القمص: انطونيوس فهمى

Large image

ولد إدوار فهمى جوارجيوس إبراهيم بمدينة الأسكندرية عام 7/12/1962 وتخرج من كليه الصيدلة جامعة الاسكندرية عام 1988وأدى الخدمة العسكرية كضابط لمدة ثلاث سنوات ورشم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يوم الجمعة الموافق السابع من شهر نوفمبر عام 7/11/1996 بإسم أنطونيوس فهمى على مذبح الله بكنيسة القديسين العظيمين مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك. وتم ترقية القس أنطونيوس فهمى فى يوم تدشين الكنيسة يوم 15/2/2021 بيد صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال118 الى رتبة القمصية.

المقالات (244)

17 مايو 2025

من ظهورات السيد المسيح بعد القيامة

سفر الاعمال " واراهم نفسه حياً براهين كثيرة " ظهر السيد المسيح لفرد ( بطرس ، يعقوب ، يوحنا ) ولفردين ( تلميذى عمواس ، المريمتان ) وظهر لعشر تلاميذ من غير توما وظهر 3 مرات ( فى الجليل – فى العلية – قبل الصعود على جبل الزيتون ) ل 11 . ومره آخرى ظهر ل7 فى بحر طبرية ومره ظهر لاكثر من 500 أخ فظهورات المسيح لها دروس كثيره اولاً اثبات حقيقة قيامته :- فكان الناس يشكون فى حقيقة القيامة اذ يقول تلميذى عمواس ان النسوه حيرونا اذ قالوا انه قام " بيقولوا انه قام " فيفتكروا انه خيال انه معجزة ، انه نور فلذلك كان يجب على السيد المسيح ان يظهر ليؤكد حقيقة القيامة فينزع الشك من التلاميذ . ثانياً قبوله للتوبة وضعف التلاميذ :- لان شعور التلاميذ بأن كان المسيح قام فيخجلوا منه فماذا يقولوا له ، نحن الذين سلمناك لليهود ، نحن الذين هربنا منك فبظهور المسيح يؤكد انكم ماذلتم اولادى وانتم الكنيسة وانتم الرجاء وانتم الكرازة وانتم تصيرون كارزين بالملكوت فمثلاً بطرس خجول من انكاره للمسيح ولكن قال المسيح اذهبوا للجليل هناك ترونى ويقول لبطرس حتى لا يشعر بطرس بانه مرفوض من انكاره ولكن المسيح له دعوة خاصه له فجميل من ظهورات السيد المسيح فكان محب ومتأنى ومترفق ، لم يوبخ ولم ينتهر فعندما ظهر السيد المسيح لبطرس قال له عندى كلمة اقولها لك : يا سمعان ابن يونا هل تحبنى ؟ فقال له انت تعلم انى احبك فقال له ارعى غنمى وكرر المسيح نفس السؤال مرتين آخريتين ولكن فى الثالثة حزن بطرس وكأن المسيح يريد ان يعوض الانكار بالحب ان اقابل النكران بالمحبة حيث قال بطرس انت تعلم كل شئ ، انت تعلم انى احبك وكأن المسيح يقول لنا على الرغم من خارجكم خطايا ولكن اعلم من ان اعماقكم تحبنى وان كانت اعماقكم تحبنى فراعوا خرافى فانا متأكد ان اعماقكم تباركنى على الرغم من بعض التصرفات التى تهيننى وانا اهتم بما فى الاعماق فانا اقبل التلاميذ بضعفاتهم . ثالثاً يريد ان يعلم حقيقة جسد القيامة :- فسابقاً حينما اقام لعازر من الموت بجسده العارى يأكل ويشرب وهكذا ابن ارمله نايين ، ولكن المسيح قام بجسد نورانى سماوى ممجد فكان يريد ان يقول لهم ان قيامتى فريده من نوعها لم تروها من قبل حيث ان ميت مات من قبل وقام تأتى فتره ثم يموت مثل العازر عاش ثم مات ، ولكن المسيح مات وعاش الى الابد فحقيقة جسد القيامة انه جسد نورانى لا يخضع لسلطان الجسد وغير خاضع لسلطان الموت فيدخل على التلاميذ والابواب مغلقة ويخرج من القبر والحجر موضوع ويقول هذا ما يحدث عندما تموتون ولكن ممكن ان يقول التلاميذ انك لست المسيح انك نور لانك دخلت علينا والابواب مغلقة ! فيقول لهم هل عندكم أكل او مثلاً شخص مثل توما يقول له ضع يدك فى جنبى وآراه اماكن الجراحات وكأن السيد المسيح يريد ان يؤكد انه عنده جسد ولكن جسده ممجد سماوى غير قابل للموت عندما ظهر السيد المسيح ل7 تلاميذ فى بحر طبرية قال يوحنا هوذا الرب فالقلوب التى لها محبة ربنا تراه بسهولة فأستغرب التلاميذ لان المسيح كان بعيداً وللصدفه كانت رحلة الصيد فاشلة ولكن ظهر المسيح ليقول لهم ان النجاح منى انا والبركة منى انا واوعى تفتكر انك تستطيع العيش من غيرى فالسيد المسيح أخذ التلاميذ فى بداية كرازته وهم فى ملل وفى فشل ولكن رجع ثانيا بعد القيامة اذا رجعوا ثانياً الى نفس المستوى فاذا لاحظنا ان رحلة الصيد بعد القيامة عدوا السمك وكانوا 153 سمكه فمن الغريب ان يعدوا السمك فلماذا لم يوزنوه فالصيد الذى بعد القيامة له معنى أبدى فرحله الصيد فى المره الاولى حيث كانت الشباك تتخرم من كثره السمك له معنى زمنى ذلك ان فى ناس الان عايشه مع ربنا كثير هؤلاء الذين كانوا فى السفينة الاولى التى كانت تغرق من كثره العدد ولكن بعد ذلك الابدى هذا سيكون الصاعدين للسما سوف يكون عددهم محدود الذين سيشتركون فى مجد القيامة هؤلاء قليلين ففى السماء سيكون الواحد بكرامه لانه ارضى الله بأعماله الصالحه . رابعاً اهتمامه بالفرد :- فاهتم ببطرس بمفرده وكذلك مريم المجدلية وغيرهم فالمسيح لا يريد ان الذى يبشر بالقيامة يقول ان اصحابى قالوا لى انه قام بل يقول انا شفت فلا يوجد واحد يلتمس ايمانه بالاخر ونحن يجب علينا ان نقول قمنا وعندما يقول الناس كيف نقول عند تعمدنا 3 مرات دفنا وعندما خرجنا من المعمودية قمنا اشارة ان المسيح فى القبر ثلاثة ايام ثم قام فلذلك نقول انا اتعمدت وانا اتوب وانا اتناول جسد المسيح فيدخل فيا وينقلنى من الموت واحيا معه وبذلك اكون عاينت قيامته . فالكنيسة جعلتنا نتلامس ونعيش القيامة عندما ظهر المسيح ل500 أخ تخيل ماذا سيحدث بعد ذلك يخرج هؤلاء ويبشرون اخوتهم واصحابهم واقربائهم فتخيل سيبلغون كم واحد ! ولذلك فكره القيامة انتقلت لمجموعة كبيرة جداً فى وقت بسيط جدا ولذلك فان كلمه المسيح قام تعلن عن ايمان كل شخص لان المسيح بالحقيقة قام فهذا ايماننا وايمان كنيستنا يقول معلمنا بولس الرسول انه عندما ظهر المسيح لبطرس وليعقوب ول500 اخ ظهر لى ايضاَ انا اصغر جميع الرسل ونحن الان كل يوم نتناول فيه او نتوب فيه او نرتقى فيه لاعلى نحن نقوم لان هذه هى القيامة فظهورات المسيح ليست مجرد استعراض ولكن لها هدف عميق فهى اهداف للتوبة والخلاص وفى النهاية يريد الجميع يكرزوا بقيامة المسيح ونحن نقول فى الكنيسة "آمين آمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك الى السماء نعترف " ونلاحظ ان اوقات ظهور المسيح فى اوقات مختلفة مره عند الفجر ومره عند الغروب ووقت فى المساء والليل فلماذا؟ وكأن المسيح يقول انا معكم فى كل الايام انا معكم فى كل الاوقات وحتى كل احوالك فى وقت الخوف وضعف الايمان والشك ولكن نتسائل عندما كان يظهر السيد المسيح ماذا كان يقول للتلاميذ ؟ كان يكلمهم عن الامور المختصه بملكوت الله فالتلاميذ رأوا معجزاته وقيامته وموته وكل الاشياء الاخرى ولا ينقصهم شئ الا الامور المختصه عن ملكوت الله لانهم يبشرون فكانوا التلاميذ يسمعون وهم منتبهين وبعد ذلك شهدوا للمسيح فى كل العالم وكانوا شجعان ولم يرجعوا مثلا لحرفه الصيد لان اهم شئ ان يكونوا مع المسيح تقول مثلا هل التلاميذ لا يخافون من الموت او من السجن من التعذيب يقول لا طبعاً لانى مع المسيح فتحول التلاميذ الى جماعة شهداء تحولوا الى جماعه فتنت المسكونة وتغيرت طبيعه الجبن وطبائعهم لانهم التمسوا القيامة نجد عندما تقارن بطرس عندما انكر امام الجارية ،هذا وقف امام ملوك وولاه واعترف بالمسيح وقال يسوع المسيح هذا الذى صلبتموه انتم من اين هذه الجرأه ؟! انها من القيامة وعندما يكونوا فى السجن ويُجلدوا قالوا لهم سوف نخرجكم بشرط ان لا تحكوا عن المسيح ثانياً فيقولوا لهم مش ممكن فلذلك ان فتره الخماسين ليست مجرد فتره تهريج بل انها جنى لفتره الصوم الكبير نريد ان نتخيل حديث قاله المسيح قبل صلبه وموته وحديث آخر بعد صلبه وموته وقيامته فما الاقوى ؟ بالطبع الذى بعد قيامته حيث انه فى مجده فبعد القيامه نجد الكنيسة مبتهجه ونجد اعلام بيضاء والحان فرايحي وما أجمل زفه القيامة وكأن المسيح يظهر فى الكنيسة فما اجمل فتره القيامة والخماسين " واراهم نفسه حياً ببراهين كثيره " ولالهنا المجد الدائم الى الابد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
10 مايو 2025

القيامة والإستشهاد

شهر مايو مملوء بإحتفالات إستشهاد قديسين بدأنا :- 1 مايوعيد إستشهاد مارجرجس . 5 مايوعيد إستشهاد القديس بقطر بن رومانوس . 8 مايوعيد إستشهاد القديس مارمرقس . 20 مايوعيد إستشهاد القديسة دميانة . أعياد إستشهاد كثيرة جداً خلال شهر مايو وكأن الكنيسة أرادت أن تربط بين القيامة والإستشهاد القيامة والإستشهاد هما وجهان لعملة واحدة عندما يتشبع القديس بحياة ربنا يسوع وتشبع بالقيامة يصير مهيأ للموت ولا يخشاه فنرى القديس بقطر بن رومانوس كان والي وولده أيضاً والي أي من أكابر الدولة فكيف لإنسان رفيع المركز مثل القديس بقطر يقف أمام معذبيه بدون تراجع ؟ حتى أنه عندما علم معذبه أنه والي تأسف له وخجل جداً منه لكنه كان يرفض النجاة كيف يكون لإنسان طريق نجاة ولا يتمسك به ؟ لأن القيامة دخلت حياته وبالتالي صار الموت غير مرعب صار الموت ليس هو النهاية بل هو خطوة للسماء صاروا يستعذبون الألم صار الألم لذة الشهيد العظيم مارجرجس تعذب سبعة سنوات ولم يهتز حتى أنه قال لهم ﴿ ستملون من تعذيبي أما أنا فلن أمل بنعمة الله ﴾ وبالفعل مل معذبيه من تعذيبه ما من وسيلة تعذيب لم يستخدموها معه مارجرجس جعل السيف ضعيف والموت شئ مهزوم لأنه لم يعش هذه الحياة لأن الأيام والشهور والسنين لا تفرق معه وبالتالي لم يخف من شئ لأنه لم يخف الزمن فصار الموت لا يؤذيه ( رؤ 2 : 11) لذلك عندما دخلت القيامة حياة القديسين صار الموت بالنسبة لهم عدو مهزوم لأن المسيح له المجد عندما إجتاز الموت صار الموت عدو ضعيف في أيام يشوع بن نون قديماً كان الشعب تائه 40 سنة في البرية وخلال هذه الأربعين سنة كانوا يمنون أنفسهم بأرض الموعد ويحلمون بها وعندما وصل الشعب لأرض الموعد وجدوا نهر الأردن يعوقهم للوصول لكنعان فحزن الشعب جداً هل بعد تعب أربعين سنة نرى الأرض ولا ندخلها خاصةً وأنهم كانوا يسيرون ومعهم نسائهم وأولادهم ومواشيهم فكيف الآن يدخلونها ؟ فقال الله ليشوع إجعل الكهنة يحملون تابوت العهد ويدخلون نهر الأردن وسترى عمل الله بالفعل حمل الكهنة تابوت العهد ودخلوا النهر فإنفتح النهر وقال الله إجعل بين الكهنة والشعب مسافة ألف ذراع لماذا ؟ لأنه عندما يدخل الكهنة النهر وينفتح النهر ويسير داخله ألف ذراع سيطمئن الشعب فيعبر خلفهم النهر وبالفعل عبر الشعب نهر الأردن ووصل لأرض الموعد الآباء يقولون أن الأردن هو أرض الموت لن تدخل كنعان دون أن تعبره ولكن إن دخلت الموت سيبتلعك لذلك ربنا يسوع قال سأدخل الموت وأفتحه لكم وأنتم سيروا خلفي بدون خوف لذلك الشهداء لم يخافوا الموت لأن القيامة هي إنتصار على الموت الشهيد يرى الموت لكنه أيضاً يرى المسيح القائم قبله غالب للموت لذلك يستهين بالموت مارمرقس كان يعلم أنه سيستشهد وكان يصلي بالشعب كان المفروض أنه يكون مهزوز خائف محتاج لمن يعزيه لكننا نجده يعزي الشعب لماذا ؟ لأنه يرى ربنا يسوع قد دخل الموت لذلك هو سار خلفه فعاش القيامة ولذلك أيضاً صار الإستشهاد أمر محبوب في الكنيسة حتى أن جميع الرسل إستشهدوا ما عدا القديس يوحنا الحبيب لأن القيامة عملت عمل عجيب في حياتهم فجعلتهم أبناء نور وبالتالي لم يستطع الموت أن يؤثر عليهم لذلك كان التهديد بالموت غير مؤثر فيهم والسيف والموت ضعيف لأن الموت صار مهزوم حتى أنهم تمنوا الموت فتجده يقف أمامه في صبر فصار الشهيد أقوى من سيف الجندي هذا أمر نابع من فعل القيامة في قلبه يا لفرحة القيامة في الإنسان التي تجعله يفقد معنى الخوف والقلق والألم وبعده الموت الذي يجعل الإنسان مسلوب الإرادة يعيش في خوف وقلق وألم من الموت هو أنه لم يعش القيامة لكن ربنا يسوع غلب الألم والقلق والموت وبالتالي صار الموت عدو غير مخيف عدو مهزوم لنرى القديسة الشهيدة دميانة ولنرى أطفال تحدوا الموت مثل الشهيد أبانوب الشهيدات بيستيس وهلبيس وأغابي اللاتي كانت أعمارهن 9 ، 11 ، 12 سنة أطفال لكن لم يجذبهم العالم لأنه مات داخلهم وبالتالي لم ينتظروه لذلك غلبوا شهواتهم والخطية وبالتالي غلبوا الموت الإنسان الغالب نفسه يغلب الموت لذلك عندما مَلَكَ الملك قسطنطين وأعلن أن المسيحية هي ديانة الدولة الرسمية وأخرج المسيحيين من السجون لأن قبله كان في عصر دقلديانوس المنشور الذي كتبه دقلديانوس وكان هذا المنشور يحوي أمور صعبة جداً منها هدم جميع الكنائس وحرقها حرق الكتب المسيحية طرد جميع المسيحيين العاملين بالدولة جعل المسيحيين عبيد جاء الملك قسطنطين ولغى هذا المنشور وجعل المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة وأعاد الذين في السجون للحرية لكنهم كانوا قد أحبوا الإستشهاد وانتظروا الملك الذي بعد قسطنطين لعل فرصة الإستشهاد تعود لكن تولى المُلك أولاده وبالتالي لم تأتي فرصة الإستشهاد لذلك بدأت الرهبنة كنوع من الإستشهاد بدون دم يقدم حياة مصلوبة يقدم شهوة مصلوبة يقدم محبة كل يوم يقدم حياته ذبيحة لله وبذلك صار الإستشهاد هل رفضك لإغراءات العالم وشهواته لا يعتبر إستشهاد أليس رفضك ومحاربتك لحب المقتنيات ولشهوات العالم هو لون من الإستشهاد ؟ عندما تعيش لترضي إلهك في هذا العصر أليس هو لون من ألوان الإستشهاد ؟ لذلك ليتك تعيش بقلب شهيد ليتك تقدم حياتك ذبيحة حب لله لذلك كل فترة الكنيسة تبرز شهيد ليعلمك أن القيامة عندما تعمل في حياتك تغير جوهر إهتماماتك فلا تخاف الموت بل تنظر إلى فوق هذا هو جوهر الإستشهاد والذي أخذوه من القيامة العاملة في حياتهم ولترى بولس الرسول بطرس الرسول إستفانوس تجد من يعيش ليكرز ويفرح بالله ويهددوه بالموت إن لم يصمت لكنه لا يتراجع عن الشهادة للمسيح الذي أحبه وكما يقول الكتاب ﴿ عذبوا ولم يقبلوا النجاة ﴾( عب 11 : 35 ) النجاة أمامه والهرب أمامه ولم يقبل الشهيد البابا بطرس خاتم الشهداء عندما جاء ميعاد إستشهاده تجمع المسيحيون أمام باب السجن إحتجاج على إستشهاده فطلب من الجنود نقب حائط السجن الخلفي ليخرج منه لمكان إستشهاده دون أن يمنعه شعبه ما هذا ؟ إنسان عملت القيامة في حياته وقلبه فلم يرهب الموت نحن نعيش متمسكين بالحياة ونحبها هذا أمر جيد ومقبول لكن لابد أن تعلم أن حياتك هي من المسيح وللمسيح ولتقل ﴿ إن عشنا فللرب نعيش وإن متنا فللرب نموت فإن عشنا وإن متنا فللرب نحن ﴾ ( رو 14 : 8 ) لذلك لا تخف الموت هذه هي حياة الإستشهاد التي إمتدت في الكنيسة حتى الآن شهداء يقدمون أنفسهم على مذبح الشهادة للمسيح لأن القيامة عملت فيهم تجد أطفال يتحدون الموت رغم أن الطفولة قد يكون بها خوف أو كذب أو لكن ربنا يسوع غيَّر الكيان وكما يقول الكتاب ﴿ جزنا في النار والماء ﴾ ( مز 66 : 12) عذابات مخيفة ومختلفة والموت أمامهم لكنهم يرون بعد الموت قيامة يرون سيف مفزع مخيف وإكليل فيختارون الإكليل ويُهزم السيف هذا هو جوهر الإستشهاد أنه ينظر إلى ما بعد الموت وكما يقول الكتاب ﴿ لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ﴾ ( لو 12 : 4 ) وبالفعل لم يخافوا لأن القيامة زرعت فيهم قلب جديد وغلبة على أنفسهم وسلطان على الموت والخوف لذلك لم يخافوا الموت القديس مارمرقس دخل دولة بمفرده وغيَّرها هذا هو جبروت خلاص يمين الله غيَّر عبادة دولة نحن نرى أنه لو ألف شخص وسط مجتمع يقولون عن أنفسهم أنهم أقلية لكن مارمرقس جاء بقوة القيامة في داخله وبشر مجتمع وثني أناس بهم خرافات غريبة ويسيطر عليهم أرواح شياطين بإسلوب مفزع ورغم ذلك كرز بقوة دون خوف ويقول لأني أنتظر الإستشهاد ومادمت أعلم إني سأموت شهيد فلن أخاف ونرى أسلوبه ومنهجه في حياته منهج شهيد ولم يخاف الموت لذلك كان الإستشهاد ثمرة طبيعية لهذا المنهج في الحياة يُهدد ويُعذب ولا يتأثر وباركت دمائه الأرض والمدينة مدينة الأسكندرية تقدست بدماء مارمرقس وارتوت أرضها وعندما نسير في شوارعها نتذكر دمائه المقدسة التي حفظت نفوس مؤمني مصر كلها أناس عاشوا التاريخ وغلبوه عاشوا الزمن وغلبوه عاشوا الألم وارتفعوا فوقه وكما يقول معلمنا ماربولس الرسول ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ ( 2كو 4 : 11) في النهاية أعلنوا عجائب في أجسادهم ومعجزات صارت أجسادهم أجساد كارزة لم تكن أجساد ممزقة بل أجساد تحمل قوة القيامة لأنهم غلبوا الخوف والموت الله يعطينا أن نغلب الخطية لنحيا قيامة الجسد ونعيش بقلب شهيد غالب للموت ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
03 مايو 2025

القيامة في حياة مارجرجس

معلمنا ماربولس الرسول في رسالته الثانية لأهل كورنثوس يقول ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ ( 2كو 4 : 11) منذ أيام قليلة إحتفلنا بعيد إستشهاد مارجرجس مارجرجس طبق في حياته هذه الآية ﴿ لأننا نحن الأحياء نسلم دائماً للموت ﴾ لو وضعنا في ذهننا القديس مارجرجس نفهم الآية ﴿ من أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ أي شهيد هو إنسان أحب المسيح حتى الموت الشهيد هو إنسان جاهد ضد ذاته جاهد ضد شهواته ورغباته جاهد حتى النهاية فصار شهيد في حياته قبل أن يستشهد ولم يكن شهيد وليد اللحظة بل هو شهيد أمام جسده وأمام الله وأمام العالم من قبل أن يستشهد ﴿ لكي تظهر حياة يسوع أيضاً في جسدنا المائت ﴾ لذلك الإستشهاد هو طبيعة الحياة المسيحية طبيعة الحياة في المسيح في النهاية يؤدي إلى الموت من أجل المسيح كتنفيذ للوصية حتى النهاية لذلك في كل تذكار شهيد لابد أن تكون لنا صحوه لابد أن تكون لنا مراجعة مع أنفسنا وسيرة حياتنا لذلك إيمان ودماء الشهداء هو بذار الكنيسة كما قال القديس أغناطيوس هناك الكثير في المخطوطات لم نعرفه عن القديس العظيم مارجرجس هناك أسرار في حياته . أول شئ غير معروف عن مارجرجس أن أبويه كانا تقيان كان أبوه في منصب كبير في الدولة وكان له دالة كبيرة لدى الملك حتى عُرِف أنه مسيحي فإستشهد إذاً كان أبوه شهيد وهو في عمر العشر سنوات تخيل طفل في عمر العشر سنوات يرى أبيه يستشهد أمامه صارت رغبة الإستشهاد داخله قوية وقوى إيمانه أكثر وأكثر فحدثت تحولات عظيمة في حياته أيضاً كانت أم القديس مارجرجس إمرأة تقية إنتقلت ومارجرجس في عمر 16 – 17 سنة وكان والداه أغنياء جداً وكان في هذا الوقت أمر عادي أن يكون لدى الأغنياء عبيد بعد أن إستشهد والد مارجرجس وإنتقلت والدته وزع جميع أمواله وأطلق كل عبيده أحرار إذاً مارجرجس منذ البداية والقيامة تعمل فيه كان يشهد للمسيح بتصرفاته نرى في حياته من بدايتها خطوات تدل على إنسان ناضج شاب في عمر السابعة عشر سنة أي معروف أنه سن طيش سن غير مدرك لأمور الحياة لكننا نرى مارجرجس في نضج يفوق نضج الشيوخ نعمة الله هذا عملها نعمة الله تحول لذلك أرجوك لا تستصغر نفسك ﴿ لا تقل إني ولد ﴾ ( أر 1 : 7 ) أنت في المسيح يسوع وبنعمته قادر أن تتخطى سنك وفكرك المسيح قادر أن يصنع بك عظائم هذه هي الوصية والقديسين شاب في هذا العمر تقي لهذه الدرجة ؟!! قد تقول أن الأنبا أنطونيوس باع كل ماله وذهب للبرية لكن مارجرجس باع كل ماله ووزع أمواله ولم يذهب للبرية كالأنبا أنطونيوس إذاً كان لابد أن يكون معه بعض المال لأنه يعيش في العالم ويقال أنه كانت توجد في أسرته فتاة إرتبط بها أي كان في حياته مشروع إرتباط زواج ومع كل هذا يبيع كل أمواله ؟!!! نعمة نعمة الله غزيرة جداً . دخل مارجرجس الجيش الروماني وكان وقتها دقلديانوس ملك وكتب المنشور وعلقه في الميادين والأماكن العامة وكان منشور مستفذ جداً غير أمر التبخير للأوثان كان في المنشور عشرة بنود منها :- غلق جميع الكنائس وحرقها . إحراق جميع كتب العبادة المسيحية . طرد جميع العاملين المسيحيين بالدولة . تأميم جميع أموال المسيحيين . جميع المسيحيين غير العاملين بالدولة يصيروا عبيد . الإجبار على التبخير للأوثان . دقلديانوس كان في صغره يعمل سايس في إسطبل خيول ثم صار ملك لذلك هذا كلام لا يصدر من شخص يفكر بإسلوب سوي صحيح حتى وإن كان يكره المسيحيين بالطبع مارجرجس لم يحتمل فمزق المنشور أي صار في تحدي مع الملك الإنسان الذي به نور الوصية يكون قوي ما الذي يجعل الإنسان يعيش في تردد ؟ أنه مغلوب من نفسه وبذلك يكون مغلوب مما حوله مارجرجس كان غالب نفسه كان قائم ضد نفسه وضد جسده مثل سيده يسوع المسيح لذلك كان غير مهزوم ألقي القبض على مارجرجس وسار في سلسلة عذابات عنيفة لفترة سبع سنوات أول ليلة في الحبس نزعوا عنه ملابسه ووضعوا حجر كبير جداً على صدره طول الليل – ألم رهيب – ما هذا ؟ لو كان ضعيف كان سيتراجع عن إيمانه لكنه قال لهم عبارة جميلة﴿ ستملون من تعذيبي أما أنا سوف لا أمل بنعمة الله ﴾ إنتصار وقيامة داخلية الإنسان يضعف من نفسه عندما يفكر في نفسه كثيراً ويصير حساس لنفسه فهذا ضعف لكن عندما يكون ربنا يسوع أمامه يعطيه قوة أكبر من ذاته البشرية وهذا هو مارجرجس القائم كسيده وضعوه في دولاب به مسامير وسكاكين ويتمزق جسده ثم يظهر له ربنا يسوع ويشفيه ويعزيه فقال المستشارين للملك أن أكثر شئ يؤذي الشخص المسيحي هو أن تفسد عفته فإن أفسدت عفة مارجرجس ستميته قبل موت الجسد لأنه معروف أن المسيحي بالعفة يرضي إلهه إبعده عن إلهه ثم إقتله ووافق الملك فأحضروا فتاة خليعة قضت ليلة مع مارجرجس في السجن ومعروف أن الإنسان المحبط الذي في ضيق سقوطه سهل ومارجرجس مسجون وفي شدة وحالة مرة لكن لم تستطع الفتاة أن تقترب منه لأنه كان في السجن قائم ساجد يصلي جعل السجن هيكلاً وبدلاً من أن تُشتم منه روائح كريهة صارت به روائح ذكية عطرة أي أنا الذي أؤثر في المكان وليس المكان هو الذي يؤثر فيَّ يقال عن يوسف العفيف ﴿ أن يوسف زين العبودية بجمال بهاء فضائله ﴾ إذاً السجن لا يؤثر لا تتحجج بالمجتمع الصعب سأقول لك هل هذا المجتمع مثل سجن مارجرجس ؟ فهذه الفتاة أتت خصيصاً لتسقط مارجرجس لكنها رأته يصلي ورأت نور ورأت رائحة البخور فوقفت خلفه تصلي مثله ولما إنتبهت لعريها لملمت ملابسها لتستر عريها لأنها شعرت أنها بالفعل أمام ربنا يسوع المسيح في الصباح يفتحون باب السجن ليروا مارجرجس وهو ساقط إذ بهم يرون الفتاة تصلي مع مارجرجس وتقول لهم ﴿ أتيت لأجذبه بسحر خلاعتي فسحرني بسحر طهارته ﴾ أنا تأثرت به لقد ذاب قلبي داخلي لم أصدق أن أرى شاب مثله بهذه العفة والقداسة هل هو من الأرض أم من أين ؟ نعم هو بالفعل يعيش على الأرض لكنه ليس من الأرض هذا هو المسيحي والشهيد لذلك قالت أتبع إيمان مارجرجس ولنسأل هذه الفتاة سؤال هل تعرفين الثالوث القدوس ؟ هل تعرفين أساسيات الإيمان ؟ تجيب لا لكني رأيت مارجرجس فتبعت إيمانه هذه الفتاة تظهر في بعض الأيقونات خلف مارجرجس على حصانه ويفسر ذلك الآباء بأنه قد أحضر هذه الفتاة معه للمسيح وتظهر أيضاً واقفه تنظر له ويقول الآباء أنها تمثل الكنيسة التي تتابع جهاد أولادها مارجرجس جعل الزانية شهيدة نعمة بلا حدود وبلا نهاية قادرة أن تغير كيان الإنسان لذلك مَلَك إيمان يسوع على قلبها وحواسها فصارت شهيدة من أصحاب الساعة الحادية عشر كما يقول الآباء وأخذت نفس الأجرة لذلك في الغروب اليومي الذي يمثل قرب نهاية العمر نقول له ﴿ إحسبني مع أصحاب الساعة الحادية عشرة ﴾ أعطني أن أرضيك في اللحظات الباقية في اليوم القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ﴿ الموت دخل للعالم بطريقة مضاعفة موت الخطية وموت الجسد أتى المسيح كيما يعطي غلبة مضاعفة على موت الخطية وموت الجسد ﴾ والذي يغلب موت الخطية يغلب موت الجسد وهذا مبدأ كل الشهداء فلن ترى شهيد ساقط في خطية ﴿ من يغلب فلا يؤذيه الموت الثاني ﴾ ( رؤ 2 : 11) لأن الموت الأول هو موت الخطية والذي يغلبه يستطيع أن يغلب الموت الثاني أي موت الجسد مثل مارجرجس إستمر الملك في تعذيب مارجرجس يربطون يديه ورجليه يلبسوه حذاء به مسامير تغرس في قدميه خاصةً عندما يقف فيزداد ثقل الجسد على قدميه ويطلبوا منه أن يمشي بالحذاء بل ويجري وإن وقف يضربوه حتى يكمل مسيره عذابات رهيبة من ضمن الطرائف التي كتبها الآباء أن الذي يدخل مجال الإستشهاد إن كانت له واسطة تقطع رأسه بسرعة لأن العذابات مرة لذلك قطع الرأس أسهل ما هذا ؟ قيامة داخلهم جعلت الموت أمر هين لأنهم يشتاقون للمسيح ويعيشون حياتهم للمسيح ﴿ من يقتني في نفسه شهادة صالحة يشتهي الموت كالحياة ﴾ ما سر رعب الناس من الموت ؟ السر هو عدم الإستعداد السر هو الخطية كان رب المجد يظهر لمارجرجس ويقول له * لا تخف يا جاورجيوس إني معك * فيمتلئ تعزية ويصير معافى يتركوه ليلاً ميتاً في الصباح يجدوه معافى فقالوا هو ساحر لنحضر له ساحر يؤثر عليه للأسف قلوب عمياء عمل بها الشيطان أحضروا له ساحر ومعه سم كي يسقيه لمارجرجس فرشم علامة الصليب على السم وشرب وانتظر دقلديانوس أن يموت مارجرجس ولم يمت فضاعف الساحر جرعة السم ثلاثة مرات ولم يمت مارجرجس حتى أن الساحر سجد له وأعلن إيمانه بإله جاورجيوس أمام الجميع لماذا سمح الله لمارجرجس بهذه العذابات المرة ؟ هل لتخليص حساب مع مارجرجس ؟ لا بل سمح بذلك ليكرز به فصارت آلام مارجرجس آلام كارزة كثيرون ممن رأوا هذا المشهد آمنوا واستشهدوا على إسم ربنا يسوع آلاف إستشهدوا بسبب مارجرجس زوجة دقلديانوس كانت تسمع عن مارجرجس وأعجبت به ولم تستطع أن تصل إليه وفي يوم بعد أن إحتار دقلديانوس في أمر مارجرجس فكر في أن يحضره إلى قصره لعله يستطيع أن يؤثر عليه فأحضر مارجرجس إلى القصر وألبسه ملابس جيدة وأطعمه وطلب منه أن يبخر للأوثان فقال له مارجرجس غداً سأتكلم مع آلهتك وأشيع الخبر في المدينة كلها أن غداً مارجرجس سيبخر للأوثان وفي هذه الليلة ذهبت زوجة دقلديانوس إلى مارجرجس وسألته ما هي قصته ؟ فكرز لها بالمسيح وآمنت لكنها لم تستطع أن تعلن إيمانها في الصباح أحضروا الأصنام أمام مارجرجس فصلى صلاة عميقة أمام الجميع ثم قال للوثن * آمرك أمام الجميع بإسم المسيح أن تعلن عن نفسك * فخرج صوت من الوثن يقول * إن الإله الحقيقي هو يسوع المسيح الذي تعبده أنت * وتكرر الأمر ثلاثة مرات وسمعت المدينة كلها هذا الصوت وفي ثالث مرة هوت الأوثان وتحطمت فآمنت المدينة كلها وآمنت زوجة دقلديانوس وأعلنت إيمانها فجذبها زوجها دقلديانوس إلى داخل القصر وهددها بالموت لكنها لم تتراجع واستشهدت وصار جميع من آمنوا شهداء ما هذا ؟ قوة قيامة في مارجرجس غلبت الموت وحطمت الأوثان وأخيراً قطعوا رأسه بحد السيف قوة مارجرجس في شهادته للمسيح في عمل الله الخفي في حياته عمل الله الخفي الذي يجعل الأنية الضعيفة تتمجد ويخرج منها رائحة ذكية الإنسان الذي يجذبه العالم بإغراءاته عمل الله الخفي فيه يجعله يغلب العالم نحن مدعوين لنعيش في العالم شهود للمسيح ونعلن إيماننا لابد أن نعيش شهداء أمام أنفسنا وأمام العالم وأمام المسيح ونعلن المسيح داخلنا ونفرح برسالتنا أن كل من يرانا يشتم رائحة المسيح فينا ونحضر له كثيرين والبعيدين هذه هي حياة مارجرجس وشهادته والقيامة في حياته القيامة أسلوب وسلوك وفعل وليس نظرية القائم شاهد للمسيح ولتسأله ألا تخاف الموت ؟ الموت مرعب يقول لا المسيح غلب الموت والشهداء كانوا يهددون بالموت ولم يخافوا حتى أن معذبيهم كانوا يخافون منهم وقيل عن القديس البابا بطرس خاتم الشهداء أنه أعلنت عن مكافأة لمن يستطيع أن يقطع رأسه لأن رقابهم كانت أصلب من السيوف النعمة تغلب طبع الإنسان الخواف الشهواني وتجعله يعيش غالب الجسد وإن كان في الجسد هكذا كان مارجرجس غالب ظهرت فيه حياة ربنا يسوع المسيح الله يعطينا أن تظهر حياته في حياتنا وأن نغلب ذواتنا وجسدنا لنعيش القيامة بحق ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
26 أبريل 2025

وقام فى اليوم الثالث

مِنْ سِفر التَكْوِين40 : 9 – 23 { فَقَصَّ رَئِيسُ السُّقَاةِ حُلْمَهُ عَلَى يُوسُفَ وَقَالَ لَهُ " كُنْتُ فِي حُلْمِي وَإِذَا كَرْمَةٌ أَمَامِي وَفِي الْكَرْمَةِ ثَلاَثَةُ قُضْبَانٍ وَهِيَ إِذْ أَفْرَخَتْ طَلَعَ زَهْرُهَا وَأَنْضَجَتْ عَنَاقِيدُهَا عِنَباً وَكَانَتْ كَأْسُ فِرْعَوْنَ فِي يَدِي فَأَخَذْتُ الْعِنَبَ وَعَصَرْتُهُ فِي كَأْسِ فِرْعَوْنَ وَأَعْطَيْتُ الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ " فَقَالَ لَهُ يُوسُفُ " هَذَا تَعْبِيرُهُ الثَّلاَثَةُ الْقُضْبَانِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى مَقَامِكَ فَتُعْطِي كَأْسَ فِرْعَوْنَ فِي يَدِهِ كَالْعَادَةِ الأُولَى حِينَ كُنْتَ سَاقِيَهُ وَإِنَّمَا إِذَا ذَكَرْتَنِي عِنْدَكَ حِينَمَا يَصِيرُ لَكَ خَيْرٌ تَصْنَعُ إِلَيَّ إِحْسَاناً وَتَذْكُرُنِي لِفِرْعَوْنَ وَتُخْرِجُنِي مِنْ هَذَا الْبَيْتِ لأَنِّي قَدْ سُرِقْتُ مِنْ أَرْضِ الْعِبْرَانِيِّينَ وَهُنَا أَيْضاً لَمْ أَفْعَلْ شَيْئاً حَتَّى وَضَعُونِي فِي السِّجْنِ " فَلَمَّا رَأَى رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ أَنَّهُ عَبَّرَ جَيِّداً قَالَ لِيُوسُفَ "كُنْتُ أَنَا أَيْضاً فِي حُلْمِي وَإِذَا ثَلاَثَةُ سِلاَلِ بَيْضَاءَ عَلَى رَأْسِي وَفِي السَّلِّ الأَعْلَى مِنْ جَمِيعِ طَعَامِ فِرْعَوْنَ مِنْ صَنْعَةِ الْخَبَّازِ وَالطُّيُورُ تَأْكُلُهُ مِنَ السَّلِّ عَنْ رَأْسِي" فَأَجَابَ يُوسُفُ وَقَالَ " هَذَا تَعْبِيرُهُ الثَّلاَثَةُ السِّلاَلِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ وَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ عَنْكَ" فَحَدَثَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَوْمِ مِيلاَدِ فِرْعَوْنَ أَنَّهُ صَنَعَ وَلِيمَةً لِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَرَفَعَ رَأْسَ رَئِيسِ السُّقَاةِ وَرَأْسَ رَئِيسِ الْخَبَّازِينَ بَيْنَ عَبِيدِهِ وَرَدَّ رَئِيسَ السُّقَاةِ إِلَى سَقْيِهِ فَأَعْطَى الْكَأْسَ فِي يَدِ فِرْعَوْنَ وَأَمَّا رَئِيسُ الْخَبَّازِينَ فَعَلَّقَهُ كَمَا عَبَّرَ لَهُمَا يُوسُفُ وَلَكِنْ لَمْ يَذْكُرْ رَئِيسُ السُّقَاةِ يُوسُفَ بَلْ نَسِيَهُ . } . لِمَاذَا ثَلاَثة أيَّام ؟ الثَّلاَثة أيَّام الَّتِي قَضَاهَا رَئِيسُ السُّقاة فِي السِجن ثُمَّ استحياهُ فِرعُون هِيَ رَمز لِقِيامِة السَيِّد المَسِيح لأِنَّ رَئِيس السُّقاة كَانَ مسجُون بِأمر فِرعُون وَمعنَى الحبس بِأمر فِرعُون أنَّهُ كَانَ المفرُوض أنْ يقضِي كُلَّ حَيَاته بِالسِجن الحبس بِأمر فِرعُون معناه أنَّهُ حُكِمَ عَليهِ حُكم الموت وَكُون أنَّهُ يَرَى رؤيَا تَقُول أنَّهُ سَيَعُود لِيسقِي فِرعُون كَمَا فَسَّر لَهُ يُوسِف { فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ } هذَا هُوَ المَسِيح الَّذِي حُكِمَ عَليهِ حُكم الموت وَاجتازهُ وَقَامَ فِي اليُوم الثَّالِث لِذلِك مَا فَعَلَهُ المَسِيح فِي ثَلاَثة أيَّام هُوَ مَا فَعَلَهُ الخَبَّاز وَالسَّاقِي السَيِّد المَسِيح جَمَعَ مَا بينَ الخَبَّاز الَّذِي مَاتَ وَالسَّاقِي الَّذِي ظَلَّ حيٌّ وَرُدَّ إِلَى مَقَامه { الثَّلاَثَةُ الْقُضْبَانِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ وَيَرُدُّكَ إِلَى مَقَامِكَ } السَيِّد المَسِيح قَامَ فِي اليُوم الثَّالِث صَعَدَ إِلَى السَّمَوَات أي رُدَّ لِمَقَامه { الثَّلاَثَةُ السِّلاَلِ هِيَ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَيْضاً يَرْفَعُ فِرْعَوْنُ رَأْسَكَ عَنْكَ وَيُعَلِّقُكَ عَلَى خَشَبَةٍ وَتَأْكُلُ الطُّيُورُ لَحْمَكَ }هذَا موت المَسِيح الخَبَّاز رَمز لِلشَّيطان وَالخَطِيَّة الخَطِيَّة مَاتِت لكِنْ السَّاقِي أي المَسِيح قَامَ المَسِيح حَقَّقَ السَّاقِي وَالخَبَّاز فِي ذَاته دَخَلَ إِلَى حُكم الموت لكِنْ { إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمكِناً أنْ يُمْسَكَ مِنْهُ } ( أع 2 : 24 ) رُؤيِة السَّاقِي سَبَقِت رُؤيِة الخَبَّاز كَانَ المفرُوض العكس وَاحِد يَموت وَالثَّانِي يُرد لِمَقَامه بُولِس الرَّسُول يَقُول { لأِعْرِفَهُ وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ } ( في 3 : 10) أي لِتكُنْ فِي معنَى الحَيَاة أوَّلاً أي فِي السَّاقِي أوَّلاً فِي الإِنتِصار عَلَى الموت أوَّلاً لأِنَّ المَسِيح بِموتِهِ أبطل عِز الموت لِذلِك قِسمة القُدَّاس الكِيرلُسِي تَقُول { بِقُوَّتِكَ قَبِلتَ الموت الَّذِي قَتَلَ الجَمِيع ، بِقُوَّتِكَ أقِمْ موتَى نِفُوسِنَا } أمَّا الخَبَّاز الَّذِي تأكُل لحمه الطُيُور وَيُعَلَّق عَلَى خَشَبة فَهُوَ حُكمْ الموت عَلَى الخَطِيَّة وَالسَّاقِي هُوَ المَسِيح الغَالِب القَائِم . هُناك أسئِلة مُهِمَّة تَدُور حول قِيَامة المَسِيح مِثْل :- لِمَاذَا قَضَى المَسِيح ثَلاَثة أيَّام فِي القبر ؟ لِمَاذَا صُلِبَ يوم الجُمعة وَقَامَ فجر الأحد ؟ لِمَاذَا قَامَ بعد ثَلاَثة أيَّام ؟ لِمَاذَا نَكَّس رَأسه عِنْدَ الغُرُوب وَقَامَ فِي الفجر ؟ أوَّلاً : لِمَاذَا ثَلاَثة أيَّام ؟ فِي عُرف اليَهُود الجُزء مِنْ اليُوم يُحسب يوم كَامِل إِذاً يوم الجُمعة وَالسبت وَجُزء مِنْ الأحد هُمْ ثَلاَثة أيَّام المَسِيح حَقَّقَ النُبُوات اليَهُود لَمْ يعتَرِضُوا بَلْ إِعتَرَفُوا أنَّهُ قَامَ بعد ثَلاَثة أيَّام الثَّلاَثة أيَّام تُحَقِّق أمور تدبِيرِيَّة وَخَلاَصِيَّة كَثِيرة فِي الكِتاب كَيْفَ ؟ يوجد إِرْتِبَاط وَثِيق بينَ موت المَسِيح وَقِيامته وَبينَ المعمودِيَّة كَيْفَ ؟ كَيْفَ ينتَقِل لَنَا موته وَقِيَامته ؟ كَيْفَ نَقُول " مُتنَا مَعَهُ وَقُمنَا مَعَهُ " ؟ ( رو 6 : 8 ) وَمَتَى إِنتَقل لَنَا موته وَقِيَامته ؟ كُلَّ هذَا فِي المعمودِيَّة { مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي المعمُودِيَّةِ } ( كو 2 : 12) هُوَ قَالَ لِتَلاَمِيذه { فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبنِ وَالرُّوحِ القُدُس }( مت 28 : 19)ثَلاَثة إِسم الآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدُس بِثَلاَثة تغطِيسات إِذاً دُفِنَّا مَعْهُ ثَلاَثة أيَّام وَأخذنَا قُوَّة الثَّالُوث إِذاً فِي المعمودِيَّة حَدَثَ الإِتِفاق بينَ موته وَالثَّالُوث فِينَا المعمودِيَّة لَيْسَ بِهَا تغطِيس مرَتان أوْ أرْبعة مرَّات أوْ خمس أوْ هُمْ ثَلاَث تغطِيسات تُعطِينَا موته وَقُوَّة الثَّالُوث بِذلِك تدخُل حَيَاتنَا قُوَّة موته وَقِيَامته وَبِذلِك كَانَ لاَبُد فِي التدبِير الإِلهِي أنْ يَكُون موته ثَلاَثة أيَّام إِشَارة إِلَى دفنِنَا مَعْهُ ثَلاَثة أيَّام فِي ثَلاَثة تغطِيسات وَإِتِفاق مَعَ الثَّالُوث كُلَّ هذَا بِالمعمودِيَّة { إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أيضاً بِقِيَامَتِهِ }( رو 6 : 5 ){ لأِنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرةٌ مَعَ المَسِيحِ فِي اللهِ } ( كو 3 : 3 ) مُتُمْ مَعْهُ فِي المعمودِيَّة لِذلِك بِالمعمودِيَّة نشترِك مَعْهُ فِي موته إِشتِرَاك حَقِيقِي وَلِذلِك أيضاً المَسِيحِي لاَبُد أنْ يشعُر أنَّهُ إِشترك مَعَ المَسِيح فِي موته وَقِيَامته . ثَانِياً : لِمَاذَا صُلِبَ يوم الجُمعة وَقَامَ يوم الأحد ؟ وَلِمَاذَا مَاتَ عِنْدَ الغُرُوب وَقَامَ فِي الفجر ؟ يوم الجُمعة فِي الأسبُوع هُوَ اليُوم السَّادِس أي يوم خِلقة الإِنْسَان وَكَأنَّ يَسُوع بِالتَدبِير الإِلهِي قَصد أنْ يَموت فِي مَساء اليُوم السَّادِس لِيَقُول أنَّ الإِنْسَان الأوَّل قَدْ إِنتَهَى أي لِيُجَدِّد الخَلِيقة مرَّة أُخرَى الخَلِيقة الَّتِي لَمْ تُرضِيه بَلْ أغضبته وَصَنَعت المعصِية لِذلِك أرَادَ أنْ يِجَدِّدهَا فِي نَفْس مِيعاد خِلقِتهَا لكِنْ فِي نِهايته وَكَأنَّهُ يَقُول أنَّ الخَلِيقة القَدِيمة قَدْ إِنتَهِت وَقَامَ فجر الأحد قبل الفجر أي قبل شرُوق الشَّمس أوَّلاً لأِنَّ يوم الأحد هُوَ اليُوم الأوَّل فِي الأُسبُوع وَقبل الفجر أي فِي بِدَايِة أوِّل أيَّام الأُسبُوع قَامَ وَكَأنَّهُ يُعلِن بِدَايِة لِخَلِيقة جَدِيدة وَلأِنَّهُ هُوَ النُّور الحَقِيقِي فَقَامَ قبل شرُوق الشَّمس لأِنَّهُ لاَ يحتاج لِنُورهَا إِذاً فِي تدبِيره يُصلب يوم الجُمعة فِي الغرُوب وَيَقُوم فِي فجر الأحد أوِّل أيَّام الأُسبُوع وَبِهذَا يُعلِن نِهَايِة عصر المعصِية وَبِدَايِة عصر الطَّاعة فِي إِبنه يَسُوع نِهَايِة إِنْسَان قَدِيم وَبِدَايِة إِنْسَان جَدِيد نِهَايِة حُقبة وَبِدَايِة حُقبة لِذلِك نَحْنُ أبناء الأحد وَنَحتَفِل بِتذكار القِيَامة كُلَّ يوم أحد وَفِي بَاكِر كُلَّ يوم لأِنَّهُ هُوَ النُّور الحَقِيقِي الَّذِي يُضِئ لِكُلَّ إِنْسَان آتٍ إِلَى العالم( القِطعة الأُولَى مِنْ صَلاَة بَاكِر ) فِي الكِنِيسة الطقس يَقُول أنَّهُ يوجد بِهَا " بانطوكراطور " أي " حِضن الآب " وَبِهِ فِي الشرِقيَّة قندِيل زِيت يُضَاء دَائِماً أي 24 سَاعة وَمِنْهُ تُضَاء شُمُوع الكِنِيسة سِوَاء فِي رفع بخُور بَاكِر أوْ عَشِيَّة أوْ أي فِي كُلَّ صَلَوَاتهَا وَلاَ تُضَاء الشُمُوع عَامَةً فِي الكِنِيسة بِنُور خَارِجِي بَلْ مِنْ قندِيل الشرقِيَّة لأِنَّ المَسِيح هُوَ نُور الكِنِيسة وَقَدِيماً قبل إِحتِلاَل فِلْسطِين كَانَ نُور الشرقِيَّة فِي كُلَّ الكَنَائِس الأرثُوذكسِيَّة يَأتِي مِنْ نُور القبر المُقَدَّس فِي قُدَّاس عِيد القِيَامة حيثُ كَانَ كُلَّ كَاهِنْ مِنْ كُلَّ كِنِيسة يَذهب إِلَى هُناك وَفِي إِحتِفال عَظِيم يُضِيئُون الكَهَنة شُمُوعَهُمْ مِنْ نُور القبر ثُمَّ يَعُودُون إِلَى كَنَائِسهُمْ لِيُضِيئُوا بِهَا قندِيل الشرقِيَّة وَمِنْهُ تستَمِد أضواء الكِنِيسة العام كُلَّه قَدْ نَتَجَاوز وَنُضِئ شمعة مِنْ شمعة إِنْ كُنَّا بَعِيدِين عَنْ مَكان الشرقِيَّة لِذلِك فِي مقصُورة القِدِّيسِين إِذَا أطفأوا كُلَّ الشُمُوع يترُكُون وَاحِدة مُضَاءة حَتَّى يُضِئ مِنْهَا القَادِمُونَ شُمُوعَهُمْ . ثَالِثاً : اليُوم الثَّالِث فِي الكِتاب المُقَدَّس :- فِي سِفر الخُرُوج كَانَ مُوسَى النَّبِي يَقُول لِفِرعُون عِنْدَمَا كَانَ يَتَفَاوض مَعَهُ { فَالآنَ نَمْضِي سَفَرَ ثلثةِ أيَّامٍ فِي البَرِّيَّةِ وَنَذْبَحُ لِلرَّبِّ إِلهنَا } ( خر 3 : 18 ) لِمَاذَا ثَلاَثة أيَّام ؟ كَلِمة " ثَلاَثة أيَّام "فِي الكِتاب عَامةً تَخدِم هَدف خَلاَصِي ثَلاَثة أيَّام هِيَ فَاصِل بينَ أمر وَأمر هِيَ إِستِبقاء حَيَاة رَمز لِلقِيَامة نَذْبح لإِلهنَا وَبعد ثَلاَثة أيَّام نَعُود إِشَارة لِذَبِيحة المَسِيح الَّذِي قَامَ بعد ثَلاَثة أيَّام وَتَرَآى أمَام الآب بِعَلاَمَات صَلِيبه بعد ثَلاَثة أيَّامٍ فِي سِفر الخُرُوج أصْحَاح 19 : 11 { وَيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِليَوْمِ الثَّالِثِ لأِنَّهُ فِي اليومِ الثَّالِثِ يَنْزِلُ الرَّبُّ أمَامَ عُيُون جَمِيعِ الشَّعْبِ عَلَى جَبَلِ سِينَاء } أمر لإِستِبقاء حَيَاة كُنْتُمْ أموات وَسَتَحيُون أنْتُمْ بِلاَ نَاموس سَأُعْطِيكُمْ نَامُوس بعد ثَلاَثة أيَّامٍ فِي إِرْتِحَال الخِيمة كَانُوا يَرتَحِلُون بعد ثَلاَثة أيَّامٍ فَاصِل بينَ حَرَكة وَسُكُون فَاصِل بينَ سُكُون الشَّعْب وَحَرَكته إِتِجَاه كَنْعَان هَكَذَا بعد ثَلاَثة أيَّامٍ المَسِيح نَقَلَنَا مِنْ سُكُون الخَطِيَّة وَظُلمَتِهَا إِلَى حَرَكِة المجد مِنْ التدبِير الشِمَالِي إِلَى التدبِير اليَمِينِي مِنْ سُلطان الظُلمة إِلَى مجد أولاد الله لِذلِك فِي الضَرَبَات العَشرة لِشعْب مِصر كَانِت الضَرَبَات لِمُدِّة ثَلاَثة أيَّام مَثَلاً ظَلاَم دَامِس لِمُدِّة ثَلاَثة أيَّام لِمَاذَا ؟ لأِنَّهَا إِشَارة لِلموت وَالحَيَاة إِشَارة لِلفرق بينَ الظُلمة وَالنُّور ثَلاَثة أيَّام ظُلمة يعقُبهَا نُور إِشَارة لِموت المَسِيح وَقِيامَتِهِ وَكَأنَّ الله يَقُول حَدَث القِيَامة هذَا لَهُ تدبِيره مُنْذُ بِدَايِة الخَلِيقة يَشُوع بن نُون بعدَمَا إِستلم القِيادة مِنْ مُوسَى النَّبِي قَالَ لِلشَّعْب { بَعْدَ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ تَعْبُرُونَ الأُرْدُنَّ هذَا لِكَيْ تَدْخُلُوا فَتَمْتَلِكُوا الأرْضَ } ( يش 1 : 11 ) وَمَا هُوَ الأُرْدُنَّ فِي عُرف الكِتاب ؟ هُوَ الموت نَحْنُ فِي البَرِّيَّة تَائِهِين وَنَكسر الوَصَايَا ثُمَّ نَعُود لَهَا فَمَنْ الَّذِي يدخُل أرْض المِيعاد ؟ يدخُلهَا مَنْ يعبُر الأُرْدُنَّ أي يعبُر الموت نَحْنُ فِي الأرْض نُجَاهِد ثُمَّ نعبُر الأُرْدُنَّ أي الموت لِننتَقِل لِلمَلَكُوت ثَلاَثة أيَّام إِشَارة لِموت المَسِيح وَقِيَامَتِهِ وَكَلِمة " يَشُوع " معنَاهَا " يَسُوع أي مُخَلِّص " وَلأِنَّ النَّاموس عَجَزَ عَنْ توصِيل الشَّعْب لأِرْض المِيعاد لِذلِك سَلَّمَهُمْ لِلمُخَلِّص مُوسَى عَجَزَ عَنْ أنْ يُدخِل الشَّعْب أرْض المِيعاد فَسَلَّم قِيَادَتِهِمْ لِيَشُوع الَّذِي يُشِير لِلمَسِيح يَسُوع الَّذِي لَيْسَ بِإِسم آخر غيرِهِ يَنْبَغِي أنْ نخلُص( أع 4 : 12) أرْسَلَ يَشُوع جَوَاسِيس لِيَتَجَسَسُّوا أرِيحَا فَإِستقبلتهُمْ رَاحَاب الزَّانِية وَأعطُوهَا عَلاَمة الحبل القُرمُز لِخَلاَصِهَا وَعَرَفَ حَاكِمْ أرِيحَا بِأمر الجَاسُوسان فَقَالت لَهُمَا رَاحَاب { اذْهَبَا إِلَى الجَبَلِ لِئَلاَّ يُصَادِفَكُمَا السُّعَاةُ وَاخْتَبِئَا هُنَاكَ ثَلاَثَةَ أيَّامٍ } ( يش 2 : 16 ) ثَلاَثة أيَّامٍ هِيَ إِستِبقاء حَيَاة هَكَذَا نَحْنُ لَنْ نَنجو مِنْ عدو الخِير إِبلِيس مِنْ حَاكِمْ أرِيحَا إِلاَّ إِذَا مُتنَا مَعَهُ وَقُمنَا مَعَهُ لَيْسَ بِالمعمودِيَّة فقط بَلْ بِجِهَادنَا فِي قِصَّة إِختِيار شَاوُل مَلِك كَانَ شَاوُل يبحث عَنْ أتن أبِيه الضَّائِعة فَقَالُوا لَهُ إِذْهب إِلَى صَمُوئِيل النَّبِي لِيَدِلّك عَلَى مَكان الأتن وَعِنْدَ صَمُوئِيل النَّبِي قَالَ لَهُ { وَأمَّا الأتن الضَّالَّةُ لَكَ مُنْذُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ فَلاَ تَضَعْ قَلْبَكَ عَلَيْهَا لأِنَّهَا قَدْ وُجِدَتْ } ( 1صم 9 : 20 )الأتن الضَّالَّة هِيَ الجَسَد المَبِيع تَحْتَ الخَطِيَّة كَي تَجِدهَا وَتَتَمَتَّع بِهَا بِخَلِيقة جَدِيدة فَهيَ تحتاج ثَلاَثة أيَّامٍ كي تخدِم الله بِجَسَد مدفُون وَقَائِم يَلِيق بِالله كَانَ رَجُل مِصرِي يَعمل عِنْدَ رَجُل عِبرانِي وَعِنْدَمَا وَجَدَ العِبرانِي أنَّ عَبده المَصرِي مَرِيض فَكَّر أنْ يترُكَهُ لِيَموت لأِنَّهُ لاَ يَزِيد عَنْ عبد فَأتوا بِهِ لِدَاوُد فَأعْطَاهُ خُبز وَماء وَأقراص زِبِيب لأِنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ أكَلً مُنْذُ ثَلاَثة أيَّامٍ إِذاً الثَلاَثَة أيَّامٍ هِيَ إِستِبقاء حَيَاة { يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ . فِي اليَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أمَامَهُ } ( هو 6 : 2 ) ثَلاَثَةَ أيَّامٍ هذِهِ هِيَ تدبِير لِنْشتَرِك مَعَهُ فِي الخَلاَص كي نُدفن مَعَهُ وَنَقُوم مَعَهُ فِي المعمودِيَّة وَكي يُجَدِّد الخَلِيقة لِذلِك قَالَ لِتلمِيذيّ عَمواس { أيُّهَا الغَبِيَّانِ وَالبَطِيئَا القُلُوبِ } ( لو 24 : 25 ) نَحْنُ الآن نَقُول لَهُ نَحْنُ أيضاً تنطَبِق عَلينَا نَفْس الصِفة وَكَانَ المَسِيح يقصِد بِالغَبِيان بَطِيئَا الفهم وَلَيْسَ شَتِيمة أوْ سب نَحْنُ أمَامَنَا أعمال الله وَاضِحة وَأيضاً أمَامَنَا قِدِيسِين وَلاَ نُدرِكَهُ حَتَّى الآن الله يُرِيد أنْ يُنْقِذنَا مِنْ حُكمْ الموت فِي سِفر أستِير يَقُول الكِتاب { وَفِي اليَوْمِ الثَّالِثِ لَبِسَتْ أستِيرُ ثِيَاباً مَلَكِيَّةً وَوَقَفَتْ فِي دَارِ بيتِ المَلِكِ الدَّاخِلِيَّةِ مُقَابِلَ بيتِ المَلِكِ وَالمَلِكُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ مُلْكِهِ} ( أس 5 : 1 ){ ثُمَّ أنَّهَا فِي اليَوْم الثَّالِث نَزَعت ثِياب حِدَادِهَا وَلَبَسَت مَلاَبِس مجدِهَا } ( أستِير بِالتَتِمَّة 15 : 4 ) فِي اليَوْم الثَّالِث أي قِيَامة وَاستِبقاء حَيَاة قَامَ المَلِك يَهُوشَافَاط بِحرب وَالحُرُوب فِي الكِتاب رَمز لِغلبة السَيِّد المَسِيح عَلَى الشَّيطان عَلَى الصَلِيب جَاءَ يَهُوشَافَاط وَشعبه لِيندِبُوا موتاهُمْ وَأخذُوا موتاهُمْ وَالغَنَائِمْ وَيَقُول الكِتاب { وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أيَّامٍ يَنْهَبُونَ الغَنِيمَةَ لأِنَّهَا كَانَتْ كَثِيرةً } ( 2أخ 20 : 25 ) الغَنَائِمْ هِيَ حَيَاة السَيِّد المَسِيح عِنْدَمَا أسلم الرُّوح عَلَى الصَلِيب نَزَلَ لِلجَحِيم وَأخَذَ الغَنَائِمْ أي الأبرار الَّذِينَ كَانُوا فِي الجَحِيم { رَفَعَ قِدِيسِيهِ إِلَى العُلاَ مَعَهُ ، أعْطَاهُمْ قُربَاناً لأِبِيهِ }( مَا يُقَال فِي قِسمة لِلإِبن تُقَال فِي القِيَامة ) هذِهِ غَنَائِمْ يَهُوشَافَاط كُلَّ مَا سَلَبَهُ العدو مِنْهُ إِستردّه ثَانِيَةً هَكَذَا المَسِيح رَجاء القِيَامة أنَّ بِهَا غَنَائِمْ كَثِيرة رَدَّ فِيهَا كُلَّ النِفُوس الأبرار لِذلِك نَقُول كَسَّر المَغَالِيق النُحَاسِيَّة وَرَدَّ المسبيين إِذاً موت المَسِيح وَقِيَامَتِهِ فِي ثَلاَثَة أيَّامٍ لَيْسَ صُدفة وَكُلَّ رقم وَكُلَّ حَدث فِي الكِتاب لَهُ مرمُوزات الثَلاَثَةَ أيَّامٍ هِيَ لأِستِبقاء حَيَاة وَالَّذِي كَشَفَ عَنْ ذلِك المَسِيح نَفْسه عِنْدَمَا قَالَ كَمَا مَكَثَ يُونان فِي جوف الحوت ثَلاَثة أيَّامٍ هَكَذَا ينبَغِي عَلَى إِبن الإِنْسَان أنْ يَموت وَيَمكُث فِي القبرِ ثَلاَثَةَ أيَّامٍ ثُمَّ يَقُوم ( مت 12 : 40 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
12 أبريل 2025

ملك المسيح

اليوم الكنيسة تحتفل بطريقتها لدخول المسيح أورشليم المدينة إرتجتّ لمّا دخل وفرشوا ثيابهُم وأغصان النخل وهتفوا أوصنّا يا إبن داود المزمور " مُبارك الآتىِ بإسم الرب باركناكُم من بيت الرب الرب هو الله وقد أنار علينا إوثقوا الذبيحة برُبط إلى قرون المذبح " " رتّبوا عيداً للواصلين لبيت المذبح " يُريد أن يقول لنا إحتفل بطريقتك بدخولهُ وإعِلن مُلكهُ على قلبك مُلك المسيح كما تنّبأ زكريا وقال بالروح عمّا حدث اليوم " إبتهجىِ جداً يا إبنة صهيون إهتفىِ يا بنت أورشليم هوذا ملكُكِ يأتىِ إليكِ هو عادل ومنصور وديع ( صِفات الملك عادل منصور وديع ) وراكب على حمار وعلى جحش إبن أتان وأقطع المركبة من أفرايم والفرس من أورشليم وتُقطع قوس الحرب ويتكلّم بالسلام للأمُم وسُلطانهُ من البحر إلى البحر ومن النهر إلى أقاصىِ الأرض وأنتِ أيضاً فإنّىِ بدم عهدك قد أطلقتُ أسراك من الجُبّ الذى ليس فيهِ ماء ارجعوا إلى الحِصن يا أسرى الرجاء " ( زك 9 : 9 – 12 ) ملك عادل ومنصور ووديع جاء يُخلّصك بدم عهده فإهتفىِ المسيح دخل ملك وهو ملك فعلاً أم لا ؟؟ هو ملك فعلاً ويجب أن يكون ملك ولكنّهُ مُتضع ووديع ولا يُحب المناصب هو ملك ليس كملوك العالم بل ليس من هذا العالم حتى أنّهُ مُنذ يوم ولادتهُ رأى المجوس نجمةُ وقالوا أنّهُ ملك وذهبوا لهيرودس وسألوه أين ملك اليهود ؟ وهذهِ الكلمة سببّت مشاكل مُلك المسيح صار علّة صلبهُ كلمة ملك أتعبت هيرودس والملوك الذين كانوا أثناء الصلب كانوا غير قابلين لمُلكهِ مع مُلكهُم عندما كان يُصلب شخصٍ ما كان من نزاهة الملوك أن يكتبوا فوقّةُ علّة صلبهِ وإذا سرق أحدٍ ما كانوا يكتبوا على باب حبسهِ علّة سرقتةِ أى كُل إنسان تُكتب علّة عقوبتةِ هكذا المسيح كتبوا علّة صلبهِ وهى أنّهُ ملك اليهود بولس الرسول يقول " ومحى الصك المكتوب علينا " الصك أو العلّة مكتوبة علينا هو محاها " مزّق صك خطايانا " اليهود رفضوا كلمة ملك اليهود وقالوا لبيلاطُس أكُتب هو قال أنا ملك اليهود لكنّه أجابهُم ما كتبتهُ قد كتبتهُ نعم هو غير راضىِ عن صلب المُخلّص لكنّه كان خائف على مُلكهِ ملكوت المُخلّص أوصى بهِ فىِ الصلاة الرّبانيّة " ليأتىِ ملكوتك " هو يُحب أن يملُك علينا لذلك يجب أن نُشعرهُ انّهُ ملك حقيقىِ عندما كان يجلس ليُعلّم فىِ الهيكل كان يتكلّم كمن لهُ سُلطان وليس كالكتبة رغم أنّهُ جليلىِ وناصرىِ أى بسيط لأنّ الجليل والناصرة كانتا بلدتان لا يُعتدّ بهُما بجانب أورشليم لأنّ البلاد كانت مستويات " أمن الناصرة يخرُج شىء صالح " هو جعل ملكوتهُ ليس حسب المظاهر بل حسب العدل والرحمة والإحسان لذلك لابُد أن نُشعرهُ بملكوتهُ ونشعُر نحن بملكوتهُ لأنّهُ ملكوت حقيقىِ والكنيسة تفرح بقدومهُ حتى أنّ لحن الكنيسة فىِ هذهِ المُناسبة يُسمّى لحن شعانينىِ أى نموذج لقمة الفرح الطقس الفرايحىِ يُصلّى بهِ فىِ الخماسين لكن الطقس الشعانينىِ أعلى وأكثر فرحاً منّهُ يُصلّى بهِ اليوم لأنّهُ كان يعلم أنّهُ داخل أورشليم اليوم ليُصلب لأنّ الصليب هو مُلكهُ الحقيقىِ " الرب قد ملك على خشبة " كلمة غريبة " ملك على خشبة " صار مُلك الله هو الصليب هو عرشهُ لذلك الكنيسة يوم الجمعة العظيمة تقول لحن " بيك إثرونوس أى عرشك يا الله إلى دهر الدهور " وماهو عرشهُ إلاّ صليبهُ الذى ملك بهِ على العالم الكنيسة تهزّ فىِ كلمة " شا إىِ نيه ومعناها إلى دهر الدهور " مُدة طويلة لو ملك قديم نقول هذا فُلان كان لكن مُلك المسيح مُلك أبدىِ لا يزول سُلّطانهُ أبداً حتى أنّ بيلاطُس كان مُتعجّب منهُ وسألهُ أنت ملك اليهود ؟ أجابهُ يسوع أنت قُلت أنا ملك أم لا هذا لا يُشغلك لأنّ مُلكىِ لا تفهمهُ أنت كثير من الناس لا يسعفهُم برّهُم أن يتعرّفوا على ملكوت الله ناس تسجُد لهُ وناس تهينهُ ، فىِ إنجيل مرقس قال " ماذا تُريدون أن أفعل بالذى قال أنّهُ ملك اليهود ؟ " أجابوه أصُلبهُ وألبسوه أرجوان وصاروا يسجدون لهُ بإستهزاء وقالوا السلام لك يا ملك اليهود وكانوا يحتقرونهُ ما هذه المملكة ؟ لكن الكنيسة تُعلن ملكوتهُ بالبرّ الذى بها تُعلنهُ ملك وتستقبلهُ بفرح وقلب مُتهلّل لا يسعهُ الفرح لأنّهُ قد صار ملك علينا هذا هو الملك الذى يأتىِ راكباً على جحش إبن أتان لكن اليهود إستهزأوا بهِ وسألهُم بيلاطُس هل أطُلق لكُم ملك اليهود أم باراباس ؟ أجابوه ليس لنا ملك إلاّ قيصر نحنُ اليوم أتينا لنُصالحهُ على ما قالهُ لهُ اليهود بغباء ونقول لهُ أنت ملك لكن إتضاعك جعلك تجلس على أتان وجحش إبن أتان لأنّ اليهود طُمست عيونهُم لأنّ مُلكهِ مُحتاج برّ لكى يفهموهُ حتى يوحنا المعمدان وهو جنين سجد للمسيح فىِ بطن أمُهِ لأنّ الموضوع موضوع إيمان وبرّ يُعلن مُلك المسيح أى كُل ما كان إستعلان مُلك المسيح فىّ أقوى كُل ما أفرح بمُلكهِ أكثر وإلاّ يُصبح هذا اليوم بالنسبة لىِ يوم عادىِ المسيح يُعلن نفسهُ اليوم ملك حقيقىِ على أورشليم أى قلبىِ ونحنُ قبلنا مُلكهِ ومن هُنا جاءت بهجة اليوم اليهود إستهزأوا بهِ من شدة تواضُعهِ لأنّ مظهرهُ لم يكُن كملك أرضىِ لكن الذى يعرف من هو المسيح يخجل من إتضاعهُ ونُعظّمهُ على إتضاعهُ ونعرف أنّهُ دخل اليوم ليُتمّم النبوات وتدبير الخلاص الذى أحبّهُ لأنّه ليس ملك عادىِ كما قيل فىِ القُدّاس الكيرلُسىِ " من أجل لاهوتك الذى لا يُستطاع النظر إليهِ ولا التفكُرّ فيهِ " هذا هو الذى دخل اليوم ليُعلن مُلكهُ الحقيقىِ لذلك لابُد أن نفهم مُلكهُ صح ونشعُر أنّهُ ملك حقيقىِ لمملكة روحانيّة لذلك قال للإثنى عشر تلميذ " تجلسون معىِ فىِ عرشىِ وتدينون أسباط إسرائيل " كلام صعب لم يفهموه لكنّهُ قال " أنتُم ملوك وكهنة " هو فعلاً جعلنا مملكة يمكن أعظم مملكة فىِ العالم لأنّها ليست من العالم بل روحانيّة تجمع الودعاء والمتواضعين يمكن يكون شعبها لهُم مظهر الفقر والإتضاع لكنّهُم مملكة حقيقيّة كلمة " ليأتىِ ملكوتك " أى نُعلن سُلطانك وسيادتك ملكوت حقيقىِ يحتاج إستنارة وحكمة حكمة لم يعرفها حُكماء هذا الدهر " لأنّهُم لو عرفوا لِما صلبوا رب المجد " ، هُم طُمست عيونهُم وسُدّت آذانهُم وأحبّوا مجد العالم أكثر من مجد الله لذلك رفضوه لكن الروح يفحص أعماق الله الإنسان الروحانىِ يحكُم فىِ كُل شىء ولا يُحكم عليه لأنّهُ صاحب سُلطان فىِ ذاتهِ لذلك يقول " لم تأخُذوا روح العالم بل الروح الذى من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا " ويوم ما صُلب فهمنا مُلكهِ " نحنُ أبناء وورثة " ماذا ترث ؟ ترث طبعهُ ومُلكهُ أى لنا سُلطان على الذات والحواس ولنا تدبير بداخلنا ولنا إرادة صلب الجسد والإمتناع عن الخطيّة ولنا مجد أولاد الله كون الأنبا أنطونيوس يبيع العالم ويُضحّىِ بحياتهُ لأجل المسيح لأنّهُ إنسان عرف مُلك المسيح الحقيقىِ وشاركهُ فيهِ وتعلّق بمُلكهِ الذى لا يزول لذلك إزدرى بالعالم كُلّهِ بولس الرسول يقول " ليتّكُم تعرفون مجد غِنى المسيح ومعرفة محبتهِ الفائقة لنا لأنّهُ فوق كُل رياسة وسُلطان وقوة وكُل إسم يُسمّى ليس فىِ هذا الدهر فقط بل وفىِ الآتىِ أيضاً "لا توجد مملكة تُقارن بمملكة المسيح لذلك نقول فىِ المديحة " ممالك الدُنيا تزول والمال كُلّه فانىِ " مملكة بابل كانت أقوى مملكة وزالت هكذا مملكة مادىِ وفارس زالت كثير من الممالك كانت صاحبة القوى العُظمى فىِ العالم وإنتهت لكن مملكة المسيح دائمة للأبد هذا هو مُلكهُ الذى يؤسّسهُ اليوم ونحنُ نفرح بهِ والكنيسة تُحب لقب المسيح ملكىِ وإلهىِ وتقول " ربنا وإلهنا ومُخلّصنا وملِكنا يسوع المسيح " تُحب الكنيسة تُعلن مُلك المسيح الحقيقىِ عليها ودائماً تُصلّى الصلاة الرّبانيّة " ليأتىِ ملكوتك " تُعلن لهُ أنّها تُريد سيطرتهُ عليها لذلك نقول " سكنوا الجبال من أجل عِظم محبتهُم للملك المسيح " ملك أيضاً الكنيسة تُحب تستعمل كلمة " سيدنا " لأنّها تُعلن مُلكهُ وسيادتهُ عليها عندما قال زكريا النبىِ " إبتهجىِ يا إبنة صهيون " من هى إبنة صهيون إلاّ الكنيسة فىِ العهد الجديد التى هى نحنُ وتُعلن فينا قّوتهُ ومملكتهُ وطهارتهُ هو جاء ليُعلن سُلطانهُ وسيطرتهُ الحقيقيّة على قلب الإنسان وعقلهُ هل هو بالنسبة لنا ملك فعلاً أم لنا ملك آخر مثل المادة والذات ؟ لا ملكىِ المسيح الذى أعُلن لهُ خضوعىِ الكامل وأفتخر إنّىِ من ضمن مملكتهُ الناس اليوم عندما يأخُذوا جنسية دولة عُظمى مثل أمريكا يفتخرون بها ونحنُ معنا أغلى جنسية وأجمل جنسية نحنُ الذين لنا سِمة على جباهنا معنا خِتم مملكة المسيح رشمة الميرون والجسد والدم الذى نأخُذهُ هو أجمل ما فينا ويُميّزنا عن كُل العالم نحنُ لنا شكل آخر ومذاق آخر مُختلف عن العالم كُلّهُ لذلك فلنفتخر بمملكتنا التى لا تزول أنا جنسيتىِ غالية جداً وتستحق أن أضحّىِ من أجلها كثيراً إحذر أن تكون غير مُقتنع بمُلك المسيح داخلك وتبحث عن ملك آخر كاليهود نحنُ ملكنا الحقيقىِ هو المسيح إِنتبه هو اليوم آتىِ فىِ صورة ملك وديع متواضع وجالس على أتان وجحش إبن أتان ويملُك على صليب لكنّهُ فىِ النهاية ملكوتهُ ليس كذلك يقول فىِ سِفر الرؤيا " أنّ الشمس لا تُعطىِ ضوءها والقمر يصير كالدم والنجوم تتساقط " ملكوت مُرعب وملوك الأرض والعُظماء والأغنياء والأقوياء والأمُراء الذين نُعظّمهُم الآن هؤلاء يقولون فىِ ملكوت المسيح الآتىِ " للجبال أسُقطىِ علينا وللآكام غطّينا عن وجه الجالس على العرش لأنّهُم أحبّوا مجد العالم أكثر من مجد الله " والله يقول لهُم أنا كثيراً ما تودّدت لكُم وأنتُم رفضتمونىِ وقُلتُم ليس لنا ملك إلاّ قيصر ليس لنا ملك إلاّ مجد العالم ومراكزهُ فمن يستطيع الوقوف فىِ ذلك اليوم ؟ بينّما يقول للذين قبلوا مُلكهِ على قلوبهُم " بعد هذا نظرت وإذا جمع كثير لم يستطع أحد أن يعدّه من كُل القبائل والأمُم والشعوب والألسنة واقفون أمام العرش وأمام الخروف مُتسربلين بثياب بيض وفىِ أيديهُم سعف النخل "السماء تساع كثيرين أمّا أنا إمّا أعُلن مُلكهُ علىّ هُنا وهُناك أو أرفُضهُ هُنا ويرفُضنىِ هو هُناك شعبهُ الذى يقول تسبحة الثلاث تقديسات ولهُم سِمات الخروف والكنيسة تُعلّمنا كُل ذلك من الآن وتُعلّمنا " لك القوة والمجد والبركة " تسبحة إِعلان مُلكهِ ومجدهِ وتُعلّمنا تسبحة الغلبة هذهِ هى الكنيسة المُنتصرة ونحنُ ملكوتهُ وأبناء الملكوت وليس لنا ملك آخر غيرهُ ونرفُض أى ملك آخر غيرهُ " إقتنينا لك يا الله لأننّا لا نعرف آخر سِواك " إجعلهُ ملك على قلبك وبيتك وحواسك وإشعُر أنّك مضبوط بهِ وإجعل كلمتهُ هى التى تحكُمك أى هى شريعتك وقانونك وحياتهُ هى سِراجك وعندما تسجُد أسُجد لهُ وعندما تعبُد إعُبدهُ وعندما تكون دالّة بينك وبينهُ إبعد غضبهُ عنك لأنّك أصبحت صديقةُ لذلك فىِ النهاية فوق لا يكون المسيح بالنسبة لك ولىِ ديّان بل حبيب " إذ لا شىء من الدينونة الآن على الذين هُم فىِ المسيح يسوع " ندخُل على يمينهُ ونُعاين عظمتهُ ونُسبّح لهُ لذلك لا يكفىِ العُمر لتسبيحهُ ولا حتى الأبديّة الكنيسة تصرُخ اليوم مُبارك الآتىِ بإسم الرب إهتفىِ يا إبنة صهيون أنّهُ أتى اليوم ليملُك على خشبة ويملُك أيضاً على قلوبنا ونصرُخ لهُ تعال وأملُك علينا من الآن وإلى المُنتهىِ ربنا يمتعنّا بملكوتهُ ويقبلنا عبيد عِنده ويسند كُل ضعف فينا بنعمتهُ لهُ المجد دائماً أبدياً أمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد
05 أبريل 2025

وضوح الهدف

مِنْ رِسالة القديس بولس الرسول إِلَى أهل فيلبّىِ بركاته على جميعنا آمين الإِصحاح الثالِث العدد السابِع :[ لكِنْ مَا كَانَ لِى رِبْحاً ، فَهذا قَدْ حَسِبتهُ مِنْ أجْلِ المسيحِ خَسَارَةً بَلْ إِنَّىِ أَحْسِبُ كُلَّ شىءٍ أيضاً خَسَارَةً مِنْ أجْلِ فَضْل مَعْرِفةِ المسيحِ يسوعَ رَبَّىِ ، الذّى مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأشيْاءِ ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَىْ أَرْبَحَ المَسِيحَ ، وَ أُوجَدَ فِيهِ ،لأِعْرِفَهُ ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ ، مُتَشبِّهاً بِمَوْتِهِ ، لَعَلِّى أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ الأْمْوَاتِ ] مِنْ أجل معرِفة المسيح خسرت كُلَّ حاجة ، خسرت أهلىِ ، خسرت جذورىِ وَكُلَّ الأمور الّلى بفتخِر بيها وَبعتبِرها وَلاَ حاجة ، أنا بحسِبها زِبالة وَلاَ حاجة وَكلِمة " جِعالة " يعنىِ المُكافأة ، كُلَّ ما كان الهدف فِى حياتنا واضِح كُلَّ ما أمور كتيرة إِتحسمِت ، وَلمّا يكونْ مش واضِح كُلَّ ما نتلغبِط وَنتضايق ، ما هو هدف حياتِك ؟ عايشة ليه ؟ إِيه هو هدف حياتىِ ؟ تحقيق ذاتىِ ! تحقيق لِذاتىِ ! أفتخِر على كُلَّ مَنْ حولىِ ! أُمدح مِنْ كُلَّ النّاس ، هدفىِ هو إِرضاء الله ، رِبح الأبديّة ، ما عنديش هدف أجمل منّه وَأعيش لِخدمِته وَ أعيش لِطاعته وَ لِمحبِّته يعنىِ واحِد يجرىِ ناحية حاجة فِى السبق بيبقى عارِف بيجرىِ ناحية إِيه ، لئلاّ يكون الجرى باطِل ، هدفىِ أحقِق صوت الله الّلى جوايا ، أصير إِنسانة مِنْ السماء ، أهم حاجة هى الملكوت وَنعمِة الله فِى حياتىِ وضوح الهدف مُهِم جِداً ، وَمِنْ أخطر الأمراض التّى تُصيبنا هو ضياع الهدف ، فنعيش فِى ضياع ، ما فيش نمو ، ما فيش تقدِم ، ما فيش نعمة ، بذرِة الملكوت لاَ يرعاها ، أقل شىء يُحزِنه ، يُفقِده هدوءه ، يُفقِده سلامه ، لأنّهُ هو مش فرحان بِربِنا ، مش عايش للملكوت الله لَمْ يخلِقنا أبداً علشان نعيش مش عارفين إِحنا عايزين إِيه ، لابُد أنْ يكون هدفىِ هو خلاص نَفْسَىِ ، وإِرضاء الله فِى كُلَّ يوم ، بل فِى كُلَّ لحظة فِى حياتىِ ، لِذلِك نقول فِى القُدّاس عَنَ القديسين [ الذّين أرضوك بالحقيقة مُنذُ البدء ] لأنّهُ هو كان قُدّامهُمْ فِى كُلَّ حين ربِنا الهدف بالنسبة لىّ ، الأبدية هدف بالنسبة لىّ ، إِرضاء الله هدف بالنسبة لىّ ،لاَ نُرضىِ ذواتنا وَغرورنا أبداً ، ياما الإِنسان يعيش مِنْ أجل الإِفتِخار ، حتّى لمّا يتعلِّم يُبقى علشان يتكبِّر وَحتّى اللبس علشان كِذا وَالحاجات دى بِتبعِده عَنَ الملكوت ياما الإِنسان ينخدِع وَ يعيش مِنْ أجل أهداف ثانويّة وَإِرضاء ذاتىِ ، بولس الرسول لمّا يترُك كُلَّ شىء حسبها نِفاية وَلاَ حاجة ، لأنّ الهدف واضِح ، عايِز أشوفه وَأشوفه هو بس ، كُلَّ إِنسان يدخُل فِى محبّة الله الأبدية تتضِح ، يعلى يعلى وَ العالمْ يتضاءل جِداً جِداً ليه ؟؟ لأنّ الهدف واضِح النّاس الّلى بيترُكوا كُلَّ شىء هُم مش ناس فاشلين فِى العالم أبداً ، لأنّ شُفنا أولاد المُلوك تركوا العالمْ ، لأنّ الهدف واضِح ، العالمْ يصغر يصغر لِدرجِة صفيحة زِبالة ، وَ إِنْ العالمْ ده قيد عليه ، وَمش عايِز يعيش له أبداً الأمور الّلى كُنت بفتخِر بيها أحسبها نِفاية ، يا خسارة الأيام الّلى كُنت بفتخِر فيها بِشهادتىِ وَذكائىِ دى كانِت ضايع فيها الهدف ، الّلى كُنت بعتبره زمان رِبح ده خسارة ، واحِد دخل الدير فبسأله عَنَ أخباره وَمدى إِرتياحه فِى الدير ، فقال ليه أنا لَمْ أجىِ هِنا مِنْ زمان ، العالمْ صغير جِداً ، الهدف لمّا يتصاغر تتصاغر أمامه حاجات كتير كُلَّ ما كان الهدف عالىِ فِى حياتىِ كُلَّ ما الأمور التانية تقل تقل ، القديسة إِيلارية بنت الملِك زينون كان إِشتياقها لِربّ المجد يسوع كان عالىِ جِداً جِداً ، وَكانِت تحسِب غِناها قيود عليها وَأغلال ، وَإِشتهِت أنْ تترُك كُلَّ شىء ، إيه الّلى يخلّيها تعمِل كده ، فِى هدف ظهر فِى حياتها أكبر مِنْ أنْ تكون ملِكة فِى ناس بِتتصارِع على المُلك ، مين الّلى يترُك كِده ؟ الّلى وجد كرامة أعظم ، فِى حد يسيب المجد وَالكرامة ويروح لطريق كُلّه أحزان وضيق ! الهدف واضِح وغالِب فِى كُلَّ حياته ، وَغالِب كُلّ ألمْ وَكُلَّ غِنى وَمجد أرضىِ ، وبيغلِب أمور جوّه نَفْسَه وَجوّه حياته ، غالِباً ما يكون هدفىِ إِنّىِ أُحترم مِنْ النّاس ، إيه هدفىِ ؟ إِرضاء الله ، الحياة لهُ وَلهُ وحدهُ ، هو ده الهدف فِى حياتىِ 0 كُلَّ يوم لازِم أصلِّح حاجة ، وَكُلَّ ما يكون الهدف جوايا يتهز ، أصلِّح نَفْسَىِ ، الأنبا أرسانيوس كان يقول لِنَفْسَه : يا أرسانىِ تأمِلّ فيما خرجت لأجله ، إِنت خرجت لأجل هدف مُعيّن ، هو رِبح المسيح وَ الملكوت ، لاَ أنشغِل بآخر أحد الآباء يقول [ فليبحث غيّرىِ عمّا يشاء عِوضاً عنك أمّا أنا فما يلِذ لىِ إِلاّ أنت ] ، أنا لىّ أهداف أُخرى وَإِشتياقات أُخرى ، لو لقيتىِ واحدة مبسوطة وَغنيّة وَعِندهُم عربيّة أقول ربِنا يفرّحهُمْ لكِن أنا لىّ إِنت لذّتىِ وَبهجتىِ ، مش عايزة حاجة أبداً على الأرض ، داوُد الملِك رغم كُلَّ مُلكه لَمْ يفقِد إِتضاعه وَيقول [ أُذكُر يارب داود وَكُلَّ دِعته ] ، وَتستميل قلبىِ إِليك لأنّهُ متواضِع ، هدفه واضِح ، هدفه مش المُلك ، إِنّهُ بيرضىِ ربِنا الملِكة أستير تقول أنت تعلم يا الله إِنّى أكره سِمة أُبّهتىِ وَ أنا مُنذُ أنْ أتيت لِهذا القصر لَمْ أشترِك مع ولائمهُم وَلاَ مشاكِلهُم ، أنا لاَ أفرح إِلاّ بك أنت يا إِله آبائىِ ، الغرور ده مش ساحبنىِ أبداً ، الهدف لمّا يُبقى واضِح وَلو كُنت ملِك ، المُلك لاَ يُبعدنىِ عَنَ ربِنا مهما كان لاَ يُغيِّر هدفىِ أبداً أنا عايزك إِنت ، إِنت وبس ، وأى شىء أحسِبه خِسارة ، وَلاَ يفرح قلبىِ غير بيك إِنت وحدك يا إِله آبائىِ ، النَفْسَ تفتِش فِى نَفْسَها بإِستمرار ، الهدف واضِح وَلاّ لأ ؟ لمّا الهدف يوضح الأمور تتحِسِم بطريقة سهلة ، القديسة أنا سيمون إِنْ كانت هُنا بِتخسر على الأرض وَلكِن بِتكسب مجد فِى السماء ، وَإِختارت طريق الإِهانة عِندىِ عشم إِنّك تفتح لىِ باب مراحِمك ، باب محبِتك إِنت ، هو ده الّلى عاوزه منّك ، وَأوعى تقفِل باب محبِتك أبداً أوعى ، كُلَّ ما الهدف يتضِح كُلَّ ما تعيش فِى فرح وَ تغلِب بِسهولة وَبِراحة ، وَيخلّىِ أمور كتيرة تتحِسِم ، إيه الّلى يخلّىِ أُمهات وَأبناء يُقدّموا حياتهُم ؟؟ عايزين الملكوت ، الهدف واضِح ، كُلَّ ما الهدف يتضِح كُلَّ ما الأمور تتجلّى وَتغلِب جوّايا ، وجود أى تردُّد ده مِنْ عدو الخير ، خطر كبير لمّا نكون إِحنا عايشين مش عارفين إِحنا عايشين ليه الإِنسان فِى العالمْ يعيش لأنّهُ بيخدِم ذاته وَلذّاته وَلكِن ده غرض سُرعان ما يزول وَلاَ يشبع الإِنسان وَيخلّىِ الإِنسان يعيش فِى فراغ ودائرة مِنْ الجهل ، فَلاَ يُحقِق الهدف الحقيقىِ وَهو إِرضاء الله القديس أوغسطينوس يقول [ خلقتنا يارب لك وَستظل نِفوسنا قلِقة ] ، مالياش غرض أكتر مِنْ إِنْ أُرضيك وَأعبُدك ، كُلَّ يوم لازِم أراجِع الغرض بِتاعىِ ، أترُك كُلَّ شىء وَ أحسِبهُ نِفاية مِنْ أجل فضل معرِفة المسيح ، شُفنا ملوك وَعُظماء تركوا كُلَّ شىء لأنّ فِى غرض مَلَكَ عليّهُمْ يخلّىِ الإِنسان لاَ يعيش إِلاّ لِربِنا ، وَلمّا يُدرِك الهدف تكون علاقتهُ بِربِنا أقوى وَ أقوى وَ أقوى فِى واحِد كتب تقرير عَنَ المسيحيين الذّين يستشهِدوا فقال : إِنْ كان المسيحيون يعيشون على الأرض إِلاّ أنّهُمْ يشعُرون أنّهُمْ مِنْ مواطنىِ السماء ، هُمْ يحيون فِى الجسد وَلكِن لاَ يحيون حسب الجسد ، لاَ يخدِمون أهواء وَلاَ يُستعبِدون لِشهوات ، كُلَّ أرض غريبة بالنسبة لهُمْ وطن ، وَكُلَّ وطن هو أرض غريبة لهُمْ ، مُمكِن يقعُدوا فِى أى حِتّة وَيعتِبروا إِنْ هذهِ الأرض غريبة لهُم ، هُمْ أصلاً مُتغرّبين مش هتفرِق معاهُمْ ، يُبارِكون مُبغِضيِهُمْ ، يحيون بالنسبة للجسد مِثل النِفْسَ بالنسبة للجسد ، النَفْسَ هى الّلى تُعطىِ الحياة للجسد [ لو كُنتُمْ مِنْ العالمْ لكان العالمْ أحبّكُمْ وَلكِن لستُمْ مِنْ العالمْ ] ، هُمْ لاَ يُؤثِر فيهُم حاجة أبداً ، ياما كانوا بيهدّدوا الأب بإِبنه ، وَلكِن كُنت نلاقىِ الطبيعة البشريّة مُتشدِّدة جِداً وَقوّة سماويّة مسانداهُمْ وَفِى غرض واضِح جِداً أنْ يعيشوا لإِرضاء الله 0 خلّوا بالكُمْ مِنْ مثل العُرس ، فِى ناس إِعتذرِت ، لازالت هذهِ الأعذار قائِمة إِلَى اليوم ، ياما إِنسان بيعتِذر لِربِنا لأنّهُ مُرتبِط بأرتباط ، مُرتبِط بِكذا ، كُلَّ ده لمّا يكون الإِنسان الهدف بِتاعة واضِح يغلِبه ، وَلاَ أى حاجة تعطِله لأنّ هدفه واضِح ، لازِم نكون غالبين لِهموم العالمْ وَأحزان العالمْ ، أوعى تكون فِى أهداف أُخرى تأخُذنا عَنَ هدف الأبديّة ، أنا بعدما أموت عِندىِ رجاء فِى الأبديّة ، يُبقى أنا المفروض دلوقتىِ أعيش للأبديّة إِذا كان أنا مُمكِن بـِ 10 سنين أو بـِ 20 سنة أربح الأبديّة ، يُبقى مش كتير على ربِنا أنْ أربح الأبديّة ، إِوعى تفتِكرىِ ده خِسر ، إِوعى تفتِكرىِ إِنّك لو ضحّيتىِ بِذاتك ده هياخُذ مِئة ضعف ، لازِم تكونىِ أحكم ، الأنبا أنطونيوس لمّا باع 300 فدان لَمْ يكُنْ مضغوط أبداً ، فِى إِقتناع كبير جِداً فِى السماء الهدف لمّا يكون واضِح فِى الإِنسان يخلّيه يعمِل أعمال كتيرة ، رُبّما تفوق طاقته ، إِنّ ذاك أفضل وَهو لاَ يخسر بل بالعكس ، لازِم أراجِع أهدافىِ ، أنا ليه عايشة ؟ إِوعى تكونىِ هدفِك ضايِع ، لازِم كُلَّ يوم أراجِع هدفىِ إِنهارده الّلى أنا عايشة فيه ، أرضيه وَلاّ لأ ! بُكره إِزاى أرضيه ؟ لازِم أرضيه ، كُلَّ يوم لازِم أبحث عَنَ شىء يُرضيه وَأبحث عَنَ شىء جديد يُرضيه وَ أدوس على كُلَّ شىء بِقناعة ، بِعز النِفْسَ الّلى شبعانه بِربِنا بتدوس بِغِنى ، أولاد الله الغِنى الّلى يجعلهُم أكرم بكتير جِداً مِنْ أى إِنسان عايش فِى العالمْ صدّقونىِ إِحنا لِغاية دلوقتىِ لَمْ نعرِف حقيقة الأبديّة ، إِحنا فِى الأبديّة هنشوف حاجات هتعزّينا جِداً ، لحظة واحِدة هتنسينا هموم العالمْ وَ أتعابنا ، هنكون عملنا إِيه مِنْ أجل المسيح ؟ صومنا شويّة ، جاهِدنا شويّة ، لحظة واحدة فِى المجد سوف تُنسينا ذلِك التعب ، لاَ تستغرب أبداً إِنّك تكون حياتك مع ربِنا فيها غِنى أوْ مجد ، لاَ تستغرب إِنْ كلِمة مئة ضعف دى شويّة ، ده مُجرّد تعبير أرضىِ عَنَ المجد ، المجد الّلى فِى السماء كبير جِداً لاَ يُقاس ، فإِنْ كان ما عِندنا فلنترُك ، وَلو كانْ فينا ما يصلُح فلنفعل لأنّ عِند ربِنا فِى أكاليل ، القديس مارِمينا أخذ ثلاث أكاليل واحِد للشهادة وواحِد للبتوليّة وواحِد لإِنفراده فِى البرّيّة ياما الصورة تُبقى مش واضحة قُدّامنا وَالصورة تتلغبِط ، إِحنا لينا دعوة أكبر ، وَلازِم يكون إشتياقنا أقوى وَأوضح للأبديّة ، لِذلِك فِى صلوات الكنيسة نقول [ وَ إِهدِنا إِلَى ملكوتك ] ، [ لِكى يكون لنا الكفاف فِى كُلَّ شىءً كُلَّ حينٍ نزدادَ فِى كُلَّ عملٍ صالِح ] يعلّمِنا إِزاى بِنعمِته بالمجد بِتاع الأبديّة ، أمّا الخُبز ده بتاع الأرض ، بس مين مُقتنِع إِن الله يكون الملِك على كُلَّ شىء قبل ذاته ، وَكُلَّ ما ربِنا يملُك أكتر وَالصورة توضِح أكتر فنوصل لِدرجة [ ها قَدْ تركنا كُلَّ شىء وَتبعناك ] وَنأخُذ مئة ضعف إِحنا غُرباء فِى العالمْ ، مالناش لينا فيه حاجة ، أعطينا السلام لِغاية ما نطلع لك فوق ، الإِنسان لمّا يُقيمْ مِنْ نَفْسَه إِله يعبُدهُ كُلَّ الأيام ، ربِنا مش عايِز كِده ربِنا يعلّمِنا كُلَّ يوم إِزاى هدفنا يُبقى واضِح علشان لو دخلِت أهداف أُخرى فِى حياتنا ، نقولّه يارب علّمِنا أنْ تكونْ الهدف بِتاعنا إِنت ، وَ إِنت وحدك ربِنا يسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والأنبا أنطونيوس محرم بك الأسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل