نحو الصلاة

Large image

إننا لا نستطيع التحدث عن الصلاة ، فالكلمات لا تعبر عن الحقائق اللامادية ، لأن الكلمة هي أداة العالم للتعبير عنه ، بينما الصلاة هي حياة تُعاش ، وخبرة نتذوقها ، بالقلب ، أداة الأبدية ، وهو الذي يستطيع أن يعبر في صمت عن الأمور اللأمنظورة . ولكننا هنا سنحاول أن نتحرك نحو الصلاة ، نقترب منها في خشوع ورهبة يجللنا صمت يليق بمحضر الله ، ندور في أفقها فنتلامس س مع الضياء المنبعث منها كهالة من نور ، نقترب منها فيدفئنا لهبها ويضرم فينا الشوق الله ، موضوع صلاتنا . الصلاة تجعل الذهن جديرا بأن يرى مجد الله في غمامة نور عظمته ، داخل بلد الكائنات الروحانية ، بعجب وصمت أوقفهما الدهش عن كل حركة . وينذهل من جمال أشعة النور الوفيرة الإشراقات التي تطلع عليه ، فترمي العالم في العجب من رؤيتها ، وهي حياة الكائنات الروحانية وتنعمها ، فتسكت حركاتها النارية ، عظمتها . يوحنا الدلياتي ( الشيخ الروحاني ) إن الصلاة ليست صرخة في بطن واد أو نداء في صحراء يتردد صداه في الأفق الممتد ليغيب ويتلاشى مع تلاشي الصوت والكلمة . كما إنها ليست ضرورة أوجدتها الديانة واختلقها الإنسان ليكلم الفراغ متوهما فيه إله النجدة والإنقاذ . إنها ليست ضرورة خيال مريض يثرثر مع ذاته متوهما في ذاته الأخرى إلها ، يخاطبه فيما يسميه صلاة !! كما إنها ليست خمرا تسكر به النفس فتتعامى عن حقائق المعقولات وتبتعد عن واقعية الأرض والجسد والزمن ، لكنها ضرورة حياة ؛ إنها فعل عميق يلمس الجانب الإلهي الخالد في تكوين الإنسان ـ الروح ـ التي هي وديعة الإله لنا وفينا

عدد الزيارات 564
عدد مرات التحميل 382
تحميل

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل