فلنتعلم الرجاء من المخلع أحد المخلع

Large image

فلنتعـلم الرجـاء
بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين . فلتحل علينا نعمته وبركته الأن وكل أوان والى دهرالدهور كلها أمين
اليوم الأحد الخامس من الصوم المقدس وهوالمعروف بأحد المخلع .... ثلاثة أحاد متتالية تمثل عمل الله فى نفس الإنسان : أحدالإبن الضال .أحد السامرية ..أحد المخلع
+ أحد الإبن الضال : يمثل عمل الله فى نفس الإنسان الخاطئ
+ أحد السامرية : يمثل عمل الله مع الإنسان الذى تتكرر خطاياه وتتكرر سقطاته متوالية ينفس الطريقة
+ أحد المخلع : يمثل عمل الله مع النفس التى إستمرت لزمان طويل فى قيود الخطية لكنه هو يعطيها شفاء من عنده ورجاء من عنده
الإبن الضال الخطية .. السامرية تكرار الخطية .. المخلع إستمرار الحياة فى الخطية
+ - لكن المخلع لنا منه درس مفيد جدا وهوإنه لم يفقد رجاءه .تخيل إنسان يقيم بجانب البركة وكل فى كل مناسبة يأتى الملاك ويحرك الماء .. ويتسابق أقارب المرضى ويحملوا مرضاهم ويلقوهم فى البركة .. والذى يلقى أولا يشفى
تخيل كم مرة حاول المخلع أن ينزل البركة وكم مرة نال مرضى أمامه الشفاء وكم مرة نال مرضى لم يكن لهم زمن طويل فى المرض الشفاء أمام عينيه بينما هو عتيق فى المرض .. ثمانية وثلاثون سنه .تخيل إنسان له شهرأوبضعة أشهرأوسنة يشفى وهوله ثمانية وثلاثون سنة فى مرضه ولم يشفى بعد ... مرضى حوله كثيرون شفوا وهو مازال فى مرضه ... أيضا تخيل المرضى يجلس بجانبهم أقاربهم ليلقوهم فى البركة بينما هو تخلى عنه الكل لذلك أتى له ربنا يسوع خاصة فقال له أنه ليس لى إنسان .. وكأن ربنا يسوع يقول له أنا إنسانك . أنا تجسدت من أجلك وأخذت طبيعتك من أجلك لكى أعينك أنا أتيت لأحملك . وأنت معى لاتحتاج لأن أحملك ولا تحتاج لأن ألقيك فى البركة .... أنت معى ستشفى بكلمة " قم أحمل سريرك وإمش "
هذا الرجل المخلع يعطينا رجاء جميل وهوكيف يظل الإنسان بجانب البركة حتى ولو طالت الفترة ولم يشفى .. كيف نظل فى الكنيسة حتى ولو مازلنا بعد فى ضعفات ... كيف لانقطع رجاءنا من أنفسنا فى الشفاء .. كيف لانتعامل مع أنفسنا على أننا سنظل هكذا ولن نتغير . لا....
هذا المخلع اعطانا رجاء جميل فى أن نبقى بجوار البركة ولنارجاء فى القادر ربنا يسوع المسيح " رجاء من ليس له رجاء معين من ليس له معين عزاء صغيرى القلوب " هذا المخلع صغير القلب
أحيانا فى حياتنا مع ربنا يسوع لا نعرف إن كنا نتقدم أم لا ... نشفى أم لا ... وأحيانا تأتى على الإنسان حروب يأس وفشل كثيرة جدا ...لا...لننتبه أن اليأس هومن الإنسان والفشل من الذات ... ومجرد أن تتكل عليه هو سيبتعد عنك الفشل ويطرد اليأس لأنك إتكلت عليه وهوقوته قوة لا بداية لها ولا نهاية
قد تأتى على الإنسان فترات ضعف وفترات إستهتار لكننا فى الكنيسة نقول له " لاتقطع رجاءنا ياسيدى من رحمتك بل بفضلك خلصنا "
كان أحد الأباء القديسين يقف أمام الله ويقول له يا رب أنا لاأعرف كيف أصل اليك بل وفشلت فى أن أصل اليك " أنا صرت كمن يريد أن يصعد الى السماء على قدميه وصرت كمن يريد أن يجمع الماء فى منديل " هل يستطيع أن تجمع الماء فى منديل ؟ هل يستطيع أن يصعد الى السماء بقدميه ؟ لن يعرف .. بل هو يقول لله يا رب أنا عجزت عن آتى اليك .. عجزت عن أن أقوم " يا رب انا ليس لى مسرة بسقوط ولا قدرة على القيام " فما الحل ؟ الحل عندك يا رب ..... يقول لك الرب إذاً لاتقطع رجاءك ولتظل بجانب البركة وأنا سآتى اليك وأشفيك
هيا لنظل بجانب البركة .. والبركة هى عمل الوح القدس ... البركة المطروح حولها كل المرضى ترمز الى الكنيسة ... نحن كلنا مرضى بأ نواع أمراض كثيرة لكننا أتينا بجانب البركة لنشفى .. أتينا وجلسنا نقول له أنت رجاءنا وإن كان ليس لنا إنسان يلقينا فى البركة فأنت إنساننا وأنت معيننا وأنت هو الذى سيحملنا لأننا فقدنا القدرة على أن نحمل أنفسنا ولان كل من حولنا قد عجز فينا لكن انت يا رب عندك الحل ... أنت رجاء من لا رجاء له . لذلك يا أحبائى لنحذر اليأس من أنفسنا يقول معلمنا بولس الرسول " مكتئبين لكن غير متضايقين مطروحين لكن ليس هالكين متحيرين لكن ليس يائسين مضطهدين لكن غير متروكين" ....ما هذا ؟ يقول بولس الرسول أنا لا أنكر أن هناك ضيقات وقد يأتى وقت أكتئب فيه ... نعم فأنا إنسان ولى مشاعر وضعيف لكنى غير مطروح ولا هالك ولا متحير لانى واثق فيه هو واثق فى يمينه وذراعه وتدبيره
كل يوم يقف الإنسان امام الله مادام الله قد أعطاه صباح جديد وشمس جديدة إذاً هذه رأفة جديدة ورحمة جديدة وحب جديد ونعمة جديدة يعطيها الله لنا كل يوم جديد نقول له " يارب إشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية ولا تغطينا ظلمة الآلام "يارب كل يوم هو ملك لك أنت أنا أشعر ان كل يوم هو لك وانت قد اعطيتنى إياه ... نحن نريد ان تكون حياتنا هى ملك لك أنت
+ فى مثل الفعلة .. اصحاب الساعة الأولى وأصحاب الساعة الحادية عشر ...الساعة الحادية عشر أى الساعة الخامسة ظهراً ... فتخيل فعلة يعملون من الساعة الأولى أى الساعة السادسة صباحاً ( الساعة الأولى هى السادسة صباحاً والساعة الثالثة هى التاسعة صباحاً .. والساعة السادسة هى الثانية عشر ظهراً ) تخيل أناس يعـملون من الساعة السادسة صباحاً ثم أتى آخرون فى الساعة الخامسة ظهرا ليعملوا أيضاً .....وفى وقـت نوال الأجرة وجدوا أن الذين أتوا فى الساعة الحادية عشر قد أخذوا نفس الأجرة المتفق عليها فـتوقع أصحاب الساعة الأولى أنهم سيأخذون ضعـف الأجرة لكنهم أخذوا مثل أصحاب الساعة الحادية عشر فقالوا لصاحب العمل نحن نعمل منذ السادسة صباحاً فكيف تساوينا بأصحاب الساعة الحادية عشر والفرق بيننا إحدى عشر ساعة عمل ؟ أجابهم وقال أما إتفقـت معكم على هذه الأجرة ؟ قالوا نعم...قال إذاً لكم ماإتفقنا عليه
لماذا أخذ أصحاب الساعة الحادية عشر نفس أجرة أصحاب الساعة الأولى ؟.تخيل فعلة أتوا من الساعة الخامسة صباحاً تقريباً منتظرين من يطلبهم للعمل ومرت الساعة السادسة صباحاً ثم السابعة ولم يطلبهم أحد فبدأ رجاءهم فى العمل يقل ثم مرت الساعة الثامنة فالتاسعة فالعاشرة صباحاً ولم يطلبهم أحد للعمل وهم يقولون فى أنفسهم لعل آخر يأتى ليطلبنا... فهل من المعقول أن يطلبهم أحد بعد الساعة العاشرة صباحاً ؟ فما رأيك فى أناس ظلوا منتظرين حتى الخامسة بعد الظهر من يطلبهم للعمل ولم يجدوا ؟ . لذلك نقول له كل يوم فى صلاة الغروب " إحسبنى مع أصحاب الساعة الحادية عشر " لو لم أكن يارب قد أتيت اليك طول حياتى ولكنى أتيت اليك فى نهاية حياتى فإقبلنى .. لو أضعت من عمرى ما أضعت لكنى أتيت الأن ولى ثقة إنك ستنسى لى ما فات وتغفر لى فإقبلنى وأعطنى أجرة من أتاك من البداية. إحسبنى مع أصحاب الساعة الحادية عشر المهم أن لا أفقد رجائى ولا أشعر أن فرصتى قد ضاعت عدو الخير يحاول جاهداً أن يسقطنا فى بالوعة اليأس وإنه لا فائدة وقد حاولنا مراراً كثيرة ولم نفلح ولن نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك..... لا....
لما أراد الله أن يثمر فى أبونا إبراهيم وأمنا سارة قال الكتاب " من مماتة مستودع سارة " سارة كانت فى التسعين من عمرها ... نعم فى عُرف الناس الإنجاب فى هذه المرحلة العمرية مستحيل لكن عند الله لا يوجد شئ إسمه مستحيل .. ولننتبه أن قراءات الصوم الكثيرة تكشف إنه لايوجد مستحيل
كنا قريباً فى قداس مع قدس أبونا أنجيلوس وسأل سؤال : ما هى الكلمه الغير موجودة فى قاموس الله ؟ .. هل من المعقول إنه توجد كلمة غير موجودة فى قاموسك يا الله ؟ يقول الله : نعم .. هى كلمة "مستحيل " .. " لاينفع ".. هذه الكلمات ليست عند الله بل عندنا نحن .. الكتاب يقول " الغير مستطاع عند الناس مستطاع عند الله " .هل لى خلاص ولى رجاء فيه ؟ هل سأدخل السماء ؟ .نعم لابد أن يكون لك يقين إنك ستدخل السماء لأن لك إيمان بالمسيح وأنت قد إعتمدت على إسمه وأخذت الميلاد الفوقانى وتأخذ الجسد والدم الذى يصرخ له الأب الكاهن ويقول " يعطى عنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه " عدو الخير يحاول أن يشككنا فى أهم الكلام الذى يجب أن نقبله بكل إيمان ....ولكنه يجعلنا نسمعه وكأننا لا نصدقه هل من المعقول أن يكون لى أنا حياة أبدية ؟ أقول لك إذاً كيف تتناول وكيف تسلك بحسب الإنجيل ؟ ولماذا دُعى عليك إسم المسيح ؟ هل لكى تكون فى النهاية هالك ؟ ..لا... أنت إبن الملكوت " لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت " هو سعيد بذلك ..هذه هى مسرة قلبه أن يعطينا الملكوت .
+ - أتى ووقف أمام لعازر الميت الذى له فى القبر أربعة أيام ويقول له " لعازر هلم خارجاً" ...أنا أريدك أن تتخيل هذا المشهد ..... يقولون له مع من تتكلم ؟ مع لعازر ؟ إنه ميت منذ أربعة أيام أنت تتكلم مع إنسان ميت ومدفون بل وقد أنتن ... كيف يسمعك ؟ . لكن الكتاب يقول " فخرج الميت وهو ملفوف اليدين والرجلين " مبارك إسمك يا رب . أنت قادر يا رب أن تقيمنى من رباطات خطاياى حتى وأن كنت ميت
+ - أحد الأباء القديسين كان يقول لله " يارب إن كان للموتى رجاء فهذا هو رجائى فيك " هل للميت رجاء ؟ إن كان للموتى رجاء فى شفاء أو قيامة هكذا هو رجائى فيك يارب . يارب أنا لست فقط مريض – لعـل الرجل المخلع مازال حى – أنا يا إلهى درجة أصعب من المخلع ... أنا ميت ..... يقول لك : حتى وإن كنت ميت أيضاً لك رجاء .هل للميت رجاء؟نعم فى المسيح يسوع " حلوه ودعوه يذهب "
يقول أحد الأباء " يارب أنا ليس لى مريم ولا مرثا ليدعواك لإقامتى ولكن ها أنا ميتاُ فإشفينى وأقمنى وإبكينى " أنا الميت تعال يارب إشفينى وأقمنى
أحبائى فترة الصوم هى فترة إنتقال وتغيير .. فترة تعمل فيها قوة الله داخلنا فتقيم موتى خطايانا وتحينا وتبدل حياتنا وتبدل أشواقنا
+ - أريدك أن تتخيل حياة المخلع كيف كانت قبل المسيح وكيف أصبحت بعد المسيح ؟ ..... حياة السامرية كيف كانت قبل المسيح وكيف أصبحت بعد المسيح ؟ الإبن الضال كيف كان حاله قبل رجوعه لأبيه وكيف أصبح حاله بعد رجوعه لأبيه ؟ .... صدقنى يجب ألا تقل حالتنا ومشاعرنا عن مثل هذه الحالات ... نحن الذين كنا تائهين فى كورة بعيدة ثم رجعنا الى حضن أبينا ... نحن الذين كانت مشاعرنا وحواسنا قد تدنست مع المرأة السامرية – لأن الخمسة أزواج فى قصة المرأة السامرية تشير الى الخمس حواس – حواسنا ومشاعرنا التى تدنست بالخطية والتى قضينا عمرنا كله فى قصة خطية متكررة الله قادر أن يغيرها ويعطينا بداية جديدةويدخل هو فى حياتنا .
مع الرجل المخلع اليوم الإنسان الذى سيكر عليه روح الفشل واليأس له رجاء فى المسيح يسوع الذى يبدل الحال هل لنا رجاء ؟ نعم لنا رجاء لاتفقد رجاءك أبداً .. كل يوم قل له يارب أنا إبنك تعامل معى بحسب رحمتك ولا كخطاياى .. إشفينى أقمنى .. أعطنى قدرة .
+ - لماذا حسب يهوذا إنه غير مقبول لدى الله ؟ لو قرأنا كلام الإنجيل نشعر أن يهوذا قد تاب ...كيف تاب ؟ ألم يعيد ثمن التسليم لسيده ؟ ..أعاد الثلاثين من الفضة التى هى مقابل تسليمه لسيده وقال أخطأت إذ أسلمت دماً برئاً أى كانت هناك علامات للتوبة ...هيا أكمل توبتك يا يهوذا .لو كان يهوذا تاب هل كان الله سيقبله ؟كان سيقبله لكن للأسف يهوذا لم يصدق نه سيقبل فقطع رجاءه من رحمة الله وبالتالى يأس وفشل ومات بخطيته .إذاً خطية يهوذا ليست فقط نكران بل أيضاً قطع رجاءه من رحمة الله معـلمنا بطرس أيضاً أنكر وسب ولعـن لكن الكتاب يقول " وخرج خارجاً وبكى بكاءً مراً"وضع المسيح أمامه وتذكر محبة المسيح وصلاحه وقال أنا واثق إنه سيقبلنى .. أنا أذهب اليه وأقول له أخطأت وبكيت بكاءً مراً ..وأنا واثق ان الله يعاين ويراقب وقدم معلمنا بطرس توبة فى ثقة أن المسيح يقبله ...
+ - إحذر أن تستثقل خطاياك على مراحم الله وإلا وكأنك تقول له خطيتى أكبر من قدراتك وأنت أضعف من إنك تغفرها لى ... لا...المخلع اليوم يعـطينا رجاء ..لنا رجاء مهما كانت خطايانا ..... إطرح خطاياك أمامه وإطرح حياتك .. هو يريد أن يغير ويريد أن يشفى .. هو قال " أنا ما جئت لأدين العالم بل لأخلص العالم ". أبن الإنسان قد أتى لكى يخلص ..أتى لكى يجدد ولكى يفدى الإنسان من الحفرة التى سقط فيها .. لذلك أقول لك جيد أن يكون للإنسان هذا الرجاء .
+ فى بستان الرهبان قصة جميلة تقول " يحكى عن راهب قديس كان دائم السقوط " ..مقدمة القصة كلام غير متناسق .. راهب .. قديس .. كان دائم السقوط ؟! كيف؟ تقول القصة " يحكى عن راهب قديس كان دائم السقوط كان كثيراً ما يحاربه الشياطين بأنواع شهوات كثيرة عديدة وكان دائم السقوط " لماذا إذاً قديس؟" وكان دائماً يصلى الى الله ويقول أنظر يارب الى شدة حالى وإنتشلنى أن شئت أنا أم لم أشأ " أقول لك يارب أنا فى حال مر وإنتشلنى إن شئت أنا أم لم أشأ إن كنت أريد أن أتوب أو إن لم أرد ... أنا مثل طفل صغير لايعـرف مصلحته .. إن كنت ألعب بشئ خطير بسكين أو بنار فإمسك بيدى وإنزعه منى حتى لو بكيت . " لأنك تعلم إنى من تراب وإليه أشتاق " أنت تعلم ضعـفى وطبيعتى رديئة يقول البستان أن الشيطان كان يأتيه ويقول له " كيف وأنت إنسان نجس اليدين والشفتين وتقف أمام الله " فكان الراهب يجيبه ويقول له عبارة جميلة " أنت تضرب بمرزبة وأنا أضرب بمرزبة وسنرى من يغلب أنت أم مراحم الله " فكان الشيطان يحاربه مرة أخرى ويقول له أن الله لن يسمع لك وأنت ليس لك رجاء . فكان الراهب يعاتب الله ويقول له "إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة وإن كنت تقف مع الأطهار فهذا ليس بجديد .. ولكن إظهر مجدك فىّ أنا المحتاج الى عمل نعمتك" هل أنت ياالله إله قديسين وأطهار فقط ؟ إن كنت تقف مع القديسين فما الحاجة ..هم قديسين .. وإن كنت تقف مع الأطهار فهذا ليس بجديد .. لكن إظهر مجدك فىّ أنا المحتاج عمل نعمتك . نهاية القصة التى جعلته قديس بالفعـل تقول " فضجر شيطان اليأس من حسن رجاءه وقال له لاأعود أهاجمك بعد لأنك برجائك تأخذ أكاليل أكثر " أنا أسقطك وأنت تقوم وبذلك أنت تكسب أكاليل أكثر . هل عرفنا لماذا كان قديس رغم إنه كان دائم السقوط ؟ لأنه كان عنده رجاء ليكن لك أنت أيضاً رجاء و ثق أن الله سيقبلك وينظر الى أنين قلبك ... هو يعرف أشواقك الداخلية هو يعرف ماذا تريد فإن كان الله ينظر الى أعماقك ويعرف إنك تريد أن تخلص فثق إنه لن يتخلى عنك أبداً .
+ - أختم كلامى بقصة لطيفة . تحكى عن راهبة أغواها الشيطان فى خطية دنس وسقطت فى هذه الخطية المرة وذهبت الى الأم الرئيسة للدير وقالت لها إن الشيطان أغوانى وسقطت فى هذه الخطية البشعة فماذا أفعل ؟ فأعطتها الأم الرئيسة قانون توبة قاسى جداً أعطتها ميطانيات وأصوام وطلبت منها أن تحبس نفسها وقالت لها إنه لا يليق بك أن تنطقى إسم الله على شفتيك بل قولى يامن خلقتنى إرحمنى . وأخذت الراهبة فترة توبة شديدة جداً حتى صار جسدها هزيل من شدة النسك وصارت نفسها مرة جداً من كثرة البكاء والحزن فقالت لها الأم الرئيسة لقد قبل الله توبتك .. لكن الراهبة قالت أريد أن أتأكد أن الله قبل توبتى ..وقالت للأم الرئيسة فكرة غريبة وهى إنها ستأتى بصورة لربنا يسوع وتضع أمامها شمعة غير مضاءة وتستمر فى توبتها وعندما تضئ الشمعة ستشعر أن الله قبل توبتها فكانت تسجد وتصلى والشمعة مطفأة .. وتسجد وتصلى و...والأم الرئيسة تقول لها كفى عن البكاء لقد قبل الله توبتك . لقد نقل عنك خطيتك فتمسكى برجائك. لكنها كانت تزداد إنسحاق وتقول لن أكف. وظلت على هذا الحال ثلاثة سنوات الى ان جاء يوم وهى تصلى ثم رفعت عينيها وإذ الشمعة قد أضاءت .. وأخبرت الأم الرئيسة و قالت اليوم شعرت أن الله قبل صلاتى وتوبتى فقد أضاءت الشمعة. فقالت الأم الرئيسة لها : عندما كنت أراك حزينة كنت أحزن عليك جداً وكنت أصلى كثيراً من أجلك حتى عزانى الله وقال لى أتركيها فى توبتها لأن تويتها تكرمنى .. وقال لى منذ أول أيام توبتها وأنا قد قبلت توبتها ولكن لأنها أكرمتنى بتوبتها أكثر مما أكرمتنى ببتوليتها أنا تركتها ... وربما تكون هذه الراهبة هى أكثر راهبة تكرمنى فى هذا الدير. أهكذا الله يريد أن يرى صلاتنا ورجاءنا ومنتظر ومتأنى علينا أن نكرمه برجاءنا ؟ نعم... ثق فى قبول الله لك.
+ - المخلع جالس بجانب البركة .. جالس حتى وإن كان مطروح لكن غير يائس .. إن كان متحير لكن غير يائس .. إن كان مكتئب لكن غير متضايق يأتى ربنا يسوع ويقول كان يجب عليك أن تنتظر الملاك ليحرك الماء ؛ ويجب أن تنزل الماء وأن أناس هم الذين ينزلوك للماء .ملاك.. ناس .. بركة .. ماء يتحرك أمور كثيرة .لكن ربنا يسوع يقول لك أنا سأعفيك من كل هذا ... أنا بكلمة واحدة لاملاك ولاماء ولابركة ولاناس...
+ - هذا عمل الله فينا .. الله يريد أن يقول لنا قم إحمل سريرك وإمش .. وبعد أن تسود عليك الخطية أنت تسود عليها .وبعد أن كانت الخطية تقيدك أنت تنتصر عليها بعد أن كانت الخطية تحملك صرت أنت تحملها
الله يعطينا يا أحبائى فى هذه الأيام المقدسة المباركة أن ننفك من رباطات خطايانا وأن يكون لنا رجاء وقيام .ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعـف فينا بنعـمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 7344

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل