إنارة العين أحد المولود أعمى

Large image

إنارة الـعين
بسم الأب والإبن والروح القدس الإله الواحد آمين . فلتحل علينا نعمته وبركته من الأن وكل أوان والى دهر الدهور كلها آمين
أتت بنا الكنيسة الى هذا اليوم المقدس .. يوم أحد المولود أعمى .ويعتبر آخر آحاد الصوم المقدس الذى إجتاز فيه الإنسان رحلة مقدسة بمشاعر توبة .. بتلاقى مع الله .. بإرتفاع نحو السماء فإنتهت به الى هذه الحالة .. حالة الإستنارة
+ قديماً كان الموعوظين الذين لم يدخلوا الإيمان بعد أحياناً يظلون سنتين حتى يُقبَلوا فى الإيمان ويحضرون الكنيسة ويشاركون فى صلواتها .. لكن لا يتناولون من الأسرار المقدسة ..واليوم يوم أحد المولود أعمى ينالون سر المعمودية فتكون بهجة كبيرة فى الكنيسة . لذلك سُمىّ بأحد التناصير
نستطيع أن نقول أن هذا هواليوم الذى ينتظره الإنسان لكى تكون فى حياته إستنارة جديدة يكون بها تغيير جوهرى . يكون بها عمل روحانى فائق . اى يستنير
+ مناسبات الكنيسة ليست لمجرد أن نجتازها بل لنحياها وتأتى بفعلها فينا ... نحن اليوم مع المولود أعمى لانخرج من الكنيسة إلا ونحن فى أعيننا إستنارة .نحن اليوم مع المولود أعمى ننحنى أمام يسوع ونقول له يا من صنعت طيناً وطليت عينى المولود أعمى ووهبت له النور بكلمتك إصنع لنا نحن أيضاً طيناً وإطلى به أعيننا لكى نبصر ونرى .قد نكون مبصرين بالعين البشرية بالعين التشريحية لكن عين القلب أهم .. لذلك قال معلمنا بولس الرسول " مستنيرة هى عيون قلوبكم " ربنا يسوع قال لهم قد يوجد أناس عميان ويبصرون وقد يوجد أناس عيونهم مفتوحة لكن لايبصرون
+ أحب أن أنبه ذهنك لشئ معين وهو أن امرتفتيح عيون العميان هو أمر يخص المسيا وعندما حاوروا المولود أعمى قالوا له أن هذا الرجل ليس من الله وشرير ويجب عليك ان تنكر علاقتك به ..قال لهم " لم يسمع مطلقاً أن أحداً قد فتح عينىّ أعمى " هل تتخيل أن هذا الرجل غير دقيق فى كلامه ؟ ..لا.. هذا الرجل دقيق جداً .لأن هناك شئ مهم وهو أن كل المعجزات كانت موجودة فى العهد القديم إلا تفتيح عيون العميان . هل يوجد إقامة موتى فى العهد القديم ؟ ..نعم ..هل يوجد بحر قد شُقَ فى العهد القديم ؟ .. نعم ..هل يوجد ماء خرج من الصخرة ؟ ..نعم .ولنرى معجزات إيليا النبى ومعجزات أليشع النبى الأربعة عشر ومعجزات العهد القديم بمختلف انواعها شفاء امراض , إقامة موتى , بكل أنواعها موجودة ..لكن تفتيح أعين العميان لم توجد .. لأن هذه المعجزة أُحتفظ بها كعلامة مسيانية..ولذلك لما سأل تلميذى يوحنا المعمدان ربنا يسوع " هل أنت الآتى أم ننتظر آخر ؟" قال لهم " إذهبا قولا ليوحنا" وقال لهم ستة علامات وأول علامة منها " إذهبا قولا ليوحنا أن العمى يبصرون " كان يجب أن يقول مثلاً أن الموتى يقومون أول شئ .... لا... لأن العمى يبصرون هذه علامة قوية جداً أنه هو المسيا .
لذلك عمل الله فى حياتنا ينقلنا من الظلمة الى النور ويفتح عيون قلوبنا الداخلية .. لأنه ..ما هى الخطية ؟ .. هى حالة عمى داخلى ..إنسان لايرى ... الذى لايرى الأبدية , الذى لا يرى مجد الفضيلة , الذى لا يرى معنى تفاهة العالم , الذى لا يرى معنى جواهر الفضيلة .... هذا عيناه لا ترى
+ ولننتبه ان الفضل فى الرؤية ليس للعين .. لا.. لأنه لو المكان الآن مظلم فإننا لن نرى شئ رغم إننا مبصرين .. بينما لو المكان مضئ سنرى جيداً .. إذاً الفضل ليس للعين بل للنور .. النور ينعكس على الشئ والعين تقرأ إنعكاسات النور .... إذاً الفضل فى الرؤية للنور
هل أنا أعيش فى النور ؟ لو عشت فى النور سأبصر .. لكن لوعشت فى الظلام لن أبصر .... إذاً اليوم لابد أن أقول له ضع يارب يدك على عينىّ لأنى غير مبصر ..أنا محتاج أن يستنير قلبى وأن ترى عينىّ ... يقول الكتاب " مستنيرة هى عيون قلوبكم " أريد أن داخلى يتغير ويحدث لى عملية إستنارة وأدرك داخلى لأمور قد كنت لا أراها ولم أدركها من قبل ... أنا محتاج يارب للإستنارة جداَ .. محتاج أن تضع يدك على عينى .. محتاج للمسة يدك بحبك وحنانك .. أنك تأتى وتشرق علىّ وتجعلنى أبصر لأشهد لك وأمجدك وأباركك كل أيام حياتى
+ لا يوجد أصعب من الخطية وعمى الخطية أن يكون الإنسان غير مبصر .يقول الكتاب عن اهل سدوم أن الله ضربهم بالعمى وكأنه يريد أن يقول هم لايبصرون ..هكذا تجد الإنسان الذى يعيش فى الخطية إدراكه الروحى بطئ , ورؤيته للأمور السماوية بليدة جداً , وقدرته على تحقيق كلام الكتاب المقدس فى حياته بطيئة جداً ... فتراه متأخر جداً .بينما العين المستنيرة والقلب المستنير يفرح الإنسان جداً
فى أحد المرات كان القديس العظيم ديديموس الضرير يزور القديس العظيم الأنبا أنطونيوس وكان القديس ديديموس لايرى لكن كلنا نعلم علمه وكتاباته وتقواه وقداسته .ولاحظ الأنبا أنطونيوس أن القديس ديديموس صامت ومطرق الرأس الى الأرض .. فشعر فيه بإنكسار وحزن لأنه لا يرى ..وقال القديس للأنبا أنطونيوس : حقيقة يا أبى لقد تمنيت أن أرى وجهك .... كان يشتهى أن يرى وجه الأنبا أنطونيوس ... فقال له الأنبا أنطونيوس ( لا تحزن يا ديديموس لأنك لا تبصر بعينيك فإن الحشرات ترى والحيوانات ترى .. لكنك أنت لك عيون فى قلبك أسمى بكثير من مجرد الرؤية الخارجية ..أنت ترى بقلبك .. أنت ترى نور الله داخلك ) .يالبهجة الإنسان الذى قلبه مستنير
+ ويا لتعاسة الإنسان الغير مبصر . تكون مكايد العدو حوله ويسقط فيها مرات ومرات ولنتذكر قصة شمشون مسكين .تقول له : إخبرنى بماذا أوثقك .. إخبرنى بماذا قوتك .. إخبرنى بماذا أوثقك لإذلالك ... هل هناك وضوح أكثر من ذلك تقول له قل لى سر قوتك لكى أذلك ؟ .ويقول لها ... وتكتشف إنه يخدعها شمشون تأكد أنها صنعت له كمين وإنه نجى من الكمين فهل يخبرها مرة أخرى ؟ تخيل أخبرها مرة أخرى .. ثم يكتشف أنها صنعت له كمين آخر .هيا يا شمشون تعلم وإنتبه لقد نجاك الله مرة ومرتين .. لكن .. تلح عليه وتقول له : أخبرنى بماذا أوثقك لتفقد قوتك لإذلالك ... وفى النهاية قال لها سر قوته ...... نتعجب من شمشون الخطية أعمت عينيه فصار لايرى .. لابرى أوضح الأمور ..... وفى النهاية نتعجب أكثر من شمشون عندما نعرف إنهم أتوا به وسط المعبد ويقول الكتاب " أوثقوه وأودعوه فى السجن " والكلمة العجيبة التى تقول ماذا فعلوا فيه " وقلعوا عينيه ".. حقيقة هو لم يكن يرى من قبلها وقد يكون عندما دخل المعبد ورجع لإلهه رغم أن عيناه لم تكن موجودة لكنه بدأ يبصر. + متى نرى ياأحبائى ؟ متى ينتقل الإنسان من الظلمة الى النور ؟ متى أصلى وأشعر فعلاً إنى أرى الله ؟ ...لذلك يقول الكتاب عن شاول الطرسوسى " بولس " أنه ظل فترة غير مبصر وأنه لما إنتقل وبدأ يرى المسيح أن قشوراً وقعت من عينيه ...... متى يارب تقع القشور من عينىّ ؟.. متى أنتقل من الظلمة الى النور ؟... الى متى أظل غير مبصر والخطية أمام عينىّ وأسقط فيها بسهولة وأذل وأسقط مرة أخرى وأذل وأسقط مرة ثالثة و...وهكذا وبنفس الطريقة وبنفس الضعفات ؟ هل سأظل هكذا طويلاً ؟ لايارب لاتسمح .. أنت الذى وضعت يدك على الأعمى وأمرته أن يبصر ويغتسل .. وكان نور وكان مجد لإسمك القدوس .نحن أيضاً لنا نصيب اليوم .لنا اليوم نصيب معه فى أن نعاين مجد الله فى حياتنا + هل تتذكر جيحزى تلميذ أليشع النبى ؟ عندما رأى الجيش يحاصر المغارة والجبل ذهب الىأليشع النبى مضطرب وقال له أن الجبل كله محاصر والجيش كله حولنا .فأخذه أليشع خارج المغارة وقال لله " إكشف يارب عن عينى الغلام لكى يرى أن الذين معنا أكثر من الذين علينا ". ما الفرق بين جيحزى وأليشع ؟ الفرق أن هذا لديه عين وذاك أيضاً لديه عين لكن العين مختلفة . أليشع يرى رؤية إلهية .وجيحزى يرى رؤية بشرية أليشع يرى النجاة وجيحزى يرى الخطر + ياليت عيوننا تكون عيون مستنيرة ... لذلك يقول الأباء : أكثر شئ تطلب أن تراه وتدقق لتراه – قد تتعجب له – هو خطاياك ... قل لله إكشف لى يارب عن خطاياى .. إكشف لى يارب خفايا قلبى لأرى خطاياى لأنى مادمت بخطاياى فأنا أعمى فاقد الإحساس . داخلى مرض خطير ولا أشعر به .. وداخلى ظلمة ولاأشعر بها .. وثوبى مملؤ بقع ولاأدرى تعال يارب أنر قلبى لكى أرى .. تعال .. لذلك يقول الآباء القديسون " إن الذى يبصر خطاياه أعظم من الذى يبصر ملائكة " فيارب إكشف لى .يقول لك : سأكشف لك لكنى رحيم ولن أكشف خطاياك كلها دفعة واحدة لئلا تُبتلع من الحزن واليأس .لئلا تقول للجبال أسقطى علينا وللأكام غطينا , أنا حنون وسأكشف لك خطاياك بالتدريج على قدر ما تحتمل يقول الآباء أنه لو كشف الله لنا خطايانا دفعة واحدة نموت رعباً فماذا يفعل الله ؟ يقول لك : إنتبه أنا أرى فيك كبرياء وهذا الكبرياء أضعف جزء كبير من حياتك ..... أنا أرى فيك إهتمامات أرضية كثيرة .أنا أرى فيك تعالى أنا أرى فيك قساوة .. أرى بعض من الحب للدنس يدخل اليك وأنت صامت ... أنا أرى بعض التجاوزات فى مشاعرك وقلبك ولسانك .تُرى ماذا تفعل ؟ تسقط على وجهك وتقول له : إرحمنى لم أكن أرى ما بداخلى .سامحنى .هل فىّ كل هذه الأمور ؟ لم أكن أعلم .. أنا كنت متخيل إنى إنسان تقى .. ليس تقى بل على الأقل إنسان عادى ولم أكن أعلم أن كل هذا بداخلى ..يقول لك : انا لم أكن أريد أن أكشف لك دون أن تطلب لأنى أريد أن تكون هذه طلبتك أنت إذاً هل أنت ياالله تريد أن تنير عيوننا ؟ .. يقول : بالطبع وهل يكون أولادى أنا عميان ؟ أنا أتيت ليكون لكم نور .. أتيت ليكون لكم حياة ... أتيت لتشهدوا لى .. أتيت لأرفع عيونكم من الأرض الى السماء .... أتيت ليكون لكم ميراث سماوى . للأسف هناك كثيرون يفرطون فى الميراث السماوى وكثيرون عيونهم على الأرض .
+ هل تتذكر قصة ابونا يعقوب وأبونا عيسو ؟.. أبونا يعقوب صنع وجبة بسيطة ويأتى عيسو وبقول له أعطنى من هذا الأحمر .. ويستغل أبونا يعقوب الموقف ويقول له : إن أردت أن تأكل بع لى بكوريتك .فى العهد القديم كانت البكورية رمز للبركة .. البكورية هى إمتداد أن يكون من نسل الإنسان المسيا .. البكورية هى إنتقال بركة الأب الى الإبن حتى على المستوى الأرضى هو يكون كبير العائلة وعلى المستوى الروحى والأرضى والبشرى هو يكون كاهن العائلة . هذه هى البكورية .. تخيل يكون هو كاهن العائلة ونصيبه فى الميراث الضعف وهو الذى قد يأتى من نسله المسيا كل هذا باعه عيسووقال ليعقوب : ما هى البكورية " أنا ماضٍ الى موت أعطنى أن آكل من هذا الأحمر " كثيرون يستخفون بالعطايا الروحية ويقولون نحن لا نرى منها شئ , نحن لانفهم ولا نشعر وتقولوا لنا ربنا ربنا .. أين هو ربنا ؟للأسف العين لاترى .. لو كانت العين ترى لما قالوا ذلك ولن تكون المشاعر هكذا بل يسعوا لهذه البركة بكل حرص وكل جهد وكل نشاط .
+ اليوم تقول لك الكنيسة : إحذر أن تخرج من ههنا أعمى .. إحذر أن تستمر اليوم كما كنت من قبل .المسيا موجود ويده ممدودة وقدرته موجودة ..لاتنتهى .أولاده فى الكنيسة موجودين ولن يتركهم يخرجون عميان .. لكن مهم أن تقول له كلمة بسيطة , قل له إرحمنى يا إبن داود وتعال وأسجد له وأصرخ حتى وإن كان هو معطيك ظهره وسائر للمام ... الرجل الأعمى ظل يصرخ ويقول إرحمنى يا إبن داود , ورأيناه إلتفت اليه ووجدناه قد وضع يده على عينيه وشفاه ونادى بمجد الله +العجيب أن هناك أناس لهذه الدرجة إستطاع عدو الخير أن يطمس عيون قلوبهم عن الرؤية .. رأوا المعجزة أمامهم وهم يعرفون هذا الرجل منذ طفولته إنه مولود أعمى .. أى ليس مجرد إنسان وقعت له حادثة ففقد فيها بصره ..لا.. بل قيل أن هذا الرجل كان مكان عينيه مجرد جلد أى ليس له عين أصلاً .. إذاً هذه المعجزة هى عملية خلقة جديدة .كل هذا رأوه وهم يعرفون الرجل ورأوه كيف يبصر ويقولون " اليوم سبت " سبت ؟!!بل عندما تسجد وتمجد وتبارك وتقول له ضع يدك على عينىّ قلبى لكى تشفى مشاعرقلبى من الداخل تجدهم يريدون أن يضعوا الأيادى عليه ويريدون أن يدبروا له مكيدة ويقولون أنه صنع المعجزة يوم السبت !! ألهذه الدرجة يا أحبائى يصل الإنسان الى حالة العمى ؟ نعم ..وقد يقول للنور ظلمة ويقول للظلمة نور . العمى يفعل هذا ..
+ هل نتذكر فى العهد القديم عندما أخذ الفلسطينيون تابوت العهد وكانوا يخافونه جداً .. وخافوا أن يضعوه فى بيت أحدهم لئلا يؤذيه وقالوا أضمن مكان يُخبأ فيه تابوت العهد هو بيت الإله ..ووضعوه فى بيت الإله داجون .. وفى اليوم التالى وجدوا الإله داجون ساقط على وجهه . تَرى ماذا يفهمون من ذلك ؟ قالوا قد يكون شخص دفع الإله أو دفعه ريح شديد أو لعل الإله متضايق . ووضعوه مكانه مرة اخرى وفى اليوم التالى وإذ بهم لا يجدوه ساقط على وجهه فقط بل ساقط وعنقه مكسور . إذاً ماذا يقولون ؟ يقولون إن إلهنا غير متفق مع إلههم لنخرج التابوت . والعجيب إنهم وجدوا أن عنقه مكسور على عتبة المكان تخيلوا ماذا فعلوا ؟ قدسوا العتبة .ما هذه العين العمياء ؟لذلك هناك مثل شعبى حتى الأن يقول لاتطأ العتبة و... هذه جذورها. ألهذه الدرجة يوجد إنسان يرى قوتك ولا يستطيع ان يشعر . بل لا يريد أن يشعر . بل رافض ..
+ هل سنظل هكذا ؟ لا يارب لاتسمح بل دعنى أراك يارب فى طبيعتك .. أراك فى كل يوم فى الشجر أراك فى طيور السماء أراك فى الشمس والأرض .بل أراك يارب فى نفسى وفى جسدى .إنى أراك فى كل أعمال يديك هذا هو الإنسان المدعو للبركات الإلهية
الله يعطينا فى هذا اليوم المبارك الذى فيه ننال عطايا السماء وان يكون لنا إستنارة فى القلب والحواس والمشاعر وأن يدركنا برأفاته ويضع يده علينا وينير ظلمتنا .الله يعطينا أن نخرج مبتهجين فرحين شاهدين ممجدين مباركين ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً آمين

عدد الزيارات 2092

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل