الكتب

دراسات فى التقليد الكنسى الصليب المقدس

يستمد الصليب قوته الخالدة واللانهائية والخلاصية من موت يسوع المسيح ابن الله عليه . فالمرادف اللاهوتي لكلمة الصليب في المسيحية عميق غاية العمق ، فكلمة ( الصليب » تعادل في مضمونها الإيماني إنجيل الخلاص كله فهي تعني في بساطة وإنجاز موت يسوع المسيح من أجل خطايانا، لذلك فالكرازة بالإنجيل تعني الكرازة بالصليب.والكرازة بالصليب للناس لا تحتاج أقوالاً كثيرة أو حكمة عميقة : «لا بحكمة كلام لئلا يتعطل صليب المسيح» (۱ کو ۱ : ۱۷)، فالصليب قوة وليس كلاماً، أي أن الصليب لا يظهر للناس بالشرح ولكن بالإيمان والفعل : «فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله . » ( ١ كوا : ۱۸ ) فلكي نكرز بالصليب يلزمنا أن نؤمن بقوته وحيا فيها ثم نقدمها للناس ليذوقوها .

تسليم الحياة للمسيح

رسالة حياة لِمَنْ يطلب الحياة تسليم الحياة للمسيح (۱) " يا ابني أعطني قلبك، ولتلاحظ عيناك طرقي." (أم ٢٦:٢٣) إن الحياة التي وهبها لنا المسيح بقيامته من بين الأموات، هي حياة متصلة ومتحدة ونابعة من حياة المسيح القـائـم مــن بـين الأموات. فالمسيح لَمَّا تجسّد، أخذ جسده البشري من العذراء القديسة مريم ومن الروح القدس، لذلك كان جسده مقدساً : "القدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله"( لو ٣٥:١)، بمعنى أنه وَلَدَ في العالم بشرية مقدسة جديدة حسب التدبير الأزلي: "لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحـة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أف ١٠:٢). إلى هنــا ويكون بيننـــا وبين جسد المسيح هذا هوة، وهي القداسة الإلهية القائمة في الجسد البشري الجديد الذي أخذه من العذراء ومـن الـروح القدس، ولكن المسيح عاد على الصليب وأخذ خطايانا في جسده علـى الخشبة: الذي حمل هو نفسه خطايانا (کلهـا) في جسده علـى

المسيح حياته و اعماله

تمھيد ما قبل ميلاد المسيح حياة المسيح “حياة” رسمها الله لإنسان هو يسوع المسيح، يحمل اسمه وصورته، ليصنع مشيئته ويتمم عمله. تبدأ بدايتها حتماً من السماء إنما مخفية لا عن قصد بل عن اضطرار. والاضطرار حتّمه قصور وعي الإنسان عن إدراك الإلهيات ورؤيتها، فأخفيت عنه إلى أن ينفتح وعيه فيــــدركها مـــــن نفسه. فإن أدركها صار شريكاً فيها لأنها أرسلت وجاءت من أجله؛ وهي حق، والحق دائماً كل مَنْ أدركه ووعاه يكون قد احتواه وقد تضافرت كل من السماء والأرض في الإعداد لظهور المسيح، ولكل وجه منهما دور، هــو متعة للتأمل، متقن غاية الإتقان، يكشف عن تدبير سمائي محكم ليعبر عن مقاصد الله وحبه للإنسان، الأمر الذي يوفّر للإنسان الأمل الوثيق والرجاء الحي بنهاية سعيدة في شخص المسيح تعوضـــه عـــــن أحزانه وشقائه في هذا الدهر. فالمسيح بحد ذاته تعبير عن محبة الله، وعن مشيئته المباركة لإدخال السرور والفرح في قلب الإنسان.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل