مجد السماء ج3

Large image

السَّماء هى مُكافأتنا وَ هى إِشتياقنا وَ موضُوع شُغلِنا الشاغِل ، فهى مُستقرنا الأخيِروَ هى السند لنا فِى كُلّ ضِيقة وَ فِى كُلّ جِهاد وَ فِى كُلّ ألم وَ حُزن ، صعب جِدّاً أنْ نُجاهِد على الأرض وَ نحنُ لاَ نعلم أين سنذهب ، كما أنّهُ مِنْ الصعب أنْ نقبل الآلام بِدُون أنْ نكُون مُنتظِرِين التمتُّع بِالغِنى السَّماوِى ، لِذلِك لابُد أنْ نسلُك كغُرباء على الأرض اليوم سنتحدّث عَنْ طبيعة حياتنا فِى السَّماء ، وَ كيف سيكُون شكلُنا فِى السَّماء ،وَ ماذا سنفعل وَ بِماذا سنكُون مُنشغِلِين ؟

طبيِعة حياتنا فِى السَّماء :-
قال مُعلّمِنا بولس الرسُول عِبارات قليلة فِى رِسالتهُ الأُولى لأهل كُورنثوس ، وَ قَدْ تحدّث مبدئياً عَنْ أنّ مجد الأرض شيء وَ مجد السَّماء شيء آخر وَ صعب أنْ نُقارِن مجد السَّماء بِمجد الأرض ، وَ كُلّ ما نعرِفهُ عَنْ السَّماء الآن هُوَ ضئِيل جِدّاً وَ كُلّه تشبِيهات وَ مُحاولة إِقتراب لِلسَّماء بِالمُشّبِهات وَ ليس الحقيقة يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ مجد الشَّمس شيء وَ مجد القمر آخر وَ مجد النجُوم آخر0 لأنّ نِجماً يمتازُ عَنْ نجمٍ فِى المجدِ ، هكذا أيضاً قِيامِة الأموات يُزرع فِى فسادٍ وَ يُقامُ فِى عدم فساد ، يُزرع فِى هوانٍ وَ يُقامُ فِى مجدٍ000 ] ( 1 كو 15 : 41 – 43 ) ، هذِهِ هى طبيِعة حياتنا فنحنُ الآن نُزرعُ فِى فسادٍ وَ لكِنْ سنُقامُ فِى غيرِ فسادٍ ، نُزرعُ فِى ضعفٍ وَ نُقامُ فِى قوّة ، [ يُزرعُ جِسماً حيوانِياً وَ يُقامُ جِسماً رُوحانِياً ، يوجد جِسم حيوانِى وَ يوجد جِسم رُوحانِى ] ( 1 كو 15 : 44 ) فهُناك تغيير سيحدُث فِى حياتنا ، فجسدنا سيتغيّر ، كيف ؟؟؟ إِنّها حقائِق إِلهيَّة ، وَ لقد سمح الله أنْ يُعلّمنا هذا الكلام الآن وَ يُمكِنْ أنْ نلمس هذا فِى الطبيِعة ، فمثلاً لِماذا نُصّدِق أنّ البِذرة تُصبِح شجرة وَ هى صغيرة جِدّاً وَ ضئيِلة جِدّاً وَ ضعيِفة جِدّاً ؟ هل يتّوقع أحد أنْ تتحّول إِلَى شجرة ؟ هل تتغيّر تغيُّر كامِل هكذا ؟ أيضاً هُناك أطوار فِى نمو الحشرات غرِيبة جِدّاً فنجِدها بُويضة ثُمّ تتحوصل ثُمّ تُصبِح فراشة وَ تطيِر بعد أنْ كانت بُويضة هذا تغيير طبيعة ، فإِذا كان الله قَدْ خلق الطبيعة وَ يُمكِن أنْ يتحّكم فِى هذِهِ المُتغيّرات أفَلاَ يُمكِنْ أنْ يخلقنِى بِجسدٍ جدِيد وَ بِطبعٍ جدِيد وَ إِمكانيات جدِيدة !!! إِنّ هذا ما سوف يحدُث فِى الأبدية ، فطبعنا سيتغيّر وَ يقُول مُعلّمِنا بولس [000 نتغيّرُ إِلَى تِلكَ الصُورةِ عينِها000 ] ( 2 كو 3 : 18 ) ، سنتغيّر مِنْ الفساد إِلَى عدم فساد ، وَ مِنْ الهوان إِلَى المجد ، وَ مِنْ الضعف إِلَى القوّة إِنّ أكثر شيء يُتعِبنا على الأرض هُوَ الجسد وَ ثِقله وَ شهواته وَ ضغطاته ، فتخيّلوا عِندما نسترِيح مِنْ الجسد سيتغيَّر حِمل الجسد الثقيِل وَ سنلبس طبيِعة جدِيدة فِى المسيح يسُوعَ يسُودها البِر وَ يسُودها سُكنى الله وَ الإِمتلاء بِالمجد الإِلهِى ، سوف نتغيّر وَ سيكُون لنا حالة مِنْ الروعة وَ حالة مِنْ المجد الإِلهِى التَّى تجعلنا نطفُر فرحاً أروع ما فِى السَّماء أنّ حياتنا سيكُون لها طِباع جدِيدة بِإِمكانِيات نوِد أنْ نتحدّث عنها ، إِمكانِيات سوف نكتسِبها فِى السَّماء ، فمثلاً دائِماً ما نسمع أنّ طبيعة الحياة السَّماوية كُلها تسبيِح حيثُ أنّ النَفْسَ عِندما تتلاقى مَعَ المجد الإِلهِى لاَ تستطيِع أنْ تُعّبِر عَنَ هذا المجد الإِلهِى إِلاّ بِالتسبيِح ، لاَ أستطيِع أنْ أرى بهاء وَ مجد وَ عظمِة الله إِلاّ وَ أسجُد وَ أقُول لهُ قُدّوس00قُدّوس00قُدّوس00المجد وَ الكرامة وَ العِزّة وَ السُلطة وَ السِجُود لإِلهنا ، فبهاء عظمتهُ يجعلنِى أنطِق بِكلِمات لاَ يُنطق بِها طبيعة الحياة السَّماويَّة تسابِيح إِلهيَّة وَ سماويَّة تنطِق بِمجد الله وَ كرامتهُ وَ عظمتهُ ، الموقِف نَفْسَه هُوَ الّذى يُحّتِم ذلِك لاَ لأنّ الّذين ذهبوا لِلسَّماء أبرار حتَّى أنّهُ قِيل عَنْ الأربعة وَ العشرِين قسيِس [ يخلعُون تيجانهُمْ مِنْ على رؤوسهُمْ وَ يطرحُونها وَ يسجُدُون أمام الحىَّ إِلَى أبد الآبِدين] ، وَ عِندما يُسّبِح الإِنسان الله وَ يُرّنِم لهُ فهُناك بعض لحظات إِنفعال وَ هُناك لحظات يكُون فِيها إِلتهاب رُوحِى ثُمّ يبرُد الإِنسان بعد ذلِك هذا لأنّك تتكلّم بِلُغة الجسد الأرضِى لكِنْ عِندما تكُون فِى السَّماء لأنَّك بِصِفات جدِيدة لن تمِل ، الشجرة شجرة وَ الحبَّة حبَّة ، مجد السَّماء شيء وَ مجد الأرض شيء لاَ يوجد مُقارنة بين الإِثنين لأنّهُ لاَ يوجد تكافؤ بينهُما ، لِذلِك يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول[قارِنين الرّوحيات بِالرّوحيات ] ( 1 كو 2 : 13 ) ما الّذى يجعلنا هُنا نمِل وَ ليس لدينا الدافِع القوِى لِلتسبيِح وَ إِنْ سّبحنا نُسّبِح بِفُتور ؟ ذلِك لأنّ هُناك عوامِل جسديّة كثيرة ، وَ مِنْ أكثر الأشياء التَّى تضغط علينا الجسد وَ ثِقل الجسد ، أيضاً مِنْ أكثر الأشياء التَّى تضغط على الإِنسان الزمن وَ نامُوس الزمن وَ ثِقل الزمن ، هُنا نقُول كم بقى مِنْ الزمن ساعة ؟ ساعتان ؟ مادام الزمن موجُود فهُناك ملل ، تخيّل عِندما يُرفع الزمن يُقال عَنْ السَّماء [ يُرّنَِمُون ترنِيمة جدِيدة ] ، ما الّذى يجعل الشيء يقدُم ؟ الزمن ، الزمن يجعل قاعِدة أنّ هُناك جدِيد وَ هُناك قدِيم ، لكِنْ عِندما يُرفع الزمن يصيِر كُلّ شيء جدِيد ، وَ مِثلما قال الحكِيم أنّهُ لاَ يوجد شيء جدِيد على الأرض ، وَ إِنْ قالُوا لك أُنظُر هذا جدِيد ، يقُول الحكِيم [وَ ما يكُونُ فمِنَ القِدمِ قَدْ كانَ000] ( جا 3 : 15 ) ، لكِنْ فِى السَّماء كُلّ شيء جدِيد لأنّ نامُوس الزمن مرفُوع[000 الأشياء العتيِقة قَدْ مضت هوذا الكُلّ قَدْ صار جدِيداً ] ( 2 كو 5 : 17 ) ، يُرّنِمُون ترنِيمة جدِيدة وَ يُسّبِحُون تسبحة جدِيدة " كُلّ " كلِمة سنتذّوقها بِعُمق وَ كأنّنا ننطِقها لأول مرّة ، وَ كُلّ مجد لله تراه ، وَ كُلّ مجد لأورُشليِم السَّمائِيَّة تراه وَ كأنَّك تراه لأول مرَّة ، لأنّ الزمن مرفُوع ، لو كان الزمن موجُود كُنّا نقُول قَدْ رأينا هذا وَ نُرِيد أنْ نرى شيء آخرمِنْ أهم الأشياء التَّى سنتمتّع بِها فِى السَّماء تغيير طبيعِتنا وَ التسبيِح الدائِم ، فطبيعِة الجسد ضعيف لكِنّنا سنلبِس آخر ، سنلبِس مجد وَ عدم فساد وَ عدم ضعف ، فالأشياء القديمة إِنتهت وَ كُلّ أنيِن فِى الأرض سيُرفع فِى السَّماء ، لاَ نشعُر بِجُوع وَ لاَ عطش لأنّ طبيعة الجسد تغيّرت [ لَنْ يجُوعُوا بعدُ وَ لَنْ يعطشُوا بعدُ وَ لاَ تقعُ عليهِمُ الشَّمسُ وَ لاَ شيء مِنَ الحرِّ ]( رؤ 7 : 16 ) ، إِنّنا نشعُر الآن بِالحرّ لأنّ الجسد ضعيِف ، وَ لكِنْ عِند تغيُّر الجسد لَنْ نشعُر بِشيء [ وَ سيمسح اللهُ كُلَّ دمعةٍ مِنْ عُيُونهمْ 000] ( رؤ 21 : 4 ) ، الأنيِن القدِيم وَ الحُزن القدِيم الّذى لَمْ يكُنْ لهُ عزا صار لهُ عزاء فِى السَّماء لأنّهُ لَمْ يعُد هُناك حُزن ، وَ كُلّ أتعاب جِهادنا على الأرض لاَ نذكُرها أمام مجد السَّماء لأنّنا سنكُون مأخُوذِين بِعظمِة السَّماءأجمل شيء فِى السَّماء أنّنا سنتعرّف على العرش الإِلهِى وَ نراه وَ نتمتّع ، تُرى ماذا نُرِيد أكثر مِنْ ذلِك ؟ هُناك أيضاً شيء آخر مِنْ ضِمن جمال وَ مجد الحياة السَّمائيَّة يتمّثل فِى حالة مِنْ السرور وَ الرِضا وَ الشبع اللانهائِى ، فالإِنسان دائِماً غير مُكتفِى وَ غير شاكِر وَ دائِماً يطلُب المزِيد دُون شبع ليس هُناك إِكتفاء على الأرض ، فَلاَ شهوات الإِنسان تكتفِى وَ لاَ رغباته تكتفِى وَ لاَ سعيه لِلحياة يكتفِى ، وَ مِثلما قال الحكِيم [ كُلّ الأنهارِ تجرِى إِلَى البحرِ وَ البحرُ ليس بِملآن000] ( جا 1 : 7 ) ، فَلاَ غِنى الأرض يُعطِى كِفاية ، وَ لاَ كرامِة الأرض تُعطِى كِفاية ، وَ لاَ سُلطان الأرض يُعطِى كِفاية قَدْ نسمع أحياناً عَنْ ملُوك وَ أُمراء يُمارِسُون عِلاجات نَفْسِيَّة لأنّهُمْ مُكتئِبين ، لأنّهُمْ لاَ يشعُرُون أنّهُمْ يأخُذُون الكرامة اللائِقة ، فكيف يشعُر المساكِين ؟ كُلّ إِنسان لديهِ الشعُور بِالنقص أوْ تمرُّد مُعيّن أوْ شكوى مُعيّنة ، وَ لكِنْ فِى السَّماء لاَ يوجد ، فهُناك سرُور غير عادِى ، شُكر دائِم فِى السَّماء حالة مِنْ الإِكتفاء وَ الرِضا التَّى نشعُر فِيها بِغمره مِنْ السعادة مهما كانت مكانتنا ، فلن نغار مِنْ بعضِنا ، عِندما نرى مارِجرجِس وَ الأنبا أنطونيوس وَ مارِمرقُص ناظِر الإِله لاَ نحزن بل سنشعُر أنّ مكاننا فِى السَّماء هُوَ أجمل مكان بِالنسبة لنا ، بل قَدْ نشعُر أنّنا غير مُستحقيِن لهُ وَ لكِنْ مِنْ رحمِة الله وَ إِحساناته أنّهُ أعطانا هذا المكان فِى السَّماء مُكافأة سنأخُذها وَ لَمْ نكُنْ نحلم بِها ، المجد الّذى سنراه وَ العظمة ستجعل كُلّ فم يستد لأنّ الّذى سنأخُذهُ هُوَ أعظم مُكافأة وَ أعظم هِبة لِدرجة لاَ يُعّبر عنها ، مِثل طالِب يُجيِب فِى إِمتحان وَ يشعُر أنّهُ سيحصُل على 85 % ، فيُفاجأ أنّهُ أخذ 95 % ، تُرى ماذا يفعل ؟ يقُول أنا حصلت على أكثر ممّا أستحِق ، أنا راضِى جِدّاً هكذا فِى السَّماء سنكُون فِى سعادة غامرة وَ رِضا ، فَلاَ نحتاج لِشيء وَ لاَ ينقُصنا شيء ، هذا الإِحساس الرائِع غالِباً ما نناله على الأرض كعربُون ، فلو حضرنا سهرة كنسيَّة نقُول معقُول لنا إِثنى عشر ساعة تسبيِح مِنْ العشيَّة وَ حتَّى القُدّاس ، لاَ نشعُر بِالوقت ، السَّماء كُلّها تسبيِح ، لِذلِك يجِب أنْ نتدرّب على حياة التسبيِح التَّى بِلاَ ثِقل الجسد على الأرض ، يُمكِنْ وَ نحنُ على الأرض نتذّوق لمحة مِنْ لمحات الأبديَّة التَّى فِيها يُرفع سُلطان الزمن ، لِذلِك قيِل أنّ السَّماء ليس لها معايير ، فاليوم كألف سنة وَ السنة كألف يوم ، لاَ توجد ساعة وَ لاَ ثوانِى ،بل هُناك مجد وَ بهاء وَ عظمة إِلهنا ، وَ سيُرفع الزمن ، وَ سنأخُذ حالة مِنْ السرور وَ السعادة وَ الغِبطة غير العاديَّة شيء آخر ، سنتمتّع بِشيء ينقُصنا جِدّاً وَ هُوَ الحكمة الكامِلة وَ المعرِفة الكامِلة وَ التخلُّص مِنْ الجهل وَ نقص الفهم فنحنُ نتعب أحياناً ، فمثلاً يتملّكنا القلق لأنّنا لاَ نعرِف ما سيحدُث بِالغد ، وَ قَدْ نلُوم الله على بعض الأحداث التَّى تحدُث لنا وَ نسألهُ لِماذا فعلت ذلِك يارب ؟ وَ قَدْ يسُود علينا الآن الجهل وَ عدم المعرِفة ، فيحدُث لنا ألم فِى حياتنا ، لكِنْ فِى السَّماء سيُرفع الجهل وَ ستُكشف الأسرار وَوقتها سنعرِف تدابيِر الله وَ أحكامه فِى كُلّ الأُموروَ سنعرِف لِماذا الغنِى غنِى وَ لِماذا الفقيِر فقيِر ؟ سنعرِف خِطة الله فِى تدبيره لِخلاص العالم كُلّه ، وَ ستُكشف لنا الأسرار الإِلهيَّة لِلتدابيِر الخفيَّة ، وَ الأُمور الغير معرُوفة الآن سنعرِفها فِى السَّماء بِطريقة تلقائِيَّة وَ رُوحيَّة فائِقة ،ما هذا الجمال ؟تخيّل ربِنا يأخُذك بِيدك وَ يقُول لك أنا فعلت معك على الأرض أشياء لِكى أُخلّصك مِنْ شرٍ مُعيّن ، فتُجِيبه أشكُرك ياإِلهِى ،وَ عِندئِذٍ سنكُون مِنْ ضِمن الجماعات السَّمائيين الّذين نالُوا كمال المعرِفة بِقصد الله فيُسّبِحوهُ تسبِحتهُ [ 000حق وَ عادِلةٌ هى أحكامُكَ ] ( رؤ 16 : 7 ) ، أنت مُبارك فِى جميِع أعمالك ، كُلّ شيء تفعلهُ معنا رائِع وَ لاَ يُعِيبك شيء هُناك قِصَّة خياليَّة لها معنى جمِيل رُوحِى ، تحكِى أنّ يُوسِف البار وَ هُوَ فِى سجنِهِ وَ فِى أسرِهِ عِند فُوطِيفار تمنَّى مِنْ الله أنْ يُخلّصهُ مِنْ هذا الأمر ، فدّبر وسيلة للهرب مِنْ قصر فُوطِيفار ، وَ كان معرُوف لِدى النَّاس هُناك ، فخرج مِنْ باب وَ باب وَ00وَ تبّقى باب واحِد وَ عِنده أمسكُوا يُوسِف وَ أعادوهُ ثانيةً ، فحزِن وَ سأل الله قائِلاً هل مِنْ المعقُول أنْ أمُر بِكُلّ هذِهِ الأبواب وَ عِند أخِر باب يُعِيدونِى ثانيةً ؟ وَ بينما هُوَ يُصلِّى وَ هُوَ حزِين جاء لهُ ملاك وَ قال لهُ كان هُناك كلب مُنتظِرك وَ بينما أنا أحاوِل أنْ أضرب لك الكلب بِسهمٍ منعتنِى يد الله ،وَ عِندئِذٍ أظهر الله لِيُوسِف التدابيِر وَ قال لهُ أنت موجُود هنا بِحكمة مِنْ عِندِى [ لأنّهُ لإِستبقاء حيوةٍ أرسلنِى اللهُ قُدَّامكُمْ ] ( تك 45 : 5 ] كثيراً ما نحزن على وفاة إِنسان صغيِر السِن أوْ إِنسان شرّير يحيا حياة سعيِدة أوْ آخر بار يحيا فِى تجارُب وَ ألم ، لكِنْ هُناك تدابيِر خفيَّة لاَ يستطيِع الإِنسان أنْ يستوعِبها وَ سنفهم كُلّ تدابِيره فِى السَّماء لأنّ معرِفتناالآن قاصِرة ، لكِنْ فِى السَّماء لَنْ يكُون عِندنا تساؤلات ، لأنّ كُلّ شيء سيكُون مكشُوف وَ سنفهم المقاصِد الخفيَّة لله إِنّ الحياة السَّماويَّة فِيها صِفات رائِعة تجعل الإِنسان يعرِف قصد الله وَ مجده وَ تدابيره ، وَ مِن الأُمور الرائِعة فِى السَّماء أنّنا سنعرِف أُناس كُنّا لَمْ نعرِفهُمْ وَ سنتعرّف عليهُمْ وَ على أسرار وَ أسرار فِى حياة الأبرار وَ القديسين تخيّلوا عِندما نرى أبونا إِبراهيِم وَ نتكلّم مَعَْ مارِجرجِس وَ لو كان شخص شفيعه الأنبا أنطونيوس يجلِس معهُ وَ يتحادثوا معاً ، وَ عِندما نرى أحد البُسطاء فِى السَّماء نقُول لله حقاً يارب أنّ أحكامك غير أحكام البشر ، فكثيراً ما نذدرِى بِأُناس هُنا وَ كَمْ مِنْ مُفاجآت سنراها فِى السَّماء قَدْ نجِد إِنسان بسيِط فِى عمله بوّاب 00غفيِر 00كُلّ شيء مُمكِن ، وَ عِندما نقترِب مِنْ بعضِنا وَ مِنْ أسرار بعضِنا نكتشِف حقائِق إِلهيَّة ، وَ عِندما ننظُر ربنا يسُوعَ نفرح ،يكفِى أنْ نلمح مِنْ بعيِد السيِّده العذراء بِمجدِها وَ بهائِها وَ عظمتها وَ نعرِف أسرارها وَ ماهى مشاعرها وَ فِى بطنِها الحبل الإِلهِى وَ ماهى مشاعرها وَ هى تُرضِع إِبنها الحبيِب تخيّلوا أنّنا سنتمتّع بِهذِهِ المشاعِر الفائِقة ، أفَلاَ تستحِق السَّماء أنْ نُزِيد مِنْ جِهادنا ،ألاَ يستحِق المجد الّذى ينتظِرنا فِى السَّماء أنْ نقُول [ 00إِنْ نُقِضَ بيتُ خيمتِنا الأرضيُّ فلنا فِي السَّمواتِ بِناءٌ مِنَ اللهِ 00] ( 2 كو 5 : 1 ) ، ألاَ يستحِق أنْ نُزِيد مِنَ أتعابنا إِنّ الإِنسان الّذى يُقدِّم جِهاد وَ هُوَ فِى شُح وَ بُخل لاَ يستحِق مجد السَّماء ، وَ وقتها سيشعُر بِرِضا أنّهُ ليس فِى السَّماء لأنّهُ لَمْ يعمل أعمال تُرضِى السَّماء ، وَ سيشعُر أنّ هذا ليس مكانه لأنّهُ أغلق على نَفْسَه بِعدلٍ لِذلِك فمادامت هُناك فُرصة وَ مادام هُناك ثانية فِى حياتنا يفتح فِيها الله الباب[ 00تعالوا يا مُباركِي أبِي رِثُوا الملكُوت المُعدَّ لكُمْ مُنذُ تأسيِس العالمِ ] ( مت 25 : 34 ) ، إِنّ الله ينتظِرنا فِى الأبديَّة مُِنذُ الأزل ، وَ أعدّها لنا مِثل الوليمة وَ العُرس ، فتخيّل عِندما يغيِب عنهُ المدعُويِن لِلعُرس وَ ينصرِفُوا عنهُ فيأتِى بِأُناس آخريِن الأبديَّة تنتظِرنا وَ مهما تكلّمنا عَنْ الأبديَّة وَ مهما تكلّمنا عَنْ روعة مدينة السَّماء وَ مهما تكلّمنا عَنْ صِفات الإِنسان السَّماوِى فهُما لاَ شيء بِالنسبة لِلحقيقة ، الحقيقة أنّ المجد المُنتظر الإِنسان فِى السَّماء مجد لاَ يُوصف هُناك قِصَّة واقِعيَّة حدثت مَعَْ أبونا المُتنيّح ميِخائِيل إِبراهيِم وَ كان قَدْ رُسِم كاهِن وَ هُوَ أب لِعدّة أولاد ، وَ بعد رِسامتهِ جعل أولاده يتولُون مسئولية البيت وَ الميراث وَ الأراضِى لأنّهُ كان مِنْ بلدة قوسنا ، فكان الإِبن الأكبر هُوَ القائِم على كُلّ أمور البيت وَ سمح الله أنْ يتوّفى الإِبن الأكبر فحزن أبويهِ عليهِ جِدّاً ، وَ إِنْ كان إِبنهُمْ بار وَ هُما يعلمان جيِّداً أنّهُ فِى السَّماء ، لكِنْ حدث إِرتباك فِى البيت بِسبب وفاتِهِ لأنّ كُلّ إِدارِة البيت كانت معهُ هُوَ فقط ، وَ قالت والِدته لأبونا ميخائيِل أنا أعرِف أنَّك عِندما تقِف على المذبح وَ تطلُب أىّ طِلبة الله يُجِيبك وَ لاَ يرفُضها ، فأطلُب مِنْ الله أنْ يُرجِع لنا إِبننا لِمُدِة نِصف ساعة فقط لِكى نعرِف مِنهُ بعض الأشياء ، فَلَمْ يهتّم أبونا بِكلامها وَ بعد أيَّام إِستيقظ أبونا مِنْ نومه وَ هُوَ فِى حالة مِنْ السروُروَ السعادة ، فقالت لهُ زوجتهُ هل رأيت شيء ؟ فأجابها بِالإِيجاب أنّهُ رأى إِبنه ، فسألتهُ قائِلةً هل سألتهُ عَنْ شِئُون البيت ، فأجابها بِالنفى ، وَ قال لها أنا نسيت أسأله لأنّهُ كان فِى حالة مِنْ المجد وَ الفرحة التَّى جعلتنِى أنسى أسأله عَنْ شيء أرضِى ، وَ إِنْ كُنت إِفتكرت كُنت سأخجل ، فكيف أُنزِلهُ مِنْ هذا المجد لأسفل ، كيف أُنزِلهُ مِنْ المجد للأرض ، لكنِّى جعلتهُ يُكلّمنِى عَنْ مجد السَّماء وَ هذا هُوَ الحديث الّذى يستحِق إِنّ مجد السَّماء يجعلنا نُهييء أنفُسنا لِلحياة السَّماويَّة ، لِذلِك يقُول[ 000طُوبى لِلأمواتِ الّذينَ يمُوتُون فِي الرَّبِّ مُنذُ الآنَ 0 نعمْ يقُولُ الرُّوحُ لِكى يسترِيحُوا مِنْ أتعابهُمْ0وَ أعمالهُمْ تتبعهُمْ ] ( رؤ 14 : 13 ) نعم إِنّ الإِنسان الّذى عِنده إِيمان بِالسَّماء وَ إِنْ فقد أحد أحبابه يقُول نعم إِنّ مشاعرِى مُتعلِّقة بِهِ لكِنْ مجد السَّماء شيء وَ مجد الأرض شيء آخر ربِنا يسُوعَ يُهدِينا لِملكُوته وَ لِيأتِى ملكُوته فِى حياتنا وَ يعِّدِنا لِلمجدِ السَّماوِى ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَ لإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 1875

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل