إثبتوا فى

Large image

إِنجِيل مَارِيُوحَنَّا 15 : 1 – 11 [1- أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ. 2- كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ. 3- أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4- اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ. 5- أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. 6- إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً كَالْغُصْنِ فَيَجِفُّ وَيَجْمَعُونَهُ وَيَطْرَحُونَهُ فِي النَّارِ فَيَحْتَرِقُ. 7- إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ. 8- بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي. 9- كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي. 10- إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ. 11- كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ ] كم مرَّة تكررت كَلِمة إِثبتوا ، يثبُت ... ؟ كَثِيراَ جِدّاً .. فَلنتكلَّم عَنْ :-

1/ الثبات ضرورة :-
المَسِيح يُشَبَه بِالكرمة وَالأغصان وَيقُول إِثبتُوا فِيَّ .. أنا الكرمة الحقِيقِيَّة وَأنتُم الأغصان أى العِلاقة عِلاقة غُصن بِالكرمة .. لَوْ لَمْ أثبُت فِي الكرمة أكُون بعِيد عنهُ وَالنتِيجة ذُبُولِي وَجَفَافِي وَأموت .. عِلاج أى مُشكِلة الثَبات فِي المَسِيح .. مِنْ أكثر الأمور الَّتِي تتعِبنا أنَّنا عِندما نتقابل مَعَْ مُشكِلة نبعِد عنهُ وَنَجِف أكثر وَنتعب أكثر وَنَتَعَرَّض لِلعَفن وَالعَطب .. قَالَ يَسُوع إِثبتُوا فِي مَحَبتِي إِثبتُوا فِيَّ وَأنَا فِيكُمْ إِثبتُوا فِي الإِيمان وَالمحبَّة بُولِس الرَّسُول يقُول لِتِيمُوثاوُس [ وَأمَّا أنتَ فَاثبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمتَ ] ( 2تي 3 : 14) عدم الثبات خطورته موت وَهَلاَك .. مِنْ أكثر الأشياء الَّتِي تجعلنا نهتز مَعَْ الله عدم الثَبات وَهذا معناه زعزعة وَضعف .. كَثِيراً مَا نَكُون مُتَزَعزِعِين وَإِيماننا ضعِيف لِذلِك قَالَ بُولِس الرَّسُول فِي رِسالته لِكُورنثُوس [ كُونُوا رَاسِخِينَ غيرَ مُتَزَعْزِعِينَ ] ( 1كو 15 : 58 ) لأِنَّ الزعزعة تجعل الإِنسان غير مُثمِر .. الثَبات معناه التَقَدُّم المُستمِر كما قَالَ بُولِس [ أنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ ] ( في 3 : 13) .. لَوْ جاءت رِياح عَلَى شجرة تسقُط مِنْها الأغصان الضعِيفة فقط أمَّا الأغصان الثَابِتة تظِل ثَابِتة .. هل أنَا غُصن ثَابِت أم ضعِيف مُتَزَعزِع تكثُر زِراعة الأشجار فِي شهر أمشِير لأِنَّ زَوَابِعَهُ كَثِيرة وَقَوِية فَتجعل الأشجار تثبُت وَتُثمِر أكثر وَتُقَاوِم الرِياح [ إِنْ كَانَ أحد لاَ يَثْبُتُ فِيَّ يُطْرَحُ خَارِجاً ] ( يو 15 : 6 ) .. غُصن بِدُون شجرة يَجِف وَيَكُون مَصِيره الحرِيق .. إِثبتُوا فِيَّ وَلِيثبُت كَلاَمِي فِيكُمْ .. فَمِنْ أينَ الثبات ؟ [ كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذَلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي ] .. لِنَفرِض أنَّ شخص تعرَّض لِمُشكِلة فِي حياته الأُسَرِيَّة فهل يترُك البيت بِسِهُولة ؟ لَوْ طالِب يدرِس بعض المواد مِنْها مادة هُوَ ضعِيف فِيها فهل يترُك الدِراسة ؟[ فَاثبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمتَ وَأيقنتَ ] ( 2تي 3 : 14) .. كَثِيراً مَا تُزَعزِعنا التجارُب وَزعزعِة الحياة الرُّوحِيَّة تُؤدِي إِلَى ضعف وَإِحباط فَلاَ نستمِر فِي مَحَبَتنا لله أوْ مَحَبَتنا لِلطرِيق وَيتعب القلب وَالعقل معاً الثبات ضَرورِي حَتَّى أنَّ بُولِس قَالَ [ مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّة المّسِيحِ . أشِدَّة أمْ ضِيق أم اضطِهاد أمْ جُوعٌ أمْ عُرْيٌ أمْ خَطَرٌ أمْ سَيْفٌ ] ( رو 8 : 35 ) بُولِس ثَابِت .. وَكَما قَالَ داوُد [ مُستَعِد قلبِي يا الله ، مُستَعِد قلبِي ] ( مز 56 مِنْ مَزَامِير السَّاعة السَّادِسة ) .. [ إِنْ يُحَارِبنِي جيش فَلن يَخَافَ قلبِي ] ( مز 26 مِنْ مَزَامِير باكِر ) .. أصعب شيء أنْ لاَ يَكُون فِي حياتنا مَعَْ الله ثَبات هذا يجعلنا باستمرار نرتد إِلَى الوراء .. لاَ .. بَلْ لِنَقُل [ لِيَخْزَ وَلِيْخجل الَّذِينَ يطلُبُونَ نَفْسِي . لِيرتدَّ إِلَى الوَرَاء وَيخجل المُتَفَكِّرُونَ بِإِسَاءَتِي ] ( مز 35 : 4 ) .. [ ليسَ أحد يضعُ يَدَهُ عَلَى المِحراثِ وَينظُرُ إِلَى الوَرَاء يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ ] ( لو 9 : 62 ) .. كَثِيراً مَا نُقَابِل ضِغُوط مِنْ داخِل النَّفْس وَمِنْ خارِجها لَكِنْ العِلاج هُوَ الثَبات .. أنتَ عرفت طرِيق الله وَمَحَبَتَهُ ماذا تفعل إِذاً ؟ إِثبت .. الثَبات يجعل نمو الإِنسان سرِيع مَعَْ الله وَإِيمانه غير مُتَزَعزِع وَحياته فِي نمو دائِم .. لابُد أنْ نَتَمَسك بِثَابتنا الثَبات هُوَ عِلاج كُلَّ المشاكِل الرُّوحِيَّة .. الفتُور الرُّوحِي عِلاجه الثَبات .. إِقبل الخُسارة وَاثبت حَتَّى وَإِنْ كانت النتائِج سلبِيَّة المُهِم إِثبت .. الآباء يقُولُونَ فِي حروبهم [ إِركِن ظهرك إِلَى حائِط القلاية وَاثبت ] .. الجُندِي فِي الجبهة إِذا حَوَّطهُ العدو لابُد أنْ يثبت .. إِنْ صَعَدَ عليكَ رُوح المُتَسَلِط فَإِثبت أى داوِم الصُراخ وَالصلاة ثباتنا فِي المَسِيح مِثلَ ثبات العضو فِي الجِسم .. مَا سِر حياة العضو .. ثباته فِي الجِسم وَسِر موته إِنفصاله عَنْ الجسد .. وَمَادامَ الغُصن ثابِت فِي الكرمة فَإِنَّهُ يأخُذ مِنْ عصِيرها وَطبعها وَمِيراثها وَقُوَّتها وَفِعلها لَكِنْ لَوْ إِنفصل عنها حكم عَلَى نَفْسه بِالموت .. كَثِيراً مَا نشتكِي مِنْ الفتُور وَالضعف وَالسقُوط وَالتوانِي .. هذا يجعل النَّفْس غير ثابتة فَتَضعُف وَتَعثُر تُرى هل نجِد فِي هذِهِ النَّفْس ثمر ؟هل هذِهِ النَّفْس تَتَمَتع بِعَطايا رُوحِيَّة وَتَكُون قَادِرة عَلَى الثبات ضِد مكايِد العدو ؟ هل تثبُت أمام إِغراءات العدو ؟ .. بِالطبع لاَ
2/ الثبات غلبة :-
الإِنسان الثَابِت فِي الله يملُك الغلبة .. لأِنَّ عدو الخِير كَثِيراً مَا يُزَعزِع الإِنسان وَيجعله يَتَوَقف عَنْ الحياة الرُّوحِيَّة لَكِنْ الإِنسان الثَابِت يَكُون حاله [ فَقَاوِمُوهُ رَاسِخِينَ فِي الإِيمانِ ] ( 1بط 5 : 9 ) أى إِيمانه ثابِت .. بُولِس الرَّسُول يقُول [ وَإِلهُ كُلِّ نِعمةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأبَدِيِّ هُوَ يُكَمِّلُكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ وَيُقَوِّيكُمْ وَيُمَكِّنُكُمْ ] ( 1بط 5 : 10 ) .. عِندما يعرِض عدو الخِير حِيَله وَإِغراءاته عَلَى النَّفْس كيف تثبُت أمامه . سِر حياة القِدِّيسِين وَالشُهَدَاء هُوَ الثَبات كَثِيراً مَا تَعَرَّضُوا مِنْ دَاخِلهُمْ وَمِنْ خارِجَهُمْ .. مَارِجرجِس يِعَرَّضوه لِمرأة خَلِيعة وَيَثبُت .. الأنبا أنطونيُوس يِعرِضُوا عليه الشَّهوة وَالمال وَأُخته وَيَثبُت .. هل الإِمتحانات الرُّوحِيَّة تُنشِئ صبر فِي حياتنا أم زعزعة ؟ أم نتهِم الله أنَّهُ مُبتعِد عنَّا ؟ وَعدو الخِير بِكُلَّ الطُرُق يُحاوِل أنْ يُزَعزِعنا ..فِي كُلَّ زمان لَهُ وسائِل وَأسالِيب كُلَّه مكر وَخِداع عَخَان بن كرمِي عِندما سألوه لِماذا سرق ؟ أجابهُمْ أنَّهُ وَجَدَ رِداء شِنعارِي وَلِسان فضَّة وَأمام كُلَّ هذا الإِغراء لَمْ يستطِيع الثِبُوت .. كَانَ يُمكِنه أنْ يدوس عَلَى شهوة نَفْسه وَقلبه وَيغلِب وَلَكِنَّهُ لَمْ يعرِف .. بينما أبُونا إِبراهِيم عِندما خلَّص لوط مِنْ سبيه وجدنا أنَّ المَلِك شَكَرَهُ وَعرض عليهِ الغنائِم قائِلاً هذِهِ لَكَ فَأجابهُ إِبراهِيم [ لاَ آخُذَنَّ لاَ خيطاً وَلاَ شِرَاكَ نَعْلٍ ] ( تك 14 : 23 ) قدِيماً كانت النِعال تُخاط بِخِيُوط خاصة تُسَمَّى شِراك نعل .. إِبراهِيم شبعان وَثابِت وَمُكتفِي رفض أى غَنِيمة وَلَوْ شِراكَ نَعْلٍ [ فَلاَ تَقُولُ أنَا أغنيتُ أبْرَامَ ] ( تك 14 : 23 ) .. أنا أُرِيد غِناىَ مِنْ الله .. وضعُوا أمام عينيهِ كُلَّ الغنائِم لأِنَّها حقه وَهُوَ رفض بينما عَخَان بن كرمِي سرق مَا عِلاج هذِهِ الأمور ؟ العِلاج أنْ تَكُون النَّفْس مِنْ داخِلها شبعانة فَتَدوس بِعِز عَلَى كُلَّ الإِغراءات .. هكذا كُلَّ شهِيد وَكُلّ قِدِيس كيف ضَحَّى مِنْ أجل المَسِيح ؟ بِالثبات .. مَا الَّذِي يجعلنِي أستمِر فِي الطرِيق ؟ الثَبات الَّذِي يشكو عدم الإِنتظام فِي الصلاة وَالتناوُل وَالإِنجِيل نقُول لَهُ إِثبت وَدَاوِم عَلَى رى زِراعتك وَاثبُت عِلاج مَشَاكِلنا الرُّوحِيَّة الثَبات الَّذِي يستطِيع أنْ يُعَلِّم يَدَىَّ القِتال يُعطِينِي ثبات فِي الحرب لِكي أغلِب مَا أجمل خِبرة الغلبة فِي حياتنا وَمَا أصعب الهزِيمة الَّتِي تُحبِط النَّفْس وَتُسَلِّم لِمَزِيد مِنْ الهزِيمة وَكَأنِّي أحكُم عَلَى نَفْسِي بِالإِنفصال عَنْ الكرمة .. لاَ إِثبت مهما كُنت مُحارب لأِنَّ سِر الغلبة فِي الثبات .. [ عيناي عَلَى أُمَنَاء الأرضِ ] ( مز 101 : 6 ) .. هُوَ يرى مَنْ يرفُض الخطِيَّة مِنْ أعماقه وَيرى مَشِيئة قلب الإِنسان وَأينَ مسرَّته هُوَ يعلم كُلَّ شيء مَا أجمل منظر القِدِيسة يُوستِينا الَّتِي حاول عدو الخِير أنْ يخترِقها وَلَمْ يعرِف لأِنَّهُ كَانَ دائِماً يَجِدها تُصَلِّي .. ثابتة .. لاَ يوجد شيء إِسمه الحياة مَعَْ الله فِترة وَفِترة مَعَْ العالم هذا يَكُون مِثلَ ثمرلاَ يُروى وَلاَ يُتابع وَبِالطبع سَيَذبُل ..[ اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي ] ( يو 15 : 9 ) .. هُوَ علَّمنا أنَّنا لاَ نستطِيع أنْ نفعل شيء بِدونه [ كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ ] ( يو 15 : 4 ) وَمَادُمت غير ثابِت فَكيفَ أكُون حي [ الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً ] ( يو 15 : 5 ) مَا مدى ثباتِي فِي المَسِيح ؟ فِكرِي هل هُوَ مُسَمر فِي المَسِيح ؟ [ سَمَّر خُوفك فِي لحمِي ]( مز 118 – القِطعة 15 مِنْ الخِدمة الأولى مِنْ صَلاَة نِصف الليل ) .. هل عواطفِي مُسَمَره فِي المَسِيح ؟ هل لِي ثبات فِيهِ وَكَلِمته ثابِتة فِيَّ كما قَالَ يُوحَنَّا الحبِيب [ .... لأِنَّكُمْ أقْوِياءُ وَكَلِمةُ اللهِ ثَابِتة فِيكُمْ وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ ] ( 1يو 2 : 14) .. هذا سِر الغلبة ثبات كَلِمة الله[ تَطلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ ] ( يو 15 : 7 ) .. بِالثبات تنال كُلَّ مَا تُرِيد وَيثبُت فرح الله فِيك .. لِتقبل أنْ تثبُت وَتستمِر الحياة مَعْهُ وَتُعطِيه مشاعِرك وَقلبك اليوم كُلَّه .
3/ الثبات قُوَّة وَإِستمرار :-
هذا كَلاَم ليسَ سهل بَلْ يحتاج مُتابعة يومِيَّة وَكَثِيراً مَا تأتِي ضُغُوط داخِلِيَّة وَخَارِجِيَّة وَتأتِي رِياح وَشِكُوك فِي الإِيمان وَكَثِيراً مَا تَتَزعزع النَّفْس .. لابُد لِلإِنسان أنْ يَكُون فِي داخِله ثابِت حَتَّى أنَّ الله يُشَبِهنا بِالصخرة وَبِالبُرج الحصِين .. [ الصِّدِّيقُ كَالنَّخلةِ يَزْهُو ] ( مز 92 : 12) النخلة طولها شاهِق وَجِذرها فِي الأرض تقرِيباً بِمِقدار طولها .. ثَبَات وَإِلاَّ كيفَ تُواجِه الرِياح إِذا لَمْ يَكُنْ جِذرها قوِى وَعَمِيق ؟ سِر الثَبات جَاءَ مِنْ الخفاء أى البُعد الغِير مرئِي .. هل لَكَ خفاء مَعَْ الله أم لاَ ؟ مَا هُوَ الجُزء غير المرئِي لَكَ ؟ مهما كانت الشجرة طَوِيلة فَهِي مُعَرَّضة لِلخطر لَوْ لَمْ يكُنْ لها جِذر عمِيق مخدعك ..هل لَكَ خفاء فِي مخدعك هل لَكَ مذبح خفِي ؟ هل لكَ جِذر خفِي فِي مخدعك مُقاوِم لِلرِياح بَلْ يثبُت أكثر .. الرِياح مُفِيدة لِلشجرة لأِنَّها تُزِيد ثباتها وَالجذُور تَتَعَمق أكثر .. لَوْ تعرَّضت لِضِغُوط وَإِغراءات إِثبت لأِنَّ الثَبات يجعلك أكثر صَلاَبة لِذلِك سَمَحَ الله أنْ يَتَعرَّض الإِنسان لِلتجارُب وَنِير الشَّهوة ثَقِيل داخِل الإِنسان .. شهوة الجسد شهوة العيُون وَتَعَظُّم المعِيشة .. هل سَمحت لِكُلَّ هذِهِ الرِياح أنْ تضرب بِجِذرك أسفل وَتُعَمِقك أكثر ؟ مُشكِلة اليوم أنَّ الضعف سائِد وَقلِيل مَنْ يعِيش بِحسب الإِنجِيل لِذلِك نَفتُر وَنَتَزَعزع .. لاَ .. قُل سأُرضِي الله حَتَّى لَوْ أرضِيته وحدِي رائِع نُوح وَالمدِينة كُلَّها تسخر مِنه 120 سنة وَهُوَ ثابِت .. أينَ الطوفان ؟ الله مُنتظِر عَلَى الطوفان 120 سنة وَهذِهِ أناة الله وَلُطفه لَكِنْ النَّاس إِستخدِموا لُطف الله ضِدَهُمْ وَعَيَّرُوا بِهِ نُوح البَّار الَّذِي ثبت فِي الله .. لِماذا ؟ ثَبَات مِنْ أصعب المواقِف عِندما قَالَ السيِّد المَسِيح [ أنَا هُوَ خُبزُ الحيوةِ ] ( يو 6 : 35 ) [ مَنْ يأكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأنَا فِيهِ ] ( يو 6 : 56 ) .. وَمِنْ ذلِك الوقت رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذه إِلَى الوراء وَلَمْ يثبتوا فَسألَ الإِثنى عشر تلمِيذ هل هُمْ سيتركوه أيضاً أجَابَهُ بُطرُس[ يَارَبُّ إِلَى مَنْ نَذْهَبُ . كَلاَمُ الحيوةِ الأبَدِيَّةِ عِنْدَكَ ] ( يو 6 : 68 ) .. هل أنَا ثابِت فِي الله حَتَّى لَوْ كَانَ الكُلَّ مُنصَرِف عَنْهُ ؟ لأِنَّ هذا يُزَعزِعنا [ وَكَمَا لَمْ يستحسِنُوا أنْ يُبقُوا الله فِي مَعْرِفَتِهِمْ ]( رو 1 : 28 ) .. لَكِنْ إِثبت أنتَ مهما كانت الإِغراءات وَالضغُوط مِنْ المواقِف الصعبة أيضاً زوجة فُوطِيفار الَّتِي كانت تُكَلِّم يوسِف يوماً فَيوم وَهُوَ لاَ يسمع .. ثابِت .. كَانَ كُلَّ يوم يغلِب شهوته وَنَفْسه وَزوجة فُوطِيفار لِذلِك رغم رد الفِعل أنَّهُ سُجِنَ إِلاَّ أنَّهُ لَمْ يرتد بَلْ إِزدادَ ثبات لأِنَّهُ ليسَ كَثِير الأعذار لِذلِك سَنرى فِي الأبَدِيَّة نَمَاذِج نُدان بِها .. إِذا قُلنا أنَّهُ كانت الإِغراءات قَوِيَّة يقُول لنا الله هذا يوسِف العفِيف وَقَاوم .. الثَابِت مَعَْ الله حياته فِيها القِيام دائِم وَالسقُوط شيء عارِض .. أصعب شيء أنْ يَكُون السقُوط هُوَ الدائِم .. أنَا مخلُوق أسِير عَلَى قَدَمَيَّ وَالشِيء العارِض أنْ أُعثر فِي سيرِي وَأسقُط .. الثَابِت فِي المَسِيح يسِير دائِماً بَلْ يركُض [ ارْكُضُوا لِكي تَنَالُوا ] ( 1كو 9 : 24 ) .. الثَابِت فِي الله لَهُ رجاء فِيهِ [ اثبُتُوا فِيهِ حَتّى إِذا أُظهِرَ يَكُونُ لنا ثِقة وَلاَ نخجلُ مِنْهُ فِي مَجِيئِهِ ] ( 1يو 2 : 28 ) .. الثَابِت فِي الله يشتهِي مجِيئه .. مُنتَظِرِين سُرعة مجئ الرَّبَّ .. الَّذِي يجعل الإِنسان مُشتاق وَمُستعِد لِلِقاء الله هُوَ الثَابِت بينما الغِير ثابِت مجِئ الله بِالنِسبة لَهُ ظَلاَم وَقِتام شِدة وَضِيق تعلَّم الثَبات وَالإِستمرار فِي الثَبات .. دِيماس لَمْ يثبُت بَلْ تركَ بُولِس الرَّسُول وَأحَبَ العالم الحاضِر .. كَثِراً مَا يُغلب الإِنسان مِنْ شهوته وَنَفْسه لَكِنَّهُ يحتاج إِقتناء نِعمة الثَبات وَالثَبات عَطِية مِنْ الله أُطلُبها مِنْ الله .. [ لاَ يُسَلِّم رِجلك لِلزَلل ] ( مز 120 مِنْ مَزَامِير الغُرُوب ) .. [ أنْ يَثْبُتُوا فِي الرَّبِّ بِعَزْمِ القلبِ ] ( أع 11 : 23 ) أى قلب مُمسِك بِالرَّبَّ .. الَّذِى يُحِب العالم وَشَهَوَاته كيف يثبُت ؟ كيف نثبُت فِي الله وَنحنُ بِدُون عُمق وَكَلِمتهُ ليست ثَابِتة فِينا وَليسَ لنا بُعد خَفَي معهُ ؟ دعوة الثَبات لنا كُلِّنا .. فِي كُلَّ حروبك الرُّوحِيَّة وَكُلَّ ضِيقة إِثبت ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِياً آمِين

عدد الزيارات 1910

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل