القمص: انطونيوس فهمى

ولد إدوار فهمى جوارجيوس إبراهيم بمدينة الأسكندرية عام 7/12/1962 وتخرج من كليه الصيدلة جامعة الاسكندرية عام 1988وأدى الخدمة العسكرية كضابط لمدة ثلاث سنوات ورشم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يوم الجمعة الموافق السابع من شهر نوفمبر عام 7/11/1996 بإسم أنطونيوس فهمى على مذبح الله بكنيسة القديسين العظيمين مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك. وتم ترقية القس أنطونيوس فهمى فى يوم تدشين الكنيسة يوم 15/2/2021 بيد صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال118 الى رتبة القمصية.
الكتب (86)

الخادم و .... الجزء الثانى القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى سفر الرؤيا القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى رسالـة يهوذا القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الثالثه القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الثانيه القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الأولي القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى رسالة بطرس الرسول الثانيه القمص: انطونيوس فهمى

مقدمة و دراسة عامة فى رسالة بطرس الرسول الأولى القمص: انطونيوس فهمى
العظات (2018)
المقالات (269)
25 أكتوبر 2025
مؤهِلات دخُول السَّماء
الله أوجدنا لِكى نكُون معهُ فِى مجده قصد خلقتِهِ لنا أنْ نكُون معهُ فِى مجدهِ مُنذُ خلقِتنا وَهُوَ ينتظِرنا فِى الأبديَّة وَمُنذُ الأزل إِذاً فنحنُ مُواطِنيِن سمائيين وَ السَّماء هى بيتنا الإِنسان دائِماً يُرِيد الرِجُوع لِبيتِهِ لِيسترِيح هكذا القديسين أحبُّوا السَّماء لأنّها الموطِن الأصلِى وَداوُد النبِى يقُول [ ويل لِى لأنّ غُربتِى قَدْ طالت علىَّ ]( مز 119 مِنْ مزاميِر الغرُوب ) وَالسيِّد المسيح قال [ أنا أمضِي لأُعِدَّ لكُمْ مكاناً حيثُ أكُونُ أنا تكُونُون أنتُم أيضاً ] ( يو 14 : 2 – 3 ) إِذاً الله لَمْ يخلِقنا لِكى نهلك لاَ بل لِنُشارِكهُ مجدهُ وَسُكناه وَما أجمل أنْ نكُون معهُ وَما أمجد أنْ نكُون معهُ وَنسكُن معهُ عِندما ندخُل الكنيسة وَنجِد المذبح مفتُوح يفرح قلبِنا إِذا كان منظر هكذا على الأرض يفرّحنا فما بال السَّماء !!
البعض يقُولُون أنّ صُورة السيِّد المسيح تُثيِر نِفُوسهُمْ وَتُفرّحهُمْ فكم تكُون الحقيقة وَالمجد السَّماوِى عِندما نراه كما هُوَ سنتمتَّع بِالله نَفْسَه إِذا كان مُوسى النبِى عِندما رأى لمحة مِنْ مجد الله مِنْ وراءه أصبح وجههُ يلمع حتَّى أنّهُ لبس بُرقُع إِذا كانت لمحة مِنْ مجد الله فعلت فِى مُوسى النبِى هكذا فما بال لمّا تكُون معهُ وَ ترى مجده بِالحقيقة إِذا كان بُطرُس وَيعقُوب وَيُوحنا على جبل التجلِّى رأوا مجد الله قالُوا [يارب جيِّد أنْ نكُونَ ههُنا ] ( مت 17 : 4 ) لمحة مِنْ مجده تجعلنا نظِل معهُ هذا هُوَ المجد الّذى سنكُونُ فِى هيئتِهِ كما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ الَّذى سيُغيّرُ شكل جسدِ تواضُعِ لِيكُونَ على صُورةِ جسدِ مجدِهِ بِحسب عمل إِستطاعتِهِ ] ( فى 3 : 21 ) سنكُون بِجسدٍ مُمّجد [ متى أُظهِر المسيحُ تظهرُون أنتُمْ أيضاً معهُ فِى المجدِ ] ( كو 3 : 4 ) الّذى نأخُذهُ هُنا هُوَ عربُون لِكنْ فِى المجد سيظهر وَسنظهر معهُ مُعلّمِنا بولس الرسُول فِى رِسالِة كورنثُوس يقُول [ ناظِرِين إِلَى مجد الرّبّ بِوجهٍ مكشُوفٍ ] ( 2 كو 3 : 18 ) أىّ بِدُون بُرقُع أوْ رمُوز المجد السَّماوِى أمر لابُد أنْ نُفّكِر فِيهِ الله لاَ يُرِيد أنْ يهلك أحد [ الَّذى يُرِيدُ أنّ جميِع النَّاسِ يخلُصُون وَإِلَى معرِفةِ الحقِّ يُقبِلُون ]( 1 تى 2 : 4 ) [ لأنّ هذِهِ هى إِرادة الله هى قداستُكُمْ ] ( 1 تس 4 : 3 ) لكِنْ الإِنسان بِذاته هُوَ الّذى يمنع نَفْسَه أراد الله أنْ يرُد الإِنسان إِلَى رُتبتهُ الأولى ، قال لابُد أنْ أُخلّصهُ وَأرُدّه مرّة أُخرى[ لأِنَّ إِبن الإِنسانِ قَدْ جاء لِكى يطلُبَ وَيُخلِّصَ ما قَدْ هلك ] ( لو 19 : 10 ) الله يهِمّه أنْ لاَ تهلك يهِمّه خلاصك وَيحزن لِهلاكك ، كما يقُول أحد القديسين [ الّذى ليس عِنده خِسارة سِوى هلاكنا ] الله ليس عِنده خِسارة وَإِنْ جاز تعبيِر أنّ الله عِنده خِسارة ستكُون الخِسارة هى هلاكنا 0
مؤهِلات دخُول السَّماء :-
1- الإِيمان بِالمسيِح :-
لاَ أحد يدخُل السَّماء أبداً إِلاّ الّذى عِنده إِيمان بِالمسيِح الفادِى وَ المُخلّص مهما نقُول أنّ هذا الإِنسان صالِح لكِنّهُ لاَ يعرِف المسيِح فهُوَ لاَ يدخُل السَّماء لابُد أنْ يكُون لهُ إِيمان وَإِيمان عامِل بِالمسيِح وَليس إِيمان نظرِى بِدايِة القائِمة فِى الممنُوعُون مِنْ دخُول السَّماء هُمْ غير المؤمنيِن المُهِمْ الإِيمان بِالمسيِح إِبن الله الفادِى وَالمُخلِّص [ وَليس بِأحدٍ غيرِهِ الخلاصُ ] ( أع 4 : 12 ) لَنْ نخلُص بِدُونه لَنْ ندخُل السَّماء بِدُون إِيمان عامِل وَليس إِيمان نظرِى مرّة سأل تُوما السيِّد المسيِح قائِلاً كيف نخلُص وَنعرِف الطرِيق ؟ أجابهُ السيِّد المسيِح[ أنا هُوَ الطرِيق وَالحق وَالحيوة ليس أحد يأتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي ] ( يو 14 : 6 ) إِذاً الباب هُوَ المسيِح لاَ أحد يدخُل السَّماء بِدُون الله [ الّذى يؤمِن بِالإِبن لهُ حيوة أبديَّة وَالّذى لاَ يؤمِنُ بِالإِبنِ لَنْ يرى حيوةً بل يمكُثُ عليهِ غضبُ اللهِ ] ( يو 3 : 36 ) ليس دخُول السَّماء بِالفضائِل فقط لاَ لأنّهُ فضيلة وَبِر بِدُون المسيِح تكُون فضيلة بشريَّة وَالبشريَّة طبيعة فاسدة وَالفاسِد لاَ يلبِس عدم فساد وَلِكى يلبِس عدم فساد لابُد أنْ يكُون غير فاسِد كيف ؟
بِالإِتحاد بِالمسيِح مادام الإِنسان خارِج المسيِح فهُوَ فاسِد وَ لاَ يستطيِع أنْ يلبِس عدم فساد إِذاً أول شرط لِدخُول السَّماء هُوَ الإِيمان العملِى بِالمسيِح لابُد أنْ يتجدّد الإِنسان فِى طبيعتهُ أىّ يُصبِح خليقة جدِيدة لو أنا طبيعتِى مُتكّبِر فِى المسيِح أُصبِح مُحِب وَحنُون وَمُتواضِع وَبِذلِك أُصبِح مُمهّد لِكى أكُون إِنسان سماوِى لابُد أنْ تتغيّر طبيعتنا [ فَمِنْ ثمَّ يقدِرُ أنْ يُخلِّص أيضاً إِلَى التمامِ إِذْ هُوَ حىّ كُلّ حِينٍ لِيشفعَ فِيهُمْ ] ( عب 7 : 25 ) مَنْ هُوَ الّذى يُخلِّص ؟ المسيح حتَّى متى ؟ إِلَى التمام فِى القُدّاس الكيرُلُسِى نقُول [ لاَ تقُل يارب إِنِّى لاَ أعرِفكُمْ ] إِنْ هُوَ حىّ كُلّ حِين يشفع فِينا معرِفة السيِّد المسيِح هى الإِيمان الحىّ الفعَّال الّذى يُثّبِتنِى فِيهِ هُوَ أهم شرط لِدخُول السَّماء كما قال [ بِدُونِى لاَ تقدِروُن أنْ تفعلُوا شيئاً ] ( يو 15 : 5 ) [ وَمهما سألتُمْ بِإِسمِى فذلِكَ أفعلُهُ ] ( يو 14 : 13 ) فِى الصلاة الرّبانيَّة نُزِيد فِى النِهاية كلِمة [ بِالمسيِح يسُوعَ ربِنا ] لِماذا ؟
لأنّ طِلباتها صعبة علينا ، لكِنْ لِكى ننال هذِهِ الطِلبات ننالها بِالمسيِح يسُوعَ ربِنا أىّ الصلاة لاَ تتم إِلاّ بِقوّتك ، وَالكنيسة تقُول هذِهِ الكلِمة فِى نهايِة القُدّاس بِنغمة لأنّها أحبّت هذِهِ الكلِمة فأرادت أنْ تُبرِزها لأنّنا بِدُونه لاَ ندخُل السَّماء [ الّذى يؤمِنُ بِهِ لاَ يُدانُ وَالّذى لاَ يؤمِنُ قَدْ دِينَ ] ( يو 3 : 18 ) فِى سِفر الرؤيا يقُول لاَ يدخُلها دنس وَ لاَ رجس بل المكتُوبِين فِى سِفر حياة الخرُوف أىّ المسيِح أىّ أنّ لو سيرتِى وَحياتِى فِى سِجل المسيِح مكتُوبة لِكى أدخُل السَّماء مُنذُ الآن وَأسماءنا تُكتب فِى سِجل الخرُوف المذبُوح لأنّهُ فصحُنا مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالة رُومية 10 عِندما وجد النَّاس يؤمِنُون إِيمان شكلِى وَمُشكِلة الخِتان كان لها تأثيِر فِى تلك الفترة فقال لهُمْ [ لأنَّكَ إِنِ إِعترفت بِفمِك بِالرَّبِّ يسُوعَ وَآمنتَ بِقلبِكَ أنَّ اللهَ أقامهُ مِنَ الأمواتِ خلصْتَ ] ( رو 10 : 9 ) البرُوتوستانت إِستخدِمُوا هذِهِ الآية وَقالُوا لاَ أسرار لاَ هذِهِ الآية هى مدخل الإِيمان [ لأِنَّ القلب يُؤمِنُ بِهِ لِلبِرِّ وَالفم يُعترفُ بِهِ لِلخلاصِ ] ( رو 10 : 10 ) لأنّ الكِتاب يقُول [ كُلّ مَنَ يُؤمِنُ بِهِ لاَ يُخزى ] ( رو 9 : 33 ) وَنحنُ مغرُوسيِن فِى الإِيمان وَليس لنا فضل فِى ذلِك ، لِذلِك مسئولِيتنا أكبر [ فَكيف ننجُو نحنُ إِنْ أهملنا خلاصاً هذا مِقدارُهُ ] ( عب 2 : 3 ) لِذلِك الكنيسة دائِماً تصنع ذِكرى آلام المسيِح وَتُحِب أنْ يعترِف أولادها بِقصتِهِ وَيُعيّشهُمْ إِياها فِى القُدّاس مِنْ التجسُّد وَحتَّى الدينُونة وَالكنيسة كُلّها تصرُخ " آمين أؤمِن " الكنيسة لَمْ تضع قانُون الإِيمان فِى القُدّاس بِلاَ هدف بل وضعتهُ مدخل لِلإِيمان وَبعده السِر يُقام ينفتِح علينا وَندخُل إِلَى جُزء الصعيِده لَنْ ندخُل هذا الجُزء إِلاّ بِقانُون الإِيمان لِماذا ؟
لابُد أنْ نُرّدِدهُ مِنْ القلب لأنّهُ يُعّبِر عَنْ إِيمان قوِى فِى أعماقِى لِذلِك لابُد أنْ نُصلّيه بِحرارة لمّا نقُول " تجسّد " نتذّكر التجسُّد وَلمّا نقُول " صُلِب عنَّا " نتذّكر صلبِهِ الكنيسة أرادت بِهِ أنْ تُثبِّت إِيمانُنا السيِّد المسيِح فِى إِنجيل يُوحنا 17 [ وَهذِهِ هى الحيوةُ الأبدِيَّةُ أنْ يعرِفُوكَ أنت الإِلهَ الحقيقِيَّ وحدك وَيسُوعَ المسيِح الّذى أرسلتهُ ] ( يو 17 : 3 ) لابُد أنْ يكُون لنا عِشرة معهُ وَتداخُل معهُ وَمَعْ تجسُّدِهِ وَصلبِهِ وَقِيامتِهِ تلمسنِى وَإِيمانه عامِل فىَّ مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ إِيمان إِبن اللهِ الَّذى أحبَّنِي وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِي ] ( غل 2 : 20 ) كُلُّنا عِندنا إِيمان لكِنْ إِحذر أنْ يكُون إِيمان شكلِى يُحسب عليك وَليس لِحِسابك لِذلِك لابُد أنْ تعرِفهُ أولاً معرِفة عقليَّة ثُمّ تعرِفهُ بِقلبِك وَمشاعرك ثُمّ تنمو فِى المعرِفة إِلَى معرِفتِهِ معرِفة الإِختبار وَأخِيراً معرِفة إِتحاديَّة وَالثبات فِيهِ.
2- وِلادة الرُّوح :-
كيف يدخُل الإِيمان إِلَى حياتِى عملياً ؟ كيف أثبُت فِيهِ ؟ كيف آخُذ مِنهُ فِعل موتهِ وَقيامتِهِ ؟ بِالولادة بِالرُّوح إِذاً لابُد أنْ نموت وَنحيا كيف ؟ بِالرُّوح كيف ؟ بِماء المعموديَّة لاَ يوجد أحد على الأرض بِدُون وِلادة مِنْ أُم وَأب كذلِك لاَ يدخُل أحد السَّماء بِدُون وِلادة المعموديَّة إِذاً هذِهِ وِلادِة الرُّوح لِلحياة فِى السَّماء وَ إِلاّ يُصبِح الله كاذِب وَحاشا لله أنْ يكُون كاذِباً بل مواعيده صادِقة لَنْ يدخُل السَّماء إِلاّ المولُود مِنْ الرُّوح لِذلِك نحنُ نتأمل كثيراً فِى هذا السر الّذى أخذناه وَليس لأنّ الكنيسة أحبّتنا كثيراً فعمّدتنا وَنحنُ صِغار على إِيمان آبائنا أنْ نستهتر بِهذا السر لاَ بل هى أرادت أنْ تمتّعنا بِالمسيِح مُنذُ صُغرِنا حتَّى لاَ نهلك مِثل أب وجد إِبنه ذاهِب لِمكانٍ بعيِد وَخاف عليه فكتب لهُ شيِك بِقيمة كبيرة هذا ما فعلهُ السيِّد المسيِح معنا أراد أنْ يُعطِينا رُوح مُتجّدِد حتَّى لاَ نقع تحت سُلطان الزمن لأنّهُ فِعل رُوح لاَ ننسى المعموديَّة وَ لاَ نشعُر أنّنا فقدنا فِعل المِيلاد بِالرُّوح لأنّهُ فِعل مُستمر فِى حياتنا [ لأِنَّ كُلَّكُمْ الَّذينَ إِعتمدتُمْ بِالمسيِح قَدْ لبِستُمُ المسيِح ] ( غل 3 : 27 ) نحنُ لابِسيِن المسيِح أىّ نحنُ مؤهّلِين لِلسَّماء لأنّنا مولودِين مِنْ الرُّوح [ لكِنِ إِغتسلتُمْ بَلْ تقدَّستُمْ بَلْ تبرَّرتُمْ بِإِسمِ الرَّبِّ يسُوعَ وَبِرُوحِ إِلهنِا ] ( 1 كو 6 : 11 ).
3- حياة الفضيِلة وَالبِر :-
بِالتأكيِد المؤمِنْ بِالمسيِح وَمولُود مِنْ الرُّوح هُوَ إِنسان رُوحانِى وَبِالتالِى حياته كُلّها حِفظ وصايا بل إِتقان حِفظ الوصايا لابُد أنْ نحيا لهُ تخيّل لو إِبن عصى أبوه كَمْ يكُون حُزن هذا الأب ؟هكذا نحنُ فِى كُلّ خطيَّة نعصى الله وَنضربهُ بِحربة جدِيدة فَكَمْ يكُون حُزنهُ لأِنَّنا وَلِدنا مِنهُ فَلاَبُد أنْ نُثمِر لهُ الحياة المسيحيَّة ليست مُقاومة سلبيَّة فقط بل لها ثِمار أىّ ليس لأِنِّى لاَ أُحِب فُلان أختصِره لاَ بل أُحاوِل أنْ أُحِبّه وَأسامحه لأنّ المسيحيَّة هى مُقاومة سلبيات وَعمل إِيجابيات لابُد أنْ أسامِح وَ أحِب مِنْ أهم المؤشِرات فِى حياتِى الرُّوحيَّة أنْ يكُون لِى ثمر بِر[ كُلُّ شجرةٍ لاَ تصنعُ ثمراً جيِّداً تُقطعُ وَتُلقى فِي النَّارِ ] ( مت 7 : 19 ) شرط أنْ ندخُل السَّماء أنْ نُثمِر لها لِذلِك تقُول الكنيسة [ يأتِى الشُهداء حامِليِن عذاباتِهِم وَيأتِى الصدّيقُون حامِليِن فضائِلهِم ] ( طِلبة مِنْ الأبصلموديَّة ) ، نحمِل ثمر بِر وَوداعة وَإِتضاع وَنسلُك بِالرُّوح [وَالقداسة التَّى بِدُونِها لَنْ يرى أحدٌ الرَّبَّ ] ( عب 12 : 14 ) حياة القداسة ليس معناها إِنِّى لاَ أُخطِىء بل أكُون كارِه لِلخطيَّة ، وَإِنْ أخطأت أتوب عَنْ خطيتِى 0
كيف أكُون قديس ؟ بِبُغض الخطيَّة وَمُقاومتها وَإِنْ سقطت أتوب عنها الله يُرِيدنا مِنْ قبل تأسيِس العالم أنْ نكُون قديسيِن وَ بِلاَ لوم قديسيِن فِى كُلّ أمور حياتنا فِى الشارِع فِى العمل فِى البيت لاَ يوجد فِى حياتنا إِنقسام نحنُ شخصيَّة واحدة فِى كُلّ مكان وَالقداسة أصبحت فِى دمِنا وَفِى صِفاتنا وَإِذا كانت شخصيتنا مُنقسِمة يكُون فِى حياتنا رِياء وَنحتاج إِلَى عِلاج بِدُون إِتحادنا بِالمسيِح القُدّوس لَنْ نرى القدُّوس وَلِكى نعرِفهُ وَنعيِش معهُ لابُد أنْ نكُون قديسيِن صعب أنْ تجعل إِنسان يذهب لِبلدٍ لاَ يعرِفها وَ لاَ يعرِف لُغتها بِالتأكيِد يتوه فِيها لِذلِك لابُد أنْ نكُون كُلّ يوم نأخُذ خطوة جدِيدة فِى القداسة ، وُكُلّ هذا مُسجل لنا فِى سِجل الخرُوف تخيّل ذلِك !!!
السَّماء تطلُب مِنك مواظبة على أُمور رُوحيَّة وَوسائِط رُوحيَّة وَ إِلاّ لَنْ تدخُلها وَالملائِكة تُسجِل لك صلواتك وَأصوامك وَجِهادك وَكَمْ عِشت وَكَمْ فعلت بِر لِذلِك لابُد أنْ نُتقِن عمل الفضيلة مادام الموسم موجُود فَلاَبُد أنْ نُتاجِر وَمادام الوقت جاهِد وَتُب وَحِب الله وَقدِّم لهُ أشواق وَأشواق لِكى يقُول لك [ تعالوا يا مُباركِي أبِي رِثُوا الملكُوتَ المُعدَّ لكُمْ مُنذُ تأسيِس العالمِ ] ( مت 25 : 34 ) ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
18 أكتوبر 2025
معرفة الله
أتكلّم معكُمْ اليوم فِى موضُوع أشعُر أنّنا نحتاج إِليهِ جِدّاً وَلابُد بِنعمِة ربِنا أنْ يكُون فِى حياتنا معرِفة لِهذا الأمر وَهُوَ " معرِفة الله " أُرِيد أنْ أُكلّمكُمْ عَنْ معرِفة الله ، وَلابُد كُلّ واحِد يسأل نَفْسَه وَيقُول " يارب ياترى أعرفك أم لاَ ؟! وَلِكى أعرفك فبِماذا أشعُر ؟ وَما هى الخطوات لِمعرِفتك ؟ " فيوجد ناس يقُولُون أنّ ربِنا هُوَ قوة خفيَّة تحكُم الكُون ، وَآخر يقُول ربِنا غير موجُود ، وَواحِد يقُول إِنْ كان ربِنا موجُود إِقنعنِى ، وَلِكى أنا ألمِس وجُود ربِنا فِى حياتِى كيف يكُونُ ذلِك ؟ فَمَنَ هُوَ الله بِالنسبة لِى ؟
فالكنيسة مثلاً عِندما تُحِب أنْ تتكلّم عَنْ ربِنا يسُوعَ تقُول [ ربِنا وَإِلهنا وَمُخلِّصُنا يسُوع المسيِح ] ، فالمفرُوض أنْ نعرِفهُ كفادِى وَكمُخلِّص وَكرفيِق عُمرنا ، لابُد أنْ أعرِف أنّ قصتِى مَعْ ربِنا لَمْ تبدأ فقط عِندما وُلِدت وَلكِنْ قبل أنْ أُولد وَهى لَمْ تنتهِى وَستستمِر إِلَى الأبديَّة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ كما إِختارنا فِيهِ قبل تأسيِس العالم ] ( أف 1 : 4 ) ، فقبل أنْ أُولد هُوَ عارفنِى ، وَقَدْ إِختارنِى ، وَعِندما إِختارنِى وجدت أنّ حياتِى تمتد معهُ إِلَى الملكُوت الأبدِى ، وَلِكى نختصِر الكلام وَنرّكِز توجد أربعة مراحِل لِمعرِفة الله :-
1- المعرِفة العقليَّة :-
ياترى هل أنا عِندِى معرِفة عنك بِعقلِى ؟ هل عقلِى بِيرشدنِى إِليك ؟ أنا مُمكِن لاَ يكُون عِندِى إِيمان بِالله وَلكِنْ عقلِى بِيرشدنِى لِمعرِفة الله ، فمُجرّد الإِنسان ينظُر لِلعالم وَالمخلُوقات وَالموجُودات يُؤمِن أنّهُ يوجد إِله ، فلو نظر نظرة مُحايدة كيف يسيِر هذا الكُون فإِنّهُ يقُول بِالحقيقة يوجد إِله فاليونانيين مجموعة فلاسِفة ، مُعلّمِنا بولس الرسُول إِبتدأ يقُول لهُمْ كيف تكُونُون حُكماء وَ لاَ تعرِفُوا ربِنا !! ففِى رِسالتهُ لِرومية يقُول [ إِذْ معرِفةُ اللهِ ظاهِرةٌ فِيهُمْ لأِنَّ اللهَ أظهرها لهُمْ0لأِنَّ أُمُورهُ غير المنظُورةِ تُرَى مُنذُ خلقِ العالمِ مُدركةً بِالمصنُوعاتِ قُدرتهُ السَّرمَدِيَّةَ وَلاَهُوتهُ حتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ ] ( رو 1 : 19 – 20 ) فأنا الآن لاَ أعرِف ربِنا وَلكِنْ أنا مُمكِن أموره غير المنظُورة أُدرِكُها بِالمصنُوعات التَّى صنعها ، فبِمُجرَّد أنْ أنظُر لِلشمسِ وَلِلكواكِب وَالنِجُوم ، مِنْ خِلالِها أُدرِك الله وَ " السَّرمَدِيَّةَ " أىَّ أزلِى أبدِى ، فقُدرة الله مُدركة بِالمصنُوعات قُدرتهُ السَّرمَدِيَّةَ حتَّى أنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ يُرِيد أنْ يقُول أنت لاَ تعرِف ربِنا فأنظُر لِلعالم ، أُنظُر لهُ كيف يسيِر ، أُنظُر لِلتكوينات المجموعات الشَّمسيَّة ، أُنظُر لِلكواكِب كيف تسيِر ، أُنظُر لِلبحرِ وَسُلطان ربِنا عليه ، المفرُوض أنْ أؤمِن بِوجوده مِنْ خِلال المصنُوعات ، وَأنْ أعرِفهُ بِعقلِى ، فعقلِى إِبتدأ يُشيِر أنّهُ يوجد إِله ضابِط الكُل ، الّذى صنع الزِرُوع وَالشَّمس ، أُنظُروا لأنواع النباتات ، أُنظُروا لأنواع الزِهُورفعقلِى هُوَ الّذى سيوصلنِى لِربِنا ، صدِّقُونِى ياأحِبَّائِى قصد الله أنْ يخلِق للإِنسان عقل هُوَ أنْ يوصّله لِربِنا ، وَأنْ يعبُد ربِنا بِهِ ، فقصد الله مِنْ عقل الإِنسان هُوَ أنْ يعرِفه بِالعقل الإِنسان عِندما يرى الله بِالمعرِفة العقليَّة هذِهِ يظِل يُمّجِد ربِنا ، وَعِندما نرى مُكّوِنات الجو وَكَمْ أنَّها ضروريَّة لِحياة الإِنسان ، فَخَلاَيا الإِنسان لاَ تشتغل إِلاّ بِالأوكسُجين مُخ الإِنسان العامِل الأساسِى لِتنشيطه هُوَ الأوكسُجين ، وَبِذلِك فإِنّ الله أعطى لنا الأوكسُجين فِى الجو لِكى يشّغل أجهزتنا ، فكُل مُكّوِنات الجو ضروريَّة أُنظروا لِلماء فإِنّهُ ضرورِى للإِنسان ، وَمِنْ العجائِب الشديدة جِدّاً لو عرفتِى مُكّوِنات الماء فقط ، فمِنها ما هُوَ سام ، وَمِنها ما يُساعِد على الإِشتعال ، فهى مُكّوِنات عجيبة فأنا لو لَمْ أستطع أنْ أصِل لِربِنا فمُمكِن أنْ أصِل إِليه بِالمعرِفة العقليَّة فكُون أنّ ربِنا يسُوعَ فدانِى وَخلّصنِى فكُل هذا يحتاج إِلَى معرِفة عقليَّة ، ففِى مرَّة قُلت لِلشباب تعالوا نفّكر فِى بدائِل لِلتجسُّد ، فإِنّ الله قال لآدم [ 000يوم تأكُلُ مِنها موتاً تموت ] ( تك 2 : 17 ) ، وَفِعلاً آدم أكل ، فإِنْ موِّت آدم وَخلق إِنسان جدِيد وَهذا الإِنسان خالف ربِنا فإِنّهُ سيُميتهُ وَيخلِق إِنسان آخر ، وَبِذلِك سيستمِر الأمر هكذا فكان رأى آخر أنّ ربِنا يسامِح آدم وَ لاَ ينّفِذ العقُوبة ، فإِنّهُ بِذلِك لاَ يوجد عدل عِند الله ، وَكلام ربِنا يكُون غير صادِق وَكان يوجد رأى آخر هُوَ أنّ الله كان يخلِق آدم مِنْ النوع الّذى لاَ يُخطِىء وَيكُون مُصّير لِلبِر ، وَعِندما يقُول لهُ الله لاَ تأكُل فإِنّهُ لاَ يأكُل ، وَلكِنْ عِندما يُحِب أنْ يُكافِىء آدم بِمُكافئة على شيء ، فإِنّهُ لاَ يستحِق المُكافأة صدِّقُونِى سوف لاَ تجِدوا أجمل وَأروع مِمَّا فعلهُ ربِنا معنا ، وَهُوَ أنْ يُعطينِى مِنْ السقطة قِيام ، وَفِى نَفْسَ الوقت حُكم العقُوبة يُنّفذ ، وَكُلّ يوم ربّ المجد يسُوعَ بِيُذبح على المذبح ، وَكُلّ خطيَّة أعترِف بِها أمام المذبح أُنظُروا لِروعِة تدبيِر الله ، فَلاَبُد أنْ أعرِف أنّ ربِنا يسُوعَ هُوَ إِبن الله وَتجسّد ، كُلّ هذِهِ أُمور عقليَّة ، وَلِذلِك فإِنّ بِدايِة معرِفة الله هى معرِفة عقليَّة ، لابُد أنْ أعرِف أنّهُ توجد معرِفة لله بِعقلِى وَفِكرِى ، فياترى أنا عقلِى فِعلاً بِيقدِّمنِى فِى معرِفة ربِنا ، مُهِم جِدّاً أنْ يكُون عقلِى خادِم فِى معرِفة ربِنا 0
2- المعرِفة الوجدانيَّة :-
وَهى معرِفة القلب وَالمشاعِر ، معرِفة العواطِف ، أنا أُعطِى لهُ فِكرِى وَمشاعرِى وَأُعطِى لهُ إِتجاهات محّبتِى ، لأنِّى عرفت أنّهُ صنع العالم هذا كُلّهُ مِنْ أجلِى وَهُوَ عمل لِى البحر وَعمل لِى الماء ، فالمفرُوض إِنِّى أُبادِلهُ حُب بِحُب ، ألَمْ أعترِف بِفضلِةِ علىَّ وَأقُول لهُ [ يا لِعظم حُبَّك أقمت السَّماء لِى سقفاً ، وَثّبت لِى الأرض لأِمشِى عليها ، مِنْ أجلِى ألجمت البحر] ( مِنْ القُدّاس الغرِيغورِى ) تخيّلوا أنّ البحر لو لَمْ يكُنْ ربِنا قَدْ ألجمه فإِنّهُ كان بِإِستمرار سيدخُل على بلد ، وَيدخُل على النَّاس ، أليست كُلّ صنائِع الله تحتاج أنْ تأخُذ مِنِى إِهتمام ، وَأنْ أقُول لهُ [ أشكُرك ياإِلهِى ، وَتشكُرك عنِّى ملائِكتك وَخليقتك جميعاً لأِنِّى عاجِز عَنْ القيام بِحمدِك كما يستحِق حُبُك ] ( قسمة للإِبن سنوِى ) فالمعرِفة الوجدانيَّة هى التَّى تجعل الإِنسان فِكره يتقدّس ، وَيذكُر حضُور الله ، تعتقِدِى هذا الإِنسان تكُون أفكاره غير مُقدِّسة ؟! بِالتأكيِد لاَ ، فإِنْ كان الإِنسان بِمُجرّد أنّهُ ينظُر لِشجرة فإِنّهُ يُمّجِد ربِنا ، عِندما أرى حشرة أقُول لهُ ما أعظم أعمالك الإِنسان ياأحِبَّائِى الّذى عقله يُمّجِد ربِنا مِنْ المصنُوعات ، يشكُر ربِنا وَيُمّجِد وَيُسّبِح ، وَأقُول لهُ أنت عظيِم ، أنت جبَّار ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ الله الّذى أعبُدُهُ بِرُوحِى ] ( رو 1 : 9 ) فصليِب ربِنا يسُوعَ وَفِداؤه يجعل وجدان الإِنسان يذوب فِى محّبتِهِ ، فيوجد مُلحِديِن لَمْ يحتمِلُوا أنْ ينظُروا لِربِنا يسُوعَ المصلُوب ، فيقُولُوا مُستحيِل أنّ هذا إِنسان ، هذا إِله ، مُجرّد رؤية صليبه جعلت ناس تؤمِن بِهِ فأنا عرفتهُ بِالمعرِفة العقليَّة ، فالمفرُوض أنْ أعرِفهُ بِالمعرِفة الوجدانيَّة وَأتحِد بِهِ وَأمتزِج بِهِ ، فالبِنت التَّى مشاعِرها مُقدّسة نحو ربِنا لاَ تقُول أنا قابِلت فُلان وَإِستلطفتهُ ، فهى غير مُشبَعَةَ ، فهى لو كانت مُشبعة وَكيانها تقدّس تكُون راسِخة رسُوخ الجِبال ، وَتكُون مُشبعة ، وَمحبِّة ربِنا تكُون فِى داخِل قلبِها وَقَدْ ملكت عليها ، صدِّقُونِى كلِمة " ملكت " هى كلِمة ضعيِفة ، فالإِنسان عِندما تملُك محبِّة ربِنا على قلبه يحِس أنّ حياته عِبارة عَنْ مُناجاة بينه وَبين ربِنا بِإِستمراروَالكنيسة واعية جعلت لنا تسابيِح وَتماجيِد بحيث تجعل مشاعرِى بِإِستمرار مُتحرِّكة وَمرفُوعة نحو ربِنا بِإِستمرار ، وَتجعلنِى فِى شرِكة مَعْ السَّمائيين ، إِحضرى تسبِحة فإِنَّكِ ستشعُرِى أنَّكِ خرجتِى مُقدّسة ، وَالمشاعِر العميقة لِلإِنسان تقدّست أبونا بيشُوى كامِل تعرّض لِعمليات جِراحيَّة ، وَعِندما يعمِلُوا لهُ العمليَّة كانُوا يُعطوا لهُ بِنج وَيُخرِج الّذى فِى داخِلهُ ، وَأثناء ذلِك كان يقُول القُدّاس ، ففِى مرَّة عمل تمجيِد كامِل لِلسِت العدرا بِكُلّ الألحان الخاصَّة بِالعدرا ، وَخين إِفران وَالمدِيحة ، فهُوَ الباطِن عِندهُ مُقدّس ، وَفِى مرَّة أُخرى صلّى القُدّاس بِالنغمة فأنا وُجدانِى ماذا يكُون ؟ فلو كشفنا الغطاء فماذا سيكُون فِى داخِلهُ ، فهل مشاعرِى مُتحرِّكة بِإِستمرار نحو الله ؟ على كُلّ واحِد يُرِيد أنْ يتحرّك نحو ربِنا لابُد أنْ تكُون مشاعره دافِئة نحو ربِنا ، المفرُوض أنْ تكُون مشاعره بِإِستمرار مُوّجه نحو ربِنا القديس أُوغسطينُوس جلس يُعاتِب نَفْسَه وَيلُوم نَفْسَه على غباؤه لِعدم معرِفته بِربِنا وَقال [ لقد تأخّرت كثيراً فِى حُبِكَ ] ، أنا آسِف ، أنا ضيّعت عُمرِى كثيراً أُدخُلِى مَعْ الله فِى عِلاقة وجدانيَّة ، إِعرفِى كيف تدخُلِى معهُ فِى عِلاقة وجدانيَّة يابنتِى لأِنّ كُلّ يوم لاَ تعرِفِى فِيهِ ربِنا هُوَ خِسارة مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ الّذى وَإِنْ لَمْ تروهُ تُحِبُّونهُ ] ( 1 بط 1 : 8 ) ، الإِنسان الّذى كيانه تقدّس بِربِنا بكُون فرحان بِربِنا بِبساطة وَبِتلقائيَّة وَوُجدانه تقدّس فأكثر واحِد عرف ربِنا بعد القيامة وَقال هُوَ الرّبّ وَآمن بِقيامتِهِ وَتلامس معهُ بِقُرب هُوَ يُوحنا الحبيِب ، الّذى إِتكأ على صدرهِ وَعرفةُ بِالمعرِفة الوجدانيَّة ، فَمَنَ هُوَ الّذى مُجرّد أنْ رأى آمن ؟ هُوَ يُوحنا الحبيِب المعرِفة الوجدانيَّة تُسّهِل علينا طُرُق كثيرة ، مُجرّد إِنِّى أتكِأ على صدرِهِ أعرِفةُ فعِندما أعرِف ربِنا بِعقلِى وَبِوجدانِى أعرِف أميِّزه ففِى عصر الرُسُل كان يوجد ناس تظاهروا أنّهُمْ رُسُل ، فحاولوا أنْ يُخرِجُوا شيَّاطيِن مِثل الرُسُل ، فالشيَّاطيِن سألوهُمْ مَنَ أنتُمْ ؟ فقالُوا لهُمْ نحنُ نتبع بولس ، فقال لهُمْ الشيَّاطيِن أنتُمْ لستُمْ تبعهُ ، وَقالُوا [ أمَّا يسُوعُ فأنا أعرِفهُ وَبُولُس أنا أعلمهُ وَأمَّا أنتُمْ فَمَنْ أنتُمْ ] ( أع 19 : 15 ) ، إِنْ كانت الشيَّاطيِن تعرِفهُ ، ألاَ يليِق أنّنا نحنُ نعرِفهُ !! فأنا إِبنك.
3- المعرِفة الإِختباريَّة :-
وَهى جميلة جِدّاً ، فَلاَ يكفِى أنْ أعرِف ربِنا بِعقلِى وَ لاّ بِقلبِى وَلكِنْ هى معرِفة إِختباريَّة ، لابُد أنْ أختبِر وجوده فِى حياتِى ، لابُد أنْ أشعُر بِوجوده فِى حياتِى ، وَأنّهُ حىّ فِى حياتِى ، وَأشعُر بِإِحتضانه لىّ ، وَبِأنّهُ كيان حىّ فِى حياتِى ، صعب جِدّاً أنْ تكُون معرِفتنا لله ظاهِريَّة فقط فأحد القديسين يقُول [ إِنّ الكلام عَنْ العسل شيء وَمذاقِة العسل شيء آخر ] ، فهل إِختبرتِى ربِنا أم لاَ ؟ وَهل شعرتِى بِنُوره فِى حياتِك أم لاَ ؟ لابُد أنْ تعرِفِى نُور ربِنا ، فهل دخل فِى داخِل قلبِك عِندما قرأتِ الإِنجيِل أم لاَ ؟ فهل أحياناً وبّخِك على خطيَّة أم لاَ ؟ هل كثيراً سندِك وَشجّعِكَ أم لاَ ؟ نحنُ مُحتاجيِن لِهذا الأمر كثيراً فهل أنا فِى حياتِى إِختبرتهُ ؟ وَهل عِندما تُبتِى وَإِعترفتِى شعرتِى بِكُلّ أمانة وِبِكُلّ صِدق أنّ خطيتك هذِهِ غُفِرت أم لاَ ؟ فأنا لابُد أنْ ألمِس ربِنا فِى حياتِى ، فهل سيظِل مُجرّد معلُومات ، فهل سأظل أنّهُ موجُود فِى غيرِى فقط وَأنا لاَ ؟ فَلاَبُد أنّ الّذى شعرُوا بِهِ نحنُ نشعُر بِهِ أيضاً ، معرِفة إِختباريَّة ، فهل صوت ربِنا الّذى تسمعيه بِتتجاوبِى معهُ ؟ كُلّ هذِهِ هى أُمور ضروريَّة أجمل ما فِى حياة الإِنسان هُوَ أنْ يتغيّر ، المقياس الحقيقِى لِحياتك الرُّوحيَّة هُوَ أنَّكِ تتغيّرِى ، فهل أنتِ مازِلتِ إِنسانة مُتكّبِرة وَالشهوة مسيطرة عليكِ أم لاَ ؟ وَهل بِتتذّوقِى النِعمة فِى حياتِك ؟ فهذِهِ مُهِمَّة جِدّاً إِنْ أنا أشعُر إِنِّى تغيّرت القديس أُوغسطينُوس عِندما أتت إِليهِ السِت التَّى كانت تفعل معهُ الخطيَّة قال لها[ أنتِ هُوَ أنتِ ، وَلكِنْ أنا لستُ أنا ، أُوغسطينُوس الّذى تعرِفينهُ قَدْ مات ] ، أجمل إِختبار هُوَ الّذى تعيشِنهُ فِى حياتِك وَليس الّذى تسمعيه عَنْ غيرِك ، لقد سمعتِى كِفاية مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ الّذى أحّبنِى وَأسلم نَفْسَهُ لأِجلِى ] ( غل 2 : 20 ) ، فيوجد تغيُّر لابُد أنْ يحدُث فِى حياتِى الشخصيَّة ، فيوم أنّ ربِنا مَلَكَ على قلبِى بدِّل كُلّ شيء ، ربِنا عِندما يدخُل يُقّدِس المشاعِر وَيُقّدِس القلب وَيُغيِّر ، أُسجُدِى لِربِنا بِالرُّوح وَالحق ،وَأحنِى رأسِك وَأحنِى رغباتِك ، لابُد أنْ تكُون معرِفتِى بِربِنا معرِفة إِختباريَّة ، كِفاية معرِفة نظريَّة فما هُوَ دليِل حُبَّك لِربِنا ؟ ماذا فعلتِ مِنْ أجله ؟ فلو قُلت لكِ صلِّى فهل تفضّلِى الراحة؟ وَلو قُلت لكِ إِعطِى ، فهل ستُعطِى القليِل ؟ أين هى محبِّة ربِنا ؟ محبِّة جسده وَدمه جعلتِك لاَ تستطيعِى أنْ تبعِدِى عنهُ أُنظُروا لِواحِد مِثل الأنبا أنطونيُوس ، لقد إِختبر محبِّة ربِنا ، وَكَمْ أنّهُ إِختبار وَقوّة وَسُلطان ، فأنا محتاج أنْ أذُوق ربِنا فِى حياتِى كغافِر كرافِع كصديِق كُمنقِذ مُعلّمِنا داوُد النبِى يقُول [ كُنتُ فتىً وَقَدْ شِختُ وَلَمْ أرَ صَدِّيقاً تُخُلِّى عنهُ ]( مز 37 : 25 ) ، خِبره ، الإِنسان مُحتاج أنْ يكُون لهُ مذاقة مَعْ ربِنا مُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ إِنْ كُنتُمْ قَدْ ذُقتُمْ أنّ الرّبَّ صالِحٌ ] ( 1 بط 2 : 3 ) فهل تعلموا أكثر شيء يعرّفنا أنّ الرّبّ صالِح أنّهُ ساكِت علىَّ ، وَأنّهُ ساتِر علىَّ ، فأنت يارب لو مِش صالِح لكُنت قَدْ أفنيتنِى ، كونِى إِنِّى دنِس وَأنت ساكِت علىَّ فهذا يدُل على أنَّك صالِح ، فأكبر دليِل أنّهُ صالِح أنّهُ غافِر لِخطاياى ، فهل إِختبرتِى صلاح الله أم لاَ ؟ ألَمْ يليِق أنّ الإِنسان يجلِس وَيُمّجِد الله على صلاحه ، وَيقُول لهُ أنت صالِح ، الكنيسة تقُول [ سبِحوه لأنّ إِلَى الأبد رحمتهُ ].
4- المعرِفة الإِتحاديَّة :-
وَأخِر نوع مِنْ المعرِفة هُوَ المعرِفة الإِتحاديَّة ، ما هُوَ غرض الله وَقصد الله مِنْ خِلقة الإِنسان؟ الإِتحاد بِهِ ، فَلَمْ يوجد عِندهُ هدف آخر غير ذلِك ، فأنا لمّا عرفته وَأحببته وَإِختبرته فَلاَ يكُون عِندِى رغبة إِلاّ محبّتِهُ ، فأقُول لهُ أنا يارب أُريِدك أنْ نكُون أنا وَ أنت شيء واحِد لاَ أُريِدك أنْ تفرّقنِى عنك ، وَ لاَ أشعُر أنّهُ يوجد شيء يجعلنِى أنفصِل عنك أبداً فإِنْ لَمْ تشعُرِى أنَّكِ أنتِ وَالله فقط فِى هذا الكُون فأنتِ بعيدة عَنْ الراحة إِتحادِى بِربِنا سيجعلنِى أشعُر إِنْ أنا وَإِلهِى فقط الموجوديِن فِى الكُون ، فَلاَ يربكنِى وجُود النَّاس ، وَلِذلِك ربّ المجد يسُوعَ فِى صلانه الوداعيَّة فِى يُوحنا 17 قال [ وَأكُونَ أنا فِيهُمْ ] ( يو 17 : 26 ) ، أولادِى هؤلاء أكُون فِى داخِلهُمْ ، [ لِيكُونُوا مُكمَّليِنَ إِلَى واحِدٍ ] ( يو 17 : 23 ) فهل تعلموا إِتحاد الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدس هُوَ إِتحاد لاَ ينفصِل ، تخيّلُوا إِنِّى أكُون مُتحِد بِهِ مِثل إِتحاد الثالُوث القُدُّوس ، وَهُوَ أنْ أكُون فِى داخِل ربِنا وَهُوَ فِى داخِلِى كان فِى مرَّة أحد الآباء الأساقِفة كان يُكلّمنا وَأحضر كوب ماء وَغطاء وَأدخل الغطاء فِى كوب الماء فحدث أنّ الغطاء أصبح شكله كبيِر ، وَعِندما أخرجه صار شكله صغيِر فماذا حدث لِلغطاء ؟ فقال لنا أنا فِى داخِل المسيِح أكبر وَبتحّول إِلَى شخص جدِيد فعِندما إِتحدت بِالمسيِح أخذت إِمكانيات إِلهيَّة ، فصِرت أسامِح ، المُشكِلة إِنِّى بحاوِل أنْ أنّفِذ الوصيَّة خارِج المسيِح ، وَلكِنْ أنا داخِل المسيِح قوِى وَقادِر فأنتِ لو إِتحدتِ بِالمسيِح ستكُونِى واحدة جديدة ، أضيِفِى إِليكِ المسيِح إِمكانيات إِلهيَّة ستأخُذِينها ، ستأخُذِى طهارتهُ ، ستأخُذِى محّبتهُ ، تخيّلِى إِنِّى أنا أكُون فِى داخِل ربِنا أكُون جبّار ، وَعِندما أخرُج أقُول لهُ يارب سأغرق ، فألجأ لهُ وَأحتضِنه ، هذِهِ هى المحبَّة الإِتحاديَّة مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالتهُ إِلَى العبرانيين[ طرِيقاً كَرَّسَهُ لنا حَدِيثاً حَيّاً بِالحِجابِ أىْ جَسَدِهِ ] ( عب 10 : 20 ) كرَّسهُ لنا طرِيق جدِيد لِلقداسة هُوَ جسدهُ ، فعِندما إِتحدت بِهِ عرفت القداسة ، وَلِذلِك إِتحادِى بِالمسيِح هُوَ تركهُ لنا على المذبح وَلِذلِك نجِد القديس أبو مقَّار إِسمه " اللابِس الرُّوح " ، وَالقديس غرِيغوريُوس " الناطِق بِالإِلهيَّات " ، وَصار الإِنسان عِنده الإِمكانيَّة لِلإِتحاد بِالله لِدرجِة أنّ مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُوا [ وَأمَّا نحنُ فلنا فِكرُ المسيِحِ ] ( 1 كو 2 : 16 ) ، وَمُعلّمِنا بُطرُس الرسُول يقُول [ إِنْ كان يتكلَّمُ أحدٌ فكأقوالِ اللهِ ] ( 1 بط 4 : 11 ) فيكُون فِكرِى هُوَ فِكره ، وَفمِى هُوَ فمه ، وَأعمالِى مُستتِرة فِيهِ ، كُلّ هذا بِالإِتِحاد بِهِ ، وَإِنْ أنا وَحبيبِى فقط ، وَلِذلِك يُمّثِل هذا الإِتحاد بِإِتحاد الزوج بِزوجتهُ ، وَإِتحاد العرِيس بِعروستهُ ، إِتحاد لاَ ينفصِل ، صدِّقُونِى ياأحِبَّائِى النَفْسَ التَّى إِتحدت بِربِنا الكلام الّذى يقولهُ العُشَّاق تقُول أكثر مِنهُ القديس أُوغسطينُوس يقُول فِى معرِفته الإِتحاديَّة بِربِنا شعر أنّهُ هُوَ وَربِنا كُتلة واحدة ، فكان يقُول لِربِنا [ أنت تحتضِن وجُودِى بِرعايتك ، تسهر علىَّ وَكأنِّى أنا وحدِى موضُوع حُبَّك وَكأنّ لاَ يوجد غيرِى أنا الّذى تُعطينِى الحُب ] ، ثُمّ يختِم الكلام وَيقُول[ ليتنِى أُحِبُّك ياإِلهِى كما أحببتنِى أنت ] ياليت محّبتنا لِربِنا تكُون ظاهِرة فِى حياتنا فنصِل إِلَى قامِة مِلء المسيِح ، ربِنا يُعطِينا أنْ نُحِبّهُ مِنْ القلب ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
11 أكتوبر 2025
الغُفران
سنقرأ معكُم جُزء مِنْ رِسالِة مُعلّمِنا بولس الرسول إِلَى أهل كولوسِى الإِصحاح الأول ، عدد 13 ، 14 يقول [ الّذى أنقذنا مِنْ سُلطان الظُلمة وَنقلنا إِلَى ملكوت إِبن محَّبتِهِ الّذى لنا فيِهِ الفِداءُ بِدمِهِ غُفران الخطايا ] بنعمِة ربِنا أُريد أنْ أُكلّمكُم عَنَ مبدأ مُهِم جِداً جِداً فِى الحياة الرّوحيّة وَهُو موضوع ( الغُفران ) أساس عِلاقِتنا بالله مبنيّة على الغُفران أساس وجودنا مبنِى على الغُفران أساس إِبقاء الله علينا أحياء إِلَى الآن مبنِى على الغُفران أساس دعوِتنا وَدخولنا للأبديّة مبنِى على الغُفران فلولا الغُفران ما بقى إِنسان واحِد على وجه الأرض وَلولا غُفران الله ما أستحق إِنسان واحِد أنْ يدخُل ملكوت السماوات أُريد أنْ أُكلّمكُم فِى ثلاث نُقط فِى موضوع الغُفران :-
1- مبدأ الغُفران
الله خلق الإِنسان كما نقول فِى القُدّاس [ على غير فسادٍ ] الله خلق الإِنسان لِكى يتمتّع بوجود أبدِى وَلِكى يحيا فِى مجد حضور الله وَلكِن ما الّذى حدث ؟ يقول هكذا [ الموت الّذى دخل إِلَى العالم ] ، دخل موت للإِنسان ، وَعِندما دخل موت للإِنسان إِبتدأ الفساد يعمل فِى طبيعة الإِنسان ، وَبدلاً مِنَ الإِنسان يحيا فِى حضور الله وَوجود الله ، طُرِد الإِنسان مِنْ حضرِة الله ، صار الإِنسان غير مُستحِق للوجود مَعَ الله خطيتِى جعلتنِى أشعُر إِنْ أنا مرفوض مِنْ الله وَبشعُر بعذاب وَبتأنيب ضمير ربِنا حِب أنّهُ كما توجد خطيّة وَيوجد هلاك ، يوجد أيضاً بِر وَيوجد غُفران ، وَلِذلِك نجِد ربِنا مِنْ البِداية عِندما أخطأ آدم وَطُرِد آدم إِلاّ أنّهُ وعد آدم بالخلاص ، وَقال لهُ لاَ تخف أنا سأغفِر لك ، وَوعد آدم بالغُفران ، وَفِى الوقت الّذى كان آدم سيهلك فيه وعدهُ بالغُفران ، لأنّهُ لاَ يشاء هلاك الإِنسان أبداً هُو مُتأسِف على هلاك البشر ، حزين وَمُتضايِق على هلاك البشر ، وَفِى سقطات كُلّ الّذين أخطأوا كان يوقِظ ضمائِرهُم ، وَرأينا ذلِك عِندما أخطأ قايين ، قال لهُ [ فعِند الباب خطيّة رابِضة وَإِليك إِشتياقِها وَأنت تسود عليها ] ، إِنّنِى أرى أنّهُ يوجد إِشتياق إِليها ، إِنْ أحسن فالله سيرفع وَلِذلِك ربّ المجد عِندما جاء قال هكذا [ لَمْ آتِ لأدعو أبراراً بل خُطاة للتوبة ] ، [ إِبن الإِنسان جاء لِيُخلِّص ما قَدْ هلك ] [ لأنّهُ لَمْ يُرسِل الله إِبنهُ إِلَى العالم ليدين العالم بل لِيُخلِّص بِهِ العالم ] ( يسوع ) معناهُ مُخلِّص ، يغفِر ، عِندما نُصلّى لهُ نقول لهُ [ غافِر خطايانا ، مُكلّلنا بالمراحِم وَالرّأفات ] ، إِنت يارب غافِر خطايانا ، مبدأ الغُفران أساسِى عِند الله ، لأنّهُ عارِف أنّ الإِنسان تلّوث ، [ الّذى أنقذنا مِنْ سُلطان الظُلمة وَنقلنا إِلَى ملكوت إِبن محبّتِهِ ] ، نقلنِى مِنْ مكان مُظلِم إِلَى ملكوت إِبن محبّتِهِ لِذلِك كانوا بإِستمرار فِى العهد القديم يقولوا لهُ [ أنت طويل الأناة وَكثير الإِحسان وَتغفِر الذنب وَالسيئات ] ، أنت بِتغفِر مهما كانت خطيّة الإِنسان ، أنت غفور ، أنا بحِب إِبنِى وَمحبِتِى لأبنِى تجعلنِى أغفِر لهُ ، مهما عمل ؟! مهما عمل فِى سِفر أشعياء يقول [ لِيترُك الشرّير طريقهُ ، وَرجُل الإِثم أفكارهُ ، وَليتُب إِلَى الرّبّ فيرحمهُ وَإِلَى إِلهنا لأنّهُ يُكثِر الغُفران ] ، غُفرانه كثير ، وَماهُو مقدار الغُفران ؟ بِمقدار خطايا البشر ، يقول لك هكذا [ فحنّ الرّبّ عليهُم وَرحمهُم وَإِلتفت إِليهُم لأجل عهده مَعَ إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب وَ لَمْ يشأ أنْ يستأصِلهُم وَلَمْ يطرحهُم عَنَ وجهِهِ حتّى الآن ] يوجد شخص كتب قصّة تميل إِلَى الخيال وَلكِنّها تُعطِى معنى ، وَهى إِنْ ربِنا أوكل لموسى حُكم العالم ، فموسى وجد أنّهُ توجد ناس تُريد أنْ تعبُد الأوثان ، فقال يارب أنزِل نار وَأفنيهُم ، وَوجد ناس بتزنِى وَتسرق ، فقال يارب شُق الأرض وَأبتلعهُم ، وَهكذا وَفِى لحظات وَهى مُدّة حُكم موسى للعالم قال يارب إِفنِى العالم ، فربِنا قال لهُ كفى كفى فلو إِنت كُنت مكان ربِنا فكُنت لَمْ تستطع أنْ تحتمِل ، فهل أنت تحتمِل إِنْ إِبنك يخونك ؟ يتجاهلك ؟ وَلِذلِك لو لَمْ يكُن الغُفران فماذا كان مصيرنا ؟ وَ إِنْ لَمْ يكُن ربِنا لَمْ يغفِر للعالم ، وَآثامنا بِتتراكم ، فماذا يكون مصيرنا ؟
يقول هكذا إِنّك تترُكها فِى بحر مِنْ النسيان ، لِدرجِة إِنْ مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ إِنّ الجميع زاغوا وَفسدوا وَأعوزهُم مجد الله ] ، كُلِنا زُغنا ، كُلِنا فسدنا ، الموت الّذى دخل إِلَى العالم فإِنّهُ لَمْ يدخُل لواحِد أوْ إِثنين ، وَلكِن ( الكُلّ ) ، نقول لهُ هكذا فِى القُدّاس [ ليس مولود مِنْ إِمرأة يتزّكى أمامك ] لاَ يوجد بيننا أحد يقدِر أنْ يقِف أمامك وَلكِن هل ستترُكنا هكذا ؟ كُلِنا حِدنا عَنَ الطريق ، فِى مراثِى إرميا يقول [ نحنُ أخطأنا وَنافقنا وَأغضبناك ] ، وَلكِن هل ستترُكنا لِكى نهلك يارب ؟ كُلّ واحِد فينا الآن مملوء كوم خطايا ، ليس واحِد أوْ إِثنين وَلكِن ما هُو الحل ياأبونا ؟ فهل الخلاص مُستحيل ؟ كون إِنْ أنا أتوب مُستحيل ؟! لأ ليس مُستحيل ، لنا رجاء فِى الغُفران ، لأنّهُ صالِح وَ لاَ يشاء هلاك الإِنسان فِى سِفر نحميا يقول حتّى وَلو عصوا وَتمرّدوا عليك ، حتّى وَلو الإِنسان طرح شريعة الله وراء ظهره ، يقول [ هذا الشعب أعطونِى القفا لاَ الوجه ] ، وَهذا ما نفعله ، نُعطِى لهُ خمس دقائِق ، وَ لاَ يهون علينا أنْ نُعطِى أكثر ، وَهُو عطينا العُمر كُلّه ، وَساكِت عليك وَساكِت علىّ0
إِبتدأ ربِنا يصنع عهود مَعَ الإِنسان ، فعِندما تُخطىء يُمكِن أنْ تُقدِّم لىّ ذبائِح فأسامحك ، وَإِبتدأ يقول للإِنسان قدِّم لِى ذبائِح ، قدِّم لِى تقدِمة ، قدِّم لِى صلوات ، قدِّم لِى أصوام ، نفِذوا وصاياى ، وَإِنْ لَمْ تعرِفوا وصاياى سأُعطيك الوصايا ، أحبّ خاصّتهُ 0
نحنُ كُلِنا نعرِف قِصّة يونان ، يونان قال أنا عارِف إِنْ ربِنا هيغفِر ، وَهرب ، وَلكِن ربِنا طلّع ليونان نبات يستظِل بِهِ لأنّهُ كان يجلِس فِى مكان فيه شمس ، وَبعد ذلِك ربِنا جعل دودة أكلِت هذا النبات ، وَجلس تحت الشمس ، فحزِن جِداً إِنْ هذِهِ النبتة أوْ الشجرة قَدْ أكلتها الدودة ، حزِن جِداً ، فربِنا قال لهُ فأنت حزِنت على نبتة قَدْ نبتت فِى يوم ، وَتُريدنِى ألاّ أحزن على أولادِى ؟
أد إِيه ياأحبائِى إِلهنا صالِح وَرؤوف ، هُو مُحِب البشر ، هُو مُتأسِف على شر بنِى الإِنسان ، وَتقرأ فِى سِفر العدد 23 : 44 آية تتعجّب مِنها جِداً ، ربِنا يقول عَنَ بنِى إِسرائيل وَأنتُم تعرِفوا كم تمرّدوا على الله وَكم أهانوه ، وَعملوا عِجل وَعبدوه ، وَقدّموا أمام الله نموذج مُتعِب عَنَ الجنس البشرِى 0
[ لَمْ يُبصِر إِثماً فِى يعقوب وَ لاَ رأى تعباً فِى إِسرائيل ] ( عد 23 : 21 ) ، فهُم لاَ يوجد إِثماً إِلاّ وَفعلوه ، يقول لك هكذا ،[ لَمْ يُبصِر إِثماً فِى يعقوب وَ لاَ رأى تعباً فِى إِسرائيل] ، كيف يكون هذا ؟ صلاحه وَمحبّته وَغُفرانه يجعلهُ يرى بنِى إِسرائيل هكذا المملوءين إِثماً ، فهو يراهُم أنّهُ لاَ يوجد فيهُم أىّ خطيّة ، لأنّهُ هُو إِله لاَ يهون عليه الإِنسان ، علّمنا طريق الخلاص ، مبدأ الغُفران هُو مبدأ موجود فِى تدبير الله وَفِى حُب الله 0
2- طريقة الغُفران
يتلخّص فِى كلمِتين :0 ( 1 ) دم المسيح & ( 2 ) توبتِى أنا
لابُد أنْ ألتقِى بدمِهِ وَأنا تائِب ، لأنّهُ هُو قدّم ذاته فِداءاً عنِّى وَأسلم نَفْسَه إِلَى الموت الّذى تملّك علينا وَمات عِوضاً عنّا وَصار بِدمِهِ فِداءاً لنا ، [ الّذى لنا فِيهِ الفِداء بِدمِهِ ] [ دم يسوع إِبنِهِ يُطهِّرنا مِنْ كُلّ خطيّة ] 0
فإِذا كان دم الخروف الّذى ليس فيِهِ أىّ صلاح أوْ أىّ بِر وَيوضع على السقف يُعطِى النجاة ، كم يكون الله الحمل الّذى بِلاَ عيب الّذى إِحتميت فيِهِ ! وَأنا بأخُذه فِى داخِلِى كم يكون خلاص هذا الدم ؟! فليس فقط أأخُذه فِى الخارِج ، وَلكِن أأخُذه فِى داخِلِى ، ليرفع عنِّى الموت ، يرفع عنِّى الهلاك فالمسيح مات فِداءاً عنِّى وَعنّك ، وَرفع عنِّى الحُكم ، وَأعطانِى الخلاص ، صحيح أنا ليس لىّ إِستحقاق حتّى وَإِنْ تُبت ، فبِدون دم المسيح التوبة لاَ تُفيد ، وَدم المسيح لاَ يُفيِدنِى بِدون التوبة ، الأثنين يؤدّوا إِلَى بعض دم المسيح هُو رصيد ، وَلكِن لابُد أنْ تُقدِّم مُستند تصرِف به دم المسيح ، وَهذا الرصيد هُو رصيد كبير ، وَلكِن لابُد أنْ تُقدِّم دليل ، هُو دليل التوبة ، وَذلِك لتسحب الرصيد ، وَهذِهِ العطيّة تأخُذها كهِبة ، كمِنحة ، وَليس لك فضل ، مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ لاَ بأعمال بِر عملناها بل بِمُقتضى رحمتِهِ خلّصنا بغسل الميلاد الثانِى وَتجديد الرّوح القُدس ]فنحنُ ما الّذى عملناه لِكى نأخُذ دم المسيح ؟ مِنَ قِبل رحمتِهِ نحنُ بنأخُذ إِستحقاق ، ليس بأعمال بِر عملناها ، بل بِمُقتضى رحمته ، [ هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل إِبنهُ الوحيد ] ، غُفران ، بذل ، عطيّة ، لئلاّ نهلك تخيّل أنّهُ لو لَمْ يكُن هُناك فِداء ، كان الموت تملّك علينا وَ لاَ يكون هُناك مكان نتطّهر فيه وَ لاَ مكان يرفع الخطايا ، وَ ما هُو المكان الّذى يرفع فيهِ الخطايا ؟ المذبح ، المذبح هُو الّذى يُرفع عليه إِثم جميعنا ، أبونا بيصرُخ فِى القُدّاس [ يُعطى عنّا خلاصاً وَ غُفراناً للخطايا ] يالا لِمجد النَفْسَ المُتمّتِعة بالقُدّاس ، تأتِى وحِش وَمملوء بالخطايا ، وَ دم المسيح يُطهِّر ، وَما أجمل أنْ تأتِى تائِب فتُحرق الخطايا ، وَتُعطِى للنَفْسَ مجد ، هُو حامِل أوجاع النَفْسَ ، طريق الغُفران هُو طريق صليب ، طريق حُب ، طريق توبة ، فهذا هُو طريق الغُفران ، أعطانا جسده المُقدّس وَدمه الكريم فِداءاً عنّا ، لِذلِك يقول [ هذا هُو جسدِى خُذوا إِشربوا هذا هُو دمِى ] وَكأنّهُ يتوسّل وَيتودّد ، وَكأنّهُ بيعرِض لك الخلاص بِلا فِضّة وَ بِلاَ ذهب ، أشعياء النبِى يقول أنّهُ لو كان بفِضّة أو ذهب لكُنّا أتينا بالفِضّة وَبالذهب ، كُلّ شىء بنشتريه وَلكِن الخلاص بِدون ثمن ، وَ بِلاَ غِش تخيّل إِنْ أنا لو لَمْ أقبل هذا الخلاص المجّانِى الّذى بِلاَ غِش ، وَهُو الّذى يُعطينِى الحياة الأبديّة ، وَ لاَ أتقرّب إِليه فِى إِحساس الخاطىء لِكى أحتمِى فيه ؟!! محبّة أبديّة ، حُب فائِق ، فهذِهِ هى طبيعة الله ، الأولاد بيخطأوا ، فكيف أغفِر لهُم ما الّذى أفعلهُ لِكى أجعلهُم يحتموا فىّ ، وَأحمِل خطاياهُم ؟ كُلّ هذا تحتمِله يارب ؟؟ نعم أحتمِل نفترِض أنّنا وضعنا فِى أخر الكنيسة عشر مصابيح ، وَكُلّ مصباح لهُ لون ، واحِد أخضر وَواحِد أصفر وَواحِد بنفسجِى وَهكذا00، وَأنا واقِف عِندِى رأيت كُلّ مصباح بلون وَ لو وضعنا لوح زُجاج لونه أحمر وَوضعتهُ أمامِى ، أمام العشر مصابيح ، فأنا سأراهُم مِنْ عِندِى أنّ لونهُم إيه ؟ سأجِد لونهُم أحمر أنا أُريدك أنْ تُشِبّه دم المسيح بهذا اللوح ، خطايانا هى المصابيح المُلّونة ، السوداء وَ البنفسجِى ، فماذا يعمل دم المسيح ؟ يمتصّها وَيُعطينِى لونه هُو ، وَيُعطينِى طبيعته هُو وَيمتص لونِى أنا ، فهل لاَ تقدِر طبيعة المسيح أنْ تأخُذ طبيعتِى وَتُعطينِى بِر ؟! فإِنْ كان لوح الزُجاج يقدِر أنْ يفعل ذلِك ، فكم يكون دم إِبن الله ، فهل هذا كثير على دم إِبن الله ، وَهل هذا صعب عليه ؟ نُصدِّق لوح الزُجاج وَ لاَ نُصدِّق دم إِبن الله وَلكِن يوجد شرط واحِد وَهُو أنّهُ لابُد أنّ الألوان كُلّها تقع على اللون الأحمر ، لِكى أراهُم حُمر، فالّذى هُو بعيد عَنَ دم المسيح فسيظهر كما هُو ، وَيكون ردىء ، وَأُريد أنْ أقول لك أنّهُ مهما كان بِر الإِنسان بعيد عَنَ دم المسيح فهو مرفوض ، لابُد أنّ الرّبّ يرى كُلّ البشر مِنْ خلال إِبنهِ ، لابُد أنّ كُلّ خطايانا توضع عليه هُو يقول أولادِى كُلّهم بِلاَ عيب ، بِلاَ عيب ! ، كيف يكون هذا ؟ فكُلِنا عيوب ، وَذلِك لأنّنا كُلِنا واقعين عليه ، وَ يُقدّمِنا أمام الآب ، كنيسة بِلاَ عيب ، لأنّها مُحتمية فيه ، فتظهر بِلاَ دنس فِى مرّة واحِد ذهب يعترِف وَقال لأبونا أنا حالتِى صعبة جِداً ، وَأنا لَمْ أترُك شر إِلاّ وَفعلته ، وَصعب أن أعترِف فِى عشر دقائِق الآن ، فأبونا قال لهُ هل أنت أتيت وَأنت ندمان وَمِنْ قلبك ؟ فقال لهُ قُل الخطايا التّى فعلتها ، فقال كذا وَكذا وَكذا ، فأبونا قرأ لهُ التحليل ، وَقال لهُ خلاص ياأبنِى ، ستتناول ، فقال لأبونا خلاص إِزاى ؟ فأبونا قال لهُ أنا أُريدك أنْ تتخيّل أنّ خطاياك موضوعة على كفِّة ميزان ، فقال لأبونا أين كفِّة الميزان التّى تحمِلها ، فهى ثقيلة ، فقال لهُ أبونا إِعتبره إِنّه الميزان الّذى يوزِن عربات النقل ، وَتخيّل على الكفّة الأُخرى أنّك وضعت نُقطة مِنْ دم المسيح ، فمَنَ الّذى يغلِب ؟ فسكت وَأقتنع إِنْ دم المسيح يُعطى عنّا خلاصاً وَغُفراناً للخطايا ، وَيُعطِى حياة أبديّة أنا أكلّمك بِهذا ليس لِكى تسمع أوْ تتلذّذ بالكلام ، وَلكِن لِكى لاَ يكون لك عُذر إِنْ إِنت خاطِىء ، فلِماذا المسيح موجود على المذبح ؟ فهل لِكى أظِل فِى خطيتِى ؟ أبداً ، لِكى كُلّ يوم تتبرّر وَيكون لك فِى كُلّ يوم عِشرة جديدة ، وَأأخُذ مواعيد جديدة ، وَضمان للحياة الأبديّة ، أخِر نُقطة نتكلّم فيها.
3- نماذِج للغُفران
أعتقِد أنّك تعرِف نماذِج كثيرة للغُفران ، لأنّهُ يُكثِر الغُفران ، يقول هكذا [ ليست خطيّة بِلاَ مغفِرة إِلاّ التّى بِلاَ توبة ] ، كُلّ الخطايا بِتُغفر ، لاَ يوجد خاطىء قدّم توبة إِلاّ وَ تُغفر لهُ خطاياه ، فَلاَ توجد خطيّة بِلاَ مغفِرة أبداً خطيّة التجديف على الرّوح القُدس هى خطيّة رفعنا الصوت الدائِم المُستمِر بِعناد بألاّ نتوب ، وَكُلِنا لاَ يوجد عِندنا هذا ، وَكُلِنا ندمانيين وَحزنانيين ، لاَ يوجد أحد فرحان لأنّهُ واقِع فِى الشرّ ، وَإِنْ كُنت بحِبّه بحِبّه وَلكِن بطريقة مؤّقتة ، وَأتمنّى أنْ أتخلّص مِنْ الجسد ، فِى داخِلِى رفض للخطيّة رأينا نماذِج كثيرة للتوبة ، رأينا داوُد النبِى الّذى زنى وَقتل وَكذب ، تاب وَنِدم ، فهو نموذج رائِع للتوبة ، ليكون منهج لِكُلّ التائبين [ إِرحمنِى يا الله كعظيم رحمِتك ، وَمِثل كثرِة رأفتك ] ، فنرى فِى داوُد أنّهُ يوجد روح دالّة وَيوجد روح رجاء رأينا زكّا المُحِب للمال ، العشّار الّذى قال يارب أُعطِى نِصف أموالِى للفُقراء أنا ندمان على خطيتِى ، فهل تعتقِد أنّ هذا الشخص يُعطِى إِحساس أنّهُ ينوِى أنْ يعمل الخطيّة مرّة أُخرى ؟ أبداً مش مُمكِن رأينا السامريّة التّى كانت مُرتبِطة بخمسّة أزواج ، وَلكِن ربِنا فكّها مِنْ رِباطات خطاياها ، رأينا المرأة التّى أُمسِكت فِى ذات الفِعل ، رأينا شاوِل [ وَصيّرنا أطهاراً بروحك القُدّوس ] ، رأينا القديس أُوغسطينوس رغم كُلّ شروره وَفجوره إِلاّ أنّهُ تاب ، رأينا القديس موسى السود ، وَرأينا القديسة مريم المصريّة التّى ذهبت لِعمل الشرّ فِى الكنيسة ، فهل أكثر مِنْ ذلِك شرّ ؟! قالت أنّهُ سيكون هُناك زحمة ، وَركبِت المركِب لِكى تفعل الخطيّة فِى أُورُشليم ، وَفعلت الشرّ فِى المركِب لِكى تدفع التذكرة ، وَعِندما ذهبت لأُورُشليم وَأرادت أنْ تدخُل الكنيسة مَعَ النّاس ، وَذلِك لِكى تفعل الشرّ فِى الكنيسة ، فهل رأينا شرّ أكثر مِنْ ذلِك ؟!
فنحنُ كُلِنا خُطاة ، وَلكِن عِندما نأتِى للكنيسة مُمكِن أنْ نقول " مُمتازين " ، فعِندما أرادت أنْ تدخُل الكنيسة وجدت أنّهُ توجد قوّة بِتمنعها مِنْ الدخول إِلَى الكنيسة ، فشعرت أنّ خطيتها هى السبب فِى عدم دخولها الكنيسة مِثل بقيّة النّاس ، وَقدّمت توبة وَإِعتراف عَنَ خطاياها ، وَخرجت تقضِى عُمرها كُلّه فِى الصحراء ناسِكة ، مُتوّحِدة ، فِى توبة ، قادِر أنْ يغفِر ، [ مُنقِذ حياتنا مِنْ الفساد ] إِحذرِى أنّ عدو الخير يُشعِرك أنّ خطيِتِك لاَ يُمكِن أنْ تغفِر ، وَفِى الوقت نَفْسَه لاَ تستهتِر ، فالأمر يحتاج إِلَى ضبط ، وَالّذى يضُبطها هُو النعمة ، فَلاَ تخاف بزيادة وَ لاَ تستهتر بزيادة ، إِنْ سقطت سأقوم منسّى الملِك هُو كان إِبن ملِك تقِى إِسمه حزقيّا الملِك ، إِلاّ أنّهُ كان إِبن فاسِد وَشرّير جِداً ، يقول لك أنّهُ [ عاد فَبنى المُرتفعات التّى هدمها حزقيا أبوه وَأقام مذابِح للبعليم وَعمل سوارِى وَسجد لكُل جُند السماء وَعبدها ] ( 2 أخ 33 : 3 ) ، يعنِى أبوه هدم عِبادِة الأوثان ، وَهُو بناها مرّة أُخرى ، وَليس فقط أنّهُ بنى المُرتفعات ، فأنّهُ يقول أنّهُ [ وَ أقام مذابِح للبعليم وَعمل سوارِى وَبنى مذابِح فِى بيت الرّبّ الّذى قال عنهُ الرّبّ فِى أُورُشليم يكون إِسمِى إِلَى الأبد ] ، بنى مذبح للأوثان داخِل بيت ربِنا ، لِدرجِة يقول أنّهُ [ أضلّ يهوذا ] ، [ عمل الشرّ فِى عينّى الرّبّ لإِغاظتِهِ ] ، أنا بجسِّم لك خطأ منسّى ، فهو يفعل الشرّ ليس لأنّهُ بضعف ، لأنّ لِدرجِة يقول عنهُ أنّ الشعب فِى أيّامِهِ عملوا خطايا أكثر مِنْ غير المؤمنين ، أولاد ربِنا عملوا الشرّ أكثر مِنْ غير المؤمنين ، فربِنا جعل رؤساء الجُند الّذين لملِك أشور يأخُذوه وَربطوا سلاسِل فِى رقبته ، وَجرّوه ، وَوضعوه فِى منفى ، فأبتدأ يُقدِّم توبة ، هل مِثل هذا يُقدِّم توبة ؟
صدّقنِى فِى رأيِى الشخصِى أقول ، لأ فأنا مُمكِن أنْ أغفِر لك لو أنت فعلت هذا الخطأ لِنَفْسَكَ ، لكِن أنت فعلت هذا الشرّ لِكى تُضِل كُلّ الشعب ، فَلاَ يُمكِن أنْ أغفِر لك ، فتاب منسّى وَقال [ أنت بار ] ، سأقرأ لك صلاة منسّى [ أنت الرّبّ العلىّ الرحوم طويل الرّوح وَكثير الرحمة وَبار وَمُتأسِف على شر البشر ، أنت أيضاً يارب على قدر صلاحك رسمت توبة لِمَنَ أخطأ إِليك ، وَبِكثرِة رحمِتك بشّرت بِتوبة للخُطاة لِخلاصهُم أنت يارب إِله الأبرار لَمْ تجعل التوبة للصدّيقين إِبراهيم وَإِسحق وَيعقوب هؤلاء الّذين لَمْ يُخطِئوا إِليك ، بل جعلت التوبة لمثلِى أنا الخاطىء ] ، فأنت لَمْ تجعل التوبة للأبرار ، وَلكِن جعلتها لمثلِى أنا الخاطىء [ لأنِّى أخطأت أكثر مِنْ عدد رمل البحر ] فأنا أخطأت كثيراً جِداً ، [ كثُرت آثامِى وَلستُ مُستحِقاً أنْ أرفع عينىّ إِلَى السماء مِنْ قِبَل كثرِة ظُلمِى ، وَلستُ مُستحِقاً أنْ أنحنِى مِنْ أجل كثرِة رباطات الحديد ، وَ لاَ أرفع رأسِى مِنْ خطاياى ، وَالآن بالحقيقة قَدْ أغضبتك وَ لاَ راحة لِى لأنِّى أسخطت رِجزك ] ، فأنا مُقيّد لاَ أستطيع أنْ أسجُد لك [ وَ لاَ تُهلكنِى بآثامِى ، وَ لاَ تحقِد علىّ إِلَى الدهر ، وَ لاَ تحفظ شرورِى وَ لاَ تُلقنِى فِى الدينونة فِى قرار أسفل الأرض ، لأنّك أنت هُو إِله التائبين ] 0
لاَ تجعل شرورِى هذِهِ محفوظة عِندك ، فأنا عارِف أنّهُ صعب إِنْ إِنت تنساها ، لكِن أرجوك لاَ تحفظ آثامِى [ لأنّك أنت هُو إِله التائبين ] ، تأمّل فِى روعة الكلام [ وَفىّ أظهِر صلاحك لأنِّى غير مُستحِق ] ، تأمّل جمال الكلام ، تأمّل قوّة الدالّة " أنت صالِح "وَلِكى تُثبِت إِنْ إِنت صالِح ، فما الّذى تفعله ؟ فعلامِة الصالِح أنّهُ يغفِر ، فَلاَبُد أنْ يكون هُناك شخص خاطىء وَتغفِر لهُ [ وَخلّصنِى بِكثرِة رحمِتك ، فأُسبِّحك كُلّ حين كُلّ أيّام حياتِى] ، فهذِهِ هى صلاة منسّى ، وَقُبِلت صلاة منسّى ، وَأرجعهُ إِلَى المُلك ، وَأرجعهُ مِنْ السبى ، وَمات فِى توبة ، وَنسيت يارب ، فكيف نسيت ؟ لأنِّى إِله وَليس إِنسان لِذلِك دانيال النبِى عِندما طلب عَنَ الشعب قال[ لك ياسيِّد البِر ، أمّا لنا فخِزى الوجوه ] ، لِذلِك ياأحبائِى غُفران الله لابُد أنّنا نتمتّع بِهِ ، وَهُو لنا وَليس لآخر ، وَترك لنا جسده وَدمه على المذبح لِكى ننال الغُفران بِلاَ شبع ، غُفران كُلّ يوم مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ كيف ننجو نحنُ إِنْ أهملنا خلاصاً هذا مِقداره ] ، كُلّ واحِد فينا موجود الآن وحِش وَخاطىء ، فما الّذى أستطيع أنْ أقوله لربِنا ؟ فهل أقول لهُ لاَ توجد طريقة أتخلّص بِها مِنْ خطاياى ، فسيقول لك أنا لَمْ أدعك معوزاً شيئاً ، فِى كُلّ يوم تمسّك بغُفران الله ، لِذلِك جعلها لنا طِلبة يوميّة [ وَأغفِر لنا ذنوبنا ] ربِنا يكمِلّ نقائِصنا وَيكمِلّ كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
04 أكتوبر 2025
المحبة
يقُول القديس يُوحنا الرسُول فِى رِسالتهُ الأُولى إِصحاح 4 عدد 8 [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ، بِما أنّ جوهر المسيحيّة هى المحبّة ،وَرُبّما كثيراً ما نتكلّم عَنْ المحبّة ، لكِن يبدو أنّ الكلام شىء وَالعمل شىء آخر،وَيبدو أنّ المواعيد الإِلهيّة تتحقّق بِسبب أنّ [ وَلِكثرِة الإِثم تبرُد محبِّة الكثيرين ] ( مت 24 : 12 ) ،فإِنْ بحثنا عَنْ المحبّة الحقيقيّة نادِراً ما نجِدها،وَلكِن الكلام ما أسهلهُ لِذلِك أحِب أنْ أتكلّم اليوم عَنْ المحبّة [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ، شُوفوا مِثلاً مُعلّمِنا يُوحنا الرسُول الّذى تُلّقِبهُ الكنيسة رسُول المحبّة – وَهُوَ أطول الرُسُل عُمراً عاش لِبعد 100 سنة – لِدرجِة أنّهُ كان يدخُل الكنيسة محمول على الأكتاف مِنْ كِبر السِن ، فكان لمّا يعِظ كما إِعتاد الرُسُل على الوعظ يقُول [ وصيّة جديدةً أنا أُعطِيكُمْ أنْ تُحِبُّوا بعضكُمْ بعضاً] ( يو 13 : 34 ) ، هل هذِهِ وصيّة جديدة نحنُ نعرِفها ؟ نعم مهما أوصيت عَنْ المحبّة ستبقى المحبّة بإِستمرار وصيّة جديدة لأنّ [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] مُعلّمِنا يُوحنا الإِصحاح 4 عدد 11 يقُول [ أيُّها الأحِبّاء إِنْ كان الله قَدْ أحبّنا هكذا ينبغِى لنا أيضاً أنْ يُحِب بعضُنا بعضاً 0الله لَمْ ينظُرهُ أحدُ قط إِنْ أحب بعضُنا بعضاً فالله يثبُت فينا وَمحّبتهُ قَدْ تكمّلت فينا ] لِذلِك أُريد التحدُّث معكُم فِى نُقطتين :-
(1) ما هى المحبّة ؟ (2) ثِمار المحبّة
وَلو أحّبِت النِعمة ، وَلو أحّبِت المحبّة سنُكمِل مجالات المحبّة فِى مرّة أُخرى 0
ما هى المحبّة ؟
هى الله ، الله محبّة ،وَكما أنّ الله غير مفحُوص ،وَغير محوى ، فالمحبّة غير مفحُوصة ،كما أنّ الله هُوَ لاهُوت لاَ يدنُى مِنه ، وَالمحبّة لاهُوت لاَ يُدنى مِنهُ ، لِذلِك فِي سِفر نشيد الأناشيد نجِد تعرِيف حلو عَنْ المحبّة يقُول [المحبّة قويّة كالموت ] ( نش 8 : 6 ) ، الموت قوِى لاَ أحد يعرِف يغلِبهُ ، لَمْ يستطع أحد أنْ يغلِب الموت إِلاّ واحِد هُوَ يَسُوعَ المسيح ، لكِن المحبّة قويّة كالموت يقُول القديس يُوحنا الرسُول إِنّ [ مياه كثيرة لاَتستطيع أنْ تُطفِىء المحبّة وَالسيُول لاَ تغمُرها ] ( نش 8 : 7 ) ، كأنّها نار جبّارة ، فالمحبّة هى أساس البُنيان ، أساس الكمال ، أساس البيت ، هى أساس العالم ، أساس معرِفة الله ، عشان كده قال [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ] لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول فِي رِسالته لِكُولوسِى قال[إِلبسوا المحبّة التّى هى رباطُ الكمال ] ( كو 3 : 14 ) ، كأنّ المحبّة ثوب وَيُوصِى أنْ نلبِسه ، لمّا ألبِسها وَأخِى يلبِسها سنصير كُلِّنا لابسين شىء واحِد ، وَعِندما يحدُث هذا نصير كُلِّنا واحِد ، مُكمِّلين لِواحِد ، أنا أخاف عليك وَإِنت تخاف علىّ وَالآخر هكذا للأسف أجِد أحياناً أنّ كُلَّ واحِد يُحِب نَفْسَه ، وَنُغّذِى هذا الأمر ، وَلمّا تأتِى سيرِة أحد وَيكُون مِنْ الأقارِب المُقرّبين وَتأتِى سيرتهُمْ أجِدِك تتحدّثِى عنهُمْ بِكلام صعب ، أين المحبّة ؟ وَمُمكِن أنّ هذا الكلام ينتقِل دُون أنْ تشعُرِى أوْ بإِرادتِك ، وَتتحدّثِى عَنْ إِخوتِك مَعْ أولادِك ، وَتبحثِى ماذا تُريد أُختِك أنْ تفعل وَتفعلِى أكثر مِنها ، وَتبحثِى عَنْ أولاد أُختِك ماذا يفعلُون فتجعلِى أولادِك يفعلُون الأكثر عملياً أين المحبّة ؟ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ، نحنُ نتكلّم كلام نظرِى ، سوف نخسر الأبديّة ، مِنْ أوسع الطُرق وَللأسف أسهل الطُرُق وَساعِتها نقُول ( يا رِيتنا ) ، لو كُنّا عرفنا أنّ المحبّة هى التّى توصّلنا إِلَى الله كُنّا تمسّكنا بالمحبّة ، تمسّكنا بالحياة ، وَتمسّكنا بأنفُسنا لأنّهُ قال [ تُحِب قريبك كَنَفْسَكَ ] ، فهى أساس البُنيان ، أساس البيت ، أحياناً فِى البيت الواحِد يتكلّموا عَنْ بعض أنا أحياناً أكُون خجلان أسمع مُشكِلة بين إِخوات أوْ بين زُوج وَزُوجة ، إِنت بِتتكلّم عَنْ مين ؟ عَنْ زُوجتك أُم أولادك ، إِنتِ بِتتكلّمِى عَنْ مين ؟ عَنْ زُوجِك أبو أولادِك أين المحبّة ؟ المحبّة تهتّز ، متى المحبّة تهتّز ؟ عِندما أنظُر إِلَى نَفْسِى وَأرى عيوب الآخرين ، وقتها يدخُل عدو الخير بالخِداع وَالمصيدة تُنصب ، وَالألسِنة تكثُر وَالكلام يكثُر وَالشيّطان ينشط وَتهرب المحبّة وَيهرب الله ، وَندخُل الجلسة نشعُر أنّنا لسنا فِى حضرِة الله ، طالما الله غير موجود فِي وسطنا لأنّهُ عِندما يجِد جو مِثل هذا ينسحِب المحبّة هى التّى دفعت الآب أنْ يبذُل إِبنهُ لَمْ يمسِك إِبنه عنّا ، وَهكذا نقُول لهُ [ حُبّك غلبك وَتجسّدت ] ، إِنت إِتغلبت مِنْ محبِّتك وَإِتجسِّدت لأجلِنا ،وَهكذا يقُول القديس يُوحنا الرسُول [ نحنُ نُحِبُّهُ لأنّهُ هُوَ أحبّنا أولاً ] ( 1 يو 4 : 19 ) ، أحّبنا بِلاَ سبب وَهكذا يقُول الإِنجيل [ لأنّهُ هكذا أحبَّ اللهُ العالم حتّى بذل إِبنهُ الوحيد لِكى لاَ يهلك كُلُّ مَنْ يُؤمِنُ بِهِ بل تكُونُ لهُ الحيوة الأبديّةُ ] ( يو 3 : 16 ) ، هكذا أحبّنا أولاً ، فضلاً ،بِلاَ سبب ، لِماذا أحبّنا ؟ ما هُوَ السبب ؟ لو نظرنا ما الّذى لدينا لِكى يحبِّنا وَيعمل معنا هكذا ؟ نجِد لاَ شىء ، فهو أحبّنا بِلاَ سبب ، أحبّنا فضلاً ، محبّة مثلما قال عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول [ وَتعرِفُوا محبّة المسيح الفائِقة المعرِفة لِكى تمتلِئُوا إِلَى كُلّ ملء اللهِ ] ( أف 3 : 19 ) لِذلِك النّاس الّذين تسكُن فِيهُم محبّة الله ، سيكُون فِيهُم حُب الله ، وَيسكُن فِيهُم عمل الله ، يسكُن فِيهُم صِفات إِلهيّة ، الحُب يُبادِلوه بِحُب ، وَالعِشرة بِعشرة ، وَالحياة بِحياة ، وَالغيرة بِغيرة ، وَالعِشق بِعشق ، وَالمُعانقة بِمُعانقة أنت أحببتنِى إِلَى المُنتهى ، المحبّة التّى مُطالبين بِها مَعْ إِخوتنا ليست مِنّا لأنّنا لاَ نستطيع أنْ نُحِب هذِهِ المحبّة مِنْ ذواتنا ، لكِن هُوَ أوصانا وَقال لنا فِي يوحنا إِصحاح 13[ أنا أُعطِيكُمْ أنْ تُحِبُّوا بعضكُمْ بعضاً كما أحببتكُمْ أنا ] ( يو 13 : 34 ) ،مثلما أنا أحببتكُم ، لاَ تأتُوا بِمحبّة مِنْ عِندكُمْ خُذوا حُبِّى نموذج لِمحبّتِكُمْ [ بِهذا يعرِف النّاس أنّكُمْ تلاميذِى إِنْ كان لكُم حُب بعضكُمْ نحو بعض ] ، بِهذا يعرِف النّاس ، بالمحبّة ، المحبّة الغافِرة ، المحبّة المُضحية ، المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، المحبّة التّى تأخُذ مِنهُ وَتُعطينا ، لأنّهُ قال هكذا [ لأنّ محبّة الله قَدْ إِنسكبت فِى قلُوبِنا ] ( رو 5 : 5 ) شُوف لمّا تجيِب كوبايّة وَتكُب الّلِى فِيها ، هكذا أحضر الله محبّتهُ وَسكبها داخِل قُلُوبِنا ، إِنّ محبّة الله قَدْ إِنسكبت فِى قُلُوبِنا ، صعب جِدّاً أنْ أُحِب أخِى دُون أنْ يكُون عِندِى مصدر المحبّة مِنهُ هُوَ ، المحبّة هى أساس البُنيان ، المحبّة مِنْ الله لِذلِك النَفْسَ المليئة بالمحبّة تكُون ملآنة غِيرة على إِخواتها ، ملآنة محبّة ، مليئة بالإِتضاع ، تبحث كيف تُقدِّم شىء لإِخواتها ، محتاجين له ، يسعوا إِليه وَمحتاجين إِليه ، تبحث كيف تُعطِى وَلاَ تنتظِر مُقابِل لأنّها محبّة مِنْ الله ماذا ينتظِر الله مِنْ الإِنسان ؟ ما الّذى يُمكِن أنْ نرُد بِهِ الجميل لِربِنا ؟ ماذا يُمكِن أنْ نعمل معهُ ؟ لاَ نعرِف نُقدِّم لهُ شىء لأنّنا عبيد بطّالين ، لكِن هُوَ أحبّنا فضلاً ، هكذا أحبّنا وَأحبّنا بِلاَ سببٍ ، أحبّنا دُون أنْ ينتظِر مِنّا مُقابِل لِذلِك قال داوُد النبِى [ بِماذا أُكافِىء الرّبّ عَنْ كُلّ ما أعطانيه ؟ ] ، لاَ أعرِف أُكافِئك لأنّك غالِى وَعالِى وَالّذى أُقدِّمهُ أنا لك مهما قدّمت يكُون رخيص وَحقير بالنسبِة لك ، لِذلِك عِندما يُدرِك الإِنسان محبّة الله لهُ يبدأ يشعُر بِغِنى محبّة لإِخواتِهِ ، كيف أكره أخِى وَالله يُحِبّه ؟ كيف لاَ أُحِب أخِى الّلِى المسيح مات لأجله ،هكذا قال مُعلّمِنا بولس الرسُول كيف تُعثِر وَتُتعِب أخوك [ لاَ تُهلِك بِطعامك ذلِك الّذى مات المسيحُ لأِجلِهِ ] ( رو 14 : 15 ) ، فبدأ ينظُر لِكُلّ واحِد أنّ المسيح مات علشانه ، كيف أخُذ موقِف مِنهُ أو أكرههُ ؟ أىّ شخص حتّى وَلو كان غير مؤمِن ، المسيح مات مِنْ أجل العالم ، هذا وَذاك الّذى فِى أمريكا وَالصين وَالهِند وَرُوسيا يا سلام يارب مُت لأجل هؤلاء ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ مات لأِجلِ الفُجّار ] ( رو 5 : 6 ) ، [البار مِنْ أجل الأثمة ] ( 1 بط 3 : 18 ) ، أىّ أنّ المسيح أحبّ الفُجّار وَأنا لاَ أستطيع أنْ أُحِب أخِى ، لاَ أستطيع أنْ أُقدِّم محبّة ، أُحِب قريبِى ، لاَ أستطيع أنْ أسامِح وَأغفِر وَكرامتِى لاَ تسمح ، وَذاتِى لاَ تسمح [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] ، هُوَ مصدر المحبّة ، هُوَ أساس بُنيان حياتنا ،أىّ محّبِتنا لله وَمحبّة الله لنا وَمحبِّتنا لإِخواتنا لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول فِى رِسالتهُ لِتلميذه تيموثاوس إِصحاح 1 عدد 5 [ وَأمّا غاية الوصيّة فهى المحبّة مِنْ قلب طاهِر وَضمير صالِح وَإِيمان بِلاَ رِياء ] كلِمة " غاية الوصيّة " يعنى " هدف الوصيّة " لاَ تنظُر إِلَى نَفْسَكَ وَمصلحتك وَ لاَ تُغذِّى ذاتك ، إِنْ كُنّا نسير وراء هذِهِ الأُمور سنخسر أنفُسنا وَنخسر الملكُوت وَنخسر الله ، وَبعد ذلِك ماذا نقُول لله عِندما نقِف أمامه ، لِذلِك كُلّما يُدرِك الإِنسان محبّة الله لهُ كُلّما أدرك غُفرانه وَخلاصه ، يبدأ يسامِح أخوة وَيغفِر ، لِماذا تسامِح ؟ لأنّ المسيح أحبّنِى كثيراً ، لأنّهُ غفر لِى كتير ، صابِر علىّ كتير وَمطّوِل باله علىّ كتير ، فآتِى أنا على شىء صغير لاَ أغفِر زى فِى الكِتاب المُقدّس الرجُل الّذى عليه 500 دِينار وَقال لِصاحِب الدين لاَ أملُك حتّى وَلو بِعت نَفْسِى مقدرش أوّفِى الدين الّلِى علىّ ، فسامحهُ ، وَخرج هذا الشخص المديُون وَتقابل مَعْ آخر كان لهُ عِندهُ 5 دِينار ، فقال لهُ ليس معِى سامحنِى ، فرفض أنْ يُسامِحهُ وَطلب أنْ يُمسك وَيُوضع فِى السِجن ، وَلمّا عرف الرجُل الّذى سامح عَنْ الدين الكبير أحضرهُ وَقال لهُ أنا تركت لك 500 دِينار وَأنت لَمْ تترُك الخمسة ، إِذن إِحضِر لِى ما عليك صدّقونِى ياأحبّائِى هذا المثل سيحدُث فِينا فِى الأبديّة ، ماذا كُنت تطلُب مِنْ أخيك ؟ ماذا كُنت تُريد مِنهُ ؟ لك الكثير فأنا تركت لك عُمرك كُلّه وَأنت تتكلّم فِى تفاهات ، إِذن أنت لاَ تستحِق عطاياى ، أنت لاَ تستحِق محبّتِى ، أصرُخ وَلكِن [ يصرُخ وَ لاَ يُستجاب لهُ ] ، ربِنا يرحمنا وَيفّوقنا الآن لأنّ فِى الأبديّة بِماذا تفيد كلِمة [ ليتنا ] ، لأنّ الّذين قالُوا ربنا ربنا إِفتح لنا فقال لهُم لاَ أعرِفكُم ،فالإِنجيل يُعطينا أشياء لاَ نستطيع أحياناً أنْ نستوعِبها [ أحِبّوا أعدائكُمْ بارِكُوا لاعِنِيكُمْ أحسِنُوا إِلَى مُبغِضِيكُم ] ( مت 5 : 44 ) ما هذا الكلام ياربِى ؟ كلام صعب جِدّاً ، أحِب عدّوِى ، أُبارِك الّذى يلعنِّى ، أُحسِن للّذى يكرهنِى ، وَنأخُذ فِى الحُسبان أنّ هذِهِ الوصايا الثلاث بِها تدرُّج ، " المحبّة " أقل ، " أُحسِن " أعلى بِقليل ، " أُبارِك " أعلى وَأعلى زى لمّا نقُول لِشخص حِب ، يقُول لاَ أستطيع كيف ؟ وَهذِهِ هى البِداية ، فبعد المحبّة هُناك أنْ تُحسِن ، فيقُول إِنْ كُنت لاَ أستطيع أنْ أُحِب كيف لِى أنْ أُحسِن ؟ فنقُول لهُ هُناك الأعلى وَالأعلى تُحِب وُتُحسِن وَتُبارِك ، فِى حين أنّ الثلاثة فِيهُمْ تدرُّج للأصعب عدو مُبغِض يلعن ، للأصعب مِنْ الناحيتين التّى عِندِى وَالتّى على الّذى أمامِى ، فالمفرُوض أنّك تُبادِل عدم المحبّة بِمحبّة أكثر ، العدو تُحِبّه ، الّذى يُبغِض تُحسِن لهُ ، وَالّذى يلعن تُبارِكهُ ، أىّ أنّهُ هُو يكتّر وَأنا أكتّر ، نعم هُوَ يكتّر فِى كُرهه وَأنا أكتّر فِى محّبتِى ، ما هذا ؟ المحبّة لأنّ المحبّة هى الله لِذلِك نظرنا ناس إِقتنُوا المحبّة ، رغم أنّهُم ليس لهُم معرِفة كثيرة بِباقِى الوصايا ، فنجِد الله أجلسهُم على كراسِى عالية جِدّاً ، [ لأنّ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله ] كان دائِماً القديس يوحنا الرسُول يقُول [ وصيّة جديدة أنا أُعطِيكُمْ أنْ تُحِبُّوا بعضكُمْ بعضاً ] ( يو 13 : 34 ) إِنّ المحبّة مصدرها مِنْ الله ، قوّتها مِنْ الله ، صعب جِدّاً أنْ أُحِب مِنَ ذاتِى لأنِّى أنا إِنسان ، إِنْ لَمْ أكُن فِى إِتحاد مَعْ الله لاَ أستطيع كيف أُحسِن للّذى يُبغضنِى ، واحدة بِواحدة ، إِنْ لَمْ تكُن واحدة بأثنين أو واحدة بِتلاتة ، لِذلِك كان ناموس العهد القديم لأنْ كان عندهُمْ شراسة شديدة جِدّاً ، كان يقُول [ وَعيناً بِعينٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ ] ( خر 21 : 24 ) ، أىّ أنّ مَنْ يفقع لأحد عين تِفقع له عين مِثلها وَلكِن لاَ تقتُلهُ ، وَالّذى يكسر لأحد سِنّة يكسر لهُ سِنّة وَ لاَ تكسر لهُ أسنانة كُلّها ، لأنّ النّاس كانت عنيفة ، الّلِى يعمِل له حاجة يعمله حاجة أكبر ، فأوقفهُمْ عِند حد الوصيّة أنْ تكُون واحدة بِواحدة لكِن عندِنا فِى العهد الجديد بعد الحُب الّذى أعطيته ، وَالغُفران الّذى أعطيته تُريدُون أنْ تُرجِعُونِى إِلَى واحدة بِواحدة وَعين بِعين ، لِذلِك أحبّائِى الإِنسان الّذى ينتقِم لِذاته كأنّهُ يقُول للمسيح كأنّك لَمْ تأتِى ، وَكأنّ خلاصك لَمْ يشملنِى ، وَكأنّ محّبتك لَمْ تمسّنِى ، وَحينئِذٍ يقولّك لاَ أنا لاَ أعرِفك طالما محّبتِى لَمْ تبلُغك ، وَأنت لَمْ تضع قيمة لِمحّبتِى ، إِذن أنت لاَ تعرفنِى وَأنا لاَ أعرِفك لِذلِك كلِمة [ وَلكِنْ مَنْ يُنكرنِى قُدّام النّاس أُنكِرهُ أنا أيضاً قُدّامَ أبِى الّذى فِى السَّموات ] ( مت 10 : 33 ) ، لَمْ يقصِد إِنكار بالكلام فقط وَلكِن إِنكار بالأفعال ، لِذلِك بِقدر إِتحاد النَفْسَ بالله بِقدر المحبّة التّى تنسكِب فِيها كأنّنا قنوات وَالمياه مِنْ ينابيع مِنْ عِنده الله هُوَ يُجرِيها فِينا ، فالمحبّة التّى فِينا ليست مِنّا لكِن مِنهُ هُوَ ، لأنّها بِحسب الله لِذلِك يقُول [ عظم مِنْ عِظامِى وَلحم مِنْ لحمِى ] ( تك 2 : 23 ) ، إِحنا أبناء المحبّة ، يقُول [ وَنقلنا إِلَى ملكُوت إِبن محّبتِهِ ] ( كو 1 : 13 ) ، أىّ أنّ فِينا مِنْ محّبتِهِ ، فنحنُ أبناء المحبّة ، يقُول فِى نشيد الأناشيد [ فإِنِّى مرِيضةٌ حُبّاً ] ( نش 2 : 5 & 5 : 8 ) ، أىّ أنّ محّبِتك يارب لمّا سُكِبت داخِل قلبِى جعلتنِى مشغُول جِدّاً جِدّاً بِمحّبِتك ، وَرفعتنِى عَنْ أُمور كثيرة جِدّاً ، يمكِن النّاس لاَ يُصدِّقوا هذِهِ المحبّة وَيشعُروُا إِنِّى مريضة حُبّاً فِى مرّة إِنسان غير مؤمِن وَدخل الإِيمان وَكان يكتُب مُذّكِراته فيقُول أنا كُنت أكره المسيحيين رغم إِنِّى كُنت أرى فِيهُم محبّة كبيرة جِدّاً وَكُنت غير مصدّق لِهذِهِ المحبّة لنا أبداً أو كُنت أعتبِرها لُون مِنَ ألوان الخُبث وَالدهاء لِكى يكسبنِى وَيهدّينِى مِنْ ناحيته ، لكِن لمّا بدأ نُور الله يُشرِق فِى داخِل قلبِهِ عرف معنى المحبّة الحقيقيّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها ، وَعرف المحبّة التّى بِحسب قلب الله مثلما قال مُعلّمِنا بولس الرسُول [ محبَّة المسيح الفائِقة المعرِفة ] ( أف 3 : 19 ) ، هكذا قال مُعلّمِنا بولس الرسُول [ إِنْ كان أحد فِى المسيح فهُوَ خليقة جديدة ] ( 2 كو 5 : 17 ) ، هذِهِ المحبّة لاَ يستطيع أحد أنْ يستوعِبها إِلاّ الّذى فِى الخليقة الجديدة ، لكِن الّذى فِى الخليقة العتيقة المحبّة بالنسبة لهُ وهم زى واحِد يكُون موجُود مَعْ أبونا وَيقُول لهُ نكُون عمليين ، ما تكلّمنيش عَنْ المحبّة وَعَنْ الإِنجيل ، إِخبرنِى ماذا أفعل وَسأفعل ؟ يتحّول الكلام وَالإِنجيل وَالوصايا إِلَى حياة غير عمليّة لأنِّى عايش بِحسب الإِنسان العتيق ، لَمْ تعمل فِيهِ الخليقة الجديدة ، لَمْ يصِل إِنسان رُوحانِى ، يُريد أنْ يكُون إِنسان جسدانِى فِى هذِهِ الحالة إِذا كُنت تُريد أنْ تحكُم بِحسب الإِنسان العتيق فأنت أخطأت الشخص الّذى أحضرته لِيحكُمْ معك فِى هذا الموضوع ، فأنت تحتاج معك ليس إِلَى كاهِن وَلكِن لشيخ حارة أوْ عُمدِة بلد ، وَتتكلّم بِحسب القواعِد الإِجتماعيّة ، لكِن أنا أقولّك المسيح أحبّك وَأحبّنِى وَأحبّ الكُلّ وَعلينا أنْ نرتقِى فوق مُستوى أىّ حدث لِنعيش فِى غِنى تمتُّع الحياة الإِلهيّة0
2- ثِمار المحبّة :-
مِنْ أجمل الفصُول التّى فِى الكِتاب المُقدّس التّى يصِل فِيها الآباء لِدرجة مِنْ المحبّة هى كورنثوس الأولى الإِصحاح 13 ، يُعطى تدريب لنا لِنقرأه كُلّ يوم بِجانِب قِرأتنا ، وَكُلّ واحِد وَواحدة يكتشِف فِى نفسه محّبتهُ قليلة أنصحهُ يقرأ كُلّ يوم كورنثوس الأولى الإِصحاح 13 لِغاية لمّا يتعلّم ما هى المحبّة ؟
[ إِنْ كُنتُ أتكلَّمُ بِألسِنة النَّاس وَالملائِكةِ وَلكِن ليس لِى محبَّة فقد صِرتُ نُحاساً يطِنُّ أوْ صنجاً يرِنُّ وَإِنْ كانت لِى نُبُوَّةٌ وَأعلمُ جمِيعَ الأسرارِ وَكُلَّ عِلمٍ وَإِنْ كان لِى كُلُّ الإِيمان حتَّى أنقُل الجِبال وَلكِنْ ليس لِى محبَّة فلستُ شيئاً0وَإِنْ أطعمتُ كُلَّ أموالِى وَإِنْ سلَّمتُ جسدِى حتَّى أحترِق وَلكِنْ ليس لِى محبَّة فَلاَ أنتفِعُ شيئاً المحبَّةُ تتأنَّى وَترفُقُ المحبَّة لاَ تحسِدُ المحبَّةُ لاَ تتفاخرُوَ لاَ تنتفِخُ وَ لاَ تُقّبِحُ وَ لاَ تطلُبُ ما لِنَفْسِها وَ لاَ تحتدُّ وَ لاَ تظُنُّ السُّوء وَ لاَ تفرحُ بالإِثمِ بل تفرحُ بِالحقِّ وَتحتمِلُ كُلَّ شىءٍ وَتُصدِّقُ كُلَّ شىءٍ وَترجُو كُلَّ شىءٍ وَتصبِرُ على كُلِّ شىءٍ0المحبَّةُ لاَ تسقُطُ أبداً ] ( 1 كو 13 : 1 – 8 ) هذِهِ هى المحبّة أنْ أجِد إِنسان لاَ يحسِد وَ لاَ يحقِد وَ لاَ يغِير وَ لاَ يتفاخر وَ لاَ يُقّبِح وَ لاَ ، هذِهِ هى المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، إِنْ لَمْ يكُنْ لِى محبّة التّى بِحسب قلب الله مهما كان لِى مِنْ معرِفة وَإِيمان فلستُ شيئاً ، ربّ المجد يسُوعَ عِندما جاء لَمْ يُعطِينا تعاليم بِدُون أفعال ، لَمْ يُعطِينا نظريّات وَيترُكنا ، لاَ فهُوَ يقُول [ أحبَّ خاصَّتهُ الّذين فِى العالم أحبَّهُمْ إِلَى المُنتهى ] ( يو 13 : 1 ) [ أسلم ذاته لأجلهُمْ ] ، تسليم حقيقِى ، هل تصِل درجِة المحبّة بِداخِلِى أنْ يكُون عِندِى التضحية أنْ أصلُب ذاتِى عِوض أحِّبائِى أم لاَ ؟ هذِهِ هى المحبّة التّى بِحسب الله ، لِماذا لاَ يتحرّك قلبِى ناحِية النّاس ، ناحِية إِحتياجاتهُمْ ، ناحِية طلباتهُمْ ؟ لِماذا عِندما أسمع عَنْ شخص أنّهُ تميّز أوْ تفّوق أوْ ظُرُوفه تحسّنت ، لِماذا أضع نَفْسِى فِى مُقارنة مَعْ الطرف الآخر ؟
المفرُوض لاَ أطلُب ما لِنَفْسِى ، المفرُوض أنْ أُقدِّم المحبّة الحقيقيّة الإِنجيليّة التّى أقُول فِيها[ ينبغِى أنَّ ذلِك يزِيدُ وَأَنِّى أنا أنقُصُ ] ( يو 3 : 30 ) ، أنا أُريد أنْ أربح الملكُوت بالقليل فِى هذِهِ الحياة بالجِهاد الشخصِى بِطلب التوبة وَالغُفران فِى كُلّ وقت أربح الملكُوت ، لِذلِك يقُولُوا أنّ [ المحبّة تجعل القلب أكثر إِتساعاً مِنْ السّماء ] ، يتسِع لِهذا وَهذا ، لأنّ الإِنسان الّذى عِنده محبّة لاَ يرفُض أحد لأنّ هذِهِ المحبّة ليست مِنهُ لكِن هُوَ ترك الفُرصة لله أنْ يعمل وَيُعطِى ، لِذلِك يقُول [ وَإِنْ أطعمتُ كُلَّ أموالِى ] ( 1 كو 13 : 3 ) مُمكِن يكُون واحِد بِيصرِف مال كثير لكِنْ ليس الدافِع محبّة بِحسب قلب الله ، مُمكِنْ يكُون بِحسب الذات ، مُمكِن يكُون لِينال مديح أوْ مصلحة مُعيّنة ، هل هذِهِ محبّة ؟
لكِنْ المحبّة تقُول فِى الكِتاب المُقدّس إِقرِضُوا غير مُؤّملِين شيئاً [ وَإِنْ أقرضتُمُ الّذين ترجُون أنْ تسترِدُّوا مِنهُمْ فأىُّ فضلٍ لكُمْ ] ( لو 6 : 34 ) أىّ أنّنِى أُعطِى وَأنا لاَ أنتظِر الرد ، لِماذا ؟ لأنّ هذِهِ المحبّة فِى الخليقة الجديدة ، المحبّة الرُوحانيّة ، المحبّة التّى صعب إِستيعابها لدى الإِنسان العتيق ، الإِنسان الجديد فقط وَالرّوحِى هُوَ الّذى يستوعِبها وَيفهمها وَيعرِفها مُمكِن واحِد يعمل وَيتعب كثير لاَ لأجل المحبّة لكِن لأجل أُجرة أوْ مديح أوْذاته لِيكُون الأول فِى المكان ، [ وَإِنْ سلَّمتُ جسدِى حتَّى أحترِقَ وَلكِنْ ليس لِى محبّة ] ( 1 كو 13 : 3 ) ، لِذلِك الإِنسان الّذى تغيِب عنهُ المحبّة يتعب وَيكُون فِى ضلال عظيم ، لِماذا ؟ لأنّ كُلّ شىء يعملهُ يكُون باطِل ، مُمكِن تكُون عِلاقاتِى مَعْ جِيرانِى ، زُملائِى ، أقارِبِى ، أحِبّائِى ، إِخواتِى ، تكُون لها مظهر المحبّة وَلكِن ليس فِيها محبّة حقيقيّة ، لِماذا ؟ لأنّ ليس فِيها محبّة بِحسب قلب الله فِى قصّة القديس أبو مقّار فِى يوم مِنْ الأيّام وَهُوَ يُصلِّى وَفرحان بِعشرتِهِ مَعْ الله فرحان بِصومه وَصلاته وَنُسكه وَزُهده ، فأتى إِليهِ ملاك وَقاله أنّ هُناك سيِّدتان فِى الأسكندرية أعظم وَأكرم مِنْ مكانتك يا أبو مقّار ، تعجّب وَجاءت لهُ غِيرة مُقدّسة ، وَقال أنا أُريد أنْ أرى هاتان السيِّدتان ، وَبدأ يسأل نَفْسَه فِى تعجُّب هل مقدار الصوم أكثر ؟ هل هُما يسكُنان فِى مغايِر ؟ فأنا أعيش فِى الوِحدة ، وَلكِنْ الملاك قال هُما ساكِنتان فِى الأسكندرية ، فأخذ يتعجّب ، وَأُقتيد بالرّوح إِلَى هُناك وَعرّفهُ الله عَنْ طريق الملاك المكان ، فسمع مِنْ الخارِج صوت أطفال فقال إِذن أنا لَمْ أحضر إِلَى راهِبات وَإِلاَ إيه ! ، فوجدهُما إِثنتان مُتزّوِجتان فِى ملابِس عاديّة فجلس معهُمْ وَقال لهُمْ أنا فُلان وَحضرت مِنْ البرّيّة وَأُريد أخذ بركتكُمْ ، فقالا لهُ نحنُ الّذى نأخُذ بركتك ، فطلب مِنهُما أنْ يحكِيا عَنْ حياتهُما ، فقالا لهُ نحنُ أُختان مُتزّوِجتان إِثنين إِخوات كُلّ ما نفعلهُ أنّنا نُحِب بعض وَنُحِب أزواجنا وَنُحِب أولادنا ، وَ أىّ ولد يحتاج لِشىء أوْ يصرُخ تجرِى أىّ واحدة فِينا عليه وَترعاه وَهى لاَ تعرِف هُوَ إِبن مِنْ لنا ، وَأزواجنا يعملا فِى أشغال بسيطة فنأكُل بِالقليل وَنتصدّق بِالباقِى على الفُقراء ، كُلّ يوم بِالليل عندِنا شويّة غلابة ، لأنّ قديماً لَمْ يكُنْ هُناك فنادِق وَأكيد كُلّ بلد كان فِيها غُرباء أتوا لِقضاء حاجتهُمْ وَكان معرُوف أنّ هُناك منازِل للمسيحيين معرُوفة بِإِستضافتِهِ الغُرباء فكانُوا هاتان السيِّدتان يفعلان هذِهِ الخِدمة الجميلة ،فهُمْ كُلّ يوم ما يفيض عنهُما يُحضِروا بِهِ أكل لِهؤلاء الغُرباء ، الّذى يُريد أنْ يبيت أوْ يأكُل وَبعدها ينصرِفُوا وَهذِهِ هى حياتنا ما الّذى ميّز هؤلاء عَنْ أبو مقّار ؟ المحبّة ، المحبّة فتحت لهُمْ أبواب كبيرة جِدّاً أكثر مِنْ أبواب النُسك وَالزُهد وَالمطانيات وَالأبواب العالية ، لِذلِك عِندما نرى المحبّة التّى بِحسب قلب الله نتعجّب بِها ، وَنرى فِى الكِتاب المُقدّس نماذِج مِنْ المحبّة مِثل :-
1- محبِّة داوُد لِشاوُل : رغم أنّ شاول عدو لهُ وَيطلُب قتلهُ وَ لاَ يُريد أنْ يسترِيح أبداً إِلاّ إِذا قتلهُ ، وَيتابعه ، وَعِندما جاء إِلَى داوُد رجُل قال لهُ قَدْ وجدت شاوُل فِى الحرب وقع وَطلب منِّى أنْ أخُذ سيفِى وَأقتُلهُ فعلت وَحضرت لأِخبِرك لِكى أُبشِّرك ، وَهذا الرجُل توّقع أنْ يأخُذهُ داوُد بِالحُضن لِسببين ، الأول لأنّهُ عدّوه ، وَالثانِى لأنّهُ سيملُك بدلاً مِنهُ ، هُوَ توّقع أنّ ده أسعد خبر سِمعه داوُد فِى حياته لكِن فِى صموئيل الثانِى الإِصحاح الأول يقُول [ فأمسك داوُد ثِيابهُ وَمزّقها وَكذا جمِيعُ الرِّجالِ الّذين معهُ ] ( 2 صم 1 : 11 ) ، رغم إِنّه عدو تِحزن كُلّ هذا الحُزن فأنت ستملُك 0
2- محبِّة داوُد لِيوناثان : فقال داوُد [ يا بنات إِسرائِيل إِبكِين شاوُل الّذى ألبسكُنَّ قِرمِزاً بِالتَّنعُّمِ وَجعل حُلِىَّ الذَّهبِ على ملابِسكُنَّ ] ( 2 صم 1 : 24 ) ، فهُوَ يُريد أنْ يقُول لهُم أنّ أيّام شاوُل كانت أيّام خير ، رغم إِنّه عدّوه ، وَيقُول عَنْ يوناثان [ قَدْ تضايقتُ عليك يا أخِى يوناثان0كُنتَ حُلواً لِى جِدّاً0محَّبتُكَ لِى أعجبُ مِنْ محبِّة النِّساء0 كيف سقط الجبابِرة وَبادت آلاتُ الحربِ ] ( 2 صم 1 : 26 ) ، مدح 00هذِهِ هى المحبّة الحقيقيّة التّى تجعل الإِنسان يتعلّم كيف يُقدِّم محبّة بِحسب قلب الله ، وَأنْ تكُون فِيهِ صِفات الله ، هذِهِ هى النماذِج التّى تجعل الإِنسان يمتلىء غِيرة0
3- محبِّة راعُوث لِنُعمى : رغم أنّ راعُوث بنت صغيرة وَزوجِها توّفى وَحماتِها تقُول لها لاَ تظلِمِى نَفْسِكَ وَ لاَ تأتِى معِى وَأنتِ أمامِك فُرصة للزواج ، فتقُول لها راعُوث [ لاَ تُلِحِّى علىَّ أنْ أترُكِك وَأرجِع عنكِ لأنّهُ حيثُما ذهبتِ أذهبُ وَحيثُما بتِّ أبِيتُ شعبُك شعبِى وَإِلهُك إِلهِى حيثُما مُتِّ أمُوتُ وَهُناك أندفِنُ0هكذا يفعلُ الرَّبُّ بِى وَهكذا يزِيدُ0إِنَّما الموتُ يفصِلُ بينِى وَبينكِ ] ( را 1 : 16 – 17 ) المحبّة قويّة كالموت ، هذِهِ هى نموذج المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، هذِهِ هى المحبّة الحقيقيّة المُثمِرة ، لِذلِك محّبتِنا لابُد أنْ يكُون لها بُرهان [ يا أولادِى لاَ نُحِبَّ بِالكلام وَ لاَ بِاللِسانِ بل بِالعملِ وَالحقِّ ] ( 1 يو 3 : 18 ) ، لابُد أنْ أبحث عَنْ بُرهان أُقدِّم بِهِ محّبتِى مثلما قدّم السامرِى الصالِح ، قدّم بُرهان على محّبتِهِ عِندما إِعتنى بالرجُل المجرُوح ، مثلما قدّم الأربعة رِجال الّذين حملُوا الرجُل المفلُوج ، لازِم محبّة يكُون لها بُرهان ، مِثل محبِّة الشُهداء ،مِثل محبِّة الرُهبان وَالعذارى المحبّة التّى جعلتهُمْ يُعطوا كُلّ شىء حتّى النِهاية ، لَمْ يمسِكُوا شيئاً وَلَمْ يُبقُوا لِذواتِهِمْ شيئاً ، أعطُوا كُلّ ما بِداخِلهُم ، أعطُوا حتّى أنَفُسَهُمْ ، أعطُوا كُلّ شىء ، الحياة التّى فِيها محبّة تُثمِر أُمور كثيرة ، تُثمِر لِبر ، تقوى ، الحياة التّى فِيها الله تُعطِى الإِنسان إِتساع ، تُعطِى لهُ محبّة إِلهيّة ، يقُول أنّ الّذى فِيهِ محبّة الله [ وَ لاَ يستطيعُ أنْ يُخطِىء لأنّهُ مولُودٌ مِنَ اللهِ ] ( 1 يو 3 : 9 ) تخيّل عِندما شخص يغمُرنِى بِمحّبتِهِ لاَ أستطيع أنْ أُخطىء معهُ ، كيف هذا ؟ وَ لو أنّ محبّة الله سكنت داخِلنا بِغِنى تجعلنا لاَ نستطيع أنْ نُخطِىء وَأُهِين المسيح ، كيف يكُون هذا وَهُوَ قَدْ فعل كُلّ شىء لأجلِى ؟
لِذلِك فمحّبتِنا لابُد أنْ تُثمِر فِينا توبة وَبِر وَرحمة ، لأنّ المحبّة التّى لاَ تُعطِى هذِهِ الثِمار هى محبّة ليست بِحسب قلب الله ، مُمكِن تكُون محبّة نفسانيّة ، أوْ أنانيّة ، أو أرضيّة ، مُمكِن يكُون الدافِع لها ذات أوْ رِياء أوْ غِروُر ، لكِن علينا أنْ تكُون فِينا المحبّة المُحيية التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها قصّة عَنْ أبونا المُتنيِّح بيشُوى كامِل ، كان فِى فترة يخدِم فِى أمريكا حوالِى سنتين أوْ ثلاثة وَكانت معهُ تاسونِى زوجتة وَكان الراتِب بسيط جِدّاً وَيكفيهُما بالكاد ، وَلمّا عرف إِنّه سوف ينتقِل إِلَى كنيسة أُخرى مُحتاجة إِليه ، وَعرف أنّ أبونا الّذى سيحضر مُتزّوِج وَلهُ أولاد وَالراتِب هُنا صعب جِدّاً وَلنْ يكفِى الكاهِن الجديد ، فذهب إِلَى المسئولين عَنْ الماليّة فِى الكنيسة وَطلب زِيادة راتِبِهِ ، فتعجّبُوا أنّ أبونا بيشُوى يطلُب هذا الأمر ، لأنّهُ لَمْ يسبِق لهُ قبل ذلِك طلب أىّ شىء مادّى ، وَمُمكِنْ يكُون هُناك مَنْ أُعثِر فِيهِ ، وَكيف يتكلّم أبونا فِى المادّيات ؟ وَفِعلاً زاد الراتِب وَلكِن قبل نِهاية الشهر حضر الكاهِن الجديد وَأخذ هُوَ الراتِب الأعلى ، فشخصٍ ما بحث وراء هذا الموضُوع وَعرف أنّ أبونا طلب هذا الأمر فِى اليوم الثانِى لِمعرِفة حركِة النقل ، وَأنّهُ طلب هذا الأمر مِنْ أجل أخيهِ حتّى لاَ يضعهُ فِى حرج عِندما يأتِى وَيقُول لهُم عَنْ أمر الراتِب ، وَأنّهُ لنْ يصلُح معهُ ، وَمُمكِن أنْ يحدُث مَعْ كاهِن آخر ، المحبّة التّى لاَ تطلُب ما لِنَفْسِها المحبّة التّى بِحسب قلب الله ، التّى تجعل الإِنسان يشعُر بأنين مَنْ حوله ، المحبّة التّى تُفكِّر كُلّ يوم كيف تُعطِى [ مغبُوط هُوَ العطاء أكثرُ مِنَ الأخذِ ] ( أع 20 : 35 ) ، الله يُعطينا محبّة بِحسب قلبه ، لأنّ [ مَنْ لاَ يُحِب لَمْ يعرِف الله لأنّ الله محبّة ] محبِّة ربِنا تكمِّل نقائِصنا وَيسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
28 سبتمبر 2025
الصليب قوة الله
عيد الصليب هو عيد هام جداً بتحتفل به الكنيسة مرتان فى السنة المرّة الرئيسيّة هى عيد ظهور الصليب يوم 10 برمهات ولأنّ شهر برمهات دائماً يكون فى فترة الصوم الكبير ولأنّ الكنيسة تُكرّم عيد الصليب جداً وتشعُر أيضاً أنّ الصوم الكبير يأخذ إهتمام كبير منها فتشعُر أنّ هذا العيد للصليب لا يأخُذ كفايته فتحتفل الكنيسة بعيدهِ الثانى وهو عيد تكريس كنيسة الصليب يوم 17 توت إحتفال رسمى كبير لمُدة ثلاثة أيام بصلاة فرايحى الصليب هو المسيحيّة والمسيحيّة هى الصليب مُمكن نعرف أى شخص إنّه مسيحى من الصليب ونعرف المكان أنّه مسيحى من الصليب ، أى صار الصليب علامة المسيحيّة وفخرُهم وقوتّهُم ومجدُهم حتى أنّ المسيح بشخصهِ المُبارك مُرتبط بالصليب عندما ظهر الملاك للمجدليّة عند القبر قال لها إنتِ تطلُبين المسيح المصلوب ، أصبح المسيح مُقترن بالصليب والصليب مُقترن بالمسيح وكما قال بولس الرسول " عزمت أن أعرف بينكُم المسيح وإياه مصلوب " الكنيسة القبطيّة تُكرّم الصليب لأنّه مصدر كُل بركة وقوة لها الصليب هو :-
قوة الله وحكمة الله
1- الصليب قوة الله :-
نستطيع أن نعرف قوة الصليب من الشيطان لأنّه هو الذى هُزم وخُزى بالصليب إن كان إنسان به روح شرير ووضع آخر عليه الصليب وإن كان ليس كاهن أى ليس الروح مواجه بسر الكهنوت بل بصليب من شخص عادى فإنّه يُهزم أمام الصليب فى أحد المرات كان إنسان بهِ روح شرير يسير بأحد الشوارع وكان آخر يسير فى نفس الطريق يحمل صليب فى جيبهُ فصرخ الذى به روح شرير قائلاً " إخرج الصليب من جيبك " ، الصليب علامة تسحق الشيطان قوتّةُ تظهر عندما يرتعب أمامه الشيطان كمُجرم أمام آلة إعِدامهُ هكذا الصليب مُرعب للشيطان أكثر واحد يعرف جبروت الصليب عدو الخير لذلك نمسك الصليب فى أيدينا ونرشم به جسدنا وطعامنا ومضاجعنا ونُعلّقه على منارات كنائسنا و أكثر شىء يحميك الصليب نحن نعبُد الإله المصلوب الذى بالصليب أعطانا غلبة الصليب هو قوة الله للخلاص لذلك قد يرشم الكاهن قليل من الماء الرشومات الثلاثة بالصليب فيحمل الصليب قوة الثالوث وبالتالى يحمل الماء قوة الثالوث ويرّشُها فى المنزل أو يشربه مريض فيُعطى الماء بركة قوة أيضاً خاتم الزواج يرشمه الكاهن بالصليب فيحمل قوة الثالوث وقوة الإرتباط المُقدّس ، أيضاً فى بداية القُداس يرشم الكاهن التوانى بالثالوث بالصليب ، القرابين أيضاً يرشمها بالصليب فتحمل قوة الثالوث وتتحّول من نبات أرضى إلى جسد مُقدّس غير المؤمنين عندما يرون الصليب يسخرون منّهُ " كلمة الصليب عِند الهالكين جهالة " لأنّهُ مُشكلة خزى وعار لكنّه يحمل قوة تخُزى حكمة العالم مزمور العشية يقول " قد إرتسم علينا نور وجهك يارب " وفى القُداس نقول أعطيت أولادك علامة أى علامة الصليب وفى سفر الرؤيا أنّه أعطى علامة لأولاده هى علامة الصليب أيضاً فى سفر النشيد تقول عروس النشيد " علمُه فوقى محبة " أى صليبهُ و كأنّ كُلٍ منّا يسير وفوقه علم هو الصليب يُميزّنا عن كُل قبائل الأرض كما يُميّز كُل بلد علم خاص بها ،نحن علمنا هو الصليب يعرفنا به الله وسط الأُمم ويُميّز به قطيعهُ علامة قوية لذلك معروف عن يسوع أنّه يسوع المصلوب حتى فى الأبديّة " خروف قائم كأنّه مذبوح " أى مصلوب هكذا رآه يوحنا لأنّ الصليب قوة عندما أراد الله أن يُخلّص إسرائيل من أرض مِصر أعطاهم علامة فقال لهُم أن يأخذوا من دم الذبيحة ويضعوا على القائمتين والعتبة العُليّا لأبواب منازلهُم ما هذا الخشب المُلّطخ بالدم ؟ هو الصليب وهو يُنجى من الموت الملاك المُهلك يعبُر وعندما يرى خشب مُلّطخ بالدم لا يُهلك من بداخل هذا البيت لكن إن كان باب هذا البيت غير مُلّطخ بالدم يدخُل ويُهلك الصليب قوة مُخلّصة إحتمى فيهِ وأنت تعرف معنى إدراكهُ ، أكيد الذين كانوا فى البيوت التى أبوابها مُلّطخة بالدم فى حالة صعبة من الرُعب والخوف وهم يسمعون صُراخ الذين فى الخارج لكنّهُم عرفوا كيف يحتموا بالصليب عندما تذّمر الشعب على الله وعلى موسى النبى فى البريّة أرسل لهُم الله حيّات تلدغهُم ومات منهُم كثيرون وعندما تضرّع موسى لله قال لهُ الله إصنع حيّة نُحاسيّة وإرفعها على خشبة وكُل من نظر إليها وهو ملدوغ لا يموت بل يُشفى قوة لا تُدرك لكن نقول لله لتقُل كلام يستوعبه العقل ، قُل لموسى إعطيهم هذا الدواء المُضاد لسُم الحيات ، لكن كيف ينظُر إنسان بهِ سُم لحيّة نُحاسيّة يشفى من أثر السُم ؟ يقول الله هذه قوة غير مُدركة لأنّ صليبى جهالة لكنّه صار أحكم من حكمة حُكماء العالم عندما رأوا المسيح مصلوب فى صورة ضعف قالوا أنّهُم حسبوهُ مُهان لكنّه قوة لذلك وهو على الصليب نقول لهُ قدوس قدوس لأنّ صليبهُ قوة فى العهد القديم كانوا يُقدّمون ذبائح كثيرة لكن الله قال لهُم إنّ دم التيوس والعجول لا يفى العدل الإلهى ، إذاً ما هو يا الله الذى يفىِ عدلك ؟ يقول الصليب هو الذبيحة التى تفىِ العدل الإلهى ذبيحة الكفّارة هى عبارة عن تيسين يُذبح إحدُهما ويؤخذ من دمهِ ويُوضع على الآخر ويُطلق الآخر المُلّطخ بالدم بعيداً فى البريّة ، وكأنّ الله يقول إنّ خطاياكُم لم تُمحى لكنّها بعُدت لأنّ التيس حى لكنّه بعيد ، إذاً الخطايا موجودة لكنّها بعيدة " كما من حمل بلا عيب بدم نفسهِ " ، بروح أزلى جاء حمل الله ورفع عنّاخطايانا بدم نفسهِ ، لذلك جاء مولود فى مزود لأنّه حمل أى ذبيحة ، وكأنّه يقول كما عرفتمونى من يوحنا المعمدان " هوذا حمل الله " وأنا أعيش ذبيحة من أجلكُم لابُد أن تتمتّع بفدائهِ قوة خلاص جبّارة بدم يسوع ، إن كان غير المؤمن يستهين بالصليب فنحن نفتخر بهِ قديماً أيام بولس الرسول كان الناس بهُم روح التفاخُر بالأنساب والثقافة والجاه والغِنى و فوجد بولس أنّ تيار التفاخُر قد دخل الكنيسة فقال لهمُ " حاشا لى أن أفتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح " ، لا تفتخر بغِناك أو أولادك أو نسبك كُل هذا يفنى لكن إفتخر بالصليب لأنّه يُعطى الخلاص ، لذلك سمح الله أن يُعلن صليبهُ بكُل قوة وإن كان مظهرهُ الضعف المسيح مات مصلوب كى يشترك العالم كُلّه فى موتهِ حيث كان فى هذا العصر العالم كُلّه تحت حُكم الرومان وكُل دولة دائماً لها عُرف لقتل المُجرم اليهود يقتلوه بالرجم وأُمّة أُخرى بالحرق وهكذا الرومان بالصلب ، قال المسيح سأجعل العالم كُلّه يشترك فى قتلى ، سأموت بطريقة الرومان وبمشورة اليهود أى إجتمع فى موتهِ العالم كُلّه لأنّه جاء ليُخلّص العالم كُلّه المحكوم عليه كمُجرم صار مُخلّص وطريقة موت المُجرم صارت خلاص.
2- الصليب حكمة الله :-
إن كان الصليب هو قوة الله وأعطانا غُفران لكن مظهره ضعف وخزى وعار فكيف يكون حكمة الله ؟ نقول كان لابُد لهُ أن يموت بضعف ليرفع عنّا ضعفنا وأن يموت بخزى كى يحمل عنّا خزينا بعض اليهود يقولون أنّ كُل اليهود سيدخلون الفردوس لأنّ أبونا إبراهيم سيقف أمام الفردوس ويُدخل كُل مختون إلاّ الملعونين على خشبة أى الذين وقع عليهم حُكم الصلب والسيد المسيح جاء من تلك الفئة ليُحّول اللعنة إلى خلاص " حولّت لى العقوبة إلى خلاص " يقول القديس مارِأفرآم السُريانى أنّ الموت جاء لنا عن طريق شجرة مُعلّق عليها ثمرة وأدخل الشيطان الغوايّة لآدم فأخذ الثمرة وأكل منها ومات أى الخطيّة دخلت بشجرة وثمرة وغوايّة وموت والسيد المسيح جاء وخلّصنا بنفس الإسلوب بشجرة أى الصليب وثمرة أى المسيح المُعلّق على الصليب والغواية جاءت للشيطان الذى أراد أن يأخذ الثمرة ليأكُلّها فأكلته هى بدلاً من أن يبُتلع المسيح للموت إبتلعهُ المسيح وقيّدة والنتيجة كانت الخلاص ، إذاً الخلاص بشجرة أى الصليب والثمرة أى المسيح نيابة عن ثمرة البشريّة كُلّها هو ثمرتنا والغُوايّة للشيطان الذى رأى المسيح فى ضعف مُعلّق على خشبة لكنّه إبتُلع منّه وقُيّد وطُرح وبدلاً من أن يُعطينا هلاك وموت أعطانا حياة ، لذلك قال المسيح قديماً أكلتُم و مُتّم أمّا الآن تأكلون للحياة حكمة الله نعم الصليب بهِ ضعف ومهانة ومظهره لا يُشجّع لكن داخلهُ قوة لذلك يطلب منكِ أن تشترك فى آلامهِ هو ليس ضعيف لكنّه يُعلن قوة الله لأنّه لا يوجد صليب إلاّ ولهُ قيامة ومجد ، لذلك من شروط تلمذته أن تحمل صليبهُ وتتبعهُ إحملهُ بفرح وإِعلم أنّ داخله حكمة خفيّة أصعب شىء أن يُرسل لنا الله صليب لنفرح به و نخلُص ونحن نرفضه حكمة الله إفهمها إنّه يُريد خلاصك للحياة الأبديّة لا توجد قيامة بدون صليب ولا مجد بدون جُلجُثة الذى يُريد المجد بدون صليب كأنّه يُخلىِ الحياة من تدخُلّ المسيح وكأنّه يقول لله جيدّة الحياة التى أعطيتنى إِياها لكن ليتكّ ترفع المرض منها أو المشاكل أو المتاعب لا مثل إنسان قرأ الإنجيل بطريقة فلسفية فقال هو كتاب جيد جداً ماعدا الإصحاحات التى تحكى صلبهِ فى الأناجيل الأربعة ، نقول لهُ لا هذا فخرِنا ، لا ترفُض الألم الإنسان كثير الشكوى يجلب على نفسهِ مزيد من الأتعاب أمّا الذى لهُ عِشره مع الله نجدهُ قليل الكلام قليل الشكوى كثير الشُكر ، بينما الذى يرفُض الصليب دائم الشكوى لأنّ ذاته غالية عليه أى ألم فى حياتى هو جُزء هام من تدبير خلاصى فأقبله وأقبله بفرح وإن كُنت غير قادر على حملهِ سأقول لهُ فى صلواتى إحمله عنّى يا الله الذى لهُ رغبة فى الإشتراك فى ألم المسيح لهُ هدف هو شِفاء نفسهِ والنمو فى حياته مع الله الله يُريدنا أن نغلب أوجاعنا الأرضيّة لنصل للإبديّة لأنّ الإنسان إن إستراح سينسى الله لذلك الله يُريدنا أن نشترك فى آلامهِ لننال بركة ونكون جنود صالحين فى جيشهِ حكمة عجيبة يا الله كيف تنوب عن البشر وتحمل خلاص البشر وخطايا البشر ؟ يقول لنا بالصليب ، إكثر من رشم الصليب فى كُل عمل وعلى طعامك وفى نومك وقبل خروجك من بيتك وأنت فى طريقك و إرشم ذاتك بالصليب وما تعملهُ أيضاً حتى الهواء من حولك وستشعُر أنّ العالم كُلّه أصبح لك كنيسة لأنكّ دشنتّه بالصليب وأصبحت كُل الأماكن تحمل قوة الخلاص طوبى لمن يحمل صليبهُ لذلك حرب شرسة يُحاربنا عدو الخير بها وهى أننّا نرشم الصليب بغفله دون أن ندرى معناه وقوتّه لا إرشمه بقوة وإيمان وإعلِم أنّه قوة وحكمة الله وهو الذى هزم عدو الخير وخزاه ربنا يسند كُل ضعف فينا بنعمته لهُ المجد دائماً أبدياً أمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
20 سبتمبر 2025
مشيئة الله
من رسالة معلمنا بولس الرسول إلى أهل رومية بركاته على جميعنا آمين ” لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة “ ( رو 12 : 2 ) كيف أعرف مشيئة الله ؟
أولاً سمات مشيئة الله :-
1- مشيئة الله صالحة :-
كلمة " صلاح " في الكتاب المقدس وردت بأكثر من معنى إما إنها شئ حسن وباليونانية تُدعى" كيلوس " أي الخير النسبي وهناك معنى آخر بإنه شئ حسن جداً لطف أو وداعة وصاحبه لا يأذي ولكنه لا يُقدم عمل إيجابي وهناك معنى ثالث وهو " أغاثوس " أي الصلاح المُطلق أو الخير الإيجابي العطاء الذي بلا حدود ولا يتوقف على الآخر وهذا النوع من الصلاح هو المقصود بالنسبة لحديثنا عن الله فإنه صالح رغم تعدياتنا تُضئ بشمسك على الأبرار والأشرار وتُضئ على كل المسكونة وعندما تُعاقب فإنك تُعاقب من أجل النجاة والخلاص إن الله إرادته صالحة دائماً ولا تتوقف على شرك أو خطيتك يريد الله أن يقودنا إلى ينابيع الفرح إنه يريد أن يسدد كل احتياجاتنا .
2- مرضية :-
الرضا هو كمال القبول أي تعطينا قدر من الفرح والكفاية والسرور ولا تجعلنا نحتاج إلى شئ آخر إن مشيئة الإنسان عاجزة جداً أن تُرضي الإنسان فتجد الإنسان غير راضي عن حياته لكن مشيئة ربنا تعمل للإنسان إرضاء كامل حتى ولو كانت مؤلمة وإن وُجِد إنسان غير راضي ذلك لأنه لا يوقن أنه خاضع لإرادة الله وهذه سمة من سمات المجتمع وعليك أن تعرف أن الرضا من سمات الفردوس يجب أن يكون هناك إيمان كامل بأن الله جعلني في هذا الوقت في هذه الظروف كجزء من خطة خلاصي .
3- كاملة :-
الله يهتم بالكل أيضاً يهتم بالروحيات كما يهتم بالجزئيات إن مشيئته كاملة وتعطي اعتبار لكل الأمور ولا تجعل في الإنسان أي عجز أو احتياج .
4- مباركة :
مشيئة الله تعطي بركة للإنسان في حياته وتُزيد على النمو الروحي ومن انسكاب نعمة الله وتُزود من تودُّده من الروح القدس عدم الرضا يأتي بتمرد ثم عصيان ثم الفراق عن الله ولكن الإقتراب إلى الله يأتي بفرح وسلام وشبع وسرور وبركة بركة الله تُنمي في الروح وتُزود علاقتك بالله يجب أن تعرف أن كل ظروف حياتك بسماح من الله لجلب البركة جميل أن تقول له " يارب أقدم لك إرادة حياتي من أجل أن تقودني أنت " .
ثانياً قنوات مشيئة الله :-
1- الإنجيل ( كلمة الله ) :-
عن طريق كلمة آية موقف ستجد الإنجيل يسندك ويؤيدك القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” إن الجهل بالكتاب المقدس هو علة جميع الشرور “ فكلمة ربنا هي التي تُحكِّمك للخلاص ويقول ” سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي “ ( مز 119 : 105) فالإنجيل هو من أهم قنوات الإرشاد الإلهي في القراءة اليومية ستجد كلمة توقفك أو تُعزيك أو تسندك جميل أن تقول لربنا ” برأيك تهديني “ ( مز 73 : 24 ) وفي رسالة تيموثاوس الثانية يقول ” تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكِّمك للخلاص “ ( 2تي 3 : 15) ينبغي التركيز أيضاً في قراءات الكنيسة للحصول على المشورة فالإنجيل يُخاطبكم بما تستريحوا إليه فالإنجيل هو رسالة الله لنا وعلينا أن نستوعبها .
2- روح الصلاة :-
لا تفعل شئ في حياتك بدون الصلاة أُطلب في الصلاة أن الله يُحقق إرادته في حياتك قل له” تكلم يارب لأن عبدك سامع “ ( 1صم 3 : 9 ) إحذر من المشورات الخاصة ولا تخضع لفكرك بل لإرادة الله إن صوت الرب صوت وديع وهادي ما أجمل ما قيل في سفر أرميا النبي عندما أخذ وعد على نفسه أن لا يُنادي باسم الرب بسبب رفض الناس لكلامه ولكن الله لم يتركه فوجدناه يقول ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت “ ( أر 20 : 7 ) جاء هذا من روح الصلاة روح الصلاة تعطينا فهم ووعي عند الخضوع لكلمة الله يعطينا الله هذا الوعي مثل ما حدث مع إيليا النبي فقط هيئ أُذنك للسمع أُطلب من الله أن يعطيك تأييد لإرادته وسماع صوته .
3- الشهادة الداخلية :-
أي تشعر بسلام ورضاء وفرح شديد جداً داخل قلبك تجاه عملٍ ما فهي علاقة داخلية أن ضميرك وقلبك الذي يسكنه روح الله راضي وسعيد وشاكر حتى أن في سفر يهوديت يقول ” يؤيد كل مشورة قلبك “ ( يهوديت 10 : 8 ) ولكن يكون القلب قد صلى وخضع لمشورة الله ” ليس لك مُشير أنصح منه “ ( سيراخ 37 : 17) من يقود الله حياته يشعر برضى كامل وفرح كامل في سفر العدد يقول ” فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز وشِبه الرب يُعاين “ ( عد 12 : 8 ) الله يتحدث إلى موسى مباشرةً الله الذي سكن داخلنا سيُحدثنا داخلنا شهادة داخلية القلب فرحان والعقل مقتنع نحن في عهد النعمة والله سكن فينا وهذا هو امتياز المؤمنين أن يحدثنا الله بطريقة مباشرة .
4- الإرشاد الروحي :-
كل النقاط السابقة ينبغي أن تُعرض على المرشد الروحي أب الإعتراف في سفر الأمثال يقول” المقاصد تُثبَّت بالمشورة “ ( أم 20 : 18) الله إستودع كلمته وفكره في الإنجيل وعندما أُخضِع فكري في الإنجيل بهذا بخضع فكري لفكر الله الله آمِّن الكنيسة على فكره ولذلك ينبغي أن أراجع فكري على الكنيسة والكنيسة تعلمنا أن نطيع مُرشدينا من عاش بلا مدبر لا تكون له سلامة ويقول الكتاب ” حيث لا تدبير يسقط الشعب أما الخلاص فبكثرة المُشيرين “ ( أم 11 : 14) راجع فكرك مع أب الإعتراف بطاعة وإخلاص أُطلب صوت الله بروح تضرع نرى بولس عندما ذهب لاستشارة باقي الرسل بكل وداعة لمراجعة الإنجيل يقول ” لما سرَّ الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمتهِ أن يُعلن ابنه فيَّ لأُبشِّر به بين الأمم للوقت لم أستشر لحماً ودماً “ ( غل 1 : 15 – 16) .
ثالثاً تحذيرات :-
1- التشاؤم :-
هناك آية صريحة في الإنجيل تقول ” لا تتفاءلوا ولا تعيفوا “ ( لا 19 : 26 ) .
2- القرعة :-
أُسلوب لا يتفق مع العهد الجديد في مشورة الله قصة القرعة كبيرة جداً في الكتاب المقدس ولكن في العهد القديم .
3- مشورة الأشرار :-
السحرة والدجالين وخلافه .
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد