المقالات

16 يوليو 2025

الخادم الروحي دائمًا يعمل والخدمة ضرورة موضوعة عليه

الله دائما يعمل، وعلينا أيضا أن نعمل، وفي ذلك قال السيد المسيح له المجد في (يو 5: 17) "أبي يعمل حتى الآن وأنا أيضا أعمل" وهو بهذا يعطينا القدوة الصالحة في العمل الدائم المستمر، العمل بلا انقطاع من أجل ملكوت الله. هذا الذي قال عنه القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب" (2تي 4:2) أي كل حين وهكذا كان السيد المسيح يعمل باستمرار كان يعمل طول اليوم، حتى يميل النهار كما في وعظه قبل معجزة الخمس خبزات والسمكتين، إلى أن"ابتدأ النهار يميل" (لو 9: 12)، ثم أخذ يهتم بعد ذلك بطعامهم الجسداني وكان يعمل بالليل، كما تقابل مع نيقوديموس ليلًا (يو 3: 2)، وكما جاء إلى التلاميذ في الهزيع الرابع من الليل (مت 14: 25)، أو قد يأتي إليهم في الهزيع الثاني أو الثالث (مت 12: 38) أو في نصف الليل وأيضا هو يعمل مادام نهار (يو 9: 4). والسيد المسيح كان يعمل أيضا في كل مكان: كان يعمل وهو ماش في الطريق (لو 19: 1 – 5) كما في هداية زكا وكان يعمل وهو جالس عند البئر كما فعل في هداية المرأة السامرية (يو 4: 6 – 7) ويعمل وهو في بستان جثسيماني مع الثلاثة تلاميذ (مت 26)،ويعمل وهو ماش على الماء كما فعل في تدريب بطرس وفي إنقاذه من الغرق (مت 14: 28 – 31) كان يعمل في البرية ووسط الحقول، وعلى شاطئ النهر وشاطئ البحيرة، وفي البيوت كما في بيت مرثا ومريم (لو 10: 38)،وعلى الجبل كما في عظته المشهورة (مت 5: 1-2) كان يعمل في كل وقت ومكان ومع كل أحد. وكان يلقى بِذاره في كل موضع يلقيها على الأرض الجيدة التي تنتج ثلاثين وستين ومائة، ويلقيها حتى بين الأشواك، وعلى الأرض الحجرية، والتي ليس لها عمق، وعلى الطريق معطيا فرصة لكل أحد.. ويلقى خبزه على وجه المياه ليجد بعد حين (جا 11: 1) وكما قال الرسول عنه كان يجول يصنع خيرا (أع 10: 38). حتى وهو على الصليب كان يعمل: ليس فقط عمل الفداء وهو عمله الأساسي، وإنما عمل أيضًا أعمالًا كثيرة، طلب المغفرة للذين صلبوه (لو 23: 34) وعهد بأمه العذراء إلى يوحنا ليهتم بها ومنح يوحنا بركة أمومة العذراء له (يو 12: 26-27) ومنح اللص التائب بركة الذهاب إلى الفردوس (لو 23: 43) بل كان يعمل خيرا في وقت القبض عليه لأنه أثناء ذلك شفى العبد (ملخس) الذي ضربه بطرس فقطع أذنه (لو 22: 50-51) وأيضا دافع عن تلاميذه فقال للذين قبضوا عليه "دعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8) ليتم القول الذي قاله "أن الذين أعطيتني لم أهلك منهم أحدا" (يو 18: 9) وفى أثناء ذلك كله وخلال محاكمته، كان يطلب من أجل بطرس لكي لا يفنى إيمانه (لو 22: 31) والله كثيرا ما يعمل في صمت، ودون أن تطلب الله الذي يحكم للمظلومين، والذي يحفظ الأطفال.. الذي نجى الفتية من أتون النار (دا3) وخلص دانيال من جب الأسود (دا6) وأرسل ملاكه لينقذ بطرس من السجن (أع 12) وأظهر ليوحنا عجائب في الرؤيا ما كان يفكر فيها ولا يطلبها (رؤ 4-5) واختطف بولس إلى السماء الثالثة (2 كو 12) وما كان يفكر في هذا ولا طلبه. وكما يعمل الله باستمرار، ملائكته أيضا تعمل: هؤلاء الذين قال عنهم داود النبي في المزمور "يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20) وقال عنهم القديس بولس الرسول "أليسوا جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14). إنهم يعملون في البشارة ونقل أوامر الله إلى الناس وتنفيذ أمره سواء بالإنقاذ أو العقوبة ويقول الكتاب "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7). ونحن البشر يريدنا الله أن نعمل، وعملنا على أنواع منه: العمل الجواني. العمل الجواني هو عمل داخل النفس، مع النفس، تحاسبها، تؤدبها، وتصلح ما فيها، وعمل آخر داخل النفس مع الله، عمل حب، مناجاة، مشاعر في ناموسه تلهج النهار والليل كل هذا عمل جواني ولذلك فإن الراهب المنشغل بهذا العمل الجواني يسمونه (الراهب العمال) هناك عمل آخر يمكننا القيام به، وهو عمل المصالحة: وهو عمل روحي، هدفه مصالحة الناس مع الله.. وفي ذلك قال القديس بولس الرسول "وأعطانا خدمة المصالحة.. نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 18، 20). عمل في الخدمة نعمله، ونشترك فيه مع الله الله يعمل معنا، ويعمل بنا. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبولوس "نحن عاملان مع الله" (1 كو 3: 9) يشترك روح الله القدوس معنا في العمل، ونصير نحن شركاء الروح القدس ونقول لله في الأوشية "اشترك في العمل مع عبيدك، في كل عمل صالح" لقد قال الرب لتلميذيه: "هلما ورائي فأجعلكما صيادي الناس" (مت 4: 9) معنى هذا أننا نسير وراءه فيجعلنا صيادين وكيف؟ نحن نرمى الشبكة، وهو يدعو السمك للدخول فيها وهكذا يعمل معنا ولا نقوم بالصيد وحدنا فإن بطرس لما عمل في الصيد وحده، بدون المسيح، قال له أخيرا "تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا" (لو 5: 5) نعمل مع الله – والله سيرى عملنا وسوف يكافئنا عن كل عملنا أليس هو القائل لكل راع من رعاة الكنائس "أنا عارف أعمالك" (رؤ 2-3) والذي كان له تعب في الخدمة، قال له الرب "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك وقد احتملت ولك صبر، وتعبت من أجل اسمي ولم تكل" (رؤ 2: 2-3) من أجل هذا يقول الرسول "كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب" (1كو 15: 58) "إن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم" (عب 6: 10) حتى كأس ماء بارد تسقون به أحد هؤلاء الصغار، لا يضيع أجره" (مت 10: 42) حتى الذي يأتي إلى الرب في الساعة الحادية عشرة من النهار ليخدم في كرمه، سيأخذ أجرته كالآخرين هناك كلمة خطيرة أذكرها في وجوب العمل وأهميته، وهي قول الرسول [مَنْ يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فتلك خطية له] (يع 4: 17) إذن الخطية ليست فقط في السلبيات، أي في عمل الشر. وإنما أيضا إهمال الإيجابيات، أو عدم عمل الخير هو أيضًا خطية. دفن الوزنة في التراب خطية (مت 25: 24). قد يعتذر إنسان ويقول: أنا لا أعرف أن أخدم!! مثل هذا الإنسان يذكرني بإرميا النبي الذي قال في طفولته للرب "لا أعرف أن أتكلم، لأني ولد" فانتهره الرب وقال له "لا تقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب ويذكرني أيضًا بموسى النبي الذي قال "لست أنا صاحب كلام بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10). ها أنا أغلف الشفتين" (خر 6: 30) ولم يقبل الله منه كل هذا الاعتذار عن الخدمة إن الله يعرف تماما مقدار ما أعطاك من قدرات يعرف العقل الذي أعطاه لك، ويعرف الوقت الذي منحك إياه، ومقدار المعرفة التي لك، ونوع المواهب، ويعرف الظروف المتاحة لك للخدمة فكيف يمكنك أن تهرب أو تعتذر؟! كيف تهرب من قول (الكتاب) من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فتلك خطية له" والمعروف أن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23) إن الله سيحاسبك على كل معرفة وهبك إياها ولم تستخدمها أنه هو القائل "كل من أعطى كثيرا، يطلب منه كثير" (لو 12: 48) فإن قلت "ليست لي مواهب" يقول لك أعمل على قدر ما لك من مواهب على قدر ما أعطيت من وزنات واحدة أو اثنتين أو خمس (مت 25) لكن لا تقف مطلقا في ملكوت الله خاملا بلا عمل!! إذن لماذا خلقك الله وأوجدك؟! ولماذا جعلك عضوًا في جسده؟! هل يوجد عضو بلا عمل؟! إذن لابد أن تعمل، مهما كانت مواهبك محدودة فإن كنت أمينا في هذه المواهب المحدودة، يقول لك "كنت أمينا في القليل، سأقيمك على الكثير" (مت 25: 21) وسيقول لك أيضًا "أدخل إلى فرح سيدك الله لا يهمه القليل أو الكثير، إنما يهمه أن تكون أمينا فيما عندك تعمل في خدمته على قدر طاقتك لكن لا بُد أن تعمل وهو يكمل تقول له "ليس عندي سوى دقائق معدودة في اليوم يقول لك اعمل عملي فيها بأمانة وسأباركها وأجعلها تثمر تقول له ليس معي سوى خمس حصوات في حربي مع جليات!! يقول لك تكفيني منها حصاه واحدة ضعها في مقلاعك، وأنا سأجعلها تصل إلى رأس الجبار والباقي أحتفظ به لأي جليات آخر يقابلك في المستقبل هنا ونتكلم عن صفات العمل الذي يعمله الخادم الروحي: أولا: يجب أن يتصف بالأمانة لأن الرب يقول "ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه" (لو 12: 42) وإن سألت عن حدود هذه الأمانة، يقول "كن أمينا إلى الموت، فأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10) إلى الموت، إلى حد بذل الذات، إلى حد الاستشهاد. تكون أمينا في نوعية العمل، وفي كميته، أمينا من جهة الموضوع، ومن جهة الأشخاص مهما كلفتك تلك الأمانة من جهد، ومن ثمن أيضا. 2. ولذلك تعمل عمل الرب بلا رخاوة، بلا كسل لأن الكتاب يقول "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر 48: 10) أعمل بكل حماس، وأستخدم الإمكانيات التي عندك مهما كانت قليلة وتذكر أن الله اشتغل بإمكانيات بشرية كانت قليلة أيضا "اختار جُهَّال العالم، وضعفاء العالم، والمزدرى وغير الموجود" (1كو 1: 27-28) واستطاع بها أن يخزي الحكماء والأقوياء اعمل إذن، والله سيعمل فيك ومعك أن حصاة داود التي هزمت سيف ورمح جليات، تذكرنا بأولئك الصيادين الذين وقفوا ضد فلاسفة العالم، وقادة الرومان، وشيوخ اليهود، وكل الكتبة دارسي الناموس المهم أن تعمل، وتستخدم كل إمكانياتك مهما بدت أمامك ضعيفة وثق أن الله يعمل بها. 3. أخدم بروحك وقلبك. ليس كمجرد رسميات. ليس كمجرد واجب عهدت به إليك الكنيسة بل ضع كل قلبك في الخدمة متذكرا قول الرب" يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26) وهكذا بكل مشاعرك تحب الخدمة وتحب المخدومين، تحب الملكوت وقبل الكل تحب الله الذي تخدمه. 4- ولتكن خدمتك بأسلوب روحي. لأن كثيرين أخذوا مسئوليات ضخمة في الكنيسة وفشلوا لأنهم لم يسلكوا في خدمتهم بأسلوب روحي وإنما سلكوا بأسلوب إداري أو اجتماعي أو عقلاني وتحولت الخدمة عندهم إلى مجرد أنشطة وتحولت الدروس إلى مجرد معلومات أما أنت فلتكن خدمتك بعيدة عن الذات. تقول فيها مع المرتل في المزمور"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز 115: 1). 5 – ولتكن خدمتك مملوءة بالرجاء مهما تأخر الثمر، ومهما قامت عقبات.. لا تفشل إطلاقا. ولا تيأس. بل الق خبزك على وجه المياه. فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
09 يوليو 2025

الخادم الروحي الذي يعمل الله به

إن الله يعمل باستمرار من أجل خلاص البشر وهدايتهم.. وهو يعمل من خلال خدامه الروحيين وبواسطتهم. فمن هو الخادم الروحي الذي يعمل الله فيه وبه، ويعمل الله معه؟ إنه الخادم الذي يهتم جدا بأبديته، ولا ينسى نفسه في محيط الخدمة ولا تصبح الخدمة بالنسبة إليه هي كل شيء، وفي سبيلها يضحى حتى بروحياته! والكتاب يعلمنا أهمية وضع خلاص النفس أولا، في قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك فإنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تي 4: 16) وهكذا وضع ملاحظة النفس قبل التعليم، وخلاص نفسك قبل الذين يسمعونك وهذا واضح لأن الخادم المهتم بخلاصه هو الذي يستطيع أن يخلص الآخرين أيضًا والعكس صحيح لأن الخادم الذي لا يهتم بروحياته. لا يمكن أن يقدم الروحيات لغيره، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. كما أن الخدمة هي تعبير عن الحب الذي فيك نحو الله والآخرين والذي يفقد هذا الحب، لا يكون خادمًا. وهناك عبارة أخرى مخيفة نضعها أمامنا في خدمتنا وهي قول القديس بولس الرسول أيضًا: "أخضع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1كو 9: 27) عجبا هذا القديس العظيم الذي صعد إلى السماء الثالثة (2 كو 12: 2، 4) والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10) وصنع آيات وقوات وعجائب يقول لئلا بعد ما كرزت لآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا!! إن الاهتمام بخلاص النفس شيء هام، وقد دعا إليه الرب في رسائله إلى رعاة الكنائس التي في آسيا ما أعجب قوله لملاك ساردس "إن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت"!! ويقول أيضا "كن ساهرا.. وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعرف في أي ساعة أقدم عليك" (رؤ 3: 1 – 3) وكذلك يقول لملاك كنيسة لاوديكية "لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤ 3: 16) ويقول لملاك كنيسة أفسس "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى فأذكر من أين سقطت وتب.. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" رؤ 1: 4-5) فإن كان الرب قد قال هذا عن الذين دعاهم ملائكة وكواكب، وكانوا في يده اليمنى (رؤ 2: 1) فماذا نقول نحن عن أنفسنا. ألا نهتم بخلاصنا؟! أقول هذا لئلا تتملكنا الكبرياء فنظن أننا حقا خدام. وربما يحاربنا المجد الباطل، لأن لنا أولادا في الخدمة، لنا تلاميذ ولنا فصول، ولنا اسم الكنيسة إننا من جماعة الخدام أو جماعة الكارزين!! والرسول يقول "حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" فإن كان بولس العظيم يحتاج إلى تدقيق وإحتراس وإلى أن يضبط نفسه ويقمع جسده ويستعبده فكم بالأولى نحترس نحن ونهتم بخلاصنا لهذا يحتاج الخادم إلى اتضاع كبير في قلبه لئلا تأخذه الكبرياء، ويظن أنه شيء ويسقط.. صدقوني يا إخوتي، إنني أتعجب كثيرا كلما أتأمل قديسًا عظيمًا مثل بطرس الرسول الذي كان واحدًا من الثلاثة الكبار الذين كان ينفرد بهم السيد المسيح في جلساته الخاصة، والذين قال عنهم القديس بولس الرسول أنهم أعمده الكنيسة (غل 2: 9) بطرس هذا يقول له السيد المسيح "ولكنني طلبت من أجلك لكيلا يفنى إيمانك؟!" (لو 22: 22) يفنى إيمانك؟! ما أخطر هذه العبارة ليتك تقول يا رب "لكيلا يضعف إيمانك"! أما أن عبارة يفنى إيمانك تقال لبطرس الرسول، ويحتاج إلى صلاة من السيد المسيح نفسه، فهذا أمر خطير أو هو درس لنا لنسهر ونحترس نعم نحترس لأن الخطية قيل عنها أنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26) والخادم الروحي يحترس ليس فقط من الخطايا الدقيقة كالهفوات والسهوات، وإنما حتى من النجاسات التي تحارب المبتدئين!! وهو مهما نما في الروحيات يعامل نفسه كمبتدئ، ولا يتحدث عن نفسه كخادم يدرس البعض على يديه إن القديس أرسانيوس الكبير، معلم أولاد الملوك، رجل الوحدة والصمت والصلاة والدموع، يقول عن نفسه "إنني لم أبدأ بعد، هبني يا رب أن أبدأ "ليتنا نتمثل بهذا القديس في خدمتنا. الخادم الروحي ينظر لنفسه كمبتدئ، ليس فقط في الخدمة، بل كمبتدئ أيضا في الحياة الروحية الكلام الذي يقوله في الدرس يرى إنه موجه إلى نفسه هو، قبل أن يوجه إلى تلاميذه وإن وعظ يرى أنه يعظ نفسه والناس. بل يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس. إنه لا يظن في نفسه أنه قد بلغ شيئًا، ولا يظن أن الكلام الذي يقوله قد صار حياة عند سامعيه بل يصلي أن يعطيهم الرب نعمة أن يستفيدوا من كلامه، أو يستفيدوا من النعمة التي يعطيهم الرب إياها يصلي أن يعطيهم الرب شيئًا عن طريقه ولا أقول يأخذوا منه، بل يأخذوا عن طريقه، إنه يخلط درسه بالصلاة لكي لا يكون هو وحده الذي يتكلم، بل ليتكلم الرب، ويكون هو أيضًا سامعًا مع تلاميذه. الخادم الروحي لا يحسب نفسه أنه قد صار قديما في الخدمة أو قائدًا أو أمينًا بل يضع أمامه باستمرار قول السيد المسيح: "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15:5) إذن لابد أن يأخذ من الله، لكي يعطي إنه يقول للرب أنا يا رب لا أعرف. لقد أخذوني وجعلوني خادمًا من غير استحقاق ومن غير إعداد بل جعلوني خادمًا وهم لا يعرفون دواخلي ولا ضعفاتي. أنت الذي تعرف. أنا يا رب لم أصل بعد إلى القدوة التي أفيد بها آخرين، ولم أنفذ بعد هذه الوصايا التي أقولها للناس أو التي ينبغي أن أقولها وأخشى أن تنطبق على عبارة: "أيها الطبيب اشف نفسك" (لو 4: 23). الخادم الروحي يلتقي بالله قبل أن يلتقي بالمخدومين. ويقول له: "ليس يا رب من أجل ضعفاتي تمنع نعمتك عن هؤلاء. ليس بسبب أخطائي الشخصية وبعدى عن روحك القدوس. تمنع روحك عن هؤلاء وما ذنبهم؟! ليس من أجلي تعطيهم. بل من أجل محبتك لهم أعطهم من أجل أنك أبوهم من أجل أنه تهمك أبديتهم. من أجل حاجة هؤلاء الصغار إليك أعطهم عن طريقي، أو عن طريق غيري، ليس الخادم هو المهم. إنما المهم أن تعطيهم أعمل في قلوبهم حينما أكلمهم وأعمل في قلوبهم حتى دون أن أكلمهم لتكن خدمتي لهم صلاة إن لم تكن حياة فليست لي حياة، أعطيهم منها قدوة،وليست لي صلاة أعطيهم منها قدرة ولكنني في ضعفي أطلب إليك من أجلهم أطلب أن تعمل أنت فيهم من أجل محبتك لهم أنا لست أحسب أن لي معرفة أقدمها لهم. وحتى إن كان لي، فالمعرفة وحدها لا تكفي ولا تخلص. أمنا حواء كانت لها معرفة بالوصية وسقطت (تك 3: 2-6) المهم هو الروح الموجود في الكلام كما قال السيد الرب "الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة" (يو 6: 63) إن كانت الخدمة كلاما فما أكثر الكلام.. المهم هو الروح الذي يؤثر ويعطي على قوة العمل والكلام لا يخلص، إن كان منا، أما إن كان من الرب، فكلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب 4: 12) ووظيفتنا كخدام أن نأخذ من الله كلامًا لكي نعطيه للناس وليس أن نعطيهم من فراغنا. إنما نأخذ ملئا من الله، نفيض به عليهم. وما أجمل قول الإنجيل عن السيد المسيح "ومن ملئه، نحن جميعا أخذنا" (يو 1: 16) الخادم الروحي ليس مجرد بوق يحدث صوتا إنما هو حياة روحية تنتقل إلى الغير. والتلاميذ يأخذون من حياة المدرس من أسلوبه ومعاملاته وسلوكه، ويمتصون منه شيئا كان الكتبة والفريسيون يعلمون وقد جلسوا على كرسي موسى (مت 23: 2) وكان السيد المسيح يعلم، فيبهت الناس من تعليمه لأنه يعلمهم بسلطان (مر 1: 27) كلماته كانت لها قوة وتأثير وسلطان كانت كلمات من نوع آخر، لذلك قالوا ما سمعنا من قبل كلامًا مثل هذا ولما تكلم السيد المسيح عن التناول من جسده ودمه، وتحير البعض وتركوه فقال لتلاميذه: "ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟!". أجابه بطرس "يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية هو عندك" (يو 6: 68) جميلة هذه العبارة "كلام الحياة الأبدية" هذا هو المطلوب من الخادم. يذكرنا بعبارة الملاك الذي قالها لكرنيليوس عن طريق بولس الرسول "وهو يكلمك كلاما به تخلص.." (أع 11: 14) نعم، هذا هو الفرق بين خادم وخادم: أحدهم يقول كلاما، بلا تأثير بلا قوة بلا فاعلية. أما الخادم الروحي فيكلمك كلامًا به تَخْلُص كلاما يغير الحياة كلها، ويشعر سامعه أنه قد نخس في قلبه، كما حدث لليهود في يوم الخمسين حينما سمعوا عظة من بطرس (أع 2: 37). وحينما ينخس في قلبه لا يستطيع أن يرفس مناخس (أع 9: 5) حتى لو قاوم الكلمة حينا، يعود إليها مرة أخرى أو تعود هي إليه. ويجد مناخسًا في قلبه يذكره بها. وهكذا قال الرب عن كلمته: "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلى فارغة. بل تعمل ما سررت به، وتنجح فيما أرسلتها له" (أش 55: 11) حقا إن كلمة الرب لا ترجع فارغة إن لم تأت بنتيجة الآن، تأتي بها فيما بعد صدقوني، حتى الكلام الذي قاله الرب ليهوذا الإسخريوطي، لم يرجع فارغا بل ندم يهوذا بعد تسليمه للرب، وأرجع المال الذي أخذه ثمنا له. وقال "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) لكن مشكلته إنه يأس من شدة تأنيب ضميره له، فمضى وخنق نفسه الخادم الروحي ينبغي أن تكون كلمته هي كلمة الرب ولكي يأخذ هذه الكلمة من الله يلزمه أن تكون حياته ثابتة في الله تكون له علاقة بالله، يستطيع بها أن يأخذ منه وتكون له دالة مع الله، يمكنه بها أن يقول له "لا أتركك إن لم تباركني" (تك 32: 26) أو يقول له "لا أتركك حتى آخذ منك ما أعطيه لهؤلاء" هذه هي الخدمة الروحية التي يعمل فيها الله. وليست هي مجرد كلمات يقرأها الخادم في كتاب ثم يرددها بدون تأثير في آذان غيره وينتهي الأمر لقد أمر السيد تلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي (لو 24: 49) الخدمة الروحية يلزمها هذه القوة، قوة الله العامل فينا بروحه القدوس. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
02 يوليو 2025

الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة

إن الخدمة ليست كلاما إنما هي "روح وحياة" (يو 6: 63) والخادم الروحي له الروح التي يحولها في تلاميذه إلى حياة هذه الحياة يلتقطونها منه يتعلمون من حياته،ويقلدون شخصيته فتتخلل نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم إن الصغار قد لا يفهمون كل الكلام الذي يقوله الخادم وما يفهمونه كثيرا ما ينسونه لكنهم يأخذون منه الحياة ويتعلمون من طريقة معاملته،وطريقة كلامه بل يتعلمون من أسلوبه من نظراته من إشاراته من تصرفاته يلتقطون كل ذلك المعلومات قد ينسونها ولكن أسلوب الحياة يظل راسخا فيهم فإن كان كل ما تملكه هو المعلومات سوف لا يأخذون منك سوى معلومات بلا روح بلا حياة! فابحث إذن ما هو نوع الحياة التي فيك التي يمكن أن يمتصها منك أولادك؟ والتي تترك فيهم انطباعًا من نوع خاص أخشى أن بعض الخدام تكون في حياتهم عثرات وهذه العثرات تؤثر في تلاميذه تأثيرًا سلبيًّا وويل لمن تأتي من قبله العثرات كما قال الرب (مت 18: 7) هذه العثرات إما أن يقلدها المخدومون فتضيع روحياتهم،وتهبط مثالياتهم،ويطالب الخدام بدمهم أمام الله (حز 33: 6-8) وأما أن تكون أخطاء الخادم سببا في انتقادهم له بل أيضا وقوعهم في خطية الإدانة أو قد تكون تلك الأخطاء سببا في تركهم محيط هذه الخدمة كلها، وما يتبع ذلك من نتائج. الخادم هو ملح للأرض فماذا يحدث إن فسد الملح؟! ما أصعب قول الرب في ذلك!!! يقول "إن فسد الملح لا يصلح بعد لشيء إلا أن يُطْرَح خارجًا ويُداس من الناس" (مت 5: 13) إذن يجب أن تلوم نفسك وتقول "إنني حينما كنت بعيدا" عن الخدمة كانت خطاياي ونقائصي من نصيبي أنا وحدي وتأثيرها واقعا على وحدي،وكذلك عقوبتها أما الآن فإن خطاياي تعثر الآخرين،وتوقعهم في خطايا وتضيعهم فإن لم يكن من أجل نفسي فعلى الأقل من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحق (يو 17: 19) من هنا ينبغي على كل خادم أن يفحص نفسه،ويصلح ذاته،ويكون بلا عثرة بل ينبغي أن يكون قدوة ومثالا يعكس الخادم الروحي الذي تترك حياته في نفس كل من يقابله أثرا طيبًا وانطباعًا روحيًا يدوم لمدة طويلة دون أن يلقى عظة أو يتحدث في موضوع روحي بل مجرد مقابلته البشوشة الحلوة الطيبة،وملامحه الهادئة المملوءة سلاما،ووداعته وطيبته وحسن لقائه للآخرين وحسن معاملته هذا يجعل من يقابله يتأثر روحيا،ويقول في نفسه مباركة تلك اللحظات التي تقابلت فيها مع فلان عجيب هذا الشخص الروحي ليتني أكون مثله في شخصيته الروحية،وفي بشاشاته ومعاملته الطيبة التي تبكتني على خطاياي،وتذكرني بأني في أحيان كثيرة كنت أقابل البعض بعدم اكتراث أو بغير حماس بدون ود وبدون بشاشة ليتني أغير حياتي وأصير مثله ودودا بشوشا وديعا وهكذا مجرد اللقاء به يقود الآخرين إلى التوبة. لذلك فالخادم الروحي ليس مجرد مدرس، بل حياته كلها خدمة: إن عبارة (مدرس في مدارس الأحد) تعني قصورًا في أمرين: أ‌- فكلمة مدرس تعني مجرد التعليم،وليس الحياة وتأثيرها. ب‌- وعبارة (في مدارس الأحد) تعني محدودية الخدمة في هذا النطاق بينما ينبغي أن يكون الخادم خادما في كل مجال يقابله فلا يحدها مكان هو الكنيسة،ولا زمان هو ساعة في الأسبوع!! إن كانت الخدمة هي عمل من أعمال المحبة فلا يجوز أن تكون محبتنا قاصرة على فصل من فصول مدارس الأحد!! فالإنسان المحب أينما يوجد تفيض محبته على غيره كل إنسان يقابله ينال نصيبا من حبه إنه كسيده "يريد أن الجميع يخلصون،وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4).. حقا إن مدارس الأحد قد تكون مجال تخصصه ولكن هذا لا يمنع عمومية خدمته فكل شخص يدفعه الله إلى طريقه،وكل من يقابله في غربة هذا العمل لابد أن يدخل في مجال تأثيره الروحي ليس كمدرس،وإنما كحياة روحية تتحرك في عمق،وتؤثر روحيا في غيرها تلقائيا وإن أتيح له الكلام يجعل الله هو محور حديثه بطريقة مشوقة غير مصطنعة ويكون اسم الرب حلوا في فم الخادم يجب أن يتحدث عنه بطريقة تجذب الناس إليه إن اسم الله على فمه، ليس في الكنيسة فقط، بل في كل مكان، يُحَدِّث الناس عنه في شغف وينتهز كل فرصة مناسبة، ليحكى قصصًا عن معاملات الله المملوءة حبًا وحكمة وحتى إن لم يتكلم، فإنه يقدم للناس نموذجًا طيبًا عن الحياة المرتبطة بالله بعض الناس يظنون المبادئ المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها؟! أما الخادم الروحي، فيقدم هذه المثاليات منفذة عمليًا في حياته وبتأمل حياته، يتيقن الناس أن الحياة مع الله ممكنة وسهلة ويرون أن الذي يسير مع الله، تكون حياته موفقة وناجحة،ويكون محبوبًا من الكل فيشتاقون إلى حياة مثل حياته التي تجول تصنع خيرا تعطي هذا كلمة منفعة،وتعطي ذاك حبًا وبشاشة وتعطي ثالثًا أمثولة طيبة المهم أنها تعطي باستمرار خيرًا ونفعًا إنه كالشمس، أينما ظهرت تنير هي منيرة بطبيعتها وبحكم طبيعتها تعطي نورًا وحرارة وحياة، للكل والخدام الروحيون هكذا بالنسبة إلى الآخرين، هم نور للعالم (مت 5: 14) كل إنسان يراهم، يستنير ولا يسلك في الظلمة فهل أنت نور في حياتك، وبالتالي في خدمتك، هل كل من يراك، يمجد الله بسببك؟ وكل من يتحدث معك، يخرج بكلمة منفعة؟ وكل من يجتمع بك، يشكر الله على إنه جلس معك في ذلك اليوم، وعلى النعمة التي حلت عليه عن طريقك؟ الخادم الروحي بركة للوسط الذي يعيش فيه: انظر ماذا قال الرب في دعوته لإبرآم إلى الآباء قال له "أجعلك أمة عظيمة،وأباركك وأعظم أسمك وتكون بركة" (تك 12: 2) فالمطلوب من الخادم الروحي ليس فقط أن يكون مباركًا من الرب بل بالأكثر يكون بركة كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا وكان يوسف الصديق بركة في كل أرض مصر وكان أبونا نوح بركة للعالم كله. به حفظت الحياة في العالم ولم يفن الرب الأرض كلها ومن عليها من أجل نوح البار به بقيت الحياة البشرية،وتنسم الله رائحة الرضا (تك 8: 21) وأصبحنا كلنا أولاد نوح كما نحن أولاد آدم فهل أنت هكذا: أينما حللت تحل البركة؟ وتكون خدمتك بركة للناس في كل مكان تخدم فيه. ويبارك الله خدمتك، ويجعلها مثمرة وذات تأثير. ويبارك أيضا كل من تخدمهم، ويشعرون أنك كنت بركة في حياتهم، وأنه من نعم الله عليهم، أنك كنت الخادم الذي قام برعايتهم؟ الخادم الروحي يشعر من يخدمهم أنه رجل الله. فهكذا كان إيليا،وبهذا اللقب كانوا يدعونه (1مل 17: 24) فهل يراك الناس بهذه الصورة أنك صوت الله في آذانهم،وأنك مرسل منه إليهم،وإنك صورة الله أمامهم؟ يذكرهم وجودك معهم بالله ووصاياه وبقدسية الحياة وهل - كرجل الله - يرون فيك ثمار الروح (غل 5: 22 – 23)؟ ويرون تأثير الروح في كلماتك،ويختبرون أنك بركة لحياتهم لا تظن أنك بمجرد إلقائك بعض الدروس في الكنيسة قد صرت خادِمًا بل تفهم ما معنى كلمة (خادم) وما صفاته. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
25 يونيو 2025

الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة

إن الخدمة ليست كلاما، إنما هي "روح وحياة" (يو 6: 63) والخادم الروحي له الروح التي يحولها في تلاميذه إلى حياة هذه الحياة يلتقطونها منه، يتعلمون من حياته، ويقلدون شخصيته، فتتخلل نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم إن الصغار قد لا يفهمون كل الكلام الذي يقوله الخادم وما يفهمونه، كثيرا ما ينسونه لكنهم يأخذون منه الحياة. ويتعلمون من طريقة معاملته، وطريقة كلامه، بل يتعلمون من أسلوبه، من نظراته، من إشاراته، من تصرفاته يلتقطون كل ذلك المعلومات قد ينسونها ولكن أسلوب الحياة يظل راسخا فيهم فإن كان كل ما تملكه هو المعلومات، سوف لا يأخذون منك سوى معلومات، بلا روح بلا حياة ! فابحث إذن ما هو نوع الحياة التي فيك، التي يمكن أن يمتصها منك أولادك؟ والتي تترك فيهم انطباعًا من نوع خاص أخشى أن بعض الخدام تكون في حياتهم عثرات وهذه العثرات تؤثر في تلاميذه تأثيرًا سلبيًّا وويل لمن تأتي من قبله العثرات، كما قال الرب (مت 18: 7) هذه العثرات إما أن يقلدها المخدومون، فتضيع روحياتهم، وتهبط مثالياتهم، ويطالب الخدام بدمهم أمام الله (حز 33: 6-8) وأما أن تكون أخطاء الخادم سببا في انتقادهم له، بل أيضا وقوعهم في خطية الإدانة أو قد تكون تلك الأخطاء سببا في تركهم محيط هذه الخدمة كلها، وما يتبع ذلك من نتائج. الخادم هو ملح للأرض فماذا يحدث إن فسد الملح؟! ما أصعب قول الرب في ذلك!!! يقول "إن فسد الملح، لا يصلح بعد لشيء، إلا أن يُطْرَح خارجًا ويُداس من الناس" (مت 5: 13) إذن يجب أن تلوم نفسك وتقول"إنني حينما كنت بعيدا" عن الخدمة، كانت خطاياي ونقائصي من نصيبي أنا وحدي وتأثيرها واقعا على وحدي، وكذلك عقوبتها أما الآن فإن خطاياي تعثر الآخرين، وتوقعهم في خطايا وتضيعهم فإن لم يكن من أجل نفسي فعلى الأقل من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحق (يو 17: 19) من هنا ينبغي على كل خادم أن يفحص نفسه، ويصلح ذاته، ويكون بلا عثرة بل ينبغي أن يكون قدوة ومثالا يعكس الخادم الروحي الذي تترك حياته في نفس كل من يقابله أثرا طيبًا وانطباعًا روحيًا يدوم لمدة طويلة دون أن يلقى عظة أو يتحدث في موضوع روحي بل مجرد مقابلته البشوشة الحلوة الطيبة، وملامحه الهادئة المملوءة سلاما، ووداعته وطيبته وحسن لقائه للآخرين وحسن معاملته، هذا يجعل من يقابله يتأثر روحيا، ويقول في نفسه مباركة تلك اللحظات التي تقابلت فيها مع فلان عجيب هذا الشخص الروحي ليتني أكون مثله في شخصيته الروحية، وفي بشاشاته ومعاملته الطيبة التي تبكتني على خطاياي، وتذكرني بأني في أحيان كثيرة كنت أقابل البعض بعدم اكتراث، أو بغير حماس، بدون ود وبدون بشاشة ليتني أغير حياتي وأصير مثله ودودا بشوشا وديعا وهكذا مجرد اللقاء به يقود الآخرين إلى التوبة لذلك فالخادم الروحي ليس مجرد مدرس، بل حياته كلها خدمة: إن عبارة (مدرس في مدارس الأحد) تعني قصورًا في أمرين: أ‌- فكلمة مدرس تعني مجرد التعليم، وليس الحياة وتأثيرها. ب‌- وعبارة (في مدارس الأحد) تعني محدودية الخدمة في هذا النطاق، بينما ينبغي أن يكون الخادم خادما في كل مجال يقابله فلا يحدها مكان هو الكنيسة، ولا زمان هو ساعة في الأسبوع!! إن كانت الخدمة هي عمل من أعمال المحبة، فلا يجوز أن تكون محبتنا قاصرة على فصل من فصول مدارس الأحد !! فالإنسان المحب أينما يوجد، تفيض محبته على غيره كل إنسان يقابله، ينال نصيبا من حبه إنه كسيده "يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4) حقا إن مدارس الأحد قد تكون مجال تخصصه. ولكن هذا لا يمنع عمومية خدمته فكل شخص يدفعه الله إلى طريقه، وكل من يقابله في غربة هذا العمل، لابد أن يدخل في مجال تأثيره الروحي ليس كمدرس، وإنما كحياة روحية تتحرك في عمق، وتؤثر روحيا في غيرها، تلقائيا وإن أتيح له الكلام، يجعل الله هو محور حديثه، بطريقة مشوقة غير مصطنعة ويكون اسم الرب حلوا في فم الخادم يجب أن يتحدث عنه، بطريقة تجذب الناس إليه إن اسم الله على فمه، ليس في الكنيسة فقط، بل في كل مكان، يُحَدِّث الناس عنه في شغف وينتهز كل فرصة مناسبة، ليحكى قصصًا عن معاملات الله المملوءة حبًا وحكمة وحتى إن لم يتكلم، فإنه يقدم للناس نموذجًا طيبًا عن الحياة المرتبطة بالله بعض الناس يظنون المبادئ المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها؟! أما الخادم الروحي، فيقدم هذه المثاليات منفذة عمليًا في حياته وبتأمل حياته، يتيقن الناس أن الحياة مع الله ممكنة وسهلة ويرون أن الذي يسير مع الله، تكون حياته موفقة وناجحة، ويكون محبوبًا من الكل، فيشتاقون إلى حياة مثل حياته، التي تجول تصنع خيرا تعطي هذا كلمة منفعة، وتعطي ذاك حبًا وبشاشة وتعطي ثالثًا أمثولة طيبة المهم أنها تعطي باستمرار خيرًا ونفعًا إنه كالشمس، أينما ظهرت تنير هي منيرة بطبيعتها وبحكم طبيعتها تعطي نورًا وحرارة وحياة، للكل والخدام الروحيون هكذا بالنسبة إلى الآخرين، هم نور للعالم (مت 5: 14) كل إنسان يراهم، يستنير ولا يسلك في الظلمة فهل أنت نور في حياتك، وبالتالي في خدمتك، هل كل من يراك، يمجد الله بسببك؟ وكل من يتحدث معك، يخرج بكلمة منفعة؟ وكل من يجتمع بك، يشكر الله على إنه جلس معك في ذلك اليوم، وعلى النعمة التي حلت عليه عن طريقك؟ الخادم الروحي بركة للوسط الذي يعيش فيه انظر ماذا قال الرب في دعوته لإبرآم إلى الآباء قال له "أجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم أسمك وتكون بركة" (تك 12: 2) فالمطلوب من الخادم الروحي، ليس فقط أن يكون مباركًا من الرب، بل بالأكثر يكون بركة كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا وكان يوسف الصديق بركة في كل أرض مصر وكان أبونا نوح بركة للعالم كله به حفظت الحياة في العالم ولم يفن الرب الأرض كلها ومن عليها، من أجل نوح البار به بقيت الحياة البشرية، وتنسم الله رائحة الرضا (تك 8: 21) وأصبحنا كلنا أولاد نوح، كما نحن أولاد آدم فهل أنت هكذا أينما حللت تحل البركة؟ وتكون خدمتك بركة للناس في كل مكان تخدم فيه. ويبارك الله خدمتك، ويجعلها مثمرة وذات تأثير ويبارك أيضا كل من تخدمهم، ويشعرون أنك كنت بركة في حياتهم، وأنه من نعم الله عليهم، أنك كنت الخادم الذي قام برعايتهم؟ الخادم الروحي يشعر من يخدمهم أنه رجل الله فهكذا كان إيليا، وبهذا اللقب كانوا يدعونه (1مل 17: 24) فهل يراك الناس بهذه الصورة، أنك صوت الله في آذانهم، وأنك مرسل منه إليهم، وإنك صورة الله أمامهم؟ يذكرهم وجودك معهم بالله ووصاياه وبقدسية الحياة وهل -كرجل الله- يرون فيك ثمار الروح (غل 5: 22 – 23)؟ ويرون تأثير الروح في كلماتك، ويختبرون أنك بركة لحياتهم لا تظن أنك بمجرد إلقائك بعض الدروس في الكنيسة، قد صرت خادِمًا بل تفهم ما معنى كلمة (خادم) وما صفاته. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
18 يونيو 2025

الخدام وعلاقتهم مع الله

الخادم الروحي لا يشعر في خدمته أنه يعطي: بل أنه باستمرار -في كل مرة يذهب إلى الخدمة- يشعر أنه يأخذ شيئًا جديدًا من الله أثناء خدمته ويرى أن الخدمة تعطيه أكثر مما يعطيها إن الخدمة بالنسبة إليه واسطة من وسائط النعمة، تقويه وتسنده، وتقدم له وسطًا روحيًا يلزمه باستمرار أن يعيش فيه كما تعطيه حياة الحرص والتدقيق والبعد عن العثرة. الخادم الروحي يحيا أثناء خدمته حياة التلمذة: لا يظن أن تلمذته قد انتهت بتعيينه خادمًا في مدارس الأحد، أو ببدء عمله كواعظ أو كمعلم، إنما يستمر حياته كلها في التلمذة في كل يوم يتعلم شيئًا جديدًا، ويختبر شيئًا جديدًا ومن واقع خبراته يكلّم مخدوميه. إنه إنسان عاش مع الله، وأختبر الطريق الموصِل لله: وهو يحكي للناس هذا الطريق الذي اختبره وسار فيه زمانًا، وعرف علاماته وحروبه ومطباته، وبركاته أيضًا، ويد الله العامل فيه- يحكي كل ذلك بطريقة موضوعية بعيدة عن الذات حياة التلمذة عند الخادم الروحي هي موضوع طويل، ربما أعرض له بتفصيل أكثر، حينما أتحدث عن التواضع في الخدمة. الخادم الروحي هو إنسان بعيد عن [الذات]. ذاته لا تشغله، ولا تحرك طريقه في الخدمة إنه إنسان روحي لا تعنيه ذاته، لقد مات عنها منذ زمن وأصبح كل تفكيره في ملكوت الله، في روحيات تلاميذه، وفي إراحة الناس وخدمتهم إنه إنسان أتحدت مشيئته بمشيئة الله: كل مشيئته أن يحقق مشيئة الرب في الوجود. ومشيئة الله هي أن "جميع الناس يخلصون، وإلى معرفة الحق يُقبلون" (1تي4:2) لذا هو يعمل مع الله في هذا المجال، وليست له مشيئة خاصة إنه يسعى إلى تحقيق المشيئة الإلهية في نفسه وفي أولاده يعمل في ذلك بكل مشاعره، وكل إرادته وكل القوة الممنوحة له. ملكوت الله هو شغله الشاغل، يلهج فيه نهارًا وليلًا: يشعر بمقدار المسئولية الملقاة عليه. وبأهمية النفوس التي تركها الله أمانه في يديه، سيعطي عنها حسابًا أمام الديان العادل لذلك هو يسلك في خدمته بكل أمانة وجدية، ليس فقط من أجل تلك المسئولية عن مخدوميه، بل بالأكثر بسبب محبته لهم واهتمامه بهم. الخادم الروحي هو قلب كبير، يتسع للكل، ولا يضيق بأحد: هو وكيل أمين حكيم، أوكله الله على أولاده، لكي يعطيهم طعامهم في حينه (لو42:12) ينطبق عليه قول الكتاب "رابح النفوس حكيم" (أم30:11). وفي حكمة خدمته نراه خبيرًا بالنفس البشرية: بطبيعتها ونزاعاتها، وحروبها وسقطاتها، ومتاعبها وآلامها وهو في كل ذلك يذكر قول القديس بولس الرسول "اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم، واذكروا المذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد" (عب3:13). الخادم الروحي هو لهيب نار مشتعل في خدمته: إنه إنسان حار في الروح (رو11:12) دخلت فيه النار المقدسة التي ألهبت التلاميذ في يوم البندكسطي لهذا فهو يعمل عمل الرب بحرارة، بكل القلب، بكل الرغبة، بكل حماس هو أمين في خدمته حتى الموت (رؤ10:2) يتعب فيها، ويجد لذة في تعبه. ويجد لذة أيضًا في عمله مع الله: الروح القدس يعمل في الناس لأجل خلاصهم. وهو يعمل مع الروح القدس لهذا الغرض نفسه، كما قال القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبلوس "نحن عاملان مع الله" (1كو9:3) نشترك معه في العمل، أو نصبح أداة في يديه يعمل بها. الخادم الروحي يحتفظ بطفولته الروحية (مت3:18) ويرفض أن يفطم نفسه عن ثدي التعليم: إنه باستمرار يقرأ ويتعلم. ومهما نما تلاميذه، يقدم لهم شيئًا جديدًا. إنه كالأشجار الدائمة الخضرة، لا يذبل أبدًا، ولا يصفر، ولا تتساقط أوراقه.. الخضرة دائمًا تجري في عروقه. لذلك هو دائم الزهر أو الثمر، دائم الحياة، دائم النضرة والخضرة إنه لا يعطي من ذاته، وإنما ما يأخذ من الروح فإياه يعطي يقول الرب "الكلام الذي أعطيتني، قد أعطيتهم" (يو8:17) إنه راكِع دائمًا، يطلب لأولاده من الرب غذاء يوم بيوم. يقول للرب دائمًا "لست أريد أن أعطيته من بشريتي ومن جهلي. بل الكلام الذي تضعه أنت في فمي، هو الذي أقوله لهم. إنه إذن حساسة لفم الله: يميز صوت الله، ويعلن مشيئته للناس لذلك ترتبط خدمته بالصلاة لأنها ليست عملًا بشريًا. الخادم الروحي يهتم بالغذاء الروحي لأولاد: فهو يأخذ غنيماته الصغيرات إلى موارد المياه وإلى المراعي الخضراء، يرعاها بين السوسن (نش3:6). إنه يهتم بروحياتها، ولا يقتصر على المعلومات يحشو بها علقها. ولكن ليس معنى هذا أن نهمل المعرفة، وإنما نأخذ منها ما يبني الروح، ولا نركز على بناء العقل فقط. الخادم الروحي: حتى إن تكلم في موضوع لاهوتي أو عقيدي أو طقسي، يتكلم كلامًا روحيًا: أما الخادم العقلاني: فحتى إن تكلم في الروحيات، يحولها إلى علم ونظريات وأفكار!! بعض الخدام ابتدأوا بالروح، وانتهوا كعلماء يقدمون علمًا للنفس، مجرد أفكار مرتبة خالية من الروح، ولم تعد في كلماتهم المسحة الروحية التي تؤثر في الناس وتقربهم إلى الله.. كونوا إذن خدامًا روحيين، واخدموا خدمة روحية أقول هذا لأني خائف على هذا الجيل، الذي كثرت فيه المعرفة جدًا، وضعفت الروح واختلفت عن الجيل الماضي، التي كانت فيه مراكز الخدمة كأبراج الحمام، تهدل بنشيد الحب الإلهي. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
11 يونيو 2025

جهاد الخادم

الخادم الروحي هو مغناطيس شديد الجاذبية: كل من يدخل في مجاله، ينجذب إلى حياة الروح، وتكون له القدرة على جذب غيره أيضًا إلى نفس المجال الروحي إنه يجذب الناس إلى أبوة الله وأمومة الكنيسة، بكل ما تحمل من مشاعر الحنان والعطف وكل أساليب الرعاية والاهتمام.. وهكذا يلتصقون بالله المحب، ويرتوون بلبن التعليم من الكنيسة.. الخادم الروحي له كلمة الله الحية الفعالة (عب12:4) هذه التي تترك تأثيرها في السامعين، ولا ترجع فارغة (أش11:55) إنه يشع على الآخرين نورًا وكل من يختلط به يستنير، ويأخذ شيئًا إلهيًا إنه بركة تتدفق على كل أحد، ليس في الكنيسة فقط، وإنما أيضًا في البيت ومكان العمل وفي الطريق هو خادم أينما وُجد الخدمة عنده لا يحدها مكان ولا زمان (2تي 5:4) ولا رسميات إنما روح الخدمة عنده تجعله يخدم كل من يصادفه أو يختلط به ليس هدفه أن يكون مدرسًا ناجحًا، فربما يكون هذا تركيزًا على الذات. إنما كل اهتمامه هو خلاص أنفس مخدوميه: إنه ينسى ذاته من فرط تفكيره فيهم. ويقول كما قال القديس بولس الرسول "كنت أود لو أكون أنا نفسي مرفوضًا من المسيح، من أجل أخوتي وأنسبائي حسب الجسد" (رو3:9). الخادم الروحي يجاهد باستمرار مع الله من أجل أولاده. يسكب نفسه أمام الله في خدمته، لكي يقود الله الخدمة لكي يعطيه الرب الغذاء الروحي اللازم له ولمخدوميه، ويعطيهم القوة للسير في طريق الرب ويظل يبلل قدمي الله بدموعه، إلى أن ينال منه استجابة صلواته لخير هؤلاء وفي كل ذلك هو إنسان فدائي، يفتدي غيره بنفسه وبراحته. الخادم الروحي هو إنسان أمين، يتعب بكل جهده في الخدمة: يضع أمامه باستمرار قول الكتاب "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر10:48). فهو يتعب لكي يستحق أن يعمل الله معه يتعب لكي ينظر الله إلى ذله وتعبه، فيعمل عنه العمل كله وهكذا يستجيب الرب صلوات الآباء الكهنة، وهم يقولون له متضرعين "اشترك في العمل مع عبيدك " الخادم الروحي لا يعمل بقدارته الخاصة، إنما بمواهب الروح القدس العامل فيه: هو مجرد أداة يحركها الروح في خدمة الملكوت إنه يعيش على الدوام في شركة الروح القدس الروح القدس يعمل فيه، ويعمل به، ويعمل معه إنه إنسان امتلاء بالروح. إن تكلّم لا يكون هو المتكلم، وإنما روح أبيه يتكلم فيه (مت20:10)هكذا عمل تلاميذ المسيح كخدام للكلمة فكانت لكلماتهم قوتها وثمارها الخادم الروحي ينمو باستمرار في محبة ربنا يسوع المسيح وباستمرار يكون مستواه أعلى من تلاميذه بكثير بل فيما هو ينمو في حياة الروح، ينمو تلاميذه معه في المعرفة وفي المحبة والارتباط بالله. إنه ليس إنسانًا يتدرب على حياة التوبة، بل هو يتدرب على حياة الكمال: وكلما ينمو يزداد اتضاعًا، شاعرًا أن الطريق طويل قدامه، أطول بكثير من قدرة خطواته لذلك يشعر في كل حين باحتياجه المستمر إلى الله. الخادم الروحي يهدف إلى روحانية أولاده: ولذلك فدروسه دسمة وعملية وتقربهم إلى الله وهم يثقون بكلامه، كأنه كلام الله لأنهم يوقنون أنه يأخذ من الله ويعطيهم بعكس الخدام الذي فقدوا روحياتهم، وأصبحت لهم مجرد صورة التقوى لا قوتها. الخادم الروحي لا يترك أمور العالم تشغله عن روحياته: وإذا استمر في التركيز على ما فيه خلاص نفسه، فقد ينتهي به الأمر إلى التفرغ الكامل لخدمة الرب، أعني حياة التكريس. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
04 يونيو 2025

صفات الخادم الروحي

الخادم الروحي هو حركة دائبة دائمة متجهة نحو الله:- أو هو حركة داخل قلب الله، بسبب حركة إلهية داخل قلبه إن يتعب دائمًا لأجل راحة الآخرين وراحته الحقيقية في أن يوصل كل إنسان إلى قلب الله هو شمعة تنير لكل من هو في مجال نورها وقد تذوب حرارة وحبًا لكي يستضئ الناس بها، ولكي يتحقق قول الرب "أنتم نور العالم" (مت14:5). الخادم الروحي هو إنسان دائم الصراع مع الله يجاهد مع الثالوث القدوس، من أجل نفسه ومن أجل الناس لكي يأخذ منه وعدًا لأجل المخدومين، حتى تصير أنفسهم ناجحة (3يو2) ومقبولة أمام الله. الخادم الروحي هو روح، وليس مجرد عقل. ليس مجرد مدرس، ولا مجرد حامل معلومات ينقلها إلى الناس بل هو روح كبيرة اتحدت مع الله، واختبرت الحياة معه، وذاقت ما أطيب الرب وتريد أن تنقل هذه الحياة إلى غيرها تنقلها بالمشاعر، بالمثال الحي، بالقدوة الصالحة، بالصلاة والابتهال لأجل المخدومين. إنه لا يلقي دروسًا، بل هو نفسه الدرس: إنه العظة قبل أن يكون واعظًا إنه يدرك أن تحضير الدرس أو العظة ليس مجرد تحضير المعلومات، إنما هو تحضير ذاته، لتكون صالحة لعمل الروح فيه يذكر باستمرار قول الرب "من أجلهم أقدس أنا ذاتي، لكي يكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو19:17) ويضع أمامه العبارة التي قالها القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك لأنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضا" (1 تي16:4). الخادم الروحي لا يتحاج تلاميذه إلى افتقاد: لأنهم من تلقاء ذاتهم يشتهون درسه اشتهاء. وعندما يرونه في الكنيسة، يكونون كمن وجد غنائم كثيرة أنهم ينتفعون من منظره ومن معاملاته، كما ينتفعون من كلامه وربما أكثر كما أنه يستطيع أن يربطهم بالحب برباط قوي يجذبهم بشدة إلى الله وإلى الكنيسة إن درسه شهوة لنفوسهم ولأرواحهم ولقلوبهم ولعقولهم. الخادم الروحي يحب تلاميذه، ويحب خلاص نفوسهم: محبته لهم هي جزء من محبته لله وملكوته وهو يحبهم كما أحب المسيح تلاميذه وقيل عنه إنه "أحب خاصته الذي في العالم. أحب حتى المنتهى" (يو1:13). الخادم الروحي يحب الله من كل قلبه ويريد أن تلاميذه يحبون الله مثله فإن أحبوا الله تزداد محبته لهم إعجابًا بروحهم وإن سقط بعضهم، تزداد محبته لهم إشفاقًا عليهم وسعيًا لإنقاذهم وبهذا الحب كله، يعطيهم صورة مشرقة عن الدين وعن الله. الخادم الروحي، أولاده روحيون مثله: لأنه يربيهم في حياة الروح، فيكونون على شبه ومثاله. وعلى نفس القياس: الخادم الاجتماعي أولاده اجتماعيين والخادم العقلاني الذي لا يهتم إلا بالعِلم، يكون أولاده مجرد كتب تحمل معلومات ما أصدق قول الكتاب في قصة الخليقة، إن الله خلق "شجرًا ذا ثمر، يعمل ثمرًا كجنسه شجرًا يعلم ثمرًا، بذره فيه كجنسه" (تك11:1، 12) إن كان الأمر هكذا، فلنحترس نحن كيف نكون لأنه على شبهنا ومثالنا سيكون أولادنا. الخادم الروحي يشعر أن أولاده أمانه في عنقه: سيعطي عنهم حسابًا أمام الله في يوم الدين أنهم أولاد الله وقد تركهم في يديه ليقوم بخدمتهم "ويعطيهم طعامهم في حينه" (لو42:12) لذلك هو يعمل على الدوام بخوف الله، شاعرًا بمسئوليته. أريد من كل خادم أن يسأل نفسه عن ثلاثة أمور: روحانية خدمته، وروحانية حياته، وروحانية أولاده روحانية حياته من أجل أبديته وخلاص نفسه، وبسبب تأثير حياته على مخدوميه وروحانية خدمته حتى تكون ذات تأثير مثمر في إيجاد جيل روحاني. أما عن روحانية أولاده فتحتاج منه إلى جهد وصبر وطول أناة. الخادم الروحي يطيل باله جدًا، حتى تنبت بذوره وتنمو: وحتى تخضر وتزهر وتثمر ولا يضيق صدره ولا ييأس إن تأخر إنباتها أو إثمارها إنما يجاهد على قدر ما يستطيع، ويشرك الله معه، ويضع أمامه قول الرسول "يجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعفات الضفعاء" (رو1:15) إن بعض النفوس لا تعطي ثمرًا سريعًا وبعضها لا يستطيع أن يتخلص من أخطائه بسرعة وهؤلاء وأولئك يحتاجون إلى من يطيل روحه عليهم حتى يخلصوا كما يطيل الله أناته علينا، ليقتادنا إلى التوبة (رو4:2) قال القديس يوحنا ذهبي الفم إن كان الجنين الجسدي يحتاج إلى شهور طويلة إلى أن يتكامل نموه ويخرج، فلنصبر إذن على الجنين الروحي حتى يكمل نموه. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
29 مايو 2025

الصعود

تحتفل الكنيسة بعيد الصعود المجيد،إذ صعد المسيح إلى السماء،وجلس عن يمين الآب صعد في مجد متحديًا كل قوانين الجاذبية الأرضية وأعطانا أيضًا أن نصعد مثله،ونتحدى جاذبية الأرض، وننضم إلى جاذبيته هو بقوله "وأنا إن ارتفعت، أجذب إلى الجميع" أخذته سحابة،واختفى عن أعينهم وسيأتي ثانية على سحاب السماء،مع ملائكته وقديسيه،لكي يرفعنا معه على السحاب، ونكون مع الرب في كل حين وكما جلس عن يمين الآب، سيجلسنا معه في مجده هذا الذي صلبوه في الجلجثة،وأحصى وسط أَثَمَة،مع كثيرين من التعيير والإهانات، قام من الأموات في مجد،وصعد إلى السموات في مجد وجلس عن يمين الآب في مجد ولم تكن الجلجثة نهاية محزنة لحياته،إنما كانت بداية لكل أمجاده وهكذا كل من يتألم معه، لابد سيتمجد معه كانت آخر صورة رآها له الاثنا عشر،هي هذا الصعود،الذي رفع كل أنظارهم إلى فوق، حيث المسيح جالس،والتي قال عنها الرسول "رفع في المجد" (1تى 3: 16) ولم يعد ألم المسيحية منفصلًا عن أمجاده هذا المسيح الذي تألم من أجلنا ظهر للقديس اسطفانوس في آلام استشهاده، فرأى السماء مفتوحة،وأبصر مجد الله، ورأى يسوع قائمًا عن يمين الله (أع 7: 55، 56) فصرخ أيها الرب يسوع اقبل روحي إن الذي نزل،هو الذي صعد أيضًا ونحن لا يمكن أن نصعد،إن لم ننزل أولًا. ندخل مثله في إخلاء الذات،وفي تحمل الآلام،وفي الصعود إلى الصليب، قبل الصعود إلى يمين الآب وإذ صعد المسيح إلى فوق، فإننا باستمرار نرفع أبصارنا إلى فوق، حيث جلس المسيح عن يمين أبيه،وحيث يرجع إلينا مرة أخرى على السحاب ليأخذنا إليه فنصعد حينئذ صعودًا لا نزول بعده مرة أخرى آمين. مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد
28 مايو 2025

الكتَابُ المقَدّس فـــــي الكَنيسَة القبْطيّة

أهميَة الكتاب: أهميته في تأثيره، وفي خطورة البُعد عنه يقول داود النبي في (مز119) «لو لم تكن شريعتك هي تلاوتي، لهلكت حينئذ في مذلتي» كما يقول «اذكر لعبدك كلامك الذي جعلتني عليه أتكل هذا الذي عزّاني في مذلتي» ويقول في (المزمور 19) «ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصيّر الجاهل حكيمًا» ويقول في المزمور الأول عن الرجل البار «في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً» وتصوروا رجلاً مثل يشوع، كان قائدًا لجيش من 400 ألفًا أي مشغول جدًا، ويقول له الرب «لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهارًا وليلاً، لكى تتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه حينئذ تُصلح طريقك وحينئذ تفلح» (يش1: 8) ومن أهمية الكتاب ما تعمله دار الكتاب المقدس، وتأسيس جمعيات باسم "أصدقاء الكتاب المقدس" ومن أهميته أن الوصايا العشر كُتِبت بأصبع الله وكذلك قول الرب بعدها «لتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصّها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك، وحين تمشي في الطريق، وحين تنام وحين تقوم» (تث6:6، 7) ومن أهمية الكتاب قول القديس الأنبا أنطونيوس "كل ما تقوله أو تفعله، ليكن لك عليه شاهد من الكتب" وهذا مبدأ نسير عليه. عَلاقتنا بالكتاب: هي محبة الكتاب اقتناؤه قراءته، التأمل فيه، حفظه، العمل به. فمن جهة محبته: قول الرب «لتكن على قلبك» (تث6) وقول داود النبي في (مز119) «أحببت وصاياك أفضل من الذهب والجوهر» وأيضًا «إن كلماتك حلوة في حلقي أفضل من العسل والشهد في فمي»، «أبتهج أنا بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة». ومن جهة قراءاته: تكرار عبارات داود النبي عنه «تلاوتي، درسي، ألهج فيه النهار والليل». أما عن اقتنائه: فلا يكفي أن يكون في مكتبك، بل أيضًا في جيبك ومن جهة المرأة تحتفظ به في حقيبتها. أما عن العمل به، فيقول ربنا يسوع المسيح «الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة» (يو6: 63) أي تعرف روح الوصية (وليس حرفيتها) وتحوّلها إلى حياة، إذ تتدرب عليها وهناك فائدة ذكرها القديس مار أوغريس "إن كل خطية تحاربك، ترد عليها بآية من الكتاب". احترام الكتاب من جهة قراءة الإنجيل عندنا في الكنيسة، نوقد الشموع كقول الكتاب «مصباح لرجلى كلامك ونور لسبيلي» ويصلي قبلها الآب الكاهن قائلاً"أجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة، بصلوات قديسيك" ويصيح الشماس قائلاً "قفوا بخوف من الله احترامًا للإنجيل المقدس" ونحن نُقبّل الكتاب، ونضعه فوق رؤوسنا وفي بيوتنا لا نضع شيئًا فوق الكتاب المقدس، إلا كتابًا مثله، أو صليبًا، أو أجبية، لأن كلها من الكتاب تقريبًا. استخدامه:في القداس الإلهي نستمع إلى المزمور، وفصل من الإنجيل وفصول من رسائل بولس الرسول، ومن الرسائل الجامعة، ومن أعمال الرسل. وهكذا فالذي لا يقرأ، يستفيد من السماع وفي صلوات الساعات (الأجبية) نقرأ في كل ساعة فصلاً من الإنجيل ونصلي عددًا من المزامير، كلها أكثر من 50 مزمورًا.وفي أسبوع الآلام: نقرأ في كل ساعة مزمورًا، وفصلاً من الإنجيل، وبعض فصول من العهد القديم وفي يوم الجمعة الكبيرة نقرأ كل مراثي أرميا وفي ليلة أبو غالمسيس (مساء السبت) نقرأ كل سفر الرؤيا وخلال الأسبوع نقرأ الأناجيل الأربعة. ملاحظات: قبل معرفة الطباعة، حين كان الكتاب المقدس بالنساخة، كانت نسخه قليلة، واقتناؤه صعبًا. أما الآن فقد أصبح الكتاب متوفرًا عن طريق الطباعة فلم يعد لأحد عذر في اقتنائه. توجد نسخ من الكتاب بطريقة برايل، يستخدمهَا المكفوفون في فهم الكتاب يخطئ من يستخدم آية في غير موضعها كذلك ينبغي الاهتمام بروحانية الوصية وليس بحرفيتها فالرسول يقول «الروح يُحيي، والحرف يقتل» (2كو3: 6) وقراءة الكتاب لا تكون لمجرد المعرفة، بل للحياة. كما قال الرب: إن كلامه روح وحياة (يو6: 63) حينما نتكلم عن الكتاب نقصد كله وهكذا يقول الرسول «كل الكتاب موحي به من الله ونافع للتعليم» (2تي3: 16) أقول هذا لأن بعض طبعات الكتاب تستخدم اللون الأحمر لكلام الرب، واللون الأسود للباقي بما في ذلك كلام الرسل، كما لو كان هناك تفريق! أقول ذلك لأنه في إحدى المرات زارني في الدير أسقف إنجليزي، وتناقشنا من جهة تصريحهم بكهنوت المرأة، مما لا نوافق عليه فأوردت له بعض آيات من أقوال القديس بولس الرسول فقال لي "ولكن هذا ما قاله بولس" (على فكرة هم يتحدثون عن الرسل بأسمائهم المجردة!) فقلت له: "وما قاله القديس بولس موحى به من الله أم لا؟"، فصمت لحظة ثم قال "نعم موحى به" فقلت "إذًا هو تعليم إلهي". خطورة الاعتماد علىَ آية واحدة:سواء من جهة العقيدة أو السلوك والمعاملات وهذا مبدأ تعلمناه من السيد المسيح له المجد ففي التجربة على الجبل (مت4) قيل له «مكتوب» فقال «مكتوب أيضًا» مثال ذلك كتاب أصدره السبتيون الأدفنتست عنوانه (الكتاب يتكلم) يقدمون كل سؤال وإجابته آية من الكتاب بينما المفروض أن نعرف كل الآيات المختصة بالموضوع!مثال ذلك: كيف تخلص؟ والإجابة «آمن بالرب يسوع فتخلص أنت وأهل بيتك» (أع16: 31) هذه الآية يجب أن نضع إلى جوارها (مر16:16) «من آمن واعتمد، خلص» وأيضًا (يع2، 17، 19) «إيمان بدون أعمال ميت» وأنواعًا من الإيمان: إيمان مثمر، إيمان عامل بالمحبة (غلا5: 6). ثم هل يخلص الإنسان بدون توبة؟! هوذا الرب يقول «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لو13: 3، 5) ونضع كذلك قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف «لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك فإنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا» (1تي4: 16) من جهة السلوك والمعاملات لا نستخدم الآية الواحدة: فإلى جوار «أيها الأبناء أطيعوا والديكم في الرب» (أف6: 1) نضع «أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا» (أف6: 2) كذلك الآية التي تقول «أيها النساء أخضعن لرجالكن» (أف5: 22) نضع إلى جوارها «أيها الرجال أحبوا نساءكم، كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها» (أف5: 25) فالرجل الذي يحب امرأته ويبذل ذاته عنها، ستخضع له زوجته ليس خضوع السلطة، إنما خضوع الحب نحن لا نستخدم الآية الواحدة فقط ومع ذلك حتى الآية الواحدة لها معانٍ كثيرة وكما يقول داود النبي للرب «لكل كمال رأيت منتهى أما وصاياك فواسعة جدًا» (مز119) الكتاب في العقيدة واللاهوت: قانون الإيمان عندنا، كل عبارة فيه تسندها آية أو آيات وكذلك كل أسرار الكنيسة وكل الطقوس ولنأخذ المعمودية كمثال لزومها (من يو3: 5) «كل أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله» ولهذا نعمد الأطفال. ما هى؟ إنها موت مع المسيح وحياة (رو6) وأيضًا (كو2: 12) «مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضًا معه» وهي أيضًا الميلاد الثاني (يو3: 5) وأيضًا (تيطس 3: 5) «بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس» مفعولها: الخلاص (مر16:16) «مَنْ آمن واعتمد خلص».وأيضًا لغفران الخطايا كما قال القديس بطرس يوم الخمسين «توبوا وليعتمد كل واحد منكم لمغفرة الخطايا» (أع2: 38) وبها نلبس المسيح، أي نلبس البر الذي للمسيح، كما في (غلا3: 27) «لأن جميعكم الذين اعتمدتم للمسيح قد لبستم المسيح».طريقتها: بالتغطيس كما قيل في عماد الخصى الحبشي «ولما صعدا من الماء» (أع8: 39) وباسم الآب والابن والروح القدس (مت28: 19) وهي معمودية واحدة: كما ورد في (أف4: 5) «رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة» ولذلك فالذين اعتمدوا بالماء والروح، كيف يعتمدون مرة أخرى بمعمودية يسمونها (معمودية الروح)؟! الكتاب في الحَياة العـَــامة:في الرعاية: كما ورد في (حز3: 17-19) «اسمع الكلمة من فمي وأنذرهم من قبلي إذا قلت للشرير موتًا تموت، وما أنذرته أنت يموت الشرير بإثمه وأما دمه فمن يدك أطلبه». في الأحوال الشخصية: الطلاق لعلة الزنى كما في (مت5: 32)، (مت19: 9)، (مر10: 11)، (لو16: 18) وأيضًا للخلاف في الدين، كما في (1كو7: 15) «ليس الأخ أو الأخت مستعبدًا في مثل هذه الحالة إن أراد أن يفارق فيفارق».في التوبة: (أر31: 18) «توّبني يارب فأتوب». وأيضًا في مزمور الراعي (23: 3) «يرد نفسي يهدني إلى سُبل البر».في الحفظ: مزمور 121 «الرب يحفظك من كل سوء، الرب يحفظ نفسك، الرب يحفظ خروجك ودخولك من الآن وإلى الابد». مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل