الإِيمان العملِي

Large image

مِنْ سِفر مُلُوك ثَانِي 4 : 17 – 37 [17- فَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ابْناً فِي ذَلِكَ الْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ. 18- وَكَبِرَ الْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى الْحَصَّادِينَ. 19- وَقَالَ لأَبِيهِ: رَأْسِي رَأْسِي. فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: احْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ. 20- فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى الظُّهْرِ وَمَاتَ. 21- فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ اللَّهِ وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ.22- وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ: أَرْسِلْ لِي وَاحِداً مِنَ الْغِلْمَانِ وَإِحْدَى الأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ اللَّهِ وَأَرْجِعَ. 23- فَقَالَ: لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ الْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ. فَقَالَتْ: سَلاَمٌ. 24- وَشَدَّتْ عَلَى الأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي الرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ. 25- وَانْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللَّهِ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ. فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ اللَّهِ مِنْ بَعِيدٍ قَالَ لِجِيحَزِي غُلاَمِهِ: هُوَذَا تِلْكَ الشُّونَمِيَّةُ. 26- اُرْكُضِ الآنَ لِلِقَائِهَا وَقُلْ لَهَا: أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟ فَقَالَتْ: سَلاَمٌ. 27- فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ اللَّهِ إِلَى الْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحَزِي لِيَدْفَعَهَا. فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ: دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَالرَّبُّ كَتَمَ الأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي. 28- فَقَالَتْ: هَلْ طَلَبْتُ ابْناً مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟. 29- فَقَالَ لِجِيحَزِي: أُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَانْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَداً فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ. 30- فَقَالَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. فَقَامَ وَتَبِعَهَا. 31- وَجَازَ جِيحَزِي قُدَّامَهُمَا وَوَضَعَ الْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ الصَّبِيِّ فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ. فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: لَمْ يَنْتَبِهِ الصَّبِيُّ. 32- وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيِّتٌ وَمُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. 33- فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. 34- ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُِنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. 35- ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. 36- فَدَعَا جِيحَزِي وَقَالَ: ادْعُ هَذِهِ الشُّونَمِيَّةَ فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: احْمِلِي ابْنَكِ. 37- فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ابْنَهَا وَخَرَجَتْ. ] .مجداً لِلثَّالُوث الأقدس .

لَمْ يَكُنْ لِلمرأة الشُونَمِيَّة ولد فوعدها ألِيشع النَّبِي أنَّهُ نحو هذا الزمان يَكُون لها ولد وَكانت المرأة الشُونَمِيَّة مُخصَّصة العُلِّيَّة وَبِها سرِير لِيسترِيح عِندها إِليشع النَّبِي .. وَبِالفِعل حسب وعد إِليشع أعطاها الله ولد وَكَبَرَ الولد وَذهب مَعَْ أبيهِ لِلحقل وَهُناك أخذَ ضربة شمس فأخذهُ غُلام إِلَى أُمهِ وَعِند الظُهر ماتَ الولد فَأصعدتهُ أُمهُ وَأضطجعتهُ عَلَى سرِير رجُل الله وَطَلَبت مِنْ أبيهِ غُلام وَأتن لِتذهب إِلَى رجُل الله وَقالت قلِيلاً ثُمَّ أعود وَلَمَّا تَعَجَّبَ زوجها قالت لَهُ سَلاَم وَأغلقت عَلَى الطِفل المَيت وَذهبت إِلَى رجُل الله .. تَعَجَّبَ ألِيشع لِماذا أتت المرأة وَطلبَ مِنْ جِيحزِي أنْ يسألها عِدَّة أسئِلة .. أسَلاَم لَكِ أسَلاَم لِزوجِك .. أسَلاَم لِلولد فقالت سَلاَم رغم إِنَّها تارِكة إِبنها مَيت فِي البِيت وَلَمْ يستَطِع إِليشع أنْ يُقاوِم لجاجتها فِي طلبه فَذَهَبَ معها وَطَلَبَ مِنْ جِيحزِي أنْ يسبِقهُما إِلَى الولد وَيضع عُكاز إِليشع عَلَى وجههُ فَلَمْ ينتبِه .. جِيحزِي إِشارة إِلَى النَّاموس .. نعم هُوَ تلمِيذ ألِيشع لَكِنْ النَّاموس خطوة لِمعرِفة ألِيشع .. حَتَّى جاءَ ألِيشع وَتَمَدَّدَ عَلَى الولد فَقَامَ الولد فَدَفَعهُ إِلَى أُمه أكثر شِىء يجذِبنا فِي هذِهِ القِصَّة هُوَ إِيمان المرأة الشُونَمِيَّة .. قَدْ تَكُون قُدرة ألِيشع عَلَى إِقامة الصبِي مِنَ الموت لاَ تلفِت نظرنا مِثْلَ إِيمان المرأة .. وَالعجِيب فِيها أنَّها قالت لِزوجِها سَلاَم وَأنَّها تترُك الإِبن مَيت وَتذهب إِلَى النَّبِي الَّذِي يسألها أسَلاَم لَكِ .. أسَلاَم لِزوجِك .. أسَلاَم لِلولد .. وَتُجِيب سَلاَم رغم أنَّ هُناكَ كارِثة كيف يَكُون لِدى النَّفْس سَلاَم وسط الآلام ؟ كيف تقُول النَّفْس بِرَاحة أنَّها تذهب إِلَى رجُل الله وَترجع وَإِبنها فِي البيت مَيت ؟ هذا يُذَكِرنا بِموقِف أبُونا إِبراهِيم عِندما ذهبَ لِيُقَدِّم إِبنة ذبِيحة كَانَ عِنده إِحساس أنَّهُ سيعُود بِإِبنِهِ .. هكذا المرأة الشُونَمِيَّة .. أكثر شِىء يرفع حياتنا الرُّوحِيَّة الثِقة فِي قُدرة الله .. كثِيراً مَا نَتَكَلَّم عَنْ الإِيمان لَكِنْ عِندما نجتاز التجرُبة نجِد أنَّ إِيماننا ضعِيف .
1/ الشك :-
مِنْ أكثر الأشياء الَّتِي تُعَطِّل عمل الله فِي حياتنا الشك وَتجعل المَسِيح فِي نظرنا عدِيم القُدرة هُوَ بِالفِعل قَدْ يَكُون عدِيم القُدرة مَعَْ النَّفْس الَّتِي تشُك فِيهِ .. يُقال عَنْ السيِّد المَسِيح فِي النَّاصِرة أنَّهُ تربى وسط شعبها وَعرفوه مِنْ طفولته فَلَمْ يُصَدِّقوا أعماله وَأقواله لِذلِك قِيل عنهُ [ وَلَمْ يصنع هُنَاكَ قُوَّاتٍ كَثِيرةً لِعَدَمِ إِيمانِهِمْ ] ( مت 13 : 58 ) مَتى لاَ يستطِيع ؟ فِي حالة واحِدة فِي حالة عدم الإِيمان .. لِنرى مُعجِزات السيِّد المَسِيح كُلَّها كَانَ شرطها الإِيمان .. [ يَا سَيِّدُ إِنْ أرَدْتَ تَقْدِرْ أنْ تُطَهِّرَنِي ]( مت 8 : 2 ) .. هل أنتَ وَاثِق أنَّهُ قادِر أنْ يُطَهِرك ؟ وَاثِق ؟ إِذاً سَيُطَهِرك .. يَا سَيِّد أُرِيد أنْ أبرأ .. فَسَألهُ يَسُوع هل تُؤمِن ؟ .. لاَ تتكلَّم مَعَْ الله بِشك فِي أحد المرَّات جاءَ إِنسان مرموق إِلَى مُستشفى فَمِنْ المُجاملة لَهُ أرادوا أنْ يعمِلُوا لَهُ فحص شامِل فَدَخَلَ لِطبِيب العيُون وَسَألهُ بِكِبرياء هل تستطِيع أنْ تعمِل لِي كشف نظَّارة ؟وَكانت إِجابة الطبِيب بِالنفي .. هل هذا سؤال يُسأل لِطَبِيب ؟ بِالطبع كَانَ سؤال بِشك .. أحياناً نحنُ نَتَكَلَّم مَعَْ الله بِنَفْس أُسلُوب الشك وَكَأنَّنا نسأله هل تستطِيع أنْ تعمل معنا ؟ معقول تقدِر أنْ تعمل ؟ سؤال صعب عَلَى الله .
2/ الإِيمان :-
داريُوس المَلِك الَّذِي وَضَعَ دَانِيال فِي جُب الأُسود نَتِيجة مكِيده مُدَبَرة لَهُ مِمَنْ حوله .. يُقال أنَّ داريُوس المَلِك ظلَّ طول الليل قَلِق وَعِند طلُوع الفجر ذَهَبَ إِلَى الجُب كي يرى دَانِيال وَكَانَ عِنده إِيمان أنَّ الله سًيُنَجِّي دَانِيال رغم أنَّ آخر مكانه كَانَ يتوقع أنَّهُ سَيَجِد دَانِيال بقايا .. لَكِنَّهُ عِند الجُب نادى دَانِيال [ يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الحَيِّ هل إِلهُكَ الَّذِي تعبُدُهُ دَائِماً قَدِرَ عَلَى أنْ يُنَجِّيَكَ مِنَ الأُسُودِ ]( دا 6 : 20 ) .. كَانَ عِنده إِيمان أنَّ دَانِيال حي بِقُوَّة إِلَهَهُ وَسَيسمعهُ يُكَلِّمهُ مِنَ الجُب لِذلِك أجابهُ دَانِيال أنَّهُ حي فَقَالَ لِدَانِيال [ ليسَ إِله آخرُ يستطِيعُ أنْ يُنَجِّي هكذا ] ( دا 3 : 29 ) .. حَتَّى أنَّ هذِهِ المؤامرة جعلت كُلَّ النَّاس تعرِف قُوَّة الله وَمجده الإِيمان عكس الشك .. خطِير جِدّاً أنْ تَتَعامل النَّفْس مَعَْ الله عَلَى أنَّهُ ضعِيف .. إِحتمال يعمل معها وَاحتِمال لاَ يعمل .. إِحتمال يِقدر وَاحتِمال لاَ يقدِر .. الإِيمان هُوَ الثِقة .. وَمَا دَامت النَّفْس لديها شك وَزعزعة وَتَرَدُّد فِي قُدرة الله يظِل الله يَتَحَسس هذِهِ النَّفْس مِنْ بعِيد وَلاَ يستطِيع أنْ يعمل معها لِنرى عبد قائِد المِئة الَّذِي قَالَ لِلسيِّد المَسِيح أنَا لاَ أُرِيد أنْ أتعِبك أنتَ مِنْ هُنا قُل كَلِمة فَيبرأ الغُلام .. أنَا لاَ أستحِق أنْ تأتِي معِي فَمِنْ هُنا قُل كَلِمة فَيبرأ الغُلام .. حَتَّى أنَّ السيِّد المَسِيح تَعَجَّب مِنْ إِيمانه وَقَالَ أنَّهُ لَمْ يرى فِي إِسْرَائِيل إِيمان مِثلَ هذا أي الَّذِينَ كَانَ يجِب أنْ يَكُونوا بنو الإِيمان كَانَ إِيمان الأُمَمِي أقوى مِنْ إِيمانهُمْ المرأة الكِنعانِيَّة تقُول لِيَسُوع إِبنتِي مجنونة يقُول لها ليسَ حَسَناً أنْ يُؤخذ خُبز البنِين وَيُطرح لِلكِلاب .. وَكَأنَّ السيِّد المَسِيح يعمل بينه وَبينها فجوة لَكِنَّها تُجِيب [ وَالكِلاَبُ أيضاً تأكُلُ مِنَ الفُتَاتِ الَّذِي يسقُطُ مِنْ مائِدةِ أربَابِهَا ] ( مت 15 : 27 ) .. إِيمان قوِي .. لاَ تجعلنِي أُحرم مِنْ الفُتات الساقِط .. إِيمان قوِي حَتَّى أنَّ السيِّد المَسِيح قَالَ لها عَظِيم هُوَ إِيمانِك نحنُ أحياناً نعترِف وَنَتَنَاول وَنُسَبِّح وَنُصَلِّي وَليسَ لدينا إِحساس بِالمغفِرة رغم أنَّ الكاهِن يصرُخ[ يُعطى عنَّا لِمغفِرة الخطايا ] .. الكاهِن ينفُخ فِي وجهِي وَيقرأ لِي الحِل وَأنَا مَازِلت أشعُر بِضَمِير الخطايا وَكَأنِّي أسأل هل بِالحقٌّ تَكُون خَطِيتِي قَدْ غُفِرت ؟ .. نعم .. لأِنَّ الإِعتراف ليسَ هُوَ إِراحة نَفْس وَلاَ الكاهِن هُوَ طبِيب نَفْسَانِي .. لاَ .. هُوَ بِالفِعل مغفِرة خطايا لَكِنْ المُشكِلة فِي ضعف إِيمانِي أنَاأينَ الإِيمان الَّذِي يُشعِرَنِي أنَّ الله قادِر أنْ يغفِر الخطايا [ غَافِر خطايانا مُنقِذُ حياتنا مِنَ الفساد مُكَلِلُنا بِالمراحِمِ وَالرَّأفات ] ( مِنْ القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) لِذلِك جَمِيلة هِيَ النَّفْس الَّتِي تأتِي لِلإِعتراف بِنَفْس مسكوبة نادِمة تائِبة وَيقرأ لها الكاهِن التحلِيل فَتقطع عنها رِبَاطات خَطَاياها .. فرحة وَسعادة لاَ تُعادِلها سعادة .. هل هُناكَ فرحة تُعادِل فرحِة التناوُل فِي القُدَّاس حَتَّى أنَّ الكاهِن يصرُخ [ أُؤمِن أُؤمِن أُؤمِن وَأعترِفُ إِلَى النَّفْس الأخِيرأنَّ هذا هُوَ بِالحقِيقةِ آمِين ] ( الإِعتراف ) .. حَتَّى آخر نَفْس فِي حياتِي أُؤمِن أنَّ هذا هُوَ جسده وَدمه الحقِيقِي لِذلِك لابُد أنْ نَتَقَدَّم بِضَمِير الإِيمان لِلأسرار [ مرشُوشةً قُلُوبُنَا مِنْ ضَمِيرٍ شِرِّيرٍ ] ( عب 10 : 22 )لابُد أنْ نَتَقَدَّم إِلَى الله بِثِقة أنَّهُ قادِر .
إِيمان أنَّ الله يُدَبِر حياتِي :-
الله يُدَبِر حياتِي بِحسب إِرادته الصَّالحة الكاملة وَأنَّ إِرادته لِلخِير وَالبُنيان وَكُلِّي ثِقة أنَّهُ صانِع الخيرات وَإِنِّي محبُوب لَهُ وَإِنِّي موضِع حُبَّه وَحنانه وَأنَّهُ صالِح وَمُستقِيم يُرشِد الَّذِينَ يُخطِئُون فِي الطرِيق( مز 24 – مِنْ مَزَامِير باكِر ) .. إِذا كُنت سائِر مَعَْ أبيِكَ فِي الطرِيق فَأنتَ تعرِف أنَّكَ فِي حِمايته وَأنَّهُ لاَ يستطِيع أحد أنْ يؤذِيكَ .. سَيَكُون كُلَّك إِيمان أنَّ أبيِكَ يُحَوِطك بِكُلَّ حنان وَرِعاية لَكِنْ لِلأسف نحنُ مَعَْ الله فِي إِيمان مهزوز .. إِيمان بلِيد وَكَأنَّ الله لاَ يشعُر بِنا وَنَشُك فِي تدبِير الله لِحياتنا وَلاَ نشعُر أنَّنا عَلَى كفه منقُوشُون وَأنَّ مَنْ يَمِسنا يَمِس حدقة عِينه ( زك 2 : 8 ) .. لاَ .. هُوَ ضامِن لِحياتِي وَمُستقبلِي .. هل تشعُر أنَّهُ مسئول مسئولِية كاملة عَنْ حياتك وَمُستقبلك أم لاَ ؟ لابُد أنْ يكون لديَّ ثِقة أنَّ إِلهِي هُوَ صانِع الخيرات وَأحيا فِي تسلِيم كامِل لإِرادته لأِنَّ قلبه إِختارنِي وَأحَبَّنِي وَيَعُولَنِي وَيعتنِي بِيَّ أكثر مِنْ نَفْسِي وَأنَّ لي سَلاَم مَا دَامَ هُوَ مالِك عَلَى حياتِي وَأنَّ غداً لاَ يُرهِبنِي لأِنِّي مِلكه فِي أحد المرَّات كَانَ أحد الآباء يعِيش فِي البرِّيَّة وَذَهَبَ إِليهِ مجموعة مِنْ الرُهبان لِيَتَعَلَموا مِنْهُ وَجاءَ الليل وَهُمْ جالِسُون معهُ فسمعوا صوت وحوش فخافوا لَكِنْ الأب الرَّاهِب ظلَّ ثابِت فسألوه ألاَ تخاف يَا أبانا ؟ أجابهُمْ قدِيماً كُنت أخاف مِنْ صوت الوحُوش فَصَليت إِلَى الله وَسمعت الإِجابة مِنْهُ أنَّ إِله الوحُوش هُوَ إِلهِي فَإِذا أمرها أنْ تأكُلَنِي فَسَتَأكُلَنِي وَمِنْ وقتها إِمتلأ قلبِي سَلاَم لِذلِك توجد آية خَطِيرة فِي الكِتاب فِي سِفر مراثِي أرمِيا تقُول [ مَنْ ذَا الَّذِي يقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يأمُرْ ] ( مرا 3 : 37 ) .. لِنفرِض أنَّ شِىء قَدْ حدث ألم يكُنْ بِأمر الله ؟ عِش هذا الفِكر لِكي تمتلِئ سَلاَم .. الله يستخدِم البشر لِتدبِير حياتِي .. حياتِي كُلَّها مِنْ تدبِيره فَأمتلِئ سَلاَم وَلاَ أشعُر بِخوف قُلْ لَهُ لِتَكُنْ مَشِيئتك نافِذة وَنحنُ لها خَاضَعِين ( مِنْ ترنِيمة " يَا أبَانَا الَّذِي فِي السَّموات " )لِذلِك الَّذِي لَهُ إِيمان أنَّ الله يُدَبِر حياته لاَ يتزعزع أبداً .. الَّذِي تُرِيد أنْ تفعله إِفعله وَأنَا كُلِّي خضُوع لَكَ .. كَثِيراً مَا نقُول " لِتَكُنْ مَشِيئتك " لَكِنْ وقت التجرُبة نخاف وَنَتَزعزع .. هل أعلم أنَّ الله ضابِط الكُلَّ وَهُوَ يعرِف خيرِي أكثر مِنْ نَفْسِي فَلَوْ سمح الله بِشِىء فلتكُنْ مَشِيئته وَإِنْ لَمْ يسمح فلتكُنْ مَشِيئته المُهِمْ أنْ أُقّدِّم لَهُ خضُوع وَإِيمان وَشُكر فِي كُلَّ الأمور .
إِيمان فِي الشدائِد وَالتجارُب :-
لِنفرِض إِنِّي فِي تجرُبة كيف يَكُون عِندِي إِيمان وسط هذِهِ الشدائِد وَأشعُر بِيد الله الحنونة فِي الوقت الَّذِي أشعُر فِيهِ أنَّ الله ضِدِّي ؟ مِثْلَ أيوب [ بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي ] ( أي 30 : 21 ) .. أحياناً وقت التجارُب رصِيد إِيماننا ينخفِض .. لابُد أنْ يَكُون لنا رصِيد إِيمان .. وَإِنْ سَمَحَ الله لنا بِتجرُبة لابُد أنْ يَكُون لنا ثِقة أنَّهُ سَلاَم مِثْلَ المرأة الشُونَمِيَّة الَّتِي مَاتَ إِبنها وَكانت فِي عُمق التجرُبة وَتقُول لِزوِجها وَلإِلِيشع سَلاَم .. ثِقة أنَّها فِي يد الله وَهُوَ يُعطِيها وَيعولها وَيُشعِرها بِسَلاَم وقت النِعم وَوقت التجرُبة لِذلِك الكنِيسة تُعَلِّمنا السَّلام فِي كُلَّ وقت فَمَثَلاً فِي حالة الجِنَّاز تُصَلِّي صَلاة الشُكر .. عَلَى ماذا تشكُره ؟ رغم أنَّ هُناكَ إِنسان مَيت إِلاَّ أنَّها تشكُره [ شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيءٍ ]( أف 5 : 20 ) .. مِنْ أجمل الأوقات الَّتِي تختبِر فِيها النَّفْس يد الله وَعمله هُوَ وقت الشدائِد وَالأحزان .. كَثِيراً مَا يَكُون الله مُختفِي عَنْ النَّفْس وَيظهر لها فِي الشدائِد .. الَّذِي كَانَ مُحتجِب عَنِّي رأيته فِي الشِدَّة وَالضِيقة .. مِنْ أجمل الأمور أنْ يشكُر الإِنسان الله وَهُوَ فِي عُمق الألم وَلَمَّا تكون الأمور كُلَّها غامضة عليه وَنَفْسه مُرَّة تقُول " لِتَكُنْ مَشِيئتك " .. الله يُحِب أنْ يرى النَّفْس خاضِعة مملؤة إِيمان وَتسلِيم وَلاَ يُحِب النَّفْس المُتَمَرِدة وَلاَ الرَّافِضة وَلاَ المُقارِنة نَفْسها بِغيرها الكنِيسة فِي صلواتها تتضرع وَتطلُب لَكِنْ فِي تسلِيم كامِل لإِرادته فَمَثَلاً الكاهِن فِي صَلاة مسحِة المرضى يُصَلِّي لِلمرِيض لِكي يشفيه الله لَكِنْ الكاهِن يُصَلِّي وَيُرَكِز فِي صَلاَته عَلَى شِفاء النَّفْس مِنَ الخَطِيَّة أكثر مِنْ شِفاء المرض لأِنَّ الكنِيسة تُرِيد أنَّ هذِهِ النَّفْس تذهب لِلسَّماء سواء شُفِيت أم لاَ .. يُصَلِي الكاهِن سِراً [ إِنْ أردت أنْ تأخُذ هذِهِ النَّفْس فلتأخُذها ] .. كما يُصَلِّي الكاهِن فِي صَلاة المعمودِيَّة وَينفُخ الكاهِن فِي وجه الطِفل وَيقُول سِراً [ أُخرُج أيُّها الرُّوح النَجِس الردِئ ]عَلَى أساس أنَّ الطِفل قبل المعمودِيَّة كَانَ فِي عدم الإِيمان فَتَعتبِره الكنِيسة مِنْ مَملَكِة الشيطان أنَا أطلُب مِنْ الله وَكُلِّي ثِقة فِي تدبِيره وَعطاءه وَمَحَبَّته وَلابُد أنْ تشعُر أنَّ الله سندنا وَعزائنا[ أُعَظِمك ياربَّ لأِنَّكَ إِحتضنتنِي ، وَلَمْ تُشَّمِت بِي أعدائِي ] ( مز 29 – مِنْ مَزَامِير الثَّالِثة ) كُلِّنا مُعرَّضِين لِلتجارُب وَالأزمات وَالمِحن كيف نجتازها ؟ بِرَصِيد إِيمان لِذلِك كُلَّ تجرُبة لنا هِيَ إِمتحان لإِيماننا .. ترى هل يَكُون لنا رصِيد إِيمان يكفِي ؟ لِذلِك يقُول بُولِس الرَّسُول [ عَالِمِينَ أنَّ الضِِّيقَ يُنْشِئُ صبراً وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي لأِنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ القُدُسِ المُعْطَى لَنَا ] ( رو 5 : 3 – 5 ) .. يَا سَيِّد ليسَ لِي إِيمان لَكِنْ أعِنْ ضعف إِيمانِي ربِّنا يسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دائِماً أبدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 1573

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل