القمص: انطونيوس فهمى

Large image

ولد إدوار فهمى جوارجيوس إبراهيم بمدينة الأسكندرية عام 7/12/1962 وتخرج من كليه الصيدلة جامعة الاسكندرية عام 1988وأدى الخدمة العسكرية كضابط لمدة ثلاث سنوات ورشم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يوم الجمعة الموافق السابع من شهر نوفمبر عام 7/11/1996 بإسم أنطونيوس فهمى على مذبح الله بكنيسة القديسين العظيمين مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك. وتم ترقية القس أنطونيوس فهمى فى يوم تدشين الكنيسة يوم 15/2/2021 بيد صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال118 الى رتبة القمصية.

المقالات (209)

25 أغسطس 2024

السيدة العذراء فى العقيدة الأرثوذكسية الأحد الثالث من مسرى

النهارده الاحد الثالث من شهر مسرى ودائما بيجيء الاحد الثالث يتزامن مع عيد صعود جسد السيده العذراء ،عشان كده تقرأ علينا الفصل ده عندما كان يعلم وكان الجمع جالسا حولة فقالوا لة هوذا امك واخوتك خارجا يطلبونك فاجابهم وقال من هي امي واخواتي هوذا امك،، السيده العذراء وقفت في الخارج بتطلبه،الست العذراء احبائي لها كرامه كبيره جدا في الكنيسه، مهم جدا ان احنا نعرف كرامه الست العذراء في الكنيسه مش لمجرد ان هي قديسه ،لا احنا مش بنكرم العذراء لقداسه العذراء فقط ولكن بنكرم العذراء لانها ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه، بنكرم السيده العذراء لانها والده الإله فأحنا سر تكريمنا للسيده العذراء مش لمجرد اتضعها او عفتها او صمتها او صبرها او احتملها او طهارتها او نقاوتها ،، في حاجات ثانيه اهم من كده بكثير، لانها مش مجرد قديسة عاشت طريق القداسه لا هي اعلى من كدة بكتيرهى والده الآلة عشان كده لو جاء احد شكك في قديس ممكن يعني ما نتضايقش قوي،يعني يجي واحد يقول لك القديس ده اقوى من القديس ده ولا انا بحبه القديس ده اكثر من القديس ده نقول له وماله كلهم قديسين ما في مشكله انا شفيعى ابو سيفين واحد تانى يقولك مارجرجس واحد ثالث يقولك مارمينا اقولة كلهم كويسين وحلوين، المهم انك تحب القديسين لكن لو جاء واحد مس السيدة العذراء ف حاجة اقولة لة لا كلو الا دى لانها مش مجرد قديسة عادية، لانها امه الإله عشان كده يوم ما جاء احد يشكك في الست العذراء شويه الكنيسه كلها اتقلبت وقال لك نعمل مجمع ليه طب ليه لما يجي يكلموا على اي قديس ثاني ما ننزعجش كدة؟! اصل اللى يتكلم على العذراء يبقى بيتكلم عن ابنها واى مساس بالعدراء، هيمس المسيح يعني مثلا لو قلنا الست العذراء مش ممكن تولد الالة دي ولدت لنا بس الإنسان اول ما يتقال ان دي ولدت الانسان بس كده من غير ما يكون اله كده احنا مش مشكله ان احنا جرحنا العذراء فى حاجة المشكله ان احنا جرحنا العقيده المسيحيه نفسها،،لان كده مابقاش المولود منها الآلة المتجسد طب افرض احنا زودناها شويه وحبينا نكرم العذراء زياده ،ونقول دي مش بشر نقول عليها ان هي نازله من السماء دي حتى الحمل بتاعها اللي هي الطريقه التى حُبل بهآ العذراء نفسها ابوها وامها يعنى دى جاءت من غير زواج والعذراء دي حاجه فوق كل الناس نقولة لا خد بالك ،،لو كرمت العذراء زياده قوي كده وقولت انها مش بشر يبقى انت كده مسيت موضوع الخلاص يعني كده اللي جاي منها مش بشر لان هي مش بشر فلو قولت على الست العذراء ان هي مش بشر يبقى الجاى منها مش بشر يبقى مش هيفدى البشر يبقى لو جبتها اقل من كرامتها تبقى اذيت العقيدة ولو علتها فوق كرامتها يبقى انت كده برضه اذيت العقيده اى مساس بالعذراء هيمس العقيده المسيحيه نفسهاعشان كده احنا مش بنكرم العذراء انها مجرد قديسة لكنها مجرد جزء من عقيدتنا المسيحيه،، والده الإله اي قديس ممكن ممكن ناس تحبة اكتر على سبيل المثال ممكن احنا في اسكندريه نميل لمارينا ،للبابا كيرلس ممكن ناس في الصعيد يميلوا مثلا لشهداء اخميم يحبوا قوي الانبا شنوده والانبا بشاي، بيميلوا لهم جدا وما فيش مشكله تلاقي فى بحرى يحبوا الست رفقه والست دميانة كويس خالص مش غلط لكن نجيء عن الست العذراء ونقول لا دي مش بتاعه انتماءات كده ولا كلام كده ولا اهواء خاصه دي بتاعه المسيحيه كلها لان اللي هيشكك في قداستها وطهارتها يبقى شكك في العقيده المسيحيه نفسها غير اى قديس تانى اى قديس اخر متروك لك حرية الاختيار اتذكر مره سألوا سيدنا البابا ، بيقولوا له يا سيدنا في قديسه لسه ما كناش نسمع عنها كثير قبل كده اسمها القديسه مهرائيل عاوزين نسمع رأى قداستك في القديسه مهرائيل سيدنا ببساطه وحكمته المعهوده، على فكره دي ما كانتش على ايامنا انا ما اعرفش عنها حاجات كثير يعني ممكن قوي نقول على قديسه انا ما اعرفش عنه كثير لكن لما نيجي عند الست العذراء ما ينفعش، لانها تمس العقيده المسيحيه في قلبها عشان كده تبصي تلاقي الكنيسة تكرم الست العذراء جدا جدا نقول عنها انت اعلى من الشاروبيم وادل من السيرافيم نقول عنها انها السماء الثانية الزهرة النيرة الغير متغيرة الام الباقيه عذراء نتكلم عنها انها ام رحيمه قادره،ونقول لها اشفعي فينا امام المسيح الذى ولدتيه لكي ينعم لنا بغفران خطاياناعندما شككوا في السيده العذراء اجتمع مجمع ووضع في قانون الإيمان مقدمه للسيده العذراء نعظمك يا ام النور الحقيقي ونمجدك لانكى ولدتى لنا مخلص العالم ليه؟ لا مش هنفوت الترجيع في العذراء ده، لان يوم ما هنجرح في العذراء يبقى جرحنا في العقيده المسيحيه كلها، عشان كده تلاقي رأيين متطرفين في النظر الى السيده العذراء، نقول عنهم رأى نسطور ورأى اوطاخى ايه رايك نسطور؟ قالك مش ممكن امراه تولد الاله ،ومش ممكن الاله الغير محدود يبقى في بطن واحده ست،، واقنع الناس بذلك، قالوا له امال ايه ،قال لهم بعد ما هي ولدته حل عليه اللاهوت بعد ما هي ولدته حل عليه اللاهوت طب وبعدين قال لك بقى هم الاثنين موجودين اللاهوت والناسوت لكن هما الاتنين مش واحد فكان لما يسوع يقيم موتى دة اللاهوت لما يسوع يجوع ولا يعطش ده كده الناسوت فعمل لاهوت فصل في الناسوت عن اللاهوت سموه لاهوت المصاحبه،يعني كأن يسوع ده ماشي واللاهوت جنبه وقت ما يحتاج اللاهوت اللاهوت يدخل وقت مايحتاج الناسوت الناسوت يدخل قولنالوا لا لا اللي كان جوه بطن الست العذراء ده هو الله الكلمه بالحقيقه واللي كان جوه بطنها ده هو الاله المتجسد واحد مع الأب فى الجوهر اللي كان جوه بطن الست العذراء دة القدوس المولود منها يدعى ابن الله ده كلام الملاك كلام البشاره كلام السماء مش كلامنا مش احنا اللي عملنا الست العذراء مش الكنيسه الارثوذكسيه هي اللي صنعت السيده العذراء لا ده هو ربنا اللي سمح لها بكده واعطاها هذه الكرامه وهو كلام الملاك ليها ووعد الملاك ليها كدة فأحنا لو شككنا فيها يبقى بنشكك فى كلمه ربنا وفى وعد الملاك والعقيده المسيحيه كلها من اللحظه التي حصل فيها الحمل الالهي بإن بذرة الروح القدس وضعت في بطن السيده العذراء بزره الروح القدس التي حلت في بطن الست العذراء وابتدى الجنين كطفل يتكون جواها كان هناك اتحاد بين اللاهوت والناسوت ودي كانت بدايه الابن المتجسد لكن الابن مولود من الاب قبل كل الظهور لكن دة كان لبدايته في بطنها عشان يتولد الولاده الزمنيه،، لان الابن له ولادتين ولاده ازليه وولاده زمنيه الولاده الزمنيه اللي اتولد فيها من بطن الست العذراء ده كان من اجل خلاصنا جاء وتجسد لكن قبل كده هو موجود قبل كل الدهور طب عمل ايه دلوقتي؟ اخذ جسدا ،،فلما كان في بطن الست العذراء اتحد بها اللاهوت بالناسوت جوة بطنها والي ولدتهلنا ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه،واصبح واحد مع الاب فى الجوهراذا لو انا قولت ان اللي كان جوه بطن الست العذراء ده يسوع اللي هو مش اله يبقى هي ولدت مسيح مش الآلة اذا اللي جاي يفدينا مش اله اذا ما فدناش ،يبقى اللي اتصلب على الصليب ده مش آلة اذا يبقى خلاصة محدود على رأيه معلمنا بولس الرسول بالجهل يموت بار من اجل واحد لو في واحد عايز يفدي واحد بالعافيه واحد يموت بدل واحده دة لو الناس قبلت يعنى لكن مش ممكن واحد يموت من اجل مجموعه لكن لانه الاله مات من اجل الجميع ولما مات من اجل الجميع وهو آله قال لك الجميع اذا ماتوا اذا لاشى من الدينونة الآن مع الذين فى المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح اذا الذى اعطى فداء للمسيح قيمه انه اله الذي جعل قيمه فدائة غير محدوده ان هو غير محدود الذى قدر ان يفدى خطايا جميع البشر منذ آدم الى اخر الدهور انه هو آلة اذا اللى كان جوة الست العذراءته دة الله الكلمه يبقى لما جاءنا نستور يعمل دستور المصاحبه وشكك في عقيده الست العذراء لقينا الكنيسه بتدافع ولقينا الكنيسه بتكرم السيده العذراء ولقينا قديس اسمه القديس كيرلس بيعمل حاجه اسمها ثؤطوكيات لحنها ووضعها لاجل المؤمنين يسبحوا بها خد بالك من اكثر الحاجات اللي تثبت العقيده عندنا حضور الصلوات الطقسيه لما تيجي انت تصلي الاجبيه تعرف يعني ايه نعظمك يا ام النور الحقيقي تعرف يعني ايه السلام لكى نسالك ايتها القديسه المملوءه مجدا تلاقي جوه الاجبيه كل صلوة القطعه الثالثه تكلمك عن السيده العذراء وكأن الكنيسه تسمع الافكار اللي من بره اللي بتعاكس افكار اولادها وبتخرب عقولهم واللي بتشككهم في عقيدتهم وتقول لم اترك اولادي يتشتتوا ،هصيغ لهم الصياغة المضبوطة التى تعبر لهم عن عقيدتهم واضع ها لهم فى العبادة عشان يصلوا بها كثير ولما يصلوا بها كثير يبقى كده عقيدتهم يحصل لها ايه؟ تثبت، عشان كده كل مره تقول بالحقيقه نؤمن انت كده بتقر بايمانك المسيحي كلة كل مره بتقول نعظمك يا ام نور الحقيقي انت كده بتعلن كرامه السيده العذراء في حياتك وعقيدتك وايمانك بها بتثبت علشان كده وضعوا الثيؤتوكيات فى التسبحة بحيث نعرف يعنى اية الست العذراء في عقيدتنا ومسيحيتنا فلو احنا قولنا ان الذى كان جوه بطن الست العذراء ده انسان بس يبقى اللي جاى يفدينا إنسان بس يبقى ما يقدرش يفدينا لانه محدود ويبقى كده احنا قسمنا اقنوم الإبن واصبحوا اثنين مش واحد، بقى طبيعتين ومشيئتين واصبح إلة منفصل عن الإنسان عشان كده الكنيسه تقولك ان لاهوتة لم يفارق ناسوته لحظه واحده ولا طرفه عين الاثنين في اتحاد ما تفارقوش ابدا لاهوت كامل وناسوت كامل لاهوت بكل طبيعتة وناسوت بكل طبيعتة عشان كده بنؤكد على ان الست العذراء بشر انسانه وفي نفس الوقت حملت بالاله جاء واحد اخر قال ان اللاهوت مكنش متحد بالناسوت لكن مصاحبه بمعنى ان اللاهوت كان مصاحب الناسوت فجاء اوطاخى يعالج هذا الامرفتترك فى العلاج وانشا لنا بدعه جديده قال كان اللاهوت متحد بالناسوت كده تمام انت كدة عالجت المشكله راح مفكر تفكير كده خدعته جدا بس اللاهوت عندما اتحد بالناسوت اللاهوت اقوى فدوب الناسوت بلع الناسوت جعله لاهوت فقط طب فين الناسوت ؟ قالك الناسوت يمثل واحد على مليون واللاهوت يمثل الباقي لا انت كده خليت لنا اللي جاي يفدينا اله بس طب لما هو إلة بس كان يقول كلمه من السماء يفدينا بها وخلاص اللى كان محتاج للفداء هو الطبع البشري اذا كان لازم يكون بشر فجاء اوطاخى قال ان اللاهوت بلع الناسوت قولنالوا اللى كنا شايفينه دة بيتحرك ويعمل معجزات ،ومره يأكل ومره يتكلم ومره يمشي ومره يتعب ده كان ايه قال لك ده كان خيال خيال لان طبع اللاهوت غلب على طبع الناسوت وبلعه شبها كده اكننا جبنا في محيط كبير حطينا في نقطه خل نقطه الخل في المحيط الكبير حصل لها ايه تلاشت قالك الناسوت تلاشى داخل اللاهوت قولنالوا لا يعني كده يجيء الله يفدينا بيفدى الله؟! هو الله محتاج فداء هو جاى لية؟للبشر اذا لازم يكون بشر عشان كدة اوطاخى عندما فعل هذة البدعة قولنا لة لا دة لاهوت كامل وناسوت كامل وجميل ان ربنا عامل حساب الحاجات دي من زمان ربنا جعل موسى يشوف المنظر بتاع العليقه من زمان عشان يفهمنا يعني ايه عشان يفهمنا يعني ايه لاهوت وناسوت قال له بص يا موسى عليقه شجره مشتعله بالنار شيء طبيعي جدا لو جبنا شجره وعماله النار تشتعل فيها عشر دقائق ربع ساعه ساعة شيء طبيعي ان الشجره تتحرق قال لك لا ظلت النار مشتعلة في العليقه مده طويله جدا ونار حاميه جدا والعليقه زي ما هي شايف الخضار بتاعها خضراء وبتتحرق قال لك ده الناسوت واللاهوت في نار اه في نار وفي شجر اه في شجره النار حرقت الشجره ؟ قال لك لا ما حرقتش الشجره وظلت الشجرة شجره وظل النار نار ونقدر نقول عليهم ان الاثنين دلوقتي موجودين اللي احنا شايفين عليقة مشتعلة ما نقدرش نقسمهم ولا نقدر ابدا ان احنا نقول ان النار اكلت العليقه قال لك كده اللي كان جوه بطن الست العذراء، اللاهوت موجود والناسوت موجود اللاهوت لم يلغى الناسوت ولا بلعة وفضل اللاهوت لاهوت وفضل الناسوت ناسوت زي بالضبط كده تشبيه اللي قالوا القديس كيرلس الفحم والنار تجيب الفحم تولعه بالنار انت شايف ايه دلوقتي شايف حاجه اسمها جمره بقت جمره في نار تمسكها تحرقك لكن لما تمسكها تحرقك هل هى نار بس ولا معها فحم معها برضو فحم وظل الفحم فحم وظلت النار نار ونقدر نقول ان النار مالوش وزن لكن بيحرق والفحم لة وزن ولم يحرقك الانسان ولكن الاتنين متحدين بعضهم البعض ومعطين لنا جمرة حملت الجمره كل صفات الفحمة وكل صفات النار معتلنا جمره حملت الجمره كل صفات الفحمه وكل صفات النار العليقه المشتعله كل صفات العليقه وكل صفات النار ،ده اللاهوت اللي اتحد بالناسوت ما فيش حاجه لغت الثانيه ابدا واللاهوت لم يبلع الناسوت ما لغاش الناسوت ابدا عشان كده تلاحظوا اقول لكم الكنيسه بتاعتنا تأكد على الحقائق اللاهوتيه عن طريق العبارات التي تصلى، لما نيجي نقول في المجمع نقول كل القديسين لكن نيجى عند السيدة العذراء نقول وبالاكثر القديسه المملوءه مجدا العذراء كل حين والده الاله خلي بالك العذراء كل حين دى بنرد بها على الناس اللى بتشكك خذ بالك الكنيسه واعيه قوي والده الاله القديسه الطاهره مريم كل العبارات الطويله دي قوي عشان بنأكد التي ولدت لنا الله الكلمه خلي بالك من كلمه مهمه قوي الكنيسه اللي حبه تستخدمها بالحقيقه ليه بالحقيقه عشان تأكد علينا ان اللي اتولد ده كان انسان واتولد منها بالحقيقه لانه ما كانش مجرد ولاده وهميه ولا خياليه ولا الذى جاء دة كان مجرد خيال عشان كده لو تاخدوا بالكم كلمه بالحقيقه دي الكنيسه تغير النغمه فيها يعني يقول لك مثلا التي ولدت لنا الله الكلمه بالحقيقه اشمعنى دي قال لك عشان دي انا عاوزه ااكد عليها في اذهانكم ان اللي اتولد ده الله الكلمه بالحقيقه ما كانش وهم ولا خيال عشان كده برضه لما تيجي في الاعتراف الاخير ان الكنيسه اللى ابونا بيقولوا انت كدة خلاص مجرد ان انت تقول امين على الاعتراف الاخير اتفضل اتناول قال لك وجعله واحدا مع لاهوتة اول ما قال لك وجعله واحد مع لاهوته الكنيسه خافت قال لك احنا خائفين لحد يقول جعله واحد مع لاهوته ان اللاهوت بلع النسور فوضعوا عباره بغير اختلاط ولا امتزاجا ولا تغيير لما جاء اللاهوت مع الناسوت لم يتغير بغير اختلاط ولم امتزاج ولا تغيير ما غيرش طبعة كل ده في الست العذراء لو شككت في الست العذراء تشكك في المسيحيه كلها عشان كده القديس كيرلس الكبير يقول لك عليها معمل اتحاد الطبائع معمل بطن الست العذراء معمل اتحاد الطبائع اللي هي الطبيعه الالهيه والطبيعه الناسوتيه نقول عليها في المديح بتاعها السلام لك يا مريم السلام لك يا خزانه حاويه اسرار اللاهوت تقول لي بس الكلام ده يفوق العقل اقول لك فعلا يفوق العقل خد بالك موسى عندما اقترب العليقة ربنا قال له قف ما تقربش فوقف خاف بعد كده قال له اخلع نعليك فخلع نعلية فقرب اقرب ولة ماقربش قال له تقرب بس تقرب بشرط ان تخلع نعليك اي تتخلص من كل ما هو بشري وارضى لكي تقترب لتفهم كل هذة الحقيقه السماويه عشان كده تحس الست العذراء تحير نقول عليها الام والعبدة تبص تلاقي انت متعجب منها اية البساطه دي ؟!وايه المجد ده ايه البنت الغلبانه الفقيره دي اللي بقت مكرمه اكثر من جميع ملوك الارض فقيرة جدا بس مكرمه اكثر من جميع ملوك الارض صامته جدا لكن السماوات تسبحها وتمجدها عشان كدا الست العذراء كرامتها كرامه كبيره جدا حاجه اخيره اقولها لك لان اخواتنا الكاثوليك لما قعدوا يعظموا في العذراء قوي قوي راحوا شت بيهم فكرهم شويه وعظموها عن هى مجرد اعظم من البشر اقولك يوم مانعظم العذراء على انها اعظم من البشر احنا بنقول كده طالما هى اعلى من البشر تبقى اللى ولدتة اعلى من البشر يبقى مافداش البشر لازم نعرف ان هي بشر هى بيقولك حُبل بها بلا دنس وبعدين قال لك عن حاجه اسمها عصمه العذراء يعني دي واحدة مولودة ما تغلطش اقولك لا ده الروح القدس حل عليها وطهرها وهي قالت تبتهج روحي بالله مخلصى اذا هى محتاجه للخلاص ما اقدرش اقول ان الست العذراء معصومة من الخطا مقدرش انا عارف ان هي كُليه القداسه، لكن ما اقدرش اقول انه طبعها ما بيغلطش مااقدرش هى إنسانه ولما جينا هنا النهارده سنكسار يقرا لنا قصه صعود جسدها في ناس قال لك دى قامت ماتت وقامت وصعدت نقول له لا ما قامتش الست العذراء ماتت وجاء ربنا يسوع المسيح قال انا مش هخلي جسدها يبقى على الارض فجاء بملائكته وصعد بها الى السماء قال الارض ما تستاهلش ان يكون بها جسدها فصعد بجسدها الميت الى فوق فيوم ما نقول ان هي ماتت وقامت وصعدت عاوزين نقول ان هي الة لا هى مش آلة عاوزين نقول ان هي معصومه من الغلط نقول لا هي مش معصومه من الغلط يوم ما نقول انها هي حُبل بها بلا دنس يعني جاءت من غير زواج هي نفسها اقولك برضة لاهى جاءت بزواج طبيعي هى بشر عشان كده لما نمس الست العذراء فى حاجه تلاقي شيء طبيعي العقيده المسيحيه اتهزت اقولك لا هي إنسانه لكن هي الروح القدس اختارها وحل عليها وهيأها انها تكون ام الى الله كرم الست العذراء في حياتك قوي وقرب منها قوي مين اللي يستاهل يصاحب سيده ملوك الارض كلها مين اللي يستاهل انه يكون عنده شفاعة بأم الاله مين اللي يستاهل كده يحط ايقوناتها في بيتة ويكلمها ويشتكلها ويحكي لها ويكلمها الست العذراء تبقى في حياتك تبقى جوهر ايمان تبقى حقيقه جميله في حياتك يابختك كدة وانت متشفع بأم الله دة اللي بيعرف واحده يكون لها كرامه كبيره كده بيفتخر بها قوي افتخر لان ام الاله جاءت على الارض وبقت قريبه مننا قوي عشان كده من ضمن الألقاب اللي بنقولها للست العذراءنقول عليها فخر جنسنا احلى حاجه فى جنسنا كلة هى الست العذراء ولان الالة ظل ينظر ويبحث فى الجنس البشري فوجد اجمل نوع في الجنس البشري افخر نوع في الجنس البشري كانت الست العذراء بس خلي بالك بنأكد افخر نوع في الجنس البشري عشان يتولد منها يبقى اللة الكلمة بالحقيقه ربنا يعطينا بركة الست العذراء فى حياتنا نعظمها ونمجدها فى كل حين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الى الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
06 أغسطس 2024

حياة القداسة

فِى الأيَّام الجمِيلة بِتاعت أُمِنا السِت العدرا نحِب إنْ إحنا نقف عند أمور تهمِنا إحنا ،كُلِّنا بِنعترِف بِقداسِة وَكرامة وَفضايِل أُمِنا السِت العدرا لكِنْ لابُد أنْ تكون هذِهِ الأمور هِى لنا ، عشان كده إحنا بنقُول عَنْ أُمِنا السِت العدرا " القديسة الطاهرة مريم " ، فأحِب أنْ أكلِّم معاكم شوية عَنْ حياة القداسةمُعلِّمنا بولس فِى رِسالته لِتسالونِيكِى يقول لنا كده [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ]( 1تس 4 : 3 ) ، يعنِى ربِّنا عايزكم تبقوا قديسِين ، إِرادة الله لِنا أنْ نكُون قديسِين ، يارب إنت عايزنا إيه ؟ عايزكم قديسِين ، نقوله بس يارب دى كلِمة كبيرة علينا قوى ، إحنا لاَ نحتملها ، ما نقدرش أبداً نستوعِب إنْ إحنا نُبقى قديسِين ، عشان كده عايز أكلِّم معاكم شوية النهارده عَنْ مفهوم القداسة وَعَنْ مُعوِقات القداسة وَعَنْ طريق القداسة0 1- مفهوم القداسة :- إوعى تفتِكر إِنْ القداسة دى لِفئة مُعيَّنة مِنْ النَّاس وَناس لأ ، إوعى تفتِكر إِنْ القداسة دى لِناس وصلوا لِجِهاد كبير جِدّاً مِنْ الجِهاد الرُّوحِى لِدرجِة إِنْ هُمَّ وصلوا إِنهم ما بيعملوش خطيَّة أبداًإحنا فكرِنا عَنْ القداسة كده ، إِنْ القداسة يعنِى واحِد ما بيغلطش ، القداسة يعنِى واحِد كامِل فِى كُلَّ شئ ، أقولك00لأ00ده مفهوم خاطئ للقداسة ، تقولِى القداسة هِى إيه ؟ أقولك إنه ربِّنا بيقولك كده[ لأِنَّ الله لَمْ يدعُنا للنجاسة بَلْ فِي القداسةِ ] ( 1تس 4 : 7 ) ، كُلِّنا مدعوِين للقداسة ، لِدرجِة إِنْ مُعلِّمنا بولس كَانَ مُمكِنْ يخاطِب أهل كنيسة كُلَّها يقولك [ إِلَى القديسين الَّذِينَ فِي رومية ] ،فِكرك هُوَ بينكم فِئة مُعيَّنة وَالاَّ كُلَّ مسيحِى رومية ؟!! مسيحِى رومية يقولوا عليهم قديسِين ، يعنِى أقدر أقول دلوقتِى بِدون مُجاملة لكم " إِلَى قديسِى كنيسة مارِمينا بالمندره " ، أقول لكم صدَّقونِى بِدون مُجاملة أنا أقدر أقول لكم إِنْ إِنتم دلوقتِى قاعدِين فِى بيت ربِّنا أقدر أخاطِبكم أقول لكم " يا قديسِى كنيسة مارِمينا بالمندره " ، تقولِى بس كده تنفُخنا يا أبونا وَالحِكاية يعنِى مِش كده خالِص ، ده يمكِنْ قُدسك بتقول كده عشان شايفنا دلوقتِى فِى الكنيسة وَالاَّ شكلِنا كويس لكِنْ إحنا أفعالنا صعبة جِدّاً أقول أفعالكم صعبة وَلكِنْ سالكِين فِى طريق القداسة وَإِنْ عملتم خطايا فالخطايا فِى حياتكم شئ عارِض تقاوموه وَترفضوه وَتحاولوا أنْ تخرجوا مِنْ سُلطانه إِلَى أنْ تنالوا القداسة ، فليس معنى القداسة إنه إِنسان لاَ يُخطئ وَلكِنْ معنى القداسة إنه إِنسان يرفض الخطأ وَإِنْ أخطأ ، فليس معنى القداسة إنه لاَ يُخطِئ وَلكِنْ يرفض الخطأ إِنْ أخطأ ، ليس معنى القداسة إِنْ إِنسان وصل للكمال لكِنْ معنى القداسة إنه إِنسان سائِر فِى طريق الكمال عارِف إنت أقولك تشبيه ، إيه رأيك إنت كده فِى لو واحِد فِيكم كده إبنه وَلاَّ بِنته ربِّنا سمح لَه يجِيب مجموع كويس وَيدخل مثلاً كلية الطب ، لِسه إحنا مقدمِين له فِى التنسِيق وَجات لَه الكارتة تقول إِنْ جات له كلية الطب ، تلاقِى الواحِد فرحان بابنه وَإبتدى يقوله يا إيه ؟ يا دكتور ، دكتور عَلَى إيه ؟ هُوَ لِسه حَتَّى خد كلمتين ، مخدش وَلاَ حاجة باعتبار ما سيكون ، باعتبار إِنْ هُوَ سالِك فِى طريق كلية الطب ، طب دخل أوِل سنة ، أوِل سنة دى ما بيخدوش وَلاَ كلمة لها عِلاَقة بِالطب وَمَعْ كده نقوله إيه00يا دكتور ، إحنا سالكِين فِى طريق القداسة وَإِنْ كُنَّا لَمْ نبلُغ نِهايِتها وَلكِنْ سالكِين فنحنُ قديسِين ليسَ لأِننا بلغنا طريق كمال القداسة وَلكِنْ لأِننا سالكِين فِى طريق القداسة إذاً إحنا نحزن عَلَى أنفُسنا إِنْ تركنا هذا الطريق وَنطمئِن عَلَى نِفُوسنا مادُمنا سالكِين فِى هذا الطريق ، إِنت إحزن عَلَى نَفْسك بقى – بعد الشَّر – لَوْ الولد إبنِنا ده دخل كلية الطب ، سقط فِى سنة أولى راحوا عادوا له السنة سقط فِيها تانِى مرَّة راحوا عادوا السنة ثالِث مرَّة وَأعطوا لَهُ إِنذار قالوا لَه لو سقطت حا نطلَّعك ، يسموهاExterner يعنِى أخِر حاجة فِى أخِر حاجة فيعطوا لَه سنة أخِيرة لَوْ الولد ده سقط 3 سنِين فِى أوِل سنة يقولوا لَه إِنت واضِح إختيارك كَانَ غلط ، واضِح إِنْ إِنت ميولك وَذِهنك وَاستعدادتك ما تناسِبش الطريق ده ، بعد إِذنك يُمكِنْ أنْ تختار كلية أخرى ؟!! يكروشوه إِحنا سالكِين فِى طريق القداسة وَبنجاهِد فِيه أوْ مُمكِنْ فِينا ناس بتجِيب تقدِيرات عالية لكِنْ إِحنا برضه قديسِين ، [ نجماً يمتازُ عَنْ نجمٍ فِي المجدِ ] ( 1كو 15 : 41 ) ، لكِنْ برضه إِحنا قديسِين ، عشان كده أحبائِى إِحنا سالكِين فِى طريق العالم ده لازِم نسلُك فِيه بمفهُوم حياة القداسة ، لمَّا الإِنسان يُدرِك أنَّهُ مدعو قديس مِنْ الله يفرح جِدّاً فِى حياته ، كُلِّنا سكن فِينا رُوح القداسة ، كُلِّنا سكِن فِينا الرُّوح القدس ، عشان كده لازِم تفهم إنه ليسَ معنى القداسة أنَّك معصُوم مِنْ الخطيَّة وَلكِنْ معنى القداسة أنَّهُ ترفُض الخطيَّة عارِف إِنت كده الشئ الطبيعِى بِتاع أى إِنسان فِينا إنه بيمشِى عَلَى رجليه ، لَوْ حصل يعنِى وَاكعبِل وقع يعمِل إيه ؟ عَلَى طول يحصل إيه ؟ يقوم وَيكمِّل عَلَى رجليه ، الشئ الَّلِى مِش طبيعِى فِينا إِنْ إِحنا نِسحف عَلَى بطنِنا أوْ نمشِى عَلَى ايدِينا وَرجلِينا ده مِش طبيعِى لكِنْ الطبيعِى إِنْ أنا أمشِى عَلَى رجلىَّ0 مِنْ يوم ما ربِّنا يسُوع المسِيح سمح لِنا أنْ نولد مِنْ الماء وَالرُّوح سمح لِنا أنْ نكُون قديسِين فأعطاك إِمكانية تمشِى عَلَى رجليك لكِنْ إِنْ وقعت تِعمِل إيه ؟ قوم بسرعة عشان تكمِّل برضه عَلَى رِجليك ، عشان كده مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يقولك [ لكِن اِغتسلتُمْ بَلْ تقدَّستُمْ بَلْ تبرَّرتُمْ ] ( 1كو 6 : 11) ، إِغتسلتُمْ يعنِى إيه ؟ معمودية ، مِنْ يوم ما اتعمِدنا إِحنا بقينا قديسِين ، فإحنا مولودِين قديسِين مِنْ الماء وَالرُّوح مِنْ بطن أُمِنا الكنيسة ، إِحنا ثمرِة زواج مُقدَّس بين المسِيح وَعروسه الكنيسة ، فنحنُ ثمرِة هذا الزواج فكيف نكون نحنُ ثمرة غير مُقدَّسة لِزواج مُقدَّس ؟ إِحنا مولودِين مِنْ الكنيسة ، يقولوا عَلَى بطن المعمودية هِى دى الأم بِتاعِتنا الَّلِى إِحنا مولودِين مِنَّها أنا فاكِر مرَّة كُنت بكلِّم ولاد فِى سِن إعدادِى بقولهم هُوَ يسُوع تزوَّج وَلاَّ لأ ؟ قالوا لِى ما تجوزش ، قُلت لهم00لأ00يسُوع تزوَّج ، قالوا لِى تزوَّج منين ؟ قُلت لهم ها أقول لكم عَلَى الشرُوط بِتاعِت يسُوع عشان نشوف لَه عروسة زيه :- يسُوع بِلاَ عيب هاتوا لِى عروسة بِلاَ عيب0 يسُوع أزلِى أبدِى هاتوا لِى عروسة تكون أزلية وَأبدية0 يسُوع قدُّوس هاتوا لِى عروسة تكون0000قعدنا نجِيب صِفات لقينا مافِيش عروسة تِنفع ، قُلت لهم لأ فِى عروسة تِنفع هِى مِين بقى ؟ الكنيسة ، فالمسِيح إِقترن بِالكنيسة وَكَانَ ثمرِة هذا الإِقتران هُوَ إِنتم عشان كده كُلَّ واحِد فِيكم يتعمِد يسَّبِب للكنيسة فرحة00لِيه ؟ رُزِقت بِمولود جدِيد ،عشان كده تاخد بالك مثلاً لمَّا حد يجِيب طِفل يعمِّده مِش مِنْ حقه ياخده وَيمشِى00لأ00نقوله00لأ00الولد ده مِش إِبنك بس ده إِبنِنا كُلِّنا ، ده إِحنا لازِم نِعمِل لَه إيه ؟ زفَّة وَكُلِّنا نِحضر الزَّفة دى وَنُبقى فرحانِين جِدّاً بِالعضو الجدِيد الَّلِى أُضِيف إِلينا ، صَارَ إِنتساب هذا الولد ليسَ لأبوه وَأمه لكِنْ لِلمسِيح وَالكنيسة ، صَارتَ الكنيسة أمه وَالمسيِح أبوه ، طب أبوه وَأمه دول إيه ؟ أقولك دول صاروا مؤتمنِين عَلَى تربيته وُكلاء عليه ، فا تُعتبر الكنيسة مِثل يُوكابِد كمُرضعة لِمُوسى00مُجرَّد إيه00وَترَّجعه تانِى ، فالكنيسة بِتأتمِنكمْ عَلَى أولادكم لإِنْ فِى الحقيقة الولاد دول أساساً ولاد مِين ؟ ولاد المسِيح ، ولاد المسِيح وَالكنيسة إِزاى ما يكونوش قديسِين وَإِزاى يستغربوا عَلَى دعوِتهم إِنْ هُمَّ قديسِين إِذا كانوا هُمَّ ولاد المسِيح00ولاد الكنيسة ، المسِيح وَالكنيسة يجِيبُوا إيه ؟ يجِيبُوا قديسِين ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ مِش معنى القداسة إِنْ إِنت مِش بِتغلط وَلكِنْ إِنْ إِنت بِترفُض الخطيَّة واحِد جسمه مُمكِنْ يِعرق بس باستمرار بيستحمى ، باستمرار بِيُبقى نظِيف ، مِش معنى إنه باستمرار نظِيف مِش معنى إِنْ الجو الَّلِى حواليه كُلّه يُبقى جو مُعقم ، وَمِش معنى إِنْ باستمرار نظِيف إِنْ جسمه بقى مِش قابِل لإِفرازات عرق00أبداً00ده هُوَ جِسمه نظِيف وَإِنْ كَانَ عايِش فِى وسط مُلُّوث أوْ جِسم قابِل للتلُّوث ، أدى مفهوم القداسة مفهوم القداسة أنْ يكون الخطيَّة بِالنِسبة لِنا شئ عارِض ، مفهوم القداسة بِالنِسبة لِنا أنْ نُقاوِم حَتَّى الدم ضِد خطايانا ، لإِنْ إِحنا ما نِقدرش نقول إِنْ إِحنا قديسِين معناها إِنْ إِحنا بِلاَ خطيَّة00لأ ما نِقدرش ، مِين ده يِقدر يقول عَلَى نَفْسَه كده ، ده يقولك كده [ إِن قُلنا إِنَّنا لَمْ نُخطِئ نجعلهُ كاذِباً وَكلِمتُهُ ليست فِينا ]( 1يو 1 : 10) ، يعنِى نخلِّى ربِّنا نَفْسَه كدَّاب ، لو قُلنا إِنْ إِحنا إيه ؟ بِلاَ خطيَّة ، مِين ده الَّلِى يقول كده ؟!! يقولك [ لَوْ قُلنا أنَّنا بِلاَ خطيَّة ] ، إِحنا خُطاة ، إزاى نِجمع بين التعارُض ده إِنْ إِحنا خُطاه وَفِى نَفْسَ الوقت قديسِين ؟!! إِنْ إِحنا مدعوِين للقداسة وَلمَّا تِيجِى لنا الخطيَّة بنرفُضها وَبِنبغُضها وَبِنطرُدها وَلاَ نقبلها وَلاَ نتصالح معاها وَلاَ نتوائم معها وَلاَ نقبل أنْ نحيا فِيها ، لاَ نقبل أنْ نحيا قابعِين فِى آثامنا ما أجمل الكنيسة الَّلِى هُوَ إنتم شعب الله إِنْ أى واحِد يِعمِل خطيَّة يلاقِى كده ضميره تعبان ،رُوح ربِّنا بيوبخه ، إلحقنِى يا بونا حاللنِى يا بونا أنا امبارِح غضبت وَشتمت وَحاسِس باضطراب جوايا ، حاسِس فاقِد سلامِى ، حاللنِى يا بونا وَينكسِر قُدَّام أبونا وَأبونا يحالَّه بعد كده يتناول وَالمناولة هِى أعظم مُكافأة للقديسِين ، فا بناخُد المُكافأة دى ، الكنيسة خلِّت الجسد وَالدم بِتاع ربِّنا يسُوع المسِيح ده هِى المُكافأة بِتاعِت الجِهاد بِتاعنا ، الضامِن لِقداسِتنا الَّلِى هُوَ إيه ؟ جسد المسِيح عَلَى المذبح ، عشان كده يقولك [ القدسات للقديسِين ] ، مِش معنى إِنْ إِحنا وصلنا إِنْ إِحنا بقِينا قديسِين ، إِنْ إِحنا بقينا مِش بِنغلط00لأ00ده إِحنا كُلِّنا بِنغلط وَبنجاهِد وَرافضِين خطايانا عشان كده إِحنا بنتناوِل فِى بعض الكنائِس – كنايس إِخوانا الرُوم الأرثوذُكس – المؤمنِين يخافوا جِدّاً مِنْ التناوُل ، تروح تلاقِى القُدَّاس يتصلَّى تلاقِى أبونا إِتناوِل وَكام طِفل بس وَكُلَّ المؤمنِين محدش إِتناوِل ، أقول لك ده معناها إِنْ إِحنا فضَّلنا أنْ نحيا فِى الشَّر عَنْ أنْ نحيا فِى القداسة وَنأخذ جسد المسِيح ، عكس فكرِنا إِحنا ،إِحنا وَإِنْ كُنَّا فِى خطايا فنحنُ نرفُضها وَنتقدَّس لِكى ما نأخُذ ما يُقدِّسنا الَّلِى هُوَ إيه ؟ الجسد وَالدم ، فجعلت الكنيسة الجسد الموضُوع وسِيلة مُكافأة ، وسِيلة تقدِيس ، نجعل أنفُسنا قديسِين لِكى ما نأخذه وَهُوَ يُثَّبِت هذِهِ القداسة ، أدى عمل الله فِى كنيسته إِنْ إِحنا نُبقى قديسِين عشان كده أقدر أقولك إِنْ ده مفهوم القداسة ، مفهوم القداسة إِنْ الإِنسان يُبقى مُخصَّص لله ،مُفرز لله ، مُعيَّن لله ، عارِف إنت فِى العهد القدِيم لمَّا كان يقولك إيه [ قدِّس لِي كُلّ بِكرٍ ]( خر 13 : 2 ) ، ده بتاع مين ده ؟ ده بتاع ربِّنا ، كان لمَّا ييجوا يعشَّروا الحاجات بتاعِتهم واحِد عنده غنم يعمِل إيه ؟ يجِيب الغنم بتاعه يقولك 1 ، 2 ، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8 ، 9 ، وَعند 10 يروح جايبه عَلَى جنب ، يروح جاى تانِى1 ، 2 ، 3 0000وَالعاشِر يروح جايبه عَلَى جنب ، الشوية الَّلِى عَلَى جنب دول بتوع مين00بتوع ربِّنا ، دول خلاص بتوعِى وَدول بتوع ربِّنا ، دول مِش مِنْ حقِى دول خلاص بقوا بتوع ربِّنا مفهوم القداسة كده بالظبط00إيه ؟ إِحنا ربِّنا جعل العالم كُلَّه وراح أخد جماعة أفرزها قال دول بتوعِى أنا ، بقى يعد مِنْ كُلّ تسعة واحِد ، وَإِنتم محظوظِين لإِنْ إِنتم مِنْ الواحِد المُختار مِنْ كُلّ تسعة عشان تبقوا مفروزِين ، يقولك دول بتوعِى ، فِى وسط العالم كُلّه إِنتم بتوعِى ، عشان كده مُعلِّمنا بُولُس يقولك كده [ كما اختارنا فِيهِ قبل تأسِيس العالم لِنكُونَ قدِّيسِينَ وَبِلاَ لومٍ قُدَّامهُ فِي المحبَّةِ ] ( أف 1 : 4 ) ، ربِّنا مختارنا مِنْ زمان ، مِنْ زمان قوِى ، مِش قبل ما تتولد00لأ00ده مِنْ قبل ما يِعمِل العالم مختارنا وَمختارنا لِيه ؟ لِنكُون قديسِين معندوش بدِيل ، أنا مِش معقول أختاركوا عشان تبقوا أشرار00لأ00ربِّنا مختارنا عشان نكُون قديسِين ، [ كما اختارنا فِيهِ قبل تأسِيس العالم لِنكُونَ قدِّيسِينَ وَبِلاَ لومٍ قُدَّامهُ فِي المحبَّةِ ] ، عشان كده مفهوم القداسة إِنْ الإِنسان يشعر أنَّهُ مُفرز لله ، طب التسعة التانِين ؟ أنا ماليش دعوة بِيهم بقى ، ده وضع وَده وضع ، عشان كده إِنت لاَ تقِيس نَفْسك بِأهل العالم إِنت حاجة تانية ، إِنت مُفرز ، إِنت مُختلِف ، إِنت مُخصَّص ، مُخصَّص لِربِّنا ، إِنت ما يصحِش تُستخدم أى إِستخدام00لأ00إِنت مُفرز لله ، عارِف إِنت كده مثلاً زى مثلاً إيه الكهنة ، تلاقِى الكهنة ربِّنا أفرزهم فتلاقِى الكاهِن ده ما بيشتغلش شُغلانة تانية ، إيه شُغلته ؟ هُوَ كاهِن ، لو لقيت كاهِن كده يعنِى فاتِح مكتب مُحاسبة وَقاعِد يقابِل زبايِن تلاقِى الحكاية دى غرِيبة قوِى ، لو لقيت كاهِن سوَّاق تاكس وَالاَّ فاتِح محل بتاع سوبر ماركِت حاجة بايخة قوِى00لِيه ؟ لإِنْ خلاص هُوَ مُفرز لله ، بقى لا يعمل عملاً آخر ، أنت مُفرز لله ، طب إِحنا بقى يابونا بنشتغل ، أقولك حَتَّى لو إِنت بِتشتغل فأنت مُفرز لله ، أنت إِناء مُختار لَهُ أفرزك مِنْ وسط العالم لِتكون لَهُ وَلَهُ وحده ، ده مفهوم القداسة عشان كده ما تستغربش إِنْ تلاقِى نَفْسك إِنت مِنْ يوم المعموديَّة – تنزِل فِى المعموديَّة – وَتروح إيه تاخد خِتم الميرُون ، خِتم الميرُون 36 دهنه ، ألـ 36 دهنه دول علامِة إيه ؟ الملكِيَّة وَالتخصِيص وَالعزم ، إِنت مُختلِف عَنْ الَّلِى حوالِيك00لِيه ؟ إِنت فِيك الخِتم ، تخيَّل إِنت كده ورقة مختومة بِخِتم النسر ، ورقة تانية فِيها نَفْسَ الكلام مِش مختومة بِخِتم النسر ، تفرِق إيه ؟ تفرِق كتير00تفرِق كتير ،هُوَ خِتم لكِنْ الخِتم ده أقر حاجات كتير جِدّاً ، إِنت بقى فِيك الخِتم ده ،عشان كده يقولك [ وَأمَّا أنتُمْ فلكُمْ مسحة مِنَ القُدُّوس ]( 1يو 2 : 20 ) ، إِنتُمْ الَّلِى لِيكُمْ سِمة عَلَى جباهكم ، إِنتُمْ الَّلِى ربِّنا حب يختِمكُمْ فِى كُلّ حِتّة مِنْ جسمكم ، تخيَّل إِنت كده لمَّا يكُون الكِتاب المُقدَّس ده بتاع الكنيسة فعشان خاطر يعنِى نخليه وقف عَلَى الكنيسة نقعد نختِم عليه كذا خِتم بِخِتم الكنيسة عشان لو شُفنا الكِتاب ده فِى أى مكان تانِى نقول إيه00إيه الَّلِى جاب الكِتاب ده هِنا ، الكِتاب ده بتاع إيه00الكِتاب ده بتاع الكنيسة إِنت ربِّنا أرسلك للعالم عشان تعِيش فِى وسط النَّاس بس إِنت مختوم ، لو عملت أى حاجة مُخالفة الإنجيل ، مُخالفة للكنيسة تقولك خُد تعال إيه ده ؟!! ده إِنت مختُوم إيه الَّلِى جابك هِنا ، إيه الَّلِى خلاَّك تِعمِل كده ، ده إِنت فِيك الخِتم ، إِنت واخِد الخِتم ، إِنت فِيك علامِة الملكيَّة ، علامِة التقدِيس ، علامِة التخصِيص ، علامِة العزم ، إِنت مُفرز لله ، ربِّنا أفرزنا لِنكُون لَهُ وَلَهُ وحدهُ ، ده مفهوم القداسة يا أحبائِى إِنت إتخصصت لِربِّنا ، إتخصصت كإرادة ، كحواس ، كفِكر ، يا سلام كده لو تتابِع معايا كده تلاقِى أبونا لمَّا يجِى يرشِم00يرشِم إِزاى ؟ يرشِم هِنا الفِكر بعد كده العِينِين وَالودان وَالمناخِير وَالشفايِف00دول الحواس ، خَتَم فِكرك وَختم حواسك بقى عليها الخِتم ، فِكر وَحواس ، بعد كده بقى يختِم لك المفاصِل بِتاعِت دِراعك ، خَتَم إيه00خَتَم أعمالك ، بقى يختِم لك كده مفاصِل الرجلين خَتَم طريقك ، بقى يِختِم لك فِى ضهرك00خَتَم إِرادتك00إيه ده ؟ يِختِم لك عند قلبك خَتَم مشاعرك ، إِنت مختُوم فين ؟ فِى فِكرك وَفِى حواسك وَفِى أعمالك وَفِى طريقك وَفِى إِرادتك وَفِى مشاعرك ، كُلّ حاجة فِيهُمْ واخده إيه ؟ واخده الخِتم ، لِيك مشاعِر غرِيبة خُد تعال هِنا المشاعِر دى جِبتها منين ؟ إِنت مشاعرك مختومة ، لاَ يلِيق أنْ تتصرَّف هكذا ، إِنت إِبن لله ، أنت قديس00لاَ دى مشاعِر ملوثة اُطرُدها وَارفُضها ، أنت مختوم ، إيه العمل الَّلِى بِتعمِله ده ؟ تقولِى ما النَّاس كُلَّها بِتِعمل كده ، أقولك آه بس إِنت مختُوم ، إِنت ما يصحِش تِعمِل كده00لأ00مِش إِنت لو النَّاس عملِت كده هُمَّ معذُورِين لكِنْ إِنت00أنتَ بِلاَ عُذر00لِيه ؟ لإِنك إِنت إيه00مُفرز لله ، فربما ينظُر العالم إِلَى أمور أنَّها طبيعيَّة أو أنَّهُ حق طبيعِى وَلكِنْ أولاد الله يتعاملوا مَعْ مِثل هذِهِ الأمور بِموقِف مُختلِف لإِنْ لهم إِرادة مُختلِفة وَلهم فِكر مُختلِف0 2- مُعوِقات القداسة :- يوجد 3 حاجات بِتعوقنا عَنْ طريق القداسة :0 1- الجسد :- يابونا قُدسك كلِّمتِنا كلام حلو إنه إِحنا مختومِين وَإِحنا بتوع ربِّنا بس ده فِينا تيار شر ، ده فِينا حواس مُلوثة ، ده إِحنا فِينا حركات فِى الجسد فِى شهوات وَرغبات وَأمور000أقولك أيوه الجسد محتاج أنْ يُضبط ، محتاج أنْ يُرُّوض ، نحنُ لاَ نكره الجسد بل بِالعكس ده الكِتاب يأمرنا بأنْ نقوته وَنُربيه ، إِحنا لاَ نكره الجسد لأِنَّهُ صُنع الله لكِنْ نكره تيار الشَّر العامِل فِى الجسد ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ الجسد ده مِش مُجرَّد شوية اللحم وَالدم00لأ00اللحم وَالدم ده شئ مُبارك ، ده لو إِنسان أهمل فِى وزنِة جسده الكنيسة تلومه وَلكِنْ إِحنا بِنُقاوِم الخطيَّة الساكِنة فِى الجسد ، عشان كده عند بعض إِخوانا التانِين يقولك لو واحِد سرق نِقطع له إيده ، أقولك طب تفِيد إيه إِنْ أنا أقطع له إيده وَالخطيَّة لِسَّه جوَّاه ، الَّلِى تِقطع له إيده يسرق بِإيده التانية ، هُوَ لو واحِد إيده الأتنين مقطوعة وَحب يسرق مِش حا يعرِف يسرق ؟!! ده فِى ناس دلوقتِى تسرق عَنْ طريق ألـ visa card وَعَنْ طريق الإنترنِت ، سطو كده بِالإلكترونِى ، طب واحِد خلاص قطعنا له إيده الإتنين لإِنه حرامِى لكِنْ إبتدى يسرق بإيه ؟ بأسالِيب تانية ، المُشكِلة مِش فِى الإيد وَلاَ فِى الرِجل وَلاَ فِى اللسان ، المُشكِلة فِى تيار الخطيَّة الداخِلِى فِى الإِنسان كلِمة جمِيلة أبونا يصليها فِى القُدَّاس مِنْ أجل شعبه ، يقول لِربِّنا [ إِبطِل سائِر حركاته المغرُوسة فِينا ] ، يعنِى فِينا حركات شر مغرُوسة00ده الجسد00الجسد ده مُحتاج أنْ يُضبط ، أنْ يُروَّض ،ما أجمل كنيسِتنا الَّلِى كُلّ شوية تنادِى لِنا بِأصوام ، عايزه تنمِى الإِرادة الرُّوحِيَّة عند الإِنسان ،عايزه تُقوِّم الجسد ، عايزه تعرَّف الجسد إِنْ مِش كُلّ الَّلِى حا تطلبه حا تاخده ، الإِرادة الرُّوحِيَّة تقود إِرادِة الجسد ، وَشهوِة الرُّوح تقود شهوِة الجسد ، أعرف أقول لجسدِى00لأ00 ، عايز00أقوله00لأ00، كذا أقوله لأ00لِيه ؟ ده غلط ، أخدت منين الكلام ده ؟ أخدت مِنْ رُوح ربِّنا الساكِن فِىَّ ، عشان كده الجسد يُضبط ، يُروَّض ، يُقدَّس ، صَارَ هذا الجسد جسد مُقدَّس عشان كده يا أحبائِى إِحنا وَإِنْ كان الجسد بيوعقنا فِى حياتنا مَعْ الله لاَ يلِيق لنا أنْ نكره الجسد ، لكِنْ إِحنا بِنُقاوِم الخطيَّة الساكِنة فِينا ، بِالعكس ده نَفْسَ الجسد الَّلِى إِنت فِكرك إِنْ ده يمنعك جِدّاً عَنْ ربِّنا هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يصوم ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يسجُد ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا يرفع يديه ، هُوَ هُوَ الجسد الَّلِى حا تخرج مِنه رائِحة العرق المُقدَّس مِثل رائِحة البخُور الذكِى أمام الله ، عرق خارِج مِنْ جسد بيصلِى أذكى مِنْ بخور أمام الله ، أدى عرق خارِج مِنْ جسد ، عشان كده الآباء القديسِين يقولك [ لاَ تنام إِلاَّ وَفِراشك قَدْ ابتلَّ بِعرق صلاتك ]00إيه ده ؟ جسد بس ابتدى يُبقى فِيه تيار رُوح بِيعمل فِيه ، الجسد لابُد أنْ يُضبط ، حركات الجسد ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ الجسد ده مؤشِر مُهِمْ جِدّاً فِى حياة القداسة ، يقولك كده [ الَّذِينَ هُمْ حسب الجسد فبما للجسد يهتمُّونَ وَلكِنَّ الَّذِينَ حسب الرُّوح فبِما للرُّوح ] ( رو 8 : 5 ) ، عشان كده أقدر أقولك مُعلِّمنا بُولُس الرَّسُول يحُط لِنا خِطة للجسد يقولك [ لاَ تصنعُوا تدبِيراً للجسد لأِجلِ الشَّهواتِ ] ( رو 13 : 14) ،يعنِى ما تقعدش ترتِب كتير حاجات للجسد ، بلاش إعتناءك بِالجسد مِنْ ناحية الجسد يُبقى زِيادة00 يعنِى إيه ؟ تقعد تفكَّر كتير قوِى قوِى فِى الأكل00لاَ00بلاش تفكَّر كتير ، كُل ما يقوتك وَما يُغذِيك وَما يُشبِعك بس ما تقعدش تفكَّر كتير ، ما تشغِلش نَفْسك كتير قوِى قوِى بِشهوِة الأكل ، ما تشغلش نَفْسك كتير قوِى قوِى حا تلبِس إيه ؟ هات حاجة تستر جسدك وَخلاص ، [ لاَ تصنعُوا تدبِيراً للجسد لأِجلِ الشَّهواتِ ] ، وَحاجة تانية يقولك إيه [ فَلاَ تُكمِّلوا شهوِة الجسد ] ( غل 5 : 16) ، يعنِى إِنْ تحرَّكت فِيك الشهوة – أى شهوة00أى نوع – اضبُطها ما تكملهاش ، ربِّنا عايز يقولك أنا عارِف إِنْ إِنت ساكِن فِى جسد ضعِيف حا تتحرَّك فِيه شهوات ، لاَ تُكمِّل شهوِة الجسد ، لِدرجِة إِنْ يوصل يقولك [ فَأميتُوا أعضاءكُمُ ] ( كو 3 : 5 ) ، توصل مرَّة تانية يقولك [ لاَ تملِكنَّ الخطيَّةُ فِي جسدِكُمُ المائِتِ لِكي تُطِيعُوها فِي شهواتِهِ ] ( رو 6 : 12) ، ما تخليش الخطيَّة تُبقى مالكة فِيك0 2- العالم :- العالم الَّلِى قِيل عنه إنه موضُوع فِى الشِّرِّير ، إِحنا عايشِين فِى العالم يابونا إِزاى نُبقى قديسِين وَإِحنا عايشِين فِى العالم ؟!! العالم ملوَّث ، العالم مليان تيارات صعبة جِدّاً ، العالم مليان مبادِئ ، مليان شر ، مليان غِش ، مليان خِداع00نِعمِل إيه ؟ إزاى نُبقى قديسِين فِى عالم زى ده ؟!! أقولك خلِّى بالك إِنت لازِم تِعرف إِنْ إِنت بتعِيش فِى العالم وَلكِنْ لاَ تحيا بِحسب العالم ، عشان كده يقولك " نعِيش فِى العالم لكِنْ ما نخلِيش العالم يعِيش فِينا " ، المركِب عشان تمشِى لازِم لها مية ، فالمية لازمة للمركِب لكِنْ لو المية دخلِت جوه المركِب ها تغرَّق المركِب ، فالعالم لازِم لِخلاصنا ، إِحنا لاَ نخلُص إِلاَّ لو عِشنا فِى العالم لإِنْ هُوَ الإِمتحان الَّذِى سيُزَّكِى إِيمانا وَالَّذِى سيُظهِر قداسِتنا فنحنُ نُختبر بِالعالم فصار العالم بِالنِسبة لنا وسِيلة بركة وَخلاص لإِنَّهُ لولا العالم ما خلُصنا ، وَلولا الشَّر الَّذِى فِى العالم ما ظهر برَّنا لإِنَّ النور يفضح الظُلمة ، مِنْ هِنا تيار الشَّر الَّلِى فِى العالم كُلّ ما يزِيد كُلّ ما زاد إِحتياجنا للقداسة أكتر عكس الفِكرة الَّلِى تِيجِى واحِد يقولَّك إيه لاَ أصل خَلاَص بقى دِى حاجات بقِت موضة قدِيمة مقدرش أعِيش بِالمبادِئ دِى عشان الجو الَّلِى حَوَلَىَّ صعب ، أقولَّك تخيَّل إِنتَ كِده لَوْ معانا واحِد دلوقتِى فِى وسطنا معاه كشَّاف وَلقِيناه مَثَلاً منُّور الكشَّاف ، فَواحِد يقوله الدُنيا نُور مفِيش داعِى تنُّور الكشَّاف ، يقوله أصل أنا أحِب الكشَّاف بِتاعِى يُبقى منُّور ، يقوله خَلاَص بِراحتك ، فجأة النُور إتقطع وَالدُنيا كُلَّها بقِت ضلمة ، صاحِبنا ده راح عمل إيه راح طفَّى الكشَّاف ، يقولَّك أصل كُلَّها ضلمة أبقى أنا بس الَّلِى منُّور ، أقولَّك ده لأِنْ كُلَّها بقِت ضلمة فَإِحتياجنا للنُور بِتاعك زاد ، إوعى تقولِى لإِنْ تيار الشَّر فِى العالم زاد فَأنا مفِيش داعِى أعِيش كَقدِيس أقولَّك ده لإِنْ تيار العالم الشَّر فِيه زاد إِحتياجنا للقداسة زاد مِش قل ، ده زاد ، ده تمسُكك بِطرِيق القداسة وَحِرصك عليه المفرُوض يزِيد جوَّاك وَجوه قلبك عشان تِحفظ نَفْسَك وَتِحفظ مصباحك مُضاء ملآن ، ده زاد0 عارِف إِنت كده يقولك لمَّا فِى ناس تِيجِى لها هِجرة أمريكا يقولك إبتدوا يروحوا الكنيسة أكتر00يقولك لِيه ؟ يقولك أصل أخاف عَلَى ولادِى هِناك ليضِيعوا فابتديت أروح الكنيسة ،عشان كده يقولك [ محبَّة العالم عداوة لله ] ( يع 4 : 4 ) ، للدرجة دى ؟!! يقولك آه ، خلِّى بالكم يا أحبائِى وسائِل الإِعلان ، الأجهِزة الحدِيثة وَالتطور الَّلِى فِى المُجتمع وَالمُجتمع الإِستهلاكِى الَّلِى إِحنا عايشِين فِيه بيخلِّى الإِنسان يُبقى علمانِى جِدّاً ، كُلّ شوية عايِز00عايِز00عايِز ، وَلاَ يشبع وَلاَ يكتفِى وَلاَ000يقولك00لأ00 إِنت لازِم تِعرف إِنْ إِنت مدعو للقداسة ، لازِم تِعرف إِنْ إِنت لو كُنت عايش فِى عالم موضُوع فِى الشِّرِّير إِلاَّ إِنْ إِنت عايش فِى كرامة أولاد الله عارِف زمان المسيحيين كانوا ياخدوا لِنفسهم رمز جمِيل جِدّاً الَّلِى هُوَ " السمكة " ،عارِف السمكة دى لِيه إِختارها المسيحيين ؟ أقولك عشان كذا حاجة :- أولاً : السمكة ما تِعرفش تعِيش برَّه المية ، إِنْ طِلعِت برَّه المية تموت ، أولاد الله كده لو خرجوا برَّه ينابِيع الرُّوح بِتاعِتهم وَبرَّه كنيستهم وَبرَّه فِكر الخلاص وَبرَّه فِكر القداسة يموتوا0 ثانياً : السمكة فِيها حاجتين مُهمِين قوِى ، تلاقِى السمكة كده فِيها القشُور الَّلِى عَلَى الجسد بتاعها ، القشُور دى سمِيكة جِدّاً ، دى أساساً لِيه ؟ لِحفظ جسدها ، وَتلاقِى فِيها زعانِف ، القشُور دى عشان تِحفظ الجسد مِنْ أى حاجات تدخُل فِى الجسم ، وَالزعانِف دى عشان تساعِدها تسبح عكس التيار ، المسِيحِى كده00المسِيحِى مُحصَّن بِالقشُور الخارِجيَّة دى عشان تيارات العالم لاَ تدخل جواه ،وجواه زعانِف تُعطيه قوة يسلُك فِيها ضِد مبادِئ العالم أدى دى السمكة ، عشان كده لو لقيت سمكة ماشية مَعْ التيار إعرف إِنْ السمكة دى ماتِت ، إوعى تكون مشيت مَعْ التيار يُبقى إِنت كده مُت ، أقولك00لأ00إِنت لم تمُت لكِنَّك لَمْ تستخدِم الزعانِف بِتاعتك ، طلَّع الزعانِف عشان تسبح ضد التيار ، عشان كده ولاد ربِّنا لاَ يسلكوا بِحسب العالم ، إوعى لو حسِيت إِنْ مملكِة العالم بتقوى إوعى تفتِكر إِنْ مملكِة الله بِتضعُف00لاَ أبداً لازِم تِعرف إِنْ إِنت مُستهدف جِدّاً مِنْ مملكِة العالم00لِيه ؟ لإِنْ إِنت الوحِيد الَّلِى مِش ماشِى تبعها فإنت ضدها0 3- الشيطان :0 الشيطان بقى الَّلِى عمَّال عاوِز يوَّقع فِى ولاد ربِّنا ، الشيطان الَّلِى عمَّال عايِز يوَّقع فِى ولاد ربِّنا ، أكتر واحِد يتغاظ إِنْ إِنتُمْ تبقوا قديسِين هُوَ الشيطان ، عارفين لِيه ؟ لإِنْ أكتر واحِد داق الوجود فِى حضرِة الله هُوَ الشيطان ، فلما إِنت تيجِى تاخد مكانه لاَ يهدأ ، كُلّ واحِد فِيكُمْ بيقرَّب لِربِّنا ياخد المكان الَّلِى كان بتاع الشيطان فيهِيج ، يقولك ده واخِد مكانِى أنا كُنت هِنا وَاطردت أنا كمان ها اطرده زى ما أنا اطردت ، أنا مِش ها سيبه ، عشان كده كُلّ ما تقرَّب لِربِّنا الشيطان يهيج ، إِعرف إِنْ ده أمر طبيعِى ، الشيطان خِصم لازِم تِعرف ده عدو ، لازِم تِعرف إِنْ له حِيل وَله أسالِيب بِتختلِف وَتتلوَّن وَتتشكَّل ، إِثبت فِى ربِّنا عشان إِنت تِقدر تثبت ضِد مكايِد العدو ، 3 حاجات عايزه تُعِيق قداستك :- 1- الجسد 2- العالم 3- الشيطان طب أخيراً بقى يابونا إِزاى نُبقى قديسِين ؟ أقولك طريق القداسة ، عاوِز أحُط لِك شوية مبادِئ0 1- القداسة بِالمسِيح يسُوع ، صعب جِدّاً إِنْ إِحنا نحاوِل نقعد نفكَّر إزاى نُبقى قديسِين وَإزاى نسلُك فِى طريق القداسة بِفِكرِنا البشرِى أوْ بِمُجرَّد مشاعِرنا أو إِرادِتنا الذاتِيَّة ، بِالمسِيح يسُوع ،إِحنا قديسِين فِى المسِيح يسُوع ، صدقونِى يا أحبائِى أقول لكم عِبارة مُمكِنْ تستغربوا لها" المسِيح يسُوع أرادَ أنْ نكُون قديسِين لِدرجِة قداسته هُوَ الشخصِيَّة بِهِ وَفِيهِ " ، ربِّنا يسُوع المسِيح إِستودع فِى كنيسته كُلّ ما لَهُ وَكُلّ بِرَّه وَكُلّ قداسته لِنتمتَّع نحنُ بِهِ عايِز أقولك كده إِنْ المسِيح عايِز ولاده دول يِبقوا قديسِين ، فعمل إيه جاب مِنْ قداسته وَحطَّها فِى الكنيسة وَاستودع قداسته دى فِى الكنيسة ، كُلّ واحِد يُبقى قديس يجِى يِسحب ، الَّلِى عاوِز مِنْ الرصِيد بتاعِى تاخُد زى ما انت عايِز ، لِدرجِة إيه ؟ لِدرجِة يقولك [ إِلَى قِياس قامة مِلء المسِيح ] ( أف 4 : 13 ) – عَلَى فِكره مِش مِلء قامة المسِيح00لأ00قامة مِلء – لإِنَّ الملء يُنسب إِلَى المسِيح وَليسَ العكس ، إِنْ إِحنا نِوصل لِملء المسِيح00إيه ده ؟ يقولك هُوَ ده الغِنى بقى ،القداسة بِالمسِيح يسُوع0 الله ينَّيح نَفْسَه أبونا بيشُوى كامِل كان لمَّا يروح حد يقوله إيه يابونا بس إِحنا ضُعفا ، إزاى تطلب مِنِّى أسامِح الشخص ده وَهُوَ غاظنِى ، إزاى تطلب مِنِّى أحافِظ عَلَى عنيا ، إِنت مِش بتمشِى يابونا فِى الشَّارع ، مِش بتشوف المناظِر ، مِش بتشوف التليفزيُون إزاى ؟ يقولك كانِت مِنْ الحاجات الَّلِى تخلِّى أبونا بيشُوى يِغضب00يثور ، يقوله هُوَ أنا بقولك تِعمِل الكلام ده لوحدك ، أنا مِش بقولك مَعْ المسِيح وَانت مِش عايش فِى المسِيح ، أنا عارِف لو لوحدك حا تقع وَتُبقى وحِش وَتُبقى وَتُبقى ، يِغضب00يثور00لِيه ؟ يقولك ما هُوْ إِنت ضعِيف لكِنْ فِى المسِيح يسُوع تُبقى قوِى ،[ إِنْ كَانَ أحد فِي المسِيح فَهُوْ خلِيقة جدِيدة ]( 2كو 5 : 17) ، خلِيقة جدِيدة ، واحِد تانِى ، ما تكلمنِيش عَنْ نَفْسك الَّلِى مغموس فِى الخطيَّة وَحالك حال وَتعبان وَمِش قادِر وَمِش عارِف لسنِين ، أقولك لإِنْ إِنت جواك سِلاح لاَ تستخدِمه إِسمه يسُوع المسِيح ، قوِّة يسُوع المسِيح ، أنْ تحيا محرُوس بِهِ ، أنْ تحيا محفُوظ فِيهِ ، أنْ تحيا حافِظ لِكلِمته ، هُوْ ده طريق القداسة0 القداسة مشرُوع مُشترك بينك وَبينَ الله ، " أنتَ لاَ تستطيع أنْ تفعل شيئاً بِدونه " ، خايف أقول الكلِمة العكس تتخضُّوا مِنها " وَهُوْ لاَ يستطيع أنْ يفعل شيئاً بِدونك " ، القديس أوغسطِينُوس يقُول لنا كده [ إِنْ الله الَّذِى خلقك بِدونك لاَ يستطيع أنْ يُخلِّصك بِدونك ] ، فَهُوْ مشرُوع مُشترك ، أنا باطلُب النِّعمة وَالمعونة وَهُوْ يقولِى كُلَّ نِعمِى وَمعونتِى عشانك ، خُد يا حبيبِى ، خُد يا ابنِى ، ياربَّ الخطيَّة دى غلبانِى ساعِدنِى قوينِى00حاضِر ، عشان كده أُطلبوا إِسعوا إجتهِدوا ، عشان كده أقدر أقولك إِنْ لابُد إِنْ إِنت تِعرف إِنْ إِنت عليك دور ، الراجل الَّلِى بِيزرع ده عليه إِنْ هُوْ يجِيب البِذر وَعليه إِنْ هُوْ يحرُث الأرض وَعليه إِنْ ينضَّفها ، يشِيل الأحجار الَّلِى فِيها وَيحرُث كويس وَيحُط البِذرة وَيسقِيها ، بس يجِى يقوله خلِّى بالك بقى إِنت لازِم تنتظِر حاجتين ، المطر وَالنمو ، المطر وَالنمو حا يشتغلوا فِى أرض مِش محروثة !! مِش محطوط فِيها بِذر ، مِش حا يشتغلوا ، مِش حا يعمِلوا حاجة عشان كده لو تاخُد بالك إِنْ عمل الله كامِل تماماً بس بيتوقف عَلَى عملك ، بس العجِيب بقى إِنْ عمل ربِّنا دائِم وَمُستمِر بس عملِى أنا هُوْ الَّلِى مِش دائِم وَمِش مُستمِر ، مُمكِنْ أنا معمِلش دورِى بس ربِّنا يِعمِل دوره حَتَّى لو أنا معملتِش دورِى ، فلو كُلّ الأراضِى مِش مزروعة إِلاَّ إِنْ ربِّنا بيمَّطر عَلَى كُلّ الأراضِى ، لو كُلّ الأراضِى مفهاش بِذار إِلاَّ إِنْ ربِّنا بيحُط المطر بِتاعه وَأى أرض أحُط فِيها بِذر لو خدمتها شوية ربِّنا قادِر إِنْ هُوْ إيه000يخرَّج ، إِذاً عمل الله كامِل المُشكِلة فين00عملِى أنا0 عشان كده عاوِز القداسة إيد ربِّنا ممدودة لِك بس بيقولك إيه تَعَالَ ، [ لأِنَّ هذِهِ هِي إِرادة الله قداستُكُمْ ] ( 1تس 4 : 3 ) ، إِنَّ الله يُرِيد أنْ تفعلوا وَلكِنْ عشان يخلِيك تِفعل لازِم إِنت تِفعل فيخلِيك إِنت تُرِيد ، شوف ربِّنا مِنْ كُتر حُبه لِك عايزك تُبقى قديس بس لقاك كسلان يقولك طب أنا ها اخلِيك تُبقى قديس ، بس أنا شايفك ميولك ضعِيفة تُبقى قديس ها أخلِيك تُرِيد أنْ تكُون قديس ، الله يفعل فِيكُمْ أنْ تُرِيدوا ، للدرجة دى يارب عايِزنا ؟ يقولك عايزكم أصل أنا مالِيش حل إِلاَّ إِنْ أنا أخلِيكُمْ قديسِين أصعب حاجة يا أحبائِى إِنْ ولاد ربِّنا يهلكوا ، أصعب حاجة ، واحِد مِنْ القديسِين يقُول لِربِّنا كده [ أنتَ يا الله ليسَ عِندك خُسارة إِلاَّ هلاكنا ] ، صحِيح ، هُوْ مُمكِنْ تقُول عَلَى ربِّنا إِنْ عنده كلِمة " خُسارة " !! ربِّنا ما يخسرش لكِنْ لو فرضنا إِنْ فِى كلِمة " خُسارة " عند ربِّنا فهى هلاك الإِنسان ، دى الخُسارة ، عشان كده أقدر أقولك القداسة هِى مِنْ عمل الله0 2- الطريق ليسَ سهلاً ، مِش أتوماتيك كده00لأ00ها تلاقِى مُعوِقات كتِيرة وَها تلاقِى حرُوب كتِير مِنْ داخِل وَمِنْ خارِج ، ده مُمكِنْ تلاقِى ناس مِنْ أهل بيتك ، مُمكِنْ تلاقِى حاجات فِى جسدك ، مُمكِنْ تلاقِى حاجات فِى العالم ، مُمكِنْ تستمِر فِترة وَتِرجع تانِى ، أقولك00لأ00عليك إِنْ إِنت تثَّبِت وجهك وَتستمِرعشان كده يا أحبائِى كنيسِتنا القبطيَّة الأرثوذُكسِيَّة لاَ تسترِيح للمنهج الإنفعالِى وَالعاطِفِى ،واحِد يقولك خلاص أنا ها اتوب دلوقتِى مِش ها اعمِل كده أبداً تانِى ، أقولك حبيبِى ده الطريق لِسَّه طويل وَبلاش كُلّ شوية تقعد تِعمِل كده المفرُوض إِنْ إِنت تنمو فِى هدوء وَفِى تدرُّج وَتِعرف إِنْ إِنت حا تبلُغ الكمال فِى النهاية مِش فِى لحظة ، مِش فِى يوم ، لاَ تُعطِى وعُود كتِير إعرف إِنْ الطريق طويل وَشاق وَالباب ضيَّق عشان كده أقدر أقولك عشان تسلُك فِى طريق القداسة لازِم تِعرف إِنْ الطريق ها ياخُد مِنك عُمرك كُلّه وَمِش ها تطَّمِنْ وَلاَ ترتاح وَلاَ تهنأ إِلاَّ حِين لِقاء إِلهك ، طول ما انت عايش فِى الجسد وَطول ما انت عايش فِى العالم أنت لاَ تسترِيح0 عشان كده عَلَى كُلّ مَنْ يُرِيد أنْ يسلُك فِى طريق القداسة أنْ يكُون يقِظ وَساهِر وَأَلاَّ يشعُر أنَّهُ قَدْ وصل أوْ نال وَلاَ يشعُر أبداً أنَّهُ فِى مأمن مِنْ عدو الخير أوْ مِنْ جسده أوْ مِنْ العالم ، عارِف إِنه مُمكِنْ فِى أى وقت يقع ، عشان كده يا أحبائِى لازِم تِعرف إِنْ الطريق مِش سهل – لازِم تِعرف كده – عشان كده قايلك إِنْ القداسة هِى مِنْ الله ، القداسة طريق مِش سهل0 3- وَالأخِيرة إحذر مِنْ ثلاث حاجات :- 1- اليأس 2- الإستهتار 3- التهاوُن التهاوُن أوْ الإستهتار وَاليأس ، إحذر جِدّاً إِنْ طريق القداسة بِتاعك يُفقد مِنك بِسهولة00إِحذر00إِحذر إِنْ تِقطع رجاءك فِى إِلهك ، تقول خلاص بقى مفِيش فايدة ، أنا حاوِلت كتِير وَمِش قادِر وَمِش عارِف ، إِحذر00إِحذر مِنْ اليأس ، اليأس أسقط ناس كتِير جِدّاً ، إِحذر مِنْ الإِستهتار00الإِستهتار يعنِى أيه ؟ مِش مُهم ، دى حاجة بسِيطة ، عدو الخير عايِز يبتدِى معاك بِطريقة تدرِيجِيَّة ، كتِير دلوقتِى ناس يقولك أبونا تحمَّست كده إِنْ أنا أجِيب فِى البيت بِتاعنا الدِش وَفِى الحقيقة أنا جايبه عشان أتفرَّج عَلَى القنوات الدينية00كويس00بعد كده إبتدى يقلَّب فِى القنوات الغير دينية فابتدى يقلَّب فِى القنوات الكويسة بس غير دينية فابتدى يشوف شوية أفلام وَشوية أغانِى ، فابتدى يقلِّب فِى قنوات دينية غير دينية ردِيئة00 إيه ده ؟ إِستهتار ، واحدة00 بواحدة00بواحدة ، ما عدو الخير عُمره ما يجِى يقولك إيه تَعَالَ إعمِل الخطيَّة دى00لأ00ده يعرِض عليك يقولك إيه " الثمرة دى حلوة ، دى بهجة للعيُون ، دى شهية للأكل ، أحقاً قَالَ لَكُمْ ( تك 3 : 1) " إِحذر الإِستهتار00إِحذر اليأس00إِحذر التأجِيل ، " التأجِيل " إِنْ كُلّ شوية تقول إيه00بعدين00لِسَّه ، مُمكِن واحِد يقعد يأجِل يقولك طول ما انا فِى الشُغل بتاعِى مِش حا اعرف أعِيش كويس مَعْ ربِّنا ، أصلِى بَشتِم00بَكدِب ، طيب تعِيش مَعْ ربِّنا إمتى ؟ يقولك لمَّا أطلع معاش ،ياه عايِز تأجِل مصِيرك الأبدِى لِغاية لمَّا تِطلع معاش !! إِنت ضامِن00إِنت ضامِن دلوقتِى ، ضامِن بُكره ، لاَ تؤجِل ، ده [ اليوم إِنْ سمِعتُمْ صوتهُ فَلاَ تُقسُّوا قُلُوبكُمْ ] ( عب 4 : 7 ) أختِم كلامِى بِكلِمة يا أحبائِى ، إِحنا فِى جيل محظُوظ جِدّاً ، تخيلوا لمَّا تقعدوا 15 يوم تسمعوا عِظات ، بس مِنْ المؤسِف جِدّاً إنها تعجِبنا عَلَى مُستوى العقل وَلاَ تفعل فِينا شئ – أدى بقى المُشكِلة – المُشكِلة إِنْ إِحنا تعوَّدنا السماع وَلاَ نفعل وَكترة الكلام خلِتنا نتلذذ أكتر بِالكلام وَكإننا بتوع كلام ، إِحنا مِش بتوع كلام ، [ الكلام الَّذِي أُكلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوح وَحيوة ] ( يو 6 : 63 ) قدِيماً ربِّنا لمَّا أرسل حزقيال النَّبِى قاله لمَّا ها تكلِّمهم ها ينبسطوا قوِى مِنْ كلامك بس مِش ها يعمِلوا به فتكون لهم [ كشِعرِ أشواقٍ لِجمِيلِ الصَّوتِ يُحسِنُ العزف فيسمعُونَ كَلاَمَكَ وَلاَ يعملُونَ بِهِ ]( حز 33 : 32 ) ، عارِف إِنت لمَّا واحِد يسمع شِعر حِلو بِصوت حِلو ، الواحِد يقوله " الله "00" يا سلام " ، تخيَّلوا إِنْ إِحنا دلوقتِى وصلنا للدرجة إِنْ إِحنا عَلَى المنابِر نعِظ وَالنَّاس تقُول " يا سلام " ، " يا جمال الكلام "00وَبعدين ؟ إيه بعد كده يعنِى ؟ الكلام يا أحبائِى لابُد أنْ يدخل إِلَى القلب وَأنْ نُخَبِئ الكلِمة وَأنْ نحرُسها وَأنْ نطلُب مِنْ الله أنْ يختِم عليها وَأنْ نطلُب مِنْ نعمِته أنْ تقودنا لِنحياها وَ نُنفِذها وَنحيا بِمُقتضاها ، أنْ يكون لنا سلوك بِحسب الكلام ربِّنا يُعطِينا رُوح القداسة لأِنَّهُ لَمْ يدعُنا للنجاسة بَلْ للقداسة لأِنَّ هذِهِ هِى إِرادة الله قداستكم ربِّنا يكمِّل نقائِصنا ، يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً أمِين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
20 أغسطس 2024

الصمت المقدس

{ وَأمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا } ( لو 2 : 19)كَلِمَات العَذْرَاء مَرْيَم كَانِت قَلِيلَة وَلكِنْ كَانِت أفْكَار قَلْبَهَا كَثِيرَة وَعَاليَة الصَمْت أنوَاع كَثِيرَة مِنْهَا الصَمْت المُقَدَّس قَدْ يَكُون إِنْسَان صَامِت لكِنْ دَاخِلُه بُغْضَة أوْ أفْكَار شِرِّيرَة أوْ العَذْرَاء كَانَ صَمْتَهَا مُقَدَّس تَصْمُت وَتَحْفَظ الأُمُور فِي قَلْبِهَا لَوْ حَسَبنَا كَلِمَات العَذْرَاء طَوَال حَيَاتهَا مُنْذُ وَقْت البِشَارَة وَحَتَّى صُعُود جَسَدَهَا سَنَجِدهَا قَلِيلَة جِدّاً وَمَعْدُودَة وَعِنْدَمَا كَانِت تُرِيد أنْ تُعَبِّر عَنْ أمر كَبِير تُعَبِّر عَنْهُ بِكَلِمَات قَلِيلَة{ لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ }( يو 2 : 3 ) فِي عُرْس قَانَا الجَلِيل وَعِنْدَمَا ظَلَّ فِي الهِيكَل يُنَاقِش الشُّيُوخ وَتَغَيَّب عَنْ العَذْرَاء وَيُوسِف النَّجَار وَكَانَا يَبْحَثَان عَنْهُ قَالَت لَهُ { هُوَذَا أبُوكَ وَأنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ } ( لو 2 : 48 ) رُبَّمَا حَضَرِت مَوَاقِف كَثِيرَة فِي حَيَاة يَسُوع لكِنَّهَا لَمْ تَتَكَلَّم حَتَّى بَعْد صُعُود الْمَسِيح لَمْ تَتَزَعَمْ الأُمُور بَلْ يَذْكُر الكِتَاب أنَّهَا كَانِت مَصْدَر بَرَكَة لِلتَلاَمِيذ لكِنْ لَمْ يُذْكَر لَهَا كَلِمَات قَالِتهَا . خطورة الكلام:- كُلُّنَا نَعْلَم أنَّهُ يُمْكِن لِكَلِمَات قَلِيلَة أنْ تُسَبِّب كَارِثَة أوْ تِقَلِّب أوْجَاع كَثِيرَة الكِتَاب يَقُول{ لأِنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ } ( مت 12 : 37 ) وَيَقُول عَنْ اللِسَان أنَّهُ عُضْو صَغِير جِدّاً ( يع 3 : 5 ) لكِنَّهُ يُحِرِّك الجَسَد كُلَّه كَالدَّفَّة الصَغِيرَة الَّتِي تُدِير السَفِينَة ( يع 3 : 4 ) أحْيَاناً إِنْسَان يَصْنَع سَلاَم بِكَلِمَة وَأحْيَاناً إِنْسَان يَصْنَع حَرْب بِكَلِمَة لِذلِك يَقُول الكِتَاب{ لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحاً لِلْبُنْيَانِ } ( أف 4 : 29 ) يَحْكِي بُسْتَان الرُّهبَان عَنْ جَمَاعَة مِنْ الرُّهبَان كَانُوا مُسَافِرِين فِي سَفِينَة وَكَانَ مَعَهُمْ فِي نَفْس السَفِينَة يَجْلِس شِيخ صَامِت أمَّا هُمْ فَكَانُوا يَتَحَدَّثُون فِي كُلَّ الأُمُور وَلَمَّا وَصَلُوا الدِير الَّذِي أرَادُوا زِيَارته إِكْتَشَفُوا أنَّ هذَا الشِيخ هُوَ رَئِيس الدِير وَسَألوه كَلِمَة مَنْفَعَة فَقَالَ لَهُمْ{ أنْتُمْ مِثْل بُيُوت بِلاَ أبوَاب سَفِينَة بِلاَ رُبَّان فَرَس بِلاَ لِجَام } أي فُرْصَة لِلحَدِيث أنْتُمْ لَمْ تَترُكُوهَا بَلْ تَحَدَّثتُمْ فِي كُلَّ شِئ أنْتُمْ كَثِيرِي الكَلاَم وَقَدْ سَمِعْت مِنْكُمْ أحَادِيث عَجِيبَة قَدْ يَتَكَلَّم إِنْسَان بِلاَ أي مُرَاجعَة لاَ كُلَّ كَلِمَة بَطَّالَة سَنَأخُذ عَنْهَا حِسَاب ( مت 12 : 36 ) كَثرِة الكَلاَم تَجْلِب أخْطَاء حَتَّى أنَّ الآبَاء يَقُولُون قَاعِدَة صَعْبَة وَهيَ { أسهَل عَلِيك أنْ تَصْمُت مِنْ أنْ تَتَكَلَّم وَلاَ تُخْطِئ } مَادُمت كَثِير الكَلاَم فَأنْتَ سَتُخْطِئ لاَ مَحَال فَالأفضَل أنْ تَصْمُت وَالقِدِيس أرْسَانيُوس يَقُول { كَثِيراً مَا تَكَلَّمت فَنَدِمت أمَّا عَنْ الصَمت فَلَمْ أندَم قَط } الكَلاَم يَحْتَاج مُرَاجعَة وَضَبْط قُلْ { ضَع يَارْبَّ حَافِظاً لِفَمِي وَبَاباً حَصِيناً لِشَفَتَيَّ } ( مز 140 مِنْ مَزَامِير النُّوم ) فَكَّر فِي كَلاَمَك قَبْل أنْ تَقُوله يَقُول الآبَاء أنَّ أي طَعَام تَأكُله تَمْضُغه أوَّلاً قَبْل أنْ يَصِل إِلَى المِعدَة كَذلِك كَلاَمَك أُمْضُغه فِي عَقْلك أوَّلاً قَبْل أنْ يَخْرُج مِنْ فَمِكَ إِجعَل عَقْلك غُرْفِة تَحَكُّم لِتَتَحَكَّم فِي كَلاَمَك قَبْل أنْ تَنْطِق بِهِ حَتَّى لاَ تَنْطِق بِكَلِمَة هَدَّامه السَيِّدَة العَذْرَاء كَانِت صَامِتَة رَغم أنَّهَا كَانِت تَعْرِف الكَثِير وَهيَ قَادِرَة أنْ تَجْعَل نَفْسَهَا مِحور حَدِيث وَتَعْرِف كَيْفَ تَتَكَلَّم وَتَقُود حِوَار لكِنَّهَا رَغم ذلِك فَضَّلِت الصَمْت إِعْرَف أنَّهُ بِكَلِمَة وَاحِدة تَبْنِي مَجْمُوعَة وَبِكَلِمَة تَهدِم فِي أيَّام جَدْعُون فِي عَصْر القُضَاة قَامِت حَرْب وَدَخَلِت الأسْبَاط كُلَّهَا الحَرْب لأِنَّهَا كَانِت تَسْتَدْعِي بَعْضَهَا فِي الحُرُوب لكِنْ لَمْ يَسْتَدْعُوا سِبط أفْرَايِم مَعَهُمْ هذِهِ المَرَّة فَغَضَبَ سِبط أفْرَايِم مِنْ جَدْعُون وَعَاتَبُوه لأِنَّهُ إِعْتَبَرهُمْ ضُعَفَاء وَغِير مَوجُودِين جَدْعُون حَل الأمر بِكَلِمَات جَمِيلَة قَالَ لَهُمْ { ألَيْسَ خُصَاصَةُ أَفْرَايِمَ خَيْراً مِنْ قِطَافِ أَبِيعَزَرَ }( قض 8 : 2 ) " خُصَاصَة " هِيَّ " بَوَاقِي العِنَب " بَيْنَمَا " القِطَاف " هُوَ " العِنَب النَاضِج " أي أنْتُمْ أفضَل مِنْ أَبِيعَزَرَ نَحْنُ تَركنَاكُمْ لأمرٍ أفضَل كَلِمَات قَلِيلَة جَعَلَتهُمْ يَمْتَلِئُونَ سَلاَم قَدْ تَقُول كَلِمَة لإِنْسَان تُدَمِره قَدْ يَخْسَر إِنْسَان أخَاه بِكَلِمَة وَقَدْ يَكْسَب إِنْسَان عَدُوه كَصَدِيق بِكَلِمَة أيْضاً . الصمت المقدس:- كَيْفَ نَصْمُت صَمْت مُقَدَّس ؟ لاَبُد أنْ تَعْرِف أنَّهُ صَمْت ضَبْط وَحُب وَشَفَقَة وَحِكمَة العَذْرَاء لَمْ تَكُنْ صَامِتَة وَفِكرَهَا شَارِد بَلْ كَانَتْ صَامِتَة لأِنَّهَا مَشْغُولَة وَنَفْسَهَا مَرْفُوعَة قَدْ نَرَى إِثنَان صَامِتَان أحَدُهُمَا صَمْته مُقَدَّس وَالآخَر صَمْته غِير مُقَدَّس إِقتَنِي الصَمْت مِنْ العَذْرَاء وَأثنَاء صَمْتَك كَلِّم الله وَكَمَا يَقُول أحد الآبَاء { سَأقِف أمَامك صَامِتاً وَلكِنْ صَمْتِي يُحَدِّثك } أحْيَاناً تَعْجَز الكَلِمَات عَنْ التَعْبِير لِذلِك يَتَحَدَّث الصَمْت العَذْرَاء كَانَ صَمْتَهَا يَتَحَدَّث وَيُسَّبِح . تَعَلَّم فَضِيلَة الصَمْت إِعْرَف خُطُورِة الكَلاَم وَسَتَصْمُت يَقُول الآبَاء { أنَّ السُّكُوت يُسَّكِن خَطَايَا عَظِيمَة } الإِنْسَان الكَثِير الكَلاَم تَعْرِف أنَّهُ فَارِغ دَاخِلِياً مِنْ الله المُمْتَلِئ مِنْ الله كَلِمَاته قَلِيلَة وَيُعَبِّر بِأقل الكَلِمَات صَمْت مَشْغُول بِأمر أهم العَذْرَاء أيَّامهَا مُقَدَّسَة لاَ تَترُكهَا تَمُر دُونَ أنْ تَتَعَلَّم فَضِيلَة لاَ تَجْعَله صُوم رُوتِينِي بَلْ تَعَلَّم مِنْهَا فَضِيلَة تَكَلَّم مَعَ العَذْرَاء وَتَشَّفَع بِهَا وَأطْلُب مِنْهَا أنْ تُعَلِّمك كَيْفَ تَصْمُت وَتَحْفَظ جَمِيع الأُمُور فِي قَلْبك مَا هِيَ جَمِيع الأُمُور الَّتِي إِحْتَفَظِت بِهَا العَذْرَاء فِي قَلْبِهَا ؟ " جَمِيع الأُمُور " كَلِمَة كَبِيرَة هِيَ تَدَابِير الخَلاَص وَمُعْجِزَات رَبَّ المَجد وَ كُلَّ هذَا يَعْمَل دَاخِلَك لِذلِك كَانَ عَقْلَهَا مُمْتَلِئ إِمْلأ عَقْلَك بِالله فَتَصْمُت وَتُصْبِح رَزِين صَمْت مُقَدَّس لَيْسَ صَمْت فَقَط لِمُجَرَّد الصَمْت بَلْ صَمْت بِقَلْب مَرْفُوع وَنَفْس مَشْغُولَة وَأفْكَار مُقَدَّسَة تَجُول دَاخِل قَلْبك لِذلِك جَيِّد أنْ يَتَمَسَّك الإِنْسَان بِفَضِيلَة الصَمْت المُقَدَّس { يَجْلِسُ وَحْدَهُ وَيَسْكُتُ } ( مرا 3 : 28 ) أحْيَاناً لاَ نَصْمُت فِي عِلاَقِتنَا مَعَ الله وَبِالتَالِي لاَ نَتْرُك لَهُ فُرْصَة لِيُحَدِّثنَا وَنَسْمَع صَوتَهُ كَي تَسْمَع لاَبُد أنْ تَصْمُت حَتَّى أنَّ الآبَاء يُعَلِّمُونَا أنَّهُ حَتَّى أثنَاء الصَّلاَة لاَبُد مِنْ فَتَرَات صَمْت كَي نَسْمَع صُوت الله أُترُك لَهُ فُرْصَة لِيُحَدِّثك لأِنَّهُ لَوْ تَحَدَّث إِنْسَان مَعَ آخَر دُونَ أنْ يَتْرُك لَهُ فُرْصَة لِلرَد فَإِنَّ الآخَر يُسْتَهلَك مِنْهُ وَلاَ يَسْتَطِيع أنْ يُبَادِله الحَدِيث أُصْمُت كَي تَتْرُك لله فُرْصَة يُحَدِّثَك وَتَسْمَع صَوْته . كيف نقتنى فضيلة الصمت المقدس؟ 1- إِشْتَاق إِلَيْهَا وَاعْرَف ضَرُورِتهَا كَي تَقْتَنِي أي فَضِيلَة لاَبُد أنْ تَشْتَاق إِليْهَا وَتَعْرِف ضَرُورِتهَا كَي تَقْتَنِي المَحَبَّة الطَّهَارَة الصَمْت المُقَدَّس الوَدَاعَة إِشْتَاق إِليْهَا وَاعْرِف ضَرُورِتهَا يَقُول مَارِ إِسْحَاق { حِب السُّكُوت يَا أخِي لأِنَّ فِي السُّكُوت نَرَى الله وَخَارِج السُّكُوت لاَ تَرَى إِلاَّ مَا هُوَ خَارِج عَنْ نَفْسَك وَخَارِج عَنْ الله } إِذاً فِي السُّكُوت تَرَى الله هَلْ تُرِيد أنْ تَقْتَنِي الصَمْت المُقَدَّس ؟ إِشْتَاق إِليه وَاعْرَف ضَرُورَته . 2- لاَبُد أنْ تَكُون مُمْتَلِئ سِر فِي طَرِيق الإِمْتِلاَء كُلَّمَا إِمْتَلأت كُلَّمَا قَلَّ كَلاَمك وَكُلَّمَا إِزْدَادَ فَرَاغك الدَّاخِلِي كُلَّمَا كَثُرَ كَلاَمك الصَمْت هُوَ وَسِيلَة التَعْبِير عَنْ الإِمْتِلاَء الإِنْسَان الَّذِي يَحْفَظ جَمِيع الأُمُور وَيَتَفَكَّر بِهَا فِي قَلْبه هُوَ إِنْسَان مُمْتَلِئ يُحْكَى عَنْ القِدِيس يِحْنِس القَصِير أنَّ تَلاَمِيذه فِي أحد الأيَّام كَانُوا يَتَحَدَّثُون إِليهِ لكِنَّه لَمْ يَنْتَبِه لَهُمْ فَسَألوه لِمَاذَا لَمْ يُجِيبهُمْ ؟ قَالَ لأِنِّي مُتَحَيِّر فِي طَبِيعَة خِدْمِة الشَّارُوبِيم وَطَبِيعَة خِدْمِة السِيرَافِيم وَمَا الفَرْق بَيْنَهُمَا وَأيُّهُمَا أهَمْ أمَام العَرْش الإِلَهِي ؟ هذَا يَحْفَظ جَمِيع الأُمُور مُتَفَكِّر بِهَا فِي قَلْبه فَكَيْفَ يَتْرُك هذَا الإِمْتِلاَء لِيَتَحَدَّث مَعَ بَشَر ؟ هذَا مُرْتَفِع جِدّاً فَيَرَى أُمور كَثِيرَة تَافِهة لأِنَّهُ مَشْغُول بِالأعلَى يُحْكَى عَنْهُ أيْضاً أنَّهُ كَانَ يَعْمَل فِي الخُوص عَمَل يَدَيهِ وَيَبِيع وَبِثَمَنه يَأتِي بِطَعَام لِلغُرَبَاء وَيَتَصَدَّق بِمَا يَفِيض فَأتَى إِليْهِ الجَمَّال الَّذِي يَشْتَرِي مِنْهُ القُفَف وَسَألَهُ فِي أحَد المَرَّات عَنْ قَدْر مَا صَنْع هذَا الأُسبُوع ؟ ثُمَّ طَلَبَ مِنْهُ أنْ يُحْضِر مَا صَنَعَهُ فَدَخَلَ القِدِيس يِحْنِس قَلاَّيته وَنَسَى مَا طَلَبَهُ الجَمَّال فَطَرَقَ الجَمَّال بَابَهُ وَخَرَجَ لَهُ القِدِيس وَسَألَهُ الجَمَّال القُفَف فَعَادَ وَدَخَلَ قَلاَّيته وَنَسَى سؤال الجَمَّال وَغَابَ فِي الدَّاخِل فَعَادَ الجَمَّال وَطَرَقَ البَاب مَرَّة أُخْرَى وَهكَذَا عِدَّة مَرَّات وَالقِدِيس يِحْنِس يَنْسَى طَلَب الجَمَّال وَفِي نِهَايِة الأمر لأِنَّ عَقْله مَشْغُول بِالإِلَهِيَات لِذلِك يَنْسَى طَلَب الجَمَّال ظَلَّ يُذَكِّر نَفْسه فَكَانَ يَقُول لِنَفْسه " يَارْبَّ ذّكَّرنِي بِالقُفَف لِلجَمَّال " هذَا القِدِيس لَيْسَ فِي ذِهْنه مِسَاحَة فَارِغَة لِيُهدِرهَا فِيمَا لاَ يُفِيد لاَ يُمْكِن لإِنْسَان غِير مُمْتَلِئ أنْ يَصْمُت المُمْتَلِئ يُحْسِن الصَمْت وَيَعْرِف كَيْفَ يَتَعَلَّم الصَمْت لأِنَّ عِنْده مَا يَشْغِله وَيُشْبِعه وَيُفَرِّح قَلْبه وَمَا أجمَل قَول سِفر الجَامِعَة {. لأِنَّ الله مُلْهِيهِ بِفَرَحِ قَلْبِهِ } ( جا 5 : 20 ) كَيْفَ نَتَعَلَّم الصَمْت ؟ لاَبُد أنْ تَتَفَكَّر فِي آيَات سِيَر قِدِيسِين أجْزَاء مِنْ الكِتَاب أُمُور تَرْفَعَك لِفُوق فَيَصِير كَلاَمك صَالِح لِلبُنيَان وَالمَحَبَّة وَالخِدمَة فَتُصبِح كَلِمَاتك دَوَاء مُشْفِي مُفْرِح يَبْنِي يُوجَد إِنْسَان يُنْتَظَر حَدِيثه وَآخَر يَتَجَنَّبُون حَدِيثه هُنَاك مَنْ يَشْتَاق لِسَمَاع إِنْسَان وَهُنَاك مَنْ يَتَجَنَب إِنْسَان لأِنَّ كَلِمَاته لاَذِعَة تُعَبِّر عَنْ نَفْس فَارِغَة لاَ تَشْتَرِك فِي أي حَدِيث لأِنَّكَ لَوْ عَدَدت الخَطَايَا الَّتِي يَقْع فِيهَا اللِسَان سَتَجِدهَا كَثيرَة وَخَطِرة كِذب قَسَمْ شِتِيمَة إِدَانَة كَلاَم قَبِيح كُلَّ هذَا أسَاسه اللِسَان فِي حِين أنَّ التَّسْبِيح المُبَارَكة الصَّلاَة أسَاسه أيْضاً اللِسَان قُلْ قَلْبِي وَلِسَانِي يُسَّبِحَان الله لاَبُد أنْ تَكُون مُشَبَّع بِالأُمُور الإِلَهِيَّة وَالرُّوحِيَّة عِنْدَئِذٍ يَكُون الصَمْت المُقَدَّس مِيل طَبِيعِي فِيك إِقْضِي يُوم مَعَ الْمَسِيح وَسَتَجِد شَهِيَتك قَلِيلَة جِدّاً لِلكَلاَم لَيْسَ لأِنَّكَ لاَ تُحِب النَّاس بَلْ لأِنَّكَ أدْرَكت حَقِيقَة مُهِمَّة وَهيَ أنَّ المُنْشَغِل بِالله لاَ يَجِد مَكَان لِحَدِيث بَشَر صَمْت مُقَدَّس السَيِّدَة العَذْرَاء كَانَ صَمْتَهَا مُقَدَّس { وَأمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا } الله يَمْلأنَا بِكُلَّ صَلاَح حَتَّى نَتَمَتَّع بِهِ فِي صَمْت مُقَدَّس وَإِنْ تَكَلَّمنَا فَلِلبُنيَان رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِته لَهُ المَجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
18 أغسطس 2024

دعوة لاوى

إِنجيل هذا الصباح المُبارك يا أحبائىِ يُكلّمِنا عن دعوة لاوىِ أو متى الرسول ويقول " وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشّاراً اسْمُهُ لاَوِى جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَة ، فَقَالَ لَهُ : " اتْبَعْنِى " 000" ( لو 5 : 27 – 39 ) 0 أحِب أن أتكلّم معكُم بِنعمة ربنا فِى ثلاث نُقط :0 1- مكان الجِباية دولة أورشليم كانت تحت الإِستعمار الرومانىِ وكان الإِستعمار الرومانىِ مُخصِّص بعض الأشخاص مِن دولة أورشليم لِيجمعوا الضرائب مِن الشعب اليهودىِ ، فكانوا هؤلاء العشّارين غير مقبولين مِن دولة أورشليم ، وكانوا بيجمعوا أزيّد مِن الضرائب التّى حدّدها الإِستعمار ويأخُذوا هذهِ الزيادة لأنّفُسهُم وهكذا قال الرومان بدلاً مِن أن نأخُذ منهُم الضرائب نجعلهُم يجمعوها هُم مِن أنّفُسهُم ونُحدّد واحِد لِكُلّ منطقة ويُعطينا جُملة المبلغ ، وهكذا كان لاوىِ واحِد مِن هؤلاء العشّارين وكان مكانهُ هو الجِباية ، وفِى هذا المكان كانت الناس بِتتخانِق معاً وبتفاصِل لأنّ الشخص الّذى سيدفع بيكون مظلوم مِن الدولة الرومانيّة ، وكذلك الشخص الّذى سيُحصِلّ الأموال منهُ سيُزيد عليهِ المبلغ لكى يكسب هو أيضاً ، فكان الشخص واقع تحت ضريبة مدنيّة للدولة الرومانيّة ، وضريبة للهيكِل بِحُكم أنّهُ يهودىِ ربنا يسوع المسيح جاء لِكى يفتقِد العالم فِى ظُلمتهُ ، وهو ذاهِب للمكان الّذى فيهِ مصدر الظُلمة ، " وبعد هذا خرج فنظر عشّاراً إِسمهُ لاوىِ جالِساً عِند مكان الجِباية " ( لو 5 : 27 ) ، فالمكان الّذى مُمكِن أن لا نتوقّعهُ أنّ ربنا يسوع المسيح مُمكِن أن لا يُرى فيهِ أو يذهب إِليهِ نجِدهُ قد دخلهُ ، فالمكان المملوء بالظُلم والمملوء بِحُب العالمْ ربنا يسوع دخلهُ ، " وبعد هذا خرج فنظر عشّاراً إِسمهُ لاوىِ 000" نظرة ربنا يسوع غير نظرة باقىِ الناس ، فالناس كُلّها آتية إِليهِ لِكى تنظُر لهُ كإِنسان ظالِم ، ولكِن الله عيناهُ تخترِق الإِنسان الظالِم ، فهو يُريد أن يقول لهُ إِنّ هذا المكان لمْ يكُن مكانك ، فأنت لابُد أن تخرُج مِن سُلطان هذا المكان ، أنت لابُد أن تتبعنىِ ، ربنا يسوع بيفتقِد كُلّ إِنسان فِى مكان جبايته حيثُ محبة العالِم وحيثُ مكان شروره ، فربنا بيقول للإِنسان إِنت إِن لمْ تأتىِ إِلىّ أنا أأتىِ إِليّك ، فأجمل ما فِى التجسُدّ هو أنّ الله هو الّذى جاء لنا على الأرض ولمْ ينتظِرنا أن نصعِد إِليهِ ربنا يسوع المسيح بِيفتقِد كُلّ إِنسان فِى مكان جبايته ، فِى محبّتهُ القديمة ، وفِى محبّتهُ للعالمْ وشرور العالمْ فالشاب الغنىِ يقول عنهُ الكِتاب إِن ربنا يسوع " نظر إِليهِ وأحبّهُ " ، فالناس مُمكِن تكون نظرِتها سطحيّة وللخارِج فقط ، ولكِن ربنا يسوع هو يرى النِفَس وعارِف أشواقها الداخِليّة ، وعارِف رباطاتِها بالخطيّة ، فكثيراً ما حاولت أن أخرُج مِن مكان الجباية ولكِن لمْ أقدِر ، وكُلّما حاولت الخروج أجِد قيود تمنعنىِ ، وهذا الأمر يحتاج لِنظرة منك ياربىِ يسوع وكلِمة منك وأبونا فِى التحليل يقول " قطّع رباطات خطايانا " ، نِفَسىِ مُقيّدة بِقيود كثيرة تحتاج أن تُقطّع ، فربنا يسوع بينادينا حتى ولو كُلّ الناس رفضِتنا ، فهو " الداعى الكُلّ إِلى الخلاص لأجل الموعِد بالخيرات المُنتظرة " ربنا يسوع يُريد أن ينتشِلنا مِن مكان جبايتنا ، يُريد أن يأخُذنا مِن مكان إِهتمامتنا العالميّة ، يُريد أن يقول لِكُلّ واحِد منّا خسارة عُمرك ، خسارة وقتك ، إِنت أجمل مِن ذلك بكثير ، إِنت لك إِمكانيات رائعة ، إِنت لك قلب ونِفَس يُمكِن أن تتكلّم بِهُما مع الله ، أُخرُج مِن هذا المكان الضيّق وأقترِب منّىِ ، فعينىِ تتبعِك ، وصوتىِ سيظِلّ يُطارِدك حتى فِى مكان جبايتك القديم فالقديسة مريم المصريّة وهى ذاهبة لأورشليم لِتصنع الخطيّة هُناك ربنا إِفتقدها فِى مكان جبايتها ويقول أنا أفتقِدها هُناك ، فأنا موجود فِى كُلّ مكان ، أنا قادِر على كُلّ شىء ، فهو بِيفتقِد الإِنسان فِى ظُلمتهُ وفِى شرّهُ ، ويقول " أنا خطبتكُم لِرجُلٍ واحِد 00" ربنا يسوع هُنا طالِب لاوىِ ، طالِب هذا الرجُل الظالِمْ فِى وسط تفكيره وزوغانه ، فداود النبىِ عِندما كان يُطارِدهُ شاول مرّت عليهِ لحظات ضعفٍ وإِبتدأ يُفكّر كيف يحتمىِ فِى الناس لِكى يهرُب مِن شاول فدخل عِند الفلسطينيين فنظروا إِليهِ بِحقِدٍ لأنّهُ قتل جُليات ، فداود النبىِ فعِل أمر غير مُستحِب أبداً لِكى يُنقذ مِن يدهُم وهو أظهر أنّهُ مجنون ، ورفع قلبهُ لِربنا وقال لهُ " فِى زيغانىِ راقبت " فكُلّ نِفَس فينا مزوّغة عن الله ومُعتقِدة أنّها مُمكِن أن تبعُد عن ربنا ولو لِلحظة ، ربنا يقول لها " أنا عينىِ عليك " ، أنا سأفتقِدك وسأأتىِ إِليّك فِى مكان جبايتك ، فيقول الكِتاب " فلنفحص طُرُقنا ونحتبِر خطواتنا ونرجِع إِلى الرّبّ " إِفحص نِفَسك وإِعرف إِنت هربان ومُختبِأ فِى أى مكان ، فهو يقول لك : أنا سأأتىِ إِليك ، فأنت لن تهون علىّ ، فلذّتىِ فِى بنىِ آدم ، أنا لن أترُكك حتى ولو كُنت هربان فِى مكان الجِباية 0 2- فقال لهُ إِتبعنِى فلاوىِ لمْ يقول لِربنا يسوع ولا أى كلِمة ولكِن ربنا يسوع يقول عنهُ الكِتاب أنّهُ نظر إِليهِ وقال لهُ إِتبعنىِ ، فهو بيقول لهُ أنا بقول لك كلِمة مُهمّة جداً وهى أجمل كلِمة فِى حياتنا ، وكأنّ ربنا يسوع بيكرّرها فِى آذانْ كُلّ نِفَس فالكلِمة دخلت فِى قلب لاوىِ وغيّرت فِى حياتهُ أمور كثيرة ، فقديماً قالها ربنا يسوع لإِبراهيم ويقول عنهُ الكِتاب " لمّا دُعى أطاع وتغرّب فِى أرضٍ لا يعرِفها " ، فهو كان يعرِف أنّهُ يوجِد صوت لابُد أن يتبعهُ ، ويتغرّب فِى أرضٍ غريبة ، وأكتفى بِرعاية إِلههه الّذى ناداهُ وقال لهُ " سِر أمامىِ وكُن كامِلاً " ، لا تخِف خِسارة يا لاوىِ إِنّك تقضىِ عُمرِك فِى مكان الجِباية هذا ، إِنت أغلى مِن ذلك ، فإِلى متى تظِلّ هُنا ؟ فالمكان الّذى أنت فرحان بهِ هو سبب هلاكك ، طوبى للّذى يُلّبىِ الصوت الّذى يقول " إِتبعنىِ " ، طوبى للّذى يتجاوب مع هذا النِداء ، ولِذلك قال ربّ المجِد يسوع " خِرافىِ تسمع صوتىِ وتتبعنىِ " ، فهى تعرِف صوتىِ ، ولِذلك الإِنسان يقول لهُ يارب أنا أُريدك أن تقول لىِ كُلّ يوم " إِتبعنىِ " ، زيغانىِ راقِب ولا تترُكنىِ فأنت الّذى بحثت عن الخروف الضال والدِرهم المفقود فأحد القديسين يقول لهُ " أنا يارب خروفك وإِن لمْ أكُن فِى حظيرتك ، أنا دِرهمك وإِن لمْ أكُن فِى كيسك " ، أنا مِلكك ، أنا لك ، أنا يارب خروف معدود عليك ، ومحسوب عليك ، فكُلّ واحِد فينا المسيح إِقتناهُ بِدمهِ ، نحنُ محسوبين على ربنا ، إِنت ياربىِ فتّش علىّ وقُلّ لىِ إِتبعنىِ ، فأنا أعرِف أنّك قُلت " لمْ يقدِر أحد أن يأتىِ إِلىّ إِن لمْ يجتذِبهُ أبىِ " ، فأنت ياربىِ إِجذبنىِ ، أنا أُريد قوّة تُساعدنىِ وتنتشلنىِ لأنّىِ غير قادر فهوشع النبىِ يقول لهُ " يا مَنْ درّجت إِفرايم مُمسِكاً إِيّاهُ بأذرُعهِ " ، أنت يارب إِمسِك يدى مِثل الأطفال وأصعِدنىِ السلالِمْ ، وأشعياء النبىِ يقول " بِذراعهِ يجمع الحُملان فِى حضنهِ ويقود المُرضعات " فأنا يارب مُبتدِأ فِى الحياة معك ، فما أسهل أن أتوه ، وكثيراً ما أتوه ، ولِذلك أُريدك أن تجمعنىِ فِى حِضنك ، فأنا لا يوجد عِندىِ إِستحقاقات للدعوة ولكِن أنت الّذى تختار وتجتذِب وتسنِد فأنت كثيراً ما جذبت خُطاه وأشرار ، وكثيراً ما حللت قيود ، أنت القادِر أن تورِدنىِ إِلى مياه محبّتك ، ولكِن لابُد أنّ الإِنسان يكون عِندهُ إِستجابة لهذهِ الدعوة تخيّل شاول وهو ذاهِب لِيضطهِد الكنيسة ، فهل توجد أكثر مِن ذلك قسوة ، ولكِن يقول الكِتاب " بغتةً أبرق حولهُ نور مِن السماء 00وسمِع صوتاً قائِلاً لهُ شاول شاول لِماذا تضطهِدنىِ 00 " ، قال لهُ إِتبعنىِ ، أنت جميل ، أنا عارِف إمكانياتك مِن الداخِل خِسارة إِنّك تضيع ، ربنا يسوع بيقول لِكُلّ واحِد فينا أنت خِسارة أن تضيّع عُمرِك وإِهتماماتك وأشواقك فِى أمور زائلة ، أنت إِبنىِ ، أنت لىِ ، فماذا ستأخُذ مِن هذهِ الأمور الزائِلة ، فهى أمور لا تفيد ولِذلك نقول لهُ : نتبعك يارب بِكُلّ قلوبنا ، نتبعك أينما تمضىِ ، ولِذلك عِندما قال لواحِد مِثل بُطرُس الرسول " هلّمُ ورائىِ فأجعلكُما صيّادىِ للناس " ، يقول الكِتاب أنّهُم للوقت تركا شباكهُما وتبعوه ، فلابُد أن أقول لهُ أنا يارب أُريد أن أتبعِك فِى خِدمِتك ، وفِى كنيستك ، أنا أتمنى أن أعيش لك ولِكنيستك ، فما الّذى سأأخُذهُ مِن العالم ؟!! فأنا أتمنّى أن يكون لىِ رِسالة نحو أولادك ، " فأُعلّم الأثمة طُرُقك والمُنافِقون إِليّك يرجعون " ، تعالى إِجتذبنىِ أنت مِن إِهتماماتىِ التافِهة الميّتة إِلى أمجادك السماويّة 0 3- فترك كُلّ شىء وتبعهُ هذا الإِنسان درجِة محبّتهُ للمال قويّة ، فهو مربوط بِمحبّة المال ، وربنا يسوع يُريد أن يقول لهُ أنا سأفُكّك مِنْ كُلّ قيد زكّا العشّا عِندما تقابل معهُ قال لهُ " ها أنا يارب أُعطىِ نصف أموالىِ للمساكين وإِن كُنت قد وشيت بأحد أرُدّ أربعة أضعاف " أمّا لاوىِ " فترك كُلّ شىء وقام وتبعهُ " ، فهو لمْ يُحدّد حدود ولكِن ترك كُلّ شىء ، عجيب أنت يارب فِى دعوِتك !! بُطرُس الرسول 000فقِد دعاهُ ربنا يسوع هو وأخوهُ أندراوس " فللّوقتِ تركا الشِباك وتبِعاهُ " ( مت 4 : 20 ) كيف أنّ الإِنسان فِى لحظة يأخُذ هذا القرار الصعب ؟!! كيف أنّ لاوىِ وهو فِى وسط هذهِ الأموال يترُك كُلّ شىء ؟ يا لاوىِ ألمْ تُفكّر بأنّك عليك أقساط وإِلتزامات نحو الدولة ، فالناس بِتتصارع على هذا الشُغل ، وأنت قد أخذتهُ بالرشاوىِ فكيف تترُكهُ بِمثل هذهِ السُرعة ؟ ألمْ تتمهِلّ لِكى تحسِبها ؟ ولكِن هو إِختار صوتهُ القديس أوغسطينوس يقول " إِنّ مَنْ يقتفىِ أثارك لن يضِل قط ، ومَنْ إِمتلكك شبِعت كُلّ رغباته " ، لاوىِ داس وترك كُلّ شىء ، فالتوبة تحتاج لِقرار جرىء وتحتاج لِنِفَس واعية تستجيب لِنداء ربنا تاجر اللآلىء الحسِنة وجد الجوهرة الكثيرة الثمن فباع كُلّ ما يملُك لِكى يشترىِ هذهِ الجوهرة ، والإِنسان الّذى وجد كنز فِى الحقل فباع كُلّ مالهُ لِيشترىِ هذا الحقل ، فالّذى يتبع ربنا يسوع لابُد أن يكتشِف كنز فِى قلبهِ ويبيع كُلّ ما يملُك ، فهو بيكتشِف جوهرة غالية تستحِق الإِقتناء ويدوس على كُلّ إِغراء فِى حياتهُ فداود النبىِ يقول لهُ " مَنْ لىِ فِى السماء ومعك لا أُريد شيئاً على الأرض " ، أنا لا أُريد شىء ، فكُلّ ما أمتلِكهُ فِى العالم أنا لا أُريدهُ فبولس الرسول يقول فِى رسالتهُ لأهل فيلبّىِ : لا تعتقِدوا إِنّىِ بِدون أصل أو نسب فأنا مُتعلّم ومِن سِبط بنيامين ومِن جِنس إِسرائيل ، ومِن جهة الناموس فرّيسىِ ، والقديس بولس كان مِن أُسرة مرموقة ولها دالّة مع الحُكّام وقد ترّبى أفضل تربية ومع كُلّ هذا يقول " ولكِن ما كان لىِ رِبحاً فهذا قد حسبتهُ مِن أجل المسيح خِسارة " ( فيلبّىِ 3 : 7 ) فكُلّ الّذى كان لىِ قديماً وكُنت أحسِبهُ رِبح هذا صار نِفاية ، والآباء يقولوا أنّ النِفاية هى زِبالة الزبالة ، فالقِمامة بِتُفرز والّذى يتبقّى مِنها إِسمهُ نِفاية ، فبولس الرسول كُلّ الّذى ربِحهُ مِن العالم حسبهُ نِفاية مِن أجل فضل معرفة المسيح " بل إِنّىِ أحسِب كُلّ شىء أيضاً خِسارة مِن أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربّىِ " ( فيلبّىِ 3 : 8 ) ، أُنظُروا الفخر !! فهل عِندك إِحساس أنّك لو تبعت المسيح ستكون كسبان أم خسران ؟! هل عِندك إِحساس إن ربنا سيعولك أم أنّك سترتبِك ؟! لاوىِ أخذ القرار ، فالإِنسان الّذى يسمع صوتهُ صح مُستحيل أنّهُ يظِلّ فِى مكان الجِباية 0 فاليوم هو دعوة لِتغيير الحياة ، والإِهتمام بالسماء والملكوت ، ولِذلك أول حركة للإِستجابة للملكوت هى الترك وإِحتقار أباطيل العالمْ ويكون إِيمانهُ جاد ولا يعود القلق يملُك عليه ، لِدرجة هُنا لاوىِ قِد عمل ضِيافة وكان يشعُر بِفرحة فما هذا ؟ يقول إِن السعادة التّى شعرت بِها هى سعادة لا يُعبّر عنها وتستحق أن أحتفِل بِها ، فالإِنسان الّذى يعرِف المسيح يُنادىِ على كُلّ إِنسان ويقول تعالوا " ذوقوا وأنظُروا ما أطيب الرّبّ " ، الرّبّ عِز لِخائفيهِ فالسامِريّة لمْ تحتمِل أن لا تُعرّف الناس بالمسيح فنادت على الناس وقالت " هَلُمّوا أنْظُرُوا إِنْسَاناً قَالَ لِى كُلّ مَا فَعَلْت0" ( يو 4 : 29 ) وزكّا العشّار عِندما تقابل معهُ قال لهُ ها أنا يارب أُعطىِ نصف أموالىِ للمساكين فالنِفِسَ التّى تتقابل معهُ تصير نِفَس شغوفة بالِجلوس معهُ ، والنِفِسَ عِندما تتحرّر تتمنّى أنّ كُلّ الناس تتحرّر ، فالعلامة الأكيدة أننّا تغيّرنا هو ترك مكان الجِباية وأن يشعُر الإِنسان بِثقتهُ فِى الله وفِى تدبيره ربنا يسوع الّذى إِفتقد لاوىِ فِى مكان جبايتهُ وقال لهُ إِتبعنىِ قادِر أن يأتىِ إِلى مكان جِبايتىِ ، فمكان جِبايتىِ هو حالة القلب ربنا يسوع الّذى يعرِف أين قلب كُلّ واحِد فينا يقول لهُ إِتبعنىِ ، فطوبى للنِفِسَ التّى تسمع كلِمتة وتترُك كُلّ شىء مِن أجلهِ وتُلبّىِ دعوتهُ وتتبعهُ أينما يمضىِ ربنا يسنِد كُلّ ضعف فينا بنعمتهُ ولإِلهنا المجد دائماً أبدياً آمين0 القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 أغسطس 2024

مفهوم الألم

إِحنا فِى أيام السِت العذراء نُحِب نقرّب لها وَنقرّب لِصفاتِها وَنقرّب مِنَ طبيعة حياتها ، مِنَ ضِمن الحاجات الّلى تشدِنا قوِى فِى حياة السِت العذراء أنّها " مُتألِمة " ، أبوها وَأُمها دخّلوها الهيكل وَهى عندها 3 سنين وَهى عندها 6 سنين أبوها مات وَهى عندها 8 سنين أُمها ماتِت فأصبح كده ملهاش حد لاَ أب وَ لاَ أُم ، لمّا كِبرت شويّة لازِم تُخرُج مِنَ الهيكل ، فبدليل إِنْ ملهاش حد مين الّلى تولّى شأنها شيوخ الكهنة بتوع الهيكل ، قالوا طب نعمِل إِيه فِى البِنت الغلبانة دى ؟ فكان الدور على الّلى بيخدِم زكريا الكاهِن فقالوا له صلّى للموضوع ده وَنشوف مشورة ربِنا أنّهُمْ يختاروا مِنَ شيوخ إِسرائيل الموجودين فِى الوقت ده لقوا أنّ فِى حمامة إِستقرت على يوسِف البار فقالوا إِنّهُ هو ده الّلى يخُدها يوسِف نَفْسَه كان عِنده حوالِى 87 سنة قال لهُم إِنتُمْ ياجماعة عايزين تضحّكوا علىّ النّاس ، أنا واحِد عِندى 87 سنة أخُد بِنت عندها 12 سنة ، ده حتّى صعب قوِى ، فِى البِداية لَمْ يقبل لكنّهُمْ أقنعوه أنّهُ هو يأخُدها وَطبعاً السِت العذراء كان فِى قلبِها ندر البتوليّة ، وَكان فِى قلبها ندر أنّها تعيش لله كُلَّ أيام حياتها ، لكِن لأنّ ملهاش حد قبلِت أنّها تروح مَعَ يوسِف وَنيتها أنّها تحفظ نَفْسَهَا وَيوسِف فِى نيته أنّهُ يحفظ هذهِ العذراء بِنت فقيرة يتيمة موضِع عطف مِنَ النّاس ، بعد كده هنلاقِى موضوع البِشارة بالحبَل الإِلهِى وَعدم تصديقها وَعدم إِيمانها يكفِى لحظة واحدة مِنَ الألمْ مِنَ لحظات الشك الّلى مِنَ يوسِف البار للسِت العذراء ، يكفِى لحظة واحدة يكفِى نظرة واحدة مِنَ نظرات الشك دى فِى مين ؟ فِى السِت العذراء !! يعنِى أُمْ الأطهار شفيعة البتولين ، يعنِى البتولين لمّا يحِبّوا يتشفّعوا يأخُذوا قوّتهُمْ مِنَ السِت العذراء ، لِذلِك تحسّوا كده إِنْ الرُهبان يحبّوا يسمّوا أديرتهُمْ على السِت العذراء علشان ياخدوا مِنها مُعينة لِبتولِيتهُمْ ، أُم البتوليين دى أتنظُر لها نظرة شك فِى أنّها خاطِئة ! تلقى كده دير العذراء السُريان وَدير العذراء البراموس ، طب ما جمب بعض ما يختاروا إِسم تانِى ، لأ00دى تُعتبر العذراء شفيعة المحرّق يحبّوا الرُهبان ياخدُوها مُعينة لِبتوليتهُمْ ، وَلمّا ربِنا أعلن برائتِها برؤية هى لَمْ تنطِق وَلَمْ تتكلّم وَلَمْ تُجادِل ، إِحتملت ، وَبعد كده نلاقِى برضه آلام الولادة بِتاعِتها وَتقبل أنّها تخبّط على بيوت النّاس علشان تنزِل عندُهُمْ ، برده دى مُش سهلة مرّة واحدة غير مؤمِنة ( يعنِى غير مسيحيّة ) راحِت تعيِّد على واحدة صاحبِتها مسيحيّة فبصِت كده لاقِتها عاملة ديكور ، قالِت لها إيه ياأختِى ده ؟ قالِت لها دا مِزود ، مِزود ! بصِت وَقالت لها أصدك ذريبة ، قالِت لها آه ذريبة ، قالِت لها هو إِتولد فِى ذريبة ؟!! أصل إِحنا بنحِب نجمِلّ الكلمة شويّة لكِن هى ذريبة ، مين ترضى إِنّها تولِد فِى ذريبة ؟؟ بعد كده يجى يقول لها خلّى بالِك الملِك بيطلُب نِفوس الأولاد الصغيرين ، معاها راجِل داخِل فِى 90 سنة ، واحِد 90 سنة وَعمّالين يخبّطوا على بيوت النّاس الّلى بياكلوا عندُهُمْ لُقمة وَالّلى بيباتوا عندُهُمْ ليلة ، فين على بال ما حد يتحنِّن عليهُمْ ، علشان كده تلاحظوا إِنّهُمْ قعدوا فِى كُلَّ حِتّة شويّة ، متلأهُمش إِستقروا فِى حِتّة خدوها كده لفّة مِنَ أول العريش لِغاية جبل المحرّق تحت سوهاج وَعمّالين يفوتوا على كُلَّ بلد شويّة ، بلد تقبلهُمْ وَبلد ترفُضهُمْ ، إِنسانة مُتألِمة لَمْ تستريح لَمْ تستقِر يكفِى أنّها فِى النهاية تشوف الآلام إِبنها وَهو على الصليب وَشايفه إِنّه هو مظلوم وَعارفة إِنّها ملهاش حد مِنَ بعده ، يعنِى لو كان لها حد أقرب مِنَ يوحنا كان هو الأضمن وَالأئمن إِنّه ياخُدها ، لكِن هى دليل إِنْ ملهاش حد راحِت عند يوحنا ، علشان كده حتّى سمعان الشيخ فِى نبّوِته عَنَ العذراء [ أنتِ سيجوز فِى نَفْسَكَ سيف ] ، يعنِى فِى سيف هيجِى عليكِ 0 الألم:- إِيه حكاية الألم دى ؟! فِى ناس يربُطوا الألم بالخطيّة ، لأ مش شرط ، مش شرط تكون بسبب خطيّة ، تجرِبِة ربِنا لعبيده مش شرط تكون خطيّة ، آه مُمكِن تكون خطيّة لكِن مش لازِم تكون خطيّة ، وَإِلاّ السِت العدرا عملِت إِيه خطيّة علشان خاطِر تكون فِى كُلَّ الآلام دى ، دى إِستحقِت إِنّها تكون والِدة الإِله ، إِستحقِت حشاها البتولِى إِنّه يحمِل جمرة لاهوت إِبن الله ، أكثر مِنَ كده إِستحقاق ! دا مفيش طبع فِى البشر يفوق الطبع ده 0 عايِز أكلّمكُمْ فِى 3 نُقط فِى موضوع الألم :- 1- لِماذا الألم ؟ ليه يارب ليه يارب فِى فِى أولادك يُبقى متألمين ؟ يُبقى فِى مرضى ؟ يُبقى فِى حزانى ؟ ليه تسمح حد يتنقِل مِنَ وسط أُسرة أحباء عليه ؟ ليه تسمح إِنْ فِى واحِد يكون عِنده تجرُبة صعبة فِى شُغله ؟ ليه تسمح إِنْ واحِد يتهموه تُهمة زور ؟ ليه تسمح بإِنّهُ يوجد أى فشل فِى حياته ليه ؟ لِماذا الألم ؟ ليه ؟ ياما الإِنسان يُبقى مش فاهِم ليه ؟ هو فِى الحقيقة إِستجابة لحاجة واحدة بس ، [ ما أبعد أحكامه عَنَ الفحص وَطُرقه عَنَ الإِستقصاء ] ،[ وَزى ما إِرتفعِت السماء عَنَ الأرض ترتفِع أفكارِى عَنَ أفكاركُمْ ] فِى فرق إِنتُمْ بتفكّروا تحت ، وَأنا بفكّر فوق ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف وَأنا لىّ هدف ، أنا لىّ هدف تكسبوا الأبديّة ، أنا لىّ هدف إِنْ إِنتُمْ تكونوا قديسين بِلاَ لوم ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تربحوا الأرض ، إِنتُمْ ليكُمْ هدف تتمتّعوا على الأرض ، ليكُمْ هدف إِنْ إِنتُمْ تاخدوا مناصِب وَمراتِب فِى الأرض ، أنا بقنعكُمْ مفيش فايده ، إِنتُمْ ماشيين فِى سِكّة وَأنا ماشِى فِى سِكّة 0 هدف الله مِنَ الألم:- الألم الّلى ربِنا بيبعته للإِنسان كُلَّ هدفه إِنّه يوّحده بالأبديّة ، إِنّه يقرّبكُمْ مِنَ الأبديّة ، إِنّه يقرّبه للسماء وَإِنّه يخلّيه يتنقّى مِنَ أى شائِبه ، أدِى هدف ربِنا ، هدف ربِنا مِنَ الألم إِنّه ينقّى أولاده وَيُحضِرهُمْ لِنَفْسَهِ بِلاَ عيب وَلاَ دنس ، هدف ربِنا إِنّه يُعِّد لِنَفْسِهِ نَفْسَ كامِلة نقيّة مُتعلِّقة بِهِ بالكمال 0 الألم فِى حياة أبونا إِبراهيم يجى ربِنا كده يلقى مَثَلاً أبونا إِبراهيم نَفْسَه مُتعلِّقة بِزيادة بإِسحق ، وَإِبتدى يفرِح بإِسحق ، وَإِبتدى مركز حياة إِبراهيم يُبقى إِسحق ، يروح يقول لهُ طب لو سمحت أنا عايِز إِسحق ، ليه بس يارب ؟ ما أنت الّلى عطيطه إِسحق ، سيبه يتمتّع بإِسحق ، أنا شاعِر إِنْ دايرة إِهتمامات إِبراهيم صارت إِسحق ، أنا مبقِتش مركز حياته ، أنا عايِز أبقى مركز حياته ، فأقول لهُ طب هاته فيجِى ربِنا وَيقوله هاته ، يقول لهُ حاضِر، مفيش فِى إِيديه غير إِنّه يقوله حاضِر ، ليه ياربِى عملت كده ؟ أصل أنا عايِز أرجّع إِبراهيم إِنْ مركز حياته يُبقى أنا ، وَعايِز أفكّره إِنّى أنا الّلى عطتهوله ، يُبقى أصلاً هو بتاعِى ، يُبقى كان المفروض محِبّة إِبراهيم لإِسحق تكون محبّة الله الّذى أعطى إِبراهيم إِسحق ، مش محِبّة إِسحق الّلى تفصِلنِى عَنَ الله ، فيقول لهُ هات إِسحق ، هدفك إيه مِنَ التجرُبة الصعبة المُرّة دى ؟ هدفِى إِنّى أديله قوّة إِنّى أبقى أنا مركز حياته وَمركز إِهتمامه ، أنا صعبان علىّ إِبراهيم ده بس أخاف أحسن كُلَّ آماله يضعها فِى إِسحق ، أخاف إِنّه يُبقى هو أفتِكره مركز حياته يُبقى إِسحق وَإِبتدى ينسانِى ، لأ 0 أنا عايِز أفكّره إِنّى أنا الوهّاب وَأنا الرزّاق وَمُعطِى جميع الخيرات ، وَأنا مركز حياته ،عايِز أفكّر إِبراهيم، فيسمح لهُ ربِنا بالتجرُبة دى يحِب ربِنا يبعت تجرُبة الهدف منها نقاوة ولاده ، مجد ولاده ، خلاص ولاده ، لو النَفْسَ أحبائى مُستنيرة تعرف تكتشِف السر ده ، النَفْسَ بعيدة صعب جِداً تكتِشفه ، صعب جِداً 0 الألم فِى حياة أبونا يعقوب تشوفوا كده أبونا يعقوب ، أبونا يعقوب ده بعيد عنكُمْ إِبتدى حياته كان مكّار شويّة وَكان أنانِى شويّة ، إِنتزع البكوريّة بحيلة ، يعنِى كان عايِش بِطريِقة مُدلّلة وَكانت أُمّه تملّى فِى صفّه ، ربِنا شايِف إِنْ أبونا يعقوب ده وعاء جميل وَحلو خالِص صعبان عليه إِنْ يعقوب يفضل زى ما هو كده فعايِز يغيّره شويّة فعمل إيه ؟ طب أنا هسمح لك تنسِحِب مِنَ وسط الجو المُدلّل الّلى إِنت فيه ، حِتّة الخشبة ملهاش قيمة وهى مقطوعة مِنَ الشجرة ، لكِنْ لمّا تتمسح ، لمّا تدّهن وَتتلّمِع تُبقى حلوة وَمُمكِن نستخدِمها ، هو أبونا يعقوب ده حِتّة خشبة حلوة نوعها جميل بس لِسّة متنفعش تُستخدم لأنّ فيها خشنات كتيرة وَرواسِب ، فربِنا حِب يسنفره ، خرّجه للبرّيّة وَسابه لوحده وَبدال ما ينام على سرير أبو مخدّه ناعمة ، نام على حجر وَلمّا نام على حجر شاف السماء مفتوحة ، شاف السُلّم الّلى طالِع للسماء وَربِنا برده بعت لهُ الّلى أمكر منه ، مين ؟ الّلى هو مين ؟ لابان ، زى ما هو ضحك على أخوه برده ده ضحك عليه وَإِدّاله ليئة وَبعد كده فين عُقبال ما إِدّاله راحيل ، إِبتدى ربِنا عمل إيه فِى يعقوب ؟ نقّاه ، صحيح شكلها فِى الوقت ده مذلول ، شكلها ده إِنْ مُمكِن واحِد يقول ربِنا سايبه أو إِنْ ربِنا غضبان عليه ، لاَ سايبه وَلاَ غضبان عليه ، ده بيأدّبه ، بيودّبه ، ده بيهيّأه 0 الألم فِى حياة أيوب الصدّيق تعال كده نشوف أيوب البار ، أيوب الصدّيق ده يعنِى البلاوِى الّلى فِى الدُنيا الّلى صعب نحتمِلها ربِنا راح عطاها له ، وَهو قاعِد كده يجى لهُ خبر إِنْ كُل غنمه ماتوا ، كُلّهُمْ ماتوا مرّة واحدة ، كُلّهُمْ مرّة واحدة ! وَبعد كده يجيله خبر إِنْ ولادك كُلّهُمْ كانوا مجتمعين فِى بيت واحِد مِنَ إِخوتهُمْ البيت وقع عليهُم ماتوا كُلّهُمْ ، ماتوا كُلّهُمْ إِتجمّعوا فِى البيت الّلى هيوقع طب واحِد وَلاّ إِثنين عشرة مجتمعين فِى بيت وِقع ! يا ساتِر يارب ، بعد كده تلاقيه قال لهُمْ [ الرّبّ أعطى الرّبّ أخذ ليكُنْ إِسمْ الرّبّ مُباركاً ] أقول إيه بس مش قادِر أقول ، بس أنا قُلت لربِنا كُف عنّى سبنِى شويّة لِدرجة تقروها كده قال لربِنا قاله " سبنِى أبلع ريقِى مش عارِف أبلع ريقِى ما كُلَّ شويّة تيجِى لىّ مُصيبة ، كارثة " ، إيه الحكاية دى يارب ، ليه بتعمِل كده ؟ لو نبُص لأبونا أيوب نلاقِى أبونا أيوب ده راجِل حلو وَكُلَّ حاجة بس كان عِنده شويّة شوائِب كان متكِل على غِناه ، أبونا أيوب كان متكِل على أولاده ، أبونا أيوب كان عِنده إِحساس بحاجة صعبة جِداً إِسمها " البرّ الذاتِى " صحيح ، يعنِى إيه البرّ الذاتِى ؟ يعنِى أنا راجِل بتصدّق على الفُقراء ، أنا أب للأيتام ، أنا عين للضُعفاء ، كان بيقول على نَفْسَه كده ، لدرجِة إِنّه فِى مرّة قال عَنَ نَفْسَه كلمة نستغرب قوِى إِنّه يكون أيوب هو الّلى قالها لمّا جُم صحابه يعزّوه فمأبلش منهُمْ كلام فقعد مَعَ نَفْسَه وَنَفْسَه صعبانة عليه قوِى إِنْ إِزى دول قال إيه جايين يعزّونِى أنا فيقول كلمة صعبة[ هؤلاء الّذين كُنت أستنكِف أنْ أُجلِس أبائهُمْ مَعَ كلاب حراستِى ] ، يعنِى إيه ؟ يعنِى أنا كُنت أأرف أأقعد أبائهُمْ مَعَ الكلاب الّلى بتحرُس البيت بتاعِى ، لا ياأيوب إِنت كان فيك حِتّة صعبة قوِى ، لإِنْ ربِنا بيحِبك محبِش تستمر بالحِتّة الصعبة دى فحب يعمِل لها إيه ؟ يستأصِلها فلّما حب يستأصِلها ففِى حاجة إِسمها جِراحة وَ جِراحة مؤلِمة بس لازِمة لأنّ الله صالِح وَلأنّ أيوب بار وَلأنّ الله أبوه وَلاَيُريد أنْ يهلك فحب يعمِل معاه حب ينقّيه 0 لِماذا يسمح الله بالتجارُب ؟ لازِم أكون فاهِمْ أنّ قصد الله لِنمو مُعيّنْ ، لازِم أكون فاهِمْ إِنْ ده شىء إِن ربِنا هو الّلى أمر بِهِ ، ليه 00ليه يارب بتعمِل كده ؟ أنا عايِز أعلّق ولادِى بالأبديّة ، أنا عايِز ولادِى سعيهُمْ كُلّه لخلاص نفوسهُمْ ، عايِزهُمْ يشيلوا نير ، يشيلوا صليب ، ما هو قال لنا كده أنّهُ لمّا تألّم فِى الجسد كفّ عَنَ الخطيّة ، فيحِب ربِنا أولاده يكونوا مشاركينه فِى الألم معايشينه فِى الألم ، وُمُعلّمِنا بُطرُس الرسول يقول لنا زى ما ربِنا يسوع المسيح تألّم يجِب أنْ نتسلّح نحنُ أيضاً بهذهِ النيّة ، يُبقى عِندى كده نيّة الألم ، يعنِى واحِد حاطِط كِتفه كده لربِنا وَيقول لهُ شيّلنِى شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، وَأبقى عارِف إِنّك إِنت مش مُمكِن تشيّلنِى حاجة أأقع بس لازِم أشيل ، شيّلنِى الّلى إِنت عايزه ، ألم ، مرض حاضِر أشكُرك ، تعب فِى الشُغل قوِى ، ظروف صعبة فِى الحياة قوِى ، مرض ، الدخل مش مكفّى قوِى ، أى ألم إِنت مُمكِن تبعتهولِى أنا أقبله بِمُنتهى السرور ، أنا أقبله عشان كده أول نُقطة لِماذا الألم ؟ الثانية كيف أحتمِله ؟ كيف أحتمِل الألم لازِم أقبله وَلازِم أعرف إِنْ الرّبّ صالِح وَأنّ تدابيره كُلّها لخير الإِنسان ، مش مُمكِن هيبعت لِى شىء إِلاّ لفايدتِى وَخلاص نَفْسَىِ ، فِى سِفر مراثِى إرميا عِبارة رائِعة نَفْسَىِ كُلّنا نحفظها وَنعيش بيها [ مَنَ ذا الّذى قال فكان وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، كيف يتذّمر الإِنسان الحىّ الراجِل المُعاقب على خطيته ، كيف أتذّمر [ مَنَ ذا الّذى قال وَالرّبّ لَمْ يأمُر ] ، إِفرض إِنّى أنا فِى ظروف حياة صعبة ، مَنَ ذا الّذى صنع هذهِ الظروف ؟ مش فُلان وَلاَ عِلاّن ، الرّبّ مرّة واحِد مِنَ الآباء بيسأل ولاده مَنَ ذا الّذى باع يوسِف ؟ فقالوا له خواته ، قال لهُم لا ، قالوا له الغيرة ، قال لهُمْ لا ، أُمال مين الّلى باع يوسِف ؟ قال لهُم الرّبّ هو الّذى باع يوسِف ، مين الّلى باعه !!! ربِنا لا غيره ، إِخوته وَلاَ حد سيبك مِنَ كُلَّ الكلام ده هو نحنُ نتعامل مَعَ الله وَليس مَعَ الظروف وَلاَ مَعَ الأشخاص ، النَفْسِ المُستنيرة هى الّلى تعرِف تكتشِف يد الله فِى حياتها ، أعرف إِزاى أطلّع إِيده فِى حياتِى ، أيوه أنا عارفه إِنْ الحِتّة دى ضعيفة عِندى جِداً ، أيوه ركِّز عليها عشان تنقينِى منها 0 الألم فِى حياة مريم وَمرثا مريم وَمرثا طول ما أخوهُمْ لِعازر كان عايِش معاهُمْ كانوا عايشين بعواطِفهُمْ نحو بعض ، عواطِف جميلة ، إِخوات مُحبين جِداً لبعض ، ليه ربِنا مرحش ساعِة لِعازر ما كان عيّانْ ؟ ليه إِستنّى أربعة أيام ؟ واحِد مِنَ الآباء يقول تفسير جميل قوِى : يقول إِنْ ربِنا كان شايِف إِنْ الأُسرة دى أُسرة تقيّة وَجميلة جِداً بس محبتهُمْ لِبعض كانت بِطريقة عاطِفيّة مُمكِن تبعدهُمْ شويّة عَنَ إِحساسهُمْ بِربِنا مركّزين على بعض قوِى ، فربِنا عمل إيه ؟ إِتأخِر لِغاية ما لِعازر مات وَشِبِع موت ، رابِع يوم راح وَبعد كده قوّمه [ لِعازر هلُمَّ خارِجاً ! ] ، الأُسرة بعد كده بقى مين مركزها ؟ يسوع ، بقى يسوع مركزها ، أنت الّذى أقمت لىّ لِعازر يُبقى أنا مديون لك أنت ، أنا بحِب لِعازر بس محبتِى لِلِعازر تختلِف عَنَ محبيتِى ليك ، أنت أعظم مِنَ لِعازر0 مركز الله فِى حياتِى:- أنا لازِم أشعُر أنّهُ أحسن وَأعظم مِنَ ولادِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ شُغلِى ، إِنْ هو أعظم مِنَ الفلوس ، إِنّه أعظم مِنَ كُلَّ شىء ، لأنّهُ هو الكُلَّ فِى الكُلَّ لمّا ربِنا يلقى الإِنسان الحِتّة دى مهزوزة عِنده يُحاوِل إيه يعيد الترتيبات ، يقول له طب تعالى تعالى ، علشان كده فِى سِفر إِرميا النبِى يقول كده إِنْ مرّه أخد إِرميا النبِى فِى بيت واحِد بيشتغل فِى الفُخّار فلقاه عمّال يشتغل ، الفخّارِى ده يدّور البِتاعة دى بِرجلِه وَفِى إِيده كده شويّة طين يُعُد يدّور يعمِل منهُمْ وعاء ، أى شكل كده ، برّاد ، زير أى حاجة ، فيقول كده إِنّه لمّا دخل بيت الفخّارِى ده لقاه بيعمِل حاجة بازِت منّه ، فلّما بازِت منّه فعاد وَعمل وعاء آخر ، أه ربِنا يحِب يعود وَيصنع منّنا وعاء آخر وَلو شايفنِى كده إِنّنِى إِبتديت أفسد شويّة يحِب يحُطِنِى تانِى ويدور بىّ تانِى ويضغط علّى فِى حِتت مُعيّنة وَيشكّلنِى مِنَ جديد ، أبقى وعاء آخر جديد للمجد فعاد وَعمله وعاء آخر ، النَفْسَ أحبائى الّلى تقبل وَالّلى تعرِف بالعين الروحيّة تميِّز إِنْ دى إِيد الله مش إِيد النّاس ، تقبل 0 كيف أحتمِل التجرِبة:- أشكُر ، أثِق أنّ يد الله يد صالِحة ، لو حتّى خواتِى باعونِى يد الرّبّ صالِحة لو مرات فوطِيفار إِتبلِت علىّ بِتُهمة أنا برىء منها تماماً وَبقيت فِى السجن يد الرّبّ صالِحة ، إِيده صالِحة فِى كُلَّ ده ، مش باينة إِنّها صالِحة !!! لا أنا واثِق إِنّها صالِحة لمّا واحِد يُبقى مريض يقول له طب ده مرض ، يقولهُمْ أشكُر ربِنا ، فِى واحِد يشكُر ربِنا على مرض ليه ؟! يمكِن ربِنا عايِز ينقِل مركز إِهتماماتِى ، أنا كُنت مهتِمْ بِحياتِى ، أنا كان أهمْ حاجة فِى حياتِى شُغلِى وبس ، مكُنتِش بدّى ربِنا دقيقة ، أنا دلوقتِى مواظِب على الأجبية ، أنا مكُنتِش أفتح الأجبية قبل كده ، مكُنتِش بتناوِل ، مكُنتِش بعترِف ، يُبقى ربِنا بعت لك ألم أو تجرُبة أصد ربِنا منها إيه ؟ ينقِل مركز إِهتمام حياتك وَنَفْسَكَ له أو صار مِنَ الظروف وَالمتاعِب لإِرادتِهِ وَمشيِئتِهِ ، مُبارك الإِنسان أحبائى الّلى يفهِم قصد الله 0 2- كيف نحتمُله ؟ أحتمِله ، إِنْ أنا أنظُر لهُ بِنظرِته هو مش بِنظرِتِى أنا ، إِنْ أنا أنظُر للسماء مش أنظُر للأرض ، لحسن لو إِفتكرنا إِنْ الكلام ده عقوبة وَلاّ غضب طب إِزاى ربِنا يسمح للنّاس دى كُلّها يستشهِدوا ؟ إِزاى يسمح لِكُلَّ ولاده يستشهِدوا ؟ تلقى الإِنجيل يقول لك [ كثيرة هى أحزان الصدّيقين وَمِنَ جميعها يُنجّيهُمْ الرّبّ ] ، إِزاى ينجّيهُمْ وَهُمّا ماتوا كان المفروض بقى مماتوش ، أصل إِحنا فِى فكرِنا ينجّيه يعنِى يخِف مِنَ الألم ، لكِنْ فِى فِكر ربِنا ينجّيه يعنِى ينجّيه فِى اليوم الأخير مش ينجّيه دلوقتِى ، ينجّيه دلوقتِى دى سهلة إِحنا فِى فكرِنا إِنْ ربِنا يقعُدوا مَثَلاً يعذّبوا فِى أبانوب يبعت له الملاك يخِف وَميهُنش عليه فِى أخر مرّة أنْ تتقِطِع رقبته ويموت ، عايزين بعد ما تتقِطِع رقبته عايزينه يرجع لهُم حىّ تانِى مش عايزينه يموت علشان إِحنا فليِنا فِى الأرض ربِنا عايزه عِنده يمجِّده بِمِئات الأضعاف ده هو بس ، إِذ كان عمل مُعجِزة أو إِتنين وَلاّ تلاتة وَشفاه عايِز يعلِن لهُمْ إِنْ أنا لىّ سُلطان على الّلى إِنتُمْ بتعمِلوه ده ، يوم ما واحِد يحصِل إِنّه ينتقِل فهو إِنتقل بإِذنِى وَبأمرِى ، وَلاَ بأذنُكُمْ وَلاَ بأمرُكُمْ وَلاَ بِسيفكُمْ ، لأ ده بِسماح منّى أنا لِذلِك كنيستهُ كنيسة ألم ، كنيسة شُهداء ، كنيسة إِضطهادات ، مين الّلى بيسمح بيها ؟ ربِنا ليه ؟ نقدِّم له كنيسة مجيدة ، بيدّى فُرصة لولاده أنْ يكونوا فِى مجد أكتر بالآلامات وَالعذابات ، وَمُمكِن ربِنا خايِف على ولاده لاَ يتوهوا مَثَلاً وَلاّ يحِبّوا العالم فيخلّى قلبهُمْ دايماً متحِد به فيعمل إيه ؟ فيبعِت لهُم إِضطهاد نلاحِظ كده أحبائى أنّ أقوى عصور للكنيسة هى أقوى عصور كان فيها إِضطهاد ، فمِنَ المفروض إِنْ إِحنا نلاقِى العكس ، الواحِد أول ما يلاقِى الإِضطهاد يخِف نقول خلاص بقى النّاس فيها تُعبُد ربِنا بِراحِتها ، أبداً أكتر عصر كانِت الرهبنة نامية فِيه عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كان فِيه قديسين للكنيسة هى عصور الإِستشهاد ، أكتر عصر كانِت فِيه الكنائِس زحمة وَفيها مُصلّيين بِعِبادة حقيقيّة هى عصور الإِستشهاد فكان ربِنا بيصنع مِنَ العصر ده فِى نَفْسَ الوقت الّلى فِيه ألم يصنِع فِيه مجد ، مين الّلى ياخُد باله مِنَ كده ، إِيه قصد ربِنا مِنَ التجرِبة ، التجرِبة أصد ربِنا منها يوحّدنِى بِيه ، التجرِبة أصده منها إِنّه يخلّينِى ألمِس إِيديه ، إِنّه يخلّينِى أخضع ، يخلّينِى أشكُر ، لازِم أشعُر إِنْ دى إِيده ، لازِم أشعُر إِنّها منّه ، يقول كده فِى العهد القديم [ إِنّه أقام لهُمْ الرّبّ سبعة شعوب لِمُحاربتهُمْ ] ، مين الّلى أقامهُمْ ؟ الرّبّ ، [ أقام لهُمْ الرّبّ ] يعنِى ربِنا يقوِّم لهُمْ شعوب تحارِبهُمْ ، يعنِى هُمّا شعبك ! إِنت مَعَ مين بالظبط مَعَ شعبك وَلاّ مَعَ الأعداء ؟ لاَ أنا مَعَ شعبِى بس أنا مسلِّط عليهُم ناس ، لو لقيت شعبِى ده إِبتدوا يمشوا فِى طريق ميعجبنيش أسلِّط عليهُمْ ، ولو لقيت شعبِى ماشِى كويس حهديهُم ، يُبقى مين الّلى فِى الأخِر بيحدِّد كُلَّ الأمر ده ؟ هو الرّبّ ، مين الّلى بيدّيهُمْ الغلبة ؟ هو، مين الّلى بيدّيهُمْ الهزيمة ؟ هو، [ لأنّ الحرب للرّبّ ] ، علشان كده لمّا ربِنا يسمح لىّ بِشىء أشكُرك ، ما يسمحش أقوله برده إيه ؟ أشكُرك ، ليه ؟ إِنت الّلى عايِز كده إِوعوا تفتِكروا أحبائى إِنْ إِحنا مصيرنا فِى إِيد حد حتّى وَلو رئيس البلد أبداً ، إِحنا نؤمِن [ إِنْ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، فِى قلب الملِك أو قلب الرئيس ما هو لِسلام كنيستهُ أو لألم كنيستهُ ، يُبقى فِى النهاية مين الّلى صانِع ؟ هو ربِنا ، [ يد الرّبّ على قلب الملِك ] ، علشان كده يقول لِنا إِخضعوا للرئاسات مهما كان ، إِذا كان بيعبُدوا ربِنا أوْ إِذا كان ما بيعبُدوش ربِنا0 كيف أحتمِل التجرِبة ؟ إِزاى أحتمِل أى تجرِبة ؟ إِنْ أنا أشكُر ربِنا وَأثِق أنّها مُرسلة لىّ مِنَ عِند الرّبّ ، أشعُر أنّها إِيده ، أنّها مشيئتهُ ، أنّها مشورتهُ وَمشورتهُ صالِحة ، إِنّهُ هو لَمْ يشأ إِنّه يستأصِلنا وَلَمْ يُريد هلاكنا الأبدِى علشان كده يقول لك فِى إِنجيل الشُهداء[ وَيحفظ جميع عظامِهِمْ وَعظمة واحِدة منها لاَ تنكسِر ] ، فِى حين إِنْ إِحنا نلاقِى مَثَلاً الشهيد ده إِنْ مش واحدة بس الّلى أكسرِت ، لا عِظامه كُلّه أكسّر زى القديس يعقوب المقطِّع ، ده قطّعوه كُلَّه ويقول لك واحدة منها لاَ تنكسِر ، أصده إِنّه يحفِظ نَفْسِه سالِمة فِى المجد الأبدِى هو ده الّلى ربِنا بيجهِّزنِى له ، هو ده الّلى ربِنا بيعدِّنِى له ، حتّى وَلو بِمدرسة الألم وَلو بالضيق ، شوفوا أحبائى النَفْسَ البشريّة دى صعبة جِداً ، مغرورة جِداً ، مُتكبِرة جِداً ، مُعتزّة جِداً ، مُتسلِّطة جِداً ، بتحاوِل تستغِل عقلها مش لِمجد ربِنا لاَ لِمجدها الذاتِى يقعُدوا يتكلّموا فِى الطب مُمكِن يزرعوا قلب ، يزرعوا عين ، ويعمِلوا وَيعمِلوا ، يجِى ربِنا يقولهُمْ مهما كان أنا مُمكِن أبعت لكُمْ فيرس صغير يغلِبكوا تقعُدوا تعمِلوا عليه أبحاث20 سنة ويادوب أول ما تقولوا إِكتشفنا حاجة للفيرس ده أطلِّع لكُمْ حاجة بعدها ،علشان عايِز أعرّفكوا إِنْ إِنتُمْ فِى قبضة يدِى ، أنا الّلى عطِتكُمْ العقل وَإِنتُمْ لازِم تمجّدونِى أنا وَلازِم أكون أنا موضِع المشورة بِتعاكُمْ مش عقولكُمْ لِذلِك ربِنا يخفِى بعض أمور العلم ميقدروش يخترِقوها ، لإِنْ ربِنا عايِز يكون النّاس كُلّها فِى خضوع كامِل لإِرادتهُ لأنّهُ هو القادِر على كُلَّ شىء وَخاضِع لِكُلَّ شىء ، فالإِنسان لو مكنش فِيه حاجة محتاج فيها لِربِنا مُمكِن يزوغ وَيزوغ ، فربِنا يعمِل إِيه ؟ يقول لك شوف أنا حبعت لك حِتّة متقدرش عليها ، فيبعت لك حِتّة فِى حياتك ما تقدرش عليها ، كُلَّ واحِد فينا ربِنا عايِز يبعت له حِتّة ميقدرش عليها ، علشان يقول معقول ده مِنَ عِند الرّبّ ؟! علشان أقوله يارب إِفتقدنِى أنت ، إِسندنِى أنت ، عوّض ضعفِى أنت ، أنا ليس لِى مُعين آخر سِواك ، علشان أعرف فِعلاً [ أن تخرُج روحهُمْ فيعودون إِلَى تُرابهُمْ ] ، الإِنسان ده وَلاَ حاجة وَساعِتها أثِق أكتر فِى قُدرة ربِنا ، وَساعِتها كُلّنا نمجِّد مين بالأكتر ؟ ربِنا أدِى حكمة ربِنا إِنْ يكون الكُلَّ خاضِع لهُ ، الكُلَّ مُلتف حولهُ ، الكُلَّ يُسبِّحه وَيُبارِك عظمته فِى كُلَّ أُمور حياتنا يُبقى : (1) لِماذا الألم ؟ (2) كيف نحتمِله ؟ 3- بركاته شوفوا أحبائى طوبى للرجُل الّذى يحتمِل التجرِبة ، طوبى للنَفْسَ الّلى فِعلاً تشكُر أثناء التجرِبة ، صدّقونِى أحبائى فِى نفوس مُستنيرة لمّا تلاقِى حياتها مفهاش تجرُبة تِبدأ تطلُب مِنَ ربِنا تجرُبة ، وَفِى ناس لمّا تلقى فِى حياتها مفيش تجرُبة تِبدأ تسعى علشان يشارِك المُتألمين فِى حياتهُمْ علشان يشعُروا أنّهُ مُتألِم عِوض عنهُمْ ، فِى ناس يقول لك طب أنا ميعتبرش عِندى تجرُبة فِى حياتِى بس أحِب إِنْ أخُد البركة دى ، أحِب أُشارِك المُتألمين وَأشعُر بألامهُمْ أشاركهُمْ ضيقتهُمْ وَتعبهُمْ ، إِيه الكلام ده ؟ دى نَفْسَىِ أيقنت مجد الألم علشان يقولوا كده إِنْ لولا أنّ دانيال وقع فِى جُب الأسود ما كان تمتّع بِصُحبه الملائِكة ، وَلو أنّ يوسِف بيع وَلو أنّ يوسِف كان فِى بيت فوطيفار ، وَلو أنّ يوسِف وَضِع فِى السجن ما كان ذهب لفرعون وَما كان رئيساً على مصر يُبقى صارت المؤامرات دى كُلّها وَالكلام ده كُلّه فِى النهاية إِيه ؟ صار مجد00 مجد ، نهايِة مرض إِنسان إِيه ؟ واحدة تقول لك مات ، أقول لها أبداً يتنقّى ، يتمجِّد ، ده ربِنا جعله وعاء جديد ، ده شايِف ربِنا فعطايا سماويّة نهايِة إِنسان فِى تجرُبة إِيه ؟ إِتضع ، وَداوُد النبِى قال لربِنا كده [ خير لِى أنّك أذللتنِى ] ، وَلو النَفْسَ أحبائى عارفه إِيد ربِنا أقوله أفضل حاجة لىّ الذُل وَأنا متكبِر ، متكبِر جِداً ، أنا أخفِى جوايا كبرياء غير عادِى فلو إِنت ما خلتنيش أنكسِر وَأتضِع بِتجرُبة أنا كان زمانِى بقى حالتِى حالة ، كُنت هلكت فعلشان أنا خاطِر غالِى عندك فمش عايزنِى أهلك بِذاتِى ، فحاوِلت إِنْ إِنت تبعت لِى تجرُبة علشان أتحِد بِك مِنَ خلال التجرُبة القديس يوحنا ذهبىّ الفم يقول قول رائِع[ إِنْ لَمْ يُجرِّبك إِعلمْ أنّهُ تركك ] ، علشان كده القديسين واعيين لمّا كان ربِنا ما يبعتش لهُم تجرُبة يقولوا إِتأخرت علينا كتير ليه ؟ سِبتِنا وَلاّ إِيه ؟ وَلمّا كانِت حياتهُمْ ماشية بِطريقة طبيعيّة كانوا هُمّا بيصنعوا لنَفْسَهُمْ آلام ، ألم نُسك ، ألم جِهاد ، ألم سهر ، الألم حروب مَعَ عدو الخير علشان يتزّكوا بِهذهِ الآلام ،[ فكُلَّ ألم نحتمِله مِنَ أجل الله هو مجد فِى الأبديّة]ما أجمل أحبائى الإِنسان الصابِر الشاكِر ، ما أجمل الإِنسان المُتألّم الّلى يقول يارب أشكُرك ، تشكُره على إِيه وَأنت مُتألّم ؟ لا إِنت شايِف حِتّة واحدة بس لكِن أنا شايِف حاجات تانية كتير ، أنا شايِف يد الله الصالِحة فِى حياتِى وَفِى حياة بيتِى ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده للخير [ لأنّ كُلَّ الأمور تعمل معاً للخير للّذين يُحِبّون الله ] ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيقرّبنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده بيوّحدنا أكتر ، أنا شايِف إِنْ الأمر ده مدّينا وحده مَعَ ربِنا أجمل وَأنقى ، هى دى النفوس الّلى ربِنا مجهزها للمجد الإِنسان الّلى يتحمِلّ بِشُكر وَفرح أجرة عظيم فِى السماء ،[ إِنّ خفّة ضيقتنا الوقتيّة تُنشىء لنا ثِقل مجد أبدى ] ، مجد تُنشىء ثِقل مجد أبدى ، علشان كده أحبائى ما مِنَ حياة إِنسان عاش فِى حياة البِر إِلاّ ما كان دايِب وَمتألّم ، وَنموذجنا السِت العذراء ، نموذج نموذج للألم وَالحرمان وَالفقر ، نموذج للإِهانة وَالإِحتمال ، سيف يجوز فِى نَفْسَهَا ، صامِتة وَشاكِرة وَحتّى بعدما إِبنها إِتصلب ماسمعناش صوتها وَلاَ مُتذّمِرة وَراحت ترفع قضيّة مَعَ الجماعة اليهود وَلاَ الجماعة الرومان وَلاَ تثبِت إِفتراهُمْ وَلاَ ثبتِت إِنّهُمْ كذّابين ، وَلمّا صلبوه سكتِت ، تحمّلت الألم بِكُلَّ المعانِى لأنّها واثقة فِى إِبنها وَإِلهها وَعارفه إِنْ طريقها طريق ألم وَعارِفه إِنْ إِبنها علشان يتمجِد لازِم يتصِلِب وَطالما إِتصلب يُبقى لازِم يتمجِد ، أه إِحنا كده مفيش لينا مجد مِنَ غير صليب ، مفيش لينا أبديّة مِنَ غير ما يكون لينا شرِكة فِى بُستان جثسيمانِى علشان كتير أحبائى بنحِب نهرب مِنَ أى ألم ، كتير قوِى لمّا ربِنا يبعت أبسط شىء نتذّمر ، تلقى كُلَّ واحِد ربِنا بعت له حِتّة تقرّبه منّه ، أحياناً يُبقى مش فاهِمها وَهى دى النُقطة الّلى تتعِبه وَهى دى النُقطة الّلى تجيب له تمرّد فِى حياته وَعدم شُكر فِى حياته ، لاَ إِعلمِى أنّ الحكاية دى الّلى يبعت هالِك علشان تقرّبِى أكتر مش علشان تبعِدِى ، دى نُقطة ربِنا بعت هالِك علشان تتزّكِى أمامه ، علشان تُبقِى فِى أمان وَفِى صبر وَفِى صمت وَفِى شُكر مهما كانِت قاسية ثِقِى أنّ ربِنا هو الّذى قَدْ صنع وَهو الّذى قَدْ فعل [ أضع يدِى على فمِى ] ، وَأشكُر ، فِى مجد منتظرنِى ، مجد فِى السماء ، أحبائى كُلَّ النّاس الصامتين المُتألمين ، الشاكِرين حنشوفهُمْ بِمجد عظيم ، الفقير الّلى إِحتمل حنشوفه بِمجد عظيم ، المريض الّلى صبر وَشكر حنشوفه بِمجد عظيم فِى السماء ، بلاش نظراتنا تُبقى نظرات العين البشريّة ، لازِم نظراتنا تُبقى أوسع القديس أوغسطينوس بيحكِى لنا عَنَ أُمّه القديسة مونيكا كانِت بارة تقيّة نقيّة ، قبل ما يتوب مكانش عارِف قيمتها وَكان يعنِى بيستهزأ بيها ، بعد ما تاب عرف قيمة أُمّه دى فإِبتدأ يسترجِع الذاكِرة بتاعته وَإِبتدأ يفتِكر الّلى كانِت أُمّه بتعمِله أبو القديس أوغسطينوس رجُل شرّير سكّير وَكُلَّ أنواع الشر موجودة فيه وَقاسِى وَكان بيضربها ، كُلَّ ده كان بيشوفه مين أوغسطينوس ، لمّا تاب إِبتدى يحكِى لنا عَنَ مونيكا دى يقول إِيه فِى إِعترافاته [ وَكُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ] ، كُنت شايِفها بتخدِمه بِكُلَّ أمانة رغم أنّها عارفة إِنّه سكّير إِنّه بيضربها ، كُنت أراها تخدِمه بِكُلَّ أمانة وَوقار كأنّها تخدِم جلالك أنت يا الله ، أصل هى شاعرة أنّ الراجِل ده مسئوليتها إِنْ هى تصلّى لهُ لأنّ مُمكِن يكون ربِنا عاطِى هلها علشان يحسِنّ فِيها نُقطة مُعيّنة علشان كده واحِد مِنَ القديسين بيسأل واحِد مِنَ تلاميذه مين الّلى علّمك الصلاة ؟ قال لهُ التجارُب الّلى علّمتنِى الصلاة مين الّلى علّمنِى الصلاة !! أفتِكر أنّ أحسن صلوة وَأعمق صلوة صلاّها يونان الّلى فين ؟ فِى بطن الحوت ، مفيش بعد كده مِنَ جوف الهاوية صرخت وَإِنت سمعت الصوت يارب ، يُبقى ربِنا مُمكِن يكون عايِز ينقّينِى ، عايِز يعلّمنِى إِزاى أشوفه ، إِزاى أتكلِّم معاه ،[ خيراً صنعت مَعَ عبدك ] ما أجمل أحبائى أنّ الإِنسان ينظُر إِلَى حياته بِنظرة الله وَليست بِنظرِته الشخصيّة ، ما أجمل أنْ نثِق فِى يد الله ، ما أجمل أنْ ننظُر إِلَى البركة المُعدّة لينا فِى الألم وَالمجد إِنْ ربِنا هيدينا تزكية ، ربِنا هيدينا عِوض الألم الأرضِى مجد أبدى ، نختار المجد الأبدى وَلاّ المجد الأرضِى ؟ عايِز المجد الأبدى ، إِحنا عنينا على السماء مش على الأرض وَعشمنا كُلّه فِى السماء ، وَرحلِة غُربِتنا أهى رِحلة تنقضِى بأى طريقة ، المُهِم فِى النهاية نكسِب فيها السماء بأى طريق الّلى إِنت تختاره الأضمن هو الألم ، الأسهل هو الألم ، علشان كده أحبائى لو الإِنسان قابِل أى ألم ربِنا يبعت هوله يوصل كده للسِت العذراء عشان كده تسابيح الكنيسة تقول لنا [ يأتِى الشُهداء حاملين عذاباتهُم وَيأتِى الصدّيقين حاملين فضائِلهُمْ ] ، أنا صحيح مش شهيد لكِن لازِم أحمِل عذابات ، لازِم أحمِل آلام مُعيّنة أتقدِّم بيها إِليه ، علشان كده لو ربِنا بعت لأى حد منّنا تجرُبة أشكُره عليها وَأعرف إِيه قصده منها ، قصدك الّلى إِنت توحّدنِى بيك ، تقرّبنِى ليك ، لو مبعتليش أقول لك أنا مش قصدى تبعت لِى تجرِبة بس وحّدنِى بيك فِى خواتِى المُتألمين ، خلّينِى أشعُر بألمهُمْ وَأشارِكهُمْ آلامهُمْ علشان يُبقى لىّ إِستحقاقات مجد آلامك ربِنا يسوع المسيح ينّور عقولنا علشان نفهِم ما قصد أى ألم فِى حياتنا وَيسنِد كُلَّ ضعف فينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد إِلَى الأبد آمين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
11 أغسطس 2024

مثل الكرمه والكرامين

انجيل هذا الصباح المبارك احبائي بيتكلم عن مثل ربنا يسوع المسيح قالة عن انسان غرز كرمة وسلموا الكرامين وسافر زمن طويل لما سافر الى زمن طويل الناس اللى سلمهم الكرمه افتكروا ان الكرم ده بتاعهم فلما غاب بداوا يتصرفوا فيه زي ما هما عاوزين ارسل ناس من طرفة ويقول لهم المفروض الكرم لة ايجار والمفروض انة لة محصول لازم اخذ منة حاجه فجلد الكرامين دول وبعثوهم فارغين ده اول مره طبعا صاحب الكرم ماسكتش ما فكرتش فارسل اليهم عبدا اخر فاجلدوه ذلك الاخر ايضا واهانوا وارسلوا خائبا الثاني جلدوا واهانوا فارسل اليهم ثالث فجرحوا هذا ايضا واخرجوا بمعنى ان الضرب كان مبرح فقال صاحب الكرم ماذا افعل ارسل ابني الحبيب لعلهم يخجلون منه ارسل اليهم ثلاث مرات مره جلدوا مرة اهانه ومره جرحوا وكل مره يكرشوهم من غير اى ثمر فأرسل ابنة الحبيب لعلهم يخجلون منه فأول ماشافوة الكرامين قالوا له بس هو ده اللي احنا عاوزينه. ليه لان ده الوارث بتاع الكرم يوم مانقتلوا يبقى الكرم بتاعتنا فلما شافوه بدل ما يخجلوا منه تامروا فيما بينهم قائلين هذا هو الوارث هلم نقتلة لكي يصير لنا الميراث فاخرجوا خارج الكرم وقتلوا فماذا يفعل بهم صاحب الكرم خدوا بالكم لما ربنا يسوع المسيح عندما يقول مثل بيسال عشان يخلي الناس تفكر ياتي ويهلك هؤلاء الكرامين ويعطي الكرم للاخرين الجماعه اليهود عندما سمعوا هذاة الكلام قالوا ده قصده علينا الكرم هو مين؟؟مامعنى هذة الحكاية؟ الكرم هو احنا البشر صاحب الكرم دة مين ؟ هو ربنا ابنة دة مين ؟دة يسوع الكرامين دول مين؟ اليهود مين اللي بيرسلهم؟ الانبياء والرسل الله ارسل الانبياء للكرامين للبشر قال لهم الحياه دي بتاعتى والبشرية دي بتاعى الكرم دة بتاعى وانا اللي خلقتة وجبلتة تعالوا عيشوا معايا اسمعوا وصاياى رفضوا عشان كده تلاقي كذا نبى من الأنبياء ينطرد كذا نبى يتجلد كذا نبي يتسجن يعني موسى النبي عظيم الانبياء قالوا له انت متنفعناش احنا عايزين نعملنا واحد ثاني يكون احسن منك يرجعنا لمصر انت عاوز تدخلنا ارض الميعاد احنا مش عاوزينها احنا عاوزين قائد بدل ما يخذنا كده ياخدنا كده ده حال البشر حال البشر عاوز يعيش بفكروا عايز يعيش الوقت بتاعه دلوقتي بمزاجوا مش عايز حد يرجعوا ولا يقول له كده غلط مش عايز حد يقول له يلا نروح السماء يلا نروح ارض الميعاد عايز يرجعل ارض مصر يفكر فى أشياء بتاعت الارض يكلمك عن البطيخ والكرات والرمان حاجات هايفه قوي دة حال الإنسان يجيلوا حد يكلموا كلمه ربنا تقوله دة غلط ماينفعش يقول له اسكت انت ما لكش دعوه ولو كلمه ربنا ضغطت على الانسان شويه ممكن يجلدها ياما واحد يقولك هى الوصية دى تنفع؟ هو احنا هنعيش وسط الناس مش عارفين ناخذ حقنا ؟هو دة جلد الوصية هو كدة بيرفض سلطان الوصيه علية هو أعلن انه لا يريد ولا يحب ان يحيا لصاحب الكرم ولا بحسب وصايا صاحب الكرم ولا يكرم هذا الرسول الاتي من صاحب الكرم المرسل ابدا كتير صوت ربنا جوانا احنا بنجلدوا ياما احنا بنرفض كلمه ربنا جوانا المفروض ربنا يجى يقول لك خلاص انا ما ليش دعوه به لكن ربنا يقول لا ماينفعش دوول ولادى كرمي كام مره نهين كلمه ربنا ونلاقي ربنا يكلمنا ثاني ويبعث صوتة تانى اول مره جلدوه الثانيه عملوا ايه جلدوا واهانوا ياما نجلد كلمه ربنا واحيانا مش بس نجلدها ونهنها يعنى اية؟ ممكن واحد يكون عايش بحسب ربنا نتريق عليه وممكن نتهم الوصيه اللي هي ما تنفعش مش في الزمن بتاعنا احنا كده بنجلدها وبنهنها بنطردها مش عاوزين سلطانها علينا عشان كده نشوف ابونا لما يمسك البشاره اللي هى رمز الانجيل و يحطها فوق راسه مش يجلدها ويهنها لا دي فوق راسه بيعلن ان لها سلطان عليه وهي دي اللي تحركوا وتوجهوا الوصيه الثالث جرحوا كمان ياما نجرح في كلمه ربنا المفروض الانسان لما مرة مايطوعش بعد كدة يطاوع يقول لك لا اصل القلب بيئسى بقى طول ما احنا مابنطوعش كلمة الانجيل نلاقى كلمه الانجيل بالنسبه لنا ملهاش اي تاثير بالعكس ممكن ان احنا نستخف بها فربنا قال اعمل ايه؟؟ دةانا ارسلت موسى رفضوا بعد منة يشوع رفضوا ارسلت بعد منه انبياء كثير انا بعت اشعياء وبعثت ارميا وبعثت دانيال وحزقيال وهوشع بعثت انبياء كثير جدا رفضوا كلامهم يقولك على اشعياء من كثر ماهما ماتجبوش مع كلامه مش بس موتوه ده نشروا عظامة ارميا القوا بية فى الجب عشان يخلصوا منه احيانا الانسان يبقى عايز يخلص من كلمه ربنا مش حابب انها تطاردوا ولا تعلموا حزقيال وضعوا فى سجن الانبياء كلهم تالموا وكلهم رفضوا ما فيش نبي كلمته اتسمعت طب وبعدين يا رب خلاص بقى ارسل ابنى وربنا فكره غير فكر البشر فكره اجمل من فكر البشر بكثير قال لما انا ارسل ابنى المفروض انهم يحترموا قالوا ابدا هو ده المقصود اذا كان الاولانين جلدوهم وطردوهم و الثاني قتلوا اصل دة الوارث الوحيد لما جاء ربنا يسوع المسيح الكلمه نفسها قعد يعلم يوعظ ويوبخ ويصنع معجزات عشان يطالب الكرامين دول بثمرعاوزهم يتغيروا ويتوبوا ويعلنوا مملكه اللة عليهم فقالوا هو ده اللي جاء يرد العالم كله الى الله وياخذ الكرم لحساب الله؟ لابد من قتله نقضي علية عشان يفضل الكرم بتاعنا احنا هو ده اللي عملته الامه اليهوديه بدل ما ربنا يسوع المسيح يقبلوه ويرحبوا بية ويعلنوا مملكته عليهم ابدا دة تامروا عليه وتشاوروا عليه واتوا بشهود زور وجلدوا واهنوا وجرحو الثلاثه الاولانيين عشان كده باقول لك ركز يسوع مكتفاش بان هو يموت وبس قال انا هاخذ نصيب اللي قبل منى كلهم اتهان واتجرح وتجلد ومات كمان ومستريحوش غير لما قتلوا لما اتقتل ايه اللي حصل انا لازم اجي بنفسي واخذ الكره لانة لما مات اللى غير حكايه الموت بدل ما يبقى انتهى ويجى ياخذ الكرم القيامه بقى قام انا كنت بكلمكم بالراحه وبنظر بالتوبة لكن دلوقتي الجماعه دول الكرم لازم يتاخد منهم فبدا بالقيامه و يأسس كنيسه جديده ويأسس لها سلطان ويأسس لها كهنوت ويعمل لهم اماكن عباده و يلغى الهيكل اليهودي لغايه ماخربلهم الهيكل اليهودي قالهم خلاص اصل الكرم لازم يتاخد منكم وفعلا النهارده العالم كله بتاع المسيح لانة اخذ الكرم من جماعه اليهود لأنة هو كرمة وهما اللى رفضوا جميل الواحد بقى لما ياخذ المثل ده على نفسه ربنا وهب لى حياتي الهدف منها ايه؟ يشوف منها ثمرعاوز كل يوم يشوف ثمر توبه قال لنا كده اصنعوا اثمارا تليق بالتوبه اصل الكرم ده مش بتاعك الحياه دي مش بتاعتنا هو عاوز مننا ايه ؟عاوز تواضع طهاره عايز فضيلة عايز حب عايز رحمه عاوز شهوة الملكوت هي دي الحياه بتاعتنا عايز ياخذ منها الحاجات دي طب لما منقدملهوش الحاجات دي يعمل آية يبعث لك حد يكلمك هتحضر قداس وصوت ربنا هيكلمك تسمع قراءه في الانجيل هتشوف هتسمع عن معجزة ياما ربنا بيكلمنا عاوز ياخد مننا ثمر فيبعتلى كلمة تخيل انت لما تاخذ الكلمه وتخبيها جوه قلبك و تشتغل بها تلاقي الكلمه ابتدت تغير وابتدت يخرج منها ثمر حلو تقدمه لربنا يقول لك انا متشكر منك انت اكرمتنى.طب تخيل انت اخذت الكلمه وتركتها وجلتها واهانتها وجرحتها وقتلتها هيقول لك طب تعال بقى خلاص نفسك تاخذ منك وساعتها انت بتعلن لنفسك عن خراب نفسك ربنا متأني علينا الذى يظن ان الحياة دى بتعتوا ان ربنا رحيم وطويل البال ومحب اللي بيخلينا نتكبر ويخلينا ناجل توبتنا ان هو سايب لنا الكرم نتصرف فى زي ما احنا عاوزين كل واحد فينا ربنا سايبلوا نفسه يعمل فيهآ اللي هو عاوزه اللي عايز يصحى يصحى ويلى عاوز ينام ينام اللى عايز يشتغل يشتغل ربنا سايب كل واحد يعمل اللي هو عاوزه فالواحد افتكر والشيطان كبرها في دماغه ان الكرم ده بتاعي انا و الحياه دي بتاعتي انا بس هي مش بتاعتي هو عطهانى و هيحاسبني عليها بس لان هو بيسبهالي اتصرف فيها زي ما انا عاوز لان هو بيحب يكرمنى و عايزني اعيش حر انا بفتكر ان هى بتاعتي وابتدى اتصرف فيها زي ما انا عاوزاصحى الصبح افكر انا هعمل ايه في حين ان المفروض اقول له انت عاوزني اعمل ايه لانها حياتك انت مش حياتي انا ولو لاحظ أن انا بعاند بيكلمني بلطف مره واثنين وثلاثه ولما ااسى قلبي يقول لك لا خلاص بقى اذا الحياه بتاعتنا ربنا مدينا لنا فرصه عشان نطوعة ونصنع اثمارا ونرجعها لة ويكرمنا عشان خاطر انا اشعر بكرامه الكرم ده تخيل انت كده لما الانسان تخرج منه ثمار مفرحة شجره كل شويه تعطى ثمار جميله شهية قد ايه الشجره دي بتبقى محبوبة تخيل لو راجل عنده كارمة واشجار كثير لكن في شجر بالذات الشجر ده هو اللي معيشه اهو احنا كده لما نكون احنا بنقدم توبه لربنا توبتنا دى بتفرح ربنا جدا برنا ده بيخلي ربنا يبقى مفتخر بينا جدا يقول هو ده ابني هو ده الانسان هو ده اللي انا خلقته على صورتى ومثالى هو ده اللي انا حبيته هو ده اللي انا بذلت نفسي من اجله يستاهل كل محبة لانه عايش في القداسة والطاعة ربنا ادانا الحياه بتاعتنا فرصه لفتره عشان نصنع بيها اثمار اللي هياخد الحياه دي انها ملكة وينسى ربنا يبعد عن ربنا ويجحد ربنا ويرفض سلطان ربنا ربنا يكلمه مره واثنين وثلاثه ويشوف الانسان مبيستجبش ربنا يعمل ايه ؟يكلم ثاني وثاني لحد لما الانسان يعلن هو اللى يعلن رفضة الكامل الانسان الذى رفض تماما كلمه ربنا من قلبه من زهنة اللي رفضت تماما يعيش لربنا ربنا يجي في الاخر يقول له ايه بقى اذهب عني انى لا اعرفك يشقة من وسطة ويجعل نصيبه مع عديم الإيمان تخيل اية موقف الناس دول بقى موقف خزى موقف كله جحود عاوزين يعاتبه ربنا ربنا يقول له ده انا كلمتك وبعثت لك ده انا لما لقيتك مااستجبتش لحد بعتلك ابني الحبيب لعلك تخجل منة حتى ابني مش بس اهنته انت اهانته و جرحتوا وقتلتوا انت اللي حكمت على نفسك عشان كده القديسين كانوا بيقولوا لنا احكم يا اخى على نفسك قبل ان يحكم عليك طول ما انت في هذه الحياه ربنا بيكلمك انت تجاوب مع الصوت تجاوب مع النداء تجارب مع كل كلمه تجيلك لانها مرسله من قبل صاحب الكرم يقول لك هات ثمر يقولك الكرم بتاعي انا مش بتاعك انت ربنا يدينا احبائى ان نتجاوب مع صوته في داخلنا وان نرد له ثمار ثلاثين وستين وتسعين ومئة لكى يفرح بها خالقنا ربنا يكملنا ناقصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولالهنا المجد الابد امين. القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل