المتنيح القمص مكسيموس وصفي.

Large image

كان المهندس ماهرًا وصفي، قد نال درجة الماجستير من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية. وكان خادمًا فاضلًا في التربية الكنيسية من رعيل سامي كامل (أبينا القديس بيشوي كامل)، ضمن صفوة من الرواد الأوائل لمدارس الأحد بالمدينة العظمى الاسكندرية ، من أمثال الأرخن راغب عبد النور، ومحفوظ أندراوس، والدكتور بهجت عطا الله والدكتور عوض قلد ، وا. نسيم سعد ، وا. سمير سليمان ( القمص موسي باستراليا ) وا. سمير ثابت ( القمص انطونيوس بلندن ) ا. عزت دوس ( القمص شنودة بكندا ) ، وطغمة كبير من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات الذين تزينت بهم الكنائس والديارات. وقد تم اختياره لخدمة الكهنوت الجليلة بمذبح العذراء أقدم كتائس الثغر ودُرَّتها. وكانت دعوته الإلهية بفم أبينا القمص بيشوي كامل، فصار رفيقًا لأبينا القمص مرقس باسيليوس حنا الكبير، راعيها الأول.كان أبونا مكسيموس سليل بيت محب لله، فوالده وصفي بسطوروس عرفناه رجلًا تقيًّا خادمًا عاشقًا للكنيسة، وأمه السيدة زايده كانت أمًّا للأيتام، رائدة للعمل الاجتماعي الخيري في جمعية الملاك ميخائيل، وجمعية التوفيق والثبات القبطية. وتلك النشأة ١٢ / ٤ / ١٩٤١ م غرست فيه ما تبنّاه من أعمال مؤسسية اسسها و برع فيها، باتقان على مدى الزمن ، عاملا لاستمرارها بكل غيرة ونشاط ومثابرة، وقد بذل فيها الدم والعرق والدموع، وأنفق عليها عمره الذي أوقفه على خدمة ربنا القدوس حتى نفسه الأخير.كان له شوق للحياة الرهبانية، لذلك أحب سير القديسين، ومواضع جهادهم، وأديرتهم بما حملته من تاريخ، وفنون وجِداريّات وآثار وأيقونات ومخطوطات وتراث. لكن الله دعاه للكهنوت، فلا يقوى أحد على صد دعوة الله التي جاءت بيد أبينا بيشوي كامل صاحب الصوت النبوي الإلهي، وأبينا مرقس باسيليوس صاحب الجاذبية والكريزما التي لا تُبارَى. والعارفون المطّلعون على ما جرى يعلمون ما أقول. شاء الله فعيّن تاسوني الغالية هدى لتكون زوجته وشريكة دربه. وكانت أيام معدودة بين زيجته في كنيسة العذراء بمحرم بك، ورسامته كاهنًا في الكنيسة المرقسية الكبرى، عندما أوفد الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج، القائم مقام بعد نياحة البابا القديس كيرلس السادس ، نيافة الأنبا إسطفانوس مطران عطبرة وأم دورمان لرسامة نبيل ميخائيل ( المتنيح القمص اثناسيوس ) وماهر وصفي ( القمص مكسيموس ) في بوم الجمعة ١ اكتوبر. ١٩٧١ م - ٢٠ توت ١٦٨٦ ش . وكان كلاهما من الآباء العلماء الأعلام في المدينة. رغب أبونا مكسيموس في أن يلبث في دير السريان الأربعين يومًا، وقد أعد له لباس الكهنوت المتنيح الراهب بولس الأنبا بيشوي (العم رأف بولس وقتئذ). وكان لرسامتهما رنة فرح كبيرة بتدبير القمص مينا آفا مينا وكيل البطريركية آنذاك. ومنذ رجوعهما من دير مار مينا بعد الأربعين، أحدثا نهضة روحية وعلمية في الرعاية الشابة والافتفاد والتلمذة والتعليم والتأريخ والتوثيق وحركة التكريس. كانت خدمة أبينا مكسيموس على خُطَى معلمه أبينا بيشوي كامل في العناية بالليتورجيات والعبادة والسهرات والتسبيح وشرح معاني الطقوس وعمل الايام الروحية الدراسية والخلوات في المكس وابوتلات وكنج مريوط ، كذلك رعاية صفوف الشمامسة وإعداد الخدام ومناهج التلمذة ومدارس التربية الكنيسية ( فرع مدارس احد المدرسة المرقسية الاعدادية - فرع جمعية الاصدقاء - فرع جمعية الثبات - فرع جمعيةالراعي الصالح - فرع نهضة الكرازة ) . والشيء بالشيء يذكر، فأبونا مكسيموس كانت له خدمة محببة في مكتبة عذراء محرم بك منذ فجر شبابه ، لذلك داوم على اعمال النشر والطباعة والترجمة. ولا أنسى كم كان يرسلني إلى المتنيح الطيب الذكر أبينا القمص كيرلس داود ، بعد رجوعه من لوس انجلوس ،لأحضر من عنده المجموعات Nicene and Post-Nicene Fathersالتي عكف على ترجمتها ونشرها مطبوعة باللغة العربية ، لتصدرها مدارس التربية الكنسية بعذراء محرم بك. التي كانت رائدة ومبادرة في هذا التخصص بجُهد المؤرخ العلامة المقدِّس يوسف حبيب، مدرس التاريخ الكنيسي وبتعب ا. فايز يعقوب ( ابينا ومعلمنا القمص تادرس يعقوب ) حتي خرجت قوة عظيمة من اياديهم ليتبعهم جيل من الضالعين في الباترولوجي والقبطيات ، كذلك اهتم ابينا مكسيموس بنشر التعليم العقيدي والدفاعي مع القمص صليب حكيم ( الخادم جميل حكيم ) . إن اسم أبينا القمص مكسيموس وصفي يأتي معادلًا لخدمة الأيتام وخدمة المغتربين، ولنشر سير القديسين وترجمتها والتفاسير الكتابية، وللجغرافيا الكتابية، ولشرح الأطالس والخرائط التي ضبطها ونشرها مع العميد بحري نقولا إبراهيم ، ساهرَين مبدعَين في تخصصات لم يُسبَق إليها. ويأتي اسمه معادلًا لاصدار التقويم القبطي السنوي ، ونشر الاجندة الطقسية الليتورجية ، وكتب المناسبات والاعياد الكنسية ، اسمه معادلا ايضا في دعوات التكريس الكهنوتي والرهباني، فله أبناء صاروا آباء ورهبانًا وراهبات ومكرسين وعذاري في كل الأرجاء. وقد امتدت على يديه الخدمة، وصارت أضعاف ما أخذ. لقد استمرت كنيسة العذراء بمحرم بك أمًّا حاضنة للطاقات، والخبرات، وخزانة للتاريخ الرعوي الذي صار علي يد كهنتها لتصير دوما شجرة جذورها الإلهية متأصلة في الحقل الإلهي، وتفرعت منها الأغصان من أقصاها الي أقصاها.كنا نقول قولًا مَلِحًنا في فكاهةٍ: "مكسيموس ودوماديوس ولاد مرقس باسيليوس."، قاصدين اخوته الكهنوتية مع ( م. علام ) المتنيح القمص دوماديوس حنا بسطا حيث نضجت الغروس ونمت وأثمرت في فرح الزارع والغارس، بينما كان الكرّام ينمي ويؤصل ، لتبقي الكنيسة العريقة مركز للامتلاء والترابط والاشعاع الروحي في مذابحها وصحنها وقاعاتها ومقصورتها وملعبها ومرافقها وانشطتها ومعارضها ونهضتها في صوم وعيد شفيعتها ، وذكرياتها المحفورة في قلوب وعقول مخدوميها ، حيث سر الاشتعال والقدوة الخادمة المتكاملة الارثوذكسية النامية وتنبح فى الرب باكر يوم السبت 23/12/2023.

المقالات (3)

01 يونيو 2024

عيد دخول السيد المسيح أرض مصر24 بشنس

لنفرح في هذا اليوم ولتتهلل قلوبنا نحن المصريين ففي هذا اليوم دخل السيد المسيح أرض مصر وتباركت مصر بحضوره فيها فآمن المصريون بالرب وامتلأت قلوب المصريين بالإيمان الحقيقي وتحولوا من عبادة الأوثان إلى السجود للإله الحي وتغير النجس فصار طاهرا وتبدل الساحر فصار متعبدا والضعيف قويا. مبارك بالحقيقة ذلك اليوم الذي أتى إلينا فيه الرب هذا هو عيد المصريين فقد صارت أرض مصر بمجيء الرب إليها هي الأرض المقدسة الثانية بعد فلسطين لأن الرب مشى على أرضها وعاش بين أهلها وشرب من نيلها وتغذى من قمحها، لذلك نالت مصر بركة الرب واستحقت النبوة القائلة "مبارك شعبي مصر" (إش 20:19). رحلة الهروب بعد أن ولد السيد المسيح في بيت لحم، وأتى إليه المجوس وقدموا له هداياهم، وإذ أوحى إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس وأن يرجعوا إلى بلادهم من طريق أخرى، أما هيرودس فقد حقد على المخلص لأنه ظنه ملكا أرضيا ينازعه مملكته فاشتعل غيظا خاصة بحد أن سخر به المجوس، فأصدر أمره الوحشي بالانتقام من المسيح وقتل الأطفال في مذبحة بيت لحم فاستشهد فيها أطفال بيت لحم وصارت لهم كرامة أن يموتوا ليحيا المسيح حتى متى أكمل المخلص فداءه ومات على الصليب وقام حيا أحياهم معه بموته وقيامته لذلك يراهم يوحنا في سفر الرؤيا محيطين بالعرش الإلهي وهم بثياب بيض (رؤ 6: 9-11) وصارت تعيد لهم الكنيسة في الثالث من شهر طوبة. " قم و خذ الصبي وأمة واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك " (مت 2: 13)هكذا ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم وأرشده إلى الهروب لمصر، وقد سجل لنا الإنجيليون قصة الرحلة في بساطة وإيجاز، واحتفظ لنا التقليد الكنسي بتفاصيل هذه الرحلة المقدسة، بل صار في كل بلد اجتاز فيه المسيح أثر مقدس يحكي قصة الترحال وتنقل العائلة المقدسة وهي هاربة من وجه الشر، فنالت أرض مصر شرفا عظيما بل مسحت وتقدست بمجيء المخلص إليها، وتمت نبوة إشعياء النبي عن هذه الزيارة المقدسة "وحي من جهة مصر، هوذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر، فترتجف أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخلها" (إش 19: 1) فقد قام يوسف البار كما أمره الملاك وأخذ حمارا أركب عليه القديسة مريم وفي حضنها الطفل يسوع ورافقت الركب سالومة القابلة العجوز التي حينما عاينت معجزة ميلاد المخلص تعاهدت أن لا تفارق القديسة العذراء مدة حياتها، وهكذا سارت هذه الجماعة الصغيرة يرافقها ملاك الرب. غادرت العائلة المقدسة بسرعة وفي جنح الظلام بيت لحم وعلى بعد 18كم وصلت إلى بلدة (فارس) وكانت أبواب المدينة مغلقة فوضعت سيدة الكل يدي الطفل على الأقفال فانفتحت في الحال وتحركت الأبواب الضخمة وخرجت العائلة وعادت الأبواب لتغلق كما كانت وسارت العائلة حتى بلدة الخليل وهي تبعد 37 كم عن بيت لحم، ثم أستأنف المسيرة إلى بئر سبع (46 كم من الخليل) ثم اتجهوا إلى (بيرين) 35 كم وبعد 48 كم أخرى انتهوا إلى بلدة (عوجه الخفير) وكان عليهم أن يقطعوا البرية الموحشة بالقرب من الفرما وهي (البيلوزيوم) وهي بين مدينتي العريش وبورسعيد وقد قطعوا مسافة 240 كم حتى وصلوا إليها وقضوا ليلتهم خارجها وواصلت القافلة الصغيرة مسيرتها حتى تل بسطة (2 كم من الزقازيق وهي بلبيس الحالية)، وجلست الجماعة تحت شجرة خارج المدينة وقد كانت الرحلة طويلة والسفر شاقا فجلسوا يستريحون في ظل هذه الشجرة وعطش الطفل ولم يكن هناك ماء في المكان ومضت العذراء تسأل أهل المدينة أن يعطوها ماء ولكنهم كانوا وثنيين قساة القلوب فلم يعطوها ماء لتسقي الصبي فعادت تبكي ولما رآها المسيح مد يديه ومسح دموعها ورسم بإصبعه دائرة على الأرض وفي الحال تفجر نبع ماء صافيا وحلوا وباركه المسيح فصار شفاء لكل من يقصده فيما بعد، وأثناء إقامتهم في هذا المكان مر بهم رجل صالح يدعى (قلوم) استضافهم في بيته، أما العذراء فكانت تخرج كل يوم تستقي من ماء النبع، وذات يوم وهي في الطريق والطفل الإلهي على ذراعيها إذ بأصنام تسقط وتتحطم وهربت الشياطين من داخلها فغضب أهل المدينة ولم يقبلوهم وخرجت العائلة المقدسة لتواصل سيرها إلى مكان آخر ومكثوا عدة أيام تحت شجرة وأنبع المسيح نبع ماء تحتها فكانوا يستقون منها وأحمته أمه هناك وغسلت ثيابه وسمي هذا المكان المحمة (ويسمى الآن مسطرد) وبنيت في ذلك المكان كنيسة باسم السيدة العذراء في سنة (1185 م) فوق كنيسة قديمة وتعيد لها الكنيسة في اليوم الثامن من شهر بؤونة واستأنفت القافلة الصغيرة سيرها حتى مدينة بلبيس وفي هذه المدينة أقام المسيح ابن أرملة من الموت وهناك الشجرة التي جلست تحتها العائلة المقدسة ويحكي التاريخ أنه في دخول الحملة الفرنسية أراد الجنود أن يقطعوا الشجرة ليستخدموها كوقود وفي أول ضربة للفأس خرج منها دم فخاف الجنود وتركوها ونزحت العائلة من بلبيس إلى منية جناح (منية سمنود حاليا) ثم عبروا البحر (فرع دمياط) إلى سمنود وهذه قبلهم أهلها بفرح فباركهم السيد المسيح وتنبأ أنه سوف تبنى كنيسة باسمه وباسم العذراء أمه بهاوانتقلوا إلى البرلس حيث بلدة التين التي لم يقبلهم أهلها فانتقلوا منها إلى المطلع ومنها عبروا النيل غربا إلى بلاد السباخ (سخا الحالية) ووضع الطفل قدمه على الحجر فترك أثرا لقدمه لذلك سمي هذا الموضع بيخا أيسوس أي كعب يسوع (يسمى الآن دير المغطس) حيث أنبع أيضا الطفل نبعا بجانبها وتنبأ أنه ستبنى كنيسة باسمه واسم سيدة الكل مريم وبنت كنيسة في هذا المكان وكان هناك ديرا ظل عامرا بالرهبان حتى سنة 1194 م وعبرت القافلة النيل غربا واتجهوا جنوبا مارين بوادي النطرون الذي باركه السيد المسيح وأمه القديسة الطاهرة مريم فصار مسكنا للروحانيين و امتلأ بالرهبان القديسين والنساك المجاهدين واتجهت الرحلة إلى عين شمس وهو المعروف حاليا بالمطرية حيث توجد شجرة العذراء مريم باقية إلى اليوم وهي الشجرة التي استظلت تحتها العائلة المقدسة وهناك أنبع الرب عين ماء حيث شرب منها وغسلت فيها أمه ثيابه ونبتت هناك أشجار البلسم التي يستخرج منه زيت كان يضاف إلى مواد الميرون عند صنعه وسارت العائلة المقدسة إلى فسطاط مصر (وهي المعروفة ببابليون مصر القديمة) حيث سكنوا في مغارة أبي سرجة (بكنيسة القديس سرجيوس بمصر القديمة) وهناك سقطت الأوثان وتحطمت وثار والي المدينة كما أن جواسيس هيرودس كانوا قد سبقوهم إلى هناك. ولم تبق العائلة المقدسة في مغارة أبي سرجة إلا عدة أيام اتجهوا بعدها إلى صعيد مصر حيث اتخذوا مركبا شراعيا من نفس المكان الذي به كنيسة السيدة العذراء الآن (المعادي) ومروا بالقرب من (البهسنا) وعبروا النيل إلى منطقة جبل الطير وهناك كادت تسقط عليهم صخرة ضخمة مد الطفل يسوع يده ومنعها وصارت هناك معجزة عظيمة إذ انطبع أثر كف يده في الصخرة، وبنيت هناك كنيسة في عهد الملكة هيلانة باسم السيدة العذراء وتسمى (سيدة الكف) شرق سمالوط وانتقلت المسيرة إلى الأشمونين الحالية (مركز ملوي) وفي مدخل المدينة كانت هناك شجرة ضخمة وعند دخول السيد المسيح إلى المدينة انحنت الشجرة وكأنها سجدت إلى الأرض ثم عادت منتصبة كما كانت، وكان هناك في مدخل المدينة صنم عبارة عن حصان من نحاس تسكنه الشياطين وكانت تضل الناس فكان يدور يمينا ويسارا وعند دخول المسيح سقط التمثال وتحطم وهربت سكانه الشياطين، كما صنع المسيح هناك عجائب كثيرة وبنيت هناك كنيسة ضخمة باسم السيدة العذراء مازالت آثارها باقية حتى الآن ومن الأشمونين اتجهوا جنوبا إلى ديروط الشريف، ومنها إلى القوصية وطردهم أهلها حيث تحطم معبودهم الصنم فرحلوا إلى ميرة (حاليا تسمى مير) ومنها إلى جبل قسقام حيث دير السيدة العذراء المشهور بدير المحرق، وهناك جرت كثير من المعجزات و الآيات وبارك السيد المسيح المكان وهناك بئر ماء باركه المسيح فصار ماءه للشفاء من الأمراض، وسكن يوسف البار مع عائلته المقدسة في المغارة التي بدير المحرق والتي صارت كنيسة باسم السيدة العذراء وبها حجر صار هو مذبح الكنيسة ويحمل لنا التقليد الكنسي أن هذا الحجر هو الذي كان السيد المسيح يجلس عليه والذبيحة عليه دائما لا تنقطع " قم وخذ الصبي وأمه و اذهب إلى أرض إسرائيل " (مت 2: 20-21) ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم بمصر وأعلمه بموت هيرودس وأمره بالعودة إلى أرض إسرائيل، وقد قضت العائلة المقدسة حوالي سنتين في أرض مصر ثم عادت إلى أرض إسرائيل. أما عن هيرودس فقد ضُرب بإصبع غضب الله فابتلى بمرض التدويد فصار الدود ينهش جسده وهو حي فأنتن وقلعت عيناه وانتفخ جسده العليل وتقرح ومات ميتة شنيعة وتعسة. المتنيح القمص مكسيموس وصفي
المزيد
16 فبراير 2020

عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل

عيد دخول السيد المسيح إلى الهيكل هو أحد الأعياد السيدية الصغرى التي قد تمر على الكثيرين من المؤمنين دون أن يشتركوا في أفراحها الروحية أو ينالوا شيئا من بركاتها الإلهية. ولذلك فما أجمل هذه المناسبة المباركة للمؤمنين ليتلوها المؤمنون فيتأملون بركات هذا العيد المجيد المتنوعة والشخصيات المقدسة المتعددة التي اشتركت فيه ومنها والدة الإله القديسة مريم وخطيبها يوسف النجار البار و سمعان الشيخ و حنه النبية وغيرهم. حقا إن تقديم السيد المسيح إلى الهيكل كأحد الأبكار القديسين كان فرصة ليكمل الرب عنا كل مطالب الناموس، كما كان فرصة لإعلان فرح سمعان الشيخ. ذلك الرجل الوقور المتقدم الأيام إذ رأى بعينيه تحقيق نبوة إشعياء النبي بولادة المسيح من عذراء، وهي تلك النبوة التي وقف أمامها مندهشا حائرا عندما ترجمها من العبرية إلى اليونانية فكان أن وعده الرب أنه لن يعاين الموت حتى يرى تحقيقها! فرأى وفرح وتنبأ. كما شاركته الفرح والتسبيح حنه النبية التي عاشت في الهيكل عابدة الرب أكثر من ثمانين سنة. وهكذا تتهلل نفوسنا معهم في هذه المناسبة المباركة فنشترك معهم في الفرح والتسبيح قائلين مع المرنم: "عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين" (مز 126: 3). الاحتفال الكنسي بالعيد تحتفل الكنيسة في يوم 8 أمشير بتذكار دخول السيد المسيح إلى الهيكل و نياحة سمعان الشيخ. وهذا اليوم هو المرة الأولى التي دخل فيها السيد المسيح إلى الهيكل، فبعد ختانه في اليوم الثامن من بعد ثلاثة وثلاثين يوما حسب شريعة موسى، أي بعد أربعين يوما من ولادته، صعد يوسف البار و مريم العذراء إلى أورشليم وقدماه إلى الهيكل، حيث كان ينتظره الشيخان المباركان اللذان ظلا ينتظران لأكثر من قرن من الزمان بشيخوخة مباركة " ولما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا عنه كما يجب في الناموس حمله سمعان الكاهن على يديه ". وعوضا عن أن يباركه مثل بقية الأطفال انحنى له ليتبارك منه "لأن الأصغر يبارك من الأكبر" (عب 7: 7). وسأله أن يحله من رباط الجسد، فرقد بشيخوخته المباركة. و تحيا الكنيسة هذه الحادثة المباركة في أكثر من مناسبة ففي دورة الحمل في القداس الإلهي يلف الكاهن الحمل في لفائف من كتان ويرفعه فوق رأسه مع الصليب ويدور حول المذبح دورة واحدة كأنه يشارك سمعان الشيخ حمل المسيح والدوران به مسبحا وممجدا. وكذلك في كل دورة حول المذبح وقبل أن يقرأ الإنجيل، كما تذكر الكنيسة هذه الحادثة في إنجيل صلاة النوم وكأنها تحث أولادها أن يحملوا المسيح في قلوبهم في نهاية اليوم مرنمين مع سمعان الشيخ: "أطلق يا سيدي عبدك بسلام ". كما تذكر الكنيسة حادثة دخول المسيح إلى الهيكل في صلاة سر المعمودية و التسبحة و التماجيد. أما عن قراءات هذا العيد المقدس فقد ترتبت بحكمة روحية عالية: المزامير: مزمور العشية (115: 3-4) : "قطعت قيودي فلك أذبح ذبيحة التسبيح، أوفي للرب نذوري في ديار بيت الرب. قدام كل شعبه في وسط أورشليم". مزمور باكر (65: 12-13) : "أدخل إلى بيتك بالمحرقات. وأوفيك النذور التي نطقت بها شفتاي". مزمور القداس (49: 12، 18): " اذبحوا لله ذبيحة التسبيح. و أوف العلي نذورك. ذبيحة التسبيح تمجدني وهناك الطريق حيث أريك خلاص الله". وتتحدث هذه المزامير بعذوبة فائقة عن الذبيحة والخلاص والنبوة عن دخول السيد المسيح مع أبويه إلى الهيكل ليقدما الذبيحة فداء وتطهيرا، فيأخذ سمعان الشيخ المسيح على ذراعيه معلنا هذا هو الذبيحة الحقيقية والذي يطهر العالم. كما نتحدث عن التسبيح مشيرة إلى صلاة سمعان الشيخ و تسبحة حنه النبية في هذا اليوم. الرسائل: البولس (في 3: 1-12) : يتحدث بولس الرسول عن ناموس موسى وكيف صار لنا بسبب مجيء المسيح الخلاص، فأصبحنا نعبده لا عن طريق الممارسات الطقسية والشرائع كالختان. ولكن نعبده بالروح فلا نتكل بعد على الجسد. الكاثوليكون (2 بط 1: 12-21) : يشير معلمنا بطرس الرسول إلى نبوات الأنبياء التي تمت بمجيء المسيح وميلاده المجيد، فقد أشرق لنا نحن الجالسين في الظلمة نور الخلاص. الإبركسيس (أع 15: 13-21) : يتحدث سفر الأعمال عن مجيء المسيح وكيف أنه بمجيئه سوف تنال جميع الأمم الخلاص لأنه سوف يعيد خيمة داود الساقطة ويقيمها ثانية. الأناجيل: إنجيل العشية (لو 2: 15-20) : يذكر فصل هذا الإنجيل حوادث ميلاد المسيح الابن البكر، ويوسف البار و مريم العذراء التي كانت تحفظ الأسرار في قلبها، فيقدم لنا الإنجيل أبوي المسيح يوسف البار و مريم العذراء اللذين باركهما سمعان الشيخ واللذين كانا يتعجبان بما يقال فيه من شهود الميلاد من أقوال الملائكة و اليصابات و زكريا والرعاة والمجوس و سمعان و حنه. إنجيل باكر (لو 2: 40-52): يوضح لنا هذا الفصل علاقة السيد المسيح بالهيكل كإله الهيكل، ومجيئه إلى هيكله فكيف كان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح، ويخبرنا أيضا عن حادثة وجوده بين المعلمين وله من العمر اثنتا عشرة سنة "وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته" ويذكر قول المسيح لأمه: لماذا كنتما تطلباني ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون فيما لأبي" وبذلك يشير الإنجيل إلى خدمته التي بدأها وهو في سن الثلاثين كشريعة تكريس اللاويين (عد 4: 22). إنجيل القداس (لو 2: 21-39) : يقص لنا حوادث هذا العيد المجيد فيذكر دخول السيد المسيح إلى الهيكل بعد أربعين يوما من ولادته حيث قدمه يوسف البار وأمه القديسة الطاهرة مريم إلى الهيكل باعتباره الابن البكر مع تقديم ذبيحة التطهير التي تنص عليها الشريعة وكيف استقبله سمعان الشيخ وحديثه عن الطفل ونبوته عن الأم العذراء، وعن القديسة حنه النبية التي ابتهجت بالطفل وأخذت تكرز بمجيئه وتسبح الله. شريعة التطهير وتقديم البكر "ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب. كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب. ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام" (لو 2: 22-24). شريعة التطهير: قضت شريعة موسى أن المرأة التي تلد تكون نجسة طقسيا أربعين يوما إذا ولدت ذكرا، وثمانين يوما إذا ولدت أنثى (تضاعفت المدة في حالة الأنثى لأن حواء هي التي أخطأت أولا) ولا تمس أي شيء مقدس ولا تجئ إلى القدس حتى تكمل أيام تطهيرها. وبعد انتهاء هذه المدة تأتي إلى الهيكل وتقدم خروفا ذبيحة محرقة أو فرخي يمام أو حمام ذبيحة خطية، تقدمهما للكاهن الذي يقدمهما أمام الرب فيكفر عنها لتطهيرها وإذا لم تستطع الأم أن تحضر خروفا بسبب الفقر فتقدم فرخي حمام أو زوج يمام (لا 12). وكانت شريعة التطهير في العهد القديم رمزا لذبيحة المسيح الذي قدم نفس "وصنع بنفسه تطهيرا لخطايانا (عب 1: 3) لأن كل شيء يتطهر حسب الناموس بالدم وبدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عب 9: 22) "فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي" (عب 9: 14). لذلك فبالرغم من أن يسوع لم يكن محتاجا للختان لكنه اختتن في اليوم الثامن حسب الشريعة، ولم يكن فيه خطية فلا يحتاج للتطهير أو تقدمة ذبيحة لكنه صار "تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس" (غل 4: 4-5). ومع أن العذراء مريم الطاهرة ولدت المسيح وهي عذراء وبتوليتها مختومة إذ صار حبلها بالروح القدس، لكنها خضعت لشريعة التطهير كإحدى النساء اللواتي يعتبرون بالولادة نجسات وقدمت تقدمتها فرخي حمام أو زوج يمام لقد خضعت السيدة العذراء بتواضع عجيب لتنفيذ الشريعة فلم ترد أن تكسرها وفوق ذلك فأنها كانت تخفي سر التدبير الإلهي في قلبها فأتت إلى الهيكل كإحدى النساء لتقدم الذبيحة عن تطهيرها وهي التي كانت في سمو طهارتها وبتوليتها كالملائكة
المزيد
14 سبتمبر 2018

ذكرى نياحة القمص صرابامون نجيب (1924-1985)

ولد فى شبين الكوم 25/7/1924م بأسم بشرى من أبوبين بارين وظلت الاسرة فى شبين الكوم ثم أنتقلوا الى طنطا ثم أنتقلوا الى الاسكندرية ليعيش بشرى حياتة كشماس ورع فى كنيسة المرقسية وألتحق بكلية الحقوق ، وبعد ان تخرج بشرى درس ونال معهد الضرائب وعمل مأمور ضرائب بمصلحة الضرائب وكان مشهودا له بألامانه والكفاءة كما كان مشهود له فى خدمته بالتقوى والنشاط وكان ملازما للبابا كيرلس أغلب العشيات والقداسات التى كان يصليها قداسته فى الاسكندرية سيم كاهنا فى يوم جمعة ختام الصوم 5/4/1963 باسم القس صرابامون وسيم معه القس فليمون لبيب-ابن شقيقة البابا كيرلس-كان مارمينا فلمنج و أهدى قداسة البابا كيرلس لكل منهما عصا من الابنوس ظلا يحتفظان بها للبركة والاعتزاز .. بدأ خدمته الكهنوتيه فى كنيسة المرقسيه ثم فى كنيسة العذراء والقديس يوسف بسموحه ثم فى كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس بمحرم بك...كان محبا لدراسة الكتاب المقدس وتفسيرة للشعب فى العشيه التى كان يصليها كل يوم ، فتميزت خدمته بالوعظ والنشاط والتعليم...وبسبب سعة صدره وطول اناته وحكمته كان عضوا بارزا بالمجلس الاكليريكي بالاسكندرية كان يحب المذبح جدا يصلى القداس صباح كل يوم والعشية مساء كل يوم ، وظل ملازما للمذبح يوميا لمدة ستة عشر سنة. وكان كاهنا طقسيا الى ابعد حد مدققا فيه جدا ..فأسس خورس للألحان واهتم باللغة القبطية وتعليمها فى الكنيسة ...واهتم بتقوية فصول مدارس الاحد ...ونظرا لتقواه وحسن تدبيره سيم قمصا بيد البابا شنوده الثالث 7/9/1975 وقد اثمرت خدمته الى تكريس الكثير من تلاميذه سواء فى الخدمة او الرهبنة ظل القمص صرابامون بجهاد وتعب وتضحية ولم يعيقه المرض او تعب الجسد عن الخدمة ...حتى تزايد المرض عليه فظل ملازم الفراش لعدة اسابيع ..ولما شعر بقرب رحيلة طلب التناول من الاسرار المقدسة ، ثم التف حوله وشكر الجميع على تعبهم ثم ودعهم وانتلقت نفسه الى السماء فى هدوء وسلام مساء السبت 14/9/985 وهذا هو الوقت الذى كان يرفع فيه بخور المساء يوميا فصعدت روحه الطاهرة مع صوت دقات الاجراس لتعلن بدء صلاة العشية لتضم روحه الى سحابة الشهود ترنم معهم الترنيمة الجديدة. القمص مكسيموس وصفي.
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل