السماء ج2

Large image

لقد إِبتدأنا مَعَْ بعض فِى دِراسِة بسيطة فِى موضُوع يشّجعنا وَ يفرّحنا جِدّاً وَ نحنُ فِى أرض غُربِتنا على الأرض ، كُنّا تكلّمنا عَنْ السَّماء وَ قُلنا أنّها هى الشيء الّذى لابُد أنّ قلب الإِنسان يتعلّق بِها جِدّاً لأنّها هى المُكافأة عَنْ كُلّ الأتعاب الزمنيّة على الأرض ، لِذلِك لابُد أنْ نتعلّق بِها لِكى نحتمِل كُلّ آلام الأرض أراد الكِتاب المُقدّس أنْ يعرّفنا طبيعة السَّماء وَ مُكّوِناتِها ، كُلّ ما نعلمه عَنْ السَّماء هُوَ ناقِص ، مُجرّد تشبيهات كما قال عنها مُعلّمِنا بولس الرسُول [الآن أعرِفُ بعضَ المعرِفةِ] ( 1 كو 13 : 12 ) ، مُعلّمِنا بولس الرسُول عِندما وصف السَّماء قال[ما لَمْ ترَ عين وَ لَمْ تسمع أُذُن وَ لَمْ يخطُر على بالِ إِنسانٍ ما أعدّهُ الله لِلّذين يُحِبُّونهُ ]( 1 كو 2 : 9 ) حتَّى أنّ أحد القديسين قال [ عِندما أراد بولس وصف السَّماء زاد الأمر تعقيِداً ] ، لأنّهُ أمر يفُوق الملمُوس وَ المحسُوس ، السَّماء غير مرئيَّة وَ غير محسُوسة ، لِذلِك كان كُلّ ما يُقال عنها مُجرّد تشبِيهات لكِنْ الضئيِل جِدّاً هُوَ ما نعرِفهُ عنها تُشّجِعنا أنْ نتعلّق بِها وَ نتشّوق لها السَّماء بِالنسبة لنا حقيقة مازِلنا نُحاوِل الإِقتراب مِنها لكِنّنا سننالها كامِلةً فِى الأبديَّة ، إِذا وصفنا شيء مُضىء فنقُول أنّهُ يُشبِه الشّمس لأنّ الشّمس أقوى شيء مُضِىء نعرِفهُ ، هكذا السَّماء لها بعض التشبِيهات ، نعم هى تشبِيهات قاصِرة لكِنّها مُعّبِرة عَنْ جمال السَّماء ،وَ الكِتاب قصد بِذلِك تشوِيقنا لها بِنعمِة ربِنا سوف نتكلّم فِى نُقطتين :-
1/ روعِة السَّماء وَ جمالِها 2/ علامات الإِشتياق للسَّماء

1/ روعِة السَّماء وَ جمالِها :-
مِنْ سِفر الرؤيا إِصحاح 21 [ ثُمّ رأيتُ سماءً جدِيدةً وَ أرضاً جدِيدةً لأِنَّ السَّماء الأُولَى وَ الأرْضَ الأُولَى مَضَتَا وَ البحرُ لاَ يُوجدُ فِى ما بعدُ وَ أنا يُوحنَّا رأيتُ المدِينةَ المُقدَّسَةَ أُورُشلِيم الجدِيدة نازِلةً مِنَ السَّماءِ مِنْ عِندِ اللهِ مُهيَّأةً كعرُوسٍ مُزَيَّنةٍ لِرجُلها0وَسمِعتُ صوتاً عظِيماً مِنَ السَّماء قائِلاً هُوذَا مسكنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ وَ هُوَ سيسكُنُ معهُمْ وَ هُمْ يكُونُونَ لهُ شعباً وَ اللهُ نَفْسُهُ يكُونُ معهُمْ إِلهاً لهُمْ0 وَسيمسحُ اللهُ كُلَّ دمعةٍ مِنْ عُيُونهِمْ وَ الموتُ لاَ يكُونُ فِى ما بعدُ وَ لاَ يكُونُ حُزنٌ وَ لاَ صُراخٌ وَ لاَ وجعٌ فِى ما بعدُ لأِنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ0وَ قال الجالِسُ على العرشِ ها أنا أصنعُ كُلَّ شيءٍ جدِيداً]( رؤ 21 : 1 – 5 ) 0
بعض صِفات سريعة عَنْ أُورُشلِيم السَّمائيَّة:-
(1) سماء جدِيدة وَ أرضٍ جدِيدة لأنّ السَّماء الأُولَى وَ الأرض الأُولَى مضتا ، لِماذا سماء جدِيدة ؟ لو أرض جدِيدة نقُول لأنّ الأرض إِمتلأت بِالشرّ لِذلِك صنع الله أرض جدِيدة تليق بِسُكنى الله مَعَْ شعبه ، لكِنْ لِماذا سماء جدِيدة ؟ لأنّ السَّماء الأُولَى كانت مُستقر وَ سُكنى الملائِكة ، لكِنْ كان الله يسمح لِلشيَّطان أنْ يدخُل فِيها ، وَ كان مُمكِنْ يغوِى الإِنسان وَ الملائِكة ، فلو ظلّت هذِهِ السَّماء الأُولَى كما هى مُمكِنْ الشيَّطان يغوِيهُمْ فِيها رغم أنّهُمْ بِها ينالُون مُكافأة أتعابهُمْ على الأرض ، لِذلِك صنع الله سماء جدِيدة ليس بِها شيَّطان كان مُمكِنْ فِى السَّماء الأُولَى الشيَّطان يشتكِى على أولاد الله كما إِشتكى على أيُوب ، حتَّى أنّهُ ذُكِر فِى الكِتاب المُقدّس أنّهُ أهاج الله على أيُوب ، الله أراد أنْ تكُون أرض جدِيدة وَ سماء جدِيدة ليس بِها شيَّطان بل يسكُن فِيها البِر ، لِذلِك قال مُعلّمِنا بولس الرسُول[ مَنْ سيشتكِي على مُختارِي اللهِ] ( رو 8 : 33 ) ، كما قال فِى سِفر الرؤيا [ لأنّهُ قَدْ طُرِح المُشتكِي على إِخوتِنا ] ( رؤ 12 : 10 ) ، سماء جدِيدة بِها قديسين وَ أبرار وَ لاَ يوجد بِها موضِع للمُشتكِى ، لِذلِك قال [ السَّماءُ وَ الأرضُ تزُولانِ وَ لكِنَّ كلامِي لاَ يزُولُ ] ( مت 24 : 35 ) & ( مر 13 : 31 ) ، قال داوُد النبِى فِى المزمُور[ هى تبيدُ وَ أنت تبقى ] ( مز 102 : 26 ) 0
(2) البحر لاَ يُوجد فِيما بعد لِماذا ؟ لأنّ البحر لهُ صِفات ، أولاً هُوَ فاصِل القارّات عَنْ بعضها ، وَ لو أزلنا البحر تصيِر الأرض قِطعة واحِدة ، نحنُ فِى السَّماءلاَ يوجد إِنفصال ، كُلِّنا مدينة واحِدة ، لاَ توجد بيننا حِدُود ، أيضاً البحر لهُ صِفة الغدر ،بِهِ دوّامات وَ قَدْ يهيِج فِى أىّ وقت ، لكِنْ السَّماء ليس بِها إِضطراب أوْ غمُوض ، لِذلِك قيِل عَنْ الأشرار أنّهُمْ كالبحر مُضطرِبين ، أيضاً البحر مِياههُ مالِحة تُزيِد العطش لكِنْ السَّماء بِها الينبُوع الحىّ (3) ليس بِها هيكل لِماذا ؟ لأنّ الله موجُود بِها[ وَ الخرُوفُ هيكلُها ] ( رؤ 21 : 22 ) 0
(4) ليس بِها شمس وَ لاَ قمر[ لأِنَّ مجد اللهِ قَدْ أنارها وَ الخرُوف سِراجُها ] ( رؤ 21 : 23 ) ، لأنّ النُور الحقيقِى معنا فلِماذا نحتاج لِشمس وَ قمر ؟ لِذلِك كُلّ صِفة فِى السَّماء لمّا نحاوِل نستوعِبها نجِدها صعبة ، كيف يُنيرها الله ؟ كيف يسكُنها البِر ؟ما هى طبيعة الحياة فِى السَّماء ؟
(5) مصنُوعة مِنْ الذهب النقِى أرضها وَ سقفها كُلّها مِنْ الذهب ، طولُها حوالِى 2400 كم2 ، مُرّبعة مُتساوِية الأضلاع رمز لِبر سُكّانها وَ كمالِها ، الّذى يتصارع عليهِ النَّاس فِى الأرضِ هُوَ الذهب ، وَ الّذى يشقُون مِنْ أجلِهِ سيُداس بِالأقدام فِى السَّماء المدينة كُلّها مِنْ الذهب رمز لِعظمِة ملِكها وَ ثراء سُكّانها ، لِذلِك قال مُعلّمِنا بولس الرسُول [ مجدُ الشَّمسِ شيء وَ مجدُ القمرِ آخرُ وَ مجدُ النُّجُومِ آخرُ0لأِنَّ نجماً يمتازُ عَنْ نجمٍ فِي المجدِ ] ( 1 كو 15 : 41 ) ، صعب نِقارِنهُمْ بِبعضٍ لِذلِك لابُد أنْ يكُون الإِنسان حكيِم وَ يعلم إِلَى أين يذهب ، وَ ما هُوَ هدفه ؟ لابُد أنْ نُحِب السَّماء ، وَ مهما قدّمنا مِنْ أتعابٍ لاَ يُقاس بِالمجدِ العتيِد ، الأنبا أنطُونيوس عِندما باع كُلّ ما لهُ قيِل عنهُ أنّهُ مُتّهُور ، لكِن قوّة عمل الوصيّة وَ قوّة الإِقتناع بِالسَّماء قَدْ تجعل الإِنسان يظهر كمُتّهُور يبيِع وَ يُضّحِى كشهيِد ، لِماذا ؟ لأنّهُمْ يعلمُون أنّ الكرامة المُنتظِرة أضعاف أضعاف ما يترُكوهُ السَّماء ليست ذهب لكِنّهُ تشبيه لأنّها أجمل مِنْ الذهب ، نقاوة ، غِنى وَ صلابة ،الّذى يتعلّق قلبهُ بِالذهب السَّماوِى يُقال عنهُ [ طُوبى لِلأنقياءِ القلبِ0لأِنّهُمْ يُعايِنُون الله ]( مت 5 : 8 ) ، مُعلّمِنا بولس الرسُول يقُول [ 00ما كان لِي رِبحاً فهذا قَدْ حسبتهُ مِنْ أجلِ المسيحِ خسارةً ] ( فى 3 : 7 ) مُعلّمِنا بولس كان أُرُستُقراطِى مِنْ أُسرة غنيّة مُثّقفّة على أعلى مُستوى ، ترك كُلّ هذا مِنْ أجل السيِّد المسيح وَحسبهُ نِفاية ، عِندما أراد الوالِى جلد بولس قال لهُ [ 000أيجُوزُ لكُمْ أنْ تجلِدُوا إِنساناً رُومانِيّاً غير مقضِيٍّ عليهِ ] ( أع 22 : 25 ) ، أجابهُ الوالِى [ 00أمَّا أنا فبِمبلغٍ كبِيرٍ إِقتنيتُ هذِهِ الرَّعَوِيَّةَ0فقال بولس أمَّا أنا فقد وُلِدتُ فِيها ]( أع 22 : 28 ) ، بولس ترك كُلّ هذا الغِنى وَ الجاه وَجعلهُ فِى نظرِهِ نِفاية لأنّهُ يرى الذهب السَّماوِى وَ يعلم ماذا يفعل ،أحد القديسين يقُول [ لو كُنتُ حكِيماً لاَ تُبدِل زماناً بِزمانٍ وَ لاَ غِنىً بِغِنىٍ ] ، أىّ لاَ تُبدِل غِنى السَّماء بِغِنى الأرضِ 0
(6) مِنْ الخارِج مِنْ زُجاجٍ وَ بلّورٍ نقىٍ لَمْ يستطع يُوحنَّا أنْ يُميِّز مِنْ أين يأتِى برِيقها ، البريِق أتى مِنْ مجد الله الّذى يكسُوها ، مُوسى عِندما تقابل مَعَْ الله على الجبل إِكتسى وجههُ بِمجد الله حتَّى أنّهُ لمَّا نزل لَمْ يستطع الشَّعب أنْ ينظُر وجههُ فلبس بُرقُع ، المدينة السَّماويَّة مكسيَّة بِمجد الله ، الّذى طُبِع عليهِ النّور كان يبرُق فماذا يكُون النور نَفْسَه 0
(7) أسوار المدينة طولُها 1200 غُلوة أىّ 2400كم ، شاهِقة الأسوار ، طولُها على قدرِ عُلوها على قدرِ عرضها ، أىّ أنّ المدينة مُكّعبة الشكل ، لِماذا الأسوار ؟ لِحمايِة سُكّانها لأنّهُ لاَ يدخُلها نجس وَ لاَ الّذى يصنع كذِب أوْ رجس ، أىّ لِمنع أىّ مُتطّفِل أوْ غير مُستحِق ، وَ زِيادة للإِطمئنان يقِف ملائِكة على أبوابِها ، وَ أبوابِها مفتُوحة دائِماً ،لو طلبنا أنْ ندخُلها تُرى ماذا يقُول لنا الملاك الواقِف على بابِها 00وَ ماذا يقُول لنا سُكّانها ؟ لو تعرّفنا على سُكّانها وَ تودّدنا لهُمْ نستطيِع أنْ ندخُلها لها أساسات وَ أعمدة الأساسات وَ الأعمِدة عليها أسماء الرُسُل الإِثنى عشر ، وَ الأبواب عليها أسماء الأسباط الإِثنى عشر ، لأنّ الكنيسة واحِدة ، الّذى يعيِش فِى البِر فِى العهد الجديد وَ العهد القديم لهُ أنْ يتمتّع بِالسَّماء كُلّ إِنسان يدخُلها لابُد أنْ يكُون لهُ جِهاد مُعيَّن ، وَ هُناك فِئات يُقال عنهُمْ الممنُوعُون مِنْ السَّماء ، الّذى يدخُل يحتاج أنْ يكُون لهُ دالَّة وَ شفاعة وَ جِهاد ، كُلّ إِسم مِنْ أسماء الأسباط الإِثنى عشر لهُ معنى ، فمثلاً " نفتالِى " تعنِى " المُصارِع " ، أىّ الّذى لهُ جِهاد يدخُل مِنْ باب نفتالِى ، أيضاً " لاوِى " يعنِى " القرِيب " أىّ المُتقرِّب مِنْ الله سيدخُل مِنْ باب لاوِى وَ هكذاالأساسات عليها أسماء الرُسُل الإِثنى عشر ، أساسات أىّ الفضائِل لو لَمْ نتزّين بِالفضائِل لاَ نستطيِع أنْ ندخُل السَّماء ، لو لك وداعة أوْ محبَّة أوْ ستدخُل السَّماء ،[ سيأتُونَ مِنَ المشارِق وَ المغارِب وَ يتَّكِئُون مَعَ إِبراهيِم وَ إِسحق وَ يعقُوب]( مت 8 : 11 ) ، كثيروُن جاهدوا لِيدخُلُوها فجاهِد أنت أيضاً الأبواب مصنُوعة مِنَ لآلِىء وَ أحجار كرِيمة ، الأحجار الكرِيمة وَ اللآلِىء علامِة الثراء الفاحِش ، وَ يكُون وزنها ضئِيل جِدّاً ، فِى السَّماء الباب كُلّه لآلِىء وَ أحجار كريمة ، لِذلِك قال السيِّد المسيح مثل [ أيضاً يُشبِهُ ملكُوتُ السَّموات إِنساناً تاجِراً يطلُبُ لآلِىء حسنةً0فلَّما وجد لُؤلُؤةً واحِدةً كثيرة الثَّمنِ مضى وَ باع كُلَّ ما كان لهُ وَ أشتراها ] ( مت 13 : 45 – 46 ) ، عِندما أبيِع لآلِىء الأرض أشترِى لُؤلُؤة السَّماء ، الأمر يحتاج إِلَى تقدير ، لِذلِك نحتاج إِلَى معرِفة الملاك الواقِف على الباب ، وَ إِلَى معرِفة الرُسُل وَ القديسين وَ إِلاّ سنُحرم مِنَ التمّتُع بِالسَّماء0
2/ علامات الإِشتياق لِلسَّماء:-
ما الّذى يجعلنِى أعرِف أنّ لىَّ إِشتياق نحو السَّماء ؟
(1) لابُد أنْ يكُون لك صلوات بِإِستمرار :-
أىّ لك قلب مرفُوع بِإِستمرار لِلسَّماء [ إِليك رفعتُ عينىَّ يا ساكِن السَّماء ]( مز 123 : 1 ) ، إِتصال مُستمر بِالسَّماء وَ السَّمائيين ، هذِهِ أُمور تُشعِرك أنَّك فرِح بِالله ، حُب الصلاة علامة قوية للإِشتياق لِلسَّماء ، داُود النبِى يقُول[متى أجِىءُ وَ أتراءى قُدَّام اللهِ ] ( مز 42 : 2 ) ، متى أشعُر فِى الصلاة أنّ رُوحِى مُتعانِقة معهُ كعربُون لِلسَّماء ، لابُد أنْ أشعُر أنّ كُلّ أنيِن وَ كُلّ تنّهُد وَ كُلّ صلاة إِرتفعت لِلسَّماء السيِّده العذراء تُصعِد صلواتنا لِلسَّماء ، داوُد فِى توبتِهِ كان يبكِى كثيراً ، وَ كان عِنده إِيمان أنّ دموعه فِى السَّماء فقال [إِجمع أنتَ دُمُوعِى فِى زِقِّكَ] ( مز 56 : 8 ) ، إِجعل لك إِناء دُمُوع فِى السَّماء ، هذا لك تعزية ، لِذلِك نقُول إِليك رفعتُ عينىَّ يا ساكِن السَّماء ،وَ نشعُر أنّنا كالعذارى الحكيِمات 0
(2) الصدقات وَ أعمال الرحمة :-
أكثر الأشياء التَّى تشفع فِينا فِى السَّماء هى الصدقات ، كُلّ صدقة وَ عمل رحمة محفُوظ لنا فِى السَّماء ، حتَّى أنّهُ [ 00كأسَ ماءٍ بارِدٍ00لاَ يُضِيعُ أجرَهُ ] ( مت 10 : 42 ) ،هذا وعد مِنَ الله وَ وعدهُ صادِق ، فما بال الّذى لهُ صدقات وَ عشُور وَ يأوِى غُرباء وَكُلّ هذِهِ تجعل للإِنسان كرامة فِى السَّماء ، لِذلِك قال [ لاَ تكنِزُوا لكُمْ كُنُوزاً على الأرضِ000] ( مت 6 : 19 ) ، لِذلِك الكنيسة تقُول [ أُذكُر يارب الّذين قدّموا لك هذِهِ القرابيِن وَ الّذين قُدِّمت عنهُمْ وَ الّذين قُدِّمت بِواسِطتهُمْ أعطِيهم كُلّهُمْ الأجر السَّمائِى ]( أوشية القرابيِن ) ، وَ فِى أوشية القرابيِن نذكُر كُلّ الّذين يهتّمون بِالصعائِد وَ القرابيِن وَ البخُور وَ السُتور وَ أوانِى المذبح وَ كُتب القِراءة وَ نقُول[ أعطيِهُم الباقيات عِوض الفانِيات00بيوتهُمْ وَ مخازِنهُمْ إِملأها مِنَ كُلّ الخيرات ] ،عّوضهُمْ فِى ملكُوتك ، هُناك مَنْ يُعطِى فقيِر وَ يشعُر أنّ ماله نقص وَ آخر يشعُر أنّ ماله زاد لأنّهُ ينظُر إِلَى ما لاَ يُرى [ مَنْ يرحمُ الفقيِر يُقرِضُ الرَّبَّ 00] ( أم 19 : 17 ) ، تخيّل أنَّك تسلِّف ربِنا ، [ طُوبى لِلّذِى ينظُرُ إِلَى المِسكيِن0فِي يومِ الشّرِّ يُنجِّيه الرَّبُّ ] ( مز 41 : 1 ) أُمور الرحمة وَ الصدقة تُعرِّفك الإِيمان بِالسَّماء ، بولس جعل النَّاس أنْ يقبلوا سلب أموالهُمْ بِفرحٍ [ 000عالِميِن فِي أنْفُسِكُمْ أنَّ لكُمْ مالاً أفضل فِي السَّمواتِ وَ باقِياً ]( عب 10 : 34 ) ، حِكمة عالية جِدّاً ، داوُد النبِى يقُول [ لِيذكُرْ كُلَّ تقدِماتِكَ وَ يستسمِنْ مُحرقاتِكَ ] ( مز 20 : 3 ) 0
(3) إِتصالنا بِالسَّمائيين :-
نشعُر أنّ عِلاقتنا بِالملائِكة وَ القديسين وَ الشُهداء عِلاقة وطيدة ، كُلّ ما نقترِب مِنْ السَّماء كُلّ ما ندخُل فِى صداقة معهُمْ ، وَ نشعُر بِالقُرب مِنهُمْ وَ كأنّنا نسكُنْ معهُمْ 0
(4) حُب الكنيسة وَ تسابِيحها :-
الّذى يُحِب الحياة الأبدية يُحِب الكنيسة لأنّها المجال الوحيِد الّذى يُقدِّم لك السَّماء مُجسّمه وَ مُجسّدة ، القُبَّة وَ الشمامِسة وَ الكاهِنْ وَ البُخُور وَ الصلاة وَ000، الّذى يُحِب السَّماء يُحِب الكنيسة وَ بِالأكثر يُحِب تسابِيحها لأنّ مصدرها تسابيِح السَّمائيين ، وَ كأنّ الكنيسة تُحّفِز النَّاس بِالإِلِتصاق بِالحياة السَّمائية وَ ترفعهُمْ فوق الزمن الكنيسة تعمل سهرات وَ قُدّاسات وَ أعياد قديسين وَ[ كما فِى السَّماء كذلِك على الأرض ] ، لِذلِك كُلّ القديسين يُحِبّوا السَّماء ، لاَ تُؤمِن وَ لاَ تعتقِد أنّ لك طريق لِلسَّماء بعيِد عَنْ الكنيسة ، هى التَّى تضمن لك مِيراث سماوِى كُلّ هذا فِكرة بسيطة عَنْ السَّماء ، لِذلِك لابُد أنْ تكُون كُلّ قلوبنا وَ عقولنا مُتعلِّقة بِالسَّماء ، وَ الشيَّطان يُريِد أنْ يُخيِل لنا أنّ كُلّ هذِهِ أمور غير صحيحة أوْ خياليَّة ، لاَ00الإِنجيِل يُصّدِق على مجد السَّماء ، فَلاَبُد أنْ يزيِد إِيمانِى بِالسَّماء ، فيبدأ البِر فِى حياتِى يزيِد ، لِذلِك يُقال عَنْ الرُهبان أنّهُمْ ملائِكة أرضيُون أوْ بشر سمائِيون ، لِذلِك يجِب علينا نحنُ أنْ نكُون ملائِكة أرضيون أوْ بشر سمائِيون ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين.

عدد الزيارات 1540

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل