أيقونة عيد الظهور الإلهي (الإبيفانيا)

20 يناير 2024
Large image

حرص الفنان المسيحي عامة أن يوقع بريشته أيقونة معمودية السيد المسيح، والتي يطلق عليها أيقونة "الإبيفانيا، وهي كلمة يونانية تعنـــــــي الظهور الإلهي للثالوث القدوس، كما يخبرنا القديس أغسطينوس: «أعلن لنا إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوثا في واحد، فالن ص الإنجيلي (يو ١ : ٢٦ - ٣٤) يخبرنا فيه يوحنا المعمدان بالثالوث من خلال ما سمعه بالأذن لصوت الآب وما رأه الروح القدس، وما شهد به بابن الله يا لهذا النور الذهبي الغامر الذي يغزو قلب الإنسان بالفرح في هذه الأيقونة، وهنا يحتج يوحنا المعمدان على طلب السيد المسيح رافعا يده اليسري لأنه كيف يعمد القدوس الذي بلا خطية وحده؟ ولكن وافق يوحنا ليكمل كل بر، حيث مسح المسيح لخدمة الخلاص السرائري، فهو الذي خدم لي الخلاص لما خالفت ناموسه، فهكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد، وهنا تعلن لنا هذه الأيقونة بشرى الخلاص وتجديد الطبيعة الإنسانية، وقد رفع يوحنا يده اليمنى فوق المسيح الذي تقدّم لكي يفعل فيما لأبيه والخاضع أيضا فهو الذي وأخلى ذاته وأخذ صورة عبد» وبحسب ما يقول القديس أثناسيوس «لقد أنقص نفسه لأجلنا لكي بتواضعه نستطيع نحن أن نتقدم وننمو»، ويقف يوحنا بملامحه النسكية على صخرة في وضع أعلى من المسيح، فالصخرة هي صخرة النبوات الصادقة، ولكن نجده أحيانًا منحنيا في الأيقونة أمام المسيح لأنه ليس مستحقا أن يحل سيور حذائه كالعبد لسيده، ويوحنا يرتدي ثوبا من وبر الإبل نحيف الجسم كالقصبة، وبجوار يوحنا شجرة خضراء ترمز للأمة اليهودية وعند جذعها فأس قد وضعت على أصلها لتقطع كما قال يوحنا «قد وضعت الفأس على أصل الشجرة فكل شجرة لا تعطي ثمرًا تُقطع وتلقي في الناري لأن اليهود لم يقبلوا خلاص المسيح، وماء النهر أزرق داكن، حيث جاء المسيح ليقدس ماء النهر والذي يشير إلى ماء المعمودية، ورسم السمك في الماء والذي يشير للمؤمنين المجددين، ويظهر المسيح بجسد عار مغمورًا في الماء رمزًا أننا بالمعمودية نخلع الإنسان العتيق لأن الخليقة بحاجة إلى تجديد فنحن نخلص «بغسل الميلاد الثاني وتَجْدِيدِ الرُّوح القدس»، ونري الحية تحت أقدامه حيث جاء ليسحق رأس الحية، أو رجلا شيخًا متقوقعا مهزوما يتوسل إلى الرب كي لا يفنيه وهو يمثل الشيطان وفي أعلى الأيقونة ونرى نصف الدائرة المشعة بالنور الثلاثي الذي لا يُدنى منه، وهي تشير إلى صوت الآب «أنت هو ابني الحبيب الذي به سررت حيث انشقت السماء (مر ١٠:١) وجاءت بالابن المتجسد بداءة كل خليقة والروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، والابن المتجسد في الماء وبذلك يُستعلن في هذه الأيقونة الحب الذي في الثالوث القدوس ذات الثلاثة أقانيم لجوهر إلهي واحد، ويقول القديس صفرونيوس بالثالوث القدوس نحيا ناخذ الوجود من الآب والتبني من الابن والحياة من الروح القدس ويظهر ثلاثة ملائكة في خدمة السيد يحملون ثيابه، وفي خلفية الأيقونة جبلان متقابلان أحدهما باللون البني إشارة لوصايا العهد القديم، وعلى يمين النهر جبل باللون الأبيض إشارة لوصايا العهد الجديد، وأحيانا يُرسم على جانبي الأيقونة داود وإشعياء يمسك كل منهما بنبوات عن المعمودية.
نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد بالقاهرة

عدد الزيارات 85

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل