القمص: انطونيوس فهمى

Large image

ولد إدوار فهمى جوارجيوس إبراهيم بمدينة الأسكندرية عام 7/12/1962 وتخرج من كليه الصيدلة جامعة الاسكندرية عام 1988وأدى الخدمة العسكرية كضابط لمدة ثلاث سنوات ورشم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يوم الجمعة الموافق السابع من شهر نوفمبر عام 7/11/1996 بإسم أنطونيوس فهمى على مذبح الله بكنيسة القديسين العظيمين مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك. وتم ترقية القس أنطونيوس فهمى فى يوم تدشين الكنيسة يوم 15/2/2021 بيد صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال118 الى رتبة القمصية.

المقالات (233)

22 فبراير 2025

الله لَمْ يُعطِنَا رُوح الفشل

مِنْ سِفر التَثْنِيَة 28 : 12 – 13[ يفتحُ لَكَ الرَّبُّ كنزهُ الصَّالِح السَّماء لِيُعطِيَ مطر أرضِكَ فِي حِينهِ وَلِيُبارِكَ كُلَّ عملِ يَدِكَ فَتُقرِضُ أُمماً كَثِيرةً وَأنتَ لاَ تقترِضُ . وَيجعلُك الرَّبُّ رأساً لاَ ذنباً وَتَكُونُ فِي الاِرتِفاعِ فقط وَلاَ تَكُونُ فِي الاِنحِطاطِ إِذا سَمِعْتَ لِوَصَايا الرَّبِّ إِلهك الَّتِي أنَا أُوصِيكَ بِهَا اليومَ لِتَحْفَظَ وَتَعْمَلَ ] مُمكِنْ يُعَرَّض الإِنسان لِفشل رُوحِي أوْ دِراسِي أوْ لِتجرُبة فشل فِي أي مجال فَيُسيطِر عليه رُوح الفشل وَتَتَراكمْ عَلَى النَّفْس رُوح الأحزان وَتأتِي رُوح الفشل الماضِي فَيُصبِح فِي الإِنحِطاط وَالنَّفْس دَائِماً تمِيل لإِحساس الذنب وَدَائِماً يُحِب الإِنسان أنْ يَكُون ضِد نَفْسه وَيُظهِر خطأها وَلَوْ إِستخدِم هذَا الإِحساس بِإِسلُوب خَاطِئ سَيَتَوَلَّد عَنَّه رُوح فشل . كَيْفَ نَتَخَلَّص مِنْ رُوح الفشل ؟ فِي سِفر التَثْنِيَة وجدَ الله الشَّعْب أثناء الرِحلة لِكنعان يدور حولَ نَفْسه وَيُضَيِّعُون وقت وَجهد فَقَالَ لَهُمْ [ كَفَاكُمْ دَوَرَانٌ بِهذَا الجبلِ تَحَوَّلُوا نَحْوَ الشِّمَالِ ] ( تث 2 : 3 ) كَفاك دوران حول نَفْسك بِنَفْس الدائِرة بِنَفْس الرُّوح دَائِماً الإِنسان يسِير فِي حياته مسار دَائِرِي مُغلق لَيْسَ بِهِ تَقَدُّم أي فِي نَفْس الأُمور وَنَفْس السقطات وَالضعفات وَالتجرُبة وَالتراخِي هذَا أُسلُوب دَائِرِي كَفاك دوران تَحَوَّل نحو الشمال كَفاك رُوتِين عَقِيم لاَ تعِيش مُستعبد لِحياة رُوتِينِيَّة وَإِنْ حاوِلت التغيير تقُول لاَ أستطِيع لاَ تَحَوَّل نحو الشمال سِر نحو كنعان وَالله قَادِر أنْ يقُودنا وَيُرشِدنا وَيُغَيِّر أُسلُوب حياتنا رَائِع سِفر دَانِيال الَّذِي يَقُول [ وَهُوَ يُغَيِّرُ الأوقاتَ وَالأزمِنَةَ ] ( دا 2 : 21 ) أي هُوَ قَادِر أنْ يُغَيِّر الأوقات وَالأزمِنة لِصالحك وَيجعله زمن نجاح وَمجد وَيجعلك رأس لاَ ذنب وَتَكُون فِي الإِرتِفاع وَلاَ تَكُون فِي الإِنحِطاط إِذا سمعت وصايا الله . بعض النصائِح كي لاَ تعِيش رُوح الفشل :- 1- لاَ تنشغِل بِالفشل الماضِي :- لاَ تضع الفشل أمامك وَتنشغِل بِهِ لِئلاَّ يدخُلك فشل فوقَ الفشل كَثِيراً مَا يُزعِج الإِنسان الفشل الماضِي لاَ تندم عَلَى فُرص ضَائِعة وَكَمَا يقُول المثل [ لاَ تبكِي عَلَى اللبن المسكُوب ]عدم التذكُّر فِي التجارُب السلبِيَّة السابِقة مُهِمْ جِدّاً صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ الله إِمسح لِي شَاوِل مَلِك وَبعد ذلِك عَاشَ شَاوِل فِي ضعف وَتَعَدَّي وَصَايا الله وَهذَا الأمر جعلَ المملكة فِي ضعف فَحَزَنَ صَمُوئِيل عَلَى مسح شَاوِل مَلِك لأِنَّهُ جعلَ أولاده فِي ضعف فَقَالَ لَهُ الله [ فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ وَأنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ اِمْلأ قَرْنَكَ دُهناً وَتَعَالَ أُرسِلْكَ إِلَى يَسَّى البيتلحمِيِّ لأِنِّي قَدْ رَأيتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكاً ] ( 1صم 16 : 1) إِلَى متى العمل السلبِي إِلَى متى الحُزن ؟ إِعمل عمل إِيجابِي إِملأ قرنك دُهن عِندما جاءَ يَشُوع لِلأردُن تَحَيَّر وَحزن فَقَالَ لَهُ الله أُعبُر الأردُن تَخَطَّىَ الفشل وَاعمل عمل إِيجابِي أحياناً يُرسِل لَكَ الله رِسالة قَائِلاً حَتَّى متى تنُوح عَلَى تجرُبة سَابِقة فَاشِلة ؟!! وَلِنرىَ دَاوُد كَمْ جلب أفراح وَإنتِصارات أكثر مِنْ خسائِر شَاوِل لَكِنْ يوجد شِئ إِسمه تفكِير إِيجابِي البعض يَمِيل لِلسلبِيَّة وَالحُزن وَيقُول لَيْسَ بِالإِمكان أفضل مِمَّا كان إِحذر رُوح الإِحباط الله قَادِر أنْ يجعل الفشل كَمِياه عبرِت الله يُرِيد أنْ ينظُر النَّاس نظرِة فرح [ وَأُعَوِّضُ لَكُمْ عَنِ السِّنِينَ الَّتِي أكلهَا الجَرَادُ الغَوْغَاءُ وَالطَّيَّارُ وَالقَمَصُ ] ( يؤ 2 : 25 ) " الغوغاء " ( الجراد فِي أخطر مَرَاحله ) " الطَّيَّار "( الجراد فِي طُور الطيران ) " القَمَص "( الجراد أوِل مَا يخرُج مِنْ البِيضة )الله قَادِر أنْ يُعَوِّض لِذلِك قِيلَ فِي سِفر يُوئِيل أنَّ هُناك أربعة أشياء أكلوا الثِمار وَهُمْ القمص وَالطيار وَالغوغاء وَالجراد وَهؤلاء هُمْ أربعة مراحِل لِحياة الجراد وَهُمْ مُخَرِّبِين لِلمحصُول وَالله قَادِر أنْ يُعَوِّض الخسائِر بِكُلَّ أنواعها وَمراحِلهَا كَبِيرة كانت أوْ صَغِيرة هذَا لاَ يُعطِي رُوح يأس وَحُزن فَنُعَوَّض عَنْ خسائِر الماضِي وَالله يُثَّبِت ذلِك فِينَا عِندما نقرأ سِفر أيُوب نَجِد فِي آخر إِصحاح أنَّ الله عَوَّضه الضِعف عَنْ كُلَّ خِسارة نظرِة الخسائِر نظرة مؤلِمة لَكِنْ الله يرى [ أرُدُّ عَلَيْكِ ضِعْفِيْنِ ] ( زك 9 : 12) وَبُولِس الرَّسُول يَقُول[ أنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ ] ( في 3 : 13) التَّفَكُّر فِي خسائِر الماضِي يَجلِب مشاكِل وَتعب . 2- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت :- كَفىَ ضياع جهد وَوَقت وَأعمال فَاشِلة أي إِنْ كُنت فِي دَائِرة أكرَّر نَفْس الفِعل فَكَفىَ ذلِك التَلاَمِيذ ظلُّوا اللِيل كُلَّه فِي الصِيد وَلَمْ يُثمِرُوا شِئ الله يُرِيدنِي أنْ أتعلَّم مِنْ فشلِي الإِتِكال عليه لِذلِك يسمح لِي بِالفشل يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي أنْ لاَ أثِق فِي قُدراتِي لِكي أقُول لَهُ " أنتَ يَا الله إِنْ لَمْ يَكُنْ الأمر مِنْكَ لاَ أفعل " كَفىَ أعمال فَاشِلة حَتَّى مُحاولات التوبة إِذا لَمْ تَكُنْ مسنوده عَلَى نِعمة الله وَليست مِنْ ذاتِي وَقُدراتِي فَلَنْ تَكُون ناجِحة الَّذِي يقُول أنَّهُ قَدْ أخذَ عهد عَلَى نَفْسه أنْ لاَ يفعل خَطِيَّةٍ مَا فَهُوَ مُخطِئ قُل إِحفظنِي يارب لأِنِّي عليك توكلت ( مز 15 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) أنَا غِير قَادِر فَإِفعل أنتَ الله يُرِيد أنْ يِعَلِّمنِي مِنْ خِلاَل جِهادِي إِنِّي غِير قَادِر وَلاَبُد أنْ أخلِي نَفْسِي لِيَكُون هُوَ[ لِمَاذَا أنتِ حَزِينة يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ تَرَجَّيِ الله لأِنِّي بعدُ أحمدُهُ خَلاَصَ وَجهِي وَإِلهِي ] ( مز 42 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) هُوَ يِسَهِّل كُلَّ الأُمور لاَبُد أنْ تكتشِف خِبرة الإِتِكال عَلَى الله وَأنْ تِفَرَّط فِي فِكرك[ وَأمَّا مُنْتَظِرُوا الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً . يرفعُونَ أجنِحةً كَالنُّسُورِ يركُضُونَ وَلاَ يتعبُونَ يمشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ ] ( أش 40 : 31 ) لاَ يتعبُونَ مِنْ الجِهاد لأِنَّهُمْ مُتَكِلِين عليه وَرجاءهُمْ فِيهِ هُوَ المُحَرِّك لَهُمْ وَالسند وَالمُعِين كَفىَ فشل إِتَكِل عليه وَاستشِيره مُوسى النَّبِي فِي رِحلة البَرِّيَّة مِنْ توهانه كَانَ يقِف وَلاَ يَتَحَرَّك وَيَقُول لَهُمْ إِذا لَمْ يَكُنْ وجه الله أمامِي لَنْ أتَحَرَّك المُعَرَّض لِلفشل لاَبُد أنْ يَتَكِل بِالأكثر عَلَى الله حَتَّى لاَ يفشل مرَّة أُخرى كَفىَ ضَياع فِي سِفر حَجَّي توجد مُعاتبة مِنْ الله لِلشَّعْب فَيَقُول لَهُمْ أنتُمْ رجعتُمْ بعد السبي فوجدتُمْ المدِينة خَرِبة وَكَانَ يَجِب عليكُمْ أنْ تبنُوا بيتِي أوَّلاً لَكِنَّكُمْ إِنشغلتُمْ بِبُناء بيوتَكُمْ وَجعلتمُوهَا مُزَيَنة وَنسيتُمْ بيتِي لِذلِك أنَا سأنزع البركة مِنْ حياتكُمْ تزرعُون وَلاَ تأكُلُون لديكُمْ مِياه وَتعطشُون[ تأكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى الشَّبَعِ تشرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ تكتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ وَالآخِذُ أُجرةً يأخُذُ أُجرةً لِكِيسٍ منقُوبٍ ]( حج 1 : 6 ) أحياناً نضع أنْفُسنَا فِي هذِهِ التجرُبة وَهيَ أنْ نهتم بِأنْفُسَنَا وَنترُك الله إِنْ تَبَقَّى لَهُ وقت مِنْ إِهتِمامنَا وَتَكُونَ النَتِيجة فشل وراء فشل حَتَّى نعُود إِليهِ الله لاَ يُرِيدنَا هَكَذَا هُوَ يُرِيد لَنَا البركة لَكِنَّنَا لَمْ نُرَتِب أولَوِياتنا بِطَرِيقة صَحِيحة لاَبُد أنْ نُعِيد أولَوِيات حياتنا [ لأِجلِ بيتِي الَّذِي هُوَ خراب وَأنتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنسانٍ إِلَى بيتِهِ لِذلِكَ مَنَعَتِ السَّمواتُ مِنْ فوقِكُمُ النِّدى وَمَنَعَتِ الأرضُ غَلَّتَهَا وَدعوتُ بِالحَرِّ عَلَى الأرضِ وَعَلَى الجِبالِ وَعَلَى الحِنْطَةِ وَعَلَى المِسْطَارِ وَعَلَى الزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ الأرضُ وَعَلَى النَّاسِ وَعَلَى البهائِمِ وَعَلَى كُلِّ أتعابِ اليدينِ ] ( حج 1 : 9 – 11 )عِندما ينشغِل الإِنسان بِنَفْسه وَينسىَ الله يترُكه الله يِتعب لَكِنْ بِدُون ثمر وَيستمِر الفشل حَتَّى يجعل الله أوِل إِهتِمَامَاته إِنتَبِه لِماذا تأخُذ أُجرةً إِلَى كِيسٍ مثقُوب ؟ لِماذا تِتنَاوِل وَتعترِف وَتُوَاظِب عَلَى الكَنِيسة بِدُون تَقَدُّم ؟ لِماذا تُجَاهِد دُونَ تَقَدُّم ؟ إِسأل نَفْسك سَتَجِد خلل مُعَيَّن فِي حياتك وَالله قَادِر أنْ يكشِف ذلِك الخلل وَيُعَالِجه . 3- عدم الإِكتِفاء بِالعطايا الصَغِيرة :- لاَ تكتفِي بِعَطَايا صَغِيرة كَفىَ إِكتِفاء بِعَطَايا صَغِيرة نقُول ليتَ صومنا يَكُون صُوم مقبُول وَإِذا وضعنَا لإِنْفُسَنَا هدف أنْ نحضر عدد مِنْ القُدَّاسات وَكَفىَ لَنْ نُثمِر شِئ لِيَكُنْ لديكَ رجاء فِي أنْ يُعطِيك الله قداسة وَعِفَّة وَبِر وَنَقَاوة وَ طِلبات عالية قَدْ تَجِدهَا فِي صَلَوَات الأجبِية لأِنَّ الكَنِيسة تُرِيد أنْ ترفعك فوقَ خيالك لَكِنَّنَا أحياناً نَكتفِي بِالقَلِيل عِندما تأخَّر نسل أبُونَا إِبرَاهِيم تَعَجَّل هُوَ وَسارة زوجته فَزَوَّجته هَاجِر جَارِيتهَا وَأعطاهُ الله إِسماعِيل فَفَرَحَ بِهِ جِدّاً وَقَالَ لله [ لَيْتَ إِسمعِيلَ يَعْيشُ أمامكَ ] ( تك 17 : 18 ) إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِعَطِيَّة إِسماعِيل – عَطِيَّة صَغِيرة – لَكِنْ قَالَ الله لَهُ سَأُعطِيك مِنْ نسلك لَمْ يُصَدِّق إِبرَاهِيم فَقَالَ لَهُ الله أنَا قَادِر أنْ أُعطِيك مِنْ مُمَاتِة سارة ( رو 4 : 19 ) فَآمن وَأعطاهُ الله إِسحق ثِق أنَّ الله قَادِر أنْ يفعل إِبرَاهِيم إِكتفىَ بِإِسماعِيل لَكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِيه الأعظم إِسحق الفرق بينَ إِسماعِيل وَإِسحق 13 سنة أي فرق كَبِير لَكِنْ إِبرَاهِيم كَانَ لديهِ إِيمان تَقُول لإِنسان نُرِيدك أنْ تَكُون مُتَفَوِّق فَنَجِده يضحك وَيَقُول المُهِمْ النَّجاح أوْ يَكفِي النَّجاح هذَا الشخص لَنْ يَتَفَوَّق لأِنَّهُ مهزُوز وَالَّذِي يجعلنَا مُقَيدِين رُوحِياً أنَّنَا مُتَزَعزِعِين وَلَيْسَ لَنَا طُموح رُوحِي المفرُوض أنَّنَا نقُول لَهُ " قلب نقِي إِخلِق فِيَّ يَا الله وَرُوح مُستقِيم جَدِّدهُ فِي أحشائِي "( مز 50 )هذَا لَيْسَ ضِد الإِتِضاع بَلْ هُوَ طُموح رُوحِي يُوسِف الصِّدِّيق وَهُوَ فِي السِجن أقصى شِئ كَانَ فِي ذِهنه أنْ يخرُج مِنْ السِجن وَيَكُون حُر لِذلِك قَالَ لِرَئِيس السُقاه أرجُوك أُذكُرنِي أمام المَلِك ( تك 40 : 14) هل كَانَ يحلم أنْ يَكُون ثَانِي رَجُل فِي مصر ؟ لَمْ يَكُنْ يحلم أنَّ الله يُرِيد لَهُ ذلِك أحياناً نكتفِي بِالقَلِيل مُمكِنْ الله يُرِيد أنْ يُعطِينَا الكَثِير دَاوُد النَّبِي وَالمَلِك عِندما دعا مِفيبوشث إِبن يُونَاثان قَالَ لَهُ أُرِيد أنْ أرُد لَكَ مِيراثك وَأنْ تجلِس معِي عَلَى مَائِدَتِي كَلاَم كِبِير عَلَى إِبن يُونَاثان الَّذِي كَانَ كُلَّ هَمَّه وَطُموحه أنْ لاَ يقتُله دَاوُد وَلَيْسَ أنْ يرُد لَهُ مِيراثه وَيُعطِيه عطايا عَظِيمة لَمْ يَكُنْ يَتَخَيلهَا عِندما كَانَ بُطرُس الرَّسُول يصطاد قَالَ لَهُ يَسُوع أُدخُل إِلَى العُمق وَعِندما إِصطاد الكَثِير مِنْ السمك فرح لَكِنْ الله رفعهُ مِنْ الإِنشِغال بِالسمك وَقَالَ لَهُ سأجعلك صَيَّاد لِلنَّاس وَبِالفِعل أصبح رسُول وَالله يَضُم بِسَبَبه مؤمِنِين كَثِيرِين وَيِفرِد شَبكته فَيصطاد لله أُلُوف البشر فِي يوم الخمسِين إِصطاد 3000 نَفْس بِعِظة وَاحِدة فَرد الشبكة الرُّوحِيَّة وَأدخلهُمْ السَفِينة أي الكَنِيسة إِصطادهُمْ مِنْ بحر العالم أحياناً نَكتفِي بِعَطَايا قَلِيلة لَكِنْ لِنعلم أنَّ الغِير مُستطاع عِندَ النَّاس مُستطاع عِندَ الله( لو 18 : 27 ) لاَبُد أنْ نَثِق أنَّهُ قَادِر أنْ يفعل بُولِس الرَّسُول يحكِي عَنْ تجرُبة فَاشِلة لَهُ فِي كُورنثُوس وَعِندما نقرأهَا نقُول هذَا لاَ يُمكِنْ أنْ يحدُث لِبُولِس فَنَجِده يَقُول [ فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أنْ تجهلُوا أيُّهَا الإِخوةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقتنَا الَّتِي أصَابتنَا فِي أسِيَّا أنَّنَا تَثَقَّلنَا جِدّاً فوقَ الطَّاقَةِ حَتَّى أيسنَا مِنَ الحيوةِ أيضاً لكِنْ كَانَ لَنَا فِي أنْفُسِنَا حُكْمُ الموتِ لِكي لاَ نَكُونَ مُتَّكِلِينَ عَلَى أنْفُسِنَا بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُقِيمُ الأمواتَ الَّذِي نَجَّانَا مِنْ موتٍ مِثْلِ هذَا وَهُوَ يُنَجِّي ] ( 2كو 1 : 8 – 10 ) مُمكِنْ يجعلك الله تدخُل تجرُبة فَاشِلة حَتَّى اليأس حَتَّى تِفرَّط فِي نَفْسك وَتقُول لاَ أنَا بَلْ أنتَ يَا الله . 4- تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي :- هل تُرِيد أنْ تَتَخَلَّص مِنْ الفشل ؟ تَعَلَّم مِنْ أخطاء الماضِي لاَ تُفَكِر فِي التجارُب السَابِقة بِإِسلُوب يُزِيد حُزنك بَلْ تَعَلَّمْ مِنْهَا بِطَرِيقة إِيجَابِيَّة قَالَ أحد الآباء لِتلمِيذه لِماذا أنتَ حزِين ؟ فَأجابَ التلمِيذ مِنْ كثرِة الفشل فَقَالَ الأب [ ثِق يَا ابنِي أنَّكَ إِنْ لَمْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يقتُل فَلَنْ تعرِف الرُّوح الَّذِي يُحيِى ] أي أحياناً يحتاج الإِنسان أنْ يعرِف كَيْفَ يُغلب لِكي يعرِف كَيْفَ ينتصِريسمح لَنَا الله أحياناً بِتَجَارُب فَاشِلة لِنَتَعَلَّم كَيْفَ ننجح وَعِندما نجتاز التجرُبة نشعُر بِمعونة الله وَلِنَتَخَيَّل فِي مجال الدِراسة في كُلَّ فِترة دِرَاسِيَّة نِكَرَّر نَفْس سِيناريو الخطأ وَهُوَ ترك الإِستِذكار حَتَّى قُرب الإِمتِحَانات عِندَئِذٍ نبدأ فِي الإِستِذكار فَنَجِد كميات كَبِيرة مِنْ الأوراق وَالكُتُب لَمْ تُستذكر وَنشعُر بِضِيق الوقت وَتمُر الإِمتِحَانَات وَفِي الفِترة الدِرَاسِيَّة التَالِية نَجِد أنفُسَنَا لاَ نَتَعَلَّم مِنْ أخطائنَا بَلْ نِكَرَّر نَفْس الموقِف عِندما وُضِعت فِي معصرة وَتعبت فِي الإِمتِحان لَمْ تُرَاجِع نَفْسك أينَ خطأك ؟ أمَّا فِي مجال الحياة الرُّوحِيَّة فَنبدأ نستهتِر بِالصَلاة وَالكِتاب المُقَدَّس ثُمَ نترُك أنفُسَنَا لِبعض الأُمور الصَغِيرة مِثْل الأحَادِيث وَالأصِدقاء وَالتِلِيفِزيُون وَ ثُمَ السقُوط العظِيم وَنَعُود نتوب ثُمَ نِكرَّر نَفْس الأحداث نستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا يَتَكرَّر السقُوط بِالإِستهتار وَلاَ نَتَعَلَّم مِنْ الماضِي لاَ جَاهِد وَتَعَلَّم مِمَّا سبق وَاصلِح أخطاء الماضِي وَلاَ تُكَرِرهَا الله لَمْ يُعطِينَا رُوح الفشل يجعلك رأس لاَ ذنب فِي الإِرتِفاع لاَ الإِنحِطاط لِترى مَا هِيَ أخطاء الصَلاَة عِندك لاَ تقُل أنَّ فِكرك ينشغِل بِأُمور أُخرى أوْ حدِيث شخصٍ مَا يُؤثِر عَلَى صَلاَتك أوْ تِلِيفِزيُون وَتصمُت دُونَ أنْ تُصلِح مِنْ صَلاَتك لاَ عَالِج الأمر وَاجعل صَلاَتك بِتركِيز وَفِي وقت مُبَكِر وَلاَ تنشغِل بِأي أُمور أوْ أحَادِيث قبلهَا مُمكِنْ يَكُون عِندك خطأ فِي الإِعتِراف مِثْل أنَّهُ لَيْسَ بِهِ رُوح صَلاَة أوْ نَدَامة أوْ جلسِة مُحاسبِة نَفْس عَالِج أخطاءك وَلاَ تُكَرِرُهَا قَدْ تحضر القُدَّاس بِطَرِيقة رُوتِينِيَّة دُونَ أنْ تَتَقَدَّم عَالِج الأمر لاَبُد أنْ يَكُون الصُوم بِفِكر رُوحِي عَالِج أفكارك رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
08 فبراير 2025

الصراع بين الوصية كفكر وكتطبيق

مِنْ إِنجيِل مارِيُوحنا [ الكلامُ الّذِى أُكلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوح وَحيوة ] ( يو 6 : 63 ) ، الوصيَّة كفِكر جمِيلة وَمحبُوبة كُون إِنَّنا نسمع [ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلّ حِينٍ وَ لاَ يُمَلَّ ]( لو 18 : 1 ) كلِمة جمِيلة جِدّاً لكِنْ وقت تطبِيق الوصيَّة نجِد أنفُسنا 1/4 ساعة وَ لاَ نستطِيع أنْ نُزِيد عَنْ ذلِك جمِيلة وصيَّة [ فَإِنْ جاعَ عَدُوُّكَ فَإِطعمهُ وَإِنْ عطِشَ فإِسقِهِ ]( رو 12 : 20 ) ، وَلكِنْ عِندما نِنّفِذ الوصيَّة نتذكّر ما فعلهُ عدونا معنا صِراع الوصيَّة تقُول [ سِراجُ الجسدِ هُوَ العِينُ فَإِنْ كانت عينُك بسِيطةً فجسدُك كُلُّهُ يكُونُ نيِّراً ] ( مت 6 : 22 ) ،جمِيلة نظرياً لكِنْ عملياً صعبة جِدّاً00[ وَإِنْ أعثرتكَ عينُك فإِقلعها ] ( مت 18 : 9 ) ، كلِمات رائِعة لكِنّها صعبة التنفِيذ صِراع بين الوصيَّة كفِكر وَكتطبِيق 0 أولاً : الوصيَّة فِى العهد القدِيم :- بدأت الوصيَّة عِبارة عَنْ مجموعة وصايا شفويَّة أوامِر أعطاها الله لآدم وَإِستمرت مِنْ جيل إِلَى جيل قايين يوسِف نُوح إِبراهِيم إِسحق أجيال الوصيَّة بِالنسبة لهُمْ شفويَّة حتَّى جاء مُوسى النبِى فأعطاهُ الله الوصيَّة مكتوبة ، وصايا مكتوبة تقُول لاَ تقتِل لاَ تسرِق لاَ تحلِف لاَ تزنِ لاَ لاَ لاَ هى وصايا لكِنّها بدل ما تسنِد الإِنسان أصبحت عِبء عليه لأِنَّها كانت كالمرآه تُظهِر عيوبه أنا فِى الوصيَّة أصبحت خاطِىء جِدّاً وَصارت الوصيَّة أداة دينونة بدلاً مِنْ أنْ تكُون أداة بِر ، حتَّى أنّ مُعلّمِنا بولس الرسُول قال بِالوصيَّة صارت معرِفة الخطيَّة الناموس عرَّفنا على الخطيَّة وَأصبح أداة دينونة للإِنسان وَقال أيضاً مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالة رومية [ حِينما أُرِيدُ أنْ أفعل الحُسْنَى أنَّ الشَّرَّ حاضِرٌ عِنْدِي ] ( رو 7 : 21 ) ، هذِهِ صُورة لِصراع الإِنسان فِى ظِل الناموس إِذن الناموس لاَ يُخلِّص وَ لاَ يفدِى حتَّى أنّ بولس الرسُول قالها بِصرخة [ ويحِي أنا الإِنسان الشقيُّ مَنْ يُنقِذُنِي مِنْ جسدِ هذا الموتِ ] ( رو 7 : 24 ) هذِهِ صرخِة الإِنسان قبل المسِيح ، لَنْ أكُون صالِح إِنْ لَمْ أتخلّص مِنْ هذا الجسد هذا الفِكر أوْ الحال فِى ظِل الناموس لكِنْ فِى العهد الجدِيد الأمر مُختلِف جِدّاً إِذاً الناموس فِى العهد القدِيم عاجِز عَنْ أنْ يُرضِى الله وَأنْ يُعطِى الإِنسان بِر لأِنّهُ كما قال مُعلّمِنا بولس الرسُول [ لأِنَّهُ إِنْ كان بِالناموس بِرٌّ فالمسِيحُ إِذاً مات بِلاَ سببٍ ] ( غل 2 : 21 ) ، الناموس يُظهِر عيوب الإِنسان وَتقصِيراته 0 ثانياً : الوصيَّة فِى العهد الجدِيد :- إِختلفت تماماً لأِنّهُ وجد أنّ المسِيح لمّا أتى أعطانا وصايا فِى الحقِيقة أصعب كثيراً مِنْ وصايا العهد القدِيم ، فمثلاً نجِده يقُول [ سمِعتُمْ أنّهُ قِيل عينٌ بِعينٍ وَسِنٌّ بِسنٍّ وَأمَّا أنا فأقُولُ لكُمْ أحِبُّوا أعداءكُمْ بارِكوا لاعِنيكُمْ ] ( مت 5 : 38 – 44 ) فِى العهد القدِيم شراسة فحدّها الله بِالتعادُل بين الطرفين ، لكِنْ فِى العهد الجدِيد يقُول قابِل الإِساءة بِالمحبَّة وصايا العهد الجدِيد فائِقة وَصعبة لِماذا ؟ لأِنّ الإِنسان أخذ إِمكانيات جدِيدة بِالمسِيح إِذن فِى العهد القدِيم الوصيَّة أسهل ، لكِنْ فِى العهد الجدِيد يقُول النظرة زِنى لِماذا ؟ لأنِّى أعطيتك إِمكانيات جدِيدة ، لِذلِك لابُد أنْ تقِيس نَفْسَكَ عليها كالطفل الصغِير نحنُ نُنهيه عَنْ أشياء كثيرة وَلكِنْ عِندما يكبر لاَ تُنهِيه عَنْ هذِهِ التوافِه لأنّهُ إِرتقى لإِمكانيات أكبر هكذا نحنُ فِى المسِيح إِرتقينا فأعطانا وصايا على مُستوى ملائِكِى مِنْ مُستوى أبناء آدم إِلَى مُستوى أبناء الله تُدعون إِذن الوصيَّة تُنّفذ فِى المسِيح وَبِالمسِيح وَ لاَ يُمكِنْ أنْ نُنّفِذها بِدونه لاَ نستطِيع أنْ نُصَلِّى إِلاّ بِهِ ، وَ لاَ نُحِب إِلاّ بِهِ ، وَ لاَ نُعطِى إِلاّ بِهِ وَلابُد أنْ أُعطِى وَأعمل بِالمسِيح لِذلِك يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ إِنْ كان أحدٌ فِى المسِيحِ فَهُوَ خلِيقةٌ جدِيدةٌ ] ( 2 كو 5 : 17 ) ، أىّ طبعِى يتغيّر إِذن أنا بِدُون المسِيح إِمكانياتِى ضعِيفة ، لكِنْ بِهِ خلِيقة جدِيدة وَإِمكانيات عالية ، وَمِنْ هُنا الوصيَّة تُصبِح سهلة رغم صعوبتها مُمكِنْ الفِكر البشرِى يصطدِم بِالوصيَّة كيف أُحِب عدوِى كيف أبِيع أمتعتِى وَأُعطِى صدقة ؟ هذا بِالإِمكانيات الشخصيَّة مُستحِيل لأِنَّها إِمكانيات ضعِيفة وَمحدودة ،فَنَحنُ بِالكاد نُحِب مَنَ يُحبُنا لكِنْ لِكى نُحِب أعدائنا وَنُبارِكهُمْ هذا بُعد جدِيد لاَ نناله إِلاّ بِالمسِيح المُشكِلة إِنَّنا دائِماً نفصِل أنفُسنا عَنْ المسِيح وَالقدِيسين فنعِيش على مُستوى الفِكر البشرِى فنصطدِم بِالوصيَّة وَقَدْ نعثُر فِيها وَكأنَّنا نرى أنّ المسِيح يُرِيدنا ضُعفاء فَمَثلاَ وصيَّة [ يَنْبَغِي أنْ يُصَلَّى كُلّ حِينٍ وَ لاَ يُمَلَّ ] ( لو 18 : 1 ) ، فنقُول عنها أنَّها دروشة لأنَّنا نقِيسها بِمُستوانا كبشر وَهذا مُستوى محدُود أخطر ما فِى الموضُوع أنّنا نعِيش الوصيَّة بِإِمكانياتنا البشريَّة الضعِيفة الله أعطانا هذِهِ الوصيَّة لأِنّهُ هُوَ العامِل فِينا [ لأِنّ الله هُوَ العامِلُ فِيكُمْ أنْ تُرِيدُوا وَأنْ تعملُوا ]( فى 2 : 13 ) ، أىّ أنّ الله هُوَ المُحرِّك الأساسِى ، هُوَ الّذى يُحرِّك إِرادتِى أنا نفِذت الوصيَّة لكِنْ مَنَ الّذى عملها بِالفِعل داخِلِى ؟ الله0الله يحرّكنا لِفِعل البِر لِكى نُكلّل وَيرجِع الفضل لنا وَنحنُ نقُول لهُ أنت الّذى دفعتنا لِهذا العمل ، لكِنّهُ بِكُلّ تواضُع يُكافِئنا عَنْ عمل هُوَ عمله فِينا ، وَهُوَ يُعطِى قديسيه كرامات وَيُمّجِدهُمْ وَهُمْ يُمّجِدوه وَيُرجِعُون الفضل إِليه هذا هُوَ مجد العهد الجدِيد الله جعل الوصايا محفُورة فِى قلوبنا لاَ على لوح حجرِى وَ لاَ شفويَّة بل[أجعلُ نَوَامِيسِي فِى أذهانِهمْ وَأَكْتُبُهاَ عَلَى قُلُوبِهِمْ ] ( عب 8 : 10 ) ،كثيراً فِى العهد القدِيم كانت توجد نواهِى كثيرة لكِنّنا فِى العصر الحدِيث توجد مُتغيّرات كثيرة ، لكِنَّنا نتعامل مَعْ هذِهِ المُتغيّرات بِصُوت الله الموجُود داخِل قلوبنا وَيُرشِدُنا لِلطرِيق الصحِيح [ ناموس الله فِى قلبِى فَلاَ تتعرقل خطواتِى ] ، فتقُول هل نُشاهِد فيديو ، نقُول مُمكِنْ نُشاهِد أفلام قديسين ، وَقَدْ تأتِى هذِهِ الأفلام بِإِنسان لِطرِيق الله ، بينما لَوْ فيلم غير جيِّد قَدْ يُعثر إِذن لاَ يوجد ما يُنهِينِى عَنْ شيء خاطِىء سِوى صُوت الله فِى قلوبنا [ها ملكُوت اللهِ داخِلكُمْ ] ( لو 17 : 21 )إِذن كُلّ ما أصطدِم بِوصيَّة أعرف إِنِّى فِى صِراع بين نَفْسِى وَالمسِيح نحنُ فِى المسِيح لنا إِمكانيات عظِيمة [ أستطِيعُ كُلّ شيءٍ فِى المسِيحِ الّذي يُقوّينِي ] ( فى 4 : 13 )0 كُلّ وصيَّة فِى المسِيح لها صِفات :- 1- إِنَّها مُمكِنة :- إِحذر أنْ تنظُر لِلوصيَّة على إِنَّها نظريات لاَ هى مُمكِنة الفِعل وَالتنفِيذ بِالمسِيح ، لأنّهُ هُوَ قادِر أنْ يوسّع قلوبنا وَيُعطِينا إِمكانيات قويَّة جبَّارة قادِرة على كُلّ شيء 0 2- الوصيَّة بنّاءة :- لَوْ نظرنا لِمجموعة تعِيش مَعْبعضها بِالوصيَّة وَمجموعة تعِيش مَعْ بعضها بِالفِكر البشرِى نجِد أنّ المجموعة الثانية تحدُث بينهُمْ مشاكِل ، بينما المجموعة الأولى يبنُون بعضهُمْ بِبعض وَيعِيشُون فِى أُلفة وَمحبَّة وَسلام وَأمن كُلّ ما الإِنسان يحيا الوصيَّة كُلّ ما يشعُر بِوجوده وَأمنه وَسلامه ، بينما الّذى يعِيش بعِيد عَنْ الله تتضخّم الخطيَّة داخِلهُ وَتتوالد إِذن المسِيح لمّا أعطانا الوصيَّة أعطانا إِمكانيات فِعلها بِهِ هُوَ بِدونه نقِف أمام الوصيَّة عاثِرين مُحبطِين عاجِزين الوصيَّة تُحكِّمْ الإِنسان لِلخلاص وَتُفرِّح العينين وَتُضىء القلب وَتُعطِى سلام وَنِعمة 0 بعض النماذِج عاشوا الوصيَّة :- 1- سمعان الخرّاز:- شاب بسيِط أعثرته عينه فنجِد الوصيَّة فِى ذِهنه أتت على مُستوى [ فَإِنْ كانتْ عينُكَ الْيُمنَى تُعْثِرُكَ فإِقلعها وَألْقِها عَنْك ] ( مت 5 : 29 ) فقلع عينه مَنَ يستطِيع هذا ؟ مُستوى فائِق ، يقُول القدِيسُون رأفة بِحالنا إِقلعُوا عين الشر لكِن سمعان الخرّاز إِنفعل إِنفعال عالِى بِالوصيَّة فعملت فِيهِ بِقوّة لأِنَّها بِالمسِيح يسُوعَ لِذلِك نجِد السيِّد المسِيح يقُول [ لأِنَّ نيرِي هيّنٌ وَحِملِي خفِيفٌ ] ( مت 11 : 30 ) ، جرّب ذلِك القدِيسين كما يقُول الأنبا أنطونيُوس [ إِعلموا يا أولادِى أنّ كُلّ الوصايا ليست ثقيلة وَ لاَ صعبة وَ لاَ مُتعِبة بل نُور حقِيقِى وَسرور أبدِى لِكُلّ مَنْ أكمل طاعتِهِ ] ، لَوْ نظرنا لِلمُكافأة سنطلُب مزِيد مِنْ الوصايا 0 2 – مارِجرجِس:- شاب عِنده غرِيزة وَعِنده جسد وَظروفه وَحالته النَفْسيَّة مُتعبة ، لكِنّهُ عِندما تعرّض لِلخطيَّة رفضها بِقوّة وَسُلطان أولاد الله ، هذِهِ هى قوّة الوصيَّة بِالمسِيح ، وَغلب الخطيَّة فهى نُور لِلعالم مثلاً الصُوم لَوْ عِشنا بِإِمكانيات الله سنفرح بِالصُوم وَقَدْ نرفُض الطعام ،لكِنْ لَوْ عِشناه بِإِمكانيات بشريَّة نجِد أنفُسنا نعِد الساعات وَنحسِبها حتَّى تنتهِى فِترِة الصُوم فننفجِر فِى الطعام كان القدِيس جلاسيُوس موهُوب فِى الرسم وَالخط ، وَكان القدِيسُون يُحِبُّون العمل ، وَكان عمل القدِيس جلاسيُوس كِتابِة المخطوطات ، فكتب الكِتاب المُقدّس بِعهديهِ بِطريقة جمِيلة وَتركهُ فِى الكنِيسة لِلمنفعة ، وَفِى أحد الأيَّام دخل إِنسان لِلكنِيسة فوجد الكِتاب وَأغواه الشيَّطان فسرقهُ وَنزل لِلسُوق لِيبيِعهُ ، وَمرّ إِنسان وَفاصل معهُ وَإِشترى الكِتاب وَكان المُشترِى يُريه لأصدقائه لِيتأكِّد مِنْ سِعره ، فشكِّكوه فِى ثمنه ، فأراد أنْ يأخُذ رأى الرُهبان وَبِالأخص الراهِب جلاسيُوس لأِنّ لهُ دِراية بِالمخطُوطات ، فأخذ الكِتاب وَذهب لِلقدِيس جلاسيُوس وَسألهُ بِكَمْ يُساوِى هذا الكِتاب ؟ فسألهُ القدِيس بِكَمْ أخذتهُ ؟ أجابهُ المُشترِى بِعشرة دِينار ، فأجابهُ القدِيس جيِّد جِدّاً وَعاد المُشترِى وَتقابل مَعْ البائِع وَقال لهُ إِنّ الكِتاب عالِى الثمن وَقَدْ أريتهُ لِلقدِيس جلاسيُوس ، وَلمّا علم البائِع بِذلِك عاد وَإِشتراه مرّة أُخرى بِثمن أعلى ممَّا باعه بِهِ وَأراد أنْ يُعِيده لِلقدِيس لكِنّهُ رفض إِستعادته لولا إِلحاح الرُهبان00مُستوى فائِق لِتنفِيذ الوصيَّة0 أنا إِمكانياتِى محدودة لاَ أستطِيع أنْ أسامِح ، لكِنْ بِالمسِيح أستطِيع نِعمة العهد الجدِيد لابُد أنْ نعرِف أنَّنا ننتظِر نِعمة وَقوَّة مخفيَّة داخِل وصايا العهد الجدِيد متى تكُون الوصيَّة مُفرِحة وَلذِيذة ؟ متى تخرُج النَفْسَ فِى طلب الوصايا الجدِيدة وَتتمتّع بِها ؟ عِندما تتحِد بِالمسِيح [ وَبِإِلهِي تسَوَّرْتُ أسواراً ] ( مز 18 : 29 ) ، أكثر شيء يُسّبِب لنا فرح فِى حياتنا إِتحادنا وَثباتنا فِى المسِيح ، وَكُلّ ما نتراخى عَنْ المسِيح كُلّ ما تثقُل الوصايا أكثر حتَّى أنَّنا نراها كخُرافات لمّا تسمع عَنْ أبو مقَّار عِندما يُتهم بِإِرتكاب خطيَّة مَعْ فتاه وَ لاَ ينفِى التُهمة بل يعمل بِجديَّة كى يُنفِق على الفتاه وَطِفلها كيف تتحمّل النَفْسَ هذا التعيير وَالإِتهام الضخم فَهُوَ إِنسان يعِيش طهارِة الجسد وَالفِكر فكيف يقبل هذا الإِتهام ؟ بِالمسِيح يستطِيع كُلّ شيء وَبدل ما يرفُض الوصيَّة بِذاته يقبلها بِالمسِيح لَوْ ثبتنا فِى المسِيح يصِير الإِنجيِل بِالنسبة لنا سِراج وَدستُور لِماذا الإِنجيِل مُنفصِل اليوم عَنْ حياتنا العمليَّة وَيختفِى مِنْ حياتنا ؟ لأِنّنا فاصلِين أنفُسنا عَنْ المسِيح فِى حِين أنّنا يجِب أنّنا نكُون داخِل الإِنجيِل وَالإِنجيِل داخِلنا محفُور فِى قلوبنا وَأذهاننا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
01 فبراير 2025

مسيح الهزيع الرابع

مِنَ إِنجيل مارِ يوحنا البشير 6 : 16 – 21[ وَلمّا كان المساءُ نزل تلاميذُهُ إِلَى البحرِ فدخلُوا السفينة وَكانوا يذهبُون إِلَى عبرِ البحر إِلَى كفرناحُوم وَكان الظَّلام قَدْ أقبل وَلَمْ يكُنْ يَسُوعُ قَدْ أتى إِليهُمْ وَهاج البحرُ مِنْ ريحٍ عظيمةٍ تهُبُّ فلمّا كانُوا قَدْ جذَّفُوا نحو خمسٍ وَعِشرين أوْ ثلاثين غلوةً نظرُوا يَسُوعَ ماشِياً على البحرِ مُقترِباً مِنَ السَّفينة فخافُوا فقال لهُم أنا هُوَ لاَ تخافُوا فرضُوا أنْ يقبلُوهُ فِى السَّفينةِ وَلِلوقتِ صارت السَّفينةُ إِلَى الأرضِ التّى كانُوا ذاهِبين إِليها ] يُكلّمِنا مارِيوحنا عَنَ مُعجِزة مِنَ مُعجِزات الرّبّ يسُوعَ وَهى أنّ التلاميذ ركبوا سفينة وَكانوا يعبُروُن بحر الجليل لِكى يذهبوا إِلَى كفر ناحُوم ، وَبعد ركوبهُم السفينة هاج البحر وَصارت السفينة مُعذّبة ، وَبدأت الرّياح تُلاطِم السَّفينة وَتُسيّرها حسب إِتجاهها وَليس حسب ما يُريد التلاميذ ، وَبعدوا عَنَ الشاطىء نحو 25 – 30 غلوة فخافوا خُوف عظيم إِبتعدوا 25 – 30 غلوة ، وَالغلوة كانت وحدة قياس فِى زمان الكِتاب وَتُساوِى 200متر ، وَهذا يعنِى أنّ ألـ 25 غلوة = 5000متر ، أىّ 5 كم ، أىّ أنّهم إِبتعدوا عَنَ الشاطىء مِنَ 5 – 6 كم وَهذِهِ مسافة ليست بِقليلة وَالبحر مُضطرِب ،وُكُلّها قلق وَخُوف ، وَليست فِى خط سيرهُم الّذى يُريدوه بعد كُلّ هذِهِ المسافة وَهذا الإِضطراب نظرُوا يسُوعَ ماشياً على البحر[ فلمّا كانُوا قَدْ جذّفُوا نحو خمسٍ وَعشرين أوْ ثلاثين غلوةً نظرُوا يَسُوعَ ماشِياً على البحرِ مُقترِباً مِنَ السفينة فخافُوا فقال لهُمْ أنا هُوَ لاَ تخافُوا فرضُوا أنْ يقبلُوهُ فِى السَّفينةِ وَلِلوقتِ صارت السَّفينة إِلَى الأرض التّى كانُوا ذاهِبين إِليها ] ( يو 6 : 19 – 21 ) ، أىّ عّوض تأخيرهُم ، هذِهِ المُعجِزة وردت فِى إِنجيل متى 24 ، إِنجيل مرقُس 6 مسافِة ألـ 25 – 30 غلوة عبّر عنها القديس مارِمرقُس بِقولِهِ[وَنحو الهزيع الرّابِع مِنَ اللَّيل ] ( مر 6 : 48 ) ، وَهذا صحيح لأنّ الهزيع الأول يبدأ تقريباً حوالِى الساعة 6 مساءاً ، وَالهزيع الثانِى يبدأ حوالِى 9 مساءاً إِلَى 12 مساءاً ، وَالهزيع الثالِث مِنْ 12 – 3 صباحاً ، وَالهزيع الرابِع مِنْ 3 – 6 صباحاً 0 المسيح أتى لِتلاميذه فِى الهزيع الرّابِع لأنّهُم إِذا كانُوا قَدْ جدّفوا حوالِى 5 – 6 كم فإِنّهُم يحتاجون وقت لِهذِهِ المسافة حوالِى 10 ساعات ، فإِذا كانُوا قَدْ ركبوا السفينة حوالِى 6 مساءاً فإِنّ المسيح جاءهُم بعد 10 ساعات أىّ حوالِى 4 صباحاً ، أىّ فِى الهزيع الرّابِع 0 لِماذا أتى المسيح فِى الهزيع الرّابِع ؟ لِماذا أتى بعد جِهاد ؟ لِماذا كُلّ هذا التأخير ؟ هذِهِ علامِة تعزية المسيح للصابِرين ، وَعلامِة معيّة المسيح للمُجاهِدين ،لأنّهُم ظلّوا يُجدِّفُون 10 ساعات ، هُوَ سيأتِى وَإِنْ كان يُبطِىء لِكنّهُ سيأتِى الكنيسة وضعت هذِهِ المُعجِزة فِى صلاة السِتار الخاصّة بالرُهبان ، على أساس أنّ الليل قَدْ أتى وَأنّهُم اليوم كُلّه يُجدِّفُون فإِستحقّوا رؤية ربّ المجد المسيح سيأتِى وَلابُد أنْ يأتِى ، فِى سِفر هُوشع النبِى يقول [خُروجهُ يقينٌ كالفجرِ ] ( هو 6 : 3 ) ، لكِن مِنْ علامات مجيئه التأخير ، فِى مُعجِزة إِقامِة لِعازر قالوا للمسيح [ يا سيِّدُ هُوذا الّذى تُحِبُّهُ مرِيضٌ ] ( يو 11 : 3 ) ، أىّ الآن أفضل مِنْ التأخير وَلكِنّه لَمْ يأتِى ، وَمات لِعازر وَلَمْ يأتِى ، وَمضى على موتِهِ يومين وَثلاث وَفِى اليوم الرابِع أتى لِيُقيمه ، إِشارة للهزيع الرّابِع الله يأتِى للمُجرّبين لكِنّهُ كثيراً ما يتأخّر ، لِماذا تُبطِىء مادُمت ستأتِى ؟ يقول هذِهِ الفِترة علامِة ثبات الإِنسان وَإِنتظاره ، لأنّ مُنتظِروا الرّبّ لاَ يخزُون ، وَ كُلّ ما ينتظِر الإِنسان بِسِكوتٍ خلاص الله كُلّ ما يُعلِن ثبات أكثر ، [ جيِّدٌ أنْ ينتظِر الإِنسانُ وَيتوقَّعَ بِسُكُوتٍ خلاص الرّبّ ] ( مرا 3 : 26 ) وَكأنّ الرّبّ يقصِد بِتأخيرُه أنْ يجعل المُتزعزعِين وَالمُتشككيِن يرجعُون للخلف ما الّذى جعل هُناك خمس عذارى حكيمات وَخمس عذارى جاهِلات ؟ الوقت لأنّ الوكيل قال أنّ سيِّدى يُبطِىء قُدومه فأعلن تراجُعه عَنَ طريقه ، وَهذا إِعلان عَنَ عدم إِستحقاقه لِقُدوم سيِّدهِ ، لِكن إِذا ثبت وَتشدّد وَجاء الوقت عليه يزداد ثبات وَفضيلة لأنّ الرّبّ جعل الوقت لِصالِح بُنياننا 0 لِذلِك تنّبأ فِى المزمور عَنَ هذِهِ المُعجِزة [ أبصرتك المياهُ يا الله أبصرتك المياهُ ففزِعت إِرتعدتْ أيضاً اللُّجُج ] ( مز 77 : 16 ) ، أنت الّذى تُهدّىء المياه ، إِذا كان الإِنسان عِنده إِيمان أنّ المياه تُبصِر الله فتفزع ، فإِنّهُ لاَ يخاف ، كثيراً ما نشعُر أنّ المسيح وَكأنّهُ غائِب عَنَ حياتنا كُلّ غُلوة وَكُلّ تجديف محسُوب لهُم إِكليل وَجِهاد ، عملهُم لَمْ يضع هباء ، فِى الكيمياء يُوضع محلول فِى السحّاحة وَآخر فِى إِناء وَيقُولُون للطلبة أنْ يضعُوا ما فِى السحّاحة على ما فِى الإِناء حتّى يتغيّر لُون محلول الإِناء ، فِى النُقطة التّى يتِم تغيير لُون المحلول تُسّمى end point أىّ نُقطة النهاية ، لكِن ليس معنى هذا أنّ كمية المحلول السابِقة لِنُقطة النهاية لَمْ تُؤثِّر وَ لَمْ تُحسب ، لاَ كُلّ كمية المحلول النازِلة مِنْ السحّاحة لها عمل وَإِنْ كان غير واضِح ، لكِن النُقطة الأساسيّة التّى يُحسب عِندها تغيير اللون هى نُقطة النهاية هكذا كُلّ إِنتظار وَكُلّ لحظِة جِهاد محسوبة كأمانة تشهد لنا ، وَهذِهِ خِطة الله أنْ يختبِر ثبات الإِنسان وَأمانتهُ وَجِهاده ، يختبِر ماذا يفعل الإِنسان وسط العواصِف ، هل يؤمِن أنّ خُروُجه يقين كالفجر ؟؟!! بعض أحداث الكِتاب تقول أنّ المسيح يأتِى فِى الهزيع الرّابِع بعدما يحسِب الإِنسان كُلّ حساباته وَيخلّص ، لمّا يعلِن الإِنسان كمال عجزه ، إِبحر كما تُريد وَجدِّف كما تُريد لكِن فِى الوقت المُناسِب وَالّذى يختاره الله سيُوصِل سفينتك للميناء ، إِعلان عَنَ قُدرِة الله فِى حادِثة ميلاد إِسحق مِنَ إِبراهيم وَساره ، كان إِبراهيم عُمره 100سنة وَسارة عُمرها 90سنة وَقَدْ إِنقطع لِسارة رجاء أنْ يكون لها أولاد ، وَعِندما تراءى الله لإِبراهيم فِى هيئِة ثلاث رِجال وَقال لهُ [ فقال إِنِى أرجِعُ إِليك نحو زمان الحيوة وَيكُونُ لِسارة إِمرأتك إِبنٌ ]( تك 18 : 10 ) ، تعجّبت سارة لكِن الله تمجّد حتّى أنّ سارة تقول [ وَقالت سارة قَدْ صنع إِلىَّ اللهُ ضِحكاً 0 كُلُّ مِنْ يسمعُ يضحكُ لِى ] ( تك 21 : 6 ) لأنّهُ مُمكِن النّاس تقول عِند سماعهُم بِخبر حبل سارة أنّهُ مرض شيخُوخة أنّها تشعُر أنّها حامِل ، لعلها تخيّلت ذلِك ، إِنّهُ ما لَمْ تفعلهُ فِى شبابِها عملتهُ فِى شيخُوختها ، إِذا كان الله قَدْ أعطاهُم إِسحق فِى شبابِهِم ما كان تمجّد فِى شيخُوختِهِم ، لِماذا يا الله جعلتهُم ينتظِروُن ؟ يقول هذا سر مِنْ أسرارِى فِى حادِثة ذبح إِسحق تدخّل الله فِى الهزيع الرابِع ، بل فِى أخِر ثوانِى مِنَ الهزيع الرّابِع لِكى يُنقِذهُ ، أىّ أنّهُ ذهب للموضِع وَرتّب إِبراهيم الحطب وَربط إِسحق ثُمّ أخذ السّكين لِيذبح إِبنهُ ، عِندئِذٍ ناداهُ الملاك مِنَ السّماء وَقال لهُ أنّهُ علِم أنّهُ خائِف الرّبّ وَأعطاهُ خروُف عِوضاً عَنَ إِسحق ، متى تدخّل ؟ فِى الهزيع الرّابِع ، بل فِى نهايِة الهزيع الرّابِع 0 هل عِندما ننتظِر الرّبّ لِوقتٍ ما يُعتبر هذا الوقت ضائِع ؟ إِحذر أنْ تتمرّد إِذا تأخّر الله عليك وَتكوُن ناقِم ، فإِنّ هذا الوقت لاَ يُحسب تذكية لك بل يحكُم عليك الله ، يحِب أنْ يتشدّد الإِنسان وَيتوقِّع بِسكُوتٍ خلاص الله [ جيِّد أنْ ينتظِر الإِنسانُ وَيتوقَّعَ بِسُكُوتٍ خلاص الرّبّ ] ( مرا 3 : 26 ) ، وَيقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ وَلكِن إِنْ كُنَّا نرجُو ما لسنا ننظُرُهُ فإِنَّنا نتوقَّعُهُ بِالصبرِ ] ( رو 8 : 25 ) ، قَدْ نصِل إِلَى حالِة ضعف إِيمان أنْ نتخيّل كيف ننتظره فلنا أنْ نتوقَّعُهُ بالصبرِ عِندما صارع يعقُوب الرّبّ صارعهُ حتّى طُلُوع الفجر وَقال لهُ[ فقال لاَ أُطلِقُك إِنْ لَمْ تُبارِكنِى ] ( تك 32 : 26 ) ، فإِستحق أنْ يجعل إِسمه إِسرائيل لأنّهُ صارع وَغلب ، صارع حتّى الفجر أىّ حتّى الهزيع الرّابِع ، يقُول أنّ الله لَمْ يقوى عليه فكسر لهُ حُق فخذِهِ ، الله جعل نَفْسَه أضعف لِكى يكُون قدوُمه بِرجاءٍ أعظم ، لأنّ الإِنسان يؤمِن أنّ الله سيأتِى ، الّذى يثبُت هذا سيخلُص وَالّذى يتزعزع هذا لاَ يثبُت كثيراً ما نقُول أنّنا لاَ نجِد تعزية فِى الصلاة وَنشعُر بِفتور ،كما يقُول القديس مارِإِسحق [ أنّ الكلام يكُونُ كالرُصاص ] ، هذا يكُون نتيجة ضعف فِى حياة الإِنسان ، فهل سيثبُت الإِنسان خِلال هذا الضعف أم يتراجع ؟ كثير مِنّا ترك الصلاة نتيجة عدم التعزية ، فنقُول لهُم أنّكُم لَمْ تثبتوا ألـ 25 غلوة ، إِعلموا أنّ كُلّ لحظة تُجاهِدوا فِيها محسوبة لكُم وَليس عليكُم ، وَالنعمة تصنع للإِنسان ترقية إِذا ثبت فِى التجرُبة ، القديس يوحنا الدرجِى يقُول[ أنّ الحياة مَعَ الله كالسُلّم الّذى بِهِ جُزء أُفقِى وَجُزء رأسِى لو لَمْ أثبُت فِى الجُزء الأُفقِى أىّ التجرُبة لن أصِل للجُزء الرأسِى ] ، هكذا قال القديسين[ وراء كُلّ تجرُبة موهِبة ، وَوراء كُلّ تخلِّى إِفتقاد ، وَوراء كُلّ هياج للبحر ظُهُور للرّبّ يَسُوعَ ] متى أعلن الله عمله فى حياة يوسِف الصدّيق ؟ مِنْ المؤكد أنّ يوسٍف قال لله أين الرؤى التّى أعطيتنِى إِياها ؟ يوسِف مِنْ مرحلة لِمرحلة كان يزداد إِنحدار ، لكِن بِتدبير الله جاء لِفرعُون بِحُلم يفزعهُ فيعمل يوسِف بِنعمة ، حتّى أنّ فرعُون قال[ فقال فُرعونُ لِعبيدهِ هل نجِد مثل هذا رجُلاً فِيهِ رُوحُ الله ] ( تك 41 : 38 ) ، رغم أنّهُ جاء مِنَ السجن مُباشرةً ، ماذا حدث ؟ هذا هُوَ الهزيع الرّابِع لِيوسِف ،يقُول فُرعون [ ليس بصِيرٌ وَحكيمٌ مِثلك أنت تكُونُ على بيتِى ]( تك 41 : 39 – 40 ) ، كلام جميل لكِنّهُ جاء بعد الهزيع الرّابِع لِيوسِف ، أىّ بعد جِهاد وَثبات كان مُمكِن لله أنْ يُخرِج شعبه مِنْ مصر بِسُهولة ، ذُلّ الشعب كثيراً فخلّصهُم يا اللهُ بِسُرعة ، يقُول لاَ حتّى أنّ بنِى إِسرائيل تنّهدوا وَصرخُوا ، فنجِد الله يقُول لِمُوسى النبِى [ وَقال الرَّبُّ لِمُوسى لاَ يسمعُ لكُما فرعونُ لِكى تكثُر عجائِبِى فِى أرضِ مِصر ]( خر 11 : 9 ) ، أحياناً الله يُعلِن عمله للأبرار كما أعلن لِمُوسى عَنَ عمله مَعَ فرعُون ، حتّى أنّهُ بعدما ظهرت عجائِب الله فِى مِصر ألحّ المصريُون على بنِى إِسرائيل أنْ يخرُجوا بعدما كانُوا يذِلّوهُم ، ما الّذى حدث ؟ تدبير الله ،الله يُعلِن عجائِبهُ ، وَلكِن بعض النّاس ترى أنّ هذا الإِنتظار ضِدّهُم ،داوُد النبِى يقُول [ملجأً فِى أزمِنةِ الضِّيقِ ] ( مز 9 : 9 ) ، هذا ليس تخلِّى كما نقُول فِى القُدّاس [ لن تترُكنا عنك إِلَى الإِنقضاء وَفِى أخِر الأيّام ظهرت لنا ] ، لهُ وقت مُحدّد سيأتِى فيهِ ، لكِن كُلّ تأخير لإِختبار محبِتنا ، لِتذكية لنا ، تدابير الله بعدما خرج بنِى إِسرائيل مِنَ مِصر تعقّبهُم فرعُون وَلَمْ يشعُروُا بِهِ إِلاّ عِند وصولهُم للبحر الأحمر وَأصبح لاَ مفر أمامهُم ، البحر أمامهُم وَفرعُون خلفهُم ، الله يعمل عِندما يزداد الخطر ، حتّى أنّ إِسرائيل فزعوا وَصرخُوا لله وَقالُوا لهُ أنّهُ أفضل لهُم أنّهُم يخدِموا فرعون فِى مِصر وَيموتوا هُناك مِنْ أنْ يهلكوا فِى البرّيّة ، عِندئِذً تدّخل الله وَشقّ البحر لهُم وَصار الماء لهُم كالسور ثُمّ يدخُلُون البرّيّة المسيرة مِنْ مِصر لِفلسطين لاَ تتعدّى مِنْ 20 – 30 يوم سيراً على الأقدام ، مسافة ليست صعبة ، فلِماذا ظلّوا فِى التيه 40 سنة ؟ الله يُريد أنْ يصِل بِهُم للهزيع الرّابِع ، لِماذا يترُكهُم الله هذِهِ المسافات مادام سيُعطيهُم أرض الميراث [ وَكان لمّا أطلق فرعون الشَّعبَ أنَّ الله لَمْ يهدِهِمْ فِى طريق أرضِ الفلِسطينييّن مَعَ أنَّها قرِيبةٌ ] ( خر 13 : 17 ) ، لأنّ الله قال لِئلاّ يندم الشعب إِذا رأوا حرباً فيرجعوا لِمصر إِذا كانت المسافة قريبة مُمكِن يرجعوا عنهُ بِبساطة خاصّةً لو الطريق سهل ، لِذلِك أتاههُم وَلَمْ يهديهُم لِفلسطين بِسُرعة ، حتّى إِذا رأوا حرب لاَ يُفكِّروُن فِى الرجُوع لِمصر ، حتّى أنّهُ قال " أنّ الرّبّ قَدْ أغلق عليهُم " ، هذِهِ تدابيره ، مسيحنا مسيح الهزيع الرّابِع ، وَكُلّ هذا التأخير لِتذكية الإِنسان فِى مثل المرأة التّى تشتكِى خِصمها للقاضِى قائِلةً إِنصفنِى مِنْ خصمِى ، يقُول الكِتاب[ وَكان لاَ يشاءُ إِلَى زمانٍ] ( لو 18 : 4 ) ،هكذا الله فِى حياتنا أحياناً يقُول لَمْ أشاء إِلَى زمانٍ لِيرى هل سنثبُت أمام حرب برّيّة حياتنا أم نتخلّى عَنَ الله ؟ هذا قصد الله مِنَ الهزيع الرّابِع إِنْ كان الأنبا أنطونيوس قَدْ تمرّر مِنْ كثرِة التجارُب وَالآلام حتّى حاربهُ الشيّطان وَصرعهُ ، وَيقُول القديس الأنبا أثناسيوس أنّ عدو الخير فِى أحد المرّات تصارع مَعَ الأنبا أنطونيوس وَتركهُ مطرُوح على الأرض ، عِندئِذٍ رفع عينهُ للسّماء وَكلّمهُ الله قائِلاً [ إِلَى متى تترُكنِى فِى تجارُبِى ؟ وَإِلَى متى لاَ تضع حدّاً لآلامِى ؟ ] عِندئِذٍ تراءى لهُ الله بِنورٍ بهىّ وَقال لهُ [ أنا كُنت معك فِى حربك أُراقِب حربك ، وَلأنّك حاربت وَثابرت وَلَمْ تكِل فسأجعلك نور لِهذِهِ البرّيّة ] ، أىّ أنا معك مُتابِع جِهادك ، لِذلِك أُعطيك وعُود عظيمة ، وَلكِن فِى الهزيع الرّابِع الخلاص نَفْسَه جاء فِى مِلء الزمان أرسل الله إِبنهُ ، تأخّرت كثيراً يارب ، يقُول لا لِهذا الكنيسة تؤمِن أنّ المسيح فِى وسطها وَسيأتِى لِيُجازِى كُلّ واحِد كعملِهِ ، الله وسطنا وَإِنْ كُنّا لاَ نراه لكِنّنا نشعُر بِهِ بِعين الإِيمان ، حتّى أنّ أخِر آية فِى الإِنجيل تقُول [ وَالرُّوحُ وَالعرُوسُ يقُولان تعال وَمَنْ يسمع فليقُل تعال وَمَنْ يعطش فليأتِ وَمَنْ يُرِدْ فليأخُذْ ماءَ حيوةٍ مجّاناً يقُولُ الشاهِدُ بِهذا نعم أنا آتِى سرِيعاً آمين تعال أيُّها الرَّبُّ يَسُوعَ ] ( رؤ 22 : 17 ، 20 ) يمكِن عِندما يطُول الوقت وَتطُول التجرُبة نشتاق لهُ أكثر ، عِندما يحِل الظلام نقُول متى يظهر النّور ، وَبعد مرور ساعة نقُول أنّهُ تأخّر ، لكِن لو صبرنا سنراهُ وَنفرح الله يأتِى فِى حياتنا كومضات حتّى الهزيع الرّابِع لِيرى مَنَ جدّف وَمَنَ ندم وَمَنَ قذف بِنَفْسِهِ فِى البحر ، الّذى يجِدهُ ثابِت يقُول لهُ لاَ تخف لأنّهُ مُنذُ ثبت وَشدّدت يدك للجِهاد وَأنا أُراقِب جِهادك ياليت يقيننا بالله لاَ يتراجع لأنّهُ سيأتِى فِى كُلّ تجرُبة لهُ تدبير ، لكِنّهُ سيأتِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك
المزيد
18 يناير 2025

يوحنا المعمدان ليلة عيد الغطاس

هذا اليوم يا أحبائىِ يوم عيد الظهور الإِلهىِ الذى تُعطيه الكنيسة مقام عالىِ جدا وتجعلهُ أحد الأعياد السيّديّة الكُبرى وتجعل لهُ إحتفال وصلوات خاصة بهِ بِطقس فرايحىِ فهى مُناسبة كُلّها فرح وكُلّها سرور لأنّ الله صار كواحد منّا وبِكر بين الخليقة ومن خلال صلوات عيد الغُطاس نشعُر أنّ الكنيسة بتُشير بقّوة جداً لِشخصية يوحنا المعمدان والكنيسة بتضع يوحنا المعمدان فىِ رُتبة عالية جداً0 عظمة يوحنا المعمدان :- فنحنُ نجد أنّ كُل القديسين بنطُلب صلواتهُم أمّا الشفاعة فنطلُبها من الست العدرا ويوحنا المعمدان ، يكفىِ شِهادة الرب يسوع نفسهُ إنّهُ أعظم مواليد النساء وأعظم من نبىِ والكنيسة بِتضعهُ بعد أيقونة السيد المسيح والكنيسة تُلّقبهُ بالسابق فهو الذى مهدّ لربنا يسوع المسيح وكانوا يسألوهُ هل أنت إِيليّا مَن أنت فواضح من السؤال أنّهُ كان شاغلهُم " ماذا تقول عن نفسك " فكان شخصية مُحيّرة جداً لدرجة أنّهُ مَن بِداية ميلادهُ يقولوا أنّهُ " وقع خوف على كُل جيرانهُم " ومَن بطن أُمهِ إمتلأ بالروح القُدس " وكان ينمو ويتقّوى بالروح وكان فىِ البرارىِ إلى يوم ظُهورهِ لإسرائيل " ( لو 1 : 80 ) " ويتقدّم أمامهُ بروح إيليّا وقّوتهِ ليرُدّ قلوب الآباء إلى الأبناء والعُصاة إلى فِكر الأبرار لكى يُهيّىء للرّب شعباً مُستعداً "( لو 1 : 17 ) فهو أتى ليُهيّىء للرّب شعباً مُستعداً لِذلك نشعُر أنّ الكِتاب المُقدّس يُكرمهُ وحياتهُ تُكرمهُ لأنّهُ نبىِ وأعظم من نبىِ فكُلّما نقترب من يوحنا المعمدان نشعُر بِعظمتهُ ، عظمتهُ فىِ مولدهِ ، لدرجة أنّهُ يتكلّم مع هيرودس بجبروت ، لأنّ الحق الذى بِداخلهُ حق لابُد أن يُعلن لا يستطيع أن يكتمهُ ، فضلّ أن يكون بِلا رأس على أن يكون بِلا ضمير ، لم يُفضلّ السكينة والطُمأنينة ، وهو لم يكُن فقط وبخّ هيرودس لسبب هيروديّا إمرأة فيلُبّس أخيهِ ولكن " لسبب جميع الشرور التى كان هيرودس يفعلها " ( لو 3 : 9 ) فالكُل عارف وساكت لكن يوحنا لا يستطيع أن يكتم ، ولكن الحق تجدهُ بيعلنهُ وبِجبروت ، إنّهُ أعظم من كُل الأنبياء ، فإنّهُ يوجد أنبياء عُظماء جداً ولكن يوحنا جاء" ليُعدّ طريق الرب " فهو جاء ليفرش للملك ، جاء ليُهيّىء القلوب " أعدّوا طريق الرب إصنعوا سُبلهُ مُستقيمة " وأشعياء قال " صوت صارخ فىِ البريّة " ومَن هو الصوت ؟! هو يوحنا المعمدان ، وكان يعيش فىِ البرارى وإختفى فىِ البريّة إلى يوم ظهورهُ لإسرائيل وبالتأكيد إكتسب من البريّة أشياء كثيرة ، لِذلك فهى أعطتهُ عظمة ، أعطتةُ قوة " كُل وادٍ يمتلىء وكُل جبلٍ وأكمه ينخفض وتصير المُعّوجات مُستقيمة والُشعاب طُرقاً سهلة ويبُصر كُل بشرٍ خلاص الله " إبتدأ يُكلّمهُم بكُل قوة " والآن قد وُضعت الفأس على أصل الشجرة0 فكُلّ شجرةٍ لا تصنعُ ثمراً جيّداً تُقطع وتُلقى فىِ النار " ( لو 3 : 9 ) ، ما هذا الكلام القوى فهذا هو يوحنا المعمدان ، صوت مُوبّخ لكُلّ نفس تعيش فىِ كسل وفىِ عدم مخافة الله والكنيسة تُرّكز على حادثة يوحنا المعمدان ، لأنّ لو لم يكُن يوحنا صوت صارخ لغُفران الخطايا ما إستطعنا أن نستقبل ربنا يسوع المسيح ، فهو صوت صارخ فىِ كُل قلب ، صوت يوحنا لابُد أن يدوىِ فىِ بريّة نفسىِ الموحشة " تُب " 0 لابُد أنّ حياتىِ تكون مرضيّة لربنا وشجرتىِ يكون فيها ثمر ، فأشعياء قال " صوت صارخ فىِ البريّة " ، وهذا الكلام قالهُ رب المجد عن يوحنا المعمدان مُنذُ 850 سنة ، ففىِ سِفر ملاخىِ يقول " هأنذا أُرسل ملاكىِ فيُهيّىء الطريق أمامىِ "( ملا 3 : 1 ) ، فملاخىِ تنبّأ عن مجيئهُ مُنذُ مِئات السنين ، تنبّأ عن مجىء هذا العظيم الصوت الصارخ لِدرجة إن زكريّا الكاهن فىِ لوقا يقول عنهُ " وأنت أيُّها الصبىّ نبىِّ العلىّ تُدعى لأنّك تتقدّم أمام وجه الرّب لتُعدّ طُرُقهُ " ( لو 1 : 76 ) لهذهِ الدرجة ؟! " نبىِّ العلىّ تُدعى تتقدّم أمام وجه الرب لتُعدّ طُرُقهُ لتُعطىِ شعبهُ معرفة الخلاص بِمغفرة خطاياهُم " ، والقديسين كثيراً ما يربطوا بين يوحنا المعمدان وإيليّا النبىِ فىِ القوة فنجد إيليّا ظهر فجأة ووقف أمام أخآب الملك ( 1 مل 18 : 17 ، 18 ) ويوحنا نجدهُ كبر وظهر فجأة من البرّية إيليّا النبىِ كانت هُناك إمرأة إسمها إيزابل كانت بِتكمن لهُ شرور وهدّدتهُ بالقتل ( 1 مل 19 : 1 ، 2 ) ، كذلك يوحنا توجد إمرأة كانت تُكمن لهُ شرور وطلبت رأسهُ ( مت 14 : 6 – 11 ) يوحنا المعمدان يحمل روح قوية ، روح موبّخة ، روح مؤنّبة ، قال للعشارين " لا تستوفوا أكثر ممّا فُرض لكُم " ( لو 3 : 13 )، وكان يأتىِ إليهِ الجنود ويقولوا لهُ ماذا نفعل فكان يقول لهُم " لا تظلموا أحداً ولا تشوا بأحدٍ وأكتفوا بعلائفكُم " ،وكان يقول للناس " فأصنعوا أثماراً تليق بالتوبة " ( لو 3 : 8 ) إبتدأ يُعلّم كُل فئة كيف تقترب من الله من خلال حياتها العمليّة هيروديّا لم تستطع أن تحتمل صوت ربنا الذى يُوبّخها ، لِذلك النفس البعيدة عن ربنا تُريد أن تتجنّب صوت ربنا وتنساه وتكون ملهيّة عن ربنا الضمير بيفقد حساسيتهُ والنفس بتهرب من الفأس الموضوعة على أصل الشجرة لِذلك قُلّ لهُ يارب أعطينىِ زمان فأنت لست مُحتاج أن يحلّ الروح عليك ولا الحمامة تستقر عليك ،وأنت فىِ نهر الأردُن أنا كُنت فيك ، فالحمامة والروح إستقر علىّ فالقديس يوحنا المعمدان هو نبىِ بل أعظم من نبىِ ، عاش فىِ البريّة ، عاش فىِ حياة كُلّها بِر وكُلّها تقّوى 0 سر عظمة يوحنا المعمدان :- وهى نُقطتين فقط :- أول نُقطة مُهمة جداً عندما نأتىِ بِسيرة يوحنا المعمدان نتكلّم عن :- 1- بيت يوحنا المعمدان:- الذى صنع يوحنا المعمدان تقّوى أبوه وأُمه " زكريّا وأليصابات " الإنجيل يقول عنهُما " وكانا كلاهُما بارّين أمام الله سالكين فىِ جميع وصايا الرّبّ وأحكامِهِ بلا لومٍ "( لو 1 : 6 ) الأب والأُم فىِ البيت بارّين أمام ( الله ) وليس أمام ( الناس ) فالإنسان مُمكن يكون برّهُ أمام الناس بِر شكلىِ وبِر نسبىِ ، ولكن هُم بارّين أمام الله الذى يفحص القلوب لابُد أن نبحث عن بِرّنا الحقيقىِ ، فنحنُ مُمكن أن نكون فىِ الكنيسة شىء وفىِ البيت شىء آخر ، لماذا نحنُ نكون فىِ البيت شخصيّة غير الشخصيّة التى فىِ الكنيسة؟ لماذا يملُك علينا فىِ البيت الصوت العالىِ والعصبيّة والغضب وعدم الطاعة ؟ فالقديس يوحنا فم الذهب يقول " فالأولاد مهما أخذوا من دروس بالمدرسة يعودون ويستذكرونها باقىِ النهارفلنحرص على ما نسمعهُ حرصنا على نقودنا ومُقتنياتنا لأننّا أُعطينا كلِمات أثمن من الذهب والأحجار الكريمة وقبلنا الروح القُدس " فالأولاد لابُد أن يرجعوا البيت ويذاكروا الدروس ، فلماذا حياتنا بعيدة عن الوصيّة ولم نجد فىِ أولادنا الثمر الذى المفروض أن نجدهُ فأنسب شىء فىِ الحياة المسيحيّة أن لا نتكلّم عن الصلاة بدون أن نُصلّىِ ، علّمنىِ بِحياتك قبل كلامك لىّ ، فهل نحنُ نُصلّىِ بأنتظام ؟! هل نحنُ حريصين على الحضور فىِ بيت ربنا ؟ هل حريصين على زرع المحبة فىِ داخلهُم ؟ فعادةً نقول لهُم إيّاك أنّ فُلان يحصُل على درجات أعلى منّك ، فإن كان البيت بيزرع مخافة ربنا فلو نجد زكريّا وأليصابات سنجد يوحنا فلا تعتقدوا أنّ الحياة أيامهُم كانت مِثاليّة لا زكريّا كان بار فىِ جو ليس فيهِ بِر ، فإنّهُ صعب أنّ زكريّا أرضى الله فىِ جو رُبما كُل المُحيطين بهِ كان فاسد ولا تقولوا أنّهُ لم يكُن عِندهُم مُشكلة ، فعُقم اليصابات كان مُشكلة كبيرة عِندهُم ، لدرجة أنّهُ الملاك عندما ظهر لزكريّا قال لهُ " طِلبتك قد سُمعت " وهذا دليل على أنّها كانت طِلبتهُم بإستمرار ، وأيضاً زكريّا فضلّ أن لا يتزوج بإمرأة أُخرى بالرغم من أنّ الناموس يُشرّع لهُ الزواج ، فزكريّا بِتقواه إرتقى فوق الناموس ففىِ البيت نهتم جداً بأكل الأولاد وشُربهُم ، وكما يقول أحد الآباء " نحنُ لم نُقدّم مشروع تسمين فىِ البيت " فأكل طالع وأكل داخل ، والأكل الروحىِ هو الأهّم ، هو الأبقى ، فأحد الآباء يقول" إنّ البطن لا تستطيع أن تحتفظ بالأطعمة " ، تخيلّوا أننّا مُهتمين بالأكل وبالمظهر مَن مُهتم أن يحتفل بالقديسين فىِ بيتهُ ، مَن يحتفل بالست العدرا فىِ بيتهُ الإحتفال الأجمل هو الذى فىِ البيت مَن الذى يأخُذ أولادهُ مَن بِداية النهار للقُدّاس ؟ وأسألهُم ماذا كان يقول الأبركسيس ؟ فأنا لىّ رِسالة من جهتهُم ، ربنا بيُعطينا عجينة جميلة الزمن بيخرّبها ولكن ماذا نعمل نحنُ لهُم ؟ " الكنيسة التى فىِ بيتك الإيمان العديم الغِش " القديس بولس الرسول يقول لتلميذهُ تيموثاوس أنا مُطمئن عليك لأنّ عِندك الإيمان العديم الغش فيجب أن تهتم بروحياتهُم ، فهل عِندنا نفس الغيرة ونفس الإهتمام ؟ هل أحرص أن يكون فىِ البيت مكتبة تُناسب سِن الإبن ؟ هل أشُعر إن أنا لىّ دور أن أُدخل هذهِ النفس للملكوت ؟ فمُمكن أن يصير إبنىِ دكتور ويكون غير مُوفّق فىِ حياتهُ فأبونا بيشوى كامل ذهب لواحد ليفتقدهُ فأبوه قال لهُ إن إبنىِ فىِ هذهِ السنة لم يكُن عِندهُ وقت فهو فىِ ثانويّة عامّة وبيأخُذ دروس ، وكان بيطلُب منهُ الخادم أن يجلس معهُ ولو لوقت بسيط ، فكان يقول لهُ لا يوجد عِندهُ وقت لِذلك تمُرّ السنين ويُصبح الخادم كاهن ويأتىِ إِليهِ الأب ويقول لهُ أنا إبنىِ أصبح دكتور فىِ المُستشفى وإرتبط بِممُرّضة فىِ المُستشفى وأنا غير قادر أن أُقف مشاعرةُ فالسماء لا يوجد فيها شِهادات ، فلا نُهمل حياتهُم الداخليّة ، فهل ربنا سيسألنىِ هل هو مُدرّس أم دكتور ولكن ربنا سيسألنىِ عن الأمانة التى أعطتها لك ماذا فعلت بِها ؟! ، فالجو الذى نُرّبىِ فيهِ أولادنا صعب ، ولِذلك نجد أنّ القديس أوغسطينوس مديون لدموع مونيكا ، فدموع مونيكا هى التى صنعت أوغسطينوس ، فالقديس بولس الرسول يقول ثلاث سنين لم أفتُر ليلاً ونهاراً عن أن أُنذركُم بِدموعىِ ، فهو يُنذر بالدموع ، فأنا إبنىِ مُمكن أن أُنذرهُ بِدموعىِ وهى ستُنذرهُ أكثر من كلامىِ0 2- روح قويّة:- البرّيّة جعلتهُ أن يكون إنسان بسيط لا يُحب المظاهر لا ينقاد لِخداع العالم فهو خرج لابس وبر الأبل ، وكأنّهُ يقول أنا سألبس الذى يستُر جسدىِ فقط فنحنُ جيل المظاهر والمظهر عِندهُ أهم من الروحيّات بكثير ، وعُلماء النفس يقولوا أنّ الإنسان كُلّما يهتم أن يُحسّن بالمظهر الخارجىِ دلّ ذلك على أنّهُ فىِ داخلهُ يوجد شىء يُريد أن يُخبئّهُ تأمّلوا الأنبا بولا كان لابس ثوب من ليف النخيل أو من سعفهُ ، والأنبا أنطونيوس كان لابس جلاّبيّه ولكن من الداخل قّوة جبّارة ويوحنا المعمدان يقولوا أنّ هيرودس كان يهابهُ ، القديس العظيم الأنبا أنطونيوس عِندما كان سيُقابل الملك فقال لهُ تلاميذهُ أن يرتدىِ ملابس تليق بِمقابلة الملك فقال لهُم " أنا أنطونيوس ذهبت أو لم أذهب فماذا يكون الملك " ؟!! ، فجمال النفس فىِ الداخل كُنت عِند ناس وكان عِندهُم مُشكلة إن إبنهُم طالب موبايل لأنّهُ شعر أنّ قيمتىِ ستأتىِ من الأشياء التى معىِ ، وذلك يدُل على إن أنا فقير ومريض من داخلىِ ولكن أنا لا تفرق عِندىِ هذهِ الأشياء فأين ذهبت قّوة أولاد الله ؟ أين ذهبت قّوة الآباء ؟ ونحنُ بنسعى وراء شهوات باطلة وأمور تافهه لا تُقاس بِمجد السماء ، لِذلك القديس يوحنا المعمدان يُوبّخنا بِمظهرهُ ، ليتهُ يُوبّخنا بسيرتهُ لأنّ ربنا قال " إن سمعتُم صوتهُ فلا تُقسّوا قلوبكُم " ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
08 يناير 2025

تساؤلات فى التجسد

التجسد الإلهي هو جوهر الحياة المسيحية إن فهمناه فهمنا عقيدتنا المسيحية بعد ولادة ربنا يسوع المسيح اضطرب هيرودس الملك وأمر بقتل أطفال بيت لحم من سِن سنتين فما دون كان يجب أن يكون الطفل يسوع وسطهم لكن الملاك ظهر ليوسف البار وقال له قم وخُذ الصبي وأمه واهرب إلى أرض مصر .. لو كان ربنا يسوع أتى ليموت ويفدينا كان يمكنه أن يموت وسط أطفال بيت لحم وانتهى الأمر .. فهل كان يليق أن يموت وسط أطفال بيت لحم أم لا ؟ ولماذا ؟لا يليق أن يموت المسيح وسط أطفال بيت لحم .. لماذا ؟ أولاً لكي تتحقق فيه النبوات . ثانياً لكي يمر بمراحل حياة الإنسان المختلفة لأنه لما تجسد أخذ طبيعتنا وجسدنا فيمر بمراحل حياتنا ويُقدسها كلها . ثالثاً لابد أن يفدينا عن طريق الصليب وليس بسيف هيرودس أيضاً كان لابد أن يعيش ويكون له أصدقاء وأحباء وعائلة وأعداء ويُبارك حياتنا ويعيش حياتنا بحيث أنه يأكل ويشرب ويحزن ويتألم ويفرح ويتضايق ويجوع ويئِن ويتهلل ويتعامل مع كل الفئات ويُبارك الحياة بكل ظروفها ويُبارك الطبع البشري كله ويُعلِّمنا كيف نسلك ونُحارب عدو الخير ويُصلب ويغلب الموت لذلك صار إنسان كواحد منا . لماذا لم يمُت وسط أطفال بيت لحم وينتهي الأمر أليس هو موت ؟ لا لكن لكي يحمل خطايانا ويأخذ لعنتنا ﴿ ملعون كل من عُلِّقَ على خشبة ﴾ ( غل 3 : 13) لأن موت يسوع كان له شروط هي :- 1. أن يكون موت إرادي ﴿ أسلم ذاته بإرادته وحده ﴾ كان يمكنه أن يهرب من البستان لكن عندما سأله الجنود " نريد يسوع الناصري " أجابهم " أنا هو " . 2. لابد أن يموت موت به إشهار وإعلان أي فضيحة فإن مات وسط أطفال بيت لحم ألـ 144000طفل كيف سنعرف يسوع وسط كل هؤلاء ؟ لكن بالصليب كل الناس عرفت أن يسوع قد مات . 3. لكي يجتاز به عقوبات من مختلف الأنواع لكي يُبررنا من خطايانا الكثيرة التي فعلناها كل هذا تعبير عن طبيعة الفداء الذي فدانا به . يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته للعبرانيين ﴿ لأنه لاقَ بذاكَ الذي من أجلهِ الكل وبهِ الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد ﴾ ( عب 2 : 10) فهل يليق بالله أن يصير إنسان ؟ الله هو جوهر إلهي لا يليق أن يكون إنسان لكن " لاقَ بذاكَ " هو لا يليق لكن لكي يُنقِذنا لاق به نعم قد نتعجب من الأمر لكن لأجل محبتهِ لاق به لأنه لا يليق أن ينظر الله الإنسان يموت وينتظر فداء الله ولا يتدخل الله لكن لكي يُكمِّل خلاصنا لاق به واشترك معنا في اللحم والدم هل يليق يا الله أن تأخذ شكل المحدود وأنت غير محدود تأخذ شكل الزمني وأنت غير زمني ؟ نعم من أجل الصلاح وحده﴿ لأنه صالح ومُحب البشر ﴾ عندما نتعجب من تصرفات يسوع وأفعاله قُل أنه صالح ومُحب البشر سواء جاع أو عطش أو نام أو بكى لأنه صالح ومُحب للبشر . إذا ذهب طفل مع والده إلى الكنيسة وأثناء مسيرة سقط الطفل في بِركِة ماء غير نظيف وكان يرتدي ملابس جديدة هل يتركه الأب ويسير أم ينادي من يُنقِذه أم ؟ بالطبع ينتشله بسرعة ولا يهتم بمظهره وملابسه لأنه إن لم ينتشله بسرعة يكون مُخطِئ في حق ابنه نعم لا يليق أن الله يتجسد لكن أيضاً لا يليق أن لا يفدينا . يقول الكتاب ﴿ لأجلهم أُقدِّس أنا ذاتي ﴾ ( يو 17 : 19) هل يحتاج يسوع للتقديس ؟ توجد قاعدة مهمة وهي أن يسوع كنائب عنا أخذ جسد بشريتنا لكي يُقدسه الجسد الذي فسد وانحرف وجمحت تيارات الشر بمقاصده كان لابد أن يُصلَح ويُحوِّل تيارات الشر التي فيه إلى تيارات بر من يفعل ذلك ؟ أبونا إبراهيم ؟ نعم هو بار لكنه كِذِب وموسى النبي ؟ أخطأ داود الملك ؟ نعم قلبه حسب قلب الله لكنه زنا وأخطأ وإذاً الجميع زاغوا وفسدوا ليس من يفعل الصلاح ليس ولا واحد ( رو 3 : 12) كل الزرع البشري ورث الفساد كيف يُصلِح الأمر ؟ أن المسيح أصلح البذرة في نفسه يُقدس ذاته أي يُقدسنا نحن فيه نحن جسده أي يُقدسنا نحن أي طبعِنا يتجدد ويتغير الجسد الذي ازدادت فيه حدة الشهوة لابد أن تُحد بتقديس الجسد عندما يأخذ ربنا يسوع هذا الجسد يُقدسه لم يكن مُمكناً أن الشهوات الطبيعية تكُف عنا إلاَّ إذا صار جسد مذلتنا جسد خاص بالابن الكلمة ليُبيد الشر داخلي ويسحقه ويجعل جسدي البشري الخاضع للفساد لا يفسد ولن يُباد الموت إلاّ بالحياة فورثنا جسده بالمعمودية ميلاد الفداء والخلاص الميلاد الفوقاني فيتقدس بها جسدنا ﴿ أُقدِّس أنا ذاتي ﴾ أي يُقدسنا فيه ويضبُط الحركات المغروسة في جسدنا لأن الخطية صارت في جسده مائتة ﴿ ليكونوا هم أيضاً مُقدسين في الحق ﴾ ( يو 17 : 19) لذلك يقول له ﴿ باركت طبيعتي فيك ﴾ هو نائب عنا وأعماله كلها تؤول إلينا . لذلك كل إيجابيات المسيح لم يعملها لنفسه بل لنا هو قادر أن يغلب عدو الخير على الجبل لكنه فَعَل ذلك لنا يغلِب الموت على الصليب ويصعد لنا كل أعماله الخلاصية لأجلنا لتنتقل لنا لذلك صرنا قائمين في المسيح ومن سكان السماء في المسيح فإن قال لك شخص أن معه في العمل زملاء مُتعبين ومُنحرفين وكارهين لنا أقول له اُنظر المسيح عاش كل هذا لأن حياته من أجلنا لذلك جسده نحن ورثناه في أمور كثيرة جداً نحن داخل جسده أعضاؤه لحم من لحمه وعظم من عِظامه ( تك 2 : 23 ) كيف نفهم أن يسوع يصوم أو يصلي ؟ ولمن يصلي ؟ ﴿ الذي في أيام جسدهِ إذ قدم بصُراخٍ شديدٍ ودموعٍ طِلباتٍ وتضرعات ﴾ ( عب 5 : 7 ) كيف نفهم ذلك عن الله ؟ كيف يصرخ ويطلب ويتضرع ؟كان يصلي لنفسه كيف ؟ وكيف يصلي إلى درجة البُكاء ؟ هل هو محتاج لذلك ؟ هذه صفة ناسوتية لنتعلم منه نحن كنا فيه ومادُمنا داخله إذاً الذي يفعله يفعله لأجلنا إن صلى نُصلي معه وإن صام نصوم معه وكأنه يقول العلاقة التي فسدت بين آدم والله أنا أتيت لأُصلِحها وكأني الجسد بينكم وبين الله جعل جسد بشريتهِ وسيلة تصالُح مع الله ولأن صلاته مقبولة لدى الآب صارت صلاتنا مقبولة فيه لدى الآب كذلك الصوم ولذلك لما نصلي نصلي باسم يسوع المسيح ولما نصوم نصوم باسم يسوع المسيح الكنيسة وضعت الصلاة الربانية كما هي في الكتاب المقدس وأضافت لها " بالمسيح يسوع ربنا " كأننا نقول صلاتنا مقبولة في اسمه ونقول له أنت وقفت وصليت اجعل صلاتي الآن لا أظهر فيها أنا بل اظهر فيها أنت وقَّع على صلاتي لتُعطيها قوة لذلك لما صلى علَّمنا كيف تُقبل صلاتنا لدى الآب باسمه لأن صلواتنا ضعيفة ومملؤة طياشة لكنها محمولة في قوة صلاة يسوع لله عندما صلى جعل لنا صِلة بالآب التي كانت قد قُطِعت من قبل لأن الابن الوحيد هو القادر أن يُصلِحها لأنه لا يليق بشخص عادي أن يُعيد علاقتنا بالآب لأنه مُخطِئ مثلنا لكن الابن هو الوحيد الذي له هذا السلطان فصرنا مقبولين فيه لذلك صلى بلسان إنسان وبجسدنا من أجلنا بدليل أنه كان يِعرَق ويقضي الليل كله في الصلاة لذلك صلاة يسوع هي لتُقبل صلاتنا من خلالها وكأنها فتحت لنا الباب المُغلق وصارت صلاتنا مقبولة لدى الآب من خلاله لذلك يقول مُعلمنا بولس الرسول ﴿ الذي في أيام جسدهِ إذ قدم بصُراخٍ شديدٍ ودموعٍ طِلباتٍ وتضرعات ﴾ كأنه يقول عندما نقدم صلاة من خلال حياة يسوع يسمع لها من أجل تقوى يسوع نفسه لأن أي تقوى خارجة عنه تقوى مُزيفة لذلك هو الذي جدد طبعنا فصار طبعِنا مقبول في صلاته ويسمع لها من أجل تقواه هو لذلك قال في صلاته الوداعية ﴿ أنا علمت أنك في كل حينٍ تسمع لي ﴾ ( يو 11 : 42 ) نحن أيضاً نقول له أنا علمت أنك تسمع لي كل حين في شخص يسوع أيضاً صام لأننا داخله فصُمنا معه وكأنه يقدم للآب صوم عنا ويقول له هذا الجسد البشري الذي فسد عن طريق الأكل يقدم لك صوم من جديد وأصلحته قال أنتم أولادي ترثوني ﴿ إن كنا أولاداً فإننا ورثة أيضاً ﴾ ( رو 8 : 17) صومه كان لينزع عار البشر لأن آدم غُلِب بالأكل فقدم به علاج لذِلِّة آدم أفعال يسوع كانت هامة لأنها تمس خلاصنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا أنطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
14 ديسمبر 2024

ترقُّب المسيح

نبوة عن ملاخي النبي يقول عن يسوع أنه مُشتهى الأمم أي أن عيون الكل كانت تترقبه كل نبوات الكتاب المقدس وكل حديث في الكتاب المقدس تدور حول شخص يسوع المسيح من بداية سقوط آدم رأينا أن الله بيصنع ذبيحة لنفسه يريد أن يقول إن ذبيحته هي التي تستر وتُكفِّر عن خطايانا وأصبح لا يوجد أي علاج بشري يستر حتى أقمصة التين لم تسترهم لأنها تذبُل بمجرد حلول الشمس فيرجعوا إلى عُريهم ثانيةً أراد الرب الإله أن يقول لهم إن حلولهم كلها فاشلة وعاجزة عن سترهم والحل في ذبيحته سيعمل ذبيحة لأنها هي الحل الوحيد إنها ذبيحة آتية ستستر الجميع بعد ذلك تكلم عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية وبدأ الكتاب المقدس كله يحدثنا عن نبوات للسيد المسيح ومجيئه لذلك فإن أكثر الأشياء التي شغلت الأنبياء أن يتكلموا عن المسيا والروح تسوقهم حتى لو كانوا لا يُدركون ما يكتبون مثال على ذلك موسى النبي وهو يكتب الآية التي تقول أن نسل المرأة يسحق رأس الحية بالطبع لم يعرف معنى هذه الآية وعندما تحدث عن الذبيحة التي تغفر الخطايا فإنه لم يعرف معنى هذه الآية وما هي الذبيحة وأيضاً وهو يُدوِّن قصة فُلك نوح كان لا يعلم أنها ترمُز إلى شخص المخلص الذي سيُنجي العالم كله من طوفان الخطية لكنه كتب وهو لم يُدرك تتوالى النبوات عن مشتهى الأمم وكلما زاد العالم في شره زاد الترقب لقدوم المخلص ونرى الكتاب المقدس متدرج في روح النبوة ويكشف لنا عن من هو المسيا الذي سيأتي ما من صفة في شخص رب المجد يسوع إلا وتجد لها أكثر من نبوة والعجيب أن اليهود رغم إنهم أتقنوا أسرار الكتاب المقدس إلا إنهم لم يستطيعوا ربط هذا بالمسيا في حين أن كل الصفات مكتوبة كل صفات السيد المسيح وردت في نبوات الكتاب المقدس سيُولد من عذراء إسمه في أي مكان سيُولد ميعاد ميلاده صفاته ( نبي ، قاضي ، ملك ، مُخلص ) أدق تفاصيله لا بداية له ولا نهاية سيُعلِّم بأمثال يصنع معجزات إن تلميذه سيخونه سيُصلب يصير محتقر ومرذول سيُعرى يُسقى خل في عطشه إنه سيقوم من الأموات الصعود إنه سيأتي ثانيةً لهذه الدرجة أرادوا الأنبياء أن يُشيروا إلى ربنا يسوع المسيح ؟! كل هذا ولم يعرفه اليهود كل هذا إلا أنه عذرهم وفتح لهم الباب ثانياً وأراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة يوحنا المعمدان عندما أرسل للسيد المسيح تلاميذه ليسألوه هل أنت أم ننتظر آخر ؟ ( مت 11 : 3 ) رغم معرفة ويقين يوحنا المعمدان أنه هو لكنه أراد أن يسمع تلاميذه بآذانهم الكلام فقال الرب يسوع لهم قولوا له العُمي يُبصرون ( مت 11 : 5 ) بدأ كلامه عن العُمي لأن أشعياء النبي تنبأ عنه وقال أنه سيجعل العُمي يُبصرون فمن يُولد من عذراء ووُلِد في بيت لحم وإلخ وأيضاً يجعل العُمي يُبصرون فإنه يكون هو المسيا يأتي الرب يسوع ولكي يؤكد لم يفتح أعين أعمى واحد بل إحدى عشر شخص في أماكن مختلفة مشتهى الأمم الذي عيون الكل تترجاه عندما جاء لم يعرفه أحد رغم محاولته للتأكيد على هذا أشعياء النبي يقول له { ليتكَ تشق السموات وتنزل } ( أش 64 : 1) وأيوب يقول له { ليس بيننا مُصالح يضع يدهُ على كلينا } ( أي 9 : 33 ) الكل يترقب حقق كل النبوات حتى النهاية حتى يقول كل هذه القصة من أجلك إنت حذاري أن تقع في هذا الخطأ لأنه سيُضاعف عشرة مرات إن كان الناس في العهد القديم لم يُصدقوا ما حدث ربما لهم عذر لكن نحن إذا وقعنا في الخطأ أو لم نستفد مما حدث إذاً لمن هو أتى ؟ ماذا فعل ؟ ما دوره ؟ وما دورك ؟ إنه أتى وبارك طبيعتي فيه أتى وأكمل النبوات لم يستريح على الصليب إلا عندما قال " قد أُكمِل " ( يو 19 : 30 ) أي كمُلت كل النبوات أحد الأباء المُفسرين يقول { أن يسوع ظل ينتظر وينتظر حتى تكتمل النبوة ويسقوه خل }{ في عطشي يسقونني خلاً }( مز 69 : 21 ) { نكس رأسه وأسلم الروح } ( يو 19 : 30 ) تعطي دلالة على أنه له سلطان على الموت لذلك نكس رأسه أولاً أي استعد ثم أسلم الروح أي أكمل التدبير للنهاية مشتهى الأمم عليه أن يدخل حياتي نحن الذين قيل عنا " نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور "( 1كو 10 : 11 ) حصلنا على كل هذه البركات دون مشقة حتى الأنبياء الذين كتبوا كل هذا لم يعوا ولم يفهموا ما كتبوه لهذا نقول في الصلاة { أن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع } موسى النبي يرى عُليقة مُشتعلة بالنار ولكن لا يستوعب ولا يعرف أبونا يعقوب يرى سُلم طالع إلى السماء وملائكة صاعدة ونازلة إلا أن هذا المنظر بالنسبة له منظر مُفرح مُعزي ليس أكثر لكن الحقيقة هي أن بالتجسد إنفتحت السماء على الأرض والسُلم هو بطن الست العذراء الذي أعطانا كل البركات أما العُليقة المُشتعلة هي اتحاد اللاهوت بالناسوت فهل فهم ذلك موسى ؟ تخيل أنه قيل عن موسى النبي أنه " أمين في كل بيتي " ( عد 12 : 7 ) أيضاً " فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه " ( عد 12 : 8 ) كان يُكلم الله كما يُكلم صاحبه إلا أننا الأن فهمنا أكثر منه الشعب اليهودي وهو يذبح خروف الفصح كانوا يعلمون أنه هو المسيح ؟ بالطبع لم يعرفوا أن المسيح دخل أورشليم وهم يُدخلون الخرفان أيضاً لهذا يقول بولس الرسول { فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا } ( 1كو 5 : 7 ) هذا هو الفصح الحقيقي الذي أعطى كفارة هو الذي أعطى الفداء من هنا نقول أن هذه هي البركات التي آلت إلينا النِعم التي حصلنا عليها بالتجسد الإلهي الذي جعلنا نرى كل الأسرار كحقائق وجعلنا نتمتع بكل النبوات ليست مجرد نبوة بل بركة من هنا نحن نسعد ونحن نقرأ الكتاب المقدس بكل نبواته التي عرفناها بل عشناها ربنا يعطينا في هذه الأيام المقدسة أن نحيا حياة التجسد الإلهي ونشعر بقيمة العطية ويفتح لنا كنوز أسرار الكتاب لكي نتمتع بوجوده في حياتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل