مقالات

Large image

عبارة عن جزء مؤلف يعمل على علاج موضوع محدد من ناحية تأثر الكاتب به. • المقال هو أداة الصحفي التي يعبر بها عن سياسة الصحيفة وعن آراء بعض كتابها فى الأحداث الجارية. • المقال فن نثري يبين الكاتب فيه قضية معينة أو فكرة ما بأسلوب منظم ومشوق. • المقال فن ملخص بالكلمات و العبارت حول مسألة بالتلميح أو التصريح. • المقال نوع من النثر الفني يتم عرض موضوع معين بشكل متسلسل مترابط يبين فكرة المؤلف وينقلها إلى القارىء والسامع نقلاً ممتعاً ومؤثراً. المقال هو لسان حال المواطنين وصلة الوصل بينهم وبين الحكام والحكومات.

المقالات (2065)

14 يونيو 2024

"أعظم قوة"

من الكلمات المبھرة في الحیاة الإنسانیة كلمة "القوة" وھي كلمة واسعة المعاني وعدیدة الأبعاد والمجالات فھناك قوة العلم والمعرفة والمعلومات وھناك قوة المال والثروة والكنوزوھناك قوة البدن والصحة والعضلات وھناك قوة الفكر والأدب والفلسفات وھناك قوة النسك والزھد والتقشف وھناك قوة السیطرة والاستحواذ والتحكم وغیر ذلك كثیر ونوعیات ربما یصعب حصرھا وذات يوم تساءلت ما ﻫﻲ أعظم قوة ﻓﻲ حياة الفرد؟!أو حياة اﻟﻤجتمع؟!أو حياة الشعوب وشغلني السؤال وأنا أقرأ في كتب التاریخ وقصص الزمان، ووجدت أن كل أنواع "القوة" تظھر على مسرح الزمان وتستمر وقتًا ثم تنتھي وھكذا كانت الممالك والإمبراطوریات الكبیرة والجیوش العتیدة وھكذا كان الملوك والأباطرة والطغاة، ومن كان دكتاتورًا في زمنه وانقضى ومن كان متمیزًا ومشھورًا في جیله وانتھى ومن صار علامة في حیاة البشر إیجابًا أو سلبًا حتى أن سلیمان الحكیم یقول في سفر الجامعة "بَاطِلُ الأَبَاطِیلِ، الْكُلُّ بَاطِلٌ مَا الْفَائِدَةُ لِلإِنْسَانِ مِنْ كُلِّ تَعَبِه الَّذِي یَتْعَبُه تَحْتَ الشَّمْسِ؟" ( ۱: ۲ ،3) ویظل التساؤل: ما ھي أعظم قوة في حیاة الإنسان؟ وما ھي ھذه القوة التي تحمي الإنسان من السقوط في الخطأ؟! إنھا قوة "الغفران" التي ینالھا الإنسان من لله،وھي قوة "التسامح" أو المسامحة التي یقدمھاالإنسان لأخیه الإنسان وقبیل صعود السید المسیح إلى السماء بعد قیامته ظل أربعین یومًا یظھر لتلامیذه قائلاً: "ھكَذَا كَانَ یَنْبَغِي أنَّ الْمَسِیحَ یَتَألَمَّ وَیَقوُمُ مِنَ الأمَوَاتِ فيِ الْیَوْمِ الثَّالِثِ، وَأَنْ یُكْرَزَ بِاسْمِه بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَایَا لِجَمِیعِ الأُمَمِ" (لو ۲٤: 46،47) أمام الخطایا یظھر إله الغفران: "إِله رَحِیمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِیرُ الإِحْسَانِ وَالْوَفَاءِ حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِیَةِ وَالْخَطِیَّةِ وَلكِنَّه لَنْ یُبْرِئَ إِبْرَاءً" حتى أن موسى النبي یصلي ویقول "إِنَّه شَعْبٌ صُلْبُ الرَّقَبَةُ وَاغْفِرْ إِثْمَنَا وَخَطِیَّتَنَا وَاتَّخِذْنَا مُلْكًا"(خروج ۳: 6-9)إن الإنسان یعیش في عالم ملئ بالجروح والمشاعر السلبیة والإساءات التي تصیبه من الآخرین، وتكون النتیجة ھي إصابته بمشاعر المرارة والغضب والقلق والخوف والظلم والاكتئاب والانتقام وكل ھذه الجروح والمواقف تسبب له حالة إحباط نفسي یختلف من وقت لآخر وھذا یؤثر على جسده ونفسه وروحه وبالتالي على سلوكیاته وتصرفاته سواء في البیت أو الكنیسة أو المجتمع وتنشأ عنده حالات الكراھیة والیأس والانطواء وغیاب الفرح مع أعراض أخرى مدمرة قاسیة ولا یجدي مع ذلك النسیان أوالإنكار أو الابتعاد ویقف الإنسان حائرًا ماذا یفعل؟! ولیس ھناك علاج أو مخرج من ھذه الحالة إلا بالغفران والمسامحة إن قوة التسامح ھي المنقذالوحید للخروج من ھذه المشاعر السلبیة التي شعرت فیھا النفس بالإیذاء النفسي العمیق ومعروف أن الشریعة في العھد القدیم لا تقتصرعلى وضع حد للانتقام "عَیْنًا بِعَیْنٍ" (خروج ۲۱: 23) ولكنھا أیضًا تنھي عن بغض الأخ لأخیه، كما تحرم الانتقام والحقد نحو القریب (لاویین ۱۹: ۱۸-۱۷) وقد تأمل ابن سیراخ الحكیم في ھذه التشریعات واكتشف الرابطة التي تربط بین غفران الإنسان لأخیه وبین الغفران الذي یلتمسه الإنسان من لله: "اِغْفِرْلِقَرِیبِكَ ظُلْمَه لَكَ فَإِذَا تَضَرَّعْتَ تُمْحَى خَطَایَاكَ"(سیراخ ۲۸: 2) والقاعدة واضحة جدًا أمام الإنسان؛ أن الله لا یمكن أن یغفر لمن لا یغفر لأخیه ومن أھمیة ذلك أن السید المسیح وضع ھذه القاعدة في الصلاة الربانیة التي نرددھا كل یوم حتى لا ننساھا إن مسامحة أخیك شرط طلب الغفران الإلھي (لوقا ۱۱: 4٤؛ متى ۱۸: 23) ولذا نجد السید المسیح یفرض على بطرس الرسول ألا یمل من الغفران (متى ۱۸ )، ونقرأ أن إستفانوس الشماس الأول مات وھو یغفر لراجمیه (أعمال ۷ :10) لأن الذي "یحب" علیه أن یعي أن ھناك فعلین یعملھما: أن یسامح وأن ینسى أیة إساءة إن الإنسان المسیحي یجب أن یغفر دائمًا ویغفربدافع المحبة أسوة بالمسیح (كولوسي ۳: 13) ولا یقاوم الشر إلا بالخیر (رومیة ۱۲: ۲۱ ) إن السید المسیح لم یدعو الخطاة إلى التوبة والإیمان فقط، بل أعلن أنه لم یأتِ إلا لیشفي ویغفرإن مقابلة الخیر بالخیر ھو عمل إنساني، ومقابلة الخیر بالشر ھوعمل شیطاني، أما مقابلة الشر بالخیر فھو عمل إلھي فالغفران عمل صعب على البشر لأنه لیس من طبیعتھم، ولكنه یحتاج قوة إلھیة خاصة نابعة من المحبة التي سكبھا لله في قلب الإنسان المسیحي (رومیة ٥:5)،وبھا یغفر ویسامح ویغسل قلبه ونفسه من الإساءة ومن المرارة، ولذا نصلي یومیًا "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا الَلهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحْشَائِي" (مزمور ٥۰) یا صدیقي: أن تسامح الإنسان الآخر الذي أساء إلیك ھو قرارك بإرادتك ورغبتك واختیارك ولكن اعلم أن مكسبك كبیر للغایة وھو الحصول على قدر أكبر من الرحمة الإلھیة والشفاء الداخلي الذي تحتاجه في حیاتك الحاضرة والآتیة أیضًا كما نصلي في مدیحة الصوم الكبیر طوبى للرحما على المساكین فإن الرحمة تحل علیھم والمسیح یرحمھم في یوم الدین ویحل بروح قدسه فیھم والمساكین ھنا لیس فقط فقراء المال والعوز ولكن أصحاب الشخصیة الفقیرة في السلوك والتصرف والأدب والأخلاق والمعاملة. لتكن صلاتك: أعطني یارب طاقة تسامح وغفران لكل من أساء إليَّ املأ قلبي بمحبتك فأستطیع أن أحب حتى الذین أساءوا إليَّ في مشوارحیاتي لا تدعني أحمل ضغینة ضد أي أحد علمني أن أسامح وأن أغفر وأن أحب رغم الضعف والفكر والمیول القلبیة الشریرة التي تحاربني وتبعدني عن طاعة وصیتك الغالیة "اِغْفِرُوا یُغْفَرْ لَكُمْ" (لوقا ٦: 37) أوعدك یارب أن أبدأ صفحة جدیدة كلھا تسامح وغفران وتوبة وحیاة نقیة أطلب فیھا نعمتك وروحك القدوس مرشدًا ومعینًا لحیاتي آمین. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
07 يونيو 2024

معونة للمساكين

اﻟﻤساكين ثلاثة أنواع: ۱- مساكین بالروح: "طُوبَى لِلْمَسَاكِینِ بِالرُّوحِ،لأَنَّ لَھُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ" (مت ٥: 3) المسكین بالروح ھو الإنسان الذي یعیش في اتضاع ووداعة ونقاوة. یعیش على الأرض لكن یخاف على نصیبه في السماء، لذلك حیاته على الأرض تكون مستقیمة وصحیحة. وإن سقط أو ارتكب أیة خطیة یتوب سریعًا لیكمل مشواره بطریقة صحیحة.والمساكین بالروح یعیشون في مخافة الله على الدوام. مثال لھم أمنا العذراء مریم التي قالت: "لأَنَّه نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِه" (لو ۱: ٤۸ )، وھي التي اختارھا الله لنقاوتھا الفائقة لیتجسد منھا ویولد، وصارت ھي فخر جنسنا. ۲- مساكین الاحتیاج: الكل لھم احتیاجات متعددة، وأحیانًا من لا یجد احتیاجه یقع في الخطأ یقول السید المسیح: "تَعَالَوْا یَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِیسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَیْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِیبًا فَآوَیْتُمُونِي. عُرْیَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِیضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَیْتُمْ إِلَيَّ" (مت ۲٥ :34 -36)،ھنا ذكر ٦ احتیاجات. وفي الصوم الكبیر نردد مدیحة "طوبى للرحماء على المساكین"، فأنت في كل مرة تخدم إنسانًا صاحب احتیاج أنت تخدم المسیح مباشرةً. ۳- مساكین لا یعرفون الله: ھؤلاء حملوا الجھل في قلوبھم ولم یعرفوا طریق الرب. وأي إنسان لا یعرف الله ھو إنسان جاھل ومسكین ویستحق الشفقة لأنه لا یعرف الله صاحب الخیرات والنعم. طلب الله منا أن نهتم باﻟﻤساكين:- "طُوبَى لِلَّذِي یَنْظُرُ إِلَى الْمَسْكِینِ. فِي یَوْمِ الشَّرِّ یُنَجِّیه الرَّبُّ. الرَّبُّ یَحْفَظُهٌ وَیُحْیِیه. یَغْتَبِطُ فِي الأرَضِ، وَلا یُسَلمِّهٌ إلِىَ مَرَامِ أعَدَائِه الرَّبُّ یَعْضُدُه وَھُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ" (مز ٤۱: 1-3) "مَنْ یَحْتَقرِ قرَیبَهُ یخُطِئُ، وَمَنْ یَرْحَم المْسَاكِینَ فَطُوبَى لَهُ" (أم ۱٤: 21) "مَنْ یَسُدُّ أذُنَیْه عَنْ صُرَاخِ المْسْكِینِ، فھَوُ أیَضًا یَصْرُخُ وَلاَ یُسْتَجَابُ" (أم ۲۱: 13) مساكين ذكروا ﻓﻲ الكتاب المقدس: داود النبي قبل أن یكون ملكًا في بعض الأوقات كان مسكینًا لا یجد طعامًا له ولا لمن حوله ویرسل یطلب من نابال. وإرمیاء النبي أیضًا كان مسكینًا وحمل في جسده وقلبه آلام شعبه. وأیوب بعد أن ضُرب كان مسكینًا. بل بولس الرسول یقول عن السید المسیح نفسه: "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا یَسُوعَ المْسِیحِ، أنَّهُ مِنْ أجَلكِم افْتَقرَ وَھُوَ غَنيِّ، لكِيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ" ( ۲كو8 :9) الفقراء الفقیر ھو الفقیر فعلاً الذي تضیق به الحیاة ویقول القدیس یوحنا ذھبي الفم عنھم: "الفقراء حراس الملكوت". هناك نوﻋﺎن من اﻟﻨاس: ۱- غیر محتاج یأخذ من مسكین: مثل آخاب الملك الذي اشتھى قطعة الأرض الصغیرة التي لنابوت الیزرعیلي، واغتصبه. وھذا شر. ۲- مسكین یعطي من احتیاجه: مثل الأرملة التي قدمت الفلسین فأشار إلیھا السید المسیح وقال: "الْحَق أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ ھذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِیرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِیعِ الَّذِینَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ، لأَنَّ الْجَمِیعَ مِنْ فَضْلتَھِمْ ألَقَوْا. وَأمَّا ھذِهِ فَمِنْ إعِوَازِھَا ألَقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَھَا، كُلَّ مَعِیشَتِھَا" (مر ۱۲: 43-44) ھذا ھو قمة العطاء، وھو یدل على عظم الإیمان. طريقة خدمة اﻟﻤساكين من قصة أعرج باب الهيكل الجميل ( أع 3 :2-10) ۱- التقدیر: "فَتَفَرَّسَ فِیه بُطْرُسُ مَعَ یُوحَنَّا" أي بدءا ینظرا إلیه باھتمام واحترام ویتحدثا معه. من المھم أن نتعامل مع المساكین عمومًا بتقدیر لشخصھم. ولنعلم أن أي منا كان من الممكن أن یكون في نفس ظروف ھذا المسكین (مشرّد، بلا مأوى، إلخ). ۲- استعداد العطاء: "لَیْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَھَبٌ،وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِیَّاهُ أُعْطِیكَ". أي تكون مستعدًا دائمًا للعطاء والتقدیم. إیاك أن تقول "لا یوجد"لأنك إن قلتھا فلن تجد بالفعل، أما إن قدَّمت بحسب قدرتك فسوف یبارك لله ویعطي أكثر وأكثر،والقصص في ھذا المجال كثیرة جدًا. ھناك من یغلق یده، ویقسي قلبه، ولا یعرف أن یعمل عمل رحمة، لكن ھناك من ھو متكل على الله ویقدِّم وھو یعلم أن الله ھو الذي یغطِّي الاحتیاجات. بالنسبة لمن یخدم الفقراء في الكنیسة، فلیعلم أن ما في یده لیس له فضل فیه، وإن الله ھو الذي یحرك القلوب، وأما وظیفته ھو، فھي أن یكون أمینًا.ومن المھم أن نعلم الأطفال العطاء من الصغر، وأن نحرص على تقدیم عشور دخلنا ﻟﻠﮫ لبركةالبیت كله. ۳- القیام بعمل: "بِاسْمِ یَسُوعَ الْمَسِیحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ. وَأَمْسَكَهٌ بِیَدِهِ الْیُمْنَى وَأَقَامَهٌ، فَفِي الْحَالِ تَشَدَّدَتْ رِجْلاَهُ وَكَعْباهُ، فَوَثبَ وَوَقَفَ وَصَارَیَمْشِي". تكلم الرسولان مع الأعرج بابتسامة وحنیة وإیمان قوي، فنال الرجل شفاءً كاملاً. نوعيات اﻟمعونة للمساكين: في العھد القدیم ذكر حجر المعونة stone of help"فَأَخَذَ صَمُوئِیلُ حَجَرًا وَنَصَبَه ٌبَیْنَ الْمِصْفَاةِ وَالسِّنِّ، وَدَعَا اسْمَهٌ" حجر المعونة" وَقَالَ: إِلَى ھُنَا أَعَانَنَا الرب" ( ۱صم ۷: ۱۲ ).وكلمة "حجر" تعني أن یستند الإنسان على أساس. ۱- معونة نفسیة: ھناك من یحتاج إلى تشجیع وتقدیر واھتمام وحب. البعض عندھم شعور أن لا أحد یحبھم. وفي نظریات التربیة یقولون إن الوالدین بین الحین والآخر لابد أن یسألوا الأبناء إن كانوا یشعرون بمحبتھم لھم أم لا، لیتأكدوا أن أولادھم یشعرون بمحبتھم. الشخص الفقیر دائمًا مجروح وخجل، فكیف تستطیع أن تقدم له المعونة النفسیة وتساعده؟ ۲- معونة روحیة: كیف یندمج الشخص في وسط الكنیسة ویكون له دور وخدمة، كیف تكون له أجبیة خاصة وإنجیل خاص.. نقدم لكل شخص بحسب ظروفه. ۳- معونة مادیة: ھناك مجالات واسعة جدًا للعطاء مثل: السكن، التعلیم، العلاج، زواج البنات إلخ.نحن نحاول أن نعمل مشروعات صغیرة، من خلالھا یكبر الشخص ویعیش حیاة طیبة بعمله. فلم نعد نسمیھا "خدمة أخوة الرب" بل نسمیھا "مكتب التنمیة". نرید في كل بیت عمل وتعب وتنمیة.ھناك بلاد كبیرة قامت على المشروعات الصغیرة.وھذه المشروعات الصغیرة تتجمع وتعمل مشروعًا كبیرًا. ٤- معونة اجتماعیة: أن یشعر الشخص بحضوره في المجتمع، وأنه محبوب لذاته، وله تقدیر ومكانة في المجتمع. والحقیقة من أعظم الإنجازات التي تمت في مصر في السنوات القلیلة الماضیة أن الدولة أزالت المناطق العشوائیة وعملت مساكن جدیدة محترمة یسكن بھا الناس ویعیشوا حیاة وقورة. كذلك مشروع "حیاة كریمة"ھذا المشروع یرتقي بالحیاة.. فحاول أن تكون لك مساھمة حتى ولو قلیلة جدًا، وتذكر الولد الذي كان معه خمسة أرغفة وسمكتین، وأنھا لما وضعت في ید المسیح شبع منھا خمسة آلاف رجل ماعدا النساء والأطفال وفضل عنھم ۱۲ قفة. إن المعونة الاجتماعیة ھي أن تحب كل إنسان وتقدم حتى ولو فلسین معونة للمساكین. ختام: یجب أن نشعر أننا كلنا مساكین أمام الله، كل إنسان مھما كبر به نقطة ضعف (صحیة، نفسیة،روحیة، اجتماعیة)، لذلك نقول في المزمور: "أَمِلْ یَا رَبُّ أُذُنَكَ. اسْتَجِبْ لِي، لأَنِّي مَسْكِینٌ وَبَائسِ أنَا"(مز ۸٦ : 1) والمعونة التي تقدمھا لتكن بمحبة، لیس كفرض أو واجب أو مظھریة. وما تقدمه بمحبة سیأتي بنتائج ویكون له أثرًا كبیرًا.نصلي ونقول: "معونة للمساكین"، فتذكَّر حجر المعونة، أي أن یكون كل مسكین واقفًا على أرض صلبة فلا یشعر بالضیاع وسط أي مجتمع. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
22 يونيو 2024

إنجيل عشية أحد عيد العنصرة ( يو ٧ : ٣٧ - ٤٤ )

" وفي اليوم الأخير العظيم من العيدِ وقَفَ يَسوعُ ونادى قائلاً إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فليُقبلُ إِلَيَّ وَيَشْرَبْ مَنْ آمن بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطْنِهِ أَنهارُ مَاءٍ حَيٍّ قال هذا عن الروح الذي كان المؤمِنونَ بِهِ مُؤْمِعِينَ أنْ يَقْبَلُوهُ، لأَنَّ الرِّوحَ القُدُس لم يكن قد أُعطي بعد، لأنَّ يسوع لم يكن قد مُجدَ بَعد فكثيرونَ مِنَ الجَمعِ لما سمعوا هذا الكلام قالوا هذا بالحقيقة هو النَّبيُّ آخرون قالوا هذا هو المسيح. وآخرون قالوا أَلَعَلَّ المَسيحَ مِنَ الجليل يأتي ؟ " أَلَمْ يَقُلِ الكِتابُ إِنَّهُ مِنْ نَسلِ داوُدَ، وَمِنْ بَيْتِ لَحم ، القرية التي كان داود فيها، يأتي المسيح؟ " فَحَدَثَ انشقاق في الجَمعِ السَبَبِهِ وَكَانَ قَوْمُ منهم يُريدونَ أنْ يُمسكوه، ولكن لم يُلقِ أَحَدٌ عَلَيهِ الأيادي " الروح القدس: تدبير الكنيسة المقدسة يتعجب منه بالحقيقة، فقد جمعت الكنيسة في هذه المناسبة قدرًا من القراءات يصير كينبوع تعزية غزير في هذه المناسبة الجديرة بكل الانتباه فحلول الروح القدس هو كمال قصد المسيح في تجسده وحياته على الأرض وموته المُحيي على الصليب وقيامته المقدسة فقد أكمل المسيح كل هذا من أجل هذا القصد الإلهي الفائق أن تقبل البشرية روح الله حالاً عليها ليسكن فيها وهذا هو منتهى النعم التي تحصل عليها الإنسان منذ بدء الخليقة ألستم تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم" هذا هو بيت القصيد والغاية العظمى التي تتجه إليها كل أعمال المسيح له المجد وكل تعاليمه المحيية. إنجيل العشية : ( يو ٧ : ٣٧ - ٤٤ ) . في اليوم الأخير من العيد نادى يسوع وقال "إن عطش أحد فيقبل إلي ويشرب ومن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي قال هذا عن الروح القدس". إنجيل باكر : هو إنجيل الساعة الثالثة (من الأجبية) الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي". إنجيل القداس : متى جاء المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي". إنجيل صلاة السجدة : (يو ١٧ : ١ - ٢٦ ، لو ٢٤: ٣٦ - ٥٣ ، يو ١:٤ - ٢٤) وآخرها إنجيل السامرية "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"وكلام المسيح مع المرأة السامرية عن الماء الحي إلى جانب نبوات سفر التثنية ورسائل البولس من (۱) کو ۱۲، ۱۳)، کم هائل من القراءات يشحن الكنيسة بغنى بنفحات الروح القدس - فإن كان كل شيء يتقدس بكلمة الله والصلاة والسجود المتواتر كعلامة خضوع للروح وقبول الروح وعبادة بالروح والحق أما من جهة الروح القدس الذي قبلناه في أشخاص الرسل القديسين الذين هم كنيسة المسيح الحية ممثلة في لبناتها الأولى، الذين اعتبروا أعمدة وأساسات الكنيسة التي بنيت وتبنى عليها كل النفوس المفتداة العتيدة أن ترث الخلاص. هذا الروح الناري كما رأته العيون الشاخصة، تعبيرا عن طبيعته كروح الله - لأن إلهنا نار آكلة كما هو مكتوب - وهذه هي النار التي قال المسيح عنها "جئت لألقي نارًا على الأرض ولست أريد إلا أن تضطرم"وهي بالطبع ليست نارًا مادية وفعل الروح كفعل النار من جهة الإحراق والتطهير لكل ما هو من شأنه أن يحرق بالنار - كالقش والعشب وهذه النار عينها ستمتحن عمل كل واحد الذي بناه فإن احترق فسيخسر أما هو فسيخلص ولكن كما بنار ولكن إن كان البناء ذهبًا، فضة، حجارة كريمة فالنار ستظهره أكثر لمعانا وشروقًا وأكثر نقاوة وقداسة فإن قبلنا هذا الروح الناري فأين فعله الواضح فينا؟ أين المحبة القوية كالموت ؟ التي مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ لهيبها محبة الإخوة من قلب طاهر بشدة وهذه هي المحبة التي أحبنا المسيح بها أحبنا إلى المنتهى هذا هو روح الحب عند المسيح أين نحن من هذا الحب الملتهب نحو الله والناس؟ فإن امتلأ القلب بنار الروح فكيف يُصلي؟ بأي أشواق نحو الله ودموع وحرارة القلب وسكيب النفس؟. أما فتور الصلاة وبرودة القلب فهى دليل ما بعده دليل على انطفاء الروح، رغم أننا لنا وصية "لا تطفئوا الروح"وفتور المحبة بين الإخوة حتى حصلنا في القساوة والخصام والنقد والوقيعة واحتقار الآخرين وأغلقنا على أنفسنا في الأنانية ومحبة الذات ونسينا أو تناسينا أن محبة القريب هي وصية معادلة للوصية العظمى واستبدلنا المحبة القلبية الطاهرة ومشاعر الحب الروحي الحار نحو خلاص إخوتنا استبدلناها بمجاملات بشرية ميتة عديمة النفع أوقعتنا في الغيرة والمقارنات ومحبة المديح كل هذا أبعدنا بعيدًا عن اختبار روح الحب الحقيقي كما يريده المسيح لنا وكما عاش به الآباء بمحبة روحية شديدة أعظم بما لا يقاس من المحبة الجسدية التي تربط بين أقارب الجسد أو أصحاب المصالح من وراء الجسد وكما تعلو الروح على الجسد ، تعلو محبة الروح قدرًا هائلاً عن محبة الأجساد وإن كنا قبلنا الروح على هيئة ألسنة منظورة نطق بها آباؤنا الرسل الأطهار بحسب ما أعطاهم الروح، فلماذا عجز لساننا اليوم عن الشهادة للمسيح وباتت كلمات الحق عزيزة في هذه الأيام ؟ إن امتلأ القلب بالروح القدس حقا فعمل الروح الأول هو الشهادة للمسيح "يشهد لي" ،وتشهدون أنتم لي" بالروح الذي فينا فاض قلبي بكلام صالح ،والكلام الصالح من فيض الروح هو أحلى شهادة للمسيح مُخلّصنا أين لسان الروح الذي لم يستطع رؤساء الكهنة أن يقاوموه في اسطفانوس شهيد المسيحية الأول، أين لسان الروح الناطق في الأنبياء الذي يتكلم بإعلان ويتكلم بأسرار الله؟ "إن كان يتكلم أحد فكأقوال الله"أين لسان الروح الذي يمدح ويسند الضعفاء ويتكلم كلام مملح بملح يعطي نعمة للسامع ؟. أين كلام الروح الذي يفيض حبًا وعذوبة للقريب ويبارك كل أحد حتى الذين يلعنون؟ أين لسان الروح الذي يشفع فينا بأنات وتنهدات لا ينطق بها، فيلهب مشاعر الحب للصليب ويزكي حياة الصلاة؟ أين لسان الروح الذي مثل القيثارة يصعد التسبيح ويردد المزامير ولا يكف عن الشكر والحمد للرب لأنه صالح وإلى الأبد رحمته ؟ أين لسان الروح الذي يعلم كلمة الحق لأنه روح الحق بدون مواربة ولا مجاملة ولا يعمل حسابًا لوجوه الناس؟. الروح القدس والكنيسة: لقد ولدت أمة دفعة واحدة كقول الرب بفم إشعياء (٦٦)، ومن ساعتها والروح يخصب الكنيسة فتلد من رحمها الذي لا يشيخ بنين من الماء والروح ثم يتعهدها كل يوم يجملها ويزينها بالزينة المقدسة والفضائل المختلفة لكي تليق بعريسها القدوس فيقول الروح بفم حزقيال النبي "فحممتك بالماء ومسحتك بالزيت والبستك مُطرّزة، ونعلتك بالتخس وكسوتك بزا، وحليتك بالحلي، فوضعت أسورة في يديك وطوقًا في عنقك ووضعت خزامة في أنفك وجملت جدا جدا، فصلحت لمملكة وخرج لك اسم في الأمم لجمالك، لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك" (حز ١٦ : ٩ - ١٤) فبحسب عطايا الروح ومواهبه يجمل الكنيسة ويكمل القديسين ولجميع أعضاء الجسد يعطي زينة حقيقية لائقة بالمسيح كما قيل للكنيسة أيضًا "تلبسين كلهم كحلي"، فهى تتهيأ للمسيح بزينة القديسين سواء في القداسة أو الاتضاع أو المحبة أو الرجاء أو الإيمان المتنيح القمص لوقا سيدراوس عن كتاب تأملات فى أناجيل عشيات الأحاد
المزيد
21 يونيو 2024

تجديد العقل

بمناسبة عید حلول الروح القدس أحب أن أكلمكم عن صلاة نقولھا باستمرار: "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا الَلهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحِشائي" (مز ٥۱: 10 )، لأن أحد مفاعیل الروح القدس ھو عمل التجدید فالروح القدس یجدد فكر الإنسان ویعطيه الاستنارة في حیاته الله حینما خلق الإنسان خلقه بصفات ثلاثة: عاقلاً، وعاملاً، وعابدًا فصار للإنسان: عقل یفكر، وید تعمل، وقلب بروحه یتصل باﻟﻠﮫ باستمرار. شخصيات ﻓﻲ الكتاب اﻟﻤقدس تميزت برجاحة العقل: یقول الكتاب عن دانیال والفتیة الثلاثة: "أَمَّا ھؤُلاَءِ الْفِتْیَانُ الأَرْبَعَةُ فَأعَطَاھُمُ الله مَعْرِفَةً وَعَقْلاً فِي كُلِّ كِتَابَةٍ وَحِكْمَةٍ، وَكَانَ دَانِیالُ فَھِیمًا" (دا ۱: 17)وقال داود النبي لأبیجایل زوجة نابال الكرملي التي تصرفت بحكمة: "مُبَارَكٌ عَقْلُكِ" ( ۱صم ۲٥: 33) وفي العھد الجدید مدح السید المسیح المرأة الكنعانیة التي قالت: "نَعَمْ، یَا سَیِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَیْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي یَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِھَا" (مت15: 27) أما زكا العشار فحینما تقابل مع السید المسیح وتغیر حاله واكتسب رجاحة العقل وقال:"ھَا أَنَا یَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِینِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَیْتُ بِأحَدٍ أرَدُّ أرَبَعَةَ أضْعَافٍ" (لو ۱۹: 8) فقد حصل خلاص له ولأھل بیته. وبولس الرسول لما استنار عقله قال: "أَنَا الَّذِي كُنْتُ قَبْلاً مُجَدِّفًا وَمُضْطَھِدًا وَمُفْتَرِیًا" ( ۱تي ۱: ۱۳ )، وصار كارزًا بل وعملاقًا في الكرازة. ﻟﻤاذا خلق الله العقل للإنسان؟ وظیفة العقل الأولى، ھي التعرف على الله والخلیقة كلھا. یقول المزمور "اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ للهِ، وَالْفَلَكُ یُخْبِرُ بِعَمَلِ یَدَیْھِ" (مز ۱۹: 1) فالنجوم والنباتات والحیوانات كلھا تجعل الإنسان یعیش روح التأمل. وظیفة العقل الثانیة، ھي إنه وعاء للمعرفة الواسعة في العالم. وظیفة العقل الثالثة، ھي أنه یساعد الإنسان في اتخاذ قراراته. فلو كان عقل الإنسان على مستوى الاستنارة والتجدید المستمر تكون قراراته صحیحة وتسیر حیاته بطریقة سلیمة. ما ﻫﻲ علامات العقل السليم؟ ۱- أن الله ھو الذي یقوده ولیس الھوى الشخصي وكنیستنا تعلمنا أن أول رشمة للمیرون تكون على النافوخ، وھو موضع العقل، وذلك لتقدیس العقل وتخصیصه ﻟﻠﮫ لیعمل فیه یقول المزمور: "وَصَایَا الرَّبِّ مُسْتَقِیمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاھِرٌ یُنِیرُ الْعَیْنَیْنِ. نَامُوس الرَّبِّ كَامِلٌ یَرُدُّ النَّفْسَ. شَھَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَیِّرُالْجَاھِلَ حَكِیمًا. خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ.أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّھَا" (مز ۱۹: 7-9) وأیضًا "سِرَاج لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِیلِي" (مز119: 105)ھناك أناس ربما یقرأون لكنھم لا یسمحون لكلمة الإنجیل أن تجدد حیاتھم، لذلك تعلمنا الكنیسة قبل قراءة الإنجیل أن نطلب من الله أن یفتح ذھننا لنفھم. ۲- أن یكون العقل مملوءًا بمعرفة متوازنة،لا یمیل للیمین ولا للیسار، فالاتزان ھو من علامات صحة العقل وفي اللغة المتداولة نقول "فلان متزن فلان كلامه موزون". ویقول الكتاب: "بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ" (مت ۱۲: 37 )، "وَمَن قَالَ: یَا أَحْمَقُ، یَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِجَھَنَّمَ" (مت ٥: 22) لذلك فإن آباء البریة فضلوا الصمت كثیرًا جدًا، لأن "كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِیَةٍ" (أم ۱۰ :19) ۳- أن تكون للعقل مرجعیة، فالذین بلا مرشد كأوراق الخریف یسقطون سریعًا. ومھما كبرالإنسان في المعرفة وفي خبرات الحیاة فإنه محتاج دائمًا أن یكون له مرجع یرجع إلیه كنوع من صمام الأمان. وكنیستنا تعلمنا أن یكون لنا آباء اعتراف ومرشدین حكماء طوال حیاتنا نسمع عن القدیس أثناسیوس العظیم أن مرجعیته كانت البابا ألكسندروس ال ۱۹ . والقدیس أغسطینوس كانت مرجعیته القدیس أمبروسیوس، وكذلك سیرة القدیس أنطونیوس. ٤- أن یكون العقل دائمًا متجددًا، وفي كل مرة نشعر أن الفكر بدأ في الحیدان نقول: "رُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحِشائي" لنعود إلى الاستقامة یقول المزمور عن الرجل الصالح: "یَكُون كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ" (مز1 :3) والمیاه الجاریة ھي میاه متجددة وبالتالي فإنھا مرویة ونافعة إن عملیة تجدید العقل ھي عملیة روحیة داخلیة، فیھا عمل للنعمة وعمل لإرادة الإنسان معًا ومن حلاوة كنیستنا أنھا تعمل لنا طقسًا فرایحي،وكیھكي، وصیامي، وشعانیني، وسنوي. ھذاالتنوع "عِنْدَ مَجَارِي الْمِیَاهِ"، ھو التجدید المستمر. إن عملیة التنوع والتجدید والتغییر المستمر یضفي بھجة، وتشویقًا، واستنارة. في نھایة سفر مراثي إرمیا یقول: "جَدِّد أَیَّامَنَا كَالْقَدِیمِ" (مرا ٥ :21) بمعنى اجعل أیامنا الحاضرة فیھا روح الجدة كما كانت في القدیم وھناك آیة واضحة قالھا القدیس بولس الرسول "تَغَیَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِیدِ أَذْھَانِكُمْ" (رو ۱۲: 2)وتجدید الذھن ھو شكل من أشكال التوبة. بعض سمات العقل غير السليم: ۱- عقل التھویل: یھول الأمور، كما یضیف إضافات وینسج روایات. ۲- العقل المنحرف: ھو دائمًا یعیش في الخیال والتصورات. ۳- العقل المشحون بالیأس:یرى أن كل شيء لا یصلح، لن ینفع، سیفشل. لیس عنده رجاء. ٤- العقل المتجمد: لا یتطور بل یعیش في خبراته القدیمة ویرفض كل جدید. ٥- العقل الروتیني: لا یتغیر عن الروتین الذي اعتاده، ولا یعرف التجدید ولا الابتكار. ھنا ویجب أن نعرف الفرق بین مصطلحین: الأصالة (الجذور)، والمعاصرة (الشجرة والثمر)، وعملیة الجمع بین الاثنین تحتاج إلى العقل الذي یجدده الروح القدس. ٦- العقل الفضولي: یبحث عن الأخبار، ویشبع نفسیًا حینما یعرفھا وینقلھا. ھذا عقل مریض. ۷- العقل المنقاد: لا یعرف إلا شخص واحد،یكون بطلاً في نظره، یصیر مسلوبًا لفكره وكأنه مسبي. ۸- العقل المشوش: حینما یتكلم ینتقل من موضوع لثاني ثم ثالث ورابع وتبحث عن أصل الموضوع فلا تجده. ھو تائه. ۹- العقل المنفعل: یكون دائمًا متوترًا وقلقًا،وأبسط كلمة تثیر انفعاله. ۱۰ - العقل الشھواني: الذي تتحكم فیه الخطیة والشھوات. مقترحات لكيفية ﺗﺠديد العقل: إن النعمة تساعد الإنسان في تجدید ذھنه وعقله،لكن یجب أن یكون لإرادة الإنسان دور، لذلك أقدم عدة مقترحات: ۱- یتجدد العقل من خلال القراءة المستمرة وعلى رأسھا قراءة الإنجیل، واظب على تدریب قراءة الإنجیل كل یوم، وجدد عقلك بقراءات مستمرة ومتنوعة. ۲- یتجدد العقل بالجلوس إلى الكبار، في أخذ المشورة من الأمناء، فإن خبرات الماضي تستطیع أن تفید الإنسان في الحاضر وتكون مؤثرة جدًا. ۳- من الممكن أن یتجدد العقل بمعرفة التاریخ،فلحكمة بالغة نجد في كنیستنا السنكسار والدفنار. اﻟخلاصة: مع احتفالنا بعید حلول الروح القدس نرفع قلوبنا ونقول: "قَلْبًا نَقِیًّا اخْلُقْ فِيَّ یَا لَلهُ، وَرُوحًا مُسْتَقِیمًا جَدِّدْ فِي أحِشائي". نصلي ونطلب من خلال عمل الروح القدس، أن یمنحنا الله روح التوبة والتجدید والاستنارة في كل حیاتنا. قداسة البابا تواضروس الثانى
المزيد
20 يونيو 2024

بدعة أبوليناريوس

هرطقة أبوليناريوس: حول طبيعة المسيح كان ينادى بلاهوت المسيح ولكن لا يؤمن بكمال ناستوه إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجا الى روح فكان بغير روح لأن اللهه اللوجوس كان يقوم بعملها في منح الحياة ولما كان هذا يعنى ان ناسوت المسيح كان ناقصا لذلك حكم مجمع القسطنطينية المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م بحرم ابوليناريوس وهرطقته هذه الأبولينارية من هو أبوليناريوس؟ أبوليناريوس كان أسقف اللاذقية (لاوديكيا Laodices) اشتهر في النصف الثاني من القرن الرابع (حوالى سنة 310 - حوالى 390 م) وكان أبنا لناظر (مدير) مدرسة بيرتيوس Berytus الذى أصبح فيما بعد قسيساً فى لاودوكيا وقد قام الأب الذى أشتهر بأسم ابوليناريوس الكبير بتأليف بعض الكتب المسيحية محاكاه للتآليف القديمة التى يطلق عليها أسم الكلاسيكية الوثنية، وكان الأمبراطور يوليانى (يوليانوس) Julian قد أصدر قوانين تربوية منعت المسيحيين من دراسة الأدب اللاتينى واليونانى القديم أو تدريسه وشب أبوليناريوس الصغير (الأبن) دارساً ومتعلماً، ثم ساعد اباه فى عمله، فكتب يدافع عن المسيحية ضد يوليانى وفورفروريوس Porphyry وضد هراطقة آخرين أمثال آريوس ومارسيليوس Marcellus، كما كتب تفاسير للكتب المقدسة وكتب كتباً أخرى لم يبق منها غير شذرات أوردها فى اجاباته غرغوريوس النزيزى (رسالة 101، 102) إلى كليدزنيوس ثم غريغوريوس وكان ذا مكانة مرموقة بين لاهوتيي عصره وذلك لدفاعه عن المسيحية وولائه لقانون إيمان نيقية, [ كان أبوليناريوس أسقف اللاذيقية قد هيأ نفسه كنيقوى غيور وكمقاوم ممتاز ضد يوليانوس التى أستهدف إحياء الوثنية، تسنده المصارد (ضد الوثنية والدفاع عن المسيحية) كما ينظر إليه بحق كأفضل لاهوتى فى عصره بعد أثناسيوس، وكان باسيليوس القيصرى واحداً من كثيرين من الجيل الأصغر من المسيحيين الذين يطلبون مشورته هرطقة أبوليناريوس Apollinarius أسقف اللاذقية 390م حوّل أبوليناريوس تعليم ثلاثية تكوين الإنسان trichotomy من سيكولوجية أفلاطون إلى كريستولوجى. فقال: كما أن الإنسان العادى مكوَّن من جسد ونفس وروح، هكذا يسوع المسيح هو مكوّن من جسد ونفس والكلمة (اللوغوس). وفى رأيه أن الكلمة قد حل محل الروح واتحد بالجسد والنفس لتكوين الاتحاد لم يتصور أبوليناريوس إمكانية وجود نفس إنسانية عاقلة فى المسيح فى وجود الله الكلمة الذى هو روح والذى هو العقل الإلهى منطوق به ربما تصوّر أبوليناريوس أن النفس الإنسانية العاقلة تعنى بالضرورة شخصاً بشرياً متمايزاً عن شخص الله الكلمة بمعنى أنه خلط بين مفهوم الشخص الذى هو مالك الطبيعة، ومفهوم العقل الذى هو أحد خواص الطبيعة التى يملكها الشخص، أى أنه اعتبر أن الشخص هو العقل وأراد بإلغاء الروح الإنسانية العاقلة أن يؤكّد أن شخص كلمة الله هو الذى تجسد وهو هو نفسه يسوع المسيح بمعنى أن كلمة الله لم يتخذ شخصاً من البشر بل اتخذ جسداً ذا نفس بلا روح عاقلة وبهذا تتحقق -فى نظره- وحدة الطبيعة فى المسيح الكلمة المتجسد وعصمته من الخطيئة وقد تصوّر البعض أن القديس أثناسيوس الرسولى فى القرن الرابع قد تأثر بفكر وتعليم أبوليناريوس فى تعاليمه الكريستولوجية. ولكن القديس أثناسيوس قد شرح هذا الأمر باستقامته المعروفة فى التعليم فى رسالته إلى أبيكتيتوس وقال أن عبارة القديس يوحنا الانجيلى أن "الكلمة صار جسداً" (يو1: 14) تعنى أن "الكلمة صار إنساناً" وأن السيد المسيح قد اتخذ طبيعة بشرية كاملة من جسد وروح عاقلة فقال القديس أثناسيوس:لأن القول "الكلمة صار جسداً" هو مساو أيضاً للقول "الكلمة صار إنساناً" حسب ما قيل فى يوئيل النبى "إنى سأسكب من روحى على كل جسد" لأن الوعد لم يكن ممتداً إلى الحيوانات غير الناطقة، بل هو للبشر الذين من أجلهم قد صار الرب إنساناً] وقال أيضاً فى نفس الرسالة:[ إلا أن خلاصنا، فى واقع الأمر، لا يعتبر خيالاً، فليس الجسد وحده هو الذى حصل على الخلاص، بل الإنسان كله من نفس وجسد حقاً، قد صار له الخلاص فى الكلمة ذاته ]. إدانة هرطقة أبوليناريوس: أدانت عدة مجامع مكانية فى روما (377م)، والإسكندرية (378م)، وأنطاكية (379م) تعاليم أبوليناريوس. ثم أدين فى المجمع المسكونى الثانى الذى انعقد فى القسطنطينية (381 م) كان رأى آباء مجمع القسطنطينية أن السيد المسيح له نفس إنسانية عاقلة لأنه جاء لخلاص البشر وليس لخلاص الحيوانات وأنه كان ينبغى أن تكون للمسيح إنسانية كاملة لكى يتم افتداء الطبيعة الإنسانية وأن الروح البشرية مثلها مثل الجسد فى حاجة إلى الفداء وهى مسئولة عن سقوط الإنسان فبدون الروح البشرية العاقلة كيف يكون الإنسان مسؤولاً مسؤولية أدبية عن خطيئته؟ فالروح البشرية أخطأت مع الجسد وتحتاج إلى الخلاص، ولهذا يجب أن يتخذها كلمة الله مع الجسد لأن ما لم يتخذ لا يمكن أن يخلص، كما قال القديس غريغوريوس النازيانزى عبارته المشهورة ضد أبوليناريوس فى رسالة إلى الكاهن كليدونيوس "لأن ما لم يتخذه (الله الكلمة) فإنه لم يعالجه؛ ولكن ما تم توحيده بلاهوته فهذا يخلص" إن أهم ما شغل الآباء ضد الأبولينارية هو"أن النفس الإنسانية العاقلة، بقدرتها على الاختيار، كانت هى مقر الخطيئة؛ ولو لم يوحّد الكلمة هذه النفس بنفسه، فإن خلاص الجنس البشرى لم يكن ممكناً". صداقة البابا أثناسيوس الرسولى وابوليناريوس لأن أبوليناريوس كان مدافعاً غيوراً ضد الأريوسيين فقد توطدت بينه وبين القديس أثناسيوس صداقة وطيدة ولكنه أراد أن يقدم نظاماً للاهوت بالطريقة الكلاسيكية الوثنية التى تعلمها على يد أبيه فسقط فى بدعة خطيرة، ويذكر القديس غريغوريوس أسقف نزينزا أن بداية الأبولينارية بمكن الن ترجع إلى حوالى سنة 352 م، غير أن تعاليمهات لم تنتشر بصورة عامة حتى أنعقاد مجمع الأسكندرية، عندما ا{سل مندوبى أبوليناريوس إلى البابا أثناسيوس لمساندته (ضد الأريوسية) وفى عام 372 م كتب البابا أثناسيوس كتابين ضد هرطقة أبوليناريوس بدون أن يذكر أسمه، ربما فعل ذلك لأجل الصداقة القديمة التى كانت تربط البابا أثناسيوس مع أبوليناريوس صاحب الهرطقة محتوى البدعة والهرطقة الأبيولينارية - لا يوجد نفس بشرية فى المسيح أبتدع ابيوليناريوس نظرية خريستولوجية عرفت باسمه "أبولينارية" ويقول المتنيح الأنبا غريغوريوس عن نقطة البدء فى بدعة البوليناريوس: "كان أبوليناريوس من أشد الخصوم الأريوسية.. ولعله أبتدع نظريته دفاعاً عن الحقيقة الأرثوذكسية وقد ساقه إلى ذلك باعثان: - الأول: تعليم آريوس نادى بإمكانية التغيير الأخلاقى عند المسيح، وأنه لهذا كان الكلمة قابل للنمو أو التطور الخلقى، وأنه عندما كان يفعل الخير كان يصنعة بإرادة حرة كان يمكنها أيضاً أن تختار فعل الشر، وعلى ذلك يكون الخلاص الذى صنعة المسيح عملاً قام به كائن محدود، أقام ذاته مخلصاً بفعل إرادته الحرة، ومن ثم فلا تكون كفارته خلاصاً للجنس البشرى كله إلا من قبيل إظهار أمكانية كسب الخلاص، وليست هناك نفس بشرية واحدة يمكن أن تكون بريئة كل البراءة من وصمة الضعف البشرى لهذا أندفع أبوليناريوس فى غيرة ملتهبة لتأكيد ألوهية المسيح الكاملة وطهارتة التامة من الخطيئة وذلك بمحض طبيعته الذاتية. الثانى: خلط أبوليناريوس بين مدلولات الألفاظ من الوجهة اللاهوتية، رأى أبوليناريوس أن كلمة " طبيعة " وكلمة " أقنوم " بمعنى واحد، فإذا كان فى المسيح طبيعة لاهوتية كاملة، وطبيعة ناسوتية كاملة إجتمعا معاً فى المسيح، فإذا أجتمع فى المسيح لاهوت كامل، وأجتمع فيه كل مكونات الناسوت فإن هاتين الطبيعتين الكاملتين يكونان أقنومين إذ لا يمكن أن يتألف أقنوم واحد من طبيعتين وعلى ذلك يرى ابوليناريوس أن الرأى القائل بإتحاد اللاهوت بالناسوت كاملاً، كليين فى كلى واحد، رأى مستحيل،هذان هما الباعثان اللذان دفعا ابوليناريوس إلى نظريته التى قصد بها إبعاد المخاوف التى خلقتها البدعة الأريوسية وليخرج من المأزق الأريوسى حول التغيير الأخلاقى عند المسيح إذا لم يكن للمسيح نفس أنسانية، فلا يكون ثمة مجال لممارسة رية الإختيار لديه، ولا تكون له شخصية بشرية أو أقنوم بشرى ليتحد بالأقنوم الإلهى بل يكون هناك الكلمة الإلهى وحده وهى القوة الوحيدة المسيطرة فى أقنوم المسيح المتجسد وقد وجد أبوليناريوس فى هذا التفسير المخرج الوحيد من كل الصعوبات السابقة، قال أن المسيح بالحقيقة هو الإله المتجسد، ولا يمكن أن يتم أتحاد حقيقى بين اللوغوس والنفس الأنسانية الناطقة لأنه أما أن تحتفظ الطبيعة البشرية المتحدة بالطبيعة الإلهية، بإرادتها الخاصة واضحة متميزة وفى هذه الحالة لا يكون هناك أتحاد حقيقى بين اللاهوت والناسوت، أو أن تفقد النفس الناطقة حريتها وكأنها قد أمتصت فى فى الطبيعة الإلهية، لذلك يرى أبوليناريوس أن اللوغوس يحتل مكان النفس الناطقة العاقلة وقد أتخذ له جسماً بشرياً ونفساً حيوانية، وصار هو القوة المسيطرة والمبدأ السائد فى المسيح ويحييها بالحياة العليا الإلهية وبهذا حفظت الوحدة فى الأقنوم ولو أن الأقنوم لم يكن كله إلهاً ولا كان كله أنساناً بل مزيج من الإله والإنسان وكلمة تعنى مزيج أو خليط، وأستعملت هذه الكلمة لمدة طويلة عند بعض الآباء الذى خطوا الكتب ومنهم ترتليانس Apol. 21 de idol. vanit يقول أنسان ممتزج بالإله، وكذلك كبريانوس homo des mixtuseus combomine misctur يقول أن الإله أمتزج بالأنسان، ولاكتنانتيوس Inet. iv. 13 deus est et homo, ex utroque genere permixlus وتكلم أوريجينوس فى كتابه الرد على كلسس contro cels عن أتحاد الطبيعتين كأنه منسوج أو محبوك وكذلك إيريانوس فى كتابه الرد على الهراطقة ك3 ف 19/1 وغيره إلى زمن غريغوريوس وأغريغوريوس الذى أستعمل كل منهما كلمة وهذا يؤيد ما يذكره الكتاب المقدس أن (الكلمة صار جسداً) وأن " الإله ظهر فى الجسد " وقد قال القديس غريغوريوس النزنيزى (رسالة 101): " إن الجسد هنا معناه الطبيعة البشرية من قبيل إطلاق الجزء على الكل وعلى ذلك فإن كلمة تجسد تعنى فى الحقيقة تأنس وكان أبوليناريوس قد أنكر أقنومية الطبيعة الإنسانية وكانت نظريته مبنية على أن: مركز الأقنومية هو فى الكلمة ولذلك فإنه كان دائم القول هذه العبارة التى وردت على لسان البابا كيرلس الأول فيما بعد ونسبها أيضاً إلى البابا أثناسيوس الرسولى: " طبيعة واحدة متجسدة للإله الكلمة " وكان أبوليناريوس يعنى الجسد بإعتباره جزءاً من الطبيعة التى وصفت بانها واحدة، وربما كان الطبيعة كما فهما أبوليناريوس طبيعة جديدة ومؤلفة بطريقة فريدة فى نوعها، ولكنها بكل تأكيد مختلفة عما فى فكر البابا كيرلس الذى أستعمل نفس العبارة من دون أن يعنى بذلك طبيعة أخرى جديدة لأنهي قول فى موضع آخر طبيعة واحدة من طبيعتين ثم وهما يفيدان معنى يفترب من فكرة تحول الطبيعة الأنسانية إلى الإلهية (أوريجينيوس فى نفس الوضع) ولو أنهما عبرا بصراحة عن شخصية الطبيعيتين (الإله والإنسان) وحتى أوغسطينوس أيضاً قال (إن الإنسان موصول) وبمعنى آخر (ممزوج) بكلمة ألإله ليتم وحدة الأقنوم. قال فيها أن المسيح كان لدية جسد ونفس غير عاقلة وأنكر وجود النفس العاقلة فيه لأنه علم أن الكلمة الإلهية أخذت مكانها. انطلق من مبدأ أنه لا يمكن لشيئين تامين (كاملين) أن يصبحا واحدا. لهذا في معالجته لموضوع شخص المسيح طالما أن مجمع نيقة منع أي تقليل أو تصغير أو تغيير في "الكلمة" أي في الطبيعة الالهية وذلك للوقاية ضد تعاليم آريوس فإن أبوليناريوس استخدم الخيار الآخر وقلل وشوه الطبيعة البشرية للمسيح وأنقص منها النفس العاقلة لأنه اعتبرها مسؤولة عن الخطيئة فكانت برأيه هذه هي الطريقة الوحيدة لحفظ المسيح بدون خطيئة وبالتالي إمكانية تحقيق الخلاص أبوليناريوس اعتمد في نظريته على تقسيم أفلاطون الشهير للطبيعة البشرية: جسد،نفس،روح الكنيسة منذ البداية حاربت تعاليم أبوليناريوس فأثناسيوس كتب كتابين ضده، غريغوريوس النزينزي كتب عدة رسائل ضده أيضا وغريغوريوس النيصصي في كتابه "ضد الهرطقات". والتعليم الذي ساد كان عبارة القديس غريغوريوس النزينزي: "ما لم يؤخذ لم يشفى" جدير بالذكر هنا أن الكثير من كتابات أبوليناريوس وضعها تلاميذه تحت أسماء لاهوتيين مشهورين لإكسابها الشرعية المطلوبة مثل غريغوريوس العجائبي (شرح الإيمان) واثناسيوس الكبير (عن التجسد) والبابا يوليوس (في وحدة المسيح) الجدال الأبوليناري بالرغم من عدم تضخمه إلا أنه لعب دورا هاما في تاريخ العقيدة المسيحية فقد حول الجدال من المحور الثالوثي إلى المحور الخريستولوجي. هكذا بعد الانتهاء من مناقشة الثالوث والروح القدس أصبح الباب الوحيد المفتوح لدخول الهرطقات هو الابن. من هنا ستنهمك المجامع اللاحقة بموضوع الابن، الأقنوم الثاني من الثالوث أي بما يعرف ب "الخريستولوجية". أي إتحاد اللاهوت بالناسوت في شخص المسيح وقال أبوليناريوس في القرن الرابع: المسيح وإن كان قد وُلد من العذراء إلا أنه لم يتخذ جسده منها، بل أن جوهره الإلهي استحال إلى جسد في بطنها، ولذلك لم تكن له نفس بشرية، إذ أن لاهوته حل محل النفس فيه. وحجته في ذلك أن النفس تميل إلى الخطيئة، والمسيح لم يمل إليها إطلاقاً، بل عاش كل حياته بعيداً كل البعد عنها كان أبوليناريوس أسقفاً بالشام و كان من اشد المدافعين عن الإيمان ضد الاريوسيين حتى سقط فى بدعة خطيرة وهى إن الابن عند تجسده حل لاهوته مقام الروح الجسدية و تحمل الآلام و الصلب مع الجسد.كما كان يعتقد ايضاً بوجود تفاوت فى الاقانيم الثلاثة منادياً بأن الروح عظيم والإبن اعظم أما الآب فهو الأعظم ومن مذاهب الضلال من جهة ناسوت المسيح مذهب الأبوليناريين (نسبة إلى أبوليناريوس الذي كان أسقفاً شهيراً في لاودكية). ويقول مذهبهم إن الإنسان (على رأي أفلاطون) مؤلَّف من ثلاثة جواهر وهي الجسد والنفس الحيوانية والروح الناطقة، وإن المسيح مؤلف من ثلاثة جواهر وهي الجسد والنفس الحيوانية واللاهوت. وبذلك أنكروا أن للمسيح روحاً ناطقة كما لسائر البشر. وزعموا أن اللاهوت أخذ في المسيح مكان الروح الناطقة في الإنسان. ومما قادهم إلى هذا القول صعوبة تصوُّر اتحاد طبيعتين كاملتين في شخص واحد. فقالوا: إذا كان المسيح الله أو الكلمة الإلهي فإنه يكون كاملاً. وإذا كان إنساناً فلا بد أن يكون ذا عقل محدود وإرادة بشرية، فكيف يمكن أن يكون (والحالة هذه) شخصاً واحداً؟ نعم إن ذلك مما لا يدركه العقل البشري، ولكن لا تناقض فيه. فانعقد مجمع مسكوني في القسطنطينية سنة 381م وفند التعليم الأبوليناري ورفضه، ثم تلاشى بعد قليل.
المزيد
19 يونيو 2024

من هو الروح القدس

لابد أن تكون لكم معرفة بالروح القدس من هو ؟ وما عمله فيكم ولاجلكم لكى تكون علاقة به ، ولتعرفوا عمق احتاجكم إليه الروح القدس هو " روح الله القدوس " ( أف4 : 30 ) ، ( 2كو3 : 3 ) بل الروح القدس هو الله ، لأن " الله روح " ( يو4 : 24 ) . لاهوته قال القديس بطرس " إن الكذب على الروح القدس معناه الكذب على الله " ( أع5 : 23 ) ومادام هو روح الله ن ( أي 33 : 3 ) ( 2كو3 : 3 ) ، وهو روح السيد الرب ( اش61 : 1 ) ، إذن هو الله . هذا المعزي ، روح الله ، حل على التلاميذ في يوم الخمسين ( أع2 : 1 ـ 4 ) . وهو الذى وعد به الله في سفر يوئيل النبى قائلاً " ويكون بعد ذلك أنى اسكب روحى على كل بشر ، فيتنبأ بنوكم وبناتكم ، ويحلهم شيوخكم أحلاماً ، ويري شبابكم رؤي " ( يؤ2 : 28 ) . وقد ذكر القديس بطرسس أن هذه النبوءة تحققت في يوم الخمسين ( أع2 : 16 ، 17 ) هو روح الله ، وهو " روح إبنه " ( غل4 : 6 ) " روح المسيح " ( 1بط1 : 11 ) هو " روح الرب " ( اش11 : 2 ) " روح السيد الرب " ( اش61 : 1 ) . قيل في سفر ايوب الصديق " روح الرب صنعى " ( أي33 : 4 ) . وقال حزقيال النبى " وحل على روح الرب وقال لي ... " ( خر11 : 5 ) . وقال القديس بطرس في توبيخ ما فعله حنانيا وسفيرا " ما بالكما قد اتفقتما على تجربة روح الرب " ( أع5 : 9 ) . وهو " روح الحق " ( يو14 : 17 ) . وقال عنه السيد المسيح " روح الحق الذي من عند الآب ينبثق " ( يو15 : 26 ) . وقال أيضاً " متى جاء ذاك ، روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق " ( يو16 : 13 ) ويثبت لاهوت الروح القدس أنه في الثلوث القدوس إنه واحد مع الآب والأبن . وفي ذلك يقول السيد المسيح الرب أرسله القديسين " تلمذوا جميع الأمم ، وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس " ( أع28 : 19 ) ولاحظوا هنا أنه يقول " باسم " وليس باسماء ... وهذا يوافقه أيضاً ما ورد في رسالة القديس يوحنا الأولي ، إذ يقول " فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة : الآب والكلمة ( اللوجوس ) والروح القدس . وهؤلاء الثلاثة هم واحد " ( 1يو5 : 7 ) ويثبت لاهوته أيضاً أنه الحيى ومعطي الحياة ولذلك يسمى " روح الحياة " ( رو8 : 2 ) . وقد ورد في سفر حزقيال النبى ، أنه هو الذي يحيى الموتى ( حز37 : 9 ، 10 ) . ومن الذي يستطيع أن يحيى الموتي ويقيهم ، إلا الله وحده . الروح القدس هو أقنوم الحياة . هو مصدر الحياة في العالم كله ، سواء الحياة بمعني الوجود أو البقاء ، أو الحياة مع الله . وبصفه قانون الإيمان بأنه " الرب المحيى " ويثبت لاهوت الروح القدس ، أنه مصدر الوحى وقانون الإيمان يصف لروح القدس بأنه " الناطق في الأنبياء " ولعل هذا يوافق ما ورد في الرسالة الثانية للقديس بطرس الرسول عن الوحي الإلهى إذ قال " لأنه لم تأت نبوءة قط بمشيئة إنسان ، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس " ( 2بط1 : 21 ) . ومادام الوحى من الروح القدس ، إذن هو من الله ، لأنه من روح الله . لذلك قال القديس بولس الرسول " كل الكتاب موحي به من الله ، ونافع للتعليم " ( 2تى3 : 16 ) . يقول الرسول أيضاً " حسناً كلم الروح القدس آباءنا بأشعياء النبى قائلاً .. " ( أع28 : 25 -27 ) . وكمثال لهذا الوحي قال حزقيال النبى " ... وحل على روح الرب وقال لي ك قل هكذا قال الرب ... " ( حز11 : 5 ) . ويقول الوحي الإلهى في سفر اشعياء النبى " أما أنا فعهدي معهم قال الرب روحى الذي عليك وكلامى الذى وضعته في فمك لا يزول من فمك ، ولا من فم نسلك ... من الآن وإلى الأبد " ( اش59 : 21 ) . صفات الروح القدس اللاهوتية:- نضيف إلى كل هذا ، أن الروح القدس اشترك مع الآب والإبن في عملية الخلق فكما قيل عن الآب إنه بالإبن قد عمل العالمين ( عب1 : 2 ) " فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض الكل به وله قد خلق " ( كو1 : 16 ) " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان " ( يو1 : 3 )هكذا يقول الكتاب عن الروح القدس :" ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض " ( مز104 : 30 ) وقيل في سفر أيوب الصديق " روح الرب صنعنى " ( أى 33 : 4 ) وهذا يدل على لاهوت الروح القدس ، لأن القدرة على الخلق خاصة بالله وحده وقد ذكر الكتاب صفات إلهية له ، منها الأزلية : كما قيل عن السيد المسيح " فكم بالحرى دم المسيح ، الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب " ( عب9 : 14 ) . ومن الصفات الإلهية للروح القدس ، وجوده في كل مكان وفي ذلك قال داود النبى للسيد الإله " أين أذهب من روحك ؟! ومن وجهك أين أهرب ؟! إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت " ( مز139 : 7 ) . وطبعاً الواحد الموجود في مكان هو الله . ومن الدلاله على وجوده في مكان ، عمله فينا يقول بولس الرسول " أما تعلمون أنكم هيكل الله ، وروح الله يسكن فيكم " ( 1كو3 : 16 ) وأيضاً " أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم " ( 1كو6 : 19 ) . وسكنى الروح في كل المؤمنين ، في كل أقطار الأرض ، يدل على وجوده في مكان ، وبالتالي على لاهوته إذن روح الله في كل مكان ، يعمل في المؤمنين ويحل فيهم . ومما يثبت لاهوته أيضاً ، أنه عالم بكل شئ كما يقول القديس بولس الرسول " لأن الروح يفحص كل شئ حتى أعماق الله " ( 1كو2 : 10 ) " وهكذا أيضاً أمور الله ، لا يعرفها أحد إلا روح الله " ( 1كو2 : 11 ) ويقول لنا الرب عن الروح القدس " يرشدكم إلى جميع الحق " ( يو16 : 13 ) " يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم " ( يو14 : 26 ) . الروح القدس قادر على كل شئ ومن صفات الروح في نبوءة اشعياء إنه " روح القوة " ( اش11 : 2 ) وهكذا يتحدث القديس بولس الرسول عن كرازته إنها كانت بقوة آيات وعجائب ، بقوة روح الله " ( رو15 : 19 ) ويقول أيضاً " برهان الروح والقوة ... بقوة الله " ( 1كو2 : 4 ) والسيد الرب يقول هذا ، كما ورد في سفر زكريا النبى " لا بالقدرة ولا بالقوة ، بل بروحي قال رب الجنود " ( زك4 : 6 ) . ومما يثبت لاهوته أيضاً، أنه مانح المواهب الفائقة يقول الكتاب " كل عطية صالحة ، وكل موهبة تامة ، هي فوق ، نازلة من عند أبي الأنوار " ( يع1 : 17 ) . ومع ذلك فإن كل المواهب ينسبها الكتاب إلى الروح القدس كما ورد في إصحاح المواهب ( 1كو12 ) ، إذ يقول الرسول : " فأنواع مواهب موجودة ، ولكن الروح واحد " .. ( 1كو12 : 4 ) . وبعد أن ذكر انواع المواهب ومنها الحكمة ، والإيمان ، ومواهب الشفاء ، وعمل القوات ، والنبوة وتميز الأرواح ، والألسنة وترجمتها ، وقال " ولكن هذه كلها يعمل الروح الواح بعينه ، اسماً لكل واحد بمفرده كما يشاء " ( 1كو12 : 11 ) . وطبيعى لا يمكن أنت يمنح كل هذه المواهب ، إلا الله . والسيد المسيح وصف الروح القدس لتلاميذه بأنه " المعزى البارقليط " ( يو16 : 7 ) . ووصف هذا المعزى بصفات إلهية ، فقال : أ ـ إنه " يمكث معكم إلى الأبد " ( يو14 ك 16 ) . إذن فهو ليس إنساناً يمكث معهم فترة ويموت ، إنما هو روح الله الذي يمكث معهم إلى الأبد ، بل قال عنه أكثر من ذلك إنه : ب ـ " ماكث معكم ويكون فيكم " ( يو14 : 17 ) وعبارة " يكون فيكم " لا ينطبق على إنسان وقال عنه أيضاً : ج ـ " لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه " ( يو14 : 17 ) وهذه العبارة أيضاً لا تنطبق على إنسان يراه الناس ويعرفونه وفي رسالة إلى العبرانين يصفه الرسول بأنه " روح النعمة " ( عب10 : 29 ) وفي نبؤة زكريا يقول الوحي الإلهى " وأفيض على بين داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات ، فينظرون إلى الذي طعنوه ، وينوحون عليه كنائح على وحيد له في مرارة " ( زك12 : 10 ) . والكتاب يسمى الروح القدس أيضاً " روح القداسة " (رو1 : 4 ) ويقول عنه المرتل في المزمور " وبروح رئاسي أعضدنى " ( مز50 ) . ونقول عنه في صلوات الأجبية " روحاً مستقيماً ومحيياً ، روح النبوة والعفة ، روح القداسة والعدالة والسلطة " ونقول عنه أيضاً " الملك المعزى ، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل ، كنز الصالحات ومعطى الحياة " ونطلب إليه قائلين " هلم تفضل وحل فينا ، وطهرما من كل ذنس أيها الصالح ، وخلص نفوسنا " وفي سفر اشعياء النبى ، ما أكثر الأوصاف التى بها روح الله إذ يقول : " ويحل عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم ، روح المشورة والقوة ، روح المعرفة ومخافة الرب " ( اش11 : 2 ) وقد قال السيد المسيح الرب عن بصالئيل الذي قام بصناعة ما يلزم خيمة الإجتماع " وملآته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعه الاختراع " ( خر31 : 3 ـ 6 ) ولعل بصالئيل هذا أول مثل لموسي " وتلكم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي " ( خر28 : 3 ) وعن روح الحكمة يصلي بولس الرسول من أجل أهل أفسس لكي يعطيهم الله " روح الحكمة والإعلان في معرفته " ( اف 1 : 17 )وذلك لكى " تستنير اذهانكم ليعملوا ما هو رجاء دعوته " . أقنومه:- شهود يهوه لا يعتقدون أن الروح القدس أقنوم ( شخص ) ، بل يرونه مجرد قوة !! وللرد على ذلك نقول إن ما ورد عن الروح القدس في الكتاب المقدس ، يدل أنه شخص فهو يتكلم : ويقول الرب في ذلك لتلاميذه القديسين " لأن لستم أنتم المتكلمين ، بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم " ( مت10 : 20 ) ويقول الرسول أيضاً عنه " إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم " ( عب3 : 7 ـ 9 ) وهو الذي قال " افرزوا لي برنابا وشاول ، للعمل الذى دعوتهما إليه " ( أع13 : 3 ) فهو هنا يتكلم ، و أيضاً يدعو وهو يعلم ، ويذكر ، ويرشد ، ويخبر ، ويبكت وفي ذلك يقول الرب لتلاميذه عن الروح القدس " يعلمكم كل شئ ، يذكركم بكل ما قلته لكم " ( يو14 : 26 ) وأيضاً "متى جاء ذاك روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق ويخبركم بأمرو آتية " ( يو16 : 12 ، 13 ) وهو أيضاً الذي يبكت على خطية ( يو16 : 8 ) وهو يقود المؤمنين جماعات وأفراداً يقول الرسول " لأن الذين ينقادون بروح الله ، فأولئك هم أبناء الله " ( رو8 : 14 ) وهو يقيم الرعاة : وعن ذلك قال القديس بولس لأساقفة أفسس " احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس عليها أساقفة " ( أع20 : 28 ) وهو الذي يحدد تحكات الخدام فيقول القديس لوقا الإنجيلى عن القديس بولس الرسول وأصحابه " وبعد ما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية ، منعهم الروح القدس أن يتكلموت بالكلمة في آسيا فلما أتوا إلى ميسيا ، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية ، فلم يدعهم الروح " ( أع16 : 6 ، 7 ) والروح القدس يعزى المؤمنين ويشفع فيهم يقول السيد المسيح " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد " ( يو15 : 26 ) ويقول الرسول " الروح نفسه فينا بأنات لا ينطق بها " ( رو8 : 26 ) إذن هذا الذي يتكلم ويعلم ويذكر ، ويرشد ويخبر ، ويبكت ، ويقود المؤمنين ويقيم الرعاة ، ويحدد تحركاتهم ، ويعزى ويشفع أليس هو شخصاً ؟! أما القوة فهي إحدي نتائج حلوله على المؤمنين ( أع1 : 8 ) كما نقول أيضاً إن حلوله يمنح غيره وحرارة ، ويمنح حكمة ومعرفة إلخ . إنبثاقه:- نحن نؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب وهذا واضح من تعليم السيد المسيح نفسه في الأنجيل المقدس ، إذ قال لتلاميذه القديسين عن الروح القدس " روح الحق الذي من عند الآب ينبثق " (يو15 : 26 ) وهذا هو نفس ما يقوله قانون الإيمان المسيحى " نعم نؤمن بالروح القدس ، بالرب الحميى المنبثق من الآب "وهذا ما قرره مجمع القسطنطينة المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م ولكن الكاثوليك يقولون " المنبثق من الآب والآبن " فيضيفون عبارة " والآبن " Filioque وهي إضافة لم تكن موجودة إطلاقا في أصل قانون الإيمان ولم تكن معروفة في القرون الأولى للمسيحية ومبدأ ظهورها – كما يقولون – كان في أسبانيا في القرن السادس ، وانتقل منها إلى رومة وقد لاقت هذه الإضافة معارضة من الكاثوليك في القرن الأولى ويقال أن البابا ليو الثالث في أوائل القرن التاسع ، علق لوحتين إحداهما باللاتينية والأخرى باليونانية ، لقانون الإيمان بغير هذه الإضافة وقال " لا أريد أن أغير إيمان آبائي " والكاثوليك الذين يستخدمون اليونانية لا يقبلون هذه الإضافة ولم تستقر إضافة " والابن " عند الكاثوليك اللاتيني إلا في القرن الحادي عشر وقد سببت انقسامات كثيرة بلا داع وهي أيضاً ضد للثالوث القدوس وكما قال البعض إنها تجعل في الثالوث ابنين وأبوين ، إن كان الروح القدس يعتبر ابناً للابن ، إن كان منبثقاً منه ويكون الابن أباً له أيضاً !! ويحاول الكاثوليك أن يثبتوا هذه العقيدة عندهم ببعض آيات تدور حول ارسال الأبن للروح القدس كما في ( يو15 : 26 ) التى هي صريحة في انبثاق الروح القدس من الآب على الرغم من ارسال الأبن له وهناك فرق كبير بين الإرسال والانبثاق الانبثاق أزلي ، والإرسال في حدود الزمان الروح القدس منبثق من الآب منذ الأزل ، بحكم فهمنا للثالوث ولكن الابن أرسله لتلاميذه في يوم الخمسين. يشبه هذا قولنا أن الأبن مولود من الأب منذ الأزل ,وأرسله الأب إلى العالم مولوداً من امرأة فى ملْ الزمان. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الروح القدس وعمله فينا
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل