المقالات

24 أبريل 2024

ما معنى الزواج؟

معناه في المفهوم المسيحي أن إنسانًا روحيًا، هيكل للروح القدس، يقترن بإنسانة روحية، هي الأخرى هيكل الروح القدس، يربطهما الروح في سر الزواج، لكي يصيرا واحدًا لهذا ينبغي أن يكون الاثنان من نفس الإيمان، الإيمان السليم، لان الروح القدس لا يجوز أن يربط متناقضات إيمانية بهذا الشكل ينجح الزواج ويعمل الروح القدس في كليهما عملًا روحيًا متناسقًا أما أن نربط اثنين غير غير تائبين، بعيدين عن الروح القدس وعمله، فليس هذا عملًا روحيًا لهذا فإن الكنيسة تتقبل اعتراف الخطيبين، وتناولهما من الأسرار المقدسة قبل زواجهما، حتى يبدأ الاثنان حياة روحية سليمة، معًا، متعاونين بهذا لا يكون الزواج مجالا للخلافات الزوجية، التي تحدث غالبًا من عدم حياة الزوجين حياة روحية سليمة إننا نحاول أن نضع القوانين للأحوال الشخصية، وقد يرى البعض الاتساع في أسباب الطلاق، إذ بدت الحياة مستحيلة بين الزوجين! ولماذا مستحيلة؟! لأنهما لا يعيشان بالروح، كما يفهم من الزواج المسيحي هذا البعض يريد زواجا غير مسيحي (غير روحي) تحكمه شريعة المسيح التي تمنع الطلاق إلا لعلة ولو عاش الزوجان مسيحيين في حياة روحية، لأمكن إلغاء بند الطلاق نهائيًا من قانون الأحوال الشخصية، إذ لا حاجة إليه، لان المحبة الكبرى التي تربط الزوجين، لا يمكن أن تسمح مطلقا بالطلاق، بل على العكس، بدلًا من الانفصال تتعمق العلاقة بالأكثر يومًا بعد يوم إن أجمل تشبيه للزواج المسيحي، والعلاقة بين الزوجين هو العلاقة بين المسيح والكنيسة وعن هذا الأمر قال الرسول "هذا السر العظيم" (اف5: 32) أيوجد تشبيه أعمق من هذا؟ وحب أعظم من هذا؟ "فليحب كل واحد امرأته هكذا كنفسه" (أف5: 33) ليس الزواج المسيحي علاقة عابرة وتنتهي! إنها علاقة العمر كله المرأة بالنسبة إلى الرجل "لحم من لحمه، وعظم من عظامه" (تك2: 23) هي جسده وهو رأسها وكلاهما جسد واحد ومن أجلها يترك أباه وأمه! ما أعجب هذه الأهمية. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
17 أبريل 2024

متاعب الذكاء

للذكاء فوائد كثيرة في حياة الإنسان وحياة غيره ولكن الذكاء يسبب أيضًا بعض المتاعب، فكيف يحدث ذلك؟ إذا طالب الشخص الذكي والذكي جدًا أن يتعامل معه الناس بنفس مستوى الذكاء، وقد يكونون دون ذلك، حينئذ سيصطدم بهم، يتعبهم ويتعبونه لأنه سيطالبهم حينئذ بأكثر مما يستطيعون سيحزن في قلبه لأنهم تصرفوا بهذا الأسلوب وهذا أول عيب، هو تضايق الذكي من تصرف الناس كيف أنهم لم يفهموا! وكيف تصرفوا هكذا؟! "مع أن الأمر واضح"! (طبعًا له وليس لهم)! وقد يتحول من الحزن والضيق إلى النرفزة والغضب! وربما تسوء المعاملة، وكثرة التوبيخ والانتهار ولذلك قد يتعب كثيرًا من يشتغلون تحت إمرة شخص ذكي! فمع إعجابهم بفهمه وبكثير من أعماله، يجدونه أحيانًا ضيق الخلق، كثير الأوامر، وقد يطلب منهم فوق ما يطيقون! وقد يتضايق بلا سبب (في نظرهم طبعا). الذكي -أكثر من غيره- يقع في إدانة الآخرين وربما دون أن يقصد إن عقله يفكر بسرعة ويكتشف الأخطاء بسرعة وربما تلقائيا وقد يشعر الذكي بالوِحدة ويميل إليها لأنه ربما لا يستفيد كثيرًا من الناس ولأنه لا تعجبه تصرفاتهم ولا يجد من توافقه صداقته! ومثل الفيلسوف ديوجينيس Diogenes of Sinope واضح الذي رأوه يحمل مصباحا في النهار فسألوه، فقال"إنني ابحث عن إنسان"! وهكذا قد يقع الذكي في الكبرياء أيضًا إما بدوام تفوقه، وبحديث الناس عن أعماله البارعة، وبمقارنته بغيره، وشعوره هو بالأفضلية، وتحدث الناس عنها وعمومًا فإن فضيلة التواضع -بالنسبة إلى الأذكياء- قد تحتاج إلى مجهود أكبر وهنا قد يسأل البعض سؤالًا ذكيًا وهو لماذا لا يكتشف الذكي بذكائه هذه الأخطاء ويتجنبها؟ والإجابة أنه قد يكتشف أخطاءه. أما عن تجنبها، فهنا الفارق بين العقلية والنفسية، وبين العقل والروح. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
10 أبريل 2024

تدريبات في الصوم الكبير

لكي يكون هذا الصوم المقدس ذا أثر فعال في حياتك الروحية، نضع إمامك بعض التداريب لممارستها، حتى ما إذا حولتها إلى حياة تكون قد انتفعت في صومك:- 1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التي تسيطر عليك، والتي تتكرر في كثير من اعترافاتك. 2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن اختيار مزمور واثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التي تترك في نفسك أثرًا. 3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها علما بأنه لكل صلاة 3 و6 قطع. 4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل وفي الطريق وأثناء الوجود مع الناس وفى أي وقت. 5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالًا للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق. 6- تداريب القراءات الروحية سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر وبفهم وتأمل وقراءة سير القديسين وبعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة. 7- يمكن في فترة الصوم الكبير، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم وبأسبوع الآلام، مع حفظها وتكرارها والتشبع بروحها. 8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحي. 9- هناك تدريبات روحية كثيرة في مجال المعاملات مثل اللطف وطول الأناة واحتمال ضعفات الآخرين وعدم الغضب واستخدام كلمات المديح والتشجيع وخدمة الآخرين ومساعدتهم والطيبة والوداعة في معاملة الناس. 10- تدريبات أخرى في (نقاوة القلب) مثل التواضع،والسلام الداخلي،والرضى وعدم التذمر،والهدوء وعدم القلق،والفرح الداخلي بالروح،والإيمان،والرجاء. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
03 أبريل 2024

الصوم الروحي

الصوم الكبير من أقدم وأقدس أصوام السنة، نتذكر فيه الصوم الأربعيني الذي صامه الرب، يضاف إليه أسبوع الآلام الذي هو ذخيرة السنة الواحدة ومهمًا أن يمر علينا كفترة روحية، ولذلك علينا أن نتأمل معًا روحيات الصوم لنتدرب عليها ليس الصوم مجرد امتناع عن الطعام، فهذا الامتناع هو مجرد وسيلة للسيطرة على الجسد لإعلاء الروح فهل أنت في الصوم تسيطر على جسدك تماما؟ وهل تهتم بالايجابيات التي تنميك روحيا؟ وكما تمنع جسدك عن الطعام، هل تعطى روحك طعامها؟ ومن هنا كان الصوم يقترن دوما بالصلاة، وبالتأمل وبباقي تفاصيل العمل الروحي، من قراءة وترتيل واجتماعات روحية، وتداريب روحية ومحاسبة للنفس وكما يقترن الصوم بالصلاة، يقترن أيضًا بالتوبة ومثال ذلك نينوى، بكل ما فيها من تذلل ومثاله أيضًا الصوم الذي شرحه سفر يوئيل النبي (2: 12-17) والله يسر في الصوم بترك الخطية أكثر مما يسر بإذلال الجسد وهكذا نقرأ عن صوم أهل نينوى أنه "لما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة، ندم الله على الشر الذي تكلم أن يصنعه بهم فلم يصنعه" (يون3:10) والصوم أيضًا مقرون بعمل الرحمة نرحم الناس لكي يرحمنا الله. ونشعر بألم الناس حينما نجوع فنشفق على الجائعين ونطعمهم وما أجمل ما قيل في أقوال الآباء "إن لم يكن لك ما تعطيه لهؤلاء القديسين فصم وقدم لهم طعامك" وقد شرح هذا الأمر في سفر إشعياء (58) والصوم فترة للزهد في المادة وكل ما يتعلق بها والزهد معناه عدم الاهتمام بالطعام وأصنافه وطهيه وتنسيقه، مما يخرج الصوم عن روحه، ويتحول إلى شكليات ما أجمل قول دانيال النبي في صومه "لم آكل طعاما شهيا" (دا10: 3) وهذا الزهد في الطعام من جهة الانقطاع عنه والامتناع عن مشتهياته، ما هو إلا دالة على الزهد عموما والتدريب عليه لانشغال القلب بكل ما هو روحاني ونافع للحياة الأبدية. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
27 مارس 2024

اذكر يا رب اجتماعاتنا، باركها

ليست اجتماعاتنا هي التي نجتمع فيها مع بعضنا البعض، إنما التي نجتمع فيها مع الله، وحينما نجتمع مع بعضنا البعض، يكون الله في وسطنا حسب وعده الصادق"حيثما اجتمع اثنان وثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (مت18: 20) اجتمع الله مع آدم وحواء في الجنة، فكانت أول كنيسة. واجتمع مع نوح وأسرته في الفلك، وكان في وسطهم. وكذلك كان في وسط الثلاثة فتية في أتون النار. واجتمع الرب مع موسى فوق الجبل، وكان اجتماعًا مباركًا، أضاء فيه وجه موسى بالنور لأنه اقترب من النور الحقيقي وفى العهد الجديد، كان الرب يجتمع مع تلاميذه، في أي مكان على الجبل، في بيت حيث شفى المفلوج، وفي البرية حيث بارك الخمس خبزات، أو بين الحقول، وفي جلسة خاصة على بئر يعقوب، وفي بيت مريم ومرثا ومن أجمل الصور التي قدمها لنا سفر الرؤيا الرب في وسط المنائر السبع، في وسط كنيسته إنها صورة الله في وسط شعبه، وفي يده اليمنى ملائكة الكنائس سبقها الرب باجتماعه مع تلاميذه أربعين يوما بعد القيامة "يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله"ودعاهم إلى ذلك الاجتماع بقوله للمجدلية "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أن يمضوا إلى الجليل هناك يرونني"إن مجرد رؤيته يمكن أن تكون هدفا في ذاتها إذ قال لهم قبلًا "أراكم فتفرح قلوبكم. ولا يستطيع أحد أن ينزع فرحكم"ونحن نجتمع مع الله في بيته، لذلك نفرح بالذهاب إلى بيت الرب، كما فرح المرتل قائلًا "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز121) وكان الله يجتمع مع الناس في البيوت وكان أول البيوت التي صارت كنائس، بيت مارمرقس (اع12: 12)، وفي عليته حل الروح القدس، وتعلم قديسنا مارمرقس مثالية الاجتماعيات، وعلمنا إياها. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
20 مارس 2024

الصليب في حياتنا

أول علاقة لنا بالصلیب ھي في المعمودیة، حیث صلب إنساننا العتیق حتى لا نستعبد بعد للخطیة وھناك صلیب حملته الكنیسة في حركة الاستشھاد وفي كل الاضطھادات التي لحقت بھا على مر العصور والجمیل في ھذا الصلیب أن الكنیسة قد حملته بفرح وصبر دون أن تشكو منه وتتذمر بل تحول الصلیب في حیاة الكنیسة إلى شھوة تشتھیھا وتسعى إلیه وكان إقبال المسیحیین على الموت یذھل الوثنیین، وكانوا یرون فیه الإیمان بالأبدیة السعیدة، واحتقار الدنیا وكل ما فیھا من ملاذ ومتع فتحولت السجون إلى معابد، وكانت ترن فیھا الألحان والتسابیح والصلوات من مسیحیین فرحین بالموت وثالث مجال نحمل فیه الصلیب ھو الباب الضیق فیه یضیق الإنسان على نفسه من أجل الرب. یبعد عن العالم وكل شھواته، ویزدري بكل شيء. في سھر، في أصوام، في نسك، في ضبط النفس، في احتمال لإساءات الآخرین ویمكن أن یدخل في ھذا المجال صلیب التعب فیتعب الإنسان في الخدمة من أجل الرب ویتعب في صلب الجسد مع الأھواء (انظر غل 24:5)كما یقول الرسول، ویتعب في الجھاد وصلب الفكر، والانتصارعلى النفس، ویعلم في كل ذلك أنه ینال أجرته بحسب تعبه، حسبما قال بولس الرسول ( ۱ كو ۳ :5) والمسیحیة لا یمكن أن نفصلھا إطلاقًا عن الصلیب والسید المسیح صارحنا بھذا الأمر، فقال "فِي الْعَالَمِ سَیَكُونُ لَكُمْ ضِیقٌ" (یو ۱٦ :33) وقال أیضًا "وَتَكُونُون مُبْغَضِینَ مِنَ الْجَمِیعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي" (مر ۱۳ :13) ونحن نفرح بالصلیب ونرحب به، ونرى فیه قوتنا كما قال الرسول "فإن كَلِمَة الصَّلِیبِ عِنْدَ الْھَالِكِینَ جَھَالَةٌ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِینَ فَھِيَ قُوَّةُ للهِ" ( ۱كو ۱ :18) وھناك الصلیب الذي لأجل البر، وھو على أنواع: منھا صلیب الحب والبذل، مثل صلیب المسیح، الذي تحمل الألم لكي ینقذنا "لَیْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ ھذَا: أَنْ یَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَھُ لأَجْلِ أَحِبَّائِھِ" (یو ۱٥ :13)وھناك صلیب آخر في العطاء، وأعظم عطاء ھو العطاء من العوز،حیث تفضل غیرك على نفسك، وتعتاز لكي یأخذ غیرك، مثلما أعطت الأرملة من أعوازھا وھناك أیضًا صلیب الاحتمال، تحویل الخد الآخر، وسیر المیل الثاني لیس فقط أن یحتمل الإنسان إساءات الناس إلیه، بل أكثر من ھذا أن یحسن إلى ھؤلاء المسیئین، بل أیضًا أن یحبھم! من یستطیع ھذا؟ إنه صلیب ھناك صلیب آخر في الجھاد الروحى، في انتصار الروح على الجسد،في احتمال متاعب وحروب العالم والجسد والشیطان في صلب الجسد مع الأھواء في الانتصار على الذات، في الدخول من الباب الضیق والصلیب ھو التألم لأجل البر، ھذا فقط للمبتدئین أما للكاملین فیتحول الصلیب إلى لذة ومتعة نشعر بضیق الباب في أول الطریق ولكننا بعد ذلك نجد لذة في تنفیذ الوصیة، ونحبه. وحینئذ لا یصیرالطریق كربًا بل یصیر متعة كان الاستشھاد صلیبًا، ثم تحول إلى متعة وصار القدیسون یشتھون الاستشھاد، ویشتھون الموت، ویفرحون به والتعب من أجل الرب أصبح لذة ومتعة، والألم أیضًا وھكذا اعتبر الكتاب أن الألم ھبة من لله "وُھِبَ لَكُمْ لأَجْلِ الْمَسِیحِ لاَ أَنْ تُؤْمِنُوا بِه فَقَطْ، بَلْ أَیْضًا أَنْ تَتَأَلَّمُوا لأجله" ( فى 29:1). متى يصبح الصليب فى حياتنا متعة؟ قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
المزيد
13 مارس 2024

السلوك المسيحي

يظن البعض أن الحياة مع الرب هي مجرد إيمان، وحب وروح، ولا تهم الفضائل والسلوك بينما يهتم الكتاب بالسلوك المسيحي من جهة الدينونة ذاته فيقول "إذن لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" إذن سلوك الإنسان بالروح هو الذي يحميه من الدينونة ويعتبر هذا السلوك الروحي دليلا على الثبات في الرب. ويطلب الرسول مستوى عاليًا جدًا فيقول: "من قال أنه ثابت فيه، ينبغي أنه كما سلك ذاك (أي المسيح) هكذا يسلك هو أيضًا" (1يو 2: 6). نحن إذن مطالبون بالسلوك حسب الروح، وبأن نضع أمامنا في سلوكنا مثال سلوك السيد المسيح أيضًا وأهمية السلوك المسيحي، قول الرب "من ثِمارهم تعرفونهم" هذا السلوك له ناحيتان: إيجابية وسلبية. وكل منهما لها خطورتها.ولهذا يقول يوحنا الرسول "إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض، ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية" (1 يو 1: 7). هذا من الناحية الإيجابية. وماذا عن السلبية؟ يقول الرسول "إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق" (1يو1: 6) إذن سلوكنا المسيحي هو دليل شركتنا مع الله وهو أيضًا دليل على شركتنا مع الكنيسة ولهذا كانت الكنيسة تفرز كل أخ يسلك بلا ترتيب، كما ذكر بولس الرسول أهل كورونثوس بالآية التي تقول "أعزلوا الخبيث من وسطكم". ويقول القديس يوحنا: "أوصيكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب وليس حسب التعليم الذي أخذه منا" (2تس3: 6) إن كان السلوك أمرًا ليست له أهمية، والمهم فقط هو الإيمان، فلماذا إذن جعله الرسول قمة فرحه فقال "ليس لي فرح أعظم من هذا، أن أسمع عن أولادي أنهم يسلكون بالحق" (3يو4) إننا مؤمنون، ولكن ينبغي أن نسلك كما يليق بالدعوة التي دعينا إليها (اف4: 1). نضع ثمرًا، لأن كل شجرة لا تصنع ثمرًا تُقْطَع وتُلْقَى في النار.. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
06 مارس 2024

المسيحية ديانة قوة

إن ما تدعو إليه المسيحية من وداعة وتواضع، لا يعني مطلقًا أنها ديانة ضعف، بل ديانة قوة فالكتاب يصف المؤمنين بأنهم "كسهام بيد جبار" (مز 120: 4)، ويقول عن الكنيسة أنها "جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية (أي من عدة لواءات)" (نش 6: 10) هذه القوة من عمل الروح القدس في المؤمنين لهذا قال لهم الرب "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا" (أع 1: 8) ولهذا يقول الكتاب "وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع، ونعمة عظيمة كانت على جميعهم" (اع 4: 23).. كان "ملكوت الله قد أتى بقوة" إن قمة القوة في المسيحية تبدو في قول الرسول "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" ويقول أيضًا عن القوة في الخدمة "أتعب أيضًا مجاهدًا بحسب عمله الذي يعمل في بقوة" (كو 1: 29) إنها قوة على الرغم من المقاومات، فيقول الرب لبولس "لا تخف بل تكلم ولا تسكت. لأني أنا معك، ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 9، 10) بل هي قوة على جميع الشياطين بسلطان فعندما أرسل السيد المسيح تلاميذه "أعطاهم قوة وسلطانًا على جميع الشياطين" (لو 9، 1). ونحن نشكره في صلواتنا لأنه "أعطانا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو"المسيحيون أقوياء، لأنهم صورة الله، والله قوى والسيد المسيح على الرغم من وداعته واتضاعه كان قوي. قيل عنه "تقلَّد سيفك على فخذك أيها الجبار. استله وانجح واملك". كان قويًا "وكانت قوة تخرج منه" (لو 6: 19) "الله لبس القوة وتمنطق بها"، "صنع قوة بذراعه". أظهر قوته بآيات وعجائب "يمين الرب صنعت قوة"والقوة في المسيحية قوة لها طابع روحي قوة في الانتصار على الخطية والعالم والشيطان، قوة في الاحتمال، قوة في العمل وفي الخدمة، قوة في الشخصية وتأثيرها وقيادتها للآخرين، قوة في الدفاع عن الإيمان قوة بعيدة عن أخطاء العنف والاعتداء وقهر الآخرين. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد
21 فبراير 2024

قوة الشخصية

ليست قوة الشخصية مظهرية خارجية، إنما هي تنبع من أعماق الإنسان: من قلبه وعقله وإرادته قد يعتبر الإنسان قويًّا بسبب قوة عقله، ذكائه، وقدرته على الفهم والاستنتاج والإدراك والإلمام بالمعلومات، مع قوة الذاكرة وجمعها للمعلومات وترتيبها ولاشك أن الإنسان الذكي هو إنسان قوي هو أقوى من الشخص الكثير المعلومات، ومن الواسع الاطلاع فإذا جمع هذه الصفات أيضًا تزداد قوى شخصيته كذلك من مصادر قوة الشخصية: قوة الإرادة والعزيمة ولذلك قيل أن من يغلب نفسه، خير ممن يغلب مدينة. والشخص الذكي أن لم يكن قوى الإرادة، قد يفشل في الحياة، لأنه يعرف ولا يقدر ولهذا كان من أسباب ضعف الشخصية: التردد والشك، وعدم القدرة على ضبط النفس، وكذلك ضعف العزيمة، وعدم القدرة على البت في الأمور وإصدار القرار والصوم والتداريب الروحية يسلك فيها الإنسان فتقوى إرادته، فتقوى شخصيته والشخص الروحي شخص قوى، لأنه منتصر من الداخل إنه قوى لأنه انتصر على الخطية وعلى الشيطان انتصر على الجسد وعلى المادة وعلى العالم. دخل في الحروب الروحية، ولم تقدر عليه كل أسلحة إبليس الملتهبة ومن مصادر القوة أيضًا الحكمة وحسن التقديرولهذا فان المتصفين بالحكمة يصلحون للقيادة وللإرشاد، ويستطيعون جذب الآخرين إليهم بحسب تدبيرهم ومن صفات قوة الشخصية أيضًا الشجاعة لذلك يعتبر قوى الشخصية الجريء الشجاع الذي لا يخاف ولا يضطرب أمام القوى المضادة، ويمكنه أن يبدى رأيه ويعبر عن إيمانه ويدافع عن عقيدته وشتان بين الشجاعة والتهور، فالتهور يخلو من الحكمة لهذا تُعتبر الشخصية قوية إن توافرت لها شروط كثيرة من مظاهر القوة الحقيقية يسند بعضها بعضا نقول هذا لكي نفرق ما بين القوة الحقيقية، ومظاهر القوة الزائفة، التي تعتمد على السلطة والقوة الجسدية والعنف والكبرياء والبطش بالآخرين. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب كلمة منفعة الجزء الاول
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل