الكتب

الاب افراهات السريانى من الأباء السريان

الكنيسة الأرثوذكسية هي كنيسة الإنجيل والآباء بآنٍ واحد، كنيسة الآباء الذين تكلموا بإلهام الروح القدس نفسه الذي ألهم الرسل القديسين، فعمل الروح القدس مستمر في الكنيسة ومقيم فيها حسب وعد المسيح لها، أنَّه يعمل فيها على الدوام ويعطى أعضائها مواهب العنصرة ويعلن لهم الحق الإلهي والبشارة المفرحة، متى جاهدوا واستجابوالذلك يُعبِّر الآباء عن الحقيقة الإنجيلية نفسها بنعمة الروح القدس العامل والمستقر فيهم، كما أنَّهم يحصلون على خبرة روحية عميقة ويعيشون مقيمون في النعمة، يتحدثون بعظائم الله، ولذلك فبالرغم من أنَّ كتاباتهم مكتوبة بأسلوب منطقي أحياناً وبلغة فلسفية أحياناً أخرى، إلاَّ أنَّها بسيطة وعملية ونابعة من حياتهم ومعيشتهم وخبرتهم الحقيقية، فتعليمهم غير منفصل عن الحياة في المسيح، خلال الصلاة والتأمل والخشوع لهذا كانت كتاباتهم نابعة من قداسة نفوسهم والتخمير بخميرة المسيح، إذ أنَّهم مستنيرون من الروح القدس متحدين بالله، فالحياة الروحية لا تنمو إلاَّ بالعمل الإلهي من ناحية وبالتجاوب الإنساني من ناحية أخرى، لذلك نجد أنَّ كل أب من الآباء يُقدم بنور الروح القدس العامل فيه، خبرة جديدة وتوضيحاً جديداً ومعرفة جديدة، بتوبة مستمرة سهمية شاملة للفكر والحواس والمشاعر والإرادة، في صحو ويقظة كمنهج حياة واتجاه ثابت وعميق، بالتحرك للأمام لا بحِيَل بشرية بل بعطاء القلب المستمر، في حب حقيقي وشبع بالإنجيل، وفي اندماج وشركة مع الكنيسة لذلك جاءت المعرفة امتداد للمعرفة الإنجيلية والآبائية السابقة لها، فالجديد الذي يحمله كل أب هو جديد من ناحية التعبير في إطار التقليد، لكنه ليس ابتداعاً جديداً أو تعليماً جديداً، لأنَّ تعليمه مطابق لتعليم الكنيسة المستقر ولخبرتها المستقيمة فتأتى خبرة كل أب لتصبح خبرة الكنيسة نفسها وقلبها، وهي مرتبطة باختباره للحقيقة التي يعلنها له روح الله القدوس، ليعلن الآباء جميعاً الحق الواحد، فتصير حياتهم غير عقيمة بل مثمرة، حاسبين أنَّ دم أولادهم يُطلب منهم، جاذبين النفوس بربحٍ للمسيح ورغم اتفاق الآباء الجماعي إلاَّ أنَّه في بعض الأحيان وُجدت اختلافات بين أب وآخر، لكن هذه الاختلافات لا تمس الأساس نفسه، بل هي دليل على أنَّ الروح القدس لا يسلب الإنسان حريته ولا يلاشى شخصيته ونحن نُسلِّم بأنَّ بعض الآباء قد وقعوا في بعض الأخطاء غير الجوهرية ولكن الكنيسة لم ترفضهم بل رفضت هذه الأخطاء التي لا تتفق مع ضمير الكنيسة ومنهجهاومن بين هؤلاء الآباء، يأتي الأب أفراهات السرياني صاحب هذه السيرة، الذي هو بحق من أعظم المفسرين والشارحين للكتاب المقدس، فجاءت كتاباته مُشبَّعة بالفكر الكتابي والسلوك الإنجيلي، شارحاً للكتاب ومفسراً لرمزياته، فقدم الرمز والمرموز إليه من خلال شخصيات يوسف وموسى ويشوع ويفتاح وداود وإيليا وحزقيا ويوشيا ودانيال والثلاثة فتية ومردخاي كرموز نبوية اكتملت وتحققت في شخص المسيح ويُعتبر أفراهات كاتب معروف بين الكتَّاب السريان، له مقالاته التي تدور حول قضايا الإيمان والخدمة الإلهية وحياة الكنيسة ومقالات أخرى فصحية، وبعضها عن الرعاة والرهبان... وتُعتبر هذه المقالات ذات قيمة كبرى من ناحية تاريخيتها ووصف الحياة الداخلية في كنيسة الفرس، كما أنَّها ذات أهمية كبيرة في دراسة تاريخ نص العهد الجديد وقد قمنا بنعمة ربنا بتقديمها للقارئ العربي وللمكتبة القبطية كعمل ذي قيمة تتجاوز عصره وكتقليد الكنيسة الحي، الذي فيه نرى كيفية المشاركة الإنسانية في النعمة الإلهية إذ أنَّ الإيمان موجود في التقليد الذي يُسلَّم، ونحن نعتبر التقليد الآبائي مصدراً أميناً للمعرفة الإيمانية، به ندحض الضلال والآراء الفاسدة والأفكار المشوشة، لأنَّنا فيه نلجأ إلى خبرة الحياة والاقتداء في المسيح يسوع نهديها لعميد الإكليريكية جزيل البركة والغبطة البابا شنودة الثالث -أطال الله حياته- ونرجو أنْ يكون هذا الاحتفال التاريخي بالعيد المئوي لإعادة تأسيس الكلية الإكليريكية قفزة لمزيد من الارتقاء على المستوى العملي في الخدمة والكرازة والرعاية والتكريس، وعلى المستوى العلمي في الدراسة والبحث والمنهجية والتخصص، لتكون الإكليريكية مصدر تلمذة ومركز إشعاع متألق دائماً كما كانت المدرسة اللاهوتية السكندرية وبلسان الشكر أتقدم بعميق الشكر لصاحبي النيافة الحبر الجليل الأنبا بيشوي مطران كرسي دمياط وتوابعها وسكرتير المجمع المقدس، على مساعدته القيّمة ولمسات الحب الرعوي التي يؤازرنا بها... ولصاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين أسقف كرسي المنوفية والنائب البابوي للإسكندرية على إشرافه وتشجيعه الأبوي الذي يشملنا به، ليديم الله حياتهما وليجعل هذا العمل لمجد الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد الذي يليق به الشكر والتسبيح كل حين وإلى الأبد آمين.

القديس يعقوب البرادعى من أباء السريان

في مصر: جاء إلى مصر في القرن السادس أيام البابا بطرس الرابع، واتسم بحبه الشديد للعبادة والزهد، فكان لا يلبس سوى خرق البرادع فسمي البرادعي (أو البردعي)، ويلقب بـ"يعقوب الزنزلي" أيضًا. أسقف الرُها: ولد في بلدة تيلا على مسافة 55 ميلًا من الرُها في أواخر القرن الخامس، ونشأ أولًا في دير بالقرب من الرُها يدعى دير الشقوق، وبعد وفاة أسقف هذه المدينة رُسِم أسقفًا عليها سنة 541 م. في القسطنطينية: توجه إلى القسطنطينية ليدافع عن الإيمان الأرثوذكسي ويفتقد الآباء البطاركة الذين طرحوا في السجون، وبمساعدة الملكة ثيؤدورا المؤمنة استطاع أن يرسم من الثلاثة بطاركة المعزولين وهم ثيؤدوسيوس السكندري وساويرس الإنطاكي وأنتيموس القسطنطيني مطرانًا عامًا على كل الكنائس الأرثوذكسية. اهتمامه بغير الخلقدونيين المضطهدين في الإمبراطورية: قبل رسامته كانت أيدي ملوك الروم تعبث بأنصار الطبيعة الواحدة وكاد هؤلاء ييأسون إذ مات بعضهم والبعض الآخر أُسِر، فنهض يعقوب واشتغل مدة أسقفيته كلها وهي 33 سنة في جمع شمل شعبه. كان لابسًا بردعة بمثابة ثوب شحاذ يطوف بها في أنحاء الولايات الرومانية، لكي يضم سكانها إلى حظيرة الكنيسة الأرثوذكسية، ويدخل في أذهانهم مذهبها واعتقادها بهمّة لا تعرف الكلل، سالكًا تحت الأخطار والأهوال من بلدٍ إلى بلدٍ، لا يعرف الخوف ولا يشعر بالخطر المحدق به من موظفي الحكومة ومن الكهنة الرومانيين صار يرسم قسوسًا وأساقفة ويضم الشيع المتفرقة ويوفق بين المتخاصمين، وهدى الكثيرين من أتباع أوطيخا وجعلهم يتركون اعتقادهم الفاسد ويرجعون إلى مذهب الكنيسة القويم، إلى أن جدد للأرثوذكسيين مركز بطريركيتهم في إنطاكية وترآس مجمعين كرَّس لهم فيهما بطريركين، أحدهما بعد الآخر بعد نياحة القديس ساويرس وهما سرجيوس وبولس. سرّ ذهابه إلى مصر: ذهب يعقوب إلى مصر للسعي في إعادة السلام بين كنائسها وكنائس سوريا. وسبب ذلك أن يعقوب كان قد رسم بطريركًا أرثوذكسيًا لإنطاكية يدعى بولس، ولكن لسبب الاضطهاد الذي لحق به اضطر أن يوافق الخلقيدونيين، فاستاء يعقوب منه وأصدر قرارًا بحرمه، وكان بولس قد فارق القسطنطينية بعد أن جاهر أمام الإمبراطور بأرثوذكسيته وتاب عن زلته وأتى إلى يعقوب وضمه إلى عضوية الكنيسةغير أن المصريين عابوا على يعقوب قبوله بولس مرة أخرى حتى أن البابا بطرس أصدر قرارًا بحرم بولس، فحضر القديس يعقوب إلى مصر للمفاوضة في هذا الأمر وترأس مجمعًا عُقِد في الإسكندرية اقتنع فيه برداءة سلوك بولس وسيرته السابقة في الإسكندرية مسقط رأسه، فسلم بعزله على أن يبقى عضوًا في الكنيسة لأنه تاب، وأعلن عزله بواسطة ثلاثة أساقفة، ومن ثم سافر يعقوب من مصر ليباشر جهاده. نياحته: أما بولس فكان له أنصار عديدون رفضوا قرار مجمع الإسكندرية بشأنه وكاد الشقاق يستفحل، فعزم يعقوب على زيارة مصر ثانية في أيام البابا دميان البطريرك 35، ولكنه أصيب بمرض في الطريق فعرج على دير في حدود مصر. ولما بلغ البطريرك السكندري خبر مرضه ذهب إليه ليزوره فوجده قد تنيّح، وكان ذلك في سنة 578 م شهد المؤرخون بأن هذا الرجل كان بارًا تقيًا وقادرًا في فصاحته وعلمه، وأنه لو لم يهيئ الله وجوده لما قام لقويمي الإيمان قائمة. وبعد نياحته ترك الكنائس الأرثوذكسية نامية، وجملة ما رسم من الأساقفة عشرين أسقفًا ومطرانًا وبطريركين.

القديس هيلارى اسقف بواتيية

أولًا: سيرته: كان "إيلارى" ينتمي لأسرة عريقة ومعروفة في فرنسا. ونشأ وثنيًا كما قال عن نفسه، ولكن النعمة الإلهية قادته للإيمان المسيحي، وذلك فيما كان يقوم بدراسته بحماسة عن الله، اكتشف خلالها حماقة الاعتقاد بتعدد الآلهة، واقتنع بأنه لا يوجد سوى إله واحد. ولابد أن يكون هذا الإله أبديًا وغير متغير، وكلى القوة، وهو العلة الأولى والخالق لكل الأشياء وهكذا بعد أن عرف إيلارى الإيمان، اعتمد وهو متقدم في السن. إيلارى أسقفًا: كان إيلارى أسقفًا متزوجًا قبل عماده، وكانت ابنته وتدعى أبرا، على قيد الحياة عندما اختير أسقفًا على بواتييه نحو سنة 350 م.. عمل كل ما في وسعه للهروب من درجة الأسقفية، لكن صفاته جعلت الناس يتمسكون به أكثر.. وكانت توقعات الناس بالنسبة لشخصية إيلارى في محلها، لأن صفاته البارزة أضاءت متألقة، لا لتجذب انتباه فرنسا فحسب، بل الكنيسة كلها. إيلارى في المنفى: بسبب دفاع إيلاري القوى عن الإيمان، ومقاومته للأريوسيين، ورفضه إدانة القديس أثناسيوس، حيث قال مقولته الخالدة: "إني لو خيرت بين الموت ومخاصمة أثناسيوس لفضلت الأولى على الثانية". * بسبب موقفه المشرف هذا، نفى القديس إيلارى في منتصف عام 356 م.

القديس ديونيسيوس السكندرى بابا الاسكندرية ال14 مدير مدرسة الاسكندرية اللاهوتية

لقبه القديس أثناسيوس "معلم الكنيسة الجامعة" كما دُعي "ديونيسيوس الكبير" بسبب ما عاناه من ضيقات محتملًا ذلك في شجاعة وثبات، ولغيرته على الكنيسة، لا على المستوى المحلي فحسب بل على مستوى الإبيارشيات الأخرى. بحق يعتبر "أحد أعظم شخصيات التاريخ الكنسي الهامة والجميلة". تحوله للمسيحية: وُلد بالإسكندرية مع نهاية القرن الثاني حوالي عام 190 م.، من أبوين وثنيين غنيين ذي جاه. كان من مذهب الصائبة يعبد الكواكب، محبًا للقراءة، يعمل كطبيبٍ ناجحٍ قادته قراءته المستمرة إلى قبول الإيمان المسيحي، فقد قيل أن أرملة عجوز مرّت به معها بعض كتابات الرسول بولس تريد بيعها. فاشتراها منها وأخذ يدرسها ويفحصها. فأُعجب بها جدًا وحسبها أفضل ما قرأه من كتب الفلاسفة. وإذ طلب من السيدة أن تأتيه ببقية الأوراق ويدفع لها ما تريد أحضرت له ثلاث رسائل أخرى. وإذ شعرت الأرملة أن نعمة الله قد عملت في قلبه قالت له: "إن شئت أيها الفيلسوف أن تطّلع على كثير من مثل هذه الأقوال عليك بالذهاب إلى الكنيسة لتجد من يعطيها لك مجانًا. فمضى إلى الكنيسة حيث التقى بشماس يدعى أوغسطين الذي دفع له رسائل معلمنا بولس الرسول كاملة، فقرأها وقبل الإيمان المسيحي مضى ديونيسيوس إلى البابا ديمتريوس ونال منه سرّ العماد، ثم التحق بالمدرسة اللاهوتية، حيث تتلمذ على يدي العلامة أوريجينوس. وصار أحد كواكبها اللامعين. سيم ديونيسيوس شماسًا بواسطة البابا ديمتريوس، كما سيم قسًا بواسطة البابا ياروكلاس (هيراقليس) خلف ديونيسيوس هيراقليس في رئاسة المدرسة لحوالي 16 أو 17 عامًا، كما خلفه أيضًا في البابوية أخبرنا عن نفسه أنه اعتاد أن يقرأ حتى كتب الهراطقة، وأنه قد تشجّع على ذلك بواسطة رؤيا إلهية، ففي رسالته الثالثة عن المعمودية التي كتبها إلى القس الروماني فليمون قرر أن الله أعلن ذاته له، قائلًا له: "اقرأ كل ما يمكن أن تصل إليه يدك، فإنك قادر أن تصحح كل شيء وتمتحنه، فإن هذه العطية هي سبب إيمانك منذ البداية". وقد أهلته قراءاته المكثفة في كتب الهراطقة على مهاجمتهم من خلال أعمالهم.

القديس ثيؤفان الحبيس من آباء روسيا

لقد وهب الرب لكنيسته آباء عظام يعملون باسمه ولحسابه لا بإمكانياتهم البشرية بل بنعمته وبحسب مسرته، مضيئين بزيت البهجة في الجهاد وأتعاب النسك والسهر والقداسة عملوا بلا رخاوة في حقل الرب وسلكوا نحو السماويات ليلًا ونهارًا فتعطرت برائحتهم الطيبة كل الأرجاء، كالنخلة يزهرون وكمثل أرز لبنان ينمون أغنوا الكنيسة بمؤلفاتهم القيّمة وكتاباتهم الحية التي عملوها وعلَّموا بها، فأعطوا للكنيسة دفقًا جديدًا وأنموها بوفرة، فمِنهم وبواسطتهم أخذنا وتسلمنا التعليم الإنجيلي مشروحًا ومعاشًا، ومن الحياة التي ننهلها منهم تعيش الكنيسة اليوم وكما أنَّ الأشجار المثمرة من باطنها في أوان الإثمار تُبرز الثمر مع الورق، كذلك كل مُعلِّم في الكنيسة يحمل ثماره (أعماله) وأوراقه (كلامه): الشهداء يحملون فخر صبرهم وعذاباتهم، والنساك يحملون أتعابهم ونسكهم الساهر، والمعلمون يحملون أثمار المعرفة الإلهية غير الزمنية كانت مخافة الله ينبوع حياتهم وتنقية عقولهم وصيانة نفوسهم ونعمة تصرفاتهم ومديرة سلوكهم، تُنمى محبتهم وعشرتهم وتقطع شهوتهم، فصاروا مغبوطين لأنَّهم صنعوا مشيئة خالقهم مثل نور يرشدوننا إلى الخلاص، وكمدينة حصينة فوق جبل كسراج على منارة يهدى أقدامنا في الطريق ومن بين هؤلاء الآباء تأتى سيرة الأب ثيؤفان الحبيس والمعتبر من أشهر الآباء النساك الروس، الذي اشتهر بمحبته للخدمة وبمساعدته للمحتاجين كما عشق التأمل والوحدة (الحبس) زار الأديرة القبطية واقتنى المعرفة الآبائية فصار فيلسوفًا وواعظًا ومربيًا ومعلمًا ومرجعًا في علم الباترولوچى، كما ذكرنا أيضاً هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وجاءت كتاباته نسكية عملية بل ومن روائع الأدب النسكي الروسي إنَّنا نقدم سيرته العطرة ضمن سلسلة آباء الكنيسة ΙΧΘΥΣ بمناسبة اليوبيل المئوي للكلية الإكليريكية القبطية، فالمتأمل في الدور الذي تقدمه الإكليريكية يلحظ بوضوح أنَّ التعليم الإكليريكي يتمتع بمكانة متميزة في بؤرة شعور المعنيين بالخدمات التعليمية، لذلك نتمنى مزيد من خطط التطوير في المناهج وفي أساليب التدريس والبحث وفي التلمذة الروحية التي تضمن للإكليريكية الاستمرار والفاعلية بنفس قوة البدايات وحماستها ووضوح رؤيتهاوالكنيسة كلها ترنو إلى شخص الجالس على عرش مارمرقس الرسول قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث الذي يقود مسيرتها نحو أورشليم السمائيةالله أبونا السماوي يُنهض حياتنا لنخدمه ما يليق بجلاله.. له المجد والكرامة من الآن إلى الأبد آمين.

العلامة ترتليان، من آباء أفريقيا

وُلد كوينتوس فلورنس ترتليانوس Quintus Septimius Florens Tertullianus في قرطاج نحو عام 155 م.، وكان والداه وثنيين، وكان والده قائد مئة في جيش الحاكم، ودرس ترتليان TERTULLIAN القانون واشتهر في المحاماة في روما بعد قبوله الإيمان المسيحي عام 193م، استقر في قرطاج وسرعان ما وظف درايته الواسعة بالقوانية والأدب والفلسفة لخدمة الإيمان المسيحي، ويحسب جيروم (1) سيم ترتليان كاهناً، ورغم انه هو نفسه لا يشير أبداً إلى رتبته الكهنوتية، إلا أنه كان من الصعب أن يتمتع بمكانته الفريدة كمعلم رائد لو لم يكن قد نال نعمة الكهنوت، وفيما بين عاميّ 195: 220م وضع الكثير من مؤلفاته، وكان للعدد الضخم من الكتب التي ألفها في غضون هذه السنوات تأثيره الدائم على علم اللاهوت المسيحي، ونحو عام 207م انحرف ترتليان وسقط في الهرطقة المونتانية Montanism بل وصار رئيساً لطائفة منهم تسمت باسمه "الترتليانيين Tertullianists" والتي ظلت موجودة في قرطاج حتى زمان القديس أغسطينوس، ورغم أننا لا نعرف تاريخ نياحته على وجه الدقة لكن لابد أنه كان بعد عام 220م فيما عدا القديس أغسطينوس هيبو، يُعتبر العلامة ترتليان أهم كاتب كنسي وضع أعماله باللغة اللاتينية، وإذ كان يتمتع بمعرفة عميقة بالفلسفة والقانون وباللغتين اليونانية واللاتينية، اتسمت أعمالة بالقوة والبلاغة الرائعة مع السخرية الحادة، وكان متشدداً تجاه الوثنيين واليهود والهراطقة، وبعد انحرافه إلى المونتانية صار متشدداً ضد مستقيمي الإيمان جاءت كتابات العلامة ترتليان جدلية دفاعية، ورغم أنه لا يخبرنا بالدافع وراء قبوله الإيمان المسيحي، لكن من الواضح أنه لم يؤمن بالمسيحية نتيجة لمقارنة عقدها بين التيارات الفلسفية المختلفة كما كان الحال مع القديس يوستين الشهيد، بل يبدو أن بطولة المسيحيين وشجاعتهم في زمان الاضطهاد كان لها تأثير عليه أكثر من أي شيء أخر(2)، وكان الحق هو الغاية العظمى من دفاعه عن المسيحية والسبب الرئيسي في مهاجمته للوثنيين والهراطقة، فقد كان يشتاق كثيراً إلى الحق، بل إنه في أحد كتبه وردت كلمة "الحق Veritas" 162 مرة، وكان يؤكد دوماً أن إله المسيحيين هو إله الحق، وكل من يجده يجد ملء الحق، والحق هو ما تكرهه الشياطين ويرفضه الوثنيون ويتألم المسيحيون ويموتون لأجله، فهو ما يميز المسيحي عن الوثني، وليس من الصواب أن نُرجع هذا إلى كون ترتليان محامياً وبليغاً يميل إلى حب الجدل، إذ كان يتكلم حقاً من عمق قلبه(3)، وليس هناك أي شك في أنه كان مستعداً تماماً لأن يموت لأجل إيمانه، وفي الكلمات الأخيرة من دفاعه يعبر عن رغبته العارمة في نوال إكليل الاستشهاد المبارك، فهو يرفض الهرب في زمان الاضطهاد وتُعد إسهامات ترتليان الأدبية للغة الكنسية الأولى ذات أهمية قصوى(4)، إذ أنها تُعد مصدراً هاماً لمعرفتنا باللغة اللاتينية المسيحية، فهي تحتوى على عدد كبير من المصطلحات الجديدة التي استخدمها اللاهوتيون فيما بعد وصارت من الكلمات المستخدمة دوماً في شرح العقيدة، لذلك دُعي "مؤسس اللاتينية الكنسية The Creator of Ecclesiastical Latin" (5) ورغم أن هذا اللقب فيه مبالغة، إلا أنه يوضح لنا مدى أهمية إسهامات ترتليان في تاريخ اللغة اللاتينية المسيحية.

الرسالة الى ديوجنيتس

رسمت كتابات الآباء أيقونة حية لحياة الكنيسة في العصور الأولى، فجاءت أعمالهم تكملة لخدمة الرسل الحواريين الأطهار، إذ انطلقوا يكرزون ويعلمون ويشرحون ويقطعون بكلمة الحق في يقين وثبات، فكانوا القوة الفعالة والفاعلة والمحركة للكنيسة على مدى الأجيال كلها من جيل والى جيل دهر الدهورلذلك عندما ندرس (علم الباترولوجي) آبا الكنيسة وتاريخ مسيحية القرون، نقرأ حياة وأعمال هؤلاء القديسين معلمي البيعة وأعلامها، الذين صاروا لنا بمثابة كتاب معاصرين، يحيون بيننا قريبين منا جدا بل وكأنهم في نفس المكان الذي نعيش فيه، لذلك اقتفاء أثار الآباء ودراسة فكرهم وتأمل أقوالهم، يجعل مجد الكنيسة مجددًا لا يشيخ، حيًا ومعاشًا في أذهان وقلوب أعضائهم تلك الكتابات الآبائية مسطرة كجواهر مرصعة في خزانة التقليد الكنسي الحي، كامتداد الكتابات الرسولية، فقد اعتبر الآباء أن الرسولية هي أساس الكنيسة وان الرسل هم أعمدة الكنيسة.. فصاروا هم آباء وأعمدة يحملون الكنيسة في قلوبهم وحياتهم، ويخرجون من كنز قلوبهم جددًا وعتقاء، نحتاج نحن أبناءهم أن نغوص وراء لآلئها في سباحة عميقة ممزوجة بالإيمان والمعرفة والتقوى ومحبة الصلاح وهكذا من الكتابات التي ورثناها من خزانة الآباء الروحية والتي استوعبتها الكنيسة، بدأت تسرى سيرتهم ووعيهم الإيماني وفضيلتهم في كياننا الروحي وتسجيل في الوعي الكنسي لأبناء الكنيسة محبي الآباء صفحة وراء صفحة كما بأصبع الله أبينا السماوي لقد امتلأت كتابات الآباء قداسة وهيبة وتعليمًا لاهوتيًا وسلوكيًا مسيحيًا إنجيليًا ونورًا وانتماءًا كنسيًا وخلاصًا، فأراد لهم الله أن يكونوا آباء للكنيسة، معشوقين عند الذين يقرأون وعند الذين يسمعون، متخطين حدود الزمان والمكان حاضرين معنا أينما تتلمذنا لهم بعد أن صارت أقوالهم حضرة دائمة لهم. أحياء يعلموننا ويستودعوننا دائمًا أبدًا نعمة المسيح فلم يكتف علم اللاهوت الآبائي بالسردية الوقائية للتاريخ الكنسي أو بالرؤية التحليلية له، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. بل قدم المؤلفون الروحيون آباء الكنيسة سيرتهم وخبرتهم لإيمانية القادرة على هداية أقدامنا في الطريق، بفكر وخبرة تحول إلى الإيمان العالم والمضمون السري للمسيحية وتؤكد لنا أن التاريخ (الحيّ) لا تصنعه القدرات البشرية وإنما الروح القدس، وان كنيسة الله لهى اشد رسوخًا من المؤسسات الأرضية وحسنًا قيل أن الأمور تقيم بالجذور لا بالقشور لذلك كان الحرص على الإلمام والوعي بالمتاح من فروح المعرفة الآبائية، والعلوم اللاهوتية التي كلمنا عنها عظماء الكنيسة وقديسوها البررة وتعتبر الرسالة إلى ديوجنيتس Diognetus من الكتابات الروحية التي كتبت بإلهام فاكتملت فيها عناصر الوعي الإيماني والجهات كخبرة روحية، مملوءة بالسمو والأصالة المسيحية، والمحاماة عن الإيمان الإلهي، والشهادة الصادقة للسر المسيحي حياة وسلوكًا، فلاق بها أن تكون على مستوى كل إنسان في كل عصر في كل العالم إنها درة آبائية وسط كنور آباء كنيستنا، وهي لاشك تمثل خطًا تعليميًا لا يمحى، وذخيرة نحتاجها لتنير قلوبنا وعقولنا، وتغذى إيماننا وسلوكنا وشهادتنا من اجل التمتع بغنى الحياة المسيحية وروعة الحب الإلهي، فبينما يتهم الغرب بالمنهج التحليلي، نهتم في الشرف بالخبرة الروحية والمعرفة المقترنة بالتقوى والجهاد، لذا يأتي اهتمامنا بهذه الرسالة كصورة وصفحة من صفحات وصور تاريخنا المشرق، وكوثيقة تاريخية بالدرجة الأولي على أعلى ما يمكن من الأصالة ويسرني أن أقدم هذه الرسالة الآبائية النفيسة -الرسالة التي ديوجنيتس- ضمن سلسلة آباء الكنيسة، التي نصدرها بمناسبة العيد المئوي للكلية الإكليريكية، والتي نتطلع إليها بقلب مستبشر واثق من عمل النعمة، في تكميل رسالتها التعليمية والقيادية، في عهد مشرق وعصر ذهبي، رأينا فيه بابا الكنيسة استنادًا في الكلية الإكليريكية وعميدًا لها ليجدد مجد مدرسة الإسكندرية اللاهوتية، ورأينا فيه بابا الكنيسة خادمًا في خدمة التربية الكنسية ورئيسا للجنتها العليا لتربية أجيال ثابتة في الكرمة الحقيقية، ورأينا فيه بابًا الكنيسة شاعرًا وكاتبًا وصحفيًا وعرفناه أيضًا بطلًا من أبطال الإيمان فلمسنا النهضة الروحية والفكرية، والنهوض في التربية الكنسية الإكليريكية في الداخل والخارج أيضًا ففي مجال العناية بالتراث الآبائي عنى غبطته بمشروع الميكروفيلم والميكروفيش لتجميع المخطوطات والكتابات الآبائية وبإنشاء مكتبات قبطية متكاملة من أجل التواصل بتراث الكنيسة، لغة وثقافة وعقيدة وفنًا.. وعلمنا قداسة بابانا البابا شنودة الثالث -حفظة الرب- (أن تراث كنيستنا الثمين، هو حاجة العالم اليوم، والمطلوب من أبناء كنيستنا أن يصيروا كارزين وخدامًا في كل مكان) وفيما تحتفل الكنيسة بالعيد المئوي للإكليريكية تحتفل أيضًا بمرور ثلاثين عامًا على خدمة قداسة البابا كأسقف للتربية الكنسية والمعاهد الدينية، وتحتفل بعاهل الإكليريكية وعميدها البابا شنودة الثالث قاضى المسكونة، الذي أعاد للكنيسة المصرية ريادتها ومكانتها في عالمنا المعاصروقد اعتمدت في إصدار هذه الرسالة، على ما ورد في مجموعة "باترولوجى Patrology" لعالم آباء الشهير جونز كواستن Johannes Quasten، المجلد الأول ص 248-252، وعلى الترجمة الانجليزية الواردة بمجموعة (أباء ما قبل نيقية) ومن عمق القلب نقدم سجودنا القلبي للثالوث القدوس، الذي أعطانا نعمة وبركة هذا العمل وأعاننا لكي نحوجه إلى النور، وما كان لنا هذا إلا بفضل توجيهات وصلوات أبينا حضرة صاحب النيافة الحبر كلى الاحترام الأنبا بنيامين النائب البابوي للمدينة العُظمى الإسكندرية، ليديم الله حياته وأفضاله وينفعنا ببركة صلواته نتوسل إلى روح الله أن يقودنا في الطريق نحو حضن الآب، يعمل في حياتنا جميعًا لكي تستنير أذهاننا ونفوسنا وقلوبنا، وتتقدس أجسادنا وسلوكياتنا وعواطفنا، ببركة آباء الكنيسة وقديسيها، وبصلوات الحبر الأعظم جزيل الغبطة البابا شنودة الثالث، وللثالوث القدوس المبارك المجد والكرامة والعزة والتقديس إلى الأبد آمين.

البابا الكسندروس البطريرك ال19

سيامته: وُلد بالإسكندرية، وسيم بها قسًا، ثم سيم بابا للإسكندرية كما تنبأ البابا بطرس خاتم الشهداء (17)، وكان قد بلغ سن الشيخوخة، ومع هذا فكان يخدم الله بنشاط تقوي قال عنه المؤرخ الأنبا ساويرس بأن القديس أثناسيوس (البابا 20) روي بأن البابا ألكسندروس ما كان يقرأ الكتاب المقدس جالسًا قط، وإنما كان يقف والضوء أمامه. في تقواه دعاه الشعب بالقديس، وفي حبه للفقراء والمساكين كانوا يلقبونه "أب المساكين". مقاومته للميلانية والأريوسية: حاول أتباعا ميليتس أسقف ليكوبوليس (أسيوط) بكل طاقتهم عرقلة سيامة الكسندروس مرشحين أريوس ليكون هو البابا البطريرك ميليتس هذا كان قد أنكر الإيمان في اضطهاد دقلديانوس بالرغم من النصيحة التي قدمها له أربعة أساقفة بالسجن، ولم يكتفِ بهذا وإنما استغل سجن البابا ليجلس علي كرسيه ويرسم كهنة بالإسكندرية ويسلم أساقفة إيبارشيات غير إيبارشياتهم، وبهذا كوّن لنفسه حزبًا يتكون من ثلاثين أسقفًا يعلنون استقلالهم عن البابا، ويدخلون بعض الأنظمة اليهودية في عبادتهم. عقد البابا بطرس خاتم الشهداء مجمعًا حكم فيه بتجريد ميليتس من درجته فلم يعبأ بذلك. وقد أصدر مجمع نيقية حكمه بشأن انشقاق ميليتس، فخضع لحكم المجمع وخضع للبابا الكسندروس حتى مات عام 330 م أما أريوس فكان في البداية منتميًا لأتباع ميليتس، يشجع ملاتيوس علي الانشقاق ضد البابا بطرس. وعندما سيم البابا الكسندروس حاول أن يجتمع به فرفض، معلنًا لرسله أن البابا بطرس قد منعه في السجن من قبوله في شركة الكنيسة كأمر السيد المسيح نفسه الذي ظهر له بثوب ممزق قائلًا بأن أريوس هو والذي مزقه. وقد طلب منهم أن يقدم توبة للسيد المسيح، فإن قبلها يعلن له الرب ذلك فيقبله. ثار أريوس وصار يهاجم ألوهية المسيح علانية، مستخدمًا مواهبه من فصاحة وخداع مع وضع ترانيم لها نغمات عذبة تجذب البسطاء، كما تظاهر بروح النسك والعبادة، وقد اجتذب كثيرًا من الراهبات والعذارى والنساء، استخدمهن في نشر بدعته عقد البابا مجمعًا محليًا عام 319 م. يطالبه بترك بدعته، وإذ رفض عقد مجمعًا آخر بالإسكندرية يضم 100 أسقف من مصر وليبيا حرم أريوس وبدعته، مصدقًا علي قرار المجمع السابق. كتب أريوس إلى أوسابيوس أسقف نيقوميديا يستعطفه في خبث كمن هو مُضطهد من أجل الحقن وبقي في عناده يعظ ويبث سمومه، فطرده البابا حاول أريوس استمالة بعض الأساقفة في إيبارشيات خارج مصر، فكتب البابا الكسندروس إلي سمية الكسندروس بطريرك القسطنطينية، كما إلي بقية الكنائس يشرح لهم بدعة أريوس ومعتقداته الخاطئة. (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء)عقد أتباع أريوس مجمعين الأول في بيثينية عام 322 م.، والثاني في فلسطين عام 323 م. قررا بأن الحكم الصادر ضد أريوس من بطريرك الإسكندرية باطل، وطالبا بعودة أريوس إلي الإسكندرية، وعاد أريوس إلي الإسكندرية ليقاوم الحق اضطر البابا أن يشهر حرمان أريوس ويطرده للمرة الثانية، وقام الشماس أثناسيوس بكتابة منشور ضد بدعة أريوس وقعه 36 كاهنًا و44 شماسًااستطاع أوسابيوس أسقف نيقوميديا بدالته أن يستميل قسطنطين الإمبراطور إلي أريوس، إذ كانت أخت الامبراطور أي كونسطاسيا تكرم الأسقف أوسابيوس. أرسل الإمبراطور قسطنطين أوسيوس أسقف قرطبة من أسبانيا وهو من المعترفين الذين احتملوا العذابات في عهد مكسيميانوس، إلي الإسكندرية ليتوسط لدي البابا فيقبل أريوس، وبعث معه خطابًا رقيقًا متطلعًا إلي أريوس ككاهن تقي غيور. وبوصول الأسقف إلي الإسكندرية لمس بنفسه ما يفعله أتباع أريوس، فانضم إلي البابا وطلب من الإمبراطور أن يأمر بعقد مجمع مسكوني لينظر في أمر الأريوسيين ُقد مجمع نيقية عام 325 م، وكان للقديس أثناسيوس الرسولي دوره الكبير في كشف أباطيل الأريوسيين، فقطع أريوس وأتباعه، ونُفي إلي الليريكون تنيح البابا الكسندروس حوالي عام 328. تعيد له الكنيسة الغربية في 26 فبراير، واليونانية في 29 مايو، والقبطية في 22 برمودة. لاهويتاته وكتاباته: كان يبذل كل الجهد لمقاومة فكر أريوس منكر لاهوت السيد المسيح، والذي كان ينظر إليه باعتباره صنيعة بولس السومسطائي ولوقيانوس الإنطاكي، مقدمًا تعليمه الذي هو "التعليم الرسولي الذي من أجله نموت"، مؤكدًا أزلية الابن ووحدته مع الأب في الجوهر، موضحًا أن بنوته للآب طبيعية وفريدة وليست بالتبني، لذا دعي القديسة مريم "والدة الإله". من كلماته: [إن كان الابن هو كلمة الله وحكمته وعقله، فكيف وُجد زمن لم يوجد فيه؟! هذا كمن يقول بأنه وُجد زمن كان فيه الله بلا عقل وحكمة]. أهم كتاباته هي: 1. يعلن القديس أبيفانيوس في كتابه ضد الهراطقات (69 : 4) عن وجود سبعين رسالة له، فُقدت جميعها ما عدا رسالتين في غاية الأهمية بخصوص الصراع الأريوسي. 2. له عظات من بينها وجدت عظة بالقبطية والسريانية عن النفس والجسد وعلاقتهما ببعضهما البعض.

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل