من تفسير وتأملات الآباء الأولين - سفر مراثى إرميا

Large image

مقدمة في مراثي إرميا
يشير عنوان هذا السفر إلى أنه أنشودة جنائزية أو لحن لمناسبة مؤسفة تعادل الموت ذاته.تُعتبر من أروع المراثي، تكشف عن انكسار قلب مخلص يحترق بالحب نحو شعبه. فالكاتب شاهد عيان لخراب أورشليم على يد جنود نبوخذ نصر البابلي عام 587 ق.لم يكن دمار أورشليم بالنسبة للكاتب هو مجرد خسارة لعاصمة حصينة رائعة، كانت تُحسب بارعة الجمال، لكنها وهي مدينة الله، تحتضن الهيكل الفريد، تمثل حضور الله وسط شعبه. شعر الكاتب بأن هذا الدمار يشير إلى ممفارقة مجد الله للهيكل والمدينة والشعب. كانت الصدقة بالنسبة له أكثر من أن تحتمل، فصرخ متوجعًا، وبكي، ونادي بالصلاة والرجوع إلى الله بالتوبة العملية.
الكاتب
كتبه إرميا النبي بعد حصار أورشليم وسقوطها تمامًا كما جاء في الترجمة السبعينية.
غاية السفر
1. كُتبت هذه المراثي خصيصًا لليهود خلال الثلاثة شهور ما بين السبي الأول لبابل والسبي الثاني عام 586 ق.م ينشدها بروح الحزن المسبيون في بابل وأيضًا الذين بقوا في فلسطين وهم في عارٍ شديدٍ بسبب دمار بلادهم، خاصة أورشليم وهيكلها.
غايتها ليس مجرد البكاء على ما بلغوه، وإنما اكتشاف أمرين رئيسيين في حياتهما: ماذا فعل بهم الإصرار على الخطية ومقاومة الأنبياء، والرجاء الحي في الله غافر الخطايا وواهب المجد.
2. أكد إرميا بروح النبوة العودة من السبي، فإن الله يود نجاح أولاده وعزّهم ومجدهم.
3. أعلن إرميا مرارة نفسه، فمع ما عاناه من الشعب والقادة حين حذّرهم بما سيحل بهم، فإنه إذ حلّ بهم العار تمرّرت نفسه فيه. إنه رجل المحبة! ليس من شخص مخلص لشعبه بقلب متقد بنار الحب الحقيقي مثل إرميا.

عدد الزيارات 681
عدد مرات التحميل 333
تحميل

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل