لَيْسَ لَهُ إِنسان

Large image

الرَّبَّ يَسُوع ذهب لِمَرِيض بِركِة حسدا .. وَ " بيت حسدا " بِالعِبرِيَّة تعنِي " بيت الرحمة "يَتَجَمَّع حول البِركة مرضى بِأنواع كَثِيرة عُمي وَعُرج وَعُسم .. جَاءَ يَسُوع وَدخل فَوجد عُمي وَعُرج وَعُسم كَثِيرُون لَكِنَّهُ إِختار مرِيض لَهُ 38 سنة فِي مرضه .. يأتِي المَلاَك وَيِحَرَّك الماء وَالَّذِي ينزِل أوَّلاً يبرأ لَكِنْ الَّذِي لَهُ 38 سنة مرِيض مَنْ الَّذِي يُسَاعِده لِيَنزِل الماء ؟ إِذا ساعده أحد وَلَمْ يبرأ يَقُول هُوَ السبب وَإِذا جَاءَ مرِيض آخر وَسبقهُ وَنزل الماء يَقُول لَهُ لِماذا أخَّرتنِي وَيِعتِب عليه .. لِذلِك تَخَلَّى عنْهُ الكُلَّ وَلَمْ يوجد أحد مُتَعَاوِن مَعْهُ لِذلِك ذهب لَهُ السَيِّد المَسِيح مُباشرةً الكِتاب المُقَدَّس يَتَكَلَّم عَنْ أنواع المرضى حول بِركِة حسدا وَيَقُول عُمي وَعُرج وَعُسم وَلِنرى مَنْ هُمْ هؤلاء فِي الفِكر الرُّوحِي ؟
عُمي هُوَ إِنسان لاَ يرى وَفِي الفِكر الرُّوحِي هُوَ مَنْ لَيْسَ لَهُ تمييز وَلاَ يرى الله فِي قلبه وَلاَ ينظُر لِلأُمور الغِير مرئِيَّة بَلْ يرى الأرضِيات فقط بينما بُولِس الرَّسُول يَقُول [ وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأشياءِ الَّتِي تُرَى بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى ] ( 2كو 4 : 18 ) .
العُرج هُوَ إِنسان يمشِي بِعَرج وَفِي الفِكر الرُّوحِي هُوَ الَّذِي يأخُذ الحياة الرُّوحِيَّة بِغِير جِدِيَّة .. يِعترِف وَيَظِل بعد الإِعتِراف فِترة قَصِيرة مُنتَظِم فِي رُوحِياته ثُمَّ يستهتر شهر أوْ إِثنين ثُمَّ يعُود وَيِعترِف وَيَظِل فِترة أيَّام بعد الإِعتِراف فِي حالة رُوحِيَّة مُرتَفِعة ثُمَّ يستهتر مرَّة أُخرى وَهَكَذَا هذَا عَرج فِي الحياة الرُّوحِيَّة هُوَ مَنْ يأخُذ الأُمور بِغير إِنتِظام .
عُسم هُوَ الَّذِي لاَ يَتَحَرَّك نِهَائِياً أي مُقعد مِنْ الحركة كُلِّيةً .
أصعب هذِهِ الحالات هُوَ الأعسم وَكَانَ هُوَ حال مرِيض بِركِة حسدا الَّذِي لَهُ 38 سنة إِذاً السَيِّد المَسِيح ذهب لأِصعب حالة فِي المرضى وَسَألهُ سؤال عَجِيب [ أتُرِيدُ أنْ تَبْرَأ ] ( يو 5 : 6 ) .. نُجِيب نَحْنُ إِذاً لِماذا هُوَ موجُود عِندَ البِركة ؟ هذَا المرِيض هُوَ إِنسان مَلَكَ عَليه رُوح اليأس وَالفشل وَلَيْسَ لَهُ رجاء فِي أحد وَيأتِي لِلبِركة كُلَّ مرَّة كَأدَاء وَاجِب لَكِنْ لَيْسَ لَهُ رجاء فِي الشِفاء العَجِيب أنَّ السَيِّد المَسِيح يَقُول لَهُ [ قُم احمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ] ( يو 5 : 8 ) تَخَيَّل إِنسان لَهُ 38 سنة نَائِم مُقعد وَالمُخ لديهِ تَكَيَّف مَعَ هذَا الوضع صعب نَقُول لَهُ قُمْ إِحمِل سَرِيرك وَامشِي إِذا آلمت إِنسان رِجله وَظلَّ فِترة أسبُوعين أوْ أكثر بِدُون حركة عِندما يبدأ السير يخاف أنْ يضع قَدَمه عَلَى الأرض وَيَسِير عليها لأِنَّ المُخ تَكَيَّف مَعَ الأمرأمَّا الَّذِي لَهُ 38 سنة مُقعد فَهَذَا قَدْ نسى الحركة تماماً وَالسَيِّد المَسِيح يَقُول لَهُ قُم إِحمِل سَرِيرك وَأيضاً إِمشِي .. عَجِيب أنتَ يَا الله وَكَمَا يَقُول المزمُور [ جَبَرُوت خَلاَص يَمِينه ]( مز 19 – مِنْ مَزَامِير الثَّالثة ) وَكَأنَّهُ يُعلِن خَلاَصه لِلكُلَّ .
 كَثِيراً مَا نُصاب بِرُوح اليأس وَالفشل فِي حياتنا الرُّوحِيَّة وَنشعُر أنَّهُ لَيْسَ لَنَا إِنسان وَلَيْسَ لَنَا رَجاء وَلَيْسَ لَنَا شِفاء بينما المزمُور يَقُول [ قَالَ الجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ لَيْسَ إِلهٌ ] ( مز 14 : 1) .. [ كَثِيرُونَ يَقُولُونَ لِنَفْسِي لَيْسَ لَهُ خَلاَصٌ بِإِلهِهِ ] ( مز 3 : 2 ) .. هُنَا نَتَكَلَّم عَنْ ثَلاَث نِقاط مُهِمِين :-

1/ أهَمِيَّة الرَّجاء :-
يَقُول بُولِس الرَّسُول [ لأِنَّنَا بِالرَّجاءِ خَلَصْنَا ] ( رو 8 : 24 ) .. الرَّجاء مُهِمْ لِلخَلاَص إِذا فقد الإِنسان الرَّجاء فقد كُلَّ شِئ .. تَخَيَّل أنَّكَ وَاقِف عَلَى مَحَطة وَمُنتَظِر مُواصلة مُعَيَّنة وَتأتِي المُوَاصلات وَالَّذِينَ حولك يركبُون وَيذهبُون وَأنتَ وَاقِف مُنتَظِر وَيسألك أحد الواقِفِين ماذا تنتَظِر ؟تَقُول عَنْ مَا تُرِيد .. يَقُول لَكَ إِنَّ الخط لُغِيَ مُنذُ زمن فَأينَ يذهب رجاءك عِندَئِذٍ ؟ بِالطبع سَتُصاب بِإِحباط .. هَكَذَا نَحْنُ لَيْسَ لَنَا رَجاء أنْ يأتِي السَيِّد المَسِيح لِخَلاَصنا بينما المزمُور يَقُول[ إِنتَظَرت نَفْسِي الرَّبَّ ، مِنْ محرس الصُبح إِلَى الَّلِيل . مِنْ محرس الصُبح ، فلينتظِر إِسْرَائِيل الرَّبَّ لأِنَّ الرَّحمة مِنْ عِند الرَّبَّ ، وَعَظِيم هُوَ خَلاَصه ] ( مز 129 – مِنْ مَزَامِير النُوم )مِنْ محرس الصُبح إِلَى الَّلِيل ننتَظِر الرَّبَّ .. " محرس الصُبح " هُوَ أوِل شُعاع لِلفجر .. " وَالَّلِيل "حَتَّى آخِر لحظة لِلظَلاَم تختفِي .. أي عَلَى مدار 24 ساعة ننتَظِر الرَّبَّ .. مُهِمْ جِدّاً أنْ يَكُون لِي رجاء فِي مراحمه وَإِنْ تَأنَّى وَإِنْ تَأخَّر لَكِنَّهُ سيأتِي وَيعمل بِقُوَّة .. أصعب شِئ أنْ يفقِد الإِنسان رَجاءه الكَاهِن فِي تحلِيل بَاكِر يُصَلِّي وَيَقُول [ لاَ نقطع رَجاءنا مِنْ رَحمِتك يَا سَيِّدِي ]الَّذِي يقطع رَجاءه هُوَ مِثْل مرِيض البِركة الَّذِي لَهُ 38 سنة وَلَيْسَ لَهُ إِنسان .. بِالرَّجاء خَلُصنَا السَيِّد المَسِيح قَالَ عَنْ الشجرة الغِير مُثمِرة أنَّهُ سَيُنَقِب حولها وَيروِيهَا وَيَتَأنَّى عليهَا لعلَّهَا تأتِي بِثمر( لو 13 : 8 ) .. عدو الخِير يُحَاوِل أنْ يضربنا بِضربِة اليأس وَيَقُول لَنَا أنتَ حاوِلت أنْ تَتُوب وَتعِيش مَعَ الله وَحَارِبت وَلَمْ تستمِر وَكرَّرت المُحاولة مرَّات وَفشلت .. هَلْ سَتَحتمِل فشل آخر ؟كَفَى مُحَاولات التُوبة .. لاَ .. هذِهِ ضربة صعبة .. لِيَكُنْ لَكَ رجاء مِثْل السَّامِرِيَّة الَّتِي كَانَ لَهَا خمسة أزواج وَالَّذِي معها الآن لَيْسَ زوجها ( يو 4 : 18) .. لِيَكُنْ لَكَ رجاء مِثْل زَكَّا وَاللِص اليِمِين وَهُوَ فِي آخِر لحظة وَمِثْل المجدَلِيَّة الَّتِي كَانَ بِهَا سبعة شَيَّاطِين .. لاَ تقطع رَجاءك مِنْ الله قِيلَ عَنْ يَسُوع أنَّهُ [ قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ . وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ ] ( مت 12 : 20 ) أي هُوَ يَقُول لَكَ أنَا دَاخِلك وَآتِي لِخَلاَصك إِذا بدأت تصرُخ لِي وَتسترحمنِي سَأُشعِل فَتِيلتك المُدّخِّنة المُهِمْ أنْ تَتَعَامل مَعَ حياتك الرُّوحِيَّة بِرَجاء .. أُمِنَا سارة أعطاهَا الله ولد بعد إِنقِطاع رجاءهَا فِي الإِنجاب .. الله قَادِر أنْ يُعطِي حياة مِنْ الموت .. إِشعِياء النَّبِي يَقُول [ تَرَنَّمِي أيَّتُهَا العاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ أشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ لأِنَّ بَنِي المُسْتَوْحِشَةِ أكثرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ البعلِ قَالَ الرَّبُّ . أوْسِعِي مَكَانَ خَيْمَتِكِ وَلِتُبْسَطْ شُقَقُ مَسَاكِنِكِ . لاَ تُمْسِكِي . أطِيلِي أطنابَكِ وَشَدِّدِي أوتَادَكِ ] ( أش 54 : 1 – 2 ) .. لِمَاذا تُوَّسِع خيمتِهَا ؟ لأِنَّ نسلهَا يَرِثُون أُمَماً وَيُعَمِرُونَ مُدُن .. " الأطناب "هِيَ " الحِبال الَّتِي تَشِد الخيمة " وَالأوتاد الَّتِي تُثَّبِتهَا .. يَقُول لَهَا أطِيلِي أطنابِك وَشَدِّدِي أوتادِك لأِنَّه سَيَكُون لَكِ نسل عَظِيم .. سَتُثمِرِين أنَا نَفْس عَاقِر أي لَمْ تُثمِر ثمر جَيِّد لله لَكِنَّهُ يَقُول لِي تَرَنَّمِي لأنِّي سَأُثمِر فِيكِ .. لَكَ رجاء فِي شِفائه وَخَلاَصه .. القِدِيس مَارِيُوحَنَّا الحَبِيب دَقِيق جِدّاً فِي تعبِيراته فَيَقُول [ إِنْسَاناً أعمى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ ]( يو 9 : 1 ) .. [ إِنْسَان بِهِ مَرَض مُنْذُ ثَمَانٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ] ( يو 5 : 5 ) .. وَقَالَ عَنْ لِعَازر[ فَلَمَّا أتى يَسُوعُ وَجَدَ أنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أربعةُ أيَّامٍ فِي القبرِ ] ( يو 11 : 17 ) .. يُرِيد أنْ يَقُول لَكَ أنَّ الأمر وصل لِذروته .. مَرِيض مُنْذُ 38 سنة .. أعمى مُنْذُ وِلاَدَتِهِ .. لِعازر مات وَأنتن وَيَقُول لَهُ الله كَلِمة وَاحِدة فَيَقُوم مِنْ موته يَقُول لَهُ [ لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاً ] ( يو 11 : 43 ) أحد الآباء يَقُول أنَّ لِعَازر كَانَ مَيِّت .. [ إِنْ كَانَ لِلموتى رَجاء فِي بُكاء هَكَذَا يَكُون لِي رَجاء فِيك .. أنَا لَيْسَ لِي مريم وَمرثا لِيدعُوك لإِقَامتِي لَكِنِّي هَا أنَا مَيِتك فَإِبكِينِي إِنَّ وجهِي مستُور عَنْكَ بِمِندِيل قَبَائِحِي ] .. أنَا مَيِّت بِالخَطِيَّة وَلَيْسَ لِي مَنْ يبكِينِي لَيْسَ لِي رَجاء سِواك .. وَلأِنَّ المَيِّت يُلف وجههُ بِمِندِيل وَالخَطِيَّة تعمل دَاخِلنَا رِبَاطات كَرِبَاطات المَيِّت [ لَيْسَ لِي إِنسان يدعُوك لأِقَامتِي أرجُوك بِحُبَّك وَحنانك أنْ تُوعِز لِمَلاَئِكَتك وَتَقُل لَهُمْ حِلَّوه وَدعوهُ يذهب ] دَاوُد النَّبِي يَقُول [ اقترِبْ إِلَى نَفْسِي . فُكَّهَا ] ( مز 69 : 18 ) .. المَرِيض الَّذِي لَهُ 38 سنة إِنسان حِلو لأِنَّ لَهُ رَجاء فِي الشِفاء .. 38 سنة يذهب لِلبِركة وَلاَ يُشفَى لَكِنَّهُ ظلَّ يذهب مهما كَانِت حالتك فَلْيَكُنْ لَكَ رَجاء فِي المَسِيح لأِنَّهُ ذَهِب لأِصعب حالة مَرَضِيَّة وَالقِدِيس يُوحَنَّا ذَهَبِيّ الفم يَقُول [ الطَبِيب يُمدح بِمرضاه ] .. عِندما يَكُون المرض مُستعصِي وَحَارَ فِيهِ أطِباء كَثِيرُون وَأخِيراً يأتِي طبِيب وَيِشَخَّصه وَيعالجه فَهَذَا الطَبِيب يُمدح بِمرضاه أنتَ لَكَ مرض خَطِير ؟ هُوَ قَادِر .. نَقُول فِي القُدَّاس [ رَجاء مَنْ لَيْسَ لَهُ رَجاء ، وَمُعِينْ مَنْ لَيْسَ لَهُ مُعِينْ ، عَزاء صَغِيرِي القُلُوب ، مِيناء الَّذِينَ فِي العَاصِف ] ( أُوشِية المرضى ) .. وَالمزمُور يَقُول [ انْتَظِرِ الرَّبَّ . لِيَتَشَدَّدْ وَلِيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ وَانْتَظِرِ الرَّبَّ ] ( مز 27 : 14 ) .. الَّذِي لاَ يستَطِيعه الضعف البَشَرِي تستَطِيعه قُوَّة الله وَالَّذِي لاَ تستَطِيعه الحِكمة البَشَرِيَّة تستَطِيعه حِكمة الله .. الله يُرِيد مِنْكَ إِشتِياق وَرغبة فِي الشِفاء وَسَترى ماذا يفعل لَكَ وَمَعَكَ .
2/ الرَّجاء بِالمَسِيح :-
فِي الفِكر الرُّوحِي أمر مُهِمْ وَهُوَ أنَّكَ لَنْ تَتُوب إِلاَّ لَوْ حدث أمر مُهِمْ وَهُوَ أنْ تُمِيت ذاتك وَتسحقهَا لِتُصبِح عدم وَلاَ شِئ .. تسقُط فِي خَطَايا وَتَقُول سَأتُوب هذِهِ المرَّة لأِنَّهَا سَتَكُون آخِر مرَّة لِي أسقُط فِيهَا لَكِنَّك تَعُود وَتسقُط مرَّة أُخرى فَتَقُول سَأتَعَلَّم هذِهِ المرَّة مِنْ أخطَائِي وَأتُوب لَكِنَّك تسقُط مرَّة أُخرى وَهَكَذَا يَتَكَرَّر السُقُوط دُونَ توبة الله يُرِيد أنْ يُعطِيك خِبرة مُهِمة وَهيَ أنْ تِلغِي كَلِمة " أنَا " .. بَلْ لِيَكُنْ [ لاَ أنَا بَلِ المَسِيحُ ]( غل 2 : 20 ) .. قَدْ تسمح نِعمة الله بِتَجَارُب كَثِيرة فَاشِلة فِي حياتنا الرُّوحِيَّة لِكي نِفَرَّط فِي ذَاوتنا وَقُدراتنا حَتَّى نَقُول لَهُ [ الَّلهُمْ بِإِسمك خَلِّصنِي وَبِقُوَّتِكَ احكُمْ لِي ] ( مز 53 – مِنْ مَزَامِير السّادِسة ) .. وَنصرُخ لَهُ مِنْ عُمق قُلُوبنا سَيِّدنا البابا شنوُده كتب ترنِيمة تَقُول [ مِنْ فرط غرُورِي كَتَّرت عهُودِي وَقُلت أبداً مِش رَاجِع تَانِي ] ( ترنِيمة بَلَّلت فِرَاشِي ) .. أنَا لاَ أُعطِي وعُود لله بَلْ أنَا أُرِيد أنْ ألتمِس مِنْهُ وعُود .. أنَا لاَ شِئ .. أنَا غِير قَادِر عَلَى شِئ .. لِذلِك الإِنسان الَّذِي لَمْ يصِل إِلَى دَرَجِة أنَّهُ يَتَأكد أنَّهُ لاَ يعرِف شِئ وَغِير قَادِر عَلَى شِئ وَأنَّهُ تُراب وَطَبيِعته دَنِسة فَهَذَا بَعِيد عَنْ الخَلاَص .. وَالقِدِيس مَارِإِسحق يَقُول[ إِنَّ الَّذِي لاَ يعرِف خِزيه لاَ يعرِف طَرِيق النِّعمة ] .. لاَبُد أنْ يَكُون لَكَ يَقِين أنَّكَ ضَعِيف وَأنَّكَ غِير قَادِر أحد الآباء يَقُول لله أنَا وصلت لِحالة مِثْل إِنسان يجمع الماء فِي مِندِيل [ لَيْسَ لِي مَسَرَّة بِسُقُوط وَلَيْسَ لِي قُدرة عَلَى القِيام ] .. أنَا لاَ أُحِب الخَطِيَّة وَلاَ أستطِيع أنْ أتُوب عَنْهَا إِذاً الحل فِي السَيِّد المَسِيح كَلِمة مِنَّه .. نظرة مِنَّه .. إِسمه يَسُوع لأِنَّهُ هُوَ المُخَلِّص لاَ تلتمِس خيراً فِي غِيره .. لاَ تَتَخَيَّل أنَّكَ إِذا ذهبت لِلكَاهِن وَقُلت لَهُ أعطِنِي قَانُون وَخَطَوَات جِهاد أنَّكَ بِهَذَا تَنال الخَلاَص .. لاَ .. الخَلاَص مِنْ عِندَ يَسُوع وَالجِهاد مَا هُوَ إِلاَّ عربُون لِلخَلاَص .. لاَ تَتَخَيَّل أنَّكَ إِذا صُمت لِلسَّاعة 3 ظُهراً تَكُون بِذلِك نِلت خَلاَص .. لاَ .. [ لاَ بِأعمالٍ فِي بِرٍّ عَمِلنَاهَا ]( تي 3 : 5 ) ..بِدُون المَسِيح عَبَثاً جِهادك وَعَبَثاً أنْ تُعطِي وعُود بَلْ لِتَقُل مَعَ دَاوُد[ أُحِبُّكَ يَارَبُّ يَا قُوَّتِي ] ( مز 18 : 1 ) .. [ ضَاعَ المهرب مِنِّي ، وَلَيْسَ مَنْ يسأل عَنْ نَفْسِي فَصَرَختُ إِليكَ يَارَبُّ وَقُلت : أنتَ هُوَ رَجَائِي وَحَظِّي فِي أرض الأحياء ] ( مز 141 – مِنْ مَزَامِير النُّوم ) .. وَبُولِس الرَّسُول يَقُول لِتِيمُوثاوُس تلمِيذه [ فَتَقَوَّ أنتَ يَا ابنِي بِالنِّعمةِ الَّتِي فِي المَسِيح يَسُوعَ ]( 2تي 2 : 1 ) .. لاَ تَثِق بِنَفْسك بَلْ قُلْ " بِنِعمِتك يَاربَّ .. وَبِقُوِّتك " .. " أنَا يَاربَّ خَاطِئ لَكِنْ بِنِعمِتك أستطِيع كُلَّ شِئ .. لاَبُد أنْ تُحَوِّل آلامك إِلَى صُراخ وَجِدال مَعَ النِّعمة تُوجد قِصَّة تَقُول [ يُحكَى عَنْ قِدِيس كَانَ دَائِم السُقُوط ] – بِدَايِة القِصَّة عِبارة غَرِيبة – هذَا القِدِيس كَانَ مُحارب حرُوب عَنِيفة جِدّاً وَدَائِم السُقُوط وَكَانَ يُصَلِّي لله صَلاَة وَيَقُول لَهُ فِيهَا[ أُنظُر إِلَى شِدَّة حالِي وَانتَشِلنِي إِنْ شِئت أنَا أم لَمْ أشأ ] .. إِنْ كُنت رَافِض الخَطِيَّة أم لاَ إِسحبنِي مِنْهَا [ لأِنَّكَ تعلم إِنِّي مِنْ تُراب وَإِليهِ إِشتِياقِي .. إِنْ كُنْتَ تَقِف مَعَ القِدِيسِين فَمَا الحاجة وَإِنْ كُنْتَ تَقِف مَعَ الأطهار فَهَذَا لَيْسَ بِجَدِيد وَلَكِنْ إِظهِر مجدك فِيَّ أنَا المُحتاج لِعمل نِعمِتك ] .. أنتَ تعلم إِنِّي تُراب فَإِنْ كُنْت تَقِف مَعَ القِدِيسِين وَالأطهار فَمَا الحاجة .. لَكِنْ إِظهِر مجدك مَعِي أنَا المُحتاج إِليكَ وَإِلَى عمل نِعمِتك .. فَيَقُول لَهُ الشيطان [ كَيْفَ وَأنتَ إِنسان نِجِس الشَفَتينِ وَاليدينِ تَقِف أمام الله ؟ ] .. فَكَانَ يُجِيب الشيطان قَائِلاً [ أنتَ تضرب بِمرذبَّة وَأنَا أضرب بِمرذبَّة وَسَنرى مَنْ يغلِب إِنتَ أم رحمِة الله ؟!! ] .. وَتحكِي بَاقِي القِصَّة وَتَقُول [ فَضَجَرَ شيطان اليأس مِنْ حُسن رجاءه وَقَالَ لَهُ لاَ أعُود أهاجمك بعد لأِنَّكَ بهذَا تأخُذ أكَالِيل أكثر ] .. يَقُول لَهُ الشَّيطان أنتَ بِهَذَا الرَّجاء تَكُون خِسارة لِي لأِنَّكَ بِسُقُوطك وَقِيامك بِرَجاء تَنَال أكَالِيل أكثر .. مهما كانِت الحرب عَليكَ فَقِف أمامه وَقُل لَهُ [ بِإِسمك أرفع يَدِي فَتشبع نَفْسِي كَمَا مِنْ شحمٍ وَدَسَمٍ ] ( مز 62 – مِنْ مَزَامِير بَاكِر ) .. أنَا نِجِس لَكِنِّي رَافِض حالتِي وَلِي وعد أنَّ الصِّدِّيق يسقُط سبع مرَّات وَيَقُوم ( أم 24 : 16) كَانَ أولاد أبُونَا بِيشُوي كَامِل يشتكُون لَهُ مِنْ سقطاتهُمْ المُتَكَرِّرة فَقَالَ لَهُمْ أنَا أشتِكِي مِنْ نَفْس الخَطَايا فَتَعَجَّب أولاده وَلَمْ يُصَدِّقوه .. فَقَالَ لَهُمْ لَكِنْ هُناكَ فرق بينِي وَبينكُمْ وَهُوَ إِنِّي إِنْ سقطت أقُوم بِسُرعة .. مَا هذَا ؟ لِتَتَخَيَّل أنَّكَ أحزنت صَدِيق وَبعد سنة ذهبت لِتُصَالِحه بِالطبع سَتَكُون الأُمور بينكُمَا تَفاقمت لَكِنْ لِنفرِض أنَّكَ أحزنتهُ وَفِي نَفْس اللحظة صَالِحته وَأصبحتُمَا أحِبَّاء .. سَيَكُون الأمر بَسِيط .. هَكَذَا إِذا سقطت قُمْ بِسُرعة حَتَّى لاَ تعمل الخَطِيَّة دَاخِلك رِبَاطات لأِنَّكَ المفرُوض أنْ تَكُون فِي مُصَالحة دَائِمة مَعَ الله .
ثَلاَث تحذِيرات :-
أ/ إِحذر الفشل :-
إِحذر أنْ تُصاب بِرُوح فشل وَيأس فِي حياتك الرُّوحِيَّة وَتشعُر أنَّهُ لاَ فَائِدة وَأنَّكَ لَنْ تَتَغَيَّر وَسَتَظِل بِهذَا الحال وَهذِهِ الخَطايا .. لاَ .. [ لأِنَّ الله لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الفشل بَلْ رُوحَ القُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ ] ( 2تي 1 : 7 ) .. إِحذر أنْ تِجَاهِد وَأنتَ غِير ضَامِن لِلنَتِيجة .. إِحذر أنْ تِجَاهِد كَمسئولِيَّة ذَاتِيَّة عليكَ وَلَيْسَ مِتِكِل عَلَى النِّعمة .. لأِنَّهُ يُوجد فرق بينَ جِهاد الذَّات وَجِهاد النِّعمة :-

يُوجد فرق بينَ أنْ أجَاهِد بِذَاتِي وَأنْ أجَاهِد بِالنِّعمة لِذلِك الَّذِي يِجَاهِد بِالنِّعمة يقبل أنْ يَكُون خَاطِئ .. وَلِتسأل سؤال مُهِمْ .. يَهُوذَا تاب أم لاَ ؟ يَهُوذا أعَادَ الفِضَّة لِليَهُود وَقَالَ أخطأت إِذْ أسلمت دماً بَرِيئاً ( مت 27 : 4 ) .. نَعم لَكِنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ رَجاء لِذلِك لَمْ تَكُنْ توبة .. هذَا إِعتِراف وَلَيْسَ توبة .. إِذاً مَا هُوَ الفرق بينَ الإِعتِراف وَالتُوبة ؟ التُوبة تُؤدِي إِلَى الإِعتِراف .. مُمكِنْ أعترِف بِالخَطَايا كَإِقرار عقلِي لَكِنْ التُوبة فِي المفهُوم الأرثُوذُوكسِي هِيَ حركِة قلب وَنَفْس وَرُوح وَإِتِجاه لله وَاعتِذار لَهُ[ كَيْفَ أصنَعُ هذَا الشَّرَّ العَظِيمَ وَأُخطِئُ إِلَى اللهِ ] ( تك 39 : 9 ) لَوْ أتينا بِإِنسان غِير مَسِيحِي وَسألناه ماذا يفعل ؟ سَيُقِر بِكُلَّ أفعاله الخَاطِئة كَإِقرار عقلِي لَكِنَّهُ لاَ يتُوب .. هَلْ يُوجد مَرِيض وَيذهب لِلطَبِيب فَيسأله الطَبِيب بِمَاذا يشتكِي ؟ يُجِيبه المَرِيض وَيَقُول لَهُ إِسأل إِنتَ ؟!! .. لاَ .. هذَا المَرض مُؤلِم وَهُوَ ذَاهِب لِلطَبِيب يشتكِي ألمه .. هَكَذَا الخَطِيَّة مُؤلِمة وَنَحْنُ نذهب لِلطَبِيب الحَقِيقِي نشتكِي الألم وَنطلُب عِلاَج .. يَهُوذَا كشف عقله وَاعترف لَكِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ رَجاء لِذلِك لَمْ يتُب بَلْ مضى وَشنق نَفْسه ( مت 27 : 5 ) .. إِحذر الفشل .. إِحذر التُوبة المُتَكِلة عَلَى الذَّات .
ب/ إِحذر الإِستهتار :-
سِمة رَهِيبة فِي شباب هذَا الجِيل .. عَامةً فِي كُلَّ الحياة وَتَسَلَّلت لِلحياة الرُّوحِيَّة .. لاَ أحد يُرِيد أنْ يَصُوم أوْ يِحضر قُدَّاس مُبَكِراً أوْ يذهب لِلإِجتِماعات أوْ َكَأنَّ الأمر لاَ يستحِق الجِدِيَّة بينما الكِتاب يَقُول [ الرَّخَاوَةُ لاَ تَمْسِكُ صَيْداً ] ( أم 12 : 27 ) يُوجد قَانُون رُوحِي تَتَفِق عليهِ مَعَ أب الإِعتِراف .. حد أدنى مِنْ الصُوم وَحد أدنى مِنْ الصَلاَة وهذَا أمر لاَ نِقاش فِيهِ يُحكَى عَنْ الأنبا مِينَا آفَامِينَا أنَّهُ كَانَ يُعطِي المُعترِف قَانُون رُوحِي فِي الإِعتِراف وَإِذا جَاءهُ المُعترِف دُونَ أنْ يفعل قَانُونه كَانَ الأنبا مِينَا يفعله بدلاً عَنْهُ أمامه .. لأِنَّهُ قَانُون فَهُوَ وَاجِب التَّنفِيذ [ غير مُتَكَاسِلِينَ فِي الاِجتِهادِ . حَارِّينَ فِي الرُّوحِ ] ( رو 12 : 11 ) .. نَحْنُ نُرِيد مَلَكُوت الله بِرَاحة .. لاَ [ مَلَكُوتُ السَّمَواتِ يُغْصَبُ وَالغَاصِبُونَ يَخْتَطِفُونَهُ ] ( مت 11 : 12 ) وَمهما نِجَاهِد فَنَحْنُ عَبِيد بَطَّالُون ( لو 17 : 10) .
ج/ إِحذر التَّأجِيل :-
قَدْ نَقُول نَحْنُ فِي سِن الشَّباب فَلتنتَظِر علينَا قَلِيلاً لِنَتَمَتَّع بِالحياة ثُمَّ نَتُوب وَندخُل فِي عِشرة مَعَ الله .. هُناك مَنْ يُؤجِل لِمدى بَعِيد أي بعدما يَعِيش شبابه وَهُناكَ مَنْ يُؤجِل لِمدى قَرِيب وَيَقُول هذَا الكَلاَم يحتاج وقت وَأنَا فِي فِترة دِراسة .. بعد نِهايِة الدِراسة سَأبدأ الحياة الرُّوحِيَّة بِجِدِيَّة .. وَلِنْسأله كَمْ دِراسة مرَّت عليكَ ؟ وَكَيْفَ كَانَ حال كُلَّ صِيف عِندك ؟ هذَا الأمر لَيْسَ لَهُ عِلاَقة بِدِراسة أوْ صِيف .. هذَا مرض رُوحِي لأِنَّكَ وَأنتَ فِي فَرَاغك تُؤجِل أيضاً كَلِمات ذَهَبِيَّة سمعها القِدِيس أُوغُسطِينُوس فِي رِسالة رُومية 13 : 11 – 12[ أنَّهَا الآنَ سَاعة لِنَستيقِظَ مِنَ النُّومِ . فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا . قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ فَلنخلعْ أعمال الظُّلمةِ وَنَلْبَسْ أسْلِحَةَ النُّورِ ] .. هذِهِ الكَلِمات أحدثت زِلزَال فِي أُوغُسطِينُوس .. كَمْ مرَّة أرسل لَكَ الله كَلِمات تَهِزَّك ؟ هَلْ أسكتَّ صوتهُ أم قبلتهُ وَتَجَاوبت معهُ الله لَنْ يهدأ حَتَّى تَتُوب .. إِحذر التَّأجِيل بُولِس الرَّسُول وَعظ وَعظة ذَهَبِيَّة وَكَلَّم فِيلكس الوَالِي عَنْ الدينُونة وَالتَّعَفُّف وَاهتزَ فِيلكس وَكَانَ عَلَى وشك أنْ يَتُوب لَكِنَّهُ أجَّل وَقَالَ لِبُولِس إِذهب الآن وَمَتى أجِد وقت أدعُوك مرَّة أُخرى( أع 24 : 25 ) – أجِّل – لَنْ تسمع صوت الله فِي كُلَّ مرَّة بِنَفْس القُوَّة .. لاَ طَرَقات الله وَدَقَّاته عَلَى قلبك وَصُوته لَيْسَ هَيِّن يُقال أنَّهُ فِي الدينُونة سَيأتِي الله وَيطلُب ثمن تَوَسُلاَته السَابِقة وَالآباء يَقُولُون أنَّ سُكَّان الجَحِيم كُلَّهُمْ كَانُوا يُرِيدُونَ التُوبة لَكِنَّهُمْ أجِّلُوا وَلَمْ يَتُوبُوا لِذلِك جَمِيعهُمْ يَتَمَنُون لحظة مِنْ حياتنا الآن لِيُقَدِّموا فِيهَا تُوبة مَا أجمل الإِبن الضال الَّذِي قَالَ [ أقُومُ وَأذْهَبُ إِلَى أبِي ] ( لو 15 : 18 ) .. إِحذر التَّأجِيل .. وَالآباء يَقُولُون [ إِنْ كُنت حَكِيم فَلاَ تُؤجِل زَمان بِزَمان ] رَبِّنَا يِسنِد كُلَّ ضعف فِينَا بِنِعمِته لَهُ المجد دَائِماً أبَدِيّاً آمِين

عدد الزيارات 2398

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل