المقالات

16 أكتوبر 2025

بدعة هيراكس

من هو هيراكس؟ أصله من ليونتوبوليس كان كاتباً ينسخ الكتب ويصنعها وأشتهر بالعلم والتقوى نتيجة لما يقرأه من كتب فكرة بدعته وقد شارك مانى فى بدعته ولكنه خالفة فى أمور كثيرة، وكان تعليمه هو عمل المسيح العظيم أن بسن شريعة جديدة أكمل وأدق من شريعة موسى. جزم بأن المسيح منع تابعيه عن الزواج واللحم والخمر وكلما تتلذذ به الحواس أو الجسد من الأشياء التى سمح بها موسى ثم منع أن يدخل الأطفال ملكوت السموات التى لا يستحقها إلا الذين قاوموا الجسد وشهواته. وأعتقد أيضاً أن ملكى صادق ملك ساليم الذى بارك أبراهيم هو الروح القدس. أنكر قيامة الأجساد وفسر الكتاب المقدس ولا سيما الأسفار التاريخية تفسيراً تشبيهياً
المزيد
09 أكتوبر 2025

بدعة هرقل

البدعة المونوثيليتيه المونوثيليزم كلمة تعنى فى اللغة اليونانية الرغبة الواحدة one will" وهو فكر يفسر كيفية العلاقة بين الجسد والكلمة فى شخص السيد المسيح وقد نشأت هذه العقيدة فى أرمينيا وسوريا سنة 629 ب. م وهذا التعليم يقول أن السيد المسيح له طبيعتين (الكلمة والجسد) ولكن له رغبة واحدة بعد الإتحاد فى بداية نشر هذا الفكر عن طريق المرسوم الذى أصدره هرقل كانت كنيسة القسطنطينية وبطريركها هو أول من وافق عليه بل أنه شارك فى إعداد مرسوم الإمبراطور هرقل الذى عرف بأسم (إكثيسيس Ecthesis) أما كنيسة روما فقد أرسل بطريركها موافقته الخطية إولكن أعتبر ها الفكر فيما بعد ذلك هرطقة وهذه البدعة كان الإمبراطور هرقل يريد إجبار أقباط مصر على قبولها ولم تحظى البدعة المونوثيليتيه Monotheletism بدعة الإمبراطور البيزنطى هرقل (610- 642) بدراسة مستفيضة من الكنيسة القبطية بالرغم من أن هذه البدعة قد قسمت الإمبراطورية البيزنطية وكانت من الأسباب التى مهدت لسهولة إحتلال الإسلام الشرق الأوسط إحتلال إستيطانى فقد كانت مصر منقسمة بها كنيستين كنيسة أقلية غنية هى الكنيسة الملكية الخلقودينية والكنيسة القبطية اللاخلقيدونية أى التى لا تعترف بمجمع خلقيدونية وقد كره الأقباط السياسة التى كان يعامل بها البيزنطيين المصريين الأقباط لهذا فقد وقفوا موقف المتفرج فى الحرب التى جرت على أرضهم بين العرب القريشيين المسلمين الغزاة والبيزنطيين المسيحيين الغزاة وشعر الإمبراطور هرقل أن الشعوب فى أمبراطوريته منقسمة ولما كانت مصر جوهرة التاج البيزنطى ومزرعة القمح بها أكبر عدد من السكان لهذا كان يريد أن يجمع شعبها مع شعبه فى كنيسة واحدة وعقيدة واحدة غير منقسمة تحت رئآسة البطريرك سرجيوس بطريرك القسطنطينية بحجة أنه بطريرك عاصمة الإمبراطورية. واعد الإمبراطور البيزنطى هرقل (610- 642) مشروع للوحدة عرف ب (المونوثيليتيه Monotheletism) وطبع هرقل مرسوم إدارى عرف بإسم (إكثيسيس Ecthesis) وعندما أرسل هذا الأمر الإدارى لمصر لفرض الوحدة الإجبارية وذلك بوضع خطة مكونة من شقين أولا عدم ذكر مجمع خلقيدونيه سبب المشكله والخلاف، والذى يقر بوجود طبيعتين، والذى يعد مخالفا لعقيده الأقباط • ثانيا فرض الوحده بإستعال الوسائل المتاحه وغير المتاحه الترغيب ثم التهديد او إستعمال العنف إذا أدى الأمر الى ذلك، وبالقول ان المسيح له مشيئه واحده أو رغبة واحدة أو طاقة واحدة بدلا من تعبير القديس البابا المصرى كيرلس " طبيعه واحده،للإله الكلمة المتجسد" وعرف هذا العرض ب (المونوثيليتيه Monotheletism) وطبع هرقل مرسوم إدارى عرف بإسم (إكثيسيس Ecthesis) وحمل كيروس المرسوم الإمبراطورى وصل كيروس الى الإسكندريه وبدأ بتنفيذ الخطه المتفق عليها فعقد إجتماعات وإتصل بمختلف الإتجاهات الفكريه التى رفضت هذا المرسوم خاصة أنه صدر من إمبراطور علمانى سياسى كما أن البطريرك أولوجيوس Eulogius الملكى الدخيل (580-607) التابع للقسطنطينية كان قد كتب كتاباً ضد المونوثيليتيه Monotheletism او تعليم الرغبة أو الإرادة أو المشيئة الواحدة ولكن خطابه لم يناقشه كيروس ولا سرجيوس Sergius بطريرك القسطنطينية إكثيسيس Ecthesis هو عبارة عن أمر إدارى أى خطاب كتبه الأمبراطور البيزنطى هرقل فى سنة 638م وقد حمل هذا العرض أو الأمر الإدارى إلى الإسكندرية كيروس Cyrus of Alexandria وقد غير كلمة طبيعة واحدة بعد التجسد التى يؤمن بها الأقباط إلى مشيئة واحده المونوثيليتيه monotheletism وقد عارض هذا الرأى صوفرنيوس Sophronius وماكسيموس المعترف Maximus the Confessor وقد أرسل هرقل هذا الخطاب بالعقيدة الجديدة موقعاً من كيروس بطريرك الأسكندرية الملكى وأركاديوس الثانى فى قبرص وقد أيد أسقف روما هوناريوس الأول Honorius I عقيدة المشيئة الواحدة monothelitism ولكنه مات فى نفس السنة وخلفه الأسقف سيفرينوس Severinus الذى إعترض على خطاب هرقل فعزل من كرسيه حتى سنة 640 م كما أعترض الأنبا بنيامين على كرسوم الإمبراطور هرقل (إكثيسيس Ecthesis) وقال أن الإمبراطور حاكم مدنى ليس له دخل بالدين وعرضه أيضا الراهب الملكى صفرونيوس الذى سافر بحراً للقسطنطينية خصيصاً لإثناء الأمبراطور عن هذا الفكر إلا أن الإمبراطور رفض فعاد عن طريق البر ليزور المدينة المقدسة أورشليم وعندما شاهده أهلها وكانوا يعقدون إجتماعا ليختاروا بطريركاً فإختاروه بالإجماع لحسن سمعته وسيرته الفاضلة وإعتبروا أم وجوده فى هذه اللحظة علامة إلهية وهو البطريرك الذى عاصر غزو العب المسلمين للمدينة المقدسة وإحتلالهم لها وقد حاول البيزنطيون جمع شمل الكنيسة اتى أنقسمت فى العالم حول الخلاف على طبيعة السيد المسيح فى مجمع خلقيدونية فى منتصف القرن الخامس الميلادى فسقطوا فى بدعه جديدة وكان مجمع خلقيدونية قرر أن المسيح ليس له طبيعة واحدة بل طبيعتين منفصلتين ومتميزيتين وكل واحده لها عملها وكان البيزنطيين أصحاب الطبيعتين ضد أصحاب الطبيعة الواحدة موحده يسمون مونوفيستيس والتى أبتدع هذا الفكر هو أوطاخى وكان بعض الأباطرة البيزنطيين فى القرن السادس يشجع سراً المصريين مثل أناستاسيوس الأول والبعض الاخر يضطهدهم أثناء حكمه مثل الأمبراطور جستين او جوستين الثانى في بداية القرن السابع الميلادي، كان الحكم والسلطة الدينية في القسطنطينية، وكانت الكنيسة فى القسطنطينية التى تتبع قرارات مجمع خلقيدونية وكانت تتمتع بدعم السلطة السياسية أى بدعم الإمبراطور البيزنطى. ومع ذلك، وهذا وضعها في خلاف مع الذين رفضوا قرارات مجمع خلقيدونية فسموا لا خلقيدونيين وكانوا أغلبية الشعب في مصر وسوريا وبلاد ما بين النهرين وأرمينيا. وهذا التقسيم كان يشكل خطرا في الامبراطورية التي كانت تحت التهديد من الساسانية الفارسية، وخصوصا أن الخلقيدونيين فى القسطنطينية نظروا إلى اخوتهم المسيحيين اللاخلقيدونيين أنهم يشكلون أكثر خطرا وتهديدا من أي الغازي الفارسى. وبالتالي فإن الأباطرة في القسطنطينية كانت دائما تسعى إلى إيجاد وسيلة وطريقة للتقارب لرأب صدع في الكنيسة وبالتالى للمحافظة على وحدة الدولة ومنع أعداء الإمبراطورية من الاستفادة من الانقسامات الداخلية وفى أثناء حكم الإمبراطور هرقل إتفق مع البطريرك سرجيوس بطريرك القسطنطينية على الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين وإيجاد صيغة لاهوتية ترضى الطرفين فأصدروا فكراً جديداً بأن للسيد للمسيح طاقة واحدة وكان ذلك خلال منتصف 630S. وقد كسب هذا المذهب الجديد موافقة البعض فى البداية، فقد وافق البابا هوناريوس الأول Honorius I وقام بإعطاء موافقته الخطية للإمبراطور، وكان من الواضح أن بطريرك روما كان يرى أن المشكلة بين الخلقيدونيين واللاخلقيدونيين تكمن فى المصطلحات، وليس اللاهوت.ولكن مالبث أن هذا الموقف التوفيقي بين المذهبين المسيحين المنقسمين قد قوبل بمعارضة شديدة من قبل بطريرك القدس صفرونيوس Sophronius وكان المذهب الجديد رفض من المجمع الكنسي في قبرص ولكن بطريرك القسطنطينية سرجيوس لم يتراجع عن موقفة فقد كان يطمع فى السلطة الكنسية على الجزء الشرقى من الإمبراطورية البيزنطية، وإشترك هو والإمبراطور هرقل في 638 بإعداد صيغة معدلة تعديلا طفيفا، ودعا هذا التعديل ب، Ecthesis. وهذا التعديل كان في مسألة الطاقة المسيح لم تكن ذات الصلة. بدلا من ذلك، فقد أقروا بأن المسيح يمتلك طبيعتين، وقال انه له رغبة واحدة فقط. وهذا هو مفهوم Monotheletism، وأرسلت ال Ecthesis كفتوى أو أمر بالقبول لجميع أربعة ابطاركة (لمتروبولية) الشرقي. علقت نسخة من هذا المنشور في صحن الكنيسة آيا صوفيا، وفى ديسمبر كانون الاول 638 توفى سرجيوس الأول بطريك القسطنطينية، وبدا الأمر كما لو كان هرقل قد تكون فعلا تحقيق هدفه، مع بطاركة الشرق الموافقة على الصيغة، وكسب الكثير من الأتباع في الشرق، بما في ذلك من كيروس أو سيروس Cyrus of Alexandria الإسكندرية الذى كان قد عينه الإمبراطور هرقل بطركا ملكيا تابعاً له فى مصر وأركاديوس الثانى Arkadios الثاني من قبرص ولكن بعض هؤلاء البطاركة لم يكونوا من الكنائس الوطنية ومن أهل البلاد الأصليين ولكنهم كانوا دخلاء تابعين للمحتل البيزنطى مثل كيروس ولكن حدث في روما أنه فى خلال 638 توفي البابا بهونوريوس الأول الذي كان قد بدا لدعم البدعة المونوثيليتيه Monotheletism. وأصبح سيفيرنيوس بطريركاً Severinus الذى قام بإدانة Ecthesis إدانة صريحة، فمنع من الجلوس على المقعد البطريركى حتى سنة 640. ثم أقيم البابا يوحنا الرابع الذى رفض مذهب ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism تماما، مما أدي إلى حدوث انقسام كبير بين النصفين الشرقي والغربي للكنيسة الكاثوليكية. عندما وصلت إلى الإمبراطور هرقل أخبار من إدانة البابا يوحنا الرابع، كان فى وقتها أصبح الإمبراطور هرقل كبيراً فى السن ومريضاً، وكانت هذه الأخبار ومعها أخبار الغزو العربى الإسلامى لأراضى الإمبراطورية التي سارعت فى وفاته، وقد أعلن فى كلمات تلفظ بها فى آخر أنفاسه أن الجدل كله كان بسبب سرجيوس، وبأن البطريرك ضغط عليه ليعطي موافقته وهو غير راضى أو راغب أو موافق على منشور Ecthesis الذى يحتوى على هذه الهرطقة وهذه كانت المحاولة الأخيرة لتحطيم اللاخلقيدونيين (على غير االخلقزدنيين) للكنيسة البيونطية بواسطة حلا لاهوتياً إعتقدوا أنه وسطا ولكنه فى الحقيقة بدعة، أما المناطق التي كانت شعوبها غير خلقودينية سرعان ما سيطرت عليها الجيوش الإسلامية التي تدفقت من رمال العربية السعودية والتى بدأت في عام 643. ولم يكن فى وسع المحتلين الجدد المسلمين لترك غير الخلقيدونيين فى مصر والشام إلى ممارسة شعائر دينهم في سلام، والتي تناسبهم وهؤلاء أى الغير خلقيدونيين إستراحوا من مطاردة البيزنطيين الخلقيدونيين فلم تعد لديهم أحد ينغص حياتهم لتحويل معتقدهم حيث أنكسر التسلسل الهرمي للكنيسة البيزنطية الأرثوذكسية كما منعت سياسياً من التأثير القوى لتحويل غير الخلقيدونيين وضمهم بالقوة لمعتقدهم وأصبح الحاجة إلى التوصل إلى حل توفيقي لاهوتى لتقريب الكنائس ووحدتها اختفى، ولكن نرى اليوم أنه بإختفاء السياسة وحب الرئاسة السلطة إنتهى فى العصر الحديث أصبح هناك حواراً بين جميع الكنائس فى العالم لعل يكون هناك ولو وحده فى الإيمان ولكن ليس فى الإدارة وهذا أمل من العسير تحقيقة وظل بعض الأباطرة البيزنطيين يحاولوا الإنتهاء من مشكلة ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism. كونستانس الثاني constans II، حفيد هرقل لم يكن مؤيدا ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism وعزم على وضع حد للنزاع مع الغرب حولها. وبالتالي فإنه أمر بوقف كل المناقشات حول عقيدة المونوثيليتيه Monothelite كما أمر بوقف كل االتغييرات اللاهوتية لتكون كما كانت قبل اندلاع الجدل فى Monothelite، وإصدار له '''' الأخطاء المطبعية في 648 لهذا الغرض. وتجاهل الغرب إتجاه الإمبراطور كونستانس الثاني constans II بوقف المناقشات اللاهوتية وإرجاعها لما قبل ecthesis ومضى إلى أبعد من هذا فقد حدث أن أدان مجمع لاتران سنة 649 قرارات المونوثيليتيه Monotheletism فغضب كونستانس الإمبراطور الذي أمر بإختطاف ومحاكمة البابا مارتن لي ومكسيموس المعترف. وإزادت الاضطهادات من المدعين العامين المتحمسين ولم تتوقف هذه الإضطهادات إلا فى سنة 668 بسبب وفاة الإمبراطور كونستانس الثانى، وأدينت ال بدعة المونوثيليتيه Monotheletism رسميا في الاجتماع الثالث لمجلس القسطنطينية (للمجلس المسكوني السادس، 680-681) لصالح Dyothelitism، والذي وضع حدا لقضية ecthesis.
المزيد
02 أكتوبر 2025

بدعة نيقولاوس

النيقولاويون يذهب البعض إلى أنهم أتباع نيقولاوس الأنطاكي أحد الشمامسة السبعة الذين رسمهم الرسل وأن نيقولاوس هذا ضل في الإيمان وخرج عن الكنيسة. ولكن مراجع أصحاب هذا الرأي متأخرة ونصوصها مبهمة وغامضة. فلا بد والحالة هذه من الاعتراف بأننا لا ندري من هم هؤلاء بالضبط. وهناك آخرون يقولون أن الاسم نيقولاوس هو رمز فقط. وآخرون يقولون أن اسمهم يعود لشخص اسمه نيقولاوس مجهول الهوية وأسسس هذه البدعة أو الهرطقة شخص أسمه نيقولاوس كان أحد الشمامسة وسننقل ما جاء عنه فى كتاب لمؤرخ فى القرون الأولى للمسيحية تاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م) ص 159-160 1 - وفى هذا الوقت ظهرت الشيعة المسماة بشيعة النيقولاويين ولم تستمر إلا وقتاً قصيراً، وقد ذكرها الإنجيل فى رؤيا يوحنا، وأعضاء هذه البدعة يفتخرون بأن الذى بدء هذا الفكر هو نيقولاوس أحد الشمامسة الذين أقامهم الرسل مع أستفانوس لخدمة الفقراء ويخبرنا عنه أكليمنضس السكندرى فى الكتاب الثالث من مؤلفه المسمى "ستروماتا " (فى هذا المؤلف يحاول أن يثبت بأن الأسفار اليهودية أقدم من أى كتابة يونانية .) 2 - " يقولون أنه كانت له زوجة جميلة، وإذا أتهمة الرسل بالغيرة والحسد بعد صعود المخلص، أخذ زوجته وأوقفها فى وسطهم وسمح لأى واحد أن يتزوج بها، لأنه قال أن هذا كان يتفق مع القول المعروف عنه أن المرء يجب أن يذل جسده، أما الذين أتبعوا هرطقته وقلدوا حماقته وكل ما فعله وقاله إنما أتبعوه كعميان يتبعون أعمى فإرتكبوا الزنى بلا خجل ولا حياء . 3 - ولكنى علمت أن نيقولاوس لم يعرف أمرأة اخرى غير زوجته التى تزوجها، وأن بناته أستمرين فى حالة العذراوية حتى سن الشيخوخة، أما أبنه فلم يتدنس، وإن صح عنه أعنه عندما أحضر زوجته (التى كان غيوراً فى محبتها) وسط الرسل فقد كان واضحاً أنه ينبذ شهوته، وعندما أستخدم تعبير " إذلال الجسد " كان يشهر سيف ضبط النفس فى وجه تلك الملذات التى تقتفى البشرية أثرها بإلحاح، لأننى أعتقد أنه، إتماماً لوصية المخلص .. لم يشأ أن يعبد سيدين .. الشهوة والرب 4 - " ويقال أن متياس أيضاً نادى بنفس التعليم أننا يجب ان نحارب الجسد ونذله، وأن لا نرخى له العنان بملذاته، بل يجب أن نقوى للروح بالإيمان والمعرفة " أما تعليمهم التي استوجب هذه الانذارات الشديدة اللهجة فإنها قد تكون نوع من الانتيمونية. وقد يكون الزنى المشار إليه في هذا الفصل من الرؤيا هو النوع الذي عُبر عنه بالكلمة اليونانية Porneia أي التزاوج بين الأقرباء الذي نهى عنه الناموس وهم أتباع تيار غنوسي إباحي في جماعة أفسس وبرغامون. وتوجه رؤيا يوحنا الحبيب ما بين السنة 75 والسنة 85 انذاراً إلى ثلاثة من الكنائس السبع التي في آسية إلى تيتيرة وبرغامون وأفسس انذارات بوجوب الابتعاد عن النيقولاويين الذين يتمسكون بتعليم بلعام الذي علّم بالاق أن يلقي معثرة أمام بني اسرائيل "حتى يأكلوا من ذبائح الأوثان ويزنوا". وتأخذ الرؤيا على ملاك كنيسة تيتيرة أنه يدع المرأة ايزابل الزاعمة أنها نبية تعلّم وتضل العباد حتى يزنوا ويأكلوا من ذبائح الأوثان ولا سيما أنها أمهلت مدة لتتوب من زناها فلم ترضَ أن تتوب ولذا فهي تُطرح في فراش واللذين يزنزن معها في ضيق شديد أن لم يتوبوا من أعمالهم. "ولسائر في تيتيرة من جميع الذين ليس لهم هذا التعليم والذين لم يعرفوا أعماق الشيطان أني لا ألقي عليكم ثقلاً آخر ولكن تمسكوا بما هو عندكم إلى أن آتي" (رؤ2: 14 و18-26) لم تستمر هذه البدعة كثيراً لأنها مخالفة للتعليم المسيحى بشريعة الزوجة الواحدة - ومن نظر لأمرأة ليشتهيها فقد زنى فى قلبه وقد طردوا من الكنيسة وتكلم عنهم الإنجيل بأنهم هرطقة أقوال الاباء عن هذه البدعة أما الأخير في قائمة الرسل فهو نيقولاوس. اسم يوناني معناه "المنتصر علي الشعب". يرى البعض مثل القديسين ايريناؤس وأبيفانيوس أن بدعة النيقولاويين (رؤ 2: 6، 15) تُنسب إلى الشماس نيقولاوس: 1. يقول القديس ايريناؤس [النيقولاويون هم أتباع نيقولا أحد الشمامسة السبع (أع 5: 6)، وهؤلاء يسلكون في الملذات بلا ضابط ويعلمون بأمور مختلفة كإباحة الزنا وأكل المذبوح للأوثان.] 2. يبرئ القديسان إكليمنضس الإسكندرى وأغسطينوس نيقولاوس من البدعة وينسبانها لأتباعه. ويعلل البعض نسبة هذه الهرطقة إليه ترجع إلي تأويل كلماته، فقد قال بأن الذين لهم زوجات كأنه ليس لهم، أي يحيا مع زوجته بالروح ينشغلان بالأكثر بخلاصهما ونموهما الروحي والشهادة لإنجيل الخلاص. لكن بعض أتباعه قاموا بتأويل كلمته، ظانين أنه نادى بأن من له زوجة فليهجرها ويصير كمن بلا زوجة، ويسمح إن تكون مشاعًا. 3. يرى العلامة ترتليان والقديس جيروم أنه لما أختير للشموسية امتنع عن الاتصال بزوجته، وبسبب جمالها عاد إليها. ولما وبَّخوه على ذلك انحرف في البدعة إذ أباح الزنا. جاء رد الفعل في كتابات العلامة ترتليان حيث قال: "كل الأشياء مشترك بيننا فيما عدا زوجتنا" Omnia indiscreta apud nos praeter upores القديس جيروم: نيقولاوس أحد الشمامسة السبعة، والذي في فسقه لم يعرف الراحة ليلاً أو نهارًا، انغمس في أحلامه الدنسة. 4. يرى آخرون أنه كان يغير على زوجته جدًا بسبب جمالها، فلما ذمَّه البعض بسبب شدة تعلقه بها أراد أن يظهر العكس فأباح لمن يريد أن يأخذها، فسقط في هذه البدعة. لا تسقط مسؤليته انحراف نيقولاوس على الرسل القديسين. في رسالة وجهها القديس جيروم إلى الشماس سابينيانوس Sabinianus يدعوه إلى التوبة وألا يتكل على أن الذي سامه أنه أسقف قديس: أتوسل إليك أن ترحم نفسك. تذكر أن حكم الله سيحل عليك يومًا ما تذكر أي أسقف هذا الذي سامك. لقد أخطأ هذا القديس في اختياره لك، لكنه سيكون بريئًا (ربما لأنه ندم على سيامته)، والله نفسه ندم أنه سمح شاول ملكًا (1 صم 15: 11) وُجد حتى بين الاثنى عشر رسولاً يهوذا خائنًا. ووُجد نيقولاوس الأنطاكي شماسًا مثلك (أع 6: 5)، نشر الهرطقة النيقولاوية وكل وسيلة للدنس (رؤ 2: 6، 15). القديس جيروم: يلاحظ أن السبعة يحملون أسماء يونانية، ولعلهم أقيموا لخدمة المتذمرين من اليونانيين بشيء من التعاطف معهم، ولم يكن من بينهم شخص واحد يهودي بالمولد لقد كان الاثنا عشر تلميذًا عبرانيين، لذلك اُختير السبعة من اليونانيين لتحقيق شيء من المساواة والشعور بالتزام الكل بالعمل واضح أن عمل السبعة لم يدم كثيرًا، فقد استشهد استفانوس ثم حدث ضيق شديد على الكنيسة، وتشتت الشعب خارج أورشليم يكرزون بالكلمة، بينما بقي الرسل في أورشليم.
المزيد
25 سبتمبر 2025

بدعة نيبوس

بدعة الألف سنة ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " نيبوس وبدعته " 1 - وعلاوة على كل هذه فإنه هو الذى كتب أيضاً الكتابين عن المواعيد، أما سبب كتابتهما فهو أن نيبوس أحد أساقفة مصر نادى يأن المواعيد التى أعطيت للأتقياء فى الأسفار الإلهية يجب أن تفهم بروح يهودية، وأنه سوف يكون هنالك ألف سنة تقضى فى تمتع جسدى على هذه الأرض. 2 - وإذ توهم بأنه يستطيع أن يدعم رأيه الشخصى من رؤيا يوحنا كتب كتاباً عن هذا الموضوع عنوانه " تفنيد الرأى القائل بتفسير الكتاب مجازياً " 3 - ويقاوم ديونيسيوس هذا الكتاب فى كتابيه عن "المواعيد" ففى الأول يبين رأيه عن العقيدة، وفى الثانى يتحدث عن رؤيا يوحنا، وإذ يذكر أسم نيبوس فى البداية يكتب عنه ما يلى: 4 - ولأنهم يقدمون مؤلفاً ل نيبوس، يعتمدون عليه كلية، كأنه قد أثبت أثباتاً قاطعاً أن هنالك سيكون ملك المسيح على الأرض، فإننى أعترف بتقديرى ومحبتى ل نيبوس من نوا أخرى كثيرة، لأجل أيمانه ونشاطه وأجتهاده فى الأسفار المقدسة، ولأجل تسابيحه العظيمة التى لا يزال الكثيرون من الأخوة يتلذذون بها، ويزداد أحترامى له لأنه سبقنا إلى راحته على أن ألحق يجب أن يحب ويكرم قبل كل شئ، ومع أننا يجب أن نمتدح ونصادق على كل ما يقال صوابا، دون أى تحيز، فإننا يجب أن نمتحن كل ما يبدو أنه لم يكتب صواباً و ونصححه. 5 - لقد كان يكفى أن يكون موجوداً لشرح رأيه شفوياً وأقناع مقاوميه دون حاجه إلى تدوين مناقشاته كتابة، ولكن نظراً لأن البعض يظنون أن مؤلفة لا غبار عليه، ونظراً لأن بعض المعلمين يعتبرون أنه لا أهمية للناموس والأنبياء، ولا يتبعون الأناجيل، ويستخفون بالرسائل الرسولية، وينتظرون إلى المواعيد - وفق تعليم هذا الكتاب - كأنها أسرار خفية، ولا يسمحون لأخوتنا البسطاء بتكوين آراء سامية رفيعة عن ظهور ربنا المجيد الإلهى، وقيامتنا من ألأموات، وأجتماعنا إليه، وتغييرنا على صورته، بل بالعكس يدفعونهم إلى أن يرجوا أمور تافهة زمنية فى ملكوت الرب، أموراً كالموجودة الآن - نظراً لأن هذا هو الموقف، فمن الضرورى أن نناقش أخانا نيبوس كأنه موجود." وبعد ذلك يقول: 6 - ولما كنت فى أقليم أرسينوى حيث سادت هذه التعاليم زمناً طويلاً كما تعلم، الأمر الذى نشأ عنه أنشقاق بل أرتداد كنائس برمتها دعوت قسوس ومعلمى الأخوة فى القرى والأخوة الذين أرادوا أيضاً الحضور ونصحتهم بفحص هذا الأمر علانية. 7 - وإذ قدموا إلى هذا الكتاب، كأنه سلاح ماض وحصن لا يغلب، وجلست معهم من الصباح إلى المساء ثلاثة أيام متوالية، جاهدت لتصحيح ما كتب. 8 - وأغتبطت بمثابرة وإخلاص الأخوة ودماثة خلقهم إذ كنا نبحث بالترتيب وبهدوء المسائل والصعوبات التى تحت البحث، والنقط التى أتفقنا عليها، وقد تحاشينا كلية، من دون نزاع، الدفاع عن أى رأى كنا نعتقده سابقاً، إلا إذا أتضحت صحته، كما أننا لم نتجنب أى أعتراض، وأجتهدنا على قدر أستطاعتنا أن نثبت ونؤيد الأمور المعروضة علينا وإن أقنعتنا بالبراهين المقدمة لم نخجل من تغيير آرائنا وموافقة الآخرين، بالعكس أننا بكل أخلاص ونزاهة، وبقلوب مكشوفة أمام الرب، قبلنا كل ما أيدته بالبراهين تعاليم الأسفار الإلهية. 9 - وأخيراً أعترف منشئ وباعث هذا التعليم - ويدعى كوراسيون - على مسمع كل الأخوة الحاضرين، وشهد لنا بأنه لن يتمسك بعد يهذا الرأى أو يناقشة، أو يذكره أو يعلم به، إذ أقتنع أقتناعاً كلياً بفساده،،ابدى بعض الخوة الآخرين سرورهم بالمؤتمر، وبروح الصفاء والوفاق التى أظهرها الجميع. من كتاب المؤرخ القس منسى عن هرطقة نيبوس: من هو نيبوس؟ كان نيبوس أسقفاً لأيبروشية أرسينو عاصمة محافظة الفيوم، وقد كانت له صفات وأخلاق جيدة فكان شعبه يحترمه احتراماً زائداً، وفى اثناء تعليمه لشعبه أكد إقتراب الوقت الذى يملك فيه المسيح ألف سنة على الأرض كأحد ملوك العالم مفسراً ما قيل فى سفر الرؤيا عن المجئ الثانى تفسيراً حرفياً، وكتب كتاباً أسماه " مضادة المتغزلين " وأزدرى بمن يقاومون فكره عن الأف سنة، وأعترض فيه على من يعتقدون أن ما جاء فى سفر الرؤيا يدخل تحت باب المجاز، فوجدت هرطقته أرضاً خصبة لأنه أجهد نفسه فى أقناع رعيته بتلك البدعة فقبلوها بدون فحص. أصل هذه البدعة ولم يكن أعتقاد نيبوس فكراً جديداً فقد أنتشر فى عهد العلامة أوريجانوس فقاومة وأستطاع إفناؤه حيث انه فسر الايات التى تصرح بملك المسيح ألف سنة أنها تشير إلى الفراح السمائية الروحية المناسبة لطبيعة الأرواح التى تقوم كاملة وهذا لا يكون فى هذا العالم بل العالم الآتى وقصد نيبوس إحياء هذه العقيدة مرة أخرى بعد إضمحلالها، ثم بعد موت نيبوس أخذ رجل أسمه كراسيوس على عاتقه إحياء هذه البدعة وكان رجلاً غنياً من الأشراف وخبيراً وذو سطوة وحدث أن البابا ديونيسيوس كان يتفقد رعيته فى الأقاليم سنة 255 م وذهب إلى أرسينوى عاصمة الفيوم فى ذلك الوقت، فعرض تابعوا هذه الهرطقة عليه أن يحكم فيها فإستعمل الحكمة المتناهية وجذبهم إليه باللطف والرقة، فعقد مجمعاً لمدة ثلاثة ايام متوالية، ذكر أتباع هذه الهرطقة حججهم التى رددها على مسامعهم نيبوس وبعدها كتب البابا رسالة بها نبذة فى " المواعيد الإلهية " فند فيها آراء نيبوس ودحض فيها تلك الأفكار ولم يكتف البابا ديونيسيوس بذلك بل وضع شرحاً لسفر لارؤيا قاعدته أنه لا يجب أن يفسر عبارات هذا السفر تفسيراً حرفياً، لأنه عبارة عن رموز وتنبؤات بعضها تم وبعضها سيتم فى وقته ويقول بعض المؤرخون أن هذا البابا كان يرى أن يوحنا الرسول ليس هو الذى كتب سفر الرؤيا بل وضعه يوحنا آخر غير أنه أعترف بأنه سفر موحى من الرب الإله يجب قرائته مع الحذر الكلى.
المزيد
18 سبتمبر 2025

بدعة نوفاتوس

ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " نوفاتوس، طريقة حياتة، وهرطقته " 1 - بعد هذا أنتفخ نوفاتوس، وهو قس فى كنيسة روما، فى عجرفته على هؤلاء الأشخاص كأنه لم يعد لهم أى رجاء فى الخلاص، حتى ولو عملوا كل ما يتصل بالتحديد الحقيقى التقى، ثم تزعم شيعة أولئك الذين فى كبرياء أوهامهم دعوا أنفسهم "كثارى" وهى كلمة يونانية معناها " تقى" 2 - وعلى أثر ذلك أنعقد مجمع كبير جداً فى روما من ستين أسقفاً، وعدد وافر من القسوس والشمامسة، وفى الوقت نفسه تناقش رعاة الأقاليم الأخرى على حدة فى أماكنهم فيما يجب أن يعمل، فصدر قرار بالإجماع بأن نوفاتوس، ومن أشتركوا معه، ومن شايعوه فى رأيه عديم الإنسانية المبغض للأخ، يجب أن تعتبرهم الكنيسة خارجين عنها،، وأنهم يجب أن يشفوا أمثال هؤلاء الأخوة الذين سقطوا فى التجربة، ويقدموا لهم أدوية التوبة. 3 - وصلت إلينا رسائل كرنيليوس أسقف روما إلى فابيوس أسقف كنيسة أنطاكية، تبين ما تم فى مجمع روما، وما رؤى مناسباً فى أعين جميع الذين فى إيطاليا وأفريقيا والأقطار المجاورة، وصلت أيضاً رسائل أخرى كتبت باللغة اللاتينية، منسوبة إلى سيبريان ومن معه فى أفريقيا، وهى تبين أنهم أتفقوا على ضرورة مساعدة من سقطوا فى التجرية، كما أتفقوا على أنه يقطع من الكنيسة الجامعة مبتدع الهرطقة وكل من أشتركوا معه. 4 - وأرفق بهذه رسالة أخرى لكرنيليوس عن قرارات المجمع، وهناك رسائل أخرى عن أخلاق عن أخلاق نوفاتوس، خليق بنا أن نقتبس منها بعض الفقرات لكى يعرف شيئاً عنه كل من يطلع عليها. 5 - وفى الكلمات التالية نرى كرنيليوس يحدث فابيوس عن نوفاتوس (المبتدع): " وأريد أن أحدثك لكى تعرف لكى تعرف كيف أن هذا الرجل أشتهى الأسقفية منذ زمن طويل، ولكنه اخفى هذه الرغبة الجامحة وأيقاها لنفسه فقط، مستخدماً أولئك المعترفين الذين ألتصقوا به منذ البداية كستار لتمرده. 6 - " وأن مكسيموس، أحد قسوسنا، وأربانوس، الذى حصل مرتين على أعظم شرف بإعترافه، وسيدونيوس وكيليرينوس، وهو رجل تحمل كل أنواع العذاب بشهامة نادرة وبفضل نعمة الرب، وتغلب على ضعف الجسد بقوة إيمانه، وقهر الخصم بإقتدار - هؤلاء فضحوه وكشفوا حيله ونفاقة وأضاليله وأكاذيبه وصداقته الزائفة، فرجعوا إلى الكنيسة المقدسة، وصرحوا بحضور الكثيرين من الأساقفة والقسوس وعدد وفير من العلمانيين بكل حيلة وخبثه وشرورة التى أخفاها زمناً طويلاً، وقد فعلوا هذا ببكاء وأسف شديد، لأنهم كانوا قد تركوا الكنيسة وقتاً ما بسبب إغراءات ذلك الوحش الماكر الخبيث "... وبعد ذلك بقليل يقول. 7 - " وكان غريباً جداً أيها الأخ الحبيب، ذلك التغيير الذى رأيناه يحدث فيه فى وقت قصير، لأن هذا الشخص الغريب جداً، الذى أقسم بأغلظ الإيمان أن لا يسعى للأسقفية، ظهر بغتة كأسقف كأن ماكينة قد قذفت به بيننا. 8 - " لأن هذا المتصلف، المدعى الدفاع عن عقيدة الكنيسة، إذ حاول الحصول على الأسقفية التى لم تعط له من فوق، أختار أثنين من رفاقه تنازلا عن خلاصهما، وأرسلهما إلى ركن صغير مهمل فى إيطاليا، لعله ببعض الحجج المزورة يستطيع أن يخدع ثلاثة أساقفة سذج وفى غاية البساطة، فأكدوا وشددوا بأنه من الضرورى أن يذهبوا سريعاً إلى روما مع أساقفة آخرين حتى يمكن حسم كل نزاع قام هناك بوساطتهم ووساطة أساقفة آخرين. 9 - " وعندما وصلوا أغلق عليهم مع بعض اشخاص آخرين مثله، لأنهم كما قلنا كانوا فى غاية البساطة، وفى الساعة العاشرة، إذ سكروا وأعتلت صحتهم، أجبرهم بالقوة أن يرسموا أسقفاً بوضع الأيدى بطريقة مزيفة باطلة، ولأن الأسقفية لم تأت إليه أنتقم لنفسه وأختلسها بالحيلة والخيانة. 10 - وبعد ذلك بوقت قصير عاد إلى الكنيسة أحد هؤلاء الأساقفة باكياً ومعترفاً بتعديه، ونحن تحدثنا معه كما إلى أحد العلمانيين، وتشفع من أجله كل الشعب الحاضرين، ثم رسمنا خلفين للأسقفين الآخرين، وأرسلناهما إلى حيث كانا. 11 - ولم يدر هذا المنتقم من الأنجيل أنه يجب أن يكون هناك أسقف واحد فى كنيسة جامعة ، ومع ذلك فإنه لم يجهل (فكيف كان ممكناً أن يجهل) أنه كان فيها 46 قسيساً، وسبعة شمامسة مساعدين ، وأثنان وأربعون قندلف وأثنان وخمسون طاردى الأرواح النجسة وقارئون وبوابون، وأكثر من ألف وخمسمائة أرملة وشخص فى ضيقة ينعمون كلهم بنعمة ورحمة السيد. 12 - على أن كل هذا الجمع الغفير، اللازمين فى الكنيسة، وكل الذين كانوا بنعمة الرب أغنياء وممتلئين، وكل الشعب الذى لا يحصى، هؤلاء كلهم لم يستطيعوا أن يرجعوه عن غطرسته ووقاحته أو يردوه إلى الكنيسة. 13 - بعد قليل يضيف أيضاً هذه الكلمات: " وأسمع لى أن اقول اكثر: بسبب أى أعمال أو تصرفات كانت له الجرأة لكى يناضل من أجل السقفية؟ هل لأنه نشأ فى الكنيسة منذ البداية، وتحمل آلاماً كثيرة فى سبيل النضال عنها، وجاز وسط أخطار كثيرة من أجل المسيحية؟ يقيناً أن هذا لم يحصل. 14 - ولكن الشيطان الذى دخله وسكن فيه طويلاً كان هو علة أعتقادة، وإذ أسلمه طاردوا الأرواح حل به مرض شديد، ولما بدأ كأنه أوشك على الموت قبل المعمودية بالرش على السريسر الذى كان مضجعاً عليه، إن جاز لنا القول أن شخصاً كهذا قبل المعمودية. 15 - وعندما شفى من مرضه لم يقبل الأشياء الأخرى التى يفرضها قانون الكنيسة، حتى ولا ختم الأسقف، وإن كان لم يقبل هذا فكيف يمكن أن يكون قد قبل الروح القدس؟ 16 - بعد ذلك بقليل يقول ايضاً: " وفى وقت الأضطهاد أنكر انه قس، وذلك بسبب الجبن والخوف على حياته، لأنه لما توسل إليه الشمامسة ورجوه أن يخرج من الغرفة التى حبس نفسه فيها، ويقدم المساعدة اللازمة كما كان يحتمه الواجب على القس أن يساعد الأخوة الذين فى الخطر والمحتاجين للمساعدة، لم يأبه لتوسلات الشمامسة، بل أنصرف فى غضب، وقال أنه لا يرغب فى أن يكون قساً بعد، إذ كان معجباً بفلسفة أخرى. 17 - وعلاوة على أشياء أخرى قليلة أضاف الكلمات التالية: " لأن هذا الشخص العجيب ترك كنيسة الرب التى إذ آمن حسب فيها أهلاً للقسيسية بفضل الأسقف الذى رسمه قسيساً، وقد أعترض على هذا كل الأكليروس، وكثيرون من الشعب، لأنه كان لا يحل أن يقبل أيه رتبة كهنوتية، شخص رش على فراشة بسبب مرضه كما تم له، ولكن ألسقف طلب أن يسمح له برسامة هذا الشخص فقط. 18 - ثم يضيف إلى ذلك جريمة أخرى هى أسوأ جرائم هذا الشخص كما يلى: " وعندما قدم القرابين، ووزعها على كل واحد، ألزم ذلك الرجل الشقى وهو يناوله أن يحلف بدل البركة، وإذ أمسك يديه بكلتا يديه لم يرد أن يطلقه إلا بعد أن حلف بهذه الكيفية (وقد أردت أن أثبت كلماته): أحلف لى بجسد ودم ربنا يسوع المسيح أن لا تتركنى ولا ترجع إلى كرنيليوس. 19 - " ولم يشأ الشقى أن يذوق قبل أن يربط نفسه بهذا الرباط، وبدلاً من أن يقول آمين وهو يتناول الخبز قال لن أعود إلى كرنيليوس " 20 - وبعد ذلك يقول أيضاً: " ولكن اعلم أنه قد أصبح الآن مجرداً ومهجوراً، لأن الأخوة يتركونه كل يوم ويرجعون إلى الكنيبسة، وموسى أيضاً، الشهيد المبارك، الذى أستشهد بيننا أستشهاداً مجيداً عجيباً، إذ شهد جرأته وحماقته وهو لا يزال حياً، ورفض الأختلاط به أو بالقسوس الخمسة الذين فصلوا أنفسهم معه عن الكنيسة " 21 - وفى ختام رسالته يقدم قائمة عن الأساقفة الذين اتوا إلى روما، وحكموا على سخافة نوفاتوس، مع ذكر أسمائهم فى الإيبوشيات التى كانوا يرأسونها. 22 - ويذكر أيضاً من لم يحضروا إلى روما، ولكنهم عبروا بالرسائل عن موافقتهم على آراء هؤلاء الفلاسفة، ويذكر أسمائهم والمدن التى أرسلوا منها رسائلهم، وقد كتب كرنيليوس هذه المور إلى فابيوس أسقف أنطاكية. ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى تحت عنوان " هرطقة نوفاتوس ": " ونحن بحق نشعر بالكراهية نحو نوفاتوس الذى قسم الكنيسة ودفع ببعض الأخوة إلى الكفر والتجديف، وادخل تعاليم كفرية عن الرب (الذات) واخرى على ربنا يسوع المسيح الكلى الرأفة، مدعياً بأنه غير رحيم، وعلاوة على كل هذا فإنه يرفض المعمودية المقدسة، ويقلب الإيمان والأعتراف اللذين يسبقانها, ويمنع عنهم كلية الروح القدس، أن كل هنالك رجاء أن يبقى معهم أو يعود إليهم وفيما يلى ما كتبه الأنبا ساويرس فى تاريخ البطاركة عن هرطقة وبدعة نوفاتوس.. فى موضوع قبول الذين أنكروا ألإيمان بالمسيح فى الرسالة إلى فابيوس أسقف أنطاكية قال: " وممن كان أنكروا فى الشدة جماعة عادوا غلينا فقبلناهم بفرح لمعرفتنا بفرح من يريد توبة الخاطئ ولا يريد موته حتى يرجع فيحيا." فبعد أن ذكر هذا الموضوع ذكر هرطقة وبدعة نوفاتوس فقال عنها: " وكان قس (نوفاتوس) من أهل روما قد أفتخر وقال: " ليس يجوز أن نقبل أحداً ممن أنكر المسيح فى زمان الشدة والإضطهاد ورجع إلى الرب لأجل أنهم سقطوا ولم يصبروا بل يصيروا من ضمن المخالفين (للأيمان) وكان يسمى الذين تثبتوا " الأنقياء " وكان هذا القس رئيساً على جماعتهم فإجتمع بروما مجمع (محلى) حضره ستون أسقفاً وقساً وشمامسة بسبب هذا القس وغيره وكتبوا غلى كل مكان بما جرى منه وكان أنسان يسمى نواتوس مساعداً لهذا القس كان يساعده على إخراج كل من يريد الرجوع إلى البيعة (الكنيسة) فمضى يمنعهم أن يقدموا للناس الدواء وهو التوبة والندامة والصوم والسهر والبكاء والتضرع إلى الرب فى المغفرة فكتب كهنة روما إلى كهنة أنطاكية بما جرى فجاوبوهم وأتفقوا جميعاً أن يقبلوا العائدين إلى البيعة (الكنيسة) ويغفروا لهم ويعاونوهم على التوبة لأن الرب هو الذى يقبلهم، ثم أخرجوا القس المفتخر والمتعاظم على هؤلاء العائدين وأحضروا لهم كتب نواس نواتوس بمساعدتهم وعرفوا ما كتبه نواتوس لأجلهم، ثم حدث أن نواتوس أغتصب الأسقفية بغير أستحقاق وأقام ثلاث سنين، ورسم كهنة قوما جهالاً لا يعرفون شيئاً، ثم وهمهم أنه رئيس أساقفة، فكانوا يكرمونه لأجل ذلك حتى وصلت أخباره إلى روما فصار بينهم أختلاف وفرقة كبيرة، ثم اجتمع بعد ذلك جماعة من الأساقفة، وأبطلوا جميع ما كان نواتوس فعله بكذبه، وأعلموا كا الذين قبلوه أنهم قوم ساذجون لا معرفة لهم، وأن كل من أوسمه وعمله لا صحة له، وحينئذ تقدم واحد ممن أوسمه نواتوس وأعترف بخطيته وبكى فقبلوه وسامحوه، وكاتبوا رسائل عن نواتوس الكراسى وحذروهم من قبول نواتوس ولا شئ من تعليمه، وكان عدد من أشتهر أمره ووسمهم 47 قساً وسبعة شمامسة وسبعة أبودياقنين وسبعة أغنسطس وبوابين، وعمل أعمال أشياء أخرى لا حاجة إلى ذكرها وكتب البابا ديوينيسيوس إلى جميع المواضع (البلاد) كتباً (رسائل) يأمر بقبول من يرجع عن إنكاره وجعل هذا قانوناً يبقى لكل من يعود عن غلطة ويكتشف أنه مخطئ، وكتب أيضاً إلى قونون أسقف الأشمونيين كتاباً له شخصياً دوناً عن ألاخرين بهذا المعنى كتب المؤرخ القس منسى فى كتابه تاريخ الكنيسة القبطية:" وفى ذلك الحين مات فابيانوس أسقف روما وأقيم كرنيليوس خلفاً له فإستولى روح الحسد على نوفاسيوس أحد كهنة روما وأسكر أسقفين وجعلهما يوسمانه أسقفاً على كرسى روما، وما أن بلغ أمنيته حتى نشر بدعة جديدة مؤداها رفض توبة الذين يجحدون الإيمان أو يقعون فى أثم كبير وبوجوب إعادة العماد الذى يتم على أيدى الهراطقة، وكذلك عماد الأرثوذكسيين الذين يتساهلون فى قبول الهراطقة التائبين، ولما علم نوفاسيانوس أن كرنيليوس أحتج عليه لدى ألأساقفة أرسل للبابا ديونيسيوس البطريرك الأسكندرى رسالة يقول له: " إن الشعب أرغمنى على قبول الأسقفية، فأرسل إليه البابا ديونيسيوس رسالة يقول فيها. ديونيسيوس يهدى سلامه إلى أخيه نوفاسيوس: وبعد.. فإذا صح ما قلته وصدق أعتذارك فى أنك قبلت الوظيفة بطريقة غير قانونية ضد رغبتك فعليك أن تبرهن ذلك بأن تترك هذه الوظيفة برغبتك وتعتز لها بإرادتك لأن الواجب علينا أن نحتمل كل شئ ونذوق كل هوان وعذاب لا أن نسئ إساءة تؤثر فى كنيسة المسيح التى أفتداها بدمة وأعلم هداك الرب أن المجد الأسمى والشرف الأعظم يكونان لنا كاملين إذا نحن متنا شهداء لأجل الكنيسة من أن نسهل لأبنائنا تقديم الذبائح للأوثان وإنكار الإيمان... ومن رأيى أن الذى يموت شهيداً لأجل الكنيسة فهو يفيد الكنيسة ونفسه ايضاً، والنتيجة أنك أقنعت أخوانك وحملتهم على اتمام مبادئ الأتفاق والوئام فتكون حسناتك قد زادت عن سيئاتك، وإلا إن لم تستطع التأثير عليهم وخالفوا وساطتك فأعمل على الأقل لخلاص نفسك زأهرب بها، وفى الختام أهديك تحيتى وسلامى على امل أنك راغب فى السلام عامل على توطيد دعائمه بإسم ربنا يسوع المسيح " أ. ه وكتب هذا البابا إلى جميع الكراسى المسيحية لكى يقطعوا الشركة مع نوفاسيانوس، وظر على أكليروس كنيسة رومية معاملته وأوصاهم بالتمسك بكرنيليوس أسقفهم الشرعى حتى كانت نتيجة سعيأن أعتزل نوفاسيانوس الكرسى الرومانى وتركه ل كرنيليوس الذى عقد مجمعاً حرم فيه خصمه والبدعة التى جاهر بها.
المزيد
04 سبتمبر 2025

بدعة نوئيطوس

بدعة الشكلانية (Modalisme) الاتجاه الأول أراد المحافظة على وحدانية الله ووحدانية مبدأ الكون،لكنه رأى أن تلك الوحدانية لا يمكن أن تثبت إذا آمنّا بوجود ثلاثة أقانيم في الله؛ لذلك اعتقد أن الثالوث الأقدس ليس في الواقع إلا أقنوماً واحداً ظهر لنا في ثلاثة أشكال أو أحوال: حال الآب، وحال الابن، وحال الروح القدس وعليه دعيت تلك البدعة "الشكلانية" أو "الحالانية" (modalisme)، أو بدعة المبدأ الواحد (Monarchianisme) فالتمييز في الله، بموجب تلك البدعة، ليس بين أقانيم متساوية في الجوهر؛ بل بين أحوال وأشكال ثلاثة اتخذها الإله الواحد في الزمن لذلك نستطيع أن نخلع عليه ثلاثة أسماء، فندعوه تارة الآب لأنه مبدأ الكون وخالقه، وتارة الابن لأنه تجسّد وصار إنساناً، وتارة الروح القدس لأنه يملأنا بحضوره لقد انتشرت هذه البدعة في آسيا الصغرى ورومة وشمالي أفريقية في أواخر القرن الثاني وفي النصف الأول من القرن الثالث ومن أهم دعاتها نوئيطوس الذي بشّر في أزمير بين سنة 180 وسنة 200، وبراكسياس الذي نشر تعاليمه في قرطاجة ورومة، وصابيليوس أسقف بطوليمَائيس في الخمس المدن، وقد كان له تلامذة كثيرون في رومة، ودُعيت البدعة نفسها أيضاً باسمه: الصابيلية. نجد دحضاً لتعاليم نوئيطوس في كتاب "دحض جميع الهرطقات" المنسوب إلى القديس ايبوليتوس الروماني (170- 235)،ودحضاً لتعاليم براكسياس في كتاب لترتوليانوس عنوانه "ضد براكسياس" ويذكر المؤرّخ افسافيوس أسقف قيصرية في كتابه "تاريخ الكنيسة" (7: 6) أن ديونيسيوس أسقف الاسكندرية (190- 264) كان ينعت أصحاب تلك البدعة بالتجديف والكفر وعدم الاحترام للآب والابن والروح القدس كما نجد ذكر الصابيلية بين البدع التي يجب نبذها، في القانون الأول من قوانين المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنة 381، وكانت تلك البدعة قد فقدت عندئذٍ قوّتها كتنظيم خاص، إلاّ أنّ آراءها كانت لا تزال شائعة عند بعض فئات من الناس لماذا حرمت الكنيسة تلك البدعة؟ وماذا نستطيع أن نستنتج من هذا الحرم بالنسبة الى إيماننا بالمسيح؟ يقوم ضلال تلك البدعة على أنها لم تميّز في الله بين الأقانيم الثلاثة والجوهر الواحد اعترفت بألوهية المسيح، لكنها قالت ان المسيح هو نفسه الله الآب وينتج من هذا القول أن الآب نفسه هو الذي تجسّد في الزمن في أحشاء مريم العذراء ووُلد منها طفلاً وتألّم وصُلب ومات وقام،ممّا يناقض مناقضة صريحة كل تعاليم العهد الجديد حول المسيح والآب فالمسيح الذي عاش على الأرض هو ابن الله الذي جاء ليتمّم في حياته إرادة أبيه؛والابن والآب أقنومان أو شخصان متميزان؛ والابن هو الذي، تتميماً لإرادة الآب، قبل الألم والصلب والموت؛ أما الآب فبقي منزّهاً عن الجسد والألم والموت إنّ ما أكّدته الكنيسة في رفضها تعاليم تلك البدعة، وما يجب أن نؤكّده اليوم أيضاً، هو سموّ الله وتعاليه في سرّ التجسّد فالله "هو هو أمسِ واليوم وإلى الأبد"،لا يمكن أن يتحوّل فيصير من حال إلى حال، ولا أن يتغيّر فينتقل من شكل الى شكل هذا ما تعلنه المسيحية في رفضها القول بتجسّد الآب وفي هذا تتّفق مع سائر الديانات التي تؤمن بالإله الواحد، كاليهودية والإسلام، إلاّ أنّها تدخل كثر من تلك الديانات في سرّ الله، فتؤكّد، إلى جانب سموّ الله وتعاليه، قربه من الانسان. والله لم يقترب من الانسان فقط، كما في اليهودية والاسلام، بما أوحاه إلى أنبيائه وبالكلام الذي تكلّم به على ألسنتهم،فالمسيحية تؤمن أن اقتراب الله من الانسان هو اقتراب شخصي. فكلمة الله هو نفسه صار بشراً، والكلمة هو شخص في الله: انه الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. وهذا الأقنوم هو الذي أخذ من مريم العذراء طبيعة بشرية وصار إنساناً خاضعاً مثلنا للألم والموت إلاّ أن المسيحية تعود فتؤكّد، في شخص المسيح أيضاً، سموّ الله، فتقول ان المسيح لم يخضع للألم والموت إلا في طبيعته البشرية.
المزيد
28 أغسطس 2025

لماذا وافقت مريم على خطوبتها ليوسف النجار إذا كانت إختارت البتولية؟

لقد كانت مريم العذراء تعرف أنها نذيرة الهيكل للرب منذ أن حبلت بها أمها حنة، ولذلك كانت تسمى بعذراء الهيكل، ووفقاً للشريعة اليهودية متى بلغت الفناة سن 12 سنة، لابد أن تخرج من الهيكل، ولما كانت مريم العذراء فى ذلك الوقت يتيمة الأب والأم لا تجد من يرعاها، رأى كهنة الهيكل أن يستودعوها عند رجل صالح، ووقع الإختيار الإلهى على الشيخ يوسف النجار الذى خطبها تمهيداً لعقد زواج بتولى معها، بحيث تعيش معه فى مسكنة وبيتة ويتولى رعايتها والإنفاق عليها ويكون لها بمثابة الأب وتحت غطاء شرعى أمام الناس أنه رجلها فى نفس الوقت، ولذلك عندما تمت خطبتها ليوسف النجار، وهما الإثنان يعلمان ومتفقان على أنها ستعيش معه كبتول عذراء. فهى طفلة فى سن الثانية عشرة وهو رجل شيخ تجاوز الثمانين عاماً، فهى تريد تنفيذ وصية أمها حنة برضى وقبول تام، ويوسف النجار بالطبع لا يريد كسر ذلك النذر الذى هو عالم به من قبل ولادة العذراء. ولذلك إندهشت من قول الملاك لها أنها ستحبل وتلد إبنا، وردت عليه قائلة: كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلا؟. ماهى مراسم إتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح؟ يقول التقليد والأباء أن الخطبة كانت تتم حسب عادة اليهود رسمياً أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تماماً ماعدا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها أو طلقت منه، ولايمكن أن يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب طلاق، مثلها مثل الزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وتموت بالرجم، وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل كما جاء فى سفر التثنية: (تثنية 22: 23) «إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِي المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ. وَلكِنْ إِنْ وَجَدَ الرَّجُلُ الفَتَاةَ المَخْطُوبَةَ فِي الحَقْلِ وَأَمْسَكَهَا الرَّجُلُ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا يَمُوتُ الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا وَحْدَهُ. وَأَمَّا الفَتَاةُ فَلا تَفْعَل بِهَا شَيْئاً. ليْسَ عَلى الفَتَاةِ خَطِيَّةٌ لِلمَوْتِ بَل كَمَا يَقُومُ رَجُلٌ عَلى صَاحِبِهِ وَيَقْتُلُهُ قَتْلاً. هَكَذَا هَذَا الأَمْرُ. إِنَّهُ فِي الحَقْلِ وَجَدَهَا فَصَرَخَتِ الفَتَاةُ المَخْطُوبَةُ فَلمْ يَكُنْ مَنْ يُخَلِّصُهَا.«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ. ويروى التقليد أن العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً أنه إحتفظ بها فى بيته فى الناصره. فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك". متى تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار؟ هذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف" والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وربما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله. هل عرف الشيطان مضمون رسالة بشارة الملاك جبرائيل لمريم العذراء؟ لم يعرف الشيطان رسالة الملاك جبرائيل لمريم العذراء للأسباب التالية: 1- البشارة حدثت فى دائره ضيقة جداً وللعذراء فقط. 2- لم تبوح العذراء بهذا السر لأى إنسان ولا حتى ليوسف النجار، ولا حتى تكلمت مع يوسف النجار عندما رأت الشك فى عينية نحوها بل ظلت صامتة حتى أظهر الله ليوسف فى حلم ذلك السر الإلهى، ومعروف عن العذراء مريم أنها كانت دائماً صامتة تحفظ كل شئ فى قلبها، وربما كان هذا طلب من الملاك جبرائيل لها أن لا تتكلم عن هذا السر مهما كان: (لوقا 2: 19) وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. (لوقا 2: 51) وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. 3- أغلب الظن أن الملاك ظهر للعذراء فى مخدعها وقت صلاتها وبالتأكيد لم يعرف إبليس بهذا، وربما لم يكن قادراً على إختراق الحائط النورانى والروحى لمكان والسياج الإلهى الذى يحمى السيدة العذراء، ومعلوم أن الله يحمى قديسية ويسيج حولهم أسوار وسياجاً من عدو الخير: (أيوب 1: 10) أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ 4- لم يسمح الله للشيطان بالإطلاع على هذا السر. وعموماً مخطئ تماماً من يتصور أن إبليس وكأنه كلى المعرفه ولا محدود! فهذا غير صحيح، ومخطئ أيضاً من يتصور أن إبليس ذو ذكاء شديد وإن كان كذلك فإنما هو ذكى فى الشر، أما فى معرفه التدابير الالهيه فهو أغبى ما يكون عن أى تصور لانه فقد النور الإلهى تماما مثل البشر الذين يبتعدون عن النور الحقيقى فلا يعرفون ما هو لخلاصهم! ولذلك كانت بشارة الملاك جبرائيل لمريم أحد الأسرار الإلهية التى أخفاها الله عن الشيطان لإتمام عمل الخلاص، لأنه لو علم الشيطان يقيناً أن الملود هو فعلا المسيح إبن الله القادم لخلاص العالم لبذل كل جهدة وسخر كل قواتة لتعطيل ذلك الخلاص وتاخيرة قدر المستطاع، فهو يعلم تماماً أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية، ولكن لا يعلم كيف ومتى سيتم ذلك الخلاص، بل لم يكن الشيطان متأكداً من أن المصلوب على الصليب هو بالفعل إبن الله، ولو كان يعلم أنه هو لكان الشيطان أول المعارضين لصلب المسيح. نستطيع القول أن الشيطان كان متشككاً فى أمر السيد المسيح فتارة يراه يصنع المعجزات ويقيم الموتى ويشفى المرض ويشبع الجياع ويسكت رياح البحر، ويخرج الشياطين وهى تخرج صارخة أنت هو المسيح إبن الله الحى لتصطاد منه كلمة تتأكد منة انه هو فعلا ولكنه يأمرهم بالسكوت والصمت ويتركهم حيارى، وتارة أخرى يراه الشيطان يجوع ويعطش ويأكل فهل هذا هو الله ام إنسان!!!. بل ونستطيع القول أيضاً أن اللحظة الأولى التى تأكد فيها الشيطان أن المسيح هو إبن الله الحى، هى لحظة موت المسيح ونزولة للجحيم لإصعاد أرواح الأنبياء والأبرار والقديسين الذين رقدوا على رجاء القيامة، فى تلك اللحظة فتحت الهاوية فاهها وإستعدت أبواب الجحيم لإستقبال فريستها الذى مات، وقوات الشر وعلى رأسهم رئيس الشياطين فى أهبة الإستعداد لملاقاة ذلك الذى كان يعذبهم ويخرجهم ويهدد مملكتهم، وفجأة إذ بهم يرون ملك الملوك ورب الأرباب المسيح إبن الله فى عظمتة قادماً لهم وبأقدامة سحقهم جميعاً بل وإزدادوا سقوطا تحت سقوطهم، وخلص المأسورين من سجن الهاوية.
المزيد
21 أغسطس 2025

لماذا وُلد المسيح من إمرأة أو عذراء؟

قال القدّيس أغسطينوس فى عظة بهذا العنوان: لو تجنّب الميلاد منها، لظننا كما لو كان الميلاد منها ينجِّسه، مادام جوهره لا يتدنّس فلا خوف من الميلاد من امرأة. بمجيئه رجلاً دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسْنَ من أنفسهن متذكّرات الخطيّة الأولى... وكأنه يخاطب البشريّة، قائلاً: ينبغي أن تعلموا أنه ليس في خليقة الله شرًا، إنّما الشهوة المنحلّة هي التي أفسدت الخليقة. انظروا، لقد وُلدت رجلاً، ووُلدت من امرأة، فأنا لا احتقر خليقتي، بل ازدري بالخطيّة التي لم أجبلها... لنفس السبب نجد النساء هن أول من بشرن بالقيامة للرسل. ففي الفردوس أعلنت المرأة عن الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص للرجال. لماذا كان يسوع فى بطن العذراء؟ 1- لاتمام نبؤات العهد القديم 2- لاتمام العملية التى خطط الله لها منذ سقوط آدم وهى الفداء إن تجسد ابن الله الأزلي حسب الكتاب المقدس ليس حادثة ضرورية أو إضطرارية في ذاتها وإنما هو إتضاع إختيارى وحب إلهى للإنسان. فإن الله لأجل فداء البشر بذل إبنه الوحيد الذي أتي إلي العالم ليخلصنا من خطايانا واشترك في اللحم والدم لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعاً كل حياتهم تحت العبودية (عبرانيين 2: 15). وهذا التجسد وإن لم يكن ضرورياً في ذاته كان ضرورياً لفداء البشر لأنه ليس من طريقة أخرى معلنة لنا يمكن خلاص الناس بها. وذلك يوافق تعليم الكتاب المقدس الواضح أن اسم المسيح هو الاسم الوحيد الذي يقدر البشر أن يخلصوا به (أعمال الرسل 4: 12) وأنه لو أمكن نوال البر علي طريقة أخري لكان المسيح قد مات حسب قول الرسول بلا سبب (غلاطية 2: 21) وأيضاً أنه لو كان الناموس قادراً أن يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس (غلاطية 3: 21). بما أن القصد بتجسد المسيح وتتميمه عمل الفداء هو مصالحتنا مع الله سمي المسيح وسيطنا لأنه دخل بيننا وبين الله يكفر عن خطايانا ويشفع فينا. وبما أن المسيح قد كفر عن الخطية ولا يقدر غيره علي ذلك يكون هو الوسيط الوحيد بين الله والناس وصانع السلام (أفسس 3: 16)، (تسالونيكى الأولى 2: 5). لماذا إختار الله يوسف النجار لكى يكون هو خطيب مريم العذراء؟ يرد القدّيس جيروم ويقول: كانت الخطبة ليوسف البار أمرًا ضروريًا، لأسباب كثيرة منها: 1- كان يوسف رجلاً بارا قديساً رأى الله فية الشخص المناسب المؤتمن على سر الحبل الإلهى. 2- لكي يُنسب يسوع للقدّيس يوسف قريب القدّيسة مريم، فيظهر أنه المسيّا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا. 3- لكي لا تُرجم القدّيسة مريم طبقًا لشريعة موسى كزانية، فقد سلّمها الرب للقدّيس البار الذي عرف برّ خطيبته، وأكّد له الملاك سرّ حبلها بالمسيّا المخلّص. 4- وجود يوسف بجانب العذراء كان ضرورياً لها فى أمور حياتها مع إبنها يسوع: فى الهروب إلى مصر والرجوع منها، وفى إعالتها والإنفاق على معيشتها 5- يوسف النجار هو حفيد للملك داود، ولو إستمر الملك لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، وعندما تمت خطوبة مريم العذراء ليوسف، ثم تمت ولادة المسيح بعد ذلك، وقيدة يوسف النجار فى السجلات الرسمية عند الإكتتاب بأنه هو أبية (الأب الشرعى) وسمى يسوع إبن يوسف، تم تحقيق النبؤات بأن المسيح هو الملك ويملك على بيت يعقوب: + (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». ولذلك خطوبة مريم العذراء ليوسف النجار كان لابد منها، وفيها تم تحقيق النبؤات، بأن المسيح هو الوريث كملك لكرسى داود أبيه، لأن الملك عند اليهود يورث عن طريق الأب وليس عن طريق الأم، كما أن الملك يكون هو الإبن البكر لأبية، وقد كان يوسف من بيت الملك داود، ولو إستمر حكم بنى إسرائيل لكان يوسف النجار هو ملك بنى إسرائيل، ولكنة كان نجاراً فقيراً، بل وأفقر أحفاد داود الملك، وعندما ظهر له الملاك فى حلم ذكرة بجدة الملك داود قائلاً يا يوسف إبن داود: + (متى 1: 20) يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ ومعلوم أن يوسف كان هو الأب الشرعى ليسوع، وهذا يجعل وراثه الملك شرعيه وصحيحة، وبذلك تحقق قول الملاك جبرائيل للعذراء: + (لوقا 1: 32-33) 32هَذَا يَكُونُ عَظِيماً وَابْنَ الْعَلِيِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِيَّ دَاوُدَ أَبِيهِ. 33وَيَمْلِكُ عَلَى بَيْتِ يَعْقُوبَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَكُونُ لِمُلْكِهِ نِهَايَةٌ». وهنا لا يصح أبداً القول بوجود أولاد ليوسف النجار من زواج سابق وأن زوجتة توفت وأصبح أرمل ثم بعد ذلك خطب السيدة مريم العذراء، لأنه لو كان له أولاد من صلبة لأصبح البكر منهم هو الوريث الرسمى والشرعى لكرسى الملك داود حسب الشرع الإلهى، بصفتة الإبن البكر والإبن العصبى ليوسف النجار (الخارج من صلبة)، وجهل البعض بهذا الأمر يجعلهم يتهمون الله بدون علم منهم بأنه غير عادل وان كلام الوحى غير صادق (حاشاً)، ولكن نقول مع إبراهيم: "ادَيَّانُ كُلِّ الارْضِ لا يَصْنَعُ عَدْلا؟» (تكوين 18: 25).
المزيد
14 أغسطس 2025

لماذا إختار المسيح إمرأة مخطوبة لكى يتجسد منها؟

لماذا إنتظر الله خطوبة العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت بشاره الحبل الالهى؟ الحقيقه إن الله إختار أن يتجسد من مريم العذراء المخطوبة، وقد إستخدم يوسف النجار كستار للعذراء مريم لعدة أسباب: 1- إخفاء سر التجسد الإلهى عن إبليس الشيطان وأن المولود ليس شخصاً عادياً وبدون زرع بشر وأنه هو عمانوئيل، فكان لابد أن يكون هذا مخفياً عن الشيطان الذى لو علم به يقيناً لحاول أن يفسر خطوات عمل الفداء والسعى لتعطيله. لكن الشيطان لم يعلم حقيقة الحبل الإلهى إلا بعد صلب السيد المسيح وقيامتة، ودونت الأناجيل إعلان سر التجسد الإلهى العظيم: + (تيموثاؤس الأولى 3: 16) عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ 2- لإخفاء طبيعه المولود عن إبليس، وهذا يتطلب أن تكون العذراء مريم مخطوبة لرجل بار يخاف الله ويحافظ عليها ويكون مؤتمناً على هذا السر العظيم وعدم الإفصاح به لأحد مهما كان، وقد إختارت العناية الإلهية القديس يوسف النجار الذى كان رجلا بارا ليكون بمثابة ستار لمريم العذراء من أعين اليهود الذين كانوا سيتهمونها بالزنى لو كانت عذراء غير مخطوبة وقتلوها بالرجم 3- حمايتها من اليهود فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل. وربما يسأل البعض هل مجرد الخطوبة بين يوسف ومريم يبرر الحمل ويمنع إدانتهما؟ للرد نقول أن العذراء المخطوبه تحسب أمام الشرع إمرأه خطيبها وتسكن معه فى بيتة، ولكن لا توجد علاقة زواج بينهما، ولكن لو حدث مثلاً وإضطجع الرجل مع خطيبتة وحملت المخطوبة من خطيبها يستوجب على الخطيب زواجها بكتابة عقد زواج، ويصبح هو أبو المولود، ولا يستطيع أن يطلقها كل أيام حياتة ولعل هذا التفسير يتطابق مع ما جاء فى سفر التثنية: + (تثنية 22: 28) 28«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَوُجِدَا. 29يُعْطِي الرَّجُلُ الذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الفِضَّةِ وَتَكُونُ هِيَ لهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلهَا. لا يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُل أَيَّامِهِ. ثم أن يوسف لما أراد يوسف تخلية العذراء سراً قال له الملاك: لا تخف أن تأخذ مريم إمرأتك من هذا نفهم أن مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه أمام الشرع، ولو حدث تعدى أدبى وحدوث معاشرة بين الخطيبين فيستوجب على الخطيب إتمام مراسم الزواج الرسمى بأقصى سرعة. ولو كان الأمر غير ذلك وشاهد الناس أن مريم العذراء حامل عند ظهور علامات الحمل على بطنها وهى مازالت مخطوبة ليوسف النجار لإتهموا يوسف ومريم معاً بالزنى وقتلوهما رجما، ولكن هذا لم يحدث، وزيادة فى تأكيد كلام الوحى الإلهى أن مريم كانت عذراء حتى أثناء خطوبتها وأن ولادة المسيح كانت بغير زرع بشر، لم يكتف بالقول عن أمه أنها مخطوبه ليوسف فيمكنها أن تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنة أكمل قائلاً: "وقبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس" لتشمل معنيين 1- المعنى الأول صريح: أن الحمل تم قبل ذهاب مريم لتسكن فى بيت يوسف. 2- المعنى الثانى ضمنى: عدم وجود علاقة زوجية بينهما. وقال القديس أمبروسيوس فى موضوع خطوبة العذراء مريم ليوسف النجار: "ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فإنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته". ويضيف "هناك سبباً أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفة هذا السر الإلهى.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل