إختِبار إِرادة الله الصَّالِحة

يقُول بُولِس الرَّسُول [ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شِكْلِكُمْ بِتجدِيدِ أذْهَانِكُمْ لِتحتبِرُوا مَا هيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ المرضِيَّةُ الكَامِلةُ ] ( رو 12 : 2 )أمر مُهِمْ فِي حياتنا الرُّوحِيَّة وَالعملِيَّة وَسلوكِياتنا وَلِكي نختصِر الكلام هُناكَ ثَلاَث أنواع لِلإِرادة وَهيَ :-
1/ السلُوك بِحسب الإِرادة الخاصة :0
فِيها يتبع الإِنسان هواه وَفِكره وَمشورته الشخصِيَّة وَميوله .. يُرِيد هكَذَا وَلاَبُد أنْ يحدُث دُونَ مشورة أوْ تفكِير إِذَا كَانَ ذلِك خطأ أم لاَ .. رغبة وَإِقتِناع وَشهوة وَعقل الإِنسان كما يقُول بُولِس الرَّسُول عَنْ أحد تَلاَمِيذه [ دِيماس قَدْ تركنِي إِذْ أحَبَّ العالم الحَاضِر ] ( 2تي 4 : 10 )لِماذا تركت بُولِس يَا دِيماس ؟ يُجِيب لأِنِّي أحببت العالم الحاضِر .. ألم تُفَكِر ؟ يُجِيب لاَ دَاوُد النَّبِي يَتَمَشَّى عَلَى السطح منظر شِرِّير يجذِبه يتفاعل مَعَ شهوِته وَميوله وَدُونَ تفكِير يُحضِر المرأة وَيَتَدَرَّج إِلَى أنْ يقتُل زوجِها .. مِنْ أينَ كُلَّ هذَا ؟ مِنْ الإِرادة الخاصة ، لِذلِك مَا أخطر أنْ يحيا الإِنسان بِفِكره وَمشورته الشخصِيَّة .. مَا أخطر أنْ يفعل شِئ مِنْ ذَاته دُونَ أنْ يُرَاجِع نَفْسه فِي أحد المرَّات كَانَ المُتنيِح الأنبا بِيمن كَانَ يتحدَّث فِي إِجتماع شباب فسألهُ شاب صغِير السِن بِأي كُلِيَّة تنصحنِي كي أهَاجِر أُستُراليا ؟ وَلَمَّا سألهُ الأنبا بِيمن أنَّهُ لَيْسَ وقت سفر الآن .. أجابهُ الشاب أنَا لاَبُد أنْ أهَاجِر .. هذَا الشاب يُشبِه الغَنِي الغبِي الَّذِي قَالَ أهدِم مخازِنِي وَأبنِي أكبر مِنْها وَكُلِي يَا نَفْسِي وَاشربِي فَقِيلَ لَهُ يَا غبِي اليوم تُؤخذ نَفْسك مِنْكَ ( لو 12 : 18 – 20 ) هل معنى ذلِك أنْ لاَ يَكُون لَنَا إِرادة خاصة ؟ نقُول يجِب أنْ يَكُون لَكَ إِرادة خاصة لَكِنْ موضُوعة فِي يد الله .. وَاضِع فِكرِي وَآمالِي وَطموحاتِي فِي يده كَمَا يقُول القُدَّاس الغِرِيغُورِي[ أُقَدِّم لَكَ يَا سَيِّدِي مشورة حُريتِي ] .. نعم أنَا حُر وَلِكي أُهدِي لَكَ حُريتِي فَأكتُب أعمالِي تَبِعاً لأقوالك .. سلَّمت لَكَ حُرِّية نَفْسِي وَقرارِي وَتدبِير نَفْسِي لِذلِك فِي صَلاَة طلب المشورة[ لاَ تترُكنِي وَمشورة نَفْسِي .... ] .. لاَبُد أنْ أحاوِل أنْ أحمِي نَفْسِي مِنْ فِكرِي الخاص وَأخضع فِكرِي وَمشيِئتِي لَهُ .. لاَبُد أنْ يَكُون لِيَّ رغبة وَفِكر وَميُول لأِنِّي إِنسان لَكِنْ أضع كُلَّ هذَا فِي يده مِثْلَ مَا يقُول بُولِس الرَّسُول [ فَأحيا لاَ أنَا بَلْ المَسِيحُ يحيا فِيَّ ] ( غل 2 : 20 ) .. لَمَّا يملُك المَسِيح عَلَى الإِنسان يجعله لاَ يملُك قراره [ هُوَ لِمَوْلاَهُ ] ( رو 14 : 4 ) .. أي لاَبُد أنْ أشعُر أنَّ الله إِشترانِي وَأصبحت عبده وَبِذلِك أفعل مشِيئته هُوَ لِذلِك يقُول أحد الآباء [ أنتَ عبد لِمولاك فَلاَ تُرضي غيره وَلاَ تفعل مشِيئة غيره ] .. هُوَ إِشترانِي وَأنَا مِلكه لاَبُد لِلإِنسان أنْ يطمئِن أنَّهُ لاَ يحيا بِفِكره الخاص .. إِسأل نَفْسك كُلَّ أمور حياتك هل هِيَّ حسب هواك الخاص ؟ تعامُلاَتك مَعَ النَّاس وَسلُوكِياتك هل كُلَّه نِتاج فِكرك الخاص ؟ هل تندفِع وراء ميولك الخاصة وَرغبة خاصة ؟ هذا خطأ .. يقُول الآباء [ لاَ تفعل شِئ إِلاَّ وَيَكُون لَكَ شَاهِد عليهِ مِنْ الكِتاب المُقدس ] الإِرادة الشخصِيَّة صعب أنْ يُقنِع الإِنسان مَنْ حوله بِها .. إِنسان يُرِيد شِئ مُعَيَّن أوْ شخص مُعَيَّن يرتبِط بِهِ فَيُحَاوِل أنْ يُقنِع مَنْ حوله بِهِ بِأي طرِيقة .. حَتَّى وَإِنْ كَانَ إِنسان يُرِيد حياة الرهبنة وَيُحَاوِل أنْ يُقنِع مَنْ حوله بِذلِك بِأي طرِيقة وَيقُول إِنْ لَمْ يسلُك ذلِك الطرِيق سَيَتَخلَّص مِنْ حياته وَهذَا الفِكر يكُون علامة أكِيده إِنَّه لاَ يصلُح لِلرهبنة .. نَحْنُ لاَ نأمُر الله .. يقُول أحد الآباء [ سَامِحنا يَا الله عَلَى الأوامِر الَّتِي نُعطِيها لَكَ وَنُسَمِّيها صَلاَة ] وَكَأنَّنَا وظَّفنا الله لِحِسابنا ..لاَ .. قُل لَهُ دَبِّر يَا الله لاَبُد أنْ تقُود إِرادته إِرادتك الخاصة
2/ السلُوك بِحسب إِرادة النَّاس:-
كَثِيرُون يفعلُون أشياء غِير مُقتنعِين بِهَا وَيقُولُون النَّاس تُرِيد ذلِك أوْ النَّاس تفعل ذلِك أوْ قَدْ يفعل إِنسان شِئ خطأ لأِنَّ الكُلَّ يفعله ، نُجِيبه أنَّ شيُوع الخطأ لاَ يُعطِيهِ تصرِيح يفعله السلُوك بِحسب إِرادة النَّاس يعنِي أنَّهُ إِنْ كَانَ النَّاس يأكُلُون ذلِك وَيلبِسُون ذلِك وَيعملُون تِلك إِذاً لاَبُد أنْ أكُون مِثْلهُمْ .. لاَ .. هذَا السلُوك خطِير جِدّاً .. أحياناً يفعل الإِنسان ذلِك تحت تأثِير سُلطة أوْ تقلِيد أوْ تَبَعِيَّة أوْ مُجاملة أوْ ضغط .. المُهِمْ إِنَّه يفعل مِثْل النَّاس نقُول لَهُ لاَ .. إِحذرأخاب المَلِك لَمْ يكُنْ يُرِيد حقل نابُوت اليزرَاعِيلِي لَكِنْ زوجته إِيزابِل أقنعته فَفَعَلَ إِرادِتها .. بِيلاَطُس المَلِك رفض تسلِيم يَسُوع لَكِنْ تحت ضغط اليهُود سلَّمه .. هكَذَا سَلك بِحسب إِرادة النَّاس .. أينَ إِرادتك يَا بِيلاَطُس وَيَا أخاب ؟ رأي النَّاس يؤثِر وَيِهِز الشخص الَّذِي لَيْسَ لَهُ مبدأ ثَابِت أوْ لَيْسَ لَهُ عُمق فِي حياته فيفعل إِرادة غِيره يعقُوب أبو الأباء كَانَ خَائِف مِنْ خِداع أبوه وَيأخُذ دور عِيسو لَكِنْ رِفقة أُمه أقنعِته فَسَلَكَ يعقُوب بِحسب إِرادة رِفقة دُونَ أنْ يقتنِع .. أيضاً زواج إِبرَاهِيم مِنْ هَاجِر لَمْ يقتنِع بِهِ لَكِنْ بِإِلحاح مِنْ سارة .. كَإِنْ أبوُنَا إِبرَاهِيم يؤمِنْ إِنَّه بِسارة سَيُعطِيهِ الله الوعد وَلتكُنْ إِرادة الله لَكِنْ سارة ألَّحت وَاقتنعت وَقالت لَهُ نَفْسِي مُرَّة أُدخُل إِلَى جاريتِي .. وَلَمَّا حدثت المُشكِلة إِنْ هَاجِر عِندما حبلت إِحتقرت سَيِّدتها سارة ، قالت سارة لإِبرَاهِيم ظُلمِي عَليكَ .. مَنْ أحدث هذَا الظُلم ؟ وَمَنْ أحدث هذَا الصِراع ؟ضغط سارة عَلَى إِبرَاهِيم أحياناً نعِيش بِحسب إِرادة النَّاس وَنسِير بِحسب تيار النَّاس وَنقُول لِماذا نَكُون نَحْنُ شواز ؟يُقال عَنْ القِدِيس أُوغسطِينُوس أنَّهُ كَانَ يفعل شرور كَثِيرة دُونَ إِقتِناع لَكِنْ لِمُجَرَّد تقلِيد الغِير أوْ لِمُجَرَّد مُباراة فِي الشَّر مَنْ يفعل شر أكثر ؟ فَكَانَ يِسرق ثِمار الفاكِهة مِنْ الحدائِق وَيُلقِيها لِلحيوانات بينما كَانَ لديهِ فِي حديقة بيتِهِ ثِمار أجود وَأفضل .. شر مِنْ أجل الشَّر .. خَطِيَّة مِنْ أجل المُباراة .. أمر صعب كَثِيراً مَا يَكُون لدينا سلُوكِيات مِنْ أجل ضغط النَّاس .. مُمكِنْ إِنسان لاَ يُفَكِر فِي الإِرتِباط لَكِنْ لأِنَّ كُلَّ مَنْ حوله إِرتبطُوا يِفَكَّر هُوَ فِي الإِرتِباط .. لاَ .. كُلَّ إِنسان لَهُ خِطَّة فِي تدبِير الله وَيُعطِيهِ طرِيق مُعَيَّن فَلِمَاذا ندخُل فِي مُقارنات ؟ إِفعل مَا يُنَاسِبك .. أحياناً نسمع عَنْ أمور تهدِم بيُوت لِمُجَرَّد تقلِيد النَّاس .. المفرُوض أنَّ الله خلق الإِنسان حُر لديهِ تمييز كُلٍّ مِنَّا لَهُ ظرُوف وَفِكر وَإِهتِمامات وَلاَ يلِيق أنْ نكُون نُسخة مِنْ بعضِنا أوْ مِمَنْ حولِنا لِذلِك عِندما يعِيش الإِنسان بِفِكر الآخرِين يَكُون إِنسان مسكِين مَا أجمل موقِف يُوسِف العفِيف عِندما كانت زوجة فُوطِيفار تَلِح عليه يوماً فيوماً ( ضغط ) لَكِنَّه يرفُض .. أيضاً دَانِيال النَّبِي يِضِغِط عليه أنْ يأكُل مِنْ أطايِب المَلِك ضغط مِنْ كُلَّ أفراد القصر وَالمَلِك[ أمَّا دَانِيال فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأطَايِبِ المَلِكِ ....... ] ( دا 1 : 8 ) .. بينما سُليمان الحكِيم كَانَ مسكِين ضغط زوجاته أسقطه .. سُليمان الَّذِي أخذ أعظم عَطِيَّة مِنْ الله وَهيَ الحِكمة وَترائى لَهُ الله وَقَالَ لله إِنَّهُ يُرِيد حِكمة لأِنَّ المملكة كَبِيرة وَهُوَ صغِير فَأعطاه الله حِكمة أفضل مِمَنْ قبله وَبعده أي إِنَّه أخذ مكانة جَمِيلة فِي قلب الله لَكِنْ نِساءه أملن قلبه لأِنَّهُ عَاشَ بِحسب إِرادة النَّاس – مسكِين – لِذلِك قَالَ فِي سِفر إِشعياء [ يَا شَعْبِي مُرشِدُوكَ مُضِلُّونَ ...... ] ( أش 3 : 12 ) وَلِنرى المشُورات فِي الكِتاب المُقدَّس مِنْهَا مَا كَانَ يبنِي وَمِنْهَا مَا كَانَ يهدِم .. غمالاَئِيل فِي عصر الرُسُل عِندما سألهُ اليهُود عَنْ التلامِيذ قَالَ لَهُمْ إِذا قتلتُمُوهُمْ سيقُوم غيرهُمْ أُترُكُوهُمْ لأِنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنْ الله سيثبتُون وَإِنْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ الله سيزُولُون [ لِئلاَّ تُوجَدُوا مُحَارِبِينَ لِلهِ أيضاً ] ( أع 5 : 39 ) أنتَ فِي معاييرك الخاصة هل مِنْ أهم الأمور عِندك إِرادة النَّاس وَفِكر النَّاس وَنظرِتهُمْ الَّتِي تُحَدِّد بِهَا مصِير حياتك ؟ أحياناً يَكُون أهم شِئ لدينا هُوَ مَا يقوله النَّاس عنَّا .. قَالَ السيِّد المَسِيح [ وَيل لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ النَّاسِ حَسَناً ] ( لو 6 : 26 )لأِنَّهُ لاَبُد أنْ يَكُون هُناكَ مَنْ هُوَ ضِدَّك لأِنَّكَ أنتَ إِبن الله لَكَ فِكر مُعَيَّن وَبِالتالِي حتماً سَيَكُون هُناكَ مَنْ هُوَ ضِدَّك ..لاَبُد أنْ تعرِف أنَّكَ لَنْ تُرضِي الكُلَّ [ لَوْ كُنْتُمْ مِنَ العالم لَكَانَ العالمُ يُحِبُّ خَاصَّتَهُ وَلكِنْ لأِنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ العالم بَلْ أنَا اخترتكُمْ مِنَ العالم لِذلِكَ يُبغِضُكُمُ العالمُ ] ( يو 15 : 19 ) لِذلِك العالم يُبغِضك لأِنَّ هذَا فِكر الله وَهذَا فِكر العالم وَالعالم موضُوع فِي الشِّرِّير لِذلِك العالم يُبغِضَنَا .. يقُول يُوحَنَّا الرَّسُول [ امتحِنُوا الأرواح ] ( 1يو 4 : 1 ) .. [ افحصُوا بِالتَّدْقِيقِ ] ( مت 2 : 8 ) .. [ لاَ تُصَدِّقُوا كُلَّ رُوحٍ ] ( 1يو 4 : 1 ) .. [ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّماءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ فَلْيَكُنْ أنَاثِيمَا ] ( غل 1 : 9 ) .. أي لاَ تسِيرُوا بِحسب كَلاَم النَّاس .
3/ السلُوك بِحسب إِرادة الله :-
هُناكَ مؤشِرات لإِرادة الله :-
1/ التَّأنِّي :0
أى لاَ تأتِي إِرادة الله بِالإِندِفاع أوْ التفكِير العمِيق أوْ دُونَ أنْ يصِل الإِنسان إِلَى درجة كَامِلة مِنْ القناعة وَالإِرتِياح .. هذَا يحتاج وقت وَلَيْسَ بِعَجَلة أوْ رعُونة .. بِالتَّأنِي وَالوقت الكَافِي تصعد إِرادة الله وَتأتِي بِإِرتِياح وَتُعطِي فرح وَمسره وَفِي النِهاية إِندِفاع لَكِنْ فِي البِداية قبُول لِلفِكرة ثُمَّ إِرتِياح ثُمَّ فرح ثُمَّ شُكر ثُمَّ إِندِفاع لأِنَّ الأمر مِنْهُ وَإِنْ لَمْ تأتِي هذِهِ الخطوات تَأنَّىَ وَرَاقِب نَفْسك هل ستصِل لِدَرَجة مِنْ الجَلاَء وَالوضُوح لِدَرَجِة تصدِيقك لِسَماع صوت الله أم لاَ ؟ صعب نقُول أنَا أعلم ماذا يُرِيد الله هذَا معناه أنَّكَ بعِيد عَنْ الصَلاَة وَعَنْ مشورة الله وَصوته [ يُعَلِّمُ الوُدَعَاءَ طُرُقَهُ ] ( مز 25 : 9 ) الله لاَ يجعل الإِنسان يحتار كَثِيراً فَإِحترِس مِنْ الأندِفاع .. فَكَّر وَإِخضع فِكرك لإِرادة الله كَمَا الَّذِي بنى بُرج لاَبُد أنْ يحسِب حِساب النفقة .. فَكَّر جَيِداً .. القِدِيس أبو مقار جَاءَ لَهُ فِكر أنَّ أولاده فِي البرِّيَّة خرجُوا لِلسِياحة فَجَاءهُ فِكر أنْ يفتقِد أولاده .. يقُول الآباء أنَّ أبو مقار إِمتحن هذَا الفِكر لِمُدة ثَلاَث سنوات هل هُوَ مِنْ الله أم مِنْ الشيطان حَتَّى لاَ يهلك فِي البرِّيَّة حَتَّى أراحهُ الله لِهذَا الفِكر فَخَرَجَ لإِفتِقاد أولاده وَأتى لَنَا بِحقائِق عَنْ السِياحة .. تَأنَّىَ وَدِراسة وَتفكِير وَصَلاَة كُون إِنِّي أفكر فِي أمرٍ مَا بِعُمق فَهَذَا لَيْسَ خطأ .. إِنسان فَكَّر فِي الهِجرة وَيُقَدِّم أوراق الهِجرة وَينالها دُونَ أنْ يُفَكِر ماذا سيعمل فِي الغُربه وَكيفَ يَتَعَلَّم أولاده وَأينَ يسكُنْ وَهل سِنَّه يتفِق مَعَْ الوضع هُناك أم لاَ ؟ لاَبُد أنْ يَكُون هذَا التفكِير مِنْ خِلاَل الله وَقُل لَهُ دَبِّر أنتَ .
2/ رُوح الصَلاَة :-
تسِير مَعَ التَّأنِّي وَالتفكِير وَالدِراسة فِي خط وَاحِد وَوقت وَاحِد .. صَلِّي وَأنتَ تُفَكِر وَفَكَّر وَأنتَ تُصَلِّي .. قُل لَهُ أنَا وصلت لِهذَا وَذاكَ ماذا أفعل ؟ لِتكُنْ إِرادتك أعطني عَلاَمة دَاخِل قلبِي أوْ عَلاَمة خَارِجِيَّة أنَا لاَ أأمُرك بِعَلاَمة لَكِنْ حسب مَا تُعطِينِي وَلَكِنْ أجمل عَلاَمة أضمنها هِيَّ الرَّاحة وَالسَلاَم فِي القلب [ أعطيتَ سرُوراً لِقلبِي ] ( مز 4 – مِنْ مَزَامِير صَلاَة بَاكِر ) .. أكثر شِئ يِفرَّح الإِنسان أنْ يُعطِيه الله إِطمئِنان وَقُل لَهُ [ عَلِّمنِي أنْ أصنع مشِيئتك ] ( مز 142 مِنْ مَزَامِير بَاكِر )[ رُوحك القُدُّوس فليهدِنِي إِلَى الإِستِقامة ] (مز 142 مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. إِحضر قُدَّاسات وَاطلُب طِلبات أثناء رفع الحمل وَمعمودِيَّة الحمل وَأثناء التناوُل وَلتشعُر أنَّكَ تأخُذ قرار مِنْهُ وَبِيَدِهِ وَبِرِضاه وَأنَّكَ مُطمئِن لَهُ وَهُوَ يُرِيد ذلِك .
3/ إِستشِير :-
إِستشِر مَنْ بِهِ رُوح الله .. حُكماء .. وَلَيْسَ أُناس لَهُمْ أغراض شخصِيَّة أوْ خالية مِنْ رُوح الحِكمة حَتَّى لاَ تقع فِي يد مرِيض بدلاً مِنْ طبِيب .. أوِل المُشِيرِين أب الإِعتراف وَالَّذِينَ هُمْ أكبر مِنْكَ وَالمُقرَّبِين لَكَ وَعَائِلتك وَخُذ المشورة وَكَمَا يقُول سِفر الأمثال [ طَرِيقُ الجَاهِلِ مُسْتَقِيمٌ فِي عينيهِ . أمَّا سَامِعُ المَشُورةِ فَهُوَ حَكِيمٌ ] ( أم 12 : 15) .. وَعِندما تستشِير لاَ تُحَاوِل أنْ تُملِي رأيك عَلَى المُشِيرِين حَتَّى لاَ يتأثروا بِرأيك .. لاَ .. إِعرِض كُلَّ الأمور بِطرِيقة مُجَرَّده دُونَ إِنطِباعَاتك عَنْه وَمِنْ المعلُومات تظهر الإِنطِباعات .. إِستشِر وَبِكُلَّ أمانة .. ضع معلُومات وَفَكَّر وَصَلَّي هذِهِ خطوات صَحِيحةعِندما تستشِير لاَ تَكُنْ قَدْ وصلت لِرأي وَتُمليه عَلَى مُشِيرِيك لأِنَّ ذلِك لاَ يَكُون مشورة بَلْ خِتم وَمِنْ هُنَا الَّذِي يُرِيد أنْ يعِيش بِإِرَادة الله تَكُون لَهُ رُوح المشورة .. الآباء يَقُولُون عِندما يَكُون الإِنسان أمِين مَعَ مُشِيرِيه يَكُون بِذلِك يُلقِي بِالمسئولِية عَلَى المُشِير .. أوْ إِنْ قَالَ أموره بِكُلَّ دِقة وَأمانة تقع المسئولِية عَلَى المُشِير .
4/ الكِتاب المُقدس :0
لَهُ دور مُهِمْ فِي المشورة .. دَاوُد يقُول [ سِرَاج لِرِجلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي ]( مز 119 : 105 ) .. إِذا كُنت مِحتار فِي أمرٍ مَا وَأثناء قِراءة الكِتاب تسمع صوته وَيُعطِيك آية أوْ يُعطِيك تعلِيم وَإِنْ كُنت قرأته مرَّات لَكِنْ هذِهِ المرَّة فِيها مذاق مُختلِف شعرت أنَّ الله يؤيِد وَتشعُر بِفرح تشعُر بِصوته لِذلِك مُمكِنْ ناس تختار منهج لِحياتها أنْ تسمع صوته مِنْ خِلاَل قِرَاءات الكَنِيسة مِثْلَ الأنبا أنطونيُوس أيضاً الأنبا هِدرَا قِيلَ عَنْهُ أنَّهُ ذهب لِلكَنِيسة وَسمع مَا استراحَ إِليهِ قلبه لأِنَّ الكَلِمة مِنْ الكَنِيسة فِيها قُوَّة تُحَرِّك قُوَّة حياة تجعل الإِنسان يشعُر أنَّ الله تَكَلَّم وَمَنْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى المحراث لاَ ينظُر لِلوراء ( لو 9 : 62 ) وَكُلَّ يوم بِفِكر جدِيد وَنِعمة جدِيدة إِحذر أنْ يتحوَّل الإِنجِيل فِي حياتك إِلَى كِتاب تارِيخ أوْ قِصص أوْ مَاضِي يُذكر .. مُمكِنْ تأخُذ قُوَّة لِحياتك مِنْ قِصَّة إِبرَاهِيم أوْ إِسحق أوْ عبُور البحر الأحمر أوْ التِيه فِي البَرِّيَّة أوْ مُمكِنْ ترى آية تشعُر فِيها أنَّ الله تكلَّم فِي قلبك [ كُن لِي ضَامِناً ] ( أش 38 : 14 ) .. جَيِّد قول دَاوُد[ أُذكُر لِعبدك كَلاَمك الَّذِي جعلتنِي عليهِ أتكِل هذَا الَّذِي عزَّانِي فِي مذلتِي ]( مز 118 – القِطعة السَّابعة ) لِنفرِض أنَّ إِنسان فعل كُلَّ هذِهِ الأمور وَوَجد حياته مُباركة – هذَا جَيِّد – لَكِنْ لِنفرِض العكس سَارَ بِكُلَّ هذِهِ الخطوات وَوَجَدَ صعُوبات فِي حياته ماذا يفعل ؟ إِذا تعب فِي النِهاية فليعلم أنَّ هُناك إِرادة لله فِي هذَا التعب .. إِعلم أنَّ هذَا الألم بِسَماح مِنْ الله وَأنَّهُ قَصد أنْ تحيا فِي هذَا الطرِيق .. مَا أجمل الإِنسان الَّذِي لاَ يسِير إِلاَّ بِإِرادة الله حَتَّى إِنْ تعب يُعَاتِب الله لَكِنْ إِذَا فعل بِإِرَادته الشخصِيَّة كيفَ يقِف يُعاتِب الله ؟ يقُول أحد الآباء أنَّهُ كَانَ يحيا فِي البرِّيَّة وَكانت عليهِ حرُوب كَثِيرة فَفَكَّر أنْ يترُك الطرِيق وَعَاتب الله قَائِلاً [ أنتَ الَّذِي سبق وَحرَّضتنِي فَكُنْ مُباركاً ] .. ليتنِي لاَ أفعل شِئ فِي حياتِي إِلاَّ بِإِرادته حَتَّى إِذَا تعبت أعاتبه هُوَ .
5/ السُلُوك بِالرُّوح :-
الَّذِي هدفه وَاضِح لاَ تخاف عليه مِنْ صُنع قراره .. سؤال مُهِمْ مَاذا تُرِيد ؟ أُرِيد السَّماء أُرِيد أنْ أُرضِي الله فِي الأرض وَأربح الملكُوت .. معرُوض عليك إِرتِباط أوْ سفر أوْمَا دَامت أهدافك وَاضِحة لاَ تخاف .. مَا دُمت لاَ تنحاز لِشَهَوَات الجسد أوْ تعظُّم المعِيشة أوْ إِغراءات الجسد تِضمن إِنْ إِرادتك حسب إِرادة الله عِش بِالرُّوح وَحَدِّد أهدافك وَارضِي الله كُلَّ يوم .. أنتَ تُرِيد السَّماء وَتعِيش حياتك فِي مخافة الله بِالطرِيق الَّذِي يختاره الله عِندئِذٍ لاَ تقلق مِنْ أي طرِيق يختاره الله لَكَ .. [ لِتَخْتَبِرُوا مَا هيّ إِرَادةُ اللهِ الصَّالِحةُ المرضِيَّةُ الكَامِلَةُ ] ( رو 12 : 2 ) رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين