المتنيح البابا شنوده الثالث

Large image

البابا شنودة الثالث (وُلِد باسم نظير جيد روفائيل) (3 أغسطس 1923 - 17 مارس 2012)[1]، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثاني (1946 - 1956).[2]. وهو من الكتاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وهو ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة.

دراسته
التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ. حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً واستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.

كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش. [بحاجة لمصدر]

انخراطه في العمل الديني
كان نظير جيد (اسمه الحقيقى) كان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات.[3]

رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.

وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959. رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.

باباويته
وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.

في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي اندثرت.

في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر. في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقفاً؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. في عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية.

المقالات (318)

23 يوليو 2025

روحانية الصلاة

ما أجمل أن يصلي الإنسان إنه يشعر في صلاته إنه قد انتقل من مستوى الأرضيين إلي مستوي السمائيين، لكي يشارك الملائكة في طقسهم إن الصلاة شرف عظيم لا نستحقه فنحن بها ندخل في عشرة مع الله، ونذوق وننظر ما أطيب الرب وفيها تكون أذنا الرب ملتصقة بأفواهنا ما هي الصلاة أذن..؟ 1 - الصلاة في معناها البسيط هي حديث الله؟ ولكن هل هي حديث اللسان، أم هي حديث القلب؟ لاشك أنها حديث القلب ولذلك فإن السيد المسيح وبخ الذين يصلون بشفاههم فقط، وذكرهم بقول الكتاب "هذا الشعب يكرمني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا" (مر 6:7) إذن الصلاة ليست مجرد كلام، ولا مجرد محفوظات أو تلاوات. 2- أنما الصلاة -من الناحية الروحية- اشتياق إلي الله. وفي هذا يقول داود النبي "كما يشتاق الإيل إلي جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله عطشت نفسي إلي الله، إلي الإله الحي متى أجيء وأتراءى قدام الله" (مز 42: 1،2) ويقول أيضًا "يا الله أنت إلهي، إليك أبكرعطشت نفسي إليك" (مز 63: 1) كلما تشتاق نفسك إلي الله، وتكلمه عن شوق، تشعر أنك تكلمه من قلبك، وتستفيد من الصلاة. 3 - لآن الصلاة ليست مجرد اشتياق، إنما اشتياق صادر عن حب. فالصلاة تبدأ أولًا في القلب حبًا، ثم ترتفع إلي الذهن أفكارًا، ثم ينطق بها اللسان ألفاظا هي أصلا حب يقول فيه المرتل "محبوب هو اسمك يا رب، فهو طول النهار تلاوتي" (مز 119) من محبته لله، اسم الله لاصق بعقله، لاصق بقلبه، هو طول النهار تلاوته بل يقول له أيضًا "باسمك أرفع يدي، فتشبع نفسي كما شحم ودسم" (مز 4:63). 4 - فالصلاة هي إذن شبع روحي بالله: كما يتغذى الجسد بالطعام، تتغذى الروح بالوجود في حضرة الله وبالحديث مع الله، وبالصلة القلبية مع الله إن كنت تصلي ولا تشعر بشبع، فأنت في الواقع لا تصلي كما تسري نقطة الماء في النهر إلي أن تصب في البحر الكبير وتندمج فيه، هكذا قلب الإنسان يسري في الصلاة إلي أن يتحد بقلب الله،و أول وسيلة لذلك هي الصلاة لذلك قيل: 5 - ان الصلاة هي جسر ذهبي، يصل بين المخلوق والخالق. أنها تذكرنا بسلم يعقوب الواصل بين السماء والأرض، يصعد عليه الملائكة، يوصلون الصلوات، وينزلون باستجابة الله. 6 - قيل أن الصلاة هي عمل الملائكة، أو هي أنشودة الملائكة. تصوروا السارافيم وقوفًا أمام العرش الإلهي يقولون "قدوس قدوس قدوس" (أش 6) وترتوي بهذا نفوسهم هذه هي الصلاة. صدقوني إن كثيرين يقولون إنهم يتحدثون إلي الله، بينما في الواقع هم لا يصلون لأنه حديث لا مشاعر فيه ولا عواطف، ولا صلة. 7 - لذلك الصلاة هي صلة مع الله: وهكذا تشعر بالوجود في الحضرة الإلهية تشعر بوجود الله، وبوجودك مع الله، وبالصلة بينكما البعض يظنون الصلاة مجرد ألفاظ ينتقونها وينمقونها، بينما لا توجد بينهم وبين الله صلة أريد أن اضرب لكم مثلا لنفرض أن أمامنا لمبات كهربائية قوية جدًا، ونجفات جميلة، وكشافات، ومع ذلك هي ليست متصلة بالتيار الكهربائي فما قيمتها إذن؟ وما فائدتها للإنارة؟! لا شيء كذلك في صلاتك لابد أن تشعر بهذا التيار يجري في عروقك.. 8 - تشعر بلذة في الوجود مع الله. تري الصلاة متعة روحية. وهكذا إن بدأت الصلاة، لا توجد قدرة علي إنهائها كلما تريد أن تختم صلاتك، لا تستطيع بل تقول له "دعني أبقي معك فترة أخري يا رب لا أريد أن أفارقك لا أريد أن اقطع حديثي معك" وتتشبه بعذراء النشيد التي قالت "أمْسَكْته ولم أرخه" (نش 4:3). 9 - هذه الصلاة هي تنقية للقلب.. مع الصلة مع الله يتطهر القلب، ويستحي الذهن أن يتقبل أية فكرة خاطئة أو يتعامل معها يقول لنفسه "كيف أفكر في هذا الأمر، وأنا الذي كان كل فكري مع الله؟! "وهكذا تراه يصد كل فكر خاطئ يأتي إليه بل أن الصلاة تجعله يزهد هذا العالم وكل ما فيه كما قال الشيخ الروحاني "إن محبة الله غربتني عن البشر والبشريات" أي جعلتني غريبا عنها، لأني صرت من وطن آخر سمائي سئل القديس يوحنا الأسيوطي مرة "ما هي الصلاة الطاهرة؟!" فقال " هي الموت عن العالم " أي أن الإنسان الذي ينشغل قلبه مع الله بالتمام في الصلاة، يكون العالم ميتًا بالنسبة إليه لا يحيا فيه هو يصلي والعالم لا وجود له في زمنه لا يحس بهذه الدنيا وما فيها.. 10 - الصلاة شرف بالنسبة إلي الإنسان، وتواضع بالنسبة إلي الله: فمن نحن التراب والرماد، حتى نتحدث إلي الله ملك الملوك ورب الأرباب؟! حقًا إن هذا شرف عظيم بالنسبة إلينا، لا نستحقه وهو تواضع من الله إذ يتحدث إلينا بينما قد نجد صعوبة في التحدث إلي بعض عبيده من البشر!! 11- الصلاة هي اخذ وليست عطاء.. احذر من أن تفكر في وقت من الأوقات، أنك حينما تصلي، إنما تعطي الله وقتًا، وتعطيه مشاعر! ولذلك تعتذر عن الصلاة أحيانًا وتقول "ليس لدي وقت !" كلا، بل أنت في الصلاة تأخذ من الله الكثير، تأخذ بركة، وعشرة طيبة، ومتعة روحية، وهبات لا تحصي وهكذا نقول لله في القداس "لست أنت محتاجًا إلي عبوديتي، بل أنا المحتاج إلي ربوبيتك" أنا المحتاج أن أخذ منك حينما أصلي يريحني ويسعدني مجرد الشعور بأنني في حضرتك الشعور بالأمان في حضرة الله القوي والمتحنن والرحيم في حضرة الآب الذي يحب أولاده، ويمنحهم من قلبه ومن عطفه. 12 - الصلاة هي أغنية نقدمها إلي الله من قلوب سعيدة به. داود النبي حينما كان يغني مزاميره، لم يكن يصلي بالمزمار فقط بل أحيانًا بالعود، وبالقيثارة، والعشرة الأوتار وأحيانًا معه جوقة عجيبة من المغنين والموسيقيين، يستخدمون هذه الآلات الموسيقية، وأيضا البوق والصنج والصفوف والدفوف وباقي آلات العزف الكل معًا يغنون للرب أغنية جديدة، في فرح بالرب كما حدث مع مريم النبية أخت موسى وهرون، إذ أخذت الدف في يديها، وخرجت وراءها النساء بدفوف ورقص، وهي تقول "رنموا للرب، فإنه قد تعظم.." (خر 15: 20،21) حقًا ما أجمل أن تكون الصلاة أغنية يقول الرسول "بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف 5: 19).. 13 - إذن فالصلاة هي وقت فرح بالرب: وهكذا نجد غالبية صلواتنا ملحنة ومنغمة ولها موسيقاها، تغني بها للرب أغنية جديدة وبالمثل صلاة القداس الإلهي، هي أيضا أغنية روحية مرتلة وكذلك صلوات الإبصلمودية وكل التسابيح حتى قراءة المزمور والإنجيل أثناء القداس الإلهي هو أغنية نقدمها إلي الله إنها قلوب فرحة بالرب،تقف أمامه وتغني لا نضرب علي أوتار عود، بقدر ما نضرب علي أوتار قلوبنا فالألحان عندنا هي صلاة، والصلاة هي لحن، هي أغنية كلما نوجد في حضرة الله، تمتلئ قلوبنا فرحًا بالرب، ونغنى له في كل المناسبات بكل عواطفنا حتى في مناسبات الحزن، نغني أيضًا في حضرة الرب بأسلوب الحزن، إنما هي عواطف مقدمة لله قديمًا كان كل مزمور له لحن، مثل المزامير الأخيرة التي تكون الهوسات الثاني والثالث والرابع هذا هو العنصر العاطفي في الصلاة وهنا نذكر ان الصلوات المقبولة لها صفات: صفات الصلاة المقبولة ليست كل صلاة مقبولة أمام الله فهناك صلوات رفضها، مثل صلوات المرائين، وصلوات قساة القلوب الذين قال لهم "حين تبسطون أيديكم، أستر عيني عنكم، وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع أيديكم ملآنة دمًا" (أش 1: 15) فما هي صفات الصلاة المقبولة إذن؟ 1 - ينبغي أولًا أن نصلي بفهم: بحيث كل كلمة تقولها في الصلاة، تكون فاهما لمعناها، كل كلمة تقولها لها عمقها عندك كل كلمة في صلاتك، يشترك فيها اللسان مع العقل، والقلب، والمشاعر، والجسد يشترك فيها الإنسان كله كما نقول في بعض صلواتنا " قلبي ولساني، يسبحان القدوس" فالصلاة ليست مجرد كلام بل لسانك يتحدث، وعقلك مركز في الكلام ومعانيه،وتشترك بمشاعرك وكل قلبك،وروحك تقود العملية كلها 2 – وأيضا يشترك جسدك وتشترك حواسك في الصلاة: جسدك يشترك بالركوع، بالسجود، بالخشوع، برفع اليدين، ورفع النظر إلي فوق وجمع الحواس، فلا يتشتت السمع والبصر هنا وهناك، ولا تتشتت الحركات، بل يكون الإنسان ثابتًا، باحترام شديد في صلاته يعرف أمام من هو واقف إن الشاروبيم والسارافيم وهم يقفون أمام الله، بجناحين يغطون وجوههم، وبجناحين يغطون أرجلهم، من هيبة الله الذي يقفون أمامه فكم بالأولي نحن إن الأب الكاهن في صلاة الصلح في القداس، يمسك لفافة أمام وجهه، رمزًا لهيبة الله الذي هو يقف أمام عظمته. 3 – وهكذا ينبغي أن تكون الصلاة أيضا بفكر مجتمع، غير مشتت: فلا يصح أن تتكلم مع الله،وأفكارك شاردة في موضوعات أخري بل حاول أن تجمع أفكارك وتركزها في الصلاة ويحسن أن تمهد لذلك بقراءة روحية أو بترتيلة أو تأمل ولا تقف للصلاة وعقلك مشغول بشتى الموضوعات البعض يغمض عينيه أثناء الصلاة حتى لا ينشغل بصره بأمور تجلب له أفكارًا المصلي الحقيقي لا يحس بكل ما حواليه هو مع الله فقط، وحده كما أن الإنسان إذا صلي بفهم، سيصلي حتما بتركيز وعمق كما يقول داود "من الأعماق صرخت إليك يا رب" (مز130: 1) من عمق قلبي من عمق مشاعري من عمق احتياجي من عمق مشاكلي وسقطاتي أريد أن أرتفع إليك. 4 – مثل هذه الصلاة لابد أنها تكون بحرارة: لأن الإنسان يسكب نفسه أمام الله، انظروا إلي حنة التي صارت أمًّا لصموئيل النبي، يقول الكتاب عنها إنها "صلت إلي الرب، وبكت بكاءً،ونذرت نذرًا" وإنها كانت تتكلم في قلبها، وشفتاها فقط تتحركان، وصوتها لا يسمع حتى أن عالي الكاهن ظنها سكري" (1صم 1: 10-13) بكل عواطفها كانت تصلي، بكل حرارة، بنفس منسكبة أمام الله وما أجمل ما قيل عن إيليا النبي أيضا إنه "صلي صلاة" (يع 5: 17) ماذا تعني عبارة "صلي صلاة".؟ تعني أنها ليست أي كلام بل صلاة لها عمقها ولها حرارتها يصلي صلاة، أي يصلي بالمعني العميق لهذه الكلمة فقد يقف كاهن أمام المذبح، وتشعر في أعماقك أنه يصلي بينما يقول كاهن آخر نفس القطعة من القداس، فتلحظ أنه يتلو كلامًا ولا يصلي وقد تسمع لحنًا واحدًا من اثنين من المرتلين، فتحس أن أحدهما يصلي، أما الآخر فيقدم نغمات وألحانًا بلا روح، بلا صلاة هناك إنسان يزعم انه يصلي، ولا يصل إلي السموات من صلاته شيء بينما آخر يصلي، فإذا واحد من الأربعة والعشرين كاهنًا الذين تحدث عنهم سفر الرؤيا، يأتي ومعه مجمرته الذهبية، فيحمل فيها هذه الصلاة لتصعد كرائحة بخور أمام الله إنه صلي صلاة بعض الملائكة في السماء يشتمون رائحة بخور زكية، فيبحثون عن سببها، ويكون أن (فلانًا) قد وقف يصلي الصلاة بحرارة، قد تظهر في ألفاظ الصلاة أو في قوتها، أو في لهجتها، وقد تظهر في دموع تصاحب الصلاة أما عبارة أن الإنسان يسكب نفسه في الصلاة، فلست أجد ألفاظًا في اللغة يمكن أن تعبر عنها أتركها لكم لتفهموها بأنفسكم. ولكن علي الأقل أقول إن الإنسان يعصر نفسه عصرًا، ويسكبها أمام الله. 5 – تصلي أيضًا بتأمل.. فمثلًا إن صليت الصلاة الربية، ووصلت إلي عبارة ليأت ملكوتك، يمكن أن تدخل إلي عمق مفهوم هذا الملكوت، كأن يملك الله علي قلوب الناس وأفكارهم،وعلي أهدافهم ووسائلهم أو أن تتأمل ملكوت الله علي الأمم والشعوب والممالك إلى لا تعرفه أو تسرح في الملكوت الأبدي في أورشليم السمائية وهكذا تجد نفسك -في تأملاتك- وأنت داخل في عمق أعماق هذا الملكوت. 6 – صفات أخري كثيرة: هناك صفات أخري كثيرة للصلاة المقبولة، كأن تكون صلاة بحب كما سبق أن قلنا، وكذلك صلاة بخشوع، وصلاة بإيمان يؤمن المصلي أن الله سيستجيب صلاته، أو علي الأقل يؤمن أن الله سيعمل ما فيه الخير له. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب أبانا الذي في السموات
المزيد
16 يوليو 2025

الخادم الروحي دائمًا يعمل والخدمة ضرورة موضوعة عليه

الله دائما يعمل، وعلينا أيضا أن نعمل، وفي ذلك قال السيد المسيح له المجد في (يو 5: 17) "أبي يعمل حتى الآن وأنا أيضا أعمل" وهو بهذا يعطينا القدوة الصالحة في العمل الدائم المستمر، العمل بلا انقطاع من أجل ملكوت الله. هذا الذي قال عنه القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "اكرز بالكلمة، اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب" (2تي 4:2) أي كل حين وهكذا كان السيد المسيح يعمل باستمرار كان يعمل طول اليوم، حتى يميل النهار كما في وعظه قبل معجزة الخمس خبزات والسمكتين، إلى أن"ابتدأ النهار يميل" (لو 9: 12)، ثم أخذ يهتم بعد ذلك بطعامهم الجسداني وكان يعمل بالليل، كما تقابل مع نيقوديموس ليلًا (يو 3: 2)، وكما جاء إلى التلاميذ في الهزيع الرابع من الليل (مت 14: 25)، أو قد يأتي إليهم في الهزيع الثاني أو الثالث (مت 12: 38) أو في نصف الليل وأيضا هو يعمل مادام نهار (يو 9: 4). والسيد المسيح كان يعمل أيضا في كل مكان: كان يعمل وهو ماش في الطريق (لو 19: 1 – 5) كما في هداية زكا وكان يعمل وهو جالس عند البئر كما فعل في هداية المرأة السامرية (يو 4: 6 – 7) ويعمل وهو في بستان جثسيماني مع الثلاثة تلاميذ (مت 26)،ويعمل وهو ماش على الماء كما فعل في تدريب بطرس وفي إنقاذه من الغرق (مت 14: 28 – 31) كان يعمل في البرية ووسط الحقول، وعلى شاطئ النهر وشاطئ البحيرة، وفي البيوت كما في بيت مرثا ومريم (لو 10: 38)،وعلى الجبل كما في عظته المشهورة (مت 5: 1-2) كان يعمل في كل وقت ومكان ومع كل أحد. وكان يلقى بِذاره في كل موضع يلقيها على الأرض الجيدة التي تنتج ثلاثين وستين ومائة، ويلقيها حتى بين الأشواك، وعلى الأرض الحجرية، والتي ليس لها عمق، وعلى الطريق معطيا فرصة لكل أحد.. ويلقى خبزه على وجه المياه ليجد بعد حين (جا 11: 1) وكما قال الرسول عنه كان يجول يصنع خيرا (أع 10: 38). حتى وهو على الصليب كان يعمل: ليس فقط عمل الفداء وهو عمله الأساسي، وإنما عمل أيضًا أعمالًا كثيرة، طلب المغفرة للذين صلبوه (لو 23: 34) وعهد بأمه العذراء إلى يوحنا ليهتم بها ومنح يوحنا بركة أمومة العذراء له (يو 12: 26-27) ومنح اللص التائب بركة الذهاب إلى الفردوس (لو 23: 43) بل كان يعمل خيرا في وقت القبض عليه لأنه أثناء ذلك شفى العبد (ملخس) الذي ضربه بطرس فقطع أذنه (لو 22: 50-51) وأيضا دافع عن تلاميذه فقال للذين قبضوا عليه "دعوا هؤلاء يذهبون" (يو 18: 8) ليتم القول الذي قاله "أن الذين أعطيتني لم أهلك منهم أحدا" (يو 18: 9) وفى أثناء ذلك كله وخلال محاكمته، كان يطلب من أجل بطرس لكي لا يفنى إيمانه (لو 22: 31) والله كثيرا ما يعمل في صمت، ودون أن تطلب الله الذي يحكم للمظلومين، والذي يحفظ الأطفال.. الذي نجى الفتية من أتون النار (دا3) وخلص دانيال من جب الأسود (دا6) وأرسل ملاكه لينقذ بطرس من السجن (أع 12) وأظهر ليوحنا عجائب في الرؤيا ما كان يفكر فيها ولا يطلبها (رؤ 4-5) واختطف بولس إلى السماء الثالثة (2 كو 12) وما كان يفكر في هذا ولا طلبه. وكما يعمل الله باستمرار، ملائكته أيضا تعمل: هؤلاء الذين قال عنهم داود النبي في المزمور "يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مز 103: 20) وقال عنهم القديس بولس الرسول "أليسوا جميعهم أرواحا خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عب 1: 14). إنهم يعملون في البشارة ونقل أوامر الله إلى الناس وتنفيذ أمره سواء بالإنقاذ أو العقوبة ويقول الكتاب "ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7). ونحن البشر يريدنا الله أن نعمل، وعملنا على أنواع منه: العمل الجواني. العمل الجواني هو عمل داخل النفس، مع النفس، تحاسبها، تؤدبها، وتصلح ما فيها، وعمل آخر داخل النفس مع الله، عمل حب، مناجاة، مشاعر في ناموسه تلهج النهار والليل كل هذا عمل جواني ولذلك فإن الراهب المنشغل بهذا العمل الجواني يسمونه (الراهب العمال) هناك عمل آخر يمكننا القيام به، وهو عمل المصالحة: وهو عمل روحي، هدفه مصالحة الناس مع الله.. وفي ذلك قال القديس بولس الرسول "وأعطانا خدمة المصالحة.. نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا، نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله" (2 كو 5: 18، 20). عمل في الخدمة نعمله، ونشترك فيه مع الله الله يعمل معنا، ويعمل بنا. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول عن نفسه وعن زميله أبولوس "نحن عاملان مع الله" (1 كو 3: 9) يشترك روح الله القدوس معنا في العمل، ونصير نحن شركاء الروح القدس ونقول لله في الأوشية "اشترك في العمل مع عبيدك، في كل عمل صالح" لقد قال الرب لتلميذيه: "هلما ورائي فأجعلكما صيادي الناس" (مت 4: 9) معنى هذا أننا نسير وراءه فيجعلنا صيادين وكيف؟ نحن نرمى الشبكة، وهو يدعو السمك للدخول فيها وهكذا يعمل معنا ولا نقوم بالصيد وحدنا فإن بطرس لما عمل في الصيد وحده، بدون المسيح، قال له أخيرا "تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئًا" (لو 5: 5) نعمل مع الله – والله سيرى عملنا وسوف يكافئنا عن كل عملنا أليس هو القائل لكل راع من رعاة الكنائس "أنا عارف أعمالك" (رؤ 2-3) والذي كان له تعب في الخدمة، قال له الرب "أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك وقد احتملت ولك صبر، وتعبت من أجل اسمي ولم تكل" (رؤ 2: 2-3) من أجل هذا يقول الرسول "كونوا راسخين غير متزعزعين، مكثرين في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبكم ليس باطلا في الرب" (1كو 15: 58) "إن الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم وتعب المحبة التي أظهرتموها نحو اسمه، إذ قد خدمتم القديسين وتخدمونهم" (عب 6: 10) حتى كأس ماء بارد تسقون به أحد هؤلاء الصغار، لا يضيع أجره" (مت 10: 42) حتى الذي يأتي إلى الرب في الساعة الحادية عشرة من النهار ليخدم في كرمه، سيأخذ أجرته كالآخرين هناك كلمة خطيرة أذكرها في وجوب العمل وأهميته، وهي قول الرسول [مَنْ يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فتلك خطية له] (يع 4: 17) إذن الخطية ليست فقط في السلبيات، أي في عمل الشر. وإنما أيضا إهمال الإيجابيات، أو عدم عمل الخير هو أيضًا خطية. دفن الوزنة في التراب خطية (مت 25: 24). قد يعتذر إنسان ويقول: أنا لا أعرف أن أخدم!! مثل هذا الإنسان يذكرني بإرميا النبي الذي قال في طفولته للرب "لا أعرف أن أتكلم، لأني ولد" فانتهره الرب وقال له "لا تقل إني ولد لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب ويذكرني أيضًا بموسى النبي الذي قال "لست أنا صاحب كلام بل أنا ثقيل الفم واللسان" (خر 4: 10). ها أنا أغلف الشفتين" (خر 6: 30) ولم يقبل الله منه كل هذا الاعتذار عن الخدمة إن الله يعرف تماما مقدار ما أعطاك من قدرات يعرف العقل الذي أعطاه لك، ويعرف الوقت الذي منحك إياه، ومقدار المعرفة التي لك، ونوع المواهب، ويعرف الظروف المتاحة لك للخدمة فكيف يمكنك أن تهرب أو تعتذر؟! كيف تهرب من قول (الكتاب) من يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل، فتلك خطية له" والمعروف أن "أجرة الخطية هي موت" (رو 6: 23) إن الله سيحاسبك على كل معرفة وهبك إياها ولم تستخدمها أنه هو القائل "كل من أعطى كثيرا، يطلب منه كثير" (لو 12: 48) فإن قلت "ليست لي مواهب" يقول لك أعمل على قدر ما لك من مواهب على قدر ما أعطيت من وزنات واحدة أو اثنتين أو خمس (مت 25) لكن لا تقف مطلقا في ملكوت الله خاملا بلا عمل!! إذن لماذا خلقك الله وأوجدك؟! ولماذا جعلك عضوًا في جسده؟! هل يوجد عضو بلا عمل؟! إذن لابد أن تعمل، مهما كانت مواهبك محدودة فإن كنت أمينا في هذه المواهب المحدودة، يقول لك "كنت أمينا في القليل، سأقيمك على الكثير" (مت 25: 21) وسيقول لك أيضًا "أدخل إلى فرح سيدك الله لا يهمه القليل أو الكثير، إنما يهمه أن تكون أمينا فيما عندك تعمل في خدمته على قدر طاقتك لكن لا بُد أن تعمل وهو يكمل تقول له "ليس عندي سوى دقائق معدودة في اليوم يقول لك اعمل عملي فيها بأمانة وسأباركها وأجعلها تثمر تقول له ليس معي سوى خمس حصوات في حربي مع جليات!! يقول لك تكفيني منها حصاه واحدة ضعها في مقلاعك، وأنا سأجعلها تصل إلى رأس الجبار والباقي أحتفظ به لأي جليات آخر يقابلك في المستقبل هنا ونتكلم عن صفات العمل الذي يعمله الخادم الروحي: أولا: يجب أن يتصف بالأمانة لأن الرب يقول "ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم، الذي يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم في حينه" (لو 12: 42) وإن سألت عن حدود هذه الأمانة، يقول "كن أمينا إلى الموت، فأعطيك إكليل الحياة" (رؤ 2: 10) إلى الموت، إلى حد بذل الذات، إلى حد الاستشهاد. تكون أمينا في نوعية العمل، وفي كميته، أمينا من جهة الموضوع، ومن جهة الأشخاص مهما كلفتك تلك الأمانة من جهد، ومن ثمن أيضا. 2. ولذلك تعمل عمل الرب بلا رخاوة، بلا كسل لأن الكتاب يقول "ملعون من يعمل عمل الرب برخاوة" (أر 48: 10) أعمل بكل حماس، وأستخدم الإمكانيات التي عندك مهما كانت قليلة وتذكر أن الله اشتغل بإمكانيات بشرية كانت قليلة أيضا "اختار جُهَّال العالم، وضعفاء العالم، والمزدرى وغير الموجود" (1كو 1: 27-28) واستطاع بها أن يخزي الحكماء والأقوياء اعمل إذن، والله سيعمل فيك ومعك أن حصاة داود التي هزمت سيف ورمح جليات، تذكرنا بأولئك الصيادين الذين وقفوا ضد فلاسفة العالم، وقادة الرومان، وشيوخ اليهود، وكل الكتبة دارسي الناموس المهم أن تعمل، وتستخدم كل إمكانياتك مهما بدت أمامك ضعيفة وثق أن الله يعمل بها. 3. أخدم بروحك وقلبك. ليس كمجرد رسميات. ليس كمجرد واجب عهدت به إليك الكنيسة بل ضع كل قلبك في الخدمة متذكرا قول الرب" يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26) وهكذا بكل مشاعرك تحب الخدمة وتحب المخدومين، تحب الملكوت وقبل الكل تحب الله الذي تخدمه. 4- ولتكن خدمتك بأسلوب روحي. لأن كثيرين أخذوا مسئوليات ضخمة في الكنيسة وفشلوا لأنهم لم يسلكوا في خدمتهم بأسلوب روحي وإنما سلكوا بأسلوب إداري أو اجتماعي أو عقلاني وتحولت الخدمة عندهم إلى مجرد أنشطة وتحولت الدروس إلى مجرد معلومات أما أنت فلتكن خدمتك بعيدة عن الذات. تقول فيها مع المرتل في المزمور"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز 115: 1). 5 – ولتكن خدمتك مملوءة بالرجاء مهما تأخر الثمر، ومهما قامت عقبات.. لا تفشل إطلاقا. ولا تيأس. بل الق خبزك على وجه المياه. فإنك تجده بعد أيام كثيرة" (جا 11: 1). قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
30 يوليو 2025

أبانا الذي

إن الصلاة الربية هي صلاة مثالية نموذجية تحمل الكثير من المعاني الروحية: لو دخل المصلي إلي أعماقها،وأدخلها إلي أعماقه لأمكنه أن يكتفي بها دون أية صلاة أخري هذا إذا صلاها بفهم وتأمل وعمق أما إذا صلاها بسرعة روتينية،ولم يشعر بروحانية الصلاة يكون العيب في السرعة والروتينية، وليس في هذه الصلاة يكفي أنها تسمي الصلاة الربية، لأن الرب علمنا إياها ففي عظته علي الجبل التي تعتبر دستورًا للمسيحية، قال "صلوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السموات" (مت 6: 9- 13) وفي إحدى المرات سأله واحد من تلاميذه قائلًا "علمنا يا رب أن نصلي، كما علم يوحنا تلاميذه. ولاشك أن التلاميذ كانوا يصلون، ويعرفون كيف تكون الصلاة. ولكن السؤال كان يحمل معني معرفة الصلاة المثالية. فقال لهم الرب "متى صليتم فقولوا: أبانا الذي في السموات.." (لو 11: 1 –4) وعبارة "متى صليتم فقولوا" جعلتنا نقول هذه الصلاة باستمرار بها نفتتح كل صلاة طقسية، وكل صلاة من صلوات الأجبية، وكل صلواتنا الخاصة وبها نبدأ كل اجتماع، وبها نختمه ولسنا نحن فقط الذين نستخدم صلاة "أبانا الذي"، بل كل كنائس العالم أيضًا مادام الله قد علمنا هذه الصلاة، إذن فهي توافق مشيئته كثيرًا ما نصلي صلوات نعبر فيها عن أفكارنا ورغباتنا ومشيئتنا الخاصة، ولا ندري هل توافق مشيئة الله أم لا أما في الصلاة الربية، فإننا نخاطب الله بكلماته هو، بطلبات علمنا هو أن نقدمها. فهي موافقة تمامًا لمشيئته الإلهية وهكذا نصليها ونحن مطمئنون وواثقون أننا لا نطلب من الله إلا ما يريد هو أن نطلبه هذه الصلاة تشتمل علي سبع طلبات الثلاثة الأولي خاصة بالله، والباقية خاصة بنا وكما أنه في الوصايا العشر التي كتبها الله بإصبعه (خر 31: 18) كان اللوح الأول خاصًا بالوصايا تجاه الله، وكان اللوح الثاني خاصًا بالوصايا المتعلقة بمعاملات البشر والبشر ذلك لأن العلاقة بالله أهم وإن استطعنا أن نكون في علاقة طيبة مع الله فإننا سنكون بالتالي وبالضرورة في علاقة طيبة مع الناس وهكذا الصلاة التي علمنا إياها الطلبات الثلاث الأولي منها خاصة بالله ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك لتكن مشيئتك أما الطلبات الأربع الأخيرة فهي خاصة بنا "خبزنا أعطنا" اغفر لنا ذنوبنا لا تدخلنا في تجربة نجنا من الشرير. تعلمنا هذه الصلاة، أن الله ينبغي أن يكون أولًا. نحن نطلب قبل كل شيء من أجل أن يكون اسم الله مقدسًا بين الناس، وأن تكون مشيئته نافذة، وملكوته قائمًا فهذا هو المهم بغض النظر كانت طلباتنا أو لم تكن نطلب أولًا ملكوت الله وبره (مت 6: 33) إننا إن أحببنا اسم الله ومشيئته وملكوته، فلابد أن أمورنا الخاصة ستتحسن، وباقي طلباتنا تستجاب وكل هذه تُزاد لنا، حتى دون أن نطلب.. إن الله هو الأول في الوصايا العشر، والأول في الصلاة الربية وكذلك هو الأول في الطاعة، لأنه " ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29) وإن كان هناك ما يرضي الناس علي حساب طاعة الله، فالله يفضل حتى لو غضب الناس وفي ذلك يقول الرسول " إن كنت بعد أرضي الناس، فلست عبدًا للمسيح" (غل 1: 10) هذا الذي قال "مَن أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني" (مت 10: 37) والله أيضاَ الأول في الحب فقد قال " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك هذه هي الوصية الأولي والعظمي" (مت 22: 37-38) وطبيعي إن كان الإنسان يحب الله من كل قلبه، فلابد أنه بالتالي سيحب قريبه نحب الله ومشيئته وملكوته، ثم بعد ذلك نطلب لأنفسنا. ونحن في الصلاة، نطلب من الله وليس من البشر فقد قال الكتاب [ملعون مَن يتكل علي ذراع بشر] (أر 17: 5) ويقول المزمور "الاتكال علي الله خير من الاتكال علي البشر الرجاء بالرب خير من الرجاء بالرؤساء (مز 117) في كل احتياجاتنا نتجه إلي الله نرفع إليه قلوبنا قبل أيدينا "لأن كل عطية صالحة وكل موهبة تامة، إنما هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار" (يع 1: 17) الله مصدر كل خير هو يريد أن يعطي، وهو قادر أن يعطي وهو وحده الذي يعطي وليس البشر وفي بعض صلوات الكنيسة نكرر عبارة "من الرب نطلب" حتى العطايا التي نأخذها من الناس، إنما نأخذها من الله عن طريقهم هو الأصل هو الذي أعطاهم ما يعطونه لغيرهم. وهو الذي وضع في قلوبهم أن يعطوا لذلك فنحن نطلب منه كل طلباتنا كذلك فإن العطية التي نأخذها من الله، نضمن أنها سليمة وصالحة ثم نقول بعد طلباتنا "بالمسيح يسوع ربنا" ذلك لأن الرب قال لتلاميذه "كل ما طلبتموه من الآب باسمي يعطيكم إلي الآن لم تطلبوا شيئًا باسمي اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملًا" (يو 6: 23-24) وقال أيضًا" لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي" (يو 15: 16) وكرر عبارة "تطلبون باسمي" في (يو 16: 26) فنحن لذلك نقدم كل طلباتنا باسمه ونختم هذه الصلاة الربية بتمجيد لائق بالله هذا الله المعطي، نتجه إليه كأب ونقول له: "يا أبانا".. أبانا إننا نكلم الله في هذه الصلاة ليس كملك أو خالق إنما نكلمه كأب لقد بدأ السيد المسيح يدخل الناس في عاطفية الصلاة ومشاعر الصلاة الابن يكلم أباه وليس المخلوق يكلم خالقه أو العبد يكلم سيده نحن نكلم الله كأب ومن هنا كانت الصلاة حديثًا عاطفيًا بين ابن وأبيه في غير استجداء أو توسل فإذا خرجت صلواتكم عن هذا المستوي تكونون قد خرجتم عن روحانية الصلاة الربانية لقد علمنا السيد أن نخاطب الله كأب ونتذكر أن علاقتنا بالله ليست علاقة عبودية أو مجرد علاقة مخلوقات بخالقها، إنما هي علاقة أبناء بأبيهم والله نفسه يفضل أن يدعي أبًا، ويسمينا أبناء ونحن في صلاتنا إنما نطلب من الله، بدالة البنين. وأبوة الله لنا معرفة منذ القدم. فقد قيل في مقدمة قصة الطوفان "أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأَوْا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ" (تك 6: 2) بنات الناس من نسل قايين القاتل أما أبناء الله فهم نسل شيث الذي أنجبه آدم بعد مقتل هابيل (تك 4: 25-26) "حينئذ ابتدئ أن يدعي باسم الرب"، أم أبناء قايين فلم يدخلوا في النسب الإلهي وفي سلسة أنساب السيد المسيح قيل " ابن أنوش بن آدم ابن الله" (لو 3: 38). وهذا يدل علي أن آدم دعي ابن الله كل مؤمن بالله، يسميه الله ابنًا (يو 1: 12) وهكذا يوجه إليه الوصية قائلًا "يا ابني أعطني قلبك" (أم 23: 26) وفي سفر أشعياء النبي يكرر هذه العبارة فيقول لله "فإنك أنت أبونا أنت يا رب أبونا" (أش 63: 16) والآن يا رب أنت أبونا وكلنا عمل يديك (إش 64: 8). العجيب أنه حتى الخطاة، لا يتخلَّى الله عن أبوته لهم هكذا يقول في أول سفر أشعياء النبي "ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا عليَّ" (أش 1: 2) أنهم بنون، علي الرغم من كونهم عصاه! ولعل هذا يذكرنا بقول الرب "ابني هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد" (لو 15: 24) كان ميتًا وكان ضالًا ومع ذلك كان لا يزال ابنًا! وأبوة الله لنا، ركز عليها السيد المسيح كثيرًا في العهد الجديد وقال لنا الله " أبوكم السماوي". قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب أبانا الذي في السموات
المزيد
09 يوليو 2025

الخادم الروحي الذي يعمل الله به

إن الله يعمل باستمرار من أجل خلاص البشر وهدايتهم.. وهو يعمل من خلال خدامه الروحيين وبواسطتهم. فمن هو الخادم الروحي الذي يعمل الله فيه وبه، ويعمل الله معه؟ إنه الخادم الذي يهتم جدا بأبديته، ولا ينسى نفسه في محيط الخدمة ولا تصبح الخدمة بالنسبة إليه هي كل شيء، وفي سبيلها يضحى حتى بروحياته! والكتاب يعلمنا أهمية وضع خلاص النفس أولا، في قول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف "لاحظ نفسك والتعليم، وداوم على ذلك فإنك إن فعلت ذلك تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضًا" (1تي 4: 16) وهكذا وضع ملاحظة النفس قبل التعليم، وخلاص نفسك قبل الذين يسمعونك وهذا واضح لأن الخادم المهتم بخلاصه هو الذي يستطيع أن يخلص الآخرين أيضًا والعكس صحيح لأن الخادم الذي لا يهتم بروحياته. لا يمكن أن يقدم الروحيات لغيره، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. كما أن الخدمة هي تعبير عن الحب الذي فيك نحو الله والآخرين والذي يفقد هذا الحب، لا يكون خادمًا. وهناك عبارة أخرى مخيفة نضعها أمامنا في خدمتنا وهي قول القديس بولس الرسول أيضًا: "أخضع جسدي واستعبده، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1كو 9: 27) عجبا هذا القديس العظيم الذي صعد إلى السماء الثالثة (2 كو 12: 2، 4) والذي تعب أكثر من جميع الرسل (1كو 15: 10) وصنع آيات وقوات وعجائب يقول لئلا بعد ما كرزت لآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا!! إن الاهتمام بخلاص النفس شيء هام، وقد دعا إليه الرب في رسائله إلى رعاة الكنائس التي في آسيا ما أعجب قوله لملاك ساردس "إن لك اسمًا أنك حي وأنت ميت"!! ويقول أيضا "كن ساهرا.. وتب. فإني إن لم تسهر، أقدم عليك كلص، ولا تعرف في أي ساعة أقدم عليك" (رؤ 3: 1 – 3) وكذلك يقول لملاك كنيسة لاوديكية "لأنك فاتر ولست باردًا ولا حارًا، أنا مزمع أن أتقيأك من فمي" (رؤ 3: 16) ويقول لملاك كنيسة أفسس "عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى فأذكر من أين سقطت وتب.. وإلا فإني آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب" رؤ 1: 4-5) فإن كان الرب قد قال هذا عن الذين دعاهم ملائكة وكواكب، وكانوا في يده اليمنى (رؤ 2: 1) فماذا نقول نحن عن أنفسنا. ألا نهتم بخلاصنا؟! أقول هذا لئلا تتملكنا الكبرياء فنظن أننا حقا خدام. وربما يحاربنا المجد الباطل، لأن لنا أولادا في الخدمة، لنا تلاميذ ولنا فصول، ولنا اسم الكنيسة إننا من جماعة الخدام أو جماعة الكارزين!! والرسول يقول "حتى بعد ما كرزت لآخرين، لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" فإن كان بولس العظيم يحتاج إلى تدقيق وإحتراس وإلى أن يضبط نفسه ويقمع جسده ويستعبده فكم بالأولى نحترس نحن ونهتم بخلاصنا لهذا يحتاج الخادم إلى اتضاع كبير في قلبه لئلا تأخذه الكبرياء، ويظن أنه شيء ويسقط.. صدقوني يا إخوتي، إنني أتعجب كثيرا كلما أتأمل قديسًا عظيمًا مثل بطرس الرسول الذي كان واحدًا من الثلاثة الكبار الذين كان ينفرد بهم السيد المسيح في جلساته الخاصة، والذين قال عنهم القديس بولس الرسول أنهم أعمده الكنيسة (غل 2: 9) بطرس هذا يقول له السيد المسيح "ولكنني طلبت من أجلك لكيلا يفنى إيمانك؟!" (لو 22: 22) يفنى إيمانك؟! ما أخطر هذه العبارة ليتك تقول يا رب "لكيلا يضعف إيمانك"! أما أن عبارة يفنى إيمانك تقال لبطرس الرسول، ويحتاج إلى صلاة من السيد المسيح نفسه، فهذا أمر خطير أو هو درس لنا لنسهر ونحترس نعم نحترس لأن الخطية قيل عنها أنها "طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء" (أم 7: 26) والخادم الروحي يحترس ليس فقط من الخطايا الدقيقة كالهفوات والسهوات، وإنما حتى من النجاسات التي تحارب المبتدئين!! وهو مهما نما في الروحيات يعامل نفسه كمبتدئ، ولا يتحدث عن نفسه كخادم يدرس البعض على يديه إن القديس أرسانيوس الكبير، معلم أولاد الملوك، رجل الوحدة والصمت والصلاة والدموع، يقول عن نفسه "إنني لم أبدأ بعد، هبني يا رب أن أبدأ "ليتنا نتمثل بهذا القديس في خدمتنا. الخادم الروحي ينظر لنفسه كمبتدئ، ليس فقط في الخدمة، بل كمبتدئ أيضا في الحياة الروحية الكلام الذي يقوله في الدرس يرى إنه موجه إلى نفسه هو، قبل أن يوجه إلى تلاميذه وإن وعظ يرى أنه يعظ نفسه والناس. بل يعظ نفسه قبل أن يعظ الناس. إنه لا يظن في نفسه أنه قد بلغ شيئًا، ولا يظن أن الكلام الذي يقوله قد صار حياة عند سامعيه بل يصلي أن يعطيهم الرب نعمة أن يستفيدوا من كلامه، أو يستفيدوا من النعمة التي يعطيهم الرب إياها يصلي أن يعطيهم الرب شيئًا عن طريقه ولا أقول يأخذوا منه، بل يأخذوا عن طريقه، إنه يخلط درسه بالصلاة لكي لا يكون هو وحده الذي يتكلم، بل ليتكلم الرب، ويكون هو أيضًا سامعًا مع تلاميذه. الخادم الروحي لا يحسب نفسه أنه قد صار قديما في الخدمة أو قائدًا أو أمينًا بل يضع أمامه باستمرار قول السيد المسيح: "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو 15:5) إذن لابد أن يأخذ من الله، لكي يعطي إنه يقول للرب أنا يا رب لا أعرف. لقد أخذوني وجعلوني خادمًا من غير استحقاق ومن غير إعداد بل جعلوني خادمًا وهم لا يعرفون دواخلي ولا ضعفاتي. أنت الذي تعرف. أنا يا رب لم أصل بعد إلى القدوة التي أفيد بها آخرين، ولم أنفذ بعد هذه الوصايا التي أقولها للناس أو التي ينبغي أن أقولها وأخشى أن تنطبق على عبارة: "أيها الطبيب اشف نفسك" (لو 4: 23). الخادم الروحي يلتقي بالله قبل أن يلتقي بالمخدومين. ويقول له: "ليس يا رب من أجل ضعفاتي تمنع نعمتك عن هؤلاء. ليس بسبب أخطائي الشخصية وبعدى عن روحك القدوس. تمنع روحك عن هؤلاء وما ذنبهم؟! ليس من أجلي تعطيهم. بل من أجل محبتك لهم أعطهم من أجل أنك أبوهم من أجل أنه تهمك أبديتهم. من أجل حاجة هؤلاء الصغار إليك أعطهم عن طريقي، أو عن طريق غيري، ليس الخادم هو المهم. إنما المهم أن تعطيهم أعمل في قلوبهم حينما أكلمهم وأعمل في قلوبهم حتى دون أن أكلمهم لتكن خدمتي لهم صلاة إن لم تكن حياة فليست لي حياة، أعطيهم منها قدوة،وليست لي صلاة أعطيهم منها قدرة ولكنني في ضعفي أطلب إليك من أجلهم أطلب أن تعمل أنت فيهم من أجل محبتك لهم أنا لست أحسب أن لي معرفة أقدمها لهم. وحتى إن كان لي، فالمعرفة وحدها لا تكفي ولا تخلص. أمنا حواء كانت لها معرفة بالوصية وسقطت (تك 3: 2-6) المهم هو الروح الموجود في الكلام كما قال السيد الرب "الكلام الذي أقوله لكم هو روح وحياة" (يو 6: 63) إن كانت الخدمة كلاما فما أكثر الكلام.. المهم هو الروح الذي يؤثر ويعطي على قوة العمل والكلام لا يخلص، إن كان منا، أما إن كان من الرب، فكلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب 4: 12) ووظيفتنا كخدام أن نأخذ من الله كلامًا لكي نعطيه للناس وليس أن نعطيهم من فراغنا. إنما نأخذ ملئا من الله، نفيض به عليهم. وما أجمل قول الإنجيل عن السيد المسيح "ومن ملئه، نحن جميعا أخذنا" (يو 1: 16) الخادم الروحي ليس مجرد بوق يحدث صوتا إنما هو حياة روحية تنتقل إلى الغير. والتلاميذ يأخذون من حياة المدرس من أسلوبه ومعاملاته وسلوكه، ويمتصون منه شيئا كان الكتبة والفريسيون يعلمون وقد جلسوا على كرسي موسى (مت 23: 2) وكان السيد المسيح يعلم، فيبهت الناس من تعليمه لأنه يعلمهم بسلطان (مر 1: 27) كلماته كانت لها قوة وتأثير وسلطان كانت كلمات من نوع آخر، لذلك قالوا ما سمعنا من قبل كلامًا مثل هذا ولما تكلم السيد المسيح عن التناول من جسده ودمه، وتحير البعض وتركوه فقال لتلاميذه: "ألعلكم أنتم أيضا تريدون أن تمضوا؟!". أجابه بطرس "يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية هو عندك" (يو 6: 68) جميلة هذه العبارة "كلام الحياة الأبدية" هذا هو المطلوب من الخادم. يذكرنا بعبارة الملاك الذي قالها لكرنيليوس عن طريق بولس الرسول "وهو يكلمك كلاما به تخلص.." (أع 11: 14) نعم، هذا هو الفرق بين خادم وخادم: أحدهم يقول كلاما، بلا تأثير بلا قوة بلا فاعلية. أما الخادم الروحي فيكلمك كلامًا به تَخْلُص كلاما يغير الحياة كلها، ويشعر سامعه أنه قد نخس في قلبه، كما حدث لليهود في يوم الخمسين حينما سمعوا عظة من بطرس (أع 2: 37). وحينما ينخس في قلبه لا يستطيع أن يرفس مناخس (أع 9: 5) حتى لو قاوم الكلمة حينا، يعود إليها مرة أخرى أو تعود هي إليه. ويجد مناخسًا في قلبه يذكره بها. وهكذا قال الرب عن كلمته: "هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي. لا ترجع إلى فارغة. بل تعمل ما سررت به، وتنجح فيما أرسلتها له" (أش 55: 11) حقا إن كلمة الرب لا ترجع فارغة إن لم تأت بنتيجة الآن، تأتي بها فيما بعد صدقوني، حتى الكلام الذي قاله الرب ليهوذا الإسخريوطي، لم يرجع فارغا بل ندم يهوذا بعد تسليمه للرب، وأرجع المال الذي أخذه ثمنا له. وقال "أخطأت إذ أسلمت دما بريئا" (مت 27: 4) لكن مشكلته إنه يأس من شدة تأنيب ضميره له، فمضى وخنق نفسه الخادم الروحي ينبغي أن تكون كلمته هي كلمة الرب ولكي يأخذ هذه الكلمة من الله يلزمه أن تكون حياته ثابتة في الله تكون له علاقة بالله، يستطيع بها أن يأخذ منه وتكون له دالة مع الله، يمكنه بها أن يقول له "لا أتركك إن لم تباركني" (تك 32: 26) أو يقول له "لا أتركك حتى آخذ منك ما أعطيه لهؤلاء" هذه هي الخدمة الروحية التي يعمل فيها الله. وليست هي مجرد كلمات يقرأها الخادم في كتاب ثم يرددها بدون تأثير في آذان غيره وينتهي الأمر لقد أمر السيد تلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم حتى يلبسوا قوة من الأعالي (لو 24: 49) الخدمة الروحية يلزمها هذه القوة، قوة الله العامل فينا بروحه القدوس. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
02 يوليو 2025

الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة

إن الخدمة ليست كلاما إنما هي "روح وحياة" (يو 6: 63) والخادم الروحي له الروح التي يحولها في تلاميذه إلى حياة هذه الحياة يلتقطونها منه يتعلمون من حياته،ويقلدون شخصيته فتتخلل نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم إن الصغار قد لا يفهمون كل الكلام الذي يقوله الخادم وما يفهمونه كثيرا ما ينسونه لكنهم يأخذون منه الحياة ويتعلمون من طريقة معاملته،وطريقة كلامه بل يتعلمون من أسلوبه من نظراته من إشاراته من تصرفاته يلتقطون كل ذلك المعلومات قد ينسونها ولكن أسلوب الحياة يظل راسخا فيهم فإن كان كل ما تملكه هو المعلومات سوف لا يأخذون منك سوى معلومات بلا روح بلا حياة! فابحث إذن ما هو نوع الحياة التي فيك التي يمكن أن يمتصها منك أولادك؟ والتي تترك فيهم انطباعًا من نوع خاص أخشى أن بعض الخدام تكون في حياتهم عثرات وهذه العثرات تؤثر في تلاميذه تأثيرًا سلبيًّا وويل لمن تأتي من قبله العثرات كما قال الرب (مت 18: 7) هذه العثرات إما أن يقلدها المخدومون فتضيع روحياتهم،وتهبط مثالياتهم،ويطالب الخدام بدمهم أمام الله (حز 33: 6-8) وأما أن تكون أخطاء الخادم سببا في انتقادهم له بل أيضا وقوعهم في خطية الإدانة أو قد تكون تلك الأخطاء سببا في تركهم محيط هذه الخدمة كلها، وما يتبع ذلك من نتائج. الخادم هو ملح للأرض فماذا يحدث إن فسد الملح؟! ما أصعب قول الرب في ذلك!!! يقول "إن فسد الملح لا يصلح بعد لشيء إلا أن يُطْرَح خارجًا ويُداس من الناس" (مت 5: 13) إذن يجب أن تلوم نفسك وتقول "إنني حينما كنت بعيدا" عن الخدمة كانت خطاياي ونقائصي من نصيبي أنا وحدي وتأثيرها واقعا على وحدي،وكذلك عقوبتها أما الآن فإن خطاياي تعثر الآخرين،وتوقعهم في خطايا وتضيعهم فإن لم يكن من أجل نفسي فعلى الأقل من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحق (يو 17: 19) من هنا ينبغي على كل خادم أن يفحص نفسه،ويصلح ذاته،ويكون بلا عثرة بل ينبغي أن يكون قدوة ومثالا يعكس الخادم الروحي الذي تترك حياته في نفس كل من يقابله أثرا طيبًا وانطباعًا روحيًا يدوم لمدة طويلة دون أن يلقى عظة أو يتحدث في موضوع روحي بل مجرد مقابلته البشوشة الحلوة الطيبة،وملامحه الهادئة المملوءة سلاما،ووداعته وطيبته وحسن لقائه للآخرين وحسن معاملته هذا يجعل من يقابله يتأثر روحيا،ويقول في نفسه مباركة تلك اللحظات التي تقابلت فيها مع فلان عجيب هذا الشخص الروحي ليتني أكون مثله في شخصيته الروحية،وفي بشاشاته ومعاملته الطيبة التي تبكتني على خطاياي،وتذكرني بأني في أحيان كثيرة كنت أقابل البعض بعدم اكتراث أو بغير حماس بدون ود وبدون بشاشة ليتني أغير حياتي وأصير مثله ودودا بشوشا وديعا وهكذا مجرد اللقاء به يقود الآخرين إلى التوبة. لذلك فالخادم الروحي ليس مجرد مدرس، بل حياته كلها خدمة: إن عبارة (مدرس في مدارس الأحد) تعني قصورًا في أمرين: أ‌- فكلمة مدرس تعني مجرد التعليم،وليس الحياة وتأثيرها. ب‌- وعبارة (في مدارس الأحد) تعني محدودية الخدمة في هذا النطاق بينما ينبغي أن يكون الخادم خادما في كل مجال يقابله فلا يحدها مكان هو الكنيسة،ولا زمان هو ساعة في الأسبوع!! إن كانت الخدمة هي عمل من أعمال المحبة فلا يجوز أن تكون محبتنا قاصرة على فصل من فصول مدارس الأحد!! فالإنسان المحب أينما يوجد تفيض محبته على غيره كل إنسان يقابله ينال نصيبا من حبه إنه كسيده "يريد أن الجميع يخلصون،وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4).. حقا إن مدارس الأحد قد تكون مجال تخصصه ولكن هذا لا يمنع عمومية خدمته فكل شخص يدفعه الله إلى طريقه،وكل من يقابله في غربة هذا العمل لابد أن يدخل في مجال تأثيره الروحي ليس كمدرس،وإنما كحياة روحية تتحرك في عمق،وتؤثر روحيا في غيرها تلقائيا وإن أتيح له الكلام يجعل الله هو محور حديثه بطريقة مشوقة غير مصطنعة ويكون اسم الرب حلوا في فم الخادم يجب أن يتحدث عنه بطريقة تجذب الناس إليه إن اسم الله على فمه، ليس في الكنيسة فقط، بل في كل مكان، يُحَدِّث الناس عنه في شغف وينتهز كل فرصة مناسبة، ليحكى قصصًا عن معاملات الله المملوءة حبًا وحكمة وحتى إن لم يتكلم، فإنه يقدم للناس نموذجًا طيبًا عن الحياة المرتبطة بالله بعض الناس يظنون المبادئ المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها؟! أما الخادم الروحي، فيقدم هذه المثاليات منفذة عمليًا في حياته وبتأمل حياته، يتيقن الناس أن الحياة مع الله ممكنة وسهلة ويرون أن الذي يسير مع الله، تكون حياته موفقة وناجحة،ويكون محبوبًا من الكل فيشتاقون إلى حياة مثل حياته التي تجول تصنع خيرا تعطي هذا كلمة منفعة،وتعطي ذاك حبًا وبشاشة وتعطي ثالثًا أمثولة طيبة المهم أنها تعطي باستمرار خيرًا ونفعًا إنه كالشمس، أينما ظهرت تنير هي منيرة بطبيعتها وبحكم طبيعتها تعطي نورًا وحرارة وحياة، للكل والخدام الروحيون هكذا بالنسبة إلى الآخرين، هم نور للعالم (مت 5: 14) كل إنسان يراهم، يستنير ولا يسلك في الظلمة فهل أنت نور في حياتك، وبالتالي في خدمتك، هل كل من يراك، يمجد الله بسببك؟ وكل من يتحدث معك، يخرج بكلمة منفعة؟ وكل من يجتمع بك، يشكر الله على إنه جلس معك في ذلك اليوم، وعلى النعمة التي حلت عليه عن طريقك؟ الخادم الروحي بركة للوسط الذي يعيش فيه: انظر ماذا قال الرب في دعوته لإبرآم إلى الآباء قال له "أجعلك أمة عظيمة،وأباركك وأعظم أسمك وتكون بركة" (تك 12: 2) فالمطلوب من الخادم الروحي ليس فقط أن يكون مباركًا من الرب بل بالأكثر يكون بركة كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا وكان يوسف الصديق بركة في كل أرض مصر وكان أبونا نوح بركة للعالم كله. به حفظت الحياة في العالم ولم يفن الرب الأرض كلها ومن عليها من أجل نوح البار به بقيت الحياة البشرية،وتنسم الله رائحة الرضا (تك 8: 21) وأصبحنا كلنا أولاد نوح كما نحن أولاد آدم فهل أنت هكذا: أينما حللت تحل البركة؟ وتكون خدمتك بركة للناس في كل مكان تخدم فيه. ويبارك الله خدمتك، ويجعلها مثمرة وذات تأثير. ويبارك أيضا كل من تخدمهم، ويشعرون أنك كنت بركة في حياتهم، وأنه من نعم الله عليهم، أنك كنت الخادم الذي قام برعايتهم؟ الخادم الروحي يشعر من يخدمهم أنه رجل الله. فهكذا كان إيليا،وبهذا اللقب كانوا يدعونه (1مل 17: 24) فهل يراك الناس بهذه الصورة أنك صوت الله في آذانهم،وأنك مرسل منه إليهم،وإنك صورة الله أمامهم؟ يذكرهم وجودك معهم بالله ووصاياه وبقدسية الحياة وهل - كرجل الله - يرون فيك ثمار الروح (غل 5: 22 – 23)؟ ويرون تأثير الروح في كلماتك،ويختبرون أنك بركة لحياتهم لا تظن أنك بمجرد إلقائك بعض الدروس في الكنيسة قد صرت خادِمًا بل تفهم ما معنى كلمة (خادم) وما صفاته. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد
25 يونيو 2025

الخادم الروحي قدوة وبركة وحياته كلها خدمة

إن الخدمة ليست كلاما، إنما هي "روح وحياة" (يو 6: 63) والخادم الروحي له الروح التي يحولها في تلاميذه إلى حياة هذه الحياة يلتقطونها منه، يتعلمون من حياته، ويقلدون شخصيته، فتتخلل نفوسهم وقلوبهم وأفكارهم إن الصغار قد لا يفهمون كل الكلام الذي يقوله الخادم وما يفهمونه، كثيرا ما ينسونه لكنهم يأخذون منه الحياة. ويتعلمون من طريقة معاملته، وطريقة كلامه، بل يتعلمون من أسلوبه، من نظراته، من إشاراته، من تصرفاته يلتقطون كل ذلك المعلومات قد ينسونها ولكن أسلوب الحياة يظل راسخا فيهم فإن كان كل ما تملكه هو المعلومات، سوف لا يأخذون منك سوى معلومات، بلا روح بلا حياة ! فابحث إذن ما هو نوع الحياة التي فيك، التي يمكن أن يمتصها منك أولادك؟ والتي تترك فيهم انطباعًا من نوع خاص أخشى أن بعض الخدام تكون في حياتهم عثرات وهذه العثرات تؤثر في تلاميذه تأثيرًا سلبيًّا وويل لمن تأتي من قبله العثرات، كما قال الرب (مت 18: 7) هذه العثرات إما أن يقلدها المخدومون، فتضيع روحياتهم، وتهبط مثالياتهم، ويطالب الخدام بدمهم أمام الله (حز 33: 6-8) وأما أن تكون أخطاء الخادم سببا في انتقادهم له، بل أيضا وقوعهم في خطية الإدانة أو قد تكون تلك الأخطاء سببا في تركهم محيط هذه الخدمة كلها، وما يتبع ذلك من نتائج. الخادم هو ملح للأرض فماذا يحدث إن فسد الملح؟! ما أصعب قول الرب في ذلك!!! يقول "إن فسد الملح، لا يصلح بعد لشيء، إلا أن يُطْرَح خارجًا ويُداس من الناس" (مت 5: 13) إذن يجب أن تلوم نفسك وتقول"إنني حينما كنت بعيدا" عن الخدمة، كانت خطاياي ونقائصي من نصيبي أنا وحدي وتأثيرها واقعا على وحدي، وكذلك عقوبتها أما الآن فإن خطاياي تعثر الآخرين، وتوقعهم في خطايا وتضيعهم فإن لم يكن من أجل نفسي فعلى الأقل من أجلهم أقدس أنا ذاتي لكي يكونوا هم أيضا مقدسين في الحق (يو 17: 19) من هنا ينبغي على كل خادم أن يفحص نفسه، ويصلح ذاته، ويكون بلا عثرة بل ينبغي أن يكون قدوة ومثالا يعكس الخادم الروحي الذي تترك حياته في نفس كل من يقابله أثرا طيبًا وانطباعًا روحيًا يدوم لمدة طويلة دون أن يلقى عظة أو يتحدث في موضوع روحي بل مجرد مقابلته البشوشة الحلوة الطيبة، وملامحه الهادئة المملوءة سلاما، ووداعته وطيبته وحسن لقائه للآخرين وحسن معاملته، هذا يجعل من يقابله يتأثر روحيا، ويقول في نفسه مباركة تلك اللحظات التي تقابلت فيها مع فلان عجيب هذا الشخص الروحي ليتني أكون مثله في شخصيته الروحية، وفي بشاشاته ومعاملته الطيبة التي تبكتني على خطاياي، وتذكرني بأني في أحيان كثيرة كنت أقابل البعض بعدم اكتراث، أو بغير حماس، بدون ود وبدون بشاشة ليتني أغير حياتي وأصير مثله ودودا بشوشا وديعا وهكذا مجرد اللقاء به يقود الآخرين إلى التوبة لذلك فالخادم الروحي ليس مجرد مدرس، بل حياته كلها خدمة: إن عبارة (مدرس في مدارس الأحد) تعني قصورًا في أمرين: أ‌- فكلمة مدرس تعني مجرد التعليم، وليس الحياة وتأثيرها. ب‌- وعبارة (في مدارس الأحد) تعني محدودية الخدمة في هذا النطاق، بينما ينبغي أن يكون الخادم خادما في كل مجال يقابله فلا يحدها مكان هو الكنيسة، ولا زمان هو ساعة في الأسبوع!! إن كانت الخدمة هي عمل من أعمال المحبة، فلا يجوز أن تكون محبتنا قاصرة على فصل من فصول مدارس الأحد !! فالإنسان المحب أينما يوجد، تفيض محبته على غيره كل إنسان يقابله، ينال نصيبا من حبه إنه كسيده "يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تي 2: 4) حقا إن مدارس الأحد قد تكون مجال تخصصه. ولكن هذا لا يمنع عمومية خدمته فكل شخص يدفعه الله إلى طريقه، وكل من يقابله في غربة هذا العمل، لابد أن يدخل في مجال تأثيره الروحي ليس كمدرس، وإنما كحياة روحية تتحرك في عمق، وتؤثر روحيا في غيرها، تلقائيا وإن أتيح له الكلام، يجعل الله هو محور حديثه، بطريقة مشوقة غير مصطنعة ويكون اسم الرب حلوا في فم الخادم يجب أن يتحدث عنه، بطريقة تجذب الناس إليه إن اسم الله على فمه، ليس في الكنيسة فقط، بل في كل مكان، يُحَدِّث الناس عنه في شغف وينتهز كل فرصة مناسبة، ليحكى قصصًا عن معاملات الله المملوءة حبًا وحكمة وحتى إن لم يتكلم، فإنه يقدم للناس نموذجًا طيبًا عن الحياة المرتبطة بالله بعض الناس يظنون المبادئ المسيحية مثاليات من يستطيع تنفيذها؟! أما الخادم الروحي، فيقدم هذه المثاليات منفذة عمليًا في حياته وبتأمل حياته، يتيقن الناس أن الحياة مع الله ممكنة وسهلة ويرون أن الذي يسير مع الله، تكون حياته موفقة وناجحة، ويكون محبوبًا من الكل، فيشتاقون إلى حياة مثل حياته، التي تجول تصنع خيرا تعطي هذا كلمة منفعة، وتعطي ذاك حبًا وبشاشة وتعطي ثالثًا أمثولة طيبة المهم أنها تعطي باستمرار خيرًا ونفعًا إنه كالشمس، أينما ظهرت تنير هي منيرة بطبيعتها وبحكم طبيعتها تعطي نورًا وحرارة وحياة، للكل والخدام الروحيون هكذا بالنسبة إلى الآخرين، هم نور للعالم (مت 5: 14) كل إنسان يراهم، يستنير ولا يسلك في الظلمة فهل أنت نور في حياتك، وبالتالي في خدمتك، هل كل من يراك، يمجد الله بسببك؟ وكل من يتحدث معك، يخرج بكلمة منفعة؟ وكل من يجتمع بك، يشكر الله على إنه جلس معك في ذلك اليوم، وعلى النعمة التي حلت عليه عن طريقك؟ الخادم الروحي بركة للوسط الذي يعيش فيه انظر ماذا قال الرب في دعوته لإبرآم إلى الآباء قال له "أجعلك أمة عظيمة، وأباركك وأعظم أسمك وتكون بركة" (تك 12: 2) فالمطلوب من الخادم الروحي، ليس فقط أن يكون مباركًا من الرب، بل بالأكثر يكون بركة كان إيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا وكان يوسف الصديق بركة في كل أرض مصر وكان أبونا نوح بركة للعالم كله به حفظت الحياة في العالم ولم يفن الرب الأرض كلها ومن عليها، من أجل نوح البار به بقيت الحياة البشرية، وتنسم الله رائحة الرضا (تك 8: 21) وأصبحنا كلنا أولاد نوح، كما نحن أولاد آدم فهل أنت هكذا أينما حللت تحل البركة؟ وتكون خدمتك بركة للناس في كل مكان تخدم فيه. ويبارك الله خدمتك، ويجعلها مثمرة وذات تأثير ويبارك أيضا كل من تخدمهم، ويشعرون أنك كنت بركة في حياتهم، وأنه من نعم الله عليهم، أنك كنت الخادم الذي قام برعايتهم؟ الخادم الروحي يشعر من يخدمهم أنه رجل الله فهكذا كان إيليا، وبهذا اللقب كانوا يدعونه (1مل 17: 24) فهل يراك الناس بهذه الصورة، أنك صوت الله في آذانهم، وأنك مرسل منه إليهم، وإنك صورة الله أمامهم؟ يذكرهم وجودك معهم بالله ووصاياه وبقدسية الحياة وهل -كرجل الله- يرون فيك ثمار الروح (غل 5: 22 – 23)؟ ويرون تأثير الروح في كلماتك، ويختبرون أنك بركة لحياتهم لا تظن أنك بمجرد إلقائك بعض الدروس في الكنيسة، قد صرت خادِمًا بل تفهم ما معنى كلمة (خادم) وما صفاته. قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث عن كتاب الخدمة الروحية والخادم الروحي
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل