الكتب

حاجتنا الي المسيح

إن أعظم الاختبارات التي لفتت نظرى بشدة في بكور حياتى المسيحية هو أنني حينما أشعر بحاجتي إلى أشياء كثيرة تنقصنى في معاملاتي مع الناس أو الكنيسة أو الرهبان ، يبلغ إلى الضيق والألم والحزين مبلغاً شديداً يضعف من نشاطي وخدمتي وتأثيرى في الآخرين ، ولكن بمجرد أن أقترب من شخص يسوع ربى وأحسه وكأنه آت من بعيد بعد غيبة ، أكون أنا دائما السبب في طولها أو قصرها، أقول حينما أستشعره يقترب مني ، يطفر قلبي الرحاً وينجمع عقلى مرة واحدة فيسقط عنى كل إحساس بحاجاتي الكثيرة وعوزى ونقصى ويرتفع المسيح فوق أفق حياتي كلها. حينئذ أراه هو أكثر من كل حاجاتى وأحس بملئه يفيض ويجرف حياتي في تيار حبه بتسيم يفوق العقل .

غاية الحياة المسيحية

نوعان من الحياة في خلقة الإنسان: منذ خلق الله الإنسان والإنسان يحيا نوعين من الحياة: حياة خاصة في نفسه نسميها حياة التفرد، وهي التي يخلد فيها إلى نفسه، ويتحدث مع خالقه، منجذباً إلى الله انجذاباً طوعياً؟ وحياة عامة تجاه الآخرين، وهي التي فيها يتعامل مع الناس بكل صنوفهم، من أصدقاء ،وأعداء أهل ،وخصوم أسرة وكنيسة، وكل أفراد المجتمع الذي يأخذ منه ويعطيه. والذي نلاحظه أن عناصر كل نوع من الحياتين ليست عوامل مضافةً إلى خلقته، ولكنها كوامن هذه الخلقة وصفاتها الغريزية المنغرسة فيها.

متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات

متى صليتم (متى أردتم أن تصلوا )الصلاة إرادة أولا وقبل كل شيء، كما حينما تجوع تريد في الحال أن تأكل، هكذا الصلاة جوع روحي إذا اشتد على الإنسان أراد في الحال أن يصلي. ما معنى هذا؟ معناه أن الصلاة حاجة ملحة على الإنسان، لا يرتاح يكملها. وهذا معناه أيضاً أننا إذا كنا نصلي بدون إرادة الجوع الحقيقي بالروح الله تكون صلاة كاذبة كالأكل لإنسان ليس جوعاناً، كما يقولون إن الأكل للشبعان - أي للذي ليس جوعاناً - خسارة. فالصلاة خسارة لمن لا يكون جوعاناً وعطشاناً بالروح الله وللرب حتى يسوع.

حبة الحنطة

حبة الحنطة " إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها"(يو ٢٤:١٢) قال المسيح لليونانيين قبل الصليب مثل حبة الحنطة ثم بدأ يشرحه يوحنا: «من يحب نفسه يهلكها، ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلي حياة أبدية» (يو٢٥:١٢). مرقس من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يُهلك نفسه من أجلى ومن أجل الإنجيل فهو يخلصها» (مر٣٥:٨). متى: «من وجد حياته يُضيعها، ومن أضاع حياته من أجلي يجدها» (مت ۳۹:۱۰). لوقا: «أُذكروا امرأة لوط. من طلب أن يخلّص نفسه يهلكها ومن أهلكها يحييها» (لو۳۲:۱۷،۳۳).

تسليم الحياة للمسيح

رسالة حياة لِمَنْ يطلب الحياة تسليم الحياة للمسيح (۱) " يا ابني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي." (أم ٢٦:٢٣) إن الحياة التي وهبها لنا المسيح بقيامته من بين الأموات، هي حياة متصلة ومتحدة ونابعة من حياة المسيح القـائـم مــن بـين الأموات. فالمسيح لَمَّا تجسّد، أخذ جسده البشري من العذراء القديسة مريم ومن الروح القدس، لذلك كان جسده مقدساً : "القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله"( لو ٣٥:١)، بمعنى أنه وَلَدَ في العالم بشرية مقدسة جديدة حسب التدبير الأزلي: "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحـة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أف ١٠:٢). إلى هنــا ويكون بيننـــا وبين جسد المسيح هذا هوة، وهي القداسة الإلهية القائمة في الجسد البشري الجديد الذي أخذه من العذراء ومـن الـروح القدس، ولكن المسيح عاد على الصليب وأخذ خطايانا في جسده علـى الخشبة: الذي حمل هو نفسه خطايانا (کلهـا) في جسده علـى

لقد وجدنا يسوع

لا يكفي يا إخوة أن نعرف من هو الرب بكثرة المعارف التي من الكتب، بل يلزم أن نعرفه شخصياً، ولا يمكن أن نعرفه شخصياً إلا إذا تقابلنا معه؛ نأخذه، ونختبره، غياه، ندخله، نسلکه نعقله .كل من لم يجد يسوع بعد يظن أنه غير معروف عند يسوع ولكن حينما تقبل إليه ونعرفه حينئذ نعرف أنه كان يرانا، كان يتتبعنا ، كان يرصد حركاتنا، كان يتعقبنا في كل مكان.لا يمكن أن تعرف يسوع إلا بالكنيسة لأن الكنيسة تعرفه، هو استودع نفسه للكنيسة الروح يرافق أسرار الكنيسة بالإيمان لا بالعيان المسيح ظاهر في تواضعه، تواضع لتجده، ليس هو في كبرياء الإختفاء.

توجيهات في الصلاة

١- المسيح ينتظرنا كل مرة نقف فيها أمام المسيح لنصلي بحرارة وتوسل، تتلاقى حينئذ مشيئتنا مع مشيئته فننال رحمة وبكثرة الصلاة وإخلاصها تتقارب المشيئتان. المسيح يتقابل معنا في الصلاة، ونحن نتعرف على مشيئته: لا يمكن أن يتقابل معنا المسيح أو نتعرف على مشيئته إلا بالصلاة. المسيح ينتظر صلاتنا ويترقبها «هنـذا واقـف علـى البـاب وأقرع» (رؤ٢٠:٣). وهو أعلن لنا في الإنجيل أهمية وضرورة الصلاة، مُلِحاً أن نصلي في كل حين وباستمرار وبشرط أن لا نمل من الصلاة؛ لماذا؟ لأنـه في الصلاة يستطيع أن يتصل بنا ويعلن لنا مشيئته ويعطينا نعمته. + الخطية مكروهة لدى الآب ومُحزنة للمسيح، لأنها تسببت في الصليب والآلام الفادحة التي عاناها الرب بدون رحمة من بني البشر. ولكن بمجرد وقوف الخاطئ أمام الله الآب متمسكاً بالصليب متوسلاً بدم المسيح، تسقط عنه الخطيئة ويرفع عنه حُكمها وتزول لعنتهـا مـن عليه؛ لذلك جيد أن يحمل الإنسان الصليب ويقبله كثيراً وقـت الصلاة.

ميلاد يسوع المسيح

أولاً :البشارة "وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء" هذا هو قانون الإيمان الرسولي المسلم من الرسل. وقد خصص له القديس لوقا الإنجيلي أصحاحين في بدء إنجيله واستوفاه تاريخياً من جانب العذراء مريم، فوضع أساس الإيمان المسيحي بولادة يسوع المسيح ابن الله الذي نص عليه قانون الإيمان الرسولي كما أفرد له القديس متى الرسول أصحاحين في بدء إنجيله أيضاً، واستوفاه تقليدياً من جانب القديس يوسف خطيبها بحسب استلام الكنيسة. أما القديس يوحنا الرسول، فانطلق بالروح بحسب الوحي الإلهي ليرى المسيح قبل ميلاده بالجسد قائماً في الأزلية مع الله باعتباره أنـه هـو" الكلمة" أي النطق الإلهي الفعال الله.حيث الكلمة في المفهوم اللغوي Iogoj لا تعني النطق فقط، بل والفعل أيضاً، لأن الفعل“ كلمة. وقد جاء في الترجمة الفرنسية للإنجيل في الأصحاح الأول لإنجيل القديس يوحنا: «في البدء كان الفعل Le Verb ثم دخل في مفهوم الميلاد للكلمة لاهوتياً فاعتبره تجسُّداً بقوله: «والكلمة صار جسداً»

الروح القدس وعمله داخل النفس

مقدمة الآباء القديسون الأوائل لهم سيرة عليها بصمة الروح القدس بلا نزاع، إنها سيرة روحانية بكل معنى الكلمة، ورائحة الروح القدس العطرة ـ كما يصفها القديس أنبا أنطونيوس (۱) تفوح من أعمالهم وأقوالهم التي تركوها لنا ميراثاً ثميناً .والعجب أن هؤلاء القديسين، من حيث سيرتهم السابقة، فإن غالبيتهم خرجوا من بيوت أمية وبيئات اجتماعية دون المتوسطة، ومنهم من كانوا أشراراً عتاة تقلبوا على كل مراتب الخطيئة والشر، ولكن بانقيادهم للروح القدس بعزم لا يُقهر و بنشاط حار وتـلـقـائـيـة سريعة بلا تحفظ عند تقبلهم أول هاتف للتوبة، صاروا قديسين وأبراراً، وصارت حياتهم نبراساً ونموذجاً للكنيسة كلها للإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق .

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل