الإِيمان وَالإِستِجَابة

فِي وعد لَنا بِإِنجِيل مَتَّى 21 : 22 [ وَكُلَّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلوةِ مُؤمِنِينَ تَنَالُونَهُ ]الإِيمان موضُوع حياتنا كُلَّها .. مَتى مَا عَاشت النَّفْس فِي يَقِين الإِيمان نَطمئِن أنَّ حياتها تَكُون كُلَّها أفراح .. وَأصعب شِىء أنْ يُشَكِك عدو الخِير فِي قُدرات الله [ قَالَ الجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِله ] ( مز 53 : 1) .. أصعب شِىء أنْ نَعِيش حياتنا الرُّوحِيَّة وَنَحْنُ ليسَ لَنا إِيمان أنَّ لَنا مَوِاعِيد وَلَنا مَلَكُوت وَلَنا غُفران خَطَايا .. لاَ إِيمان بِالغُفران عَلَى الأرض وَلاَ إِيمان بِالملكُوت .. إِذاً لِماذا نُجَاهِد ؟ لَوْ شَكَّكنا عدو الخِير فِي هَذِهِ الأمور الرئِيسِيَّة تَكُون حياتنا فِي خطر صعب نَتَعامل مَعَْ الله بِفِكر بشرِي أنَّ لَهُ إِمكانِيات إِنسان وَنَقُول صعب أنَّهُ يعمل معنا وَمُمكِنْ يعمل شِىء وَلاَ يستطِيع عمل شِىء آخر .. فَنَكُون بِذَلِك قَدْ وضعنا الله فِي غير موضِعِهِ .. تفكِيرنا المحدُود يجعل الله فِي نظرنا محدُود .. جَمِيلة عِبارة بُولِس الرَّسُول فِي رِسالته إِلَى عِبرانِيِّين أنَّ هُناكَ مَنْ لَمْ يدخُلوا أرض الموعِد لَكِنْ [ بَلْ مِنْ بَعِيدٍ نَظَرُوهَا وَصَدَّقُوهَا وَحَيَّوْهَا] ( عب 11 : 13) إِذا لَمْ يَكُنْ هُناكَ يَقِين فِي عِلاَقة الإِنسان بِالله تَكُون عِلاَقة مهزوزه .
يَقِين الإِيمان :-
أي عدم الشك فِي قُدرة الله وَصَلاَحه .. رائِع داوُد النَّبِي عِندما يقُول [ لِيَكُنْ سَلاَم عَظِيم لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ إِسمك وَليسَ لَهُمْ شك ] ( مز 119 – القِطعة 21 ) وَالعكس الَّذِينَ بِهُمْ شك ليسَ لَهُمْ سَلاَم ..الإِيمان يحتاج ثِقة وَيَقِين فِي وجُود الله .. هل الإِنسان فِي كُلَّ أمور حياته عِنده يقِين أنَّ الله موجُود فِي كُلَّ حدث وَفِي كُلَّ مكان .. يقُول أحد الآباء إِذا كَانَ إِثنان فِي حُجرة وَاحدة وَأحدهُما تَأوه وَلَمْ يسمعه الآخر ألم يسمعه الله ؟ بِالطبع يسمعه [ وَلَكِنْ يُوجَدُ مُحِبٌّ ألزَقُ مِنَ الأخِ ] ( أم 18 : 24 ) الخَطِيَّة هِي يَقِين عدم وجُود الله .. يُوسِف العَفِيف قَالَ كيف أصنع هذا الشَّر العظِيم وَأُخطِئ إِلَى الله ( تك تك 39 : 9 ) بينما زوجة فُوطِيفار لَمْ تشعُر بِوجُود الله لِذَلِك سَعت لِلخَطِيَّة رغم أنَّ يُوسِف كَانَ لَدَيهِ شهوة وَغَرِيزة لَكِنْ كَانَ وجُود الله ضَابِطه كُلَّ مَا تطلبُونَهُ فِي الصَلاة بِإِيمان تَنَالُونَهُ ( مت 21 : 22 ) .. جَيِّد مَنْ يشعُر بِوجُود الله[ الَّذِينَ بِالإِيمَانِ قَهَرُوا مَمَالِكَ ... سَدُّوا أفْوَاهَ أُسُودٍ ] ( عب 11 : 33 ) .. كُلَّ فِعل مِنْ هَذِهِ الأفعال كَانَ بِإِيمان .. هل أنَا أُصَلِّي وَأشعُر إِنِّي فِي يد ضَابِط الكُلَّ ؟ يقُول الآباء[ إِنَّ الصَلاة تُحَرِّك يد مَنْ يُحَرِّك العالم ]هل أشعُر فِي الصَلاة إِنِّي أتَكَلَّم مَعَْ مَنْ يُحَرِّك العالم أم الصَلاة هِي كَلِمة نقُولها بِسُرعة وَننتهِي جَيِّد أنْ تشعُر بِثِقة فِي تَدَابِير الله وَأنْ لاَ تشعُر بِخوف أوْ شك أوْ قلق أوْ تشعُر بِغِياب الله عَنْ حياتك قَالَ [ يَا سَيِّدُ إِنْ أرَدْتَ تَقْدِرْ أنْ تُطَهِّرَنِي ] ( مت 8 : 2 ) .. مَا أجمل أنْ تشعُر أنَّكَ فِي يد الله فِي كُلَّ أمور حياتك .. قَالَ أحد القِدِّيسِين [ عَامِلنِي كَمَا تُحِب وَكَمَا ترغب ] لأِنَّهُ يشعُر أنَّهُ فِي يد الله لِذَلِك هُوَ مُطمئِن جِدّاً .. مَا أجمل الشعُور بِثِقة فِي تَدَابِير الله .. يَقُول الكِتاب [ الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ الَّذِي يفتحُ وَلاَ أحد يُغلِقُ وَيُغلِقُ وَلاَ أحد يفتحُ ] ( رؤ 3 : 7 ) .. إِذا كَانَ أمَامك أمرٍ مَا مُتَوَقِف دُونَ سبب فَإِعلم أنَّهُ مِنْ يَد الله وَلَكِنْ إِذا كَانَ الأمر يَسِير فَالله هُوَ أيضاً مُسَيِّره وَليسَ النَّاس يَجِب ألاَّ تشعُر أنَّ حياتك يُحَرِّكها بشر بَلْ يُحَرِّكها الله فِي أحد المرَّات إِغتاظَ عدو الخِير مِنْ القِدِيس أبو مقار فَأقدم عليه بِسِكِين لِيقطع يَدَيهِ فَمَدَ القِدِيس يَدَيهِ لِعدو الخِير فَخزى الشيطان وَقَالَ لَهُ أبو مقار " لَوْ كَانَ الله قَدْ أمرك أنْ تقطع يَدَيَ فَإِقطعها "[ مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأمُرْ ] ( مرا 3 : 37 ) .. مَنْ الَّذِي يسمح بِأمر مُعَيَّن أوْ بَلِيَّة مُعَيَّنة ؟ الله هُوَ الَّذِي يستخدِم وَهُوَ الَّذِي يسمح .. قَالَ أحد الآباء لِتَلاَمِيذه " مَنْ الَّذِي بَاعَ يُوسِف ؟ " أجَابَ تَلاَمِيذه الغِيره .. قَالَ لاَ .. قَالُوا إِخوته .. قَالَ لاَ" الله هُوَ الَّذِي بَاعَ يُوسِف " .. الله إِستخدِم غِيره إِخوة يُوسِف وَاستخدِم الإِسماعِيليين وَزوجة فُوطِيفار وَفِرعُون لِكي يَكُون يُوسِف عَلَى مِصر وَلِكي يُحَقِّق مَوَاعِيده لِشعبه فِي أرض مِصر وَلِكي تَتِمْ النُبُّوة [ مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابنِي ] ( مت 2 : 15) .. وَكَانَ قصده بَنِي يعقُوب .. هذا تفسِير حرفِي وَرَمزِياً يقصِد هرُوب المَسِيح لأِرض مصر لِذَلِك نقرأ هَذِهِ النُبُّوة أيضاً فِي سِفر هُوشع( هو 11 : 1 ) وَكَانَ مقصُود بِها المَسِيح وَأيضاً فِي سِفر إِشعياء مَنْ يَقِف أمام الله وَيَتَكَلَّم مَعْهُ بِثِقة وَيَقِين ؟!! رَائِعة كَلِمة بُولِس الرَّسُول [ لأِنَّنِي عَالِمٌ بِمَنْ آمَنْتُ وَمُوقِنٌ أنَّهُ قَادِر أنْ يحفظَ وَدِيعَتِي إِلَى ذلِكَ اليومِ ] ( 2تي 1 : 12) .. يَقِين أنَّ الله قَادِر وَلتقِف أمام الله بِلاَ تَرَدُّد .. لابُد أنْ يَكُون لَكَ الثِقة الَّتِي لاَ تجعلك تهتز مِنْ أمر أوْ حدث .. عَظَمِة الله تظهر فِي كُلَّ الأحداث .. [ كُلَّ الأشياءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلخيرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ] ( رو 8 : 28 ) .. أنتَ العالم الخفايا وَالقُلُوب وَتَعلم نَفْسِي وَشهوة قلبِي فَثَبِّتنِي وَاعلِنْ مَشِيئتك فِي كُلَّ أمر حسب قصدك جَمِيل أنْ تذهب إِلَى مكان وَتشعُر أنَّ الله هُوَ مُرسِلك إِليهِ .. عِندما تَظِل مُشكِلةٍ مَا أوْ تجرُبة مُدَّة طَوِيلة مَعَْ الإِنسان وَالله يَتَأخر فِي الإِستِجابة مَاذا يفعل ؟ ليسَ لِلإِنسان سِوى أنْ يَثِق أنَّ هَذا التأخِير لِلخير وَأنْ يَثِق أنَّ هَذا الوضع هُوَ أفضل شِىء لَهُ .. أصعب شِىء وَأصعب تجرُبة مُرَّة أنَّ عدو الخِير يجعل الإِنسان غِير رَاضِي عَنْ حياته وَيَعِيش غِير سَعِيد .. وَكُلَّ يوم فِي حياتنا نُحارب فِيهِ بِأنَّهُ يوم رَدِئ .. لِماذا ؟ هَذا اليوم هُوَ عَطِيَّة مِنَ الله إِقبله بِإِيمان وَعِيشه بِفرح وَقُل هَذِهِ هِي أجمل لحظة إِذا كُنت فِي إِجتماع إِفرح بِالكَلِمة وَإِذا كُنت مَعَْ أصدِقائِي إِفرح بِالمحبة وَفِي وسط الأُسرة أفرح إِنِّي سَاكِنْ مَعَْ أُسرة طَيِبة .. إِقبل بِإِيمان وَثِقة أنَّ الله صَانِع كُلَّ شِىء لِخير حياتِي .
نَمَاذِج حَيَّة :-
جَيِّد أنْ تَكُون فِي حياتك وَاثِق فِي الله قبل أنْ يفعل شِىء وَليسَ بعد أنْ يفعل .. أصعب شِىء أنْ تضع الله فِي إِختِبارات هل ستفعل معِي أم لاَ ؟ قَالَ أحد الآباء [ سَامِحنا يَا الله عَلَى الأوامِر الَّتِي نُعطِيها لَكَ وَنُسَمِّيها صَلَوَات ] .. الله لاَ يُحِب الأوامر .. مَا أجمل الإِنسان الَّذِي يشعُر بِيَقِين الله أنَّهُ يَتَدَخل فِي الوقت المُناسِب وَمَا أجمل أنْ يسمع الله طِلبات عَنْ الغِير بِمَحَبَّة وَإِيمان المرأة الشُونَمِيَّة إِبنها مَيِت وَتركته فِي الحُجرة وَأغلقت عليه ثُمَّ ذَهَبت إِلَى رَجُل الله فَسَألها أسَلاَم لَكِ .. أسَلاَم لِزوجِك .. أسَلاَم لِلولد ؟ فَتُجِيب سَلاَم .. لأِنَّها تشعُر أنَّ الولد سَيَقُوم مِنْ الموت مِنْ أجمل الكَلِمات الَّتِي قالها دَاوُد النَّبِي قبل أنْ يُحارِب جُليات رغم أنَّ كُلَّ المؤشِرات تقُول أنَّ دَاوُد سَيُهزم [ هذَا اليومَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي .... ] ( 1صم 17 : 46 ) .. [ مَنْ هُوَ هذَا الفِلِسْطِينِيُّ الأغْلَفُ حَتَّى يُعَيِّرَ صُفُوفَ اللهِ الحَيِّ ] ( 1صم 17 : 26 ) .. بينما نَحنُ نقُول لَهُ بعد الأحداث أنَّنا كُنَّا نشعُر أنَّكَ سَتَتَدَخل لَكِنْ قبل الأحداث ماذا كُنَّا نقُول وَماذا كُنَّا نشعُر ؟فِي مرَّة صَرَخَ مُوسى النَّبِي لله فَخَمَدت النَّار .. مُجَرَّد إِنَّه صرخ .. هؤلاء يُصَلُّون بِدالة وَيَقِين وَيعرِفُون ماذا يَقُولُونَ لله مِنْ الشَواهِد العَجِيبة قِصَّة إِيلِيَّا النَّبِي الَّذِي كَانَ دَائِماً يَقُول [ حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِله إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقفتُ أمَامَهُ إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي ] ( 1مل 17 : 1) كَانَ يشعُر أنَّهُ قَادِر .. وَعِندما أرَادَ أنْ يأتِي المطر [ وَخَرَّ إِلَى الأرضِ وَجَعَلَ وَجْهَهُ بَيْنَ رُكْبَتَيهِ . وَقَالَ لِغُلاَمِهِ اصعد تَطَلَّعْ نَحْوَ البحرِ ] ( 1مل 18 : 42 – 43 ) .. أصعد وَأنظُر مِنْ فوق الجبل هل يوجد بَشَايِر لِلمطر ؟ يُجِيب الغُلام .. لاَ .. وَيُكَرِّر إِيلِيَّا ذَلِك سبع مرَّات وَفِي كُلَّ مرَّة يطلُب مِنْ غُلاَمه أنْ يصعد فوق الجبل لِيرى بَشَايِر المطر وَيسمع الإِجابة مِنْ الغُلام .. لاَ .. حَتَّى قَالَ أخِيراً هُناكَ مطر .. مَا هذا ؟ هذا يَقِين إِيمان لإِنسان يُصَلِّي وَيأمُر الله أنْ يأتِي المطر فَيأتِي يُحكى عَنْ طِفلة كانت تَعِيش فِي بِلاَد بِها مجاعة وَصَلَّت لله أنْ يأتِي المطر وَبعد الصَلاة خَرَجت خارِج بيتِها وَمعها مَظَلَّة وَكَأنَّها وَاثِقة أنَّ المطر سَيأتِي وَيَستجِيب الله لها وَبِالفِعل مُجَرَّد أنْ خرجت مِنْ بيتها كَانَ مطر [ وَأمَّا الإِيمانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى .... ] ( عب 11 : 1) .. المؤمِن عِنده ثِقة وَيَقِين فِي مَا لاَ يُرى .. سبع مرَّات إِيلِيَّا النَّبِي يُرسِل تلمِيذه لِيرى إِذا كَانَ هُناكَ مطر أم لاَ .. ألم يشعُر بِالخجل أمام تلمِيذه وَهُوَ فِي كُلَّ مرَّة يَقُول لَهُ لاَ يوجد مطر ؟ ألم يشعُر أنَّ الله قَدْ لاَ يستجِيب ؟المؤمِن لَهُ دالَّة وَيشعُر بِإِيمان أنَّ كَلِمته تدخُل إِلَى حضرة الله [ لِتَدْخُلْ طِلْبَتِي إِلَى حَضْرَتِكَ ]( مز 119 : 170) .. هل تشعُر فِي الصَلاة أنَّكَ تُكَلِّم الله الحيٌّ أبوك السَّمَاوِي الَّذِي قَالَ[ ... الَّذِي أعطيتنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ ] ( يو 17 : 22 ) [ أُرِيدُ أنَّ هؤلاءِ الَّذِينَ أعطيتنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيثُ أكُونُ أنَا ..... ] ( يو 17 : 24 ) .. أي إِنتَ وَهُوَ وَاحِد .. تُصَلِّي وَتَقُول" يَا أبانا الَّذِي فِي السَّمَوات " .. هل يَتَكَلَّم إِنسان مَعَْ أبوه وَهُوَ يجهل طُرُقه ؟ بِالطبع لاَ .. كُلَّ إِنسان يعرِف تَدَابِير أبوه وَطُرُقه يُحكى عَنْ إِنسانة كانت خارِج الإِيمان وَقَبَلت الإِيمان وَليلة اليوم المُقرر لِلمعمودِيَّة كانت تُصَلِّي لِتَتَأكد هل هذا مِنَ الله وَتُرِيد مِنْهُ علامة أنَّها تَسِير فِي طَرِيقه الصَحِيح وَإِذا كَانَ ذَلِك سَيُفَرِّح الله أم لاَ ؟ فَطَلَبَت مِنْ الله أنْ يسقُط مطر وَكَانَ الوقت صيفاً .. وَفِي أثناء المعمودِيَّة إِذْ أمطار غَزِيرة تسقُط .. شِىء عَجِيب .. وَلَمَّا سَمَعت صوت المطر ظلَّت تبكِي غِير مِصَدَقة أنَّ الله قرِيب مِنْها وَبَسِيط إِلَى هَذِهِ الدرجة .. معقُول الله يستخدِم مَعَْ أولاده أمور فائِقة لِتحقِيق مَوَاعِيده .. نعم أنتَ صَالِح ياربَّ هل يوجد إِنسان يُصَلِّي لله بِهَذا الإِيمان ؟ هَذَا هُوَ إِيمان الإِستِجابة حَتَّى لاَ نشعُر أنَّنا نَتَكَلَّم مَعَْ مجهُول أوْ مَعَْ إِله يفعل مَا يُرِيد وَليسَ لَنا فِي أمرِنا شِىء .. هَذَا إِحساس يُمِيت الصَلاَة .. هنَاكَ لَجَاجة وَدَالَّة وَإِيمان وَالله يصنع المُستَحِيلات فِي أحد المرَّات قابلت إِنسانة مسكِينة أحد الأساقِفة وَقَالَ لها الأب الأُسقُف أنَا أُرِيد بركتك وَمُساعدتك .. وَكَانَ عِندها إِبنة تُزَوِجها فَقَالَ لها مَتى أردتِ شِىء فَتَعَالِي إِلَيَّ .. وَلَمْ تأخُذ هَذِهِ السَيِّدة مِنْ الأب الأُسقُف مِيعاد .. وَعِندما إِحتاجت بعض المال لِزَوَاج إِبنتها ذَهَبت إِلَى الأُسقُف فَقِيلَ لها إِنَّهُ خَرَجَ مُنذُ ساعتين لِيذهب إِلَى أديُرة البحر الأحمر .. فَقَالت لَهُمْ لَكِنَّهُ قَالَ لِي أنْ آتِي إِليهِ .. حَاولوا معها لَكِنَّها أصَرَّت أنْ تَنتَظِره فَتَرَكُوها .. بينما الأب الأُسقُف وَهُوَ فِي الطرِيق تَذَكَّر أنَّهُ ترك أوراق كِتاب كَانَ يَكتِبه وَكانت خِلوة الدير بِالنِسبة لَهُ فُرصة جَيِّدة لِيُكمِله فَعَادَ إِلَى الكنِيسة مرَّة أُخرى لِيأخُذ أوراقه وَلَمَّا دخل الكنِيسة إِستقبلته السيِّدة المسكِينة بِتهلِيل وسط ذهُول مَنْ حولها .. وَلَمَّا كَانَ الأب الأُسقُف غِير مُستعِد لِمُسَاعدتها سَألها كَمْ تطلُب ؟ فَقَالت لَهُ مبلغ مُعَيَّن مِنَ المال .. وَتَذَكَّر الأُسقُف أنَّ أحد المُتَبَرعِين جَاءَ لَهُ صَبَاحاً بِظرف بِهِ بعض المال وَلَمْ يفتحه الأُسقُف فَأحضرهُ وَإِذْ بِهِ نفْس المبلغ الَّذِي طلبته الله ضَابِط الكُلَّ يعلم مَا تطلُبه قبل أنْ تسأله .. إِيمان عملِي إِيمان الإِستِجابة فِي كُلَّ أمورنا البسِيطة جِدّاً .. الله يسنِد ضعف يُكَمِّل نقص يُدَبِّر حياتنا فِي أفضل صورة قَدْ لاَ نَتَخَيلها أفضل مِمَا نَرسِمهُ لأِنَفُسنا .. بِدُون ذَلِك نَكُون عايشِين بِذَواتنا وَنتعب جَيِّد أنْ تشعُر أنَّكَ تقِف مَعَْ إِلهك الَّذِي يُحِبَّك هُوَ الرؤوف الحنُون الَّذِي يشعُر بِكَ .. جَيِّد أنْ يَكُون لديكَ إِستعداد أنْ تطلُب بِثِقة أنَّ الله قَادِر عَلَى كُلَّ شِىء يُحكى عَنْ أبُونا مِيخائِيل إِبراهِيم وَالتَّارِيخ يشهد لَهُ أنَّهُ قِدِيس وَلَهُ فضل كَبِير فِي الخِدمة عِندما سُيِّمَ قِس كَانَ لَهُ إِبن كَبِير فَتَوَلى هذَا الإِبن أُمور الأُسرة وَلأِنَّهُ كَانَ رِيفِي فَكَانَ لَهُ مُمتلَكَات وَأرَاضِي تَوَلَّى شئونها إِبنه وَتَفَرَّغ أبُونا لِلخِدمة وَشَاءَ الله أنْ يَتَنَيح هذَا الإِبن وَحَزَنَ أبُونا وَزوجته .. وَجَاءت لِلزوجة فِكرة عَجِيبة وَهِيَ أنَّها طَلَبت مِنْ أبُونا قَائِلة نحنُ لاَ نعلم مَاذا علينا وَماذا لَنا فِي مُمتَلَكَاتنا وَنعلم أنَّ الله يَستجِيب لَكَ وَنحنُ نُرِيد أنْ يأتِي إِليكَ إِبنك لِيُعَرِّفك أُمور الأُسرة وَبِالفِعل صَلَّى أبُونا لله وَفِي أحد الأيَّام إِستيقظ مِنْ نومه مُتَهَلِل فَقَالت لَهُ زوجته هل رأيت إِبنِنَا ؟ فَقَالَ نعم .. وَسَألته ...مَاذا قَالَ لَكَ عَنْ أُمورنا ؟ أجابها أبُونا قَدْ خجلت أنْ أسأله عَنْ المادِيات لأِنَّ جَمال شكله جعلنِي أخجل أنْ أنَزِله مِنَ السَّماء لإُِحَدِثه عنها بَلْ جعلتهُ يُكَلِّمَنِي عَنْ أفراح السَّماء هُوَ الآن فرحان .. صَلاَة مُقتَدِرة .. كُلَّ مَا تطلبُونَهُ فِي الصَلاة بِإِيمان تَنَالُونَهُ ( مت 21 : 22 ) عَجِيب أنْ تَتَحَوَّل الصَلاَة فِي حياتنا إِلَى رُوتِين .. نُصَلِّي " وَاغفِر لَنا ذِنُوبَنَا كَمَا نغفِر نَحْنُ أيضاً لِلمُذنِبِينَ إِلينا " وَلاَ نشعُر بِالمغفِرة .. الأب الكاهِن يُصَلِّي [ شَرِكة الرُّوح القُدُس ]( مِنْ القُدَّاس الغِرِيغُورِي ) .. وَنَحْنُ لاَ نشعُر بِالشَرِكة رغم أنَّ الكنِيسة تُعطِينا قُوَّة الثَّالُوث لِكي نُظهِره وسط المُجتمع .. صعب أنْ تَكُون الصَلاَة ألفاظ دُونَ يَقِين الإِيمان .. جَيِّد أنْ تشعُر بِدَالة وَسُلطان وَمَحَبَّة وَأنتَ تَتَكَلَّم مَعَْ الله وَكَأنَّكَ مَعَْ صَدِيق وَيَكُون لَكَ ثِقة أنَّهُ قَادِر [ أطِع الله يُطِيعك الله ]كُلَّ مَا تعِيش فِي وَصَاياه وَمَخَافته كُلَّ مَا تسمعه يُكَلِّمك لَكِنْ الله غِير محسُوس لَكِنَّهُ سَيُكَلِّمك وَسَتشعُر بِهِ وَلَهُ إِعلانات وَطُرق خاصة كَثِيرة يُكَلِّم بِها الإِنسان الله مُمكِنْ يَصِل مَعِي لِدَرَجِة جدعُون الَّذِي قَالَ لَهُ إِجعل الجزة رَطِبة وَالأرض جافة وَلَمَّا حدث ذلِك لِطَبِيعته البَشَرِيَّة الضَعِيفة طَلَبَ أنْ يظهر لَهُ العكس وَاستجَابَ الله أيضاً .. الله عِنده إِستعداد أنْ يَتَبَاسط مَعَنَا جِدّاً [ اللهُ بعدَ مَا كَلَّمَ الآباء بِالأنبياءِ قَدِيماً بِأنواعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرةٍ كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأيَّامِ الأخِيرةِ فِي ابنِهِ ] ( عب 1 : 1 – 2 ) .. بعدما كَلَّم الشَّعْب قَدِيماً بِرِعُود وَبرُوق كَلَّمنا نَحْنُ بِإِبنِهِ الَّذِي هُوَ دَاخِلنا فَنسمع صوته .. بعدما كَانَ يُكَلِّمنِي بِنِبُّوة تحتاج تفسِير أبطل ذلِك لأِنَّ الإِبن جَاءَ قَدِيماً كَانَ يُكَلِّمَهُمْ عَنْ طَرِيق الأُورِيم وَالتِّمِيم وَهُمَا حجران شَفَّافان أحدهُمَا يلمع وَالآخر لاَ يُوجدان عَلَى صدرة الكاهِن عِندما يدخُل لِلهِيكل لِيُصَلِّي عَنْ أمرٍ مَا إِذَا أضَاءَ الحجر الَّذِي يلمع إِذاً قَدْ إِستجاب الله وَإِذَا أضَاءَ الحجر الَّذِي لاَ يلمع إِذاً الله لاَ يستجِيب لِهذَا الأمر .. جَيِّد أنْ لاَ نشعُر أنَّ حياتنا جافة أوْ بِها خِبرات الآخرِين .. لاَ .. أنَا أُحِبَّه وَأُكَلِّمه وَهُوَ يُكَلِّمنِي وَأرفع لَهُ قلبِي فِي ثِقة أنَّهُ يسمع وَيَستجِيب رَبِّنا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته ...لَهُ المجد دَائِماً أبَدِياً آمِين