القمص: انطونيوس فهمى
ولد إدوار فهمى جوارجيوس إبراهيم بمدينة الأسكندرية عام 7/12/1962 وتخرج من كليه الصيدلة جامعة الاسكندرية عام 1988وأدى الخدمة العسكرية كضابط لمدة ثلاث سنوات ورشم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث يوم الجمعة الموافق السابع من شهر نوفمبر عام 7/11/1996 بإسم أنطونيوس فهمى على مذبح الله بكنيسة القديسين العظيمين مارجرجس والأنبا أنطونيوس بمحرم بك. وتم ترقية القس أنطونيوس فهمى فى يوم تدشين الكنيسة يوم 15/2/2021 بيد صاحب الغبطة قداسة البابا تواضروس الثانى البابا ال118 الى رتبة القمصية.
الكتب (86)
الخادم و .... الجزء الثانى القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى سفر الرؤيا القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالـة يهوذا القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الثالثه القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الثانيه القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة يوحنا الرسول الأولي القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة بطرس الرسول الثانيه القمص: انطونيوس فهمى
مقدمة و دراسة عامة فى رسالة بطرس الرسول الأولى القمص: انطونيوس فهمى
العظات (1948)
المقالات (225)
30 نوفمبر 2024
سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي
يَقُول المَزْمُور ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾( مز 118مِنْ الخِدْمَة الأُولَى مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل – القِطْعَة 15) ثَبِّتْ خُوفَك بِمَسَامِير فِي لَحْمِي الإِنْسَان مِحْتَاجٌ أنْ يَعِيش خُوف الله فِي حَيَاتُه لأِنَّ الإِنْسَان عِنْدَمَا يَحْيَا المَخَافَة يَعْتَقُه الله مِنْ أُمور كَثِيرَة عِنْدَمَا يَعِيش الإِنْسَان المَخَافَة يَجِدٌ فَوَاصِل كَثِيرَة بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَكُون المَخَافَة أمَام عَيْنِيّ الإِنْسَان سَيُفَكِّر ألْف مَرَّة قَبْل أنْ يَسْقُط أوْ يَفْعَل أي أمر أحْيَاناً نَسْتَغِل حَنَان الله وَطِيبْتُه وَأنَّهُ مِنْتِظِرْنَا وَيُرِيدْ رُجُوعْنَا وَيَقْبَلْنَا وَسَيَقْبَلْنَا وَلأِنَّنَا لاَ نَرَى فِي الله سِوَى حَنَانُه إِتَّكَلْنَا عَلَى ذلِك فَصِرْنَا نَفْعَل أي شِئ تَحْت هذَا البَنْد هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَتَمَادَى ؟ هَلْ لأِنَّهُ طَيِّبْ نَحْيَا الإِسْتِهَانَة ؟ لاَ لاَبُدْ أنْ نَتَعَامَل مَعَ الله بِمَا يَلِيقٌ بِحُبُّه وَأيْضاً بِمَا يَلِيقٌ بِمَخَافَتُه مُعَلِّمْنَا بُولِس الرَّسُول يَضَعْ فِي رِسَالَتُه إِلَى رُومْيَة قَانُون جَمِيل هُوَ ﴿ فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضاً سَتُقْطَعُ ﴾( رو 11 : 22 ) الله صَارِم وَلَطِيفْ الإِثْنَان مَعاً لِذلِك الله يُرِيدَك أنْ تَتَعَامَل مَعَهُ بِحُبُّه وَفِي نَفْس الوَقْت بِمَخَافَة مُشْكِلِة الإِنْسَان عِنْدَمَا يَسْتَهْتَر وَيَسْتَهْتَر وَعِنْدَمَا يَفْعَل الخَطِيَّة يَتَمَادَى وَلاَ يَشْعُر بِهَا حَتَّى أنَّ أَيُّوب الصِّدِّيق يَقُول ﴿ الشَّارِبُ الإِثْمَ كَالْمَاءِ ﴾ ( أي 15 : 16) هَلْ يَشْرَب الإِنْسَان المَاء وَتَعَبْ مِنُّه ؟ أي يَفْعَلُون الخَطِيَّة دُونَ أنْ يَدْرُوا أي مُمْكِنْ إِنْسَان يِكْذِب عَادِي قَدْ يِشْتِهِي مَا لِغِيرُه عَادِي يَفْعَل خَطَايَا ضِدٌ جَسَدُه عَادِي يَسْتَهْتَر بِالكِنِيسَة عَادِي يُوْم مَعَ يُوْم صَارَ الأمر سُلُوك فِي الكِنِيسَة الأُولَى كَانَتْ لَهَا قَوَانِينْ مُخِيفَة مُجَرَّدٌ أنْ يَضْحَك إِنْسَان فِي الكِنِيسَة يُبْعَدٌ عَنْهَا سَنَة الَّذِي يَسْعَل يَبْصِقٌ أوْ يَعْطَس يُبْعَدٌ سَنَة قَدْ تَقُول أنَّ بِهَا تَشَدُّدٌ زَائِدْ لكِنْ هَلْ تَصِل إِلَى دَرَجِة أنَّ الَّذِي يَسْعَل يُطْرَدٌ خَارِجاً ؟ أمَّا نَحْنُ فَنَمْزَحٌ دَاخِل الكَنِيسَة مَا مَعْنَى هذَا ؟ مَعْنَاه أنَّ المَخَافَة تَقِلْ لأِنَّ الله طَيِّبْ وَحَنُون وَ نَحْنُ لَمْ نَأتِ اليُّوم لِنَجْعَلْكُمْ تَتَعَامَلُون مَعَ الله الغِير طَيِّبْ الصَّارِم لاَ الله حَنُون وَطَيِّبْ جِدّاً جِدّاً جِدّاً لكِنَّهُ أيْضاً صَارِم لِذلِك يَقُول فِي سِفْر مَلاَخِي ﴿ إِنْ كُنْتُ أَنَا أَباً فَأَيْنَ كَرَامَتِي وَإِنْ كُنْتُ سَيِّداً فَأَيْنَ هَيْبَتِي ﴾ ( ملا 1 : 6 ) نَعَمْ أنْتَ تُحِبِّنِي لكِنْ لاَبُدْ أنْ تَكُون لِي كَرَامَة لِذلِك يَقُول مُعَلِّمْنَا مَارِبُطْرُس الرَّسُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – أيْضاً فِي رِسَالِة بُولِس الرَّسُول إِلَى أهْل فِيلِبِّي﴿ تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ ﴾ ( في 2 : 12) وَرَبَّنَا يَسُوع لَهُ المَجْد يَقُول ﴿ لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَبَعْدَ ذلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ ﴾( لو 12 : 4 – 5 ) – أي تُوْجَدٌ مَخَافَة – يُوْجَدٌ شِئ تَخَافْ مِنْهُ ﴿ خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَ مَا يَقْتُلُ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ ﴾ ( لو 12 : 5 )إِذاً يُوْجَدٌ شِئ إِسْمُه مَخَافِة رَبِّنَا يَسُوع يِكَلِّمْنَا عَنْهَا .. فِي رِسَالِة يَهُوذَا يِقُول﴿ خَلِّصُوا الْبَعْضَ بِالْخَوْفِ ﴾ ( يه 23 ) أي كَلِّمُوا بَعْضَكُمْ عَنْ المَخَافَة سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لاَبُدْ أنْ تُوْجَدٌ مَخَافَة نَقُول مَثَلاً دَخَل طِفْل مَعَ أبِيهِ الكِنِيسَة وَهُوَ مِتْعَصَبْ وَيِشْتِمْ بِألْفَاظ صَعْبَة أوْ يَبْصِقٌ عَلَى مَنْ فِي الكِنِيسَة أبْسَطْ شِئ وَاحِدٌ مِنَّا يَنْتَهِرُه وَنِسْألُه هَلْ لاَ تُحِبُّه ؟ يَقُول كَيْفَ وَهَلْ لِكَيْ أُحِبُّه لاَ أُقَوِّمُه ؟ نَعَمْ أُحِبُّه وَلِذلِك لاَ أصْمُت عَنْ أي خَطَأ يَفْعَلُه لاَبُدْ أنْ تَكُون هُنَاك مَخَافَة مِنْ أكْثَر الأشْيَاء الَّتِي تِتْعِبْ الشَّبَاب وَتِكْبَر دَاخِلْهُمْ أنْ يَقُول الشَّاب لَنْ أتُوب الأنْ العُمْر أمَامِي عِنْدَمَا أكْبَر سَأتُوب لأِنِّي الأنْ شَاب وَيَصِل إِلَى دَرَجِة يِشْرَب الإِثْم كَالمَاء حَتَّى أنَّهُ يِكْذِبْ وَلاَ يَشْعُر فِي البِدَايَة يُشْعُر إِنُّه يِكْذِبْ وَيَتَمَادَى حَتَّى أنَّ البَعْض يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب ذَكَاء فَأصْبَح لاَ يَحْزَنْ مِنْ كِذْبُه بَلْ يَعْتَبِر أنَّ الكِذْب مَهَارَة وَيُتْقِنْ الكِذْب وَقَدْ يَصْنَعْ مِنْ الكِذْب دِرَامَا وَيُخْرِجْهَا وَيَزِيدْ مِنْ الإِخْتِرَاعَات إِلَى أنْ يَصِير هذَا الأمر سُلُوك كَذلِك الأفْكَار الشَّهْوَانِيَّة أصْبَح لاَ يَطْرُدْهَا بَلْ يَسْعَى إِلَيْهَا حَتَّى وَهيَ بَعِيدَة عَنُّه وَيُحْضِرْهَا لِنَفْسُه وَيَتَمَادَى فِيهَا وَيَزِيدْ مِنْ خَيَالْهَا فَتُؤَثِر فِيه وَتِتْعِبُه .. لاَ تُوْجَدٌ مَخَافَة فَصَارَ بِلاَ رَقِيبْ هُنَا نُشَبِّه النَّفْس بِمَبْنَى وَالمَبْنَى لاَبُدْ أنْ يَكُون فِيهِ ثَلاَثَة أشْيَاء هِيَ حَوَائِطْ وَنَوَافِذْ وَبَاب الحَائِطْ يَحْمِينَا مِنْ الَّذِينَ فِي الخَارِج إِذاً الحَائِطْ فِي أنْفُسْنَا هَدَفُه أمن يَجْعَل فَوَاصِل بَيْنَنَا وَبَيْنَ الشُّرُور النَّوَافِذ فَائِدَتْهَا تُعْطِي إِضَاءَة إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون عَنْدِنَا نَوَافِذْ نَرَى مِنْهَا الله وَنُكَلِّمُه وَحَوَائِطْ تَحْمِينَا أمَّا البَاب فَهُوَ الإِرَادَة أي الأُمور الَّتِي نَخْتَار أنْ نَفْتَح لَهَا أوْ نَصُدَّهَا تَخَيَّل لَوْ هُدِمَتْ الحَوَائِطْ إِذاً لاَ تَحْتَاجٌ لِبَاب أوْ نَوَافِذْ لأِنَّهُمَا بِلاَ فَائِدَة وَالَّذِي يُرِيدْ أنْ يَدْخُل سَيَدْخُل لِذلِك إِسْتِمْرَار الخَطَايَا يُسَلِّطْهَا عَلَى الإِنْسَان وَعَدُو الخِير لَهُ مِنْ الحِيَل مَا يَجْعَل الإِنْسَان يِعِيش فِي خِدْعَة لِذلِك يَقُول ﴿ سِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ ﴾ ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ لاَ يَارَبَّ أنَا أُرِيدْ مَخَافَتَك دَاخِلِي هُنَاك فِئَة فِي الكِنِيسَة الأُولَى إِسْمَهَا (( خَائِفِي الله )) يُقَال هذَا رَجُل تَقِي لأِنَّهُ يَخَاف الله مِثَال إِنْسَان يِشْتِرِي مِنْ بَائِعْ وَيَتْرُك آخَر وَيَقُول لأِنَّهُ يَخَاف الله وَلاَ يُزِيدْ مِنْ الأسْعَار وَلاَ يَغِش المِيزَان شِهَادَة جَمِيلَةٌ يَخَاف الله إِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّهُ كُون أنَّكَ شَاب وَأنَّكَ فِي سِنْ الطَّاقَة وَالقُّوَة أنَّكَ لاَ تَخَاف الله وَأنَّ الَّذِي يَخَاف الله هُوَ الَّذِي يِكْبَر فِي أيَّامُه لاَ مَخَافِة الله مَنْهَجٌ لاَبُدْ أنْ يَسْتَمِر فِي حَيَاتَك لأِنَّ كُلَّ فِتْرَة تَمُر عَلِيك بِدُون مَخَافِة الله تَتْرُك فِيك أضْرَار وَأضْرَار وَإِحْذَر أنْ تَتَخَيَّل أنَّ الخَطِيَّة لَهَا مَرَاحِل تَقِفْ عِنْدَهَا أبَداً بَلْ كُلَّ مَا تُمَارِس الخَطِيَّة كُلَّمَا نَمِتْ دَاخِلَك كُلَّمَا إِزْدَادٌ سُلْطَانْهَا كُلَّمَا ضَعُفَتْ إِرَادْتَك كُلَّمَا إِنْسَحَبْ خُوف الله مِنْ القَلْب لِذلِك يَقُول فِي المَزْمُور ﴿ لَمْ يَجْعَلُوا اللهَ أَمَامَهُمْ ﴾ ( مز 54 : 3 )وَيَقُول فِي سِفْر الرُؤْيَا﴿ خَافُوا اللهَ وَأَعْطُوهُ مَجْداً ﴾ ( رؤ 14 : 7 ) أيْضاً يَقُول ﴿ مَنْ لاَ يَخَافَكَ يَارَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ لأِنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ ﴾ ( رؤ 15 : 4 ) مَنْ لاَ يَخَافَك يَارَبَّ ؟ بُولِس الرَّسُول يَقُول﴿ لاَ تَسْتَكْبِرْ بَلْ خَفْ ﴾ ( رو 11 : 20 ) سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي أُرِيدْ مَخَافَتَك تُسَمَّر دَاخِلِي أُرِيدْ أنْ أعْمَل مَا يُرْضِيك ألَسْنَا نَقُول ﴿ القِدِّيسِينْ الَّذِينَ أرْضَوْكَ مُنْذُ البَدْء ﴾( مَا يُقَال فِي مَجْمَع القِدِّيسِينْ ) .
مَاذَا أفْعَل لِكَيْ أخَاف الله ؟
ثَلاَثَة كَلِمَات
1- إِجْعَل الله أمَامَك دَائِماً :-
لِكَيْ لاَ تُخْطِئ أُشْعُر أنَّ الله دَائِماً أمَامَك مَا أجْمَلٌ قَوْل دَاوُد النَّبِي ﴿ جَعَلْتُ الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ ﴾ ( مز 16 : 8 ) قَدْ يُخْطِئ الطَّالِبْ لكِنْ هَلْ يُخْطِئ أمَام المُدَرِّس ؟ إِذاً هَلْ يُخْطِئ أمَام النَّاظِر ؟ أمر أعْلَى هَلْ يُخْطِئ أمَام وَزِير التَّرْبِيَة وَالتَّعْلِيمْ ؟ مَاذَا أكُون أنَا أمَام الله ؟ أكُون مُنْضَبِطٌ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك الخَطِيَّة هِيَ نُوع مِنْ أنْوَاع الإِلْحَاد لإِنِّي عِنْدَمَا أفْعَل الخَطِيَّة أُغَيِّبْ الله وَهَلْ يُوْجَدٌ مَكَان الله غَائِبْ عَنُّه ؟ هَلْ تَتَذَكَّر قِصِّة الرَّاهِبْ الَّذِي أرَادَتْ إِمْرَأة أنْ تُغْوِيه وَتُسْقِطُه فِي الخَطِيَّة فَأخَذَهَا إِلَى مَكَان السُوق وَقَالَ لَهَا هَيَّا نُمَارِس الخَطِيَّة فَقَالَتْ المَرْأة لَهُ مَا هذَا يَا رَاهِبْ هَلْ أُصِبْتَ بِالجُنُون ؟ فَسَألَهَا لِمَاذَا ؟ قَالَتْ المَرْأة أتَفْعَل الخَطِيَّة أمَام كُلَّ هؤلاَء ؟!! فَقَالَ لَهَا الرَّاهِبْ أتَخَافِينَ النَّاس ؟ قَالَتْ نَعَمْ فَقَالَ لَهَا ألاَ تَخَافِينَ الله إِذاً ؟ عَرِّفْنِي مَكَان لَيْسَ بِهِ الله وَافْعَل بِهِ الخَطِيَّة لكِنْ الله مَوْجُودٌ فِي كُلَّ مَكَان ضَابِطْ الكُلَّ لاَ يَخْلُو مِنْهُ مَكَان إِذاً كَيْفَ أفْعَل الخَطِيَّة أمَام الله ؟ قَدْ يَخْجَل إِنْسَان أنْ يَفْعَل الخَطِيَّة أمَام طِفْل وَيَقُول كَيْفَ أُخْطِئ أمَام طِفْل إِنْ كَانَ طِفْل يَجْعَل الإِنْسَان يَحْتَرِمُه كَمْ تَكُون إِهَانِتْنَا لله عِنْدَمَا نَفْعَل الخَطِيَّة أمَامُه ؟
يَحْكِي الكِتَاب المُقَدَّس عَنْ مَلِك إِسْمُه مَنَسَّى وَيَقُول عَنْهُ الكِتَاب ﴿ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ ﴾ ( 2مل 21 : 6 ) كَانَ يَغِيظْ الله حَقِيقَةً أي وَاحِدٌ مِنَّا يَفْعَل الخَطِيَّة تَنْطَبِقٌ عَلِيه نَفْس الآيَة الإِنْسَان الَّذِي يُخْطِئ يَغِيبْ الله عَنْ وَعْيُه وَعِنْدَمَا يُغَيِّبُه عَنْ وَعْيُه مَاذَا يَحْدُث ؟ الله يَغِيبْ وَيَغِيبْ حَتَّى يَنْسَحِبْ فَيَشْعُر الإِنْسَان بِعُزْلَه عَنْ الله فَتُحَدِّثُه عَنْ الله يَقُول لَك أنَّهُ وَهْم هذِهِ بِدَايِة الإِلْحَادٌ لِذلِك عِنْدَمَا أسْألَك اليُّوْم هَلْ الله مَوْجُودٌ فِي حَيَاتَك أم تَقُول لِي حَقِيقَةً لاَ أشْعُر بِهِ ؟ أقُول لَك أنْتَ الَّذِي غَيِّبْتُه عَنْ وَعْيَك وَكَثْرِة فِعْل الخَطَايَا بِإِسْتِهَانَة غَيَّبْ الله عَنْ وَعْيَك وَبِالتَّالِي يَنْطَبِقٌ عَلِيك قَوْل المَزْمُور﴿ قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ﴾ ( مز 14 : 1 ؛ مز 53 : 1 ) لاَ يُوْجَدٌ إِله أسْتَطِيعْ أنْ أقُول لَك أنَّكَ مِحْتَاجٌ جِدّاً فِكرِة مَخَافِة الله دَاخِلَك لأِنَّهُ مَوْجُودٌ جَيِّدٌ قَوْل إِلِيشَع النَّبِي عِنْدَمَا كَانَ يَقُول دَائِماً ﴿ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ ﴾ ( 2مل 5 : 16) أنَا وَاقِفْ أمَامُه الأنْ ؟ بِالطَبْع الَّذِي يَتَدَرَّبْ عَلَى طَرْدٌ الخَطِيَّة لأِنَّ الله أمَامُه عِنْدَمَا يَأتِي إِلَى الكِنِيسَة يَشْعُر بِوُجُودٌ الله بِقُّوَة الله يُسَيْطِر عَلَى المَكَان وَعَلَى الفِكْر فَيَدْخُل وَيَسْجُد بِخُشُوع وَيَعْبُد الله بِرَفْع قَلْب وَيَقِينْ أنَّهُ حَاضِر لِذلِك يَقُول بِفَرَح ﴿ عَمَانُوئِيل إِلَهْنَا فِي وَسَطْنَا الآنْ ﴾ وَكَأنَّنَا نَقُولْهَا وَنَحْنُ نُصَفِقٌ بِأيْدِينَا هذَا مَا نَقُولُه فِي لَحْن " ~pouro " هُوَ مَوْجُودٌ فَهَلْ تَشْعُر بِهِ ؟ نَعَمْ كُلَّمَا تَدَرَّب كَيَانِي وَمَشَاعْرِي وَقَلْبِي أنَّ الله مَوْجُودٌ كُلَّمَا هَرَبَتْ مِنِّي الخَطِيَّة هَلْ تُرِيدْ أنَّ خُوْف الله يُغْرَس فِي قَلْبَك وَيُسَمَّر دَاخِلَك ؟ أُشْعُر بِاسْتِمْرَار أنَّ الله مَوْجُودٌ وَنَمِّي فِي وَعْيَك أنَّهُ مَوْجُودٌ وَكُلَّ مَا لاَ تَرَاه أعْيُنْ النَّاس تَرَاه العِينْ الَّتِي تَفْحَص الكُلَّ وَتَخْتَرِق أسْتَار الظَّلاَم وَتَعْرِف الخَفِيَات الله يَعْرِفْ مَا فِي قَلْبَك وَمَا فِي إِشْتِيَاقَاتَك وَيَعْرِفْ تَصَوُرَات مَخَادِعَك إِنْ كَانَ الله يَرَى كُلَّ هذَا هَلْ لاَ أخْجَل ؟ تَخَيَّل أنَّ الله فَاحِص أعْمَاق قُلُوبْنَا وَيَعْرِفْ أخْطَائْنَا وَمُتَأنِّي عَلِينَا كَيْ نَتُوب وَلكِنَّنَا نَسْتَهْتَر بِطُول أنَاتُه وَنَتَمَادَى فِي الخَطِيَّة فَيَقُول لَنَا أنَا مُتَأنِّي عَلِيكُمْ كَيْ تَتُوبُوا فَتُخْطِئُون أكْثَر ؟ أنَا أُعْطِيكُمْ فُرْصَة لِلتُّوْبَة فَتَأخُذُونَهَا فُرْصَة لِلخَطِيَّة وَالشَّر ؟ إِنِّي أنْتَظِر وَأتَأنَّى وَلكِنْ إِلَى مَتَى ؟ يَقُول سِفْر الرُؤْيَا ﴿ أَعْطَيْتُهَا زَمَاناً لِكَيْ تَتُوبَ عَنْ زِنَاهَا وَلَمْ تَتُبْ ﴾ ( رؤ 2 : 21 ) وَلِنَسْأل أنْفُسْنَا لِمَاذَا نَحْنُ نَعِيش حَتَّى الأنْ ؟ لِكَيْ نَتُوب الله أعْطَانَا الزَّمَنْ لِنَتُوب إِجْعَل الله أمَامَك كُلَّ حِينْ الإِحْسَاس الرُّوحِي يَحْتَاجٌ إِيمَان بِأُمور لاَ تُرَى لِذلِك بَيْنَمَا أنَا سَائِر فِي الطَّرِيقٌ أرَى الله وَأنَا جَالِس أرَى الله وَفِي كُلَّ مَكَانْ وَكُلَّ حَال أرَى الله أرَادَ الإِمْبِرَاطُور أنْ يَذِل القِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيِّ الفَمْ فَقَالَ لَهُ سَأنْفِيك فَقَالَ لَهُ القِدِيس هَلْ سَتَنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لاَ يُوْجَدٌ فِيهِ الله ؟ إِلَى أيْنَ ؟ وَاحْتَار الإِمْبِرَاطُور فَقَالَ لَهُ القِدِيس إِنْ أرَدْتَ أنْ تَذِلِنِي إِنْفِينِي إِلَى مَكَانْ لَيْسَ بِهِ الله لأِنَّهُ مَكْتُوب ﴿ لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا ﴾ ( مز 24 : 1) أي مَكَانْ أذْهَبْ إِلِيه أرَى فِيهِ الله وَنَاس جِدِيدَة تُمَجِّد الله أفْرَح وَأقُول أشْكُرَك يَارَبَّ إِحْسَاس قَوِي أنَّ الله مَالِئ الكُلَّ إِجْعَل الله أمَامَك لِذلِك عِنْدَمَا يَقُول لَك شَخْص تَسْتَطِيعْ أنْ تَغِش فِي الإِمْتِحَانَات ؟ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ هَيَّا نَذْهَبْ لِمَكَانْ نُخْطِئ فِيهِ قُلْ لَهُ رَبِّنَا مَوْجُودٌ وَأنْتَ وَحْدَك قُلْ رَبِّنَا مَوْجُودٌ نَمِّي إِحْسَاس وُجُودٌ الله أمَامَك دَائِماً.
2- فَكَّر كَثِيراً فِي الدَيْنُونَة :-
شِئ مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون فِكْر الدَيْنُونَة أمَامَك ألَسْتُمْ أنْتُمْ أُنَاس كَنَسِيِينْ أوْلاَدٌ الله وَكُلَّ يُوْم تَقُولُون فِي صَلاَة النُّوم ﴿ هُوَذَا أَنَا عَتِيدٌ أَنْ أَقِفْ أَمَام الدَّيَّان العَادِل مَرْعُوباً وَمُرْتَعِباً مِنْ كَثْرَة ذُنُوبِي لأِنَّ العُمْر المُنْقَضِي فِي المَلاَهِي يَسْتَوْجِبْ الدَّيْنُونَة لكِنْ تُوبِي يَا نَفْسِي مَادُمْتِ فِي الأرْض سَاكِنَة﴾( القِطْعَة الأُولَى فِي صَلاَة النُّوْم ) هَلْ وَضَعَتْ الكِنِيسَة هذِهِ الصَّلاَة لِمَنْ هُمْ بَعْد السِّتِينْ عَام مِنْ أعْمَارِهِمْ ؟ أم وَضَعَتْهَا لَنَا كُلِّنَا لِعُمْر الشَّبَاب وَالثَّانَوِي وَالكُهُولَة وَ؟ كُلِّنَا نُصَلِّيهَا كُلَّ يُوْم وَالكِنِيسَة تَعْتَبِر نِهَايِة اليُّوْم يُشِير إِلَى يُوْم الدَّيْنُونَة وَنِصْف اللِّيل يُشِير لِلمَجِئ الثَّانِي فِكْر الكِنِيسَة أنَّ اليُّوْم عِنْدَمَا يَمُر كَأنَّ العُمْر يَمُر لِذلِك لاَبُدْ مِنْ الإِسْتِعْدَادٌ كُلَّ يُوْم ؟ نَعَمْ الَّذِي يَشْعُر بِهذَا الإِحْسَاس يُنَمِّي مَخَافِة الله دَاخِلُه وَهذَا الإِحْسَاس يُقِيمْ بَيْنُه وَبَيْنَ الخَطِيَّة حَوَاجِز إِحْسَاس إِنِّي أعِيش وَالدُنْيَا تَسِير مِنْ حَوْلِي وَأنَا أعْمِل الخَطِيَّة اليُّوْم وَغَداً وَهذَا يُقَسِّي القَلْب وَيَنْزَع المَخَافَة وَيَفْصِلْنِي عَنْ الله اليُّوْم نَرَى صَحْوَة عَنْدَ غَيْر الْمَسِيحِيِّينْ الشَّبَاب مِنْهُمْ يَتَدَيَنُوا وَالَّذِي لَمْ يَكُنْ يُصَلِّي تَعَلَّمْ يُصَلِّي وَالَّذِي لاَ يَقْرأ كِتَابُه بَدَأَ يَقْرأ وَ الْمَسِيحِيَّة بِهَا إِسْتِهْتَار هَلْ لأِنَّ إِلهْنَا حَنُون ؟ يِمْكِنْ !!! أوْ لأِنِّي أضْغَطْ عَلَى مُفْتَاحٌ فَيُجِيبْ نَعَمْ أقُول لَهُ أُرِيدَك أنْ تَعْمَل لِي كَذَا وَكَذَا يُجِيبْ نَعَمْ تَعَوَّدْنَا عَلَى الإِله الَّذِي وَقْت مَا نَحْتَاجُه يَأتِي لِيُلَبِّي طِلْبَاتْنَا أيْنَ العِبَادَة وَالحُبْ وَالإِكْرَام ؟ إِجْعَل الله أمَامَك وَاهْتَمْ بِالدّيْنُونَة ألَسْنَا نَقُول ﴿ بِمَا أَنَّ الدَّيَّان حَاضِر إِهْتَمِّي يَا نَفْسِي وَتَيَقَظِّي وَتَفَهَّمِي تِلْكَ السَّاعَة المَخُوفَة فَإِنَّهُ لَيْسَ رَحْمَة فِي الدَّيْنُونَة لِمَنْ لَمْ يَسْتَعْمِل الرَّحْمَة﴾ ( القِطْعَة الثَّانِيَة مِنْ الخِدْمَة الثَّالِثَة مِنْ صَلاَة نِصْف اللِّيل )إِذاً أنَا مِحْتَاجٌ أنْ أعْرِفْ أنَّ هُنَاك دَيْنُونَة وَدَيَّان مَا أجْمَلٌ أنْ أتَخَيَّل نَفْسِي في مَوْقِفْ الدَّيْنُونَة وَأعْمَالِي تُكْتَبْ أمَامِي – يَارَبَّ إِرْحَمْنِي – إِنَّ العِلْم يُقَدِّم إِخْتِرَاعَات وَاخْتِرَاعَات هُنَاك جِهَاز رَسْم قَلْب هُنَاك جِهَاز رَسْم مُخ يِرْسِمْ ذَبْذَبَاتُه وَكِيمْيَائُه وَيَقُول مَا هِيَ كَفَاءِة المُخ تَخَيَّل لَوْ إِخْتَرَعُوا جِهَاز يُوضَعْ فِي المُخ يِتَرْجِمْ كُلَّ الأحْلاَم وَالتَّخَيُّلاَت وَيَعْرِضْهَا عَلَى ألـ Data show لِيَعْرِض كُلَّ مَا فِي عَقْلِي تَخَيَّل مَاذَا سَيَعْرِض وَمَاذَا يَدُور فِي عَقْلِي وَخَفَائِي ؟ مَا الَّذِي تَسْتَحِي أنْ يُعْرَض ؟ الَّذِي تَسْتَحِي مِنْهُ لاَ تُفَكِّر فِيهِ لِمَاذَا تَسْتَمِر فِي التَّفْكِير ؟ لأِنَّ الله غِير مَوْجُودٌ أمَامَك ؟!! تَخَيَّل حَالَك عِنْدَمَا تَقِفْ فِي الدَّيْنُونَة يَقُول أحَدٌ الأبَاء ﴿ سَنَقِفْ فِي اليُّوْم الأخِير كَمَا فِي مَسْرَح كِبِير مُضَاء أمَام مَنْ لاَ نَعْرِفَهُمْ وَمَنْ نَعْرِفَهُمْ ﴾ لَمَّا يِكُون مَسْرَح وَاسِعْ وَمُسَلَّطَة عَلِيه الأضْوَاء وَكُلِّنَا نُقَفْ وَكُلَّ أعْمَالْنَا تَظْهَر وَتُكْشَفْ إِذاً إِعْمِل أعْمَالٌ جَيِّدَة كَيْ تَجِدٌ مَا يَشْفَعْ فِيك قَدْ تَقُول هَلْ الله قَاسِي ؟ أُجِيبَك أبَداً لكِنَّهُ عَادِلٌ لِذلِك أنَا مِحْتَاجٌ مَخَافِة الله فِي حَيَاتِي مَاذَا أقُول وَأُفَكِّر وَمَا هيَ نَوَايَاي ؟ ضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامَك يُقَال عَنْ القِدِيس أرْسَانْيُوس أنَّهُ كَانَ دَائِمْ البُكَاء وَعِنْدَمَا كَانُوا يَسْألُوه لِمَاذَا البُكَاء ؟ كَانَ يَقُول خَوْفاً مِنْ الدَّيْنُونَة فَقَالُوا لَهُ فَمَا بَالْنَا نَحْنُ ؟ أجَابَهُمْ أنَّ هذِهِ اللَّحْظَة أمَامِي دَائِماً يَا أوْلاَدِي الَّذِي يَضَعْ فِكْر الدَّيْنُونَة أمَامُه تُقَدِّسُه وَمَا الَّذِي يَجْعَل الإِنْسَان يَزْدَادٌ فِي الشُّرُور ؟ إِنَّهُ لاَ تُوْجَدٌ دَيْنُونَة أمَامُه وَلاَ مَنْ الَّذِي يُحَاوِل أنْ يَلْغِي فِكْر الدَّيْنُونَة مِنْ دَاخِلْنَا وَيُرِيدْ أنْ يَمْحِيهَا ؟ عَدُو الخِير الشَّيْطَان يُرِيدْ أنْ يُحَوِّل حَيَاتْنَا كُلَّهَا إِلَى جَلْسَة نَجْلِسْهَا مَعاً أوْ نُزْهَة نَتَنَزَهَهَا أوْ هَرَج وَمَرَج وَ الأمر لَيْسَ كَذلِك لأِنَّ الله لَمْ يَخْلِقْنَا مِثْل أي حَيَوَان نَعِيش فِتْرَة ثُمَّ نُذْبَح وَهُنَاك مَنْ يَأكُل لَحْمُه لاَ الإِنْسَان عَلَى صُورَة الله وَمِثَالُه خَالِدٌ يُخَلَّدٌ لِلأبَدْ الله خَلَقَنَا لِكَيْمَا يُحْضِرْنَا إِلَيْهِ فِي الأبَدِيَّة إِذاً حَيَاتِي لَهَا قِيمَة عَالِيَة جِدّاً وَأهَمْ قِيمَة فِي حَيَاتِي أنَّ فِيهَا مَعْرِفَة الله كَلِمَة صَعْبَة عَلِينَا جِدّاً عِنْدَمَا يَقُول لاَ أعْرِفَكُمْ ( لو 13 : 25 ؛ 27 ) لِمَاذَا يَارَبَّ ؟ يَقُول هَلْ عَرَفْتِنِي أنْتَ كَيْ أعْرِفَك أنَا ؟ أحَدٌ الأبَاء القِدِيسِينْ يَقُول نَحْنُ نَتَكَلَّمْ لكِنْ لاَ نَعْمَل وَيَسْأل مَاذَا يَكُون الله بِالنِّسْبَة لَك ؟ تَقُول أبَانَا يِسْأل هَلْ تُطِيعُه وَتَخَافُه ؟ وَكَمَا يَقُول الكِتَاب "تَدْعُونَنِي أباً وَلاَ تُكْرِمُونَنِي تَدْعُونَنِي سَيِّد وَلاَ تُطِيعُونِي تَدْعُونَنِي مُعَلِّمْ وَلاَ تَسْمَعُونَنِي " كَلاَم فَقَطْ لاَ أنْتُمْ سُفَرَاء الْمَسِيح ( 2كو 5 : 20 ) أنْتُمْ رَائِحَة الْمَسِيح الذَّكِيَّة ( 2كو 2 : 15) إِنْ كُنْتُمْ تَعِيشُون فِي مَنْطِقَة مُعَيَّنَة الأنْ فَكُلَّ وَاحِدٌ مِنْكُمْ رِسَالَة تَخَيَّل لَوْ أوْلاَدٌ الْمَسِيح رَائِحَة الْمَسِيح فِيهُمْ لَيْسَتْ ظَاهِرَة يَقُول الكِتَاب ﴿ أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ إِلاَّ لأِنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ ﴾ ( مت 5 : 13)إِنْ كَانْ عَنْدِنَا مَلْح وَفَسَد يِكُون كَارْثَة لأِنَّ المَلْح عِنْدَمَا يَفْسَد إِنْ وَضَعْتَهُ فِي قِطْعِة أرْض يِفْسِدْهَا يَصِير شِئ فَاسِد يِفْسِد أي شِئ فِي حِينْ إِنْ فَضَلاَت البَهَائِمْ تِفِيد أكْثَر لكِنْ المَلْح الفَاسِد إِذَا وُضِعَ فِي مَكَان يِفْسِدُه الله يَقُول لَك تُوْجَدٌ دَيْنُونَة ضَعْهَا أمَام عَيْنَيْكَ إِعْمِل لِلأبَدِيَّة وَضَعْ هذَا الفِكْر أمَام عَيْنَيْكَ كَثِيرُون يَقُولُون نَحْنُ شَبَاب أعْطِنِي عُمْر كَيْ أتُوب أنَا لاَ أقُول لَك كُنْ مِنْتِظِر المُوْت دَائِماً لاَ الله أعْطَاك رِسَالَة وَالله يِفَرَّحَك بِأيَّامَك لكِنْ إِعْرَفْ أنَّ حَيَاتَك لَيْسَتْ مِلْك لَك وَتُوْجَدٌ دَيْنُونَة وَيُوْجَدٌ عِقَاب وَجَحِيمْ وَتَمَتُّعْ وَقِدِّيسِينْ بَاعُوا العَالَمْ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامَهُمْ مَا الَّذِي يَجْعَل قِدِيس مِثْل مَارِجِرْجِس يَظِل سَبَعْ سَنَوَات يِتْعَذِبْ كَانْ يَكْفِيه يُوْم أوْ إِثْنِينْ ؟ لأِنَّ الأبَدِيَّة أمَامُه المُكَافَأة أمَام عَيْنَيْهِ وَلِذَا لَمْ يَعِش لِهذَا الزَّمَنْ قَطْ يُقَال عَنْ الرُّومَان أنَّهُمْ كَانُوا طُغَاة يَتَفَنَّنُون فِي عَذَاب الْمَسِيحِيِّينْ وَكَانَ مِنْ ضِمْن أسَالِيب التَّعْذِيب لَدَيْهِمْ أنْ يَضَعُوا المُعَذَّبِينْ عُرَاه فِي حَمَّام جَلِيد وَيَظِل فِيهِ الْمَسِيحِي عِدِّة سَاعَات حَتَّى يَمُوْت وَفِي أحَدٌ المَرَّات وَضَعُوا مَجْمُوعَة مِنْ أرْبِعِينْ مَسِيحِي وَكَانَ كُلَّ وَاحِدٌ فِيهُمْ حَسَبْ قُدْرِتُه مِنْهُمْ مَنْ يَمُوْت بَعْد نِصْف سَاعَة وَآخَر يَمُوْت بَعْد سَاعَة وَآخَر بَعْد سَاعْتِينْ وَهكَذَا وَكَانَ كُلَّ فَرْدٌ مِنْهُمْ يَمُوْت يَأتِي مَلاَك وَيُعْطِيه إِكْلِيل وَيَأخُذْ نَفْسُه إِلَى السَّمَاء لكِنْ لِلأَسَفْ هذَا المَنْظَر هُنَاك مَنْ يَرَاه وَمَنْ لاَ يَرَاه وَكَانُوا كَيْ يُزِيدُوا مِنْ ذُل الْمَسِيحِيِّينْ أنْ يَضَعُوا أمَامَهُمْ حَمَّام بِهِ مَاء فَاتِر لَذِيذْ فَكَانَ مَنْ يُرِيدْ أنْ يُغَيِّر مَكَانُه مُجَرَّدٌ أنْ يُعْلِنْ رَغْبِتُه كَانُوا يَنْقِلُوه إِلَى حَمَّام المَاء الفَاتِر أحَدٌ هؤلاَء الأرْبَعِينْ مَسِيحِي ضِعِفْ وَقَالْ ضَعُونِي فِي المَاء الفَاتِر فَجَاءَ مَلاَكُه وَظَلَّ يُرَفْرِفْ وَمَعَهُ الإِكْلِيل المَجْمُوعَة كُلَّهَا إِسْتَشْهِدُوا وَلِبْسُوا الأكَالِيل مَاعَدَا الَّذِي ضِعِفْ أمَّا الجُنْدِي الَّذِي كَانَ يُعَذِّبَهُمْ مِنْ جَمَال الأكَالِيل تَقَدَّم وَنِزِل حَمَّام الجَلِيد وَأخَذَ هُوَ الإِكْلِيل هُنَاك أُمور لاَبُدْ أنْ تَكُون أمَام عُيُونِنَا الأُمور الَّتِي لاَ تُرَى ضَعْ الأبَدِيَّة أمَام عَيْنَيْكَ وَالدَّيْنُونَة أمَامَك إِعْرَفْ أنَّهُ تُوْجَدٌ مُجَازَاة وَعُقُوبَة إِعْرَفْ أنَّهُ إِنْ كُنَّا نَخْدَع النَّاس فَلَنْ نَسْتَطِيعْ أنْ نَخْدَع الله إِذاً لاَبُدْ أنْ يَكُون هُنَاك دَيْنُونَة لاَبُدْ أنْ أخَافْ الله أخَافُه فِي ضَمِيرِي وَفِي مَخْدَعِي وَفِكْرِي أنَا مُمْكِنْ أكُون صُورَة أمَام البِيتْ وَخَارِج البِيتْ مُخْتَلِفْ عَنْ هذِهِ الصُورَة لاَ ضَعْ مَخَافِة الله أمَام عَيْنَيْكَ .
3- فَكَّر كَثِيراً فِي أضْرَار الخَطِيَّة :-
إِتَّبِعْ الخَطِيَّة لِفِتْرَة وَسَتَرَى مَاذَا تَفْعَل فِيك سَتَعِيش مَقْسُوم وَمَذْلُول تَجْعَلَك إِنْسَان جَبَانْ عِنْدَمَا تُسَيْطِر خَطِيِة شَهْوَة عَلَى إِنْسَان يَشْعُر أنَّهُ إِنْسَان بِلاَ فَائِدَة لأِنَّ الخَطِيَّة تُوَلِّدٌ الجُبْن يُرِيدْ أنْ يَخْتَبِئ لِيَفْعَل شِئ خَاطِئ يَرَى أُمور مِنْ وَرَاء النَّاس تَجْعَلُه يَفْقِدٌ إِحْتِرَامُه لِنَفْسُه وَبِالتَّالِي يَفْقِدٌ آدَمِيَتُه الخَطِيَّة لَهَا ضَرِيبَة بِالإِضَافَة إِلَى أنَّهَا لَهَا أضْرَار نَفْسِيَّة وَعَصَبِيَّة فَتَجِدٌ الشَّخْص الشَّهْوَانِي أنَانِي مُتَرَدِّدٌ وَمُذَبْذَبْ قُدْرَاتُه عَلَى التَّفْكِير غِير صَافْيَة وَإِحْسَاسُه بِالذَّنْب رَهِيبْ فَيَزْدَادٌ بُعْدُه عَنْ الله الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار لِذلِك أطْلَقُوا عَلَى خَطَايَا الشَّهْوَة إِسْم (( خَطَايَا العُزْلَة )) كَانُوا يَتَخَيَّلُون أنَّ الَّذِينَ يَعِيشُون فِي إِسْتِبَاحَة لِشَهَوَاتِهِمْ أُنَاس سُعَدَاء وَتُفَاجَأ أنَّهُمْ فِي كَآبَة وَحُزْن وَيَتَنَاوَلُون عِلاَج إِكْتِئَاب هَلْ تَتَخَيَّل أنَّ الإِنْسَان يَكُون سَعِيد عِنْدَمَا يُلَبِّي نِدَاء الخَطِيَّة ؟ أبَداً السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة فِي البِّر وَفِي مَخَافِة الله هذَا الكَلاَم إِنْ كَانَ شَدِيدْ إِلاَّ أنَّهُ تَكْمُنْ فِيهِ السَّعَادَة الحَقِيقِيَّة ضَعْ الله أمَامَك تَجِدٌ أنَّكَ سَعِيد وَفِي فَرَح دَائِمْ كَثِيرُون مِنَّا تَخَيَّلُوا أنَّهُمْ إِنْ عَاشُوا حَيَاة مَنْ هُمْ فِي الخَارِج كُلَّ المَشَاكِل تُحَل لاَ الأمر يَتَلَخَص فِي أنَّهُ سَتَتَخَلَّص مِنْ المَشَاكِل الَّتِي هُنَا وَسَتَجِدٌ مَشَاكِل أُخْرَى غِير الأُولَى لكِنْ هُنَا وَهُنَاك تُوْجَدٌ مَشَاكِل الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار كُلُّنَا نَعْلَمْ أنَّ الَّذِينَ يُسَافِرُون إِلَى الخَارِج إِنْ تَعَبُوا بِأي مَرَض لاَبُدْ مِنْ طَبِيبْ وَرُوشِتَّة هُنَا تَسْتَطِيعْ أنْ تَدْخُل أي صَيْدَلِيَّة وَتَطْلُبْ دَوَاء لِلضَغْط أوْ السُّعَال أوْ أمَّا فِي الخَارِج فَلاَبُدْ مِنْ رُوشِتَّة وَجُرْعَة مُحَدَّدَة وَيُقَال أنَّهُ مِنْ شِدِّة الطَّلَبْ عَلَى الأدْوِيَة النَّفْسِيَّة نَتِيجِة النَّسْبَة العَالْيَة لِحَالاَت الإِكْتِئَاب وَالعُزْلَة جَعَلُوا أدْوِيِة الإِكْتِئَاب تُصْرَفْ بِدُون رُوشِتَّة وَأطْلَقُوا عَلَيْهَا (( أدْوِيِة الرَّفْ )) فَتَجِدٌ فِي أي سُوبَر مَارْكِتْ أوْ صَيْدَلِيَّة رَفْ يُصَرَّح لَك أنْ تَأخُذْ مِنْهُ بِيَدَك أي شِئ تَحْتَاجُه وَتَجِدٌ عَلِيه بَعْض الفِيتَامِينَات وَالمُسَكِنَات وَمَرَاهِمْ الحَسَاسِيَّة وَمُهَضِمَات وَوَضَعُوا مَعَهُمْ أدْوِيِة الإِكْتِئَاب نَتِيجِة زِيَادِة نِسْبِة الإِكْتِئَاب بَيْنَهُمْ لاَ تَتَخَيَّل أنَّ السَّعَادَة خَارِج الْمَسِيح لاَ الخَطِيَّة لَهَا أضْرَار وَكَمَا أنَّ الخَطِيَّة لَهَا عُقُوبَة سَمَاوِيَّة لَهَا أيْضاً عُقُوبَة أرْضِيَّة مِنْ أيْنَ العُقُوبَة الأرْضِيَّة ؟ هَلْ الإِنْسَان الَّذِي يَحْيَا فَاقِدْ سَلاَمُه ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ أوْ قَدْ يُصَاب بِمَرَض ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ الله سَمَح أنْ يَكُون لَنَا جَسَد وَغَرِيزَة وَشَهْوَة وَحَيَاة لِقَصْدٌ مُعَيَّنْ مُجَرَّدٌ أنْ يَسْتَخْدِمْهَا الإِنْسَان لِقَصْدٌ آخَر تِتْلَفْ مِثْل إِنْسَان يَأتِي بِسَيَارَة وَيُرِيدْ أنْ يَجْعَلْهَا تَسِير لِلخَلْف رَغْم أنَّهَا مُصَمَّمَة لِتَسِير لِلأَمَام لكِنْ هذَا الإِنْسَان يَضْبُطْهَا لِتَسِير لِلخَلْف وَيَقُودَهَا وَهُوَ نَاظِر لِلخَلْف وَبِالطَّبْع تَحْدُث لَهُ حَوَادِث نَحْنُ هكَذَا الله أعْطَانَا أجْسَادٌ وَحَيَاة لِهَدَفْ مُعَيَّنْ لِلإِرْتِفَاع لِلسَّمَاء نَحْنُ حَوَّلْنَا الهَدَفْ لِلأرْض وَشَهَوَاتْهَا وَنُخْطِئ وَنَسِير لِلوَرَاء لأِنَّهُ لَيْسَ هذَا هُوَ هَدَفْ الله فِي خَلِيقَتُه لاَ الله أعْطَاك الجَسَد إِنَاء لِلكَرَامَة أمَّا يَصِل بِك إِلَى السَّمَاء وَهُوَ بِنَفْس شَكْلُه سَيَتَمَجَّدٌ فِي السَّمَاء وَأمَّا نَسْتَعْمِلُه بِعَكْس قَصْد الله فَيِتْلَفْ إِنْسَان يِدَخَنْ فَتِمْرَض الرِّئَتِينْ إِنْسَان يِشْرَب كُحُولِيَات فَيِمْرَض الكِبْد إِنْسَان يُدْمِنْ المُخَدَرَات فَيُتْلِفْ المُخ إِنْسَان يُفْرِط فِي الأكْل فَيُتْلِفْ جَسَدُه كُلَّ شِئ لَهُ ضَرِيبَة الله يَقُول لَك هَلْ هذَا الجَسَد مِلْك لَك ؟ هَلْ أنَا أُعْطِيه لَك لِتَفْعَل بِهِ كُلَّ هذَا ؟ لاَ هُوَ لِي وَأنَا أقْرَضْتُه لَك أعْطِيتُه لَك أمَانَة إِذاً هُنَاك عُقُوبَة فَكَّر فِي عُقُوبِة الخَطِيَّة عِنْدَمَا تَفْعَل الخَطِيَّة وَضَمِيرَك يُؤَنِبَك هذَا يُسَاوِي الكَثِير تَجِدٌ نَفْسَك فَاقِدْ سَلاَمَك وَفَرَحَك ألَيْسَتْ هذِهِ عُقُوبَة ؟ تَجِدٌ الإِنْسَان يَفْقِدٌ سَلاَمُه وَفَرَحُه حَتَّى أنَّ المُجْتَمَعْ يَنْفُر مِنُّه وَيَتْرُكُه أحِبَّاؤه وَقَدْ تَصِل العُقُوبَة إِلَى عُقُوبَة قَانُونِيَّة سِجْن هذَا غِير العُقُوبَة السَّمَاوِيَّة وَعَلَيَّ أنْ أخْتَار سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي يَارَبَّ أُرِيدْ أنْ أعِيش مَخَافَتَك أنَا آتِي إِلَى الكِنِيسَة وَأقِفْ بِإسْتِقَامَة أسْمَع كَلِمَاتَك أنَا أسْتَذْكِر دُرُوسِي لأِنَّهَا أمَانَة وَإِنْ كُنْت أصُوم فَلأنِّي مِحْتَاجٌ أنْ أضْبُط جَسَدِي لأِنَّهُ كَثِيراً مَا يَتَمَرَّدٌ عَلَيَّ لِذلِك مِحْتَاجٌ أنْ أُرَوِضُه وَأرْبُطُه مِحْتَاج أنْ أجْعَل الله أمَامِي كُلَّ حِينْ الَّذِي يَعِيش بِمَخَافَة يَتَمَتَّعْ بِلُطْف الله عِنْدَمَا تَخَافْ الله سَتَجِدُه يَقُول لَك أنَا أُطَمْئِنَك المَرْأة المُمْسِكَة فِي ذَات الفِعْل إِلْتَجَأت إِلِيه فَقَالَ لَهَا أُصْمُتِي دُورِك إِنْتَهَى وَأنَا سَأُحَامِي عَنِّك وَأوْقَفْهَا وَرَاءَهُ وَدَافَعْ عَنَهَا ( يو 8 : 3 – 11) إِلْجَأ لَهُ المَرْأة الخَاطِئَة ذَهَبِتْ إِلِيه وَوَقَفِتْ وَرَاءَهُ وَالَّذِي دَانْهَا قَالَ لَهُ يَسُوع أُرِيدْ أنْ أقُص عَلِيك قِصَّة كَانَ لِدَائِنْ مَدِينَان عَلَى الوَاحِدٌ خَمْسُون وَعَلَى الآخَر خُمْسُمَائَة وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَا يُوفِيَان فَسَامَحْهُمَا كِلَيْهِمَا مَنْ مِنْهُمَا يُحِبُّه أكْثَر ؟ أجَابَهُ الَّذِي سَامَحَهُ بِالأكْثَر فَقَالَ لَهُ يَسُوع بِالصَوَاب حَكَمْت بِالتَّعْبِير الدَّارِج عَرَّفُه خَطَأُه وَقَالَ لَهُ ﴿ مَاءً لأِجْلِ رِجْلَيَّ لَمْ تُعْطِ وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ غَسَلَتْ رِجْلَيَّ بِالدُّمُوعِ وَمَسَحَتْهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا قُبْلَةً لَمْ تُقَبِّلْنِي وَأَمَّا هِيَ فَمُنْذُ دَخَلْتُ لَمْ تَكُفَّ عَنْ تَقْبِيلِ رِجْلَيَّ بِزَيْتٍ لَمْ تَدْهُنْ رَأْسِي وَأَمَّا هِيَ فَقَدْ دَهَنَتْ بِالطِّيبِ رِجْلَيَّ ﴾( لو 7 : 44 – 46 ) أدْخَلُه فِي مُقَارَنَة مَعَهَا وَأظْهَر لَهُ خَطَأُه إِذاً الَّذِي يَعِيش مَخَافِة الله يَحْتَمِي فِيهِ وَيَتَمَتَّعْ بِكُلَّ حَنَانُه كُلَّ حَنَان الله لِخَائِفِي الله هَلْ تُرِيدْ أنْ تَتَمَتَّعْ بِحَنَان الله ؟ خَافْ الله سَتَعْرِفْ كَمْ هُوَ حَنُون ﴿ سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي ﴾ هُنَاك إِسْتِهْتَار دَخَل حَيَاتَك أفْقَدَك الكَثِير عِش الإِسْتِقَامَة وَجِدِّيِة الحَيَاة بِهَدَفْ وَإِفْرَح بِعَمَل الله فِي حَيَاتَك سَمَّر خُوفَك فِي لَحْمِي لأِنِّي مِنْ أحْكَامَك جَزَعْت ﴾ رَبِّنَا يِكَمِّل نَقَائِصْنَا وَيِسْنِد كُلَّ ضَعْف فِينَا بِنِعْمِتُه لَهُ المَجْد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
23 نوفمبر 2024
فتيلة مدخنة لا يطفئ
قيل عن ربنا يسوع المسيح ” قصبة مرضوضة لا يقصف .. وفتيلة مُدخنة لا يُطفئ “( مت 12 : 20 ) هو إله رجاء قادر أن يُصلح ما قد تلف كثيراً ما يُصاب الإنسان بروح يأس أو فشل ” قال الجاهل في قلبه ليس إله “ ( مز 14 : 1 ) نتحدث في ثلاث نقاط مهمين في هذا الموضوع :-
أولاً أهمية الرجاء :-
معلمنا بولس الرسول يقول ” لأننا بالرجاء خلصنا “ ( رو 8 : 24 ) إن الذي جعل الإنسان يبقى في الحياة هو الرجاء بعد سقوطه في البداية والذي جعله يحتمل صعوبة العقوبة إن هناك وعد بخلاص والذي جعل الإنسان يتصالح مع نفسه ومع الله هو الرجاء تخيل لو فقدنا رجاءنا في خلاصنا ماذا يُصيبنا ؟ وبالطبع هذا ما يرغب فيه العدو لذلك يقول الكاهن في القداس ” لا تقطع رجاءنا يا سيدي من رحمتك “ ومعلمنا داود يقول ” انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح إلى الليل من محرس الصبح فلينتظر إسرائيل الرب لأن الرحمة من عند الرب عظيم هو خلاصه وهو يفتدي إسرائيل من كل آثامه “ ( مز 130 : 5 – 8 ) رأينا مريض بيت حسدا ثمانٍ وثلاثين سنة يجلس بجانب البِركة ينتظر الرجاء ( يو 5 : 2 – 9 ) ويقول الحكيم ” لكل الأحياء يوجد رجاء فإن الكلب الحي خير من الأسد الميت “ ( جا 9 : 4 ) إن لك رجاء في كل نموذج وضعهُ الإنجيل ليجعلك صاحب رجاء أمنا سارة أعطاها الله نسل بعد فوات الأوان ” أ بعد فنائي يكون لي تنعُّم “ ( تك 18 : 12 ) لذلك في سفر أشعياء يقول ” ترنمي أيتها العاقر التي لم تلد “ ( أش 54 : 1) إن الله أحبَّ أن يعلن قدرته في أُناس ميؤس منها تماماً عندما شفى أعمى ” إنساناً أعمى منذ ولادتهِ “ ( يو 9 : 1) أي وهو جنين وهو أعمى أيضاً لعازر الذي مات وكان له أربعة أيام في القبر ( يو 11 : 17) أي حالة مستحيلة ومستعصية الله قادر على إقامة ميت بعد أربعة أيام والكنيسة تقول له ” أنت رجاء لمن لا رجاء له وعون لمن لا عون له “ يقول أحد القديسين ” إن كان للموتى رجاء هكذا يكون رجائي فيك “ لأن الخطية جعلته مثل لعازر الذي قد أنتن في القبر وقال له أيضاً ” ليس لي مرثا ولا مريم يدعوك لإقامتي “ إن الخطية جعلت كثيرين جرحى ولا يوجد حل إلا في المسيح يسوع جميل معلمنا داود قوله للرب” اقترب إلى نفسي فكها “( مز 69 : 18) والقديس يوحنا ذهبي الفم يقول ” كل ما زادت الحالة تعقيداً كل ما زاد الطبيب مهارة “ لذلك يزداد هذا الطبيب في قيمته ” كما أن الطبيب يُمدح بمرضاه .. فإن يسوع يُمدح بالخطاه “ جميل جداً أن تنتظر الرب كالسامرية ” كان لكِ خمسة أزواج والذي لكِ الآن ليس هو زوجكِ “( يو 4 : 18) .
ثانياً الرجاء بالمسيح :-
إجعل رجاءك بالمسيح بالأكثرولا تنظر إلى نفسك ولضعفاتك بل انظر له هو ” أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ “ ( غل 2 : 20 )” أستطيع كل شيءٍ في المسيح الذي يقويني “ ( في 4 : 13) ” يا سيد إن أردت تقدر أن تطهرني “ ( مت 8 : 2 ) حوِّل الموضوع عنده هو صاحب الخلاص ” اللهم باسمك خلصني وبقوتك احكم لي “ ( مز 54 : 1) الإنسان يوعد ويخلِف لكن الله يوعد ولا يخلِف فقل له " إوعدني إنت يارب " إلتمِس الرجاء منه فالله يسمح أن ندخل في خطايا كبيرة لكي يُعلن لنا :-
ضعفنا .
إحتياجنا .
إعرف ضعفك واجعله يقودك إلى معرفة القوة القديس مارإسحق يقول ” إن الذي يعرف خزيه يعرف كيف يطلب النعمة “ أحد الآباء يقول لربنا يسوع ” ليس لي مسرة على سقوط وليس لي قدرة على قيام “ أنت مصدر الخلاص لا توجد أعمال بر بدون المسيح فهناك من يصلي ويصوم ويعطي صدقة ومع ذلك لا يعرفون المسيح فالبر يجب أن يكون بالمسيح فنجد معلمنا بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس ” فتقوَّ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع “ ( 2تي 2 : 1) مهما كان حال الإنسان وضعفاته عليه أن يتمسك بالله ونسمع عن قصة في بستان الرهبان عن قديس كان دائم السقوط لكنه كان يرفع عينه إلى الله ويقول له " أُنظر يارب إلى شدة حالي وانتشلني إن شئت أنا وإن لم أشأ لأنك تعلم إني من تراب " ويرجع ويقول له " إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة ولكن إظهر مجدك فيَّ أنا المحتاج إلى عمل محبتك " عند الوقوع لمرات كثيرة ثم أقف مرة أخرى فإن المحصلة في النهاية لصالحي لذلك الآباء القديسين يقولون ” إن المجاهد يُكلل بكثرة جراحاته “ الله لا ينظر لنا إن كنا نقع أم لا بل ينظر لنا إن كنا نجاهد أم لا نجاهد لذلك يقول أيضاً الآباء ” إن الله لن يسألك لماذا سقطت ولكنه سيسألك لماذا لم تتُب “ أبونا بيشوي كامل كان يقول أنه هو أيضاً بيقع في خطايا كثيرة ولكن الفرق بينه وبيننا إنه يرجع ويصالح الله سريعاً .
ثالثاً خطورة اليأس :-
أ- الفشل :-
الفشل هو أن يشعر الإنسان إنه سيظل كما هو ومستحيل التغيير معلمنا بولس الرسول يقول لتلميذه تيموثاوس ” الله لم يُعطِنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح “ ( 2تي 1 : 7 ) حذاري وأنت تجاهد أن تضع في ذهنك النتيجة بالفشل هناك مقارنة بسيطة بين جهاد الذات وجهاد النعمة :-
جهاد الذات هذا جاء من الغرور كيف أكون أنا كذلك ؟! جهاد لا يقبل السقوط ونتيجته لا توَّصل إلى أي جهاد حقيقي .
أما جهاد النعمة يأتي بالإتضاع مثل موسى الأسود الذي ذهب إلى أب اعترافه ثلاثة عشرة مرة في ليلة واحدة هذا جهاد يأتي بالنعمة جهاد يقبل أن يكون ضعيف ويسقط وهذا السقوط يأتي بمزيد من الإتضاع والتذلل أمام الله ما الفرق بين توبة يهوذا وتوبة بطرس ؟ يهوذا تاب ورجَّع المال واعترف إنه سلِّم دم برئ لم يشعر بضعفه ولا بقبول توبته فمات بفشله ومات بيأسه جميل أن تقول ” كيف أصنع هذا الشر العظيم وأُخطئ إلى الله “ ( تك 39 : 9 )إحذر التوبة التي تقوم على الذات والفشل .
ب- الإستهتار :-
كثرة التبريرات والأعذار التي جعلت أيوب الصديق يقول ” الإنسان الشارب الإثم كالماء “( أي 15 : 16 ) الحكيم يقول في سفر الأمثال ”الرخاوة لا تمسك صيداً “ ( أم 12 : 27 ) جميل أن يكون لك قانون روحي وعدم استهتار ” خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسدة الكروم “( نش 2 : 15) .
ج - التأجيل :-
لا تؤجل إبدأ الآن قل " يارب ارحمني واقبلني " لأن أي اشتياق غير مضمون أن يُعاد” أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم “ ( رو 13 : 11) ” الآن يوم خلاص “( 2كو 6 : 2 ) إستفيد بنداءات الله وتجاوب لأن عدم التجاوب يزيد القساوة قد تأتي مرحلة في العمر يجد الإنسان نفسه غير متجاوب مع أي نداءات وأي فِعل كل ما سمِع الإنسان وأجِّل هذا يعمل على قساوة قلبه فأي نداء مصدره من الله وعدم الذهاب مسئوليتي أنا لذلك يقول أحد القديسين ” إن في الدينونة الله يُطالبنا بثمن توسلاته السابقة “ وقيل عن سكان الجحيم إنهم كانوا ينوون التوبة ولكنهم أجلوها ربنا يقبل توبتنا ويعطينا رجاء من عنده ربنا يقبلنا ويعطينا رجاء ويكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
19 نوفمبر 2024
من ثمارهم تعرفهم
جزء من إنجيل معلمنا متى البشير إصحاح 7{ احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخلٍ ذئاب خاطفة من ثمارهم تعرفونهم هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة كل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تُقطع وتُلقى في النار فإذاً من ثمارِهم تعرفونهم } ( مت 7 : 15 – 20 ) إن أردت أن أعرف نوع شجرة وأنا غير خبير في الزراعة أنه إن رأيت ثمرة واحدة أعرف عن طريقها نوع الشجرة إن رأيت بها تفاحة أعرف أنها شجرة تفاح إن رأيت بها زيتونة أعرف أنها شجرة زيتون وأولاد الله الثمر الذي فيهم هو ثمر بر فضيلة ثمر مختلف عن ثمر أولاد العالم أولاد الله حياتهم فيها ثمر الروح محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح وداعة تعفف ( غل 5 : 22 ) الإنسان المسيحي حياته مثمرة لله تعرفه من ملامحه من كلامه من سلوكه من تصرُّفه من مظهره من لِبسه الآباء القديسين يقولون لنا إملأ قلبك سلاماً وكثيرين حولك يخلصون جميل أن الفضيلة تُزرع داخلي وتنمو إلى أن تُثمر وما أجمل أن أشهد للمسيح بثماري ما أجمل أن تخرج مني ثمار تشهد لنوع الشجرة الخاصة بيَّ كلٍ منا شجرة صغيرة مغروسة في شجرة كبيرة ( الكنيسة ) كلٍ منا في طقس صلاة المعمودية يُدهن بالزيت من الكاهن ويقول له { تُغرس في شجرة الزيتون اللذيذة في كنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة } عندما غُرسنا فيها أخذنا شكلها وتعاليمها ثم ثمارها يُقال عن أحد الملوك كان يُعذب المسيحيين فوجد فيهم شئ غريب أنهم يحبون التعذيب يسعون للإستشهاد ويُقبِلون عليه بالآلاف ومن يُقبِل على الموت نجده يُصلي ويُسبح شئ يُثير العجب فأرسل الملك شخص جاسوس وطلب منه أن يعيش في وسط المسيحيين ويقول له كيف يُفكر هؤلاء وكيف يعيشون ؟ هل هذا لون من ألوان الإنتحار ؟ قل لي أفكارهم فكتب هذا الجاسوس تقرير للملك يقول له : " لم أرى مثل هؤلاء لا يزنون ولا يسرقون لا يكذبون يعيشون في العالم غرباء كأنهم ينتظرون مدينة أخرى يقولون أنها مدينة باقية يعيشون في العالم ولكن ليس حسب العالم أي مدينة يسكنونها يعتبرونها كأنها وطن غريب يُشبهون النفس في الجسد مختلفين عن الجسد لكن عايشين مع الجسد وهم سر حياة الجسد " ويقول أيضاً : " أن المسيحيين هم سر حياة العالم " فإنها شهادة جميلة عن أولاد الله الذين أحبوا المدينة السماوية عندما نحتك بإنسان تظهر ثماره الداخلية إن وُضِع في اختبار للأمانة أو المحبة الغضب الشهوة تظهر ثماره فكيف أصل إلى أن أكون مسيحي فِعلاً ويكون داخلي ثمر يُمجد ربنا ؟
أولاً البذرة :-
كلٍ منا إعتباراً من يوم المعمودية حصل على بذرة سماوية حية تصلُح أن تأتي بثمر سماوي عليَّ كشخص أن أحافظ عليها حية كما حصلت عليها وأتأكد أنها كذلك لكي أُثمر لله عليَّ أن أكون بذرة حية وعلامة الحياة هي أن يكون بها بذرة حية عليك أن تعرف نفسك حية أم ميتة هل بك نبض في الصلاة في الكنيسة متفاعل ؟ علاقة مع الله بلا روتين وقفة الصلاة بها إحساس الإنجيل كلمة حية تدخل داخلي لتسكن فيكم كلمة المسيح بغِنى ( كو 3 : 16) أقول له يارب أعطيني أن أسمع وأعمل وأعيش وأسلك هذه هي علامة حياة وليست ممارسات روحية فقط من علامات الحياة أن لا يكون هناك ملل ممكن أن تمل من شئ ولا تمل من كائن آخر علامة الحياة الموجودة في الإنسان أو أي كائن حي أنه متجدد عندما أقف مع الله أقف باشتياق وكما يقول معلمنا داود النبي بالليل تُنذرني كليتاي ( مز 16 : 7 ) ويقول سبقت عيناي وقت السَحَر لأتلو في جميع أقوالك ( مز 119 : 148) لكي يُصلي جميل أن نشعر أننا أخذنا الحياة ندخل الكنيسة أحياء وليس مجرد مبنى من أحجار لكنها كائن حي هو جسد ربنا يسوع المسيح الحي أصعب شئ أن تعيش وأنت ميت فالآباء القديسين يقولون لنا كن ميتاً بالحياة لا حياً بالموت وأنت عايش عِش الإتضاع ولا تكن حياً وأنت ميت ( الكنيسة ثقيلة الحياة صعبة الصلاة هكذا ) إن كان هناك حياة تكون الممارسات جميلة الإنجيل يُفهم الصلاة بلا ملل القداس متجدد لذلك يقول الرب أنا نيري هيِّن وحملي خفيف ( مت 11 : 30 ) كيف يارب ؟ فيقول لك لو أنت حي ويوجد داخلك تفاعل وحب مثلما سأل أولاد القديس العظيم الأنبا أنطونيوس " يا أبانا الوصايا ثقيلة علينا ولا نستطيع حملها " فقال لهم " إعلموا يا أولادي أن ليس كل الوصايا ثقيلة أو صعبة بل نور حقيقي وسرور أبدي لكل من أكمل طاعته وجودنا معاً ليس تجمع اجتماعي أصحاب يأتون مجرد إننا جئنا لكي نُثبت بعض في الحياة ربنا يسوع قال لنا لكي تعيشوا ينبغي أن تأكلوا وأنا الذي سأُطعمكم وقديماً ربنا يسوع بنفسه هو الذي كان يرعى آدم وحواء ويُطعمهم فغار الشيطان من هذا وأراد أن يُطعمهم هو – الشيطان – ونجح في ذلك وطُرد أبونا آدم من الجنة بسبب الأكل الأكل الذي كان وسيلة شرِكة وتعاون بينه وبين آدم وهذا ما يحدث إلى الآن بدلاً من أن آكل وأشكر آكل وأتذمر لذلك يؤكد لك الرب أنه ينبغي أن تأكل من يده مرة ثانية لكي تحيا أكل المذبح خذوا كلوا منه كلكم وعندما تريد أن تأكل صلي أولاً وقول له " يارب افتح يدك فتُشبع كل حي رِضى " أقول له " تباركت يارب يا من تعولنا منذ حداثتنا " علامة الحياة أن آكل وأشرب أيضاً أشرب ينابيع روح { سواقي الله ملآنة ماء } ( مز 65 : 9 ) عطايا روح بلا حدود ونحن محجبين لأننا فاقدين الرغبة في الحياة الأبدية .
ثانياً التربة :-
عليك أن تضع البذرة في التربة حتى تأتي بثمر أي تدفن البذرة في الأرض كيف ؟ أي تُوضع في طين – البذرة الجميلة تُوضع في طين – إن لم تُوضع في الطين لا يمكن أن تكون شجرة البذرة حياتها في الطين ولا يمكن أن تضعها في برواز مثلاً أو علبة ثمينة لكي نُثمر يجب أن ننظر ذواتنا ونحمل صليب ربنا يسوع المسيح وأعرف أنه لابد أن تقع حبة الحنطة في الأرض وتموت ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير( يو 12 : 24 ) هذا هو شرط الثمر لا تصنع لنفسك طريق غير طريق ربنا يسوع المسيح ربنا يسوع أخذ طريق الحبة التي تُدفن { ينبغي أنه كما سلك ذاك هكذا يسلك هو أيضاً } ( 1يو 2 : 6 ) هو سلك بطريق الإتضاع لابد أن أُقمع جسدي وذاتي لكي أُثمر لابد أن تكون حياتي كلها جهاد أعمال جهاد كثيرة تنتظرني فالصلاة تنتظر أمانتك لكي تحب الذي أمامك يجب أن تُنفق نفسك وتبذِل وتُضحي وتبذر البذرة الآباء القديسين يقولون لنا إعطي دماً لكي تأخذ روحاً { لأنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله } ( أع 14 : 22 ) يجب أن ندخل من الباب الضيق حذاري أن يِوسع الباب يجب أن تنزِل البذرة في التربة وتتفاعل مع ظلمتها وهذا هو ألذ صراع وأفيد صراع للبذرة الصراع الذي يدخل عُصارة التربة داخل البذرة بذرة تأخذها وتشكلها حسب تكوينها تخيل أن تكوين التربة يمكن أن يُشكل وردة جميلة فما أكثر الضيقات المرة التي يجتازها الإنسان وتُثمر وردة جميلة يسمح الله بضيقات واضطهادات وأتعاب ويسمح بأمور قاتمة جداً ويُخرج منها وردة جميلة مثل الضيقات التي تعرَّض لها يوسف الصديق وأستير الملكة لكي يُخرج منها وردة جميلة الضيقات التي تعرَّض لها أبونا إبراهيم إسحق والقديسين مثل مارجرجس خاصةً ( أمير الشهداء ) لأنه تعذب 7 سنوات الكنيسة توجت مارجرجس ملك لأنه تألم كثيراً تريد أن تُثمر لربنا عِد نفسك للآلام ولا تشفق على ذاتك وجسدك لا تقل كرامتك أو جسدك أو مُرهق بل ضع نفسك في التربة وضع نفسك في يد الله لا تجعل البذرة في برواز بل ضعها في التربة من أراد أن يُخلص نفسه يُهلكها ( مت 16 : 25 ) هذا ما قاله الإنجيل وعلَّمهُ لنا ربنا يسوع المسيح أن من أراد أن يأتي ورائي يحمل صليبه كل يوم ويتبعني ( مت 16 : 24 ) هذا هو طريق القديسين طريق الباب الضيق لا تستطيع أن تفعل ذلك وأنت حزين ومكتئب يوجد فرق كبير بين شخص يضع البذرة وهو مضطر في التربة وبين شخص وضعها في التربة لأنه عشمان في الثمر وضعها وهو فرِح ننتظر المجد السماوي نحن ننتظر الأمور التي لا تُرى وليست الأمور التي تُرى لأن الأمور التي لا تُرى أبدية ( 2كو 4 : 18) الآباء القديسين يقولون لنا أن الإتضاع هي أرض حاملة جميع الثمار لكي تُثمر عليك أن تتضع لا تكلمني عن زرع وأنت لا تملُك الأرض فالإتضاع خلَّص كثيرين بلا تعب وتعب كثيرين بلا اتضاع لم ينفع شيئاً .
ثالثاً النمو :-
راعي نفسك وانظر هل أنت تنمو ؟ هل أنت تتابع نفسك ؟ جميل أن تراقب نفسك وتكتشف أمورٍ ما إن رأيت إنسانٍ ما منذ معرفته لم يتغير ولم ينمو ربما تجد هذه الزرعة تحتاج إلى ماء سماد رش كيماوي آفة على هذه الزرعة وتحتاج إلى يدك لتلتقطها هل حياتنا مع الله لا تستحق المتابعة ؟ يقول القديس أغسطينوس { لك حياة واحدة ولك نفس واحدة فلا تُضيعهما } إسهر عليها وارعاها إحترس من الإهتمامات الكثيرة التي دخلت عليك لاحظ المعاشرات والصداقات والموضوعات التي تطرأ عليك لاحظ العاطفة الجسد الأفكار كن يقِظ لاحظ أسباب خطاياك فما أكثر الأمور التي تجعل الإنسان في هذا الجيل مُشتتاً ومشاعره الروحية باردة إعرف أن الباب ضيق وأن الذين يدخلون ملكوت السموات قليلين لو كان أهل العالم يعيشوا بأي أسلوب كان فنحن يجب أن نختلف عن أهل العالم إغمض عينيك كل يوم واسأل نفسك عن خطايا اليوم وتسأل نفسك لماذا أخطأت ؟{ الذين يُراعون أباطيل كاذبة } ( يون 2 : 8 ) أتظن أن نعمة ربنا توجد في إنسان لا يصلي ولا يفتح إنجيله ويعيش في رياء وصراعات ؟ كيف تعمل إذن النعمة داخلك ؟ لابد أن تُخلي المكان ليسوع وقلبي يلاحظ الإهتمامات التي تدخل فيَّ وأراها جدد روح الله داخلك واستدعيه باستمرار لا تنزعه مني بل جدد روحك في أحشائي إجري على أب اعترافك لكي تقول له على ما اكتشفته من سوء إظهر جراحاتك للطبيب وهو يشفيك أصعب شئ هو المريض المُتصالح مع مرضه والأصعب هو المرض الذي لا يُلاحظ – لأنه مثل المرض الخبيث لأنه لا يُلاحظ – إن الخطية مرض خبيث فإنها تمنعني من الملكوت وأنا لا أشعر إهتم بالبذرة لأن ثمرها جيد وعطاياها جميلة القديس أبو مقار كان يجلس مع أولاده ويقول لهم : " ها أن البئر عميقة ولكن مائها طيِّب وحلو ولذيذ " صحيح أن الحياة مع الله فيها تعب ولكن ثمر هذا حلو وجميل { ها أن الطريق ضيق ولكن المدينة ملآنة فرح وسرور } وأنت تعيش مع الله وجدته يُعزيك ويسندك وتذوقت نعمته ربما تجد البذرة بعد فترة نمو توقفت فقد تجد هناك بعض الحجر الذي يعوق نموها فما أكثر خداعات العدو .. قد لا يقدر هو عليك فيسلط عليك أحد المُقربين لكي يسلط عليك مضايقاته إن عدو الخير عندما طُرد من حضرة الله كوَّن حزب إسمه " أعداء الله " دخل مع الله في صراع لكي يأخذ كل أولاد الله إن أكثر الناس المُستهدفين هم أولاد الله إن الإنسان الذي يأتي بالبذرة ويدفنها في التربة ويرعاها بالتأكيد سيُثمر كثيراً وما أكثر الثمار دعوة للفرح يعيش السماء على الأرض { ها ملكوت الله داخلكم } ( لو 17 : 21 ) الله أعطانا الحياة لكي نعمل الثلاث خطوات السابقين لنذهب إليه حاملين فضائلنا { يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم } ولكننا لم نستشهد ولم نعيش في عصر استشهاد أعطانا الله فترة زمن محددة لكي يقول لك في النهاية هل أثمرت ؟ الله أعطانا كلمته لكي يعرفنا شخصه وطبيعته كان هناك شاب يعيش في أمريكا طلب من والدته أن تجد له عروسة في مصر فأرسلت له والدته تقول له أن هناك فتاة بنت ربنا ولكن رفضت الفتاة وقالت إنها لم تعرفه جيداً لكي توافق على الإرتباط به فكتب لها هذا الشاب خطاب طويل لكي يعرفها على نفسه في هذا الخطاب أمسكت الفتاة بالخطاب باستهزاء وقالت كيف يستطيع هذا أن يعرفني بنفسه عن طريق خطاب ؟ قرأت سطرين منه ثم تركته وبعد فترة جاء العريس وطرق باب الفتاة عندما فتحت له لم تعرفه فقال لها من هو وعندما دخل قال لها أن الخطأ الأول عندك أنكِ لم تعرفيني وأنا أرسلت لكِ صورة لي في الخطاب سألته متى جئت ؟ فقال لها أنه الخطأ الثاني لأني كتبت لكِ متى سأحضر سألته إلى متى تمكث معنا ؟ فقال لها وهذا خطأ ثالث لأني كتبت لكِ فترة جلوسي في الخطاب وهكذا وبعد جلوسه معها فترة من الوقت إعتذر لها لأنها لم تحترم رسالته ولم تقرأها إن نفس الموقف سيحدث في السماء معنا الله كتب لنا أشياء كثيرة في كتابه لكي يعرفنا به ونحن لا نعرفها إننا نستهين برسالته التي أرسلها لنا لكي تقرأها عمرك كله لكي ترسم صورة لكل حقائقه إقرأه واعرفه ربنا يسوع المسيح قادر أن يُثمر فينا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولألهنا المجد دائماً أبدياً آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
13 نوفمبر 2024
الحزبية
قد تكون ابنًا لله، وخادمًا في الكنيسة، ومواظبًا على أعمال روحية، ومع ذلك فأنت واقع تحت وطأة الحزبية، وخاضع لمشاعرها..!
والحزبية هي أن تهاجم البعض، بلا معرفة، وبلا تفكير، وربما بلا أسباب..! بينما تؤيد البعض وتدافع عنهم، بنفس الأسلوب، بلا معرفة، بلا تفكير، بلا أسباب..!
الحزبية فيها بولس وأبولس، الأمر الذي انتقده الرسول، ووبخ عليه أهل كورنثوس (1كو 3: 3، 4) "لأَنَّهُ مَتَى قَالَ وَاحِدٌ: «أَنَا لِبُولُسَ» وَآخَرُ: «أَنَا لأَبُلُّوسَ» أَفَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ؟ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 3: 3، 4)
الحزبية لا تتفق مع روح المحبة..
لأن الشخص الذي تنتقده وتهاجمه وتقف ضده، قطعًا لا تحبه و"المحبة لا تقبح، ولا تظن السوء" (1كو 13)
والحزبية لا تتفق مع الحق والعدل
إذ غالبًا ما تكون المهاجمة في نطاق الحزبية، ليست كلها صدقًا ولا عدلًا على الأقل فيها لون من المبالغة، ولون من التجني مبعثه حقد داخل القلب
والحزبية لا تبنى، بل تهدم
إنها تفتت القوى، وتفرق الشمل، وتستخدم كل الطاقات في غير مجالها الطبيعي تضيعها في المشاحنات والانقسام، وفي النقد والنقض.
الحزبية ضد وحدة الروح ووحدة الفكر..
وهي تجسيم للذات، وللروح القبلية.. ولا تتفق مع حياة الكنيسة المقدسة التي قيل عن أبنائها "وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ" (سفر أعمال الرسل 4: 32) وهي ضد وصية الرسل في قوله "مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل.. لكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا، كما دعيتم إلى رجاء دعوتكم الواحد، رب واحد، إله واحد، معمودية واحدة" (أف 4).
والحزبية قد تأخذ روح التنافس والمعارضة بالنسبة إلى الآخرين، وروح الافتخار بالنسبة إلى الذات وقد تأخذ مظهرًا من مظاهر (عبادة الأبطال)، والانتمائية العامة ويصبح كل ما هو أمامك: مجموعتنا، جمعيتنا، فرعنا، كنيستنا (على مستوى الحي)، بلدنا، قريتنا.
قداسة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث
عن كتاب كلمة منفعة الجزء الثانى
المزيد
09 نوفمبر 2024
هل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟
وَنَحْنُ نحتفِل بِتِذكار القِدِيس مَارِمرقُس الَّذِي نَحْنُ مديُونُون لَهُ بِمَسِيحِيِتنا وَمعرِفِتنا بِالمَسِيح فَلاَبُد أنْ يَكُون لَنَا وقفة مَعْ أنْفُسَنا إِذا كَانَ مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا بِالبِشارة المُفرِحة بِالمَسِيح وَبِالمَلَكُوت وَبِالإِيمان بِالمَسِيح الفَادِي وَالرَّاعِي وَالمُخَلِّص فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟
إِذا كَانَ مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا وَنَحْنُ نُسَمَّى كَنِيسة رَسُولِيَّة أي كَرَزَ لَنَا رسُول مِنْ الرُسُل الَّذِينَ تَسَلَّموا الكِرازة مِنْ المَسِيح نَفْسه نَحْنُ كَنِيسة مصر مِنْ الكنائِس الرَسُولِيَّة كَارِزنَا رَسُول مِنْ رُسُل المَسِيح وَنَحيا بِحياة أباءنا الرُسُل وَبِفِكرهُمْ وَإِيمانهُمْ وَنسلُك بِصِفاتهُمْ فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون بِحقٌّ ؟ هل نَحْنُ نحيا بِفِكر وَحياة أباءنا الرُسُل ؟
يَقُول بُولِس الرَّسُول [ فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أهملنا خَلاَصاً هذَا مِقدارهُ ]( عب 2 : 3 ) الإِيمان الَّذِي تسلمناه مِيراث لَيْسَ بِقَلِيل هُناك ثَلاَث مَجَالات نُحَقِق فِيها حياتنا كَمَسِيحِيين :-
1- الأُسرة :-
إِذا كَانَ القِدِيس مَارِمرقُس كَرَزَ لَنَا بشخص يَسُوع المَسِيح وَإِذا كَانَ يَجِب أنْ نَكُون فِي حياتنا الخَفِيَّة فِي الدَاخِل مَسِيحِيين وَالكَنِيسة تؤمِنْ أنَّ الأُسرة هِيَ صَانِعة القِدِيسِين وَإِنَّها تحفظ الإِيمان رَائِعة الكَلِمة الَّتِي قِيلت عَنْ زَكَرِيَّا وَألِيصَابَات [ وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أمامَ اللهِ سَالِكْينِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأحكامِهِ بِلاَ لَوْمٍ ] ( لو 1 : 6 ) رَائِعة الأُسرة الَّتِي بِها زَكَرِيَّا وَألِيصَابَات يَكُون ثمرها يُوحنَّا المعمِدان رَائِعة الأُسرة الَّتِي تفتح الإِنجِيل وَتُصَلِّي معاً وَيَكُون فِي بِيتها رُكن لِلصَلاَة وَتَتَحدث بِحَدِيث رُوحِي وَنسمع مِنْها ألفاظ رُوحِيَّة ألفاظ كِتَابِيَّة وَتُبنى بِالحُب وَتُنَمِّي العِلاقة بينْ أفراد الأُسرة وَبينَ المَسِيح هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي بِيُوتنا ؟ هل نشعُر أنَّ بِيُوتنا مُختلِفة عَنْ الآخرِين وَأنَّ فِيها تَمَيُّز وَخَفاء يختلِف عَنْ الآخرِين ؟ هل بِيُوتنا تحفظ الأسرار وَالصَلَوَات بِعَفاف ؟ هل نحفظ فِي بِيُوتنا تِذكارات القِدِيسِين وَنُعَرِّفها لأِولادنا ؟ إِنْ كُنَّا نحتفِل بِتِذكار مَارِمرقُص ماذا يمنع أنْ يَكُون لَهُ صورة فِي بِيُوتنا وَأمامها قندِيل وَنُقِيم لَهُ تمجِيد هذَا يِأصَّل العِلاَقة بيننا وَبينَ القِدِيس إِذاً الكَنِيسة موجودة فِي بِيُوتنا لَيْست الكَنِيسة هِيَ مبنى وَحضُور قُدَّاسات وَمدارِس أحد وَيَكُون بينها وَبينَ الحياة العملِيَّة فجوة فِي رُوسيا كانت الكنائِس مُغلقة فِي عصر الشِيُوعِيَّة وَصَارت الحياة المَسِيحِيَّة ممنوعة وَكَانَ الحل هُوَ أنْ يُمَارِسُوا حياتهُمْ الكَنَسِيَّة فِي بيوتهُمْ فَكَانَ فِي كُلَّ بيت رُكن لِلصَلاَة وَرُكن لِلتَعلِيم وَحياة شَرِكة وَعِندما فُتِحت الكَنَائِس بعد ستُون سنة تخيلنا أنَّهُ سوفَ لاَ يَكُون بِها مُصَلِين وَأنَّهُ لاَ توجد مَسِيحِيَّة فِي رُوسيا وَإِذْ بِها مملؤة مُصَلِيين ثَلاَثة أجيال رَبَّتهُمْ بِيُوتهُمْ فِي جو كَنَسِي دَاخِل بِيُوتهُمْ هِيَ قلُوب مملؤة بِالله تؤمِنْ بِهِ وَتُقَدِّم لَهُ صَلَوَات فِي خفاء فِي أحد المرَّات جاءت إِنسانة بِإِبنها لِيعترِف وَجلست بِجَانِبه لِينتظِر دوره فِي الإِعتراف وَعِندما تأخر ذهبت لِلأب الكَاهِن تقُول لَهُ أنَّ إِبنها لاَ يَطِيق الإِنتِظار طَوِيلاً وَأنَّها أعطته بعض الجُنيهات لِتُشَجِعه أنْ يأتِي لِلإِعتراف هذِهِ الأُم تُرِيد أنْ تُرِيح ضَمِيرها مِنْ ناحِية إِبنها وَمِنْ نَاحِية الله لَكِنَّها لَمْ تسأل نَفْسَها إِنْ كَانَ إِبنها لاَ يُصَلِّي فهل كانت هِيَّ تُصَلِّي أمامه لِتُعَلِّمه الصَلاَة أم لِماذا هُوَ لاَ يُصَلِّي ؟ هل عوِّدته أنْ يَتَنَولاَ معاً بِإِنتِظام أمْ لِماذا لاَ يَتَنَاول ؟ هل كانت تَتَحدَّث فِي بِيتها بِأحَادِيث رُوحِيَّة أم لِماذا هُوَ ينطِق بِهذِهِ الألفاظ وَالأحَادِيث العَالَمِيَّة ؟ ماذا كَانَ دورها معهُ فِي تربيته ؟ حياة هذَا الإِبن هِيَ تراكُمات أفعال الأُم هل ساعة أوْ إِثنان فِي الكَنِيسة وَمدارِس أحد تُنسِي الطِفل مَا تعلَّمه فِي بِيته خِلاَل أُسبُوع ؟ البِيت المَسِيحِي الَّذِي يُذكر فِيهِ إِسم الله وَالمَحَبَّة عِنوانه وَيجتمِع عَلَى كَلِمة الله وَالحياة المَسِيحِيَّة فِيهِ ليست حياة شكلِيَّة لاَ يوجد فِيها فرق بينَ مَا تسمعه فِي الكَنِيسة وَمَا تحياه فِي البِيت .
إِذا كُنت فِي الكَنِيسة شِىء وَفِي البِيت شِىء آخر فَأنتَ مُنقَسِم فَكيفَ تُرِيد أنْ تَكُون مَسِيحِي ؟ عِندما جَاءَ قوم يفتخِرُون أنَّهُمْ يهود إِلَى بُولِس الرَّسُول قَالَ لَهُمْ لَيْسَ كُلَّ اليهُود هُمْ شعب الله وَلاَ أولاد إِبرَاهِيم هُمْ أولاده بِحقٌّ أيضاً لَيْسَ كُلَّ مَسِيحِي هُوَ مَسِيحِي بِحقٌّ .. لِماذا نحزن عِندما نسمع عَنْ إِنسان إِرتد عَنْ الإِيمان ؟ كَثِيرُون دَاخِل المَسِيح وَلَمْ يحيوا حياة المَسِيحِيَّة وَكَثِيرُون دَاخِل الإِيمان وَلاَ يعرِفُون الإِيمان لِنسأل مَارِمرقُص الَّذِي كرز لَنَا بِالمَسِيح عَنَّا هل نَحْنُ نحيا المَسِيحِيَّة الَّتِي كرزت لَنَا بِها أم نحيا حياة مَسِيحِيَّة حَدِيثة ؟ إِهتِمامات كَثِيرة تطغى علينا وَتُنسِينا مَسِيحِيتنا نَحْنُ نحيا لِنأكُل وَنشرب وَنُعَلِّم فقط نَحْنُ لَم نفتح مشرُوع تسمِين فِي البِيت أهم شِىء أنْ نُطعِمْ أولادنا وَنُعَلِّمهُمْ وَلاَ نهتم بِنِفُوسهُمْ وَأرواحهُمْ كَمَا نهتم بِغِذائهُمْ كيفَ نهتم بِجُزء مِنْ كيان الإِنسان وَنترُك بَاقِي كيانه ؟ يجِب أنْ يَكُون هُناك إِتِزان الإِيمان العدِيم الرِياء المُسَلَّم مِنْ الأباء وَالأجداد الحياة الَّتِي فِي المَسِيح بِلاَ غِش وَالتطبِيق العملِي لِلوَصِيَّة أمر مُهِمْ وَالمُجتمع بِأمور شيطانِيَّة يِشغِل حياتنا مِثْل الأشغال وَالدِراسة وَالتعلِيم وَ أُمور تأخُذنا فِي دوامة لَيْسَ لَها نِهاية نَحْنُ نُعَلِّم وَنُطعِم نعم لَكِنْ لاَبُد أنْ يَكُون لَنَا أساس مُهِمْ فِي تربية أولادنا وَهُوَ أنْ نُرَبِيهُمْ عَلَى أنَّ نِهايِتهُمْ السَّماء الَّتِي لَيْسَ بِها طَبِيب أوْ مُهندِس أوْ مُدَرِّس لأِنَّ مراتِب السَّماء ليست مِثْل الأرض بَلْ حسب التقوى لاَبُد أنْ أعرف أنَّ أولادِي وزنة مُهِمة لِكي أقُول لله فِي النِهاية[ هَا أنَا وَالأولادُ الَّذِينَ أعطَانِيهُمْ اللهُ ] ( عب 2 : 13 ) عِندما كَانَ المُتَنَيِح أبُونا بِيشُوي كَامِل مَازَالَ خَادِم عِلمانِي ( أ / سَامِي كَامِل ) كَانَ يفتقِد أولاده فِي الخِدمة وَذهب إِلَى أحدهُمْ وَكَانَ فِي الثانوية العامة فقابله وَالِد المخدُوم وَقَالَ لَهُ أنَّ إِبنه هذَا العام يُرِيده أنْ يجتهِد لِيدخُل كُلِيَّة الطِب فَأجابهُ الخَادِم سَامِي كَامِل أنَّهُ مُمكِنْ أنَّ المخدُوم يذهب مدارِس أحد مرَّة فِي الأُسبُوع فَرفض الأب بِأنَّ إِبنه لَنْ يذهب لِلكَنِيسة هذَا العام وَطلب الخادِم أنْ يذهب المخدُوم مرَّة كُلَّ عِدّة مرَّات لَكِنْ الأب رفض فَقالَ أ / سَامِي مُمكِنْ آتِي إِليه لإِتابعه ؟ لَكِنْ الأب رفض أيضاً وَكَانَ الخادِم أ / سَامِي يُتابِع الإِبن مِنْ بعِيد وَمرَّت خمسة عشر سنة وَإِذْ بِالأب يذهب لِلكَنِيسة لِيسأل عَنْ الخادِم سَامِي كَامِل فَقِيلَ لَهُ أصبح كَاهِن فَذهب لَهُ فِي كَنِيسته وَعرفهُ أبُونا بِيشُوي وَسألهُ عَنْ حاله وَحال إِبنه فَأجَابَ الأب أنَّ إِبنه أصبح بِالفِعل طَبِيب لَكِنَّهُ الأن تعرَّف عَلَى فتاة غِير مَسِيحِيَّة وَيُرِيد أنْ يرتبِط بِها لِذلِك جَاءَ لأبُونا بِيشُوي لِكي يُعِيد الإِبن إِلَى حُضن الكَنِيسة هذَا الأب بِالفِعل ربَّى طَبِيب لَكِنَّهُ لَمْ يُرَبِّي مَسِيحِي أحياناً لاَ يَكُون لدينا إِتِزان بينَ الله وَالحياة العَمَلِيَّة لاَبُد أنْ يَكُون دَاخِل بِيُوتنا مذبح رُوحِي وَحياة رُوحِيَّة عَمَلِيَّة أحياناً بِيُوتنا تَكُون غِير مُرتبِطة مُفَكَكة لاَ يعرِف فِيها أحد الآخر الكُلَّ فِي الأُسرة الواحدة غُرَباء عَنْ بعضهُمْ وَكَأنَّهُمْ نُزَلاء فِي فُندق رغم أنَّ عِلم النِفْس يَقُول أنَّهُ لاَبُد لِكُلَّ إِنسان مَنْ يسمعه وَيفهمه وَمَنْ يُشَارِكه لاَبُد أنْ نسمع لأولادنا وَنُشَارِكَهُمْ هُناك أشياء لَمْ تَكُنْ الكَنِيسة مسئولة عَنْها بَلْ كانت مسئولية الأُسرة أصبحت الآن مِنْ مسئولِيات الكَنِيسة مِثْلَ الترفِيه لِماذا ؟ لأِنَّ البِيُوت أصبحت لاَ تهتم حَتَّى بِالترفِيه وَمُنشَغِلة عَنْه رغم أنَّ الترفِيه يِأصَّل العِلاَقات فِي الأُسرة الواحدة الآن أصبحت الكَنِيسة مسئولة عَنْ كُلَّ شِىء حَتَّى الترفِيه هل الأُسرة تحيا فِي خفائها عَلَى مُستوى حياة المَسِيح ؟ لِنسأل أنْفُسَنا .
2- الكَنِيسة :-
مُمارستنا الكَنَسِيَّة وَحياتنا الكَنَسِيَّة هل هِيَّ بِحسب قصد الكَنِيسة ؟ هل نَحْنُ وَاعيين وَنُدرِك ماذا تطلُب مِنَّا الكَنِيسة ؟ هل نشترِك معها فِي أسرارها فِي عِبادة رُوحِيَّة حقة ؟ هل نعرِف القُداس وَنَتَجاوب مَعْهُ وَنعِي كُلَّ حركة طقسِيَّة وَنعرِف ماذا يفعل الكَاهِن وَأنَّ رفع البُخُور هُوَ رفع قُلُوب لِلسَّماء وَنشعُر أنَّنا فِي السَّماء وَلَيْسَ الأرض .. هل نُصَلِّي أم هِيَّ شكلِيات وَرُوتِين وَإِرضاء ضَمِير ؟
هل نشعُر بِحضُور الله فِي الكَنِيسة وسطنا الَّذِي نُرَنِمْ لَهُ [ عمانُوئِيل إِلهنا فِي وسطنا الآن بِمجد أبيهِ وَالرُّوح القُدُس ] ( جُزء مِنْ لحن يُقال فِي أغلب الأعياد وَفِي حالة إِستقبال الأب البطريرك أوْ المطارِنة ) هل تشعُر بِحضُور الله فِي الكَنِيسة فِي تَجاوُب وَوَعي وَإِنْ كُنت لاَ تعرِف إِسأل وَإِقرأ لِكي تعِي معانِي العِبادة فِي الكَنِيسة عِندَئِذٍ لاَ يُمكِنك أنْ تأتِي إِلَى القُدَاس متأخر أوْ تِسرح فِيه لَوْ عرفنا عُمق المُمارسات لَنْ نصمُت بِها وَنعرِف أنَّها تحتاج قُلُوب حَيَّة وَتَكُون وَسِيلة خَلاَص وَسند عَمِيق لَنَا المَسِيح لَهُ المجد إِستودع كُلَّ أسراره وَكنُوزه فِي الكَنِيسة لِكي نشعُر أنَّهُ وَإِنْ كَانَ قَدْ صعد لِلسَّماء إِلاَّ أنَّهُ موجُود فِي وسطنا بِكيانه الحقِيقِي وَلَيْسَ تمثِيل أوْ إِحساس أرغِمْ نَفْسِي عليه[ هُوَذَا كَائِن معنا عَلَى هذِهِ المَائِدة اليوم عمانُوئِيل إِلهنا حمل الله الَّذِي يحمِل خَطِيَّة العالم كُلَّه ]( مِنْ القِسمة ) .
الكَنِيسة تُؤمِنْ أنَّ الإِنجِيل عِندما يُقرأ يقرأه الله بِفمه المُبارك لِذلِك يُسَبِّح الشمَامِسة آجيُوس ثُمَّ يُكَلِّمه الكَاهِن قَائِلاً أنَّهُ الَّذِي كلَّم تَلاَمِيذه يُكَلِّمنا الآن وَنصرُخ " مُبارك الآتِي بِاسم الرَّبَّ " لأِنَّهُ هُوَ الَّذِي يُكَلِّمنا فهل نُدرِك ذلِك ؟ هُوَ الذَبِيحة الحَقِيقِيَّة معنا الآن أم نَحْنُ نَتَنَاول وسط طَابُور طَوِيل دُونَ أنْ نعلم ماذا أخذنا وَماذا أحسسنا ؟ القُدَاس يُقام لِلتهيِئة لِلتوبة وَلِيغسِلك مِنْ كُلَّ الخَطَايا لِتَتَقَدَّم لِلتَنَاوُل بِرُوح وَفرح وَإِشتِياق لاَبُد أنْ نعرِف الكَنِيسة بِحقٌّ لِكي نَكُون مَسِيحِيين فِي الكَنِيسة الأولى كَانَ عِندهُمْ إِستعداد لِلإِستِشهاد المُهِمْ أنْ يتناولوا وَكَانُوا يعملُون سَرَادِيب لِكي ينجوا مِنْ بطش المُضطهِدِين وَيُسَافِرُون مِنْ بلد إِلَى بلد لِكي يَتَمَتعوا بِالقُدَاس وَالتناوُل أمَّا الآن عِندما أصبح المَسِيح موجُود عَلَى المذبح كُلَّ يوم فِي كنائِس كَثِيرة تَبَلَّدنا هذِهِ مسئُولِية علينا عِندما تِعرف إِنْ المَسِيح موجُود وَتأتِي إِليه كُلَّ مرَّة فِي وقت مُتأخِرعِندما نُمارِس عِبادتنا بِتَكَاسُل وَنشتكِي مِنْ طول القُدَاس وَمِنْ أنَّ الكَنِيسة تُصَلِّي القُدَاس بِاللُغة القِبطِيَّة ليتنا نعلم أنَّنَا اليوم نُصَلِّي بِأقل القلِيل المفرُوض أنَّ القُدَاس يُصَلَّى فِي سِتة ساعات أمَّا الآن فَنَحْنُ نُصَلِيه فِي ساعة وَنِصف فقط فهل المَسِيح لاَ يستحِق مِنّا صَلاَة ساعة وَنِصف لِكي نَتَنَاول ؟!!! رَاجِع نَفْسك لأِنَّكَ لاَ تعلم ماذا ستأخُذ ستأخُذ جسد حَقِيقِي يصرُخ لَهُ الكَاهِن وَيَقُول " أُؤمِن " وَالشَّماس يَقُول " أُؤمِنْ " وَأنتَ أيضاً تَتَنَاول وَتَقُول " أُؤمِنْ " لَيْسَ بِاللسان بَلْ بِالقلب أمر مُهِمْ أنْ نُقَدِّم فِي عِبادِتنا ذَبائِح عقلِيَّة ذَبائِح مقبُولة مرضِية أمام الله فِي جُزء الأنَافُورا فِي القُدَاس نَقُول " بِشَفاعة وَالِدة الإِله " وَنُنهِي اللحن " بِذَبِيحة التَّسبِيح " الَّتِي يطلُبها الله لِذلِك عِندما نرفع قُلُوبنا وَنُسَبِّح فَهَذَا خطوة تمهِيدِيَّة لِنَنَال المَسِيح لِنسأل أنْفُسَنَا إِذا دخل إِنسان غِير مؤمِنْ وسطنا فِي الكَنِيسة ماذا سَيَكُون إِنطِباعه عَنَّا ؟ هل سيرى حضُور الله فِي وسطنا ؟ هل سيرى مُصَلِيين حَقِيقِيين فِي مخافة وَوَقار ؟ وَلِنفرِض أنَّهُ جَاءَ الكَنِيسة فِي مُناسبة أُخرى صَلاَة إِكلِيل مَثْلاً هل سيرى أُناس يحترِمُونَ مكان عِبادِتهُمْ مكان حُضُور الله وَسطِهِمْ ؟ أم يسمع هرج وَيرى مناظِر غِير لاَئِقة وَيَتَعجب مِنَّا ؟!!! لِذلِك الأمر يحتاج أنْ نسأل أنْفُسَنا هل نَحْنُ مَسِيحِيُون ؟ هل نأتِي إِلَى الكَنِيسة بِإِحساس وَإِشتِياق [ فرحتُ بِالقَائِلِينَ لِي إِلَى بيت الرَّبَّ نذهب ] ( مز 121 – مِنْ مَزَامِير الغرُوب ) [ وَاحِدة سألت مِنْ الرَّبَّ وَإِيَّاها ألتمِس أنْ أسكُنْ فِي بيت الرَّبَّ كُلَّ أيَّام حياتِي ]( مز 26 – مِنْ مَزَامِير صَلاَة بَاكِر ) ؟
هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي عِبادِتنا وَرفع قُلُوبنا وَفِي فِهمِنا لِعقِيدِتنا الأُرثُوذُكسِيَّة المَسِيحِيَّة وَفِي فِهمِنا لِلمَسِيح وَعقِيدِتنا فِيهِ كَمُخَلِّص وَفَادِي وَرَاعِي وَإِله مُتَجَسِد وَدَيَّان أم لاَ ؟ أم إِذا وُجِّهَ إِلينا أي سؤال أوْ تشكِيك مِنْ خِلال أي مجال فِي المُجتمع نُعثر لِماذا ؟ لأِنَّهُ لَيْسَ لدينا وعي بِالعقِيدة الصَحِيحة وَمَا أكثر المُشَكِكِين وَكُلَّ تشكِيك يعتمِد لَيْسَ عَلَى عدم صِحة العقِيدة بَلْ عَلَى عدم فِهمِنا لِلعقِيدة فَيسألُونا كيفَ المَسِيح يَسُوع إِله وَيَجوع أوْ يعطش أوْ يبكِي أوْ ينام ؟ أُمور قدِيمة مُتكرِرة مُنذُ أيَّام بِدعة آريُوس وَحَتَّى الآن نَتَشَكك يُحكى عَنْ تلمِيذ فِي المرحلة الإِعدادِيَّة وقفَ مُدَرِّس فصله يُوَجِّه إِتِهامات عدِيدة لِلمَسِيحِيَّة وَيُنكِر أُلُوهِيَّة المَسِيح فَقَالَ لَهُ التلمِيذ بِأدب هل الله قَادِر عَلَى كُلَّ شِئ ؟ أجابهُ المُدَرِّس نعم فَقَالَ التلمِيذ هل يستطِيع أنْ يُحَوِّل الماء إِلَى يابِس ؟ وَاليابِس إِلَى ماء ؟ هل يستطِيع أنْ يِغَيَّر نِظام الكُون ؟ وَظلَّ يسأل وَالمُدَرِّس يُجِيب بِنَعم وَأخِيراً سأل هل يقدِر الله أنْ يصِير إِنسان ؟ فَلَمْ يَجِب المُدَرِّس عِندئِذٍ قَالَ التلمِيذ هذَا هُوَ الفرق بيننا نَحْنُ نُؤمِنْ أنَّ الله المَسِيح صَارَ إِنسان وَلَيْسَ الإِنسان صَارَ إِله .
3- المُجتمع :-
هل أنَا مَسِيحِي فِي المُجتمع ؟ هل أشهد لِلمَسِيح فِي كُلَّ مكان وَأكُون صورة المَسِيح المُشبِع المُفرِح ؟ هل سلُوكنا يُعلِنْ أنَّنَا مَسِيحِيين حَقِيقِيين كُلَّ مَنْ يرانا يُمَجِّد الله ؟ هل نُحَقِّق [ أنتُمْ مِلْحُ الأرضِ ] ( مت 5 : 13 )[ أنتُمْ نُورُ العالمِ ] ( مت 5 : 14) ؟ هل نَحْنُ سِر خَلاَص العالم ؟ الكَنِيسة تُصَلِّي لله كَشَفِيعة عَنْ العالم كُلَّه وَالكُون كُلَّه حَتَّى الطَبِيعة غِير الناطِقة هِيَ لِسان العالم حَتَّى أنَّها فِي القُدَاس نقُول بعد أنْ تذكُر كُلَّ فِئات الكُون [ وَالسَّاكِنِينَ فِيها بِإِيمان الله ] أي كُلَّ الموجُودِين فِي المسكُونه هل تشعُر أنَّكَ صورة حيَّة لِلمَسِيح تُعلِنْ إِسمه وَتُمَجِّده ؟ فِي أحد المرَّات كَانَ شاب فِي فترة التجنِيد وَوَقفَ يُصَلِّي فسألهُ أصحابه المُجندِين إِنَّهُمْ أوِل مرَّة يرونَ إِنسان مَسِيحِي يُصَلِّي هُمْ يعلمون أنَّ المَسِيحِيين يُصَلُّون فِي الكنائِس فقط هذَا لأِنَّنَا غِير أُمناء فِي صلواتنا نَحْنُ قَدْ نُحرج لأِنَّ الَّذِينَ هُمْ خارِج الإِيمان مُنتظِمِين فِي صلواتِهِمْ أمَّا نَحْنُ فَلاَ ننتظِمْ مُمكِنْ نأكُل وَنشرب وَنَنَام وَقَدْ نتحدث بِصوتٍ عَالِي وَنصرُخ فِي بيوتنا وَهذَا طَبِيعِي لَكِنْ أنْ نُصَلِّي فِي بيوتنا فَهَذَا فِي نظرنا أمر غِير طَبِيعِي يَجِب علينا وسط المُجتمع أنْ نَكُون نُور لَهُ وَمُميزين تحكِي إِنسانة مِنْ سوريا أنَّ هُناك أحياء كامِلة لِلمَسِيحِيين وَأُخرى لِغير المَسِيحِيين وَأنَّ الأحياء المَسِيحِيَّة راقية جِدّاً وَنَظِيفة وَغالية المعِيشة لأِنَّ بِها أمان أكثر مِنْ الأحياء الأُخرى فَلاَ تخاف فِيها عَلَى أولادك أوْ بِيتك أوْ مالك ذلِك لأِنَّ المَسِيحِي لَهُ سلُوك مُختلِف حَتَّى أنَّ عندهُمْ مَثْل شعبِي يَقُول { حارة بِلاَ نَصَارى تَكُون خِسارة } أنَا صَانِع سَلام فِي البيت أنَا الَّذِي لَيْسَ لِي خِلاف مَعْ أحد أنَا عندِي عطاء لِلكُلَّ لِماذا ؟ لأِنَّ لِي صِفات المَسِيح الَّذِي فِيَّ فهل نَحْنُ مَسِيحِيُون حَقِيقِيُون فِي المُجتمع أم لاَ ؟ هل نَحْنُ وَسِيلة حِفظ لِلمُجتمع أم لاَ ؟ هل نَحْنُ صورة المَسِيح القُدُّوس أم لاَ ؟ هل سلُوكنا فِي العالم سلُوك مَسِيحِي مُنضَبِط ؟ هل بناتنا مُلتَزِمة بِالشكل المَسِيحِي وَالحِشمة المِسِيحِيَّة أم غِير مُنضَبِطَات فِي مظرهُنَّ حَتَّى أنَّهُ يُقال عَلَى الغِير مُنضَبِطة هذِهِ مَسِيحِيَّة ؟!!! لِماذا إِنقلبت الأُمور وَأصبحنا نَحْنُ الَّذِينَ نُوصف بِالتَّسَيُّب ؟ نَحْنُ نَتَعَامل مَعْ أجسادنا عَلَى أنَّها هيكل لله ؟ هل نَحْنُ مَسِيحِيُون فِي سلُوكنا ؟ هل يُسمع فِي بيوتنا أصوات صَلَوات وَتسبِيح أم شتائِم وَأحادِيث عَالَمِيَّة ؟
فِي أحد الأيَّام تقابل مُستشار غِير مَسِيحِي مَعْ كَاهِن صَدِيقه وَسألهُ سؤال صعب قَالَ" أنتُمْ يَا مَسِيحِيُون ماذا حدث لَكُمْ ؟ فَأنَا لَمْ أرى طوال حياتِي فِي المحكمة كَمْ قضايا لِلمَسِيحِيين بِهذَا العدد كَمْ قضايا طلاق وَخِلاَفات زوجِيَّة كَثِير جِدّاً لَمْ يُجِب الكَاهِن بَلْ تأسَّف فِي نَفْسه "هذَا لأِنَّنَا أصبحنا مَسِيحِيين بِالإِسم فقط أحد القِدِيسِين كَانَ يشهد لِلمَسِيح وَالمَسِيحِيين فَإِعتبروا شهادته مُبالغ فِيها فَأرسلوا إِنسان غِير مَسِيحِي لِيَعِيش وسط المَسِيحِيين وَيُقَدِّم تقرِير عَنْ هؤلاء المُتقدِمون لِلإِستشهاد فهل هُمْ أُناس رَافِضُون لِحياتهُمْ ؟ فَقَالَ عنهُمْ [ المَسِيحِيُون يحيون فِي الجسد لَكِنْ لَيْسَ حسب الجسد ] أي لاَ يحيون بِسُلطان الجسد [ كَمَا توجد النَفْس فِي الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُونَ فِي العالم ] أي كَمَا أنَّ النَفْس دَاخِل الجسد لَكِنْ لَيْست بِطبع الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُون فِي العالم [ وَكَمَا أنَّ النَفْس هِيَّ المُهِمة لِلحياة فِي الجسد هَكَذَا المَسِيحِيُون فِي العالم ] لأِنَّهُمْ سِر حياة العالم يفتحُون أبواب السَّماء عَلَى العالم [ لاَ يوجد بينهُمْ قاتِل أوْ سارِق أوْ زانِي يحتقِرُون الموت وَيُقابِلُونه بشجاعة لأِنَّهُمْ يعتبرُونه خطوة لِلسَّماء ] إِذاً يَا إِخوتِي لِنُراجِع أنَفُسَنَا وَنَقُول لِلقِدِيس مَارِمرقُص هل لَوْ أتيتَ مرَّة أُخرى لِلكِرازة عِندنا فهل سَتجِد مِنَّا مُعاوِنِين لِلكِرازة معك أم ستكرِز لَنَا مِنْ جَدَيد ؟ فِي صَلاَة القُدَّاس الكِيرلُسِي نَقُول [ وَلاَ تقُل لَنَا إِنَّنِي لَسْتُ أعرِفَكُمْ ، بَلْ إِعطِ ماء لِرِؤوسنا ، وَيَنَابِيع دِمُوع لأعيُنَنَا لِكي نبكِي نَهاراً وَليلاً أمامك عَلَى زلاتنا] ( حلُول الرُّوح القُدُس ) فِي النِهاية لِنُراجِع أنْفُسَنَا فِي كُلَّ مُقَّوِمات حياتنا هل نَحْنُ مَسِيحِيُون حَقِيقِيُون ؟ [ وَأمَّا نَحْنُ كُلِّنَا فَهب لَنَا كَمَالاً مَسِيحِياً يُرضِيكَ أمامك ]( أوشِيَّة الرَاقِدِين ) رَبِّنا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد
02 نوفمبر 2024
صرامة الله
نقرأ في سفر الرؤيا الإصحاح الأول ﴿ متسربلاً بثوبٍ إلى الرجلين ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقةٍ من ذهبٍ وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نارٍ ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياهٍ كثيرةٍ ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه ووجهه كالشمس وهي تضئ في قوتها فلما رأيته سقطت عند رجليه كميتٍ فوضع يده اليمنى عليَّ قائلاً لي لا تخف أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً وها أنا حي إلى أبد الآبدين آمين ولي مفاتيح الهاوية والموت ﴾ ( رؤ 1 : 13 – 18 ) .
يتكون لدينا إنطباع جميل عن شخص يسوع المسيح أنه لطيف جداً ومحب وغافر ولكن عدو الخير يرغب أن تثبت هذه الفكرة وهذا الإنطباع في أذهاننا حتى نزداد في الشرور والخطايا ويؤجل كلٍ منا توبته ويزداد الإستهتار على أساس أن الله موجود في كل وقت وأنه غافر ولطيف إن الإنسان يحتاج إلى الإتزان في معرفة رب المجد يسوع بين لطفه وصرامته يجب أن أعرف هذه الصورة عن رب المجد ﴿ متسربلاً بثوبٍ إلى الرجلين ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقةٍ من ذهبٍ وأما رأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج وعيناه كلهيب نارٍ ورجلاه شبه النحاس النقي كأنهما محميتان في أتون وصوته كصوت مياهٍ كثيرةٍ ومعه في يده اليمنى سبعة كواكب وسيف ماضٍ ذو حدين يخرج من فمه ﴾ حتى لا أُفاجأ بها في الأبدية الذي نعرفه نحن أن الله لطيف ووديع ولا يسمع أحد في الشوارع صوته ولكنه كما هو لطيف هو صارم جداً إنه يعاملنا بكل رأفة وشفقة ولكن إستغلال الرأفة والشفقة إذا دعت الإنسان للإستهتار تصبح ضد الإنسان وليست معه إذا تصورنا هناك طفل يلهو في بيته وعن قصد كُسرت زهرية البيت وعندما بدأ في البكاء والإعتذار سامحه أبوه على أن لا يفعل ذلك مرة أخرى وبين طفل آخر قام بكسر الزهرية عن عمد ( عن قصد ) وعند مجئ أبوه ضحك ولا يعترف بالخطأ وكان رده مستهتر فماذا نقول له ؟ لو ظل رب المجد معنا لطيف رغم إصرارنا على الشرور والخطايا فهو يعلن عدم محبته لنا دليل محبته لنا إنه يوجهنا دليل محبته لنا أنه يقسو علينا حتى يقومنا يقول معلمنا داود النبي ﴿ خيراً صنعت مع عبدك يارب بحسب قولك صلاحاً وأدباً ومعرفة علمني ﴾ ( مز 119 : 65 )إذا تركنا الله في شرورنا وآثامنا دون تأديب فإننا في هذه الحالة لا نعنيه .. يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين ﴿ إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون ﴾( عب 12 : 8 ) أي غير شرعيين علامة حب الله لك هي أنه يهتم بتأديبك نحن نرغب في التعامل مع رب المجد يسوع باللطف والوداعة والمحبة فقط فهل محبة ربنا تظهر في حياتنا وسلوكنا وطاعتنا لربنا أم أن محبة ربنا جعلتنا نزداد في العناد ولا نخاف منه رغم أخطاءنا هذا خطأ كبير على حياتنا الروحية جميل أن نعرف لطف الله وصرامته عند التعدي أيضاً جميل أيضاً أن أتذكر الدينونة مهمة الله هو أن يُصلح الناس لهذا يحدثنا كثيراً عن المخافة﴿ أُريكم ممن تخافون خافوا من الذي بعد ما يقتل له سلطان أن يلقي في جهنم ﴾ ( لو 12 : 5 ) معلمنا بطرس ينصحنا نصيحة غالية جداً ﴿ سيروا زمان غربتكم بخوفٍ ﴾ ( 1بط 1 : 17) وبولس الرسول في رسالته إلى فيلبي ﴿ تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ ﴾ ( في 2 : 12) ورسالة يهوذا ﴿ خلصوا البعض بالخوف ﴾ ( يه 1 : 23 ) ويقول العهد القديم عن الكنيسة قديماً عن قصة حنانيا وسفيرة أنهم كذبوا وماتوا لماذا يارب تسمح بهذا ؟ حتى يكون في الكنيسة خوف لا إستهتارجميل أن يُقال على الإنسان أنه خائف الله أن الله الديان العادل إله مخوف يقول معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى رومية ﴿ لا تستكبر بل خف ﴾ ( رو 11 : 20 ) ويقول معلمنا أرسانيوس معلم أولاد الملوك الذي كان دائماً يبكي ولما سؤل رد قائلاً ﴿ أتذكر الدينونة وخطاياي فإن رعب هذه اللحظة لا يفارقني لحظة واحدة ﴾ فإن أي خطية السبب فيها أن الإنسان لا يضع الدينونة وحضرة الله في قلبه حسب قول المزمور ﴿ لم يجعلوا الله أمامهم ﴾ ( مز 54 : 3 ) .
هناك أشياء تؤمِّن الإنسان :-
1- الإحساس بالديان العادل والدينونة .
2- أن أجعل الله أمامي ومحبته تثبت في لحمي وتستقر فيه .
نذكر قصة الراهب التي أرادت إمرأة أن تغويه فطلب منها أن يتقابلا في سوق المدينة وقال لها إفعلي الآن ما تريدين فقالت له هنا في هذا المكان ؟! ينبغي أن نتقابل في مكان منفرد فقال لها الراهب أنتِ تخافين من عيون الناس ولا تخافي من عيون العالي الذي يراقب كل الناس ؟! إن الإنسان لو جعل الله أمامه كل حين لا يُخطئ وكما يقول الآباء القديسين ﴿ من يخاف الله لا يُخطئ ومن أخطأ فإنه لا يخاف الله ﴾ ما سر نجاة يوسف الصديق من الخطية ؟ أنه يشعر أن ربنا أمامه في كل وقت فإنه إعتبر أن الخطية موجهة لله وليست موجهة لزوجة فوطيفار يستبيح الإنسان كثيراً أن يفعل الأمور في الخفاء لأنه لا يتذكر الدينونة دائماً يقول القديس سلوانس ﴿ دائماً أشعر إني أقف أمام الله في وقت الدينونة ﴾ هذا الإحساس هو سر تقدمه في حياته الروحية يقول لتلاميذه ﴿ عِش بفكرك في الجحيم وكأنك مستوجب الدينونة ولكن لا تيأس أبداً ﴾ يقول القديس مارإسحق وهو ينصح تلاميذه ﴿ عند الصلاة صلي كأنك مجرم ومُدان وليس هناك حق لك قف وضع يدك للوراء ووجهك في الأرض وأنت مستوجب الحكم ﴾ علمتنا صلاة الأجبية أن نقول ﴿ من يطفئ لهيب النار عني من يضئ ظلمتي إن لم ترحمني أنت ﴾( قطعة " 2 " من صلاة الستار ) جميل أن تقف أمام الله في إنكسار فهو الله اللطيف جداً وهو الذي يحابي عن الخطاة كما حدثنا الكتاب المقدس عن الخطاة الذين وقف أمامهم وحماهم من بطش الفريسيين والكتبة مثل المرأة التي أُمسكت في زنا وقفت وراءه والناس أمسكت بالحجارة لرجمها لأن قديماً كانت مثلها تقف على حافة حفرة وتُرجم من يبدأ بالرجم الشهود الإثنان أما يسوع قال لهم من منكم بلا خطية فليرمها أولاً ( يو 8 : 7 ) حكم يسوع على المرأة بالبراءة قال لها إذهبي ولا تُخطئِ ( يو 8 : 11) المشكلة ليس في الخطية لكن المشكلة في الإصرار على الخطية فإن عدو الخير لا يعنيه أن نسقط ما يعنيه أن نستمر في السقوط ونزداد في تحدي الله ومشاعرنا تتبلد مشكلة عدو الخير مع آدم قديماً ليست مجرد أنه غواه أن يأكل من الشجرة المهم عنده أن ينفصل آدم عن الله إنه يريد إبعادنا عن الله وفصلنا حتى نزداد في التحدي معه ممكن جداً أن يكون الإنسان غير قادر على التوبة ولكن لا يريد التوبة ؟! هذه هي المشكلة يريدك الله أن تقول له أريد أن أتوب يريدنا أن نتقابل مع إرادته قديماً كان هناك في الشريعة ما يُسمى بمدن الملجأ عندما يقتل فرد أحد دون قصد مثل الرجل الذي يقع فأسه وهو في الحقل على رجل آخر فيموت هذا الرجل فكان عليه أن يلجأ إلى هذه المدينة ويختبئ حتى لا يأتي ولي الدم ويقتله ولكن إن كان القتل عمد أو عن قصد ولجأ القاتل إلى هذه المدينة فعلى حُراسها تسليمه إلى ولي الدم لقتله ﴿عين بعين وسن بسن ﴾( مت 5 : 38 ) نريد أن نقول إذا كانت الخطية عن جهل هذا جائز ولكن إن كانت بقصد وبدون توبة فهذا غير جائز لو نظرت إلى الله الذي أبقانا أحياء حتى الآن لكي يترجى توبتنا ليضمن أبديتنا تعرف في هذا الوقت أنك تعيش من أجل التوبة في العهد القديم تمهل الله على شعبه كثيراً جعل نوح يبني السفينة في 120 سنة حتى تكون هناك فرصة أكبر للتوبة نتذكر الطفل الذي وُلد وعاش 969 سنة الذي يُدعى متوشالح أي عندما أموت سأرسله حدث الطوفان وكان نوح إبن 600 سنة وقتها مات متوشالح نذكر أن هذا الرجل ولد لامك وهو إبن 187 سنة ولامك ولد نوح وهو إبن 182 سنة وأخذ نوح يبني الفلك وعندما أمطرت السماء وأراد نوح أن يغلق باب السفينة رفض الله لأنه أراد أن يظل الباب مفتوح حتى النهاية فربما يرجع أحد ويتوب كل هذا ينتظر الرب ثم أغلق الباب وكان الطوفان يوجد لطف وتوجد صرامة تصور أنت جحود الإنسان بعد الطوفان وحتى لا يحدث هذا ثانياً وينجو من الطوفان يقوم بعمل برج بابل حتى إذا جاء الطوفان لا يضرهم شئ فكان رد الله أنه سوف يبلبل ألسنتهم فإنه مالك الأرض ولا يستطيع أحد أن يتحداه فهو قاضي المسكونة ينتظرنا الله منذ أن خلقنا في الأبدية فأعطانا أنبياء قديسين روح قدس الكنيسة الأسرار خيرات ونِعَم كل هذا حتى يضمن خلاصنا أجمل شئ تجلت فيه محبة الله مع صرامته على الصليب وهو مُعلق لأجل خطايانا ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد إلى الأبد آمين.
القمص أنطونيوس فهمى كاهن كنيسة مارجرجس والانبا انطونيوس محرم بك الاسكندرية
المزيد