الكتب

الكهنوت المقدَّس والرُّتَب الكنسيَّة الجزء الثانى

مقدِّمة عامة رأسُ الكلام هو أنَّ لنا رئيسَ كهنة عظيماً على بيت الله (1) على رُتبة ملكي صادق(2) ، يسوع المسيح ابن الآب والمحبَّة. وإذ هو أمينٌ فيما لله يبقى كاهناً إلى الأبد (3). هذا الذي شاهبنا في كلِّ شـيء مـا خـلاالخطيئة، لكي برحمته يخلِّصنا، ويكفِّر عن خطايانا. هذا هو رئيسُ خلاصنا ورسولُ اعترافنا (4). ، الذي اجتاز السَّموات وجلس في يمين عرش العظمـة فيها، ليظهر الآن وفي كلِّ آن، أمام وجه االله لأجلنا، بدمه الذي أُظهر مرَّة عند انقضاء الدُّهور، ليُبطل الخطيئة بذبيحة نفسه (5)، خادمـاً للأقـداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه الرَّب بنفسه (6). فإذ لنا أيها الإخوة ثقة بالدُّخول إلى تلك الأقداس عينها بدم يسوع، طريقاً كرَّسه لنا حديثاً حياً بالحجاب أي جسده، فلنتمسَّك بثقة الرَّجـاء ثابتة إلى النِّهاية. لأننا هبذه المشيئة مقدَّسون، أي بتقديم جسـد يسـوع المسيح (7).

التَّاريخ الطَّقسي لسر التَّوبة والاعتراف

هذا كتاب في سرّ التَّوبة والاعتراف، لعله يحكي تاريخ التوبة في حياة الكنيسة -إن كانت التوبة تاريخ يُحكى- كما يسرد أيضاً المراحل اللِّيتورجيَّة التي عبر عليها الاعتراف في الكنيسة.فالتوبة في الكنيسة هي حياة تتجدَّد كل يوم، وتنمو كل يوم، وتثمر كل يوم. واليوم الذي يعبر بلا توبة، هو يوم غير محسوب من عمر الإنسان الجديد الذي وُلد للكنيسة في المعمودية، ابناً لله، ولابساً للمسيح.ويشرح الكتاب الذي بين يديك، مفهوم الاعتراف في الكنيسة، وأن غايته الأساسيَّة هي عودة التائب إلى شركة الجماعة، بعد أن انفصل عنها بالخطيئة. ومن أجل ذلك كان الاعتراف في بداياته الأولى علنياً على الجماعة الكنسيِّة كلها، لأن خطأ الإنسان المنتمي إلى جماعة الله لا يصيبه هو وحده، بل يؤثر على الجماعة كلها، ويُحزن قلب الله. لأنه إن تألّم عضو، تألّمت معه باقي الأعضاء، كقول الإنجيل المقدَّس. والألم هنا ليس ألماً جسدياً، فهذا يهون، بل هو ألمٌ روحيٌ، ولا يُسبِّبه سوى الخطيئة.ولما توقَّف الاعتراف العلني على الجماعة كلها، انتقل إلى اعتراف سري على الكاهن، باعتبار الكاهن ممثلاً للجماعة ونائباً عنها.وفي كلا الحالتين، أي الاعتراف العلني، أو الاعتراف السِّري، صار الهدف الأساسي منهما هو عودة الخاطيء التَّائب إلى شركة الجماعة، وإلى حضن الكنيسة.وبعد هذا الاعتراف العلني الذي كان يمارسه التَّائبون العائدون إلى حضن الكنيسة أمام الكنيسة كلها، كان التَّحليل يُجرى لهم أثناء الصلوات الليتورجية، وفي مواضع محددة منها، ومع كل الشعب أيضاً.ولما انتقل الاعتراف -فيما بعد- من اعتراف علني على الشعب إلى اعتراف سري على الأب الكاهن، ظلت صلاة التحليل التي تعقبه، والتي تُصلّى من داخل الليتورجيا هي الأساس، حتى بعد أن أصبح الكاهن يصلي نفس هذه الصلاة عينها على رأس المعترف بمفرده بعد اعترافه بخطاياه.ولكن الأمر الجدير بالانتباه هنا هو أن القدَّاس الإلهي ليس هو وقت الاعتراف بالخطايا، لأن الكنيسة كلها الآن في حالة صلاة وشُكر وتسبيح، مع مخافة، من جراء حضور الله بين شعبه. ومن ثمَّ فمن نافلة القول أن يطلب أن المصلين من الأب الكاهن أثناء صلوات القداس الإلهي أن يصلي له التحليل. والكتاب الذي بين يديك يشرح هذا الأمر بتوضيح أكثر.راجياً إلى ربي يسوع المسيح رأس الكنيسة وثباتها، أن يجعل من ثمرة هذا الكتاب خلاصاً وبنياناً وثباتاً في كنيسته المقدسة، بشفاعة والدة الإله القديسة الطاهرة مريم، وسادتي الآباء الرُّسُل القديسين، وكل مصاف الشهداء والصدِّيقين. وبصلوات قداسة البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. وصلوات آبائي المطارنة والأساقفة والقمامصة والقسوس، وإخوتي الشمامسة وآبائي الرُّهبان، وكل طغمة العلمانيين المباركين، آمين

الأجبية أي صلوات السَّواعي

يُعرَف كتاب صلوات السَّواعي، أو كتاب الصَّلوات اليوميَّة، في الكنيسة. لقبطيَّة باسم “أجبية”. ويُعرف في الكنيسة السِّريانيَّة باسم “الإشحيم” (1) وفي الكنيسة الأرمينيَّة باسم “جامـاكيرت - Jamakirt .“ وفي الكنيسـة البيزنطيَّة باسم “هورولوجيون - Horologion .“ وفي الكنائس الغربيَّة باسم “السَّاعات القانونيَّة - Hours Canonical .“ولقد عُرفت صلوات السَّـواعي في الكنائس الشَّرقيَّة عموماً باسم “صلاة الفرض”. وتتركَّز صلوات السَّواعي أساساً على مختارات من سفر المزامير، إلى جانب بعض فصول كتابيَّة، لحقها فصولٌ من الأناجيل المقدَّسة في القرون المتأخِّرة، وبعض صلوات خشوعيَّة. ويُعدُّ سفر المزامير من أكثر أسفار العهد القديم تغلغـلاً في صـلوات الكنيسة المسيحيَّة شرقاً وغرباً. فهو تُراثٌ موغِل في القِدَم، نبت قبل ميلاد السيِّد المسيح بنحو عشرة قرون، وظلَّ يُتوارَث حتى اليَوم، أي بعد ميلاده له المجد، بأكثر من عشرين قرناً. وقد اختبرَته الأجيال المتعاقبة، عبر كـلِّ هذه القرون الطَّويلة، فكان لها مرساة آمنة، بل مرساة نجاة، لكـلِّ نفـس على حدة، عبرت خطوب سنين هذه الحياة.

الدِّبلة والإكليل

الزَّواج ناموسٌ طبيعيٌ أرساه الرَّبُّ الإله منذ ابتداء الخليقة، عندما خلق االله الإنسان على صورته «على صورة االله خلقـه، ذكـراً وأُنثـى خلقهم» (تكوين 27:1) .فحين جبل الرَّبُّ الإله آدم أولاً، قـال االله في نفسه: «ليس حسناً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيره» (تكوين18:2).فخلق الرَّبُّ الإله المرأة، ثم قال لها مـع آدم رَجُلـها: «أثمـروا وأكثروا واملأوا الأرض» (تكوين 28:1) .وقد جدَّد الرَّبُّ الإلـه هـذه البركة عينها بعد الطُّوفان، حين بارك نوحاً وبنيه قائلاً: «أثمروا وأكثـروا واملأوا الأرض» (تكوين 1:9-7) .وهكذا أرسى الرَّبُّ مفهوم العلاقة بين المرأة والرَّجُل. فالمرأة هـي مُعين للرَّجُل، بكلِّ ما تحمل كلمة مُعين من معنى. كما أهنا نظيرُ الرَّجُـل وليست دونه. فهي مُعينٌ للرَّجُل، وعلى قدم المساواة معه. ولكن يظـلّ الرَّجُل رَجُلاً بكلِّ خصائص الرُّجولة، وتظلّ المرأة امرأة بكلِّ خصـائص الأنوثة. وأيُّ خلط في هذا الشَّأن، هو خروج عن النَّاموس الطَّبيعي.ولقد ارتقى الزَّواج المسيحي في كنيسة العهد الجديد إلى مـا هـو أفضل بكثير من كونه ناموساً طبيعياً، حين صار سراً مقدَّساً من أسـرار الكنيسة، يوحِّد فيه الرُّوح القُدُس الزَّوجَين، ليصـيرا واحـداً. فالزِّيجـة المسيحيَّة تعقدها الكنيسة، ويثبِّتها القُربان المقدَّس، ويختمها الرُّوح القُدُس.

القُدَّاس الإلهي سرّ ملكوت الله، الجزء الثَّاني

يطيبُ لي أن أُقدِّم إلى القارئ القبطي العزيز، هـذا الكتـاب في طبعته الثَّانية، بعد أن حاز الكتاب على رضاه، ونفذت طبعته الأولى في وقت وجيز. راجياً إلى الرَّب الذي ساندني منذ البداية وحتى اليَـوم، أن يُكمِّـل عمله الذي بدأه هو، جملده، وجملد الكنيسة، ولفائدة محبِّي طقوس الكنيسة القبطيَّة الحبيبة، وصلواهتا، وعبادهتا، ولاسيَّما صلوات القُدَّاس الإلهي.ولندخل إلى بيت الرَّب، متذكِّرين كلَّ حين قول المزمور: «ببيتـك تليقُ القداسة ياربُّ إلى طول الأيام» (مزمور 5:93) .فالذي يخـاف ربَّ البيت ويُقدِّسه، حتماً يدخل إلى بيته بمخافة، ومهابة، وخشوع. فالكنيسة هي بيتُ الرَّب، ومحل سُكناه، مع محفل الطَّغمات السَّـمائيَّة، وجوقـة الشُّهداء والأبرار والقدِّيسين. آملاً أن ينتقل هذا الإدراك الفكري الـذي نعرفه، إلى تطبيق فعلي حي، ونحن متواجدون في الكنيسة.

القُدَّاس الإلهي سرّ ملكوت الله، الجزء الأوَّل

سرُّ الإفخارستيَّا هو سرُّ الأسرار في الكنيسة، بل هو نفسه سرُّ المسـيح والكنيسة. فهو سرُّ حضور المسيح الدَّائم فيها، ومـن ثمَّ حضـور الآب والابن والرُّوح القُدُس. لأنه حيث المسيح، فهناك الآب والـرُّوح القُـدُس. وقبولنا للمسيح، هو كشفٌ لمحبَّة الآب لنا. فسرُّ الإفخارستيَّا هو بالضَّبط سرُّ وصولنا إلى االله، وهو الينبوع الحي والمحيي، لمعرفة الكنيسة عن الثَّـالوث القدُّوس. ليست معرفة مجرَّدة، بل معرفة الخبرة، والاتحاد بالمسيح، والحياة الأبديَّة «لأعرفه وقوَّة قيامته وشركة آلامه متشبِّهاً بموته» (فيلبي 10:3) . القُدَّاس الإلهي هو خروجٌ من هذا العالم، وارتقاء إلى السَّماء. والمذبح المقدَّس هو رمزُ هذا الارتقاء، ووسيلة تحقيقه. فالمسيح صـعد إلى سمـاء الأسرار، وسماء الأسرار هي الكنيسة، على حد قول القـدِّيس يعقـوب السُّروجي. والإفخارستيَّا هي سرُّ وحدة الكنيسة وبقائها، لأنَّ القُـدَّاس الإلهي هو علَّة إيمان الكنيسة، وحياهتا، وخبرهتا.

صلوات رفع البُخور في عشيَّة وباكر

كان تقديم البُخور وحرق المواد العطريَّة أمراً شائعاً في الاحتفـالات الدِّينيَّة عند كلِّ الشُّعوب القديمة تقريباً (المصريِّين، والبابليِّين، والآشوريِّين،والفينيقيِّين ... الخ).وكان لتقديم البُخور في خيمة الاجتماع، وفي هيكل سليمان، مكانٌ بارزٌ. والبُخور الذي استُخدم في خيمة الاجتماع كان يُسـمى “بخـوراً عَطراً” (خروج ٢٥:٦ ).وكان مُركَّباً بمقادير محدَّدة من مجموعة من العطورالمختلفة (خروج ٣٠:٣٤ )،قاصراً في استخدامه على العبادة فقـط، إذ لم يكن مسموحاً لأحد أن يصنع مثله ليشمَّه، وإلاَّ تُقطع تلك النَّفس مـن شعبها خروج (٣٧:٣٠ , ٣٨ )ويُعدُّ النَّشيد السَّابع عشر للقدِّيس مـار أفـرآم السِّـرياني (٣٠٦-٣٧٣م) أوَّل وثيقة معروفة لدينا تشير إلى استخدام البُخور في اللِّيتورجيَّةالمسيحيَّة، وهو النَّشيد الذي يمتدح فيه أُسقُف يُدعى أبرآم de Abraham Kidum قائلاً له:[ليكن صيامك حصناً لبلادنا،وصلواتك رجاءً لقطيعك،وبخورك جالباً للغفران] (١ ). كما وردت إشارة واحدة عن استخدام البُخور في العبادة المسـيحيَّة

تسبحة نصف اللَّيل والسَّحَر

الصَّلاة أو التَّسبيح في الكنيسة ليسا هما أحد أوجه الأنشطة الرُّوحيَّة فيها، لأهنا بدون الصَّلاة والتَّسبيح لا تعيش، بل سـتذبل حتمـاً مهمـا تعدَّدت أوجه أنشطتها الأخرى، وتنوَّعت وتطوَّرت. فلا يوجد إنسـان مسيحي دُعي عليه اسم المسيح، يمكنه أن يحيا بدون صلة دائمة بمسيحه،خالقه ومخلِّصه وحياته، وهذه هي “الصَّلاة”.أمَّا أرقى أنواع الصَّلاة، فهو التَّسبيح والتَّرتيل والحمد والشُّـكر الله.فالتَّسبيح للتَّسبيح ذاته، والشُّكر للشُّكر نفسه، دون غرض آخر جـانبي،هو أنقى أنواع الصَّلاة وأعذهبا لدى الرَّب الإله. فالكرامة الله تكون بتقديم الحمد له بالتَّسابيح والألحان، لأنه خلقنا وخلَّصنا واقتنانا لنفسه.

سر الروح القدس و الميرون المقدس

سرُّ الرُّوح القُدُس هو سرُّ الميرون المقدَّس، أو سرُّ المسحة، والـذي تمنحه الكنيسة للمعمَّد حديثاً فور خروجه من جُرن المعموديَّـة، وذلـك بحسب تقليد الكنائس الشَّرقيَّة عموماً. وهو نفسه تقليد الكنيسة الجامعـة في عصورها الأولى بشهادة آباء الكنيسة شرقاً وغربـاً قبـل أن تؤجِّـل الكنيسة الغربيَّة منحه للمعمَّدين الجُدُد حتى بلوغهم سن الإدراك. والكتاب الذي بين يديك (3/2) هو تكميلٌ لطقس المعموديَّة المقدَّس كما شرحناه في الكتاب السَّابق من نفس هذه السِّلسِّلة، وهو بعنـوان:“معموديَّة الماء والرُّوح”، وهو برقم (3/1).وعلى ذلك، فقد ضمَّ هذان الكتابان معاً شرحاً علميا وثائقيا روحيا طقسيا وإيمانيا عـن سـرَّي المعموديَّة والميرون. ويشتمل هذا الكتاب على ثلاثة موضوعات رئيسيَّة: الموضوع الأوَّل: سرُّ الرُّوح القُدُس أو سرُّ الميرون المقـدَّس أو سـرُّ المسحة أو الختم بحسب اسمه القديم. وهو السِّر الذي يُمنح للمعمَّد بعـد خروجه من جُرن المعموديَّة مباشرة بحسب تقليد الكنيسة الأرثوذكسيَّة. الموضوع الثَّاني: هو شرحٌ لطقس حل زنَّار المعمَّدين الجُدُد في اليَوم الثَّامن من معموديَّتهم. الموضوع الثَّالث: هو حديثٌ عن الأصول الأولى لتاريخ عمل (طبخ)

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل