الإتضاع عمليا

{لأِنَّ الرَّبَّ عَالٍ وَيُعَايِن المُتَوَاضِعِين ، أمَّا المُتَكَبِرُون فَيَعْرِفَهُمْ مِنْ بُعْد }( مز 137 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) .. أتكَلِّم مَعَاكُمْ فِي 4 نُقَط :-
(1) مَفْهُوم الإِتِضَاع :-
الإِتِضَاع مِنْ تَوَاضُع .. الإِنْسَان يَتَوَاضَع بِمَعْنَى الإِنْسَان يَحْيَا فِي إِنْكِسَار أو فِي مَذَلَّة الإِتِضَاع إِحْسَاس حَقِيقِي إِنْ الإِنْسَان هُوَ تُرَاب .. إِحْسَاس حَقِيقِي أنَّ الإِنْسَان لاَ قِيمَة لَهُ بِدُون خَالِقه .. القِدِيس مَارِإِسْحَق يَقُول { الإِتِضَاع هُوَ الحُلَّة الَّتِي لَبِسَهَا اللاَهُوت حِينَمَا نَزَلَ لِيَتَجَسَّد }لاَ تُوجَد طَرِيقَة لِتَبْسِيط اللاَهُوت إِلاَّ الإِتِضَاع .. فَالله صَارَ جَسَداً .. { الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً للهِ لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ }( في 2 : 6 – 7 ) .. أخَد جَسَدْ وَصَارَ فِي شِبْه النَّاس وَأصْبَحَ كَالعَبِيد القِدِّيسِين يَقُولُوا الإِتِضَاع هِيَ أرْض حَامِلَة جَمِيع الثِمَار .. { الإِتِضَاع خَلَّصَ كَثِيرِينَ بِلاَ تَعَبْ } .. بِمَعْنَى لَوْ حَبِّينَا نِتعَلِّم الإِتِضَاع نِضمَنْ طَرِيقٌ خَلاَصْنَا بِأقَل تَعَبْ مُمْكِنْ نِتعَبُه بِالإِتِضَاع فَقَطْ .. الإِتِضَاع هُوَ بَاب كُلَّ الفَضَائِل .. { الإِتِضَاع خَلَّصَ كَثِيرِينَ بِلاَ تَعَبْ وَتَعَبْ كَثِيربِلاَ إِتِضَاع لاَ يَنْفَعُ شَيئاً } فِي سِلْسِلِة تَطْوِيبَات رَبَّ المَجْد بِدَايِتهَا طُوبَى لِلمَسَاكِين بِالرُّوح ( مت 5 : 3 )التَّطْوِيب الأوَّل لِلمَسَاكِين بِالرُّوح .. لِيه ؟ مُمْكِنْ يِبْدأ بِالرُّحَمَاء أوْ الوُدَعَاء أوْ صَانِعِي السَّلاَم أوْ أنْقِيَاء القَلْب .. لأ .. طُوبَى لِلمَسَاكِين بِالرُّوح .. المَسْكِين بِالرُّوح إِنْسَان جُوَّاه شَاعِر فِعْلاً إِنْ هُوَ إِنْسَان بِيَتَصَاغَر أمَام الله .. الكَلاَم عَنْ الإِتِضَاع الجَمَاعَة المُتَكَبِرِين لاَ يَسْتَحْمِلُوا الكَلاَم عَنْهُ .. لِدَرَجِة إنَّ المَزْمُور يِقُول { وَلاَ يُسَرُّ بِسَاقَيَّ الرَّجُل . بَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِخَائِفِيه }( مز 146 مِنْ مَزَامِير النُّوْم ) .. لاَ يُسَر بِسَاقَيّ الرَّجُل .. " سَاقَيّ الرَّجُل " أي قُدْرَاته أوْ إِمْكَانِيَاتُه أوْ مَهَارَاته .. الإِتِضَاع إِنْسَان يَشْعُر أنَّهُ يَتَصَاغُر أمَام الله .. يَشْعُر أنَّهُ أمَام الله لاَ شِئ .. أمَام الآخَرِين هُوَ قَلِيل فِي عَيْنَيَّ نَفْسه لأِنَّهُ يَشْعُر أنَّهُ تُرَاب القِدِّيسِين يَقُولُوا إِذَا كَانَ الإِله صَارَ إِنْسَان .. أنَا كَإِنْسَان لَمَّا أتَضِع أبْقَى إِيه ؟ تُرَاب أصْلِي تُرَاب .. المَفْرُوض أكُون حَاسِس إِنْ أنَا لاَ شِئ .. يِمْكِنْ البَعْض يِقُول أبُونَا هَيدَخَّلْنَا فِي صِغَر نَفْس .. الَّلِي يِمْشِي عَلَى الأرْض لاَ خَوْف عَلِيه مِنْ أي وَقْعَة لكِنْ تِخَاف مِنْ الَّلِي مَاشِي عَلَى العَالِي كُلَّ مَا ارْتَفَعْت كُلَّ مَا الخُطُورَة كَانَتْ أكْبَر .. كُلَّ مَا انخَفَضْت صِرْتَ فِي أمَان أكْتَرالله لَمَّا إِتَضَع صَارَ إِنْسَان أنَا لَمَّا أتَضِع أبْقَى تُرَاب وَاحِد مِنْ القِدِّيسِين يَقُول التُرَاب مَالُوش إِلاَّ الأرْض .. لَوْ جِيبنَا شِوَيِة تُرَاب وَرَفَعْنَاهُمْ لِفُوق يِرْجَعُوا الأرْض مَرَّة تَانْيَة لكِنْ لِغَايِة لَمَّا يِرْجَعُوا الأرْض تَانِي يِكُونُوا عَمَلُوا عَفَرَه .. إِحْنَا كِدَه لَوْ إِتكَبَرْنَا نِعْمِل عَفَرَه .. لِيه ؟ لإِنْ دِي حَاجَة لاَ تَلِيق بِينَا لإِنْ لِينَا نِكُون مُتَضِعِين .. الِست العَدْرَا أكْتَر حَاجَة جَذَب اللاَهُوت إِلِيهَا إِتِضَاعْهَا .. إِحْنَا مُمْكِنْ نِقُول طَهَارِتهَا وَنَقَاوِتهَا أكْتَر حَاجَة جَذَبِت اللاَهُوت لِيهَا .. لأ .. { نَظَرَ إِلَى اتِضَاعِ أَمَتِهِ } ( لو 1 : 48 ) .. { لأِنَّ الرَّبَّ عَالٍ وَيُعَايِن المُتَوَاضِعِين ،أمَّا المُتَكَبِرُون فَيَعْرِفَهُمْ مِنْ بُعْد } .. { النَّاظِر إِلَى المُتَوَاضِعَات } ( جُزء " أيُّهَا الكَائِن السَيَّد الرَّبَّ إِله الحَقٌّ " مِنْ القُدَّاس البَاسِيلِي ) .. { المُقِيمُ المِسْكِين مِنَ التُرَاب . الرَّافِع البَائِس مِنْ المَزْبَلَة }( مز 112 مِنْ مَزَامِير التَّاسِعَة ) .. عَشَان رَبِّنَا يِرْفَعْنِي لاَزِم أكُون فِي الأرْض بَائِس فِي مَزْبَلَة وَهُوَ يِرْفَعْنِي{ أَنْزَلَ الأعِزَّاءِ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ } ( لو 1 : 52 ) .. المَفْرُوض أنْزِل بِإِرَادْتِي عَشَان هُوَ يِرْفَعْنِي المَفْهُوم الحَقِيقِي لِلإِتِضَاع نِتِفِق عَلِيه { إِلَى هذَا أَنْظُرُ إِلَى الْمِسْكِينِ وَالْمُنْسَحِقِ الرُّوحِ وَالْمُرْتَعِدِ مِنْ كَلاَمِي } ( أش 66 : 2 ) .. الإِنْسَان الْمَسِيحِي الحَقِيقِي إِنْ أرَدْتَ أنْ تَسْتَدِل عَلَى رَجُل الله إِسْتَدِل عَلِيه مِنْ إِتِضَاعه .. عَايِز تِعْرَف رُوح رَبِّنَا بَدأ يِتحَرَّك جُوَّاك وَابْتَدِيت تُثْمِر لله مِنْ إِتِضَاعَك الإِتِضَاع أرْض حَامِلَة جَمِيع الأثْمَار .. الإِنْسَان يِكُون حَاسِس بِفَضْل رَبِّنَا عَلِيه .. وَرَبِّنَا سَتره وَرَبِّنَا كُلَّ شِئ وَهُوَ صَغِير فِي عِين نَفْسه لأِنَّهُ يَعْرِف خَطَايَاه وَيِعْرَف قِيمَة نَفْسه إِنْ هُوَ تُرَاب وَإِلِيه يَعُود المُتَنَيِّح البَابَا كِيرلُس كَانَ يَقُول { كُنْتُ أوِد أكُون مَجْهُولاً مِنْ النَّاس } طَاحُونته كَانِت فِي أطْرَاف القَاهِرَة بِلاَ عَمَارمَغَارْته فِي دِير البَرَامُوس حَتَّى اليُوْم مَكَان مَجْهُول رَغم العَمَار الَّلِي حَصَل .. وَاحِد عَايِز يِعِيش فِي طَرَف الدُنْيَا عَايِز يِعِيش مَجْهُول مِنْ النَّاس لأِنَّهُ يَشْعُر بِاتِضَاع حَقِيقِي .. القِدِيس مَارِإِسْحَق يَقُول{ الَّلِي يِهْرَب مِنْ الكَرَامَة تِجْرِي وَرَاه وَالَّلِي يِجْرِي هُوَ وَرَاهَا هِيَّ تِهْرَب مِنَّه }إِنْتُمْ فِي مُقْتَبَل حَيَاتكُمْ وَفِي مُقْتَبَل خِدْمِتكُمْ وَأحْياناً الإِنْسَان فِي بِدَايِة حَيَاته بِيكُون مُعْتَد بِنَفْسه .. مُعْتَد بِذَاته .. مُعْتَد بِكَرَامته .. مُعْتَد بِأُسْرِته .. مُعْتَد بذَكَائه .. مُعْتَد بِشَهَادْته .. لكِنْ إِرْجِع الفَضْل لِصَاحِب الفَضْل وَإِلاَّ يُؤخَذْ مِنَّك .. كُلَّ مَا فِيك هُوَ مِنْ الله .. إِذَا كَانْ عِنْدَك ذَكَاء .. إِذَا كَانْ عِنْدَك قُدْرَة .. إِذَا كَانْ عِنْدَك تَمْيُّز .. مِين الَّلِي عَاطِيك ؟ هَلْ الجُبْلَة تَفْتَخِر عَلَى الَّلِي جَابِلْهَا ؟ هَلْ أنَا إِذَا كَانْ رَبِّنَا عَاطِينِي أي عَطِيَّة أفْتَخِر عَلَى إِخْوَاتِي ؟ { مَنْ قَالَ يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ }( مت 5 : 22 ) .. لِيه ؟ لأِنَّك بِتعَيِّر خَالِقه .. لَيْسَ لَكَ فَضْل فِي أنْ يَكُون عِنْدَك قُدْرَة مُعَيَنَة أوْ ذَكَاء أوْ شِهَادَة لَمَّا تِكُون فِي مُقْتَبَل حَيَاتَك وَفِهِمْت الإِتِضَاع تِعْرَف إِزَاي تِعِيش وَتِسْتَفَاد وَتِفْرَح بِحَيَاتَك وَتِفْرَح بِرَبِّنَا لأِنْ النِّعْمَة لاَ تَسْتَقِر أبداً فِي المُتَكَبِر .. لَوْ جِيبنَا شِوَيِة مَيَّة وَكَبِنَاهُمْ فِي القَاعَة دِي .. المَيَّة فِي الآخِر تَسْتَقِر فِي أكْتَر مَكَان مُنْخَفِض .. النِّعْمَة لَوْ إِنْتَ مُتَكَبِر تَعْبُر عَلِيك وَلكِنْ النِّعْمَة تَسْتَرِيح فِي نِفُوس المُتَضِعِين .. النِّعْمَة لاَ تَسْتَقِر فِي المُتَكَبِر أبداً .. النِّعْمَة تَسْتَقِر فِي نِفُوس المُتَضِعِين .. المَثَل يِقُول { المَيَّة لاَ تِطْلَع فِي العَالِي } .. النِّعْمَة كِدَه لاَ تِطْلَع فِي العَالِي .. المَغْرُور وَالمُتَكَبِر وَالمُتَسَلِّط وَالمُعْتَد بِذَاته وَرَأيه وَكَرَامْته النِِّعْمَة لاَ تَسْتَرِيح عِنْده .. { نَظَرَ إِلَى اتِضَاعِ أَمَتِهِ } رَبَّ المَجْد يَسُوع نَمُوذَج لِلإِتِضَاع .. لَمَّا اتوَلَد فِي مِزْوَد حَقِير .. مَنْظَر لاَ يَدُل عَلَى عَظَمَة أبداً لأِنَّهُ يَرْفُض أنْ يَكُون فِي عَظَمَة أوْ جَاه .. وَلَمَّا جُمْ أقَامُوه مَلِك قَالَ { مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ }( يو 18 : 36 ) .. أنَا جَاي أمْلُك عَلَى خَشَبَة .. مَلَكُوتِي مَلَكُوت الإِتِضَاع .. مَلَكُوت العُرْي .. مَلَكُوت الخِزْي وَالعَار .. دَه مَلَكُوتِي مَنْ يَقْبَل مِنْكُمْ هذَا المَلَكُوت ؟ الَّلِي لاَ يَقْبَل هذَا المَلَكُوت الكَلاَم الَّلِي بَقُوله دِلْوَقت صَعْب .. يِقُولَّك أبُونَا عَايِز يِجَرَدْنَا مِنْ إِنْسَانِيتنَا .. رَبَّ المَجْد يَسُوع لَمَّا اتصَلَب إِتجَرَّد مِنْ إِنْسَانِيِته .. أوْقَفُوهُ فِي الحُكْمِ كَحَقِيرٍ ( مِنْ قِسْمِة " أيُّهَا الكَائِن الَّذِي كَانَ " ) .. تِقْبَل هذَا الكَلاَم أم تَرْفُض ؟ لَوْ تِقْبَل تِكُون مِنْ مَلَكُوت الإِتِضَاع وَفَاهِمْ مَعْنَى الإِتِضَاع .. لَوْ تُرْفُض .. لأ .. حَقِّي .. كَرَامْتِي أنَا .. الإِنْسَان الَّلِي يِعِيش مَعَ رَبِّنَا يِقُول مَعَ مُعَلِّمنَا بُولِس { أَنَا مَا أَنَا }( 1كو 15 : 10 ){ لَسْتُ أَحْتَسِبُ لِشَيْءٍ وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي} ( أع 20 : 24 ) .. الَّلِي يِخَلِينَا نُرْفُض الكَلاَم دَه إِنْ نَفْسِي ثَمِينَة عِنْدِي لكِنْ مُعَلِمنَا بُولِس يِقُول { وَلاَ نَفْسِي ثَمِينَةٌ عِنْدِي } .
(2) الإِتِضَاع أسَاس الفَضَائِل :-
الإِتِضَاع أرْض حَامِلَة جَمِيع الأثمَار .. الأرْض مَوْجُودَة أزْرَع أي حَاجَة المُهِمْ يِكُون عَنْدِي الأرْض .. لَوْ مَفِيش أرْض إِذاً مَفِيش زَرْع .. مَفِيش ثَمَرْ .. القِدِّيسِين شَبِّهُوا الإِتِضَاع إِنْ هُوَ الأرْض الإِتِضَاع مَوْجُود الثَمَرْ مَوْجُود .. كُلَّ الفَضَايِل أساسْهَا إِتِضَاع .. الإِنْسَان المُتَضِع عَنْده إِحْتَمَال طُول أنَاة .. صَبْر .. عَطَاء .. تَسَامُح .. أمَانَة .. قَدْ يَخْتَلِف القِدِّيسِين فِي فَضَائِلَهُمْ لكِنْ يِجْتَمِعُواعَلَى الإِتِضَاع .. الأنْبَا أبرَآم مُتَمَيِز فِي العَطَاء .. الأنْبَا أنْطُونيُوس مُتَمَيِز فِي النُسْك وَالصَلَوَات .. الشَهِيد مَارِجِرْجِس مُتَمَيِز فِي الشَجَاعَة وَالشِهَادَة لله الإِتِضَاع هُوَ العَامِل المُشْتَرَك الَّلِي بِينْهُمْ الَّلِي يَقْتَنِي الإِتِضَاع يَقْتَنِي كُلَّ شِئ وَإِنْ لَمْ يَقْتَنِي الإِتِضَاع إِذاً لَمْ يَقْتَنِي شَيئاً بَعْد رَبِّنَا يَنْظُر إِلَى كُلَّ فَضَايِلْنَا لاَ إِلَى كَيْفَ تُمَارَس وَلكِنْ إِلَى مِقْدَار الإِتِضَاع الَّذِي يُعْمَل بِهَا .. رَبِّنَا لاَ يَنْظُر لِخِدْمِتَك لكِنْ يَنْظُر لِخِدْمِتَك مَعْمُولَة بِإِتِضَاع أدْ إِيه .. لأِنَّهَا مُمْكِنْ تِكُون خِدْمَة شَكْلِيَّة لِحِسَاب الذَّات .. أحْياناً تِكُون العِبَادَة عِبَادَة لِحِسَاب الذَّات .. مُمْكِنْ يِكُون العَطَاء عَطَاء لِحِسَاب الذَّات عَشَان النَّاس تِكْرِمه .. الفَرِّيسِي الَّلِي دَاعِي يَسُوع لِلوَلِيمَة عَمَل مِش وِحِش لكِنْ كَانْ عَمَله عَشَان يِظْهَر بِه قُدَّام النَّاس وَيَاخُدْ كَرَامَة أكْتَر .. الرَّاجِل الَّلِي بِيِعْمِل مُعْجِزَات دَه أنَا دَعِيته فِي بِيتِي .. الَّلِي إِسْتَفَادِت مِنْ الوَلِيمَة المَرْأة الخَاطْيَة مِش صَاحِب الوَلِيمَة .. الَّلِي إِسْتَفَادِت الَّلِي جَايَة بِانْكِسَار وَاتِضَاع تِنْحَنِي تَحْت أقْدَامه وَتَبِل قَدَمِيه بِدِمُوعِهَا وَتَمْسَحهُمَا بِشَعْر رَأسِهَا{ قَدْ غُفِرَتْ خَطَايَاهَا الْكَثِيرَةُ لأِنَّهَا أَحَبَّتْ كَثِيراً } ( لو 7 : 47 ) الفَضِيلَة لاَ تُقَاس بِمَظْهَرْهَا وَلاَ شَكْلَهَا وَلكِنْ تُقَاس بِالإِتِضَاع الَّذِي يُعْمَلُ بِهَا .. الإِدَانَة أسَاسْهَا كِبْرِيَاء .. وَاحِد مِش عَاجْبه حَاجَة .. مِش عَاجْبه حَدْ .. وَاحِد كَارِه الَّلِي قُدَّامه لكِنْ لَوْ مُتَوَاضِع لاَ يَدِين .. العَطَاء إِنْسَان ذَاته مِش غَالْيَة عَلِيه .. عَنْده اسْتِعْدَاد يِبْذِل .. المُتَكَبِر يُحِب الأخْذ وَاحِد عَايِز وَبَسْ .. وَاحِد عَايِز يِكُون مَرْكَز إِهْتِمَامَات المَجْمُوعَة .. لاَ يَقْبَل أنْ يُعْطِي .. لاَ يَقْبَل أنْ يُنْفِق لاَ يَقْبَل أنْ يَتَنَازَل .. التَّسَامُح أسَاسه إِتِضَاع .. وَاحِد أهَانِّي وَمَطْلُوب مِنِّي أسَامحه خَلاَص أسَامحه .. مَتَى أسَامِح ؟ لَمَّا تِكُون نَفْسِي مِش ثَمِينَة عَنْدِي .. مَتَى أقْبَل أنْ أُهَان ؟ لَمَّا تِكُون نَفْسِي مُتَضِعَة إِنْسَان مُتَكَبِر قُولُّه سَامِح ؟!! مِش مُمْكِنْ حَتَّى وَلَوْ قَامِت الدُنْيَا كُلَّهَا وَمُمْكِنْ يِكُون عَلَى أمر بَسِيط يِعْمِل حِكَايَة كِبِيرَة .. يِقُولَّك دَه هَانِّي .. دَه قَالِّي .. الكِذْب أسَاسه كِبْرِيَاء .. لِيه ؟الوَاحِد بِيِكْدِب بِيِهْرَب مِنْ مَوْقِف مِش عَاوِز يِطَلَّع نَفْسه غَلْطَان أوْ يِكْدِب عَلَى حَاجَة مَعَمَلْهَاش وَيِقُول عَمَلْهَا عَشَان يِكُون شَكْله أحْسَن .. عَايِز يَتَعَالَى عَلَى النَّاس المَفْرُوض الإِنْسَان يِكُون مُتْقِن لِلإِتِضَاع وَيَسْعَى لِلإِتِضَاع بِاجْتِهَاد وَيَطْلُبه يَطْلُب الإِتِضَاع فِي كُلَّ وَقْت لإِنْ لَوْ عَنْده إِتِضَاع بَقَى عَنْده فَضَايِل كِتِير وَبَقَى غَنِي القِدِيسَة أفرُوسِينَا تِقُول { يَلِيق بِمَنْ يَوِد أنْ يَرْبَح نَفْسه وَيَرْبَح المَلَكُوت أنْ يُعْطِي فِضَّة لِشَاتِمه } يَعْنِي يِقْبَل إِنَّه يِكُون قَلِيل فِي عِين النَّاس وَيَسْعَى لِهذَا فِي بُسْتَان الرُّهْبَان قِصَّة تِقُول إِنْ إِنْسَان طَلَب مِنْ أبوه الرُّوحِي تَدْرِيب فَقَالُّه تَدْرِيب إِنْ أي حَدْ يِهِينَك إِدِّي لُه حَاجَة حِلْوَة .. أوْ أي حَدْ يِقُولَّك كَلِمَة إِنْتِهَار قَدِّم لُه عَمَل مَحَبَّة .. كُلَّ وَاحِد يِهِينه يِدِّي لُه حَاجَة .. مَرَّة وَاحِد أهَانه دَوَّر فِي جُيُوبه لَقَاه بِيِضْحَك .. سَأله بِتِضْحَك عَلَى إِيه وَأنَا لِسَّه شَاتْمَك ؟!! قَالُّه أصْل أوِّل مَرَّة وَاحِد يِشْتِمْنِي وَأنَا مِش لاَقِي حَاجَة أدِّيهَا لُه خَلَّصْت الَّلِي مَعَايَا الإِنْسَان الَّلِي عَنْده رُؤيَة أُخْرَى الَّلِي عَنْده بُعْد جَدِيد الَّلِي يَرَى أُمور لاَ تُرَى هُوَ دَه الَّلِي يِعْرَف إِزَاي يِتخَطَّى نَفْسه وَيَتَخَطَّى ذَاته دَعْوِتنَا النَّهَارْدَه إِنْ إِحْنَا نُخْرُج مِنْ دَايْرِة سُلْطَان ذَاتنَا .. أكْتَر حَاجَة تَعْبَانَة ذَوَاتنَا القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيَّ الفَمْ يِقُول { لاَ يَسْتَطِيع أحَدْ أنْ يُؤذِيك مَا لَمْ تُؤذِي أنْتَ ذَاتَك } أنَا الَّلِي بَأذِي نَفْسِي .. إِزَاي ؟ أنَا الَّلِي عَايِز .. أنَا الَّلِي مِش قَابِل .. أنَا الَّلِي عَنْدِي غُرُور .. قَلْقَان .. مِتضَايِق .. { لاَ يَسْتَطِيع أحَدْ أنْ يُؤذِيك مَا لَمْ تُؤذِي أنْتَ ذَاتَك } .. ذَوَاتنَا رَبِّنَا عَاطِيهَا لِينَا لَيْسَ لِنُمَرْكِزْهَا حَوْلَ نَفْسِينَا لكِنْ عَشَان نُنْفِقْهَا .. رَبَّ المَجْد يَسُوع قَالَ { مَنْ وَجَدَ حَيَاتَهُ يُضَيِعُهَا . وَمَنْ أَضَاعَ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِي يَجِدُهَا } ( مت 10 : 39 ) .. يَعْنِي إِيه وَجَدْت نَفْسَك ؟يَعْنِي لَوْ عِشْت لِنَفْسَك تُضَيِعْهَا لكِنْ لَوْ ضَيَّعْت نَفْسَك .. لَوْ أنْفَقْت نَفْسَك تَجِدْهَا .. إِنْتَ عَايِز ذَاتَك تِفْضَل مَعَاك مُحْتَفِظ بِيهَا .. عَايِزْهَا تُبْقَى مَرْكَز الَّلِي حَوَالِيك .. عَايِز تَاخُد بَسْ الكَلاَم دَه يِتعِبَك جِدّاً .. لِيه ؟ لأِنَّك عَايِز تِعِيش مَرْكَز الَّلِي حَوَالِيك وَلَمَّا بِتلاَقِي غِير كِدَه بِتِتعَب فِي حِين المَفْرُوض إِنْ أنَا أُنْفِق نَفْسِي رَبِّنَا سَمَح إِنْ الإِنْسَان يِكُون عَنْده طَاقَة جَبَّارَة مِنْ الحُب وَالعَطَاء وَالبَذْل وَالتَضْحِيَة عَشَان كِدَه خَلَّى الإِنْسَان لَمَّا يِكْبَر يُبْقَى أب وَيِشْتَغَل وَيِصْرِف عَلَى وَلاَده .. رَبِّنَا عَارِف إِنْ الإِنْسَان طَاقِة حُب هَايْلَة فَعَاطِي لُه مَجَالاَت لِتَنْفِيث الطَاقَة دِي .. تَخَيَّل لَوْ الإِنْسَان عَاش أنَانِي وَحَصَر نَفْسه فِي دَايْرَة صَغِيرة ؟!! يِدَمَر نَفْسه .. تَخَيَّلُوا لَوْ جِيبنَا أشِعَة تِجْمَع أشِعَة الشَّمْس وَجَمَعْنَاهَا عَلَى وَرَقَة .. تِعْمِل إِيه ؟ تِحْرَقْهَا .. إِحْنَا كِدَه لَوْ طَاقَات ذَوَاتنَا الَّلِي رَبِّنَا عَاطِيهَا لَنَا رَكِّزْنَاهَا كُلَّهَا فِي أنْفُسْنَا نِدَمَر أنْفُسَنَا المَفْرُوض الطَاقَات دِي تُخْرُج فِي صُورِة خِدْمَة وَبَذْل وَعَطَاء وَحُب .. لُون مِنْ ألْوَان الإِتِضَاع إِنْ أنَا أشَارِك الَّلِي حَوَالْيَا هُمُومهُمْ وَأحْزَانْهُمْ وَآلاَمْهُمْ وَلاَ أعِيش لِنَفْسِي وَلاَ أكُون أنَا مَرْكَز دَايْرِة حَيَاتِي .. لاَ .. يُبْقَى الآخَرِين .. الطَّهَارَة أسَاسْهَا إِتِضَاع لأِنْ أنَا لاَ يَهُون عَلَيَّ إِنْ أجْرَح قَلْب رَبِّنَا وَلاَ أجْرَح حَيَاء مَنْ أمَامِي وَلاَ يِكُون عِنْدِي مِلْكِيَة لإِنْسَان .. الكِبْرِيَاء أسَاس الدَنَس .. لِيه ؟ الإِنْسَان المُتَكَبِر لَيْسَ عِنْده مَانِع يِسْتَخْدِم الَّلِي حَوَالِيه بِشَهوَة بِطَرِيقَة إِسْتِهْلاَكِيَّة بِدُون أي مَشَاعِر .. بِدُون أي عَطَاء .. عِلاَقَة قَوِيَة جِدّاً بَيْنَ الكِبْرِيَاء وَالدَنَس .
(3) نَمَاذِج لِلمُتَضِعِين :-
الكِتَاب المُقَدَّس مَلْيَان نَمَاذِج لِمُتَضِعِين .. وَتَارِيخ الكِنِيسَة مَلْيَان نَمَاذِج لِمُتَضِعِين أبُونَا إِبْرَاهِيم لَمَّا يِتكَلِّم مَعَ رَبِّنَا يِقُولُّه { يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ } ( تك 18 : 3 ) .. جَمِيل الكَلاَم مَعَ رَبِّنَا بِانْكِسَار وَاتِضَاع .. { يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلاَ تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ } .. دَاوُد النَّبِي لَمَّا جِه يِغْلِب جُلْيَات قَالُوا لُه الَّلِي يِغْلِب جُلْيَات يِتجَوِز بِنْت شَاوِل المَلِك .. دَاوُد قَال { مَنْ أَنَا وَمَا هِيَ حَيَاتِي وَعَشِيرَةُ أَبِي فِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى أَكُونَ صِهْرَ الْمَلِكِ } ( 1صم 18 : 18) .. مَا أجْمَل الإِنْسَان أنْ يَشْعُر بِعَدَم الإِسْتِحْقَاق .. الكَاهِن لَمَّا يِيجِي يِبْتِدِي يِصَلِّي القُدَّاس قَبْل مَا يِبْتِدِي الصَّلاَة وَالعِدَّة مَازَالِت مَقْفُولَة يِقُول لِرَبِّنَا{ أنْتَ يَا سَيِّدِي تَعْلَم أنِّي غِير مُسْتَحِق وَلاَ مُسْتَعِد وَلاَ مُسْتَوْجِب لِهذِهِ الخِدْمَة المُقَدَّسَة الَّتِي لَكَ } ثَلاَث كَلِمَات مُخْتَلِفِين لكِنْ يُعَبِّرُوا عَنْ شُمُول عَدَم الإِسْتِحْقَاق لِهذِهِ الأُمور .. المُتَضِع يَقْبَل هذَا فِي صَلاَة حَنَّة النَّبِيَّة وَهيَ مُنْكَسِرَة قُدَّام رَبِّنَا عَشَان رَبِّنَا يِدِّيهَا إِبْن يِقُول { فَصَلَّتْ إِلَى الرَّبِّ وَبَكَتْ بُكَاءً وَنَذَرَتْ نَذْراً وَقَالَتْ يَارَبَّ الْجُنُودِ إِنْ نَظَرْتَ نَظْراً إِلَى مَذَلَّةِ أَمَتِكَ وَذَكَرْتَنِي وَلَمْ تَنْسَ أَمَتَكَ بَلْ أَعْطَيْتَ أَمَتَكَ زَرْعَ بَشَرٍ فَإِنِّي أُعْطِيهِ لِلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ } ( 1صم 1 : 10 – 11) كُلَّ شِوَيَة تِقُولُّه " أمَتَك " .. وَعَلَى فِكْرَة السِت العَدْرَا وَاضِح جِدّاً إِنْ كَانْ مِنْ شَفِيعَتْهَا وَقُدْوِتهَا فِي الكِتَاب المُقَدَّس حَنَّة النَّبِيَّة وَنُلاَحِظ إِنْ تَسْبِحِة السِت العَدْرَا هِيَ تَسْبِحِة حَنَّة النَّبِيَّة وَلَمَّا قَالِت { هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ } ( لو 1 : 38 ) هِيَ مُتَشَبِعَة بِحِنَّة النَّبِيَّة .. دَاوُد النَّبِي يِقُول{ إِلِيك رَفَعْتُ عَيْنَيَّ يَا سَاكِنْ السَّمَاء . فَهَا هُمَا مِثْل عُيُون العَبِيد إِلَى أيْدِي مَوَالِيهُمْ .... }( مز 122 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. لَوْ وَقَفْنَا قُدَّام رَبِّنَا بِهذَا الإِحْسَاس كَمْ مِنْ البَرَكَات الَّلِي مُمْكِنْ نَاخُدْهَا .. بِنِنذَل قُدَّام رَبِّنَا زَي عُيُون الأمَة العِبَادَة القِبْطِيَّة الأُرْثُوذُكْسِيَّة لاَ يُمْكِنْ إِنْسَان يَسْتَفَاد مِنْ الطَقْس الأُرْثُوذُكْسِي بِدُون إِتِضَاع .. الطِلْبَات قَائِمَة عَلَى فِكْرِة عَدَم الإِسْتِحْقَاق وَطَلَب الرَّحْمَة وَطَلَب النِّعْمَة مِنْ رَبِّنَا .. كَيرْيَاليْصُون .. يَارَبَّ ارْحَم .. إِغْفِر لَنَا خَطَايَانَا .. طِلْبَات خُشُوعِيَّة تَوَسُلِيَّة .. " إِحْنُوا رُؤُوسَكُمْ لِلرَّبَّ "إِحْنَاء الرَّأس يَعْنِي إِحْنَاء المَذَلَّة .. إِحْسَاس المُجْرِم الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَجْه يَرْفَعَهُ .. إِحْنَا مِحْتَاجِين قَبْل مَا نِتنَاوِل نُحْنِي رُؤُوسْنَا فِي إِنْكِسَار وَنُقُولُّه يَارَبَّ غِير مُسْتَحِقِين ..إِعْمِل دِرَاسَة فِي قِطَع الأجْبِيَة .. دِرَاسَة فِي كَلِمَات القُدَّاس نَجِد كُلَّهَا كَلِمَات مَذَلَّة وَانْكِسَار .. { إِنَّنَا يَا سَيِّدَنَا لَسْنَا أهْلاً أنْ نَتَشَفَعْ فِي طُوبَاوِيِة أُولَئِكَ ، بَلْ هُمْ قِيَام أمَام مِنْبَر إِبْنَك الوَحِيد ، لِيَكُونُوا عِوَضاً عَنَّا يَشْفَعُونَ فِي مَسْكَنَتْنَا وَضَعْفِنَا } ( مَا يَقُوله الكَاهِنْ بَعْد المَجْمَع ) .. الإِنْسَان لَوْ مِش مُتَضِع يِقُول لِيه ذُل وَضَعْف وَمَسْكَنَة أشْعِيَاء النَّبِي لَمَّا شَاف رُؤيَة الشَّارُوبِيم الَّلِي طَار وَجَاب جَمْرَة مِنْ النَّار مِنْ عَلَى المَذْبَح وَمَسَّ بِهَا شَفَتِيه قَالَ { وَيْلٌ لِي إِنِّي هَلَكْتُ لأِنِّي إِنْسَانٌ نَجِسُ الشَّفَتَيْنِ } ( أش 6 : 5 ) أشْعِيَاء النَّبِي يِقُول عَنْ نَفْسه كِدَه ؟ جَدْعُون .. أرْمِيَا قَال أنَا وَلَد ( أر 1 : 6 ) .. شُوف شَخْصِيَات الكِتَاب المُقَدَّس تِلاَقِي إِنْكِسَار وَاتِضَاع .. مُعَلِّمنَا بُولِس الرَّسُول يِقُول { وَآخِرَ الْكُلِّ كَأنَّهُ لِلسِّقْطِ ظَهَرَ لِي أَنَا } ( 1كو 15 : 8 ) .. " السَقْط " هُوَ الجَنِين الَّذِي لَمْ يُكْتَمَل نُضْجه وَسَقَطْ مِنْ بَطْن أُمَّه .. بُولِس الرَّسُول بِيعَتِبِر نَفْسه مِثْل السَقْط لَمْ يَسْتَحِق الوُجُود لِلحَيَاة .. الإِنْسَان الَّلِي فِيه رُوح رَبِّنَا تِلاَقِيه مُتَضِع إِتِضَاع حَقِيقِي .. قَلْبُه وَاسِع .. دَاخِلُه إِحْسَاس أكِيد بِخَطِيِته يِجْلِب لُه إِنْكِسَار وَوَدَاعَة أمَام رَبِّنَا مَرَّة القِدِيس يِحْنِس القَصِير وَكَانَ شَاب صَغِير لكِنْ تَقوَاه غِير عَادِيَّة فَكَانَ تَلاَمِيذه يِلْتَفُّوا حَوَالِيه بِالآلاف .. يِقُول البُسْتَان { وَكَانَ الإِسْقِيط كُلَّه مَحْمُول عَلَى إِصْبَع يِحْنِس } يَعْنِي مَحْمُول بِصَلَوَاته .. مَرَّة وَاحِد مِنْ الشُّيُوخ لكِنْ مَعَنْدُوش نَفْس تَقْوَى يِحْنِس كَانْ غَيْرَان مِنْ يِحْنِس إِنْ إِزَاي النَّاس كُلَّهَا مِتجَمَعَة حَوَالِيه !!! مِتضَايِق إِزَاي هُوَ أصْغَر مِنَّه وَالمَجْمُوعَة كُلَّهَا مُلْتَفَّة حَوَالِين يِحْنِس .. مَرَّة فِي وَسَطْ تَلاَمِيذه قَالُّه " مَالَك عَامِل زَي السَّاحِر الَّلِي بِيِجْمَع المُتَفَرِجِين حَوَالِيه " قَالُّه { أرَاك مِثْلَ الزَانِيَة الَّتِي تَجْمَع عُشَّاقْهَا نَحْوَهَا } .. الكَلاَم دَه بِيقُولُه لِلقِدِيس يِحْنِس وَسَطْ تَلاَمِيذه .. القِدِيس يِحْنِس رَدْ عَلِيه وَقَال { أنْتَ قُلْتَ هذَا وَأنْتَ تَرَى الخَارِج فَمَاذَا تَقُول إِنْ رَأيْتَ الدَّاخِل ؟ } .. قَالُّه إِنْتَ بِتقُول كِدَه وَإِنْتَ شَايِف الخَارِج لكِنْ الَّلِي مِنْ الدَّاخِل أوْحَش .. لَوْ شُوفْت الَّلِي جُوَّه كُنْت قُلْت أكْتَر .. تَلاَمِيذ يِحْنِس ثَارُوا عَلَى الرَّاجِل مِش قَابْلِين الكَلاَم دَه يِتقَال عَلَى مُعَلِّمَهُمْ .. وَبَعْدِين سَألُوه إِزَاي قُلْت الكَلاَم دَه لُه ؟ هَلْ قُلْتَهُ وَإِنْتَ بِتِغْلِي ؟ رَدْ " مَاذَا رَأيْتُمْ ؟ " قَالُوا شُوفْنَاك فِي مُنْتَهَى الهِدُوء .. قَالَ كَمَا رَأيْتُمْ الخَارِج هكَذَا كَانَ الدَّاخِل الإِنْسَان الَّلِي عَايِز يِتعَلِّم الإِتِضَاع لاَزِم يُتقِنْ يَعْنِي إِيه يِقْبَل .. يَعْنِي إِيه يَحْتَمِل .. يَعْنِي إِيه قَلْبه يِوْسَع ؟ القِدِّيسِين أتْقَنُوا الإِتِضَاع .. القِدِيس يُوحَنَّا الدَّرَجِي حَب يِعَلِّم تَلاَمِيذه الإِتِضَاع جَاب شِيخ وَفِي وَسَطْ مَايْدِة الرُّهْبَان – الرَّهْبَنَة فِي القَرْن الرَّابِع كَانِت البَرِيَّة الوَاحْدَة مِنْ 12000 إِلَى 15000 رَاهِب – قَاعِد فِي وَسَطْ مَايْدَة كِبِيرَة مَلْيَانَة رُهْبَان .. أوِّل لَمَّا جِه سَجَدُوا لُه لأِنْ يُوحَنَّا الدَرَجِي ضِيف .. عَمَل مِيطَانْيَة لِرَئِيس الدِير وَمِيطَانْيَة لِيُوحَنَّا الدَرَجِي يُوحَنَّا الدَرَجِي جَاي مِنْ بَرِيَة سُورْيَا يِزُور بَرِيَة مَصْر وَيِتعَلِّم مِنْ رَهْبَنِة مَصْر وَيَكْتُب لِرَهْبَنِة سُورْيَا .. فَرَئِيس الدِير فِي مَصْر قَالُّه هَا تشُوف الرُّهْبَان عَنْدِنَا .. جَاب لُه شِيخ عَمَل مِيطَانْيَة لِكُلَّ وَاحِد مِنْهُمْ .. رَئِيس الدِير إِنْتَهَر بِعُنْف الشَِيخ فَالشِيخ عَمَل مِيطَانْيَة وَظَلَّ سَاكِت .. قَالُّه مِش هَا تَاكُل .. الرُّهْبَان كُلُّهُمْ أكَلُوا وَالشِيخ سَاجِد جَنْب رَئِيس الدِير وَيُوحَنَّا الدَرَجِي .. يُوحَنَّا الدَرَجِي مِتضَايِق جِدّاً مِنْ المَوْقِف .. المَايْدَة خِلْصِت وَالرُّهْبَان مِشُوا رَاح رَئِيس الدِير إِنْتَهَره وَمَشَّاه .. فَيُوحَنَّا الدَرَجِي سَأل رَئِيس الدِير عَنْ الَّلِي عَمَله فِي الشِيخ .. قَالُّه عَمَلْت كِدَه عَشَان :-
& أعْطِيته فُرْصَة لِمُمَارَسِة الفَضِيلَة .. قَالُّه نَحْنُ نَتَصَارَع عَلَى الفَضِيلَة مِثْل الأطْفَال عَلَى الحَلْوَى .
& مَنَعْت عَنْهُ حَرْب الغُرُور أوْ الكِبْرِيَاء .
& أعْطَيْت فُرْصَة لِلأحْدَاث يِتعَلِّموا عَشَان الأحْدَاث الَّلِي قَاعْدِين مَفِيش وَاحِد فِيهُمْ يِفَكَر إِنَّه لَمَّا يِكْبَر يِرْتَاح .
القِدِيس يُوحَنَّا الدَرَجِي رَاح لِلشِيخ دَه وَقَالُّه أنَا مِتضَايِق عَلِيك .. عَايِز أعْرَف مَشَاعْرَك إِيه ؟ قَالُّه لَمْ يَحْدُث شِئ لأِنْ دَه أبِي الرَئِيس .. قَالُّه كُنْت بَتَذَكَّر خَطَايَاي وَكُنْت أُرَدِّد مَزَامِيرِي وَكُنْت أشْعُر إِنِّي أقِف أمَام الله .. شِئ عَجِيب .. هُوَ دَه الإِتِضَاع .
(4) الإِتِضَاع عَمَلِياً :-
كَيْفَ أقْتَنِي الإِتِضَاع ؟ لاَبُد مِنْ مَعْرِفَة الضَّعْف الشَّخْصِي .. إِعْرَف ضَعْفَك لَمَّا تِعْرَف ضَعْفَك تِعْرَف إِزَاي تِتِضِع .. خَطِيِتَك .. أحْيَاناً رَبِّنَا يَضَعْنَا فِي ظُرُوف بِلاَ حَلْ عَشَان نِعْرَف ضَعْفِنَا فَنَلْجَأ لَهُ .. القِدِيس مَارِإِسْحَق يِقُول { الَّذِي يَعْرِف خِزْيه يَعْرِف كَيْفَ يَطْلُب النِّعْمَة }الخِزْي هُوَ خَطِيِتِي .. ضَعْفِي .. سَقَطَاتِي .. أنَا لاَ شِئ .. أنَا ضَعِيف .. أنَا أهَنْت رَبِّنَا أنَا إِنْسَان أقَلْ مِنْ الكُلَّ .. أنَا أدْنَى مِنْ الحَيَوَانَات لأِنْ الحَيَوَانَات بِدُون عَقْل وَأنَا عَنْدِي عَقْل .. مَعْرِفَة ضَعْف الإِنْسَان تَجْعَلَهُ يَقْتَنِي إِتِضَاع حَقِيقِي مِنْ الدَّاخِل أعْرَف أنَا مِين وَإِيه إِمْكَانِيَاتِي وَإِيه قُدْرَاتِي .. أنَا لاَ شِئ .. أنَا يَامَا أهَنْت الْمَسِيح زَي مَا قَال مُعَلِّمنَا يَعْقُوبَ الرَّسُول { لأِنَّنَا فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ نَعْثُرُ جَمِيعُنَا } ( يع 3 : 2 ){ إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا } ( 1يو 1 : 8 ) .. أنَا خَاطِي { خَطِيِتِي أمَامِي فِي كُلَّ حِين } ( مز 50 ) .. أنَا ضَعِيف .. يَامَا وَعَدْت رَبِّنَا إِنْ أنَا أتوب وَمِش عَارِف لِغَايِة دِلْوَقْتِي .. نِير الخَطَايَا ثَقِيل عَلَيَّ لأِنِّي ضَعِيف .. لَمَّا أعْرَف ضَعْفِي أعْرَف أتَضِع الَّلِي مَعَرَفْش ضَعْفه دَه مُتَكَبِر .
i.مَعْرِفَة الضَعْف .
ii.أي عَطِيَّة أوْ صَلاَح فِيَّ أرَجَعُه لِرَبِّنَا .. زَي وَاحِد جَاب مَجْمُوع كِبِير فِي ثَانَوِيَّة عَامَة .. وَاحِد دُكْتُور ..... كُلَّ دَه عَطَايَا الله .. دِي بَرَكِة رَبِّنَا .. آخُد عَطِيِة رَبِّنَ وَأنْتِفِخ بِهَا عَلَى النَّاس ؟!!! وَالاَّ عَطِيِة رَبِّنَا تِخَلِينِي فِي خُضُوع أكْتَر لِوَاهِب العَطَايَا ؟!!! المَفْرُوض أكُون فِي خُضُوع أكْتَر لِوَاهِب العَطَايَا .. وَلَوْ قَابِلْت إِنْسَان لَيْسَ لَهُ نَفْس نَصِيبِي أشْكُر رَبِّنَا إِنَّه عَاطِينِي وَأحِنْ عَلَى أخُويَا الَّلِي رَبِّنَامِش عَاطِي لُه .. لكِنْ عَشَان الإِنْسَان يِتكَبَّر .. إِبْتَدَى يَنْتَفِخ بِعَطِيِة رَبِّنَا .. بَدَل مَا يِرَجَّع الفَضْل لِلوَاهِب رَجَّع الفَضْل لِنَفْسه وَهِنَا هُوَ بِيِهِين خَالِقه .. القِدِّيسِين لَمَّا رَبِّنَا يِدِّيهُمْ مَوَاهِب وَليَكُنْ مَوْهِبِة إِخْرَاج شَيَّاطِين .. شِفَاء مَرْضَى .. مَوْهِبَة وَعْظ .. مَوْهِبَة تَعْلِيم كَانْ يُطْلُب مِنْ رَبِّنَا حَاجَة مِنْ إِتنِين إِمَّا تَاخُدْهَا مِنِّي أوْ تِدِّينِي مَعَاهَا إِتِضَاع .. بِنْت مَحَمَد عَلَي كَانْ عَلِيهَا شَيْطَان رَاحِت لِلبَطْرَك وَكَانْ الأنْبَا صَرَابَامُون أبُو طَرْحَة عَنْده .. قَالُّهُمْ الأنْبَا صَرَابَامُون يِصَلِّي لَهَا .. فَالأنْبَا صَرَابَامُون يَاخُد صَلِيب البَطْرَك وَيُحُطَه عَلَى البِنْت يِطْلَع مِنْهَا الشَّيْطَان .. هُوَ يِقُول دَه صَلِيب البَطْرَك وَالبَطْرَك يِقُول دَه الأنْبَا صَرَابَامُون .. الإِنْسَان الَّلِي عِنْده إِتِضَاع لاَ يُرْجِع الفَضْل إِلَى نَفْسه فِي شِئ .. لَوْ عَمَلْت أي شِئ وَنِجِح تِقُول أشْكُرَك يَارَبَّ إِنَّك إِسْتَخْدِمت الإِمكَانِيَات الضَّعِيفَة .
iii.قَبُول الإِهَانَة وَالهَرُوب مِنْ المَدِيح .. صَعْبَة .. هِيَّ قَامَات يَعْنِي مِش لِقَامِة الهَبِيلَة الَّلِي عَمَلِت هَبْلَة عَشَان يِهِينُوهَا .. لأ .. مُمْكِنْ يِكُون صَعْب عَلِينَا قَوِي مَعَ إِنْ الهَبِيلَة لَمَّا إِكْتَشَفُوا أمْرَهَا رَاحُوا يِعْتِذرُوا لَهَا كَتَبِت لُهُمْ وَرَقَة وَسَابِت الدِير وَقَالِت { إِنَّ إِهَانَتِكُمْ لِي كَانَتْ رِبحاً وَالرِبْح كَانَ يَزْدَاد يَوماً فَيَوماً .. مُبَارَكَة هِيَ السَّاعَة الَّتِي كُنْت أسْمَع فِيهَا كَلِمَة هَبِيلَة .. كُلَّكُم أتْقِيَاء كُلَّكُمْ أبْرَار لَيْسَ فِيكُمْ مُسْتَهْزِئَة وَلاَ مُسْتَهْتِرَة } .. قَبُول الإِهَانَة وَرَاء مِنْهُ مَجْد غِير عَادِي .. لَوْ عَاوِز تِعْرَف نَفْسَك مُتَضِع وَلاَّ لأ هَلْ مُمْكِنْ تِقْبَل مَلْحُوظَة ؟ قَامَة ثَانِيَة أقْبَل الإِهَانَة وَأنَا بَرِئ أنَا بَقُولَّك إِقبَل الإِهَانَة وَإِنْتَ غَلْطَان إِقْبَل التَّوْبِيخ .. إِهْرَب مِنْ المَدِيح أحْيَاناً بِنَسْعَى لِلمَدِيح .. الإِنْسَان المُتَضِع يِهْرَب مِنْ المَدِيح وَيَسْعَى لِلإِهَانَة القِدِّيسِين قَالُوا { إِنَّ إِحْتِمَال الكَرَامَة أصْعَب مِنْ إِحْتِمَال الإِهَانَة }الكَرَامَة أخْطَر مِنْ الإِهَانَة .. الإِهَانَة تِجْلِب إِنْكِسَار وَإِتِضَاع لكِنْ الكَرَامَة تِجْلِب إِنْتِفَاخ وَكِبْرِيَاء .. قَامَة عَالْيَة جِدّاً الَّلِي يِحْتِمِل الكَرَامَة وَلاَ يَنْتَفِخ أصْعَب مِنْ الَّلِي يَحْتَمِل الإِهَانَة .. أبُونَا بِيشُوي كَامِل مَرَّة بَعْد مَا خَلَّص وَعْظَة وَاحِد بِيقُولُّه يَابُونَا عِظَتَك رَائِعَة كَلِمَة جَمِيلَة جِدّاً أنَا حَبِيت أكُون أوِل وَاحِد أقُولَّك العِظَة دِي جَمِيلَة .. قَالُّه لكِنْ فِي وَاحِد قَالْهَا قَبْل مِنَّك .. قَالُّه مِين ؟ قَالُّه الشَّيْطَان .. لِيه ؟ إِحْتِمَال الكَرَامَة صَعْب .. صَعْب إِنْ الإِنْسَان يِصَدَق إِنْ الَّلِي حَصَل دَه مِنَّه .. صَعْب .. قَبُول الإِهَانَة .. قَبُول إِنْ أنَا أكُون قَلِيل فِي عِين المَجْمُوعَة أهْرَب مِنْ المَدِيح وَلاَ أُحَاوِل إِنْ أنَا أسْتَجْدِي مَدِيح النَّاس وَلاَ أُشِير لِلنَّاس عَلَى أعْمَالِي بَلْ أهْرَب بِحِكْمَة .
iv.القِيَام بِأعْمَال قَلِيلَة الشَّأن .. مَثَلاً فِي الخِدْمَة حَاوِل تِشَرَّب الوِلاَد مَيَّة .. تَاخُد وِلاَد تِدَخَّلهُمْ تَوَالِيت .. تُقَف عَلَى البَاب وَتِمْنَع الوِلاَد يِطْلَعُوا وَيِدْخُلُوا .. تِخْتَار لِنَفْسَك أعْمَال قَلِيلَة فِي تَارِيخ الكِنِيسَة يِقُولُوا إِنْ فِي بَطْرَك جَالُه فِكْر شِرِّير أفْكَار شَهْوَة .. رَاح لأب إِعْتِرَافه يِشْتِكِي له مِنْ أفْكَار الشَّهْوَة مِسَبِبَة لُه تَعَب .. قَالُّه دَه جَاي لَك مِنْ الكِبْرِيَاء .. قَالُّه رُوح الدِير قُعُد فِي الدِير6 شُهُور تِخْتِفِي وَتِلْبِس لِبْس رُهْبَان وَتَكُون مُهِمِتَك فِي الدِير غَسْل دَوَرَات المِيَاه فِي الدِيروَإِحْنَا شُبَّان كُنَّا نَاخُد خِلْوَة فِي دِير أنْبَا بِيشُوي كَانْ الله يِنَيِح نَفْسه الأنْبَا بِيمِن – أبُونَا أنْطُونْيُوس الأنْبَا بِيشُوي – كَانْ هُوَ مُشْرِف بِيت الخِلْوَة .. كَانْ يِعْمِل حَاجَة غَرِيبَة كُلَّ سَاعْتِين مَعَاه الوِلاَد وَمَعَاه جَرَادِل مَيَّة وَيِكُبَهَا وَيِطْلُب مِنِّنَا نِسَيَئْهَا .. المَوْضُوع دَه قَصْده مِنَّه إِنْ مُمْكِنْ القِرَاءَة تُنْفُخ لكِنْ لَوْ سَيَّئت تِتكِسِر دَه يِفِيدَك أكْتَر .. الإِنْسَان يِسْعَى إِنْ عَايِز يِقُول الدَرْس إِسْعَى إِنَّك تِعْمِل الأعْمَال الَّلِي النَّاس مُمْكِنْ تِهْرَب مِنْهَا .. إِحْرَس إِنْ يِكُون كُلَّ أعْمَالَك فِي الخَفَاء .
v.تَقْدِيم الآخَرِين .. فِي أي عَمَل قَدِّم الآخَرِين عَنْ نَفْسَك .. خَلِّيهُمْ يَاخْدُوا النَصِيب الأكْبَر لَوْ نَاس بِتَاكُل وَلَقِيت وَاحِد مَيَّال لِصَنْف مُعَيَّن وَالصَنْف دَه عَنْدَك وَهُوَ خَلَّصه إِدِّي لُه الصَنْف بِتَاعَك .. لَوْ وَاحِد شَايْفه حَابِب يِعْمِل حَاجَة مُعَيَنَة وَالدُور عَلِيك قَدِّمه عَنْ نَفْسَك .. لَوْ طُلِب مِنَّك عَمَل مُعَيَّن وَلَقِيت إِنْ مُمْكِنْ تُشْرِك آخَرِين فِي العَمَل وَهُمَّ يِبَانُوا وَإِنْتَ تِخْتِفِي إِعْمِل كِدَه .. إِشْرِكْهُمْ هُمَّ وَإِنْتَ إِخْتِفِي .. قَدِّم الآخَرِين .. وَاحِد طَلَب كَلِمَة مَنْفَعَة مِنْ مُعَلِّمه قَالُّه { ضَعْ نَفْسَك تَحْت الخَلِيقَة كُلَّهَا وَأنْتَ تَحْيَا } .. قَدِّم الآخَر أيَّاً كَانْ .. قُول الكَلِمَة الَّلِي قَالْهَا يُوحَنَّا { يَنْبَغِي أنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ } ( يو 3 : 30 ) .. " ذلِك " دَه مِين ؟ أي آخَر .. هُوَ كَانْ قَصْده عَلَى يَسُوع" ذلِك " دَه أي وَاحِد .. أنَا أُقَدِم مَصْلَحْتَك عَلَى مَصْلَحْتِي .. أُقَدِّم رَغْبِتَك عَلَى رَغْبِتِي الكَلاَم دَه نَافِع فِي الحَيَاة العَمَلِيَّة .. الإِنْسَان المُتَزَوِج لَمَّا يِكُون إِنْسَان بِيُقَدِم الآخَرِين يِكُون مُرِيح .
vi.لاَ تُلْقِي بِمَلاَمَة عَلَى أحَدْ بَلْ ضَعْ المَلاَمَة عَلَى نَفْسَك .. وَاحِد مِنْ الآبَاء القِدِّيسِين يِقُول لِتِلْمِيذه { لَيْسَ أفْضَل مِنْ إِلْقَاء المَلاَمَة عَلَى النَّفْس فِي كُلَّ أمر } .. ضَعْ المَلاَمَة عَلَى نَفْسَك .. لَمَّا تِيجِي تِقُول الخِدْمَة مِش عَجْبَانِي .. لاَ .. قُول أنَا مِقَصَّر .. أنَا كَسْلاَن .. أنَا بَلِيد أنَا مِش بَخْدِم بِالرُّوح .. دَه لَوْ الخِدْمَة ضَعِيفَة يِكُون بِسَبَبِي أنَا .. ضَعْف الخِدْمَة كُلَّه رُبَّمَا يِكُون بِسَبَبِي .. الإِنْسَان المُتَكَبِر مَا أسْهَل أنْ يُلْقِي بِاللوُم عَلَى الآخَرِين المُتَضِع نَاسِي كُلَّ أخْطَاء إِخْوَاته وَشَايِف خَطَاءه هُوَ ..{ لَيْسَ أفْضَل مِنْ إِلْقَاء المَلاَمَة عَلَى النَّفْس فِي كُلَّ أمر } .. لِدَرَجِة الإِنْسَان يُشْعُر إِنْ ضَعْف الَّلِي حَوَالِيه ضَعْفه هُوَ رَبِّنَا يِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته وَلإِلهنَا المَجْد دَائِماً أبَدِياً آمِين