مقالات

Large image

عبارة عن جزء مؤلف يعمل على علاج موضوع محدد من ناحية تأثر الكاتب به. • المقال هو أداة الصحفي التي يعبر بها عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية. • المقال فن نثري يبين الكاتب فيه قضية معينة أو فكرة ما بأسلوب منظم ومشوق. • المقال فن ملخص بالكلمات و العبارت حول مسألة بالتلميح أو التصريح. • المقال نوع من النثر الفني يتم عرض موضوع معين بشكل متسلسل مترابط يبين فكرة المؤلف وينقلها إلى القارىء والسامع نقلاً ممتعاً ومؤثراً. المقال هو لسان حال المواطنين وصلة الوصل بينهم وبين الحكام والحكومات.

المقالات (2228)

24 نوفمبر 2024

انجيل قداس الأحد الثالث من شهر هاتور

تتضمن الحث على الأعراض عن الاشياء الجسدية والاهتمام بطلب الكنوز الباقية مرتبة على قوله بفصل اليوم: "من منكم وهو يريد أن يبنى برجاً لا يجلس أولا ويحسب النفقة هل عنده ما يلزم لكماله" ( لو ١٤ : ٢٥ - ٣٥ ) إذا كان الملوك والتجار والمزارعون لا ينفقون أموالهم ولا يبذرون الناتج منها إلا إذا أعجبهم تقدير فوائد المتاجر وتعين لهم خصب الزراعات فأنهم حينئذ ينهضون وينفقون اما إذا حسبوا التكاليف والنفقات وتعينت لهم الخسائر والغرامات فانهم حينئذ يعرضون ولا يتكلفون وإذا كان هذا فعل هؤلاء في الحاضرات فكيف لا نفعل نحن في الباقيات ؟ وما بالنا نضيع أموالنا باطلاً وننفق كنوزنا مجاناً ونجعل أتعابنا واجتهادنا للكيمان والمزابل ولا نتصرف فيما كما ينبغى وكيف لا نفكر فى مثل هذا قائلين: أين فوائد أتعابنا أمس وما قبله؟ أين ثمرة أجتهادنا في سني عمرنا ؟ أين هي أطعمتنا واشربتنا واجتماعاتنا ؟ أليس قد ذهب سعينا باطلاً؟ وما حصلنا سوى الخسران والهوان فكيف لا نسأل عن المرتجاة ونختار الأراضي النقية قبل أن ننفق أموالنا باطلاً. ونضيع البذار في السباخ عبثاً.وما بالنا ننظر أتعابنا كل يوم متتابعة وكنوزنا خالية من الباقيات ولا ننهض من نومنا ونتيقظ من غفلتنا ونجتهد في تحصيل حظوظنا ونسلك في مسالك الفائزين. يا للعجب من كون الذين يرومون الأموال تراهم دائماً هائمين مجتهدين متحايلين فلا يلتذون بطعام ولا بشراب ولا بنوم ولا براحة. لكنهم يرومون الزيادة بمفارقتها ولا نجتهد نحن كذلك في فوائد الباقيات .ونتهافت على الإكثار بالسمائيات وكيف لا نسمع قول ربنا حيث ينبهنا دائماً بقوله: " لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس ... " ( مت ١٩:٦) وبقوله " وبقوله " لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه "( مت ٣٤:٦) وقوله : " اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام الباقي "( يو ٢٧:٦) وقوله "أدخلوا من الباب الضيق. لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذى يؤدى إلى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه . ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدى إلى الحياة . وقليلون هم الذين يجدونه" ( مت ١٣:٧-١٤) فإن قلت ما هو الباب الضيق ؟ أجبتك : هو شريعة الله التي تقمع شهواتنا ثم الطاعة والأمساك والإماتة ونحو ذلك مما هو تقيل على أصحاب الشهوات وطالبي الأرضيات ولكنه طيب وخفيف على الروحيين والناظرين إلى العتيدات اما الباب الواسع والطريق الرحب فهو الشهوة والحرية غير المرتبة والحنجرة والمال ونحو ذلك ارايتم كيف يمدح العيشة التقشفية ويذم العيشة الناعمة ؟ . وكيف يثني على السائرين في المسالك الضيقة ويعطى الويل للمتنعمين أو ما سمعتم قوله : " كل واحد منكم لا يترك جميع أمواله لا يقدر أن يكون لى تلميذاً" وقوله: " الملح جيد ،ولكن إذا فسد الملح فبماذا يصلح " ( لو ٢٣:١٤-٣٤) ومعناه انكم انتم الذين ينبغي لكم أن تصلحوا الأمم بحسن سيرتكم وإضاءة أعمالكم وحبكم للفضيلة تفسدون وتفقدون حرارة الروح التي فيكم فلا تصلحون إلا للاحتقار فتطردون وتداسون فسبيلن أن نتفهم هذه الأشياء ولا ننساها بل نتذكرها دائماً لنفوز بالخيرات بتعطف وتحنن ربنا وإلهنا الذى له المجد إلى الأبد أمين. القديس يوحنا ذهبي الفم عن كتاب العظات الذهبية
المزيد
29 نوفمبر 2024

مائة درس وعظة (٥٦)

يوحنا الحبيب « فيلسوف المحبة » "قال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس هو الرب"(يو ٢١:٧). القديس يوحنا صياد سمك من عائلة میسورة، ومعنى اسمه (الله يتحين) وأبوه زبدي( هبة الله) وأمه سالومی (سلام صهيون) وأخوه يعقوب الكبير ضمن تلاميذ المسيح وأول شهيد من الاثنى عشر أولاً: مكانه ومكانته ١- صدر المسيح هو القديس الذي كان يتكي على صدر السيد المسيح، فقد كان قريباً جداً من قلب المسيح. ٢- رعاية العذراء هو الذي اختاره السيد المسيح لكي ما يرعى امه. ٣- التلميذ المحبوب هو الذي كتب عن نفسه التلميذ الذي كان يسوع يحب هذا يجعلنا تغير منه، وتطلب أن تصير مثله . ٤- فيلسوف المحبة عندما كبر في السن كان يحمله تلاميذه ليقول العظة وكانت عظته من ٣ كلمات فقط ، "أحبوا بعضكم بعضاً". ثانياً: التعرف القلبي: ١- الرؤية: امتاز يوحنا بما يسمى بموهبةالتعرف القلبي ففى معجزة صيد ١٥٣ سمكة، حين ذهب ٧ من التلاميذ كي يصطادوا طوال الليل، ولكن بلا جدوى، وفى بداية النهار راوا شخصاً على شاطئ بحيرة طبرية يسألهم إذا كان معهم إداماً ( طعاما) فقالوا لا فقال لهم القوا الشباك على جانب السفينة الأيمن فتجدوا سمكاً، فأطاعوا وبالفعل اصطادوا سمكاً كثيراً (١٥٣سمكة) والصيادون المختبرون يعرفون أن الصيد يكون ليلا وليس في بداية النهار، ولم يعرفوا من الذي قال لهم هذا، ولكن واحدا منهم فقط صرح وقال "هو الرب" وهذا كان يوحنا الحبيب. ٢- المقابلة: السيد المسيح ممكن أن تقابله في عابر سبيل، في طفل صغير ، عند البشر، عند الشجرة، ليلا مثل نيقوديموس وسط الزحام الشديد حتى وهو مصلوب على الصليب مثل اللص اليمين. ٣- الصوت: مريم المجدلية عند القبر لم تر المسيح، ولكن عندما نطق باسمها وقال يا مریم صرخت "ر بونی" وامسکت به ولم ترد آن تتركه . ٤- الحضور أيضاً تلميذا عمواس كانا يتكلمان مع المسيح ولم يعرفا إلا عند كسر الخبز فاختفي عن عيونهما.ما فعله السيد المسيح مع المجدلية وتلميذي عمواس والتلاميذ يستطيع أن يفعله اليوم مع كل شخص منا في غرفته، في عمله. في خدمته فدرب نفسك على هذه الموهبة القلبية حضور المسيح. ثالثا: اسفار يوحنا لماذا كتب يوحنا أسفاره؟ ١- الإنجيل: لتعرفوا كيف تحبون المسيح. ٢- الرسائل: لتعرفوا كيف تحبون الكنيسة ٣- الرؤيا لتعرفوا كيف تحبون السماء رابعا: سمات إنجيل يوحنا ١- لاهوتي لتثبيت الإيمان فكتبه بطبيعة لاهوتية ٢- دفاعي للدفاع عن الإيمان وتصحيح الافكار الخاطئة وبعض الهرطقات التي ظهرت في نهاية القرن الأول ٣- تعلیمی ليعلمنا المحبة الإلهية. ٤- گرازي هو رسالة الأبدية. خامساً: تقسيم إنجيل يوحنا. ١- المقدمة نشيد الكلمة أو نشيد اللوغوس ٢- المعجزات (۱-۱۲) به ۸ معجزات ٣- الآلام ( ١٣-٢٠) شرح تفصیلی لالام المسيح إلى القيامة، والأصحاح ١٧ تسمية "قدس الأقداس" وهو الصلاة الوداعية أو الشفاعية التي فيها شهوة قلب المسيح، وهي أن يكون الجميع واحدا (الفرد - البيت الكنيسة كنائس العالم كله) ٤- الخاتمة (الاصحاح ٢١) سادساً: القاب يوحنا ١- الرسول: التلميذ ٢- الإنجيلي: البشير اللاهوتي ٣- الرائي كاتب الرؤيا ٤- الحبيب فيلسوف المحبة رسول المحبة، الذي كان يسوع يحبه والتلميذ الذي اتكأ على صدر المسيح. قداسة البابا تواضروس الثاني
المزيد
22 نوفمبر 2024

مائة درس وعظة (٥٥)

عظمة مار مرقس "كاروز ديارنا " "ثم جاء وهو منتبه إلى بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقس، حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون"(أع ۱۲:۱۲). تتجلى عظمة مار مرقس في نواح متعددة منها: اولا بيت مارمرقس نشأ في منطقة غنية في ليبيا، وكانت أسرته غنية وقد سافر من ليبيا إلى مناطق فلسطين وكانت أمه مريم إنسانة تقية، وكان بينها مقراً للعبادة والصلاة، وتمت فيه أهم الأحداث مثل. ١- غسل الأرجل غسل السيد المسيح له المجد أرجل تلاميذه ٢-صنع الفصح صنع السيد المسيح له المجد الفصح، وأسس سر الإفخارستيا. ٣- حلول الروح القدس:حل الروح القدس على التلاميذ والرسل والمؤمنين في يوم الخمسين ويعتبر هذا البيت هو أول كنيسة عرفتها المسيحية باعتبار أن الكنيسة جماعة المؤمنين. ٤- اجتماع الصلاة: اجتمع فيه التلاميذ والرسل والمؤمنون مواظبين على الصلاة يقول يوحنا ذهبي الفم إن الأسرة ايقونة الكنيسة، فإذا كانت هذه الأيقونة مقدسة ومباركة. فبالتأكيد سيكون ابناؤها مقدسين ومباركين وهكذا نشأ مارمرقس. ثانياً: تلمذته للمسيح لما انتقل من افريقيا في ليبيا إلى أسيا في فلسطين كانت تلمذته للسيد المسيح في مراحل كثيرة منها. ١- التعليم بالسماع: سمع تعاليمه وأمثاله وشروحاته وكتب منها انجيله. ٢- التعليم بالقدوة: وهو أرقى انواع التعليم فقد رأي مارمرقس حياة السيد المسيح وتصرفاته وعايشه. ٣- رؤية المعجزات: فقد شاهد السيد المسيح في معجزاته. ثالثاً: كرازته النارية جاء إلى مصر ودخل مدينة الإسكندرية وكان بمفرده ماذا كان يحمل معه في هذه الكرازة التي تظهر عظمته وروحانيته ١- الإيمان القوى : الإسكندرية في هذا التوقيت كان يسكنها ثلاثة ارباع مليون نسمة وكان يسكنها اجناس مختلفة يعملون في الصناعة والتجارة والجيش منهم عبيد وأسياد، وبعضهم يونانيون وأخرون رومانيون ويهود وايطاليون وهنود، ومن فارس والنوبة والحبشة، مما جعل الاسكندرية توصف بانها كوزموبوليتان وتعنى مدينة عالمية، وحتى يوحنا هذا الأبنية الموجودة فيها تنتمي إلى حضارات مختلفة ووصلت الإسكندرية إلى أن تكون عاصمة العالم الثقافية في هذا العالم الصغير المترامي الثقافات بدا قديسنا مارمرقس يحمل في داخله هذا الإيمان القوي الذي كان وقودا في الرحلة الطويلة من ليبيا إلى الإسكندرية كان يمتلك الإيمان، واعتقد أن إيمانه القوي كان ينبع من النبوة التي ذكرت في سفر إشعياء" في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط أرض مصر" (اش ۱۹:۱۹) اتمنى لو جانا اليوم بعد ما يقرب من الفي سنة وشاهد مدينة الإسكندرية، وكيف انتشر إيمانه القوي في كل ربوع مصر عبر التاريخ الطويل اعتقد أنه سيكون فرحاً جداً وسيشعر بالثمر الوفير الذي قدمه من خلال هذا الإيمان القوى المعاش وحياة الامتلاء الحقيقية بالمسيح فقد كانا هما البذرة القوية لهذا الحضور بالإسكندرية ونقبل الإيمان بالمسيح. 2- الغيرة والحماس: طريق المسيحية إلى ا الإسكندرية من خلال مار مرقس لم يكن مفروشا بالورد والحرير فقد كانت هناك صعوبات شديدة، وبالتأكيد عاصمة العالم الفلسفية الممتلئة بالثقافات والفلسفات والمذاهب كانت تحديا كبيرا بالنسبة له لكن الله دبر له كل شي ولأن مار مرقس كان نفسه طويلاً ولا ييأس ولا يحبط بسهولة نجح في كرازة الإسكندرية وهذا يبين مقدار عظمة مار مرقس ٣- طول البال: الاستخدام الجيد لعنصر الوقت والزمن هما من أهم عوامل النجاح عنصر الوقت أو عامل الزمن هو الذي يثمر من الملامح الموجودة في كنيستنا أن صلاتها ممتدة، فمثلا القداس ساعتين أو ثلاث العشية والتسبحة وهكذا هذه الحياة الروحية الممتدة الإنسان أحياها لانه يحتاج لعنصر الوقت حتى يستطيع أن يستفيد مارمرقس كان مثابراً وجهاده طويلاً ولذلك الثمر كان وفيرا المثابرة ميزته بروح الخدمة الحقيقية استخدم مارمرقس كلمة للوقت (فى الحال) فى إنجيله ٣٢ مرة إحساسك في نهاية قراءة إنجيل مرقس تشعر أن نفسك طويل لان انجيل سريع الأحداث، وسريع التقرير عما ذكر من أحداث حياة السيد المسيح ينتقل من نقطة لنقطة وهو في حال المثابرة، يعمل كل شيء بدون إهدار وقت الخادم الشاطر ليس له نهاية ( تاريخ انتهاء) يخدم لآخر وقت في مثابرة في طول أناة يعمل بصورة مستمرة ومنتظمة وطول بال ومثابرة لوقت طويل. ٤- إنكار الذات: كان منكراً لذاته يعمل فقط ومن العبارات التي ذكرها عن السيد المسيح في "من أراد أن ياتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبة ويتبعني" (مر ٣٤:٨) ٥- محبة الصلاة: كان يذكر عبارات الصلاة كثيرا عن السيد المسيح منها"وأسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مر ٣٨:١٤) رابعا: ميراث مارمرقس ١- إنجيل: انفرد بأنه ذكر في العبارة الأولى" بدء إنجيل" ٢- مدرسة: مدرسة الإسكندرية اللاهوتية بكل ابعادها ٣- قداس: المعروف الآن باسم القداس الكيرلسي ٤- كنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الكنيسة المصرية قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
30 نوفمبر 2024

سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي

يَقُول المَزْمُور ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾( مز 118مِنْ الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل – القِطْعَة 15) ثَبِّتْ خُوفَك بِمَسَامِير فِي لَحْمِي الإِنْسَان مِحْتَاجٌ أنْ يَعِيش خُوف الله فِي حَيَاتُه لأِنَّ الإِنْسَان عِنْدَمَا يَحْيَا المَخَافَة يَعْتَقُه الله مِنْ أُمور كَثِيرَة عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان المَخَافَة يَجِدٌ فَوَاصِل كَثِيرَة بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَكُون المَخَافَة أمَام عَيْنِيّ الإِنْسَان سَيُفَكِّر ألْف مَرَّة قَبْل أنْ يَسْقُط أوْ يَفْعَل أي أمر أحْيَاناً نَسْتَغِل حَنَان الله وَطِيبْتُه وَأنَّهُ مِنْتِظِرْنَا وَيُرِيدْ رُجُوعْنَا وَيَقْبَلْنَا وَسَيَقْبَلْنَا وَلأِنَّنَا لاَ نَرَى فِي الله سِوَى حَنَانُه إِتَّكَلْنَا عَلَى ذلِك فَصِرْنَا نَفْعَل أي شِئ تَحْت هذَا البَنْد هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَتَمَادَى ؟ هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَحْيَا الإِسْتِهَانَة ؟ لاَ لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الله بِمَا يَلِيقٌ بِحُبُّه وَأيْضاً بِمَا يَلِيقٌ بِمَخَافَتُه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَضَعْ فِي رِسَالَتُه إِلَى رُومْيَة قَانُون جَمِيل هُوَ ﴿ فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ ﴾( رو 11 : 22 ) الله صَارِم وَلَطِيفْ الإِثْنَان مَعاً لِذلِك الله يُرِيدَك أنْ تَتَعَامَل مَعَهُ بِحُبُّه وَفِي نَفْس الوَقْت بِمَخَافَة مُشْكِلِة الإِنْسَان عِنْدَمَا يَسْتَهْتَر وَيَسْتَهْتَر وَعِنْدَمَا يَفْعَل الخَطِيَّة يَتَمَادَى وَلاَ يَشْعُر بِهَا حَتَّى أنَّ أَيُّوب الصِّدِّيق يَقُول ﴿ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ ﴾ ( أي 15 : 16) هَلْ يَشْرَب الإِنْسَان المَاء وَتَعَبْ مِنُّه ؟ أي يَفْعَلُون الخَطِيَّة دُونَ أنْ يَدْرُوا أي مُمْكِنْ إِنْسَان يِكْذِب عَادِي قَدْ يِشْتِهِي مَا لِغِيرُه عَادِي يَفْعَل خَطَايَا ضِدٌ جَسَدُه عَادِي يَسْتَهْتَر بِالكِنِيسَة عَادِي يُوْم مَعَ يُوْم صَارَ الأمر سُلُوك فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانَتْ لَهَا قَوَانِينْ مُخِيفَة مُجَرَّدٌ أنْ يَضْحَك إِنْسَان فِي الكِنِيسَة يُبْعَدٌ عَنْهَا سَنَة الَّذِي يَسْعَل يَبْصِقٌ أوْ يَعْطَس يُبْعَدٌ سَنَة قَدْ تَقُول أنَّ بِهَا تَشَدُّدٌ زَائِدْ لكِنْ هَلْ تَصِل إِلَى دَرَجِة أنَّ الَّذِي يَسْعَل يُطْرَدٌ خَارِجاً ؟ أمَّا نَحْنُ فَنَمْزَحٌ دَاخِل الكَنِيسَة مَا مَعْنَى هذَا ؟ مَعْنَاه أنَّ المَخَافَة تَقِلْ لأِنَّ الله طَيِّبْ وَحَنُون وَ نَحْنُ لَمْ نَأتِ اليُّوم لِنَجْعَلْكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الله الغِير طَيِّبْ الصَّارِم لاَ الله حَنُون وَطَيِّبْ جِدّاً جِدّاً جِدّاً لكِنَّهُ أيْضاً صَارِم لِذلِك يَقُول فِي سِفْر مَلاَخِي ﴿ إِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي ﴾ ( ملا 1 : 6 ) نَعَمْ أنْتَ تُحِبِّنِي لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَكُون لِي كَرَامَة لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُطْرُس الرَّسُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – أيْضاً فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل فِيلِبِّي﴿ تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ﴾ ( في 2 : 12) وَرَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾( لو 12 : 4 – 5 ) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – يُوْجَدٌ شِئ تَخَافْ مِنْهُ ﴿ خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَ مَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ ﴾ ( لو 12 : 5 )إِذاً يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه مَخَافِة رَبِّنَا يَسُوع يِكَلِّمْنَا عَنْهَا .. فِي رِسَالِة يَهُوذَا يِقُول﴿ خَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ ﴾ ( يه 23 ) أي كَلِّمُوا بَعْضَكُمْ عَنْ المَخَافَة سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لاَبُدْ أنْ تُوْجَدٌ مَخَافَة نَقُول مَثَلاً دَخَل طِفْل مَعَ أبِيهِ الكِنِيسَة وَهُوَ مِتْعَصَبْ وَيِشْتِمْ بِألْفَاظ صَعْبَة أوْ يَبْصِقٌ عَلَى مَنْ فِي الكِنِيسَة أبْسَطْ شِئ وَاحِدٌ مِنَّا يَنْتَهِرُه وَنِسْألُه هَلْ لاَ تُحِبُّه ؟ يَقُول كَيْفَ وَهَلْ لِكَيْ أُحِبُّه لاَ أُقَوِّمُه ؟ نَعَمْ أُحِبُّه وَلِذلِك لاَ أصْمُت عَنْ أي خَطَأ يَفْعَلُه لاَبُدْ أنْ تَكُون هُنَاك مَخَافَة مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تِتْعِبْ الشَّبَاب وَتِكْبَر دَاخِلْهُمْ أنْ يَقُول الشَّاب لَنْ أتُوب الأنْ العُمْر أمَامِي عِنْدَمَا أكْبَر سَأتُوب لأِنِّي الأنْ شَاب وَيَصِل إِلَى دَرَجِة يِشْرَب الإِثْم كَالمَاء حَتَّى أنَّهُ يِكْذِبْ وَلاَ يَشْعُر فِي البِدَايَة يُشْعُر إِنُّه يِكْذِبْ وَيَتَمَادَى حَتَّى أنَّ البَعْض يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب ذَكَاء فَأصْبَح لاَ يَحْزَنْ مِنْ كِذْبُه بَلْ يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب مَهَارَة وَيُتْقِنْ الكِذْب وَقَدْ يَصْنَعْ مِنْ الكِذْب دِرَامَا وَيُخْرِجْهَا وَيَزِيدْ مِنْ الإِخْتِرَاعَات إِلَى أنْ يَصِير هذَا الأمر سُلُوك كَذلِك الأفْكَار الشَّهْوَانِيَّة أصْبَح لاَ يَطْرُدْهَا بَلْ يَسْعَى إِلَيْهَا حَتَّى وَهيَ بَعِيدَة عَنُّه وَيُحْضِرْهَا لِنَفْسُه وَيَتَمَادَى فِيهَا وَيَزِيدْ مِنْ خَيَالْهَا فَتُؤَثِر فِيه وَتِتْعِبُه .. لاَ تُوْجَدٌ مَخَافَة فَصَارَ بِلاَ رَقِيبْ هُنَا نُشَبِّه النَّفْس بِمَبْنَى وَالمَبْنَى لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهِ ثَلاَثَة أشْيَاء هِيَ حَوَائِطْ وَنَوَافِذْ وَبَاب الحَائِطْ يَحْمِينَا مِنْ الَّذِينَ فِي الخَارِج إِذاً الحَائِطْ فِي أنْفُسْنَا هَدَفُه أمن يَجْعَل فَوَاصِل بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشُّرُور النَّوَافِذ فَائِدَتْهَا تُعْطِي إِضَاءَة إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون عَنْدِنَا نَوَافِذْ نَرَى مِنْهَا الله وَنُكَلِّمُه وَحَوَائِطْ تَحْمِينَا أمَّا البَاب فَهُوَ الإِرَادَة أي الأُمور الَّتِي نَخْتَار أنْ نَفْتَح لَهَا أوْ نَصُدَّهَا تَخَيَّل لَوْ هُدِمَتْ الحَوَائِطْ إِذاً لاَ تَحْتَاجٌ لِبَاب أوْ نَوَافِذْ لأِنَّهُمَا بِلاَ فَائِدَة وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَدْخُل سَيَدْخُل لِذلِك إِسْتِمْرَار الخَطَايَا يُسَلِّطْهَا عَلَى الإِنْسَان وَعَدُو الخِير لَهُ مِنْ الحِيَل مَا يَجْعَل الإِنْسَان يِعِيش فِي خِدْعَة لِذلِك يَقُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ لاَ يَارَبَّ أنَا أُرِيدْ مَخَافَتَك دَاخِلِي هُنَاك فِئَة فِي الكِنِيسَة الأُولَى إِسْمَهَا (( خَائِفِي الله )) يُقَال هذَا رَجُل تَقِي لأِنَّهُ يَخَاف الله مِثَال إِنْسَان يِشْتِرِي مِنْ بَائِعْ وَيَتْرُك آخَر وَيَقُول لأِنَّهُ يَخَاف الله وَلاَ يُزِيدْ مِنْ الأسْعَار وَلاَ يَغِش المِيزَان شِهَادَة جَمِيلَةٌ يَخَاف الله إِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّهُ كُون أنَّكَ شَاب وَأنَّكَ فِي سِنْ الطَّاقَة وَالقُّوَة أنَّكَ لاَ تَخَاف الله وَأنَّ الَّذِي يَخَاف الله هُوَ الَّذِي يِكْبَر فِي أيَّامُه لاَ مَخَافِة الله مَنْهَجٌ لاَبُدْ أنْ يَسْتَمِر فِي حَيَاتَك لأِنَّ كُلَّ فِتْرَة تَمُر عَلِيك بِدُون مَخَافِة الله تَتْرُك فِيك أضْرَار وَأضْرَار وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَهَا مَرَاحِل تَقِفْ عِنْدَهَا أبَداً بَلْ كُلَّ مَا تُمَارِس الخَطِيَّة كُلَّمَا نَمِتْ دَاخِلَك كُلَّمَا إِزْدَادٌ سُلْطَانْهَا كُلَّمَا ضَعُفَتْ إِرَادْتَك كُلَّمَا إِنْسَحَبْ خُوف الله مِنْ القَلْب لِذلِك يَقُول فِي المَزْمُور ﴿ لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ ﴾ ( مز 54 : 3 )وَيَقُول فِي سِفْر الرُؤْيَا﴿ خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْداً ﴾ ( رؤ 14 : 7 ) أيْضاً يَقُول ﴿ مَنْ لاَ يَخَافَكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ لأِنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ ﴾ ( رؤ 15 : 4 ) مَنْ لاَ يَخَافَك يَارَبَّ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول﴿ لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ ﴾ ( رو 11 : 20 ) سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي أُرِيدْ مَخَافَتَك تُسَمَّر دَاخِلِي أُرِيدْ أنْ أعْمَل مَا يُرْضِيك ألَسْنَا نَقُول ﴿ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ أرْضَوْكَ مُنْذُ البَدْء ﴾( مَا يُقَال فِي مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) . مَاذَا أفْعَل لِكَيْ أخَاف الله ؟ ثَلاَثَة كَلِمَات 1- إِجْعَل الله أمَامَك دَائِماً :- لِكَيْ لاَ تُخْطِئ أُشْعُر أنَّ الله دَائِماً أمَامَك مَا أجْمَلٌ قَوْل دَاوُد النَّبِي ﴿ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ ﴾ ( مز 16 : 8 ) قَدْ يُخْطِئ الطَّالِبْ لكِنْ هَلْ يُخْطِئ أمَام المُدَرِّس ؟ إِذاً هَلْ يُخْطِئ أمَام النَّاظِر ؟ أمر أعْلَى هَلْ يُخْطِئ أمَام وَزِير التَّرْبِيَة وَالتَّعْلِيمْ ؟ مَاذَا أكُون أنَا أمَام الله ؟ أكُون مُنْضَبِطٌ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك الخَطِيَّة هِيَ نُوع مِنْ أنْوَاع الإِلْحَاد لإِنِّي عِنْدَمَا أفْعَل الخَطِيَّة أُغَيِّبْ الله وَهَلْ يُوْجَدٌ مَكَان الله غَائِبْ عَنُّه ؟ هَلْ تَتَذَكَّر قِصِّة الرَّاهِبْ الَّذِي أرَادَتْ إِمْرَأة أنْ تُغْوِيه وَتُسْقِطُه فِي الخَطِيَّة فَأخَذَهَا إِلَى مَكَان السُوق وَقَالَ لَهَا هَيَّا نُمَارِس الخَطِيَّة فَقَالَتْ المَرْأة لَهُ مَا هذَا يَا رَاهِبْ هَلْ أُصِبْتَ بِالجُنُون ؟ فَسَألَهَا لِمَاذَا ؟ قَالَتْ المَرْأة أتَفْعَل الخَطِيَّة أمَام كُلَّ هؤلاَء ؟!! فَقَالَ لَهَا الرَّاهِبْ أتَخَافِينَ النَّاس ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا ألاَ تَخَافِينَ الله إِذاً ؟ عَرِّفْنِي مَكَان لَيْسَ بِهِ الله وَافْعَل بِهِ الخَطِيَّة لكِنْ الله مَوْجُودٌ فِي كُلَّ مَكَان ضَابِطْ الكُلَّ لاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَان إِذاً كَيْفَ أفْعَل الخَطِيَّة أمَام الله ؟ قَدْ يَخْجَل إِنْسَان أنْ يَفْعَل الخَطِيَّة أمَام طِفْل وَيَقُول كَيْفَ أُخْطِئ أمَام طِفْل إِنْ كَانَ طِفْل يَجْعَل الإِنْسَان يَحْتَرِمُه كَمْ تَكُون إِهَانِتْنَا لله عِنْدَمَا نَفْعَل الخَطِيَّة أمَامُه ؟ يَحْكِي الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ مَلِك إِسْمُه مَنَسَّى وَيَقُول عَنْهُ الكِتَاب ﴿ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ ﴾ ( 2مل 21 : 6 ) كَانَ يَغِيظْ الله حَقِيقَةً أي وَاحِدٌ مِنَّا يَفْعَل الخَطِيَّة تَنْطَبِقٌ عَلِيه نَفْس الآيَة الإِنْسَان الَّذِي يُخْطِئ يَغِيبْ الله عَنْ وَعْيُه وَعِنْدَمَا يُغَيِّبُه عَنْ وَعْيُه مَاذَا يَحْدُث ؟ الله يَغِيبْ وَيَغِيبْ حَتَّى يَنْسَحِبْ فَيَشْعُر الإِنْسَان بِعُزْلَه عَنْ الله فَتُحَدِّثُه عَنْ الله يَقُول لَك أنَّهُ وَهْم هذِهِ بِدَايِة الإِلْحَادٌ لِذلِك عِنْدَمَا أسْألَك اليُّوْم هَلْ الله مَوْجُودٌ فِي حَيَاتَك أم تَقُول لِي حَقِيقَةً لاَ أشْعُر بِهِ ؟ أقُول لَك أنْتَ الَّذِي غَيِّبْتُه عَنْ وَعْيَك وَكَثْرِة فِعْل الخَطَايَا بِإِسْتِهَانَة غَيَّبْ الله عَنْ وَعْيَك وَبِالتَّالِي يَنْطَبِقٌ عَلِيك قَوْل المَزْمُور﴿ قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ﴾ ( مز 14 : 1 ؛ مز 53 : 1 ) لاَ يُوْجَدٌ إِله أسْتَطِيعْ أنْ أقُول لَك أنَّكَ مِحْتَاجٌ جِدّاً فِكرِة مَخَافِة الله دَاخِلَك لأِنَّهُ مَوْجُودٌ جَيِّدٌ قَوْل إِلِيشَع النَّبِي عِنْدَمَا كَانَ يَقُول دَائِماً ﴿ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ ﴾ ( 2مل 5 : 16) أنَا وَاقِفْ أمَامُه الأنْ ؟ بِالطَبْع الَّذِي يَتَدَرَّبْ عَلَى طَرْدٌ الخَطِيَّة لأِنَّ الله أمَامُه عِنْدَمَا يَأتِي إِلَى الكِنِيسَة يَشْعُر بِوُجُودٌ الله بِقُّوَة الله يُسَيْطِر عَلَى المَكَان وَعَلَى الفِكْر فَيَدْخُل وَيَسْجُد بِخُشُوع وَيَعْبُد الله بِرَفْع قَلْب وَيَقِينْ أنَّهُ حَاضِر لِذلِك يَقُول بِفَرَح ﴿ عَمَانُوئِيل إِلَهْنَا فِي وَسَطْنَا الآنْ ﴾ وَكَأنَّنَا نَقُولْهَا وَنَحْنُ نُصَفِقٌ بِأيْدِينَا هذَا مَا نَقُولُه فِي لَحْن " ~pouro " هُوَ مَوْجُودٌ فَهَلْ تَشْعُر بِهِ ؟ نَعَمْ كُلَّمَا تَدَرَّب كَيَانِي وَمَشَاعْرِي وَقَلْبِي أنَّ الله مَوْجُودٌ كُلَّمَا هَرَبَتْ مِنِّي الخَطِيَّة هَلْ تُرِيدْ أنَّ خُوْف الله يُغْرَس فِي قَلْبَك وَيُسَمَّر دَاخِلَك ؟ أُشْعُر بِاسْتِمْرَار أنَّ الله مَوْجُودٌ وَنَمِّي فِي وَعْيَك أنَّهُ مَوْجُودٌ وَكُلَّ مَا لاَ تَرَاه أعْيُنْ النَّاس تَرَاه العِينْ الَّتِي تَفْحَص الكُلَّ وَتَخْتَرِق أسْتَار الظَّلاَم وَتَعْرِف الخَفِيَات الله يَعْرِفْ مَا فِي قَلْبَك وَمَا فِي إِشْتِيَاقَاتَك وَيَعْرِفْ تَصَوُرَات مَخَادِعَك إِنْ كَانَ الله يَرَى كُلَّ هذَا هَلْ لاَ أخْجَل ؟ تَخَيَّل أنَّ الله فَاحِص أعْمَاق قُلُوبْنَا وَيَعْرِفْ أخْطَائْنَا وَمُتَأنِّي عَلِينَا كَيْ نَتُوب وَلكِنَّنَا نَسْتَهْتَر بِطُول أنَاتُه وَنَتَمَادَى فِي الخَطِيَّة فَيَقُول لَنَا أنَا مُتَأنِّي عَلِيكُمْ كَيْ تَتُوبُوا فَتُخْطِئُون أكْثَر ؟ أنَا أُعْطِيكُمْ فُرْصَة لِلتُّوْبَة فَتَأخُذُونَهَا فُرْصَة لِلخَطِيَّة وَالشَّر ؟ إِنِّي أنْتَظِر وَأتَأنَّى وَلكِنْ إِلَى مَتَى ؟ يَقُول سِفْر الرُؤْيَا ﴿ أَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ ﴾ ( رؤ 2 : 21 ) وَلِنَسْأل أنْفُسْنَا لِمَاذَا نَحْنُ نَعِيش حَتَّى الأنْ ؟ لِكَيْ نَتُوب الله أعْطَانَا الزَّمَنْ لِنَتُوب إِجْعَل الله أمَامَك كُلَّ حِينْ الإِحْسَاس الرُّوحِي يَحْتَاجٌ إِيمَان بِأُمور لاَ تُرَى لِذلِك بَيْنَمَا أنَا سَائِر فِي الطَّرِيقٌ أرَى الله وَأنَا جَالِس أرَى الله وَفِي كُلَّ مَكَانْ وَكُلَّ حَال أرَى الله أرَادَ الإِمْبِرَاطُور أنْ يَذِل القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ فَقَالَ لَهُ سَأنْفِيك فَقَالَ لَهُ القِدِيس هَلْ سَتَنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لاَ يُوْجَدٌ فِيهِ الله ؟ إِلَى أيْنَ ؟ وَاحْتَار الإِمْبِرَاطُور فَقَالَ لَهُ القِدِيس إِنْ أرَدْتَ أنْ تَذِلِنِي إِنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لَيْسَ بِهِ الله لأِنَّهُ مَكْتُوب ﴿ لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا ﴾ ( مز 24 : 1) أي مَكَانْ أذْهَبْ إِلِيه أرَى فِيهِ الله وَنَاس جِدِيدَة تُمَجِّد الله أفْرَح وَأقُول أشْكُرَك يَارَبَّ إِحْسَاس قَوِي أنَّ الله مَالِئ الكُلَّ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك عِنْدَمَا يَقُول لَك شَخْص تَسْتَطِيعْ أنْ تَغِش فِي الإِمْتِحَانَات ؟ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ هَيَّا نَذْهَبْ لِمَكَانْ نُخْطِئ فِيهِ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ وَأنْتَ وَحْدَك قُلْ رَبِّنَا مَوْجُودٌ نَمِّي إِحْسَاس وُجُودٌ الله أمَامَك دَائِماً. 2- فَكَّر كَثِيراً فِي الدَيْنُونَة :- شِئ مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون فِكْر الدَيْنُونَة أمَامَك ألَسْتُمْ أنْتُمْ أُنَاس كَنَسِيِينْ أوْلاَدٌ الله وَكُلَّ يُوْم تَقُولُون فِي صَلاَة النُّوم ﴿ هُوَذَا أَنَا عَتِيدٌ أَنْ أَقِفْ أَمَام الدَّيَّان العَادِل مَرْعُوباً وَمُرْتَعِباً مِنْ كَثْرَة ذُنُوبِي لأِنَّ العُمْر المُنْقَضِي فِي المَلاَهِي يَسْتَوْجِبْ الدَّيْنُونَة لكِنْ تُوبِي يَا نَفْسِي مَادُمْتِ فِي الأرْض سَاكِنَة﴾( القِطْعَة الأُولَى فِي صَلاَة النُّوْم ) هَلْ وَضَعَتْ الكِنِيسَة هذِهِ الصَّلاَة لِمَنْ هُمْ بَعْد السِّتِينْ عَام مِنْ أعْمَارِهِمْ ؟ أم وَضَعَتْهَا لَنَا كُلِّنَا لِعُمْر الشَّبَاب وَالثَّانَوِي وَالكُهُولَة وَ؟ كُلِّنَا نُصَلِّيهَا كُلَّ يُوْم وَالكِنِيسَة تَعْتَبِر نِهَايِة اليُّوْم يُشِير إِلَى يُوْم الدَّيْنُونَة وَنِصْف اللِّيل يُشِير لِلمَجِئ الثَّانِي فِكْر الكِنِيسَة أنَّ اليُّوْم عِنْدَمَا يَمُر كَأنَّ العُمْر يَمُر لِذلِك لاَبُدْ مِنْ الإِسْتِعْدَادٌ كُلَّ يُوْم ؟ نَعَمْ الَّذِي يَشْعُر بِهذَا الإِحْسَاس يُنَمِّي مَخَافِة الله دَاخِلُه وَهذَا الإِحْسَاس يُقِيمْ بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة حَوَاجِز إِحْسَاس إِنِّي أعِيش وَالدُنْيَا تَسِير مِنْ حَوْلِي وَأنَا أعْمِل الخَطِيَّة اليُّوْم وَغَداً وَهذَا يُقَسِّي القَلْب وَيَنْزَع المَخَافَة وَيَفْصِلْنِي عَنْ الله اليُّوْم نَرَى صَحْوَة عَنْدَ غَيْر الْمَسِيحِيِّينْ الشَّبَاب مِنْهُمْ يَتَدَيَنُوا وَالَّذِي لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي تَعَلَّمْ يُصَلِّي وَالَّذِي لاَ يَقْرأ كِتَابُه بَدَأَ يَقْرأ وَ الْمَسِيحِيَّة بِهَا إِسْتِهْتَار هَلْ لأِنَّ إِلهْنَا حَنُون ؟ يِمْكِنْ !!! أوْ لأِنِّي أضْغَطْ عَلَى مُفْتَاحٌ فَيُجِيبْ نَعَمْ أقُول لَهُ أُرِيدَك أنْ تَعْمَل لِي كَذَا وَكَذَا يُجِيبْ نَعَمْ تَعَوَّدْنَا عَلَى الإِله الَّذِي وَقْت مَا نَحْتَاجُه يَأتِي لِيُلَبِّي طِلْبَاتْنَا أيْنَ العِبَادَة وَالحُبْ وَالإِكْرَام ؟ إِجْعَل الله أمَامَك وَاهْتَمْ بِالدّيْنُونَة ألَسْنَا نَقُول ﴿ بِمَا أَنَّ الدَّيَّان حَاضِر إِهْتَمِّي يَا نَفْسِي وَتَيَقَظِّي وَتَفَهَّمِي تِلْكَ السَّاعَة المَخُوفَة فَإِنَّهُ لَيْسَ رَحْمَة فِي الدَّيْنُونَة لِمَنْ لَمْ يَسْتَعْمِل الرَّحْمَة﴾ ( القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ الخِدْمَة الثَّالِثَة مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل )إِذاً أنَا مِحْتَاجٌ أنْ أعْرِفْ أنَّ هُنَاك دَيْنُونَة وَدَيَّان مَا أجْمَلٌ أنْ أتَخَيَّل نَفْسِي في مَوْقِفْ الدَّيْنُونَة وَأعْمَالِي تُكْتَبْ أمَامِي – يَارَبَّ إِرْحَمْنِي – إِنَّ العِلْم يُقَدِّم إِخْتِرَاعَات وَاخْتِرَاعَات هُنَاك جِهَاز رَسْم قَلْب هُنَاك جِهَاز رَسْم مُخ يِرْسِمْ ذَبْذَبَاتُه وَكِيمْيَائُه وَيَقُول مَا هِيَ كَفَاءِة المُخ تَخَيَّل لَوْ إِخْتَرَعُوا جِهَاز يُوضَعْ فِي المُخ يِتَرْجِمْ كُلَّ الأحْلاَم وَالتَّخَيُّلاَت وَيَعْرِضْهَا عَلَى ألـ Data show لِيَعْرِض كُلَّ مَا فِي عَقْلِي تَخَيَّل مَاذَا سَيَعْرِض وَمَاذَا يَدُور فِي عَقْلِي وَخَفَائِي ؟ مَا الَّذِي تَسْتَحِي أنْ يُعْرَض ؟ الَّذِي تَسْتَحِي مِنْهُ لاَ تُفَكِّر فِيهِ لِمَاذَا تَسْتَمِر فِي التَّفْكِير ؟ لأِنَّ الله غِير مَوْجُودٌ أمَامَك ؟!! تَخَيَّل حَالَك عِنْدَمَا تَقِفْ فِي الدَّيْنُونَة يَقُول أحَدٌ الأبَاء ﴿ سَنَقِفْ فِي اليُّوْم الأخِير كَمَا فِي مَسْرَح كِبِير مُضَاء أمَام مَنْ لاَ نَعْرِفَهُمْ وَمَنْ نَعْرِفَهُمْ ﴾ لَمَّا يِكُون مَسْرَح وَاسِعْ وَمُسَلَّطَة عَلِيه الأضْوَاء وَكُلِّنَا نُقَفْ وَكُلَّ أعْمَالْنَا تَظْهَر وَتُكْشَفْ إِذاً إِعْمِل أعْمَالٌ جَيِّدَة كَيْ تَجِدٌ مَا يَشْفَعْ فِيك قَدْ تَقُول هَلْ الله قَاسِي ؟ أُجِيبَك أبَداً لكِنَّهُ عَادِلٌ لِذلِك أنَا مِحْتَاجٌ مَخَافِة الله فِي حَيَاتِي مَاذَا أقُول وَأُفَكِّر وَمَا هيَ نَوَايَاي ؟ ضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامَك يُقَال عَنْ القِدِيس أرْسَانْيُوس أنَّهُ كَانَ دَائِمْ البُكَاء وَعِنْدَمَا كَانُوا يَسْألُوه لِمَاذَا البُكَاء ؟ كَانَ يَقُول خَوْفاً مِنْ الدَّيْنُونَة فَقَالُوا لَهُ فَمَا بَالْنَا نَحْنُ ؟ أجَابَهُمْ أنَّ هذِهِ اللَّحْظَة أمَامِي دَائِماً يَا أوْلاَدِي الَّذِي يَضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامُه تُقَدِّسُه وَمَا الَّذِي يَجْعَل الإِنْسَان يَزْدَادٌ فِي الشُّرُور ؟ إِنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ دَيْنُونَة أمَامُه وَلاَ مَنْ الَّذِي يُحَاوِل أنْ يَلْغِي فِكْر الدَّيْنُونَة مِنْ دَاخِلْنَا وَيُرِيدْ أنْ يَمْحِيهَا ؟ عَدُو الخِير الشَّيْطَان يُرِيدْ أنْ يُحَوِّل حَيَاتْنَا كُلَّهَا إِلَى جَلْسَة نَجْلِسْهَا مَعاً أوْ نُزْهَة نَتَنَزَهَهَا أوْ هَرَج وَمَرَج وَ الأمر لَيْسَ كَذلِك لأِنَّ الله لَمْ يَخْلِقْنَا مِثْل أي حَيَوَان نَعِيش فِتْرَة ثُمَّ نُذْبَح وَهُنَاك مَنْ يَأكُل لَحْمُه لاَ الإِنْسَان عَلَى صُورَة الله وَمِثَالُه خَالِدٌ يُخَلَّدٌ لِلأبَدْ الله خَلَقَنَا لِكَيْمَا يُحْضِرْنَا إِلَيْهِ فِي الأبَدِيَّة إِذاً حَيَاتِي لَهَا قِيمَة عَالِيَة جِدّاً وَأهَمْ قِيمَة فِي حَيَاتِي أنَّ فِيهَا مَعْرِفَة الله كَلِمَة صَعْبَة عَلِينَا جِدّاً عِنْدَمَا يَقُول لاَ أعْرِفَكُمْ ( لو 13 : 25 ؛ 27 ) لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ يَقُول هَلْ عَرَفْتِنِي أنْتَ كَيْ أعْرِفَك أنَا ؟ أحَدٌ الأبَاء القِدِيسِينْ يَقُول نَحْنُ نَتَكَلَّمْ لكِنْ لاَ نَعْمَل وَيَسْأل مَاذَا يَكُون الله بِالنِّسْبَة لَك ؟ تَقُول أبَانَا يِسْأل هَلْ تُطِيعُه وَتَخَافُه ؟ وَكَمَا يَقُول الكِتَاب "تَدْعُونَنِي أباً وَلاَ تُكْرِمُونَنِي تَدْعُونَنِي سَيِّد وَلاَ تُطِيعُونِي تَدْعُونَنِي مُعَلِّمْ وَلاَ تَسْمَعُونَنِي " كَلاَم فَقَطْ لاَ أنْتُمْ سُفَرَاء الْمَسِيح ( 2كو 5 : 20 ) أنْتُمْ رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة ( 2كو 2 : 15) إِنْ كُنْتُمْ تَعِيشُون فِي مَنْطِقَة مُعَيَّنَة الأنْ فَكُلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ رِسَالَة تَخَيَّل لَوْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح رَائِحَة الْمَسِيح فِيهُمْ لَيْسَتْ ظَاهِرَة يَقُول الكِتَاب ﴿ أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأِنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ ﴾ ( مت 5 : 13)إِنْ كَانْ عَنْدِنَا مَلْح وَفَسَد يِكُون كَارْثَة لأِنَّ المَلْح عِنْدَمَا يَفْسَد إِنْ وَضَعْتَهُ فِي قِطْعِة أرْض يِفْسِدْهَا يَصِير شِئ فَاسِد يِفْسِد أي شِئ فِي حِينْ إِنْ فَضَلاَت البَهَائِمْ تِفِيد أكْثَر لكِنْ المَلْح الفَاسِد إِذَا وُضِعَ فِي مَكَان يِفْسِدُه الله يَقُول لَك تُوْجَدٌ دَيْنُونَة ضَعْهَا أمَام عَيْنَيْكَ إِعْمِل لِلأبَدِيَّة وَضَعْ هذَا الفِكْر أمَام عَيْنَيْكَ كَثِيرُون يَقُولُون نَحْنُ شَبَاب أعْطِنِي عُمْر كَيْ أتُوب أنَا لاَ أقُول لَك كُنْ مِنْتِظِر المُوْت دَائِماً لاَ الله أعْطَاك رِسَالَة وَالله يِفَرَّحَك بِأيَّامَك لكِنْ إِعْرَفْ أنَّ حَيَاتَك لَيْسَتْ مِلْك لَك وَتُوْجَدٌ دَيْنُونَة وَيُوْجَدٌ عِقَاب وَجَحِيمْ وَتَمَتُّعْ وَقِدِّيسِينْ بَاعُوا العَالَمْ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامَهُمْ مَا الَّذِي يَجْعَل قِدِيس مِثْل مَارِجِرْجِس يَظِل سَبَعْ سَنَوَات يِتْعَذِبْ كَانْ يَكْفِيه يُوْم أوْ إِثْنِينْ ؟ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامُه المُكَافَأة أمَام عَيْنَيْهِ وَلِذَا لَمْ يَعِش لِهذَا الزَّمَنْ قَطْ يُقَال عَنْ الرُّومَان أنَّهُمْ كَانُوا طُغَاة يَتَفَنَّنُون فِي عَذَاب الْمَسِيحِيِّينْ وَكَانَ مِنْ ضِمْن أسَالِيب التَّعْذِيب لَدَيْهِمْ أنْ يَضَعُوا المُعَذَّبِينْ عُرَاه فِي حَمَّام جَلِيد وَيَظِل فِيهِ الْمَسِيحِي عِدِّة سَاعَات حَتَّى يَمُوْت وَفِي أحَدٌ المَرَّات وَضَعُوا مَجْمُوعَة مِنْ أرْبِعِينْ مَسِيحِي وَكَانَ كُلَّ وَاحِدٌ فِيهُمْ حَسَبْ قُدْرِتُه مِنْهُمْ مَنْ يَمُوْت بَعْد نِصْف سَاعَة وَآخَر يَمُوْت بَعْد سَاعَة وَآخَر بَعْد سَاعْتِينْ وَهكَذَا وَكَانَ كُلَّ فَرْدٌ مِنْهُمْ يَمُوْت يَأتِي مَلاَك وَيُعْطِيه إِكْلِيل وَيَأخُذْ نَفْسُه إِلَى السَّمَاء لكِنْ لِلأَسَفْ هذَا المَنْظَر هُنَاك مَنْ يَرَاه وَمَنْ لاَ يَرَاه وَكَانُوا كَيْ يُزِيدُوا مِنْ ذُل الْمَسِيحِيِّينْ أنْ يَضَعُوا أمَامَهُمْ حَمَّام بِهِ مَاء فَاتِر لَذِيذْ فَكَانَ مَنْ يُرِيدْ أنْ يُغَيِّر مَكَانُه مُجَرَّدٌ أنْ يُعْلِنْ رَغْبِتُه كَانُوا يَنْقِلُوه إِلَى حَمَّام المَاء الفَاتِر أحَدٌ هؤلاَء الأرْبَعِينْ مَسِيحِي ضِعِفْ وَقَالْ ضَعُونِي فِي المَاء الفَاتِر فَجَاءَ مَلاَكُه وَظَلَّ يُرَفْرِفْ وَمَعَهُ الإِكْلِيل المَجْمُوعَة كُلَّهَا إِسْتَشْهِدُوا وَلِبْسُوا الأكَالِيل مَاعَدَا الَّذِي ضِعِفْ أمَّا الجُنْدِي الَّذِي كَانَ يُعَذِّبَهُمْ مِنْ جَمَال الأكَالِيل تَقَدَّم وَنِزِل حَمَّام الجَلِيد وَأخَذَ هُوَ الإِكْلِيل هُنَاك أُمور لاَبُدْ أنْ تَكُون أمَام عُيُونِنَا الأُمور الَّتِي لاَ تُرَى ضَعْ الأبَدِيَّة أمَام عَيْنَيْكَ وَالدَّيْنُونَة أمَامَك إِعْرَفْ أنَّهُ تُوْجَدٌ مُجَازَاة وَعُقُوبَة إِعْرَفْ أنَّهُ إِنْ كُنَّا نَخْدَع النَّاس فَلَنْ نَسْتَطِيعْ أنْ نَخْدَع الله إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون هُنَاك دَيْنُونَة لاَبُدْ أنْ أخَافْ الله أخَافُه فِي ضَمِيرِي وَفِي مَخْدَعِي وَفِكْرِي أنَا مُمْكِنْ أكُون صُورَة أمَام البِيتْ وَخَارِج البِيتْ مُخْتَلِفْ عَنْ هذِهِ الصُورَة لاَ ضَعْ مَخَافِة الله أمَام عَيْنَيْكَ . 3- فَكَّر كَثِيراً فِي أضْرَار الخَطِيَّة :- إِتَّبِعْ الخَطِيَّة لِفِتْرَة وَسَتَرَى مَاذَا تَفْعَل فِيك سَتَعِيش مَقْسُوم وَمَذْلُول تَجْعَلَك إِنْسَان جَبَانْ عِنْدَمَا تُسَيْطِر خَطِيِة شَهْوَة عَلَى إِنْسَان يَشْعُر أنَّهُ إِنْسَان بِلاَ فَائِدَة لأِنَّ الخَطِيَّة تُوَلِّدٌ الجُبْن يُرِيدْ أنْ يَخْتَبِئ لِيَفْعَل شِئ خَاطِئ يَرَى أُمور مِنْ وَرَاء النَّاس تَجْعَلُه يَفْقِدٌ إِحْتِرَامُه لِنَفْسُه وَبِالتَّالِي يَفْقِدٌ آدَمِيَتُه الخَطِيَّة لَهَا ضَرِيبَة بِالإِضَافَة إِلَى أنَّهَا لَهَا أضْرَار نَفْسِيَّة وَعَصَبِيَّة فَتَجِدٌ الشَّخْص الشَّهْوَانِي أنَانِي مُتَرَدِّدٌ وَمُذَبْذَبْ قُدْرَاتُه عَلَى التَّفْكِير غِير صَافْيَة وَإِحْسَاسُه بِالذَّنْب رَهِيبْ فَيَزْدَادٌ بُعْدُه عَنْ الله الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار لِذلِك أطْلَقُوا عَلَى خَطَايَا الشَّهْوَة إِسْم (( خَطَايَا العُزْلَة )) كَانُوا يَتَخَيَّلُون أنَّ الَّذِينَ يَعِيشُون فِي إِسْتِبَاحَة لِشَهَوَاتِهِمْ أُنَاس سُعَدَاء وَتُفَاجَأ أنَّهُمْ فِي كَآبَة وَحُزْن وَيَتَنَاوَلُون عِلاَج إِكْتِئَاب هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الإِنْسَان يَكُون سَعِيد عِنْدَمَا يُلَبِّي نِدَاء الخَطِيَّة ؟ أبَداً السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة فِي البِّر وَفِي مَخَافِة الله هذَا الكَلاَم إِنْ كَانَ شَدِيدْ إِلاَّ أنَّهُ تَكْمُنْ فِيهِ السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة ضَعْ الله أمَامَك تَجِدٌ أنَّكَ سَعِيد وَفِي فَرَح دَائِمْ كَثِيرُون مِنَّا تَخَيَّلُوا أنَّهُمْ إِنْ عَاشُوا حَيَاة مَنْ هُمْ فِي الخَارِج كُلَّ المَشَاكِل تُحَل لاَ الأمر يَتَلَخَص فِي أنَّهُ سَتَتَخَلَّص مِنْ المَشَاكِل الَّتِي هُنَا وَسَتَجِدٌ مَشَاكِل أُخْرَى غِير الأُولَى لكِنْ هُنَا وَهُنَاك تُوْجَدٌ مَشَاكِل الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار كُلُّنَا نَعْلَمْ أنَّ الَّذِينَ يُسَافِرُون إِلَى الخَارِج إِنْ تَعَبُوا بِأي مَرَض لاَبُدْ مِنْ طَبِيبْ وَرُوشِتَّة هُنَا تَسْتَطِيعْ أنْ تَدْخُل أي صَيْدَلِيَّة وَتَطْلُبْ دَوَاء لِلضَغْط أوْ السُّعَال أوْ أمَّا فِي الخَارِج فَلاَبُدْ مِنْ رُوشِتَّة وَجُرْعَة مُحَدَّدَة وَيُقَال أنَّهُ مِنْ شِدِّة الطَّلَبْ عَلَى الأدْوِيَة النَّفْسِيَّة نَتِيجِة النَّسْبَة العَالْيَة لِحَالاَت الإِكْتِئَاب وَالعُزْلَة جَعَلُوا أدْوِيِة الإِكْتِئَاب تُصْرَفْ بِدُون رُوشِتَّة وَأطْلَقُوا عَلَيْهَا (( أدْوِيِة الرَّفْ )) فَتَجِدٌ فِي أي سُوبَر مَارْكِتْ أوْ صَيْدَلِيَّة رَفْ يُصَرَّح لَك أنْ تَأخُذْ مِنْهُ بِيَدَك أي شِئ تَحْتَاجُه وَتَجِدٌ عَلِيه بَعْض الفِيتَامِينَات وَالمُسَكِنَات وَمَرَاهِمْ الحَسَاسِيَّة وَمُهَضِمَات وَوَضَعُوا مَعَهُمْ أدْوِيِة الإِكْتِئَاب نَتِيجِة زِيَادِة نِسْبِة الإِكْتِئَاب بَيْنَهُمْ لاَ تَتَخَيَّل أنَّ السَّعَادَة خَارِج الْمَسِيح لاَ الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار وَكَمَا أنَّ الخَطِيَّة لَهَا عُقُوبَة سَمَاوِيَّة لَهَا أيْضاً عُقُوبَة أرْضِيَّة مِنْ أيْنَ العُقُوبَة الأرْضِيَّة ؟ هَلْ الإِنْسَان الَّذِي يَحْيَا فَاقِدْ سَلاَمُه ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ أوْ قَدْ يُصَاب بِمَرَض ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ الله سَمَح أنْ يَكُون لَنَا جَسَد وَغَرِيزَة وَشَهْوَة وَحَيَاة لِقَصْدٌ مُعَيَّنْ مُجَرَّدٌ أنْ يَسْتَخْدِمْهَا الإِنْسَان لِقَصْدٌ آخَر تِتْلَفْ مِثْل إِنْسَان يَأتِي بِسَيَارَة وَيُرِيدْ أنْ يَجْعَلْهَا تَسِير لِلخَلْف رَغْم أنَّهَا مُصَمَّمَة لِتَسِير لِلأَمَام لكِنْ هذَا الإِنْسَان يَضْبُطْهَا لِتَسِير لِلخَلْف وَيَقُودَهَا وَهُوَ نَاظِر لِلخَلْف وَبِالطَّبْع تَحْدُث لَهُ حَوَادِث نَحْنُ هكَذَا الله أعْطَانَا أجْسَادٌ وَحَيَاة لِهَدَفْ مُعَيَّنْ لِلإِرْتِفَاع لِلسَّمَاء نَحْنُ حَوَّلْنَا الهَدَفْ لِلأرْض وَشَهَوَاتْهَا وَنُخْطِئ وَنَسِير لِلوَرَاء لأِنَّهُ لَيْسَ هذَا هُوَ هَدَفْ الله فِي خَلِيقَتُه لاَ الله أعْطَاك الجَسَد إِنَاء لِلكَرَامَة أمَّا يَصِل بِك إِلَى السَّمَاء وَهُوَ بِنَفْس شَكْلُه سَيَتَمَجَّدٌ فِي السَّمَاء وَأمَّا نَسْتَعْمِلُه بِعَكْس قَصْد الله فَيِتْلَفْ إِنْسَان يِدَخَنْ فَتِمْرَض الرِّئَتِينْ إِنْسَان يِشْرَب كُحُولِيَات فَيِمْرَض الكِبْد إِنْسَان يُدْمِنْ المُخَدَرَات فَيُتْلِفْ المُخ إِنْسَان يُفْرِط فِي الأكْل فَيُتْلِفْ جَسَدُه كُلَّ شِئ لَهُ ضَرِيبَة الله يَقُول لَك هَلْ هذَا الجَسَد مِلْك لَك ؟ هَلْ أنَا أُعْطِيه لَك لِتَفْعَل بِهِ كُلَّ هذَا ؟ لاَ هُوَ لِي وَأنَا أقْرَضْتُه لَك أعْطِيتُه لَك أمَانَة إِذاً هُنَاك عُقُوبَة فَكَّر فِي عُقُوبِة الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَفْعَل الخَطِيَّة وَضَمِيرَك يُؤَنِبَك هذَا يُسَاوِي الكَثِير تَجِدٌ نَفْسَك فَاقِدْ سَلاَمَك وَفَرَحَك ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ تَجِدٌ الإِنْسَان يَفْقِدٌ سَلاَمُه وَفَرَحُه حَتَّى أنَّ المُجْتَمَعْ يَنْفُر مِنُّه وَيَتْرُكُه أحِبَّاؤه وَقَدْ تَصِل العُقُوبَة إِلَى عُقُوبَة قَانُونِيَّة سِجْن هذَا غِير العُقُوبَة السَّمَاوِيَّة وَعَلَيَّ أنْ أخْتَار سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي يَارَبَّ أُرِيدْ أنْ أعِيش مَخَافَتَك أنَا آتِي إِلَى الكِنِيسَة وَأقِفْ بِإسْتِقَامَة أسْمَع كَلِمَاتَك أنَا أسْتَذْكِر دُرُوسِي لأِنَّهَا أمَانَة وَإِنْ كُنْت أصُوم فَلأنِّي مِحْتَاجٌ أنْ أضْبُط جَسَدِي لأِنَّهُ كَثِيراً مَا يَتَمَرَّدٌ عَلَيَّ لِذلِك مِحْتَاجٌ أنْ أُرَوِضُه وَأرْبُطُه مِحْتَاج أنْ أجْعَل الله أمَامِي كُلَّ حِينْ الَّذِي يَعِيش بِمَخَافَة يَتَمَتَّعْ بِلُطْف الله عِنْدَمَا تَخَافْ الله سَتَجِدُه يَقُول لَك أنَا أُطَمْئِنَك المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل إِلْتَجَأت إِلِيه فَقَالَ لَهَا أُصْمُتِي دُورِك إِنْتَهَى وَأنَا سَأُحَامِي عَنِّك وَأوْقَفْهَا وَرَاءَهُ وَدَافَعْ عَنَهَا ( يو 8 : 3 – 11) إِلْجَأ لَهُ المَرْأة الخَاطِئَة ذَهَبِتْ إِلِيه وَوَقَفِتْ وَرَاءَهُ وَالَّذِي دَانْهَا قَالَ لَهُ يَسُوع أُرِيدْ أنْ أقُص عَلِيك قِصَّة كَانَ لِدَائِنْ مَدِينَان عَلَى الوَاحِدٌ خَمْسُون وَعَلَى الآخَر خُمْسُمَائَة وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَان فَسَامَحْهُمَا كِلَيْهِمَا مَنْ مِنْهُمَا يُحِبُّه أكْثَر ؟ أجَابَهُ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأكْثَر فَقَالَ لَهُ يَسُوع بِالصَوَاب حَكَمْت بِالتَّعْبِير الدَّارِج عَرَّفُه خَطَأُه وَقَالَ لَهُ ﴿ مَاءً لأِجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ ﴾( لو 7 : 44 – 46 ) أدْخَلُه فِي مُقَارَنَة مَعَهَا وَأظْهَر لَهُ خَطَأُه إِذاً الَّذِي يَعِيش مَخَافِة الله يَحْتَمِي فِيهِ وَيَتَمَتَّعْ بِكُلَّ حَنَانُه كُلَّ حَنَان الله لِخَائِفِي الله هَلْ تُرِيدْ أنْ تَتَمَتَّعْ بِحَنَان الله ؟ خَافْ الله سَتَعْرِفْ كَمْ هُوَ حَنُون ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي ﴾ هُنَاك إِسْتِهْتَار دَخَل حَيَاتَك أفْقَدَك الكَثِير عِش الإِسْتِقَامَة وَجِدِّيِة الحَيَاة بِهَدَفْ وَإِفْرَح بِعَمَل الله فِي حَيَاتَك سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
28 نوفمبر 2024

مشكلة أوريجانوس

هناك خمسة إتهامات منسوبة للعلامة أورجانوس، الأولى مؤكدة، أما الأربع إتهامات الآخرى فغير معلوم على وجه اليقين هل هو فعلا آمن بها أم إنها بدع مدسوسة فى كتاباته من قبل الهراطقة لنشر افكارهم من خلال كتب العلامة اورجانوس، وتتمثل تلك التهم فى الآتى: 1- قم بخصى نفسة (وهذة حقيقة مؤكدة). 2- آمن بعودة التجسد: أى أن النفوس خلقت قبل الأجساد وإرتبطت بالأجساد كتأديب عن خطايا سابقة أرتكبتها وأن عالم الحس بالنسبة لها ليس إلا مكاناً للتطهير. 3- نفس المسيح لها وجود سابق قبل التجسد وإتحدت باللاهوت. 4- ستعود كل الخليقة إلى أصلها فى الرب، ويخلص كل البشر (وأن العقوبة الأبدية لها نهاية) 5- سيخلص الشيطان وكل الأرواح الشريرة فكر أوريجانوس والبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 التفسير الرمزى هو إتجاه لتفسير الكتب المقدسة بما يسمو بالروحانيات، ولا دخل بالثقافة الوثنية أو الفلسفة الوثنية فى تفسير الكتب المقدسة لسبب بسيط هو أن التفسير الرمزى هو إتجاه فكرى بحثى تأملى للوصول إلى العمق الروحانى، والتفسيرات الرمزية تعتمد على قدرة تأمل الإنسان، وتختلف قدرة التأمل من إنسان إلى آخر، كما أنه فى فقرة ما أو آية ما ينطبق عليها التفسير الحرفى وينطبق عليها ايضاً التفسير الحرفى البسيط، بل نستطيع القول أنه يمكن تفسير كل شئ بالتفسير الرمزى ولكن لا يمكننا تفسير كل شئ بالتفسير الحرفى البسيط، والتفسير الرمزى لا يتعارض إطلاقاً مع التفسير الحرفى، ولكن التمسك بالتفسير الحرفى بمفرده فهذا قد يقتل التمتع بالايات المقدسة هو الذى تجعل الإنسان يسموا فى سماء الروح نحن محتاجين للتفسير الرمزى أكثر من الحرفى، وبالرغم من أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قد حرمت أوريجانوس وحرمت فى بعض الأحيان من يقرأ كتاباته، إلا أن كتاباته لا زالت حية ويقرأها الأقباط حتى يومنا هذا بل ويستمتعون بها، كما أنه يمكن القول فى ثقة أن التفسير المجازى والرمزى والتأملى الأوريجانى هو الذى يتبعه غالبية قادة الكنيسة القبطية كمنهج رئيسى فى تفسير الكتب المقدسة وبالرغم من محبة معظم الأقباط لهذا المنهج الأوريجانى فى الكنيسة القبطية فى التفسير شعباً وقادة، إلا أن الكنيسة القبطية تفتقر للتفسير العلمى الواضح والبسيط، وإنغماس القادة فى هذه التفسيرات الروحية جعل البرتستانت يتقدموننا فى التفسير العلمى وإلتزامهم بالآيات وحفظهم ودراستهم للكتب المقدسة وننهى هذا الموضوع بالقول أن تفسير الكتب المقدسة يتم عن طريق محاور عديدة منها التفسير الرمزى، والحرفى، والعلمى.. ألخ كما يجدر الإشارة فى التفسير إلى الناحية التاريخية والجغرافية بل والإجتماعية وعادات الناس فى هذه العصور القديمة بل قد يحتاج موضوع ما إلى نوع العملة ومقدارها. الموضوع ليس حرباً بين الفكر الأوريجانى والفكر الحرفى وأيضاً ليس تحيزاً بين منهج وآخر ولكن التفسير الشامل الكامل هو الذى يلم بتفاصيل وزوايا الأحداث فى الكتب المقسة من جميع وجهات النظر: الرمزية والحرفية والعملية والإجتماعية والإقتصادية والتاريخية والجغرافية وغيرها وبالنسبة إلى موضوع أوريجين أو أوريجانوس يمكن تقسيم موضوعه إلى: شخصيته، أعماله الشخصية، كتاباته، منهجة الفكرى فى التفسير الرمزى لقد حرم اوريجانوس لأجل عمل شخصى بتنفيذ آية فى الكتاب المقدس تفسير حرفى وهو صاحب فكر التفسير الرمزى، أما كتاباته لا يستطيع احد أن يتأكد من: هل أدخل النساخ عليها تغيير أم لا (فى أزمنة لاحقة خاصة من الأريوسيين) لأن الاباء العظماء مثل أثناسيوس الرسولى وغيره قد إستخدموها، لهذا لا زالت كتاباته تقرأ، أما عن منهجه فى التفسير الرمزى فلا أحد يستطيع حرم إنسان يستخدم التفسير الرمزى والمجازى الأوريجانى الفكر الأوريجانى والبابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 فى القرن الرابع شغف آباء القرن الرابع بالفكر الأوريجانى (نسبة إلى العلامة المصرى أوريجانوس) وقلدت كتاباتهم الفكر الأوريجانى المؤسس على الرمزية، كما درسوها وحفظوها وأخذوا أفكاره وأستبعدوا أخطاؤه، مشيرين إليها دون أن يقلل ذلك إهتمامهم بها أما رهبان مصر فقد إنشغلوا بالفكر الأوريجانى البابا أثناسيوس الرسولى وآباء وقديسين إستخدما كتابات وأقوال العلامة أوريجانوس وقد إعتمد البابا أثناسيوس الرسولى علي ما وجده في كتابات العلامة المصرى أوريجانوس من براهين قوية تسندة فى قوانين الإيمان النيقاوى وفى مقاومة الهرطقة الأريوسية كما شغف بكتابات أوريجانوس آباء وقديسين كبار منهم آباء الكبادوك مثل القيسين باسيليوس الكبير وغريغوريوس النزنيزى الناطق بالإلهيات وفى الغرب إستوحى القديسان هيلارى أسقف بواتيه وأمبروسيوس أسقف ميلان منها أفكارهما وتأملاتهما أخذ القديس جيروم والأب يوحنا الأنطاكى من كتابات العلامة المصرى أوريجانوس المنهج التفسيرى الأوريجانى فى تفسير الكتب المقدسة. بداية مهاجمة التفسيرات الأوريجانية الرمزية بالعودة إلى الحرفية فى حوالى عام 373 بدأ القديس أبيفانيوس (315- 403م) أسقف سيلاميسى بقبرص كتابه عن الهرطقات " خزانة العلاج لشفاء كل الهرطقات" وقد كان ناسكاً أراد أن يرد على كل الهرطقات، وظن أن العلامة أوريجين قد أفسد نقاوة الإيمان الحقيقى (بقصد البسيط) بسم الثقافة الوثنية، وقد إعتبر كتاباته هرطوقية دان فيها أولاً وقبل كل شئ ميله لتفسيره العبارات الحرفية الواضحة برمزية روحية، خاصة روحنة تعليم القيامة لم يقصد أبيفانوس إدانة أوريجين الراقد، بل قصد جزء من كتاباته رآها من وجهة نظرة ليست سليمة ولكنها هرطوقية لأنها رمزية وإبتعدت عن الحرفية البسيطة وفى عام 394 قامت مناقشة بين يوحنا اسقف أورشليم ومعه روفينوس كاهن أويلية وكانا الإثنان معجبان بالعلامة أوريجين وكتاباته، وبين جيروم الذى إعتبر أوريجين هرطوقياً يؤيده بلا شك أبيفانيوس أسقف سلاميس.. الثورة الفكرية التى أحدثتها الكتابات الأوريجانية بين رهبان مصر الرهبنة فى بدء قيامها فى مصر تأسست على الممارسة العملية لآيات الكتاب المقدس وتنفيذ الوصايا الإنجيلية والنمو فى سلم الفضائل الروحية والقداسة والصراع فى البرية ضد قوات لاشر الروحية هذا ما أعلنه اثناسيوس الرسولى فى كتابه عن القديس أنطونيوس، وكانت فى البداية لا تحتوى على أى إتجاه تأملى عقلى، ولكن ما ان تسللت الأوريجانية " التفسير الرمزى والمجازى " إلى بعض الرهبان والنساك حتى وجدوها لذة وغاية فى الإنطلاق فى تاملات إلهية عميقة وبهذه التأملات الروحية أثار الفكر الوريجانى ثورة فكرية فى الحياة الرهبانية وخاصة بين رهبان مصر. وخرج القمص العلامة تادرس يعقوب الملطى بنتيجة فقال " نستطيع القول أن الكتابات الأوريجانية هى سر التحول الرهبانى من نسكيات مجاهدة لأجل الفضيلة إلى نسكيات مجاهدة من أجل التأمل أو التأوريا.. "وفى حوالى عام 370م عشق رهبان نتريا الفكر الأوريجانى فى التفسير وحفظ كثير منهم كتابات العلامة المصرى أوريجانوس، وكان الأخوة الطوال فى مقدمة هؤلاء الذين حفظوا عن ظهر قلب الملايين من سطور كتابات أوريجانوس، وإشتهر الإخوة الطوال بالقداسة والنسك والزهد الشديد، وسجل التاريخ نضالهم ضد الأريوسية وذهب أحدهم مع البابا أثناسيوس الرسولى إلى نيقية، وكانوا على علاقة طيبة مع كل من البابا أثناسيوس الرسولى 20، والبابا تيموثاوس 21، وكانوا على علاقة طيبة مع البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 حتى عام 400م وكان قد احبهم واكرمهم فرسم ديسقوروس أسقفاً على هرموبوليس، وأراد أن يرسم أخاً آخر منهم أسقفاً إلا أنه قطع اذنه، ورسم الأثنين الباقيين كاهنين عنما رفضاً الأسقفية وأراد البابا أن يبقيهما بالأسكندرية ولكنهما فضلا سكنى البرية وفى شقوق الأرض لممارسة عباداتهم الروحية. وقوع اغلبية من الرهبان فى بدعة وهرطقة تصور شكل الله الإنسانى فى منطقة الأسقيط حيث كان يتواجد أعداد كبيرة من الرهبان وكانوا فيما يبدوا على درجة بسيطة من العلم، رفضوا التفسير الرمزى الأوريجانى رفضاً قاطعا بل أنهم إعتبروا الرهبان الذين يأخذون به أعداء وهراطقة، وقاموا بتفسير العهد القديم تفسيراً حرفياً فتصورا أن الإله له وجه وعينان وأيدى وأعضاء جسدية وفسروا بعض الايات التى وردت فى العهد القديم بلغة يفهمها البشر بتفسير حرفى كقول العهد القديم إسجدوا عند موطئ قدميه (مز99: 5)عيناى على أمناء الأرض... المتكلم بالكذب لا يثبت أمام عينى (مز 101: 6، 7) يداك صنعتانى وأنشأتانى (مز119: 73)أضئ بوجهك على عبدك وعلمنى فرائضك (مز114: 135)وهكذا سقطوا فى بدعة جديدة إعتنقوا فكر تجسيم شكل الإله أو تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism كان رأس وقائد هذه البدعة أفوديوس من بين النهرين وجر ورائه الكثيرين من الرهبان... وحدث نزاع فكرى بين الوريجانيين من جهة وأصحاب هرطقة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism كم جهة أخرى وأصبح هناك حزبين من الرهبان وكثر اللغط والكلام حول هل للإله أعضاء جسدية؟ وهكذا أصبح فى مصر فريقان من الرهبان فريقاً وصل إلى أقصى درجات العلم فى التفسير وهو الفريق الذى تبنى التفسير الرمزى الأوريجانى وآخر فريقا من الرهبان جاهلاً تصور أن للإله أعضاء جسدية حسية وكان للأسف الرهبانمن أصحاب بدعة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism هم الأكثر عدداً وقوة، فقد كان التعلم فى الأزمنة القديمة لا يقدر عليه إلا الأغنياء وكان يعتبر شكلاً من أشكال الرفاهية إنقسم رهبان مصر إلى قسمين أكثرية سقطت فى بدعة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism وأقلية رهبانية كانت تفسر الإنجيل بطريقة رمزية كان أول من بدأ بها هو العبقرى أوريجانوس العلامة المصرى، وكان البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 يميل إلى الإتجاه الأوريجانى الرمزى فى التفسير وفى عام 399م كتب البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 رسالته الفصحية التى تقرأ فى كل الكنائس والتى كان من العادة إرسالها ويحدد فيها عيد القيامة حسب قوانين مجمع نيقية، وفى هذه الرسالة لمح البابا بطريقة غير مباشرة أنه لا يليق بنا أن نعتقد فى الإله بطريقة جسمانية مادية لأن الإله روح، إذ هو غريب عن الشكل البشرى وقد روى القديس يوحنا كاسيان فى كتابه " المناظرات " أثر هذه الرسالة على جماعات الرهبان، فقد رفضت المجامع قرائتها ، ما عدا القديس بفنوتيوس الذى كان أباً لمنطقة شهيهيت العليا، الذى تلاها فى مجمعه وما أن عرف الراهب البسيط صرابيون وهو من أنصار بدعة تصور شكل الإله الإنسانى Anthropomorphism ما جاء فى الرسالة حتى رأس حركة مقاومة لهذه الرسالة وسرعان ما إنضم له أعداد غفيرة من الرهبان وكان هذا الراهب بسيطاً وزاهداً وناسكاً الرهبان يهددون البابا بقتله لأنه هرطوقى وسرت نار التمرد والثورة فى قلوب الرهبان التى خرجت للبرية للصلاة والجهاد والفضيلة، وبالرغم من أنهم يعتنقون فكراً هطوقياً إتهموا البابا بأنه هرطوقى وتجمعوا فى جماعات بالإسقيط وتحركوا فى حشد غفير إلى الإسكندرية، فأحاطوا بالبطريركية يصيحون ويتوعدون بالقضاء على البابا الهرطوقى مهددين بقتل صاحب البدعة والهرطقة البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23 هذا ما سجله المؤرخون القدامى إلى من إنحاز البابا ثاؤفيلس البطريرك رقم 23؟ ويقول العلامة القمص تادرس يعقوب ملطى عن هؤلاء الرهبان الهراطقة: " أن كثيرين منهم كانوا بسطاء وعباد روحيين، ويسهل قيادتهم ويبذلون حياتهم من أجل طاعة مرشديهم الروحيين، وكانوا مملوئين حباً للإله الذى ظنوا أنه له شكل مجسم، ورأى البابا ثاؤفيلس البطريرك أن الوقت ليس وقتاً للجدال والنقاش بل أراد كسب صداقتهم حتى يعالج ألمور بهدوء وسكينة.. بحكمة إلتقى بهم قائلاً بلطف: " إذ أراكم أنظر وجه الإله "ففسروا قوله تفسيراً حرفياً كعادتهم وفعلاً خفت حدة غضبهم، واجابوه: " إن كنت حقاً تقول بوجود ملامح لٌله مثلنا فإحرم كتب أوريجانوس، فقد إستخرج البعض منا أدلة تخالف قولنا، وإن لم تفعل ذلك فتوقع منا معاملتك كهرطوقى عدو للإله " وأجابهم البابا ثاؤفيلس البطريرك: انى مهتم بهذا الأمر، ومستعد أن أجيب طلباتكم، لا تغضبوا على، فإنى لست موافقاً على أعمال أوريجين وألوم من يقتنيها " عاد الرهبان إلى أديرتهم، وكاد الموقف ينتهى عند هذا الحد كقول المؤرخ سقراط لولا ثورة الأخوة الطوال، فقد رأوا فى تصرف البابا جبناً وإستهتاراً بالعقيدة ومجاملة على حساب الحق.. " وفى الفصح التالى عقد البابا مجمعاً وحرم أوريجينوس وكل من يقرأ كتابات أوريجين، وهكذا نفذ البابا طلبات الهراطقة ووجد الأخوة الطوال أنفسهم فى حالة حرم لأنهم يحبون كتابات أريجانوس وتفسيره الرمزى للكتاب المقدس، فتمردوا أيضاً ولكن كان البابا سريعا فى التحرك فقاد قوة عسكرية وذهب إلى اديرتهم وقام بحرق صوامع الرهبان واحاط الجنود بالرهبان وإختبئ الأخوة الطوال فى بئر عميقة وقتل أحد الرهبان وهو يصلى فى صومعته ويقول الملكيين انه قتل كثيرين من الرهبان الإوريجانيين ثم هربوا من الجنود وإعتصموا فى الكنيسة.
المزيد
27 نوفمبر 2024

الذي يحب أن ينتفع

الذي يحب أن ينتفع، يبحث عن المنفعة، وليس الكلام الكثير هو الذي ينفعه بل إن مجرد كلمة واحدة قد تغير حياته كلها.. بل أنه ينتفع أيضًا من الصمت، كما قال القديس بفنوتيوس عن أحد ضيوفه:"إن لم ينتفع من سكوتي، فمن كلامي أيضًا سوف لا ينتفع"عبارة واحدة سمعها الأنبا أنطونيوس، كانت سببًا في رهبنته، وفى تأسيس هذا الطقس الملائكي. وعبارة أخرى كانت سببًا لدخوله في البرية الجوانية وحياة الوحدة إن الله لا يشترط أن يعلمك بكلام كثير، إنما تكفى عبارة واحدة، والوصايا العشر عبارات قصيرة، ولكنها تحمل كل التعليم والصلاة الربانية عبارات قصيرة وتحمل عمق طلبات الصلاة والذي يحب أن ينتفع، يسعى وراء المنفعة بأي ثمن كان السواح يتحملون أسفارًا طويلة، لكي يسمعوا مجرد كلمة من أحد الآباء، والآباء أنفسهم كانوا ينتفعون، من أي منظر، وحتى من أبنائهم إن الذي يطلب الخير يجده ولو في كلمة عابرة، من أي أحد، ولو في حادث عابر، حدث له أو لغيره. ينتفع حتى من أخطائه، ومن أخطاء الناس قال أحد القديسين "لا أتذكر أن الشياطين أطغوني في خطية واحدة مرتين" ذلك لأنه انتفع من سقطته الأولى، فاحترس من الثانية والسيد المسيح دعانا أن ننتفع من منظر زنابق الحقل، ومن طيور السماء، ونأخذ منها دروسًا في الإيمان وفي رعاية الله إن مصادر المنفعة موجودة: ليست في كلام الوعاظ فقط، ولا في الكتب الروحية فحسب، وإنما في كل مكان، وفي كل وقت. والمهم هو: هل تريد أن تنتفع أم لا وصوت الله يصل إلى كل أحد، بأنواع وطرق شتى. ولكن "مَنْ له أذنان للسمع فليسمع". قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل