غرض المعجزات الأحد الاول من بابة

Large image

غرض المعجزات
باسم الأب و الأبن و الروح القدس الإله الواحدآمين , فلتحل علينا نعمته و بركته الآن و كل آوان و إلى دهر الدهور آمين.
إنجيل هذا الصباح المبارك يا أحبائى فصل من بشارة مُعلمنا مارمرقس , الأصحاح الثانى, يتكلم عن معجزة من المعجزات الكثيرة , التى عملها ربنا يسوع المسيح, و هى شفاء الرجل المفلوج , الذى أحضروه أربعة رجال و حملوهو لم يستطيوا من الجمع و صعدوا " و كشفوا سطح البيت حيث كان موجودا , و بعدما نقبوه دلوا السرير الذى كان مُضطجع عليه , فلما رأى يسوع إيمانهم , فقال للمفلوج :" يا بنى , مغفورة لك خطاياك", بالطبع هُناك علامة تعجب , لأنه يقول له مغفورة لك خطاياك فى حين إنهم مُحضرين له واحد مشلول " و كان قوم من الكتبة جالسين يُقكرون فى قلوبهم قائلين لماذا يتكله هذا هكذا بتجاديف , لأنه من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله الواحد وحده , فللوقت علم يسوع ما كان يُفكرون فى أنفسهم و قال لهم :" ما بالكم تُفكرون بهذا فى قلوبكم , أيهما أيسر أن يُقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يُقال له :" قُم احمل سريرك و اذهب إلى بيتك " و لكى تعلموا إن لابن الإنسان سُلطان على يغفر الخطايا, فحينئذ قال للمفلوج :" لك أقول قم احمل سريرك و اذهب إلى بيتك " فقال للوقت و حمل سريره و خرج من قدام الهيكل ,حتى بُهت الجميع و مجدوا الله قائلين :" ما رأينا واحدا هكذا قط" , أريد أن أتكلم معكم بعض الشئ عن هدف المعجزات , فوجدنا هُنا ربنا يسوع فى هذة المعجزة بالذات يُظهر الهدف , فليس مُجرد إنه جعل واحد لم يكُن يسير يسير , أم إن واحد كان أعمى و أصبح يُبصر ,و لا حتى واحد ميت و يقوم , ليس هذا هو الهدف , لكن الهدف الأكبر و الأسمى هو مغفرة الخطايا , أعظم معجزة يا أحبائى تحدث للإنسان هو أن تُغفر خطاياه , التغيير من حالة إلى حالة , هذة هى أعظم مُعجزة التى لإجلها أتى الرب يسوع إلى العالم لكى يشفى مرض الإنسان . و لهذا نُريد أن نعمل جولة , فى مُعجزات ربنا يسوع عموما , سنجدها إنها من أجل شفاء أمراض الإنسان الجسدية و النفسية و الروحية , ستجد إن الهدف من المعجزة ليست مُجرد المعجزة , فالناس بالنسبة لها المعجزة , هى المعجزة , فمثلا : هذا الرجل لم يكُن يسير و أصبح الآن يسير , و هذا الرجل لم يكُن يرى و أصبح الآن يرى ". و لكن يسوع لم يكن هدف معجزته مُجرد المعجزة . فتقريبا إذا عملنا دراسة عن مُعجزات ربنا يسوع , نجد إن البارزين فى الكتاب المقدس , تقريبا 35 مُعجزة . 20 منهم , شفاء أمراض بأنواع أمراض كثيرة , و قصد ربنا يسوع فى شفاء الأمراض إنه يشفى كل أعضاء الإنسان , فتجد أشياء مُعجزات بالعين , و مُعجزات خاصة بالأذن و أخرى خصة باليد و القدم و أخرى خاصة لاظهر , فيوجد المرأة المُنحنية و المفلوج و اليد اليابسة , و أذن العبد و إبصار إنسان .
إذا حواس الإنسا و كيان الإنسان و جسد الإنسان كله شُفى بجسد ربنا يسوع المسيح , إذا لم يكن قصده مُجرد المعجزة و لكن كان قصده إنه يقول أنا أستطيع أن أشفى كيان الإنسان كله " اليد , الرجل , العين , الظهر , الأذن " أنا أستطيع أن أشفى كيان الإنسان كله .
ف20 مُعجزة شفاء , و طبعا كلنا نعرف إن هُناك 3مُعجزات إقامة موتى و هم " ابنة يايرس و ابن أرملة نايين و لعازر". فيكون بهذا العدد كله 23 , و عندنا أيضا أربع مُعجزات لإخراج الشياطين , مشهورين , و بهذا يكون العدد 27 , لدينا أيضا 6 مُعجزات للطبيعة مثل " تحويل الماء إلى خمر , تهدأة عاصفة , إصطياد سمك كثير , لعن شجرة التين , ," و بهذا يكون العدد 33 .و بهذا يتبقى 2 و هم مرتين ذكر الكتاب المقدس عن إشباع جموع , و هما "إشباع ال5000 نفس بالخمس خبزات و السمكتين و إشباع ال4000 نفس ", و بهذا يكون العدد 35 .
و كأن بهذة المُعجزات ربنا يسوع المسيح يُعلن سُلطانه الكامل على الطبيعة و الإنسان و الشيطان و الموت . إذا لم تكن مُعجزات ربنا يسوع المسيح بالصدفة , لا , لا , لا , بل إنه كان له أهداف منها أبعد بكثير من إجراء المُعجزة , فلم يكن هدفه مُجرد المعجزة و لكنه لديه هدف آخر , مثلما قُلنا إن مُعجزات شفاء المرض , هذة لم تكن لهدف شفاء المرض بل إنه يُريد أن يُشفى حواس الإنسان كلها و أعضاء الإنسان كلها , اليد و الرجل و نزف الدم , و لهذا كان يقول لك :" مرضى بأنواع أمراض كثيرة , كانوا يقدمونهم إليه " . و طبعا معروف جدا إنه كل مرض جسدى له معنى روحى . فالعين معناها الإستنارة و رؤية الله , الرجل معناها القدرة , اليد الأعمال , الظهر الإرادة , نزف الدم هذا هو تيار الخطية فى الإنسان أنها مُهلكة و مؤدية للموت . فكل مرض ربنا يسوع المسيح شفاه , يُعلن به قدرته على الشفاء ليس فقط أجسادنا , و لكن أجسادنا و أرواحنا , و لهذا نستطيع أن نقول إن هذة المُعجزات ليست هى كل المعجزات , و لا هؤلاء هم كل المرضى , بل إنهم كانوا نوعيات , فيسوع لكم يشفى كل البرص و لا أقام كل الموتى و لا شفى كل العميان , و لكنه كلن له هدف أعلى من إنه يُشفى أعمى بل يُعلن سُلطانه , و كان له هدف المُعجزة هو إظهار مجد لاهوته و بخاصة لغير المؤمنين . فقال لهم :" إن لم تؤمنوا بى آمنوا بسبب الأعمال ". إذا كانت المُعجزة بسبب الإيمان , و لهذا لا أستطيع أن أقول لك إن المعجزة لازمة للمؤمن , لكن المُعجزة ضرورية لغير المؤمن , لأنها وسيلة إيمان . و لهذا ناس كثيرة جدا تستغرب و تقول لك :" لماذا يفعل الله بعض المُعجزات و يُخلصنا من بعض المشاكل" فإذا كان واحد عنده مرض يقول لربنا أنت شفيت , لماذا لا تشفينى أيضا ؟؟ فأقول لك , إن الغرض من المعجزة ليس مُجرد الشفاء . و القديس أوغسطينوس يقول :" إن المعجزة هى آية لغير المؤمن " فمن الممكن أن تكون ضرورية لغير المؤمن , فقال لك , لهذا كان تأسيس الكنيسة فى عصر يسوع المسيح , عصر الأباء الرسل كا يوجد فيه مُعجزات كثيرة , فقال لك هذا بسبب إنها تُشبه دُعاماات المنزل , عندما , تبنى بيت جديد , يجب أن تضع له أعمدة , و البيت عندما يُبنى تُزال الأعمدة . فالمعجزة هى آية لغير المؤمن و لهذا المُعجزة كانت وسيلة من إعلانات الرب يسوع عن شخصه القدوس المُبارك , و بالطبع هدف المُعجزة هو إظهار مجده حتى تعرفه الناس و أيضا إعلان تحننه على الإنسان , إعلان مُشاركته لآلام الإنسان , فكان هدف المعجزة ليس إنه يقوم بعمل إستعراض , و لا لكى يأخذ مديح من الناس , لا , لم يكن هذا هو الهدف , بدليل إنه لم يصنع مُعجزة واحدة لنفسه , بمعنى إن يسوع مثلا عندما يجوع , لا يقوم بعمل شئ خارق , فينزل له الأكل من السماء , و مثلا لو تلاميذه ذاهبين ليبتاعوا طعاما , يقول له :" لا تضيع الوقت , فيمد يده إلى السماء , و يُحضر الطعام " . لا نحن لم نر شئ كهذا , فالحكاية ليست مُجرد إبهار . فإذا هم ذاهبين ليبتاعوا طعاما , يذهبوا و يتأخروا و فى النهاية يعودوا و يجدوه يجلس مع السامرية و يقول لها :" أنا عطشان " و لكن أنت من الممكن أن تُحضر مياه , أنت لديك وسائل كثيرة , فأنت الساقى جميع الخليقة من نعمتك , و لكنه لم يفعل هذا . عندما يجوع من الممكن أن يطلب ثمرة من تينة , فمن الممكن أن يُفرق بعض السنابل و يأكلهم , أو يُطلب يأكل , و لكنه لا يقوم بعمل مُعجزة لكى يأكل , فلما يعطش يُطلب أن يشرب , عندما يتألم لا يقوم بعمل مُعجزة من أجل أن ينتهى و يخف ألمه , حتى مات موت الصليب , و نجد إن هُناك مُعجزة واحدة عملها بنا يسوع المسيح من أجل نفسه و هى إقامته من الأموات , و هى فى الحقيقة , لم تكن من أجل نفسه بل من أجل إعلان سُلطانه على الخطية و الموت و الشيطان , فلم تكن من أجل نفسه , و لهذا نستطيع أن نقول إن أعظم معجزة لربنا يسوع المسيح هى توبتنا , و هذا هو قصده الحقيقى من المعجزة , هو تغيير الإنسان , إظهار مجد لاهوته و تحننه على الإنسان . و أكثر واحد ظهر مُعجزات شفاء فى البشائر الأربعة هو القديس لوقا , فالبطبع بكُكم إن لوقا طبيب , فيلفت نظره جدا حكاية شفاء الجسد و ثانى شئ إن القديس لوقا عنده البُعد الإنسانى عالى جدا , فتجد إن المعجزات التى يوجد بها تحنن أو رحمة , أبرزها جدا القديس لوقا , أى نستطيع أن نقول البشائر الأربعة , كل واحدة فى كلمة , متى " المسيح الملك " فتراه يقول لك :" يُشبه ملكوت السماوات ", فهو يُبرز المسيح الملك , كان متى مُحب للسلطة بالدليل إنه كان يعمل عشار أى إنه كان مُتحالف مع السُلطة الرومانية و الذى جذبه فى ربنا يسوع المسيح إنه ملك , مُرقس " المسيح الخادم " فتكلم كثيرا جدا عن يسوع الخادم الذى يجول يصنع خير , لوقا " المسيح الإنسان المُتحنن "كان يُظهر فى الرب يسوع الجانب البشرى " التحنن , الرحمة , مُعاملته مع المرأة " فأكثر بشارة تتكلم عن نساء هى لوقا , فإنه يدرس فى الرب يسوع المسيح الجانب البشرى , يوحنا " المسيح الإله" الذى يُحلق فى آفاق الروح .فلوقا الرسول عندما كان يُبرز , تحنن ربنا يسوع المسيح , كان يُبرزه عن طريق :" الشفاء" فالمُحتاجون إلى الشفاء شفاهم , فعندما يقول لك , عن ابنة أرملة نايين, فيقول لك , عندما رأها تحنن , فأظهر حنان ربنا يسوع المسيح , إذا يا أحبائى , المُعجزة هدفها تحنن ., إذا المُعجزة تُظهر مدى تفاعل ربنا يسوع المسيح مع الإنسان الذى أقترب منه جدا و أخذ مشاعره , فعندما يأتى ليُشفى أبرص , البرص كان مرض خطير جدا فى العهد القديم , لأنه معروف عنه إنه مربوط بالنجاسة , أى عقوبة النجاسة برص , و كان مرض مُعدى , و كان كل أبرص مُزدرى به معزول , لا شفاء له , لا علاج له , و كلن يُعزل فى مكان بعيد حتى يموت , حتى إنه يتعزل عن أقرب أقربائه , و هذا المرض يُمثل شناعة الخطية , فمعظم مُعجزان ربنا يسوع المسيح قالها بكلمة , و لكن الأبرص عندما شفاه لمسه و لم يكتف فقط بكلمه , لماذا يا رب هذا بالذات الذى تلمسه عندما تشفيه, فهو نفسه إذا خرج لكى يقضى شئ له , يجب أن يمضى فى خفاء و فى أمامكن غير مُزدحمة و إذا رآه إنسان , يجب أن يجعل كل الذين جوله يأخذوا بالهم لأنه رأى واحد أبرص , فكانوا يسير و هو مُغطى الرأس , فإذا واحد رأى واحد يسير و هو مُغطى الرأس و مدلدل رأسه للأسفل , و هُناك ثوب نازل من عليه , يعرف إنه أبرص . و لكن إذا كان هذا الرجل الذى يسير بجانبه , لا يأخذ باله منه, من المفترض إنه هو يقول :" أنا أبرص " و يُرددها 3 مرات " أبرص – أبرص – أبرص " . لكى يأخذ باله و لا يصطدم به , فيأخذ هو الآخر المرض . تخيل كل هذة التحذيرات من الأبرص و يقول لك :" إن الرب يسوع لمسه" . يُريد أن يقول لك , كم إن الله يقترب من الإنسان , و كيف إنه يشفى ضعفات الإنسان , و كم هو تحننه , فكأنه يقول له :" أنا ألمسك و آخذ مرضك علىّ أنا " أليس هذا هو الذى عمله المسيح , هو حمل أوجاعنا , فنحن عندما نُصلى نقول له :" يا حامل خطية العالم إقبل طلباتنا إليك " هل هذة كلمة مجاية , لا بل إنها كلمة حقيقية , هو بالفعل حمل خطايا العالم و عندما حمل خطايانا , صار مُحتقرا و مرذولا , " تأديب سلامنا عليه " لماذا ؟؟ لأنه حامل خطايا فعلية , يقول لك :" هم حسبوه إنه مضروبا و مُهانا من الله " فإقترب من الأبرص و لمسه و شفاه " فى كل مُعجزات ربنا يسوع يا أحبائى , لم يكن الهدف من9ها مُجرد مُعجزة . ففى هذة المعجزة " الرجل المفلوج " الذى دلوه أصدقاؤه الأربعه من فوق السقف , ربنا يسوع كان يتكلم فى شئ تقريبا ليس هذا هو الذى يُريدوه هم , هم يُريدوه أن يسير فقط , هو قال له :" مغفورة لك خطاياك " , فقالوا :" ما هذا , من هذا الذى له سُلطان لكى يغفر الخطايا ؟؟" ما هذا الرجل الذى يتكلم بهذة التجاديف . فقال لك :" علم يسوع ما فى أفكارهم " . فكان يكون نوعية الناس الموجودة يوجد فيهم أنواع , هُناك مجموعة مُتعاطفة مع يسوع التى تحبه جدا و التى تسير معه أينما يمضى و هُناك مجموعة ضد يسوع تسير معه لكى ترصد حركاته و يتتبعوه و يُهاجموه و لهذا كُنت ترى كمية ناي تسير خلف ربنا يسوع من الكتبة و الفريسيين كثيرةجدا , كانوا ذاهبين لكى يصطادوا أخطاؤه من وجهة نظرهم , ما من مرة , عندما ترى الكتبة و الفريسيين يسألوه و يُحاوروه و يقولوا عليه كذا , و يقولوا كيف إنه يفعل هذا الكلام يوم سبت , فهم آتيين لكى يصطادوا أخطاء و هُناك مجموعة أخرى آتية من أجل إنها تُريد أن تُشاهد , فكان فى كل تجمعات ربنا يسوع هكذا . مُبارك ربنا يسوع المسيح الذى يُحول الكتبة و الفريسيين إلى إمنهم يُمجدوا يسوع فيقول عنهم الكتاب إنهم مجدوا يسوع و قالوا :" ما رأينا واحد هكذا قط " , فهذا هو الذى فعله المتشددين , و لكن الفئة التى أتت لتُشاهد فقط بالطبع فعلت أكثر من هذا بكثير .
إذا هدف ربنا يسوع المسيح ليس مُجرد المُعجزة , كيف يُؤمن الإنسان , كيف يقترب منه , كيف يتودد إليه ؟؟؟ و لهذا أقدر أن أقول إن أهداف ربنا يسوع المسيح كانت تفوق خيالهم . إذا قمت بعمل دراسة فى الكتاب المقدس , فى مُعجزات ربنا يسوع المسيح , تجد إنه يوجد مُعجزة كثيرة عملها ربنا يسوع المسيح فى العهد القديم , و لكن كلها كانت خارج , الإنسان , اى مثلا يشق البحر و يعبروا هم فيه , أيضا الضربات العشر " تحويل الماء إلى خمر , الضفادع , الجراد ,البقر " كلها حاجات خارج الإنسان , برج بابل خارج الإنسان , مُعجزات كثيرة جدا فى العهد القديم , كلها خارج الإنسان , و لكن فى العهد الجديد , كأن ربنا يُريد أن يقول لك :" أنا سوف لا ألمس خارج الإنسان فقط , بل سألمس داخل أعماق الإنسان " سأقترب من الإنسان جدا و سأحمل ضعفه على و سأعطى له الشفاء , هذة هى بركة العهد الجديد . مُعجزات تقتيح العُميان , مُعجزات كثيرة جدا , ربنا يسوع المسيح إذا درستوا فى البشائر الأربعة , ستجدوا إن الله تقريبا شفى تسع عُميان , و لكن لماذا كل هذا العدد؟؟ فنحن مثلا نجد إنه شفى واحد فقط , يده يابسة , و اثنين مثلا مفلوجين , امرأة نازفة دم , كلهم أعداد صغيرة , لكن تفتيع العين أكثر منهم جدا , فشفى تسعة عُميان و لماذا ؟؟؟ ففى الحقيقة , العهد القديم كله كان يعرف إنه من الممكن أن يحدث شفاء لإى مرض إلا من العمى و لهذا لا تجد مُعجزة شفاء عُميان فى العهد القديم أبدا و لهذا اعتبروا إن شفاء الأعمى فى العهد الجديد هى مُعجزة باقية لأعلان المسيا , فقالوا إنه عندما يأتى رجل نجده يُفتح عيون عمى , سوف نعلم إن هذاهو المسيا , أليشع أقام ميت , إذا فهناك ناس أقاموا موتى , و لكن تفتيح عين أعمى لا تجدها و لهذا عندما بعث يوحنا تلاميذه ليسألوا ربنا يسوع المسيح :" هل أنت الآتى أم ننتظر آخر " قال لهم :" إذهبا إخبرا يوحنا , إن العمى يبصرون و البرص يُطهرون " هاذين الاثنين مُعجزان تخص المسيا " فأيضا عملوا شريعة لتطهير الأبرص , فلم يكن يُشفى الرجل المُصاب بالمرض , و لكنه فقط يأخذ التطهير من الناموس و يُحسب طاهر , و لكن المرض كان يستمر فيه و يظل شكله أبرص , و لكنه تطهر , تطهر من جوهر الخطية , و لكن فى العهد الجديد أصبح الأبرص , يُشفى تماما , عندما لمسه , فقال لهم قولوا له :" العمى يُبصرون و البرص يُطهرون ", فإذا من هذا ؟؟ هذا هو المسيا . يُريد أن يقولوا له يا جماعة آمنوا بى :" أنا إعلان إلهى , أنا لست مُجرد شخص , أنا لم آتى لكى أستعرض , لم آجى حتى يقول لى الشيطان :" قل للحجارة أن تصير خبز , فتصير خبز , لا " لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " . أرمى نفسك من أعلى جناح الهيكل و الملائكة ستأتى لتحملك , و لكن هو لا يقدر فقط أن يرمى نفسه و الملائكة تأتى لتحمله , لا من الممكن أن يصعد هو , و يقول له:" ما رأيك ؟؟" لا و لكنه لم يفعل هذا , قال له : لا تُجرب الرب إلهك " . فالهدف لم يكن مُجرد المُعجزة للإبهار , لا بل الهدف هو خلاص النفس , الإنسان و توبته , جوهر الإنسان .
و لهذا يا أحبائى أستطيع أن أقول إن أكبر مُعجزة فى حياتنا هو إن المسيح تجسد , الإله صار إنسان , و هى أيضا سر الإفخارستية , فهذة مُعجزة تحدث و أنت تجلس فى القداس , فالخُبز يتحول إلى جسد و عصير الكرم يتحول إلى دم , و نؤمن إن هذا هو بالحقيقة آمين , إذا نحن عندما نحضر قداس , نحن نحضر مُعجزة و نأخذ المُعجزة جوانا و مثلما يقول القديسون:" إن الكلمة صار جسدا لكيما يصير الجسد كلمة " , أى عندما نحن نأخذه نتحول إليه. و لهذا يا أحبائى , إذا اقتربنا لقصد ربنا يسوع المسيح فى أمور حياتنا , فنجد إن حياتنا هى تدبير خلاصنا , فى حين إننا نُفكر فى هذا بشكل آخر و نقول له :" أعمل مُعجزة و خلصنا من الذى نحن فيه " . فيقول لك المسيح :" ليس هذا هوهدفى, ليس هدفى إننى أجعلكوا تعيشوا بدون أمراض و بدون ضيقات , بالعكس أنا قُلتلكم و لم أخدعكم :" إنه بضيقات كثيرة ينبغى أن نخلُص " وقُلت لكم :" طوبى لكم إذا طردوكم و عيروكم و قالوا فيكم من أجلى كل شر كاذبين " . اى يا رب إنك تعرف إنه كلام كذب , تعلم و تتركنا , أعمل مُعجزة , اجعل الرجل الذى يُحكم حكم ظُلم , اجعله , إذا رآك فى مجدك يُطب ساكت . لا , هو لا يُريد هذا , هو يريد أن يرفع عقولنا و أنظارنا إلى ما بعد الحياة إلى المصير الأبدى , و لهذا ربنا يسوع المسيح لم يُظهر نفسه رجل مُعجزات , من أجل إنه يُبهر الناس ,لا بل من أجل إعلان محبته للإنسان . و لهذا حتى نحن كثير ما نتعامل مع المعجزة خطأ و كثير نطلب المعجزة خطأ و كثير ما نتعامل مع القديسين بطريقة خطأ , و كأن الوسيلة التى تربطنا بالقديسين هى المعجزة , من المفترض يا أحبائى إن الذى يُربطنا بالقديس ليست المعجزة بل السيرة , فعندما ناس تتشفع بقديس و يطلبوه جدا و يعملوا له ندور و يقولوا له سندفع لك إذا عملت ذلك , و هو لا يعرف أى شئ عن سيرته . و هل سيرته أهم أم المعجزة ؟؟ و ما الذى جعله يعمل المعجزة ؟؟ , و ما هو السلطان الذى أعطاه له الله لكى يعمل معجزة , إذا كان القديس كاراث , أو الأنا ونس , أو مارجرجس أو الأنبا أنطونيوس أو البابا كيرلس , أى واحد منهم يستطيع ان يعمل معجزة بسبب قُربه لله , سيرته , جهاده , نسكه ,تعبه , آمانته . هذا هو الذى جعله يكون قديس . و لكن يأتى الله و يجدنا مُتمسكين فى آخر الحكاية , ماسكين فى الطرف , و لكنه يقو ل لك :" أنا أدعوك إنك تكون مثله , أريدك أن تأخذ قلبه " و لهذا يا أحبائى جوهر المعجزة إننا نُمجد الله , و جوهر المُعجزة إننا نتغير و نصير نحن آيات لكل الذين حولنا . فالرجل المفلوج بالتأكيد عندما يسير , يقولوا الناس أليس هذاهو الرجل المفلوج , فمن الذى جعله يسير ؟؟؟ ربنا يسوع , فنُعطى المجد لربنا يسوع . فيقول لك فى إقامة لعازر , الناس التى أتت لكى تُشاهد , كانت تُريد أن تُشاهد الرجل الذى مات و قام , فنحن يا أحبائى أيضا عندما نتوب , سنكون نحن نفسنا إعلان لربنا يسوع المسيح . فيقولوا الناس إليس هذا هو الذى كان فى الأول كذا و كذا وكذا , ما الذى حدث له , تغير , فصار هو آية , ما الذى تفعله هذة الآية ؟؟ تُمجد ربنا يسوع , ربنا يُريدأن يعمل معجزات فينا و بنا , ربنا يُريد أن يُظهر مجده عن طريقنا عندما نتغير , هو يُريد أن يُشفى أرجلنا و أيدينا و كياننا كله يُشفى و البرص الذى فينا يُشفى , لأن هذا هو هدفه , فى مرة ذهبوا إلى القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة و قالوا له :" فلان هذا مريض , و نحن نثق فيك و نثق فى حياتك و إذا صليت له سيُشفى " . فقال لهم :" أنا لا أعرف أن أعمل مُعجزات " فقالوا له انت قديس كبير , كيف تقول عن نفسك هذا الكلام ؟؟؟ . فصلاة فقط منك , كلمة منك , لمسة منك , سيُشفى هذا الرجل , فأنت ضلك فقط يُشفى , فقال لهم :" أنا لا أعرف أن أعمل مُعجزات , قال لهم:" لأن المُعجزة ليس مثل الذى أنتوا فاهمينه , فقالوا له :" ما يُعنى هذا ؟؟" فقال لهم إذا أحد فيكم كلم واحد عن ربنا و علمته أن يقرأ فى الكتاب المقدس و جعلته يتحول من شخص غضوب إلى إنسان وديع , فأنت قد أخرجت منه شيطانا , أنت إذا كلمت إنسان عن ربنا و حياته تغيرت من إنسان بخيل إلى إنسان مُحب للعطاء , فبهذا أنت قد شفيت يدا يابسه , إذا جعلت إنسان عينيه تُفتح على أسرار الله و كلمته , فأنت قد شفيت أعمى , إن أقمت إنسان من عُمق الخطية , إلى عمق البر ,فأنت قد أقمت ميتا . فهذة هى المعجزة , المعجزة يا أحبائى أن نتحول , أن نتغير .
ربنا يُعطينا يا أحبائى , إننا نسمع الصوت :" مغفورة لك خطاياك " " قُم أحمل سريرك و اذهب إلى بيتك " " احمل همك و احمل خطيتك لأنه يوجد من يرفعها عنك "
ربنا يُكمل نقائصنا و يسند كل ضعف فينا بنعمته لإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين.

عدد الزيارات 2565

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل