اله يتودد إلينــا أحد السامرية

Large image

الله يتودد لنا
بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته من الأن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين
فى فترة الصوم المقدس ياأحبائى تخرج لنا الكنيسة من كنوزها جدداً وعتقاء من أجل شبع نفوسنا . إن كنا فى فترة الصوم المقدس نمتنع عن أطعمة معينة أو بعض الأطعمة الشهية فالكنيسة تصنع لنا إحلال وتقول لنا إن نفوسكم قد بدأت تذهد الأطعمة المادية لذلك سأعطيكم انا طعام روحى
+ - نجد الكنيسة قرأت لنا الأحد الماضى فصل الإبن الضال ولننتبه فى الكنيسة كلها على مدار السنة أن فصل الإبن الضال يقرأ مرة واحدة ... وفصل السامرية يقرأ مرات قليلة حوالى ثلاثة مرات فقط ... أيضاً فصل المخلع نادراً ما يقرأ ... كذلك فصل المولود أعمى وكأن الكنيسة تقدم لنا أشهى الأطعمة ونحن سالكين بالروح فتغذينا بحسب الروح عوض غذاء الجسد الذى نترفع عنه بإرادتنا فى فترة الصوم المقدس . فنجد :
الإبن الضال -- يمثل الخطية
السامرية --تمثل تكرار الخطية
المخلع --يمثل اليأس من الخطية ومن كثرة تكرارها
الخطية لها توبة .وتكرار الخطية له توبة .وحتى اليأس من الخطية له توبة .لذلك فى فترة الصوم المقدس الله يتودد لنا ويقدم لنا فرصة للرجوع والتغيير
+ - اليوم فى السامرية يتودد الله للسامرية ويبحث عن طريق ليقابلها ويكلمها .. ونلاحظ أن الكتاب يقول" وكان لابد أن يجتاز السامرة " حقيقة لو لاحظنا خريطة أورشليم والطرق التى حولها نجد أن هناك طريق أسهل يوصله للمكان الذى كان يريده لكنه فى هذه المرة سلك ذلك الطريق ليقابلها .ويسير ستة ساعات ويتعب لكن عنده تدبير آخر . فهناك إنسانة مهمة يريد أن يقابلها ألهذه الدرجة النفس غالية عندك يا الله ؟ .. يقول نعم .. غالية جداً .ألهذه الدرجة يا الله ترى السامرية إناء مختار لك؟يقول نعم. لكن الناس تراها غيرذلك .أقول لك صدقنى إن الله فاحص أعماقنا كلنا ويرانا كلنا أولاد له غاليين عليه أنقياء جداً حتى وإن كانت لنا بعض الضعفات .يقول تعال إشبع بى أنا .أنا أدعوك لكى تكسر الحواجز التى بينى وبينك .لذلك أدعوك
+ - رجل وإمرأة .لو تدرس فى التاريخ اليهودى تجد إنه ممنوع معاملة الرجل اليهودى مع المرأة فى الطريق ... شئ يجرمه العرف الإجتماعى وخاصة لو كانت وحدها ... وخاصة لوفى مكان فى طرف البلد .وحدها وإمرأة وفى طرف البلد .. وتلاميذه قد تركوه .هويقصد أن ينفرد بها .يقصد أن يتكلم معها بدون حرج ألهذه الدرجة يارب أنت تكسرحواجزمن أجلى ؟ يقول أنا أكسر حواجز أكبر من ذلك ماهى تلك الحواجز الأكبر ؟ يقول إنها سامرية وأنا يهودى .ولنقرأ فى التاريخ عن العدوة الرهيبة بين اليهود والسامريين ... صعبة جداً جاءت جذورها منذ إنقسام المملكة فى أيام رحبعام إبن سليمان إبن داود عندما إنقسمت المملكة الى مملكتين : مملكة الشمال وعاصمتها السامرة وتضم عشرة أسباط .ومملكة الجنوب وعاصمتها أورشليم وتضم سبطين. إذاً..أين الهيكل ؟ فى أورشليم . أصبح بذلك العشرة اسباط التى فى الشمال ليس لديهم هيكل وبالتالى ليس لديهم عبادة . ولذلك إبتعدوا عن الله..لكنهم قالوا .. لا.. لماذا الهيكل فى الجنوب ونحن لا ؟ إذاً لنقيم لأنفسنا هيكل .. فقال لهم الذين فى أورشليم : هل يوجد شئ إسمه هيكلان ؟ هوهيكل واحد .... لكن الذين فى الشمال قالوا سنقيم هيكل جديد لنا ...فقالت مملكة الجنوب إن العبادة الحقيقية فى الجنوب حيث الهيكل أى عندنا ..وبالتالى أنتم مرفوضون من الله فكان هَمّ ملكة الشمال أن تفسد عبادات مملكة الجنوب وأقاموا المؤامرات .. من ضمن هذه المؤامرات إنه فى ليالى الأعياد اليهودية التى يجتمع فيها الشعب كله أنهم كانوا يأتون ليلاً بعظام موتى ويلقونها فى الهيكل وبذلك يتنجس الهيكل وبالتالى لايليق بتقدمات الذبائح ولايليق أن يدخله الناس للعيد من الذى فعل ذلك ؟ السامريين . عداوة رهيبة .. حتى إنه إذا أراد اليهودى أن يهين شخص أويقبح فيه أويسبه كان يقول له أنت سامرى كلمة سامرى فى ذاتها سباب ... ألهذه الدرجة السيدالمسيح يكسر ذلك الحاجز ويتكلم مع المرأة السامرية حتى أنها قالت له أنت غير منتبه لما تفعل " كيف تتكلم معى وانت يهودى وأنا إمرأة سامرية "
+ - ربنا يسوع يريد أن يدخل الى النفس لأنه غالى عنده جداً خلاص الإنسان. أحد القديسين يقول ( أنت يا الله ليس عندك خسارة سوى هلاكنا ) ليس لديه خسارة إلا أننا نهلك عنده إستعداد أن يسير من أجلنا ويتعب عنده إستعداد أن يكسر حواجز عنده أستعداد ان يقال عنه فى العرف الإجتماعى أنه لايليق أن يتحدث مع إمرأة .عنده إستعداد أن يوضع فى قائمة الخائنين لأنه يتكلم مع سامرية .عنده إستعداد لكل ذلك..وقد رأيناه فى الصليب كيف أهين وكيف صلب وكيف قُبح فيه جداً .وقبل كل ذلك من أجلنا
بعض الأباء القديسين يربطون السامرية بالصليب بدليل العبارة السرية التى تقول " وكانت نحو الساعة السادسة " أى يوجد إرتباط بين العطش وبين لقاء الله مع النفس.بين لقائه بالنفس فى الساعة السادسة وبين حدوث الخلاص فى هذه اللحظة وهذا هو الصليب فى جوهره
+ أتى ربنا يسوع يتودد الى المرأة السامرية ويحدثها .. يريد ان يقيمها .. يريد أن يخلصها ... وبدأت تتكلم معه بطريقة بها تعالى وتضع حدوديقول لها : اريد أن أشرب . تقول له : كيف تكلمنى وانت يهودى وأنا سامرية .يقول لها : لو تعلمين من الذى يكلمك ؟ تجيبه : من تكون ؟ تصعب الأمور .وعندما قال لها : إذهبى إدعى زوجك .. قالت له : أنا ليس لى زوج ....بدأ يمدحها ألهذه الدرجة ياالله لديك إستعداد أن تطيل أناتك على الإنسان حتى يبدأ يفتح لك قلبه !!لونظرنا لتارخ حياتنا كله نجد انه كله توددات من الله من اجل أن يفتح الإنسان قلبه لنحذر أن يكون الله مازال يتودد لنا كثيراً ونحن مازلنا نضع حواجز كثيرة مثل السامرية ...
عندما يريد الله أن يكلمك فهو يكلمك من أجلك أنت يريد أن يشبعك ..الى متى ستظل فى هذه الحياة تأخذ منها وماذا ستأخذ ؟
+ - قال يسوع للمرأة السامرية : كان لك خمسة أزواج والأن معك واحد ... إذاً كم كان معك ؟ قالت له : ستة أزواج ورقم " 6 " فى الكتاب المقدس يشير الى العدد الناقص . يشيرللزمن . يشير للنقصان . خلقت الخليقة فى ستة أيام .... لكن هناك شئ إسمه " اليوم السابع " أى يوم الراحة .. إشارة للأبدية ....يقول لها أنت عرفت ستة أزواج أنا سأدخل فى حياتك كسابع . السابع يعطيك الكفاية والشبع ويجعلك لاتنظرى خلفك .السابع يجعلك تنسى ماضيك كله ... السابع يكفيك ويشبعك ....
هذا ما يريد الله أن يفعله معنا ... يقول لك أنت إقترنت بالعالم وروح العالم ... هل شبعت ؟ هل إكتفيت ؟ هل سرت نفسك ؟ هل إطمأنت نفسك ؟ ...أبداً
قال يسوع لها " من يشرب من هذا الماء يعطش " هؤلاء الستة يجلبون القلق والحزن هؤلاء الستة يهينوا الكرامة ..لكن السابع يرد الكرامة المفقودة ويرد لها الإطمئنان الذى إفتقدته ويرد لها السلام الذى تشتاق اليه جداً . ربنا يسوع يريد أن يدخل حياتنا ليشبعنا ويغنينا ويفرحنا ... يقول لنا : قل هكذا " من لى فى السماء ومعك لاأريد شيئاً على الأرض " قل له أنت كفايتى وفرحى وسرورى انا لا أريد شئ سواك هذا ما فعله ربنا يسوع مع السامرية .وبدأ قلبها ينفتح له .. وبدأت تتغير
ربنا يسوع لا يريد أن يفتح قلوبنا ويغيرنا فقط لنرجع عن الخطية .. لا.. فهذه مجرد خطوة بسيطة بالنسبة له .. إذاً ماذا يريد اكثر من ذلك ؟ يقول أنا لاأريد أن السامرية فقط تتوب بل أيضاً أحولها الى كارزة ...لا .. ليست التوبة فقط هى غرض الكنيسة بل غرضها أن نتوب ونتحول الى شهود ونتحول الى كارزين ونتحول الى قديسين .وهذا هو جبروت خلاص يمين الله أن يحول الخائف الى شهيد وقاطع الطريق الى رئيس جماعة رهبان
هذا عمل الله .. جعل السامرية تتحول الى كارزة وشاهدة وتنادى للمدينة كلها وتجعل المدينة كلها تذهب وراءه وتقول لهم " تعالوا انظروا إنسان قال لى كل ما فعلت " وقالت له " أرى إنك نبى "وبدأ شخص ربنا يسوع ينكشف لها فى قلبها وعقلها
+ - مجرد أن يستعلن لنا شخص ربنا يسوع داخلنا فى ضمائرنا وعقولنا نسجد له .. وعندما نسجد له نصير مشتاقين جداً أن نبحث عن كل محروم منه .. مشتاقين جداً أن نعتق كل سبايا إبليس .. مشتاقين جداً أن يتغير كل إنسان الى تلك الصورة عينها .. مشتاقين جداً ان يذوقوا ما ذقناه نحن وأن ينالوا ما نلناه نحن وأن يفرحوا بفرحنا لماذا ؟ لأن مذاقة المسيح مذاقة مبهجة للإنسان ... نجد أن ربنا يسوع لايريد فقط أن يتوب الإنسان بل يريد اكثر من ذلك
القديس أوغسطينوس ليس كفاية أن يتوب فقط بل أيضاً يصير أسقف ومعلم ويكتب كتابات تصير تراث فى الكنيسة .. بل ويضع منهج للتوبة لكل إنسان مهما كانت خطاياه ثقيلة ومتنوعة ويعطى للإنسان منهج يعيش به
القديس موسى الأسود ليس كفاية ان يتوب فقط ...المرأة السامرية ليست كفاية فقط أن تتوب .. لا.. بل هناك دعوة للتنعم بولس الرسول (شاول الطرسوسى ) ليس كفاية أن يتوب ويقول سأرفض كل أعمال إضطهاد الكنيسة بل يتحول الى إناء مختار والى كارز والى منادى والى شهيد فى النهاية ..بل وتسميه الكنيسة ( لسان العطر بولس ) الذى كرز وعلم واسس فى الكنيسة المقدسة .ليس كفاية .ليس كفاية أن يكف الإنسان عن الخطايا ..لا.. بل لابد أن يصنع البر
+ - الغنى الذى لنا فى المسيح يسوع نكتشفه اليوم مع السامرية ... تحذير يا أحبائى أن تكون قراءات الكنيسة للعقل وان يكون الصوم مجرد تغيير لأشكال خارجية فى حياتنا .. لا.. لابد أن يتغير الجوهر .. ..لابد أن يسمع أن فى الداخل تغيير .. لابد ان يدخل القلب فرحة كفرحة الفردوس .. لابد أن يتغير الإنسان فى كيانه الداخلى وبهذا يشعر بالفعل أن هناك شئ إسمه صوم ومعه يتغير فى الإتجاه فى القلب وفى العقل وفى الميول وفى إستخدامه للوقت وفى إهتماماته وفى ترتيب أولوياته كم من الوقت تقضيه فى الصلاة ؟كم من الوقت تقضيه مع يسوع ؟هل سمعت صوته ؟هل إستجبت ؟.هل سرت وراءه؟هل أتيت له بأخرين غيرك ؟ هذا ما يريده يسوع
لذلك الكنيسة فى هذه الفترة المقدسة تقدم لمؤمنيها أشهى ما عندها لأنها ترغب فى تقديسهم وخلاصهم
+ - الله ساعى لكل إنسان .. لايترك شخص فى طريق ضلاله أبداً ... هو الذى يبحث عنه ويقول " آدم أين أنت؟؟" آدم أخطأ يا الله ..أتركه .يقول : لا لن أتركه .لو رأينا قايين وهو يفكر فى خطيته وهى قتله لأخيه . نجد الله يتودد اليه ويقول له " هناك خطية رابضة عند الباب واليك إشتياقها. لكن إن أحسنت أفلا رفع " إنتبه يا قايين لئلا تجعل تيار الشر يغلبك وفى نهاية الأمر سيكون ضدك ..الله ينذره ويتودد له ..
الذى تودد للمرأة السامرية يا أحبائى يتودد لنا .يقول لك : أعطنى لأشرب ... أنا عطشان ..أنا عطشان لخلاص نفسك . أنا عطشان لقلبك وذهنك وإهتماماتك وتقديسك . أنا عطشان لمحبتك .تعال إلىّ وإفتح قلبك تعال وإشبع بالخلاص الذى ينتظرك لأن كل ما فعله يسوع فعله لنا وليس للمرأة السامرية وإنتهى لا...
الكنيسة لنا اليوم فصل السامرية ... وكل واحد منا يقول لله : أنا اليوم سامريتك يا رب .... انا السامرية التى تعبت من أجلها وأنت الذى أنفقت ذاتك من أجلها أنا سامريتك ولن أتركك إن لم أشرب من يدك لن أتركك إن لم أسمع صوتك .ولن أتركك إن لم أقل لك أتبعك أينما تمضى
الله يعطينا فى هذه الفترة المقدسة أن تكون فترة تقديس وتكريس و توبة وخدمة لكيما ندرك كنوز الله التى يريد أن يعطيها لنا فنسلك فيها بكل حب وكل أمانة فيعطينا أكثر فأكثر الى أن نحصل على مجد الحياة الأبدية
ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2636

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل