يكتسي علم لاهوت الأديان أهميّة استثنائيّة في ظلّ أوضاعنا العربيّة الراهنة، إذ لا بدّ من معاينة الأوضاع الواقعية بتفكير عميق في طرق تجاوز الصعاب، وفي توطيد علاقات الجوار. يتناول الكتاب قضيّتيَنْ: هل من خلاصٍ لغير المسيحيّين؟ وما وضع الأديان غير المسيحيّة في خلاص مؤمنيها؟
إنّ "سرّ البقاء في الحبّ" هو الاتّصال. وما من شكّ في أنّ أثمن هديّة يقدّمها أحدنا إلى الآخر هي تقدمة الذّات من خلال مشاركة صادقة في المشاعر والعواطف. إنّ نموّ العلاقة يتطلّب التزام التعبير الصادق المنفتح الّذي يحصل فقط عندما يتوفّر له مناخ الحبّ. والحبّ أكثر من شعور: إنّه قرار التزام الآخر لا يحدّه زمن ولا تقيّده شروط. يبحث جان باول في الركيزة الأساسيّة الّتي تستند إليها المشاركة الشخصيّة، وهي قبول الذات بصدق وفرح. وهو يُبيّن أيضًا كيف أنّ وعينا عواطفنا يُنبئنا بالكثير الكثير عن ذواتنا. يحتوي الكتاب في فصله الأخير على تمارين تطبيقيّة من شأنها أن تُساعد على تعميق عمليّة الاتّصال والمشاركة.
إنّه لجميلٌ جدًّا أن تُقدِّم إلى المرء في كلّ يوم من أيّام السنة فكرةً طيّبة، أو تطرح عليه تحدّيًا جديدًا، أو تُلقي في قلبه نفحةً من الرجاء… هذا ما يحاول الأب جان باول أن يُقدّم إليك من خلال كتاله الجديد هذا. للأب جان باول موهبة خاصّة في القدرة على مساعدة الإنسان كي يؤمن بذاته، وهو يؤكّد في هذا الكتاب أنّ حياةً نعيشها بانفتاح وحبّ وشجاعة واتّكال على نِعمة الله ومحبّته، تتحوّل في كلّ يوم من أيّامها إلى مغامرة ملؤها الفرح والطمأنينة والسلام. إنّه كتابٌ يجدر بكَ أن تُبقيه في متناول يدك، تزوره في كلّ يوم لتنهل منه نفحات طيّبة من الفرح والرجاء، تعضدك في مواجهة تعرّجات الحياة وفي تقلّبات فصولها، كما في متاعب أيّامها.
يعرض المؤلِّف في هذا الكتاب فرضيّتين أساسيَّتين: الأولى تقول بأنّ السعادة هي في متناول الجميع، وعلينا أن نبحث عنها في داخلنا وليس في الخارج، وعلى كلّ منّا أن يتحمّل المسؤوليّة كاملة عن تحقيق سعادته. لذا عندما نبحث عن سعادتنا من خلال الآخرين أو الأشياء نكون في توجّه خاطئ. فالسعادة الّتي تستمرّ لا بدّ وأن تنبع من الداخل. أمّا الفرضيّة الثانية فتقول بأنّ السعادة ليست هدفًا بحدّ ذاتها، بل هي نتيجة لأمور أُخرى نسعى إليها. ومن ثمّ ينتقل جان باول إلى الحديث عن الإنسان الّذي يختبر السعادة في حياته من خلال القيام بمهمّات عشر. فهو يصف تلك المهمّات بدقّة ويقدّم تمارين عمليّة تُساعد على تحقيقها، وينتهي إلى القول بأنّ هذه الطريقة تنجح بقدر ما نصرف من الجهد في سبيل إنجاحها.
يطرح هذا الكُتيّب على المرء سؤالاً أساسيًّا: ماذا يعني لك يسوع المسيح؟ ذاك الّذي أتى العالم منذ ألفي سنة ليدعو الناس إلى الحبّ، ويشفي كلّ من فيه مرض. إنّه يقف اليوم على بابِك يقرعه، فماذا عساك أن تقول له؟ هذا الكُتيّب هو طرح متواضع ومبسّط لموضوع كبير، علّه يُساعد على التأمّل في مَن هو يسوع المسيح وما هو مضمون رسالته. إنّها أمور تفوق الطبيعة وتتخطّى حدود العقل، ومع ذلك فإنّه يطرحها على عقلك وقلبكَ لتتأمّل فيها بتواضع وانفتاح على صوت الرّوح. فإذا كُنتَ مؤمنًا، آمل أن يُساعدك على التعمّق في إيمانك والترسّخ فيه. وإذا قرّرت أن تفتح عقلك وقلبك للمرّة الأولى لتُصغي إلى ذاك الّذي يقف الآن على بابك يقرعه، فيمكنك أن تجد في هذا الكتيّب ما ينير لك الدرب.
يحاول جان باول، بكلّ ما أُعطي من نفاذ بصيرة، أن يلج في كتابه إلى عمق الوعي الذّاتي ويفهم معنى الاتّصال الشخصيّ بالآخر. كلّ ذلك بغية مساعدة المرء كي يطوّر نظرته إلى ذاته وينمّي علاقاته بالآخرين. نحن نخاف أن يرفضنا الآخرون ونخشى كذلك أن يضنّ الآخرون بحبِّهم لنا إذا ما انجلت لهم حقيقة واقعنا. لذا غالبًا ما نلجأ إلى "التمثيل" علّنا نوفّر عناء الصدق مع ذواتنا ومع الآخرين. لقد ميّز جان باول مستويات خمسة في فهمه للاتّصال الشخصيّ، وهو يرى أنّ مستوى علاقتي أو عمقها إنّما يتحدّد من خلال نوعيّة المعلومات الّتي بها أبوح.
يتحدّث باول في كتابه عن نظريّة "العلاج الرؤيويّ". وهي طريقة سهلة ولكنّها فعّالة، تُساعد على النجاح في إنماء الذّات. ويشرح باول، لما عُرِفَ عنه من نفاذ بصيرة، كيف أنّ تطلّعاتنا، وردّات أفعالنا، وعواطفنا، هي وليدة "رؤيتنا"، وليدة نظرتنا إلى ذواتنا، إلى الآخرين ، إلى الحياة والعالم. ويُبيّن كيف أنّ سلوكنا السلبيّ يأتي نتيجة أفكار وتفسيرات تفتقر إلى الواقعيّة. ولكي ننعم في الحياة مليئًا، علينا أن نتعلّم كيف نُحدّد مفاهيمنا الخاطئة ونُصحّحها. ويقدّم باول بعض التمارين والطرق الّتي من شأنها أن تبدّل تلك المفاهيم الخاطئة، فتزيل من أمامنا الحواجز الّتي تحول دون تنعّمنا بالفرح وبلوغنا "ملء الحياة".
يستعرض الأب جان باول والعالِمة النفسانيّة لُوريتا برادي في هذا الكتاب خمسة وعشرين موقفًا أساسيًّا، واختبارات عمليّة تُسهِل التواصل الإنسانيّ الفعّال. فمَن يستوعب، ويتقبّل، ويضع موضع التنفيذ الحكمة المعروضة في التوجيهات الخمسة والعشرين المذكورة، يجد حتمًا سعادته الشخصيّة بأهون الطُرق وأسماها على حدٍّ سواء.
هذه شهادة جان باول الحميمة والفريدة، إنّها قصّة لقائه الشخصيّ بالله في الصلاة. يروي هذا الكُتيّب مسيرة جان باول الرّوحيّة بكلّ أبعادها المؤثّرة، من زمن الطفولة إلى سنيه الناضجة. ويرى الكاتب الصلاة في حياته علاقة حبّ عميقة فهي في عمقها بوح وإصغاء، وانفتاح وثقة. إنّ العطاء الصادق الّذي لا يعرف الحدود هو الّذي يقرِّب الإنسان من الله: تلك هي قناعة باول في عمقها. وهذه القصّة المؤثّرة، قصّة خبرته الشخصيّة في الصلاة والتأمّل، إنّما هي إشراك المؤلِّف قرّاءه الكُثُر في ما يملأ نفسه من دفء وروحانيّة.