المجيء الثاني للسيد المسيح وقيامة الأموات

25 أغسطس 2019
Large image

أولا حتمية المجيء الثاني
جاء السيد المسيح إلى عالمنا في المرة الأولى ، في مجيئه الأول ، متضعا في الجسد ، متجسدا في صورة عبد " صار جسدا " (يو14:1) ، " ظهر في الجسد " (1تى 16:3) ، " آخذاً صورة عبد " وبعد قيامته من الأموات صعد إلى السماوات وجلس عن يمين العظمة " وجلس عن يمين الله " (مر16 : 19) ، " جالسا عن يمين قوة الله " (لو22 : 69) ، " يسوع قائما عن يمين الله " (أع 7 : 55) " ابن الإنسان قائما عن يمين الله " (أع 7 : 56) ، " عن يمين الله الذي أيضا يشفع فينا " (رو 8 : 34) ، " المسيح جالس عن يمين الله " (كو3 : 1) ، " جلس في يمين العظمة في الأعالي " (عب1 : 3) ، " جلس في يمين عرش العظمة في السماوات (عب 8 : 1) ، " جلس إلى الأبد عن يمين الله " (عب10 : 12) ، " جلس في يمين عرش الله " (عب12 : 2) ، " الذي هو في يمين الله إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له " (1بط 3 : 22) . ويلخص الوحي الإلهي ذلك بقوله : " الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كانسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب لذلك رفعه الله أيضا وأعطاه اسما فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب " (فى6:2-11) وكان السيد قد طلب من تلاميذه أن ينشروا الكرازة باسمه في كل جزء وكل مكان في العالم في المسكونة كلها بعد أن يحل عليهم الروح القدس : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر آمين " (مت19:28،20) ، " وقال لهم اذهبوا إلي العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من أمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن " (مر15:16،1) ، " وقال لهم هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث وان يكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم مبتدأ من أورشليم وانتم شهود لذلك.
وها أنا أرسل إليكم موعد أبى فأقيموا في مدينة أورشليم إلي أن تلبسوا قوة من الأعالي " (لو46:24-49) ، " لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلي أقصى الأرض " (أع 8:1) كما وعد السيد أنه سيكون مع كنيسته دائما ، في كل وقت ، وإلى الأبد " وها أنا معكم كل الأيام إلي انقضاء الدهر آمين " (مت 28 : 20) ، " لا أترككم يتامى أنى آتى إليكم " (يو14 : 18) ، " أجاب يسوع وقال له أن احبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلا " (يو14 : 23) ، من خلال وجوده ، بلاهوته في كل مكان " لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم " (مت 18 : 20) . فقد جلس على عرشه في السماوات كملك الملوك ورب الأرباب (رؤ14:17) وديان الأحياء والأموات (2تى 1:4؛1بط5:4) ، وهو يوجه ويدير كنيسته ، ملكوته ، ملكوت الله ، ملكوت السماوات على الأرض كرب العالمين " يسوع المسيح هذا هو رب الكل " (أع36:10) ، " الذي عمله ( الآب ) في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات فوق كل رياسة وسلطان وقوة وسيادة وكل اسم يسمى ليس في هذا الدهر فقط بل في المستقبل أيضا واخضع كل شيء تحت قدميه وإياه جعل رأسا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده ملء الذي يملا الكل في الكل " (أف20:1-23) . " الذي أنقذنا من سلطان الظلمة ونقلنا إلي ملكوت ابن محبته " (كو1 : 13) ، " لأنه هكذا يقدم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي " (2بط1 : 11) ، " أنا يوحنا أخوكم وشريككم في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله ومن اجل شهادة يسوع المسيح " (رؤ1 : 9) . وقد وعد أنه سيأتي مرة ثانية في نهاية العالم وانقضاء هذا الدهر " فان ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله " (مت16 : 27) كان مجيئه الأول في أتضاع ليقدم ذاته فدية للعالم وصعد إلى السماوات وجلس عن يمين العظمة في الأعالي وهو الآن مع كنيسته كملك الملوك وسيأتي في نهاية الأيام في مجد ليدين المسكونة بالعدل ويأخذ معه مؤمنيه ليكونوا معه إلى الأبد " آتي أيضا وأخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون انتم أيضا " (يو3:14) . ويسمى مجيئه هذا الذي سيكون في نهاية الأيام ب " المجيء الثاني " وقد أكد السيد المسيح مرارا وتكرارا على حقيقة وحتمية مجيئه مرة ثانية ، المجيء الثاني ، في نهاية العالم ، كما أكد هذه الحقيقة أيضاً تلاميذه ورسله بالروح القدس . قال السيد نفسه لتلاميذه " لا تضطرب قلوبكم انتم تؤمنون بالله فآمنوا بي في بيت أبى منازل كثيرة وإلا فأني كنت قد قلت لكم أنا امضي لأعد لكم مكانا وان مضيت وأعددت لكم مكانا آتي أيضا ( أجئ ثانية ) وآخذكم إلى حتى حيث أكون أنا تكونون انتم أيضا " (يو1:14-3) . وقال القديس بولس بالروح " هكذا المسيح أيضا
بعدما قدم مرة لكي يحمل خطايا كثيرين سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه " (عب9 : 28) قال الملاك للتلاميذ لحظة صعود السيد المسيح إلى السماء في مجيئه الأول :" أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء أن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقا إلى السماء " (أع11:1) ، وقال القديس بولس بالروح : " إذا لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر أراء القلوب وحينئذ يكون المدح لكل واحد من الله (1كو5:4) ، " وتنتظروا ابنه من السماء الذي أقامه من الأموات يسوع الذي ينقذنا من الغضب الآتي " (1تس10:1) ، " لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ، ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب " (1تس15:4-17) . وقال القديس يوحنا في الرؤيا بالروح القدس " هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الأرض نعم آمين " (رؤ7:1) . وقال السيد نفسه في الرؤيا " ها أنا آتى سريعا تمسك بما عندك لئلا يأخذ أحد إكليلك (رؤ11:3) ، " يقول الشاهد بهذا نعم أنا آتى سريعا آمين تعال أيها الرب يسوع (رؤ20:22) .واستخدم السيد وتلاميذه ثلاث كلمات ، أو مصطلحات ، هي ؛ مجيء ، وظهور واستعلان ، وذلك إلى جانب " يوم " :
(1) مجيء (Parousia - - باروسيا ) : والذي يعنى مجيء أو حضور :
" وفيما هو جالس على جبل الزيتون تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين قل لنا متى يكون هذا و ما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر " (متى 24 : 3) .
" لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق و يظهر إلي المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الإنسان " (متى 24 : 27) .
" وكما كانت أيام نوح كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان " (متى 24 : 37) .
" ولم يعلموا حتى جاء الطوفان واخذ الجميع كذلك يكون أيضا مجيء ابن الإنسان " (متى 24 : 39) .
" كل واحد في رتبته المسيح باكورة ثم الذين للمسيح في مجيئه " (1كو15 : 23) .
" لان من هو رجاؤنا وفرحنا وإكليل افتخارنا أم لستم انتم أيضا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه " (1تس2 : 19) .
" لكي يثبت قلوبكم بلا لوم في القداسة أمام الله أبينا في مجيء ربنا يسوع المسيح مع جميع قديسيه " (1تس3 : 13) .
" فأننا نقول لكم هذا بكلمة الرب أننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا
نسبق الراقدين لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا ، ثم نحن الإحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب (1تس4 : 15-17) .
" واله السلام نفسه يقدسكم بالتمام ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح " (1تس 5 : 23) .
" ثم نسألكم أيها الاخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه " (2تس2 : 1) .
" وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه " (2تس2 : 8) .
" فتأنوا أيها الاخوة إلى مجيء الرب " (يع5 : 7) .
" فتأنوا انتم وثبتوا قلوبكم لان مجيء الرب قد اقترب " (يع5: 8) .
" وقائلين أين هو موعد مجيئه لأنه من حين رقد الآباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة " (2بط3 : 4) .
" منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب " (2بط3 : 12) .
" والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا اظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه " (1يو2 : 28) .
(2) ظهور (Epiphaniea -  ابيفانيا ) : استخدمت كلمة ظهور للتعبير عن ظهور المسيح في مجيئه الثاني ، ظاهرا ومرئيا للعيان ، كما استخدمت للتعبير عن ظهور مجده وملكوته :
" وحينئذ سيستعلن الأثيم الذي الرب يبيده بنفخة فمه ويبطله بظهور مجيئه " (2تس2 : 8) .
" أوصيك أمام الله ... أن تحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلى ظهور ربنا يسوع المسيح " (1تي6 : 14) .
" أنا أناشدك إذا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد ان يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته " (2تي4 : 1) .
" قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا " (2تي4 : 7،8)
" منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح " (تي2 : 13) .
كما استخدم الكتاب أيضا تعبير " phanerosis -  - فانيروثيس – ظهور " : " متى اظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون انتم أيضا معه في المجد " (كو4:3) ، " والآن أيها الأولاد اثبتوا فيه حتى إذا اظهر يكون لنا ثقة ولا نخجل منه في مجيئه " (1يو28:2) ، " أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله ولم يظهر بعد ماذا سنكون ولكن نعلم انه إذا اظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو " (1يو2:3) .
(3) استعلان (Apocalypse -  - ابوكاليبس ) :
" وانتم متوقعون استعلان ربنا يسوع المسيح " (1كو1: 7) .
" وإياكم الذين تتضايقون راحة معنا عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب معطيا نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح ، الذين سيعاقبون بهلاك ابدي من وجه الرب ومن مجد قوته متى جاء ليتمجد في قديسيه ويتعجب منه في جميع المؤمنين لان شهادتنا عندكم صدقت في ذلك اليوم " (2تس1 : 7) .
" لكي تكون تزكية إيمانكم وهي اثمن من الذهب الفاني مع انه يمتحن بالنار توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح " (1بط1 : 7) .
" لذلك منطقوا احقاء ذهنكم صاحين فالقوا رجاءكم بالتمام على النعمة التي يؤتى بها إليكم عند استعلان يسوع المسيح (1بط1 : 13) .
" بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين " (1بط4 : 13) .
(4) اليوم أو يوم الرب أو يوم المسيح :
وصف العهد الجديد اليوم الذي سيأتي فيه السيد المسيح في نهاية العالم بيوم ابن الإنسان " لأنه كما أن البرق الذي يبرق من ناحية تحت السماء يضيء إلى ناحية تحت السماء كذلك يكون أيضا ابن الإنسان في يومه " (لو17 : 24) ، كما وصف أيضا باليوم أو يوم الرب ، ويوم يسوع المسيح ويوم المسيح ويوم الرب يسوع ويوم الدين واليوم العظيم واليوم الأخير ويوم غضبه العظيم ويوم الغضب ويوم الفداء : " فاسهروا إذا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة التي يأتي فيها ابن الإنسان " (متى 25 : 13) .
" الذي سيثبتكم أيضا إلى النهاية بلا لوم في يوم ربنا يسوع المسيح " (1كو1 : 8).
" واثقا بهذا عينه أن الذي أبتدأ فيكم عملا صالحا يكمل إلي يوم يسوع المسيح " (فيلبي 1 : 6) .
" حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح " (فيلبي 1 : 10) .
" متمسكين بكلمة الحياة لافتخاري في يوم المسيح باني لم اسع باطلا ولا تعبت باطلا " (في2 : 16) .
" أن لا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم ولا ترتاعوا لا بروح ولا بكلمة ولا برسالة كأنها منا أي أن يوم المسيح قد حضر " (2تس2 : 2) .
" تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلي دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الشهير" (أع2 : 20).
" أن يسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكي تخلص الروح في يوم الرب يسوع " (1كو5 : 5) .
" كما عرفتمونا أيضا بعض المعرفة أننا فخركم كما أنكم أيضا فخرنا في يوم الرب يسوع " (2كو1 : 14) .
" لأنكم انتم تعلمون بالتحقيق أن يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء " (1تس 5 : 2) .
" يعلم الرب أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الاثمة إلي يوم الدين معاقبين " (2بط2 : 9) .
" ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السماوات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها " (2بط3 : 10).
" منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحل السماوات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب " (2بط3 : 12) .
" والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام " (يه1 : 6) .
" لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم و من يستطيع الوقوف " (الرؤيا 6 : 17) .
" ولكنك من اجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضبا في يوم الغضب واستعلان دينونة الله العادلة " (رو2 : 5) .
" ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء " (أف 4 : 30) .
القمص عبد المسيح بسيط أبو الخيركاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد
عن كتاب المجيء الثاني متى يكون وما هي علاماته؟

عدد الزيارات 4223

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل