الحرية والعفة

يقُول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول فِي رِسالته إِلَى أهل غَلاَطِيَّةَ 5 : 1 [ فَاثبُتُوا إِذاً فِي الحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا المَسِيحُ بِهَا وَلاَ تَرْتَبِكُوا أيضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ ] .. أى نثبُت بِالحُرِّيَّة الَّتِي حَرَّرَنَا بِها المَسِيح إِنَ موضُوع الحُرِّيَّة وَالعِفة هُوَ موضُوع مُهِمْ جِدّاً وَشَيِّق وَعَمَلِي أيضاً لِحَيَاتنا هُناك 3 نِقاط نَتَنَاولها معاً :-
1/ مفهُوم الحُرِّيَّة :-
لابُد أنْ نَفهمه صَحِيح " بِصُورة صَحِيحة " فَإِنَّ أجمل شِيء فِي الإِنسان أنَّهُ حُر وَالمِيزة الَّتِي مَيَّز ربِّنا بِها الإِنسان أنَّهُ حُر .. وَلِماذا الإِنسان حُر ؟ لأِنَّ الرَّبَّ خَلَقَ الإِنسان عَلَى صُورته وَمِثاله وَعِندما خَلَقَ ربِّنا الإِنسان عَلَى صُورته وَمِثاله زَيَّنَهُ بِالحُرِّيَّة فَالإِنسان لأِنَّهُ صورة مِنَ الله وَالله حُر فَالإِنسان أيضاً حُر .. لِدَرَجِة أنَّنا إِذا لاَحظنا السبب الَّذِي جَعَلَ أبونا آدم يقع فِي الخَطِيَّة هُوَ الحُرِّيَّة لأِنَّ ربِّنا قَالَ لَهُ لاَ تأكُل مِنْ هذِهِ الشجرة وَلَكِنْ ربِّنا لَمْ يربُط يَدَاه وَقَدَماه وَقَالَ لَهُ لاَ تأكُل لَكِنْ ربِّنا تَرَكَهُ بِحُرِّيته فَإِذا لَمْ يأكُل يَكُون بِحُرِّيته وَإِذا أكَلَ أيضاً بِحُرِّيته فَأجمل شِيء ربِّنا زَيَّنَ بِهِ الإِنسان هُوَ الحُرِّيَّة فَالإِنسان حُر وَمِنْ أجمل عطايا ربِّنا لِلإِنسان هِيَ الحُرِّيَّة .. وَلِذلِك أنَّ كُلَّ العطايا الَّتِي وَهَبَها الله لِلإِنسان يَتَمَتع بِها بِحُرِّية .. وَمِنَ الجمِيل جِدّاً أنْ يَعِيش الإِنسان بِعِفة وَحُرِّية ..وَجَمِيل جِدّاً أنَّ الإِنسان الَّذِي أمامه العِفة وَالدنس وَفِي نفس الوقت يختار العِفة .. وَجَمِيل جِدّاً أنْ يثبُت الإِنسان فِي الحُرِّيَّة الَّتِي حَرَّرَنَا بِها المَسِيح جَمِيل جِدّاً أنَّ الإِنسان يشعُر أنَّ الحياة بِلاَ قُيُود فَهُوَ مُتَحَرِّرالمَسِيح حَرَّره وَلِذلِك قَالَ المَسِيح [ فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبنُ فَبِالحَقِيقةِ تَكُونُونَ أحرَاراً ] ( يو 8 : 36 ) فَإِنَّ المَسِيح حَرَّرَنَا .. جَعَلنا أحرار غير مربُوطِين بِشِيء وَغير مُقَيدِين بِشِيء كُلَّ مَا الإِنسان يفعل الخَطِيَّة يَكُون عبد لِلخَطِيَّة .. وَهُناكَ أشخاص يفهمون الحُرِّيَّة بِطَرِيقة خاطِئة فَتَقُول " أفعل مَا يحلو لِي .. أكُل مِثلما أشاء وَأشرب الَّلِي أشربه .. ألبِس الَّلِي ألبِسه .. أعمِل الَّلِي أنا عايزه " .. فَإِنَّ الإِنسان الَّذِي يفهم الحُرِّيَّة خطأ وَيقُول أعمِل أى حاجة وَيخرُج عَنْ قواعِد اللِياقة وَيخرُج عَنْ أصول الأدب فَإِنَّنِي لاَ أقدِر أنْ أقول عَلَى هذا الإِنسان أنَّهُ حُر .. تَخَيَّلُوا مَثَلاً إِذا مشى واحِد فِي الشَّارِع وَلاَبِس لِبس خَلِيع .. أوْ واحدة ماشية فِي الشَّارِع وَلاَبسة لِبس خَلِيع وَتقُول لَهُمْ إيه الَّلِي إِنتُمْ لاَبسِينه ده ؟ وَيَكُون رده لنا " أنَا حُر .. إِنتُمْ مالكُمْ وَمَالِي " وَمِنْ المُمكِنْ أنَّنا نقُول عَلَى هذا الشخص أنَّهُ مُتَخَلِّف عقلِياً عَلَى الَّلِي عامله فِي نَفْسه ده صعب جِدَّاً إِنْ الإِنسان يفهم الحُرِّيَّة خطأ .. فَإِنْ الإِنسان الحُر هُوَ الإِنسان الضابِط لِنَفْسه أمَّا الإِنسان العبد المُستعبد لِشَهَوَاته .. الإِنسان الحُر فِي وِجهِة نظركُمْ هُوَ الإِنسان الَّذِي يَكُون أمامه أكل وَيأكُل مِنْهُ وقت مَا هُوَ عايِز وَمُمكِنْ إِنَّه يِعتِذِر فِي وقت وَيأكُل فِي وقت آخر أوْ الَّذِي يقُوم يخطف الأكل وَيَقُول أنَا مُحتاج إِنِّي أكُل ؟ فَهَذا الإِنسان غير حُر فَهُوَ مُستعبد لِشَهوة الأكل .. فَهَذا الشخص غير لَطِيف خالِص فَهُوَ دخل عَلَى أشخاص وَخطف الأكل مِنْهُمْ وَهُوَ يقُول أنَا حُر .. إِنِّي كُنت جائِع .. فَأنتَ مِنْ المفرُوض أنْ تضبُط غَرِيزة الأكل فَأنَّكَ حُر صَحِيح لَكِنْ تضبُط هذِهِ الحُرِّيَّة .. فَمَثَلاً إِذا كُنَّا نسِير بِالسيَّارة فِي الشَّارِع وَقُمنا بِكسر الإِشارة الحمراء وَسِرنا بِالسيَّارة بِسُرعة وَإِذا خبطنا سيَّارة أُخرى وَإِذا قَامَ أى شخص يقُول لنا مَا الَّذِي جَعَلَكُمْ أنْ تكسروا الإِشارة الحمراء فَنَرُد عليه وَنَقُول أنَّنا أحرار .. وَنُحِب أنْ تَكُون كُلَّ حاجة سالكة فِي طَرِيقنا .. فهل هذِهِ تَكُون إِسمها حُرِّية ؟!! فَالحُرِّيَّة يَجِب أنْ تَكُون حُرِّية مُنضَبِطة .. أجمل حاجة أنَّ الحُرِّيَّة هِيَ حُرِّية الإِنسان مِنْ الدَّاخِل وَحُرِّيته مِنْ أى قُيُود 0يُوسِف الصِّدِّيق كَانَ ( عبد ) فِي بيت فوطِيفار فَإِنَّ ( العبد ) هُوَ يُوسِف وَ( السيِّد ) هُوَ فوطِيفار وَأنَّ زوجة فوطِيفار هِيَ ( سَيِّدة ) أمَّا بِالنِسبة لِلشَّهوة فَإِنَّ زوجة فوطِيفار هِيَ( سَيِّدة أم عبده لِلشَّهوة ؟ ) .. فَهِيَ عبده أمَّا يُوسِف فَهُوَ ( سَيِّد ) لِلشَّهوة رغم أنَّ يُوسِف ( عبد )إِلاَّ أنَّ هُوَ سَيِّد لِلشَّهوة .. وَرغم أنَّ زوجة فوطِيفار هِيَ ( سَيِّدة ) وَلَكِنَّها ( عبده ) لِلشَّهوة .. فَهَذا هُوَ مفهُوم الحُرِّيَّة إِوعى حد يِفتِكر إِنْ الإِنسان يَكُون بِلاَ أى ضَوَابِط وَبِلاَ أى قُيُود وَيَقُول إِنَّه حُر .. فَإِنَّ الحُرِّيَّة الحقِيقِيَّة هِيَ الحُرِّيَّة مِنَ الدَّاخِل وَالحُرِّيَّة الحقِيقِيَّة هِيَ أنَّ الإِنسان يضبُط نَفْسه وَيأخُذ قَراره بِنِعمة ربِّنا وَبِقُوَّة وَبِنِعمة مِنْ ربِّنا .. وَأنَّ يُوسِف الصِّدِّيق شاب وَهُوَ عِنده شهوة وَإِذا كانت شهوِته موجودة وَأنَّ هذِهِ السيِّدة تطلُب مِنْهُ أنَّهُ يفعل خَطِيَّة وَبِما أنَّهُ هُوَ حُر فَكَانَ مِنَ المُمكِنْ أنْ يفعل الخَطِيَّة وَأنَّ الشَّهوة الَّتِي لَدَيهِ موجودة وَمُمكِنْ أنْ تَكُون تَلِح عليه أمَّا هُوَ فَكَانَ يضبُطها وَيُوَجِهاهُوَ الَّذِي يضبُط الشَّهوة بِتاعته فَمفهُوم الحُرِّيَّة هِيَ حياة بِلاَ قُيُود .. هِيَ تَحَرُّر مِنَ الدَّاخِل .. فَهِيَ أنْ يَكُون الشخص حُر مِنْ جواه وَليست قواعِد وَقَوَانِين تحكُمه .. فَمِنْ المُمكِنْ كُلَّ شخص يفعل كما يحلو لهُ .. مُمكِنْ شخص يِشتِم آخر وَإِذا سألهُ أحد بِمَا الَّذِي يقوله فَيَكُون جَوَابه " أنَا حُر " .. وَيَقُوم أى شخص بِلِبس أى شِيء وَيَقُول أنَا حُر .. أوْ يِعمِل فِي شكله أى شِيء غرِيب وَيَقُول أنَا حُر .. فَالإِنسان الحُر الحقِيقِي هُوَ الإِنسان الغالِب لِخَطَاياه .. الإِنسان الحُر الحقِيقِي هُوَ الَّذِي قُيُود الخَطِيَّة الَّتِي بِدَاخِله تَكُون مُمَزَقة وَلِذلِك يقُول مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول [ فَإِنَّ الخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ ] ( رو 6 : 14 ) مَا رأيك فِي الجلُوس أمام التِلِيفزيُون بِالسَّاعة وَالإِثنين وَالأربعة وَبِالسِتة ساعات وَإِذا سألنا أحد لِماذا المكُوث هكذا أمام التِلِيفزيُون وَيَكُون الرد .. " أنا حُر " .. فَالحقِيقة أنَّكَ غِير حُر وَلَكِنْ أنَّكَ عبد لأِنَّكَ أمام التِلِيفزيُون وَلاَ تعرِف أنْ تقُوم مِنْ أمامه فَإِنَّكَ عبد لِلتِلِيفزيُون .. فَإِنَّ الحُرِّيَّة أنَّكَ تعرِف أنْ تختار الَّذِي تُرِيد أنْ تُشاهِده وَمَتى تقُوم مِنْ أمامه .. فَهُناك مُشكِلة كَبِيرة جِدّاً وَهِيَ إِطفاء التِلِيفزيُون .. فَهُناك أشخاص لاَ تعرِف أنْ تُطفِئ التِلِيفزيُون أى تقُوم بِالضغط عَلَى زِر التِلِيفزيُون لِينطَفِئ وَِذلِك لأِنَّكَ مُستعبد وَلاَ تقدِر أنْ تقُوم بِهذِهِ الخطوة وَالآن هذِهِ الخطوة هِيَ عِبارة عَنْ الضغط عَلَى الرِيموت الخاص بِالتِلِيفزيُون ..وَلَكِنْ هُناك أشخاص مُستعبدِين فَإِنَّ التِلِيفزيُون يأخُذ الحُرِّيَّة وَالحواس وَالعقل .. فهل هذِهِ حُرِّية ؟ فَإِنَّ الحُرِّيَّة الحقِيقِيَّة هِيَ إِنِّي أختار مَا الَّذِي أُرِيد أنْ أراه وَمَا الَّذِي لاَ أُرِيد أنْ أراه .. فَإِنَّ الحُر الحقِيقِي هُوَ الَّذِي يقدِر أنْ يضغط عَلَى الرِيموت وَيطفِي التِلِيفزيُون فَهَذِهِ هِيَ الحُرِّيَّة الحقِيقِيَّة فَالإِنسان الحُر الحقِيقِي هُوَ الَّذِي يَكُون غير مُستعبد أبداً وَالحُرِّيَّة الحقِيقِيَّة هِيَ الَّتِي إِنِّي لاَ أمشِي ورى أى مُيُول وَلاَ أى إِتِجاه غرِيب .. يعنِي إِذا كانِت هُناكَ موضة أنَّ البنات تقُوم بِصبغ شعرها بِاللون البَنَفسِجِي فَهل أنتِ تصبُغِي شَعرِك بَنَقسِجِي ؟!! وَإِذا كانت الموضة أنَّ الأشخاص يلبِسوا البنطلون فرده لون وَالأُخرى لون آخر .. فَهُناك أشياء غرِيبة مُمكِنْ أنْ تظهر فَلاَ يقُوم الإِنسان بِتقلِيد أى شِيء وَيقُول" أنَا حُر " فَهَذِهِ ليست حُرِّية .. الحُرِّيَّة الحقِيقِيَّة هِيَ إِنِّي أعرِف مَا يُنَاسِبنِي مِثلما قَالَ مُعَلِّمنا بُولِس الرَّسُول [ كُلُّ الأشياءِ تَحِلُّ لِي لَكِنْ ليسَ كُلُّ الأشياءِ تُوافِقُ ] ( 1كو 10 : 23 )الشَّابة المَسِيحِيَّة وَالشَّاب المَسِيحِي يعرِفُوا أنْ يختاروا الأشياء الَّتِي تُنَاسِبه مِنْ أكل وَشُرب وَملبس وَالتَّصَرُّف وَالموضة فَلاَ ينساقوا وراء أى شِيئ وَيَقُولوا " أنَا حُر " .. فَلاَبُد أنْ يَكُون سلُوكنا مُنضَبِط وَمُتَزِن .. الإِنسان الحُر الحقِيقِي الَّذِي يعِيش بِلاَ أى قُيُود وَأجمل شِيء فِي الحُرِّيَّة هُوَ القبُول وَالإِقتناع .. فَإِنِّي أقبل وَأقتنِع بِأنَّ شكلِي كما أنَا وَأقبل إِنِّي ألبِس لِبس مُحتَشِم وَأكُون مُقتنِعة بِذلِك .. وَإِذا قَامَ أحد بِأنْ يُكَلِّمَنِي بِغير ذلِك فَإِنِّي أكُون غِير مُقتنِعة فَأنَا أقبل وَأقتنِع أنْ أصوم فَإِذا كَلَّمَنِي أحد عَلَى مأكولات شَيِّقة فِطارِي فَأقُول .. لاَ .. فَأنَا أكُون قابِل وَمُقتنِع .. فَمِنَ المُمكِنْ أنْ أكُون صائِم وَيَقُوم شخص بِعزومتِي عَلَى سندوِتش كِبده أوْ كُفته أوْ ...فَأقُول لَهُ مُتَشَكِر لأِنِّي صائِم فهل يَكُون مِنْ داخِلِي قبُول لِلصُوم وَأنَا أعتذِر غصب عَنِّي .. أعتذِر وَأنَا مضغُوط وَلاَ تَكُون عِينِي فِي هذِهِ الأكلة .. فَإِنَّ الحُرِّيَّة هِيَ أنَّ الإِنسان يسلُك سلُوك مُنضَبِط بِإِقتِناع لِذلِك طول مَا الشخص لديهِ حُرِّية دَاخِلِيَّة يَكُون لديهِ إِقتِناع بِمظهرة وَبِسلُوكه وَبِحياته وَعُمرمَا تَكُون العِفة أنَّها قُيُود عَلَى النَّفْس أوْ أنْ نُعَذِب أنفُسَنا بِأنَّنا نقُول لاَ تلبِس لِبس مِش كويس وَلاَ تنظُر نظرة مِش كويسة أوْ تقُول كلام مِش كويس وَأنْ تَكُون تُرِيد أنْ تفعل أشياء مِش كويسة وَنحنُ نُعَذِبَكوا وَنقُول لَكُمْ لاَ تفعلوا هكذا .. أجمل مَا فِي الحياة المَسِيحِيَّة أنَّها مُنضَبِطة وَمُلتَزِمة وَالإِنسان يَكُون مُقتنِع بِالَّذِي يفعله وَهُناك قبُول لِلأمر .. وَإِذا كَانَ كُلَّ زُمَلائنا يسلُكوا بِدون إِنضِباط وَكُلَّ زُمَلائنا يلبِسُوا بِدون إِنضِباط وَيخرُجوا بِدون إِنضِباط فِي الخرُوج وَالفُسح فَإِذا كَانَ كُلَّ هذا فَإِنَّنا نَكُون مُقتنعِين وَغِير مغلوبِين أوْ غِير مضغُوطِين فَنَكُون مُقتنعِين وَثَابِتِين وَلاَ يَكُون هُناك صِراع داخِلِي نشعُر بِهِ فَهُنا لاَ تَكُون كُلَّ هذِهِ قُيُود الإِنسان الضابِط نَفْسه هُوَ فِي حُرِّية .. فَالحُرِّيَّة هِيَ أنَّ الخَطِيَّة غِير مِستَعبِدَانا .. فَيَقُول مُعَلِّمنا بُطرُس الرَّسُول [ لأِنَّ مَا انغَلَبَ مِنْهُ أحد فَهُوَ لَهُ مُستَعبد أيضاً ] ( 2بط 2 : 19) .. أى الحاجة الَّتِي أنَا مُستعبد لها أكون أنَا عبد لها .. أى أنَا إِذا إِتغلبت لأكلة أكُون عبد لِلأكل أوْ إِتغلبت لِشهوة فَأكُون عبد لِشهوة وَإِذا إِتغلبت لِلِبس فَأكُون عبد لِللِبس .. وَلِذلِك يجِب أنْ يَكُون لديَّ قُيُود فِي هذا الأمرمَا أجمل أنْ أكُون أنَا ضابِط نَفْسِي وَأكُون أنَا صاحِب القرار وَليسَ الأمر هُوَ المستعبدنِي .. فَلاَ أكُون مُستعبد لأكل أوْ لِشُرب أوْ لِشهوة فَلاَ تَكُون هذِهِ لذَّة .. وَلِذلِك الإِنسان الَّذِي ينظُر لِلعِفة أنَّها مُجرد قُيُود أوْ أمر فَإِنَّ هذا أمر صعب جِدّاً .. وَلِذلِك الإِنسان يجِب أنْ يَكُون مُقتنِع بِأنَّ هُناكَ حُرِّية بِدَاخِله فَعِندما نأخُذ بالنا مِنْ أنَّ أبونا الكاهِن عِندما نعترِف يُصَلِّي لنا بعد الإِعتراف صَلاَة إِسمها" صَلاَة التحلِيل " وَهِيَ مأخُوذة مِنْ كَلِمة " حِل " يعنِي إِنِّي كُنت مربُوط وَبتفك مِنْ الخَطِيَّة .. أى أنَّ الخَطِيَّة كانِت ربطانِي .. فَأبونا فِي صَلاَة التحلِيل يقُول { أيُّها السيِّد الرَّبَّ يَسُوع المَسِيح إِبن الله الوحِيد الَّذِي قطَّع كُلَّ رَبَاطات خَطَايانا مِنْ قِبل آلاَمِهِ المُخَلِّصة المُحيية .......... } أى تمَّ تقطِيع الرَبَاطَات فَإِنِّي كُنت مربُوط مِنْ الخَطِيَّة وَبتحل مِنْها لأِنَّ ربِّنا يَسُوع المَسِيح قطَّع الرَبَاطَات فَأنا بأتِي عبد وَبخرُج حُر .. فَإِنِّي أتيت مربُوط بِالخَطِيَّة وَبعد ذلِك بَكُون حُر .. لِذلِك الإِنسان الَّذِي يتخلى عَنْ العِفة فَهُوَ إِنسان عبد وَمسكِين .. فَهُناك أشخاص أُمراء وَمُلوك وَعُظَماء وَرُؤساء دِول وَلَكِنْ مِنْ المُمكِنْ يَكُون مسكِين عبد لِشهوة وَنقول له إِنتَ مسكِين .. إِنتَ غلبان .. وَلَكِنْ مِنْ المُمكِنْ يَكُون إِنسان بسِيط جِدّاً وَغلبان فقِير وَمسكنة يَكُون عِبارة عَنْ كوخ وَلَكِنْ يَكُون ضابِط لِنَفْسه وَضابِط لِشهوِته فَنَقُول لَهُ أنتَ أعظم مِنْ المَلِك .. لِذلِك نقُول [ مَالِكُ رُوحِهِ خير مِمَّنْ يأخُذُ مَدِينةً ] ( أم 16 : 32 ) .. فَالإِنسان الَّذِي قادِر عَلَى أنْ يضبُط نَفْسه خير مِنْ الَّذِي يرأُس أوْ يملُك عَلَى مدِينة وَهُوَ لاَ يعرِف أنْ يضبُط نَفْسه .. يجِب أنْ يَتَحرَّر مِنْ رِباطات الخَطِيَّة .. هذا أوِل جُزء مِنْ مفهُوم الحُرِّيَّة وَالعِفة .
2/ الحُرِّيَّة مِنْ قُيُود الشَّهوة " التَحَرُّر مِنْ الشَّهوة " :-
إِنَّنا لاَ نقُول أنَّ الشَّهوة غِير موجودة وَلَكِنَّها فِعلاً موجودة وَغِير ضَعِيفة وَلَكَنَّها قَوِيَّة .. فَإِذا كانت الشَّهوة موجودة وَقَوِيَّة فَنَقُول يجِب أنَّ الشَّهوة تَكُون مُقدَّسة وَمُنضَبِطة وَنحنُ نغلِبها وَلاَ تَكُون الشَّهوة هِيَ الَّتِي تغلِبنا .. يجِب أنْ نَتَحَكم فِيها فَمَثلاً شخص يَكُون راكِب حُصان يجِب أنْ يضع لِلحُصان اللِجام وَيَكُون مُمسِك بِهِ مِنْ الجانِبين فَإِذا شد اللِجام مِنْ الجانِبين فَهُنا يقُول لَهُ قِف بِرِفق .. وَإِذا شَدَّه جامِد جِدّاً فَمعناه أنَّ الحُصان يقِف بِسُرعة جِدّاً .. وَإِذا شَدَّه وَرَخاه .. شَدَّه وَرَخاه فَمعناه أنْ يِهَّدِي السُرعة .. وَإِذا شَدَّه مِنْ الجانِب الأيسر فَهذا معناه أنَّهُ يَتَجِه إِلَى الجِهة اليُسرى .. وَإِذا شَدَّ الجانِب الأيمن فَهذا معناه أنَّهُ يَتَجِه إِلَى الجِهة اليُمنى .. فَهُوَ يَسِير بِقُوَّة الحُصان وَأمَّا القِيادة فَهِيَ لِهذا الشخص هُوَ الَّذِي يُوَّجِه الحُصان كذلِك الشَّهوة فَإِنَّها عَطِيَّة مِنْ الله .. وَهِيَ شِيء مُبارك وَمُقدس جِدّاً وَيَجِب أنْ نحترِس مِنْ أنْ تَكُون هذِهِ الشَّهوة مِثْلَ الحُصان الَّذِي بِدون لِجام .. أى تمشِى تِخَبَّط فِي النَّاس .. فَإِذا تخيلنا حُصان يسِير بِمُفرده فِي الشَّارِع فَمِنَ المُمكِنْ أنَّهُ يِخَبَّط كُلَّ شِيئ أمامه وَيِخَبَّط فِي النَّاس وَيِعَطل السيَّارات وَيَسِير كما يحلو لَهُ وَهذا عَلَى العكس عِندما يَكُون مُنَضَبِط .. هكذا نحنُ أيضاً عِندما نَكُون مُنضَبِطِين فَنحنُ فِعلاً لدينا شهوة وَلَكِنْ يَجِب أنْ تَكُون شهوِتنا مُوَّجهة وَمُنضَبِطة أصعب شِيء أنَّ الإِنسان يَكُون مغلُوب مِنْ شهواته .. فَمَثَلاً إِذا كَانَ لدينا العكس أى الشخص الَّذِي يقُود الحُصان وَعِندما يقُول لَهُ هَدِّي السُرعة يرفُض الحُصان وَإِذا أرادَ هذا الشخص أنْ يدخُل فِي الجِهة اليُمنى أوْ اليُسرى فَيرفُض هذا الحُصان وَإِذا قَالَ لَهُ هذا الشخص إِسمع الكلام وَامشِي كويس فَيقُول لَهُ الحُصان إِذا لَمْ تسكُت أنَا حَوئعك حالاً فَيوقع فِي الأرض .. فَمَا رأيكُمْ إِذا كانت القِيادة لِلحُصان وَليست لِلإِنسان ؟!! تَصوَّرُوا كُلَّ إِنسان تابِع لِشَهَواته يَكُون مِثْلَ هذا المثل الَّذِي تَكُون شهواته هِيَ المُتَحَكِمة فِيهِ مِثْلَ الحُصان الَّذِي يَتَحَكم فِي القِيادة فهل يَصِح أنَّ الشخص يقوده الحُصان الَّذِي لَهُ ؟!فَنحنُ المفرُوض أنْ نعرِف أنَّ الغرِيزة هِيَ عَطِيَّة مِنْ ربِّنا وَالَّذِي يقودها مشاعِرنا وَرُوح الرَّبَّ الَّذِي بِدَاخِلنا فَلِذلِك لاَ يَجِب أنْ تَكُون إِنسان تُرِيد أنْ تِقَلِّد نَماذِج خاطِئة .. فَهُناك شخصِيات إِنحدرِت وَعدو الخِير خَدَعها فَإِنَّنا نسمع عَنْ أشخاص وَنُشَاهِدهُمْ فِي التِلِيفزيُون وَنقرأ عنهُمْ فِي الجرائِد عَنْ الخَطِيَّة غَلَبِتهُمْ فَلاَ يَجِب أنَّنا عِندما نُشاهِد إِعلان وَعِندما نرى منظر خلِيع فَنَقُول " أنَا نِفْسِي أكُون كَهَذا " .. فَتَكُون إِجابِتنا أنَّ هذِهِ الأشخاص مسكِينة لأِنَّها تركت العنان لِشَهَوَاتها أنَّها تقودها فَهِيَ فقدت عقلها وَتَخَلَّت عَنْ صورة الله الَّتِي فِيها فَهذِهِ الأشخاص تخلَّت عَنْ أجمل مِمَا فِيها وَصَارت مِثْلَ الحيوانات لِذلِك مفهُوم الحُرِّيَّة هُوَ تخلِّي الإِنسان عَنْ سُلطان الشَّهوة وَبَدَلاً مِنْ أنَّ القِيادة تَكُون لِلشَّهوة فَتَكُون القِيادة لِلإِنسان هُناك ثَلاث مُعَادَلات :-.
1) خَلَق الله الحيوان بِشَهوة دُونَ عقل .
2) خَلَق الله المَلاَئِكة بِعقل دُونَ شهوة .
3) خَلَق الله الإِنسان لَهُ عقل وَشهوة .
إِذاً إِذا تَبَعَ الإِنسان شهواته صَارَ أقل مِنْ الحيوان لأِنَّ الحيوان ليسَ لَهُ عقل أمَّا الإِنسان فَهُوَ لَهُ عقل .. فَإِذا تَبَعَ الحيوان شهواته فَهذا أمر عادِي ( أمر طبِيعِي ) لأِنَّهُ حيوان فَإِذا كَانَ هُناكَ إِنسان يتبع شهواته فَهذا أمر غِير عادِي فَصَحِيح هُوَ عِنده شهوة وَلَكِنْ عِنده أيضاً عقل فَلِذلِك إِذا تَبَعَ شهواته فَصَارَ أقل مِنْ الحيوان وَلَكِنْ إِذا تَبَعَ الإِنسان عقله صَارَ أكثر مِنْ ملاك لأِنَّ الملاك ليسَ عِنده شهوة فَإِذا سَارَ الإِنسان بِعقله فَيَصِير أفضل مِنَ المَلاَئِكة لأِنَّهُ غلب شهواته هكذا الإِنسان الَّذِي يعِيش بِدُون شهوة وَقيُود وَخَطِيَّة يَكُون عَظِيم وَلَهُ كَرامة غالية كيف الإِنسان يضبُط شَهَوَاته ؟ يجِب أنْ يشبع وَيَكُون لَهُ تَسَابِيح كَالمَلاَئِكة وَيُنَمِّي عقله وَيُثَّبِت عقله فِي ربِّنا حَتَّى يصِير كَالمَلاَئِكة .. يجِب أنْ يشبع بِرَبِّنا حَتَّى يَتَغَلَّب عَلَى شَهَوَاته وَيَقُود شَهَوَاته فَيَجِب أنْ يُحَصِّن عقله وَيَكُون لَهُ قُوَّة إِضَافِيَّة وَيعرِف كيف يضبُط نَفْسه وَجَسَده وَيضبُط شَهَوَاته .. فَهذا هُوَ التَحَرُّر مِنْ قُيُود الخَطِيَّة .. [ كَأحرار وَليسَ كَالَّذِينَ الحُرِّيَّةُ عِندهُمْ سُترة لِلشَّرِّ ... ] ( 1بط 2 : 16 ) ..فَيَجِب أنْ تَكُون حُرِيَتَنَا حُرِّيَّة عُبُودِيَّة لِرَبِّنا وَتقُول " ياربَّ كُلَّ مَا فِينا هُوَ مِلكاً لَكَ .. نحنُ أولادك " .
3/ نَمَاذِج لِحُرِّيَّة العِفة :-
نُلاَحِظ أنَّ القِّدِّيسِين كُلَّ واحِد مِنْهُمْ تَمَيَّز بِفَضِيلة مُعَيَّنة فَمَثَلاً :-
الأنبا إِبرآم تَمَيَّز بِحُب العطاء وَلَكِنْ كُلَّ القِّدِّيسِين يجِب أنْ تَكُون فِيهُمْ العِفة فَإِذا كَانَ شخص يُعطِي الفُقَرَاء كُلَّ أمواله وَلَكِنَّهُ بِدُون عِفة فَلاَ تَقدِر أنْ تقُول عليه قِدِيس فَكُلَّ القِّدِّيسِين يَتَمَيَّزُون بِالعِفة لِذلِك العِفة أعطِتهُمْ شهوة المحبَّة لِرَبِّنا .. إِنَّنا لاحظنا فِي القِّدِّيسِين نُقطة قَوِيَّة جِدّاً جَعَلَتهُمْ يُفَضِلُوا الموت عَنْ الشهوة .. فَإِذا أتينا بِشاب أوْ شابَّة وَخيَّرناهُمْ بِأنَّهُمْ يفعلُوا الخَطِيَّة أوْ الموت فَإِنَّهُمْ يختاروا الموت .. وَأنَّ النَّاس الَّذِينَ كانُوا يُعَذِّبُوا الشُهَداء وَهُمْ الملُوك وَالأبَاطِرة فَهُمْ ناس مُستعبدِين لِلشهوة فَكَانَ الشيطان يقنِعَهُمْ بِحاجة بَشِعة جِدّاً فَيقُول لَهُمْ هذا الشاب أو الشابَّة لاَ تقتِلُوهُمْ فَإِذا كُنتُمْ تُرِيدُونَ أنْ تُعَذِبُوهُمْ فِعلاً فَأتوا لِهذا الشاب بِإِمرأة لِيفعل معها الخَطِيَّة وَبِهذِهِ الطرِيقة أنتُمْ تُموِتونه وَهذِهِ الشابَّة لاَ تُموِتها بَلْ إِتوا بِشاب لها لِيفعل معها خَطِيَّة وَبِهذِهِ الطرِيقة أنتُمْ تُموِتونَها فَبدأوا يضربوا القِّدِّيسِين وَالشُهَداء بِضربِة النجاسة فبدأوا يعرِضُوا عليهُمْ الدنس فَكَانَ الموت بِالنِسبة لَهُمْ أهون مِنْ الدنس مِثل القِدِيس مارِجرجِس عِندما أتوا لَهُ بِبِنت لِكي تُوقِع بِهِ فِي الخَطِيَّة ... وَلَكِنَّها لاَ تستطِيع .......لِماذا ؟ فَإِنَّ مارِجرجِس هُوَ شاب وَعِنده شهوة وَهذِهِ البِنت تُقنِعة لَكِنْ مارِجرجِس قَالَ إِنِّي أموت وَلاَ أقع فِي الخَطِيَّة .. فَإِنَّ مارِجرجِس فِعلاً حُر لِذلِك فرضوا الدنس كأشرس عقوبة عَلَى الشُهداء وَالشهِيدات .. جعلُوا الدنس كَأنَّهُ عقوبة عليهُمْ وَهُناك أيضاً قِصة الشاب الَّذِي كَانَ يربُطوه مَعَْ بِنت حَتَّى يفعل معها الخَطِيَّة وَهُوَ لاَ يقدِر أنْ يهرب لأِنَّهُمْ كَانُوا يربُطون جِسمة بِجِسمها .. يَداه وَقَدَماه مُقَيَدَتان وَلاَ يقدِر عَلَى الهرب .. وَهُناك شِيء فَعَله أخرج لِسانه وَضغط بِقُوَّة كَبِيرة جِدّاً بِأسنانه حَتَّى يقطع لِسانه وَفِعلاً قطعهُ وَتف فِي وجه البِنت حَتَّى تِقرف مِنْه وَفِعلاً قِرفِت مِنْه وَتركِته .. فَهُوَ إِنسان إِتربط مَعَْ فتاة لَكِنْ عِفِته لَمْ تترِبِط .. إِنَّهُمْ كَانُوا مُعتقِدِين أنَّهُ بِهذِهِ الطرِيقة مُقَيَّد لَكِنَّهُ حُر مِنْ رِبَاطات الخَطِيَّة .. فَهُوَ جَعَلَ دمه يُعَبِّر عَنْ محبِّته لِرَبِّنا فَهُناك شُهَداء وَشَهِيدات مِثلَ القِدِيسة بُوتامِينا العفِيفة عِندما أتوا الجنُود لِيُعَذِبُوها وَيضعونها فِي الزِيت المغلِي وَكَانَ أهم شِيء عِندها وَهُوَ شرط أنْ تنزِل فِي الزِيت المغلِي بِمَلاَبِسها وَقالت " أستحلِفك بِرأس الأِمبراطور الَّذِي تخشاه ألاَّ تجعلهُمْ يُجَرِّدُونِي مِنْ ثِيابِي " .. وَأهم شِيء وَهِي تنزِل إِلَى الزِيت المغلِي كانت مُتَمَسِكة بِمَلاَبِسها جَيِداً حَتَّى لاَ يُكشف جَسَدها .. فَهذِهِ هِي العِفة الجمِيلة فَمَا رأيكُمْ بِالبنات أوْ الأولاد الَّتِي تُظهِر أجسادها بِمُناسبة أوْ بِغير مُناسبة ؟فَهُناكَ أيضاً القِدِيسة بِربِتوا كَانُوا يرموها إِلَى ثُور هايِج كَانَ يخبطها بِقرونه وَهِي ضَعِيفة جِدّاً وَصغِيرة وَنَحِيفة فَكَانَ كُلَّ مَا يِخبطها كانت تُحدف إِلَى مسافة خمسة أمتار وَيأتِي لها وَيخبطها مرَّة أُخرى لِمَسافة عشرِينَ مِتراً وَترتفِع إِلَى أعلى وَتنزِل إِلَى الأرض .. وَكَانَ جِسمها مُتَجَرِّح وَكانت تَنزِف فِي الدِماء مِنْ كُلَّ مكان فِي جَسَدها .. وَهِي كانت بينَ وَالموت الحياة وَلاَ تدرِي بِأي شِيء وَكانت فِي هذِهِ الحالة وَكَانَ ثوبها مُمزق وَمَعَْ ذلِك كانت تضُم جِسمها وَتستُر نَفْسَها بِمَلاَبِسها الَّتِي صَارت هَلاَهِيل .. فَإِنَّ عِفِتها غالبة هُناك أيضاً القِدِيسة ثِيؤدُورَا .. قَالَ الجُنُود نحنُ نُوَّقِع عليكِ عقوبة أشد مِنَ الموت .. فقالت لَهُمْ فهل هُناكَ شيء أشد مِنَ الموت ؟!! فقالُوا لها سوفَ ترين .. وَأخذُوها إِلَى بيت الشَّر حَتَّى يفسِدُوا عليها عِفِتها مَعَْ أولاد – ياه لِشَرَاسِة عدو الخِير – وَلَكِنْ ربِّنا لاَ يترك أولاده وَهِي فِي بيت الشَّر يدخل عليها شاب جُندِي مسِيحِي فقالَ لها أنَا أعطِيكِ ثوب الجُندِيَّة الَّذِي لِي فَأنتِ مِنَ المُمكِنْ أنْ تخرُجِي بِثوب الجُندِيَّة .. فقالت لَهُ أشكُرك أنتَ تُنقِذ عِفَتِي وَعِندما خرجت مِنْ هذا المنزِل مكثت مُنتظِراه وَلَكِنَّها لَمْ تهرب حَتَّى خرجَ هذا الجُندِي إِلَى خارِج هذا المنزِل فقالت لَهُ الأن نِبَّدِل مَلاَبِسنا( أي هذا الشاب يأخُذ ثوب الجُندِيَّة الَّذِي لَهُ وَيُعطِيها مَلاَبِسها ) .. فقالت لَهُ إِنِّي أُرِيد الإِستشهاد فَأنا أشكُرك لأِنَّكَ ساعِدتنِي فِي الخرُوج مِنْ هذا المنزِل .. ياه لِهذِهِ العظمة فَإِنَّها فِعلاً حُرَّة وَكانت لاَ تُرِيد أنَّ هذا الجُندِي يأخُذ مكانها فِي الإِستشهاد .. لاَ تسرِق إِكلِيلِي وَأيضاً القِدِيسة فِيرونيا الَّتِى دخلَ عليها جُندِي مِنْ الجُنُود وَأرادَ أنْ يُفسِد عِفِتها..
فقالت لَهُ : هل أنتَ جُندِي...وَبِتدخُل حرُوب كَثِيرة ؟
فقالَ لها : نعم .
فقالت لَهُ : إِنِّي لَدَيَّ هِدِية ثَمِينة لَكَ .
فقالَ لها : مَا هِيَ ؟
فقالت لَهُ : أنَّ آبائِي كانُوا مُحَارِبِين وَإِنِّي أرِث مِنْهُمْ زُجاجة زِيت .
فقالَ لها : مَا هذا الزِيت ؟
فقالت لَهُ : أنَّ هذا الزِيت عِندما يُدهن عَلَى الجِسم لاَ يدخل السيف فِي هذا الجِسم وَإِنِّي سَأجرَّب عَلَيَّ إِنِّي سأدهِن مِنْ هذا الزِيت عَلَى رقبتِي وَأنتَ تضرب رقبتِي بِسِيفك بِكُلَّ قُوَّة .. وَعِندما ضرب هذا الجُندِي بِكُلَّ قُوَّة فَإِنَّ رقبِتها إِتقطعِت فَكَانَ هذا الجُندِي سوف يجِن .. فَكُلَّ هذا حَتَّى لاَ تُفسِد عِفِتها !!!وَهُناكَ أيضاً القِدِيسة إِجنِس كَانَ عِندها 9 سنوات وَوَضَعُوها فِي منزِل وَجاءَ إِبن المَلِك لِيفعل معها خَطِيَّة وَعِندما أتى إِبن المَلِك أرادَ أنْ يُعَرِّيها مِنْ ثِيابها وَهي مكثت تبعِد عنه وَلَكِنَّهُ شاب وَقوِي فَنَجَحَ أنْ يفعل ذلِك ففِي هذِهِ اللحظة حدثَ شيء غرِيب جِدّاً فَإِنَّ شعرها نمى بِطرِيقة غرِيبة جِدّاً حَتَّى أنَّهُ غطَّى كُلَّ جِسمها وَمَكَثت تُصَلِّي وَهددت هذا الشاب وَقالت لَهُ إِذا إِقتربت مِنِّي فَإِنَّ ربِّنا يُرسِل مَلاَكاً لِيِمَوِتك .. فَإِنَّ هذا الشاب ضحك وَأرادَ أنْ يقترِب مِنْها وَلَكِنْ ربِّنا فِعلاً أرسلَ مَلاَكاً وَماتَ هذا الشاب وَلاحظ المَلِك أنَّ إِبنه غاب جِدّاً لِعِدَّة أيَّام وَكانُوا يعتقِدوا أنَّهُ بِالدَّاخِل مَعَْ البِنت .. وَإِذا المَلِك دخلَ لِيرى إِبنه وَرأى أنَّهُ مات .. فقالَ لها قتلتِي إِبنِي .. فقالت لَهُ ليسَ أنا وَإِذا أنتَ إِقتربت مِنِّي فَإِنَّ ربِّنا يفعل بِكَ مِثلما فعلَ بِإِبنك .. فَخاف المَلِك وَأطلق صراحها .. فَهذِهِ هِي حُرِّية مجد أولاد الله فَيجِب أنْ يَكُون بِدَاخِلنا حُرِّيَّة مجد أولاد الله .. يَجِب أنْ يَكُون بِدَاخِلنا هذِهِ الحُرِّيَّة الرائِعة .. الحُرِّيَّة مِنْ الشهوة .. الحُرِّيَّة مِنْ الغرِيزة .. ضبط النَّفْس .. ضبط الجسد .. ضبط الإِنفعالات لاَ نُسَيَّر حسب الأصدِقاء .. وَلاَ نُسَيَّر حسب أي كلام .. بَلْ نُمَجِد الله فِي جسدنا وَفِي روحنا نحنُ صورة الله فَِلاَ يجِب أنْ نستخدِم الحُرِّيَّة فِي أمور غِير نافعة بَلْ فِي أمور لِبُناء أنفُسَنا ربِّنا يَسُوع المَسِيح يُبارِك فِي عِفِتكُمْ وَيُقَدِّس نِفُوسكمْ وَأجسادكُمْ وَيملُك عليكُم وَتَعِيشوا فِي حُرِّيَّة مجد أولاد الله ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته وَلإِلهنا المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين