تعاليم المسيح الأحد الثانى من أمشير

Large image

ربنا يسوع المسيح كمعلم
تقرأ علينا الكنيسه هذا الصباح المبارك معجزه نقف امامها ونمجد الله وهي اشباع الحموع .. لكن الموقف من البدايه ان ربنا يسوع المسيح صعد للجبل وعلم الجموع لمده 3 ايام والغريب هنا ان ازاي الناس تصبر لمده 3 ايام بدون ملل ..
من هنا نتكلم عن ربنا يسوع كمعلم .. قد ايه بسيط .. قد ايه عميق .. قد ايه يلمس احتياجات الناس وينزل اليهم ويرفعهم للسماء
كيف ان اسلوبه فيه استخدام للعقل والنفس والخيال والبيئه .. اسلوب بديع وفي منتهي البساطه.. يتكلم مع الناس بأسلوب يفهموه
مع المزارعين يقول " يشبه ملكوت السموات بذره.. " وايضاً " خرج الزارع ليزرع "
مع الصادين " يشبه ملكوت السموات شبكه .."
وطبعا الصياد فاهم جيداً يعني ايه شبكه وسمك ردئ وسمك جيد
كانت كل تشبيهاته بسيطه لكن ترفع الناس .. يعرف كيف يأخذنا من مستوي الواقع ويرفعنا الي فوق
مع التجار يكلمهم عن الوزنات لدرجة لو كان يتكلم مع ربه منزل كان يقول " يشبه ملكوت السموات خمير صغير وضع في 3 اكيال دقيق "
يتكام مع محبي الطبيعه ويعطيهم تشبيهات عن الزرع و الصحراء والبحر
يتكلم مع الكتبه والفريسين في ادق المعاني الالهيه
-في نفس الوقت كان يستخدم اسوب القصه
ويجعلك تتخيل وتتشوق
فمثلا يحكي عن الابن الضال.. قصه بكل تفاصيلها
واضا وليمة الغني كتشبيها لملكوت السموات
-يستخدم اسلوب المقارنات
ويقول انسانان صعدا للهيكل ويصف الفريسي وكيف تكلم ويصف العشار وكيف تكلم
ويحكي الحكايه لكن عاوز يعلمنا منها درس عميق
مثل كان لدائن مدينان ... ثم يسأل من يحبه اكثر فيجيب الفريسي
اظن من سامحه بالأكثر...
فكان يخلي الشخص يجيب المعلومه المطلوبه من نفسه
ومثلا " العذاري الحكيمات والعذاري الجاهلات"
وايضا " الغني ولعازر"
ويخليك تتخيل هذا وذاك ويصف الاثنين بدقه
ويخليك تتخيل المنظر وتفهم المعني
ثم ينقلك لللمنظر السماوي " الان هو يتعزي وانت تتعذب"
فكانت تشبيهاته عميقه ترتقي بفكر الانسان ولما يكلم اليهود كان يأخذ من تشبيهاتهم ومن ايات العهد القديم ويقول لهم " صوت نوح وبكاء سمع ف الرامه"
ولما يتكلم مع الرومان وهو يعرف حبهم للفلسفه يكلمهم بالمنطق فكان كلامه لهم فيه وسائل ايضاح
" اعطوني العمله لمن الصوره والكتابه ؟؟؟"
"اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر وما لله لله"
لما يحب يكلمهم عن البساطه يجيب لهم طفل و كأنه عاوز يجمع معاك اكبر تركيز ليك..
لما يتكلم مع اليونانين والرومان يتكلم بطريقتهم ويستخدم عملاتهم فالروماني يستخدم الدينار والاستار
واليهودي يستخدم الوزنه والفلس والمني
فيكلم ده بعملاته وده بعملاته.. وبالبساطه الشديده يصل لأعمق المعاني.
- لذلك لا تستغرب اذ وجدت البيت ممتلئاً بالشعب الذي يسمع تعاليمه ويقول الكتاب عن معجزه اشباع الجموع انه كان يوجد خمسه الالاف نفس
كان يسوع يعلم الالاف .. فكيف كان جذاباً لهذه الدرجه!!!
كان جذابا لأن تعاليمه كانت حيه وواقعيه.. تعليم يمس واقع الناس وحياة الناس واعماق قلوب الناس..
اذ تكلم عن الملكوت يشوق الناس للملكوت ولما يتكلم عن المجازاه يخلي الانسان قلبه يتملي بالغيره
وكان ممكن يقول لهم المعلومه ويتركهم هم ليعرفوا الهدف منها.. وهذا ابرع اسلوب للتعليم
وبالنسبه لعصر ربنا يسوع كان اسلوب جديد علي مسامعهم .. اسلوب بهذا العمق والبساطه
لأن الكتبه والفريسين كانوا بيحبوا يخلوا الناس قاعدين مش فاهمين حاجه.. لكن الكتب يقول
" اما يسوع فبهتوا من تعاليمه " لدرجه سيده قالت له "طوبي للبطن الذي حملك والثدين التي ارضعاك "
فكان يستخدم تشبيات من البيئه " اليست خمس عصافير تباع بفلسين !!!"
وايضا يتكلم عن زنابق الحقل وطيور السماء..
لما شرح للفريسين الرجل صاحب الوكاله اللي بعت عبيد فضربوهم فقال ابعت ابني فقتلوه .. ثم سألهم فكركم الراجل صاحب الكرم يعمل ايه .. سكتوا .. فقال مش المفروض يغيرهم؟؟؟
عاوز يقوللهم انتم اللي رفضتوا .. فكانوا يغتاظوا
-من الاساليب الجميله انه كان يخلي الشخص الي معترض هو اللي يجاوب
فمثلا لما سألوه " انت جاي منين " فقال لهم " معموديه يوحنا من الله كانت ام من الناس"
فلم يجاوبوا فقال لهم ولا انا اقول لكم ...
ممكن يحكي حكايه ويقول لهم ف الاخر " من منهم يحبه اكثر؟؟"
ويقول لأخر " اتريد ان تبرأ؟؟"
ذلك لكي شترك الشخص معه ويعرف ايه مشاعره اللي جواه
فتجد ان اسلوبه مناسب دائما للعصر..
ويقولوا ان العمليه التعليميه تقوم علي خمس هم .. مدرس وتلميذ ومكان وزمان ومنهج يلائم العصر
وكل ذلك ينطبق علي يسوع تمام
فهم المعم الصالح المذخر فيه كل كنوز المعرفه
وتلميذ مشتاق وان لم يكن مشتاق فإنه بعد سماع كلمات يسوع يشتاق جدا جدا وكان يعرف كيف يراعي الزمان والمكان
واما المنهج... فكان له اعظم منهج.. منهج الصليب وخلاص النفس والملكوت
وكان يعرف مستويات التعليم .. ففي كلام يقوله لليهود .. واخر للرومان.. واخر لتلاميذه .. واخر ل 3 فقط من تلاميذه .. وكلام اخر للعذراء
لأنه مش اي كلام يقوله لأي احد
مش اي حد يفهم اسرار القيامه ومش اي حد يتبعه للصليب ومش اي حد يأخذه للتجلي
ليتك تأخذ من المسيح معلما وتأخذ منه نعرفه لتكون تلميذ له
ربنا يدينا ان نتأمل في تعاليمه المحييه .. يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد الدائم امين

عدد الزيارات 2511

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل