القول الانفس

مقدمة
الحمد لله الذي لم يتركنا نتخبط في ديجور الظلام ، بل
بعث لنا ابنه برسالة الصلح والسلام ، إذ وضع عليه كل آثامنا وما كان علينا أن نحتمله من الصعوبات ، وفيه أيضا قد باركنا بكل بركة روحية في السماويات ، ولعلمه باحتياج عقولنا إلى التثقيف ، قد أنعم علينا بكتابه المقدس الذي من استضاء بمصابيحه أبصر ونجا ومن أعرض عنه ضل وهوى ، ففيه كل ما نحتاج إلى فهمه من الحقائق ، ، التـ أوحى بها الله على أصفيائه بإرشاد روحه الفائق ، فنشكره على هذه العطايا والهبات ونهدى له الحمد مدى الأوقات. أما بعد فأقول لم يوجد كتاب في العالم طرأت عليه المقاومة التي طرأت على الكتاب المقدس ، فقد كان عرضة للاضطهاد وغرضاً لسهام التنديد فقام عليه الملوك والولاة واجتهدوا في ملاشاته . فإنه مدة ثلاثمائة سنة بعد صعود المسيح اجتهد القياصرة الرومانيون في ملاشاته وأثاروا اضطهادات طويلة ضده وضد تابعيه دام بعضها عشر