مقالات

عبارة عن جزء مؤلف يعمل على علاج موضوع محدد من ناحية تأثر الكاتب به. • المقال هو أداة الصحفي التي يعبر بها عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية. • المقال فن نثري يبين الكاتب فيه قضية معينة أو فكرة ما بأسلوب منظم ومشوق. • المقال فن ملخص بالكلمات و العبارت حول مسألة بالتلميح أو التصريح. • المقال نوع من النثر الفني يتم عرض موضوع معين بشكل متسلسل مترابط يبين فكرة المؤلف وينقلها إلى القارىء والسامع نقلاً ممتعاً ومؤثراً. المقال هو لسان حال المواطنين وصلة الوصل بينهم وبين الحكام والحكومات.
المقالات (2620)
20 ديسمبر 2025
ما هي أهداف التجسد؟
كانت هناك مشاكل خطيرة أساسية فرعية - أمام البشرية بعد سقوطها, ولم يكن هناك حل آخر سوي أن يتجسد الله الكلمة, ليحل هذه المشاكل التي يستحيل أن يحلها غير الله ذاته. وهذه المشاكل هي:
1- مشكلة التعرف علي الله:- فالله روح غير محدود, والإنسان ملتصق بالمادة ومحدود. فهل يبقي الله عاليا في سمائه بعيدا عن الإنسان الملتصق بالمادة والحسيات؟ وهل من المستطاع أن يصعد الإنسان إلي سماء الله رغم محدوديته وضعفه. وهكذا تجسد 'كمعلم حكيم' -بحسب تعبير القديس أثناسيوس- ليصير قريبا منا ومحسوسا لدينا.
2- مشكلة موت الإنسان:-
وهي المشكلة الجوهرية والأساسية. 'أجرة الخطية هي موت' (رو23:6). هذا حكم إلهي لا رجعة فيه. ليس لأنه مجرد إدانة غاضبة علي الشر, بل لأن هذا هو الميل الطبيعي للنفس والروح؟ ومن يقيم الأجساد بعد دفنها وانحلالها؟ ومن يعطيها أن تتحول إلي أجساد نورانية؟ ليس سوي الله قطعا.
3- فساد الطبيعة البشرية:-
سقط الإنسان, وتلوثت طبيعته, وأصابها الفساد, وكان من الممكن طبعا أن يسامحه الله رغم أنه حذره من العصيان. لكن المشكلة لم تكن في رغبة الله أن يصفح, بل في طبيعة الإنسان, ومن يجددها له مرة أخري, بعدما أصابها من الفساد. وهذا العمل يستحيل علي الإنسان الساقط, وعلي أي نبي أو ملاك, فالكل مخلوق ومحدود, وخلق الإنسان من جديد يحتاج إلي الخالق نفسه.
4- مشكلة سطوة الشيطان:-
لقد أخضع الإنسان نفسه بنفسه تحت سطوة الشيطان, فقبض عليه وضغط عليه, وحتي عند موت الأبرار كانوا ينزلون إلي الهاوية, وإذا كان الفردوس مغلقا, وكان إبليس يقبض علي نفوسهم هناك. تري, من يستطيع أن يطلق البشرية من قبضة إبليس, سواء الأحياء علي الأرض, أو الأرواح البارة التي في الجحيم؟ من يستطيع أن يقتحم هذا المجهول, ليفك أسر المسببين؟ يستحيل أن يفعل هذا سوي الله نفسه.
نيافة الحبر الجليل الأنبا موسي أسقف الشباب
المزيد
27 ديسمبر 2025
الزمن
كُلّ سنة وَأنتُم طيبين كُلّ يوم بيمُر علينا هُو رحمة جديدة وَنعمِة جديدة مِنَ عِند ربِنا سأتكلّم معكُم اليوم فِى موضوع يُناسِب المُناسبة التّى نعيشها وَالموضوع بنعمِة ربِنا عَنَ " الزمن " وَسنأخُذ فيهِ ثلاث عناصِر وَهُم :-
1- المفهوم الروحِى للزمن:-
فِى سِفر الرؤيا الإِصحاح الثانِى عدد 21 يقول هكذا [ وَأَعطيتُها زماناً لِكى تتُوب عَنْ زِناها وَلَمْ تتُبْ ] إِذن نفهم أنّ الزمن هُو مِنحة أو عطيّة مِنْ الله للنفْسَ لكيما تُكمِل توبِتها فالزمن فِى الفِكر الرّوحِى أمام الله يُمثِلّ فُرصة للتوبة لِذلِك القديس أُوغسطينوس يقول هكذا [ لك نَفْسَ واحِدة وَحياة واحِدة فَلاَ تُضيّعهُما ] فَلاَ يوجد وَ لاَ أحد بيطلُب مِنَ الله نَفْسَين نَفْسَ أساسِى وَنَفْسَ إِحتياطِى وَ لاَ أحد بيأخُذ مِنْ ربِنا بعد حياتة حياة شخص آخر وَأقول لهُ مُمكِن أأخُذ عُمر آخر مِنَ شخص آخر لِكى أُحسِن لاَ يوجد هذا الكلام " لك نَفْسَ واحِدة وَلك حياة واحِدة فَلاَ تُضيّعهُما " ففِى الحقيقة هى فُرصة هذا الزمن هُو فُرصة مُعطاه مِنَ نعمِة ربِنا لِكُلّ إِنسان لِكى يتاجِر وَ يربح وَيصنع مرضاه الله فهذا هُو الزمن ربِنا أحبائِى فوق الزمن هُو نَفْسَه ليس عِنده زمن الزمن بالنسبة لهُ لاَ يوجد لأنّ هُو فِى الأبديّة لكِن لأنّ الإِنسان خاضِع لقواعِد بشريّة فالإِنسان خاضِع للزمن فربِنا قدّس الزمن وَجعل الزمن بدلاً مِنَ أنْ يكون ميت جعلهُ شىء مُبارك لِذلِك يا أحبائِى حياتنا هذِهِ هى الزمن الّذى نعيشه هى كُلّ ثانية وَكُلّ دقيقة وَكُلّ ساعة واحِد مِنَ الفلاسِفة يقول [ إِنْ ربِنا جعل قلب الإِنسان يدُق مِثل الساعة لِكى يُذّكِره بالزمن وَيقول لهُ إِنْ حياته هى الزمن وَالثانية التّى تضيع لاَ ترجع وَالأيّام بتمُر] سيِّدنا مثلث الرحمات البابا شنودة بيقول عِبارة لطيفة بيقول لستُ أعلم هل أُهنّأكُم على العام الجديد أم أُعزّيكُم على الّذى مضى فهل يُعزّينا على الّذى مضى لأنّنا لَمْ نستغِله صح !!
لِذلِك حياتنا هى مجموعة مِنْ الوقت وقت + وقت + وقت هى حياة فلِذلِك الّذى يُضيِّع وقته يُضيِّع حياته فالّذى لاَ يستفيد مِنْ وقته يُضيِّع عُمره وَيُضيِّع أكثر مِنْ عُمره لأنّهُ يُضيِّع الأبديّة لِذلِك ياأحبائِى أبائنا القديسين وجدوا أنّهُ توجد حياة زمنيّة وَحياة أبديّة فإِنْ عاشوا الحياة الزمنيّة فِى مرضاه الله ضمنوا الحياة الأبديّة لِذلِك فِى كُلّ يوم حاولوا أنْ يُقابِلوا حُب بِحُب وَلِذلِك نجِد الأنبا بيشوى بيصارِع النوم بيحاوِل إِنّه يضيف إِلَى حُبّه حُب بيحاوِل إِنّه يقدِّم فِى هذا الزمان عربون مجد أبدِى يقدِّم تعب الآن ليأخُذ راحة لاَ تنتهِى [ حينئِذٍ يُضىء الأبرار كالكواكِب فِى ملكوت أبيهُم ] هُم نوّروا لأنّهُم إِستحقوا أنْ ينّوروا لأنّهُم قدّموا أتعاب قدّموا عِبادات عقليّة الزمن بالنسبة لهُم كان موضِع جِهاد لِذلِك صار لهُم فخر فِى الدهر الآتِى وَحينما تعبوا فِى الزمن صاروا فِى راحة عِندما بطُل الزمن كُلّ عمل روحِى ياأحبائِى نحنُ نفعلهُ يبقى إِلَى الأبد فِى الأبديّة وَيُحِوّل هذا الزمن المائِت إِلَى عمل روحِى خالِد باقِى إِلَى الأبد كُلّ صلوة نُصلّيها كُلّ طِلبة كُلّ قُدّاس كُلّ عمل رحمة كُلّ هذا باقِى إِلَى الأبد لِذلِك القديس ساروفيم ساروفيسكِى مِنْ قديسِى روسيا يقول [ أنّ الحياة المسيحيّة هى أنْ نجمع زيتاً ] وَمادام المصباح مُضىء فالزيت بينتهِى عارفين مَثَلَ العذارى الحكيمات وَالجاهِلات كُلّهُم معهُم مصابيح وَمعهُم آنية وَالمصباح بِهِ زيت فليس الفرق بينهُم ليس فقط أنْ مصابيحهُم فيها زيت وَلكِن معهُم أيضاً آنية الحياة الرّوحيّة هى أنْ نجمع زيتاً لأنّهُ يُستهلك وَما هُو الزيت ؟ هُو عمل الرحمة هُو الصلاة الصلاة لاَ تخضع لِسُلطان وَ لاَ لِقانون الزمن فنشعُر أنّنا إِنتقلنا للأبديّة وَنحنُ على الأرض فِى القُدّاس نشعُر أنّنا لسنا على الأرض فنحنُ فِى الزمن على قدر ما الإِنسان بِيجتهِد أنْ يقضِى لحظات سماويّة فهى التّى ستشفع لهُ فِى الأبديّة فما هُو الوقت الّذى سيبقى لنا فِى الأبديّة فِى هذِهِ السنة ؟ وَكم مِنَ أعمال ميِّتة قُمنا بِها وَإِستهلكت أوقات كثيرة ؟ أعمال الجسد وَأعمال الشهوة كثيرة أنت مُمكِن تكون فِى أعمال بتشغِلك لكِن قلبك لاَ ينشغِل بِها ففِى واحِد مِنْ الآباء القديسين بيقول أنّ الإِنسان الغير روحانِى يكون فِى كُلّ أُموره غير روحانِى أمّا الإِنسان الروحانِى فِى جسدياته يكون روحانِى فهو يعرِف كيف أنّهُ يكون روحانِى فِى جسدياته فِى أكله وَشُربه وَنومه وَحتّى فِى لِبسه حتّى فِى زياراته فالعمل فِى ظاهِرة هُو عمل جسدِى إِلاّ أنّ فِى جوهرة هُو عمل روحِى فالزمن فُرصة فُرصة إِمهال مِنْ الله فبدل مِنَ أنْ يكون الزمن لنا وَنكون فِى تقوى أكثر يصير دينونة لنا فالعُمر الّذى بأخُذه هُو نَفْسَ العُمر الّذى بيأخُذهُ إِنسان قديس فهُم مِنَ نَفْسَ الوسط وَلهُم نَفْسَ العُمر هُم مِننا وَسيكونوا لدينونتنا وَعِندما أقول لهُ يارب إِنّ أيّامنا أيّام صعبة الإِزدحام وَسيادِة العالم وَالمادّيات فعِندما أقول هذا الكلام فيأتِى لِى بواحِد زميلِى بواحدة جارتِى فأقول فُلان ؟؟ نعم فهو فِى نَفْسَ نيرك وَهذا يحدُث مَعَ أولاد كانوا فِى نَفْسَ الفصل فمجموعة منهُم تفوّقوا لأنّهُم إِستفادوا مِنْ الوقت وَكانوا بيسهروا [ الّذين يزرعون بالدموع يحصُدون بالإِبتِهاج ] كُلّ يوم بجاهِد فيه فهذا مُسجلّ فِى سِفرِى فجهادِى بالنسبة لِى هُو تأمين للمُستقبل لِذلِك على قدر ما الإِنسان يجاهِد وَيكون أمين على قدر ما يزداد مجده فِى الأبديّة القديس بُطرُس الرسول ما أكثر الإِيجابيات فِى حياته وَلكِن لاَ ننسى أنّهُ فِى لحظةٍ أنكر فَلاَ ننسى أنّهُ مِنَ ضِمن سجِل بُطرُس الرسول أنّهُ فِى وقتٍ أنكر لاَ ننسى بِر أبونا داوُد وَتقواه وَ لكِن لاَ ننسى أنّهُ وقع فِى الخطيّة مُمكِن أنْ نتكلّم عَنَ أبونا إِبراهيم ساعات وَلكِن لاَ ننسى أنّهُ قال على سارة أنّها أُخته فلو علم الإِنسان أنّ كُلّ تصرُّف مُسجلّ عليه لأجتهد أكثر أنْ يحفظ نَفْسَه بِلاَ زِلّة الكِتاب المُقدّس يقول [ مُفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرة ] الأيّام مُقصِّرة الأيّام غير مضمونة نحنُ نقول [ العُمر المُنقضِى فِى الملاهِى يستوجِب الدينونة ] وَالمقصود بالملاهِى هى الإِنشغال فأبسط شىء يُمكِن أنْ يلهِى الإِنسان الِلبس حتّى لو عملنا أكله نهتم بِكُلّ تفاصيلها أمّا خلاصنا وَأبديِتنا لاَ نهتم بِها لِذلِك نحنُ المفروض أنْ نتخطّى الزمن وَنُحوِّل الزمن إِلَى زمن خالِد لِذلِك نقول [ عمّا قليل تفنى حياتِى وَبأعمالِى ليس لِى خلاص ] " عمّا قليل " رُبّما قريب لستُ أعلم أحياناً ربِنا يتأخّر علينا وَ لاَ نحِس بالزمن وَلكِنّه محسوب صدِّقونِى محسوب مِثَلَ فترِة الدراسة فهى محسوبة إِنْ الطالِب يذاكِر مِنْ أول يوم لأخِر يوم وَمحسوب كميّة المُذاكرة وَمحسوبة براحة بحيث إِنْ الطالِب لاَ يكون مضغوط حياتنا الرّوحيّة محسوبة هكذا فيكون الإِجتهاد مضمون وَالّذى يُريد أنْ يجتهِد أكثر يكون مجده أكثر ففِى ناس مجدها كثير وَفِى ناس على الأد وَفِى ناس أعمالها ميِّتة وَربِنا يبحث فَلاَ يجِد وَفِى وقتها تُقال لنا العِبارة [ إِنّنِى لاَ أعرفكُم ] [ أنّهُ ليس رحمة لِمَنَ لَمْ يستعمِل الرحمة ] [ أعطيتها زماناً لِكى تتوب عَنَ زِناها وَلَمْ تتُب ] كُلّ يوم ربِنا يقول لك هُو صفحة جديدة إِكتِب لك كلمتين كويسين حسِن خطك يقول لك إِشتغل هيا بنا نبتاع لنا خلاصاً المفروض أنّنِى أشعُر أنّهُ وقت محدود وَ لاَ يوجد غير هذا اليوم فقط فالمفروض أنْ أكون فِى نشاط الزمن الّذى ربِنا أعطاه لنا نُسىء فهمه [ وَلمّا أبطأ العريس نعِسنْ كُلّهُنّ وَنِمْنَ ] فهو أبطأ لِكى يُعطينِى فُرصة أكثر ليس لِكى أنام وَهُو يُعطِى للإِنسان فُرصة كافية جِداً جِداً لِكى يجتهِد وَهذا مِثل مَثَلَ الوزنات ففِكر الزمن إِنْ الأيّام بتجرِى فإِنْ كانِت حياتنا روحيّة فإِنّ كُلّ يوم يكون فِى سرور جديد وَكُلّ يوم الأبديّة بتزداد بهجة وَمجد وَكُلّ يوم صلاة الأجبية بتزداد عُمق بشوفه وَبحِبّه وَأسمعه وَأكلِّمه وَإِنْ كانِت حياتِى غير روحيّة سيكون الزمن كئيب مُظلِم مُخيف العبد الجاهِل قال [ إِنّ سيِّدِى يُبطىء قدومه ] هُو يُبطىء قدومه لِكى يأتِى ليرانِى فِى حالِة إِستعداد لِذلِك نقول لهُ " تأنّ علىّ وَ لاَ تُهلكنِى سريعاً " أقول لهُ تأنّ علىّ وَلكِن لاَ أقول لهُ تأنّ علىّ وَأنا كما أنا فهل أترُكها وَخلاص [ أُترُكها هذِهِ السنة أيضاً ] فلو إِنّ هذا الإِنسان جدْ وَيقول أُترُكها فأنا أُعطيه فُرصة 0
فأنا أقول لهُ [ أُترُكها هذِهِ السنة أيضاً ] فهل بداخِلِى حماس وَإِحساس بالتغيير وَأنّهُ يكفِى إِنْ إِنت تركتنِى أحِبّك فمِنْ صلاح ربِنا إِنّه غير مُتدخِلّ فِى حياتنا وَتاركنِى فِى حُرّيّة فهو يقول لك إِنّنِى أُريدك أنْ تأتِى إِلَىّ بإِرادتك هُو يُريدك أنْ تعيش معهُ بِحُب وَليس بغصب وَبِحُرّيّة إِرادة [ عالمين أنّ طول أناه الله تقتادك إِلَى التوبة ][ أمّا الّذى يجِدهُ مُتغافِلاً فإِنّهُ غير مُستحِق المُضى معهُ ] أمّا الّذى يجِدهُ ساهِراً يقول لهُ تعال أُعطيك خيّراتِى هذا الزمن كُلّ يوم هُو لإِرضاء ربِنا كم ساعة أُرضِى ربِنا فيها المسيح عِندما تجسّد خضع للزمن لِكى يُقدِّس الزمن جعلهُ زمن خلاص مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ أنّها ساعة الآن لِنستيقِظ ] نِفوق نِخلع أعمال الظُلمة وَنلبِس أسلِحة النور لِذلِك يشعُر الإِنسان أنّهُ قضّى عُمر باطِل فِى كم ساعة تشهد لِى أمام الله ؟ مِنْ أكثر الطِلبات التّى يطلُبها الإِنسان إِنْ العُمر لاَ يتسّوف باطِلاً وَ لاَ يكون الإِنسان عُمره يدور حول نَفْسَه.
2- نماذِج إِستفادوا بالزمن:-
فِى ناس كانوا فِى صِراع مَعَ الزمن وَفِى ناس عاشوا فترات قصيرة وَلكِن كان لهُم أعمال عظيمة مَثَلاً القديس يوحنا المعمدان فهل تعرِفوا كم كانت خِدمة يوحنا المعمدان كُلّها ؟ كانت حوالِى سنة فقط فهو كان أكبر مِنْ ربّ المجد يسوع بِست شهور وَمُجرّد إِنْ ربِنا إِبتدأ كرازتهُ سمعنا أنّ يوحنا قُتِل سنة أعدّ فيها طريق الرّبّ عمِّد كان يُنادِى بالتوبة أعطى نموذج إِبتدأ يشهد للحق إِبتدأ يوِّبخ الكتبة وَالفرّيسيين عمّد ألوف إِلَى أنْ توّج حياته بالإِستشهاد وَسمعنا أنّهُ أعظم مواليد النساء أحد الآباء يقول لَمْ نسمع عَنَ متوشالِح الّذى عاش 969 سنة كما قيل عَنَ يوحنا المعمدان فهو كان كُلّ لحظة بالنسبة لهُ مُتاجرة وَرِبح وَفهو عمّال يجمع زيتاً لاَ يهدأ لِذلِك الزمن لو إِنتفعنا بِهِ فهو يجعلنا فِى مجد أكثر أيّام قليلة لكِن مُمكِن أنْ تكون باقية وَخالِدة وَمُضيئة تأمّلوا حياة مُعلّمِنا بولس الرسول وجدناه زار العالم كُلّه وَملأ العالم بالكرازة لِدرجِة أنّهُ قال : أنا تعِبت أكثر مِنْ جميعهُم أنا كُنت لَمْ أنام فِى أسهار فِى ميتات حتّى فِى السجن كان يكرِز للمساجين فإِنْ كان المساجين نائمين كان يكتُب وَفِى الوقت الّذى لاَ يستطيع فيهِ أنْ يكتُب كان يُصلّى [ نحو نصف الليل كان بولس وَ سيلا يُصلّيان وَيُسبِّحان الله ] فليس فقط أنّهُ يُصلّى وَلكِنّه يُسبِّح أيضاً فالتسبيح هُو تمجيد لِقُدرة وَعظمِة الله واحِد بيقول : سبِّحوه وَمجِّدوه وَزيدوه علواً فهل لك النفسيّة التّى تُسبِّح بِها ؟
لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسول نشر إِيمان وَكرز فِى بِلاد عديدة وَجذب نِفوس كثيرة لرّب المجد يسوع فهو إِستفاد مِنْ كُلّ وقت فكان يكرِز فِى المجمع وَكُلّ بيت لِدرجِة أنّهُ كان يكرِز فِى الأسواق إِمّا أنْ يآمنوا وَإِمّا أنْ يضربوه - على حسب - فكُلّ وقت وَكُل لحظة وَكُلّ دقيقة غالية يقولوا إِنّ الّذى حامى عَنَ إِيمان الكنيسة الشمّاس أثناسيوس فِى وسط 318 أُسقُف مُجتمعين بنيقية الشمّاس الّذى عِنده 18 سنة هُو الّذى حامى عَنَ الإِيمان أكثر مِنْ الأساقِفة لِدرجِة يقولوا لولا أثناسيوس لصار العالم أريوسيّاً يعنِى ينكِروا لاهوت المسيح فالمُسلمين مُمكِن تقول عليهُم أنّهُم أريوسيين لأنّهم بيعترفوا وَيقولوا كلام كثير عَنَ يسوع بيقولوا عنّه وجيهاً فِى الدُنيا وَفِى الآخره وَمِنْ المُقرّبين وَلكنّهُم يقولوا أنّهُ لَمْ يكُن هُو الله تخيّلوا أنّنا نعيش بِفكر أريوس تخيّلوا إِنْ أثناسيوس هُو الّذى حامى عَنَ هذا الأمر إِبن 18 سنة عِرِف إِنّه يستغِل هذا العُمر اليوم عِنده غالِى يوم مشحون ملاخِى الشاب الصغير نحنُ مديونين لهُ القديس تيموثاوس الرسول شاب صغير القديسين مكسيموس وَدوماديوس كانوا شباب لِدرجِة أنّ القديس أبو مقار قال عَنَ أحدهُم أنّهُ لَمْ تنبُت لحيتهُ بعد وَلكِن جِهادهُم فِى علاقِتهُم مَعَ ربِنا جِهاد جبّارغيرة وَحرارة لِذلِك ربِنا أراحهُم مِنْ أتعاب هذا العالم فِى وقتٍ مُبكِر ربِنا يقول : فهو نضج فهو أعطاهُ زماناً لِكى يتوب وَتاب 0
فِى واحِد مِنْ القديسين إِسمه ميصائيل السائِح وصل لِدرجِة مِنَ العِبادة وَالقداسة عالية جِداً وصل للسياحة وَهُو عُمره 16 سنة وَهى أعلى درجات العِبادة القديس تادرُس تلميذ الأنبا أنطونيوس وَهُو شاب إِبن 20 سنة صار يأتِى الشيوخ لِيُرشِدهُم مِنْ مِلء الرّوح فِى داخِله [ لاَ يُستهن أحد بِحداثتك ] لاَ تخف فماذا نعمل فِى عُمرِنا ؟ كيف نستغِله ؟ فِى ناس بيجلِسوا أمام التليفزيون أد إيه ؟ وَ فِى ناس بيتكلِّموا فِى التليفون بالساعة وَالساعتين وَالوقت عِندهُم رخيص فالمفروض أنّ هذِهِ النماذِج تُحرِّكنا لِكى نكون فِى جِديّة بإِستمرار.
3- كيف نستفيد نحنُ بالزمن:-
كيف أنّ العِبارة التّى يقولها بولس الرسول [ مُفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرة ]فنفِّذها ؟ فِداء الشىء يعنِى عِوضه أخطر شىء فِى حياتنا هُو التهاوُن وَالكسل فِى كُلّ حاجة مُمكِن نكون نُشطاء إِلاّ الرّوحيات فِى كُلّ حاجة نهتم بِها فِى أدق تفاصيلها مِثَلَ فُسحة أوْ أكلة إِلاّ الرّوحيات وَالعُمر بيتسوِف باطِلاً وَنقول لهُ أُترُكها فهل أترُكها وَأكسِلّ ؟ فالتلميذ الّذى أعرِفه أنّهُ مُستحيل أنْ يتغيّر لاَ أستطيع أنْ أُعطية فُرصة الإِنسان تبلّد وَصارت الدينونة كأنّها حُلم وَصار الله كأنّهُ غير موجود فكُلّ لحظة هى لحظِة توبة وَلحظِة نمو القديس أبو مقار وجد إِنسان مُتهاوِن فِى حياته وَكسلان فقال لهُ[ أنا لاَ يوجد يوم إِتبعت فيهِ مشيئتِى فِى أكل أو شُرب أو نوم ] وَالجسد ياأحبائِى كسلان ، يأكُل وَيُريد أنْ ينام وَيُريد أنْ يتسلّى وَيحلّى وَيشرب الشاى وَيسمع المُسلسل وَإِلَى متى تسويف العُمر باطِلاً ؟
سيِّدنا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالِث يقول[ ليتنا نصحو قبل أنْ نقول يا ليتنا ] يا ليتنا نصحو قبل أنْ تفوت الفُرصة فالفُرصة مازالت معنا أحد القديسين يقول [ إِذا حان وقت الصلاة يأتِى معهُ التثاؤب وَ الملل وَإِذا حان وقت المائِدة حان الإِسراع وَالنشاط ] لِذلِك أول تحذير هُو :-
أ- التهاوُن وَالكسل فيوجد تعب لابُد أنْ تُقدِّمه وَكما قال القديس مارِإِسحق السُريانِى [ إِنّ الجسد إِنْ أراد أنْ يُصلّى فإِنّهُ يُريد أنْ يقِف على رِجل واحدة وَيسنِد الرِجل الأُخرى وَإِذا وقف على رِجل واحدة فإِنّهُ يطلُب أنْ يستنِد على الحائِط ثُمّ بعد ذلِك يطلُب أنْ يسجُد ثُمّ يطلُب أنْ ينام ] فالمفروض انّ الإِنسان يقِف بيقظة نقِف حسناً نقِف بإِتصال نقِف بِهدوء وَسجود نقِف بخشوع لابُد أنْ نحذر مِنْ التهاوُن وَنحاوِل بتعب وَمُستحيل أنّ هذا التعب يُنسى أمام الله فأنا أعرف أنّنِى عِندما أصوم مُمكِن معدِتِى تتعب أنا عارِف وَأنا قابِل.
ب- التأجيل لِكى أستفاد مِنْ الزمن لاَ أُأجِل أقول ( الآن )[ إِنّها ساعة الآن لِنستيقِظ ] أقول لهُ يارب أعطينِى حياة جديدة أعطينِى قانون جديد رِتم حياتِى الجسدانِى هذا لابُد أنْ يتغيّر المفروض إِنْ الإِنسان يجاهِد فِى زمنه لِذلِك مادُمنا نحنُ لنا قُدرة أنْ نعمل فَلاَ نؤّجِل فينبغِى أنْ نعمل مادام نهاراً وَنشتغل إِنّهُ وقتاً يُعمل فيهِ للرّبّ.
ج- اليقظة الدائِمة كُلّ لحظة تكون فِى إِستعداد فتستفيد مِنْ الزمن كُلّ لحظة فِى حياتِى أشعُر إِنِّى واقِف أمام الله ، وَأنّها أخر لحظة فِى حياتِى توجد قديسة إِسمها القديسة سارة تقول أنّها [ لاَ تضع رِجلها على السلّم قبل أنْ تتذكّر أنّها ستُفارِق الحياة ] فهى قبل أنْ تصعد السِلِّمة المُقبِلة فهى تتذكّر أنّها ستُفارِق الحياة وَكما قال ربّ المجد إِثنين سيكونوا فِى الحقل سيُأخذ واحِد وَيُترك الآخر أمس قَدْ تنيّح وَهُو ماسِك ورقة لِمُسابقة رأس السنة وَبيحِلّها وَماسِك الورقة وَالقلم يعنِى أنّهُ فِى كامِل الصِحة ربِنا بيرسِل لِنا إِنذارات فكُن يقِظ وَ لاَ تكُن لك ساعة غير الآن لتكُن الآن هى ساعتك فهو سيأتِى كلص لِذلِك كُن يقِظ لِذلِك لو ربِنا أعطانا أنْ نستفاد مِنْ الزمن لربحنا الكثير وَالكثير فالجُزء المُتبقِّى كُلّ دقيقة نستفاد مِنها ربِنا يكمِلّ كُلّ نقص فينا وَيكمِلّ كُلّ ضعف فينا وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
31 ديسمبر 2025
عيد رأس السنة
[ لاَ تذكُرُوا الأوَّلِيَّاتِ وَالقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأمَّلُوا بِهَا هأنَذَا صَانِعٌ أمْراً جَدِيداً ] ( أش 43 : 18 – 19 ) مِنْ أجمل العطايا التَّى يُعطِينا إِيَّاها الله أنّهُ دائِماً مُتجّدِد معنا كُلّ يوم يُعطِينا بِداية جدِيدة يُعطِينا أسابيِع جدِيدة وَشهُور جدِيدة وَسنيِن جدِيدة عيد رأس السنة عيد كنسِى وَليس مُجرّد مُناسبة إِجتماعيَّة وَالنَّاس حوّلوه إِلَى مُناسبة إِجتماعيَّة يحتفِلُوا بِهِ بِطريقة عالميَّة بينما هُوَ مُناسبة مُباركة لأِنّهُ أتى بِنا لِهذِهِ الساعة وَسمح لِعُمرِنا أنْ يكُون لهُ إِضافة وَأنعم علينا بِأيَّامٍ جدِيدة لِذلِك هُوَ مُناسبة مُباركة نحتفِل بِهِ بِفِكرٍ رُوحانِى وَمشاعِر رُوحانيَّة وَنمثُل فِيهِ أمام الله فِى العهد القديم كان الله يُحِب المُناسبات وَالأعياد وَأعتبرها مُناسبات لِلإِلتقاء معهُ وَتكُون حضُور مُفرِح معهُ الله يُحِب العيد كمُناسبة لِلإِتحاد بِهِ وَالمثُول أمامهُ النَّاس عامةً مُعتادُون تبادُل الهدايا فِى الأعياد فما هى الهدايا التَّى نُقّدِمها لهُ فِى هذِهِ المُناسبة ؟ نُقّدِم لهُ قلوبنا وَأعمارنا وَحياتنا لأِنَّها كُلّها مِنْ يدِهِ وَمِنْ يدِهِ وَأعطيناه هذا جمال المُناسبة أنْ نحتفِل بِها فِى وجودنا مَعْ الله وَلِنبدأ بِداية جدِيدة بِالتأكيِد يوجد داخِل كُلّ واحِد فِينا أنيِن يُعّبِر عَنْ إِشتياق لِبِداية جدِيدة مَعْ الله وَحُزن على أُمور العام السابِق سيِّدنا مثلث الرحمات البابا شِنوده الثالِث لهُ مقولة فِى هذِهِ المُناسبة هى [ هل أُعزّيكُمْ عَنْ العام السابِق الّذى أغضبتُمْ فِيهِ الله أم أُهنّيئكُمْ بِعامٍ جدِيد ] فِى هذِهِ المُناسبة لدينا مشاعِر حُزن على ما فات وَأمل فِى الجدِيد نادِميِن على ما فعلناه وَمُشتاقيِن لِعامٍ جدِيدٍ معهُ وَمِنْ حنانه أنّهُ يُعطِينا صفحة جدِيدة بيضاء وَيُرِيد أنْ يرى ماذا سنفعل ؟
مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ لِي الحياة هى المسيِح وَالموتُ هُوَ رِبح ] ( فى 1 : 21 ) إِذن الحياة تُساوِى المسيِح أىّ الحياة هى المسيِح العُمر الّذى نحياه عطيَّة مِنْ الله لِذلِك لابُد أنْ يكُون بِالكمال مِلك لله يملُك الله على مشاعِرنا وَأفكارنا وَقلوبنا لِذلِك عيد رأس السنة مُناسبة لِتجدِيد العهد مَعْ الله وَالشعُور بِوجوده فِى حياتنا وَمُناسبة نفرح فِيها بِعمل الله معنا فَكَمْ سترنا وَكَمْ أعطانا عطايا كُلّها مُفرِحة لِذلِك هذِهِ المُناسبات عدو الخير يُرِيد فِيها أنْ يُضّيِعها مِنّا لأِنَّها مُناسبة تجدِيد عهد مَعْ الله لِذلِك يُلهِينا فِيها بِالعالميات لأِنّهُ يُرِيد أنْ يكُون الإِنسان فِى جهل عُمره كُلّه حتَّى لاَ يلتفِت لله وَيلتقِى معهُ لِذلِك نرى مظاهِر إِحتفال عالميَّة لِهذِهِ المُناسبة يُعلن عنها مِنْ قبلِها بِفتره حتَّى المُناسبات الرُّوحيَّة يُرِيد عدو الخير أنْ يُحّوِلها إِلَى شر !!!!!!
نحنُ نُوّدِع سنة وَنبدأ سنة جدِيدة مَعْ الله بِرحمتِهِ وَحقِهِ وَكُلُّنا رجاء فِى رحمتِهِ وَحُبِّهِ وَحنانه وَمِنْ أكثر الأشياء التَّى يُقاتِلنا بِها عدو الخير فِى هذِهِ المُناسبات رُوح اليأس فلو جلسنا مَعْ أنَفُسِنا نئِن على مافات وَيقُول لنا عدو الخير أنَّنا لاَ نصلُح لِلحياة مَعْ الله فنحنُ لَمْ نحيا معهُ فِيما فات لكِنْ نُرِيد أنْ نحيا معهُ الآن هذا ليس مِنْ الله لِذلِك يقُول أشعياء النبِى [ لاَ تذكُرُوا الأوَّلِيَّاتِ وَالقدِيمَاتُ لاَ تتأمَّلُوا بِهَا هأنذا صَانِعٌ أمراً جَدِيداً ] هذِهِ الكلِمات قالها الله لِناس عاشت فِى شرٍ لاَ يُوصف وَعِبادِة أوثان وَهُو اليوم يقُول لنا هذِهِ الكلِمات أيضاً لاَ تتكلّم فِيما فات وَعَنْ خِداع عدو الخير فِى حياتك بل تكلّم معِى عَنْ عملِى فِى حياتك نحنُ لاَ نثِق فِى مهارِة الطبِيب لكِنّنا نشعُر بِتعبنا فقط وَهذا عمل عدو الخير إِلهنا قوِى قادِر أنْ يجذِب الإِنسان مِنْ أعماق الدنس وَمِنْ الظُلمة إِلَى النَّور إِحذر أنْ يُشعِرك عدو الخير بِأنّ خطيتك أقوى مِنك حتَّى وَإِنْ كانت قويَّة الله أقوى مِنها وَقادِر أنْ يرفعها عنك [ يا حامِل خطيَّة العالمِ ] لمّا تثقُل خطيَّة الإِنسان عليه وَرُوح اليأس يدخُلهُ ينظُر إِلَى القديس مُوسى الأسود وَالقديس أُوغسطينُوس فيشعُر أنّ الله أقوى مِنْ كُلّ قوَّات الظُلمة عدو الخير بِاليأس يُثّبِت فِينا الخطيَّة لكِنْ [ لأِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الفشَل بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالمحبَّةِ وَالنُّصْحِ ] ( 2 تى 1 : 7 ) أنا ضعيِف لاَ أستطيِع لكِنْ أنا ما أنا بل نعمة الله العامِلة فىَّ الله يُرِيد أنْ يُعطِينا الوعد مِنْ فمهِ المُبارك أنْ لاَ ننظُر لِخطايانا بِيأس لأِنّ هذا اليأس هُوَ يأس مِنْ خلاص الله وَهذا تجدِيف وَكأنّنا نقُول لهُ أنت لاَ تستطيِع خلاصنا كانت القديسة بيلاجية التَّى كانت تُسّمى راقِصة أنطاكية الأولى كانت تحيا فِى وحل الخطيَّة لكِنْ الله أنار عليها وَعاشت التوبة بِطريقة قويَّة وَكانت راهِبة باقِى حياتها فِى نُسك وَخِشُوع وَصلاة وَتوبة لمَّا الإِنسان يُقّدِم مشاعِر توبة وَيعلم الله دواخِله لمَّا الإِنسان يكُون نادِم على خطيته وَيُعلِن عدم راحته لها الله يُقيِمه أجمل شيء يفرّح الله اليوم أنَّنا نُقّدِم لهُ إِشتياقات وَأنيِن وَنشعُر أنّهُ حاضِر فِى وسطنا وَهُوَ يُقّدِس إِشتياقاتنا وَيُبارِكها هُوَ يُعطِينا عطايا لاَ نستحِقها مُشكِلتنا أنَّنا نقيِس الله بِمُستوانا لمَّا نحُزِن إِنسان وَيظِل فترة مُقاطِعنا حتَّى نعتذِر لهُ هكذا نقيِس عِلاقتنا بِالله بِمقياس بشرِى لكِنّهُ قال لهُمْ إِغفر لأخُوك سبعيِن مرّة سبع مرَّات أىّ 490 مرَّة الله ليس بِقصدِه 490 مرَّة بِالضبط بل السبعة هُوَ عدد الكمال وَالعشرة هُوَ عدد اللانِهاية أىّ إِغفر كمال اللانِهاية لأخُوك فإِذا كان الله يُطالِبنا بِكمال اللانِهاية فِى غُفران البشر لِبعضهُمْ فما هى مغفِرة الله لنا ؟ الشيطان لاَ يحتمِل هذا الكلام لأِنّهُ يُريد أنْ يُثّبِت فِينا أنَّنا مرفُوضُون مِنْ الله نحنُ بِالفِعل نافقنا وَأخطأنا لكِنّنا مقبُولُون مِنهُ وَبِهِ الله لاَ يجلدنا لكِنّهُ يبدأ معنا بِداية جدِيدة فَلاَ نستقبِل هذا اليوم بِروح الفشل بل نستقبِلهُ بِصلاح الله وَإِشتياق لِرِضاه وَلِحضوره فِى حياتنا وَنشتاق أنْ نحيا معهُ أيَّام وَأيَّام لِذلِك يُعطِينا رؤوس سنيِن لِهذا لمَّا نحضر اليوم بِمشاعِر توبة يكُون يوم مُفرِح وَلِنشعُر بِمراحِم الله المُتدّفِقه القادِره أنْ تُغّطِى كُلّ خطيَّة إِذا كان القديس أُوغسطينُوس وَالقديس مُوسى الأسود وَمريم المصريَّة وَبِيلاجية وَأخطى خُطاة العالم قبلهُمْ الله وَحوّلهُمْ إِلَى قديسين إِذن هُوَ قادِر أنْ يقبلنِى المُهِم أنْ أُقّدِم لهُ مشاعِر صادِقة وَهُوَ يُكّمِل ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
01 فبراير 2026
الأحد الرابع من شهر طوبة یو ۱:۹ - ۳۸
وفيما هو مجتاز رأى إنساناً أعمى منذ ولادته فساله تلاميذه قائلين يا معلم من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه ينبغى أن أعمل أعمال الذي أرسلني مادام نهار يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل مادمت في العالم فأنا نور العالم قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عينى الأعمى وقال له أذهب وأغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره مرسل فمضى وأغتسل وأتى بصيراً فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا أنه كان أعمى قالوا أليس هذا هو الذي كان يجلس ويستعطى آخرون قالوا هذا هو وآخرون إنه يشبه وأما هو فقال إنى أنا هو فقالوا له كيف أنفتحت عيناك أجاب ذاك وقال إنسان يقال له يسوع صنع طيناً وطلى عينى و قال لى أذهب إلى بركة سلوام وأغتسل فمضيت وأغتسلت فأبصرت فقالوا له أين ذاك ؟ قال لا لا اعلم فاتوا إلى الفريسيين بالذى كان قبلا اعمى و كان سبت حين صنع يسوع الطين فسأله الفريسيون أيضاً كيف أبصر ؟ فقال لهم وضع طينا على عينى واغتسلت فأنا أبصر فقال قوم من الفريسيين هذا الإنسان ليس من الله لانه لا يحفظ السبت آخرون قالوا كيف يقدر إنسان خاطيء أن يعمل مثلى هذه الآيات ؟ وكان ببنهم انشقاق قالوا أيضاً للأعمى ماذا تقول أنت عنه من حيث إنه فتح عينيك ؟ فقال إنه نبي فلم يصدق اليهود عنه إنه كان أعمى فأبصر حتى دعوا أبوى الذي أبصر فسألوهما قائلين أهذا إبنكما الذي تقولان إنه ولد أعمى فكيف يبصر الآن ؟ أجابهم أبواه وقالا نعلم أن هذا إبننا وإنه ولد أعمى وأما كيف يبصر الآن فلا نعلم أو من فتح عينيه فلا نعلم هو كامل السن أسألوه فهو يتكلم عن نفسه قال أبواه هذا لأنهما كانا يخافان من اليهود لان اليهود كانوا قد تعاهدوا أنه إن اعترف أحد بأنه المسيح يخرج من المجمع لذلك قال أبواه إنه كامل السن أسألوه . فدعوا ثانية الإنسان الذي كان أعمى وقالوا له أعط مجداً لله نحن نعلم أن هذا الإنسان خاطي فأجاب ذاك وقال أخاطىء هو لست أعلم إنما أعلم شيئاً واحداً إنى كنت أعمى والآن أبصر فقالوا له أيضاً ماذا صنع بك كيف فتح عينيك؟ أجابهم قد قلت لكم ولم تسمعوا لماذا تريدون أن تسمعوا أيضا ألعلكم أنتم تريدون أن تصيروا له تلاميذ فشتموه وقالوا أنت تلميذ ذاك وأما نحن فإننا تلاميذ موسى نحن نعلم أن موسى كلمة الله وأما هذا فما نعلم من أين هو ؟ أجاب الرجل وقال لهم إن هذا عجبا إنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عيني ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة و لكن إن كان أحد يتقى الله و يفعل مشيئته فلهذا يسمع منذ الدهر لم يسمع أن أحداً فتح عيني مولود أعمى لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئاً أجابوا وقالوا له في الخطايا ولدت أنت بجملتك وأنت تعلمنا فاخرجوه خارجا فسمع يسوع أنهم أخرجوه خارجاً فوجده وقال له أتؤمن بإبن الله أجاب ذاك وقال من هو يا سيد لا تو من به فقال له يسوع قد رأيته والذي يتكلم معك هو هو فقال أو من يا سيد وسجد له .
وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته
يسوع يمر بنا ونحن في حال العمى الروحي وعدم الإدراك إنه يجتاز أمامنا ولكننا لا نراه هو موجود أمامنا ولكننا لا نشعر بوجوده إننا عميان لا ندرك الله في حياتنا عميان عندما لا نلمس عمله معنا ولا نرى يده الخفية تدبر أمورنا الذي لا يعرف ذاته ولا يعرف خطاياه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة الذي لا يعرف أن يميز النور من الظلمة والخير من الشر والحق من الباطل والقداسة من النجاسة هو أعمى ومسكين أما الأعمى منذ ولادته له عذر ولكن هؤلاء الذين استناروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية فصاروا شركاء الروح القدس وأخذوا بصيرة من الله في المعمودية هؤلاء ما هو عذرهم في عدم النظر إلى الأمور الروحية وعدم التمييز ؟ إنهم ليسوا عمياناً ولكنهم لهم عيون ولا يبصرون أو ربما كلت عيونهم من كثرة النظر إلى الأباطيل العالمية .
أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى ؟
كثيراً ما تؤول الأمور تأويلا غير صحيح ونعلل الأحداث ونبحث عن أسباب لما تراه وكثيراً ما نخطى لأننا لا نعرف فكر الله "لأن ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء "وكما علمت السماء عن الأرض علمت طرق الرب عن طرقنا وأفكاره عن أفكارنا واجابة ربنا مريحة للنفس جدا لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه من الممكن جداً أن نؤول كل الأمور في حياتنا لمجد الله ومن الممكن أن يتمجد الله بالموت كما يتمجد بالحياة ويتمجد في الضعف أكثر مما في القوة فقط يجب أن نتأكد أنه ليس لنا إرادة منحرفة ومنفصلة عن الله ان الخطية هي عمل إرادتنا الذاتية بعيداً عن إرادة الله أما الأعمال التي تحدث في حياتنا بسماح من الله وبدون إرادتنا (مثل المولود أعمى) فهذه مسئولية الله نفسه و قصده وتدبيره الإلهى ما أسعدنا عندما نسلم حياتنا بسهولة في يد الله فيحول ضعفنا إلى مجد الله .
المسيح نور العالم
قال الرب " ينبغى أن أعمل مادام نهار مادمت في العالم فأنا نور العالم " ان الظلمة للعينين معناها عدم تمتعها بالنور وهذا أقصى ما يعانيه الإنسان كم تكون النفس مسكينة في بعدها عن نور العالم وكم تتخبط في الظلام ولا تعرف أين تمضى لان ظلمة العالم أعمت عينها ولكن لماذا يقول الرب مادمت في العالم ؟ هل يأتي وقت لا يكون الله في العالم؟ ان الفرصة يمكن أن تتلامس مع المسيح فيها قد لا تتكرر قيل عن عيسو أنه طلب التوبة بدموع ولم يجدها لقد مضى زمانها التي بعد أن فتحت أبوابها طويلا وقال الرب يسوع لجماعة اليهود " تأتي ساعة تشتهون فيها يوماً من أيام إبن الإنسان ولا تجدون" هكذا قيل أيضاً "اطلبوا الرب ما دام يوجد أدعوه فهو قريب" قال هذا وتفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى بها عيني الاعمى الإنسان يغفل كثيراً عن هذه الحقيقة ( أنه سراب ) وعندما تغيب هذه الحقيقة عن ذهنه يتصرف تصرفات كلها حماقة وكبرياء ويتخيل في نفسه المقدرة والقوة ويفتخر بغناه ويتكل على جمال صورته وجمال جسده . . . الخ ولكن المسيح المبارك هنا يضع الحقيقة في عين الإنسان لكي تكون اطاراً للتصرفات ولكي يرى من خلالها كل شيء فنظر باتضاع وبانسحاق إلى كل الأمور وهذه هي الخليقة الجديدة خلقة البصيرة الروحية المتضعة وإستثارة الروح القدس الوديع وهذا يبدو واضحا ان الرب لم يفتح لهذا الإنسان مجرد عينين حسودتين من أنار بصيرته الداخلية هذه عين تكتشف يسوع وعين تميز رياء الفريسيين وعين تتخطى رباطات اللحم والدم في الابوين المتخاذلين أمام سلطان الناس قال له : اذهب وأغتسل في بركة سلوام الذي تفسيره ( مرسل ) فضى وأغتسل وأتى بصيراً بركة سلوام هي المعمودية هي الاغتسال والتطهير والخلقة الجديدة والاستنارة ونور العين بدونها لن يرى أحد ملكوت الله فالجيران والذين كانوا يرونه قبلا أنه كان أعمى قالوا : أليس هذا هو الذى كان يجلس ويستعطى؟ آخرون قالوا هذا و آخرون انه يشبه أما هو فقال إنى أنا هو معرفة المسيح تغير الشكل وتغير الملامح في الكلام و التصرفات والحياة كلها فالمعمودية موت وحياة موت قديم وحياة جديدة في المسيح والتوبة التي نعيشها هي تمتعنا بمعموديتنا ورجوعنا إلى شكلنا الأول في الطهارة والاستنارة وهذا يجعل جيراننا ومعارفنا تتعجب وتتحير هل هذا هو فلان صديقنا الذى كنا نعرفه قبلا ؟ آخرون يقولون هو وآخرون لا بل انه يشبهه كل توبة بدون تغيير باطلة وكل معرفة لله مع الاحتفاظ بالحياة القديمة والعادات القديمة باطلة تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة .
موقف الفريسيين
دخل الفريسيون في نقاش طويل مع الرجل في كيف انفتحت عيناه ؟ وكيف أبصر؟ ومن هو الذي أبصره ؟ وهل يحفظ السبت أم لا ؟ هناك فرق رهيب بين من انفتحت عينه كمختبر وبين من يناقش هذا الأمر الحياة الروحية للذين يختبرونها تختلف تماماً عن الذين يقرأون عنها أو يناقشون في أعمق أسرار الروح وهنا سبب الخلاف أن الرجل كان أعمى وأبصر وهذا حدث خطير جداً في حياته وأما في حياة الفريسيين فهو مجرد موضوع للبحث وموضوع للمناقشة المعمودية ليست جدلا مع الذين لا يؤمنون بها ولكنها حياتنا وفرحنا الدائم الحياة مع المسيح وإكتشافه في حياتنا ليست تجارة كلام ولا مناقشة ولكن حقيقة نعيشها على المذبح كل يوم يسوع المسيح الذي نكرز به ليس نعم ولا موقف الوالدين
ان معرفة المسيح هي قوة الشهادة ويستحيل على إنسان أن يقف موقف شهادة للحق بدون المسيح هكذا وقف أيضاً بيلاطس المسكين وغيره من الذين يخافون على مصالحهم الشخصية أو على مركزهم العالمي فالأبوان يعرفان حق المعرفة أنه إبنهما ولكن لا يستطيعان الشهادة للحق بسبب الخوف أما الذي أنار المسيح عينيه فهو يشهد للحق أمام ملوك وولاة بلا خوف حتى من الموت .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
25 يناير 2026
الأحد الثالث من شهر طوبه يو ٣ : ٢٢ - ٣٦
"وبعد هذا جاء يسوع وتلاميذه إلى أرض اليهودية ومكث معهم هناك و كان يعمد وكان يوحنا ايضاً يعمد في عين نون بقرب ساليم لأنه كان هناك مياه كثيرة وكانوا يأتون و يعتمدون لانه لم يكن يوحنا قد ألقى بعد في السجن وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير فجاءوا إلى يوحنا وقالوا له يا معلم هوذا الذي كان معك في عبر الأردن الذي أنت قد شهدت له وهو يعمد والجميع يأتون إليه أجاب يوحنا وقال لا يقدر إنسان أن يأخذ شيئاً إن لم يكن قد أعطى من السماء أنتم أنفسكم تشهدون لى أني قلت لست أنا المسيح بل إنى مرسل أمامه من له العروس فهو العريس وأما صديق العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس إذا فرحى هذا قد كمل ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذى من الأرض هو أرضى ومن الأرض يتكلم الذي يأتى من السماء هو فوق الجميع و ما رآه و سمعه به يشهد وشهادته ليس أحد يقبلها ومن قبل شهادته قد ختم أن الله صادق لأن الذي أرسله الله يتكلم بكلام الله لانه ليس بكيل يعطى الله الروح الآب يحب الإبن وقد دفع كل شيء في يده الذي يؤمن بالإبن له حيوة أبدية والذى لا يؤمن بالإبن لن يرى حيوة بل يمكث عليه غضب الله",
شهادة يوحنا المعمدان عن المسيــــــح
يوحنا المعمدان
اجتمعت فى يوحنا المعمدان صفتان : صفة النبوة ، وصفة شاهد العيان فهو نبى العلى بل أن المسيح قال عنه " أعظم من نبي" وروح النبوة يستطيع أن يتجاوز الزمن غير المنظور كأنه منظور ويرى الحقيقة كائنة في الرموز والأظلال وهو كشاهد عيان رأى المسيح المبارك مقبلا إليه عند الأردن ورأى السموات مفتوحة ورأى الروح القدس نازلا کشبه حمامة ومستقراً عليه وسمع صوت الآب من السماء قائلا "هذا هو إبنى الحبيب الذي به سررت " هكذا شهد يوحنا للمسيح بالروح القدس روح النبوة وبما رآه وسمعه من الله.
حمل الله
لقد أعلن يوحنا المعمدان عن يسوع أنه "حمل الله" .
هذا الإعلان في الواقع اكتشاف لحقيقة المسيح الذى لم يكن يعرفها يوحنا الذى قال " لم أكن أعرفه " بل ان يوحنا حينما تكلم عن المسيح قبل هذا الوقت قال عنه " الذي رفشه في يده وسینقى بيدره و يجمع القمح إلى المخزن ، وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ "مت ٠١٢:٣ ولكن ما راه يوحنا عند نهر الأردن كان مختلفاً تماماً رأى حملا حقيقياً حاملا خطية العالم كله انه "حمل الله " المختار من الله ليمحى خطايانا ويغسلها ويغرقها في بحر العماد هذا هو مسيح الاردن الذي نراه كل يوم قائماً عند المـ عند المعمودية ومستعداً أن يحمل خطايا الذين يقبلونه
وفي الغد أيضاً كان يوحنا واقفاً هو وأثنان من تلاميذه فنظر يسوع ماشياً فقال "هو ذا حمل الله . فسمعه التلميذان يتكلم فتتبعا يسوع هنا لم يكن يسوع مقبلا نحو يوحنا بل كان ماشياً إلى غايته ( نحو الصليب ) فأعلن يوحنا مرة أخرى اكتشاف "الحمل المذبوح " وهذا الاعلان جعل تلميذي يوحنا يتبعان المسيح إذن سر تبعية يسوع والكرازة بأسمه كائن في إكتشافه "كحمل الله" المسيح هو حمل الله الموجود معنا على المذبح كل يوم هل تطرح خطاياك عليه ؟ وهل تتحد بالحمل المذبوح ؟ وهل تعلنه للجميع وتشير إليه على المذبح ليقبل إليه كثيرون ؟ هذه هي رسالة كل من عرف حمل الله .
العريس
وحدثت مباحثة من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهة التطهير فجاءوا إلى يوحنا فحدثهم مباشرة عن المسيح قائلا" من له العروس فهو العريس " في البداية نكتشف يسوع الحمل الوديع الذي يقبلنا ويحمل خطايانا ثم بنظرة أكثر عمقاً نجد فيه العريس الحقيقي وندرك معنى الكنيسة كعروس للمسيح هنا سر اتحادنا بالمسيح، واتحادنا بعضنا ببعض في الكنيسة هذا ما أعلنه مؤخراً بولس الرسول قائلا :'خطبتكم لاقدم عذراء عفيفة للمسيح " "وأيضاً أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة" هذه هي اجابة يوحنا على سؤال التلاميذ من جهة التطهير لقد أعلن لهم إكتشافه للعريس الذي أسلم نفسه لعروسه وقدسها بغسل الماء في الأردن ان سر العريس والعروس تحدث عنه ربنا يسوع فيما بعد قائلا " يشبه ملكوت السموات عشر عذارى خرجن للقـاء العريس خمس منهن كن جاهلات وخمس حكيمات"
فارتباطنا بالعريس واستحقاقات العرس الإلهى يحتاج إلى نفوس حكيمة تعرف من هو عريسها ، و تمتلىء من زيت الروح القدس ، وتنتظر بسهر وصلاة حتى تلاقى وجه عريسها بفرح وتدخل إلى خدره السماوى إلى أبد الآبدين. ويوحنا المعمدان يعلن أن الكنيسة هي عروس المسيح التي رآها يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا نازلة من عند الله كعروس مهيأة لرجلها ، وهي نفسها تنادى مع الروح القدس على كل نفس متغربة في العالم الروح والعروس يقولان " تعال وكل من يسمع فليقل تعال " فكل من يتحد بالكنيسة ويأتى للعريس السماوي ويذوق من حبه لا يكف عن الكرازة باسمه والمناداة بحبه ترى هل صارت نفسي عروساً للمسيح ؟ ترى هل تزينت بالطهارة وتجملت بالفضائل ؟ وهل تنتظر عريسها كل يوم بشوق ومحبة وإخلاص وصلاة ؟
يا أخوة ان محبة العالم زنى وخيانة للعريس "أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عدواة لله"
الدي يا لي من فوق هو فوق الجميع
هنا إعلان آخر أعلنه يوحنا عن المسيح فهو يقدم المسيح لجموع آتياً من فوق فلا ينبغي أن نفهم المسيح بادراك أرضى، أو نفكر في كلامه بطريقة جسدية كلام المسيح هو روح وحياة ووصايا فوق الجميع فوق العقل والادراك البشري وفوق الحكم الإنسانية وفوق الفلسفات وفوق الكل والمسيح المبارك أتحد بنا في المعمودية لكي نصير مولودين من فوق ويكون لنا هدف وكنز في السماء وملكوت ليس من هذا العالم الذي ينظر إلى الأرضيات يعثر في المسيح والذي ينظر إلى فوق يدرك الذي من أجله أدركه المسيح .
ليس بكيل يعطى الله الروح
نزل الروح القدس على يسوع مثل حمامة ويوحنا كشف لنا أموراً عجيبة تختص بخلاصنا عندما رأى الروح نازلا ومستقراً عليه فمن ناحية إكتشف محبة الآب للإبن بسكب الروح القدس على جسم البشرية في شخص الابن الوحيد ومن ناحية أخرى رأى المسيح وهو يعطى الروح القدس للبشرية بلا كيل معرفتنا بالمسيح ليس لها حدود أو قيود أو شروط هذه المعرفة هي عمل الروح القدس فينا وأخذنا من المسيح ليس له حدود لان الروح القدس يأخذ مما للمسيح ويعطينا الروح القدس يطبع فينا شكل المسيح ويجعل فينا رائحة المسيح والمسيح سكب فينا حبه بالروح فى المعمودية لأن محبة الله قد انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا والروح القدس شبهه الرب يسوع بالريح الذى يهب حيث يشاء وتسمع صوتها ولكن لا تعلم من أين تأتى ولا إلى أين تذهب فعمل الله في المولودين من فوق عمل سرى وروحى لا يستطيع أحد أن يقيه لانه " من تاس روح الرب عمل الروح لا يخضع لقياس الناس ونمو الروح ليس بكيل إنسان "
الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية
هنا ختام حديث يوحنا عن المسيح وهنا يعلن لنا عن نعمة البنوة والحياة الأبدية ففي المعمودية استعلن إبن الله و ننادي الآب بصوت مسموع على الإنسان ( في المسيح ) نداء الأبوة قائلا " هذا هو ابنى الحبيب الذي به سررت "
فنحن دخلنا إلى نعمة البنوة وسرور الآب "وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي ويسوع المسيح الذي أنت أرسلته "
المعمودية إذن هي دخولنا إلى الحياة الأبدية وقبولنا نعمة البنوة في المسيح وأعظم أسرار الأردن وإعلانك الله هناك هناك إستعلن المسيح حمل الله وعريس الكنيسة الآتي من فوق وهناك سكب روحه بلا كيل وادخلنا إلى الحياة الأبدية ونعمة البنوة .
المتنيح القمص لوقا سيدراوس
عن كتاب تأملات روحية فى قراءات أناجيل آحاد السنة القبطية
المزيد
13 ديسمبر 2025
العُمق فِى الحياة الرّوحيّة
نُريد أنْ نتحدّث اليوم فِى موضوع عَنَ العُمق فِى الحياة الروحيّة ، وَأنتُم تعرِفوا أنّ ربنا يسوع تقابل فِى ذات مرّة مَعَ تلاميذه بعد رحلة صيد فاشِلة وَقالوا لهُ العِبارة المشهورة التّى يجوز أنْ تعرِفوها وَهى [ أنّنا قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نأخُذ شيئاً وَلكِن على كلِمتك أُلقِى الشبكة] فهذِهِ الكلِمة التّى قالها الرّبّ يسوع لهُم هى أُدخُلوا إِلَى العُمق فربنا يسوع دعاهُم أنْ يدخُلوا إِلَى العُمق بِمعنى أنْ يهتموا بالداخِل وَهذا فِى الحقيقة موضوع هام أُريد التركيز فيه وَهُو الدخول إِلَى العُمق فأحياناً كثيرة يكون فِى حياتنا مرض خطير إِسمه السطحيّة أنّ الإِنسان يعيش الأُمور كُلّها مِنْ الخارِج وَ لاَ يدخُل إِلَى عُمق الأُمور فتجِد الإِنسان لَمْ يذُق حلاوِة ربِنا وَ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا غالِى وَطيّب وَ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا لذيذ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا مُفرِح فبقى فِترة طويلة مِنْ عُمره على السطح فِى الخارِج فأُريد أنْ أقول أنّ كثير منّا يعيش الحياة مَعَ ربِنا بِسطحيّة لَمْ يتلذّذوا بِهِ لَمْ يدخُلوا معهُ فِى عِشرة عميقة لَمْ يفرحوا بِهِ لَمْ يدخُلوا إِلَى أعماقه بعد فما هى خطورة السطحيّة ؟ هى أنّ الإِنسان عُمره كُلّه بالخارِج وَ لمّا الإِنسان يقضِى وقت طويل بالخارِج وَ لَمْ يصطاد شىء فتكون النتيجة هى اليأس مِثَلَ التلاميذ عِندما قالوا للرّبّ يسوع [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَ لَمْ نأخُذ شيئاً وَلكِن على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] أىّ نحنُ تعبنا وَشعرنا بالملل وَ لو قال لهُم أنْ يدخُلوا مرّة أُخرى يقولوا لهُ أنّهُم تعبوا وَملّوا وَلكِن طالما أنّك قُلت فعلى كلِمتك نُلقِى الشبكة لكِن فِى الحقيقة نحنُ لاَ نُريد أنْ نذهب وَنصطاد مرّة ثانية وَأنت كثيراً ما يحدُث لك هذا لَمْ تُريد أنْ تُصلّى لَمْ تُريد أنْ تحضر قُدّاس لَمْ تُريد أنْ تقرأ فِى الكِتاب المُقدّس لَمْ تُريد أنْ تقرأ قِراءات روحيّة لِماذا ؟ وَذلِك لأنّك جرّبت مِنْ قبل وَلكِن لَمْ تفرح لَمْ تتعزّى لَمْ تجِد لذّة وَ لاَ فرح وَذلِك يجعلك لَمْ تكُن لك الرغبة فِى إِنّك تكرّر المُحاولة مرّة أُخرى وَفِى الحقيقة هذِهِ هى النُقطة التّى نُريد أنْ نتحدّث فيها الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل كان لهُ تشبيه جميل فِى هذا الموضوع وَهُو [ ماذا برأيكُم لو أتيت لكُم بِبُرتُقالة وَأعطيتها لك وَقُلت لك أنْ تأكُل هذِهِ البُرتُقالة فيأتِى شخص يمسِك البُرتُقالة وَيأخُذ قضمة وَهُو بِهذا قَدْ قضم القِشرة وَالقِشرة طعمها مُر غير لذيذة وَفيها مرارة وَغير ذلك أنّها يخرُج مِنها سائِل يتعِب العين وَالأنف وَرائحته وَطعمه غير لذيذة وَتقول ما هذا الّذى أعطانا أبونا إِيّاه لِكى نأكُله فتبدأ أنْ تكره البُرتُقال وَترفُض تأكُلهُ ] فحياتنا فِى الحقيقة مِثَلَ الّذى يبدأ فِى أكل البُرتُقالة مِنْ قشرِتها فالطعم سىّء وَالرائِحة سيِّئة وَالفائِدة صغيرة فأترُك البُرتُقال لكِن لو أنا دخلت إلَى البُرتُقالة وَأكلت منها العُصارة اللذيذة وَالطعم الجميل الّذى لها فأحِبّها فنحنُ كثيراً ياأحبائِى نقضِى وقت طويل جِداً مَعَ ربِنا فِى القشرة الخارِجيّة كثيراً ما نقضِى عُمراً طويلاً وَنحنُ ما نزال على السطح تخيّلوا أنّ إِنسان يمُر عليه عُمره كُلّه لَمْ يذُق حلاوِة ربِنا !! فمُمكِن إِنّك تكون أو تكونِى عُمرك 20 أو 30 أو 40 سنة وَ لَمْ تعرِف ربِنا فداوُد النبِى قال [ ذوقوا وَأنظُروا ما أطيب الرّبّ ] فتذوّقوا الرّبّ [ صالِح هُو الرّبّ للّذين يترجونه ] ربِنا حلو وَطيّب لذيذ مُفرِح مُشبِع غنِى هل عرفنا الصِفات هذِهِ لله معرِفة الإِختبار وَالعِشرة ؟ سمعنا عنهُ كثيراً ، وَلكِن هل تذوّقناه ؟ لاَ يكفِى أنْ أجلِس وَأحكِى لك عَنَ طعم البُرتُقال لَمْ أعرِف وَلكِن لِكى أعرّفك طعمه فيجِب أنْ تذوقه لو أتيت وَسألت أحد فيكُم ما هُو طعم الموز ؟ فيقول لك طعم الموز موز وَ ماهُو طعم التُفّاح ؟ تُفّاح تُريد أنْ تعرِف طعم التُفّاح نتذّوقه ما هُو طعم العسل ؟ نتذّوقه فربِنا هكذا ربِنا يا أحبائِى صعب جِداً أنْ نحكِى عنّه لكِن الجميل فِى ربِنا أنْ نحياه لِذلِك ربِنا قال [ أنّ الكلام الّذى أُكلّمكُم بِهِ هُو روح وَحياة ] أُدخُلوا للعُمق فكثيراً ما نقضِى الوقت مَعَ ربِنا مِنْ الخارِج لَمْ نفرح بِهِ وَ لاَ نتلذّذ بِهِ وَ لاَ شبِعنا مِنهُ فالأهم هُو ضرورِة العُمق فالإِنسان يدخُل إِلَى العُمق لِكى يتمتّع بالجمال مِثَلَ الثِمار فدائِماً لاَ تكون الثمرة مِنْ الخارِج مِثَلَ الداخِل فالثمرة مِنْ الداخِل ألذ مِنْ الخارِج فقُم وَأمسِك خس فأجمل شىء فيها هُو قلبها فهذِهِ هى الحياة مَعَ ربِنا الداخِل أجمل مِنْ الخارِج العُمق دائِماً أجمل وَ مُفرِح القديس أبو مقّار قال فِى ذات مرّة لِتلاميذه [ ها أنّ البِئر عميقة وَلكِن مائها طيّب وَلذيذ تستحِق التعب ] فصعب جِداً أنّ الإِنسان يعيش القُدّاس مِنْ السطح عِندما يحضره يكون غير فاهِم وَ لاَ عارِف وَ لاَ يُريد أنْ يفهم أو يعرِف وَغير مُتفاعِل مَعَ القُدّاس وَغير مُتفاعِل مَعَ الذبيحة وَ لاَ شاعِر بِقيمة الجسد وَ الدم الّذى يأخُذهُ وَ لاَ يعرِف أنّ هذا يُعطى لِمغفِرة الخطايا وَ لاَ شاعِر أنّ هذا هُو قوّة مجد كنيسة الله لاَ شاعِر ففِى المنزِل يقولوا لهُ دائِماً أنْ يذهب إِلَى القُدّاس وَأيضاً أبونا دائِماً يقول لهُ إِذهب إِلَى القُدّاس فيأتِى إِلَى القُدّاس فصعب الحياة على هذا المُستوى يا أحبائِى صعب نكون أولاد الله وَلَمْ نختبِره صِفاته أعماقه محبِته مِنْ الداخِل صعب الدخول للعُمق فدائِماً تكون الثروات وَالكنوز تكون مدفونة تحت الجِبال فِى بطون الأرض فِى أعماق المُحيطات فعِندما مثلاً – عِندما – ينقبّوا عَنَ البترول فتجِد البترول فِى باطِن الأرض وَأحياناً يكتشِفوا آبار بترول أسفل مياه المُحيط أو تحت مياه خليج أىّ يتِم التنقيب عَنَ بِئر بترول تحت مياه المُحيط لأنّهُ سوف يُعطينِى البترول على مدار العُمر فبِهذا يستحِق التعب ، وَيستحِق الدخول إِلَى العُمق فنحنُ يا أحبائِى فِى حياتنا مَعَ ربِنا نكتشِف فِى حياتنا مَعَ الله كنزاً لاَ يفرغ الّذى يرتبِط بِعِشرة مَعَ ربِنا يرتبِط بِكنز لاَ يفرغ يقول عنهُ إِرميا النبِى أنّ مراحمة جديدة [ هى جديدة فِى كُلّ صباح كثيرة أمانتك ] كُلّ يوم جديد أخُذ منهُ عُمق جديد وَمحبّة جديدة وَرحمة جديدة فمراحِمة جديدة فِى كُلّ صباح فتجِد أنّ الكنوز الغالية تجِدها فِى الأعماق لاَ تجِدها على السُطح فيأتِى شخص وَيسأل سؤال لِماذا تكون هذِهِ الكِنوز فِى أماكِن عميقة ؟ لِماذا لاَ تكون على السطح حتّى نحصُل عليها ؟ وَلِماذا مُتعِة الحياة مَعَ ربِنا تكون فِى الداخِل ؟ لِماذا لاَ تكون مِنْ الخارِج لِكى الّذى يُريد أنْ يتمتّع فليتمتّع فهل مِنْ الضرورِى أنّ الإِنسان يدخُل إِلَى الداخِل ؟
فأجِب بِنعم وَلكِن لِماذا ؟ فأقول أنّ القشرة الخارِجيّة للبُرتُقالة هى التّى تحفظها لِكى تجعل الشخص الّذى يُريد أنْ يأكُلها يتعب قليلاً حتّى يأكُلها لكِن إِذا أتى شخص وَمعهُ كميّة مِنْ البُرتُقال وَقال أنا سوف أقشّر هذا البُرتُقال لِكى أسهِل على النّاس أكل البُرتُقال وَلكِن بِهذا سوف يجعل البُرتُقال عفِن وَأنا لِكى أتمتّع بالثمرة الحلوة لابُد أنْ أتعب قليلاً لِكى آكُلها فهو بِهذا يكون ربِنا القشرة الخارِجيّة للثمرة تعمل عملين أولاً تعمل على صد النّاس الّذين يأتون لِكى يأخُذوها بحسب الشكل وَالّذين يأتون لِكى يأخُذوها بِدون تعب فتقول لهُم أنّكُم لاَ تستحقونِى( الكِتاب المُقدّس القُدّاس الصلاة ) لهُم قشرة مِنْ الخارِج بِمعنى أنّ كثيراً الإِنجيل صد ناس عَنَ معرِفته وَكثيراً الصلاة لَمْ تفتح كنوز النعمة التّى لديها للإِنسان وَكثيراً القُدّاس كذلِك لِماذا ؟ يقول أنّ هذِهِ هى القشرة الخارِجيّة التّى لابُد أنّ النَفْسَ تجتازها لِكى تتمتّع بالداخِل لأن ربِنا غالِى ربِنا يستحِق التعب وَالمُحادثة أُدخُل إِلَى العُمق قديسة مِنْ القديسات ( الأُم سارة ) تقول [ إِنّ جِهاد وَتعب عظيم ينتظِر المُتقدّمين للحياة مَعَ الله ] بِمعنى أنّ الإِنسان عِندما يُشعِل حطب بالنار فَلاَبُد أنْ يتعب فيقوم بتجميع الحطب وَالخشب وَإِشعال النار وَمتى النار أمسكت بالحطب تخرُج دُخان وَبعد فترة يبدأ النار يشتعِل مِنْ ذاته فأرتاح وَالنار تبقى موقدة النار لاَ توقد مِنْ ذاتها الحياة مَعَ الله لاَ تنمو بِدون جِهاد لاَ تنمو بِدون إِلحاح فتُريد مِنْ الإِنسان دور تُريد تعب تُريد سعى تُريد جِهاد وَكِفاح صعب جِداً أنْ تكون حياتنا فِى المسيح يسوع بحسب الشكل أو مِنْ الخارِج فقط مرض خطير جِداً يُصيب حياتنا إِنّنا نعرِف ربِنا يسوع المسيح بالإِسم فقط أو بالشكل فقط لكِن اليوم نتكلّم لِكى الإِنسان يُعالِج هذا الموضوع لِكى الإِنسان يتخلّص مِنْ السطحيّة يدخُل إِلَى العُمق ما هى أسباب السطحيّة وَعِلاجها ؟ هُمّا ثلاثِة أسباب :-
1- عدم الجدّيّة:-
عِندما يأتوا وَيقولوا لشخص أنّ هُناك بِئر بترول فِى هذا المكان فيبدأ بالحفر فَلاَ يُمكِن الدخول للعُمق بِدون جدّيّة مِنْ الأُمور التّى تجعل الإِنسان يعيش بِسطحيّة أنّهُ لاَ يعيش بِجديّة مَعَ ربِنا بِمعنى أنّهُ غير أمين غير نشيط غير مُجتهِد وَفِى سِفر الأمثال يقول آية جميلة جِداً [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تُمسِك صيداً أمّا ثروة الإِنسان الكريمة فهى الإِجتِهاد ]( أم 12 : 27 ) بِمعنى أنّ كُلّما كُنت مُتراخِى لاَ أتمتّع بِصيد لاَ تُفرّحنِى وَ لاَ تُعزّينِى وَ لاَ تُسندنِى وَ لاَ تُقوّينِى فالرخاوة لاَ تجعلنِى أستمتِع أبداً بِصيد بل بالعكس [ قال الكسلان الأسد فِى الطريق الشِبل فِى الشوارِع ] ( أم 26 : 13 ) فخاف أنْ يخرُج مِنْ منزِله حتّى لاَ يلتقِى بأسد فِى الطريق فأقول أُخرُج وَأترُك الباقِى على ربِنا فالإِنسان المُتراخِى لاَ يصوم وَ لاَ يُجاهِد وَ لاَ يُصلّى وَ لاَ يتعب وَ لاَ يوجد فضيلة بِدون تعب لاَ يصلُح أنْ أدخُل للأعماق بِدون تعب لِماذا أنا عِشت على السطح طول عُمرِى ؟ لأنِّى لاَ أتعب وَ لِماذا لاَ أتعب ؟ لأنِّى لاَ أخُذ الأمر بِجدّيّة لابُد ياأحبائِى أنّ الإِنسان يأخُذ الأمر بأكثر جِدّيّة وَالإِنجيل بأكثر إِشتياق وَالصلاة بِقوّة عزيمة القُدّاس بِحُب القِراءات الرّوحيّة يصنع لِنَفْسَه منهج كأنّهُ يُذاكِر فعِندما يأتِى شخص وَيقول أنّهُ يقرأ صفحة لاَ يُكمِلها فأقول لهُ أنّك ليس لديك الجدّيّة فلِى مُدّة لَمْ أمسِك الكِتاب المُقدّس فأقول لهُ أنّك ليس عِندك جدّيّة ففِى ذات مرّة رأيت فتاة فِى الإِعدادِى ماسكة كِتاب قُرآن فِى الشارِع وَتقرأ فيه لأنّها ملزومة أنْ ينتهِى هذا الكِتاب فِى هذا الشهر فهُناك جدّيّة فِى الأمر أولادنا يظلّوا كم فِترة لَمْ يفتحوا الكِتاب المُقدّس لِماذا ؟ هل الرِسالة التّى فيهِ قليلة الشأن ؟ هل الكلام الّذى فيه لاَ يستحِق البحث ؟ أولاد الإِنجيل هُمّا الّذين أهانوا الإِنجيل أكثر مِنْ أهل العالم وَأولاد المسيح هُمّا الّذين يُهينوا المسيح أكثر مِنْ أهل العالم فنحنُ مُتضايقين لأنّهُم يعرِضوا مُسلسل فيه إِنسانة مسيحيّة بِتسلُك سلوك غير لطيف أولاد المسيح هُمّا الّذين أهانوا المسيح بِحياتهُم بِسلوكهُم بِتصرُفاتهُم لأنّهُم أخذوا المسيح بِحسب الشكل لَمْ يدخُلوا لأعماقه لو دخلنا العُمق حنشاهِد جماله أُدخُل إِلَى العُمق لِكى ترى جمال إِلهك لِكى ترى جمال إِنجيلك فهو غنِى لاَ توجد جدّيّة يا أحبائِى وَعِندما لاَ توجد جدّيّة فتجِد القشرة دائِماً وَالقشرة تجعلنِى جانِباً فالّذى يأكُل البُرتُقالة مِنْ القشرة يأتِى لهُ اليأس وَالإِحباط وَالفتور وَالملل وَ لاَ يُحِب المُحاولة مرّة أُخرى فهذِهِ هى حياتنا مَعَ ربِنا فيها ملل وَضيق وَحيرة وَفِتور لِماذا ؟ لأنّنا لاَ نعرِف مدى حلوته لَمْ نختبِر كم هُو طيّب لَمْ أدخُل لأجمل ما فيه لَمْ أدخُل فِى الماضِى يا أحبائِى كانت خيمة الإِجتماع ربِنا بناها بِطريقة أنّ كُلّما دخلت إِلَى الداخِل تجِد جمالاً أكثر فتجِد أنّ خيمة الإِجتماع مِنْ الخارِج مُغطّاه بِجلود خِراف فتخيّل عِندما ترى مبنى مُغطّى بِجلود خِراف فدائِماً الإِنسان يهتِم بالخارِج فإِذا كان مِنْ الخارِج مُغطّى بِجلود خِراف يكون مِنْ الداخِل خراب لكِن عِندما تدخُل للداخِل تجِد بعد جلود الخِراف تجِد خشب وَبعد الخشب تجِد نحاس وَبعد النحاس تجِد فِى الداخِل ذهب أين الذهب ؟ فِى قُدس الأقداس فالحياة مَعَ ربِنا بِنَفْسَ الطريقة لو إِنخدعت بِجلد الماعِز أو بِجلود الخِراف وَأقول أنّهُ مبنى لاَ يوجد فيهِ شىء يجذبنِى مبنى لاَ يستحِق أنْ أدخُله لاَ أتمتّع بالذهب بالداخِل لو جِهادِى فِى الصلاة وَتعب الصلاة منعنِى لِكى أُصلّى إِذن فأنا قَدْ وقفت عِند مرحلة الجلد لَمْ أدخُل للذهب لو قُلت أنّ القُدّاس نستيقِظ مُبكِراً وَنقِف كثيراً وَغير مُتفاعِل معهُ فأكون بِذلِك واقِفاً عِند مرحلة الجلد لو قُلت أنّ الكِتاب المُقدّس لاَ أفهمه وَ لاَ أتفاعِل معهُ فأنا بِذلِك واقِف عِند مرحلة الجلد فِى الخارِج وَلَمْ أصِل إِلَى الذهب أُدخُل للعُمق إِعرف إِلهك إِعرف مسيحك جرّب عطايا الغُفران جرّب فهل أظِل أسمع عَنَ القديسين أسمع عَنَ ربِنا إِنّه حلو فهل أظِل أسمع فقط فكيف ؟ [ ذوقوا وَأنظُروا ما أطيب الرّبّ طوبى للرجُل المُتوكِلّ عليه ] ( مز 34 : 8 ) [ الرّبّ عِز لخائفيه إِسم الرّبّ لأتقياءه ].
2- عدم وضوح الهدف:-
كثيراً لاَ يعرِف الإِنسان ماذا يُريد كثيراً الإِنسان يفقِد هدفه وَكثيراً الإِنسان لاَ يُصدِّق أنّ الأمر يستحِق التعب وَالهدف حينما يضيع تضيع الجِدّيّة لأنّ كُلّما كان هدف الإِنسان واضِح كُلّما كان جدّيّتةُ أكبر ما الّذى يجعل الإِنسان يذاكِر وَيمتحِن وَيتعب ؟ لأنّهُ لديهِ هدف يتعب لِكى يصِل إِليه الهدف الغير واضِح فأجِد أنّ حياتِى مَعَ ربِنا مِنْ الخارِج فقط وَلكِن إِذا كان هدفِى واضِح وَلو أنِّى أُريد أنْ أفرح بِهِ وَأتعزّى بِهِ أشعُر أنّهُ فِى عُمق مِنْ الداخِل أشعُر أنّ هُناك فرحة مِنْ الداخِل أشعُر أنّ فيه أمانة مِنْ الداخِل وضوح الهدف مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ ليس إِنِّى قَدْ نلت أو صرت كامِلاً وَلكنِّى أسعى لعلّى أُدرِك الّذى لأجله أدركنِى أيضاً المسيح يسوع ] ( فى 3 : 12 ) هدف واضِح لو هدفنا واضِح فصدّقونِى سوف ندخُل لعُمق أعمق أعمق أعمق حتّى نعرِف أنّ ربِنا غنِى ما الّذى جعل القديسين يترُكوا حياتهُم كُلّها الهدف واضِح صار الله لذيذاً جِداً لهُم إِستحق الله أنْ يُعطوه حياتهُم وَلكِن إِخواتِى وَأبِى وَأُمِى وَعواطِفِى وَالآمال التّى كُنت أُريد انْ أضعها فِى الحياة فربِنا شبّعها جِداً جِداً لِدرجِة إِنِّى أصبحت أنسى شعبِى وَأنسى شعب أبِى لأنّ الملِك قَدْ إِشتهى حُسنِى نرى نِفوس إِشتاقت جِداً لِكى تُعطِى حياتها لِربِنا لَمْ يشتهوا أنْ يُعطوا حياتهُم لِربِنا إِلاّ إِذا وجدوا فيه لذّة أعمق مِنْ أىّ لذّة أُخرى فدخلوا للعُمق فرأوا كنوز وَتعزيّات وَبركات لِذلِك يا أحبائِى تكون ثالِثاً.
3- ثبات العزم:-
لِنفرِض أنّهُم قالوا لِى أنْ أبحث عَنَ بترول فبحثت فِى منطِقة وَلَمْ أجِد بحثت فِى منطِقة أُخرى وَلَمْ أجِد فأقول كفى إِلَى هذا الحد لأنّنا لاَ نجِد بترول وَلكِن إِذا كُنّا شركة وَهذِهِ الشركة هدفها هُو التنقيب عَنَ البترول فالمفروض أنّهُ لاَ يهدأ وَ لاَ ييأس وَ لاَ يكِل فتأملّ فِى كلِمة داوُد النبِى حينما قال [ لاَ أصعد على سرير فِراشِى وَ لاَ أُعطِى نوماً لعينىّ وَ لاَ نُعاساً لأجفانِى إِلَى أنْ أجِد موضِعاً للرّبّ ] ( مز 132 ) فأنا لاَ أرتاح إِلاّ إِذا وجدت موضِع للرّبّ وَمسكن لإِله يعقوب تخيّلوا لو أنّنا لدينا ثبات العزم فِى حياتنا مَعَ ربِنا فأحياناً كثيرة نبدأ الصلاة بالكسل أحياناً كثيرة تنتهِى صلواتنا قبل أنْ تبدأ قبل أنْ تبدأ محكوم عليها بالموت مِنْ قبل بدأها أقِف أصلّى أبدأ بالكسل وَتنتهِى بالتثاؤب وَالملل أفتح الإِنجيل وَأنا أحكُم على نَفْسِى بعدم الفهم وَ لاَ أفهم أحضر القُدّاس لاَ يوجد تفاعُل مَعَ القُدّاس مُمارسات روحيّة لاَ يوجد فيها ثبات عزم لاَ يوجد فيها جِدّيّة لاَ يوجد فيها وضوح هدف فبالتالِى تكون مُمارسات سطحيّة فبالتالِى لاَ تُفرّحنِى أُريد أنْ أقول أنّ النَفْسَ التّى تأتِى على هذا النحو فتتعِب نَفْسَها فِى مُحاولات هى فِى الأساس حاكمة عليها بالفشل مِنْ قبل أنْ تبدأها صعب جِداً ياأحبائِى أنْ نتمتّع بعمل ربِنا بِدون سعى وَ لاَ إِجتِهاد وَ لاَ أمانة وَ لاَ محبّة صعب صعب جِداً ياأحبائِى أنْ تكون حياتنا مَعَ ربِنا بِدون جدّيّة فَلاَ تفرح وَ لاَ تتعزّى وَ لاَ تأخُذ نعمة وَ لاَ قوّة وَ لاَ بركة وَبالتالِى هذِهِ النَفْسَ لاَ تثبُت وَ لاَ تنمو وَ لاَ تفرح وَ لاَ تتغذّى لِذلِك يا أحبائِى يجِب أنْ يكون للإِنسان ثبات عزم فتأّملوا فِى قِصّة حياة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس فكم كانت حروب الشياطين معهُ وَلكِن عزمه ثابِت وجد الكِنز الّذى بالداخِل ربنا يسوع المسيح شبّهوه بِجوهرة غالية كثيرة الثمن وَالجوهرة الغالية الّذى يفهم فيها حقاً يكون عِنده عزم ثابِت لِكى يقتنيها وَيقول أنّ هذِهِ الجوهرة تستحِق التعب لكِن الّذى لاَ يفهم فِى الجواهِر يتعب لاَ لكِن لو تاجِر لآلىء حسِنة يقدّر قيمِتها المفروض أنّنا نشعُر فِى حياتنا مَعَ ربِنا أنّ هذِهِ هى جوهرة لابُد أنْ أقتنيها وَلِكى أخُذها لابُد أنْ أتعب قليلاً ففِى ذات مرّة جاءت سيِّدة لِكى تُرينِى فصّاً وَقالت أنّ ثمنه مائة ألف جُنية وَأنّ إِبنها بعث بِهِ مِنْ أمريكا لها بدلاً مِنْ أنْ يبعث مالاً كثيراً وَقال لها على الشخص وَالمكان الّذى سوف تبيع عِنده هذا الفص الثمين فعِندما أمسكت بِهِ بالنسبة لِى لاَ يُساوِى خمسة جنية وَ لاَ أفهم فيه لكِن بالنسبة لتاجِر اللآلىء عِندما يراه يضعه تحت مِجهر وَيراه بعينيهِ وَ يتفحّصه شمالاً وَيميناً وَيقول لها على الثمن فهل لهذِهِ الدرجة ؟ نعم فمَنَ الّذى يفهم فيه ؟ الّذى يفهم فيه فالحياة هكذا مَعَ ربِنا تُريد الّذى يُقدّرها تُريد الّذى يفهم فيها تُريد الّذى يفرح بها وَلكِن إِذا فهمناها وَفرحنا بِها نقول أنّها تُساوِى كذا هل الحياة مَعَ الله تُساوِى التعب معهُ أم لاَ ؟ مُمكِن تكون الحياة مَعَ ربِنا بالنسبة لنا لاَ تستحِق التعب لاَ تُساوِى شيئاً مُمكِن تكون الحياة مَعَ ربِنا بالنسبة لنا مُجرّد مُمارسات خارجيّة فقط لاَ يوجد بِها فرح لاَ يوجد بِها تعزية مُمكِن تكون الحياة مَعَ ربِنا شكلها مُتعِب وَشكلها فيها أحزان صحيح فيها أحزان لكِن مليئة أفراح صحيح فيها أتعاب لكِن مليئة بركات فهل جرّبنا كُلّ هذِهِ الأشياء أم لاَ ؟ أم إِذا تعبت قليلاً أتراجع فجرّبوا التعب جرّبوا عمل مطانيات لربِنا جرّبوا أنْ نستعطِف قلبه جرّبوا أنْ نستمطِر مراحمه ، نُرتِل لهُ ، نُسبِّح لهُ ، نجرّب أنْ نصلُب شهواتنا لهُ ، النّاس التّى تعبت مِنْ أجل ربِنا تعبوا لأنّهُم أكتشفوا عُمق مقاييس العُمق وَهى أخر نُقطة فالعُمق لهُ مقاييس بِمعنى أنّ عُمق الصلوات ما هُو ؟ إِنِّى أشعُر إِنِّى أقِف فِى حضرِة الله أتكلّم مَعَ الله أمام الله مِنْ مقاييس العُمق فِى الصلاة إِنِّى لاَ أشعُر بالزمن فهذا أول مقياس يدُل على أنّنا نُصلّى بِعُمق أتكلّم مَعَ الله وَ لاَ أشعُر أبداً أنّهُ يوجد مَنْ يُعطلنِى أو مَنْ يفصلنِى عنهُ عدم الشعور بالزمن التفاعُل مَعَ الكلِمات القديس يوحنا فم الذهب يقول [ حينما تُصلّى مزمور إِحزن مَعَ المُرنِّم حينما يحزن وَأفرح مَعَ المُرنِّم حينما يفرح وَتنهّد معهُ حينما يتنهّد إِلَى أنْ تصير أنت نَفْسَكَ مزموراً ] لو عِشت فِى المزامير تجِد قليلاً حُزن وَقليلاً فرح وَقليلاً تنهُّد وَقليلاً صرخات أُصرُخ معهُ حينما يصرُخ أحزن معهُ حينما يحزن تنهّد معهُ حينما يتنهّد أفرح معهُ حينما يفرح إِلَى أنْ تصير أنت نَفْسَكَ مزموراً فأصبحت أنا المزمور ليس المزمور الخاص بِداوُد لكِن مزمورِى أنا فأصبحت أنا أتفاعِل مَعَ الكلِمات بإِحساسِى أنا فهذا هُو عُمق الصلاة فبِهذا أستطيع أنْ أقول للإِنسان إِنّك حقاً صلّيت إِنّك كُنت واقِف فِعلاً أمام ربِنا الكِتاب المُقدّس هل دخلت فِى عِشرة حقيقيّة مَعَ الكِتاب المُقدّس ؟ لأنّهُ مِنْ مقاييس العُمق ، هل فتح لك الكِتاب المُقدّس كنوزه ؟ هل تحدّث معك الكِتاب المُقدّس كما أنت تقرأه ؟ هل هُو يتحدّث معك ؟ هل تكلّم معك الكِتاب المُقدّس ؟ هل شعرت بآيات أنّها مُرسلة مِنْ الله تعمل فيك عمل خفِى داخِلِى أقوى مِنْ أىّ مؤّثِر ظاهِرِى ؟ هل شعرت بِقوة الآية فِى قلبك ؟ هل تصادقت مَعَ الكِتاب؟ هل وجدت نَفْسَكَ داخِل الكِتاب المُقدّس ؟هل إِستمديت صوتك هل إِستمديت حياتك مِنْ الكِتاب ؟ هل وجدت فِى الكِتاب توبة وَرحمة وَخلاص ؟ هل إِكتشفت صِفات الله فِى الكِتاب ؟ فما هُو الكِتاب ؟ هل تلذّذت بالأسفار لِدرجِة أنّك تُحِب قراءتِها على الدوام ؟
مقاييس العُمق فِى القُدّاس الإِلهِى هل بشعُر بِلذّة وَفرحة وَغِنى فِى القُدّاس ؟ هل بشعُر بإِحساس حقيقِى إِنِّى أمام جسد حقيقِى وَدم حقيقِى ؟ هل بشعُر بإِحساس حقيقِى إِنِّى أخُذ غُفران خطيتِى فِى القُدّاس ؟ هل بشعُر إِنِّى فِى السماء فِعلاً ؟ هل بشعُر بجمال الصلوات وَالتسابيح وَبشارِك فيها ؟ هل بتجاوب مَعَ كلِمات القُدّاس ؟ هل نِداءات القُدّاس بِتدخُل أعماق قلبِى ؟ هل بتقدّم للتناول بِخشوع وَخضوع يليق بالسر العظيم ؟
مقياس الفضائِل مثلاً
أولاً المحبّة:-
هل دخلت لعُمق أعماق المحبّة أم مازِلت على السطح فِى المحبّة ؟ إِفرِض أنّك لك بعض الناس لَمْ ترتاح إِليهُم هل عُمرك كُلّه لَمْ ترتاح إِليهُم ؟ هل حياتك لاَ تنمو ؟ فالمفروض أنّ الفضيلة حينما تنمو بِداخِلِى ففِى البِداية كُنت لاَ أرتاح لِفُلان وَالآن بدأت فِى قبوله لأنّ المسيح ملك على حياتِى وَأنا إِذا أدركت محبّة المسيح لِى فأتعلّم كيف أُحِب أخِى لو دخلت العُمق فِى حياتِى مَعَ ربِنا أجِد ربِنا ينقلنِى فِى الفضائِل أتوماتيك لوحدِى هل أنا مقياس المحبّة بالنسبة لِى بدأ ينمو أم لاَ ؟ هل أصبحت أقبل كُلّ إِخواتِى أم لاَ ؟ هل بدأت أحتمِل الضُعفاء أم لاَ ؟ هل بدأ قلبِى يوسع لِكُلّ المُحيطين بِى أم لاَ ؟ هل مازِلت أقِف عِند مرحلِة أنِّى أُحِب الّذين يُحبوننِى فقط ؟ فالإِنجيل يقول [ إِنْ أحببتُم الّذين يُحِبونكُم فأىّ أجر لكُم أليس العشّارون أيضاً يفعلون ذلِك ] ( مت 5 : 46 ) تصّوروا أنّكُم فِى السطحيّة فقط أُحِب الّذى يُحِبنِى فقط أُحِب الّذى يصنع لِى خِدمة فقط وَ الّذى يصنع لِى شيئاً غير مرغوب فيه يُوضع فِى القائِمة السوداء BLACK LIST فهل هذا مؤّشِر محبّة فهل بِهذا تعمل الفضيلة بِداخِلِى ؟ وَهل بِهذا أكون بتقدّم مَعَ ربِنا ؟ وَهل بِهذا أنا فِى عُمق ؟
ثانياً العطاء:-
هل أنا لدىّ حُب للعطاء أم لاَ ؟ هل العطاء ملغِى أم فرض أم حُب ؟ هُناك ناس عِندهُم العطاء – العطاء – ملغِى موضوع خارِج المُناقشة مُمكِن تكون الأسباب فِى هذا يقول لك شخص أنّ مصروفه محدود مرّة ولد صغير فِى الإِعتراف فأحِب أنْ أجرّب الأولاد الصغيرين لِكى يُعطوا عشور مصروفهُم فأقول لهُ أنْ تدفع عشور مصروفك فقال لِى أنّ والده دفع فهل تأخُذون مرتين ؟ لاَ العطاء لابُد أنّهُ شىء لابُد أنْ تدرّب عليها مِنْ داخِلك أنت شىء خاص بك تُعطيه وَليست حاجة تخُص غيرك أمّا حاجِة غيرك فهى حاجة أنت لاَ تتعب فيها هل العطاء شىء مُهِم ؟ بالطبع لأنّ العطاء هُو إِعتراف بفضل الله عليك هُو إِعتراف لمحبّة ربِنا إِعتراف بأنِّى مديون لهُ وَأنّ خيره يُغطّينِى فأحاوِل وَلو مُحاولة بسيطة بأنِّى أرُد جُزء مِنْ جميلة أو محبِتة لىّ وَأقول لهُ أنْ يقبلها لأنّها شىء صغير حتّى وَلو كانت 10 قروش ليس المُهِم بالمقدار مهما كان المقدار قليل الله لاَ ينظُر إِلَى الكم وَلكِن ينظُر إِلَى الكيف وَيقول الكِتاب المُقدّس أنّهُ كان ينظُر كيف يضعون - كيف - بدليل أنّهُ مدح المرأة التّى أعطت فلسين وَهُما شىء قليل جِداً جِداً شىء حقير لكِن المسيح مدحها فليس المُهِم كم أُعطِى لكِن العطاء لابُد أنْ ينمو
أولاً العطاء الملغِى لابُد أنْ يُعطِى 0
ثانياً العطاء الواجِب أىّ لضرورة الأمر طالما قالوا لابُد أنْ نُعطِى فنُعطِى وَلكِن أُعطِى وَ لاَ أرضى أنِّى أعطيت أُعطِى وَأنا ضميرِى غير مرتاح أُعطِى وَأشعُر أنِّى أفقِد لاَ أكسب بِمعنى أنِّى أنا مثلاً مُرتبِى مائة جُنية ربِنا يأخُذ عشرة وَيبقى لِى تسعين فغير مُهِم وَهذا هُو العطاء الواجِب 0
ثالِثاً العطاء الثالِث هُو عطاء العُمق عطاء الحُب إِنِّى أشعُر بالكسب لاَ بالفقد وَأنا أخُذ بعدد الرقم هذا بركات أخُذ بِهِ عِوض فِى السماء يارب أستطيع أنْ أُعطيك أكثر مِنْ هذا سواء عشرين أو ثلاثين أو أربعين أرجو ذلِك يارب يارب أتمنّى أنْ لاَ أجِد وَ لاَ شخص فِى هذِهِ الدُنيا فقير وَ لاَ عُريان يارب لاَ أجِد إِنسان مُحتاج لأىّ شىء لو أنّ فلوسِى وَمالِى يكفِى أنْ أعمل لكُلّ إِنسان شىء فسوف أعمله فما هذا ؟ أنّهُ عطاء الأعماق العطاء بنهم وَبوعى وَبعُمق لابُد أنّ الفضائِل تكون مقياس لعُمق حياتِى مَعَ ربِنا المحبّة العطاء.
ثالِثاً التسامُح:-
هُناك ثلاثة أنواع مِنْ التسامُح تسامُح ملغِى تسامُح بحدود تسامُح بِلاَ حدود 0
أولاً : تسامُح ملغِى إِنّهُ فقط يُسامِح إِنسان أساء إِليه لاَ بل أنّهُ يُهين الشخص الّذى أمامه بِمعنى أنّهُ هُو الّذى يُبادِر بالإِيذاء وَالخطأ ، فهل هُو يُسامِح !!
ثانياً : تسامُح بحدود بِمعنى إِنِّى أسامِح لكِن إِذا إِعتذر لو قدِّم فروض الولاء وَالطاعة وَهُو التسامُح المشروط أسامحه لو فعل كذا أو لو أعطى كذا 0
ثالِثاً : تسامُح بِلاَ حدود تسامُح ربِنا يسوع المسيح [ أحِبّوا أعدائكُم بارِكوا لاعنيكُم أحسِنوا إِلَى مُبغضيكُم صلّوا لأجل الّذين يُسيئون إِليكُم ] الإِنجيل قال ذلِك كُلِنا حافظين وَلكِن هل كُلِنا عايشين ؟ تسامُح هل أُحِب التسامُح ؟ هل أسامِح براحة أم بتعب ؟ هل عِندما أسامِح أشعُر إِنِّى فرحان وَمسرور أم أشعُر إِنِّى مُكره وَ مُجبر ؟
فالمفروض التسامُح يكون براحة إِنِّى أدركت كم سامحنِى المسيح وَلأنِّى أدركت إِنِّى مُجرِم وَهُو سامحنِى فأنا سوف أسامِح كُلّ المُجرمين وَأرحم كُلّ المُسيئين هُو بِهذا يكون التسامُح فأنا أدركت كم هُو رحيم معِى وَأنا أول الخُطاه فكيف أكون قاسِى وَ لاَ أُسامِح إِخوتِى [ إِغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحنُ أيضاً للمُذنبين إِلينا ] عُمق فِى الفضيلة هل ننتقل للأعماق مِثل الصمت وَعرفنا أنّ الصمت أكثر جمالاً وَرِبحاً لِنفوسنا مِنْ الكلام هل دخلنا لِعُمق جديد فِى فضائِل جديدة فِى كُلّ مرّة ندخُل إِليها وَنتعلّمها وَنرى فيها غِنى وَرحمة وَنعمِة مِنْ ربِنا لِذلِك يا أحبائِى صعب جِداً أنْ يقضِى الإِنسان حياته كُلّها على البر وَعلى الشاطىء هُناك أفراح مخفيّة وَهُناك أعماق مخفيّة فمِد يدك لِكى تأخُذ أُدخُل أكثر وَجاهِد أكثر ، تفاعل أكثر إِجعل عزمك ثابِت لاَ تتراجع أشعياء يقول [ السيِّد الرّبّ فتح لِى أُذُناً وَأنا لَمْ أُعانِد إِلَى الوراء لَمْ أرتد ] ( أش 50 : 5 ) لَمْ أرجع ثانيةً [ ليس أحد يضع يدهُ على المحراث وَينظُر إِلَى الوراء يصلُح لِملكوت الله ]( لو 9 : 62 ) لابُد أنْ يسير دائِماً إِذا رأيتُم الشخص الّذى وضع يدهُ على المحراث وَنظر إِلَى الوراء سوف يسير بشكل مُعوّج وَعِندما يسير بشكل مُعوّج لاَ يستطيع أنْ يعدِل نَفْسَه لأنّهُ وضع يدهُ على المحراث وَهُو ينظُر إِلَى الوراء فصعب جِداً أنْ أرسِم خطاً مُستقيماً وَأنا أنظُر للوراء لِذلِك يا أحبائِى هذِهِ دعوة ندعوكم لِكى تدخُلوا إِلَى العُمق ربِنا يُعطينا عُمق مِنْ عِنده وَيسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد