كيف نقتنى الحكمة

Large image

أُرِيد أنْ أتحدّث معكُمْ اليوم عَنْ عطيَّة الحِكمة ، نقرا مَعَ بعض جُزء مِنْ ملوك الأول إِصحاح 3 : 4 – 15 [ وَذَهَبَ الْملِكُ إِلَى جِبْعُونَ لِيَذْبَحَ هُنَاكَ0لأِنَّها هِيَ الْمُرْتَفَعَةُ الْعُظْمَى0 وَأَصْعَدَ سُلَيْمَانُ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ عَلَى ذلِكَ الْمَذْبَحِ0 فِي جِبْعُونَ تَراءَى الرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ فِي حُلْمٍ لَيْلاً0 وَقَالَ اللهُ إِسأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ0 فَقَالَ سُلَيْمَانُ إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَْ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرٍّ وَإِسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَْكَ فَحفظْتَ لَهُ هذِهِ الرَّحْمَةَ الْعْظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ إِبْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسيِّهِ كَهذا الْيَوْمِ0 وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَأَنَا فَتًى صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ0 وَعَبْدُكَ فِي وَسطِ شَعْبِكَ الَّذِي إِخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَ لاَ يُعَدُ مِنَ الْكَثْرَةِ0 فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأِحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ لأِنَّهُ مَنْ يَقْدُرُ أنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ الْعَظِيمِ هذَا0 فَحَسُنَ الْكَلاَمُ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لأِنَّ سُلَيْمَانَ سَأَلَ هذَا الأمْرَ0 فَقَالَ لَهُ اللهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هذَا الأمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَ لاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَ لاَ سَأَلْتَ أنْفُسَ أَعْدَائكَ بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَميِْيزاً لِتَفْهَمَ الْحُكْمَ0 هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ0 هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَ لاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ0 وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي الْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ0 فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَاياىَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدَ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيل أَيَّامَكَ0 فَِإِسْتَيْقَظَ سُلَيْمَانُ وَإِذَا هُوَ حُلْمٌ وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَوَقَفَ أمَامَ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ وَقَرَّبَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَعَمِلَ وَلِيمَةً لِكُلِّ عَبِيدِه ] لمّا قدّم 1000 مُحرِقة فَرآها الله حاجة حِلوة ، فَأراد أنْ يفرّحه فَسألهُ ماذا تُرِيد ؟سوف نتحدّث عَنْ الحِكمة فِى ثلاث نِقاط :-

1/ أهميَّة الحِكمة 0
2/ صِفات الإِنسان الحكِيم 0
3/ كيف نقتنِى الحِكمة ؟
1/ أهميَّة الحِكمة :-
الحِكمة فِى الخلِيقة مِيزان لِكُلّ تصرُّفاتنا وَهى أهم صِفة لَوْ إِتصف بِها الإِنسان لصار الإِنسان فِى أمان فِى كُلّ أمور حياته ، لِذلِك شعر سُليمان أنّ أهم شيء يطلُبه هُوَ الحِكمة لأِنّ موهِبة الحِكمة تُعطِى لِلإِنسان إِفراز وَتميُّز فِى كُلّ امور حياته ، فِى مرَّة جمع الأنبا أنطونيُوس تلامِيذه وَأولاده وَسألهُمْ كُلّ واحِد فِيكُمْ يقُول مِنْ وجهِه نظرة ما هى أجمل فضِيلة يتمنّى أنْ يقتنِيها ؟ أوْ ما هى أعظم الفضائِل مِنْ وجهه نظركُمْ ؟ فَكثِير قالُوا التواضُع00فَقَالَ لاَ00المحبَّة00لاَ رغم أنّ المحبَّة هى الله 00العطاء لاَ[ مغبُوطٌ هُوَ العطاءُ أكثرُ مِنْ الأخذِ ] ( أع 20 : 35 ) 00فَقَالَ لهُمْ الحِكمة وَالإِفراز لأِنّ الَّذِى عِندهُ حِكمة يعرِف كيف يتضِع وَيُعطِى وَيُحِب ، فَهى مِيزان جمِيع الفضائِل مُمكِن إِنسان يتضِع وَلكِنْ إِتضاعه يُدخِلهُ فِى صِغر نَفْسَ فيشعُر أنّ بِداخِلهُ حقِير أوْ يشعُر أنّ النَّاس قَدْ نسوه ، أوْ يشعُر أنّهُ مغلُوب وَهذَا خطأ فَالإِتضاع هُوَ أنْ يقبل الإِنسان أنْ يغسِل أرجُل مَنَ حوله بِفرح ، مُمكِن واحِد يعمِل هذَا بِكُره وَضغط وَيقُول هُمْ تركونِى وَتركوا لِى أرجُلهُمْ ، وَلكِنْ الإِتضاع أنْ يكُون الإِنسان مُتواضِع ما الَّذِى يجعل الإِنسان يعرِف الفرق بين الإِتضاع وَصِغرالنَفٍْسَ ؟ الحِكمة هى المِيزان الحقِيقى لِجمِيع الفضائِل ، هى الَّتِى تُعرِّف الإِنسان الفرق بين التواضُع وَبين الهرُوب مِنْ المسئوليَّة ، هى الَّتِى تُعرِّف الإِنسان الفرق بين الهدوء وَبين السلبيَّة ، الحِكمة تُعطِى الإِنسان هذا المِيزان الحسَّاس فَالَّذِى يجعل الإِنسان مرَّة يشجّع وَمرَّة يوبّخ 00الحِكمة ، فِى وقت لَوْ شجّعنا فِيه خطأ ، وَفِى وقت آخر لَوْ وبّخنا فِيه خطأ ، ما الفرق بين الحُب وَالتدلِيل ؟ ما الفرق بين الحزم وَالقسوة؟ مُمكِن أقول إِنِّى أُرِيد أنْ أكُون شدِيد مَعْ أولادِى ، جيِّد لأِنّ الكِتاب يقُول[ رَبِي إِبنك بِعصا مِنْ حدِيد ] ، كويس لأِنّ التربية مطلُوبة ، لكِنْ مُمكِن أكُون قاسِى عليه ، أفقِدهُمْ معنى الأبَّوة وَأفقِدهُمْ معنى الأمومة أقُول أُعطِى أولادِى عاطِفة علشان أشّبعهُمْ لِكى لاَ يحتاجوا إِلَى شيء مِنْ الخارِج ،ما الفرق بين أنْ أُعطِى لهُمْ عاطِفة وَبين تدلِيلهُمْ ؟ فَإِذا حدث التدلِيل فَلاَ يقبلوا أىّ عقوبة وَ لاَ يقبلوا أىّ رفض لأىّ طلب مِنْ طلباتهُمْ ، وَإِنْ خرجوا إِلَى العالم سيجدوا الدُنيا خاضِعة لهُمْ هكذا أم هكذا نكُون قَدْ أفسدناهُمْ ؟ هُناك مِيزان لِذلِك يقُول أحد القدِيسين وَإِحنا بِنربى أولادنا[ لِيكُنْ لَكَ حُب بِلاَ تدلِيل وَحزم بِلاَ قسوة ] ، لِذلِكَ أهم الفضائِل الحِكمة ،هُناك فرق بين المحبَّة وَالتعلُّق المرِيض ، هُناك فرق بين الإِنسان الَّذِى يصوم وَبين الَّذِى يقود جسدهُ وَيُربيه ، الحِكمة تُعرِّف الإِنسان لِذلِكَ يقُول أنّ [ الحِكمة خَيرٌ مِنَ الَّلآلِىء00 ] ( أم 8 : 11 ) ،لِدرجِة أنّ مُعلّمِنا سُليمان يقُول [ وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحكَِِيمٌ خيرٌ مِنْ ملِكٍ شيخٍ جاهِلٍ00 ]( جا 4 : 14 ) واحِد مِثل رحبعام وَلِلأسف سمع لِمشورة الجُهَّال " الشُبَّان " وَقالوا لهُ قُل لِلشعب[ أبِي أدبَّكُمْ بِالسياطِ وَأنا أُؤدِّبكُُمْ بِالعقارِبِ ] ( 1 مل 12 : 11 ) ، إِظهِر لهُمْ مدى قوّتك وَجبروتك وَأخبِرهُمْ هكذا [ إِنَّ خنصرِي أغلظُ مِنْ متني أبِي ] ( 1 مل 12 : 10 ) ،أىّ أنّ إِصبعهُ الصغِير أغلظ مِنْ وسط أبيه الحِكمة عِندما فقدها رحبعام إِنقسمت المملكة فِى اللحظة الَّتِى قال فِيها هذا الكلام وَقاموا عليه لِكى يُهلِكوه لولا جماعة أحبُّوه مِنْ أجل أبيه وَليس مِنْ أجل نَفْسَه وَأخذوه وَأخفوه وَترك المملكة وَإِنفصل عشرة أسباط عَنْ مملكته ، وَلَمْ يبقى معهُ سِوى يهُوذا وَبنيامِين قسّم المملكة بِحماقة ، لِذلِك الإِنسان بِحكمتِهِ مُمكِن يكُون فقيِر وَضعِيف وَلكِنْ بِحكمتِهِ يرتفِع ، وَالجاهِل مُمكِن يكُون غنِى وَمُرتفِع وَبِجهلِهِ يسقُط وَيكُون سقوطه عظِيم يُوسِف الصدِّيق فقيِر وَصغيِر السِن وَمسجُون وَمُزدرى بِهِ وَمظلُوم لكِن حكِيم ماذا فعل ؟ جاء وَإِرتفع فوق كُلّ النَّاس وَكُلّ إِنسان فِى البلد بِحكمتِهِ لِذلِك لَوْ نرى أهميَّة الحِكمة سنعرِف أنَّنا مُحتاجِين إِليها جِدّاً ، فَالحِكمة تجعل الإِنسان يعرِف متى يتكلّم وَمتى يصمُت ؟ وَإِنْ تكلّم ماذا يقُول ؟ وَلَوْ صمت لِماذا ؟ هى مِيزان لِجمِيع الفضائِل ، فِيها فضائِل عدِيدة لِذلِك لمّا الإِنسان يكُون عِنده حِكمة يعرِف يُدّبِر منزِله جيِّداً ، يعرِف يُدّبِر الَّذِين حوله ، يعرف يتعامل معهُمْ ، يعرف كيف يكسب الأعداء وَيُحوّلهُمْ إِلَى أحِباء ، لِذلِكَ يقولُوا أنّ[ كلِمَاتُ الحُكماءِ تُسمَعُ فِي الْهُدُوء أكثر مِنْ صُراخِ المُتسلِّطِ بَيْنَ الْجُهَّالِ ] ( جا 9 : 17 ) ، الإِنسان الَّذِى يصرُخ كثِيراً يفقِد صواب تفكِيره وَالنَّاس لاَ تسمع لهُ ما أروع سُليمان وَهُوَ فِى منظر رهِيب وَالله يسأله ماذا أُعطِيك ؟ وَبدأ سُليمان يتضرّع إِليه وَقال لهُ أنا عبدك وَالشَّعب كثيِر وَأنا فتى صغِير لاَ أعلم الدخُول وَالخرُوج ،رغم أنّ سُليمان لَمْ يكُن صغِير وَ لاَ يعرِف يدخُل وَيخرُج وَلكِنْ يعرِف جيِّداً وَمَعْ ذلِكَ كان يتصاغر أمام الله لِذلِكَ ياأحِبَّائِى الحِكمة مطلُوبة مِنْ الإِنسان ، ما أحوجنا إِلَى الحِكمة فِى بيوتنا ،وَما أحوج أنفُسنا لإِقتناء الحِكمة ، وَما أعظم مَنْ يقتنِى الحِكمة وَيشعُر أنّ فِى حياته قوَّة وَسُلطان بِالحِكمة لِذلِكَ مَنَ يُرِيد الحِكمة هكذا يقُول مَعْ مُعلّمِنا بولس الرسُول[ فَأُنظرُوا كيفَ تسلُكُون بِالتَّدقِيقِ لاَ كجُهلاء بل كحُكماء ] ( أف 5 : 15 ) فَالحِكمة تجعل الإِنسان يعرِف كيف يسلُك مهما كانِت الضغُوط الَّتِى حوله ، تجعله لاَ يندفِع وَ لاَ يخضع لإِنفعالاته لِذلِكَ يقُول [000الْحِكْمَةَ تُحْيي أصْحَابَهَا ] ( جا 7 : 12 ) ، لِدرجِة أنّ الإِنسان مُحتاج لِلحِكمة حتَّى فِى الأمور الرُّوحيَّة 000مقدار الصُوم000مقدار الصلاة000مقدار العطاء000الإِنسان محتاج لِلحكمة يقُول الكِتاب لمّا أرادوا إِختيار سبعة شمامِسة كان الشرط الأساسِى مملؤين مِنْ الرُّوح القُدس وَمملؤين مِنْ الحِكمة ، هل سأختار واحِد غير حكِيم يُبّدِد الرعيَّة ؟00لاَ00ما أجمل الإِنسان الَّذِى يطلُب الحِكمة يمتلِك أفضل فضِيلة فِى الأرض 0
2/ صِفات الإِنسان الحكِيم :-
أ- عمِيق فِى فِكره :-
يعنِى لمّا يفكّر فِى أمر يفكّر بِعُمق ، بِهدوء ، بِترّوِى ، يحسِب الحِساب كُلّه ،ما لهُ وَما عليه وَكيف يمشِّى الأمر ؟ وَكُلّ الجوانِب ، كيف تسلُك ؟ وَيمتص كُلّ شيء وَيدرِس كُلّ شيء ، عكس الإِنسان الجاهِل مُتسرِّع ، أوِل لمّا تأتِى فِكرة ينّفِذها وَلمّا يتهّور يهِد كُلّ حاجة مِثل الَّذِى يقُول هذا الموضُوع لَنْ يتِم ، وَهذا الشخص يخرُج خارِجاً حالاً ،يهِد كُلّ حاجة000لِماذا ؟ فقد الحِكمة وَفقد الإِتزان يُقال عَنْ القدِيس أبو مقَّار إِشتهى فِى قلبه أنْ يعبُد الله مُنفرِداً فِى البرّيَّة الداخِليَّة الجوانيَّة ، أىّ يعِيش الوِحدة بِعُمق ، وَنحنُ لمّا نِسمع هذِهِ الكلِمة نجِدها حلوة وَجمِيلة لكِنْ لازِم يحسِبها لأنّ هُناك فِى :-
$ حروُب مِنْ عدو الخير $ خوف مِنْ الأيَّام وَالليالِى الَّتِى تمُر عليه
$ هُناك وحوش وَملل $ صِعاب وَضجر
وَهل قامتِى ستتحمّل كُلّ هذا أم مُجرّد إِنِّى أشعُر بِالرغبة فِى العيش مُنفرد أذهب وَأعِيش ؟لازِم أعرف ، وَيُقال عَنْ القدِيس أبو مقَّار بِكُلّ قداستهُ وَبِرّه يِفضل ثلاث سِنين يصَلِّى لِربِنا علشان يمتص هذا الفِكر بِداخِله وَيفعله وَهُوَ مُطمئِن ،لِيعرِف الفِكرة الَّتِى بِداخِله هل مِنْ الله أم لاَ ، لِكى يخرُج يتعبّد لِربِنا فِى الوِحدة وَ لاَ يبقى وسط الإِخوة ، هل لمّا تأتِى لِى فِكرة أفضل أدرِسها هكذا ؟ مِثال : واحِد بيقول لأبونا جاءت لِى تأشيرة لأمريكا ، فكّر 00أوزِن كُلّ الأمور :-
س1 : هل لمّا تسافِر ها يكُون لَكَ عمل وَ لاّ مسافِر فقط ؟ وَإِنْ كان هُناك عمل هل سيُناسِبك ؟
س2 : هل ستقبل تعمل فِى بنزينة أوْ فِى مطعم أم لاَ ؟ بعدما أصبحت كبيِر وَمُحترم فِى عملك وَلَكَ مكتبك 0
دائِماً يُقال أنّ الشخص الَّذِى يسافِر لِلعمل بِدُون شِهادة يكُون ها يعمِل حاجة مِن إِتنينHard work OR Dirty work فهل تقبل تعمل هكذا أم لاَ ؟أكِيد السِن يختلِف ، الشباب يقبلوا لكِنْ لَوَ كان راجِل عِنده 40 أوْ 45 سنة هل يقبل ؟هذِهِ نُقطة تستحِق التفكِير 0
س3 : تعلِيم أولادك كيف يكُون هُناك ؟
س4 : هل يُناسِبهُمْ الوسط المُحِيط ؟
س5 : هل تشعُر أنّهُمْ وصلوا إِلَى مرحلة نُضج مُعيّنة أم لاَ ؟
س6 : هل هُناك كنِيسة تهتم بِأولادِى وَتبنِى أنفُسهُمْ وَتحرِص على خلاص نِفوسهُمْ أم لاَ ؟
هُناك أُناس يفكّروا أولاً هذِهِ المنطِقة بِها كنِيسة جمِيلة وَبِها خِدمة جيِّدة وَبِها أباء كهنة مُهتمِين بِخلاص الأولاد وَالشباب وَالشبَّات وَالإِعترافات ، لأِنّ هُناك أماكِن أُخرى لاَ يوجد بِها كُلّ هذا ، فَيقُول مَعْ نَفْسَه هل سأذهب لِيضيع أولادِى ، يفكّر فِى كُلّ هذا ، يوزِن الأفكار وَيعرف مداخِل الأمر ، عمِيق فِى فِكره ، هكذا يكُون الإِنسان الحكِيم مِثال : إِنسان جاء لِنتعرّف عليه رُبما يكُون مُقدِم على الإِرتباط بِبنت مِنْ بناتنا ،أفكّر فِيه :-
$ هل هُوَ مُناسِب ؟ $ هل مُتديِن ؟
$ هل سِنّه مُناسِب ؟ $ هل إِمكانياته مُناسبة ؟
وَ لاَ يلِيق أنّ جُزئيَّة فِيه فقط فَنُغمِض أعيُنا عَنْ الباقِى ، فَتكُون إِمكانياته جيِّدة فَنتغاضى عَنْ باقِى الأمور ( السِن الَّذِى ضِعف سِنّها & بُعده عَنْ الله &000) ، وَنقُول أنّ ذلِك يأتِى مَعْ الوقت00أين الوقت ؟ إِذا كان شخص كِبِر وَوصل إِلَى هذِهِ المرحلة فَكيف ؟هُنا نظرنا لأمر واحِد لكِنْ الإِنسان الحكِيم عِنده نظرة شاملة لِلأمر يزِن الأمور صح ، يرى أمور لاَ يراها الآخرين ، لِذلِك يقُول [ الْمُسَايِرُ الْحُكَمَاءَ يَصِيرُ حَكِيماً وَرَفِيقُ الْجُهَّالِ يُضَرُّ ]( أم 13 : 20 ) ، فَالإِنسان الحكِيم أفعاله تدُل على أنّهُ إِنسان حكِيم ، يعرِف الأمور المخفيَّة ، يفكّر كيف يحلّها مِثال : رجُل إِبنته جاءت إِليه غاضِبة مِنْ زوجها ، يحتضِنها وَيظِل يقوّيها على زوجها وَيفتح لها بيته وَيُبرِز لها عيوب زوجها ، ألم يُفكِّر فِى نتائِج هذا الكلام على مدى الزمن ؟هذا الرجُل يفصِلها تماماً عَنْ زوجها وَإِنْ كان هُناك أمل بسِيط فِى رِجوعها يكُون بِذلِك قَدْ بدّد هذا الأمل وَلِنفرِض أنّها رِجعِت تكُون راجعة وَقلبها مشرُوخ مِنْ زوجها ، وَموقِف زوجها مِنْ أبيها ماذا سيكُون ؟ موقِف عداوة إِلَى مدى الأبد ، لأِنّ بِنته لمّا ذهبِت إِليه فِضِل يحكِى لِها وَيقوّيها وَيقسّيِها وَبدأت النِفُوس تشِيل وَلَمْ يفكّر أحد فِى رد الفِعل فِى هذا الموقِف ماذا سيكُون ؟ وَإِنفعلوا فِى الموقِف فقط ، وَيقُول بنتِى وَحقّها ، وَماذا بعد هذا ؟ هل ستبقى أنت لأِبنتك ؟ هل أنت اليوم أقرب إِليها مِنْ زوجها ؟دى الوصيَّة بِتقول لها " إِنسِى شعبِك وَبيت أبِيكِ " ، وَتقُول لهُ " أنت المسئول عنها الآن بعد والِديها " ، هى الآن أساساً مسئولة مِنْ زوجها وَليس مِنْ أبيها وَمَعْ الوقت تصِير الزوجة قريبة إِلَى زوجها أكثر ، تخيّلوا لمّا نِقطع هذِهِ العِلاقة نكُون هكذا حُكماء !! مِنَ أين الحِكمة ؟ يقُول سُليمان الحكِيم [ الْحَكِيمُ عَيْنَاهُ فِي رَأْسِهِ0 أمَّا الْجَاهِلُ فَيَسْلُكُ فِي الظَّلاَمِ000]( جا 2 : 14 ) ، أُنظُر إِلَى الأمور كُلّها ، أُنظُر نظرة بِعُمق ، أُنظُر إِلَى الأمام مِثال : أحد الأشخاص أهان إِنسانٍ ما فَيقُول الثانِى سوف أعمِل وَأضرب وَ0000وَهل يسكُت الأوَّل ؟00لاَ00بل هُوَ أيضاً سيفعل وَيفعل ، فكّر فِى ردود الأفعال ، لَوْ فعلت هذا ماذا سيحدُث ؟ الإِنسان المسكِين يفكّر مِنْ وِجهة نظر واحدة ربّ المجد يسُوعَ لَمْ يُرِيد أنْ يتراءى لِلنَّاس فجأة ، أوّلاً شعروا بِوجوده فِى وسط المُجتمع ، شعروا بِهِ فِى تعاليمه ، شعروا بِالتدرُّج ،فِى أول عِظة مَعْ النَّاس لَمْ يتكلّم أنّهُ هُوَ [ خُبز اللهِ هُوَ النَّازِلُ مِنَ السَّماء الْواهِبُ حَيوةً لِلعالم ] ( يو 6 : 33 ) ، بل أعطاهُمْ الموعِظة على الجبل الَّتِى هى أساس التعالِيم الأساسيَّة فِى المسيحيَّة ، لَمْ يُكلّمهُمْ فِيها عَنْ الصلِيب وَالقيامة وَعطيَّة الرُّوح ،00لاَ الإِنسان محتاج يقتنِى الحِكمة لأِنّ الإِنسان ما أحوجه إِلَى الحِكمة ، الإِنسان لمّا يكُون حكِيم يدرِس المُعطِلات ، يحسِب حِساب النفقة ، يكُون لهُ نظرة واقِعيَّة لِلأمور وَ لاَ يكُون خيالِى فِى تصرُّفاته ، لاَ يقُول سنفعل هذا00وَنأخُذ قرض وَيظِل يقسِّم وَيضع على عاتقه حمول وَديون وَفجأة يقُول أنا مُدان بـ 60 ألف مَثَلاً ، هل كُلّ هذا جاء فجأة ؟ لاَ00بل هذِهِ تراكُمات فِى الأعمال التُجاريَّة تُقال كلِمة ( دِراسة الجدوى ) ، ماذا تعنِى ؟ يدرِسوا فِيها :-
$ كَمْ التكلِفة لِنجاح المشروع ؟ $ الرِبح كَمْ يكُون ؟
$ مَعْ الوقت يغطِّى الثمن أم لاَ ؟
لها حِساب إِذا إِختلِت هذِهِ الحِسبة المشرُوع لاَ ينفع " يفشل " ، مِثل المشرُوع الَّذِى يتكلّف 10مليون جنية وَمكسبه اليومِى مائة جُنية ، فَهذا المشرُوع ليس لهُ داعِى بِالمرَّة ،لأِنّ المكسب لاَ يتناسب مَعْ رأس المال الموضُوع ، هُناك حِكمة تزِن كُلّ هذِهِ الأمور ،لِذلِك الإِنسان فِى حِكمته لابُد أنْ يتأنّى وَيتروّى ، لِذلِك مِنْ صِفات الإِنسان الحكِيم 0
ب- هادِى فِى تفكِيره :-
لاَ يكُون عاطِفِى فِى تفكِيره ، لاَ يُفكِّر فِى الأمور تحت ضغط عاطِفِى ، لاَ يُفكِّر بِزاوية واحدة وَلكِنْ مِنْ جمِيع الزوايا ، لاَ يكُون مُندفِع فِى فِكره ، نحنُ نحتاج إِلَى هذا الأمر جِدّاً ، نصيحة " لاَ تأخُذ قرار وَأنت فِى لحظِة إِنفعال " ، ننتظِر قلِيلاً حتَّى تهدأ الأمور ،وَالأفضل ألاّ ندخُل فِى حدِيث مَعْ أىّ إِنسان مُنفعِل ، نترُكهُ حتَّى يهدأ ، لِذلِكَ الحِكمة أفضل مِنْ اللآلِىء الثمِينة نرى حِكمة أبِيجايِل عِندما ثار داوُد ، قالت لهُ لاَ تفعل حماقة ، هذا الكلام كُلّه سوف يُنسب إِليك ، أتُرِيد أنْ يقُولوا أنّ داوُد الملِك جرِى وراء إِنفعالاته ، لاَ سيِّدِى ، كانت تتكلّم بِأسلوب رائِع أرجعته عَنْ حمو غضبه ، حِكمة حسمت كُلّ الأمور لِذلِكَ الإِنسان الحكِيم عنده رُوح مِنْ الداخِل تفرِز له الأمور وَتُميِّزها وَتجعله يعرِف كيف يتصرّف فِى الوقت المُناسِب الأنبا أنطونيُوس أبو كُلّ الرُهبان المؤسِس لِنظام الرهبنة الَّذِى أساس دعوته رفض العالم وَعدم محبِّة العالم ، هل يُعقل أنّ القدِيس أنطونيُوس يترُك مغارته وَينزِل إِلَى العالم ؟! لكِنْ هُوَ فعل هكذا مِنْ أجل الدِفاع عَنْ الإِيمان لِيسنِد النَّاس ضِد بِدعة أريوس ، لكِنْ تعالى فِى مرّة أُخرى ندعِى الأنبا أنطونيُوس لِحضور نهضة رُوحيَّة فِى الكنِيسة لِيُعطِى كلِمة منفعة ، يرفُض ، 00لاَ00لَنْ أترُك مغارتِى ، نقُول أنت نزلت مِنْ قبل ، يقُول كان لها ظروفها فَأنا نزلت مِنْ أجل أمر مُعيّن 0
الإِنسان الحكِيم :-
$ لاَ يكُون مُتسلِّط فِى رأيه عِندما يقُول أنا قُلت كذا لَنْ أرجع 0
$ الحكِيم يزِن الأمور 0
$ يعرِف متى يتصرّف وَمتى يمنح وَمتى يمنع 0
مِنْ القصص الجمِيلة عَنْ الحِكمة فِى حياة الأنبا مُوسى الأسود عِندما بدأ فِى سِلك الرهبنة بدأ يأكُل مَعْ الرُهبان وَكان أكلهُمْ بسِيط وَقلِيل وَكان يجوع جِدّاً ، لأِنّهُ إِعتاد الأكل بِكميات كبيِرة ، وَكما نعلم المِعدة دائِماً تحتاج إِلَى التدرِيج فَلاَ يلِيق بعدما كانت تأخُذ كميات كبيِرة فجأة تأخُذ كميات قلِيلة ، فهى مِثل البلّونة بعدما تنتفِخ لِكى تِصغر 00تِصغر بِالتدرِيج ، وَبعد تناوُل وجبِة الغداء يبحث عَِنْ هذِهِ الوجبة ثُمّ يعرِف أنّ ما تناولهُ هُوَ الغداء ، فَذّهب بِأمانة وَصِدق وَشكى لأب إِعترافه عَنْ كميَّة الطعام وَأنّهُ يجوع ، فَأحضر أب إِعترافه جِزع شجرة وَقال لهُ أنا هأمُرهُمْ فِى الدير أنْ يصرِفوا لَكَ كُلّ يوم وزن هذا الجِزع طعام فَكان الجِزع فِى البِداية ثقِيل وَلكِنْ مَعْ الوقت لأِنّهُ مقطُوع مِنْ الشجرة فَبدأ يجِف وَبِالتالِى الطعام يقِل لكِنْ بِالتدرِيج ، وَنرى حِكمة الشيخ على ما ذبل الجِزع وَسقط الورق مِنهُ كان الأنبا مُوسى وصل لِكميَّة أكل الرُهبان لكِنْ بِالتدرِيج ، لكِنْ لَوْ أحد غير حكِيم كان يرُد وَيقُول هذا هُوَ نظامنا وَإِنْ لَمْ يعجِبك فَأنت لاَ تنفع معنا ، ( حِكمة بِتدرِيج ) حتَّى فِى دير السُريان هُناك مائِدة أثريَّة نُلاحِظ أنّها مُقسّمة إِلَى ثلاثة أقسام :-
$ جُزء لِلشيُوخ $ جُزء لِلأحداث $ جُزء لِلمتوسطِين
لاَ يلِيق أنْ يأكُل الأحداث مثلما يأكُل الشيُوخ ، يحتاجوا إِلَى فترة ، فِى هذِهِ الفترة يهدأ الجسد وَالجهد يقِل وَيبدأ الإِنسان فِى السمو الرُّوحِى وَيبدأ يُقلِل الطعام ، لكِنْ لاَ يصِح غير ذلِكَ ،( حِكمة الشيُوخ ) الحِكمة تجعلنِى لمّا أتعامِل مَعْ إِنسان أعرف دوافعه وَأعرف ميوله وَأعرف إِهتماماته وَلمّا أتكلِّم أعرف كيف أتكلّم ، لِذلِكَ عِندما يعِيش الإِنسان بِحِكمة يزِن كُلّ الأمور صح يُقال عَنْ مجمع نيقية حدث بِهِ صِراع وَهُوَ مجمع مسكُونِى ، أىّ أنّهُ ضمّ كنائِس العالم كُلّه ، وَالغالِبيَّة إِتفقوا على أنّ رِجال الأكليرُوس ( الكهنة ) كُلّهُمْ يكُونوا رُهبان وَبتوليين لأِنّهُ لاَ يصِح أنْ يخدِم الشَّعب وَيكُون لديهِ إِهتمامات زوجة وَأولاد وَ00000،وَكادوا يتفِقوا على هذا القرار ، وَإِبتدأوا يقُولوا أنّ البتوليَّة تُعطِى تفرُّغ ، نقاء ، سمو ،وَأنّ هذا أجمل لِلكهنُوت لأِنّهُ كهنُوت المسِيح وَلكِنْ كنِيسة مصر قالت رأى آخر ، أنّ رؤساء الشَّعب يكُونوا بتوليين وَالرُعاة الَّذِين فِى وسط الشَّعب يكُونوا مُتزوجين ، أىّ أنّ الأباء الأساقِفة وَأبونا البطرك رُهبان ،أمَّا الكهنة فَمُتزوجين فَجمعت كنِيسة مصر بين البتوليَّة وَالزواج ، لأِنّ ذلِكَ عليه إِلتزامات وَهذا عليه إِلتزامات ، وَقالوا أنّ الَّذِى يرعى النَّاس لازِم يكُون مِنْ نَفْسَ ظروف النَّاس ، فَهَذا الرأى ساد على الجمِيع صمت وَأعلنوا الموافقة فِى الحال لأِنّ الإِنسان الحكِيم لاَ يعرِف التطرُّف فِى ذِهنه ، أىّ أنّهُ لاَ يمشِى فِى شيء إِلَى أقصاه وَلكِنْ يعرِف الإِلتزام وَيعرِف كيف يزِن الأمور ، هذِهِ هى الحِكمة الَّتِى تجعل الإِنسان يقُول كلام قلِيل وَلكِنْ لهُ منفعة كثيِرة مِثلما يقُول الكِتاب [ تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا ]( أم 25 : 11 ) ، وَالَّذِى قال هذا الكلام فِى المجمع لَمْ يقُل تُفَّاح مِنْ ذهب بَلْ وَأعظم مِنْ الّذهب ، هذِهِ هى الحِكمة ، وَالإِنسان الَّذِى قالها مملوء حِكمة 0
3/ شروط إِقتناء الحِكمة :-
فِى البِداية أُرِيد أنْ أُميِّز بين نُقطتين ( أمرين ) الحِكمة وَالخُبث الإِنسان الحكِيم غير اللئيِم ، لاَ أستطِيع أنْ أقُول أنّ رِفقة حكِيمة ، إِنّها عرفت كيف تجعل يعقُوب البِكر ، هذا لُؤم أبينا يعقُوب لاَ نستطِيع أنْ نقُول أنّهُ أصبح غنِى بِحِكمة وَلكِن بِلُؤم ، عِندما عمل عِند خاله لابان بِالأُجرة وَبعدها أراد أنْ يكُون عِنده قطِيع مِلك لهُ وَكانت مُعظم الغنمات لُونها بُنِّى وَفِيها حوالِى خمسة أوْ أكثر مِنّقطة ( أبيض x إِسود ) ، فَقَال لهُ لابان بعدما يتزوجوا يأخُذ هُوَ النِتاج المنّقط وَحدث أنّ يعقُوب دهن الشجر الَّذِى تستقِى مِنهُ الغنمات وَكانت وَهى تشرب كانت تتوّحم فَتُحضِر ثمرها مِنْ نَفْسَ لُون الشجر( أبيض x إِسود ) ، وَفِى النِهاية يكُون هذا الغنم خاص بِهِ ، وَهذِهِ لاَ تُحسب حِكمة ، هذا يُحسب خِداع – مكر – لُؤم الحِكمة الرُّوحيَّة حِكمة تقتنِى جمِيع الفضائِل ، فَالحِكمة تُراعِى المحبَّة وَالإِتضاع ،لكِنْ الخُبث وَاللؤم يخدِم الذات وَكيف أرتفِع على مَنَ أمامِى ؟ وَكيف أخدعه ؟ هل يُعقل أنّ السيِّد المسِيح يُعطِينِى وصيَّة أخسر بِها جمِيع الوصايا وَفِى النِهاية أُطلِق على نَفْسِى حكِيم !!هذِهِ ليست حِكمة ، الحِكمة تجعل الإِنسان مملوء حِكمة ، مملوء إِتضاع ،هُناك حِكمة قال عنها مُعلّمِنا يعقُوب الرسُول [ لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلةً مِنْ فَوْقٍُ بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ ] ( يع 3 : 15 ) ، فَالشيَّطان حكِيم وَالحيَّة يُقال عنها أنّها أمكر جمِيع الحيوانات تعرِف كيف توقِع مَنَ أمامها لِذلِكَ الحِكمة الَّتِى مصدرها غير الله تكُون ملِيئة كِذب – رشوة – خِداع – تشوِيش – مؤامرات – 000، لكِنْ الحِكمة الَّتِى مِنْ الله يُقال عنها[00طَاهِرَةٌ ثُمَّ مُسَالِمَةٌ مُتَرَفِّقَةٌ مُذْعِنَةٌ مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَاراً صَالِحَةً عَدِيَمةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاء ]( يع 3 : 17 ) ، الإِنسان الحكِيم نقِى السِيرة نسمع عنهُ كلام جمِيل 0
وَمِنَ هُنا نصِل إِلَى كيف نقتنِى الحِكمة ؟
1/ طلب الحِكمة :-
 الحِكمة عطيَّة وَموهِبة مِنْ الله مِثل سُليمان الَّذِى طلب قلباً فهِيماً ، فَمِنْ الكلام عَنْ الحِكمة إِشتقنا إِليها ، لِذلِك نضع هذِهِ الطِلبة أمامنا فِى كُلّ يوم ( أعطنِى يارب قلب فهِيم ، أعطنِى حِكمة ) ، كيف أدبّر نَفْسِى وَبيتِى وَأولادِى وَأصدقائِى وَعملِى وَ000، أطلُبها لأِنّ الكِتاب يقُول [ إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللهِ الَّذِي يُعْطِي000وَلكِنْ لِيَطْلُبْ بِإِيمَانٍ غَيْرَ مُرْتَابٍ000] ( يع 1 : 5 – 6 ) فَدانيال طلب حِكمة [ 000يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْماً ]( دا 2 : 21 ) ، وَهُوَ قال [ أنا أُعطِيكُمْ فماً وَحِكمةً00 ] ( لو 21 : 15 ) ،وَهكذا تقُول الوصيَّة [ 000فَكُونُوا حُكَمَاءَ000] ( مت 10 : 16 ) ، الوصيَّة تُعطِى قوَّة 0
2/ الإِحساس بِإِحتياج الحِكمة :0
هل تعرِفوا لِماذا نحنُ لاَ نطلُب الحِكمة لأِنّنا نعتقِد أنّنا حُكماء ، لِذلِكَ لاَ نطلُبها ،وَلَوْ كُلّ واحِد نظر لِنَفْسَه سيُعطِى لنا إِثباتات أنّهُ حكِيم وَخير العارِفين ، هل هذا يعرِف يطلُب حِكمة ؟0لاَ0لاَ0مَنَ يُعوِزهُ حِكمة فَليطلُب حِكمة ، إِذن أنا محتاج أنْ أشعُر إِنِّى مُحتاج لِلحِكمة ، فَإِحتياجِى لِلحِكمة هُوَ أساس طلبِى لِلحِكمة ، مِثل إِحتياجِى لِلطهارة ، لِلقداسة ، المحبَّة ،نحنُ نحتاج لِلحِكمة ، فَأطلُب الحِكمة بِإِستمرار ، لازِم نشعُر أنّنا غير حُكماء ،كَمْ مرّة يارب تصرّفت بِجهل وَتسرُّع وَلَمْ أدرِس جمِيع أمورِى ؟ كَمْ مرّة لَمْ أدرِس ردود الأفعال ؟ وَكَمْ0يارب أعطنِى حِكمة 0
3/ المشورة :-
الإِنسان الحكِيم يُحِب يأخُذ مشورة الحُكماء ، لِذلِكَ يقُول[ طَرِيقُ الْجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيهِ0 أمَّا سَامِعُ الْمَشُورَةِ فَهُوَ حَكِيمٌ ] ( أم 12 : 15 ) ،وَأنا كيف أطلُب المشورة إِنْ لَمْ أشعُر بِضعفِى ؟نرى سُليمان يقُول [ 00وَأنَا فَتَى صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ الْخُرُوجَ وَالدُّخُولَ00]( 1مل 3 : 7 ) ، إِنت يارب عرفنِى [ 00وَبِكَثْرَةِ الْمُشِيرِينَ تَقُومُ ] ( أم 15 : 22 ) ، الإِنسان مُحتاج إِلَى كلِمة مِنَ أفواه المُشيرِين وَالحُكماء نتعجّب على موقِف مُعلّمِنا بولس الرسُول الأخِذ دعوتهُ مِنْ الله وَالَّذِى تعب أكثر مِنْ جمِيع الرُسُل ، نقرأ عنهُ فِى رِسالتهُ إِلَى غلاطيَّة أنّهُ ذهب إِلَى أورُشلِيم لِكى يسأل المُعتبرِين أعمِدة فِى الكنِيسة [ 00لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً ] ( غل 2 : 2 ) ، أنا ذاهِب أراجِع نَفْسِى مَعْ باقِى الرُسُل إِخوتِى وَأرى هل أنا أسِير صح أم خطأ ؟ ذاهِب أراجِع إِنجِيلِى وَكِرازتِى وَفِكرِى معهُمْ ، ذهبت أستشِير المُعتبرِين أعمِدة فِى الكنِيسة ، مُعلّمِنا بولس الرسُول الَّذِى لمّا نقرأ رِسالته نجِدها تتدفّق مِنها أنَّهار حِكمة لِذلِك الإِنسان الحكِيم يأخُذ رأى المُشيرِين وَلكِنْ يكُونوا حُكماء ، وَأحذر مِنْ إِستشارِة الجُهّال ، لأِنّنا أحياناً مِنْ عدم حكمِتنا لاَ نُميِّز وَنأخُذ مشورة الجُهّال ، مِثل الَّّذِين يذهبوا إِلَى السحرة وَالمُنّجمِين ، هل ستأخُذ المشورة وَالحِكمة مِنَ هؤلاء ؟ الحِكمة تُؤخذ مِنْ إِنسان مملوء حِكمة ، أىّ فِيهِ رُوح الله وَمشهود لهُ بِذلِك 0
4/ التعلُّم مِنَ الأخطاء وَمُراجعة النَفْسَ بِإِستمرار :-
جمِيل إِنْ الإِنسان يراجِع نَفْسَه وَيعرف أخطاؤه وَيُدِين نَفْسَه ، عِندما أدِين نَفْسِى فِى أخطائِى أضمن وَأعرف إِنّنِى لَنْ أُكرِّر أخطائِى ربنا يسُوع المسيِح كنز الحِكمة وَمُعلِّم الطهارة وَمؤسِس الدهُور يملأنا بِالحِكمة وَيفِيض علينا بِحِكمة رُوحيَّة مِنَ عِنده نازِلة مِنَ فوق لِيُعلّمِنا كيف نسلُك وَكيف نحيا وَيُعطِينا حِكمة فِى كُلّ أمور حياتنا ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمِين .

عدد الزيارات 3712

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل