القمص أثناسيوس فهمى

Large image

ولد استاذ انطون فهمى جورج بمدينة الاسكندرية من ابوين تقيين يعيشان فى مخافة الرب فى يوم الجمعة الموافق 7/11/1958 وتخرج من كلية التجارة ( بكالوريوس ادارة اعمال )وحصل على دكتوراة فخرية فى علم الباترولوجى ( اباء الكنيسة )والمحرر العام لسلسلة اكثوس الابائية .وفى يوم الجمعة الموافق 18/7/1997قام نيافة الأنبا أنطونى أسقف ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها بسيامة الشماس الخادم أنطون فهمى جورج كاهنا ً لكنيسة العذراء مريم والشهيدة دميانة بايرلندا باسم القس أثناسيوس فهمى واشترك مع نيافته فى صلوات السيامة أصحاب النيافة الأنبا أغابيوس والأنبا بيمن والأنبا دميان . وفى يوم 9/3/2008تم ترقية القس أثناسيوس فهمى قمصا ً ووكيلا ًُ للايبارشية بايرلندا بيد صاحب الغبطة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث.وتم رجوع القمص أثناسيوس فهمى لكنيسته الام بمصر ليصبح كاهنا على كنيسة مارمينا فلمنج بالاسكندرية بيد صاحب القداسة تواضروس الثانى عام 2015وهو الأن مدير مدرسة تيرانس للتعليم اللاهوتى والوعظ بالاسكندرية.

المقالات (75)

28 نوفمبر 2023

صوم الميلاد

الصوم وضعت الكنيسة صوم الميلاد بقصد الاستعداد للقاء المسيح الربّ المولود الآتي لخلاصنا، فنصوم لتجديد حياتنا الروحية حيث والصلاة والتسبيح والعطاء والتأمل، يجعلوا داخلنا مذودًا يُولد فيه المسيح المتجسد يسعى كل واحد منا في صدق ليهيئ نفسه كما يليق مشتركا مع الكنيسة ليفرح بالحدث الخلاصي المشترك. "هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن اجل خلاصا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء". صوم الميلاد هو أن نتحضر بالتوبة وتبييض الثياب لاستقبال الملك المولود، نستقبله بزينة النفس فنذوق وننظر طيبته ونرتل "المسيح ولد فمجدوه واستقبلوه"، فهل ندرك أن صومنا هو إعداد وتحضير وتهيئة لاستقبال السيد في مذود قلوبنا؟! وهل عرفنا أنّ صومنا هو تحضير للعلية كي يأتي ويحل بخيمته فيجد مكانًا في مذودنا ليستريح ويُولد فيه؟! إن إيماننا ليس مجرد معتقد أو أدب وفلسفات، بل هو التزام معاش وحياة بالهنا الذي تجسد في التاريخ، وكلمنا في أنبيائه القديسين وظهر لنا نحن الجلوس في الظلمة وظلال الموت، بتجسده العجيب والمحبي. إنّ إيماننا ليس فرضيات لكنه واقع، ليس أفكارًا، لكنه حدثًا بدل مجرى التاريخ عندما نظر الله لنا شيئًا أفضل، حتى لا نهمل خلاصًا كهذا !! مظهرين ثباتًا وأعمالا وثمارًا تليق بكرامة إنسانيتنا وتعقلنا واتحادنا بالكلمة اللوغس Logos الذي أنعم علينا بنعمة ووزنة العقل والحرية ونقلنا من الظلمة والاستعباد، لنبصر نوره العجيب الذي أشرق من المشارق بمجد الأعالي وسلام الأرض ومسرة الناس، وهو حاضرا معنا وفينا الآن وكل أوان وإلى انقضاء الدهر. إننا نصوم لاستقبال حضور الربّ بالجسد، وتأسيس كنيسته جسدا له عبر التاريخ، بعد أن كلم الأنبياء قديما بأنواع وطرق شتى، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة بابنه الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح. نصوم لنتهياً من جديد كي يولد فينا ويحل بيننا ويقدس طبيعتنا. إنّه لم يُنزّل لنا كتابًا منزلًا، لكنه أعطانا ذاته لنغتني بفدائه وخلاصه ورحمته وعشرته وأسراره الثمينة والعجيبة. نتعرف عليه ونتحد به لأن هذه هي قيمة الحياة وكرامتها، عمانوئيل إلهنا الكائن في وسطنا بمجده ومجد أبيه والروح القدس، وهو إلى الأبد معنا وإلى دهر الدهور حسب وعده لكنيسته، ففيها نلقاه ونتحد به ونحيا معه لأنه مُسكن المتوحدين في بيت وفلك واحد صومنا ينبهنا أنّ الميلاد ليس مجرد قصة ولادة ملك ملوك الأرض كلها، بل هو دفع جديد لاتحادنا والتصاقنا به اليوم وغدًا، فقصة الميلاد شيء هام والميلاد كتجسد دائم الأهمية ميلاد الكلمة المتجسد هو خلاص وحوار وصلاة ولقاء وتجاوب مستمر، هو نطق وعقل لحياة لا تنتهي.لذلك نحن لا نتصارع مع العالم، بل نتحاور ونجاوب عن سبب الرجاء الذي فينا، اليوم وبلغة اليوم " وأنتم من تقولون إني أنا" وسط عالم متمركز حول الإنسان متمرد على كل ما هو إلهي وبعيد عن خبرة الروح في مادية وإنانية، بينما شخص المسيح يقلب القديم ويلتصق اسمه بالجديد والجدة والتجديد لقد جاء "لتكون الحياة لنا أفضل" في جدة النور والفرح والحق والعدل والحرية والسلطة، وليكون الأصغر كالأكبر والمتقدم كمثل الخادم، وليكون اللص اليمين أعظم من "بيلاطس"، و"بطرس" الصياد أعظم "أفلاطون"، و"يوحنا المعمدان" أعظم من "هيرودس"، و"بولس" أقوى من "نيرون"، لأنه جاء ليرفع البائس والمسكين والفقير والمُزدرى من مزابل هذه الدنيا وترتيباتها الطبقية مؤسسا ملكوتا لا يتزعزع، ملكوتا لا يضم المستكبرين ولا الشتامين ولا الظالمين ولا القتلة والطماعين ملكونًا لا يعرف العداوة والتمييز من والعنصرية والشر إننا نصوم لنُعيّد في عيد الميلاد بمجيء الله إلى الإنسان، لكننا بالأحرى نعيد لعودتنا إليه، لقد جاء إلينا مسيحنا، فكيف نحن نأتي إليه؟!! إذن لنجتهد في صومنا ليكون بمثابة إعلان رغبتنا بالرجوع والعودة إليه، ولنستقبله لأنه تجسد على أرضنا كي يرفعنا کخليقة مستعادة لان هذا العيد يخصنا لذلك لا تعود لنا السنين والتاريخ مجرد أرقام، بل حياة مقدّسة مرتبطة بالذي تجسد لأجل خلاصنا مسيحنا المولود هو صاحب العيد، وصومنا وضعته الكنيسة، كي نستقبله ويولد في مذود قلوبنا، لأنه هو سيد التاريخ والحياة كلها، ولا فرح أثمن من استقباله، كأعظم زائر نستمد منه ينبوع حياتنا فيخمّر عجين العالم كله بالفرح والمسرة، فلنبدأ بدءًا حسنًا ولنشرع أبوابنا لنستقبله كي يبيت ويتعشى ويقيم ويصنع عندنا منزلًا، فالمغارة التي ولد فيها هي كنيسته، والمذود هو هيكله، ويوسف النجار والرعاة والمجوس هم طغماته وجنوده الكهنة والشمامسة والخدام والشعب والعذراء مريم" هي عرشه وهو قربان العالم كله وهو أسقف نفوسنا وراعيها الأوّل والوحيد. إذ لیست کنیسته مؤسسة بشرية لكنها السماء على الأرض. ليت الله يعطينا عيونًا روحيّة أبهى من عين الجسد حتى نمتلك عينا لا تقوى خشبة الخطية على أن تسقط فيها لنبصر مخلصنا المولود لأجل خلاصنا. القمص اثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
17 أغسطس 2023

التجلي ومجد الطبيعة البشرية

صعد المسيح الي جبل عال واخذ معه ثلاثة من تلاميذ اختارهم من بين الاثني عشر . وهناك تجلي في مجد عجيب (وتغيرت هيئته καὶ μετεμορφώθη ἔμπροσθεν αὐτῶν) ( اضاء وجهه مثلما اقام نفسه Ⲁϥ ⲧⲱⲛϥ) وكان كضياء الشمس وهو بحق شمس البر الحقيقي والشفاء في اجنحتها ، كذلك كانت ثيابه تلمع بلمعان نور الهي لايدني منه ، ولايقدر اي قصار ان يبيض ثيابه كبياض ثياب مجده القدوس ، وجمع معه موسي صاحب الناموس اتي به من موته ليمثل المتزوجين ، وايضا ايليا النبي بنبواته اتي به من كورة الاحياء ليمثل البتوليين . وقفا الي جواره وطفقا يتكلمان عن موته علي الصليب الذي كان مزمعا ان يتم في جلجثة اورشليم ، وكانا يتكلمان عن تدبير فدائه الذي كان لابد ان يتم بتجسده وبالامه العجيبه المحييه التي ستتم ، وفقا للناموس وللانبياء ، اللذان وقفا في حضرته كحضره الرمز امام المرموز اليه ، وانه بشهادتهما معا يستعلن الرب بواستطهما لان ما اعلنه ناموس موسي ثبتته نبوات الانبياء . انه سيد ورب الناموس والانبياء ، اله الاحياء والاموات ، وله السيادة والسلطان علي الحياة والموت ، ما فوق في السموات وماتحت الارض . فحضور موسي وايليا استحضار للاحياء وللذين ذاقوا الموت . فحينما ظهر هذان لم يبقيا صامتين ، بل تكلما مع السيد عن مجده العتيد ان يكمله . والذي شهد له التلاميذ شهادة مثلثة ، بشهادة عيان عن مساكن مجد الملكوت وعن صورة جسد المجد المفتدي . لقد اتي هناك صوت الاعالي صوت الله الاب قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت ، له اسمعوا . ولما كان الصوت وجد يسوع وحده " مت ١٧ : ٥ ؛ لو ٩ : ٣٦ . فهاهو الاب في وجود موسي وايليا يوصي التلاميذ القديسين ان يسمعوا للابن الكلمة وحده . انه تجلي العبد المتالم الذي قبل عار الالام بارادته وسلطانه وحده ، لكنه سبق واراهم سر مجد لاهوت تجليه ، لانه الغالب الذي تألم Vincit qui Patitur كي يستعلن الجمال الالهي للبشرية علي جبل طابور ، اذ ان تجليه امام مرأي التلاميذ ، اظهر به مجده واستعلن في شخصه الطبيعة البشرية التي ترتدي الجمال الاصلي للصورة . جمال الخلاص والفداء والتبرير والغفران والتبني الذي منحه لنا بمجد الالامه المحييه . بهاء واشراق ولمعان في وجهه هو ( الرأس ) ، وفي ثيابه نحن( جسده ) .ذلك المجد الذي صنعه بالاخلاء وبموت حبه الحنطة في معصرة جثسيماني وعلي رابية الجلجلة . ذلك التجلي نوره غير المادي ، الذي يشرق فينا علي قدر مانحتمل رؤيته . مجد متقد بالاشراق الازلي واللا متناهي ولا مقترب منه . نور فائق الجوهر ومجد يفوق الوجود .انه مجد عتيد ومزمع ان يكون لنا في الدهر الاتي . ذاك الذي سبق وعايناه في الثيؤفانيا وانوار الظهور الالهي ، الشاهد للابن الحبيب الذي به سر الاب ، ونزل عليه الروح القدس واستقر كحمامة وكسحابة من نور . فتجليه لم يزده شيئا فالمجد الازلي الذي له لم يختف قط ولم ينقص قط .لكنه انكشف بانفتاح اعين تلاميذه الذين صعدوا ليرتقوا فوق دنايا العالم . فالمسيح يظل كما هو من قبل ، اذ ان تجليه الذي له صار مكشوفا للرسل التلاميذ الثلاثة . فمجد التجلي لايعلن فقط مجد الثالوث وهو ليس فقط مجد المسيح الهنا ، بل وايضا يعلن مجد الطبيعة البشرية المفتداه والتي خلصت بالتدبير الخلاصي الثمين . لذلك عيد التجلي ليس كشف ماهو لله بل ما نالته طبيعتنا التي حملها هو فيه وباركها ورفعها واحياها ، وماستكون عليه من رفعه وارتقاء وتالق مجيد ، عندما تعتق من عبودية الفساد ، وتدخل الي حرية مجد اولاد الله عند ظهوره الاخير ، وبدايات الارض الجديدة والسماء الجديدة . لا طريق للتجلي ابدا الا عبر الالام ، وشهود التجلي هم فقط شهود الالام ، انه ارتباط اساسي بين الالم والمجد ، بين جبل التجلي وسط الناموس والانبياء ، وبين جبل الجلجثة وسط اللصين ، فمن قبل صليبه والامه وحده ( العريس الدامي ) تكون القيامة والتجلي ( مع العريس لامع الضياء والبهاء ) ، والذين يتالمون وحدهم هم الذين سيتمجدون ويمجدون ايضا ، فلنحمل صليبنا ونمات كل نهار كي نفرح بمظال مجده ونعاين ضياء لمعان ملكوته ونخلص بجماله وبوهج خلاصه ،كمائتين وهانحن نحيا .. وكحزاني ونحن دائما فرحون . القمص اثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
14 يناير 2022

خِتَانُكَ يَا سَيِّدُنَا

في اليوم الثامن لميلادك، عندما تمت ثمانيه أيام على ولادتك، كان ختانك، وسُميتَ يسوع كما سمّاك الملاك قبل أن يُحبل بك في البطن ... كذلك قمت من بين الأموات في اليوم الثامن لبداية الزمن الجديد، لتعطينا الختان الروحي، بمقتضى ما أمرت به رسلك الأطهار القديسين، كي يذهبوا ويتلمذوا جميع الأمم، ويمنحوهم الختان الروحي في المعمودية باسم الثالوث القدوس . خُتنت ثم أبطلت طقس الختان بعد ختانك أيها الختن الحقيقي ... أعطيتنا نعمة المعمودية كي لا نختتن حسب ناموس العتيقة، بل ننضم ضمن شعب أهل بيت الله ورعيه القديسين، بختم ضمانك وحمايتك وملكيتك لنا، بين ورثة وأبناء الله المتبنين. خضعت للناموس وأكملته من أجل التدبير ومن أجل السرور الموضوع أمامك، فبدأت حياتك بسفك الدم في الختان وأكملته علي الصليب، عندما سلمت الروح وقلت (قد أكمل)؛ مبطلاً بذبيحتك جميع الذبائح الدموية ... ذبيحتك التي أعلنتها أيضًا في يوم ختانك، وفي صليبك حقًا ذبيحة طاهرة ناطقة حية ورحانية غير دموية، ذبيحة؛ ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد. أخذت صورة العبد صائرًا في شبه الناس، بينما أنت يا يسوع المسيح ذو الأسم المخلص، وهبتنا عهد ختان العهد الجديد، ليكون ختان الروح لا الحرف ... ختان لا يحتاج إلى أي مدح أو حكم بشري، لأنه يعتمد على الشهادة التي من فوق من عندك يا أبا الأنوار ... فبختانك انتهى طقس الختان إلى الأبد؛ وذلك بدخول المعمودية التي كان الختان رمزًا لها، وبسبب المعمودية لن نعود نمارس الختان فيما بعد، لأننا عُتقنا من ناموس الخطية والموت، إذ ليس ختانه في المسيح يسوع بل خليقة جديدة. ففي اليوم الثامن يوم التطهير ونوال ختم العهد والتأهيل للدخول في عضوية شعب الله، وهو يوم الذبيحة والتقديس والتكريس، أعطيتنا فيه الختان غير المصنوع بالأيادي، بخلع جسم خطايا البشرية ، بفعل دمك الثمين الذي بروح أزلي يطهر من الأعمال الميتة ... إنه يوم أول الأسبوع بعد انقضاء سبعة أيام، الذي صار لنا بداية جديدة بعد دورة الزمن، بانقضاء القديم وبداية عهد جديد ... وفي يومك الثامن هذا أيضًا قمت من بين الأموات؛ وفيه ظهرت للتلاميذ في أحد توما، وفيه أيضًا حل روحك القدوس على التلاميذ، ونحن أيضًا لن يمكننا أن نكون أطهارًا إلا بختان معموديتك - ( أما الحمل فروحي ، وأما السكين فعقلية وغير جسمية ) - حتى نبلغ يومك الثامن في مجيئك الثاني الآتي من السموات المخوف المملوء مجدًا. بختانك يا سيدنا أخذت محلتنا لنأخذ نحن محلتك، البار عوض الأشرار؛ والقدوس بدلاً عن الأثمة ... بختانك تممت البر وأطعت إلى كمال الوصية، وفصلت بين عهد ختان الجسد بالناموس، وبين عهد ختان القلب والحواس بالمعمودية والتقديس، وتكريس الحياة بختم سيادي لا ينفكّ، وبسِمة ملوكية موسومة لا تنحل ولا تنمحي. في يوم ختانك هذا اتخذت اسمًا - ( سُمّي يسوع ) - لتكشف لنا عن هويتك الحقيقية بأنك مخلص الجميع؛ ومن يتكل عليك لا يأتي إلى الدينونة ... فلنأتِ إليك يا سيدنا من أجل عهد ونذر ختاننا، ولنختبر ونتعرف إليك من اسمك الذي اتخذته من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا، فنذوق قوة اسمك الخلاصي العجيب والمملوء مجدًا، وتتجمع فينا الحواس وننطق بكرامة اسمك الحلو المبارك الذي تمجد في أفواه قديسيك الأبرار سكان الأرض .. فإسمك في كل شيء كريم ومبارك ... وهو طيب مسكوب يقدم له البخور في كل مكان، وصعيدة طاهرة القمص أثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
24 ديسمبر 2021

مَظَاهِرُ الكرِيسْمَاس فِي الغَرْبِ

في احتفال عيد الميلاد بالغرب ، نرى مغارة مصنوعة من قش ناعم معطر وشجرة مزينة وديكورًا فخمًا للمذود ... لذلك أصبحت مناسبة عيد الميلاد أو ما اصطلح عليه (كريسماس) مجرد ألوان وأنوار وزينات وهدايا ، غاب عنها جوهر ومعنى الحدث الخلاصي غاب عنه إخلاء وفقر المسيح الذﻱ صار فقيرًا كي نغتني نحن بفقره وغناه وقداسة مجده . فقد أُلصقت بالمناسبة سطحيات حوّلتها إلى موسم للتسويق وقياس الحالة الاقتصادية والاستهلاك اكتفى الغرب بالتعييد للميلاد بهذه المظاهر السطحية ، كذلك غاب تمامًا وبهت الاحتفال بعيد القيامة ، لأن الثقافة الغربية تتعامل مع الموت بطريقة هاجسية ... فمع تراجع فكرة المقدس وتحول الإيمان إلى موضة قديمة وإلى دافع إضافي لاستلاب الإنسان من خلال استخدامه التجارﻱ ، الأمر الذﻱ جعل فكرة الموت مجرد فكرة فلسفية وعبثية ؛ اقتربت أكثر فأكثر إلى أن الموت مجرد حدث طبيعي بيولوچي ، فالموت لا قيمة له إلا إذا كنت مؤمنًا وتمارس الإيمان ... وبالرغم أن موت المسيح وقيامتة هو عمل التدبير الخلاصي ، لكنه في الغرب صار أقل أهمية وغاب تمامًا ؛ لأن فكرة الموت بهتت وفقدت معناها ، إذ يراد الهروب من التأمل أو التفكير فيها أو حتى تذكُّرها في حقيقة الأمر نحتفل في عيد الميلاد بتجسد الله الكلمة ، وهو صاحب العيد الذﻱ وُلد لنا ومن أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا ... وُلد في إسطبل حقير للبهائم كي يبارك طبيعتنا فيه ، ويهذبها ويرقّيها ... لذا نحن مدعوون أن نأتي إليه لأنه هو أتى إلينا ، ساهرين مع الرعاة لنحرس أمر خلاصنا بحراسات الليل كي يشرق علينا مجده ونتبعه مع جمهور جند الرب ، وإنْ راعينا إثمًا في قلوبنا فسيسطع علينا نور وجه المولود بغفرانه وغناه الذﻱ لا يُستقصىَ ... إننا في عيد الميلاد نعيّد لميلاده كي يأتي ويموت ويقوم من أجلنا ، فلننتقل من مرعىً إلى مرعىً كي نجد مقر الحمل الإلهي المولود ، نحمله في داخلنا بعيدًا عن كل المظهريات ، لأننا سفراؤه ولا عبرة عندنا للأزمنة من غير ولادته فينا ، فألف سنة في عينيه كيوم أمس الذﻱ عبر ، وهو الذﻱ يملأ أعمارنا بضياء طهارته وخلاصه ورحمته الأبدية (مجدًا في الأعالي وسلامًا على الأرض ومسرة للناس) في عيده نتبع النجم لنقدم هدايانا (قلوبنا وحياتنا وسلوكنا وكل ما لنا) مسيحنا المولود هو شجرة حياتنا وزينتنا وفرحتنا وهديتنا وعطية جميع العطايا ، الذﻱ يخلصنا من الرائحة البهيمية وحيوانية الشهوة ، لأنه مشير عجيب وهو أبو كل الدهور، نسجد له مع كل الكون ونعيّد له بثياب التسبيح مع كل الخليقة التي تهللت بمجيئه نعيد له لأنه هو هدف التاريخ ومحوره ، وهو مركز حياتنا وحضورنا ... هو فرحنا في المسرات ، وتعزيتنا في الأحزان ، ومعونتنا في التجارب ، وهو الذﻱ جعل لحياتنا معنىً وقد صار لنا خلاصًا وفصحًا مقدسًا .. فردوسه هو أملنا وصار لنا حصنًا برحمته التي بها أحيا كل الأرواح وفتح العيون ومنحنا البيعة الحلوة ، المجد لميلاده بسر التقوى العظيم . القمص أثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
22 نوفمبر 2021

تَذْكَارُ ظُهُورِ جَسَدِ مَارِمِينَا العَجَائِبِيّ وتَكْرِيسِ كَنِيسَتِهِ

وُلدمينا في سنة ٢٨٥م بمعجزة إلهية من والدَيْنِ بارَّيْنِ ؛ أودكسيس وأفومية ، وسُمي مينا لأن أمه كانت عاقر واتاها الصوت السماوي "أمين" فسمَّته "مينا" لأنه ابن الصلوات. وكان أبوه صاحب سلطان ونفوذ في الإمبراطورية الرومانية. لذلك عُين مينا قائدًا في الجيش؛ لكنه ترك مكانته لينذر نفسه لله ، ولما سُمع عنه ذلك، هاج عليه إبليس ودفع الإمبراطور إلى تعذيبه... فأعلن إيمانه بالمسيح وتحمل عذاباتٍ وآلامًا كثيرةً حتى قطع الرأس والحرق التي واكبتها تعزيات وظهورات سماوية؛ إلى أن نال الأكاليل غير المضمحلة من أجل بتوليته ونسكه وشهادة دمه الطاهر. وصار جسده مصدرًا لشفاء الأمراض ولطرد الأرواح الشريرة، وقد بُنيت مدينة رخامية عظيمة على اسمه بصحراء مريوط في عهد البابا أثناسيوس الرسولي، اشتهرت بالعجائب والمعجزات التي لإلهنا القدوس المتعجب منه بالمجد والعجيب في قديسيه .وتوجد أيقونة لمارمينا بمتحف اللوفر بباريس فيها صورة المسيح له المجد واضعًا ذراعه الأيمن على كتف مارمينا الأمين؛ لأنه ترك اهتمامات هذا العالم المملوءة تعبًا، وعاش في عشق إلهي يقتني اللؤلؤة الجزيلة الثمن، وصارت حياته إنجيلاً مكتوبًا بريشة الروح، باقية ومطوَّبة في ذاكرة حياة الكنيسة من أجل سيرته وشهادة سلوكه البيضاء ، وشهادته الحمراء بالعذابات وسفك الدم.شفاعتك أيها الكوكب المنير صاحب العجائب ونسب الجنس المختار في الأرض. الطوبى لك يامن نلت مكانة عظمى في السموات من أجل الشهادة والبتولية والانفراد في البرية.. محاربًا وجنديًا باقيًا في جيش القدوس ملك القديسين. الفرح لك بسُكنى الفرحين وبتكريم الكنيسة لك في أعياد ثلاث : لاستشهادك ولظهور جسدك ولتكريس بيعتك ، كعلامة انتصار وكرامة في موضعك الرخامي الثمين والمزيَّن بالبركات والفضائل؛ تلك التي دشنتها اليد الرسولية التي للعظيم أثناسيوس حامي الإيمان النيقاوي، وجعلها مدينة شهيرة يأتي إليها الزوار والغرباء، لينالوا بركة (مرتيروبوليس) Mαρτυρόπολης أي مدينة الشهيد . وقد تجدد مجد مدينة مارمينا الأمين المبارك؛ وصارت موضعًا للرهبنة والاستشفاء؛ عندما أعاد مجدها القديس المتنيح البابا كيرلس السادس البابا ١١٦ وتلميذه الأنبا مينا أفا مينا . السلام لمارمينا صانع كل عجائب، السلام لمارمينا مانع كل مصائب، المشهور بالعجائبي دون سائر الشجعان؛ ليكون لنا شفيعًا يوم نصب الميزان مع البابا كيرلس السادس وتلميذه أنبا مينا أفا مينا... ولربنا المجد دائمًا آمين. القمص أثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد
15 نوفمبر 2021

أَوَّلِيّةُ الكِرَازَةِ بِالِإنْجِيلِ للخَلِيقَةِ كُلِّهَا

الروح الكرازية هي العمل الأول الذﻱ قامت به الكنيسة منذ يوم الخمسين. وسيظل هو طريق عملها الصحيح للخلاص ونوال الحياة الأبدية؛ (مبنيين على أساس الرسل والأنبياء؛ ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية) (أف ٢ : ٢٠) فالبناء على الرسل يعني إيمانهم وكرازتهم. ولا تقوم أية كرزاة صحيحة إنْ لم تكن مؤسسة على الأساس الوحيد؛ لأنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذﻱ وُضع؛ الذﻱ هو يسوع المسيح مخلصنا؛ الذﻱ تجسد وصُلب وقام ناقضًا أوجاع الموت، وصعد إلى يمين الآب؛ وسكب الروح القدس على تلاميذه الأطهار، وسيأتي أيضًا في مجده ليدين الأحياء والأموات؛ وليس لملكه انقضاء. هذه الروح الكرازية هي محور الإنجيل وهي قوة الله للخلاص لكل من يؤمن (رو ١ : ١٦)؛ وهي أيضًا قوة الله وحكمته (١ كو ١ : ٢٤)، ولا توجد كرازة رسولية لا تقوم إلا على خلاصه وغفرانه للخطايا لكل من يقبله ويتجاوب مع عطية نعمته.. من أجل هذا يلزم لكل كارز ومكروز له أن يقبل الرب يسوع قبولاً شخصيًا؛ لأن البشرية التي اُفتُديت ليست شيئًا؛ بل هي (الأشخاص البشريون) الذين دعاهم المخلص بأسمائهم ليكونوا خاصته؛ وأهل بيته. معروفين لديه ومميزين عنده (كل واحد منا بإسمه وكل واحدة بإسمها، معروفين بأشخاصنا وليس فقط بطبيعتنا البشرية العامة، نعرفه بإسمه وفي شخصه، نعتمد بإسم الثالوث القدوس ونتوب لنتجدد بالروح القدس الذﻱ يمنحه الله للذين يطيعونه (أع ٥ : ٣٢).. نتوب ونرجع لتُمحَى خطايانا؛ حتى تأتي أوقات الفرج من عند الرب (أع ٣ : ١٩) بالبركة والرد عن الشرور (أع ٣ : ٢٦). يسوع المسيح ربنا هو المكروز به وهو محور كل عمل كرازﻱ، والذين يكرزون به؛ إنما يدعون إلى الإيمان بالمسيح الذﻱ ليس بأحد غيره الخلاص، رب الكل وإله الكل ومخلص الجميع، ديانًا للأحياء والأموات، الذﻱ يعطي كل من يؤمن به أن ينال بإسمه غفران الخطايا... فتأسست الكنيسة على شهادة التلاميذ الرسل؛ وتمركزت رسالة الإنجيل حول الشهادة لتدبير الخلاص؛ فصارت شهادتهم برؤية العين هي أساس كتابة الانجيل وكرازة الكنيسة. لقد وَعَتْ الكنيسة الوليدة نفسها بأنها هي (البقية المختارة)، وكل ما قاله لهم السيد المسيح وعَوْهُ في قلوبهم ونفوسهم؛ بعد أن ارتفع عنهم إلى السماء وسيأتي هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء، ملأهم بالرجاء الحار بإنتظار مجيئه القريب على الأبواب، فكان قوة حية في الكرازة لتلمذة جميع الأمم، وتعليمهم جميع ما أوصاهم به للخليقة كلها، ومعموديتهم على اسم المسيح القدوس. قامت الكرازة بلا سند من قوة زمنية... بلا ذهب ولا فضة... كرازة بالكلمة الحية المقولة أكثر من الكلمة المكتوبة، كرزوا في البيوت وفي الأسواق جهرًا، وفي بيوت الولاة والحكام... كرزوا بلا فتور، ليلًا ونهارًا، في وقت مناسب وغير مناسب، كرزوا مَقُودين بالروح القدس في دعوتهم ومسار كرازتهم ومعجزاتهم... كرزوا ببرهان الروح والقوة ونشروا إنجيل الخلاص وبشارة الملكوت.. فكانت كلمة الله تنمو؛ وعدد التلاميذ يتكاثر، أمّا الكنائس كانت تتشدد في الإيمان وتزداد في العدد كل يوم؛ وتنمو وتتقويَ. القمص أثناسيوس فهمي جورج كاهن كنيسة مارمينا فلمنج
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل