صور القيامة في العهد القديم

Large image

يحمل العهد القديم صور عديدة ورائعة للقيامة ومنها -
1- أليشع النبي :-
من سفر ملوك الثاني الإصحاح السادس ” وقال بنو الأنبياء لأليشع هوذا الموضع الذي نحن مقيمون فيه أمامك ضيق علينا فلنذهب إلى الأردن ونأخذ من هناك كل واحدٍ خشبةً ونعمل لأنفسنا هناك موضعاً لنقيم فيه فقال اذهبوا فقال واحد اقبل واذهب مع عبيدك فقال إني اذهب فانطلق معهم ولما وصلوا إلى الأردن قطعوا خشباً وإذ كان واحد يقطع خشبةً وقع الحديد في الماء فصرخ وقال آه يا سيدي لأنه عارية فقال رجل الله أين سقط فأراه الموضع فقطع عوداً وألقاه هناك فطفا الحديد فقال ارفعه لنفسك فمد يده وأخذه “ ( 2مل 6 : 1 – 7 ) هذه هي القيامة الحديد المربوط بالخشبة هو طبيعة الإنسان المرتبطة بالله لأن الله يمثل الخشبة لأنه فدانا بالصليب نحن الحديد انفصلنا عن الخشبة وسقطنا في عمق الأردن فغرقنا لما سقط الحديد صرخ الرجل لأليشع النبي ” آه يا سيدي لأنه عارية “ ماذا يفيد سؤال أليشع النبي ” أين سقط ؟ “ يفيد الكثير الله يسألك أين هي ضعفاتك لأن منها تبدأ التوبة ” فاذكر من أين سقطت وتُب “( رؤ 2 : 5 ) أُذكر ضعفاتك وقل لله لقد سقطت هنا هات خشبة صليبك المُحيي وضعها هنا أنت تُصلب وأنا أقوم أنت تصلُب وأنا أطفو كما طفا الحديد لما وضع أليشع الخشبة كما يقول الكتاب ” رفع قديسيه إلى العُلا “ معروف أن الحديد لا يطفو وهنا نتساءل بتعجب معقول طبيعتنا البشرية ترِث ملكوت الله ؟! هل طبيعتنا التي فسدت وماتت بالخطية ترث الحياة مرة أخرى ؟ هل نستطيع أن نحيا القداسة ؟ الإجابة المنطقية لا لكن حقيقةً في الحياة الروحية نعيش القداسة ونطفو فوق الأمور العالمية ونصعد لفوق نعم نستطيع ذلك لكن ليس بذواتنا بل بالخشبة بالمسيح وصليبه من أين ؟ من موضع سقوط الحديد ربنا يسوع صُلب في جبل الجلجثة ويُقال أنه في نفس موضع دفن آدم لذلك يُرسم تحت الصليب جمجمة عِظام وحيث مات ودُفن آدم صُلِب يسوع حتى تنزل الخشبة ويطفو الحديد مشهد سري عجيب ورائع في العهد القديم للقيامة أن الخشب يجعل الحديد يطفو الفداء أعطانا الخلاص نحن الذين ذقنا الموت أحيانا معه والطبيعة الفاسدة ورثت الحياة .
2- إقامة ابن المرأة الشونمية :-
من سفر الملوك الثاني الإصحاح الرابع ” ودخل أليشع البيت وإذا بالصبي ميت ومُضطجع على سريره فدخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما وصلى إلى الرب ثم صعد واضطجع فوق الصبي ووضع فمه على فمهِ وعينيهِ على عينيهِ ويديهِ على يديهِ وتمدد عليه فسخن جسد الولد ثم عاد وتمشى في البيت تارةً إلى هنا وتارةً إلى هناك وصعد وتمدد عليهِ فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيهِ فدعا جيحزي وقال ادع هذه الشونمية فدعاها ولما دخلت إليهِ قال احملي ابنك فأتت وسقطت على رجليهِ وسجدت إلى الأرض ثم حملت ابنها وخرجت “ ( 2مل 4 : 32 – 37 ) معروف أن جسد الميت بارد كون إنه يسخن فهذا معناه أنه صار به سريان الدم أي به حياة هذه القصة هي قصة الموت الذي دخل للطبيعة البشرية وجلب لها الفساد هذا هو الولد ما الحل إذاً ؟ الحل هو أن تتحد الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية لتُحييها ولابد أن يكون اتحاد كياني وليس شكلي لذلك أليشع النبي أغلق الباب إشارة لأن المشهد مشهد سري التجسد باب مُغلق لأنه مشهد سري أيضاً الصليب باب مُغلق القيامة باب مُغلق سر لا يُدرك إلا بالإيمان لذلك عندما أخذ أبونا إبراهيم ابنه إسحق ليُقدمه محرقة قال لخادميهِ اجلسا أنتما ههنا وصعد هو وإسحق فقط لأنه ليس للخادمين أن يريا الأسرار ( تك 22 : 5 ) كما يقول في الكتاب ” هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك “ ( يو 17 : 3 ) إذاً الحياة الأبدية كلها لنعرفه أما الآن فكما يقول معلمنا بولس الرسول ” فإننا ننظر الآن في مرآةٍ في لغزٍ “ ( 1كو 13 : 12) أليشع النبي أغلق الباب وصلى لم يكتفي بالصلاة بل تمدد على الولد وعينيهِ على عينيهِ وجسده على جسده هذا هو التجسد تشابه بكل جزء منا ليُعيد الحياة لنا سَخَن جسد الصبي أي قيامة والحياة عادت حدثت القيامة عندما اتحدت الطبيعة الإلهية بالطبيعة البشرية وأخذت عنها حكم الموت وأعطتها حياة أغلق الباب على كليهما وتمدد عليهِ الذي يرى المنظر يقول أن الإثنان أليشع والولد ميتان لكن الحقيقة أن أحدهما حي والآخر ميت هكذا ربنا يسوع لما دخل القبر كان شكله ميت لكنه أخذ عنا الموت وأعطانا حياة لم يكتفي بذلك أليشع النبي بل قام وتمشى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك ما هذا ؟ هذه هي فترة الأربعين يوم بعد القيامة وكان فيها ربنا يسوع يفتقد الكنيسة والذي لديه استعداد أن يقبل فليقبل والذي لم يستوعب لم يتمتع بالقيامة بعد القيامة حلول الروح القدس هذا هو المشهد الأخير ” ثم عاد وتمشى في البيت تارةً إلى هنا وتارةً إلى هناك وصعد وتمدد عليهِ فعطس الصبي سبع مرات ثم فتح الصبي عينيهِ “ إشارة للروح القدس وحلوله على التلاميذ الذي أعطى علامة الحياة بالقيامة قام والروح القدس أعطى صفة الحياة هذه صورة للقيامة وفترة ما بعد القيامة وحلول الروح القدس فتش في العهد القديم عن القيامة تجد الكثير كما يقول معلمنا بولس الرسول ” يعوزني الوقت “( عب 11 : 32 ) كما أخذ أبونا إبراهيم إسحق معه ليُقدمه ذبيحة وعاد به حي هذه هي القيامة وما هي قصة الكبش المُمسك بقرنيهِ ؟!أيضاً قصة أستير وصومها ثلاثة أيام وبعدها نجِّت الشعب من الهلاك هذه قيامة أيضاً يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام ثلاثة أيام تنقل الإنسان من حكم الموت لحكم حياة قيامة .
فُلك نوح :-
عندما أرسل الله الطوفان على الأرض كان علامة موت ولما استقر الفلك على الجبل كان علامة قيامة لأنه حياة من موت والعجيب أن الكتاب يذكر تاريخ استقرار الفلك ولما تدرِس تواريخ الكتاب تجد أن تاريخ استقرار الفلك كان بعد ثلاثة أيام الفصح وماذا حدث بعد الفصح بثلاثة أيام ؟ القيامة .
يوسف العفيف :-
كانت زوجة سيده تغويه لتُسقِطه في الخطية وحاولت يوماً فيوماً هذه محاولة عدو الخير ليُسقط رب المجد لكنه فشل زوجة فوطيفار نجحت في أن تِسجِن يوسف لكنه لم يمُت هكذا عدو الخير أراد أن يمسك رب المجد فسجنه في القبر لكنه لم يستمر للنهاية بل خرج بالقيامة يوسف لما خرج من السجن حلق وبدِّل ثيابه هذا إشارة للهيئة الجديدة للقيامة وزوجة فوطيفار نجحت أيضاً أن تمسك ثيابه وقال لها إن كان هذا ما يُنجيني من يدِك فلتأخذيه ما علامة القيامة في ذلك ؟ علامة أن المسيح ترك الأكفان بعد القيامة أي الموت لم يمسك المسيح بل أمسك ثوبه والمسيح ترك الأكفان علامة قيامة فصار الكفن بدلاً من علامة إدانة علامة إثبات قيامة هل يسرق أحد جسد ميت ويفك عنه أكفانه ؟ لأن ربنا يسوع لما أنزلوه عن الصليب كان غروب ولم يستطيعوا أن يغسِّلوا جسده فكفنوه بدمه وبالتالي إلتصقت الأكفان بجسده وكما دخل يوسف السجن دخل ربنا يسوع القبر وكما لم يُمسك في السجن للنهاية هكذا لم يُمسك المسيح في القبر للنهاية وكما خرج يوسف من السجن بكرامة أكثر هكذا المسيح خرج من القبر بكرامة أكثرهذا سر المُخلص وإعلانات يسوع المخفية في الكتاب قل له إكشف عن عينيَّ لأرى عجائب هل من يتلذذ بالكتاب يتلذذ بشئ آخر ؟ لا .
عصا سبط هارون :-
في سفر العدد وضع كل سبط عصاه ولكن عصا سبط هارون أفرخت وأعطت ثمر لوز علامة حياة من عصا ميتة هذه قيامة عصا أفرخت والميت قام والطبيعة الميتة صارت حية وأعطت ثمر المزارعون يعلمون أن عصا جافة لا تُفرخ لأنها ميتة لكن عصا أفرخت علامة حياة من موت أي قيامة الثمر هو كمال نُضج النبات وكمال نُضج الطبيعة البشرية في المسيح يسوع هي القيامة أيضاً يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام ويخرج حي حياة من موت .
شريعة تطهير الأبرص :-
البرص علامة خطية إنسان صنع شر أمام الله فيُصاب بالبرص لذلك يُعزل عن الشعب وحسب الشريعة يُعمل له شريعة تطهير الأبرص وهذه الشريعة هي أن يحضر الكاهن طبق خزف وعصفورين وماء حي وعصا وقطعة نسيج حمراء يذبح عصفور على الطبق فينزل دمه على الماء الذي في الأناء ويأخذ الكاهن من الدم الممزوج بالماء بعصا زوفا وينضح على الأبرص ويطلق العصفور الحي الخشبة أو العصا هي الصليب المُحيي والماء ماء التطهير والعصفور المذبوح هو المسيح والعصفور المُطلق حي هو نحن أخذنا الحياة بدم ليس دم عصفور بل بدم المسيح إن كان دم عصفور أو حيوان يعطي تطهير فكم يكون دم يسوع !!قديماً كان الدم يُنضح خارجياً أما نحن فمرشوشة ضمائرنا ( عب 10 : 22 ) .. وكما كان الأبرص يفرح عندما يُطلق العصفور الثاني حي لأنه علامة قيامة وتطهير هكذا نحن فرحنا بقيامة يسوع لأنه حياة لنا لأنه لا يستطيع إنسان أن يموت ويقوم لذلك كنا في العهد القديم في شريعة التطهير نذبح عصفور ونُطلق الآخر هكذا في شريعة تيس عزازيل لا نعرف من نذبح ومن نُطلق لذلك نُقيم قرعة والذي يقع عليهِ القرعة يُذبح ويُطلق الآخر حياة من موت أي قيامة ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1752

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل