س 2 هل المسيح ابن مريم أيضا؟

06 ديسمبر 2021
Large image

نعم الرب يسوع المسيح هو ابن العذراء القديسة مريم، فقد كرر الكتاب المقدس في آيات كثيرة أن المسيح بالجسد حبل به وولد من العذراء القديسة مريم بالروح القدس، يقول الكتاب: " مريم التي وُلد منها يسوع الذي يدعى المسيح " (مت16: 1)، " أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس " (مت18: 1)، وقال الملاك ل " يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لان الذي حبل به فيها هو من الروح القدس " (مت20: 1)، وقالت الجموع عنه " أليس هذا ابن النجار أليست أمه تدعى مريم " (مت55: 13)، وقال لها الملاك " وها آنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية، فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا؟ فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله " (لو31: 135)، كما ووصفت العذراء مريم ب أمه " وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا " (يو25: 19)، وأيضا ب " مريم أم يسوع " (أع14: 1)، كما وصفتها اليصابات بالروح القدس ب " أم ربي " ؛ " فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي " (لو43: 1).
س 3: إذا هل يولد الله أو يلد؟ هل هو مولود أو والد؟
مبدئيا نقول أن الله فوق الحس أو الجنس، فالله بطبيعته وجوهره غير مولود أو والد، لم يلد ولم يولد، فالله نور " الله نور وليس فيه ظلمة البتة " (1يو5: 1)، " الذي وحده له عدم الموت ساكنا في نور لا يدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية آمين " (1تي 16: 6)، والله روح " الله روح " (يو24: 4)، والله واحد، كائن في الكون وحده، ليس معه أو مثله أو شبيه به أحد ولا إله آخر معه ولا غيره ولا قبله أو بعده هو الأول والآخر وليس إله غيره ؛ " الرب هو الإله ليس آخر سواه " (تث35: 4)، " أنا الأول وأنا الآخر ولا اله غيري " (اش6: 44)، " هل يوجد اله غيري " (اش8: 44)، أنا الرب وليس آخر لا اله سواي " (اش5: 45)، " وحدك الله وليس آخر ليس اله " (اش14: 45)، " إليس أنا الرب ولا اله آخر غيري اله ... ليس سواي " (21: 45)، " لأني أنا الله وليس آخر الإله وليس مثلي " (اش9: 46)، " ليس اله آخر إلا واحدا " (1كو4: 8)، " أني أنا هو قبلي لم يصور اله وبعدي لا يكون " (اش10: 43). فالله أزلي أبدي لا بداية له ولا نهاية. ولم يوجد أصلا بالتوالد إنما هو الموجود الذاتي، الموجود بذاته دون أن يوجده أحد لأنه هو موجد كل الخليقة، خالقها ومدبرها. ولكنه موجود كامل في ذاته، فيه الحياة وفيه العقل، فهو موجود بذاته عاقل بعقله حي بروحه، وخاصية الوجود الذاتي في الذات الإلهية هي ما يسميها الله بالآب، وخاصية العقل في ذات الله يسميها بالكلمة: كلمة الله والذي هو أيضا صورة الله، فالله ناطق بكلمته، ويسميها أيضا بالابن، ابن الله، وخاصية الحياة في الذات الإلهية يسميها بالروح ؛ الروح القدس أو روح الله، روح الله القدوس. الله موجود بذاته، ناطق بكلمته أو عاقل بعقله، حي بروحه.إذا فالله موجود بذاته، الآب، ناطق بكلمته، وكلمته، ابنه، موجود في ذاته، في حضنه " الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر " (يو18: 1)، وروحه القدوس من ذاته وفي ذاته، منبثق عنه، خارج عنه " الروح القدس الذي من عند الآب ينبثق " (يو26: 15).كلمة الله خارج من ذات الله وفي ذاته ومن ثم يسمى بالابن، خارج من ذاته أي مولود من ذاته وفي ذاته ولادة أبدية مثل ولادة النور من النور، كما نقول في قانون لأيمان " مولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق ". وهذه الولادة فوق الحس والجنس، مولود من الآب وغير منفصل عنه، فهذه صفات الإله الواحد الكامل في ذاته. ولكن هذا غير ولادته من العذراء، أي تجسده في ملء الزمان.
س 4: إذا كان هو الله الأبدي الأزلي، الأزلي الأبدي، غير المحدود في الزمان والمكان فكيف تكون العذراء مريم هي أمه، وهي مخلوقة ولها بداية؟ كيف يكون للأزلي أم حادثة ومخلوقة؟
نعم العذراء مريم هي أمه بحسب الناسوت (بالجسد) ولكنها دعيت بوالده الإله لأنها ولدت الإله المتجسد ودعتها اليصابات بالروح القدس " أم ربي " (لو43: 1). ولكن أمومة العذراء للمسيح وحبلها به وولادتها له لا يعني أنها اسبق منه في الوجود كإله أو أنها أصله ومصدره كإله، حاشا! فهو بلاهوته اصلها وخالقها فهو الأزلي الأبدي، الأزلي الأبدي، غير الزمني وغير المحدود بالزمن أو المكان، كقوله " أنا هو الألف والياء الأول والأخر " (رؤ11: 1)، " أنا هو الأول والأخر " (رؤ17: 1)، " أنا الألف والياء البداية والنهاية الأول والأخر " (رؤ13: 22). فهو الموجود دائما قبل العذراء بل وقبل الخلائق، فهو خالق كل شئ ؛ " في البدء كان الكلمة والكلمة كان هند الله وكان الكلمة الله ... كل شئ به كان (كون صار) وبغيره لم يكن شئ مما كان (كون). فيه كانت الحياة ... والكلمة صار جسدا وحل بيننا ورأينا مجده مجدا " (يو1: 1،2،14)، " فأنه فيه (المسيح) خلق الكل ما في السموات وما علي الأرض ما يري سواء كان عروشا أم رياسات أم سيادات أم سلاطين الكل به وله قد خلق " (كو15: 1،16). فوالدته العذراء مريم مخلوقة بواسطته، فهو خالقها وأصلها.
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
عن كتاب إذا كان المسيح إلهاً فكيف ُحبل به وولد؟

عدد الزيارات 683

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل