الإله المتجسد الذي يجمع في شخصه اللاهوت والناسوت، خصائص وصفات اللاهوت وخصائص وصفات الناسوت، هو الأزلي الأبدي، وكإنسان دعي ابن مريم العذراء لكنه الإله المتجسد والمسيح الواحد والرب الواحد والطبيعة الواحدة المتحدة من طبيعتين بدون افتراق أو انفصال أو تحول أو تغيير أو امتزاج.إذا كان المسيح هو الله فكيف يحل في بطن العذراء في وسط الدم والنجاسة؟ ومن كان يدير الكون عندما كان في بطن العذراء؟!!
يسأل البعض هذا السؤال بدون وعي أو حتى مجرد التوقف لحظة للتفكير فيما يقولون، فقد بينا أن الله غير محدود لا بالمكان ولا الزمان، فهو، بلاهوته، يملأ الكل وموجود في كل مكان كقول الرب يسوع المسيح عن نفسه " وليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي هو في السماء " (يو13: 3)، كما قال عنه الكتاب أيضاً أنه " الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السموات لكي يملأ الكل " (أف10: 4). فالمسيح بلاهوته لا يحده مكان ولا زمان لذا قال لتلاميذه " حيثما أجتمع أثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم " (مت20: 18)، كما قال لهم عند صعوده إلى السماء " وها أنا معكم كل الأيام إلى أنقضاء الدهر " (مت16: 28) وقال القديس أثناسيوس الرسولي" صار له كل ما للبشر كأنه واحد منهم مع أنه في نفس الوقت خالقهم ويملأ بلاهوته السماء والأرض "، وقال القديس كيرلس عامود الدين " ونحن لا نُعلم بأن الكلمة عندما تجسد وصار إنساناً كاملاً أصبح محدوداً. فهذا هو الغباء بعينه. إنما نحن نُعلم بأنه يملأ السموات والأرض وما تحت الأرض ".ولأنه ماليء المسوات والأرض بلاهوته فقد كان في بطن العذراء متجسداً وكان في نفس الوقت موجوداً في كل مكان، في السماء وعلى الأرض، بلاهوته، كما أنه، بلاهوته، لا يمكن أن يتأثر لا بالدم أو أي سوائل أو بأي مادة مهما كانت مثل شعاع الشمس الذي لا يتأثر بمياه البحار أو أي سوائل ينعكس عليها.
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟

عدد الزيارات 547

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل