من تفسير وتأملات الآباء الأولين-رسالة بولس الرسول إلى فليمون

Large image

هذه رسالة شخصية وجهها الرسول بولس إلى صديقه فليمون من أجل عبده[1] الهارب أنسيموس الذي التقى بالرسول في روم،ا وآمن على يديه وتاب واعتمد، وبعد فترة أعاده الرسول ومعه هذه الرسالة. بالرغم من صغر هذه الرسالة لكنها عذبة، وتحمل في كل سطر حلاوة الروح الرسوليّة المملوءة حبًا، بل حملت تطبيقًا عمليًا للمبادئ المسيحيّة.
1. كشفت عن الأبوّة الروحيّة السماويّة التي تربط الراعي برعيّته في المسيح يسوع في أعلى درجاتها، والتي تتمثّل في الاهتمام الفردي بكل مخدوم. فقد نسيَ الرسول المأسور أن يسجل لصديقه عن السجن وأتعابه وآلامه الجسديّة، غامرًا الرسالة بمشاعر الحب تجاه فليمون وتجاه أنسيموس.
2. أوضحت روح الحب الذي يغمر به صديقه، فأمره لكن في انسحاق، وقبل أن يطلب حبه تجاه أنسيموس يفيض عليه بالحب. كان يكفي أن يكتب الرسالة دون إرسال العبد، لكنه لم يفعل هذا، ليس لشيء إلاَّ لكي يهب فليمون فرصة التسامح الاختياري فيكون إكليله أعظم!
3. خلال هذه الرسالة تتكشف الروح الرسوليّة في الكنيسة، وهي تشغيل الطاقات في المسيح يسوع في أكمل صورها الإيجابية. فكان يمكن أن نحكم على بولس أنه رسول ناجح لو تاب أنسيموس على يديه وآمن واعتمد وردّه إلى فليمون كعبد. لكن الرسول يرى في أنسيموس طاقة قوية، فحوّل اتجاهها من الشر إلى الخير بالروح القدس، فرسمه شماسًا كما يقول القديس إيرونيموس. وصار أنسيموس الخادم النافع للخدمة.

عدد الزيارات 556
عدد مرات التحميل 360
تحميل

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل