القمص: انطونيوس فهمى

ولد إدوار فهمى جوارجيوس إبراهيم بمدينة الأسكندرية عام 7/12/1962 وتخرج من كليه الصيدلة جامعة الاسكندرية عام 1988وأدى الخدمة العسكرية كضابط لمدة ثلاث سنوات ورشم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يوم الجمعة الموافق السابع من شهر نوفمبر عام 7/11/1996 بإسم أنطونيوس فهمى على مذبح الله بكنيسة القديسين العظيمين مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك. وتم ترقية القس أنطونيوس فهمى فى يوم تدشين الكنيسة يوم 15/2/2021 بيد صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال118 الى رتبة القمصية.
الكتب (86)
الخادم و .... الجزء الثانى القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى سفر الرؤيا القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالـة يهوذا القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الثالثه القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الثانيه القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الأولي القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة بطرس الرسول الثانيه القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة بطرس الرسول الأولى القمص: انطونيوس فهمى
العظات (2028)
المقالات (278)
27 ديسمبر 2025
الزمن
كُلّ سنة وَأنتُم طيبين كُلّ يوم بيمُر علينا هُو رحمة جديدة وَنعمِة جديدة مِنَ عِند ربِنا سأتكلّم معكُم اليوم فِى موضوع يُناسِب المُناسبة التّى نعيشها وَالموضوع بنعمِة ربِنا عَنَ " الزمن " وَسنأخُذ فيهِ ثلاث عناصِر وَهُم :-
1- المفهوم الروحِى للزمن:-
فِى سِفر الرؤيا الإِصحاح الثانِى عدد 21 يقول هكذا [ وَأَعطيتُها زماناً لِكى تتُوب عَنْ زِناها وَلَمْ تتُبْ ] إِذن نفهم أنّ الزمن هُو مِنحة أو عطيّة مِنْ الله للنفْسَ لكيما تُكمِل توبِتها فالزمن فِى الفِكر الرّوحِى أمام الله يُمثِلّ فُرصة للتوبة لِذلِك القديس أُوغسطينوس يقول هكذا [ لك نَفْسَ واحِدة وَحياة واحِدة فَلاَ تُضيّعهُما ] فَلاَ يوجد وَ لاَ أحد بيطلُب مِنَ الله نَفْسَين نَفْسَ أساسِى وَنَفْسَ إِحتياطِى وَ لاَ أحد بيأخُذ مِنْ ربِنا بعد حياتة حياة شخص آخر وَأقول لهُ مُمكِن أأخُذ عُمر آخر مِنَ شخص آخر لِكى أُحسِن لاَ يوجد هذا الكلام " لك نَفْسَ واحِدة وَلك حياة واحِدة فَلاَ تُضيّعهُما " ففِى الحقيقة هى فُرصة هذا الزمن هُو فُرصة مُعطاه مِنَ نعمِة ربِنا لِكُلّ إِنسان لِكى يتاجِر وَ يربح وَيصنع مرضاه الله فهذا هُو الزمن ربِنا أحبائِى فوق الزمن هُو نَفْسَه ليس عِنده زمن الزمن بالنسبة لهُ لاَ يوجد لأنّ هُو فِى الأبديّة لكِن لأنّ الإِنسان خاضِع لقواعِد بشريّة فالإِنسان خاضِع للزمن فربِنا قدّس الزمن وَجعل الزمن بدلاً مِنَ أنْ يكون ميت جعلهُ شىء مُبارك لِذلِك يا أحبائِى حياتنا هذِهِ هى الزمن الّذى نعيشه هى كُلّ ثانية وَكُلّ دقيقة وَكُلّ ساعة واحِد مِنَ الفلاسِفة يقول [ إِنْ ربِنا جعل قلب الإِنسان يدُق مِثل الساعة لِكى يُذّكِره بالزمن وَيقول لهُ إِنْ حياته هى الزمن وَالثانية التّى تضيع لاَ ترجع وَالأيّام بتمُر] سيِّدنا مثلث الرحمات البابا شنودة بيقول عِبارة لطيفة بيقول لستُ أعلم هل أُهنّأكُم على العام الجديد أم أُعزّيكُم على الّذى مضى فهل يُعزّينا على الّذى مضى لأنّنا لَمْ نستغِله صح !!
لِذلِك حياتنا هى مجموعة مِنْ الوقت وقت + وقت + وقت هى حياة فلِذلِك الّذى يُضيِّع وقته يُضيِّع حياته فالّذى لاَ يستفيد مِنْ وقته يُضيِّع عُمره وَيُضيِّع أكثر مِنْ عُمره لأنّهُ يُضيِّع الأبديّة لِذلِك ياأحبائِى أبائنا القديسين وجدوا أنّهُ توجد حياة زمنيّة وَحياة أبديّة فإِنْ عاشوا الحياة الزمنيّة فِى مرضاه الله ضمنوا الحياة الأبديّة لِذلِك فِى كُلّ يوم حاولوا أنْ يُقابِلوا حُب بِحُب وَلِذلِك نجِد الأنبا بيشوى بيصارِع النوم بيحاوِل إِنّه يضيف إِلَى حُبّه حُب بيحاوِل إِنّه يقدِّم فِى هذا الزمان عربون مجد أبدِى يقدِّم تعب الآن ليأخُذ راحة لاَ تنتهِى [ حينئِذٍ يُضىء الأبرار كالكواكِب فِى ملكوت أبيهُم ] هُم نوّروا لأنّهُم إِستحقوا أنْ ينّوروا لأنّهُم قدّموا أتعاب قدّموا عِبادات عقليّة الزمن بالنسبة لهُم كان موضِع جِهاد لِذلِك صار لهُم فخر فِى الدهر الآتِى وَحينما تعبوا فِى الزمن صاروا فِى راحة عِندما بطُل الزمن كُلّ عمل روحِى ياأحبائِى نحنُ نفعلهُ يبقى إِلَى الأبد فِى الأبديّة وَيُحِوّل هذا الزمن المائِت إِلَى عمل روحِى خالِد باقِى إِلَى الأبد كُلّ صلوة نُصلّيها كُلّ طِلبة كُلّ قُدّاس كُلّ عمل رحمة كُلّ هذا باقِى إِلَى الأبد لِذلِك القديس ساروفيم ساروفيسكِى مِنْ قديسِى روسيا يقول [ أنّ الحياة المسيحيّة هى أنْ نجمع زيتاً ] وَمادام المصباح مُضىء فالزيت بينتهِى عارفين مَثَلَ العذارى الحكيمات وَالجاهِلات كُلّهُم معهُم مصابيح وَمعهُم آنية وَالمصباح بِهِ زيت فليس الفرق بينهُم ليس فقط أنْ مصابيحهُم فيها زيت وَلكِن معهُم أيضاً آنية الحياة الرّوحيّة هى أنْ نجمع زيتاً لأنّهُ يُستهلك وَما هُو الزيت ؟ هُو عمل الرحمة هُو الصلاة الصلاة لاَ تخضع لِسُلطان وَ لاَ لِقانون الزمن فنشعُر أنّنا إِنتقلنا للأبديّة وَنحنُ على الأرض فِى القُدّاس نشعُر أنّنا لسنا على الأرض فنحنُ فِى الزمن على قدر ما الإِنسان بِيجتهِد أنْ يقضِى لحظات سماويّة فهى التّى ستشفع لهُ فِى الأبديّة فما هُو الوقت الّذى سيبقى لنا فِى الأبديّة فِى هذِهِ السنة ؟ وَكم مِنَ أعمال ميِّتة قُمنا بِها وَإِستهلكت أوقات كثيرة ؟ أعمال الجسد وَأعمال الشهوة كثيرة أنت مُمكِن تكون فِى أعمال بتشغِلك لكِن قلبك لاَ ينشغِل بِها ففِى واحِد مِنْ الآباء القديسين بيقول أنّ الإِنسان الغير روحانِى يكون فِى كُلّ أُموره غير روحانِى أمّا الإِنسان الروحانِى فِى جسدياته يكون روحانِى فهو يعرِف كيف أنّهُ يكون روحانِى فِى جسدياته فِى أكله وَشُربه وَنومه وَحتّى فِى لِبسه حتّى فِى زياراته فالعمل فِى ظاهِرة هُو عمل جسدِى إِلاّ أنّ فِى جوهرة هُو عمل روحِى فالزمن فُرصة فُرصة إِمهال مِنْ الله فبدل مِنَ أنْ يكون الزمن لنا وَنكون فِى تقوى أكثر يصير دينونة لنا فالعُمر الّذى بأخُذه هُو نَفْسَ العُمر الّذى بيأخُذهُ إِنسان قديس فهُم مِنَ نَفْسَ الوسط وَلهُم نَفْسَ العُمر هُم مِننا وَسيكونوا لدينونتنا وَعِندما أقول لهُ يارب إِنّ أيّامنا أيّام صعبة الإِزدحام وَسيادِة العالم وَالمادّيات فعِندما أقول هذا الكلام فيأتِى لِى بواحِد زميلِى بواحدة جارتِى فأقول فُلان ؟؟ نعم فهو فِى نَفْسَ نيرك وَهذا يحدُث مَعَ أولاد كانوا فِى نَفْسَ الفصل فمجموعة منهُم تفوّقوا لأنّهُم إِستفادوا مِنْ الوقت وَكانوا بيسهروا [ الّذين يزرعون بالدموع يحصُدون بالإِبتِهاج ] كُلّ يوم بجاهِد فيه فهذا مُسجلّ فِى سِفرِى فجهادِى بالنسبة لِى هُو تأمين للمُستقبل لِذلِك على قدر ما الإِنسان يجاهِد وَيكون أمين على قدر ما يزداد مجده فِى الأبديّة القديس بُطرُس الرسول ما أكثر الإِيجابيات فِى حياته وَلكِن لاَ ننسى أنّهُ فِى لحظةٍ أنكر فَلاَ ننسى أنّهُ مِنَ ضِمن سجِل بُطرُس الرسول أنّهُ فِى وقتٍ أنكر لاَ ننسى بِر أبونا داوُد وَتقواه وَ لكِن لاَ ننسى أنّهُ وقع فِى الخطيّة مُمكِن أنْ نتكلّم عَنَ أبونا إِبراهيم ساعات وَلكِن لاَ ننسى أنّهُ قال على سارة أنّها أُخته فلو علم الإِنسان أنّ كُلّ تصرُّف مُسجلّ عليه لأجتهد أكثر أنْ يحفظ نَفْسَه بِلاَ زِلّة الكِتاب المُقدّس يقول [ مُفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرة ] الأيّام مُقصِّرة الأيّام غير مضمونة نحنُ نقول [ العُمر المُنقضِى فِى الملاهِى يستوجِب الدينونة ] وَالمقصود بالملاهِى هى الإِنشغال فأبسط شىء يُمكِن أنْ يلهِى الإِنسان الِلبس حتّى لو عملنا أكله نهتم بِكُلّ تفاصيلها أمّا خلاصنا وَأبديِتنا لاَ نهتم بِها لِذلِك نحنُ المفروض أنْ نتخطّى الزمن وَنُحوِّل الزمن إِلَى زمن خالِد لِذلِك نقول [ عمّا قليل تفنى حياتِى وَبأعمالِى ليس لِى خلاص ] " عمّا قليل " رُبّما قريب لستُ أعلم أحياناً ربِنا يتأخّر علينا وَ لاَ نحِس بالزمن وَلكِنّه محسوب صدِّقونِى محسوب مِثَلَ فترِة الدراسة فهى محسوبة إِنْ الطالِب يذاكِر مِنْ أول يوم لأخِر يوم وَمحسوب كميّة المُذاكرة وَمحسوبة براحة بحيث إِنْ الطالِب لاَ يكون مضغوط حياتنا الرّوحيّة محسوبة هكذا فيكون الإِجتهاد مضمون وَالّذى يُريد أنْ يجتهِد أكثر يكون مجده أكثر ففِى ناس مجدها كثير وَفِى ناس على الأد وَفِى ناس أعمالها ميِّتة وَربِنا يبحث فَلاَ يجِد وَفِى وقتها تُقال لنا العِبارة [ إِنّنِى لاَ أعرفكُم ] [ أنّهُ ليس رحمة لِمَنَ لَمْ يستعمِل الرحمة ] [ أعطيتها زماناً لِكى تتوب عَنَ زِناها وَلَمْ تتُب ] كُلّ يوم ربِنا يقول لك هُو صفحة جديدة إِكتِب لك كلمتين كويسين حسِن خطك يقول لك إِشتغل هيا بنا نبتاع لنا خلاصاً المفروض أنّنِى أشعُر أنّهُ وقت محدود وَ لاَ يوجد غير هذا اليوم فقط فالمفروض أنْ أكون فِى نشاط الزمن الّذى ربِنا أعطاه لنا نُسىء فهمه [ وَلمّا أبطأ العريس نعِسنْ كُلّهُنّ وَنِمْنَ ] فهو أبطأ لِكى يُعطينِى فُرصة أكثر ليس لِكى أنام وَهُو يُعطِى للإِنسان فُرصة كافية جِداً جِداً لِكى يجتهِد وَهذا مِثل مَثَلَ الوزنات ففِكر الزمن إِنْ الأيّام بتجرِى فإِنْ كانِت حياتنا روحيّة فإِنّ كُلّ يوم يكون فِى سرور جديد وَكُلّ يوم الأبديّة بتزداد بهجة وَمجد وَكُلّ يوم صلاة الأجبية بتزداد عُمق بشوفه وَبحِبّه وَأسمعه وَأكلِّمه وَإِنْ كانِت حياتِى غير روحيّة سيكون الزمن كئيب مُظلِم مُخيف العبد الجاهِل قال [ إِنّ سيِّدِى يُبطىء قدومه ] هُو يُبطىء قدومه لِكى يأتِى ليرانِى فِى حالِة إِستعداد لِذلِك نقول لهُ " تأنّ علىّ وَ لاَ تُهلكنِى سريعاً " أقول لهُ تأنّ علىّ وَلكِن لاَ أقول لهُ تأنّ علىّ وَأنا كما أنا فهل أترُكها وَخلاص [ أُترُكها هذِهِ السنة أيضاً ] فلو إِنّ هذا الإِنسان جدْ وَيقول أُترُكها فأنا أُعطيه فُرصة 0
فأنا أقول لهُ [ أُترُكها هذِهِ السنة أيضاً ] فهل بداخِلِى حماس وَإِحساس بالتغيير وَأنّهُ يكفِى إِنْ إِنت تركتنِى أحِبّك فمِنْ صلاح ربِنا إِنّه غير مُتدخِلّ فِى حياتنا وَتاركنِى فِى حُرّيّة فهو يقول لك إِنّنِى أُريدك أنْ تأتِى إِلَىّ بإِرادتك هُو يُريدك أنْ تعيش معهُ بِحُب وَليس بغصب وَبِحُرّيّة إِرادة [ عالمين أنّ طول أناه الله تقتادك إِلَى التوبة ][ أمّا الّذى يجِدهُ مُتغافِلاً فإِنّهُ غير مُستحِق المُضى معهُ ] أمّا الّذى يجِدهُ ساهِراً يقول لهُ تعال أُعطيك خيّراتِى هذا الزمن كُلّ يوم هُو لإِرضاء ربِنا كم ساعة أُرضِى ربِنا فيها المسيح عِندما تجسّد خضع للزمن لِكى يُقدِّس الزمن جعلهُ زمن خلاص مُعلّمِنا بولس الرسول يقول[ أنّها ساعة الآن لِنستيقِظ ] نِفوق نِخلع أعمال الظُلمة وَنلبِس أسلِحة النور لِذلِك يشعُر الإِنسان أنّهُ قضّى عُمر باطِل فِى كم ساعة تشهد لِى أمام الله ؟ مِنْ أكثر الطِلبات التّى يطلُبها الإِنسان إِنْ العُمر لاَ يتسّوف باطِلاً وَ لاَ يكون الإِنسان عُمره يدور حول نَفْسَه.
2- نماذِج إِستفادوا بالزمن:-
فِى ناس كانوا فِى صِراع مَعَ الزمن وَفِى ناس عاشوا فترات قصيرة وَلكِن كان لهُم أعمال عظيمة مَثَلاً القديس يوحنا المعمدان فهل تعرِفوا كم كانت خِدمة يوحنا المعمدان كُلّها ؟ كانت حوالِى سنة فقط فهو كان أكبر مِنْ ربّ المجد يسوع بِست شهور وَمُجرّد إِنْ ربِنا إِبتدأ كرازتهُ سمعنا أنّ يوحنا قُتِل سنة أعدّ فيها طريق الرّبّ عمِّد كان يُنادِى بالتوبة أعطى نموذج إِبتدأ يشهد للحق إِبتدأ يوِّبخ الكتبة وَالفرّيسيين عمّد ألوف إِلَى أنْ توّج حياته بالإِستشهاد وَسمعنا أنّهُ أعظم مواليد النساء أحد الآباء يقول لَمْ نسمع عَنَ متوشالِح الّذى عاش 969 سنة كما قيل عَنَ يوحنا المعمدان فهو كان كُلّ لحظة بالنسبة لهُ مُتاجرة وَرِبح وَفهو عمّال يجمع زيتاً لاَ يهدأ لِذلِك الزمن لو إِنتفعنا بِهِ فهو يجعلنا فِى مجد أكثر أيّام قليلة لكِن مُمكِن أنْ تكون باقية وَخالِدة وَمُضيئة تأمّلوا حياة مُعلّمِنا بولس الرسول وجدناه زار العالم كُلّه وَملأ العالم بالكرازة لِدرجِة أنّهُ قال : أنا تعِبت أكثر مِنْ جميعهُم أنا كُنت لَمْ أنام فِى أسهار فِى ميتات حتّى فِى السجن كان يكرِز للمساجين فإِنْ كان المساجين نائمين كان يكتُب وَفِى الوقت الّذى لاَ يستطيع فيهِ أنْ يكتُب كان يُصلّى [ نحو نصف الليل كان بولس وَ سيلا يُصلّيان وَيُسبِّحان الله ] فليس فقط أنّهُ يُصلّى وَلكِنّه يُسبِّح أيضاً فالتسبيح هُو تمجيد لِقُدرة وَعظمِة الله واحِد بيقول : سبِّحوه وَمجِّدوه وَزيدوه علواً فهل لك النفسيّة التّى تُسبِّح بِها ؟
لِذلِك مُعلّمِنا بولس الرسول نشر إِيمان وَكرز فِى بِلاد عديدة وَجذب نِفوس كثيرة لرّب المجد يسوع فهو إِستفاد مِنْ كُلّ وقت فكان يكرِز فِى المجمع وَكُلّ بيت لِدرجِة أنّهُ كان يكرِز فِى الأسواق إِمّا أنْ يآمنوا وَإِمّا أنْ يضربوه - على حسب - فكُلّ وقت وَكُل لحظة وَكُلّ دقيقة غالية يقولوا إِنّ الّذى حامى عَنَ إِيمان الكنيسة الشمّاس أثناسيوس فِى وسط 318 أُسقُف مُجتمعين بنيقية الشمّاس الّذى عِنده 18 سنة هُو الّذى حامى عَنَ الإِيمان أكثر مِنْ الأساقِفة لِدرجِة يقولوا لولا أثناسيوس لصار العالم أريوسيّاً يعنِى ينكِروا لاهوت المسيح فالمُسلمين مُمكِن تقول عليهُم أنّهُم أريوسيين لأنّهم بيعترفوا وَيقولوا كلام كثير عَنَ يسوع بيقولوا عنّه وجيهاً فِى الدُنيا وَفِى الآخره وَمِنْ المُقرّبين وَلكنّهُم يقولوا أنّهُ لَمْ يكُن هُو الله تخيّلوا أنّنا نعيش بِفكر أريوس تخيّلوا إِنْ أثناسيوس هُو الّذى حامى عَنَ هذا الأمر إِبن 18 سنة عِرِف إِنّه يستغِل هذا العُمر اليوم عِنده غالِى يوم مشحون ملاخِى الشاب الصغير نحنُ مديونين لهُ القديس تيموثاوس الرسول شاب صغير القديسين مكسيموس وَدوماديوس كانوا شباب لِدرجِة أنّ القديس أبو مقار قال عَنَ أحدهُم أنّهُ لَمْ تنبُت لحيتهُ بعد وَلكِن جِهادهُم فِى علاقِتهُم مَعَ ربِنا جِهاد جبّارغيرة وَحرارة لِذلِك ربِنا أراحهُم مِنْ أتعاب هذا العالم فِى وقتٍ مُبكِر ربِنا يقول : فهو نضج فهو أعطاهُ زماناً لِكى يتوب وَتاب 0
فِى واحِد مِنْ القديسين إِسمه ميصائيل السائِح وصل لِدرجِة مِنَ العِبادة وَالقداسة عالية جِداً وصل للسياحة وَهُو عُمره 16 سنة وَهى أعلى درجات العِبادة القديس تادرُس تلميذ الأنبا أنطونيوس وَهُو شاب إِبن 20 سنة صار يأتِى الشيوخ لِيُرشِدهُم مِنْ مِلء الرّوح فِى داخِله [ لاَ يُستهن أحد بِحداثتك ] لاَ تخف فماذا نعمل فِى عُمرِنا ؟ كيف نستغِله ؟ فِى ناس بيجلِسوا أمام التليفزيون أد إيه ؟ وَ فِى ناس بيتكلِّموا فِى التليفون بالساعة وَالساعتين وَالوقت عِندهُم رخيص فالمفروض أنّ هذِهِ النماذِج تُحرِّكنا لِكى نكون فِى جِديّة بإِستمرار.
3- كيف نستفيد نحنُ بالزمن:-
كيف أنّ العِبارة التّى يقولها بولس الرسول [ مُفتدين الوقت لأنّ الأيّام شرّيرة ]فنفِّذها ؟ فِداء الشىء يعنِى عِوضه أخطر شىء فِى حياتنا هُو التهاوُن وَالكسل فِى كُلّ حاجة مُمكِن نكون نُشطاء إِلاّ الرّوحيات فِى كُلّ حاجة نهتم بِها فِى أدق تفاصيلها مِثَلَ فُسحة أوْ أكلة إِلاّ الرّوحيات وَالعُمر بيتسوِف باطِلاً وَنقول لهُ أُترُكها فهل أترُكها وَأكسِلّ ؟ فالتلميذ الّذى أعرِفه أنّهُ مُستحيل أنْ يتغيّر لاَ أستطيع أنْ أُعطية فُرصة الإِنسان تبلّد وَصارت الدينونة كأنّها حُلم وَصار الله كأنّهُ غير موجود فكُلّ لحظة هى لحظِة توبة وَلحظِة نمو القديس أبو مقار وجد إِنسان مُتهاوِن فِى حياته وَكسلان فقال لهُ[ أنا لاَ يوجد يوم إِتبعت فيهِ مشيئتِى فِى أكل أو شُرب أو نوم ] وَالجسد ياأحبائِى كسلان ، يأكُل وَيُريد أنْ ينام وَيُريد أنْ يتسلّى وَيحلّى وَيشرب الشاى وَيسمع المُسلسل وَإِلَى متى تسويف العُمر باطِلاً ؟
سيِّدنا مثلث الرحمات البابا شنودة الثالِث يقول[ ليتنا نصحو قبل أنْ نقول يا ليتنا ] يا ليتنا نصحو قبل أنْ تفوت الفُرصة فالفُرصة مازالت معنا أحد القديسين يقول [ إِذا حان وقت الصلاة يأتِى معهُ التثاؤب وَ الملل وَإِذا حان وقت المائِدة حان الإِسراع وَالنشاط ] لِذلِك أول تحذير هُو :-
أ- التهاوُن وَالكسل فيوجد تعب لابُد أنْ تُقدِّمه وَكما قال القديس مارِإِسحق السُريانِى [ إِنّ الجسد إِنْ أراد أنْ يُصلّى فإِنّهُ يُريد أنْ يقِف على رِجل واحدة وَيسنِد الرِجل الأُخرى وَإِذا وقف على رِجل واحدة فإِنّهُ يطلُب أنْ يستنِد على الحائِط ثُمّ بعد ذلِك يطلُب أنْ يسجُد ثُمّ يطلُب أنْ ينام ] فالمفروض انّ الإِنسان يقِف بيقظة نقِف حسناً نقِف بإِتصال نقِف بِهدوء وَسجود نقِف بخشوع لابُد أنْ نحذر مِنْ التهاوُن وَنحاوِل بتعب وَمُستحيل أنّ هذا التعب يُنسى أمام الله فأنا أعرف أنّنِى عِندما أصوم مُمكِن معدِتِى تتعب أنا عارِف وَأنا قابِل.
ب- التأجيل لِكى أستفاد مِنْ الزمن لاَ أُأجِل أقول ( الآن )[ إِنّها ساعة الآن لِنستيقِظ ] أقول لهُ يارب أعطينِى حياة جديدة أعطينِى قانون جديد رِتم حياتِى الجسدانِى هذا لابُد أنْ يتغيّر المفروض إِنْ الإِنسان يجاهِد فِى زمنه لِذلِك مادُمنا نحنُ لنا قُدرة أنْ نعمل فَلاَ نؤّجِل فينبغِى أنْ نعمل مادام نهاراً وَنشتغل إِنّهُ وقتاً يُعمل فيهِ للرّبّ.
ج- اليقظة الدائِمة كُلّ لحظة تكون فِى إِستعداد فتستفيد مِنْ الزمن كُلّ لحظة فِى حياتِى أشعُر إِنِّى واقِف أمام الله ، وَأنّها أخر لحظة فِى حياتِى توجد قديسة إِسمها القديسة سارة تقول أنّها [ لاَ تضع رِجلها على السلّم قبل أنْ تتذكّر أنّها ستُفارِق الحياة ] فهى قبل أنْ تصعد السِلِّمة المُقبِلة فهى تتذكّر أنّها ستُفارِق الحياة وَكما قال ربّ المجد إِثنين سيكونوا فِى الحقل سيُأخذ واحِد وَيُترك الآخر أمس قَدْ تنيّح وَهُو ماسِك ورقة لِمُسابقة رأس السنة وَبيحِلّها وَماسِك الورقة وَالقلم يعنِى أنّهُ فِى كامِل الصِحة ربِنا بيرسِل لِنا إِنذارات فكُن يقِظ وَ لاَ تكُن لك ساعة غير الآن لتكُن الآن هى ساعتك فهو سيأتِى كلص لِذلِك كُن يقِظ لِذلِك لو ربِنا أعطانا أنْ نستفاد مِنْ الزمن لربحنا الكثير وَالكثير فالجُزء المُتبقِّى كُلّ دقيقة نستفاد مِنها ربِنا يكمِلّ كُلّ نقص فينا وَيكمِلّ كُلّ ضعف فينا وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين0
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
31 ديسمبر 2025
عيد رأس السنة
[ لاَ تذكُرُوا الأوَّلِيَّاتِ وَالقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأمَّلُوا بِهَا هأنَذَا صَانِعٌ أمْراً جَدِيداً ] ( أش 43 : 18 – 19 ) مِنْ أجمل العطايا التَّى يُعطِينا إِيَّاها الله أنّهُ دائِماً مُتجّدِد معنا كُلّ يوم يُعطِينا بِداية جدِيدة يُعطِينا أسابيِع جدِيدة وَشهُور جدِيدة وَسنيِن جدِيدة عيد رأس السنة عيد كنسِى وَليس مُجرّد مُناسبة إِجتماعيَّة وَالنَّاس حوّلوه إِلَى مُناسبة إِجتماعيَّة يحتفِلُوا بِهِ بِطريقة عالميَّة بينما هُوَ مُناسبة مُباركة لأِنّهُ أتى بِنا لِهذِهِ الساعة وَسمح لِعُمرِنا أنْ يكُون لهُ إِضافة وَأنعم علينا بِأيَّامٍ جدِيدة لِذلِك هُوَ مُناسبة مُباركة نحتفِل بِهِ بِفِكرٍ رُوحانِى وَمشاعِر رُوحانيَّة وَنمثُل فِيهِ أمام الله فِى العهد القديم كان الله يُحِب المُناسبات وَالأعياد وَأعتبرها مُناسبات لِلإِلتقاء معهُ وَتكُون حضُور مُفرِح معهُ الله يُحِب العيد كمُناسبة لِلإِتحاد بِهِ وَالمثُول أمامهُ النَّاس عامةً مُعتادُون تبادُل الهدايا فِى الأعياد فما هى الهدايا التَّى نُقّدِمها لهُ فِى هذِهِ المُناسبة ؟ نُقّدِم لهُ قلوبنا وَأعمارنا وَحياتنا لأِنَّها كُلّها مِنْ يدِهِ وَمِنْ يدِهِ وَأعطيناه هذا جمال المُناسبة أنْ نحتفِل بِها فِى وجودنا مَعْ الله وَلِنبدأ بِداية جدِيدة بِالتأكيِد يوجد داخِل كُلّ واحِد فِينا أنيِن يُعّبِر عَنْ إِشتياق لِبِداية جدِيدة مَعْ الله وَحُزن على أُمور العام السابِق سيِّدنا مثلث الرحمات البابا شِنوده الثالِث لهُ مقولة فِى هذِهِ المُناسبة هى [ هل أُعزّيكُمْ عَنْ العام السابِق الّذى أغضبتُمْ فِيهِ الله أم أُهنّيئكُمْ بِعامٍ جدِيد ] فِى هذِهِ المُناسبة لدينا مشاعِر حُزن على ما فات وَأمل فِى الجدِيد نادِميِن على ما فعلناه وَمُشتاقيِن لِعامٍ جدِيدٍ معهُ وَمِنْ حنانه أنّهُ يُعطِينا صفحة جدِيدة بيضاء وَيُرِيد أنْ يرى ماذا سنفعل ؟
مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ لِي الحياة هى المسيِح وَالموتُ هُوَ رِبح ] ( فى 1 : 21 ) إِذن الحياة تُساوِى المسيِح أىّ الحياة هى المسيِح العُمر الّذى نحياه عطيَّة مِنْ الله لِذلِك لابُد أنْ يكُون بِالكمال مِلك لله يملُك الله على مشاعِرنا وَأفكارنا وَقلوبنا لِذلِك عيد رأس السنة مُناسبة لِتجدِيد العهد مَعْ الله وَالشعُور بِوجوده فِى حياتنا وَمُناسبة نفرح فِيها بِعمل الله معنا فَكَمْ سترنا وَكَمْ أعطانا عطايا كُلّها مُفرِحة لِذلِك هذِهِ المُناسبات عدو الخير يُرِيد فِيها أنْ يُضّيِعها مِنّا لأِنَّها مُناسبة تجدِيد عهد مَعْ الله لِذلِك يُلهِينا فِيها بِالعالميات لأِنّهُ يُرِيد أنْ يكُون الإِنسان فِى جهل عُمره كُلّه حتَّى لاَ يلتفِت لله وَيلتقِى معهُ لِذلِك نرى مظاهِر إِحتفال عالميَّة لِهذِهِ المُناسبة يُعلن عنها مِنْ قبلِها بِفتره حتَّى المُناسبات الرُّوحيَّة يُرِيد عدو الخير أنْ يُحّوِلها إِلَى شر !!!!!!
نحنُ نُوّدِع سنة وَنبدأ سنة جدِيدة مَعْ الله بِرحمتِهِ وَحقِهِ وَكُلُّنا رجاء فِى رحمتِهِ وَحُبِّهِ وَحنانه وَمِنْ أكثر الأشياء التَّى يُقاتِلنا بِها عدو الخير فِى هذِهِ المُناسبات رُوح اليأس فلو جلسنا مَعْ أنَفُسِنا نئِن على مافات وَيقُول لنا عدو الخير أنَّنا لاَ نصلُح لِلحياة مَعْ الله فنحنُ لَمْ نحيا معهُ فِيما فات لكِنْ نُرِيد أنْ نحيا معهُ الآن هذا ليس مِنْ الله لِذلِك يقُول أشعياء النبِى [ لاَ تذكُرُوا الأوَّلِيَّاتِ وَالقدِيمَاتُ لاَ تتأمَّلُوا بِهَا هأنذا صَانِعٌ أمراً جَدِيداً ] هذِهِ الكلِمات قالها الله لِناس عاشت فِى شرٍ لاَ يُوصف وَعِبادِة أوثان وَهُو اليوم يقُول لنا هذِهِ الكلِمات أيضاً لاَ تتكلّم فِيما فات وَعَنْ خِداع عدو الخير فِى حياتك بل تكلّم معِى عَنْ عملِى فِى حياتك نحنُ لاَ نثِق فِى مهارِة الطبِيب لكِنّنا نشعُر بِتعبنا فقط وَهذا عمل عدو الخير إِلهنا قوِى قادِر أنْ يجذِب الإِنسان مِنْ أعماق الدنس وَمِنْ الظُلمة إِلَى النَّور إِحذر أنْ يُشعِرك عدو الخير بِأنّ خطيتك أقوى مِنك حتَّى وَإِنْ كانت قويَّة الله أقوى مِنها وَقادِر أنْ يرفعها عنك [ يا حامِل خطيَّة العالمِ ] لمّا تثقُل خطيَّة الإِنسان عليه وَرُوح اليأس يدخُلهُ ينظُر إِلَى القديس مُوسى الأسود وَالقديس أُوغسطينُوس فيشعُر أنّ الله أقوى مِنْ كُلّ قوَّات الظُلمة عدو الخير بِاليأس يُثّبِت فِينا الخطيَّة لكِنْ [ لأِنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الفشَل بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالمحبَّةِ وَالنُّصْحِ ] ( 2 تى 1 : 7 ) أنا ضعيِف لاَ أستطيِع لكِنْ أنا ما أنا بل نعمة الله العامِلة فىَّ الله يُرِيد أنْ يُعطِينا الوعد مِنْ فمهِ المُبارك أنْ لاَ ننظُر لِخطايانا بِيأس لأِنّ هذا اليأس هُوَ يأس مِنْ خلاص الله وَهذا تجدِيف وَكأنّنا نقُول لهُ أنت لاَ تستطيِع خلاصنا كانت القديسة بيلاجية التَّى كانت تُسّمى راقِصة أنطاكية الأولى كانت تحيا فِى وحل الخطيَّة لكِنْ الله أنار عليها وَعاشت التوبة بِطريقة قويَّة وَكانت راهِبة باقِى حياتها فِى نُسك وَخِشُوع وَصلاة وَتوبة لمَّا الإِنسان يُقّدِم مشاعِر توبة وَيعلم الله دواخِله لمَّا الإِنسان يكُون نادِم على خطيته وَيُعلِن عدم راحته لها الله يُقيِمه أجمل شيء يفرّح الله اليوم أنَّنا نُقّدِم لهُ إِشتياقات وَأنيِن وَنشعُر أنّهُ حاضِر فِى وسطنا وَهُوَ يُقّدِس إِشتياقاتنا وَيُبارِكها هُوَ يُعطِينا عطايا لاَ نستحِقها مُشكِلتنا أنَّنا نقيِس الله بِمُستوانا لمَّا نحُزِن إِنسان وَيظِل فترة مُقاطِعنا حتَّى نعتذِر لهُ هكذا نقيِس عِلاقتنا بِالله بِمقياس بشرِى لكِنّهُ قال لهُمْ إِغفر لأخُوك سبعيِن مرّة سبع مرَّات أىّ 490 مرَّة الله ليس بِقصدِه 490 مرَّة بِالضبط بل السبعة هُوَ عدد الكمال وَالعشرة هُوَ عدد اللانِهاية أىّ إِغفر كمال اللانِهاية لأخُوك فإِذا كان الله يُطالِبنا بِكمال اللانِهاية فِى غُفران البشر لِبعضهُمْ فما هى مغفِرة الله لنا ؟ الشيطان لاَ يحتمِل هذا الكلام لأِنّهُ يُريد أنْ يُثّبِت فِينا أنَّنا مرفُوضُون مِنْ الله نحنُ بِالفِعل نافقنا وَأخطأنا لكِنّنا مقبُولُون مِنهُ وَبِهِ الله لاَ يجلدنا لكِنّهُ يبدأ معنا بِداية جدِيدة فَلاَ نستقبِل هذا اليوم بِروح الفشل بل نستقبِلهُ بِصلاح الله وَإِشتياق لِرِضاه وَلِحضوره فِى حياتنا وَنشتاق أنْ نحيا معهُ أيَّام وَأيَّام لِذلِك يُعطِينا رؤوس سنيِن لِهذا لمَّا نحضر اليوم بِمشاعِر توبة يكُون يوم مُفرِح وَلِنشعُر بِمراحِم الله المُتدّفِقه القادِره أنْ تُغّطِى كُلّ خطيَّة إِذا كان القديس أُوغسطينُوس وَالقديس مُوسى الأسود وَمريم المصريَّة وَبِيلاجية وَأخطى خُطاة العالم قبلهُمْ الله وَحوّلهُمْ إِلَى قديسين إِذن هُوَ قادِر أنْ يقبلنِى المُهِم أنْ أُقّدِم لهُ مشاعِر صادِقة وَهُوَ يُكّمِل ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
13 ديسمبر 2025
العُمق فِى الحياة الرّوحيّة
نُريد أنْ نتحدّث اليوم فِى موضوع عَنَ العُمق فِى الحياة الروحيّة ، وَأنتُم تعرِفوا أنّ ربنا يسوع تقابل فِى ذات مرّة مَعَ تلاميذه بعد رحلة صيد فاشِلة وَقالوا لهُ العِبارة المشهورة التّى يجوز أنْ تعرِفوها وَهى [ أنّنا قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَلَمْ نأخُذ شيئاً وَلكِن على كلِمتك أُلقِى الشبكة] فهذِهِ الكلِمة التّى قالها الرّبّ يسوع لهُم هى أُدخُلوا إِلَى العُمق فربنا يسوع دعاهُم أنْ يدخُلوا إِلَى العُمق بِمعنى أنْ يهتموا بالداخِل وَهذا فِى الحقيقة موضوع هام أُريد التركيز فيه وَهُو الدخول إِلَى العُمق فأحياناً كثيرة يكون فِى حياتنا مرض خطير إِسمه السطحيّة أنّ الإِنسان يعيش الأُمور كُلّها مِنْ الخارِج وَ لاَ يدخُل إِلَى عُمق الأُمور فتجِد الإِنسان لَمْ يذُق حلاوِة ربِنا وَ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا غالِى وَطيّب وَ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا لذيذ لَمْ يعرِف أنّ ربِنا مُفرِح فبقى فِترة طويلة مِنْ عُمره على السطح فِى الخارِج فأُريد أنْ أقول أنّ كثير منّا يعيش الحياة مَعَ ربِنا بِسطحيّة لَمْ يتلذّذوا بِهِ لَمْ يدخُلوا معهُ فِى عِشرة عميقة لَمْ يفرحوا بِهِ لَمْ يدخُلوا إِلَى أعماقه بعد فما هى خطورة السطحيّة ؟ هى أنّ الإِنسان عُمره كُلّه بالخارِج وَ لمّا الإِنسان يقضِى وقت طويل بالخارِج وَ لَمْ يصطاد شىء فتكون النتيجة هى اليأس مِثَلَ التلاميذ عِندما قالوا للرّبّ يسوع [ قَدْ تعِبنا الليل كُلّه وَ لَمْ نأخُذ شيئاً وَلكِن على كلِمتك أُلقِى الشبكة ] أىّ نحنُ تعبنا وَشعرنا بالملل وَ لو قال لهُم أنْ يدخُلوا مرّة أُخرى يقولوا لهُ أنّهُم تعبوا وَملّوا وَلكِن طالما أنّك قُلت فعلى كلِمتك نُلقِى الشبكة لكِن فِى الحقيقة نحنُ لاَ نُريد أنْ نذهب وَنصطاد مرّة ثانية وَأنت كثيراً ما يحدُث لك هذا لَمْ تُريد أنْ تُصلّى لَمْ تُريد أنْ تحضر قُدّاس لَمْ تُريد أنْ تقرأ فِى الكِتاب المُقدّس لَمْ تُريد أنْ تقرأ قِراءات روحيّة لِماذا ؟ وَذلِك لأنّك جرّبت مِنْ قبل وَلكِن لَمْ تفرح لَمْ تتعزّى لَمْ تجِد لذّة وَ لاَ فرح وَذلِك يجعلك لَمْ تكُن لك الرغبة فِى إِنّك تكرّر المُحاولة مرّة أُخرى وَفِى الحقيقة هذِهِ هى النُقطة التّى نُريد أنْ نتحدّث فيها الله ينيّح نَفْسَه أبونا بيشوى كامِل كان لهُ تشبيه جميل فِى هذا الموضوع وَهُو [ ماذا برأيكُم لو أتيت لكُم بِبُرتُقالة وَأعطيتها لك وَقُلت لك أنْ تأكُل هذِهِ البُرتُقالة فيأتِى شخص يمسِك البُرتُقالة وَيأخُذ قضمة وَهُو بِهذا قَدْ قضم القِشرة وَالقِشرة طعمها مُر غير لذيذة وَفيها مرارة وَغير ذلك أنّها يخرُج مِنها سائِل يتعِب العين وَالأنف وَرائحته وَطعمه غير لذيذة وَتقول ما هذا الّذى أعطانا أبونا إِيّاه لِكى نأكُله فتبدأ أنْ تكره البُرتُقال وَترفُض تأكُلهُ ] فحياتنا فِى الحقيقة مِثَلَ الّذى يبدأ فِى أكل البُرتُقالة مِنْ قشرِتها فالطعم سىّء وَالرائِحة سيِّئة وَالفائِدة صغيرة فأترُك البُرتُقال لكِن لو أنا دخلت إلَى البُرتُقالة وَأكلت منها العُصارة اللذيذة وَالطعم الجميل الّذى لها فأحِبّها فنحنُ كثيراً ياأحبائِى نقضِى وقت طويل جِداً مَعَ ربِنا فِى القشرة الخارِجيّة كثيراً ما نقضِى عُمراً طويلاً وَنحنُ ما نزال على السطح تخيّلوا أنّ إِنسان يمُر عليه عُمره كُلّه لَمْ يذُق حلاوِة ربِنا !! فمُمكِن إِنّك تكون أو تكونِى عُمرك 20 أو 30 أو 40 سنة وَ لَمْ تعرِف ربِنا فداوُد النبِى قال [ ذوقوا وَأنظُروا ما أطيب الرّبّ ] فتذوّقوا الرّبّ [ صالِح هُو الرّبّ للّذين يترجونه ] ربِنا حلو وَطيّب لذيذ مُفرِح مُشبِع غنِى هل عرفنا الصِفات هذِهِ لله معرِفة الإِختبار وَالعِشرة ؟ سمعنا عنهُ كثيراً ، وَلكِن هل تذوّقناه ؟ لاَ يكفِى أنْ أجلِس وَأحكِى لك عَنَ طعم البُرتُقال لَمْ أعرِف وَلكِن لِكى أعرّفك طعمه فيجِب أنْ تذوقه لو أتيت وَسألت أحد فيكُم ما هُو طعم الموز ؟ فيقول لك طعم الموز موز وَ ماهُو طعم التُفّاح ؟ تُفّاح تُريد أنْ تعرِف طعم التُفّاح نتذّوقه ما هُو طعم العسل ؟ نتذّوقه فربِنا هكذا ربِنا يا أحبائِى صعب جِداً أنْ نحكِى عنّه لكِن الجميل فِى ربِنا أنْ نحياه لِذلِك ربِنا قال [ أنّ الكلام الّذى أُكلّمكُم بِهِ هُو روح وَحياة ] أُدخُلوا للعُمق فكثيراً ما نقضِى الوقت مَعَ ربِنا مِنْ الخارِج لَمْ نفرح بِهِ وَ لاَ نتلذّذ بِهِ وَ لاَ شبِعنا مِنهُ فالأهم هُو ضرورِة العُمق فالإِنسان يدخُل إِلَى العُمق لِكى يتمتّع بالجمال مِثَلَ الثِمار فدائِماً لاَ تكون الثمرة مِنْ الخارِج مِثَلَ الداخِل فالثمرة مِنْ الداخِل ألذ مِنْ الخارِج فقُم وَأمسِك خس فأجمل شىء فيها هُو قلبها فهذِهِ هى الحياة مَعَ ربِنا الداخِل أجمل مِنْ الخارِج العُمق دائِماً أجمل وَ مُفرِح القديس أبو مقّار قال فِى ذات مرّة لِتلاميذه [ ها أنّ البِئر عميقة وَلكِن مائها طيّب وَلذيذ تستحِق التعب ] فصعب جِداً أنّ الإِنسان يعيش القُدّاس مِنْ السطح عِندما يحضره يكون غير فاهِم وَ لاَ عارِف وَ لاَ يُريد أنْ يفهم أو يعرِف وَغير مُتفاعِل مَعَ القُدّاس وَغير مُتفاعِل مَعَ الذبيحة وَ لاَ شاعِر بِقيمة الجسد وَ الدم الّذى يأخُذهُ وَ لاَ يعرِف أنّ هذا يُعطى لِمغفِرة الخطايا وَ لاَ شاعِر أنّ هذا هُو قوّة مجد كنيسة الله لاَ شاعِر ففِى المنزِل يقولوا لهُ دائِماً أنْ يذهب إِلَى القُدّاس وَأيضاً أبونا دائِماً يقول لهُ إِذهب إِلَى القُدّاس فيأتِى إِلَى القُدّاس فصعب الحياة على هذا المُستوى يا أحبائِى صعب نكون أولاد الله وَلَمْ نختبِره صِفاته أعماقه محبِته مِنْ الداخِل صعب الدخول للعُمق فدائِماً تكون الثروات وَالكنوز تكون مدفونة تحت الجِبال فِى بطون الأرض فِى أعماق المُحيطات فعِندما مثلاً – عِندما – ينقبّوا عَنَ البترول فتجِد البترول فِى باطِن الأرض وَأحياناً يكتشِفوا آبار بترول أسفل مياه المُحيط أو تحت مياه خليج أىّ يتِم التنقيب عَنَ بِئر بترول تحت مياه المُحيط لأنّهُ سوف يُعطينِى البترول على مدار العُمر فبِهذا يستحِق التعب ، وَيستحِق الدخول إِلَى العُمق فنحنُ يا أحبائِى فِى حياتنا مَعَ ربِنا نكتشِف فِى حياتنا مَعَ الله كنزاً لاَ يفرغ الّذى يرتبِط بِعِشرة مَعَ ربِنا يرتبِط بِكنز لاَ يفرغ يقول عنهُ إِرميا النبِى أنّ مراحمة جديدة [ هى جديدة فِى كُلّ صباح كثيرة أمانتك ] كُلّ يوم جديد أخُذ منهُ عُمق جديد وَمحبّة جديدة وَرحمة جديدة فمراحِمة جديدة فِى كُلّ صباح فتجِد أنّ الكنوز الغالية تجِدها فِى الأعماق لاَ تجِدها على السُطح فيأتِى شخص وَيسأل سؤال لِماذا تكون هذِهِ الكِنوز فِى أماكِن عميقة ؟ لِماذا لاَ تكون على السطح حتّى نحصُل عليها ؟ وَلِماذا مُتعِة الحياة مَعَ ربِنا تكون فِى الداخِل ؟ لِماذا لاَ تكون مِنْ الخارِج لِكى الّذى يُريد أنْ يتمتّع فليتمتّع فهل مِنْ الضرورِى أنّ الإِنسان يدخُل إِلَى الداخِل ؟
فأجِب بِنعم وَلكِن لِماذا ؟ فأقول أنّ القشرة الخارِجيّة للبُرتُقالة هى التّى تحفظها لِكى تجعل الشخص الّذى يُريد أنْ يأكُلها يتعب قليلاً حتّى يأكُلها لكِن إِذا أتى شخص وَمعهُ كميّة مِنْ البُرتُقال وَقال أنا سوف أقشّر هذا البُرتُقال لِكى أسهِل على النّاس أكل البُرتُقال وَلكِن بِهذا سوف يجعل البُرتُقال عفِن وَأنا لِكى أتمتّع بالثمرة الحلوة لابُد أنْ أتعب قليلاً لِكى آكُلها فهو بِهذا يكون ربِنا القشرة الخارِجيّة للثمرة تعمل عملين أولاً تعمل على صد النّاس الّذين يأتون لِكى يأخُذوها بحسب الشكل وَالّذين يأتون لِكى يأخُذوها بِدون تعب فتقول لهُم أنّكُم لاَ تستحقونِى( الكِتاب المُقدّس القُدّاس الصلاة ) لهُم قشرة مِنْ الخارِج بِمعنى أنّ كثيراً الإِنجيل صد ناس عَنَ معرِفته وَكثيراً الصلاة لَمْ تفتح كنوز النعمة التّى لديها للإِنسان وَكثيراً القُدّاس كذلِك لِماذا ؟ يقول أنّ هذِهِ هى القشرة الخارِجيّة التّى لابُد أنّ النَفْسَ تجتازها لِكى تتمتّع بالداخِل لأن ربِنا غالِى ربِنا يستحِق التعب وَالمُحادثة أُدخُل إِلَى العُمق قديسة مِنْ القديسات ( الأُم سارة ) تقول [ إِنّ جِهاد وَتعب عظيم ينتظِر المُتقدّمين للحياة مَعَ الله ] بِمعنى أنّ الإِنسان عِندما يُشعِل حطب بالنار فَلاَبُد أنْ يتعب فيقوم بتجميع الحطب وَالخشب وَإِشعال النار وَمتى النار أمسكت بالحطب تخرُج دُخان وَبعد فترة يبدأ النار يشتعِل مِنْ ذاته فأرتاح وَالنار تبقى موقدة النار لاَ توقد مِنْ ذاتها الحياة مَعَ الله لاَ تنمو بِدون جِهاد لاَ تنمو بِدون إِلحاح فتُريد مِنْ الإِنسان دور تُريد تعب تُريد سعى تُريد جِهاد وَكِفاح صعب جِداً أنْ تكون حياتنا فِى المسيح يسوع بحسب الشكل أو مِنْ الخارِج فقط مرض خطير جِداً يُصيب حياتنا إِنّنا نعرِف ربِنا يسوع المسيح بالإِسم فقط أو بالشكل فقط لكِن اليوم نتكلّم لِكى الإِنسان يُعالِج هذا الموضوع لِكى الإِنسان يتخلّص مِنْ السطحيّة يدخُل إِلَى العُمق ما هى أسباب السطحيّة وَعِلاجها ؟ هُمّا ثلاثِة أسباب :-
1- عدم الجدّيّة:-
عِندما يأتوا وَيقولوا لشخص أنّ هُناك بِئر بترول فِى هذا المكان فيبدأ بالحفر فَلاَ يُمكِن الدخول للعُمق بِدون جدّيّة مِنْ الأُمور التّى تجعل الإِنسان يعيش بِسطحيّة أنّهُ لاَ يعيش بِجديّة مَعَ ربِنا بِمعنى أنّهُ غير أمين غير نشيط غير مُجتهِد وَفِى سِفر الأمثال يقول آية جميلة جِداً [ إِعلم ياإِبنِى أنّ الرخاوة لاَ تُمسِك صيداً أمّا ثروة الإِنسان الكريمة فهى الإِجتِهاد ]( أم 12 : 27 ) بِمعنى أنّ كُلّما كُنت مُتراخِى لاَ أتمتّع بِصيد لاَ تُفرّحنِى وَ لاَ تُعزّينِى وَ لاَ تُسندنِى وَ لاَ تُقوّينِى فالرخاوة لاَ تجعلنِى أستمتِع أبداً بِصيد بل بالعكس [ قال الكسلان الأسد فِى الطريق الشِبل فِى الشوارِع ] ( أم 26 : 13 ) فخاف أنْ يخرُج مِنْ منزِله حتّى لاَ يلتقِى بأسد فِى الطريق فأقول أُخرُج وَأترُك الباقِى على ربِنا فالإِنسان المُتراخِى لاَ يصوم وَ لاَ يُجاهِد وَ لاَ يُصلّى وَ لاَ يتعب وَ لاَ يوجد فضيلة بِدون تعب لاَ يصلُح أنْ أدخُل للأعماق بِدون تعب لِماذا أنا عِشت على السطح طول عُمرِى ؟ لأنِّى لاَ أتعب وَ لِماذا لاَ أتعب ؟ لأنِّى لاَ أخُذ الأمر بِجدّيّة لابُد ياأحبائِى أنّ الإِنسان يأخُذ الأمر بأكثر جِدّيّة وَالإِنجيل بأكثر إِشتياق وَالصلاة بِقوّة عزيمة القُدّاس بِحُب القِراءات الرّوحيّة يصنع لِنَفْسَه منهج كأنّهُ يُذاكِر فعِندما يأتِى شخص وَيقول أنّهُ يقرأ صفحة لاَ يُكمِلها فأقول لهُ أنّك ليس لديك الجدّيّة فلِى مُدّة لَمْ أمسِك الكِتاب المُقدّس فأقول لهُ أنّك ليس عِندك جدّيّة ففِى ذات مرّة رأيت فتاة فِى الإِعدادِى ماسكة كِتاب قُرآن فِى الشارِع وَتقرأ فيه لأنّها ملزومة أنْ ينتهِى هذا الكِتاب فِى هذا الشهر فهُناك جدّيّة فِى الأمر أولادنا يظلّوا كم فِترة لَمْ يفتحوا الكِتاب المُقدّس لِماذا ؟ هل الرِسالة التّى فيهِ قليلة الشأن ؟ هل الكلام الّذى فيه لاَ يستحِق البحث ؟ أولاد الإِنجيل هُمّا الّذين أهانوا الإِنجيل أكثر مِنْ أهل العالم وَأولاد المسيح هُمّا الّذين يُهينوا المسيح أكثر مِنْ أهل العالم فنحنُ مُتضايقين لأنّهُم يعرِضوا مُسلسل فيه إِنسانة مسيحيّة بِتسلُك سلوك غير لطيف أولاد المسيح هُمّا الّذين أهانوا المسيح بِحياتهُم بِسلوكهُم بِتصرُفاتهُم لأنّهُم أخذوا المسيح بِحسب الشكل لَمْ يدخُلوا لأعماقه لو دخلنا العُمق حنشاهِد جماله أُدخُل إِلَى العُمق لِكى ترى جمال إِلهك لِكى ترى جمال إِنجيلك فهو غنِى لاَ توجد جدّيّة يا أحبائِى وَعِندما لاَ توجد جدّيّة فتجِد القشرة دائِماً وَالقشرة تجعلنِى جانِباً فالّذى يأكُل البُرتُقالة مِنْ القشرة يأتِى لهُ اليأس وَالإِحباط وَالفتور وَالملل وَ لاَ يُحِب المُحاولة مرّة أُخرى فهذِهِ هى حياتنا مَعَ ربِنا فيها ملل وَضيق وَحيرة وَفِتور لِماذا ؟ لأنّنا لاَ نعرِف مدى حلوته لَمْ نختبِر كم هُو طيّب لَمْ أدخُل لأجمل ما فيه لَمْ أدخُل فِى الماضِى يا أحبائِى كانت خيمة الإِجتماع ربِنا بناها بِطريقة أنّ كُلّما دخلت إِلَى الداخِل تجِد جمالاً أكثر فتجِد أنّ خيمة الإِجتماع مِنْ الخارِج مُغطّاه بِجلود خِراف فتخيّل عِندما ترى مبنى مُغطّى بِجلود خِراف فدائِماً الإِنسان يهتِم بالخارِج فإِذا كان مِنْ الخارِج مُغطّى بِجلود خِراف يكون مِنْ الداخِل خراب لكِن عِندما تدخُل للداخِل تجِد بعد جلود الخِراف تجِد خشب وَبعد الخشب تجِد نحاس وَبعد النحاس تجِد فِى الداخِل ذهب أين الذهب ؟ فِى قُدس الأقداس فالحياة مَعَ ربِنا بِنَفْسَ الطريقة لو إِنخدعت بِجلد الماعِز أو بِجلود الخِراف وَأقول أنّهُ مبنى لاَ يوجد فيهِ شىء يجذبنِى مبنى لاَ يستحِق أنْ أدخُله لاَ أتمتّع بالذهب بالداخِل لو جِهادِى فِى الصلاة وَتعب الصلاة منعنِى لِكى أُصلّى إِذن فأنا قَدْ وقفت عِند مرحلة الجلد لَمْ أدخُل للذهب لو قُلت أنّ القُدّاس نستيقِظ مُبكِراً وَنقِف كثيراً وَغير مُتفاعِل معهُ فأكون بِذلِك واقِفاً عِند مرحلة الجلد لو قُلت أنّ الكِتاب المُقدّس لاَ أفهمه وَ لاَ أتفاعِل معهُ فأنا بِذلِك واقِف عِند مرحلة الجلد فِى الخارِج وَلَمْ أصِل إِلَى الذهب أُدخُل للعُمق إِعرف إِلهك إِعرف مسيحك جرّب عطايا الغُفران جرّب فهل أظِل أسمع عَنَ القديسين أسمع عَنَ ربِنا إِنّه حلو فهل أظِل أسمع فقط فكيف ؟ [ ذوقوا وَأنظُروا ما أطيب الرّبّ طوبى للرجُل المُتوكِلّ عليه ] ( مز 34 : 8 ) [ الرّبّ عِز لخائفيه إِسم الرّبّ لأتقياءه ].
2- عدم وضوح الهدف:-
كثيراً لاَ يعرِف الإِنسان ماذا يُريد كثيراً الإِنسان يفقِد هدفه وَكثيراً الإِنسان لاَ يُصدِّق أنّ الأمر يستحِق التعب وَالهدف حينما يضيع تضيع الجِدّيّة لأنّ كُلّما كان هدف الإِنسان واضِح كُلّما كان جدّيّتةُ أكبر ما الّذى يجعل الإِنسان يذاكِر وَيمتحِن وَيتعب ؟ لأنّهُ لديهِ هدف يتعب لِكى يصِل إِليه الهدف الغير واضِح فأجِد أنّ حياتِى مَعَ ربِنا مِنْ الخارِج فقط وَلكِن إِذا كان هدفِى واضِح وَلو أنِّى أُريد أنْ أفرح بِهِ وَأتعزّى بِهِ أشعُر أنّهُ فِى عُمق مِنْ الداخِل أشعُر أنّ هُناك فرحة مِنْ الداخِل أشعُر أنّ فيه أمانة مِنْ الداخِل وضوح الهدف مُعلّمِنا بولس الرسول يقول [ ليس إِنِّى قَدْ نلت أو صرت كامِلاً وَلكنِّى أسعى لعلّى أُدرِك الّذى لأجله أدركنِى أيضاً المسيح يسوع ] ( فى 3 : 12 ) هدف واضِح لو هدفنا واضِح فصدّقونِى سوف ندخُل لعُمق أعمق أعمق أعمق حتّى نعرِف أنّ ربِنا غنِى ما الّذى جعل القديسين يترُكوا حياتهُم كُلّها الهدف واضِح صار الله لذيذاً جِداً لهُم إِستحق الله أنْ يُعطوه حياتهُم وَلكِن إِخواتِى وَأبِى وَأُمِى وَعواطِفِى وَالآمال التّى كُنت أُريد انْ أضعها فِى الحياة فربِنا شبّعها جِداً جِداً لِدرجِة إِنِّى أصبحت أنسى شعبِى وَأنسى شعب أبِى لأنّ الملِك قَدْ إِشتهى حُسنِى نرى نِفوس إِشتاقت جِداً لِكى تُعطِى حياتها لِربِنا لَمْ يشتهوا أنْ يُعطوا حياتهُم لِربِنا إِلاّ إِذا وجدوا فيه لذّة أعمق مِنْ أىّ لذّة أُخرى فدخلوا للعُمق فرأوا كنوز وَتعزيّات وَبركات لِذلِك يا أحبائِى تكون ثالِثاً.
3- ثبات العزم:-
لِنفرِض أنّهُم قالوا لِى أنْ أبحث عَنَ بترول فبحثت فِى منطِقة وَلَمْ أجِد بحثت فِى منطِقة أُخرى وَلَمْ أجِد فأقول كفى إِلَى هذا الحد لأنّنا لاَ نجِد بترول وَلكِن إِذا كُنّا شركة وَهذِهِ الشركة هدفها هُو التنقيب عَنَ البترول فالمفروض أنّهُ لاَ يهدأ وَ لاَ ييأس وَ لاَ يكِل فتأملّ فِى كلِمة داوُد النبِى حينما قال [ لاَ أصعد على سرير فِراشِى وَ لاَ أُعطِى نوماً لعينىّ وَ لاَ نُعاساً لأجفانِى إِلَى أنْ أجِد موضِعاً للرّبّ ] ( مز 132 ) فأنا لاَ أرتاح إِلاّ إِذا وجدت موضِع للرّبّ وَمسكن لإِله يعقوب تخيّلوا لو أنّنا لدينا ثبات العزم فِى حياتنا مَعَ ربِنا فأحياناً كثيرة نبدأ الصلاة بالكسل أحياناً كثيرة تنتهِى صلواتنا قبل أنْ تبدأ قبل أنْ تبدأ محكوم عليها بالموت مِنْ قبل بدأها أقِف أصلّى أبدأ بالكسل وَتنتهِى بالتثاؤب وَالملل أفتح الإِنجيل وَأنا أحكُم على نَفْسِى بعدم الفهم وَ لاَ أفهم أحضر القُدّاس لاَ يوجد تفاعُل مَعَ القُدّاس مُمارسات روحيّة لاَ يوجد فيها ثبات عزم لاَ يوجد فيها جِدّيّة لاَ يوجد فيها وضوح هدف فبالتالِى تكون مُمارسات سطحيّة فبالتالِى لاَ تُفرّحنِى أُريد أنْ أقول أنّ النَفْسَ التّى تأتِى على هذا النحو فتتعِب نَفْسَها فِى مُحاولات هى فِى الأساس حاكمة عليها بالفشل مِنْ قبل أنْ تبدأها صعب جِداً ياأحبائِى أنْ نتمتّع بعمل ربِنا بِدون سعى وَ لاَ إِجتِهاد وَ لاَ أمانة وَ لاَ محبّة صعب صعب جِداً ياأحبائِى أنْ تكون حياتنا مَعَ ربِنا بِدون جدّيّة فَلاَ تفرح وَ لاَ تتعزّى وَ لاَ تأخُذ نعمة وَ لاَ قوّة وَ لاَ بركة وَبالتالِى هذِهِ النَفْسَ لاَ تثبُت وَ لاَ تنمو وَ لاَ تفرح وَ لاَ تتغذّى لِذلِك يا أحبائِى يجِب أنْ يكون للإِنسان ثبات عزم فتأّملوا فِى قِصّة حياة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس فكم كانت حروب الشياطين معهُ وَلكِن عزمه ثابِت وجد الكِنز الّذى بالداخِل ربنا يسوع المسيح شبّهوه بِجوهرة غالية كثيرة الثمن وَالجوهرة الغالية الّذى يفهم فيها حقاً يكون عِنده عزم ثابِت لِكى يقتنيها وَيقول أنّ هذِهِ الجوهرة تستحِق التعب لكِن الّذى لاَ يفهم فِى الجواهِر يتعب لاَ لكِن لو تاجِر لآلىء حسِنة يقدّر قيمِتها المفروض أنّنا نشعُر فِى حياتنا مَعَ ربِنا أنّ هذِهِ هى جوهرة لابُد أنْ أقتنيها وَلِكى أخُذها لابُد أنْ أتعب قليلاً ففِى ذات مرّة جاءت سيِّدة لِكى تُرينِى فصّاً وَقالت أنّ ثمنه مائة ألف جُنية وَأنّ إِبنها بعث بِهِ مِنْ أمريكا لها بدلاً مِنْ أنْ يبعث مالاً كثيراً وَقال لها على الشخص وَالمكان الّذى سوف تبيع عِنده هذا الفص الثمين فعِندما أمسكت بِهِ بالنسبة لِى لاَ يُساوِى خمسة جنية وَ لاَ أفهم فيه لكِن بالنسبة لتاجِر اللآلىء عِندما يراه يضعه تحت مِجهر وَيراه بعينيهِ وَ يتفحّصه شمالاً وَيميناً وَيقول لها على الثمن فهل لهذِهِ الدرجة ؟ نعم فمَنَ الّذى يفهم فيه ؟ الّذى يفهم فيه فالحياة هكذا مَعَ ربِنا تُريد الّذى يُقدّرها تُريد الّذى يفهم فيها تُريد الّذى يفرح بها وَلكِن إِذا فهمناها وَفرحنا بِها نقول أنّها تُساوِى كذا هل الحياة مَعَ الله تُساوِى التعب معهُ أم لاَ ؟ مُمكِن تكون الحياة مَعَ ربِنا بالنسبة لنا لاَ تستحِق التعب لاَ تُساوِى شيئاً مُمكِن تكون الحياة مَعَ ربِنا بالنسبة لنا مُجرّد مُمارسات خارجيّة فقط لاَ يوجد بِها فرح لاَ يوجد بِها تعزية مُمكِن تكون الحياة مَعَ ربِنا شكلها مُتعِب وَشكلها فيها أحزان صحيح فيها أحزان لكِن مليئة أفراح صحيح فيها أتعاب لكِن مليئة بركات فهل جرّبنا كُلّ هذِهِ الأشياء أم لاَ ؟ أم إِذا تعبت قليلاً أتراجع فجرّبوا التعب جرّبوا عمل مطانيات لربِنا جرّبوا أنْ نستعطِف قلبه جرّبوا أنْ نستمطِر مراحمه ، نُرتِل لهُ ، نُسبِّح لهُ ، نجرّب أنْ نصلُب شهواتنا لهُ ، النّاس التّى تعبت مِنْ أجل ربِنا تعبوا لأنّهُم أكتشفوا عُمق مقاييس العُمق وَهى أخر نُقطة فالعُمق لهُ مقاييس بِمعنى أنّ عُمق الصلوات ما هُو ؟ إِنِّى أشعُر إِنِّى أقِف فِى حضرِة الله أتكلّم مَعَ الله أمام الله مِنْ مقاييس العُمق فِى الصلاة إِنِّى لاَ أشعُر بالزمن فهذا أول مقياس يدُل على أنّنا نُصلّى بِعُمق أتكلّم مَعَ الله وَ لاَ أشعُر أبداً أنّهُ يوجد مَنْ يُعطلنِى أو مَنْ يفصلنِى عنهُ عدم الشعور بالزمن التفاعُل مَعَ الكلِمات القديس يوحنا فم الذهب يقول [ حينما تُصلّى مزمور إِحزن مَعَ المُرنِّم حينما يحزن وَأفرح مَعَ المُرنِّم حينما يفرح وَتنهّد معهُ حينما يتنهّد إِلَى أنْ تصير أنت نَفْسَكَ مزموراً ] لو عِشت فِى المزامير تجِد قليلاً حُزن وَقليلاً فرح وَقليلاً تنهُّد وَقليلاً صرخات أُصرُخ معهُ حينما يصرُخ أحزن معهُ حينما يحزن تنهّد معهُ حينما يتنهّد أفرح معهُ حينما يفرح إِلَى أنْ تصير أنت نَفْسَكَ مزموراً فأصبحت أنا المزمور ليس المزمور الخاص بِداوُد لكِن مزمورِى أنا فأصبحت أنا أتفاعِل مَعَ الكلِمات بإِحساسِى أنا فهذا هُو عُمق الصلاة فبِهذا أستطيع أنْ أقول للإِنسان إِنّك حقاً صلّيت إِنّك كُنت واقِف فِعلاً أمام ربِنا الكِتاب المُقدّس هل دخلت فِى عِشرة حقيقيّة مَعَ الكِتاب المُقدّس ؟ لأنّهُ مِنْ مقاييس العُمق ، هل فتح لك الكِتاب المُقدّس كنوزه ؟ هل تحدّث معك الكِتاب المُقدّس كما أنت تقرأه ؟ هل هُو يتحدّث معك ؟ هل تكلّم معك الكِتاب المُقدّس ؟ هل شعرت بآيات أنّها مُرسلة مِنْ الله تعمل فيك عمل خفِى داخِلِى أقوى مِنْ أىّ مؤّثِر ظاهِرِى ؟ هل شعرت بِقوة الآية فِى قلبك ؟ هل تصادقت مَعَ الكِتاب؟ هل وجدت نَفْسَكَ داخِل الكِتاب المُقدّس ؟هل إِستمديت صوتك هل إِستمديت حياتك مِنْ الكِتاب ؟ هل وجدت فِى الكِتاب توبة وَرحمة وَخلاص ؟ هل إِكتشفت صِفات الله فِى الكِتاب ؟ فما هُو الكِتاب ؟ هل تلذّذت بالأسفار لِدرجِة أنّك تُحِب قراءتِها على الدوام ؟
مقاييس العُمق فِى القُدّاس الإِلهِى هل بشعُر بِلذّة وَفرحة وَغِنى فِى القُدّاس ؟ هل بشعُر بإِحساس حقيقِى إِنِّى أمام جسد حقيقِى وَدم حقيقِى ؟ هل بشعُر بإِحساس حقيقِى إِنِّى أخُذ غُفران خطيتِى فِى القُدّاس ؟ هل بشعُر إِنِّى فِى السماء فِعلاً ؟ هل بشعُر بجمال الصلوات وَالتسابيح وَبشارِك فيها ؟ هل بتجاوب مَعَ كلِمات القُدّاس ؟ هل نِداءات القُدّاس بِتدخُل أعماق قلبِى ؟ هل بتقدّم للتناول بِخشوع وَخضوع يليق بالسر العظيم ؟
مقياس الفضائِل مثلاً
أولاً المحبّة:-
هل دخلت لعُمق أعماق المحبّة أم مازِلت على السطح فِى المحبّة ؟ إِفرِض أنّك لك بعض الناس لَمْ ترتاح إِليهُم هل عُمرك كُلّه لَمْ ترتاح إِليهُم ؟ هل حياتك لاَ تنمو ؟ فالمفروض أنّ الفضيلة حينما تنمو بِداخِلِى ففِى البِداية كُنت لاَ أرتاح لِفُلان وَالآن بدأت فِى قبوله لأنّ المسيح ملك على حياتِى وَأنا إِذا أدركت محبّة المسيح لِى فأتعلّم كيف أُحِب أخِى لو دخلت العُمق فِى حياتِى مَعَ ربِنا أجِد ربِنا ينقلنِى فِى الفضائِل أتوماتيك لوحدِى هل أنا مقياس المحبّة بالنسبة لِى بدأ ينمو أم لاَ ؟ هل أصبحت أقبل كُلّ إِخواتِى أم لاَ ؟ هل بدأت أحتمِل الضُعفاء أم لاَ ؟ هل بدأ قلبِى يوسع لِكُلّ المُحيطين بِى أم لاَ ؟ هل مازِلت أقِف عِند مرحلِة أنِّى أُحِب الّذين يُحبوننِى فقط ؟ فالإِنجيل يقول [ إِنْ أحببتُم الّذين يُحِبونكُم فأىّ أجر لكُم أليس العشّارون أيضاً يفعلون ذلِك ] ( مت 5 : 46 ) تصّوروا أنّكُم فِى السطحيّة فقط أُحِب الّذى يُحِبنِى فقط أُحِب الّذى يصنع لِى خِدمة فقط وَ الّذى يصنع لِى شيئاً غير مرغوب فيه يُوضع فِى القائِمة السوداء BLACK LIST فهل هذا مؤّشِر محبّة فهل بِهذا تعمل الفضيلة بِداخِلِى ؟ وَهل بِهذا أكون بتقدّم مَعَ ربِنا ؟ وَهل بِهذا أنا فِى عُمق ؟
ثانياً العطاء:-
هل أنا لدىّ حُب للعطاء أم لاَ ؟ هل العطاء ملغِى أم فرض أم حُب ؟ هُناك ناس عِندهُم العطاء – العطاء – ملغِى موضوع خارِج المُناقشة مُمكِن تكون الأسباب فِى هذا يقول لك شخص أنّ مصروفه محدود مرّة ولد صغير فِى الإِعتراف فأحِب أنْ أجرّب الأولاد الصغيرين لِكى يُعطوا عشور مصروفهُم فأقول لهُ أنْ تدفع عشور مصروفك فقال لِى أنّ والده دفع فهل تأخُذون مرتين ؟ لاَ العطاء لابُد أنّهُ شىء لابُد أنْ تدرّب عليها مِنْ داخِلك أنت شىء خاص بك تُعطيه وَليست حاجة تخُص غيرك أمّا حاجِة غيرك فهى حاجة أنت لاَ تتعب فيها هل العطاء شىء مُهِم ؟ بالطبع لأنّ العطاء هُو إِعتراف بفضل الله عليك هُو إِعتراف لمحبّة ربِنا إِعتراف بأنِّى مديون لهُ وَأنّ خيره يُغطّينِى فأحاوِل وَلو مُحاولة بسيطة بأنِّى أرُد جُزء مِنْ جميلة أو محبِتة لىّ وَأقول لهُ أنْ يقبلها لأنّها شىء صغير حتّى وَلو كانت 10 قروش ليس المُهِم بالمقدار مهما كان المقدار قليل الله لاَ ينظُر إِلَى الكم وَلكِن ينظُر إِلَى الكيف وَيقول الكِتاب المُقدّس أنّهُ كان ينظُر كيف يضعون - كيف - بدليل أنّهُ مدح المرأة التّى أعطت فلسين وَهُما شىء قليل جِداً جِداً شىء حقير لكِن المسيح مدحها فليس المُهِم كم أُعطِى لكِن العطاء لابُد أنْ ينمو
أولاً العطاء الملغِى لابُد أنْ يُعطِى 0
ثانياً العطاء الواجِب أىّ لضرورة الأمر طالما قالوا لابُد أنْ نُعطِى فنُعطِى وَلكِن أُعطِى وَ لاَ أرضى أنِّى أعطيت أُعطِى وَأنا ضميرِى غير مرتاح أُعطِى وَأشعُر أنِّى أفقِد لاَ أكسب بِمعنى أنِّى أنا مثلاً مُرتبِى مائة جُنية ربِنا يأخُذ عشرة وَيبقى لِى تسعين فغير مُهِم وَهذا هُو العطاء الواجِب 0
ثالِثاً العطاء الثالِث هُو عطاء العُمق عطاء الحُب إِنِّى أشعُر بالكسب لاَ بالفقد وَأنا أخُذ بعدد الرقم هذا بركات أخُذ بِهِ عِوض فِى السماء يارب أستطيع أنْ أُعطيك أكثر مِنْ هذا سواء عشرين أو ثلاثين أو أربعين أرجو ذلِك يارب يارب أتمنّى أنْ لاَ أجِد وَ لاَ شخص فِى هذِهِ الدُنيا فقير وَ لاَ عُريان يارب لاَ أجِد إِنسان مُحتاج لأىّ شىء لو أنّ فلوسِى وَمالِى يكفِى أنْ أعمل لكُلّ إِنسان شىء فسوف أعمله فما هذا ؟ أنّهُ عطاء الأعماق العطاء بنهم وَبوعى وَبعُمق لابُد أنّ الفضائِل تكون مقياس لعُمق حياتِى مَعَ ربِنا المحبّة العطاء.
ثالِثاً التسامُح:-
هُناك ثلاثة أنواع مِنْ التسامُح تسامُح ملغِى تسامُح بحدود تسامُح بِلاَ حدود 0
أولاً : تسامُح ملغِى إِنّهُ فقط يُسامِح إِنسان أساء إِليه لاَ بل أنّهُ يُهين الشخص الّذى أمامه بِمعنى أنّهُ هُو الّذى يُبادِر بالإِيذاء وَالخطأ ، فهل هُو يُسامِح !!
ثانياً : تسامُح بحدود بِمعنى إِنِّى أسامِح لكِن إِذا إِعتذر لو قدِّم فروض الولاء وَالطاعة وَهُو التسامُح المشروط أسامحه لو فعل كذا أو لو أعطى كذا 0
ثالِثاً : تسامُح بِلاَ حدود تسامُح ربِنا يسوع المسيح [ أحِبّوا أعدائكُم بارِكوا لاعنيكُم أحسِنوا إِلَى مُبغضيكُم صلّوا لأجل الّذين يُسيئون إِليكُم ] الإِنجيل قال ذلِك كُلِنا حافظين وَلكِن هل كُلِنا عايشين ؟ تسامُح هل أُحِب التسامُح ؟ هل أسامِح براحة أم بتعب ؟ هل عِندما أسامِح أشعُر إِنِّى فرحان وَمسرور أم أشعُر إِنِّى مُكره وَ مُجبر ؟
فالمفروض التسامُح يكون براحة إِنِّى أدركت كم سامحنِى المسيح وَلأنِّى أدركت إِنِّى مُجرِم وَهُو سامحنِى فأنا سوف أسامِح كُلّ المُجرمين وَأرحم كُلّ المُسيئين هُو بِهذا يكون التسامُح فأنا أدركت كم هُو رحيم معِى وَأنا أول الخُطاه فكيف أكون قاسِى وَ لاَ أُسامِح إِخوتِى [ إِغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحنُ أيضاً للمُذنبين إِلينا ] عُمق فِى الفضيلة هل ننتقل للأعماق مِثل الصمت وَعرفنا أنّ الصمت أكثر جمالاً وَرِبحاً لِنفوسنا مِنْ الكلام هل دخلنا لِعُمق جديد فِى فضائِل جديدة فِى كُلّ مرّة ندخُل إِليها وَنتعلّمها وَنرى فيها غِنى وَرحمة وَنعمِة مِنْ ربِنا لِذلِك يا أحبائِى صعب جِداً أنْ يقضِى الإِنسان حياته كُلّها على البر وَعلى الشاطىء هُناك أفراح مخفيّة وَهُناك أعماق مخفيّة فمِد يدك لِكى تأخُذ أُدخُل أكثر وَجاهِد أكثر ، تفاعل أكثر إِجعل عزمك ثابِت لاَ تتراجع أشعياء يقول [ السيِّد الرّبّ فتح لِى أُذُناً وَأنا لَمْ أُعانِد إِلَى الوراء لَمْ أرتد ] ( أش 50 : 5 ) لَمْ أرجع ثانيةً [ ليس أحد يضع يدهُ على المحراث وَينظُر إِلَى الوراء يصلُح لِملكوت الله ]( لو 9 : 62 ) لابُد أنْ يسير دائِماً إِذا رأيتُم الشخص الّذى وضع يدهُ على المحراث وَنظر إِلَى الوراء سوف يسير بشكل مُعوّج وَعِندما يسير بشكل مُعوّج لاَ يستطيع أنْ يعدِل نَفْسَه لأنّهُ وضع يدهُ على المحراث وَهُو ينظُر إِلَى الوراء فصعب جِداً أنْ أرسِم خطاً مُستقيماً وَأنا أنظُر للوراء لِذلِك يا أحبائِى هذِهِ دعوة ندعوكم لِكى تدخُلوا إِلَى العُمق ربِنا يُعطينا عُمق مِنْ عِنده وَيسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
06 ديسمبر 2025
الأعمال الصالِحة
هنقرأ مع بعض أعداد بسيطة مِنَ سِفر أعمال الرُسُل الإِصحاح 9 عدد 36 بركاته على جميعنا آمين[ وَكَانَ فِى يَافَا تِلْمِيذَة اسْمُهَا طَابِيثَا ، الّذى تَرْجَمَتُهُ غَزَالةُ هذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا وَحَدَثَ فِى تِلْكَ الأْيّامِ أَنّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ فَغَسّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِى عِلّيّةٍ وَإِذْ كَانَتْ لُدّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا وَسَمِعَ التّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِليْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِليْهِمْ فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا فَلَمّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلى الْعِلّيّةِ فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأْرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثيَاباً مِمّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِىَ مَعَهُنَّ فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجاً وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلّى ثُمّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ " يَا طَابِيثَا قُومِى ! " فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا وَلَمّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ ، فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا ثُمّ نَادَى الْقِدّيسِينَ وَالأْرَامِلَ وَ أَحْضَرَهَا حَيَّةً فَصَارَ ذِلكَ مَعْلُوماً فِى يَافَا كُلِّهَا فآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ وَمَكَثَ أَيَّاماً كَثِيرَةً فِى يَافَا عِنْدَ سِمْعَانَ رَجُلٍ دَبَّاغٍ ] لمْ تزل كلِمة الرّبّ تزداد فِى هذهِ البيعة وكُلَّ بيعة ياأبائى وإِخوتى آمين
صبيّة صغيرة السِن يصِفها الكِتاب المُقدّس وصفاً رائِعاً إِنّها كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها نحِب نتكلّم شويّة إِنهاردة عن طابيثا دى الّلى الكِتاب لمْ يُعطينا عنها فِكرة قبلها ولا بعدها غير بالكلمتين دول إِنّها كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعمِلها حصل إِن الفتاة الصغيرة المحبوبة جِداً دى البنت التقيّة دى إِنّها مرضت وماتت الكُلّ حِزن عليها جِداً لِصلاحِها ولِمحبتها ولتقواها ولأعمالها الصالحة الكُلّ حِزن عليها جِداً فكّروا مين يلحقهُم فِى الورطة دى مين يعزّيهُم مين يسندهُم مين يقولهُم كلِمة تعزّى القلب قالوا مافيش غير بُطرُس الرسول بُطرُس الرسول كان فِى بلدة قريبة لهُم بلد إِسمها لِدّة والكلام ده حصل فِى بلد إِسمها يافا فلِدّة قريبة مِنَ يافا فبعتوا لِمُعلّمِنا بُطرُس فِى يافا ففِى لِدّة قالوا لهُ تعالى لنا يافا ، فراح لهُم على طول ، لا يتوانى عن أن يجتاز إِليّهُم طبعاً ده عمل الراعىِ الراعىِ الّلى يعزّىِ ويسنِد أولاده أولاده ولا يتوانى عن أن يُقدّم لهُم الحُب والنعمة [ فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا ] فبعتوا لهُ رجُليْنَ قالوا لهُ تعالى إِلحق ده إِحنا عندِنا طابيثا ماتِت وطابيثا دى كانِت بِنت كُلّها أعمال حلوة وكُلّها إِحسان فلمّا وصلوا صعدوا بِهِ إِلَى العُلْيّة الّلى حصل بقى إِن السيّدات الأرامِل الّلى كانت طابيثا بتخدِمهُم وبتحبّهُم وبتعمِل لهُم حاجات كتير كإِحسانات عمّالين يعيّطوا ويبكوا يبكوا على الّلى كانِت تتعاطف معاهُم وتصنع معهُم أعمال رحمة ومحبّة عمّالين يبكوا الأرامِل دول فلأنّهُم عارفين إِن يمكِن مُعلّمِنا بُطرُس الرسول مش عارِفها كويس فواخدين لهُ الأقمصة والثياب الّلى كانت بتعمِلها لهُم غزالة ويقولوا بُص بُص القميص ده بُص الثوب بُص الفُستان ده بُص الشُغل ده كُلّه الّلى عملاه لنا غزالة [ فوقفت لديهِ جميع الأرامِل يبكين ويُرين أقمصة وثِياباً مِمَنَ كانت تعمل غزالة وهى معهُنّ ] غزالة كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها هى ماتت لكِن أعمالها الصالِحة لم تموت عايزين يعرّفوا مُعلّمِنا بُطرُس على غزالة مش قادرين يحكوا لهُ عنها ومش قادرين يقولوا هى مُمكِن تتكلّم لكِن هى أعمالها تتكلّم فهى ماتت لكِن أعمالها لم تموت هى الآن راقِدة لا تستطيع أن تشهد عن نِفَسها ولكِن أعمالها تستطيع أن تشهد عنها علشان كده يقول [ وأعمالهُم تتبعهُم ] 0
يبقى مُمكِن الإِنسان يفنى ولكِن أعماله لا تفنى مُمكِن يموت ولكِن أعماله الصالِحة لا تموت مُمكِن الإِنسان لا يتكلّم لكِن مُمكِن أعماله تتكلّم كانت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها كُلّ ما نقرأ الكلمتين دول عن طابيثا دى الواحِد كده قلبه يمتلىء بالغيره يقول يا ترى أعمالىِ الصالِحة بتتكلّم عنّىِ ! يا ترى أنا مملوء أعمال صالِحة !
ده حدث أنّ مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وبّخ واحِد قاله إِنت مملوء كِذب ورياء ودى مملوءة إيه ؟ أعمالاً صالِحة مملوءة أعمال صالِحة لأنّها إِنسانة تشعُر أنّها تُريد أن تُرضى الله تُريد أن تخدِم اليتامى والأرامِل والمُتضايقين والمُحتاجين والمُعوزين تُريد أن تعمل إِحسانات إِحسانات كانت تعملها واضِح كانت لم تأخُذ مِنَ هؤلاء الأرامِل أجر واضِح إِن هى كانت بِتعمل الأعمال دى بِحُب فائِق علشان كده أعمالها تشهد لها وأعمالها تتقدّمها وأعمالها تتحدّث عنها وأعمالها تشفع فيها وأعمالها تعرِف الكنيسة بيها وأعمالها كُلّها بتشهد ليها فِى الأبدية بِتاعِتها علشان كده يا أحبائى الإِنسان لابُد أن يهتِم بالأعمال الصالِحة علشان كده لمّا يجى إِنسان يقول أنا أعرف ربنا أنا أؤمِن بالله نقوله حسناً قُلت [ والشياطين يؤمنون أيضاً ويقشعرّون ] طب وإِنت طالب منّىِ إيه ؟ طالِب [ أرنىِ إِيمانك بأعمالك ] أنا عايز أشوف فيك أعمال صالِحة تشهد لِصلاح الله فيك إِن عرِفت أنّ الله صالِح فإِعمل الصلاح إِن عرِفت إِن الله ديّان فإِعمل للدينونة إِن عرِفت وآمنت بوجود الله إِخشى الله فِى حياتك إِن عرِفت إِن هُناك وصايا يجِب أن أحياها فأتبّع الوصايا وهكذا يا أحبائى كانت مملوءة أعمالاً صالِحة كُل ما الإِنسان إِيمانه يكون مِنَ الله يكون إِيمانه عامِل وليس إِيمان أجوف يكون إِيمان عامِل بالمحبّة إِيمان يُترجم بالحُب والخشوع والخضوع لله وللآخرين آدى كانت سيرة طابيثا ، حُبّها لله أعطاها حُب لإِخوتها وحُبّها لله فِى الخفاء جعلها تعمل أعمال صالِحة فِى الخفاء وهكذا كانت طابيثا تعمل للناس الّذين ليس لهُم أحد أن يذكُرهُم اليتامى والأرامِل لا تنتظِر شُكر مِنَ أحد ولا تنتظِر مُقابِل لأعمالها لأن هى بِتعمل لليتامى والأرامِل الّلى ليس لهُم أحد هى عايزة دى تصِل إِلى الله تصِل إِلى الله إِحسانات كانت تعملها فتاة صغيرة رُبّما تكون فقيرة رُبّما تكون قليلة الإِمكانيات ولكِن لها إِمكانيّة واحِدة إِنّها تعرِف أن تغزِل طيب بِمعرفتىِ إِنّىِ أنا مُمكِن أغزِل مُمكِن أقدّم خِدمة مُمكِن أقدّم محبّة مُمكِن بالصِنّارة بتاعة طابيثا دى – العمل البسيط ده – مُمكِن تقدّم به رِبح للملكوت الله يا أحبائى لا ينظُر إِلى العمل الّلى نعمله كم قدره أو كم ثمنه الله لا ينظُر إِلى عِظم العمل ولكِن ينظُر إِلى كيف نفعل ينظُر لا إِلى قيمة الشىء ولكِن الحُب المعمول بهِ الشىء لا ينظُر إِلى القيمة الماديّة ولكِن ينظُر إِلى الحُب والإِتضاع الّلى معمول بهِ العمل يمكِن يكون الأعمال بِتاعِتها أعمال بسيطة لا تُذكر يعنى إيه بلوفر ! يعنى إيه قميص ! ولاّ يعنى إيه توب ! الكلام ده نقول ما يستاهِلش إِن تيجى سيرته فِى الإِنجيل لكِن لأنّه معمول بِحُب كبير علشان كده يستحِق أن يُذكر لأنّ الله لا ينظُر إِلى قيمة العمل يقولِنا كده عن يسوع وهو قاعِد فِى الخزانة أنّهُ كان ينظُر إِلى كُلّ واحِد منهُم كيف يضعون كان ينظُر إِلى إيه ؟ كيف مش كم علشان كده يُهيّأ لى إِن وإِحنا فِى الأبدية ربنا يسوع جايب جانبه شويّة الناس الغلابة والفُقراء وشويّة الناس الّلى كانوا بيقدّموا حُب بالقلب الّلى كانوا بيقدّموا حُب فِى حدود إِمكانيات ضعيفة لكِن كانوا بيقدّموا بِحُب كبير ربِنا حاطِط جنب منّه الأرملة الّلى حطِت الفلسين ولمّا يجى واحِد يقوله أصل أنا ما كانش معايا يقوله ما أهه ولاّ لمّا يجى واحِد يقوله أصل أنا كانت إِمكانياتىِ ضعيفة يقوله طب ما أهه هذهِ الأرملة وهذهِ الفتاة سوف تشهِد علينا فِى الدينونة كان ينظُر إِلى كُلّ واحِد كيف يضعون الله لا ينظُر إِلى قيمة العمل الله لا يهتِم أبداً أن يُعطىِ الإِنسان ذهب أو فِضّة أبداً لكِن ينظُر للإِنسان إِلى الحُب الّذى يُعطيه وإِن كان الإِنسان يُقدّم الحُب فقد قدّم كُلّ شىء وإِن قدّم أشياء كثيرة دون حُب فكأنّهُ لمْ يُقدّم شىء مُعلّمِنا بولس الرسول وجد ناس فِى مدينة كورنثوس وجد ناس بيدّوا لِربنا حاجات كتير وبيساعدوه هو شخصياً فراح قال لهُم أنا مش عايزكُم تدّوا لِمُجرّد العطيّة علشان خاطر إِن إِنتُم كده بتريّحوا ضمائركُم وخلاص قالهم لا إِنّ [ المُعطىِ المسرور يُحبّه الرّبّ ] وبعد كده راح قالهُم إِنّ الله لا يُريد مالك بل إِيّاك يعنى هو مش عايز الّلى فِى إِيديك لأ هو عايز أكتر مِنَ الّلى فِى إِيدك إيه هو أكتر مِنَ الّلى فِى إِيدك ؟ عايز قلبك الله لا يُريد مالك بل إِيّاك عايز كيانك واضِح إِن طابيثا دى كانت بِتعمل عمل بتدّى فيه مش إِمكانيات بس بتدّى فيه حُب وكيان بتدّى فيه جهد ممزوج بِحُب هو ده الّلى ربِنا عايز يشوفه فِى الأعمال الصالِحة مُمكِن إِنسان يقوم بأعمال صالِحة لكِن يعتبرها واجِب يعتبرها واجِب مُمكِن إِنسان يجامِل إِنسان فِى مُناسبة ويقدّم لهُ هدية بس لمْ تكُن بِحُب تكون مِنَ دافِع الواجِب والدليل على كده إِن مُمكِن واحِد يقولّك فُلان ده جاب لى هدية كده يوم ما إِبنىِ نجح أنا كمان أجيب له هدية فِى حدود كذا يوم ما بنته تتخطب ويوم ما بِنت فُلان إِتخطبِت ده جابوا كذا يُبقى إِحنا المفروض نجيب كذا لا أقل ولا أكتر نجيب حاجة فِى نِفَس المُستوى دى إِسمها الواجِب مش الحُب ده إِسمه الواجِب ده واحِد مرّة جه يشتكى إِن فُلان لم يرُدّ لهُ جمِيله رغم إِنّه كاتبها عِنده فِى نوتة إِن فُلان ده كان ودّيت له كذا بس هو لمْ يرُدّها لى ده إِنت كأنّك كده لمْ تعمل عمل حُب أبداً ده إِنت كده بِتعمل فيه شىء مِنَ الفرض ده كأنّك مُكره على أمر لأ طابيثا كانت مملوءة أعمالاً صالِحة كانت بِتعمل لليتامى والأرامِل وعارفه إِن عُمرهُم ما يعرفوا يرُدّوا لها الحاجة الّلى بتعمِلها الدافِع بتاعها دافِع مِنَ الله ليس مِنَ الناس مش مُجرّد مُجاملة مش مُجرّد إِرضاء ضمير وخلاص لأ ده مِنَ أجل الله علشان كانت أعمالها مملوءة بالحُب لِذلك أعمالها شهدِت لها ويجيبوا لِمُعلّمِنا بُطرُس الرسول الأقمِصة والثياب الّلى كانت بتعمِلها تشهد ليها الله ينظُر يا أحبائى إِلى الحُب والإِتضاع الله ينظُر إِلى القليل الّذى فِى أيدينا الّذى نفعله ده الكِتاب المُقدّس يقولك إِن كأس ماء بارِد لا يضيع أجره فِى السماء كأس ماء بارِد يعنى أرخص حاجة وأقل شىء يُذكر أمام الله يا سلام لو كأس الماء ده يتقدّم بِحُب يا سلام لو يتقدّم بتواضُع هنلاقىِ كده إِن كأس الماء ده محفوظ لينا فِى السماويات وهنلاقىِ إِن عمل الحُب ده يشفع فينا أصل كُلّ أعمال الحُب والرحمة دى يا أحبائى دى أعمال ما تجيش غير بإِيمان عالىِ وما تجيش غير بِحُب كبير وما تجيش غير بتقوى شديدة أوعوا تفتكروا إِن العطيّة دى سهلة ولاّ الكلمتين الّلى بقولهُم لكُم ساهلين لو ماكانش قلب متِحد بالله ولو ما كانش كيانه داب فِى كيان حُب الله لا تقدِر أن تعمل كده لأنّ الذات البشرية ذات أنانيّة ولو عملِت حاجة تحِب تعمِل حاجة مِنَ باب الشُهرة أو المجد الباطِل لكِن علشان تعمِل حاجة مِنَ أجل الله ولله فِى الخفاء على الذات البشريّة صعبة جِداً قيل فِى بُستان الرُهبان قصة لطيفة : يقول فِى واحِد مرّة جاءت لهُ مُقابلة للملِك بتاع البلد فخاف وقال يا ترى الملِك عايزنىِ فِى إيه ؟ أنا هقعُد أدوّر على ناس يكونوا حبايب الملِك علشان الّلى يرضى يجى منهُم معايا ويتشفّع لى ويتوسّط لى لحسِن أنا لو وقفت قُدّامه هتلغبِط ومش هعرف أقول إيه ويا ترى عايزنىِ فِى إيه وياترى خير ولاّ مش خير ؟ فراح واحِد قاله أنا مُمكِن أشجّعك وأجىِ معاك بس يعنى معلش أنا مُمكِن أجىِ معاك لغاية القصر وأسيبك لا أُحِب أن أدخُل القصر جوّه حد يخرجنّى حد يسألنىِ سؤال قال طب أنا على العموم كترّ خيرك ولو إِحتجت لك هبقى أجيلك راح لواحِد تانىِ قاله أنا مُمكِن أجىِ معاك وأدخُل معاك وأدخُل معاك القصر بس هسيبك عِند باب الحُجرة بتاعة الملِك يعنى هدخُل معاك القصر بس باب الحُجرة بتاعة الملِك هسيبك عِندها راح لواحِد تالِت قاله أنا لقيت واحِد يوصّلنىِ باب القصر ولقيت واحِد يوصّلنىِ لغاية باب الحُجرة بتاعة الملِك تِقدر تيجىِ معايا ؟ قاله أنا هاجىِ معاك وأدخُل معاك لِغاية حُجرِة الملِك وهتكلّم بدالِك قاله أنا مُتشكِر قوى فشبّهوا الثلاثة بأول حاجة الإِنسان الّلى متمسِك بالطهارة الطهارة توصّلنا لِغاية باب الملِك باب قصر الملِك تانىِ حاجة الّلى متمسِك بجميع الوصايا والتقّوى والبِر والعفاف وجميع الوصايا دى توصّلنا لِغاية باب الملِك قالك أعمال الحُب والرحمة تدُخُل بِنا أمام الملِك وتتكلّم عنّا أعمال البِر والتقّوى دى هى تشهد لنا هى الّلى تتكلّم أجىِ أتسأل سؤال ألاقىِ أعمالىِ هى الّلى أهى هِنا طابيثا نايمة وميّتة ومش قادرة تتكلّم ولا قادرة حد يجى ناحيتها إيه الّلى يتكلّم هُنا دلوقتىِ ؟ أعمالها أدى القميص وأدى التوب وأدى البلوزة وأدى وأدى وأدى وأدى دموع النِساء الأرامِل بِتتكلّم بدلها لو كُنّا ليس لنا الجواب الحسن أمام المِنبر الرهيب ولا نعرِف نتكلّم أعمالنا المفروض تتكلّم أعمالىِ تتكلّم إيه أعمالنا دى ؟ ياللا نعمل أعمِل إيه ؟ أنا لا أعرِف أن أعمِل حاجة أعمِل إيه ! أقولك ما طابيثا دى كانت لمْ تعرِف أن تعمل حاجة لا تعرِف توعِظ ولا تقِف على مِنبر ولا تعرِف كده تُبقى زعيمة ولا قائِدة ولا ولا دى هى تعرِف تِعمِل حاجة بسيطة قوى خدمِت بيها الله لا ينظُر إِلى كم نعمل ولا إيه حجم العمل الّلى إِحنا بنعمل به الله ينظُر إِلى الحُب المُقدّم لهُ هو ده الّلى يشهِد ليه وهو ده الّلى يحبّه قيل عن راهِب أنّهُ كان يُحِب يعمل عمل بسيط على أدّه الراهِب ده كان شايف كده إِخواته الرُهبان شُطّار فِى التسبِحة وشُطّار قوى فِى الكِتاب المُقدّس وحافظين الأجبية هو مش عارِف يعمِل ولا حاجة ولو وقِف فِى الكنيسة لبساطته الشديدة مش عارِف يتجاوب مع إِخوتهُ الرُهبان يقِف كده مِنَ بعيد ويقِف مكسوف فيقولوا إِن الراهِب ده كان مهنته قبل ما يُدخُل الدير كان بيساعِد أبوه فِى تصليح الأحذية فيقولوا إِن الراهِب ده كان يطلع برّه التسبِحة ويطلع برّه القُدّاس ويقعِد كده يبُصّ فِى الشباشِب والأحذية بتاعه الرُهبان ويختار لهُ شبشبين ولاّ حِذائين يكونوا مقطّعين وقُدام قوى قوى ويأخُذهُم الفِترة بتاعة التسبِحة – الرُهبان الّلى عاملين التسبِحة – ويأخُذهُم يقعُد يرّقع فيهُم ويلمّع فيهُم ويصلّحهُم وقبل النهاية يروح حاطِطهُم ويقِف مع باقىِ الرُهبان يطلعوا الرُهبان كُلّ واحِد يأخُذ الحِذاء بتاعه واحِد يقعُد يدّور يدّور ومش عارِف لأنّ شكلها قديم قوى ومبهدِل دلوقتىِ بقيت جديدة يقعُد يبُص فيها لمّا يلاقىِ دى مش بتاعه حد ودى شِبه بتاعته بس متحسّنة يلبسها فِى خفاء وفِى صمت أهو العمل ده تافِه وعمل بسيط لكِن العمل ده هو الّلى يقدِر يقدّمه لا يقدِر أن يعمل غيّره خلاص قدّمه وثِق أنّ العمل ده حتى ولو كان بسيط تافِه إِلاّ إِن الحُب والإِتضاع الّلى إِنت هتعمِل به هيشفِع فيك وهيشهِد ليك هى دى حِكمة ربِنا يا أحبائى عايز القلب يتحرك قال حِب قريبك كنِفَسك قال إِعمِل أعمال صالحة تشهِد لك وتشفِع فيك هى دى الوصيّة وهى دى المُجازاة وهو ده الأجر الّلى مستنينا وهو ده التحفيز الّلى ربِنا عايز يُعطيه لعبيده الحافظين عهده ووصاياه عايز كُلّ إِنسان يقدّم ما عِنده حتى إِن كان عمل بسيط حتى إِن كان لا يُذكر والّلى لا يُذكر عِند الناس يُذكر عِند الله كُلّ عمل يا أحبائى ولو بسيط يُقدّم لله ومِنَ أجل الله يُعطىِ للإِنسان شفاعة ويُعطىِ للإِنسان دالّة عِند الله – دالّة – ده يقولك كده إِن الّلى يحِب طهارة القلب يكون الملِك صديقه ده يقولِنا كده فِى سِفر الأمثال [ إِنّ مَنَ يرحم الفقير يُقرِض الرّبّ وعن معروفُه يُجازيه ] تخيّلوا لمّا ربِنا جعل قيمة الإِنسان الّلى بيعمل عمل صالِح كأنّهُ بيسلّف ربِنا يُقرِض الرّبّ وعن معروفه يُجازيه بقى أنا الفقير الشقىِ المُحتاج أنا أُقرِض الله ! ينبوع النعمة والخيرات وكنز الحِكمة أيوه أنا أُقرِض الرّبّ أعمالىِ الصالِحة تخلّينىِ أُقرِض الرّبّ أهى طابيثا دى مملوءة أعمال صالِحة أكيد رصيدها عِند ربِنا عالىِ وكبير قوىِ أكيد وجدِت دالّة كبيرة عِند ربِنا عن طريق أعمالها علشان كده إِعطوا الأعمال الصالِحة دى كرامة كبيرة جِداً جِداً جِداً قيل عن واحِد راهِب إِنّه كان يعنىِ مش مواظِب قوى مع الرُهبان على التسبِحة وعلى القُدّاس وكان معروف عنّه إِن هو كسلان شويّة ومتوانىِ شويّة وبعدين أتت ساعة نياحته فلّما حضرِت ساعة نياحته الرُهبان إِتجمّعوا حواليه علشان ياخدوا منّه كلِمة منفعة وساعة نياحته دى بتبقى ساعة يعنىِ بتظهر فيها النِفَس وبتحتاج مؤازرة وتعزية وتشديد فلقوا كده عينه عمّاله تلِف فِى الحُجرة وهو فاقِد النُطق فواحِد مِنَ الآباء الرُهبان قال ده أكيد بيدّور على حاجة نِفَسه فِى حاجة فالّلى عينه عمّاله تدور ده راح واحِد جاب له الصليب بتاعه وحطّه فِى إِيده فوجدوه لسّه عينه عمّاله رايحة جاية على الحُجرة فواحِد جاب له الكِتاب المُقدّس وبقى كُلّ واحِد يقعُد يفكّر يا ترى هو إيه الّلى مخلّيه حيران كده لغاية لمّا واحِد مِنَ أصدقائه قوىِ كان عارِف إِن له عِدّة كده علبِة عِدّة فيها شويّة خيط وشويّة إبر وشويّة حِتت قُماش سودا صغيرة بيرّقع بيها الجلاليب بتاعة الرُهبان هو ده كان عمله العجيب فِى الدير إِن هو كان الخيّاط بتاع الدير يدوى كده فجاب له كده العلبة بتاعة الشُغل بتاعه يقولك إِن هى دى العلبة الّلى كان محتاجها وأخذها وإِبتسِم وفارقت نِفَسه روحه كان كُلّ الّلى يقدر يعمله حاجة بسيطة جِداً إِن هو يقدّم عمل حُب للرُهبان فِى حدود إِمكانياته مهما كانت إِمكانيات بسيطة حقيرة إِلاّ إِن هو إِيه يقدّمها صدّقونىِ يا أحبائى الله ينظُر إِلى العمل الصالِح الّذى يُفعل بِحُب ومِنَ القلب أكتر مِنَ أعمال كتيره تُفعل بمظهريّة وتُفعل دون إِستعداد داخلى للنِفَس إِنّها تُقدّم شيئاً لله أذكُر أنّ أرملة فقيرة تعمل كعامِلة عامِلة نظافة فِى أحد الأماكِن ولها راتِب بسيط ضعيف جِداً لا يتعدّى بالإِكراميات والحوافِز حوالىِ 90 جُنية فِى الشهر فالسِت دى عشورها كده 9 جنية فجاءت فِى مرّة كده مِنَ حوالىِ 3 شهور عايزة تقدّم حاجة بـ 9 جنية فقعدِت تفكّر كده فكّرِت فِى فِكرة جميلة قوىِ راحِت جابِت مِنَ أحد الأسواق الّلى بتبيع الحاجة رخيصة شويّة راحِت جابِت بلح مِنَ البلح الأصفر ده وقشّرِته وعملِته مربى وعملِت كمية كبيرة قوىِ بـ 9 جنية دى وإِدّتها لأحد دور الأطفال رقم بسيط لكِن بِحُب كبير بيقدّم عمل كبير مش مُشكِلة إيه العمل الّلى بتعمِله الله قادِر يا أحبائى أن يسِد إِحتياجاتك دون تدخُلّ مِنَ أحد لأنّ هو أب اليتامى وهو قاضىِ الأرامِل وهو الّلى ينصِف الكُلّ وهو الّلى يُعطىِ جميع المتوكلين عليه أشياء تشتهىِ الملائكة أن تراها الّلى يقوت العصافير والغربان وطيور السماء وزنابِق الحقل يرعاها بيرعى الأسماك الّلى فِى قاع المُحيطات بيرعى الكُلّ لكِن يُريد أن يُشرِكنا فِى الأعمال الصالِحة ليس عجزاً منّه ولكِن دى فرصة منّه بيدّيها لعبيده ومُحبيه بيقولِك إِشترِك معايا فِى أعمال صالِحة شوفوا السِت دى بقى رغم إِن العوز الّلى هى عايشه فيه ورغم الإِحتياج الشديد الّلى هى عايشه فيه إِلاّ أنّها تعمل أعمال صالِحة أكيد حُبّها ده يُذكر لها أكيد عملها البسيط ده يشهد ليها يشفع فيها ويتقدّمها إِن كان قال إِن كأس ماء بارِد لا يضيع أجره طب كم يكون ده الّلى جابِت وعملِت وتعبِت حُب كبير بتقدّم بيه وطالما العمل بيتعمل بالحُب أكيد هيسبّب للنِفَس شفاعة عِند ربِنا إِن كان لنا إِيمان يا أحبائى إِنّنا حينما نُقدّم لا نُقدّم لشخص ولكِن نُقدّم لله فسيكون الدافِع فينا أقوى بكتير مِنَ الدافِع بتاع الشكليّات أو الدافِع بتاع الذات أو الدافِع بتاع المُجاملة لا أُجامِل أحد لا أُعطىِ علشان خاطر أبقى كده ضميرىِ ساكِت قُدّام ربِنا أنا بعطىِ لله ومِنَ أجل الله أدى طابيثا الّلى كانِت مملوءة أعمال صالِحة أدى طابيثا الّلى أقمصتها وثيابها شفعِت فيها وشهدِت ليها وقدّمِتها قُدّام مُعلّمِنا بُطرُس الرسول وصارت القُمصان بتتكلّم لأنّ أعمال الحُب إِن عُمِلت بالحُب والإِتضاع تأخُذ صِفة الخلود تأخُذ صِفة الخلود ولا يبقى عمل مؤقّت أبداً ده عمل باقىِ لها إِلى الدهر علشان كده يقولك فِى الأبديّة يأتىِ الشُهداء حاملين عذابتهُم ويأتىِ الصدّيقين حاملين فضائلهُم كُلّ إِنسان يا أحبائى أعماله تشفع له وأعماله تتبعه وأعماله تتقدّمه إيه الّلى إِنت عملته ؟ أنا عملت وعملت وعملت إيه الحُب الّلى كُنت بتعمِل بيه ؟ إيه إِحساسك وإِنت بتقدّم الأمور الّلى كُنت بتقدّمِها هل كُنت بتقدّمِها مِنَ أجل الله ؟ هل كُنت بتقدّمِها بِحُب ؟ هل كُنت بتقدّمِها بِحماس ؟ طيب يبقى خلاص يبقى إِنت كانِت أعمالك دى مِنَ أجل الله تُكافأ تُكافأ عنها فِى الدهر الآتىِ وفِى الأبديّة السعيدة علشان كده ربّ المجد يسوع علاّ قيمة الأعمال الصالِحة جِداً جِداً لِدرجة إِنّه قال [ بِما أنّكُم قد فعلتموه بأحد إِخوتىِ هؤلاء الأصاغِر فبىِ قد فعلتُم ] يا سلام معقولة يارب بيك إِنت ! لِدرجة إِستغربوا قالوا له بيك إِزاى ؟ إِحنا متى رأيناك جوعاناً أو عطشاناً أو محبوساً أو مريضاً ؟ لمْ نشوفِك فِى الحالات دى قالهُم لأ كُلّ مريض هو أنا كُلّ جائِع هو أنا كُلّ محبوس هو أنا كُلّ مُحتاج هو أنا يا سلام على الإِنسان الّلى يتعامِل بالفِكر ده يقدّم أعمال صالِحة مش بس يقدّم أعمال صالِحة ده يكرّس حياته يقدّمِها للأعمال الصالِحة إِذا كان الإِنسان مِمكِن يعجز عن أن يصِل إِلى الله بالأصوام والصلوات يُمكِن أن يصِل إِلى الله بالأعمال الصالِحة يُمكِن أن يصِل إِلى الله بكرامة عظيمة وبِدالّة عظيمة بالأعمال الصالِحة لأن مش مُمكِن إِن الإِنسان يقدّم أعمال صالِحة إِن لم يكُن عِنده رصيد عالىِ مِنَ الحُب والإِيمان حُب وإِيمان علشان كده الأعمال الصالِحة دى بُرهان عن إِيمان الشخص وثِقته فِى الأبديّة وثِقته فِى الله وحُبّه الشديد لإِخوته إِن كان كده طب يبقى العمل الصالِح ده قد حوى جميع الوصايا أنا طبّقت جميع الوصايا فِى عملية الإِحسان ده الّلى مِنَ أجل الله إِذا كان عِندىِ إِيمان فِى عمل الخير فِى الخفاء يبقى عِندىِ إِيمان بالله يبقى عِندىِ إِيمان بالدينونة يبقى عِندىِ إِيمان بأنّ الأعمال الصالِحة هى الّلى تشفِع فِى الشخص كانِت مُمتلِئة أعمالاً صالِحة وإِحسانات كانت تعملها علشان كده يا أحبائى لمّا النِفَس الرؤيّة تتضِح أمامها يبتدىِ ربِنا كده يتعامل معها بقوة وتبتدى تدخُل فِى علاقة قويّة مع الله وكُلّ يوم تبحِث فِى ذاتها ماذا تُقدم للآخر ؟ رُبّما أكون ما عنديش أمور أُقدّمِها لكِن مُمكِن أقدِم كلِمة طيّبة مُمكِن أقدِم مُجاملة بسيطة مُمكِن أقول كلِمة تبنىِ نِفَس مُمكِن أقول كلِمة تعزية مُمكِن أرفع سماّعِة التليفون وأسأل على مريض مُمكِن أقدِم لإِنسان شىء بسيط رُبّما يحتاجه مُمكِن أصنع سلام بين إِثنين كانوا متخاصمين الأعمال الصالِحة مش بس أعمال ماديّة أعمال معنويّة أعمال روحيّة أعمال كثيرة يُمكِن أن يُقدّمِها الإِنسان إِن كان عِنده حُب وإِيمان وإِتضاع وكُلّ ما الإِنسان الإِيمان والحُب والإِتضاع بتوعه يزيدوا كُلّ ما يبحث فِى نِفَسه كيف يصنع ومتى يصنع وأين يصنع ومُمكِن يقدّم لِفُلان ده إيه ولِفُلان ده إيه ولِفُلان ده إيه يكون مملوء أعمال صالِحة كُنت أعرِف رجُل غنىِ جِداً والرجُل ده هاجِر لبلد أُخرى فالرجُل ده مع غِناه إِلاّ إِنّه كان مُحِب جِداً جِداً جِداً فالرجُل ده مهاجِر مِنَ حوالىِ 17 سنة فِى مكوجىِ فِى المنطقة كان تملّىِ يسأل على الرجُل فلّما لقوا إِن سؤاله لا ينقطِع عن الرجُل ده عرِفوا إِن الرجُل الغنىِ قوىِ الّلى فِى أمريكا ده باقىِ على العِشرة بينه وبينه وفِى مُعظم المُناسبات والأعياد يبعت له بس مُجرّد كارت مُعايدة رغم إِن مُمكِن يكون ده مكوجىِ ويعنىِ خلاص وحتى كان زمان يمكِن كان محتاج له لكِن هو هاجِر مش محتاج له ويبعت له ليه كارت المُعايدة ده ورغم إِن مش مِنَ نِفَس ديانته يبعت له ليه كارت المُعايدة ده ده عمل حُب هو عمل بسيط لكِن عمل فيه كرازة عمل فيه حُب عمل بيجعل الإِنسان أعماله تتحدّث عنّه علشان كده يا أحبائى إِن مِنَ الأعمال الصالِحة مؤشِر لأمور كثيرة داخِل النِفَس إِن كانِت النِفَس مملوءة بالصلاح ومملوءة بالإِيمان ومملوءة بالحُب ربِنا هيخلّىِ النِفَس دى تشعُر إِن كُلّ عمل صالِح بتعمِله إِنّما بتعمِله مِنَ أجله وبتعمِله بهِ ولهُ علشان كده يسمح ربِنا للإِنسان الّلى يقدّم أعمال صالحة دى إِن ربِنا يُعطىِ لهُ ويكشِف لهُ إِنّ أعماله دى بتتبعه وأد إيه إِن أعماله دى بتتقدّمه وأد إيه إِن أعماله دى بتكون لها تأثير قوىِ جِداً فِى النِفَس مِنَ أقوى القِصص الّلى فِى الكنيسة قصة قديس إِسمه القديس بُطرُس العابِد مين بُطرُس العابِد ده ؟ يقولِك إِن بُطرُس العابِد ده إِنّه كان رجُل غنىِ جِداً وكان بخيل جِداً وكان لا يرحم الفقير أبداً فأتاه فِى يوم مِنَ الأيام إِنسان فقير يتوسِلّ إِليه أن يُعطيه حتى مِنَ الفُتات بتاع المائِدة بتاعته كان ينتهِره وكان يتعامِل معاه بِقسوة زائِدة وكان يأمُر الخُدّام الّلى عنده والعاملين الّلى عنده إِنّهُم يجوا ويشيلوا الرجُل ده ويرموه برّة فجه فِى مرّة الرجُل الفقير ده إِنّه يطلُب طلب فقعد يشتِمه وينتهِره ويطلُب منّه إِنّه يطلع برّة فالرجُل بقى يتوسِلّ إِليه إِنّه يُعطيه حِتّة خُبزة فيقول إِن الرجُل الغنىِ مِنَ كُتر ما هو منفعِل مِنَ الرجُل ومُتضايق مِنَ وقفته قصاده كان جنبه قُفّة فيها عيش فيقول إِنّه أخذ رغيف وراح ضرب به الرجُل الفقير ده فالرجُل مع فقره وطّى وأخذ الرغيف ده فيقول كده إِنّ الله مِنَ صلاحه ومِنَ محبّتة للبشر الّذى لا يشاء هلاك إِنسان أعطى الله للرجُل الّلى إِسمه بُطرُس ده الرجُل الظالِم القاسىِ أعطاه رؤيّة فِى الليل ورّاها له فِى قوات شر قوات جحيم جاية تأخُذ نِفَسه واخداه لموضِع مُظلِم واخداه لِهلاك واخداه لِمكان مُخيف ومُرعِب وساحبينه كده ناحية اليسار فعمّال يُصرُخ يُصرُخ يُصرُخ فلقى كده ملايكة واقفين بعيد فعمّال يبُصّ لهؤلاء الملايكة يعنى إِزاى إِنتُم سايبينىِ كده لهؤلاء الناس سايبينىِ كده ياخدونىِ ويمشوا بىّ وكُلّ ماده الفجوة عمّالة تتسِع فيقول كده إِنّه لقى ملاك جاى ناحيته علشان ينقذه فبصّ للملاك ده يعنىِ عايز يقول إِيه الّلى جاى لىّ ده ! فلقى الملاك واقِف له وماسِك فِى إِيده حاجة يبُصّ فيها وجدها ده الرغيف الّلى ضرب به الرجُل الفقير قال بس ده أتارىِ الرغيف ده عمل حاجة ومُمكِن يكون مُنقِذ لىّ فِى اليوم الآخير وفاق مِنَ الرؤية بتاعته دى على إِن هو يعمل أعمال صالِحة فِى كُلّ حين وفِى كُلّ أمر وإِبتدأ يبيع مُقتنياته ومُمتلكاته ويقول إِذا كان رغيف جاب لى ملاك أنا أبيع وأبيع وأبيع علشان جيوش ملايكة علشان خاطِر يحاربوا عنّىِ فِى اللحظة الأخيرة علشان كده الكنيسة تقول كده تعّوضهُم عَنَ عطاياهُم بِغُفران خطاياهُم إيه علاقة العطايا بالغُفران ؟ أصل العطايا مش مُمكِن تتعمِل مِنَ غير توبة ومش مُمكِن تتعمِل مِنَ غير إِتضاع ولا حُب ولا إِيمان ولا رجاء فإِن كانت الأعمال دى موجودة يُبقى ربِنا هيعّوضنا عَنَ عطايانا بِغُفران إيه ؟؟ خطايانا يُقال عَنَ القديس بُطرُس العابِد ده إِنّه أخر ما باع كُلّ ما له جال يُبشِّر بالأعمال الصالِحة وقعد يتكلّم عَنَ ربِنا فيقول إنّه فِى مرّة لقى رجُل كده ممسوك مِنَ الشُرطة قالوا له الرجُل ده سارِق وإِحنا واخدينه نسجِنه قالهُم سارِق أد إيه ؟ فقالوا لهُ رقم كبير فقعد يفكّر إزاى ينقِذ الرجُل ده طب ما هو معهوش حاجة ينقِذه بيها قيل عنّه إنّه باع نِفَسه عبداً لِكى ما يفُك بثمن نِفَسه حبس الشخص الآخر علشان كده إِسمه بُطرُس العبد أو بُطرُس العابِد تصِل بالإِنسان إِلى هذهِ الدرجة ؟؟ أيوه تصِل به هذهِ الدرجة علشان كده يا أحبائى ليتنا نكون مملوئين أعمالاً صالِحة ليتنا نبحث فِى داخِلنا عَنَ ماذا يُمكِن أن نُقدّمه لإِخوتنا ليتنا نبحث فِى داخِلنا عَنَ الإِيمان والحُب والإِتضاع الّذى يجعلنا نُقدّم حُب بِلا رياء وعطاء بِلا مُقابِل أرضىِ وإِتضاع مِنَ أجل الله وليس مِنَ أجل الناس ربِنا يدينا ويملأنا مِنَ الأعمال الصالِحة التّى تشهد لينا وتشفع فينا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمِته ولإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
29 نوفمبر 2025
ترقب المسيح
نبوة عن ملاخي النبي يقول عن يسوع أنه مُشتهى الأمم أي أن عيون الكل كانت تترقبه كل نبوات الكتاب المقدس وكل حديث في الكتاب المقدس تدور حول شخص يسوع المسيح من بداية سقوط آدم رأينا أن الله بيصنع ذبيحة لنفسه يريد أن يقول إن ذبيحته هي التي تستر وتُكفِّر عن خطايانا وأصبح لا يوجد أي علاج بشري يستر حتى أقمصة التين لم تسترهم لأنها تذبُل بمجرد حلول الشمس فيرجعوا إلى عُريهم ثانيةً أراد الرب الإله أن يقول لهم إن حلولهم كلها فاشلة وعاجزة عن سترهم والحل في ذبيحته سيعمل ذبيحة لأنها هي الحل الوحيد إنها ذبيحة آتية ستستر الجميع بعد ذلك تكلم عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية وبدأ الكتاب المقدس كله يحدثنا عن نبوات للسيد المسيح ومجيئه لذلك فإن أكثر الأشياء التي شغلت الأنبياء أن يتكلموا عن المسيا والروح تسوقهم حتى لو كانوا لا يُدركون ما يكتبون مثال على ذلك موسى النبي وهو يكتب الآية التي تقول أن نسل المرأة يسحق رأس الحية بالطبع لم يعرف معنى هذه الآية وعندما تحدث عن الذبيحة التي تغفر الخطايا فإنه لم يعرف معنى هذه الآية وما هي الذبيحة وأيضاً وهو يُدوِّن قصة فُلك نوح كان لا يعلم أنها ترمُز إلى شخص المخلص الذي سيُنجي العالم كله من طوفان الخطية لكنه كتب وهو لم يُدرك تتوالى النبوات عن مشتهى الأمم وكلما زاد العالم في شره زاد الترقب لقدوم المخلص ونرى الكتاب المقدس متدرج في روح النبوة ويكشف لنا عن من هو المسيا الذي سيأتي ما من صفة في شخص رب المجد يسوع إلا وتجد لها أكثر من نبوة والعجيب أن اليهود رغم إنهم أتقنوا أسرار الكتاب المقدس إلا إنهم لم يستطيعوا ربط هذا بالمسيا في حين أن كل الصفات مكتوبة كل صفات السيد المسيح وردت في نبوات الكتاب المقدس سيُولد من عذراء إسمه في أي مكان سيُولد ميعاد ميلاده صفاته ( نبي ، قاضي ، ملك ، مُخلص ) أدق تفاصيله لا بداية له ولا نهاية سيُعلِّم بأمثال يصنع معجزات إن تلميذه سيخونه سيُصلب يصير محتقر ومرذول سيُعرى يُسقى خل في عطشه إنه سيقوم من الأموات الصعود إنه سيأتي ثانيةً لهذه الدرجة أرادوا الأنبياء أن يُشيروا إلى ربنا يسوع المسيح ؟! كل هذا ولم يعرفه اليهود كل هذا إلا أنه عذرهم وفتح لهم الباب ثانياً وأراهم نفسه حياً ببراهين كثيرة يوحنا المعمدان عندما أرسل للسيد المسيح تلاميذه ليسألوه هل أنت أم ننتظر آخر ؟ ( مت 11 : 3 ) رغم معرفة ويقين يوحنا المعمدان أنه هو لكنه أراد أن يسمع تلاميذه بآذانهم الكلام فقال الرب يسوع لهم قولوا له العُمي يُبصرون ( مت 11 : 5 ) بدأ كلامه عن العُمي لأن أشعياء النبي تنبأ عنه وقال أنه سيجعل العُمي يُبصرون فمن يُولد من عذراء ووُلِد في بيت لحم وإلخ وأيضاً يجعل العُمي يُبصرون فإنه يكون هو المسيا يأتي الرب يسوع ولكي يؤكد لم يفتح أعين أعمى واحد بل إحدى عشر شخص في أماكن مختلفة مشتهى الأمم الذي عيون الكل تترجاه عندما جاء لم يعرفه أحد رغم محاولته للتأكيد على هذا أشعياء النبي يقول له { ليتكَ تشق السموات وتنزل } ( أش 64 : 1) وأيوب يقول له { ليس بيننا مُصالح يضع يدهُ على كلينا } ( أي 9 : 33 ) الكل يترقب حقق كل النبوات حتى النهاية حتى يقول كل هذه القصة من أجلك إنت حذاري أن تقع في هذا الخطأ لأنه سيُضاعف عشرة مرات إن كان الناس في العهد القديم لم يُصدقوا ما حدث ربما لهم عذر لكن نحن إذا وقعنا في الخطأ أو لم نستفد مما حدث إذاً لمن هو أتى ؟ ماذا فعل ؟ ما دوره ؟ وما دورك ؟
إنه أتى وبارك طبيعتي فيه أتى وأكمل النبوات لم يستريح على الصليب إلا عندما قال " قد أُكمِل " ( يو 19 : 30 ) أي كمُلت كل النبوات أحد الأباء المُفسرين يقول { أن يسوع ظل ينتظر وينتظر حتى تكتمل النبوة ويسقوه خل } .. { في عطشي يسقونني خلاً } ( مز 69 : 21 ){ نكس رأسه وأسلم الروح } ( يو 19 : 30 ) تعطي دلالة على أنه له سلطان على الموت لذلك نكس رأسه أولاً أي استعد ثم أسلم الروح أي أكمل التدبير للنهاية مشتهى الأمم عليه أن يدخل حياتي نحن الذين قيل عنا " نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور "( 1كو 10 : 11 ) حصلنا على كل هذه البركات دون مشقة حتى الأنبياء الذين كتبوا كل هذا لم يعوا ولم يفهموا ما كتبوه لهذا نقول في الصلاة { أن أنبياء وأبرار كثيرين إشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا أما أنتم فطوبى لأعينكم لأنها تُبصر ولآذانكم لأنها تسمع } موسى النبي يرى عُليقة مُشتعلة بالنار ولكن لا يستوعب ولا يعرف أبونا يعقوب يرى سُلم طالع إلى السماء وملائكة صاعدة ونازلة إلا أن هذا المنظر بالنسبة له منظر مُفرح مُعزي ليس أكثر لكن الحقيقة هي أن بالتجسد إنفتحت السماء على الأرض والسُلم هو بطن الست العذراء الذي أعطانا كل البركات أما العُليقة المُشتعلة هي اتحاد اللاهوت بالناسوت فهل فهم ذلك موسى ؟
تخيل أنه قيل عن موسى النبي أنه " أمين في كل بيتي " ( عد 12 : 7 ) أيضاً " فماً إلى فمٍ وعياناً أتكلم معه " ( عد 12 : 8 ) كان يُكلم الله كما يُكلم صاحبه إلا أننا الأن فهمنا أكثر منه الشعب اليهودي وهو يذبح خروف الفصح كانوا يعلمون أنه هو المسيح ؟ بالطبع لم يعرفوا أن المسيح دخل أورشليم وهم يُدخلون الخرفان أيضاً لهذا يقول بولس الرسول { فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبِحَ لأجلنا } ( 1كو 5 : 7 ) هذا هو الفصح الحقيقي الذي أعطى كفارة هو الذي أعطى الفداء من هنا نقول أن هذه هي البركات التي آلت إلينا النِعم التي حصلنا عليها بالتجسد الإلهي الذي جعلنا نرى كل الأسرار كحقائق وجعلنا نتمتع بكل النبوات ليست مجرد نبوة بل بركة من هنا نحن نسعد ونحن نقرأ الكتاب المقدس بكل نبواته التي عرفناها بل عشناها ربنا يعطينا في هذه الأيام المقدسة أن نحيا حياة التجسد الإلهي ونشعر بقيمة العطية ويفتح لنا كنوز أسرار الكتاب لكي نتمتع بوجوده في حياتنا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
22 نوفمبر 2025
علمنى أن أصنع مشيئتك
فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل رُوميَة يِقُول ﴿ لِتَخْتَبِرُوا مَا هيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ ﴾
( رو 12 : 2 ) إِنَّهُ أمر مُهِمْ فِي حَيَاتْنَا أنْ نَسْلُك حَسَبْ إِرَادِة الله مُعَلِّمْنَا دَاوُد النَّبِي يِقُول لِرَبِّنَا " عَلِّمْنِي أنْ أصْنَعْ مَشِيئَتَك "﴿ عَلِّمْنِي سُبُلَك ﴾ ( مز 25 : 4 ) " إِهْدِينِي إِلَى طُرُقَك "" بِمَشُورَتَك إِهْدِينِي " جَمِيلٌ أنْ يَشْعُر الإِنْسَان أنَّهُ يَسْلُك حَسَبْ إِرَادِة الله فِي حَيَاتُه فِي قَرَارَتُه فِي عَمَلِيَاتُه فِي إِجْتِمَاعِيَاتُه فِي حَيَاتُه الرُّوحِيَّة فِي حَيَاتُه العَمَلِيَّة هُنَاك ثَلاَث أنْوَاع مِنْ الإِرَادَات :-
1- إِرَادِة الإِنْسَان:-
فَالإِنْسَان لَهُ مُيُول رَغَبَات هَوَى مَزَاج أحْيَاناً يَتْرُك الإِنْسَان نَفْسُه لِفِكْرُه وَهَوَاه دُونَ مُرَاعَاة لِشِئ أي يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه إِنَّهُ أمر خَطِير أنْ يُتْرَك الإِنْسَان أنْ يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه وَاحِدٌ إِشْتَرَى فِيلاَّ وَاحِدٌ ضَايِقْنِي أنْتِقِمْ مِنُّه مُنْدَفِعْ فِي كُلَّ شِئ لاَ يَعْرِفْ أنْ يُوقِفْ نَفْسُه فَبَطِيعْ مَشُورِة نَفْسِي مِنْ غِير مَا أعْرَفْ إِذَا كَانِتْ صَحٌ أم خَطَأ فَيَكُون لَيْسَ لَهُ سُلْطَان عَلَى نَفْسُه فَيَسْلُك حَسَبْ شَهَوَاتُه حَسَبْ غَرِيزْتُه حَسَبْ حُبُّه لِلعَالَمْ الكَنِيسَة تُحَذِّرْنَا وَتَطْلُبْ مِنَّا أنْ نَطْلُب المَشُورَة وَتَقُول فِي صَلَوَاتْهَا ﴿ لاَ تَتْرُكَنِي وَمَشُورِة نَفْسِي ﴾ ( جُزْء مِنْ طَلَبْ مَشُورِة الله قَبْل الشُّرُوع فِي عَمَل ) كَانْ فِي تِلْمِيذ لِبُولِس إِسْمُه دِيمَاس يِقُول عَنُّه إِنُّه كَانْ نَافِعْ لِلخِدْمَة لكِنْ تَرَك نَفْسُه لِلعَالَمْ وَلِفِكْرُه فَيِقُول عَنُّه ﴿ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ ﴾ ( 2تي 4 : 10) أحَدٌ الأبَاء الأسَاقِفَة سَألَهُ وَلَدٌ فِي ثَانَوِي " تِنْصَحْنِي أدْخُل كُلِيِّة إِيه عَلَشَان أهَاجِر أُسْتُرَالْيَا " ؟ فَقَالَ لَهُ " مَنْ قَالَ لَك أنَّكَ هَتْهَاجِر " ؟!! فَقَالَ لَهُ " لأ لاَزِم أهَاجِر " فَقَالَ لَهُ " قُول يَارَبَّ لِتَكُنْ إِرَادْتَك "هُوَ بِيِرْسِمْ لِنَفْسُه يُدْخُل كُلِيَّة عَلَشَان يِهَاجِر فَهُوَ إِنْسَان يَسْلُك حَسَبْ فِكْرُه دُونَ أنْ يَضَعْ الأمر أمَام الله أوْ يَعْرِضُه عَلَى الله إِنَّهُ أمر خَطِير عَلَى الإِنْسَان مِثْل الشَّاب الغَنِي الَّذِي قَالَ أهْدِم مَخَازِنِي وَأبْنِي أعْظَمْ مِنْهَا وَكُلِي يَا نَفْسِي وَاشْرَبِي لكِنْ رَبِّنَا يِقُول نَفْسَك تُؤخَذ مِنْكَ فَخَزَائِنَك لِمَنْ تَكُون ( لو 12 : 16 – 20 ) ؟ فَيِخَلِّي الإِنْسَان فِكْرُه إِله لُه فَيَتْبَعْ فِكْرُه فَقَطْ وَهذَا أمر خَطِير بِنْت لَهَا إِشْتِيَاقَات لِلرَّهْبَنَة قَالِتْ لأِمِنَا فِي الدِير " أنَا لَوْ مَا إِتْرَهْبِنْتِش أنَا هَمَوِت نَفْسِي " طَبْعاً هذَا الكَلاَم خَاطِئ أنَا بِنْت لِيَّ رَغْبَة أكِيدَة فِي الرَّهْبَنَة أنَا عِنْدِي إِشْتِيَاقَات لِلرَّهْبَنَة أُرِيد أنْ أُعْطِي حَيَاتِي كُلَّهَا لِرَبِّنَا أقُول لِتَكُنْ إِرَادْتَك .. هُنَاك خُطُورَة فِي الفِكْر الشَّخْصِي هُنَاك خُطُورَة فِي مَنْ يَتْبَعْ إِرَادْتُه الشَّخْصِيَّة هُنَاك خُطُورَة فِي إِنِّي أرَتِبْ لِلحَاجَة وَأدَبَّر لَهَا وَلاَزِم هَا أخُدْهَا دَاوُد النَّبِي لَمَا رَأى زَوْجِة أُورِيَّا الحِثِّي جَلَس يِدَبَّر وَيُخَطِّط وَيِرْسِمْ مِنْ أجْل أنْ يَتَزَوَجْهَا وَبَعْد كِدَه يِبْعَتْ لِزَوْجِهَا وَيُرْسِلُه لِلبِيت ثُمَّ يُرْسِلُه لِلجِيش وَيِدَبَّر لِكَيْ يَقْتِلُه ( 2صم 11 : 6 – 24 ) كُلَّ دَه تَمْ مِنْ تَدْبِيرُه الشَّخْصِي أي يَسْلُك الإِنْسَان بِفِكْرُه الشَّخْصِي دُونَ الخُضُوع لإِرَادِة الله الهِجْرَة إِلَى الخَارِج هُنَاك أوْلاَد كَثِيرِين نِفْسُهُمْ يِسَافْرُوا إِلَى الخَارِج فَالحَيَاة هِنَاك مِش سَهْلَة وَهُنَاك تَضْحِيَات كَثِيرَة مِنْ أجْل السَفَر وَاحِدٌ جِه يِقُولِّي " يا بُونَا صَدِيقٌ عُمْرِي هَاجِر لأمْرِيكَا فَأنَا عَاتِبْت رَبِّنَا إِزَّاي صَدِيقٌ عُمْرِي يِسَافِر وَيِهَاجِر وَأنَا لأ ؟ وَأحْوَالُه أصْبَحِت أفْضَل مِنِّي بِكَثِير وَعَشَان يَاخُد أوْرَاقُه تَزَوَج مِنْ إِمْرَأة أمْرِيكِيَّة فَتَحَوَلِتْ حَيَاتُه إِلَى جَحِيم فَعَمَلِتْ لُه قَضِيَّة وَطَلَّقِتُه وَأخَذِت مِنْهُ نِصْف أمْلاَكُه وَطُرِدٌ مِنْ الوِلاَيَة الَّتِي هِيَ فِيهَا وَمِنْ يَأسُه إِنْتَحَر " فَهُوَ بِيقُول " أنَا دِلْوَقْتِي بَسْ عِرِفْت إِرَادِة رَبِّنَا لِيَّ فِي إِنِّي أفْضَل هِنَا " فَالَّذِي يِتْعَبْ هُوَ أنَا فَالقَرَار هُوَ مِنْ فِكْرُه وَبَسْ وَيِلَبِّي رَغَبَات نَفْسُه وَبَسْ وَلكِنْ يَجِبْ أنْ أستَشِير رَبِّنَا فِي كُلَّ مَا أعْمَلُه فَالسُلُوك حَسَبْ إِرَادِة الله فَهُنَاك خُطُورَة عَلَى السُلُوك حَسَبْ إِرَادِة الإِنْسَان فَيُصَلِّي الإِنْسَان وَيِقُول لاَ تَتْرُكْنِي لِرَغَبَاتِي لآِمَالِي لِطُمُوحَاتِي كُلَّ دَه بَضَعُه فِي إِيدِيك رَبِّنَا لاَ يَلْغِي فِكْرِنَا وَلاَ حُرِّيتْنَا وَلاَ إِرَادِتْنَا فَرَبِّنَا يَشْتَاقٌ أنْ يُنَمِّينَا هُوَ عَايِز وَيُرِيد أنْ يُلَبِّي رَغَبَاتْنَا وَلكِنْ نَخْضَعْ لِخِطِّتُه هُوَ لِينَا مَا أجْمَل صَلاَة ﴿ أُقَدِّمُ لَك يَا سَيِّدِي ﴾ ( مَا يَقُولُه الكَاهِن قَبْل جُزْء * لأِنَّكَ فِي الَّلَيْلَة * ) فَأقُول أنَا سَلِّمْتَك حُرِّيِة نَفْسِي أنَا سَلِّمْتَك قَرَارَاتِي أنَا سَلِّمْتَك تَدَابِيرِي لاَ تَتْرُكْنِي لِمَشُورِة نَفْسِي تِحْمِينِي إِنْتَ مِنْ رَغَبَاتِي الشَّخْصِيَّةأخْضَعْ فِكْرِي لِفِكْرَك أخْضَعْ مَشِيئْتِي لِمَشِيئْتَك فَلاَبُدْ أنْ يَكُون فِكْرِي تَابِعْ لِفِكْرَك بُولِس الرَّسُول يِقُول ﴿ أَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ ﴾ ( غل 2 : 20 ) الْمَسِيح يَمْلُك عَلَى الإِنْسَان فِي قَرَارُه فِي عَقْلُه فِي كَيَانُه لَمَّا الإِنْسَان يُشْعُر بِهذِهِ المِلْكِيَّة يُقَدِّم لُه نَفْسُه فَيَقُول أنَا لِمَوْلاَي فَصَارَ هُوَ سَيِّدِي مَوْلاَي فَأنَا أُقَدِّم لَهُ نَفْسِي وَأنَا رَاضِي مِشْ مِضَايِقٌ أشْعُر إِنِّي مِلْكُه فَهُوَ فَدَانِي فَهُوَ إِشْتَرَانِي بِدَمُه الغَالِي الثَّمِين أحَدٌ القِدِّيسِينْ يِقُول ﴿ أنْتَ عَبْد لِمَوْلاَك فَلاَ تُرْضِي غِيرُه وَلاَ تَفْعَل مَشِيئِة غِيرُه ﴾ جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان لاَ يَسِير حَسَبْ فِكْرُه هَلْ حَيَاتَك كُلَّهَا تَسِير حَسَبْ فِكْرَك أم فِكْر الله ؟ هَلْ فِي حَيَاتَك هَلْ فِي تَعَامُلاَتَك مَعَ النَّاس فِي شُغْلَك فِي أمر إِرْتِبَاط هَلْ تَسِير حَسَبْ فِكْرَك أم فِكْر الله ؟ جَمِيلٌ إِنْ الإِنْسَان لاَ يُسَلِّم نَفْسُه لِفِكْرُه فَقَطْ فَالإِرَادَة الشَّخْصِيَّة تِتْعِبْ الإِنْسَان وَالتَّشَبُث بِهَا وَالتَّمَسُّك بِهَا يُشْعِر الإِنْسَان بِشِئ مِنْ الخَطَر فِي حَيَاتُه الأبَاء القِدِّيسِينْ يِقُولُوا ﴿ لاَ تَعْمَل عَمَلاً لاَ يَكُون لَك فِيه شَاهِد مِنْ الكِتَاب المُقَدَّس ﴾صَلِّي قَبْل عَمَل أي شِئ وَلاَ تَأمُر وَلكِنْ تَطْلُبْ أحَدٌ الأبَاء القِدِّيسِينْ يِقُول ﴿ فِي الكَثِير مِنْ الأحْيَان نَأمُر رَبِّنَا وَنُسَمِّيهَا صَلاَة ﴾ وَاحِدٌ صَلَّى لِرَبِّنَا وَلكِنُّه أعْطَى أوَامِر لله وَيَقُول إِنُّه صَلَّى إِحْنَا لاَ نُرِيد أنْ نُوَظَفْ رَبِّنَا بَلْ هُوَ الَّذِي يُوَظَفْنَا إِحْنَا لاَ نُرِيد أنْ نَقُودُه بَلْ هُوَ الَّذِي يَقُودْنَا .
2- إِرَادِة النَّاس:-
أي الإِنْسَان يَسِير حَسَبْ إِرَادِة الَّذِينَ حَوْلُه حَتَّى لاَ يَسْلُك بِإِرَادَة مِنُّه أوْ مِنْ الله فَنِعْمِل حَاجَات لَسْنَا مُقْتَنِعِينْ بِهَا فَنَقُول النَّاس تُرِيد ذلِك فَنَكُون مُجرَّدٌ آلَة تَسِير بِالعَافْيَة وَأحْيَاناً شُيُوع الخَطَأ يُعْطِي تَصْرِيحاً فَمَثَلاً النَّاس تَأكُل شِئ نَأكُل زَيُّهُمْ نَاس تِتْكَلِّمْ فِي كَلاَم نِتْكَلِّمْ زَيُّهُمْ نَاس تِلْبِس لِبْس نِلْبِس زَيُّهُمْ هذَا سُلُوك خَطِير وَهذَا يَرْجَعْ إِلَى ضَعْفَك مُجَامَلَة مِنَّك آخَاب المَلِك إِشْتَهَى حَقْل نَابُوت اليَزْرَعِيلِيِّ فَقَالَتْ لَهُ إِيزَابِل خُذُه وَمَوِّت نَابُوت فَلَمْ يَرْضَى فَسِمِعْ بِمَشُورِة إِيزَابِل وَأخَذَ الحَقْل وَانْبَسَطْ ( 1مل 21 : 1 – 16) فَهَلْ هُوَ سَلَك حَسَبْ عَقْلُه أم سِمِعْ كَلاَم إِمْرَأتُه ؟ سِمِعْ كَلاَم النَّاس بِيلاَطُس البُّنْطِي فِي وَقْت صَلْب الْمَسِيح إِمْرَأتُه حَذَّرِتُه وَقَالَتْ لَهُ تَألَّمْت كَثِيراً فِي حُلْم مِنْ أجْل هذَا البَّار ( مت 27 : 19)وَهُوَ نَفْسُه جَاءَ بِمَاء وَغَسَل يَدِيه وَقَالَ إِنِّي بَرِئ مِنْ دَم هذَا البَّار فَهُوَ كَانَ لَيْسَ مُقْتَنِعْ بِصَلْب يَسُوع وَلكِنْ لِلأَسَفْ خَضَعْ لِلضُّغُوط مِنْ الَّذِينَ حَوْلُه مِنْ اليَهُود فَأحْيَاناً نَحْنُ نَخْضَعْ وَلكِنْ أيْنَ إِرَادِتْنَا ؟ أيْنَ إِرَادَتْك يَا آخَاب ؟ أيْنَ إِرَادَتْك يَا بِيلاَطُس ؟ اليَهُود إِجْتَمَعُوا وَقَالُوا﴿ دَمَهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا ﴾ ( مت 27 : 25 ) رَأي النَّاس يِهِز الإِنْسَان فَصَعْب عَلَى الإِنْسَان أنْ يَعِيش حَسَبْ رَأي النَّاس يَعْقُوب لَمَّا جَاءَ يَأخُذ البَرَكَة مِنْ أبِيهِ إِسْحَق فَصَنَعَ مَشُورَة أُمُّه رِفْقَة وَهُوَ كَانْ غِير مُقْتَنِعْ بِذلِك وَالنَّتِيجَة كَانِتْ العَدَاوَة بَيْنَ يَعْقُوب وَعِيسُو وَهُرُوب يَعْقُوب إِلَى خَالُه لاَبَان وَالذُّل هُنَاك ( تك 27 : 1 – 29 ) وَالأسَاس إِنُّه تَرَك مَشُورِة الله وَسَلَك حَسَبْ مَشُورِة النَّاس فَهُوَ لَمْ يَسْلُك حَسَبْ مَشُورِة الله أبُونَا إِبْرَاهِيم مُقْتَنِعْ أنَّ سَارَة زَوْجَتُه وَأنَّ مِنْهَا سَيَأتِي نَسْلُه وَأنَّهُ أخَذَ الوَعْد مِنْ رَبِّنَا بِالأوْلاَدٌ وَلكِنْ سَارَة إِخْتَرَعِتْ لُه إِخْتِرَاع قَالِت لُه خُذْ هَاجِر جَارِيَتِي زَوْجَةً لَك وَبِالفِعْل خَضَعْ أبُونَا إِبْرَاهِيم لِمَشُورِتْهَا وَتَزَوَجْهَا وَأنْجَبْ إِسْمَاعِيل بَعْدَ ذلِك سَارَة نَفْسَهَا غَضَبِتْ وَزَعَلِتْ مِنْ إِبْرَاهِيم وَقَالَتْ لَهُ ظُلْمِي عَلِيك( تك 16 : 5 ) فَهُوَ خَضَعْ لِسَارَة فَهُوَ عَمَل الغَلَط أحْيَاناً نِعْمِل الخَطَأ وَنِكُون غِير مُقْتَنِعِينْ وَالصَّح أنْ نَثِقٌ فِي أنَّ الله حَيُعْطِينَا فِي الوَقْت وَالزَّمَنْ المُنَاسِبْ قَالَتْ لَهُ نَفْسِي مُرَّة أُدْخُل إِلَى جَارِيَتِي وَبَعْد أنْ أنْجَبِتْ هَاجِر إِسْمَاعِيل صَغُرَت سَيِّدَتْهَا فِي عَيْنَيْهَا فَحَدَثَ صِرَاع وَاشْتَكِت سَارَة لإِبْرَاهِيم كُلَّ ذلِك ضُغُوط فَهُنَاك تَيَارَات وَضُغُوط أحْيَاناً بِإِسْم المُجْتَمَع التَّأثِير الخَارِجِي النَّاس كُلَّهَا بِتِعْمِل كِدَه النَّاس كُلَّهَا مَاشْيَة كِدَه فَالإِنْسَان يَسِير وَيَتَصَرَّفْ فِي سُلُوكِيَات هُوَ غِير رَاضِي عَنْهَا تَمَاماً لأِنَّ النَّاس بِتِعْمِل كِدَه زَي الفَرَح إِتْعَمَل بِشَكْل مُعَيَّنْ أنَا أعْمِل زَيُّه وَأحْسَنْ مِنُّه وَلكِنْ الإِمْكَانِيَات لاَ تَسْمَح وَلكِنِّي سَأعْمِل أي أسْلُك حَسَبْ آرَاء النَّاس القِدِيس أُوغُسْطِينُوس يَقُول فِي كِتَاب الإِعْتِرَافَات ﴿ لِي خَطَايَا كَثِيرَة لَسْتُ مُوَافِقٌ عَلَيْهَا لكِنْ كُنْت بَقَلِّدٌ أصْحَابِي فَقَطْ ﴾ فَهُوَ سُلُوك حَسَبْ إِرَادِة النَّاس فَالقِدِيس أُوغُسْطِينُوس كَانْ إِبْن عِز وَكَانْ عِنْدُه شَجَر كِتِير فَكَانْ يِمُر عَلَى شَجَر مَعَ أصْحَابُه – شَجَر مَانْجَو جَوَافَة تُفَّاح – فَكَانْ يِسْرَق مِنُّه وَلأِنْ كَانْ عِنْدُه ثِمَار أحْسَنْ مِنْهَا فَكَانْ لاَ يَأكُلْهَا وَأحْيَاناً كَثِيرَة كَانَ يَرْمِيهَا فِي الأرْض أوْ يُعْطِيهَا لِلحَيَوَانَات وَلكِنُّه كَانَ يَسْرَق لأِنُّه كَانَ يُرِيد أنْ يَكُون مِثْلُهُمْ بَلْ إِنُّه أحْسَنْ مِنْهُمْ أيْضاً ( فِي الشَّر ) يُوسِف الصِّدِّيق تَعَرَّض إِلَى ضُغُوط كَثِيرَة وَإِمْرَأة فُوطِيفَار لَمْ تَلِح عَلِيه مَرَّة وَاحِدَة وَلكِنْ كَانْ أكْتَر مِنْ مَرَّة ( تك 39 : 7 – 10) فَقَدْ كَانَ فِي عَذَاب فَهُوَ كَانْ لِوَحْدُه وَلكِنْ كَانِتْ فِيه قُوَّة أنْ يَقِفْ أمَامْهَا وَلَمْ يَخْضَعْ لِتَيَار قُوَّتِهَا فَهُوَ قَاوَم الضُّغُوط الخَارِجِيَّة حَتَّى لَوْ كَانِتْ مِنْ الشِّرِّير فَهُوَ تَمَسَّك بِمَشُورِة الله وَرَفَض دَانِيَال فِي أرْضٍ غَرِيبَة قَالْ فِي نَفْسُه وَوَضَعْ فِي قَلْبُه ألاَّ يَتَنَجَّس بِأطَايِب المَلِك وَألاَّ يَشْرَب خَمْرٌ وَألاَّ يَأكُل مِنْ مَائِدَة المَلِك ( دا 1 : 8 )وَذلِك لِيُظْهِر القَنَاعَة فِي دَاخِلُه أي القَنَاعَة الدَّاخِلِيَّة سُلَيْمَان الحَكِيم المَمْلُوء حِكْمَة أعْطَاه الرَّبَّ قَلْباً فَهِيماً وَلكِنْ النِّسَاء الغَرِيبَات أمَلْنَ قَلْبَهُ إِلَى عِبَادِة آلِهَة غَرِيبَة وَكَانَ يَذْبَح وَيُوقِد فِي المُرْتَفَعَات ( 1مل 3 : 3 ؛ 11 : 4 ) فَيَجِبْ أنْ تَكُون بِدَاخِلْنَا رُوح تَقُول لاَ وَألاَّ نَصِل لِدَرَجِة أنَّ كُلَّ شِئ خَاطِئ أشْعِيَاء النَّبِي يَقُول ﴿ يَا شَعْبِي مُرْشِدُوكَ مُضِلُّونَ ﴾ ( أش 3 : 12) الكِتَاب المُقَدَّس يَحْكِي عَنْ المَشُورَات الخَاطِئَة مِثْل الغَالِبِيَّة كَانُوا مُوَافِقِينْ عَلَى بِيع يُوسِف وَلكِنْ أحَدْهُم رَفَض وَلكِنْ الغَالِبِيَّة غَلَبِتْ ( تك 37 : 18 – 29 ) فَأُنْظُر أنْتَ مَاذَا تُرِيد ؟ أُنْظُر أنْتَ إِلَى مَا تَقُولُه الوَصِيَّة أُنْظُر أنْتَ إِلَى رَبِّنَا بِيقُولَّك إِيه فِي سِفْر أعْمَال الرُّسُلٌ يِقُول إِنْ اليَهُود وَالرُّومَان كَانُوا يُرِيدُون أنْ يَقْضُوا عَلَى حَرَكِة يَسُوع فَكَانُوا يَضْرَبُون الرُّسُلٌ وَيُعَذِّبُوهُمْ وَيُحَاكِمُونَهُمْ وَلكِنْ ظَهَرَ بَيْنَهُمْ فِي المَجْمَع اليَهُودِي رَجُل إِسْمُه غَمَالاَئِيل وَهُوَ رَجُل حَكِيم فَقَالَ لَهُمْ أُتْرُكُوهُمْ لِمَاذَا أنْتُمْ مُتَضَايِقِينَ مِنْهُمْ ؟ فَلَوْ كَانَ هذَا الأمر مِنْ رَبِّنَا حَيَسْتَمِر وَلَوْ كَانَ هذَا الأمر مِنْ النَّاس حَيَاخُد وَقْت وَيِنْتِهِي فَلاَ تُقَاوِمُوا الله أيْضاً ( أع 5 : 34 – 40 ) جَمِيلٌ الإِنْسَان أنْ يَسْلُك حَسَبْ مَشِيئَة الله أنْ يَسْلُك دُونَ النَّظَر مَاذَا يَقُول النَّاس عَنْهُ أوْ يَسْلُك لِمُجَرَّدٌ أنْ يُرْضِي النَّاس فَالسَيِّد الْمَسِيح يَقُول ﴿ وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً ﴾ ( لو 6 : 26 ) ﴿ لَوْ كُنْتُمْ مِنَ الْعَالَمِ لَكَانَ الْعَالَمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ ﴾ ( يو 15 : 19) العَالَمْ حَيُبْغِضَكُمْ فيَجِبْ أنْ نَسْلُك السُلُوك الدَقِيقٌ مُرَاجَعِة الأفْكَار إِمْتَحِنُوا الأرْوَاح( 1يو 4 : 1) لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوح ( 1يو 4 : 1) القِدِيس بُولِس الرَّسُول فِي رِسَالْتُه إِلَى أهْل غَلاَطْيَة يِقُول لُهُمْ ﴿ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءَ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا ﴾ ( غل 1 : 8 ) فَهُوَ يَمْنَعْنَا مِنْ تَأثِير الآرَاء الخَاطِئَة لَوْ كَانَ هذَا الرَأي لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح الوَصِيَّة أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ رُوح الله الّذِي فِي دَاخِلِي أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ شَخْص رَبَّنَا يَسُوع أوْ لاَ يَتَفِقٌ مَعَ تَعَالِيمْ الأبَاء فَلَيْسَ بِمُجَرَّدٌ مَا يَقُول لِي أحَدٌ شِئ أنَفِذُه فَيَجِبْ أنْ لاَ نَسِير حَسَبْ كَلاَم النَّاس أوْ كَلاَم المُجْتَمَع لأِنَّ لَنَا سُلُوك آخَر سُلُوك حَسَبْ الرُّوح حَسَبْ مَشِيئَة الله فَنَقُول مَعَ دَاوُد ﴿ عَرِّفْنِي الطَّرِيقَ الَّتِي أَسْلُكُ فِيهَا ﴾ ( مز 143 : 8 ) رَبِّنَا يِرْشِدْنَا أنْ نَسْلُك حَسَبْ إِرَادَتَهُ وَلاَ نَسْلُك حَسَبْ فِكْرِنَا أوْ حَسَبْ فِكْر النَّاس رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه وَلِرَبِّنَا المَجْد مِنْ الأنْ وَإِلَى الأبَد أمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد