شهادتى للمسيح

Large image

من سفر أرميا بركاته على جميعنا أمين .. ” قد أقنعتني يارب فاقتنعت وألححت عليَّ فغلبت .. صرت للضحك كل النهار كل واحدٍ استهزأ بي .. لأني كلما تكلمت صرخت .. ناديت ظلم واغتصاب لأن كلمة الرب صارت لي للعار وللسخرة كل النهار .. فقلت لا أذكره ولا أنطق بعد باسمهِ .. فكان في قلبي كنارٍ مُحرقةٍ محصورة في عظامي فمللت من الإمساك ولم أستطع “ ( أر 20 : 7 – 9 ) نتحدث في موضوع " شهادتي للمسيح " .. هذا الموضوع الهام جداً في حياتنا .. إن كل مسيحي لابد أن يكون شاهد للمسيح وأن يكون كارز القديس يوحنا فم الذهب يقول أن الشمس ربما لا تأتي بضوء ولكن ليس هناك مسيحي لا يشهد للمسيح إن أرميا النبي أعطاه الله رسالة من أجل التوبة وإنذار الشعب من السبي بسبب تراخيهم وطلب الله من أرميا أن يُنذرهم ولكن الشعب لا يُبالي .. بل كانوا يسخرون منه .. فأخذ أرميا قرار بأن لا يذكره ولا ينطق بعد باسمهِ حتى لا يُعيِّره أحد .. ولكن وجد داخله نار محصورة في عظامه .. فوجد نفسه غير قادرعلى السكوت الشهادة للمسيح بها ثلاث نقاط :-
1.عِشرتي مع المسيح .
2.ضرورة الشهادة .
3.مجالات الشهادة .

أولاً : عِشرتي مع المسيح :-
هل أعرف المسيح ؟ هل أعيش الإنجيل والكنيسة ؟ هل لي عِشرة خفية مع إلهي ؟ كيف أتحدث عن إله لا أعرفه وليس لي علاقة خفية معه ؟ هل أشتاق أن أعرَّف الناس طريق يسوع ؟ الحياة المسيحية يُقال عنها ” تعال وانظر “ ( يو 1 : 46 ) .. أي إنسان ذاق المسيح .. ذاق عذوبته واختبر الحياة مع الله فلم يستطيع أن يعيش هكذا بمفرده .. كما يقول بولس الرسول ” لكي نُحضِر كل إنسان كاملاً في المسيح يسوع “ ( كو 1 : 28 ) هل اسم الله محصور في عظمي مثل نار ؟ إن أهم شئ في الشهادة أن أكون أنا تذوقت المسيح .. فالآباء القديسين يقولوا ” الكلام عن العسل شئ ومذاقة العسل شئ آخر “ .. ما أجمل الخدمة التي تأتي بعد العِشرة مع المسيح !!يقول معلمنا بولس الرسول ” لأننا رائحة المسيح الذكية “ ( 2كو 2 : 15) .. من أين جاءت هذه الرائحة ؟ من المكوث معه وفي حضرتهِ .. إن المسألة ليست نظرية بل هي حياة عملية وشركة مع الله .. فهناك من يدرس المسيح وهو لا يعرفه المسيح الذي يغفر خطاياي أتلامس أنا معه كإنسان خاطي .. تلامست معه في مغفرة خطاياي .. أستطيع هنا أن أُحدِّث الناس عن غفرانه للخطايا .. أُنظر للأمر نظرة جديدة في حياتك لكي تشهد للمسيح في المجتمع .. في الكنيسة عليك أن تتشبع به .. واسأل نفسك سؤال هام جداً " هل أنت مسيحي حقيقي " ؟
ثانياً : ضرورة الشهادة :-
من ذاق المسيح يشعر أن شهادته للمسيح أمر مهم جداً .. شعر أن محبة ربنا دخلت في قلبه .. يقول بولس الرسول ” الضرورة موضوعة عليَّ فويل لي إن كنت لا أُبشِّر “ ( 1كو 9 : 16) .. لأنه ذاق المسيح وعاشره .. المسيح الذي نقله من سلطان الظلمة إلى النور يرغب أن يأتي بكل الناس إلى رجاء التوبة شهادتنا للمسيح واجبة وليست اختيار .. معلمنا بولس الرسول يقول ” هو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام “ ( 2كو 5 : 15) .. هل قصة فداء ربنا يسوع المسيح دخلت إلى كياني غيَّرته .. أم هي قصة خارجة عني ؟ هل القصة جعلتني أغيَّر كل مفاهيمي وسلوكي ؟ من أحبوا المسيح ليسوا جهلة أو متهورين .. هم ناس تذوقوا محبته .. القديس مارِفلكسينوس يقول ” أنت قد جرحت قلبي أيها الحبيب .. أنا لن أقوى على ضبط لهيبك “ .. فكان في قلبي كنار محصورة في عظامي .. العلامة مع الله تجعلني لا أستطيع أن أعيش دون الخدمة وعدم الشهادة له ما أجمل آباءنا الرسل عندما أخذوهم الرومان وعذبوهم وضربوهم وبعدها قبلوا أن يُطلقوا سراحهم بشرط أن لا يتحدثوا ثانيةً عن المسيح .. لكنهم رفضوا العرض من منا شهادته واجبة إلى هذا الحد ؟ من الذي دخَّل الخدمة فيه في قلبه وعقله وسلوكه ؟ رأينا رسالة الأنبياء في كل وقت وفي كل ظروف كانوا يتكلمون عنه .. حزقيال النبي يقول له يارب هناك من لا يسمع .. فقال له الرب ” تتكلم معهم بكلامي إن سمعوا وإن امتنعوا لأنهم مُتمردين “ ( حز 2 : 7 ) .. وقال الله لأرميا النبي ” تكلم ولا تسكت “ المسيحي خادم بطبعه في كل مجال من مجالات الحياة .. تجعله عندما يقف في القداس الإلهي ويقول” آمين .. آمين .. آمين بموتِك يارب نُبشِّر “ يشعر أنه يقول ويعترف بصوتٍ عالٍ .
ثالثاً : مجالات الشهادة :-
أول مجال هو نفسي .. أورشليم واليهودية والسامرة وأقصى الأرض أورشليم .. هي قلبي وعقلي ونفسي وجسدي .. أشهد للمسيح أمام كل هذا .. أشهد له بيدي المرفوعة .. أشهد له باسمه المحفور داخل كياني .. لابد أن أُعلن يسوع المصلوب المنتصر داخل نفسي .. أشهد له أمام ملاكي الحارس وأمام عدو الخير .. قدم نفسك ذبيحة حية مقبولة ومرضية أمام الله .. إقرأ كلمة الله باستمرار .. إن أورشليم هي أعمق جزء فيَّ اليهودية .. هي المجتمع الضيق الذي نعيش فيه .. الأسرة .. البيت .. الأقارب .. الجيران .. كنيستي .. أصحابي .. كثيراً نسلك كمسيحيين داخل الكنيسة ولكن لا نسلك هكذا في بيوتنا أو مع الأقرباء أو الأصدقاء كل ممارسة مسيحية لا تنبع من البيت هي غاشة .. أي أن الذي ليس له عِشرة حقيقية داخل بيته مع الله هو غير صادق .. لأن الآباء القديسين يقولوا ” صلاة المخدع خير من ألف صلاة بين الناس “ .. لو كلٍ منا عاش المسيح تجد كل بيته يأتي وراءهُ .. ” اجذبني وراءك فنجري “( نش 1 : 4 ) .. الشخص الصادق مع الله لا يتركه الله بلا أفراح وبلا تعزيات .. الحياة مع الله مُفرحة السامرة وأقصى الأرض .. هي أبعد من ما سبق .. أي الغرباء .. هل من هم غير مسيحيين يجدون فيَّ شئ مختلف ؟ شئ يجذبه ؟ هل سيجد داخلك قوة الروح .. وعمل الله ؟ هل تشهد للمسيح بسلوكك وتصرفاتك أمام الغرباء ؟هل تحب الجميع دون تفرقة ؟ ” لأنه إن أحببتم الذين يُحبونكم فأي أجر لكم “ ( مت 5 : 46 ) .. عندك فرصة ذهبية أن تشهد للمسيح لأنك قريب للذين لا يعرفونه .. وتحتك بكل المجتمع فلا تُضيع الفرصة .. إشهد للمسيح بأمانتك وتمييزك لأن قانونك مختلف عن الجميع .. إن فكرك يختلف عن فكره .. لا تجعل الإنجيل الذي في داخلك إنجيل مكتوم عيش إنجيلك حتى يتساءل الجميع ويحب المسيح بسببك .. والعكس صحيح ” اسم الله يُجدف عليه بسببكم بين الأمم “ ( رو 2 : 24 ) ربنا يعطينا نعمة لكي نشهد له ربنا يكمل نقائصنا ويسند كل ضعف فينا بنعمته له المجد دائماً أبدياً آمين

عدد الزيارات 3371

العنوان

‎71 شارع محرم بك - محرم بك. الاسكندريه

اتصل بنا

03-4968568 - 03-3931226

ارسل لنا ايميل