تسلسل أحداث المجيء الثاني

09 سبتمبر 2025
Large image

1- المجيء الأول (الاختطاف Rapture) والقيامة الأولى (قيامة الأبرار فقط):
تقول هذه المدرسة أن الرب يسوع سينزل من السماء بهتاف، بصوت رئيس ملائكة وبوق الله. هذا هو الاختطاف (1تس4: 15 –18) ويقوم الأموات، الأبرار فقط، من قبورهم سواء الذين من العهد الجديد أو العهد القديم لمقابلة الرب في الهواء، أما الأموات الأشرار فسيظلون في قبورهم إلى ما بعد ذلك ب1007 سنة، أي لما بعد الملك الألفي. ويؤمن التدبيريون بأن هناك فرقاً بين المجيء الثاني للمسيح قبل الأسبوع الأخير من أسابيع سفر دانيال السبعين ومبتدأ الأوجاع، والذي يرتبط في نظرهم بالاختطاف، وبين مجيئه بعد الملك الألفي، والذي يسمونه بالظهور.
ثم ينتهي هذا التدبير الحاضر، تدبير النعمة باختطاف كل المؤمنين الذين سيكونون أحياء علي الأرض في وقت مجيئه ليخطفوا مع القديسين المقامين والأطفال الذين هم دون سن المسؤولية من جهة خطاياهم، ولهم والدان مؤمنان، أو حتى أحد الوالدين مؤمن، ومفديان، فسيصبح لهؤلاء نصيب في الاختطاف لملاقاة الرب في الهواء. لأنهم مقدسون في الوالدين المؤمنين، أو في أحدهما. أما بقية الأطفال فسيتركون مع والديهم غير المؤمنين ليجتازوا معهم فترة الضيقة وستكون لهم الفرصة أن يسمعوا ويؤمنوا بإنجيل الملكوت (1كو 7: 14)، وسيترك ويبقى على الأرض كل الذين لم يعرفوا الرب كمخلص لهم، والذين لم تغتسل خطاياهم في دمه ليجتازوا الضيقة (مت25: 10 – 12).
ومن وقت الاختطاف فصاعدا سيكون العريس، المسيح والعروس، الكنيسة وأصدقاء العريس الذين هم قديسي العهد القديم، معا إلي الأبد. ومن ثم، كما يقولون، فالكنيسة لن تجتاز الضيقة لأنها ستؤخذ للمجد عند مجيء الرب واختطافه لها، قبل الضيقة مباشرة (رؤ3: 10). وبعد أن يأخذ الرب كنيسته إلي بيت الآب الذي سيصبح مسكنها الأبدي سيجلسها علي مائدته ويتقدم ليخدمها بالسعادة والمسرات السماوية (لو 12: 37). " إن الاختطاف سيكون لكل المؤمنين سواء كانوا أحياء أم راقدين (أي أموات في المسيح) لذا يقول " سنخطف جميعا " [ 1 تس 4: 17 ] ابتداء من هابيل إلي آخر مؤمن في العهد الجديد، بعد اختطاف الكنيسة 000 سوف يكون لله بقية من اليهود والأمم يتعامل الرب معها لتكون له: " سأرجع بعد هذا وأبني أيضا خيمة داود الساقطة، لكي يطلب الرب. جميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم " [ أع 15: 13- 19 ]، وأيضا [ رو 11: 25 – 32 ] " إن القساوة قد حصلت جزئيا لإسرائيل 000 وهكذا سيخلص جميع إسرائيل ". إن أورشليم وما حولها هي محور النبوات الخاصة بالأرض، بل نقول هي مسرح الأحداث المستقبلية بعد اختطاف الكنيسة 00 أن هذه الأقوال تخص بالذات الشعب الأرضي و ليس السماوي، وكذلك أورشليم الأرضية (شعبك - مدينتك - أورشليم). وبعد اختطاف الكنيسة وارتفاع الروح القدس سينتشر الشر والفساد والتمرد سريعا في الأرض وتصبح الأخلاقيات بنفس الصورة التي كانت عليها في أيام نوح ولوط (لو 17: 26- 29) وسيزداد الإثم (2 تس 6- 7، مت 24: 12).
وبعد الاختطاف سيجمع نظام روما الكاثوليكية، كما يقول البعض منهم، حوله العديد من الطوائف المسيحية، أو تتجمع المسيحية الاسمية، كما يقول البعض الآخر، ليكونوا نظاما واحدا دينيا فاسدا يسمي " ببابل الزانية العظيمة " (رؤ17: 1 -2). وستسعى هذه الكنيسة الاسمية، كما سعت كنيسة روما في الماضي، لتؤثر علي الحكومات ولتجمع حولها أمم أوروبا الغربية وربما بعض أجزاء من أمريكا الشمالية ومناطق مثل إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرها من الدول التي كان ينتشر فيها نور المسيحية ذات يوم، وذلك لإحياء الإمبراطورية الرومانية بممالكها العشر، التي يرونها في أصابع قدمي التمثال البهي في حلم نبوخذ نصر والقرون العشرة للوحش الرابع في سفر دانيال النبي (2و7)، ويشار إليها سياسيا باسم بابل،فيتكون حلف من عشر دول غربية متحدة تسمي الوحش. ويتكون هذا الحلف الغربي من الكنيسة الاسمية أو كنيسة روما التي ستتحكم في الإمبراطورية الرومانية العائدة للحياة إلي حين. ويشيرون إلى ذلك بالمرأة الجالسة علي الوحش (رؤ 17: 1- 13). ومن ثم فستصبح مدينة روما المركز الإمبراطوري وعاصمة الإمبراطورية العائدة للحياة (رؤ 17: 9- 13) ويتم تجميع اليهود من الشتات إلي أرض إسرائيل،وسيعود منهم تقريبا ما بين 13 إلي 14 مليون يهودي من كل أجزاء الأرض لأسباب سياسية وتجارية وثقافية فقط وليس بدافع الإيمان، ولكن سيوجد بين هؤلاء العائدين بقية خائفة الله،متميزة تخاف الله وترتعب من كلمته، وسيكون رجاء هذه البقية اليهودية التقية هو مجيء المسيا المنتظر الذي انتظروه طويلا ليملك عليهم ويملكون من خلاله على العالم كله. وستكرز هذه البقية بإنجيل الملكوت ثم يكرز الأمم أيضا به. وستؤمن أعداد غفيرة من اليهود والأمم بهذا الإنجيل.
النصف الأول من الأسبوع السبعين (مبتدأ الأوجاع): أو "1260 يوما أي ثلاث سنوات ونصف أو 42 شهرا. وبتعبير آخر زمان وزمانين ونصف زمان "(ارجع إلي مت 24: 5- 8، رؤ 6- 8). أما أحداث الضيقة العظيمة ففي نبوة دانيال [ 9: 27 ] " وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة وعلى جناح الأرجاس مخرب. في وسط الأسبوع " أي في النصف الثاني من الأسبوع، أي ثلاث سنوات ونصف (راجع رؤ 11: 2- 3 و 12: 6،14 و 13: 5) وسيحدث الأتي فترة مبتدأ الأوجاع:
الاتحاد الثلاثي الوحشي الشيطاني (الشيطان والوحش وضد المسيح) ؛
أ - الوحش (والذي يدعونه أيضا بالسوط الجارف أو المخرب الآشوري) ؛ حيث يفرز الشيطان شخصا من الغرب هو " القرن الصغير " الذي يدعوه الكتاب " الوحش " و" ملك بابل "، هذا الشخص سيكون من الأمم لأنه خارج من البحر الذي يمثل الحالة غير المستقرة للشعوب. وبعد هذا، يقوم الوحش، أي الأمم العشرة المتحدة اتحادا فيدراليا، مع القرن الصغير الذي علي رأسها بطرح الزانية، التي هي الكنيسة الاسمية، بنظامها الديني الذي سيقود الإمبراطورية في الثلاث سنين ونصف الأولي. ويقولون أن هذا ما يشار إليه في الرؤيا بعبارة " سقطت بابل ". ثم تطرح الإمبراطورية النظام الديني عنها وتتخذ نظاما جديدا مختلفا وشيطانيا، بقيادة " القرن الصغير ". وسيتسمر ذلك لمدة اثنين وأربعين شهرا، أو ثلاث سنين ونصف (رؤ13: 2-8). وسيتعجب كل العالم وراء الوحش أو الاتحاد الفيدرالي للعشرة الأمم الغربية في شكلها الجديد.
ب - ضد المسيح ؛ وسيظهر، في ذلك الوقت، شخص آخر في أرض إسرائيل، يقولون أنه غير الوحش، وسيعمل بكل قوة الشيطان (2تس 2: 9) وبالارتباط مع الوحش الأول أو " القرن الصغير ". ويقولون أنه سيكون إسرائيليا وربما من سبط دان (دا 11: 37، تك 49: 16-17، ويغيب هذا السبط من رؤ 7). هذا الشخص هو " ضد المسيح " و " إنسان الخطية " و " النبى الكذاب "الذي سيظهر نفسه لليهود على أنه المسيا المنتظر والذي انتظروه طويلا، وسيصدقه اليهود ويقبلونه ويجعلونه ملكا لهم وسيحكم أرض إسرائيل. وسيكسر الوحش العهد مع اليهود بمساعدة " ضد المسيح " هذا، وسيبطل كل نشاط ديني في مملكتهم، وستتوقف كل عبادة مزيفة سواء كانت مسيحية أو يهودية كاذبة. مما يؤدى إلى عبادة الوحش الذي ستوضع صورته، بمساعدة " ضد المسيح "، في هيكل أورشليم،الهيكل الثالث الذي سيبنيه اليهود، غير الهيكل الرابع الذي سيبنى في الملك الألفي، وهذه هي " رجسة الخراب ". يقول أحدهم " هل سيعاد بناء الهيكل وتمارس الطقوس اليهودية مرة أخرى؟ " ويجيب " نعم. عندما يأتي ضد المسيح فأنه سيجلس في هيكل الله فيتعبدون له (2تس4: 1). والهيكل سيكون موجودا مع الذبيحة اليومية والعبادة القائمة 000 الرب أيضا في كلامه النبوي الواضح (مت15: 24) يشير إلى " المكان المقدس " الذي سيكون في المستقبل. وأن كان الكتاب لا يسجل شيئا عن أقامته بل ملاحظات بسيطة عن هذه الحقيقة. والأجزاء النبوية من دانيال تفترض أيضا وجود الهيكل وبالتالي الطقس اليهودي. (دا 27: 9) " (11).
ثم يصدر قرارا في كل أنحاء الإمبراطورية بعبادة صورة الوحش وتفرض الوثنية علي اليهود في إسرائيل وعلي كل سكان الأرض من المسيحيين المرتدين الذين سمعوا ورفضوا إنجيل نعمة الله في وقتنا هذا.وسيسيطر الوحش مع " ضد المسيح " سيطرة تامة علي ارض إسرائيل التي ستصبح أسيرة ومرتبطة بالإمبراطورية لمدة الثلاث سنين ونصف الأخيرة، وسيخضع كل من في ارض إسرائيل لسيطرتهما. وسيبذل ضد المسيح جهده ليجعل كل أمم الغرب، المسيحية، وأرض إسرائيل تقبل سمة الوحش سواء علي جبهتهم أو علي يدهم اليمني،هذه السمة التي بدونها لا يقدر الناس أن يشتروا أو يبيعوا (رؤ13: 16 –18). ولكن البقية التقية من اليهود ومن الأمم الذين يؤمنون بإنجيل الملكوت سيرفضون السجود لصورة الوحش أو قبول سمته مما يثير ضدهم عداوة الوحش، ضد المسيح والنبي الكذاب اللذين سيضطهدانهم بأشد الاضطهادات قسوة ويقتلان الكثيرين منهم.
(ج) الضيقة العظيمة ؛ وسيؤدى هذا الاضطهاد الرهيب إلى " الضيقة العظيمة " التي ستدوم لمدة 1260 يوم (وهي تنقص مدة 18 يوم عن 5ر3 سنة)، لأن 5ر3 سنة مدتها 1278، وتسمي أيضا " ضيق الأزمنة "، وستهرب البقية الأمينة اليهودية من هذا الاضطهاد إلي الجبال والكهوف وشقوق الأرض. وسيمجد " ضد المسيح " ويعظم نفسه فوق كل ما هو من الله وسيجلس في هيكل الله مظهرا نفسه أنه إله يجب أن تقدم له العبادة (دا 11: 36، 2 تس 2: 3 –4). ثم يضرب أمراء أوروبا الغربية، الذين قبلوا سمة الوحش وسجدوا لصورته بدمامل خبيثة وردية. وتعنى هذه الدمامل الألم المفزع لضمائر مذنبة (رؤ 16: 2) (الجام الأول). ويقولون، كما سبق أن بينا، أن الكنيسة لن تجتاز هذه الضيقة التي يصفونها ب " ضيقة يعقوب " (ار7: 30) " وإذا رجعنا إلي العهد القديم نجد رمزا للكنيسة التي لا تجتاز الضيقة في أخنوخ السابع من آدم، إذ مكتوب عنه " وسار أخنوخ مع الله ولم يوجد لأن الله أخذه (نقله) " [ تك 5: 24 وعب 11: 5 ]، وإذا قرأنا سفر التكوين سنجد نوحا الذي دخل الفلك مع بيته، ونزل الطوفان، وانفتحت طاقات السماء بعدما انفجرت كل ينابيع الغمر، وتكاثرت المياه وتعاظمت جدا، ولكن رغم هذا كله بقي نوح والذين معه فقط في الفلك "(12).
(د) السخط ؛ ثم تتصاعد الضغوط السياسية في الشرق الأوسط، وتزداد عداوة الأمم، وخاصة العرب، لإسرائيل. وهذا ما يسمي بالسخط، الذي سيغطي فترة 75 يوما في نهاية الضيقة العظيمة وقبل إعلان الملك الألفي.وفي هذه الفترة يقود الشيطان أمما كثيرة لتدخل أرض إسرائيل بالقوة لتدمرها وتتحدي المسيح بعد رجوعه، بالحرب مطالبة بحقوقها في الأرض ومن ثم يصب الرب سخطه علي هؤلاء الثائرين ويبيدهم تماما. ونتيجة لذلك ستصارع الدول المختلفة لأجل التفوق العالمي واستمرار البقاء، وسيصطفون في عدة أحلاف مشتركة وستكون هناك ستة جيوش مختلفة تدخل فيما يسمى بمعارك السخط، وهي:
1 - ملك الجنوب وحلفه (دا 11: 40، حز 30: 1 –8) ؛ وهذا الحلف يشمل مصر، ملك الجنوب، والدول التي في شمال شرق أفريقيا التي يرون أنها أثيوبيا وليبيا، وربما السودان ودولا أخري.
2 - ملك الشمال وحلفه الذي يضم الدول العربية ؛ (دا 11: 40، مز 83: 3 –8). ويضم هذا الحلف تركيا والتي يرجح أنها ستكون ملك الشمال اعتمادا على ما جاء في يوحنا دار بي (مجلد 2 ص 343)، والدول العربية التي تقع في شمال وشرق إسرائيل، وهي سوريا والعراق ولبنان والأردن والمملكة العربية وغيرها، وهذا هو الحلف الإسلامي، في نظرهم.
3- التحالف الغربي، أي الإمبراطورية الرومانية العائدة إلي الحياة وتدعي الوحش ؛ ويضم هذا التحالف عشرة بلاد من غرب أوروبا هى إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وأسبانيا وغيرها وربما بعض ولايات من أمريكا الشمالية. والتي هي بلاد مسيحية اسما فقد كان بها نور المسيحية وامتيازاتها ولكن دون معرفة يسوع المسيح كالمخلص. وهذه المجموعة من الدول يشيرون إليها، سياسيا، بأنها بابل.
4 - جوج وماجوج وتحالفهم (حز 38: 1-7).
ويضم هذا الحلف روسيا ودولا أخري في أقصي الشمال وشرق إسرائيل، وربما ألمانيا وبعض دول من شرق أوربا، وإيران.. الخ.
5 - جيش إسرائيل (أر 51: 19- 23؛ مز 108: 10- 13 ؛ مي 4: 13، زك 12: 6، 14: 14).
هذا الجيش يضم مفديين من الاثني عشر سبطا.
6 - ملك الملوك وجيوش السماء (رؤ 19: 11- 16).
وهي جيوش الرب يسوع المسيح (ملك الملوك)، والتي تضم كل الذين أخذوا إلي المجد في الاختطاف والذين اشتركوا في القيامة الأولى من العهدين القديم والجديد، أي قديسو الله المفديون السماويون.
(ر) معركة هرمجدون:
ويقولون أنه ستندلع سلسلة معارك أثناء السخط في هرمجدون تبدأ بملك الجنوب، مصر، وحلفائه من الجيوش التي ستغزو أرض إسرائيل من الجنوب ويقولون أن نهر الفرات سيجف ليتيح للأعداد الغفيرة بقيادة ملك الشمال أن تغزو ارض إسرائيل من الشمال مثل العاصفة، وهذا يشار إليه أيضا بأنه الهجوم الآشوري الأول. هذا الغزو الجبار سيخرب الأرض بقسوة وستكون الأرض في أعينهم شبيهة بجنة عدن، ولكنها ستصبح بعد غزوها برية خربة. هذا " السوط الجارف " سيقيمه الله للقضاء علي جموع غفيرة مرتدة من اليهود التي قبلت ضد المسيح وعبدت الوحش. وعند وقوع الكارثة العظمي سيهرب المسيا الكاذب اليهودي، ضد المسيح،، وسيؤخذ نصف مدينة أورشليم سبايا (زك 14: 2) وسيدمر الهيكل الذي أقامه اليهود.
(س) ظهور المسيح وملحق القيامة الأولى!!
وبمجرد أن يدخل الوحش وجيوشه، أي الحلف الغربي أو الإمبراطورية الرومانية العائدة للحياة، أرض إسرائيل، سيأتي الرب من السماء علي فرس أبيض، والقديسون السماويون الذين اختطفوا سوف يأتون معه ويشار إليهم بجنود السماء، وذلك للحرب بلهيب نار وللدينونة وسيقضي علي جيوش الوحش ببهاء مجيئه. هذا هو ظهور المسيح ودينونة بابل السياسية.
وسيأخذ ملحق القيامة الأولى مجراه حيث يقوم من الموت كل الذين ماتوا أثناء السبع سنين، ما بين الاختطاف والظهور، الذين آمنوا بإنجيل الملكوت الذي كرز به بعد الاختطاف ثم ماتوا سواء بالاستشهاد أو بأي طريقة أخري، ليلحقوا بالقديسين السماويين. وستكون هناك فئتان من القديسين الشهداء المقامين: الذين قتلوا أثناء حكم الكنيسة المزيفة (الزانية العظيمة) في الثلاث سنين ونصف الأولى (رؤ 6: 9 –11) والذين قتلوا أثناء حكم الوحش وضد المسيح في الثلاث سنين ونصف الأخيرة (رؤ 15: 2-4). وكلاهما سيشارك في البركة السماوية وسيعيشون ويملكون مع المسيح فوق الأرض (رؤ 14: 13،20: 4 –5).
وسيقبض الرب علي كل من الإمبراطور الروماني (الوحش أو القرن الصغير) والمسيا اليهودي الكاذب (ضد المسيح) ويلقيهما حيين في بحيرة النار.
وبظهور الرب ليدين التحالف يبدأ " يوم الرب " عندما يظهر علنا قوته الكونية وسلطانه علي كل من السماوات والأرض وسيبدأ الرب بإخضاع وطرد كل قوة معادية، وسيمتد يوم الرب طيلة الألف عام من حكم المسيح الألفي. وسيأتي الرب ليدافع عن أورشليم من ملك الشمال وجيوش العائدة، وسيواجه ملك الشمال الرب في الأرض ويقف ضده في المعركة، وتكفى قوة صوت الرب لهزيمة ملك الشمال وجيوشه، وعندما يسقط ملك الشمال، فإن جوج، روسيا، الذي سانده بالعتاد الحربي لا يأتي لمعونته " ولا معين له ". ثم يلقي الرب ملك الشمال حيا في بحيرة النار مع الوحش والنبي الكذاب، ضد المسيح.
(ص) رجوع إسرائيل:
ويقولون أنه ليس الغرض من ظهور الرب في ذلك الوقت هو القضاء علي القوى الأممية فقط بل أيضا لخلاص البقية التقية من اليهود ورجوع العشرة الأسباط المفقودة من إسرائيل(لو18: 1- 8، مز90- 106، الكتاب الرابع من المزامير).
وعندما تلمس قدمي الرب جبل الزيتون فإنه ينشق إلي اثنين ويكون واديا عظيما يمتد شرقا وغربا (زك 14: 4)، وسيتحول الذين سيرونه إلى رسل للبقية الباقية التي ستخرج من أماكن اختبائها إلى الوادي العظيم الذي شقته قدما الرب (أش 52: 7؛زك 14: 5). وستنظر البقية اليهودية إليه - ذاك الذي طعنوه وينوحون نادمين عليه. وسيعترفون بذنب دمه إذ صلبوا رب المجد، وسيرسل الرب ملائكته ليجمع مختاريه من أسباط إسرائيل. وستصعد جماعة عظيمة جدا من كل مدينة على الأرض، حتى من أقصى البلاد كالصين (سينيم أش 49: 12) وأجزاء من روسيا (ماشك مز 120: 5). أما احتياجات الأسباط العائدة من إسرائيل فستقوم بها بعض الأمم التي ستتذلل أمام قوة ومجد الرب والتي ستظهر في الأرض (مز18: 44 45 ؛66: 3). وسيأتون راكبين على الخيل والبغال والجمال والعربات والمركبات والسفن وستولد الآمة الإسرائيلية، الاثنا عشر سبطا معا، دفعة واحدة (أش60: 2؛66: 8) وسيقيم الرب عهدا جديدا أبديا مع إسرائيل ويمنح اليهود قلبا جديدا وهم سيطيعون ناموس الله (حز 36: 25 27)، وستمتلئ أفواه الاثني عشر سبطا ضحكا وألسنتهم بالترنم والفرح (مز 126). وستملئ الأرض منهم حتى لا تسعهم وسيكونون كرمل البحر الذي لا يعد وسيطلبون من الرب أن يوسع التخوم.
ونظرا لاستمرار السخط سينزل جوج، روسيا، وكل جمهورها العظيم، الآشوري العظيم في شكله النهائي،، من أراضيه في أقصي الشمال محاولا أن يسقط مملكة يسوع المسيح في إسرائيل، وهذا ما يشار إليه بالهجوم الآشوري الثاني، ومن ثم يستخدم الرب هذه الفرصة ليجعل العديد من جيوش الأمم تصعد معهم، وسيقود جوج (روسيا) هذا الهجوم النهائي. وتصل إلي أسماع الإسرائيليين الذين اجتمعوا هناك حديثا أنباء اقتراب الجمهور العظيم بقيادة جوج، عندئذ يصرخون إلي الرب لكي ينفذهم، وحيث أن الرب يكون في صهيون في ذلك الوقت، فإنه لا يسمح بأن تؤخذ مدينة أورشليم مرة أخري ومن ثم يشجع إسرائيل لكي تثق فيه كالملجأ. وستصعد الجيوش الغفيرة التي بلا عدد مثل سحابة (حز 38: 16). وللحال فإن الرب سيسمح بزلزال قوي لكي يمزق خطط جيوش الحرب وينتشر الخوف والشائعات بين الجنود، ويزداد الهلع في الجيوش فيضرب الواحد أخيه، وفي ذات الوقت فإن الرب يسمح بكوراث طبيعية ترافق الزلزلة، مثل الأوبئة وحجارة البرد والأمطار الجارفة والنار، وسيزمجر الرب من صهيون ليدوس معصرة خمر وسخط غضب الله. وهذه هي دينونة عناقيد كرم الأرض. وسيقود جوج، روسيا، المعركة، ولكنه سيسقط علي جبال إسرائيل وسيهلك حوالي خمسة أسداس جيش جوج، روسيا (حز39: 2). وسيطىء الرب، في سخطه المخيف، بقدميه الأمم التي اتبعت جوج، وسيسير في الأرض من أورشليم حتى يصل إلي أدوم حوالي مائتي ميل حب. وأدوم، من المرجح أنها جزء من العربية، ستكون المكان الذي يضرب فيه الرب الأمم التابعة لجوج بغضبه ويسحقهم بغيظه وسيكون قتال الجيوش هناك عظيما لدرجة أن الدماء المسفوكة منهم تصل إلي لجم الخيل. هذا هو يوم سخط الرب، وستصعد نتانة جثثهم من الأرض، وطيور السماء تأكل لحمهم، وسيرسل الرب نارا آكلة وريحا عظيمة إلى ارض روسيا وإلي أجزاء عديدة من الأراضي البعيدة علي أولئك غير المؤمنين. وسيكون القضاء من الرب بالإبادة والقتل ممتدا من أقصاء الأرض إلي أقصائها. أما الأمم الذين نجوا من قضاء الرب المدمر فسيعودون إلي أراضيهم، إلى الأجزاء البعيدة من أرضهم ليعلنوا مجد الرب. وستسمع الأمم وتخاف وستعين بقية إسرائيلية لتعود إلي أرضها. وسيقضى الرب علي الأمم المجتمعة التي اتبعت روسيا في الحرب، في أدوم، وسيكون قضاء رهيبا حتى أن أرض أدوم نفسها ستترك في خراب أبدي، وستبقي عقيمة وخربة من جيل إلي جيل أثناء الملك الألفي. وسيعود الرب إلي إسرائيل من أدوم بعد أن وطئ وحده المعصرة، وعندما يعود الرب، فإنه يقود جيوش إسرائيل ليحاربوا ويخضعوا الأعداء الباقين الذين يقيمون في أرضهم كما كان في أيام يشوع الذي قاد بني إسرائيل إلي الانتصار. وستمتد المعركة حتى إلى ارض أشور (مي 5: 5- 6). وفي ذلك الوقت فإن إسرائيل سيضع يده علي كل الحدود المعطاة له بالوعد كميراث من نهر مصر إلى نهر الفرات، وسيقع القضاء النهائي علي الفلسطينيين من جيوش إسرائيل أيضا ولا تبقي بعد كأمة، وسيخضع موآب وعمون لإسرائيل ويوضعون تحت الجزية. وسيسمح لبقية منهم بالبقاء في الأرض أثناء حكم المسيح الشخصي.
وسيقيد إبليس ويطرح في الهاوية السحيقة لمدة ألف سنة (رؤ 20: 1- 3)، وسينهي الرب كل حرب وتمرد، ولن يعود هناك مغتصب من ذلك الوقت وفيما بعد لكي يضايق إسرائيل مرة أخري، وسيقيم الرب عرش مجده في إسرائيل، وكل الأمم الباقية في الأرض ستجتمع أمامه لكي تدان بحسبما تعاملت مع رسل إنجيل الملكوت الذين خرجوا ليكرزوا به في كل الأمم (مت 24: 14). وسيقسمهم الرب كالراعي الذي يميز خرافه من الجداء، والأمم الذين اظهروا أنفسهم أبرارا سيدخلون للتمتع بالبركة الأرضية مع إسرائيل، أما الأمم التي أظهرت نفسها في عدم البر فسترسل إلي العقاب الأبدي. وهذه هي دينونة عرش الرب (مت25: 31- 46). وبذلك فإن مدة 1335 يوما منذ منتصف الأسبوع قد انتهت وكل شر ومقاومة ستخضع (دا 12: 12؛ 1مل 5: 4).
المتنيح القمص عبد المسيح بسيط

عدد الزيارات 49

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل