الكتاب المقدس والأسرة

Large image

{ إسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد .. فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قوتك ولتكن هذه الكلمات التي أنا أُوصيك بها اليوم على قلبك وقُصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك } ( تث 6 : 4 – 8 )

نحن نؤمن أن الأسرة هي أيقونة الكنيسة هي الصورة الحية المُعبرة عن عمل الله في الكنيسة فإن كان عمل الله في الكنيسة عمل حي وقوي ومؤثر فتكون صورة الأسرة صورة حية فعالة قوية ومن أساس تكوين هذه الصورة الحية للأسرة الكتاب المقدس معلمنا موسى يقول { لتكن هذه الكلمات التي أنا أُوصيك بها اليوم على قلبك وقُصها على أولادك وتكلم بها حين تجلس } أي تكلم بها في كل حين { اربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك }{ سراج لرجلي كلامك ونورلسبيلي } ( مز 119 : 105) أي أمام عينيك باستمرارأُكتبها على قوائم باب بيتك وعلى أبوابك على يدك أي على إرادتك وأعمالك على قلبك أي على مشاعرك على عينيك أي إنها هي التي تحكمك في طريقك كلمة ربنا هي التي تعلمني متى أتكلم وتعلمني متى أسكت كلمة الله تعطيني حكمة لو قيِّمنا حياتنا سنجد أنفسنا بعِدنا كتير عن الكتاب المقدس عن قراءته وعن دراسته وعن حياة الوصية وعن روح الكلمة الإلهية لو قيسنا أنفسنا على أي وصية سنجد أنفسنا في حالة من الضعف الشديد فلو قيست نفسي على وصية { ينبغي أن يُصلى كل حينٍ ولا يُمل } ( لو 18 : 1 ) أو { أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم } ( مت 5 : 44 ) أين أنا من عمل الرحمة ومن تغيير القلب الكتاب المقدس هو الذي يدخل إلى أعماق قلب الإنسان ويغيره صعب جداً أن إنسان يتغير بدون كلمة الله لا يوجد صلاح فينا أو في أولادنا بدون كلمة ربنا { أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم بهِ } ( يو 15 : 3 )أي أن كلمة الله هي التي تنقي القلب { أنك منذ الطفولية تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تُحكمِّك للخلاص } ( 2تي 3 : 15 )بولس يقول ذلك لتلميذه تيموثاوس الذي تعلم من أمه ومن جدته نحن نهتم كثيراً بأولادنا من الناحية الجسدية فقط نهتم فقط بالأكل والشرب واللبس والدروس فقط لا يوجد إهتمام روحي بالرغم من أن كيان الإنسان نفس وجسد وروح لا يصح أن نهتم بناحية واحدة ولا نهتم بالباقي لو اهتمينا بناحية واحدة وأهملنا الباقي يحدث عجز في شخصياتهم عجز وقصور كم نهتم بالنواحي الجسدية وكم نهتم بالنواحي الروحية نحن لسنا في مشروع تسمين لأولادنا وخلاص الموضوع أهم من ذلك بكثير ويوم ما الجسد يكبر على الروح نحصل على إنسان متمرد ويستخدم جسده بدون روح ويكون متسلط ومتمرد إحكي لأولادك عن ربنا وعن الإنجيل كلِّمه عن الإكتفاء وعن الشكر وعن قديسي الكتاب وعن وصاياه وعن الخلاص وعن عمل الله في التوبة وعن الرجاء في الإنجيل كلِّمه بالكلمة الإلهية المُحيية فلو عاشر ناس مهما كانوا ضُعاف لا أخاف عليه لأن إبني شبعان و " النفس الشبعانة تدوس العسل "( أم 27 : 7 ) إبني شبعان وغني أينما وجد كلمة الله تحميه وتحرسه وتحفظ عقله وقلبه ومشاعره لأنها أمامه باستمرار ولو رأى خطر كلمة الله تعطي له إفراز وتِبعِده لماذا نجلس مع بعض أمام التليفزيون ولا نجلس حول الإنجيل ؟ لماذا نجلس ونتكلم في كل شئ ولا نتكلم أبداً مع بعض في موضوع روحي ؟ هل هذا هو شكل الأسرة المسيحية ؟ العالم كله ضغوط لا تنتهي ينبغي أن نواجه ذلك بروح الله الموجودة في الأسرة الكنيسة الأولى كانت مُضطهدة من الرومان الذين كانوا يضطهدون المسيحيين لأسباب سياسية الدولة الرومانية يعبدون الأصنام ويبخرون للآلهة ليرضوها وإن حدثت كارثة في البلد أو حدثت حرب أو مجاعة يقولون أن الآلهة غضبانة بسبب المسيحيين الذين لا يبخرون للآلهة فأصبحوا يقتلون المسيحيين لمنع غضب الآلهة فكانت الأُسر المسيحية متوقعة القتل والإستشهاد في أي وقت ولذلك كانت الأم قبل أن تُعلِّم إبنها إسمه أو إسم بابا وماما كانت تعلِّمه كلمة " أنا مسيحي " وكانت نفسية الإنسان مهيأة إنها عايشة لله ولكن نحن الأن إنصرفنا عن المسيح وعن مسيحيتنا وعن دعوتنا كأبناء لله وأصبحنا عايشين مثل أولاد العالم وبدل ما نكون ملح للأرض أصبح العالم هو الذي يعطينا طعمه دخل فينا العالم فإن كان العالم يعيش في ذات وشهوات وماديات ومناصب هكذا أصبحنا نحن والحقيقة إن شبعنا في كلمة الله في الكنيسة الأولى كانت النساء العاقرات تبكي لكي يعطيها الله إبن تُقدمه للإستشهاد هكذا فعلت أم القديس بطرس خاتم الشهداء أمه ربته وعلمته إنتظار الإستشهاد في أي لحظة وكان البابا بطرس وهو في السجن قبل الإستشهاد أن المسيحيين تجمهروا من أجله لكي لا يقتلوه ووقفوا على باب السجن لكي ينقذوه قبل خروجه من السجن في طريقه إلى مكان استشهاده فقال البابا بطرس للحراس إعملوا فتحة من الجهة الخلفية ونخرج منها لكي لا يمنعنا الجمهور عمل حيلة لكي يستشهد وليس لكي يهرب من الإستشهاد { من أجلك نُمات كل النهار قد حُسبنا مثل غنمٍ للذبح } ( رو 8 : 36 )البيت مسئول عن تربية الأولاد تربية مسيحية روحية الكنيسة ومدارس الأحد ساعة في الإسبوع لا تكفي لأن تجعل الولد يعيش حياة روحية لابد من دور البيت الذي يلقن الإيمان كما تعهدت الأم يوم المعمودية الكتاب المقدس يجب أن يكون له مكانة في بيتنا ليس المهم فقط أن تجعليه دكتور بل المهم أكثر أن يكون بار الله سيسألنا عن أولادنا { هأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب } ( أش 8 : 18) هم وزنات وودائع إلهية الله يعطينا طفل برئ نقي بسيط والعالم سيفسده وعليك أن تُصلح ما يفسده العالم وصعب جداً أن تنصح إبنك بشئ أنت لا تفعله صعب أن تقول له إذهب للقداس وهو يراك وأنت تفضل النوم على القداس صعب أن تقول له إقرأ في الإنجيل وأنت لا تفعل علمني بحياتك قبل كلامك الكلام بدون حياة يكون غير مقنع ويُحدث نتائج عكسية الأسرة ممكن تكون أكبر مساعد على الكراهية عندما تقول له " يجب أن تحصل على مجموع أكبر من ابن عمك أو ابن خالتك " فهي بهذا تُعلِّمه الكراهية والأنا أين الحياة التي بحسب الإنجيل ؟ الوصية ستبقى ميتة في داخلنا إلى أن يتحرك الروح لفِعلها الإنجيل ليس كتاب نظريات وإلا كان شاخ وقِدَم ولكن { كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح } ( عب 4 : 12){ ما سمعتهُ مني بشهودٍ كثيرين أودعهُ أُناساً أُمناء } ( 2تي 2 : 2 ) بولس قال ذلك لتلميذه ونحن لابد أن نُودع كلمة الله لأولادنا ونُكافئهم إن تعلموها اليوم يوجد كتب وتفاسير وشرائط وأشياء كثيرة لتعليم الإنجيل ولكن نحن الأن صرنا منصرفين نحو أمور ميتة ليتنا نعرف عطية الله التي لنا لو عرفنا عطية الله لما انشغلنا في الأمور التافهة مثل المنصب أو الشهوة أو المادة { كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً } ( يو 4 : 13) ماء العالم لا يروي نحن بنعلم أولادنا أن يشربوا من العالم بدل من أن نعلمهم أن العالم غير مُشبع وغير مروي دورنا أن نبدل ماء العالم بماء الروح عطية الله هي كلمة الله التي تحتاج منا أن نتفاعل معها { أتلذذ بوصاياك }( مز 119 : 47 ) البابا من محبته للكتاب المقدس إتفق مع صديق له في الدير على أن يتكلما مع بعض طول النهار من خلال الآيات فلو أراد أي شخص أي شئ من الآخر يقولها بآية والآخر يرد بآية هذا بسبب الشبع من الإنجيل { إفتح فاك فأملأه } ( مز 81 : 10) { الرب قريب لكل الذين يدعونه }( مز 145 : 18) الإنجيل في الأسرة شئ أساسي يجب أن يكون مفتوح وأن يكون موضع تأمل وموضع تمركُز وتجمُّع ما أجمل أن نقدم الوصية لأولادنا في صورة حية وأن يكون لنا إهتمام روحي مع أولادنا في حياتنا وفي برنا الإنجيل هو الذي صنع القديسين القديس أبانوب سِمِع آية هي التي حركت قلبه للإستشهاد { العالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبُت إلى الأبد } ( 1يو 2 : 17) هذه الآية أعطته قوة وسلطان .. والأنبا أنطونيوس سِمِع الآية { إن أردت أن تكون كاملاً فاذهب وبع أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني } ( مت 19 : 21 ) ونفذها الأنبا أنطونيوس عاش" 20 " سنة في مغارة لوحده في الجبل وبدون ناس ولا أحاديث ولا وسائل ترفيه ولا وسائل راحة وظن بعض الناس أنه سيكون مريض نفسي ولكنهم ذهبوا إليه وكتبوا عنه أنهم لم يروا إنسان سعيد وفرحان مثله الله هو الذي يعطي الفرح الحقيقي أي شئ خارج دائرة الحياة الروحية باطل وزائل وفاني فعلى الإنسان أن يتحد بالأمور الحية التي لا تذبُل ولا تقدِم لو عاوزين أولادنا يكونوا قديسين لابد أن نربطهم بالإنجيل وبالأمور الروحية لئلا يكبروا ويصيروا ضعفاء روحياً وممكن يسقطوا في أي ضعف كان فيه خادم زمان صار فيما بعد المتنيح الأنبا بيمن كان خادم وكان فيه عزاء لرجل غني في شبرا والأباء الكهنة قالوا له إذهب وقل عظة في الشادر فذهب وجلس بجواره إثنان من أولاد هذا الرجل الغني الذي كان عنده أربع أولاد فاستغرب أن أولاد الرجل جالسين بجواره المفروض يكون مكانهم في المقدمة يأخذون العزاء في والدهم فسمع واحد من الأخين يقول للآخر عن طريقة توزيع الثروة وعن وصية الأب في توزيع الثروة الأب ترك لهم ثروة ولم يترك لهم محبة { الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك } ( 1كو 6 : 13) البطن لا تعرف أن تحتفظ بالأطعمة إعطي لأولادك خبز الحياة { ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله } ( مت 4 : 4 ) عندما تمرد الشعب على الله في البرية عاوزين أكل قال لهم { ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله } هذا هو الغذاء الذي يجب أن نقدمه لأولادنا يجب أن أعرف أصحاب أولادي وألاحظ سلوكه وأكلمه بمحبة وليس بعنف { أيها الآباء لا تُغيظوا أولادكم } ( كو 3 : 21 ) سلم لأولادك الإيمان عديم الغش نحن الأن أولادنا يواجهون هجمات شرسة بخصوص الإيمان إن لم يكونوا شبعانين بالله وبالإيمان يضعفون ويصغرون أمام ضغوط العالم عليهم بسبب إيمانهم هذه هي رسالتي أمام الله مع أولادي مسئوليتي كبيرة تجاه إبني ليس دوري مع إبني أن أعرفه بأمور الدنيا فقط وأثقفه وأعلمه أبونا بيشوي كامل وهو شاب ذهب يفتقد أحد الشباب ففتح له أبو الولد وقاله الولد عنده ثانوية عامة وليس لديهِ وقت للكنيسة هذا العام فقال له أبونا طيب ممكن أجي أنا كل إسبوع أو إثنين لأقص له الدروس التي أخذناها في الكنيسة فقال له لا لا يوجد لديه وقت وإبني لابد أن يُصبح دكتور وبالفعل عدت السنين وذهب الأب ليسأل على هذا الخادم وقاله إبني أصبح دكتور ولكن أنا عندي مشكلة كبيرة هي إن إبني دكتور وارتبط عاطفياً ببنت ممرضة غير مسيحية وبدأ إيمانه يهتز وأنا فكرت إنه كان بيحبك وبيسمع كلامك فقلت أجي وأقولك عشان تساعده خسارة كان الولد عنده اشتياقات حلوة لربنا نحن أحياناً نُعطي ربنا مرتبة أخيرة في أولوياتنا أحياناً ممكن نشجع إبننا على إنه يعمل أي شئ ولكن عند القداس نقول لأ ينام عشان يرتاح وعند الصوم نقول لأ خليه يشرب لبن لأن هو ضعيف هل اللبن والفراخ واللحمة هي اللي هتنجحه ؟ الجسد كلما طاوعته كلما أخذت منه خطايا وتمرد ربنا يسوع حافظ أولاده وحافظ كل أسرة هو يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته ولإلهنا المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 2745

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل