مقالات
عبارة عن جزء مؤلف يعمل على علاج موضوع محدد من ناحية تأثر الكاتب به. • المقال هو أداة الصحفي التي يعبر بها عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية. • المقال فن نثري يبين الكاتب فيه قضية معينة أو فكرة ما بأسلوب منظم ومشوق. • المقال فن ملخص بالكلمات و العبارت حول مسألة بالتلميح أو التصريح. • المقال نوع من النثر الفني يتم عرض موضوع معين بشكل متسلسل مترابط يبين فكرة المؤلف وينقلها إلى القارىء والسامع نقلاً ممتعاً ومؤثراً. المقال هو لسان حال المواطنين وصلة الوصل بينهم وبين الحكام والحكومات.
المقالات (2319)
28 فبراير 2025
مائة درس وعظة (٦٥)
علاقتي بالكتاب
"لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذى حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ ومميزة أفكار القلب ونياته "(عب ١٢:٤).
إن علاقة الإنسان بالكتاب المقدس. تأخذ تدرجاً لطيفاً، ويمكن أن نلخصها في سبع مراحل
أولا: اقتناء الكتاب:
يجب أن يكون لكل إنسان الكتاب القدس الخاص به، مما يجعله يتألف عليه وتكون حروف سهلة أمام عينيه واتذكر اننى كنت في أحد المؤتمرات وعند الاستعداد للعودة، لاحظت أن إحدى الخادمات في حالة تعب شديد، وعندما سالت عن السبب قالت: إن كتابها المقدس قد فقد منها ولاحظت شده حزنها وتأثرها وقد تعجبت من هذا وعندما سألتها: لماذا كل هذا الحزن، سأحضر لك كتاباً مقدساً آخر، قالت كيف ها" إن هذا الكتاب معي منذ حوالي ثلاثين عاماً، إنه عشرة عمر
ثانياً: محبة الكتاب
يجب على كل إنسان أن يحب كتابه المقدس، ويحب المعرفة فيه، والبحث فيه "وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلا" (مز٢:١)، وكلمة "يلهج" تعبر عن أن الكتاب يعيش بداخله.
ثالثاً: قراءة الكتاب:
يجب أن نقرأ وندرس في الكتاب المقدس ونتعمق فيه
"إن جهلنا بالكتاب المقدس هو جهلنا بالمسيح" (القديس جيروم).
"الكتاب المقدس هو فم المسيح" (القديس أغسطينوس)
"عدم معرفتنا بالكتب المقدسة هو علة كل الشرور" (القديس يوحنا الذهبي الفم)
رابعاً: فهم الكتاب
يجب أن يكون لك فهم حقيقي بالكتاب تفهم معانية وأبعاده، فلكي تعرف وتفهم وتعيش داخل الكتاب لابد أن تفهم الكلمة اولا.
خامساً: حفظ الكتاب:
يجب أن تحفظ عبارات ومقاطع وأصحاحات من الكتاب، حتى يمكن أن يقال لك "إن لغتك تظهرك" (مت ٧٣:٢٦)، وبذلك يكون كلامك مملحاً بملح.وداود النبي يقول: "محبوب هو اسمك يارب فهو طول النهار تلاوتی" (مز ۱۱۹) ونقول في التسبحة "اسمك حلو ومبارك في افواه قديسيك" (إبصالية السبت)، فحفظ الكلمة المقدسة من الأمور المهمة جداً لكل إنسان وهناك عبارة جميلة تقول" من يحفظ المزامير تحفظه المزامير، ومن يحفظ الإنجيل يحفظه الإنجيل" فالحفظ هو أحسن دواء لتطهير الفكر، ولا تنسوا يا احبائى أننا نعاني جميعاً من الأفكار المتعبة التي تحاربنا، فاقوى سلاح يطرد هذه الأفكار المتعبة والمقلقة هو الكلمة المقدسة فإن كانت توجد أفكار ردينة، فالعلاج هو حفظ الكلمة المقدسة، كما أن حفظها يعطى مادة الصلاة ليس الحفظ هو للحفظ، ولكن الحفظ هو صلاة.
سادساً: التكلم بالكتاب
وكما قال داود النبي "أخبر باسمك إخوتي" (مز ۲۲ :۲۲) فتخيلوا معی یا إخوتي إن كان حديثنا مطعما دائما بايات الكتاب، فكم يكون تأثيره؟
المرحلة السابعة والأخيرة، بها يصير الكتاب هو حياة الإنسان، فيصير إنجيلاً مقروءاً من جميع الناس، وهناك آية واحدة فقط في الكتاب المقدس، بدأت بكلمة فقط "فقط عيشوا كما يحق لإنجيل المسيح "(فی ۱ :۲۷) وقد سألوا شخصاً أجنبياً، ما هي افضل ترجمة للكتاب المقدس
فاجاب إن أفضل ترجمة للكتاب، هى ترجمة أمى بمعنى أن أمه، كانت لها ترجمة حية الكتاب في حياتها، وهكذا يجب أن يكون.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
21 فبراير 2025
مائة درس وعظة (٦٤)
الطفولة في الكتاب المقدس
"هوذا البنون ميراث من عند الرب"
(مز ۳:۱۲۷)
عندما اختلف التلاميذ فيما بينهم عن من فيهم الأعظم أقام السيد المسيح طفلاً في الوسط وقال لهم" إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات"
أولا: من هم الأطفال الصغار
١- عطايا إلهية
" هوذا البنون ميراث من عند الرب ثمرة البطن أجرة (مز ۳:۱۲۷).
٢- زهور ارضية
عندما اذهب إلى مكان ما وتقدم لي زهور بواسطة أطفال أداعبهم بقولي " الورد يجيب الورد" لأن الأطفال زهور هذه الحياة، فهم مبعث الفرح للإنسانية.
٣- قامات الأبدية
الأطفال قامات الأبدية، وسوف يقيس الله كلا منا على قامة الطفل وروحه
٤- رجاء البشرية
قد يكون الطفل الذي تخدمه أحد المؤثرين في البشرية كلها، فقد يكون أحد المخترعين أو أحد الذين لديهم قدرة على حل المشاكل . إن من يقضى طفولة سعيدة يصبح مواطناً صالحاً ضعه في أي مكان في المجتمع تجده ينجز العمل على أكمل وجه.الكتاب المقدس ملئ بقصص الطفولة، فالأطفال هم من استقبلوا السيد المسيح عند دخوله أورشليم، ونحن نعمد الأطفال وهم رضع، ونشجعهم على دخول فرق الكورال ونرشم الأولاد منهم شمامسة.
ثانيا: ما هي معاني كلمة طفل
١- الصغير في السن
وهؤلاء الذين قال السيد المسيح عنهم "دعوا الأولاد يأتون إلى"
٢- الصغير في المعرفة
وأقرب مثال هو ركا العشار، فلم يكن قصيراً في القامة فقط بل كان قصيراًفي المعرفة أيضاً.
٣- الصغير في الصوت
ولا أقصد الحنجرة، ولكن من ليس لهم صوت في المجتمع مثل المهمشين والفقراء فالمهمشون قالت عنهم الأمم المتحدة "الذين يعيشون على حافة الحياة"
٤- الصغير في القلب
ويعنى الإنسان المتواضع الوديع، لذلك قال السيد المسيح "وتعلموا منى لاني وديع ومتواضع القلب" (مت ۲۹:۱۱)، فهو الشيء الذي طلب منا أن نتعلمه منه الوداعة والتواضع والقامة والطفولية وهى القامة السماوية التي يبحث عنها الله في الإنسان
ثالثاً: ماذا نقدم لأطفالنا؟
١- الحب
نقدم لهم الحب بكل أشكاله.
٢- القدوة
هل تعلمون لماذا يقول الطفل "لا" في المنزل لأنه ببساطة شاهد الأب يقول "لا" للأم، فالطفل يسجل كل ما يسمعه او يراه دون أن يفهم، ونحن نظن أنه طفل عنيد ولكن الحقيقة أن القدوة غابت عنه قدم القدوة بكل اشكالها. بالإنصات والنظرات أطفالنا افضل جهاز تسجيل في العالم يقومون بتسجيل كل تصرفاتك دون أن تدرك لذلك اجتهد أن تقدم له القدوة بكل اشكالها.
٣- الحنو
جرح الطفولة يستمر ويدوم. كالقهر وسوء المعاملة والحرمان فالاب الذي يحابى بين أولاده ويفضل أحداً منهم على الآخرين، فهو بذلك يسلب شخصية ابنه عندما تخصص دولاباً للطفل لا تقم بفتحه دون إذن منه، أضف إلى ذلك الاعتداءات الجسدية التي تنال الطفل، والتي تبقى آثارها سنوات وسنوات وربما لا تنتهي إلا بالوفاة، الله يعطينا أطفالنا مسئولية وأمانة يجب أن نحافظ عليها
٤-الامتلاء
مسئوليتنا أمام أولادنا أن نملاهم روحياً هل يملك انجيلاً ويقرأ فيه هل يصلى بالأجبية أيها الخدام لا تقصروا في الخدمة أو الافتقاد أو الممارسات الروحية.
قداسة البابا تواضروس الثانى
عن كتاب صفحات كتابية
المزيد
27 فبراير 2025
بدعة سابيليوس
هو صاحبة البدعة السابيلية المعروفة بأسمه، والسابيلية تعلم بأن الآب والابن والروح القدس هم شخص واحد وليس ثلاثة أقانيم. فنقول "أن الآب أعطى الناموس فى العهد القديم، ثم ظهر هو نفسه بأسم الابن فى التجسد، وبعد أن أختفى المسيح بالصعود ظهر هو نفسه باسم الروح القدس. أى أن الثالوث هو ثلاث ظهورات متوالية فى التاريخ لشخص واحد، وليس ثلاثة أقانيم لهم جوهر واحدوقد وُلد سابيليوس في نهاية القرن الثاني ومات عام 261 م تلميذ نوئيتوس الهرطوقي أحد أساقفة بطلومايس بالخمس مدن الغربية. كان قد تربى في مدينة رومية، وتتلمذ لنوئيتوس الهرطوقي وأصبح كاهنا وهو ليبي الجنسية تعلّم في روما واستقر بها.. وأخذ عنه تعاليمه التي تنحصر في أن الإله أقنوم واحد أعطى الناموس لبني إسرائيل بصفته الآب، وصار إنسانًا في العهد الجديد بصفته الابن، وحلّ على الرسل في علّية صهيون بصفته الروح القدس وأصبح سابيليوس كاهنا وهو ليبي الجنسية تعلّم في روما ومن ثم أتى مصر وأضل كثيرين ببدعة مؤداها أن الله نفسه هو الذي كفر عن خطايا البشر وأنكر الأقانيم الثلاثة هذه البدعة التي جددها فيما بعد رجل يدعى أوسابيوس مجدد بدعة سابيليوس قال فيها أن الأقانيم وجوه ثلاثة وليست طبيعة في جوهر الله فسمى الله قبل التجسد (آب) وفى تجسده يسمى (ابن) وفى عطاياه يسمى (الروح القدس) وعقد ديونيسيوس الاسكندرى مجمعا في الإسكندرية سنه 261م حرم فيه سابيلوس ولكن أتباعه لجأوا إلى أسقف رومية وكان يدعى ديونيسيوس أيضا واتهموا بطريركهم الاسكندرى بالهرطقة. وفى تسرع حرم الأسقف الروماني البطريرك الاسكندرى وأرسل له رسالة إلى الأسقف ديونيسيوس الروماني أفهمه فيها بالأمر فشعر أسقف رومية بخطأه وانتهى النزاع الذي يسمونه تاريخيا (نزاع الدينيسيون).
وتتلخص تعاليم هذه البدعة فيما يلي:
الله الأزلي الذي خلق العالم وكل ما فيه خرج عن صمته وعن راحته بخلق هذا العالم، وعندما خلقه أصبح الله الآب
عند التجسد، فالله نفسه، نفس الشخص والجوهر هو الذي تجسّد في الإنسان يسوع الناصري أي أن الإله الذي تجسّد في يسوع الناصري ليس الابن أو اللوغوس بل هو الله نفسه، أي أن الآب أصبح ابناً وهو الذي صُلب وتألم ومات.
بعد الصعود، فالروح الذي حلّ على التلاميذ يوم الخمسين هو نفس الشخص الذي كان يعمل في العهد القديم، وهو نفسه الذي صار ابناً أي أن الآب والابن والروح القدس هم طرق أعلن بها الأقنوم الواحد عن ذاته. فكان الآب قبل التجسد، وأظهر نفسه -الآب-كابن منذ التجسد إلى الصعود، فالروح القدس فيما بعد الصعود وقال القديس أبيفانيوس عن أصحاب هرطقة سابيليوس: كل خطأهم وقوته هو أنهم يأخذون (يستخرجون) عقائدهم من بعض الأبوكريفا، خاصة المسمّى "إنجيل المصريين"، كما يسميه البعض، لأنه مكتوب فيه مثل هذه الأشياء الناقصة كأنها جاءت سراً من المخلص، كالتي كشفها للتلاميذ أن الأب والابن والروح القدس واحد ونفس الشخص والأقنوم.
أولاً: محتوى تعاليم نوئيتوس
بدأت هذه الهرطقة بتعاليم من نوئيتوسNoetus حيث أعتقد تابعوه "مؤلّمي الآب"(*) وكانت هرطقتة بسيطة حيث ظن فى أن الإله أقنوم واحد أعطى الناموس لبنى أسرائيل بصفته الآب وصار أنساناً فى العهد الجديد بصفته الأبن وحل على الرسل فى علية صهيون بصفته الروح القدس ولهذا أعتبر أن ما حّل بالابن من آلام قد حّل على الآب، لهذا دعيت هذه الفئة بأسم " مؤلمى ألآب "
ثانياً: محتوى تعاليم سابليوس:
وقد قام سابيليوس شرح ما تُعلِّمه الكتب المقدسة عن الآب والابن والروح القدس بنوع يختلف عن نوئيتوس، فاعتقد أن جزءً من الطبيعة الإلهية أُفرز من الله الآب وكوّن الابن بالاتحاد مع الإنسان يسوع المسيح، وأن جزءً آخر انفصل عنه فكوّن الروح القدس، وفى هذا هرطقة لسبب بسيط أنه جزء الإله، وأعتقد سابليوس أن عقيدة الثالوث فى المسيحية في الله الواحد عقيدة صعبة وغير مقبولة ومرفوضة من اليهود والوثنيين رفضاً تاماً لذا فكر سابليوس فى تبسيط وشرح هذه العقيدة فى بدعة مكونة من مراحل ثلاث كما يلى: -
المرحلة الأولى الله الأزلي الذي خلق العالم وكل ما فيه خرج عن صمته وعن راحته بخلق هذا العالم، وعندما خلقه أصبح الله الآب الخالق جوهراً واحداً وشخصاً واحداً، ووحدة واحدة وهو نفس الشخص من الخلق إلى التجسد.
المرحلة الثانية: عند التجسد، فالله نفسه، نفس الشخص والجوهر هو الذي تجسّد في الإنسان يسوع الناصري أي أن الإله الذي تجسّد في يسوع الناصري ليس الابن أو اللوغوس بل هو الله نفسه، أي أن الآب أصبح ابناً وهو الذي صُلب وتألم ومات.
المرحلة الثالثة: بعد الصعود، فالروح الذي حلّ على التلاميذ يوم الخمسين هو نفس الشخص الذي كان يعمل في العهد القديم، وهو نفسه الذي صار ابناً أي أن الله أخذ شكل الآب في بداية الخلق، وفي التجسّد انتحل شكل الابن وبعد ذلك انتحل شكل الروح القدس مما سبق يمكن تلخيص نعتقده أنه يؤمن بوجود إلاه قام بأدوار ثلاثة في ثلاث حقبات مختلفة من الزمن. لاقى تفسير سابليوس رواجاً عظيماً حتى أطلق كثيرون عليه الانتحالية السابلينية، وقد اقتنع بفكره الكثير من معلمي الكنيسة لسهولتها وعدم تعقيدها.
لماذا ترك سابيليوس روما وذهب إلى مصر؟
نشر بدعة سابيليوس في روما ومصر أول من اعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس أسقف رومية وكاليستوس خليفته، وساعدا المبتدعين على نشر بدعتهما حتى انتشرت تلك الهرطقة وعمَّت أنحاء الغرب. غير أن كاليستوس سام أساقفة وقسوسًا وشمامسة من الذين تزوّجوا ثانية وثالثة، ثم أباح العماد لمغفرة الخطايا وادّعى بأن الأسقف لا يُقطَع من الكهنوت مهما ارتكب من الآثام. ولما لم يوافقه سابيليوس على ذلك حرمه، فجاء إلى مصر سنة 257م،
موقف الكنيسة من سابليوس:
قام البابا كاليستوس بإصدار حرماناً ضد سابليوس وأتباعه عام 220م، ويقول بعض المؤرخين أن سابليوس قد ظل في روما بعد حرمانه ولكن البعض الآخر يرى أنه حضر إلى مصر ونشر تعاليمه بها. وبرغم دفاع الكنيسة ضد هذا المذهب إلا أنه انتشر بسرعة كبيرة في أماكن كثيرة جداً من المسكونة وأخذ ينشر فيها بدعة مؤلّمي الآب فجذب إليه كثيرين، ولما اعرف بالبابا ديونيسيوس أمره قاومه بشدة، وانتهى الأمر أخيرًا بحرم سابيليوس في مجمع عقد سنة 261م. السابيلية السابيلية Sabellianism أو Modelist أو المونارخية (الوحدانية المطلقة) Monarchiaism، وفي الغرب تدعى مؤلمي الآب Patripassianism. ترجع هذه الحركة إلى عصر الشهيد يوستين الذي أدان القائلين بأن "الابن هو الآب" (حوار مع تريفو 128). جاءت هذه الحركة أولاً كرد فعل خاطئ لمقاومة الفكر الغنوصي في القرن الثاني، حيث كان الغنوصيون يتطلعون إلى الابن والروح القدس أنهما أيونان صادران عن الله الأسمى، وانهما أقل منه، فأراد البعض تأكيد الوحدانية بين الثالوث فسقطوا في نوعٍ من السابيلية. وجاءت أيضًا كرد فعل ضد الأريوسية في القرن الرابع (استخدمها مارسيلليوس أسقف أنقرة Marcellus of Ancra لنزع فكرة التدرج عند الثالوث القدوس. لقد أوضح ترتليان في مقدمة مقاله ضد براكسيس Praxeas، بأن هذه الهرطقة إنما ظهرت خلال الرغبة في تأكيد الإيمان الأرثوذكسي.
هرطقة / بدعة سابيليوس
وفى نفس الرسالة يشير أيضا إلى تعاليم سابيليوس الهرطوقية التى إزدادت إنتشاراً فى وقته ويقول: " أما عن التعليم الذى أثير الآن فى بيولمايس التى فى بنتابوليس، المملوء كفراً وتجديفاً على الرب القدير الآب، وربنا يسوع المسيح، والمتضمن شكوكاً كثيرة بخصوص أبنه الوحيد بكر كل خليقة، الكلمة المتأنس، وقصوراً شديداً فى معرفة الروح القدس، فنظراً لأنه قد وصلتنى رسائل من كلا الطرفين ومن الأخوة لمناقشة الأمر، فقد كتبت بضع رسائل لمعالجة الموضوع وضعت فيها بمساعدة الرب كثيراً من التعاليم على قدر أستطاعتى، وها أنا أرسل إليك نسخاً منها الجزء التالى نقل عن المؤرخ القس منسى يوحنا
إنتشار بدعة نوئيتوس
وكان سابيليوس أول من أعتنق بدعة نوئيتوس وسابيليوس زفيرينوس أسقف روما وكاليسطوس خليفته وساعد المبتدعين على نشر بدعتهما حتى أنتشرت هذه البدعة فى الغرب، ومما زاد الطين بله أن كاليسطوس سام اساقفة وفسوساً وشمامسة من الذين تزوجوا ثانية وثالثة - ثم اباح العماد لمغفرة الخطايا - وأدعى أن الأسقف لا يقطع من الكهنوت مهما جنى من آثام - سابسليوس فى مصر وبدعته مؤلمى الآب ولكن سابيليوس لم يوافقة على الأعمال الأخيرة فحرمه فترك روما وذهب إلى مصر سنة 257 م وأخذ ينشر فيها بدعته التى أساساها بدعة نوئيتوس وهرطقة " مؤلمى الاب "
ما هو محتوى عقيدة مؤلمى الآب؟
وهم يعتقدون أن الذات نفسه لا أحد أقانيمه هو الذى كفر عن خطايا البشر .
مجمع محلى
وقد أضل سابيليوس ببدعته هذه كثيرين من المؤمنين وبعض الأساقفة، فوقف البابا ديونيسييوس وقفة البطل الباسل وقاوم ضلالهم فى منشور أرسله إلى الأسقفين أمونيوس وأفراندر، ولما لم يتمكن من أرجاع سابيليوس حرمه فى مجمع عقده بالأسكندرية سنة 261 م بعد أن فند فى رسالة كل تعاليمه الفاسدة .
الأسقف الرومانى يحرم الأسقف المصرى
فرأى أنصار سابيليوس أنهم فى حاجة إلى من يشد أزرهم فأغراهم بعض الدخلاء من الرومانيين على الشر والشقاق فكتبوا إلى ديونيسيوس أسقف روما كتاباً فيه يرمون بطريركهم بالهرطقة والبدعة، وكان السقف الرومانى شاباً قليل الخبرة والمعرفة بالنسبة إلى البطريرك السكندرى الذى كان واسع الأطلاع كثير الخبرة فى التعامل مع الكل، فسار ديونيسيوس الرومانى سير الأعتساف وأرتكب متن الشطط وعقد مجمعا حرم فيه ديونيسيوس البطريرك المصرى، بل وأرسل يعلمه بالحكم ويسأله عما إذا كان عنده شئ يدافع به عن نفسه، الأمر الذى عده البطريرك المصرى جسارة من أسقف روما وأهانة له، غير أنه لعظم تقواة وتمسكه بأوامر الديانة المسيحية، لم يرض أن يقابل الشر بالشر بل عمد إلى قلمه وأرسل إليه رساله يوضح له فيها العبارات التى أشكل عليه فهمها، فكانت تلك الرسالة حداً فاصلاً فى النزاع الذى يسميه المؤرخون " نزاع الديونيسيين " وأقتنع الأسقف الرومانى بأنه تسرع وأخطأ فى عمله وأحترم البابا الأسكندرى ووقف بجانبة فى دحض بدعة بولس السيماساطى أسقف أنطاكية
البدع و الهرطقات في القرون المسيحية الأولى
أ- تعريفها: عندما نتتبع تاريخ الفكر المسيحي، وخاصة التعاليم المختصة بشخص الرب يسوع، نلاحظ ظهور عدداً كبيراً جداً من المذاهب والمعلمين الذين يحاولون الإجابة على سؤال السيد »من يقول الناس إنى أنا«. وكما سبق ورأينا كيف حاد الكثيرون عن الطريق الصحيح عند محاولتهم الإجابة على هذا السؤال. وأثناء هذا نادى بعض اليهود المسيحيين بوحدانية الله وبأن الله واحد سامٍ عظيم لا يمكن تقسيمه واشترك بعض المعلمين في هذه الطريقة ولكنهم بعد فترة خرجوا بتعليم جديد يُسمى موداليسم وظهر العديد حوالي عام180م، منهم نوتوس المسميرني، وانتشر هذا المذهب في روما في أيام البابا زفيرنوس (202-217).
(*) هذه الفقرة من حاشية المؤرخ القس منسى يوحنا ص 117: " أن اول من نشر بدعة "مؤلمى ألاب" هو أبراكسياس الذى وفد على رومية من أسيا الصغرى وفتح مدرسة بث فيها ضلالة وأستطاع أن يجذب إلى هرطقته زنيرينوس أسقف روما وكاليسطوس خليفته وقام بعد أبرااكسياس تلميذة نوثيتوس بنشر بدعته، فلما علم البابا ديونيسيوس أن هذه البدعة أخذت تتسلط على عقول الرومانيين كتب لثوثيتوس رسالة طويلة شرح فيها التعليم الصحيح وفند بدعته، التاريخ لا يقر الباباوين فى صحة أعتقادهم لأنهم الذين ينادون بصحة (عصمة) باباواتهم، ولولا باباوات الأسكندرية لأصبحت الكنيسة الرومانية مجموعة من الهرطقات (تعليق من الموقع: الروح القدس هو الذى يحرك قادة الكنيسة فى الدفاع عن الأيمان والرب يسوع هو الذى يفرحنا بخدمة كلمته، ولكن الرب يستخدمنا هو الذى ينمى، ولا يوجد واحد معصوم من الخطأ ألا الرب يسوع الذى قال من منكم يبكتنى على خطية، والكتاب قال الجميع زاغوا وفسدوا ... ليس من يعمل صلاحاً ولا واحد)
بدعة سبليوس البدعة " السابيلية " أو " الشكلانية" أو "الحالانية" (modalisme)
أو بدعة المبدأ الواحد (Monarchianisme)
محتوى بدعة سبليوس:
أعتقد أن الإله هو أقنوماً واحداً ظهر فى ثلاثة أشكال للأب والأبن والروح القدس وليس ثلاثة أقانيم أو أحوال: حال الآب، وحال الابن، وحال الروح القدس، وكان يبحث عن وحدانية الإله ورأى أن هذه الوحدانية لا تتفق مع وجود ثلاث أقانيم فالتمييز في الإله ليس بين أقانيم بل بين أحوال وأشكال ثلاثة اتخذها الإله الواحد في الزمن. لذلك نستطيع أن نخلع عليه ثلاثة أسماء، فندعوه تارة الآب لأنه مبدأ الكون وخالقه، وتارة الابن لأنه تجسّد وصار إنساناً، وتارة الروح القدس لأنه يملأنا بحضوره,
الرد:
وعلى هذا أصبح هناك أنفصالاً وتغييراً إلهياً متميز غير ثابت وهذا فى حد ذاته ضد الفكر عن ثبوتية الإله وليس عن قدرته, ولم يستطع هذا الفكر تفسير ظهور الأقانيم الثلاثة فى وقت واحد وقت عماد السيد المسيح، ويتعارض هذا الفكر أيضاً فى أن هذه الأقانيم الثلاثة موجودة فى التوراة فى آيات كثيرة وقبل والمسيحية نفسها، وينتج من فكر هذه البدعة أن الآب نفسه هو الذي تجسّد في الزمن في أحشاء مريم العذراء ووُلد منها طفلاً وتألّم وصُلب ومات وقام، ممّا يناقض مناقضة صريحة كل تعاليم العهد الجديد حول المسيح والآب، انه الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. وهذا الأقنوم هو الذي أخذ من مريم العذراء طبيعة بشرية وصار إنساناً خاضعاً مثلنا للألم والموت إلاّ أن المسيحية تعود فتؤكّد، في شخص المسيح أيضاً، سموّ الله، فتقول ان المسيح لم يخضع للألم والموت إلا في طبيعته البشرية. وهذا ما ستوضحه الكنيسة في المجامع اللاحقة التي سنأتي على ذكرها في القسم الثالث من هذا البحث ويذكر المؤرّخ يوسابيوس أسقف قيصرية في كتابه "تاريخ الكنيسة" (ك 7: ف 6) أن ديونيسيوس أسقف الاسكندرية (190- 264) كان ينعت أصحاب تلك البدعة بالتجديف والكفر وعدم الاحترام للآب والابن والروح القدس
زمن ومكان ‘إنتشار هذه البدعة:
في أواخر القرن الثاني وفي النصف الأول من القرن الثالثبدأت هذه البدعة في الإنتشار فى آسيا الصغرى وروما وشمالي أفريقية . ومن أهم دعاتها نوئيطوس الذي بشّر في أزمير بين سنة 180 وسنة 200، وبراكسياس الذي نشر تعاليمه في قرطاجة ورومة، وسابيليوس أسقف بطوليمَائيس في الخمس المدن، وقد كان له تلامذة كثيرون في رومة، ودُعيت البدعة نفسها أيضاً باسمه: السابيلية وتجد دحضاً لتعاليم نوئيطوس في كتاب "دحض جميع الهرطقات" المنسوب إلى القديس ايبوليتوس الروماني (170- 235)، ودحضاً لتعاليم براكسياس في كتاب لترتوليانوس عنوانه "ضد براكسياس"
المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381 م
في القانون الأول من قوانين المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381 م نجد أنهم ذكروا السابيلية بين البدع التي يجب نبذها، ومنذ ذلك الوقت فقدت عندئذٍ قوّتها كتنظيم خاص، إلاّ أنّ آراءها ظلت شائعة عند بعض الناس لبعض الوقت ثم تلاشت وقد اشار إلى هذه البدعة البابا القبطى خريستودولو ال 66 فى الرسالة التى أرسلها إلى البطريرك يوحنا 11 الأنطاكى ال 64 فقال عن سبليوس: فنرزل هذا الهوس ومعه هوس سبليوس الذى جمع الثالوث الأقدس فى أقنوم واحد قائلاً أن هذا الأقنوم دعى العهد القديم أباً وفى زمان التأنس إبناً وفى حلول الروح وبعده روحا قدساً، فلم يعط الثالوث الأقدس ما يجب له من الكرامه بحسب كونه أقانيم حقيقية ذات طبيعة واحده إلهيه معبودة
بعض أقوال الآباء ورسائلهم والقوانين التى أقروها
أولا: الرسالة التى أرسلها البابا القبطى خريستودولو ال 66 إلى البطريرك يوحنا 11 الأنطاكى ال 64
ثانيا: نسخة من قوانين الأنبا كيرلس الثانى البابا رقم 67
الرسالة المدونة فى كتاب إعتراف الآبآء الخريده النفيسه فى تاريخ الكنيسه للأسقف الأنبا إيسوزورس طبع القاهره 1923 الجزء الثانى ص 341- 345
الإعترافات: هى رسائل مدونة كانت ترسل إلى كنائس أخرى دليل لأستمراراًوحدة الإيمان وللتأكيد على الصلة الأخوية وهذه الرسائل مرسلة غلى الكنيسة الأنطاكية
أولا: الرسالة التى أرسلها البابا القبطى خريستودولو ال 66 إلى البطريرك يوحنا 11 الأنطاكى ال 64
نؤمن معترفين بالآب والإبن والروح القدس الطبيعه الواحده اللاهوتية ذات الكرامة والعظمة والمجد ذات الثلاثة أقانيم المتساوية فى الجوهر ثلاثة مفترقة بالأقانيم غير منفصله فى الجوهر ذات لاهوت واحد وربوبية ومشيئة وقوة واحده وسلطان وملك واحد، توحيد بتثليث وتثليث بتوحيد إجتماع منقسم وإنقسام مجتمع وهى إله واحد خالق مالا يرى وما يرى ينفصل بالتثليث ويعبد بالتوحيد وهذا تفصيل ما أجملناه إن الآب علة العلل والد منذ الأزل غير مولود وهو ينفرد بهذه الخاصية خاصة الأبوه والولاده والأبن مولود من الآب قديماً قبل كل الدهور وهو أزلى مع أبيه ولأقنومه خاصة البنوة لأنه مولود من الآب فلا يدعى أباً ولا ولداً والروح القدس منبثق من الآب لا يدعى أباً ولا إبناً ولأقنومه خاصة الإنبثاق من الآب، ونفهم أن كل واحد من هذه الأقانيم هو إله ورب لأن الجوهر فى الثلاثة واحد لا يتباعد ولا ينقسم، وإذا قلنا مطلق القول إله واحد فلا يبطل قولنا تسمية القانيم وتمييزها لأن خاصة كل واحد من ألقانيم ثابته دائمة أبداً، وتمييز الأقانيم لا يجعل قسمه فى لاهوت الواحد، لأن هذا الواحد ثابت دائماً لأن الثالوث الأقدس متحد بغير إنفصال ومنفصل بإتحاد هذا السر العظيم يجل عن التعريف والتكييف والتحديد لا تقدر الخلائق العلوية أو السفلية أن تصل إلى كنهه: وما شرحناه لرئآستك ايها الأخ السعيد هو نتيجه ما تعلمناه من الآباء المتآلهى القلوب خزانة سرآئر بيعة الرب المقدسة فنحن متبعون خطواتهم متمسكون بآرائهم ولذلك فإننا نحرم ونرزل إعتقاداً بوليناريوس الإسكندرى أسقف اللاذقية الذى جعل فى الطبيعة الإلهية مراتب ومقادير إن واحداً عظيم وآخر أعظم منه وثالث أكثر عظمة من كليهما وأردف رأيه الفاسد بأن الآب وحده غير محدود بالقوة والجوهر وأما الأبن فمحدود بالقوة فقط دون الجوهر واما الروح القدس فمحدود فى كليهما فنرزل هذا الهوس ومعه هوس سبليوس الذى جمع الثالوث الأقدس فى أقنوم واحد قائلاً أن هذا الأقنوم دعى العهد القديم أباً وفى زمان التأنس إبناً وفى حلول الروح وبعده روحا قدساً، فلم يعط الثالوث الأقدس ما يجب له من الكرامه بحسب كونه أقانيم حقيقية ذات طبيعة واحده إلهيه معبودة – نحرم مع هذين أريوس الكافر بلاهوت الإبن وتجديف مقدونيوس على الروح القدس ومعهم نذل كل ضال منافق مبتدع حائد عن الإيمان المستقيم .
ونؤمن معترفين أن إبن الإله الأزلى الواحد من الثالوث الأقدس المولود من طبيعة الآب بلا إبتداء النور الأزلى الذى به كان كل شئ وبه قيام كل شئ عندما شاء فى آخر الزمان أن يخلص جنس البشر الذى إنحط فى هوة الفساد والهلاك ويرده إلى حسن صورته الأولى أحنى ذاته من علو سمائه بحيث لم يبتعد عن كرسى مجده ونزل على الأرض نزول قطرات المطر على الصوف والناء على الرض القاحلة وحل فى بطن العذراء الطاهرة البتول دائماً بواسطة بشرى جبرائيل رئيس الملائكة وقوله لها: " السلام لك يا ممتلئة نعمة الرب معك " ثم قوله: " الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك المولود منك قدوس وإبن العلى يدعى " وتجسد من الروح القدس ومن جسدها الطاهرة وتأنس من غير إنتقال ولا إختلاط بل بإتحاد طبيعى أقنومى ذلك الإبن الأزلى المولود من الآب أزلياً ميلاداً يفوق الإدراك حفظ ختوم عذره والدته بحبلها به وولادتها له لأنه الإله صار إنساناً كما قال الإنجيل: " والكلمة صار لحماً وحل فينا " وبعد أن ولد جعل يتصرف مع البشر لصلاح حياتهم متمماً سياسة الخلاص للعالم باسره .
واحد هو الإله المتجسد واحد من إثنين من لاهوت وناسوت مسيح وأقنوم ورب ووجه واحد وطبيعة واحدة لإله الكلمة المتجسد وبهذا التجسد لم يزد عدد رابع على الثالوث الأقدس ولا طبيعة ثتنية على طبيعة الإله الواحدة، ولما تألم بجسده كان تألمه حقيقياً لا وهماً ولا خيالً وكان ذلك لنجاة ذرية آدم وكان يشعر بالألم بالجسد دون اللاهوت المنزه عن الآلم وقد تألم بإرادته منه دون قسر ولا إلزام ومات كذلك على خشبة الصليب، وأظهر قدرته قدوة لاهوته بقيامته المجيدة وبعد ختام هذا التدبير أصبح جسده الذى لم يدن منه التلف ويعبث به فساد غير قابل للألم إلى ما شاء تعالى .
هذا الإله الكلمة المتجسد المتألم المصلوب المائت لما صار إنساناً إستمر إلهاً بلا إستحاله ولا تغيير فى طبعه الإلهى وكذلك الناسوت الذى تأله بهذا الجسد وهذا الإتحاد لم يفقد طبعه الحسى ويتغير ويكتسب عكس المادة وهذا لا يمنع أن يكون معه واحداً بلا إفتراق لأن الإتحاد كان ولا يزال طبيعياً أقنومياً إلى ما شاء الكريم المنان، وبناء على ذلك ننفر من الذى يقول أن المسيح طبيعتان من بعد الإتحاد العجيب كما ننفر من الوحش المفترس .
فهذا هو إعتقادنا أيها السيد شقيقنا وأخونا فى الخدمة هذا الإعتقاد الذى يردد صدى تعليم الرسل الذى تلهج به كنيسة الكرسيين الجليلين أعنى كرسى بطرس العظيم ومرقس البشير المؤسسين الراسخين على صخرة الأمانة الأرثوذكسية وقاعدة الإيمان ومينا الخلاص المؤدى غلى الحياة الأبدية والحصن الحصين الذى يضمنا ويحمينا جميعاً من الكوارث والآفات والسر العظيم فى كمال العبادة والسفينة الواقية من الغرق البلغة إلى المينا مينا الفرح والنعيم، والجوهرة الثمينة والنظام الذهبى الذى حرزناه جميعاً ووجدنا معرفته الإلهية التى لا تبيد .
بهذا نتمسك وعليه نتكل هذا هو الإعتقاد والإعتماد الموفق والأمانة الأمينة الغير المخوفه فى هذه الدنيا الفانية التى بها نرجو الحياة فى الآخرة الدائمة عند الظهور الأخير المخوف ظهور ربنا ومخلصنا لما يجئ بمجده الإلهى مع ملائكته المقربين ليدين الأحياء والأموات، هذا هو الميراث الأفضل والغنى العظيم الذى ورثناه من الآباء القديسين الإجلاء وتسلمناه من السادة منيرى العالم بتعاليمهم .
ولهذا البابا خمسة فصول من رسائله الدورية السنوية مدونه فى كتاب إعترافات الآباء ويذكر فى آخر فصل منها: أنه من رسالته الثالثة والعشرين – وكل فصل يحتوى نفس التعبير عن كيفية الإعتقاد بسر التجسد حسب المعنى الوارد فى الرسالة السابقة .
ثانيا: نسخة من قوانين الأنبا كيرلس الثانى البابا رقم 67
• إنتهى إلى مسكنتى ان قوماً بلتمسوا رشوة على عمل الكهنة فمن تعدا واخذ رشوه أو وعد برشوه حتى يصير فى ذلك بالمكر والخديعة فلا يقبل رياسته ويكون عندكم كالوثنى والعشار وهو مقطوع ومحروم من كنيسة الله هو ومن عمله لا يترك فى الرياسة من كان متعلماً فى نفسه ومحتقر على الناس ويرى نفسه أنه أعظم الناس وهو محقور عند الله مغرور من كهنوته أى أسقف أو قس لم يقبل توبة خاطئ إذا تاب ويرجع عن خطاياه فليقطع من كنيسة الله لأنه خالف قول المسيح الذى فرح بالخاطئ يجب على كل أسقف أن يفتقد كنيسة المسيح والأديره والذى يجمعه (نقود) يصرفه فى عمل القرابين ووقود الكنائس وإقامة المبانى وإقامه الصلوات فى أوقاتها ومن خالف هذه ا القانون فهو مطلوب من الرب يجب أن يتعهد كل أسقف حال كهنته وأديرته ونواحيه وأن لا يبطلوا من الخمس كتب شيئاً فى كل يوم قداس وهو: البولس والقتاليقون (الكاثيليكون) والأبركسيس والمزمور والإنجيل ويقروا لكل واحد من هذه الكتب أوشيه، ولا يؤخروا منهم شيئاً فمن ألغى فى قداسه شيئاً من قراءات هذه الكتب الهمسة فغنه محروم من الرب ما عدا خميس العهد ويفتقد الرئيس إلى الشعب والكهنة ألا يشهدوا بشئ إلا بعد معرفته وصحته فمن خالف ذلك حكم عليه بما يوجب مخالفته يجب على كل أسقف أن يتعاهد جميع كهنتة وشعبه بالتعاليم الإلهية التى تخلصه من الرب وتخلصهم من خطاياهم فكل نفس تهلك فراعيها مطالب بها لا يجوز لأسقف ولا لقس ولا لشماس ولا لعلمانى أن يساكن إمرأة إلا أن تكون أمه أو أخته أو عمه أو خاله تحرم عليه فمن خالف ذلك فقد وجب عليه الحكم يجب على الأسقف ان يتقدم فى كرسيه إلى الكهنة والضهعا والأيتام والأرامل وسدد حاجاتهم ويقوم بما لا بد منه وإلا كان مثل قاتل اخيه
يجب على الأسقف ألا يستصحب الا من تحمد طريقته ويعرف خبره من من الشيوخ والرهبان أو من الشيوخ العلمانيين أهل الثقة وأن يفتقد قيمة الكنائس فمن وجده موافق ولا يصلح لخدمة تلك الكنيسة صرفه وإستخدم من يقوم بالخدمة من هو الصالح .
يجب على الأسقف أن لا يمكن أحد من الرهبان الذى فى كرسيه أن يقيم فى الريف إلا أن يكون يدبر الأمور تدبيراً حسناً .
أى أسقف أو قس أو شماس تعدى حكم الكنيسة لمساعيه أو لشئ من أمور العالم فى يوم الأحد لا فى بيع ولا فى شراء ولا فى شغل يستغلوا فيه بل يلازموا الكنيسة والصلوات وسماع الكتب والوصايا والقرآئات والقرابين ولا يتكلم أحد منهم فى أوقات القداسات حتى ينالوا من السراير المقدسة
يجب على جماعة الكهنة والعلمانيين أن يحترزوا إذ جرى بينهم خلاف أو أمر من أمور الدنيا أن يمضى أى أحد منهم إلى غير حاكم الكنيسة بل يمضوا إلى أسقفهم ليفصل بينهم
لا يجب أن يخبز القربان إلا فى فرن الكنيسة ولا تعجنه إمرأة فمن تعدى ذلك فهو محروم وكل كاهن يعلم به ولا يخبر أمره إلى الأسقف فهو شريكه فى الخطية
يجب على جماعة النصارى أن يصوموا صوم الأربعين يوما صوم الميلاد وصوم التلاميذ والأربع والجمعة السنة كاملة ما عدا الخمسين يوماً فقط إلا إذا كان طفل أو مريض
يجب على الأساقفه أن يحترزوا فى الزواج ولا يكللوا لأحد إلا بعد التقصى عن الرجل والمرأه يمعرفة حقيقتهم وأن ليس لأحدهم خداع أو غش (والأسباب الأخرى التى تمنع الزواج كالجنون والمرض ..ألخ)
لا يتزوج إمرأه بنت إلا بعد بلوغها فمن خالف ذلك فهو ممنوع وكذلك كهنه كل ناحية يعتمدوا ذلك
يجب على جماعة الكهنة والعلمانيين إكرام الأسقف فمن ذكره بشئ قبيح أو شتيمة فقد خالف أمر ربه لأنه قال: لا تشتم رئيس شعبك فى السفر الخامس من التوراه
يجب أن يحترزوا الكهنة والعلمانيين فى أيام الصوم المقدس وأن يأكلوا شئ من الأطعمه التى يأكلونها فى أيام الفطار ولا يأكل أحد سمك ولا يشرب خمراً ليقدم صوماً نقياً خالصاً
المزيد
26 فبراير 2025
الأحلام
1- هناك أحلام من الله:
مثل الأحلام التي ظهرت ليوسف النجار، وللمجوس، قيل له في حلم أن يأخذ الطفل وأمه ويمضى إلى مصر وقيل لهم في حلم أن يرجعوا من طريق آخر وكذلك الأحلام التي رآها والتي فسرها يوسف الصديق ودانيال النبي وكلها أحلام موجهة، ومنبئة بشيء يحدث في المستقبل.
2- وهناك أحلام من الشياطين:
يخدعون بها الإنسان ويضللونه، ليسير في طريق خاطئ ويزعجونه بأحلام معينة وقد ورد فصل طويل في بستان الرهبان عن أمثال هذه الأحلام.
3- وهناك أحلام من ترسيبات العقل الباطن:
فكل ما تراه، وما تسمعه، وما تقرؤه، وما تجمعه الحواس من كافة المصادر، وما يجمعه الفكر كل ذلك يترسب في عقلك الباطن، ويختزن هناك ويخرج ولو بعد سنوات، في هيئة أفكار وظنون وأحلام وهذا وضع طبيعي جدًا وقد يخرج هذا الرصيد من عقلك الباطن، صور متغيرة قد تختلف الأسماء، والأزمنة، والأماكن، وبعض التفاصيل، ولكنها تقدم معنى راسخًا في داخلك، كان يكمن كشريط تسجيل.
4- وهناك أحلام هي انعكاس لوضع جسدي كإنسان نام وهو مرهق، يدق إلى جواره جرس منبه ليوقظه، وهو لا يريد الاستيقاظ، فيحلم بأنه جالس إلى جوار تليفون، جرسه يدق والإنسان الحكيم لا يسمح للأحلام بأن تقوده ولا يصدق كل حلم، ولا يعتبر كل حلم صادرًا من الله لأنه لو عرفت الشياطين بأنه يصدق الأحلام، تظهر له في أحلام كاذبة، لكي تضلله والأحلام الشريرة لها أسباب كثيرة بعضها جسدي، وبعضها نفسي، وبعضها حروب من الشياطين ومن الأفضل أن الإنسان لا يعاود التفكير فيها حينما يستيقظ، لئلا يكون تفكيره هذا سببًا في تثبيتها، وفي أحلام أخرى
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
25 فبراير 2025
مذاقة الروح
يمتاز القديس مكاريوس الكبير (300-390م) في كتاباته باستخدام تشبيهات لطيفة متنوّعة للتعبير عن أفكاره الروحيّة.أقتطف لحضراتكم في هذا المقال سبعة تشبيهات أَورَدَها في العظة السابعة عشرة من عظاته الخمسين الشهيرة؛ والتي استَخدَم فيها مئات التشبيهات البديعة.. مشجِّعًا إيّاكم على قراءة هذه العظات العميقة واللذيذة1
1- كما كانت المسحة في أيّام الأنبياء هي أثمن من جميع الأشياء، إذ أنّ المسحة جعلتهم ملوكًا وأنبياءَ، هكذا الأشخاص الروحيّون الآن، الذين يُمسَحون بالمسحة السماويّة (الميرون) فإنّهم يصيرون مُسَحَاء بحسب النعمة، فيكونون هم أيضًا ملوكًا وأنبياء للأسرار السماويّة هؤلاء هم أبناء وأرباب وآلهة، مأسورورن ومُستعبَدون لنعمة الله، ومستغرِقون في العُمق، مصلوبون ومُكرَّسون.
2- حينما يكون إنسانٌ ما صديقًا للإمبراطور، ويعمل في قصره، ويتعرّف على أسراره وخفاياه، ويَنظُر أُرجوانَه (ملابسه الملوكيّة)، فإذا صار ذلك الإنسان هو نفسه إمبراطورًا فيما بعد، وتُوِّج، فإنّه لا يندهش أو يُصدَم (بما في القصر) حيث أنّه سبق أن تدرّب طويلاً في أسرار القصر وخفاياه فلا يستطيع شخص ساذج أو جاهل أو غريب عن خفايا القصر أن يَدخل القصر ويملك، بل يستطيع ذلك فقط أولئك الذين لهم خبرة وتدرُّب. كذلك المسيحيُّون الذين سيملكون في الدهر الآتي، فإنّهم لا يَستغرِبون، إذ أنّهم سبق أن تعرّفوا على أسرار النعمة وخفاياها.
3- كمثل إنسانٍ فقير، يرى نفسه غنيًّا في حلم الليل، وحينما يستيقظ من النوم يجد نفسه فقيرًا عريانًا مرّةً أخرى، كذلك الذين يتحدّثون الحديث الروحاني، ويَظهَرون كأنّهم يتحدثون بكفاءةٍ تامّة، ولكنّهم إن لم يكونوا حاصلين على الشيء الذي يتحدّثون عنه، مُتحقَّقًا في قلوبهم بالتذوّق والقوّة والاختبار الشخصي فإنّه لا يكون لهم سوى مظهر باطل وخيال وهمي.
4- كما أنّ السمكة لا تستطيع أن تعيش خارج الماء، ولا يستطيع أحد أن يمشي بدون قدمين، أو يرى النور بدون عينين، أو يتكلّم بدون لسان، أو يسمع بدون أذنين، هكذا بدون الرب يسوع وعمل قوّته الإلهيّة، لا يستطيع أحد أن يعرف أسرار الله وحكمته، أو أن يحصل على الغنى الحقيقي ويصير مسيحيًّا.
5- من السهل جدًّا على أي إنسان أن يقول: "هذا الخبز مصنوع من القمح". ولكن كان ينبغي أن يخبرَنا عن كيفيّة إعداده وعَجنِهِ بالتفصيل. هكذا فإنّ التحدُّث عن التحرُّر من الأهواء وعن الكمال هو أمر سهل، ولكن خبرة الوصول إلى الكمال ليسَتْ أمرًا هيِّنًا.
6- أولئك الذين يتحدّثون بالأحاديث الروحيّة، بدون أن يتذوّقوا ما يتحدّثون عنه، يُشبهون إنسانًا مسافرًا في صحراء مُقفِرة تحت أشعة الشمس المُحرِقة، وبسبب عطشه فإنّه يتخيّل صورة ينبوع ماءٍ جارٍ ويرى نفسه وهو يشرب منه، بينما تكون شفتاه ولسانه كلّها جافّة مشتعلة من شدّة العطش الذي يتملّكه. أو كمثل إنسانٍ يتحدّث عن العسل ويقول أنّه حلو، مع أنّه لم يذُقْهُ قط، ولذلك فإنّه لا يعرف قوّة حلاوته.
7- المسيحيّة هي في الحقيقة طعامٌ وشراب؛ فكلّما أكل الإنسان منها ازداد قلبه ولَعًا بحلاوتها، فلا يتوقَّف أو يكتفي بل يطلب المزيد، ويستمرّ يأكل بلا شبع أو امتلاء.وإذا أُعطِيَ شرابٌ حُلوٌ لإنسان عطشان، فإنّه بعد أن يتذوّقه يزداد عطشًا إليه ويشتاق إليه بحرارةٍ أكثر من الأوّل.الحقيقة أنّ مذاقة الروح تُشبِه ذلك، ولكن بغير حدود، حتّى أنّه لا يوجَد شيء يمكن أن يُمثَّل به. هذه ليست مجرّد كلمات، فهذا فِعل الروح القدس وعمله الذي يعمله في الخفاء في القلب.
القمص يوحنا نصيف كاهن كنيسة السيدة العذراء شيكاغو
المزيد
24 فبراير 2025
الضيقات.. واختبار الله (2)
ثانيًا: في اختبارات الضيقة
في الضيقات يتعلم الإنسان اختبارات كثيرة في الحياة الروحية، وهذه أمثلة من حياة رجال الكتاب المقدس:
1- موسى النبي:- اجتاز موسى مع شعب الله ضيقات كثيرة إلى أن وجدوا أنفسهم أمام بحر سوف ويتبعهم خيل فرعون ومركباته وفرسانه في وقت الضيق فقط تعلم موسي النبي أن العصا التي في يده ليست هي عصاته الخاصة، إنما هي عصا الرب التي شقّت البحر وصار كالسور وعبر الشعب هذا الاختبار اختبره موسى فقط عندما تعرّض للضيق لذلك في كل ضيقة لا تسلم قلبك للضيق، ولكن تذكّر عصا الرب في حياتك.
2- جيحزي:- في الضيقة عندما التف الجند لمهاجمة أليشع وخاف جحزي، صلى من أجله أليشع، وهنا رأى جيحزي وآمن أن الذين معنا أكثر من الذين علينا ففي الضيق يتعامل الله معنا وينقذنا، ونعرف أننا ينبغي ألّا نسلّم نفوسنا لليأس.
3- إيليا النبي:- اختبر إيليا الضيقات مرات كثيرة كان إيليا نبيًا ناريًا قويًا في الحق، وربما شعر بذاته أنه جبار وصانع معجزات، وربما كبرت ذاته في عينيه، فسمح الرب له بضيقة، وهَرَب من وجه إيزابل الملكة وفي الضيقة اختبر إيليا كيف تعولة امرأة فقيرة أممية، وفي الضيقة أرسل له الرب ملاكه ليطعمه، وفي الضيقة دعاه الرب لرسالة جديدة فاعلم يا ابني أنه في الضيقات يتحنّن الرب علينا ويرسل لنا معونة سماوية ويهبنا معونة جديدة.
4- نقل جبل المقطم:- عانت الكنيسة من أحداث مؤلمة ومُرة في عصر البابا أبرآم بن زرعة، وأصرّ الوالي أن ينقل المسيحيون جبل المقطم ولكن في هذه الضيقة أعلن الرب مجده وأنقذ الكنيسة وكسب الوالي للإيمان.
ثالثًا: اختبارات من خلال طاعة الوصية
في إيماننا المسيحي الكثير من الوصايا التي يراها البشر وصايا قاسية وصعبة (من ضربك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضًا لا تقاوموا الشر بالشر الخ)، والكثيرون يستصعبون الوصايا، ولكن من يختبر الوصية يستطيع أن يدرك أن هناك قوة خاصة ينالها الإنسان لتنفيذ الوصية وهذه بعض الأمثلة الكتابية.
1- إبراهيم أبو الآباء:- اهتم أبونا إبراهيم أن يكمل الوصية في حياته وأطاع الرب مهما طلب منه فخرج من بيته وعشيرته وسار وراء الله، وبتكميله لوصية الله استطاع أبونا إبراهيم أن ينال اختبار الإيمان وعندما طلب الرب منه أن يقدم ابنه الوحيد إسحق ذبيحة بالإيمان، قَبِل إبراهيم وتعلم من تنفيذ الوصية اختبار الطاعة، وكيف أن الله يستطيع أن يرد له ابنه حيًّا فمن خلال تنفيذ الوصية اختبر أبونا إبراهيم أعمق الاختبارات الروحية.
2- دانيال النبي:- تعرض دانيال النبي لمكيدة وهو في أرض السبي، ولأنه أصرّ أن ينفّذ الوصية، وأن يدعو إلهه مُوجِّهًا وجهه جهة أورشليم مدينة آبائه أصدر الملك حُكمه بإلقاء دانيال للأسود الجائعة لتفترسه وأظن أن الليلة التي قضاها في الجب، كانت من أسعد ليالي حياة دانيال، لأنه عندما أطاع الوصية ونفّذها اختبر كيف يسدّ الله أفواه الأسود الجائعة فلا تمسّه، اختبر كيف يعتني الله بأولاده ويحافظ عليهم لأنهم أحبوا وصاياه وجعلوها دستورًا لحياتهم وهكذا يستطيع أولاد الله أن يختبروا كيف تسندهم يد الرب وسط الضيق، وكيف يحوِّل الله الألم إلى فرح لذلك في كل الضيقات نحن لا ننظر للمستقبل بعين مظلمة ونعيش في عمق الضيقة، لكننا نختبر يد الرب، ونعلم أنه وسط الضيقات الكثيرة لابد أن ينقذنا ويجعل كل الأشياء تعمل معًا للخير لأننا نحب الرب، فنستطيع أن نحتفظ برجائنا وسط الضيق ونصرخ نحو الرب "نحن مِلك لك"، ونعيش في حياة التسليم، ونتمسك بإيماننا أنه لا يتركنا ولا يهملنا.
نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا
المزيد