القُدّاس سِر الحياة

نقرا مَعَْ بعض جُزء مِنْ إِنجيِل يُوحنا إِصحاح 6 مِنْ عدد 47 إِلَى عدد 56 :[ الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُمْ مَنْ يُؤمِنُْ بِي فَلَهُ حيوةٌ أبدِيَّةٌ0أنا هُوَ خُبزُ الحيوةِ0 آبَاؤُكُمْ أكلُوا المَنَّ فِي البرِّيَّةِ وَماتُوا0 هذا هُوَ الخُبزُ النَّازِلُ مِنَ السَّماءِ لِكىْ يأكُلَ مِنْهُ الإِنسانُ وَ لاَ يمُوتَ0 أنا هُوَ الخُبزُ الحىُّ الّذى نَزَلَ مِنَ السَّماءِ0 إِنْ أكل أحدٌ مِنْ هذا الخُبزُِ يحيا إِلَى الأبدِ0 وَالخُبزُ الّذى أنا أُعطِي هُوَ جَسَدِي الّذى أبذِلُهُ مِنْ أجْلِ حيوةِ العالمِ فخاصَمَ اليهُودُ بعضهُمْ بعضاً قائِلِينَ كيف يقدِرُ هذا أنْ يُعطِينَا جَسَدَهُ لِنأكُلَ0 فقال لهُمْ يسُوعَ الحقَّ الحقَّ أقُولُ لكُمْ إِنْ لَمْ تأكُلُوا جَسَدَ إِبنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حيوةٌ فِيكُمْ مَنْ يأكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُْ دَمِي فَلَهُ حيوةٌ أبَدِيَّةٌ وَأنا أُقِيمُهُ فِي اليومِ الأخِيرِ0 لأِنَّ جَسَدِي مأكَلٌ حَقٌّ وَدَمِي مَشْرَبٌ حَقٌّ0 مَنْ يأكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يثبُتْ فِيَّ وَأنَا فِيهِ ] فِى الحقيِقة ياأحِبَّائِى إِنّ الحدِيث عَنْ القُدّاس وَالإِتِحاد بِالمسيِح صعب جِدّاً أنْ نتكلّم عنهُ فِى زمن مُختصر ، مِثل مَنَ يقُول لِى أعطِينا كلِمة عَنْ الكيمياء ، فالقُدّاس بحر00القُدّاس هُوَ سِر الحياة00هُوَ قوّتنا أحد المُضطهِدِين لِلكنيِسة تعجّب مِنْ قوّة الشُهداء ، فأحض ناس لِيُحلِّلُوا شخصيَّة المسيحيين ، فكيف أنّهُمْ بِيستشهِدُوا00وَكيف أنّهُمْ يُقبِلُون على الموت بِفرحٍ ؟ فقالُوا لهُ[ إِنّ المسيحيين يُقِيمون سِر الإِفخارستيا ، وَسِر الإِفخارستيا يُقيِم المسيحيون ] فَسِرَ قوّة المسيحيين هى فِى القُدّاس ، فَإِتحادنا بِربِنا يسُوعَ هُوَ بِطرِيقة عمليَّة جِدّاً فَهُوَ لَمْ يُحِب أنْ يُحّدِثنا على الإِتِحاد بِهِ بِمُستوى معنوِى ، أوْ نَفْسَانِى ، أوْ عقلِى ،وَلكِنْ هُوَ أحبّ أنْ يكُون الإِتِحاد بِهِ إِتِحاد حقيِقِى ، فَأعطانا جسده وَدمه لِكى نثبُت فِيهِ وَيثبُت فِينا ربِنا يقُول لنا خُذوا جسدِى لأِنّكُمْ مُحتاجيِن لِلغُفران ، مُحتاجيِن جِدّاً أنْ تنالُوا حياة جدِيدة بىَّ وَفىَّ ، وَلكِن كيف ؟؟ قال لابُد أنْ أكُون معكُمْ على مُستوى حقيِقِى ،وَلِذلِك فِى العشاء الأخيِر رأيناه بِيكسر الخُبز وَيقُول لِلتلامِيذ[ 000خُذُوا كُلوا هذا هُوَ جسدِي ] ( مت 26 : 26 ) ، فهُمْ أكلوا خُبز وَلكِنّهُ جسد بِفِعل قوّة الله وَالّذى يُفّكِر بِعقلِهِ وَيقُول : كيف يكُون جسد وَهُوَ خُبز ؟؟ نقُول لهُ إِنّ ربِنا يسُوعَ أعطى التلامِيذ خُبز مكسُور وَقال لهُمْ [ خُذوا كُلوا هذا هُوَ جسدِى ] ، وَهُمْ قبلوه بِالإِيمان أنّ هذا جسد ، وَهُوَ ترك نَفْسَ الخُبز فِى كنِيستهُ لِكى يكُون حاضِر على المذبح بِذاتِهِ ، وَنأكُلهُ ، نأكُل المسيِح وَنثبُت فِيهِ وَيثبُت فِينا وَلِكى نعرِف قيمة القُدّاس يجِب أنْ نتخيّل حياتنا بِدُون قُدّاس ، وَنرى كيف أنّنا نعيِش بِدُون قُدّاس ، فَلَوَ عِشنا بِدُون قُدّاس وَبِدُون ذبيحة وَبِدُون مغفِرة فإِنّنا سنجِد خطايانا بِتتراكم علينا ، وَحِمولنا بِتثقُل ، وَلكِنْ مَنَ يستطِيع أنْ يثبُت وَيستمِر فِى حياته مَعَْ ربِنا وَخطاياه بِتتراكم عليه !!وَلِذلِك فإِنّ أجمل عطيَّة ربِنا أعطاها لنا هى جسده الّذى على المذبح ، بحيث أأخُذ مِنْ جسدهُ غُفران لِخطاياى ، وَأحِس أنّ المسيِح بِداخِلِى ، وَإِنِّى بِهِ أحيا وَأتحرّك وَأوجد ،فَمِنْ أكثر الأمور التَّى يُشّكِكنا فِيها عدو الخير وَهى إِنِّى أأخُذ المسيِح وَأتناول وَ لاَ أشعُر بِالغُفران ، وَهذِهِ كارِثة كارِثة أنْ يكُون المسيِح بِداخِلِى وَضميرِى ضمير خطايا وَمُثّقل بِالخطايا ، حبِيبِى000 خطاياك غُفِرت ، المسيِح دخل إِليك فَطَهّرك وَنقّاك ، وَلكِنْ هذا بِشرط وَهُوَ إِنِّى أكُون قَدْ إِمتنعت عَنْ الخطيَّة ، وَتائِب عنها ، وَبجاهِد أنْ أكُف عنها ، فَأنا لَمْ أقُول إِنِّى قَدْ إِمتنعت عَنْ الخطيَّة ، وَلكِنْ أقُول إِنِّى مِنْ داخِلِى رافِض الخطيَّة ، وَ لاَ أحِبّها ، وَغير ساعِى إِليها ،وَ لاَ أتمنّاها ، وَغير مُتلّذِذ بِها ، وَندمان عليها ، فَالّذى يتقدّم لِلتناول بِهذا الإِحساس فَإِنّ الجسد وَالدم يُطّهره وَيُنّقيه ، ثِق أنّ لَكَ غُفران صعب جِدّاً أنْ أتناول وَأشعُر أنّ خطيتِى مازالت باقية ، وَبِذلِك أنا بشعُر أنّ الجسد وَالدم عاجِز عَنْ أنْ يُعطِى مغفِرة ، وَهذا بِالطبع حاشا جاء إِنسان لأُسقُف لِكى يعترِف وَقال لهُ أنا خطيتِى عظِيمة جِدّاً ، وَأنا لاَ أثِق أبداً أنّ خطاياى يُمكِنْ أنْ تُغفر ، فقال لهُ الأُسقُف : فماذا فعلت ياإِبنِى ؟ فقال لهُ أنا فعلت ما لاَ تتخيّلهُ ، وَ لاَ أعتقِد أنّ ربِنا بِهذِهِ السِهولة يُمكِنْ أنْ يسامِح إِنسان ،فَالأُسقُف قال لهُ تشبيه بسيِط جِدّاً قال لهُ : أُرِيدك أنْ تتخيّل أنَّكَ واضِع كُلّ خطاياك فِى كفّه وَتضع نُقطة مِنْ دم المسيِح فِى الكفّة الأُخرى ، فَأيُّهُما يغلِب ؟؟!! فخجل الشخص [ 000وَدم يسُوعَ المسيِح إِبنهِ يُطهُِّرنا مِنْ كُلّ خطيَّةٍ ] ( 1 يو 1 : 7 ) ، وَإِلاّ لَوَ كان الدم بِيعجز عَنْ أنْ يُطّهِر مِنْ خطيَّة مُعيّنة فإِنّهُ يكُون دم عاجِز ، كَلاّ00فإِنّ فِعله فِعل تطهِير وَفِعل كامِل لِذلِك ياأحِبّائِى نحنُ مُهمِليِن جِدّاً فِى سِر الإِفخارستيا ، مُهمِليِن فِى الوعى بِهِ ،مُهمِليِن فِى طريِقة مُمارستهِ ، مُهمِليِن فِى إِحساسنا وَشعُورنا بِهِ ، مُهمِليِن فِى تفاعُلنا مَعَْ الجسد وَالدم ، مُهمِليِن فِى حِفاظنا على المواظبة عليه ، مُهمِليِن فِى معرِفتنا بِأسرار القُدّاس فَالإِنسان عِندما يكُون وعيه ناقِصاً ، فَإِنَّنا نجِدهُ بِيفعل السِر بِالشكل ، فَيأتِى لِلُقدّاس كروتيِن ، فيتناول وَيقُول هى شيء يسنِدنا فِى الإِمتحانات ، وَهى شيء يحفظنا ، وَلكِنْ يجِب أنْ يكُون الأمر أرقى وَأعلى مِنْ ذلِك بِكثيِر ، لأِنّ ربِنا يسُوعَ أعطانا نَفْسَه القديس يعقُوب السرُوجِى يقُول [ أرأيتُمْ أحد فِى ولِيمة عُرسِهِ يُقّدِم لحمه لِلضيُوف ،أىّ عرِيس قدّم لحمه لِعرُوسه!! ] ، فَالمسيِح فعل هكذا ، قدّم لحمه لِعرُوسه وَهى جماعِة المؤمِنيِن ،أرأيتُمْ ولِيمة تنتهِى بِواحِد يُذبح وَيُعطِى مِنْ لحمه لِلضيُوف ، وَهذا ما يفعلهُ معنا ربِنا يسُوعَ المسيِح فكيف يكُون أنّ المسيِح على المذبح وَأنا جالِس مُشّتت ، وَأكُون غير مرّكِز وَغير شاعِر بِالصلوات ، كيف أكُون غير مُتفاعِل معها وَغير مُشارِك فِيها ؟ فَالكلام عَنْ القُدّاس وَالإِتِحاد بِالمسيِح كثير جِدّاً ، فَأُريِد أنْ ألخص معك بعض العِبارات لِكى تعرِف كيف تتحِد بِالمسيِح فِى القُدّاس ، وَلِذلِك يلزمك أربعة أمور :-
1/ توبة 2/ محبَّة 3/ مُشاركة فِى العِبادة 4/ معرِفة كافية
1/ التوبة :-
لاَ يستفيِد مِنْ القُدّاس إِنسان غير تائِب ، وَ لاَ يشعُر بِهِ ، وَ لاَ يتفاعل مَعَْ صلواته لأِنّ كُلّ صلوات القُدّاس بِيستفاد مِنها الإِنسان التائِب المُنكسِر ، فإِنّهُ يأتِى لِيطلُب الرحمة عَنْ خطاياه ، وَلكِنْ لو إِنسان ناسِى خطيته وَغير تائِب وَغير مجّهِز نَفْسَه لِهذِهِ الولِيمة بِإِستعداد داخِلِى لها فإِنّهُ لاَ يستفاد مِنها ففِى سِفر صموئيِل الأول يقُول لهُمْ [ 000تقدّسُوا وَتعالوا معِي إِلَى الذَّبِيحةِ000 ]( 1 صم 16 : 5 ) ، لابُد أنْ نتقدّس لِلذبيحة ، فإِنْ كانت الذبيحة الحيوانيَّة الدموية فِى العهد القدِيم كان لابُد لها تقدِيس ، فَكَمْ يلِيق بِذبِيحة العهد الجدِيد !! أتمنى أنَّك تشعُر أنّ القُدّاس هُوَ إِشتياقك لِلقاء إِلهك ، وَتُطّهِر نَفْسَكَ وَقلبك كُلّ يوم ، وَتكُون منتِظر مِيعاد القُدّاس كما يقُول لهُ مُعلّمِنا داوُد النبِى [متى أجِيءُ وَأتراءى قُدَّامَ اللهِ ] ( مز 42 : 2 ) ، متى أأخُذك ؟ متى أتحِد بِكَ ؟أنا مُشتاق لَكَ جِدّاً وَيكُون الإِنسان طوال الأسبُوع مُنتظِر اليوم الّذى سيتناول فِيه ، وَبِذلِك يكُون هُناك إِستعداد لائِق بِالسِر المُقدّس الّذى سأأخُذهُ ، فالشكوى الكبيرة التَّى نشتكيِها وَهى أنَّنا دائِماً شارِدين ، مُشّتتيِن ، لاَ نستفيِد ، لاَ نتفاعل مَعَْ القُدّاس وَذلِك لأِنّ القُدّاس لاَ يبدأ فِى القُدّاس ، فَهُوَ يبدأ بِحياتك اليوميَّة ، بِخفاءك ، بِسِرّك ، بِعملك ، بِنبضات قلبك ، بِإِنفعالاتك مَعَْ المُجتمع ، القُدّاس يبدأ بِهذا فَلَوَ أنت فِى نبضاتك مَعَْ المُجتمع وَتفاعُلاتك وَأسلوبك وَكلامك وَحياتك لك إِهتمامات عالميَّة ، وَالشهوة مالكة عليك ، وَفِكرك فِكر دنِس ، وَ لاَ تُقاوِم هذِهِ الأفكار ،وَلَوَ إِنتِ إِهتماماتِك عالميَّة بِالزينة وَاللبس وَالأكل وَالشُرب فقط فإِنّهُ صعب جِدّاً أنْ نقُول لكِ تعالِى القُدّاس لِلتناوُل ، مِثل الّذى نُحضِر لهُ قِطار بِيجرِى وَنقُول لهُ إِركب ، فأنت بِذلِك بِتُمِيته لأِنّ القِطار بِيجرِى فنحنُ هكذا بِنأتِى لِلقُدّاس وَنحنُ غير مُهيّأين ، فالكنيِسة لِكى تُهيَّأنا لِلقُدّاس بِتُقيِم صلوات القُدّاس ، وَتقُوم بِتهيأه المؤمِن لِلقُدّاس بِرحلة كبيرة ، فتوجد تسبِحة عشيَّة ،وَصلاة العشيَّة نَفْسَها ، وَتوجد تسبِحة نِصف الليل ، وَرفع بِخور باكِر ، وَيوجد القُدّاس نَفْسَه ، وَالقُدّاس صلواته طويلة وَذلِك لِكى نأخُذ المؤمِن فِى رِحلة تقدِيس ، لِكى يتهيَّأ لللحظة التَّى سيتحِد فِيها بِالمسيِح وَلِلأسف نجِد مَنْ يأتِى فِى أخِر رُبع ساعة فِى القُدّاس وَيقُول أُرِيد أنْ أتناول ،كيف تتناول ؟؟ فما الّذى ستشعُر بِهِ عِندما تتناول هكذا ؟ لَنْ تشعُر بِشيء ،فأنت ستأخُذ جسد حقيِقى يليِق بِهِ كرامة ، يليِق بِهِ إِستعداد ، فهل ظروفك دائِماً تمنعك ،لابُد أنّ النَفْسَ تكُون مُستعِدّة لِلقُدّاس وَهى فِى حياتها اليوميَّة فَالإِستعداد لِلتناول يحتاج لِشخص رافِض خطيته ، وَبِيقدِّم توبة عَنْ خطاياه ،شخص بِإِستمراربِيئِن وَيتنّهد مِنْ سُلطان الخطيَّة فِى حياته ، شخص بِإِستمرار بِيمارِس سِر التوبة وَالإِعتراف ، وَيكُون فِى إِنكسار وَيقُول " أخطأت حاللنِى يا أبونا " ، فَهذِهِ النَفْسَ نستطِيع أنْ نقُول أنَّها ستتحِد بِالمسيِح ، هذِهِ النَفْسَ تقدّست لِلذبيحة ، وَلكِنْ لو كانت نَفْسَ غير شاعِرة بِخطيتها وَثِقلها ، وَغير شاعرة بِالظُلمة التَّى تملُك عليها فِى حياتها ، فإِنَّها لاَ تتفِق مَعَْ النَّور أبداً لِذلِك يا أحِبَّائِى يلزم جِدّاً لِلقُدّاس أنْ تكُون النَفْسَ مُقدّسة ، وَتائِبة ، وَنَفْسَ مُصلّية ، نَفْسَ بِتُعِد نَفْسَها بِإِستمرار لِهذِهِ اللحظة المهوبة ، المخوفة ، اللحظة المُباركة جِدّاً التَّى ستأخُذ فِيها الجسد وَالدم وَالإِستعداد لِلتناول هُوَ بِطريقة نسبيَّة ، وَعلى قدر طاقتك ، لأِنَّك لَوَ نظرت إِلَى نَفْسَكَ لِتعرِف هل أنت تستحِق التناوُل أم لاَ فيُمكِن أنَّك لاَ تتناول طوال عُمرك ، وَتخاف أنْ تتناول ، وَلكِنْ ماذا أفعل ؟؟
يوجد تطرُفين نعيشهُمْ فِى الكنيِسة :-
أ-إِنسان مُتشّدِد وَمرعُوب مِنْ التناوُل وَيقُول أنا لاَ أستطِيع أنْ أتناول 0
ب-"مُستبِيح جِدّاً وَمُتهاوِن جِدّاً ، وَيأخُذ التناوُل كأنّهُ لُقمة بركة قبل الفِطار يجِب أنْ أكُون مُعتدِل ، نعم أنّ التناوُل نار وَلكِنْ نار مِنْ أجل تطهِيرِى ، وَوضعها الله فِى الكنيِسة لِلثبات فِيهِ ، فَهُوَ وضعها مِنْ أجلِى لِدرجِة أنّ أحد الآباء فِى الكنيِسة يقُول [ إِنّ الشعُور الحقيِقى بِالإِستحقاق لِلتناوُل هُوَ الشعُور بِعدم الإِستحقاق لِلتناوُل ] ، يجِب أنْ يكُون عِندِى شعُور بِعدم الإِستحقاق لِلتناول وَلكِنْ ليس الشعُور الّذى يجعلنِى لاَ أتناول وَلكِنْ يجعلنِى أقُول لهُ [ إِنَّك لَمْ تستنكِف مِنْ دخُول بيت الأبرص لِتشفيه فإِسمح يا إِلهِى بِالدخُول إِلَى نَفْسِى لِتُطّهِرها ] ، وَهى صلاة قبل التناوُل ، فَلاَ تتناول وَأنت لَمْ تُصلِّى هذِهِ الصلاة ، فهى تُهيّأك لِلتناوُل ، فصلِّيها بِقلب ،وَنقُول فِيها [ لَمْ تمنع الخاطِئة مِنْ تقبِيل قدميك ، فَلاَ تحرمنِى الدنُو مِنْكَ لِتناوُل جسدك الطاهِر وَدمك الأقْدَسَ ] فأنت يارب تركت لِلمرأة الخاطِئة أقدامك تُبّلِلها بِدموعها وَتمسحها بِشعرِها ،تركت لها أقدامك لِتُقّبِلها ، وَأنت الآن تركت لنا جسدك وَدمك على المذبح لِكى ينهل مِنها كُلّ خاطِىء مُشتاق أنْ يتوب ، فإِقبلنِى كما قبلت المرأة الخاطِئة ، هذا هُوَ الإِحساس الّذى لابُد أنْ أشعُره لِكى أستفاد فِعلاً مِنْ التناوُل 0
2/ المحبَّة :-
لاَ يستقيِم مَعَْ التناوُل أبداً إِنسان فِى قلبه بُغضه مِنْ جِهة أحد ، وَلِذلِك تُلاحِظُوا أنّ الكنيِسة تبدأ قُدّاس المؤمِنيِن بِالقُبلة الرسوليَّة المُقدّسة وَتقُول[ قبِلُوا بعضكُمْ بعضاً بِقُبلة مُقدّسة ] ، وَذلِك لِكى نتصافح ، وَهذِهِ علامِة النقاء الداخِلِى ، نقاء القلب مِنْ الداخِل ، علامة أنّنِى لَمْ أرعى ضغينة وَ لاَ بُغضة لأحد فِى قلبِى ، وَلكِنْ لِماذا ؟لأِنّهُ مُستحيِل يا أحِبَّائِى أنّ ربِنا يسُوعَ المسيِح يُعطِينا نَفْسَه على المذبح وَنتناول نحنُ وَفِى قلبِنا خِلاف أوْ بُغضه نحو أحد فَمِنْ أجمل العطايا التَّى يُعطِيها لنا ربِنا يسُوعَ كتعبيِر فائِق عَنْ محّبتِهِ لنا هى أنّهُ يُعطِينا جسده وَدمه ، فأىّ حُب أعظم مِنْ هذا ؟؟!! تعبيره الفائِق لِمحّبتِهِ لأولاده المؤمِنيِن أنّهُ يُرِيد أنْ يثبُت فِيهُمْ وَهُمْ يثبتوا فِيهِ ، يُرِيد أنْ يوّحدهُمْ فِى شخصه القُدّوس المُبارك مُستحيِل أنّهُ أمام كُلّ هذِهِ المحبَّة التَّى يُعطِيها لنا ، وَكُلّ هذا الغُفران الّذى يُقّدِمهُ لىّ وَأنا لاَ أُحِب فُلان وَ لاَ أكلِّم فُلان وَ لاَ أستلطف فُلانة ، مُستحيِل أنْ أتمتّع بِالمسيِح فِى داخِلِى وَأنا قلبِى مُظلِم تِجاه أحد ، لأِنّهُ هُوَ بِيُعطِينا نَفْسَه فَمَحبِّة ربِنا يسُوعَ المسيِح تكمُنْ فِى أنّ الإِله يُعطى مأكل بِالحقيِقة ، حِكمة عالية ،سِر خفِى لاَ يُدرِكهُ عقل بشرِى ، فالله أراد أنْ لاَ نأخُذهُ على مُستوى الكلام ،أوْ مُستوى المعنويات فقط ، وَلكِنْ أنْ نأخُذهُ كجسد حقيِقِى وَخُبز حقيِقِى ، وَلِذلِك يا أحِبَّائِى لابُد أنّ التوبة تُنشِىء حُب ، حُب مِنْ قلبِى لِلكُلّ وَلِذلِك يقُول لنا الكِتاب [ فَإِنْ قدّمتَ قُربانك إِلَى المذبحِ وَهُناك تذكَّرْتَ أنَّ لأِخِيكَ شيئاً عليك0فأترُكْ هُناك قُربانك قُدَّامَ المذبحِ وَأذْهَبْ أوَّلاً إِصطَلِحْ مَعَ أخِيكَ ]( مت 5 : 23 – 24 ) ، وَلِذلِك مِنْ الأمور التَّى أقُول لَكَ لاَ تتناول فِيها إِلاّ عِندما تؤدِيها وَهى عِندما يوجد بينك وَبين أحد بُغضة أوْ عدم سلام أوْ عدم صلاح المحبَّة00المحبَّة هى أساس البُنيان ، فَهُوَ قال هكذا [ وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يعرِفِ الله لأِنّ الله محبَّة ] ( 1 يو 4 : 8 ) ، حِب الكُلّ ، المحبَّة تُعطِيك إِستحقاق لِلجسد وَالدم ،لأِنّ فِيهُما بِتتجلّى المحبَّة ، فكيف يحدُث ذلِك ؟ أنّ المحبَّة مُتجلّية وَأنا بتقدّم لِلتناوُل وَأنا مُختلِف مَعَْ بابا ، وَغضبت على ماما ، وَمخاصِم زميلِى فَلاَ يحدُث أبداً أنّ الإِنسان يُراعِى شرور فِى قلبِهِ وَربِنا يسمعه ، فَهذا مُستحيِل ،فَإِعلان محبِّة ربِنا لنا بِتجعلنا نُعلِن محبِّتنا لِلكُلّ 0
3/ المُشاركة فِى العِبادة وَالصلوات :-
وَهذِهِ النُقطة مُهِمَّة جِدّاً ، لأِنّهُ مِنْ أخطر الأمور يا أحِبَّائِى وَخصوصاً عِند الشباب وَالشابَّات هُوَ الحضُور السلبِى فِى القُدّاسات ، فتقِف وَكأنَّك لَمْ تكُنْ فِى القُدّاس فالكنيِسة مثلاً تقُول " قانُون الإِيمان 00بِالحقيقة نؤمِنْ بِإِلهٍ واحِد " وَأنت واقِف سرحان فِى الأشياء الموجودة فِى الكنيِسة الكنيِسة تُهيِّأك لأمُور فائِقة ، الكنيِسة تُرِيد أنْ تُعِدّك لأمر ، فهى تقُول لَكَ مُستحيِل أنْ تتقدّم لِتتناول إِلاّ عِندما يكُون إِيمانك مُستقيِم ، وَإِيمان أرثوذُوكسِى سليِم ، فَلاَبُد أنَّك تتلو قانُون الإِيمان بِإِعتراف صحيِح سليِم مِنْ قلب وَعقل يقِظ ، فكُلّ كلِمة فِى قانُون الإِيمان بِترّكِز على طبيعة إِيمانك بِلاهُوت ربِنا يسُوعَ المسيِح ، كُلّ كلِمة هى مُهِمّة جِدّاً فمثلاً كلِمة [ نُور مِنْ نُور 00إِله حقّ مِنْ إِله حقّ00مُساوٍ لِلآب فِى الجوهر ] ،كُلّ كلِمة موسُوعة فِى شرح اللاهُوت ، فأنت بِتقُول بِإِعتراف قلبِى ، بِمُجاهرة المُشاركة فِى العِبادة ، فَلاَبُد أنْ لاَ تحضر وَأنت صامِت ، فنحنُ نقُول لهُ[ ليست خليقة تقِف أمامك صامِتة ] ، وَالله يُحِب جمهُور المُعيِّديِن ، فكانت توجد مزاميِر إِسمها مزاميِر المصاعِد ، فكانُوا يقُولوها معاً وَهُمْ صاعِدين على سلالِم وَدرجات الهيكل ،ربِنا يُحِب يسمع تسابِيحك ، فأقُول لِربِنا [ إِفتح شفتاى لِينطِق فمِى بِتسبِيحك ] ،إِفتح فمك المُغلق فِى القُدّاس ، وَإِلاّ فكيف ستشعُر بِالقُدّاس ؟ فَلاَبُد أنْ نقُول له[ نُسبِّحك نُبارِكك نشكُرك نسجُد لَكَ ]وَلِذلِك لابُد فِى القُدّاس المُشاركة ، القُدّاس يا أحِبَّائِى مبنِى أساساً على الحِوار ،فالقُدّاس مبنِى على إِنْ أبونا بِيُقِر بِأمور مُعيّنة بِيُعلِن بِها الإِيمان ، وَالمؤمِنيِن بِيُقِروا إِيمان أبونا وَيُؤكِدوا عليه ، إِمَّا بِكلِمة [ آمين أوْ حقاً أوْ يارب أرحم ] ، وَكأنِّى أقُول أنا بأيِّدك يا أبونا فِى هذا الكلام ، وَلكِنْ تخيّل أنَّك تحضر حضُور سلبِى !! فِى إِحدى المرَّات فِى خلوة الشباب قُلت لهُمْ قبل القُدّاس هل يرضِيكُمْ أنّ أحد يدخُل وَيقُول لكم صباح الخير وَأنتُمْ تنظُروا لهُ بِتّجّهُمْ ؟ أبونا بِإِستمرار يقُول لكُمْ[ الرّبّ مَعَْ جمِيعكُمْ ] ، فأنتُمْ تقُولُون [ وَمَعَْ رُوحك أيضاً ] ، أنا محتاج أنّكُمْ تقُولُون لِى وَالرّبّ معك ، فكما أقُول لكُمْ " الله يِحالِلكُمْ " ، أنا محتاج أيضاً أنْ تُعلِنوا لِى أنّ ربِنا محاللنِى فالشَّعب يقُول لأبونا [ سوتِيس آمين00أىّ خلُصت حقاً ] ، فأنتُمْ أيضاً بِتُعلِنُوا حلِّى وَليس أنَّكُمْ بِتُعطُونِى حِل ، لِئلاّ يقُول أحد كيف نُعطِيك الحِل يا أبونا ؟ فأنتُمْ بِتُعلِنُوا وَتُقِرّوا إِنِّى مُحالل ، هذا تفاعُل وَعِندما يقُول أبونا [ إِرفعُوا قلوبكُمْ ] تقُولُون [ هى عِند الرّبّ ] ،هُوَ يقُول [ فلنشكُر الرّبّ ] ، تقُولُون لهُ [ مُستحِقًُ وَعادِل ] ، حِوار أبونا عِندما يقُول [ نزل إِلَى الجحيِم مِنْ قِبل الصلِيب ] نقُول [ حقاً نؤمِنْ ] ،يقُول [ أخذ خُبزاً على يديهِ الطاهِرتين ] نقُول [ نؤمِنْ وَنعترِف وَنُمّجِد ] فأنت عِندما تقِف صامِت فأنت بِذلِك منعت عَنْ نَفْسَكَ نِعمة المُشاركة فِى ولِيمة القُدّاس ، وَفِى النِهاية تقُول أنا غير شاعِر بِالتناوُل ، وّذلِك لأِنَّك لَمْ تُشارِك ، لابُد أنْ يكُون لَكَ مُشاركة بِالقلب وَالعقل وَالكيان فِى القُدّاس ففِى القُدّاس يكُون المؤمِنُون فِى حالِة صلاة لاَ تهدأ ، فالقُدّاس مُقام على ذلِك ، فالذكصولوجيات هى تمجِيد لِلقديسين ، الهيتنيات هى تمجِيد لِلقديسين ،فَلاَبُد أنّ صلوات أبونا أنت بِتردِّد معها فأبونا مِنْ وقت أنْ يدخُل الكنيِسة وَالكنيِسة تجعلهُ لاَ يسكُت ، فحتَّى فِى الأوقات التَّى يبخّر فِيها شفتاه لاَ تسكُت ، فأبونا وَهُوَ واقِف على المذبح وَالقِراءات بِتُقرأ لاَ يصمُت بل يُصّلِى صلوات سرّيّة مِنْ أجل الشَّعب ، وَتقدِيس الشَّعب لِكى ينال الشَّعب الغُفران وَالمحبَّة ، وَينال الإِيمان وَالثبات فَلَوَ أخذنا فِى مرَّات فِى الصلوات السرّيَّة التَّى يُصّلِيها الكاهِن فإِنَّها لاَ تكفِى ،يكفِى أنْ أقُول لكُمْ مثلاً سِر الأبركسِيس ، أبونا بِيقِف بِالشورية على المذبح وَيقُول لِربِنا[ يا الله الّذى قبل إِليه ذبيحة إِبراهيِم ، وَبدلاً عَنْ إِسحق أعددت لهُ خروفاً عِوضاً عنهُ ،إِقبل مِنْ أيدِينا ذبيحة هذا البخُور ] فالكنيِسة تؤمِن يا أحِبَّائِى أنّ البخُور ذبيحة ، وَلِذلِك لاَ ترى منظر بخُور فِى الكنيِسة وَتقِف فِى لاَ مُبالاة ، إِرفع قلبك مَعَْ هذا البخُور ، إِصعِد معهُ صلواتك ، فهى تصعد إِلَى فوق لأعماق السَّماء ، وَلِذلِك لاَ يلِيق أبداً أنْ ترى الشورية فِى يد أبونا وَتكُون جالِس ،فعِندما ترى أبونا وَهُوَ ماسِك الشورية وَبيلِف فِى الكنيِسة ، قِف 000فهى صلوات مرفُوعة ، فيحدُث رفع قلب مُستمِر وَأبونا يقُول لِربِنا [ إِقبل مِنْ أيدِينا ذبيحة هذا البخُور ، أعطِينا عِوضة رحمِتك الغنيَّة ] ، أُنظُروا عظمِة الأسرار ، فأبونا وَهُوَ بيلِف فِى الكنيِسة حتَّى هذِهِ اللحظات التَّى يمشِى فِيها يقُول [ بركِة بخُور باكِر فلتكُن معنا آمين00بركِة بخُور باكِر فلتكُن معنا آمين ] ،إِلَى أنْ يلِف الكنيِسة كُلّها وَهُوَ يقُول هكذا ، وَأنت بِترفع صلوات وَتقُول إِعترافاتك وَيدخُل أبونا يضع الشورية فوق الكأس وَالصِينيَّة وَيقُول[ يا الله الّذى قبل إِليه إِعتراف اللص اليمِين على الصلِيب إِقبل إِليك إِعترافات شعبك ] ،أبونا هُنا يقُول أنت يارب الّذى قبلت إِليك إِعترافات اللص ، صلوات ، فأنت لابُد أنْ تكُون مُشارِك فِى صلوات الكنيِسة فَلاَ نعرِف أبداً ناس بِتعبُد ربِنا بِدُون أنْ يفتحُوا أفواههُمْ ،كما يقُول مُعلّمِنا بولس الرسُول [ نُقّدِم لهُ عِجُول شِفاهنا ] ، أىّ أنّ ربِنا بِينتظِر كلِمات التسبِيح التَّى بِننطِق بِها وَكأنَّها ذبائِح عجُول ، فعِندما تقُول " قُدّوس " كأنَّك ذبحت لهُ ذبِيحة وَلِذلِك الكلِمة التَّى نقُولها أحياناً وَ لاَ ننتبِه لها وَهى فِى شفاعِة والِدة الإِله ،نقُول [ رحمة السلام ذبِيحة التسبِيح ] ، وَهى ذبِيحة الصَّلوات ، ذبِيحة صلب جسدك وَصلب فِكرك أثناء الصلاة ، أوْ مُمكِنْ تكُون مُرهق وَتعبان وَلكِنْ لابُد أنْ تقِف وَتُصّلِى وَتُرّدِد وَتُصّلِى بِتركِيز ، فهذِهِ هى ذبِيحة التسبِيح ، وَهى لها نفقة فَلاَبُد أنْ أكُون مُشارِك فِى القُدّاس لِكى أُعد لِلعطيَّة التَّى سأأخُذها ،وَلِذلِك يا أحِبَّائِى القُدّاس لابُد أنْ أكُون واقِف فِيه أصّلِى ، وَواقِف فِيه مُشتاق وَمجّهِز فِيه قلبِى وَنَفْسِى ، فَمِنْ أصعب الأمور يا أحِبَّائِى أنّ القُدّاس يتحّول إِلَى رُوتِين ، وَإِلَى فِعل إِجبارِى ،وَإِلَى فِعل شكلِى ، فنأتِى لِلقُدّاس وَنعود مِنهُ وَنحنُ لاَ نشعُر فِيهِ بِشيء سِر قوَّة كنيِسة الرُسُل أنَّهُمْ كانُوا بِيواظبُوا على كسر الخُبز معاً ، وَسِر قوَّة الكنِيسة إِلَى هذا اليوم هُوَ القُدّاس ، وَلِذلِك يا أحِبَّائِى كَمْ نكُون نحنُ مُجرِمين فِى حقّ القُدّاس عِندما نكُون مُتهاوِنين فِيهِ ، ففِى إِحدى المرَّات كُنت بزور ناس ، وَإِبنِهُمْ كان زميل لِى فِى الدِراسة ،وَهُوَ حالياً فِى السعوديَّة ، فقُلت لهُمْ وَفُلان ما أخباره فِى السعوديَّة ؟ قالُوا لِى يا أبونا لِكى يتناول بِيذهب لِلبحرِين ، وَهذِهِ الكلِمة سمعتها اليوم وَهى أنّهُ يأتِى إِلينا كثيرين مِنْ السعوديَّة لِلبحرِين لِكى يتناولوا عِندنا ، بِيذهبوا مِنْ بلد لِبلد ، بِيأخُذوا فيزا وَيسافروا وَيأخُذوا أجازة لِكى يتناولوا ، ياه كَمْ أنَّنا مُهمِلين وَمُقّصِرِين ، فالكنِيسة عِندما تساهلت مَعَْ المؤمِنِين لأقصى درجة جعلت على الأقل أنْ تحضر الإِنجِيل ، وَنحنُ نفاصِل فِى ذلِك وَنقُول يا أبونا حاللنِى أنا أتيت بعد الإِنجِيل ، فأقُول يا إِبنِى لاَ تُكّرِرها مرَّة أُخرى ، وَيتكرّر الأمر ، فتجعلنِى أتعّود أنْ أقُول هذِهِ العِبارة" لو جيت بعد كده بعد قراية الإِنجِيل ما تتناولش فأنت أُحكُمْ على نَفْسَكَ " لابُد أشعُر إِنِّى جُزء حىَّ أساسِى فِى القُدّاس ، فأنا لَمْ أكُنْ شخص مُشاهِد ،فالقُدّاس مُشاركة أبونا بِيُعلِن قصَّة ربِنا يسُوعَ المسيِح فِى القُدّاس ، نحنُ يا أحِبَّائِى بِنحضر المسيِح فِى القُدّاس وَبنعِيش حضُور المسيِح فِعلاً ، ففِى القُدّاس بِنجِد مِيلاد ربِنا يسُوعَ المسيِح ،فنجِد الصِينيَّة وَالقُبَّة وَالصلِيب الّذى فوق ، وَهُمْ عِبارة عَنْ مزود ربِنا يسُوع ،وَتجِد اللِفافة موضُوعة فِى شكل مُثلّث فِى رُكن ، فهذا هُوَ المزوِد ،وَالحَمَلَ هُنا هُوَ يسُوعَ المولُود فِى المزوِد وَنجِد عِماد ربِنا يسُوعَ ، فأبونا بِيأخُذ ماء بعد أنْ يختار الحَمَلَ وَيمسح الحَمَلَ بِالماء ،وَنجِد حياة ربِنا يسُوعَ المسيِح كُلّها مُعاشة فِى القُدّاس ، فنجِد صلب ربِنا يسُوعَ وَنجِد موته وَدفنه عِندما يُوضع الأبروسفارِين على المذبح ، وَنجِد قيامتِهِ عِندما يُرفع الأبروسفارِين مِنْ على المذبح ، إِلَى أنْ نصِل لِلصعُود عِندما يرُش أبونا الماء على المؤمِنيِن ، وَكأنّ ربِنا يسُوعَ بِيصعد إِلَى السَّماء وَيخطفنا إِليه ما هذا ؟؟ نحنُ بِنحضر المسيِح فِى القُدّاس وَبِنعِيش المسيِح بِكُلّ دقائِقهُ ، وَلِذلِك نقُول مَعَْ أبونا [ فِيما نحنُ أيضاً نصنعُ ذِكرى آلامِهِ المُقّدسة وَقيامتِهِ مِنْ الأموات وَصعودِهِ إِلَى السَّماوات وَجلُوسِهِ عَنْ يمينك000وَظهورِهِ الثانِى الآتِى مِنْ السَّماات ] ، فنحنُ هُنا بِنعِيس جُزء جُزء إِلَى أنْ وصلنا إِلَى الدينونة ، وَنقُول لهُ [ نَقّرِب لَكَ قرابِينك التَّى لَكَ 000] فالأرض الملعُونة بِسبب الخطيَّة صارت بِتُنتِج لله قمحاً يصيِر خُبز لله ،الهواء وَالإِنسان وَالحيوان وَالطيُور وَالخلِيقة العاقِلة وَغير العاقِلة إِشتركت فِى صُنع الذبِيحة التَّى سنُقّدِمها كخُبزة لله ، وَسيصِير هُوَ نَفْسَه فِى هذِهِ الخُبزة ، فالأرض لَمْ تعُد ملعُونة ،لأِنّهُ قدّسها وَقبِل أنْ يصِير مِنها فَلاَبُد أنْ أكُون مُشارِك ، ففِى أوقات السجُود عِندما يقُول الشَّماس[ أُسجُدوا لله بِخوفٍ وَرِعدةٍ ] ، أسجُد ، وَفِى مرَّة أُخرى تجِدهُ يقُول أُسجُد ،وَفِى مرَّة يقُول [ إِحنِى رأسك ] ، وَإِحناء الرأس ليس سِجُود ، فإِحناء الرأس معناه مذلَّة ، إِنكسار ، توبة ، أُسجُد لهُ بِخوف وَرِعدة أحِب أنْ أقُول لك العِبارة التَّى يقُولها أبونا وَهُوَ بيحّوِل القرابِين ، وَأنت ساجِد وَقبل أنْ يقُول [ وَهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقّدساً لهُ ] ، أُنظُر لِقوَّة العِبارة التَّى يقولها ،فَمِنْ حلاوِة هذِهِ العِبارة بدلاً مِنْ أنْ أقولها سِرّاً أنا بصّلِيها جهراً لِكى يشترِك كُلّ المؤمِنيِن فِى قوّتها ، فنقُول لهُ [ نسألك أيُّها الرّبّ إِلهنا نحنُ عبيدك الخُطاه غير المُستحقيِن ، نسجُد لك بِمسرِّة صلاحك وَلِيحِل رُوحك القُدس علينا وَعلى هذِهِ القرابِين الموضُوعة وَيُطّهِرها وَيُنقِلها وَيُظهِرها قُدساً لِقديسيك ] ، أنت يارب حِل بِرُوح قُدسك على هذا الخُبز وَعلى هذِهِ الكأس وَتُطّهِرهُما وَتُقّدِسهُما وَتُنقِلهُما ، هذا فِعلك أنت يارب ثُمّ يصرُخ أبونا وَيقُول [ وَهذا الخُبز يجعلهُ جسداً مُقّدساً لهُ ] ، وَكُلّكُمْ تقُولُون[ نؤمِن ] ، ثُمّ يقُول أبونا [ وَهذِهِ الكأس أيضاً دماً كرِيماً للعهد الجدِيد الّذى لهُ ] ،وَتقُولُوا [ وَأيضاً نؤمِن ] ما هذا ؟؟ بهجة00قوَّة00إِحذر أنْ لاَ يكُون عِندك مُشاركة فِى القُدّاس ،فَلاَ تحضر لِمُجرّد أنَّك تسمع فقط وَتُقّيِم الأصوات ، وَتقُول هذا الشَّماس مُتقِن ، وَهذا حافِظ ، وَهذا مستلِم جيِّداً ، وَأبونا هذا تمام ، أمَّا أبونا هذا مازال يتعلّم ، فنحنُ لَمْ نأتِى لِنُغّنِى وَلكِنْ نأتِى لِنُصّلِى فالكنيِسة ليست كنيسة مؤدين وَلكِنْ كنيسة مُصّلِين ، نحنُ بِنُصّلِى بِالقلب وَالرّوح ، إِنفعالاتك إِنفعالات رُوحيَّة ، نحنُ لاَ نُصّلِى القُدّاس بِنوته ، نحنُ نُصّلِى القُدّاس بِنغمة مُعّينة لِكى نُحافِظ على التُراث الّذى سلّمهُ لنا آبائنا لِكى لاَ نترُك المجال لِكُلّ واحِد وَلإِجتهاده الشخصِى لِيُغّيِر لحن كلِمة أوْ نغمة ، فنحنُ لنا شِبه نمط واحِد وَلكِنْ فِى نَفْسَ الوقت نحنُ نُصّلِى فأبونا وَهُوَ يُصّلِى فِى تحلِيل الكهنة قبل أنْ يبدأ القُدّاس يقُول هكذا[ إِجعل يارب صلواتنا هذِهِ أنْ تكُون مقبُولة أمامك بِغير رِياء وَ لاَ كبرياء وَ لاَ إِفتخاروَ لاَ غرور وَ لاَ عظمة ] ، فالكنيِسة ليست كنيسة مؤدية وَلكِنْ كنيِسة مُصّلية ،فالله ينيَّح نَفْسَه البابا كيرلُس السادِس كان يُصّلِى بِالروح ، وَليس مِنْ الشرط أنْ يكُون صوته لهُ رنينه فكُلّما نهتم بِجمال الأداء فإِنّ الرُّوح تنطفِىء ، أنت صلِّى بِالرُّوح وَالأداء سيأتِى ، وَلِذلِك أُرِيد أنْ أقُول لَكَ أنّ أنت لابُد أنْ يكُون لَكَ مُشاركة فِى القُدّاس وَ لاَ تقِف كمُشاهِد فِى القُدّاس ، وَإِلاّ الكنيِسة لَمْ تعمل ، " وَيقُول الشَّعب "00فَلاَبُد أنْ يقُول الشَّعب ، فهذا سيُعِّدك وَيؤهلك لِلإِتحاد بِالمسيِح ، وَتشعُر أنَّك فِعلاً بِتأخُذ خطوات وَإِبتدأت تقترِب مِنهُ فأبونا يقُول [ القُدسات لِلقديسين مُبارك الرّبّ يسُوعَ المسيِح إِبن الله وَقدُّوس الرُّوح القُدس آمين ] ، فالمؤمِنيِن يسمعوا هذِهِ العِبارة وَيرتعِبوا لأِنّ القُدسات لِلقديسين ،وَلكِنْ إِسمعوا هذا الحوار ، فمُمكِنْ أنْ أخاف مِنْ التناوُل ، فَلَمْ أكُنْ أنا قديس وَلكِنْ أنا محتاج لِلتناوُل ، فالشَّعب يقُول [ واحِد هُوَ الآب القُدّوس00واحِد هُوَ الإِبن القُدّوس00واحِد هُوَ الرُّوح القُدّوس آمين ] بِما معناه يا أبونا إِنّ القداسة هى لِلآب وَالإِبن وَالرُّوح القُدس ، لاَ يوجد قُدُّوس غيره هُوَ وَالإِبن وَالرُّوح القُدس ، وَكأنّ الكنيِسة بِتنطِق بِضمير الشَّعب وَعَنْ حال الشَّعب أنَّنا غير مُستحقيِن لِهذِهِ الأقداس وَلكِنْ مَنَ يستحِقها ؟ نحنُ يارب شعبك00نحنُ أولادك 0
4/ المعرِفة :-
تخيّل أنَّك طوال عُمرك بِتدرِس مواد ، فَكَمْ مادَّة درستها فِى عُمرك فما الّذى تتذّكره مِنها ؟ لاَ شيء ، وَما الّذى سيدُوم معك ؟ لاَ شيء ، ألاَ يلِيق أنَّك تدرِس قُدّاسك الّذى سيستمِر معك العُمر كُلّه فإِنْ كُنت قرأت كِتاب كبير عَنْ قصَّة " وَإِسلاماه " 300 صفحة وَهى تجلِب الإِكتئاب وَالصُداع ، وَلكِنْ لابُد أنْ تقرأها وَأنت لَمْ تفهم مِنها شيء ، وَالمُهِم فِى النِهاية كُلّ هذا مِنْ أجل خمسة درجات مِنْ خمسُون درجة فِى العربِى فِى الثانوية العامَّة ، فإِن كان الأمر هكذا فِى جُزء مِنْ مادَّة وَأنا بأخُذ الأمر بِمُنتهى الإِجتِهاد وَالأمانة ، ألاَ تُفّكِر فِى عُمرك كُلّه أنْ تقرأ كِتاب عَنْ طقس القُدّاس وَالّذى سيستمِر معك العُمر كُلّه !!!!!للأسف إِنْ لَمْ يكُنْ الأمر جاهِز وَمحضّر لنا بِطريقة سهلة جِدّاً لاَ ندرِسه ،صدّقونِى يا أحِبَّائِى مهما أقُول لكُمْ فإِنّ هذا يختلِف عِندما تقرأوا ، إِقرأ طقس كنيستك وَإِعرفه ، فَلاَبُد أنَّك تعرِف مراحِل القُدّاس وَرِمُوز القُدّاس وَأساس القُدّاس ، لابُد أنْ يكُون عِندك وعى فِى أىّ جُزء أنت فِى القُدّاس ، ففِى إِحدى المرَّات عملت مُسابقة لِشُبان وَأحضرت لهُمْ صُورة فِيها أبونا رافِع يديه على المذبح وَقُلت لهُمْ فِى أىّ جُزء فِى القُدّاس هذِهِ الصُورة ؟؟ فقالُوا ما أبونا طوال القُدّاس واقِف يصّلِى ، فقُلت لهُمْ لو أنتُمْ تعرفوا طقس القُدّاس لكُنتُمْ تعرفوا فِى أىّ جُزء هذِهِ الصُورة ، فهى كانت جُزء مِنْ صلاة الصُلح ،لأِنّ الأبروسفارِين موجُود ، وَأيضاً يد أبونا بِتكُون غير مُغطّاه ، لأِنّ هذا عُرى الخطيَّة ،نحنُ واقِفين أمام ربِنا عرايا بِالخطايا ، وَطالِبين الصفح وَلِذلِك هى إِسمها " صلاة الصُلح " وَفِى جُزء آخر يكُون الكأس مكشُوف فَلاَبُد أنْ يكُون عِندك المعرِفة ، فأىّ معرِفة أنت تهتم بِها فِى حياتك كُلّها ؟ فنحنُ بِذلِك مُهمِلين فِى كنيستنا وَمُهملِين فِى المعرِفة وُضِعت فِى موقِف مؤسِف وَهُوَ أنّ بِنت مِنْ بناتنا خدعها عدو الخير وَإِنجذبِت لإِنسان غير مؤمِن ، وهى أتت بِهذا الإِنسان تحت بند أنّهُ يُرِيد أنْ يدخُل للإِيمان ، وَفِعلاً أتوا وَجلسُوا معِى ، فوجدت أنّ هذا الإِنسان عِنده رغبة صادِقة بعيداً عَنْ موضُوع الإِرتباط بِها ،فأحببت أنْ أُعطيه كُتب لِيقرأها ، وَمِنْ الأمور المؤسِفة التَّى أثّرت فِىَّ جِدّاً إِنِّى وجدت نَفْسِى تقرِيباً بتعامِل مَعَْ نَفْسَ المُستوى فِى الولد وَالبِنت ، أُرِيد أنْ أقُول لهُ إِقرأ فِى كِتاب لِلمُتنيِّح الأنبا يُوأنِس ، فأنظُر لِلبِنت وَأقُول لها وَأنتِ أيضاً ، أُرِيد أنْ أقُول لهُ إِعمِل كذا ،فأقُول لها وَأنتِ أيضاً ، شيء مُحرِج ، هل يصِل بِنا إِهمالنا فِى إِيماننا لِهذا المُستوى إِنْ أنا مُمكِن أنْ أكُون مُتساوِى مَعَْ غير المؤمِنيِن فِى معرِفة إِيمانِى!!! ، أحياناً بِيصِل بِنا الأمر إِلَى هذا يا أحِبَّائِى فمجموعة الإِجتِهادات التَّى أخذتها فِى مدارِس الأحد وَفِى الكنِيسة فقط لاَ تكفِى يا أحِبَّائِى أبداً ، مسِيحك أغلى مِنْ ذلِك بِكثير ، يلِيق بِك أنَّك تبذُل جهد أكثر مِنْ ذلِك لِكى تقتنيه ، وَلِكى تُعلِن عَنْ محبِتك لهُ إِعرف مراحِل القُدّاس ، المفرُوض إِنَّك تصّلِى وَعندك وعى ، فَلاَ تدخُل الكنِيسة وَتجِدهُمْ بِيسجُدوا فتسجُد مِثلهُمْ وَأنت لاَ تعرِف أوقات السِجُود ، فهذا قُدّاسك ، وَهذِهِ كنِيستُك ، وَهذا هُوَ الكنِز الّذى تركهُ لَكَ الآباء فالقديسين حفظُوا لَكَ هذا القُدّاس بِدماءِهِمْ ، فكان يُصلّى القُدّاس فِى سرادِيب ،وَفِى أيَّام الإضطهادات كان يُصلّى فِى بيوت سريَّة وَيُغيّرونها بِإِستمرار ، لأِنّ غير المؤمِنين كانُوا شاعرين أنّ قوّتهُمْ هى فِى القُدّاس ، فكانوا يُرِيدُون أنْ يبطّلوا القُدّاس ،وَإِستمر القُدّاس وَحُفِظ تخيّل أنت أنّ هذا الكنز ربِنا يسُوعَ حفظه لَكِ إِلَى اليوم بِنعمة روحه القُدّوس فِى كنيستهُ وَأنت لَمْ تعرِفهُ وَغير مُتفاعِل معهُ ، فهذا أمر صعب جِدّاً ، إِعرف كنيستك ، وَإِعرف لُغتها ، وَإِعرف تسابيحها وَطقوسها فمثلاً تجِد أبونا قبل أنْ يعمل التقدِيس تجِد الشَّماس بِيحضِر لهُ الشورية وَصاعِد مِنها بخُور ، فتجِد أبونا بِيعمل شيء غرِيب جِدّاً ،فَهُوَ بِيضع يدهُ على الشورية وَيأخُذ مِنْ البخُور وَيضع على الجسد ، فالّذى حدث أنّ أبونا وضع مِلعقة البخُور عِندما نطق بِكلِمة [ تجسَّد وَتأنَّس ] ، وَنحنُ نؤمِن أنّ هذِهِ الشورية هى بطن السِت العدرا ، وَهذا البخُور هُوَ اللاهُوت الّذى إِتحد بِالناسُوت ، وَأبونا يُكمِل[ وَعلّمنا طُرُق الخلاص ] ، فصارت رائِحة الخلاص الزكيَّة تفُوح ، فنحن نؤمِن أنّ هذا البخُور الصاعِد مِنْ بطن السِت العدرا يُعّبِر عَنْ رائِحة حياة ربِنا يسُوعَ المسيِح الزكيَّة أبونا وَهُوَ يُصّلِى جُزء " آجيُوس " يُصّلِى وَيديهِ مُغّطاه بِاللفائِف ، فيبدو أنّهُ لاَ يقدِر أنْ يمسِك القُربان وَفِى يديهِ لفائِف ، فالكنِيسة تقُول لِكى يُصّلِى بِدُون لفائِف يجِب أنْ يجعل يديهِ تمتزِج بِهذا البخُور ، وَالّذى هُوَ يُعّبِر عَنْ ربنا يسُوعَ المسيِح نَفْسَه ، فيد أبونا إِمتزجت بِيد وَبِأعمال المسيِح فأقُول لِربِنا أنا ليس لِى بِر لِكى أقِف بِهِ أمامك ، وَليس لِى بِر أنْ أتعامل بِهِ مَعَْ أسرارك ، وَلكِنْ سأتعامل بِبرك ، وَسأتعامل بِيدك أنت وَليس بِيدِى أنا ، فأضع يدِى فِى البخُور الصاعِد وَأضع مِنهُ على الخُبز وَالخمر وَأبدأ أمسِك وَأقُول [ أخذ خُبزاً على يديهِ الطاهِرتين اللتين بِلاَ عيبٍ000] ، فأقُول " على يديهِ " وَليس " على يدِى " ، فأبدأ أتخاطب معكُمْ بِلِسانه وَأقُول لكُمْ [ خُذوا كُلوا مِنهُ كُلّكُمْ لأِنّ هذا هُوَ جسدِى000] ، جسد ربِنا يسُوعَ فَلاَبُد أنْ يكُون وعيك نامِى ، وَتكُون عارِف قُدّاسك ، وَتسجُد بِالرُّوح ،وَتعرِف أين هى لحظِة التقدِيس لِلأسرار ، وَتعرِف لحظِة تقسِيم الجسد وَتوزيعه على المؤمِنين ، فهذا يُزِيد إِبتهالاتك وَتعبيراتك فقبل أنْ تتناول تُصّلِى صلاة قبل التناوُل وَترشِم على نَفْسَكَ علامِة الصلِيب ،وَتقُول يارب أنا غير مُستعِد ، وَتأخُذ المسِيح وَتُغلِق عليهِ بِاللفافة ، تختِم عليه بِاللفافة ،وَكأنَّك أخذت الجمرة مِنٍْ على المذبح ، إِحتضنتها ، فتأخُذ المسِيح فِى داخِلك ،وَتُغمِض عينيك وَتهدأ ، وَتشعُر أنَّك فِى لحظة رُوحيَّة سامية راقية ، وَبعد ذلِك تأخُذ الدم وَتقِف فِى رُكن بِهدوء وَتُصّلِى صلاة بعد التناوُل ، وَبعد ذلِك أُخرُج وَأنت بِتتناول لاَ تُربِك عقلك بِأمور أُخرى ، الفِعل الرُّوحانِى يلِيق بِهِ مُمارسة رُوحانيَّة ، إِحضر القُدّاس بِالرُّوح ، إِحضر وَإِنت مُلتزِم ، لاَ أُرِيد أنْ أقُول لَكَ هل أنت بِتحضر القُدّاس مُبّكِراً أم لاَ ؟ تخيّل إِنَّك بِتحضر القُدّاس بعد رفع الحَمَلَ ، ففِى رفع الحَمَلَ أنت بِتُعلِن أنّ هذا حَمَلَ الله الّذى يحمِل خطيَّة العالم ، أيُعقل أنّ واحِد يُقّدِم ذبيحة وَلَمْ يحضر تقدِيمها !! أيُعقل أنّ واحِد يُحضِر خرُوف لِلهيكل وَيُرسِله مَعَْ أخوه !! فَلاَبُد أنّهُ يذهب لِذلِك نحنُ نؤمِن عِندما يقُول أبونا [ يا حمل الله الّذى يحمِل خطيَّة العالم نسألك يارب إِسمعنا وَإِرحمنا ] ، وَأنت تقُول " كيرياليسُون " ، فأنت خطيتك هذِهِ نُقِلت على هذا الحَمَلَ ، فَلَوَ أنت لَمْ تحضر كيرياليسُون وَرفع الحَمَلَ ، فأنت خطيتك لَمْ تُشارِك فِى الحَمَلَ المُقدّم وَإِنْ لَمْ تحضر قِراءات القُدّاس فأنت لَمْ تجّهِز نَفْسَكَ ، وَتجِد نَفْسَكَ غير قادِر على الإِحساس بِالتناوُل ، فَهذِهِ القراءات قَدْ قُمنا بِدراسِتها على مدار 12 مرَّة ،وَتخيّل أنّ كُلّ مُناسبة لها قراءات مُعّينة ، فكُلّ قديس لهُ قِراءة مُعّينة ، ففئة الشُهداء غير فِئة العذارى ، غير الأنبياء ، فكُلّ واحِد لهُ الفصل الّذى يُناسِبهُ ، فتجِد الإِبداع فِى الكنِيسة فالكنِيسة وعت وَعرفت متى تُخرِج الفصل المُناسِب وَلِمَنَ ؟ فعِندما تكُون عذارى تقُول لنا فصل العذارى الحكِيمات ، عِندما يكُون بطريرك تقُول لنا فصل الراعِى الصالِح ،وَعِندما يكُون نبِى يُقرأ فصل الويلات لِلكتبة وَالفريسين وَهُمْ الأنبياء كمُنذرين لِلشَّعب وَلَوَ شهيِد يُقرأ لنا الفصل الّذى يقُول [ وَلاَ تخافُوا مِنْ الّذين يقتلُون الجسد000 ]( مت 10 : 28 ) ، وَتأمّلُوا روعة المزمور وَكيف أنّهُ مُنّسق مَعَْ الإِنجيِل وَكَمْ أنّ البولس وَالكاثولِيكُون وَالأبركسِيس مُتفقيِن مَعَْ الإِنجيِل ، رُوح عالية جِدّاً فيجِب أنّ المؤمِن الّذى حضر قُدّاسات أنّ نَفْسَه تبدأ تتدرّب وَتعِى هذِهِ الأسرار ،السيِّد المسِيح بِفمِهِ المُبارك يقُول لَكَ هذِهِ العِبارة [إِنْ لَمْ تأكُلوا جَسَدَ إِبْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيوةٌ فِيكُمْ ] ( يو 6 : 53 ) ، فإِنْ بعدت عَنْ التناوُل تكُون بِذلِك قَدْ بعدت عَنْ الحياة ربِنا يُعطِينا حياة أبديَّة وَيثبُت فِينا وَيُثّبِتنا فِى جسده وَدمه إِلَى الإِنقضاء ربِنا يسنِد كُلّ ضعف فِينا بِنعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدياً آمين